لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


94 - انين الساقية - اليزابيث غراهام - عبير القديمة ( كاملة )

أنين الساقية – أليزابيث غراهام – روايات عبير القديمة الملخص رفه عن نفسك! تعرف الى شخص آخر ! لا تيأس! عبارات تقال دائما لجريح القلب. كوري المعلمة الصغيرة , المتخرجة

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-06-09, 03:55 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : روايات عبير المكتوبة
Aetsch 94 - انين الساقية - اليزابيث غراهام - عبير القديمة ( كاملة )

 

أنين الساقية – أليزابيث غراهام – روايات عبير القديمة
الملخص
رفه عن نفسك! تعرف الى شخص آخر ! لا تيأس! عبارات تقال دائما لجريح القلب.
كوري المعلمة الصغيرة , المتخرجة حديث, يجرحها الحب , لكن يأتي من يعرض عليها صفقة بديلة يقصد بها ترفيهها وأبعادها عن مصادر الألم.
كريغ مايسون يقدم لها وظيفة معلمة في مزرعته البعيدة, ثم يطلب يدها في زواج شكلي هدفه الأعتناء بطفل شقيقه الراحل, ومساعدته على ربح دعوى الحضانة لضم الطفل اليه .
.... تقبل كوري وتسافر معه الى مزرعته , وتسير الأمور كما رسمعا كريغ, الى أن تظهر ماريزا والدة الصبي الجميلة وعازفة البيانو الشهيرة, زواجها الأبيض اسودت صفحته في الكوخ حين تكشف كوري حبها اللا نهائي لكريغ...
لكن ماريزا بالمرصاد لأخذ كريغ والطفل والمزرعة , تلملم كوري جرحها وتبتعد تاركة كل شيء للمنتصرة .منتديات ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس

قديم 19-06-09, 03:57 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


1- الجرح في القلب
" ألم ترتدي ثيابك بعد يا كوري؟ أرجوك أسرعي , المدعوون سيكونون هنا خلال دقائق".
بهذا بادرت دورين بيدج شقيقتها التي كانت ما تزال تجلس أمام المرآة منذ بعض الوقت من دون أن تغير هندامها , ودورين كانت مكتملة الأناقة في ثوب طويل للسهرة , حدقت في شقيقتها التي راحت تسرَح شعرها الطويل مجيبة:
" لا تستعجلينني يا دورين, أنا لا أظن أن وجودي بين ضيوفك ضروري لحظة وصولهم".
وأضافت وهي تتحرك نحو الخزانة بحثا عن فستان.
" وأنا لا أظن كذلك أن وجودي في الحفلة كلها ضروري".
ردت دورين فورا:
"الأمر ضروري جدا لدى هاورد , وأنت تعرفين ذلك, أن كبار المستثمرين في المصرف سيكونون هنا الليلة!".
وتابعت ببطء:
" يجب أن تعترفي بفضل هاورد عليك , على الأقل يمكنك...".
قاطعتها كوري وهي تضع فستانا أبيض عليها وتدير ظهرها لشقيقتها البكر كي تشدَ لها السحَاب.
" لا بأس يا دورين , هاورد سيرتاح من مصاريفي خلال وقت قصير , وحالما تصلني شهادة التعليم سوف...".
" لا تتكلمي هكذا. أنت تعرفين جيدا أن هاورد سعيد في مساعدتك على أكمال دراستك , خصوصا بعدما أنتقل والدنا الى ولاية أريزونا للتقاعد هناك, لم يتذمر يوما من هذا الموضوع , ولكنني أعتقد...".
" أعرف يا أختي تماما ما تعتقدين : أن هاورد عزيز جدا".
وأضافت متهكمة :
" على الرغم من أنه ثري جدا".
ردت شقيقتها باستغراب:
" أنا لا أفهم موقفك السلبي من الرجال الأغنياء , وأنا سعيدة جدا لأن خطوبتك لروجر أنتهت , أنت لا تعرفين معنى العيش في فقر ألى أن تجربي ذلك بنفسك".
ابتسامة كوري أختفت من وجهها مع ذكر روجر هانسن , جلست بعصبية أمام المرآة وتناولت فرشاة وراحت تسرح بها شعرها بضربات عصبية.
أدركت دورين تسرُعها في أبداء الملاحظة فقالت مازحة:
" لا بأس يا حبيبتي , هذه الليلة ستلتقين برجال جدد لم تلتقيهم من قبل هنا, لا بد أن ينالوا أعجابك".
" لن يكونوا مختلفين عن غيرهم , رجال في أواخر الأربعينات , شقر ومترهلين في كل حال يا دورين أنا لست مهتمة بالرجال هذه الأيام , وربما لن أهتم في المستقبل".
مدَت دورين يديها نحو كتفي شقيقتها بتعاطف , جعل الدموع تغمر عيني كوري.
فقالت دورين:
" أنا أعرف أن ما حصل لم يكن سهلا عليك, ولكنني شخصيا عندما أكون متضايقة من أي شيء أجد الحل في الأختلاط مالترويح عن النفس في الحفلات".
وجاء صوت هاورد من بعيد يدعو الفتاتين للألتحاق به في الطبقة الأرضية.
فانسحبت دورين قائلة:
" سوف أخبر هاورد أنك قادمة خلال لحظات , هو دائما يقول أنك جيدة في التعامل مع الناس ويعتمد عليك في حفلات العمل كالتي نقيمها الليلة".
وخرجت دورين مطمءئنة الى موافقة شقيقتها وأغلقت الباب مخلفة كوري تحارب الدموع وتمنعها من أن تنهمر على وجهها , كوري كانت دائما ترفض الدموع وتعتبرها عارا على النساء , لم تتجاوز الثانية والعشرين من العمر, وبمرحها كانت دائما تتجاوز خيبات الأمل التي تمر في حياتها, ولكن خيبة الأمل الأخيرة كانت أكثر مما تستطيع تحمله , فقبل يومين فقط ذهبت الى شقة روجر التي يشاركه فيها طالبان في الحقوق مثله , ووجدته وحده ولكن مع آنجي في السرير ! صدمتها المفاجأة , هب روجر هو الآخر مصدوما , وضع رداء عليه بسرعة وقال محاولا التبرير والأسترضاء:
" كوري , أن الأمر ليس كما يبدو".
وبدا دفاعه ضعيفا, فقالت وهي تكاد تختنق من غيظها وتنسحب الى الباب:
" طبعا الأمر ليس كما يبدو يا روجر , أنت ربما تعطيها دروسا في التنفس الأصطناعي بواسطة الفم, خذ هذا وضعه على أنفها , واسحبها الى الشاطىء للسلامة".
قالت ذلك وهي ترمي له خاتم الخطوبة بعدما سحبته من أصبعها , وخرجت من الشقة الى غير رجعة.
نظرت الى نفسها في المرآة وتساءلت: ترى هل أزعجها كونها ذهبت الى روجر وفي رأسها الرغبة التي كانت لدى آنجي؟ هي أختلفت مع روجر لأنها رفضت أن تستجيب لرغباته قبل الزواج, وهو أعتبرها متخلفة عن العصر في موقفها وحصل صدام , ذهبت اليه لتعيد المياه الى مجاريها ولكنها أصطدمت بغريمتها هناك, مسحت الدموع من عينيها الخضراوين , صحيح أنها خسرت روجر من أجل فتاة ربما أجمل, ولكنها هي ذاتها ما تزال نقية مثل زهرة ربيعية , الفكرة أنعشتها وأعطتها العزاء .
منتديات ليلاس
وبعد وقت قليل كانت كوري في الطبقة الأرضية تتبختر في فستان السهرة بين الضيوف والأثاث الفخم , ثم تنتقل الى الباحة الخارجية المطلة على مدينة فانكوفر التي بدت تلمع بأضواء الكهرباء تحت سماء سوداء تتخااها النجوم والقليل من الغيوم, اأبواب بين القاهة الكبرى والباحة الخارجية كانت مفتوحة مسهلة للضيوف للأنتقال الى الخارج والأستمتاع بطقس استثنائي في ليل أيار(مايو) , راحت كوري ترد الأبتسمات الى وجوه سبق أن التقت بها في حفلات كان يحييها هاورد زوج شقيقتها كمدير للمصرف, توقفت قليلا لتتبادل الحديث مع عائلة ديلاني الغنية بالأخشاب والمتواضعة في التصرف عكس الآخرين , لفتها من بعيد شخص طويل بعينين شديدتي السواد تنظران اليها , أدارت ظهرها لتتابع الحديث مع الحلقة المحيطة بها , وفكرت أن عيني أي رجل لن تهمها أكانت سوداء أم ملونة, ومع ذلك شعرت أن عينيه تراقبانها من بعيد, لم تتمالك من الأستدارة لتنظر اليه ببرود, بدا غريبا , أسمر اللون , أسود الشعر والعينين, سترته البيضاء ساهمت في أبراز بشرته التي لفحتها أشعة الشمس, ولم تخف أتساع منكبيه , بدا من الرجال الذين تنجذب اليهم النساء خصوصا اللواتي أحطن به مع أزواجهن , وبدت فتاة شقراء الى جانبه متأبطة ذراعه , أعادت كوري رأسها نحو المحيطين بها من دون أكتراث للناظر اليها من بعيد, أعادت كوري رأسها نحو المحيطين بها من دون أكتراث للناظر اليها من بعيد,وأنضم اليها هاورد مبتسما , وهي معجبة بزوج شقيقتها , كان كريما جدا معها ومع أهلها , يقترب من الخمسين في حين أن دورين لم تتجاوز الثلاثين, تمنت أن يحقق حلمه بأنجاب ولد واحد على الأقل , كانت متأكدة أنه سيكون والدا حنونا.
فريد ديلاني قال لهاورد مبديا أعجابه بكوري:
" هذه الفتاة لو رغبت في العمل لديَ في شركتي سأكون أكثر من سعيد , أنَ أبتسامتها ساحرة".
فمد هاورد ذراعه في أخوة نحو كتفي كوري وقال مبتسما:
" أعتذر يا فريد, أعتقد أن عليك الأنتظار في الصف من بعدي ومن بعد أدارة المدرسة التي ترغب في كوري".
ابتسمت كوري وقالت منسحبة:
" أفضل الأنسحاب على أن يصيبني الغرور من جراء مديحكم".
واستدارت الى الوراء وسارت لتجد دورين مع الرجل الأسمر الذي كان يحدق فيها قبل قليل, وبادرتها دورين:
" يا كوري, هنا شخص طلب أن يقابلك".
قالت ذلك مبتسمة و فهمت منها كوري أن الرجل مهم جدا , على الأقل في عيني دورين , وتم التعارف:
" غريغوري مايسون شقيقتي كورين ديفيس".
" كيف حالك يا آنسة ديفيس".
قال الرجل الطويل أمامها مادا يده الكبيرة نحو يدها التي بدت بحجم العصفور الصغير, عن قرب بدا الرجل أشد سمرة مما أعتقدت نتيجة حمامات شمسية مكثفة, على أحدى وجنتيه تظهر آثار جرح كبير تنتهي في شعره الأسود.
شعرت كوري أنها أحمرَت خجلا عندما نظرت الى عينيه الجريئتين , ولم تفهم ما كانت تقوله دورين الى أن أنتبهت:
".... مزرعة في الداخل, ومع ذلك لا أفهم كيف يمكنك أن تعيش في مكان معزول كهذا يا سيد مايسون, أن الحياة هنا أكثر أثارة".
" أن في المزرعة الكثير من الأثارة يا سيدة بيدج, ربما ليست الأثارة التي أنت معتادة عليها هنا أو التي يهمك أمرها , ولكنها تلائمني جدا".
وتابع وهو ينظر الى كوري:
" أن الحيوان أكثر أثارة من الأنسان في كثير من الأحيان".
" أنت تمزح بالطبع".
قالت دورين مبتسمة وأختصرت الموضوع بتغييره قائلة:
" وأظن من المناسب أن أترككما معا للتعارفا, وسألتحق بهاورد الذي يبدو أنه بحاجة ألي!".
وراقبت كوري شقيقتها تنسحب الى حيث وقف هاورد حتى كادت تنسى الرجل الواقف الى جانبها الى أن قال:
"هل نتحدث في الخارج؟ هناك بعض الهدوء, وأظن أنك تملكين لسانا يمكن أن ينطق".
أحمرت كوري مجددا , وشعرت بأنزعاج من تصرفه الواثق خصوصا عندما وضع يده تحت ذراعها وقادها الى الخارج.
" نعم أملك لسانا , ولكن الكثيرين يجدونه مرا".
وعندما توقفا في أحدى زوايا الباحة الخارجية وجلسا على مقاعد وثيرة قال:
" وأعتقد أنه, أضافة الى كونه مرا, يمكن أن يكون جذابا أن تركت له العنان".
وشعرت كوري بالعداء اتجاه الرجل الذي تلتقيه لأول مرة , ولم تفهم لماذا؟ ربما لثقته الزائدة في نفسه وفي أعتقاده أنها ستفرح لمجرد أختيارها من بين جميع النساء في القاعة لينفرد بها , أن شكله يجذب مختلف أنواع النساء وحتى آثار الجرح الكبير لا تخفف من جاذبيته , وربما تزيد منها أذ تضفي عليه نوعا من الغموض.
سحب سيكارا طويلا من جيبه وسألها أن كانت تنزعج من تدخينه , أجابت بلا مبالاة:
"لا أنزعج أن كنت أنت لا تنزعج".
" لا أعتقد أن سيكارا أو أثنين في اليوم يضران في الصحة".
وأشعل كبريتا أنعكس على وجهه فبدا قوي الملامح من النوع الذي لم تعرف مثله, ماذا قالت دورين؟ أنه مزارع في منطقة نائية , اذا هذا ما يفسر تأثير أشعة الشمس على بشرته, وفكرت أنه كمزارع لا يمكن أن يكون لعوبا وثريا, ومع ذلك دعاه هاورد , أذن يجب أن يكون ثريا.
بدأت بتردد:
" مزرعتك... هل تعتبر كبيرة؟".
" كبيرة جدا, فيها بضعة آلاف من الماشية".
"آه".
ولم تجد كوري غيرها تعبر عن دهشتها, لم تستطع أن تتصور آلاف الرؤوس من البقر في مزرعة , ووجدت أن الأمر لا يعنيها, نظرت الى المدينة المضيئة من بعيد , وفكرت أن روجر هناك , ربما وحده في شقته أو مع آنجي, وشعرت أن الدموع تكاد تظهر من عينيها فأدارت وجهها عن الرجل الذي أمامها.

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
قديم 19-06-09, 03:58 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


وأذا به يقول:
" أن زوج شقيقتك أخبرني عن آخر تجربة قاسية مررت بها".
نظرت اليه منزعجة وأذا به يضيف:
" أخبرني أيضا أنك معلمة".
" سوف أكون معلمة عندما تصل شهادتي خلال أسبوع".
وشعرت بارتياح لأن الحديث أبتعد عن الموضوع الأول ولم يدم أرتياحها عندما قال:
"من أجل هذين السببين جئت اليوم الى هنا , أعتقد أنه يثيرك العرض الذي سأقدمه لك".
وفكرت بأرتباك , ما الذي جعل هاورد يخبر هذا الغريب عن أمورها الخاصة , وتملكها الغضب فأجابت:
" عرض؟ أي عرض؟ لا أعتقد أن عرضا منك سيثيرني يا سيد مايسون".
" أليس من اللائق أن تستمعي الى العرض قبل أن ترفضيه؟".
" ولكن أظن أن هاورد يريدني الآن في الحفلة في الداخل".
وحاولت أن تنهض فأمسكها من ذراعها قائلا:
" هاورد يعرف عن رغبتي في الأخذ من وقتك , هل تجلسين؟ أرجوك".
ولأنه قال أرجوك , وبدت كأنها من الكلمات النادرة التي يتلفظ بها, تراجعت وعادت الى المقعد تستمع أليه.
قال:
" أنا هنا في فانكوفر أبحث عن معلمة تستطيع أن تأتي معي الى مزرعة مايسون , تعلم لفترة قصيرة جدا حتى آخر السنة الدراسية أي مدة ستة أسابيع".
وحملقت به كوري وقالت بغضب:
" ما الذي حملك أنت وهاورد على الأعتقاد أنني أرغب في الأنتقال الى الأدغال؟ حتى ولو لفترة قصيرة؟ هل أطلقت أسمك على بلدة؟".
أجاب متجاهلا غضبها وسخريتها:
" مزرعة مايسون هي مزرعتي".
" وهل هي كبيرة جدا حتى يكون فيها مدرسة؟".
" ثمة أربعة عشر ولدا يتابعون الدراسة من أبناء المزارعين , وجدت أنه من اللائق أن أجعل لهم مدرسة خاصة بهم على أن يتكبدوا الأنتال الى مدارس بعيدة , وذلك من أجل الحفاظ على الحياة العائلية في المزرعة, طبعا ليس من السهل أن نحتفظ بمعلمة في مكان ناء مثل مدرستي وفيها أولاد من مختلف الأعمار , آخر معلمة تركت قبل أسبوع بسبب هذه العزلة وأختلاف أعمار الأولاد".
" وما الذي يجعلك تعتقد أنني سأجد هذه الأجواء ملائمة لي؟".
" لأن التجربة تكون مفيدة لك كمعلمة مبتدئة , وأضافة الى ذلك تساعدك على تجاوز المحنة القاسية التي تمرين فيها , وذلك بواسطة تغيير الأجواء".
وتابع بهدوؤ متعمدا هزَها:
" أن الركوب على الحصان في منطقة خشنة تساعد على طرد كل الأفكار من رأسك".
وأشتعل غضبها من جديد لأنه بدا واضحا أنه يشير الى خطوبتها الفاشلة.
فوقفت من جديد وقالت:
" لا أظن أن الركوب على الحصان سيفيدني في هذه الحالة , خصوصا أنني لم أركب حصانا من قبل وليس عندي الرغبة في ذلك في المستقبل".
وقبل أن تمشي وقف هو الآخر وسد طريقها قائلا:
" أرجو أن تفكري في الموضوع خلال الليل قبل الرفض النهائي , أن الأمر مهم جدا لي".
" لماذا؟".
سألت بنبرة حادة, فأجاب:
" عندي ولك أريد أن أنشئه , أنه في الصف الأبتدائي الأول , وأريده أن ينهي السنة مع معلمة كفوءة".
رفعت رأسها نحوه وسألت:
" وهل زوجتك تترك كل هذه الأمور لتقريرك أنت؟".
وعرفت الجواب سلفا , طبعا هو من النوع المتسلط وكيف يمكن لزوجة أن تقف في وجهه؟".
وأذ به يقول:
" أنا لست متزوجا, الولد هو أبن شقيقي المتوفي , وأنا مسؤول عنه".
"آه " علقت وهي تحاول أن تغير أنطباعها عن الرجل .
عازب يتولى مسؤولية تربية أبن شقيقه , ليس سيئا جدا , فسألته:
" ماذا عن أمه؟".
نظر الى البعيد وقال:
" أنها تسافر كثيرا , ومن الأفضل أن يكون للولد بيت ثابت".
ولم تجد كوري شيئا تسأله أكثر مما فعلت , استدارت قليلا ونظرت الى البعيد مثل الرجل الواقف الى جانبها, وراحت تفكر: كيف تكون عليه الحياة في مزرعة نائية , حيث لا أصدقاء بل بقر وماشية؟ آلاف الأميال عن الأرض الحمراء في كل أتجاه , وشعرت برجفة برد , لاحظ الرجل رجفتها فقال:
" يجب أن تعودي الى الداخل, أنك بردانة".
وضع يده على ذراعها وسار معها سائلا:
" هل تعطيني الجواب على العشاء مساء الغد؟".
وقفت قرب الباب وقالت:
" أستطيع أن أعطيك جوابي الآن".
ولم ينتظر الجواب , بل قال:
" وهل تقبلين العشاء معي غدا؟".
هزت كتفيها بلا مبالاة وقالت:
" لن يختلف الجواب غدا عن الآن, في كل حال أذا كنت بحاجة الى رفيقة غدا....".
ولم تتمكن من متابعة الجملة اذ قاطعها قائلا:
" لو كنت في حاجة الى رفيقة , لما كان عليَ النظر الى البعيد يا آنسة ديفيس".
ورفع نظره الى حيث الفتاة الشقراء التي كانت متأبطة ذراعه عندما لاحظته كوري أول مرة.
ثم نظر الى كوري قائلا:
" سوف أمر عليك الساعة السابعة والنصف مساء الغد, هل ثمة مطعم خاص ترغبين الذهاب أليه؟".
أجابت في سرعة وغضب ومن دون تفكير أول أسم مطعم خطر على بالها:
" مطعم الشيطان!".
هز رأسه موافقا وتركها ودخل الى القاعة الكبرى نحو الفتاة الشقراء .
رافقته كوري بنظرها فقط وشعرت بثقته الشديدة في نفسه, وعوضا عن أن تدخل الى القاعة الكبرى عادت الى الباحة الخارجية وأستندت الى حائط الباحة وهي تشعر أن البرد الذي أصابها ليس من الطقس بل من فكرة الذهاب الى مزرعة منعزلة, وفكرت أن الأمر لن يتجاوز ستة أسابيع , ونظرت الى البعيد الى المدينة المللأى بالأنوار وفكرت بروجر , روجر الذي لم ينتظر حتى أكتمال سعادتهما , وفكرت أن غيابها لبضعة أسابيع في بيئة مختلفة ربما يخفف من الجرح الذي أصابها ... ربما يجعل روجر يفتقدها ويشتاق أليها.

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
قديم 19-06-09, 03:59 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

2-لقاء في مطعم الشيطان
غريغ مايسون وصل الى بيت بيدج في السابعة والنصف تماما من اليوم التالي, فتحت الباب وأرتاحت لأنه يرتدي ثيابا غير رسمية مثلها,كانت أحتارت ماذا تلبس, فستان سهرة طويلا أو فستانا عاديا؟ شيء في داخلها أبلغها أن غريغ سينزعج من أمرأة بالسروال على موعد عشاء.
وابتسمت لفكرة أنها ذاهبة في عشاء عمل وليس في موعد رومانسي , تبدو الرومانسية بعيدة جدا عن المزارع القاسي. في كل حال عنده الشقراء تملأ رغباته الحميمة.
منتديات ليلاس
تجولت عينا غريغ في فستان كوري الأخضر والصندل الأبيض وعادتا الى عينيها اللتين أزدادتا أخضرارا لأنعكاس الفستان , والى شعرها البني الطويل على طرفي وجهها وكتفيها , ابتسم قليلا وقال:
"تبدين جذابة جدا".
وتبعها الى غرفة الجلوس , نبرة صوته بدت وكأنها غير معتادة على كيل المديح للنساء , وكوري أستدركت في حسها أن الرجل يعتبر مديحا أن دعا فتاة الى العشاء , سألته:
" هل عندنا وقت لتناول الشراب قبل أن نذهب؟".
أجاب:
" لا بأس في تناوله بسرعة".
وحضر هاورد وزوجته دورين وتبادلوا السلام وقالت دورين:
" سررنا لرؤيتك ثانية يا سيد مايسون".
وبدت دورين سعيدة جدا , وقد فرحت عندما أخبرتها كوري على الفطور في الصباح أن المزارع الثري دعاها الى العشاء, ولكن خاب أملها قليلا عندما علمت أن الرجل يبحث عن معلمة وليس زوجة.
وتناول الأربعة الشراب وتبادل هاورد وغريغ بعض الحديث العام, ثم نظر الى كوري وقال:
" حجزت في مطعم الشيطان للعشاء في الثامنة".
فردت كوري:
" أنا جاهزة أن كنت جاهزا".
ونظرت اليه وهي تتساءل : ترى كيف سيقابل رفضها للعرض؟
قال لها:
" نسستطيع أن نذهب الآن".
ونظر الى ذراعيها العاريتين وقال:
" تحتاجين الى كنزة , الطقس بارد في الخارج".
فأجابت:
" طبعا, أني أحتطت للأمر وكنزتي قرب الباب".
وسارا معا حتى الباب, ونظرت كوري الى الوراء لتلقي تحية المساء على دورين وهاورد فوجدت في عيني شقيقتها نظرات ا؟لأعجاب في الزوجين اللذين يمكن أن تشكلهما هي وغريغ ,و حتى لو فكرت كوري بأمكان نشوء علاقة رومانسية مع الرجل الطويل الأسمر القاسي الملامح , فأنه أسقط كل الأحتمالات في ما سبق أن قاله لها وفي تصرفه العملي غير الحميم في وضع يده تحت ذراعها ليوصلها حتى سيارته.
وفتحت عينيها بدهشة وهي تنظر الى السيارة ( السبور) الفضية ذات المحرك السريع , وسألت:
" هل هذه سيارتك؟".
" ولماذا تسألين؟".
قال وهو يدير محرك السيارة وينطلق بها.
أجابت:
" ربما لأنني أعتقدت أنك قد تشتري سيارة تلائم طبعك المتحفظ التقليددي!".
ابتسم وقال:
" ربما أعتقادك في محله لو كنت أحتاج الى سيارة, ولكن لسوء الحظ في المزرعة لا أحتاج أليها , أذ ليس هناك طرقات للسيارات, وهذه السيارة أستأجرتها".
فوجئت كوري وسألته:
" وماذا تستعمل للأنتقال في المزرعة؟".
" ذوات الأرجل الأربع في أكثر الأحيان".
وبدا مسرورا للحوار, وأضاف:
" أما أذا أحتجنا للأنتقال الى العالم الخارجي , فهناك ساحة للطائرات الصغيرة الخاصة تفي بالمطلوب".
ومع توقف قليل أمام أشارة حمراء , قال لها:
" أنا مسرور جدا لأنك أخترت مطعما للمأكولات البحيرة, فأنا آكل منها ما أستطعت عندما أكون في فانكوفر , فذلك تغيير عن لحوم البق في المزرعة".
وأخذها التفكير بعيدا, هل يمكن أن تتحمل , حتى لبضعة أسابيع , العزلة الكاملة التي أوحى بها كلامه؟ ورفضت أن تقبل فكرة غياب سيارة من أي مكان يمكن أن يقودها المرء في أي وقت يشاء, وحدقت في يديه القاسيتين على المقود وفكرت أنه ربما يكون أيضا قائد الطائرة التي يستعملها للأنتقال من المزرعة ال الحضارة , وتساءلت : أليست هي بحاجة ماسة الى تغيير الأجواء والأنتقال الى مكان منعزل يساعدها على لعق جراحها؟ وفكرت أن مزرعة مايسون لن يكون فيها شيء يشغلها غير تعليم الأولاد ألأربعة عشر.
أمام المطعم أ وقف غريغ مايسون سيارته ودخل وكوري القاعة ليجلسا على طاولة مطلة على المحيط حيث بواخر ضخمة تملأ بضائعها للأبحار الى اليابان , وشعرت بالذنب لأنها أختارت مكانا كان لها ولروجر المطعم المفضل , وأنهما جلسا الى طاولة لا تبعد كثيرا عن تلك التي كانت تجلس اليها مع روجر.
" هل ترغبين في سمك معين , أم تقبلين صحنا من المأكولات البحرية المنوعة؟".
سألها وفي يده لائحة الطعام.
"آه , القليل من كل شيء".
أجابت من دون شديد أنتباه , وشعرت أنه طلب شرابا غالي الثمن , وفكرت في الأيام التي قضتها مع روجر الذي كان يطلب شرابا رخيصا ومع ذلك تجد في فقره كرما وجمالا.
" آسفة , ماذا قلت؟".
سألت وهي تسحب نظرها وفكرها من البحر الممتد أمامها عندما لاحظت أن غريغ قال شيئا لم تفهمه.
" سألتك أن قررت شيئا بالنسبة للعرض الذي قدمته لك؟".
وشعرت بالقليل من غياب الصبر في كلامه, وهمت أن تجيب ولكن الخادم في المطعم وصل ومعه الشراب المطلوب , وأنتظرت قليلا حتى أبتعد الخادم وقالت:
"نعم, سأقبل عرضك يا سيد مايسون , أعتقد أن الأبتعاد عن المدينة بضعة أسابيع سيلائمني كثيرا".
لم يكن لكلامها رد فعل مباشر عليه, وجدته صامتا ويحدق في الصحن الفارغ ويلعب بالشوكة أمامه, وأعتقدت لوهلة أنه لم يسمعها , ولكنه ما لبث أن نظر أليها وسألها:
" هل تقبلين البقاء في المزرعة لمدة أطول من الأسابيع الستة, وفي مهمة تختلف عن تلك التي عرضتها عليك؟".
حدقت فيه باستغراب غير الفاهم , وقالت:
" مدة أطول؟ مهمة مختلفة؟ كم أسبوعا تعني؟ وما هي المهمة؟".
" لمدة لا تزيد عن الستة أشهر".
وأضاف بهدوء:
" على أن تكوني خلال المدة زوجتي".
" لا بد أنك مجنون".
تمتمت كوري وهي تشعر بأضطراب في داخلها.
" نحن بالكاد نعرف بعضنا , وليس من عاطفة بيننا و...".
قاطعها قائلا ببرود:
" هذا أفضل لكلينا, أذ لا مضاعفات تنتج عندما تنتهي الأتفاقية".
" ولكن لماذا؟ أن كنت تحتاج الى زوجة بهذا الألحاح , لا بد أن هناك العشرات من النساء....".
وقاطعها أيضا:
" شكرا, ولكن ليس هناك الكثيرات مثلما تعتقدين , واللواتي أعرفهن سيجلبن التعقيدات والمضاعفات التي سبق أن ذكرتها , ولكن بيني وبينك لن تكون ثمة روابط عاطفية و...".
توقف عن متابعة حديثه عندما أقترب منهما الخادم وراح يصب المأكولات البحرية السخية بمختلف الأنواع الشهية الغالية , ولكن كوري لم تجذبها المأكولات اذ أبتعد فكرها الى ما يرغبه فعلا الرجل الذي أمامها , وما أن أبتعد الخادم حتى تابع الحديث:
" سيكون الأتفاق عمليا بحتا , سهلا ونقيا , أنا أريد أمرأة تلعب دور زوجتي لبضعة أشهر, وأنت تريدين تغيير الأجواء لتتغلبي على مشاكلك الشخصية".
" ولماذا تحتاج الى زوجة لبضعة أسابيع؟".
" لأن زوجة شقيقي تريد أن تتقدم بدعوى حضانة الصبي في أيلول المقبل بحجة أنني لا أستطيع أن أؤمن حياة عائلية طبيعية لأبن شقيقي".
" ولكنها أحق بالصبي , لأنها أمه ولأنها تستطيع أن تؤمن له...".
قاطعها بعصبية:
" لا تستطيع أن تؤمن له شيئا , هي تسافر حول العالم باستمرار , لا تستقر في مكان واحد أكثر من أسبوع , هل هذه حياة عائلية طبيعية لولد صغير؟".
" ولماذا تسافر كثيرا ؟ ألا تريد أن تؤمن بيتا لأبنها؟".
" ماريزا موهوبة جدا, أنها...".
قاطعته كوري بحماس :
" هل تكون ماريزا مايسون عازفة البيانو؟" وهي تتذكر أنها شاهدتها تعزف في فانكوفر الصيف الماضي.
" نعم, هل سمعتها تعزف؟".
" عدة مرات , أنا وروجر...".
وعضت شفتيها وتوقفت عن متابعة كلامها , وفكرت أنها اذا كانت تسعى أن تنسى روجر عليها أن تتوقف عن ذكر أسمه في أي موضوع , وهو تابع من دون أن يعلق على كلامها:
"أذن تفهمين لماذا لا تستطيع أن تؤمن بيتا مستقرا لأبنها , ولماذا لا أريد لأبن شقيقي أن يعيش حياة غير مستقرة ؟ أعتقد أن المحكمة ستأخذ بوجهة نظري أن كان عندي زوجة".
" زوجة لمدة ستة أشهر؟".
واذ به يجيب :
" أستطيع طبعا أن أربي بوبي من دون مساعدة زوجة , ولكن المحكمة هي التي تعتقد أن هناك حاجة الى لمسات أمرأة في تربية الصبي".
ونظر الى صحنه والمأكولات أمامه وقال:
"لننسى الموضوع قليلا ونأكل قبل أن يبرد الأكل".
واستغربت من قدرته على طرد الأفكار مهما كانت مقلقة من رأسه وتناول الطعام بشهية, هي شعرت أم كل لقمة تبلعها تنزل مثل حجر في حلقها, وراحت بها الأفكار بعيدا . الزواج؟ من رجل لم يمض على معرفتها به يومان؟ زواج مصلحة , والعلاقة التي يطلبها منها , ليست الا علاقة سخيفة.
مصلحة غريغ في أن تكون ستار زوجة تسهل له حضانة الصبي , ومصلحتها هي في الأبتعاد قدر الأمكان عن روجر , هل تريد ذلك فعلا؟ رفعت رأسها الى الرجل المنكب على صحنه , كلا, أن تذهب كمعلمة لبضعة أسابيع شيء مختلف تماما عن لعب دور الزوجة , روجر لن يصدق أن رجلا وأمرأة يمكن أن يعيشا معا من دون أن يعيشا معا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى, هل هذا ما عناه غريغ؟ رفع عينيه نحوها فجأة , فأحمرت وجنتاها , وقالت:
" لن يكون الزواج حقيقيا أليس كذلك؟".
" لا تخافي, ستكونين نقية خلال أرتباطنا مثلما أنت الآن , أن هدفي واضح وانت تعرفينه ".
واذ بنظرها يشغله دخول شخصين ليسا غريبين عنها, روجر ترافقه آنجي, أختارا الطاولة التي كانت كوري تعتقد أنها تخصهما وحدهما, هي وروجر, وشعرت بألم الجرح في قلبها عندما لا حظت رأس روجر ينحني قريبا من رأس آنجي , أذن علاقتهما ليست شكلية , أنهما أعطيا الدليل الكافي لعلاقتهما الغرامية الوثيقة , أيديهما تلتحمان فوق شرشف الطاولة الأبيض.
حدقت كوري لغريغ وقالت بعينين قاسيتين :
" حسنا يا سيد مايسون, سأكون زوجتك المؤقتة".
ولم يبد على وجهه الأستغراب, بل قال بهدوء:
"حسنا, أعتقد أن علينا كزوج وزوجة أن نادي بعضنا بالأسم الأول من دون سيد مايسون وآنسة ديفيس أليس كذلك يا كوري؟".
وأبعدت كوري نظرها عن الذين يجذبانها في الطاولة المجاورة وقالت:
" ماذا؟ آه نعم , أعتقد ذلك , ولكن أعتقد أيضا أن الآخرين سيستغربون تسرعنا بالزواج ونحن بالكاد نعرف بعضنا".
هز كتفيه قليلا وقال:
" نستطيع أن نتأخر نحو الأسبوع قبل أن نخبر أحدا عن مشاريعنا".
" الكل يعرف أن لا وقت للمزارع في الرومانسية قبل الزواج".
" دورين سترى الأمر غريبا".
" ولكن في حوار بيننا شعرت أنها لا تعترض أطلاقا على أن أصبح صهرها".
أذا لقد قامت أختها بدور أصطياد زوج لها.
تابع كلامه قائلا:
"في كل حال , لكل خدمة ثمنها".
ورفع يده ينادي الخادم من أجل القهوة, وظلت هي تحدق فيه وقالت:
" المال لا يعني لي شيئا يا سيد مايسون, أنا...".
"غريغ" , قال لها مذكرا , وأضاف:
"أنا أصدقك , ولكن لا أعتقد أنه من الملائم أن تقدمي لي خدمة مقابل لا شيء, أنا ثري وأستطيع أن أدفع....".
" أرجو أن لا نتكلم عن هذا الجانب الآن يا سيد .... يا غريغ".
وفيما هما يشربان القهوة وغريغ يدخن سيكارا, راح يعرض لها خططه للأسبوع المقبل, ولكن كوري كانت تسمع القليل , وعيناها تنظران الى روجر يحيط بآنجي , وأخيرا وفيما هي وغريغ يقومان من طاولتهما ويمشيان معا للخروج , ناداها صوت كم كان حبيبا بالنسبة اليها:
" كوري".
ألتفتت ورأت روجر واقفا وفي عينيه بريق اللهفة, قالت بلا شديد أكتراث:
"آه , أهلا روجر , وأنت كذلك آنجي , لم ألاحظكما".
" أتصلت بك مرارا, هل بلغك ذلك؟".
تأبطت ذراع غريغ وقالت بادعاء:
"آه كلا كنت مشغولة جدا".
وقدمت غريغ الى روجر , وشعرت أنها سعيدة بتقديم غريغ لأنه من الأشخاص الذين تفتخر بمرافقتهم أي أمرأة , آنجي حملقت بعينيها السوداوين , واحتارت كوري أن كانت نظرة آنجي تعني تقديرا لها لأنها تمكنت من أستبدال روجر بسرعة أم أعجابا بغريغ.
وقال غريغ بهدوء وهو يحيط ظهرها بذراعيه:
لنذهب يا كوري , يبدو أننا نسد الطريق على آخرين يريدون أن يمروا".
ابتسمت كوري لروجر وآنجي وسارت لتخلي الطريق لخادم مع طبق مأكولات وما أن أبتعد قليلا حتى أمتلأت عينا كوري بالدموع.
وفي السيارة قال غريغ:
"هل كان ذلك خطيبك السابق والمرأة التي أستبدلك بها؟".
نظرت اليه بعينين تسبحان بالدموع وهزت رأسها بالأيجاب, أحاط ذراعه كتفيها وقال:
" وجدت في قولك لهما أنك لم تلاحظينهما شجاعة وقدرة على الخداع , لقد أعجبتني جدا , هكذا يمكنك أن تقومي بالدور الذي أطلبه منك تمثيله بشطارة أبعد مما كنت أعتقد".
" وكيف عرفت أنني كنت أكذب؟".
" من عينيك اللتين لم تخفيا تأثرهما, ومن عدم تركيزك على الكلام الذي كنت أقوله".
وخيم الصمت عليهما فيما راح غريغ يقود السيارة ويبتعد , وأخيرا قالت:
" آسفة لتصرفي , لم أتوقع أن ألتقيهما هناك الليلة".
"لم تتوقعي؟ أنا شعرت أنك جئت في الماضي الى المطعم والأرجح مع روجر, وأنك أخترته للقائنا الليلة على أمل أن تري روجر هناك أو أن تغرقي في الذكريات".

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
قديم 19-06-09, 04:01 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


استدارت برأسها نحوه في سرعة أعادت شعرها الى الوراء , وحدقت في وجهه القاسي الذي تنعكس عليه أضواء الطريق وهو يقود السيارة , وجدت أن عليها أن تقول شيئا , أن توضح بعض الأمور , ومع أن عينيها ممتلئتان بالدموع قالت:
" لم أعتقد أن روجر قد يكون...".
ولكنها لم تستطع أن تكمل أذ شعرت بغصة في حلقها , واذ بغريغ يغرق في ضحك لئيم ويقول:
" أنت رومانسية ملتزمة , لأنك تعتقدين أن رجلك سيعامل الفراغ الذي خلفته مثل معبد مقدس لا يملأه أحد غيرك مثلما أنت تعاملين الفراغ الذي يخلقه هو".
ولاحظت أنه لم يقد السيارة في الطريق التي تؤدي الى بيت شقيقتها بل قادها باتجاه حديقة عامة كبيرة تلائم جدا المحبين وليس أمثالها هي وغريغ , وأوقف السيارة أمام منظر طبيعي تحت نور القمر, ولكن شيئا من الأجواء الرومانسية لم ينعكس على كوري , بل ألتفتت الى غريغ وقالت بغضب :
" أنت لا تعرف روجر, وبأي حق تحكم عليه؟".
استمر غريغ في التحديق بشعاع القمر المنعكس على بحيرة صغيرة وقال:
" مراقب حيادي يستطيع أن يحكم على الأشياء أكثر من شخص مرتبط , روجر بدا لي من النوع الذي يرغب في قطعة الكعك ليس للفرجة بل للأكل, وصديقته من النوع المناسب أكثر منك".
ومع أنه كان دقيقا في ملاحظته خصوصا فيما يتعلق بلآنجي ولكن كوري لم تتمالك نفسها من الغضب و قالت:
" أن آنجي لم تفعل شيئا يختلف عما كنت أنوي أن أفعله ولكن...".
" ولكنها سبقتك , أليس كذلك؟ ألا يعني لك هذا شيئا عن شخصية الرجل؟".
حدقت فيه, وفي عظمة فكه القاسية , وأجابت بلؤم:
" نعم, يعني لي أن للرجل مشاعر طبيعية , مشاعر لا تفهم أنت عنها شيئا يا سيد مايسون".
ومرت فترة صمت لم تتجرأ فيها كوري أن تبعد بنظرها عن المنظر الطبيعي أمامها , وأخيرا قال:
" أن التحكم بالرغبات لا يعني ضعفا يا آنسة ديفيس , ولا تتوهمي أنني بأختيارك زوجة مع وقف التنفيذ , لا أنجذب الى أمرأة جميلة , ولكن في قضيتي الشخصية وفي هذه المرحلة من حياتي بالذات لا رغبة عندي في تعقيد الأمور بواسطة المضاعفات العاطفية التي ينتجها الزواج الطبيعي , في نهاية الستة أشهر تكونين حرة في الأنسحاب من دون تعقيدات , وبالنتيجة سأحصل على ما أريد, وأنت ستتغلبين على شجون قلبك".
وأضاف وهو ينظر اليها:
" وبالمناسبة , آمل أن تجعلي دموعك للوسادة فقط, لأن من المفترض أن تكون العروس سعيدة بزواجها ومبتسمة , ولا تلعق جراحها على حبيب ضائع".
أمتعاض كوري ضاع مع صوت المحرك الذي أداره غريغ وانطلق بالسيارة الى الطريق الرئيسية , كيف يمكن أن تقبل بالزواج من رجل قاس مثله, وأن تنعزل في مزرعة لا رفيق لها غيره؟ ولم تتكلم حتى وصلا أمام بيت شقيقتها حيث أطفأ غريغ المحرك .
" أنا آسفة يا سيد مايسون , غيرت رأيي , لا أستطيع أن أقوم بدور مخادع كالذي تعرضه , أضافة الى ذلك لا أستطيع أن أوهم دورين وهاورد وأهلي أنني أعيش علاقة طبيعية".
واذ به يجيب ببرود:
" أنني لا أعرض علاقة هامشية بل زواجا, هل سيكون أهلك أسعد لو تزوجت خطيبك السابق؟".
" أرجوك دع خطيبي السابق جانبا, عمري 22 سنة, وأكثر الفتيات من عمري هن...".
" ولكنك لست مثل أكثر الفتيات , أنت نشأت تحلمين بثوب زفاف أبيض يعني النقاء تماما قبل الزواج , أن بعض الرجال سيكونون سعداء جدا بذلك".
" حقا؟ وبعد أن أكون تزوجتك مدة ستة أشهر؟".
" الزواج سيكون باطلا على أساس غياب العلاقة الزوجية , وأنت لن تخسري كثيرا في الستة أشهر , فأنت ما زلت صغيرة وستستفيدين من الوقت لتصبحي حكيمة في أختيار الرجال أكثر مما أنت عليه الآن ".
" قد أستطيع في الستة أشهر أسترجاع روجر".
" طبعا تستطيعين, أن كان ذلك ما ترغبين , أنك ستكونين زوجة مناسبة جدا لمحام ناشىء يمكن أن يستفيد من معارف صهرك الثري".
ونظرت اليه كوري بحقد وقالت:
" كلما سمعت ما تقول أزددت كرها لك يا سيد مايسون ".
" أنا لست هنا لأربح شعبية بل لأربح دعوى حضانة ابن شقيقي".
" حسنا, لا تعتمد علي في مساعدتك ".
قالت ذلك وهي تنزل من السيارة وتغلق الباب خلفها بشدة.
نزل من سيارته وقال لها:
" أعتقد أنك ستساعدينني أن فكرت بالأمر قليلا , سأمر لآخذك مساء الغد في الوقت ذاته الذي جئت فيه الليلة لأسمع جوابك , وهذه المرة سأختار أنا المطعم المناسب".
وأضاف:
" ألبسي فستانا يلائم السهرة".

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
اليزابيث غراهام, انين الساقية, elizabeth graham, mason's ridge, روايات, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, عبير القديمة
facebook



جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:30 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية