لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-06-09, 06:27 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

8- وأنت بعيد
آخر يوم من الفصل الدراسي والجميع تعبون مرهقون ينتظرون العطلة بفارغ الصبر, لقد انتهت أمتحانات الفصل, والتلميذات ينتظرن موسم الأعياد والميلاد لينلن بعض الراحة من هموم الدراسة , أرادت لورين أن تطرح موضوع الصحافة عليهن للمحادثة وفي اعتقادها أنه سيطرد الملل من رتابة الدراسة , ويجلب بعض البهجة والمرح لنفوسهن , دخلت الصف وقد ملأت حقيبتها بالجرائد اليومية والمجلات الأسبوعية.
منتديات ليلاس
من الصف الأول التكميلي اللا صف المتخرجات , تجاوبت التلميذات معها بحماس ورغبة , فرشن الجرائد على الأرض ودرسن أسلوبها وتبويبها وحاولن تصنيفها وتحديد أهدافها ونوع قرائها.
لاحظن كيف تكتب القصة الواحدة بطرق مختلفة بين جريدة وأخرى , قانَ أسلوب السرد وتراكيب الجمل وقصرها , وعدَدن مقاطع الكلمات وحروفها بين المجلات الأسبوعية والجرائد اليومية.
قصصن تقارير الحوادث التي مرت بهن ووضعنها على ورق مقوَى وعلقنها على خشبة الأعلانات في الصف, استطاعت لورين أن تقودهن في آداء هذه التمارين باتباع الملاحظات التي قدمها جان , وكذلك ناقشت واياهن بعض الآراء , مثلا: كيف تساعد الجرائد اليومية في تكوين الرأي العام؟ كيف يمكن لبعض الجرائد المأجورة أن تدس معلومات مغرضة على أنها حقائق مسلم بها؟
" في الفصل المقبل سيكون عليكن تقديم تقرير عن صناعة الصحافة ( ثم أقترحت) في الوقت الحاضر عليكن دراسة ما أمكن من الجرائد اليومية ومطالعتها بما تسمح به ميزانية كل تلميذة لشراء الجرائد".
في فرصة الساعة العاشرة أخبرت لورين صديقتها آن عن تجربتها المثيرة , تجمع حولهما بعض المعلمين والمعلمات ينظرون اليها باشمئزاز وعدم رضى, فهمت لورين أن الموضوع لا يروق لهم.
قالت أحداهن:
" لا أحد يجرؤ على تقديم ما قدمت في صفوفها".
أيقنت الآنسة فارس أن القصة ستصل الى مسامع المديرة قبل المساء, لأن أحدى المعلمات سألتها:
" هل أستأذنت المديرة لتقديم هذه التجربة في صفوفك؟ لا يمكنك أن تعتبري هذا الموضوع من ضمن المنهاج المقرر..".
اعترضت الآنسة غريمسون وهي معلمة متقدمة في السن وصديقة للرئيسة قالت:
"عملك لن يفيد التلميذات للنجاح في الأمتحانات الرسمية , وهذا في رأيي ما ينتظر الأهالي مقابل الأقساط الباهظة التي يتكبدونها في تعليم بناتهم".
قالت لورين تدافع عن نظريتها:
" ربما أنت على حق, فالموضوع لا يدخل في صلب المنهاج ولكنه يساعد الفتيات على استعمال عقولهن وتفكيرهن ويتيح لهن فرصة للتعرف على ما يجري حولهن في العالم الخارجي... خارج أسوار هذه المدرسة القديمة والمحافظة".
قالت آن:
" يا ألهي كم تغيرت أفكارك , لديك جرأة كبيرة لم أعرفها فيك من قبل, ربما هو من تأثير صديقك الصحافي عليك...".
" لقد ساعدني جان كثيرا في تغيير بعض آرائي ( هزت رأسها بمرارة) وعندما يجد الوقت لذلك, فالحسناء اللعوب مارغو تأخذ معظم أوقات فراغه".
نظرت آن اليها آسفة:
" لا بد أنك تجابهين منافسة عنيدة , أنها حسناء فاتنة, أنيقة الملبس وتملك جاذبية لا تقاوم ولا ينقصها سوى الذكاء.... وعندما تتحلى الفتاة بجميع تلك الصفات فلن تحتاج للعقل".
أخبرتها لورين ما حصل معها حين كانت تعمل على هذه الملاحظات في غرفة جان, وكيف حضرت مارغو واستولت على أنتباهه عنوة....
عبست آن:


" ولماذا رغب في أبقائك معه؟".


" فقط ليزيد من لهيب غيرتها... أليس كذلك؟".


" ولكنه لا يحتاج لذلك. فهي دائما تشده اليها متى رغبت , وحتى حين تنبهر برجال آخرين لا تتخلى عنه , لقد اعترف هو بذلك , هناك لغز محير , على كل يا عزيزتي , تخلصي منه وأطرديه من كيانك وتفكيرك ... هذه نصيحة من صديقتك آن , أبعديه عن حياتك وركزي أهتمامك على ماتيو, هو متيم بحبك , وينتظر أشارة منك ليتقدم لطلب يدك , أنه شاب طيب وتتمناه كل فتاة".


انتهى الفصل , وبقي أسبوع واحد قبل حلول عيد الميلاد, نزلت لورين الى السوق واشترت ما يلزمها من الهدايا , وقفت في الصف في موقف الباص تنتظر دورها لتصعد عائدة بمشترياتها الى البيت , اقتربت سيارة جان من الموقف وفتح لها الباب قائلا:


" أدخلي يا لورين".


دخلت بسرعة وشكرته , وضعت مشترياتها قربها في السيارة وتابع سيره وسط الظلام والأزدحام.


" هل تنتظرين العيد بفارغ الصبر؟".


" تقريبا , وأنت؟".


" تقريبا (ردد نفس كلماتها , ضحكا سوية ثم أكمل يقول) أنا ذاهب غدا".


كانت تعرف ذلك جيدا, ذهابه يقلقها ويزعجها ويطرد النوم من عينيها , وكيف ستفرح أو تمرح وهي تشتاق لرؤية وجهه وسماع صوته البعيد عنها؟


" وهل تشفقين على صحافي وحيد يا لورين وتقبلين دعوته للعشاء؟".


فوجئت بدعوته وطريقته في الكلام, وبقيت دقائق تفكر بما تجيب,


| أذا كنت مشغولة فلا تهتمي , لن أحزن كثيرا وأنت تعرفين جيدا أن عواطفي بليدة".


أجابته بتردد:


" ليس لدي ما أفعله, شكرا, يسرني أن أرافقك خاصة وأن ماتيو لن يحضر هذا المساء".


" ومارغو مشغولة في تجربة ثوب العيد الجديد".


ضحكا سوية من جديد ثم قال:


" نحن وحيدان , كلانا بعيد عن رفيقه المختار".


هزت رأسها موافقة واستدارت بوجهها تتلهى بالنظر عبر النافذة , وتشاهد المارة محملين بالهدايا والأكياس والمشتريات ينتظرون في صفوف طويلة دورهم للصعود الى الباص والذهاب الى بيوتهم.


" هل تمانع والدتك؟".


" لا , سيحضر جيمس للعشاء وبالطبع سيفضلان الأنفراد , بعد العشاء, لديهما موعد للسهرة عند صديق".


" سأمر عليك في السابعة والنصف".


قال وهو يدخل سيارته الى المرآب.


" سأنتظر سماع جرس الباب بفارغ صبر".


" بل سأقرع على باب غرفتك قرعا عنيفا خاصة اذا تأخرت دقيقة واحدة, ثم سأفتح الباب وأخطفك".


كانت السعادة تغمرها وهي تخبر والدتها بموعدها للعشاء مع جان, نظرت اليها بريل متعجبة وسألتها:


" وهل يعلم ماتيو؟".


" ماتيو؟ وما شأنه؟ على كل لن يحضر هذا المساء , وكذلك فهو لن يمانع".


" فقط كنت أتساءل يا صغيرتي... أنا ووالده...".


ركضت لورين هاربة من المطبخ حتى لا تسمع تكملة الحديث. لورين وماتيو... وماتيو ولورين... من الواضح أنهما ربطا الأسمين سوية...


أرتدت لورين ثوبها الذي أحضرته لحضور الحفلة الراقصة , كان ثوبا رقيقا وقد أعجب جان به, خرجت من غرفتها والتقته في الممر ينتظرها. نظر الى ساعته وقال:


" خمس دقائق قبل الموعد المحدد, هذا مدهش لفتاة في مثل جمالك...".


" أنا لا أحب سماع المديح".


نزلت السلالم ركضا لترتدي معطفها وتخرج معه.


" هذه مشكلتي الكبرى معك".


تمتم وهو يتبعها:


" وأنت تبدو وسيما".


" وأنا لا أحب سماع المديح".


ثم ضحكا سوية, نظر اليها وسألها:


" لا أعرف سببا لمرحك وأنشراحك ( كان ينظر اليها بخبث) ستخرجين معي وليس مع ماتيو...".


" وهل أبدو بديلة مناسبة لمارغو؟".


" لا يوجد بديل لها".


ردد الكلمات كأنه يردد دعابة في التلفزيون.


كلماته أزعجتها وخففت من فرحتها, قالت:


" الى أين سنذهب؟".


" الى مطعم الصنوبرة, مطعم حديث ذهبت اليه في دعوة صحافية أنهم يقدمون طعاما شهيا وجوَه ودي".


المطعم حديث البناء , أنواره خافتة وجوه مريح, كانت الفرحة تغمر لورين وهي تجلس بجوار جان في أريكة لأثنين وفي زاوية منعزلة, لائحة الطعام مطبوعة على شكل كتاب أنيق , ألقت لورين نظرة سريعة على الأسعار وقالت:


" من الواضح أن الطعام باهظ الثمن يا جان".


" أنا سأدفع يا لورين, هيا أختاري ما تريدين, أنها فرصة سانحة , نادرا ما يخرج الشاب مع فتاته الثانية( ابتسم أبتسامة عريضة واقترب بوجهه منها) عليك أن تقتنصي هذه الفرصة وربما لن تسنح لك مرة ثانية".


ولماذا؟ هل ستطلق العزوبية وتتزوج؟".


راقب جان لائحة الطعام التي بين يديه بامعان ثم قال:


"ربما".


" هكذا أذن( غمرها الأسى والحزن) توصلت مارغو معك الى المستحيل... لو أوقعت بك وأحكمت الطوق حول عنقك وقامت بتدريبك لأصبحت الزوج المطيع المكافح, ابتسم ابتسامته المرحة ونظر الى لائحة الطعام من جديد كأنه يقرأ نكتة وقال:


" أنت على حق, كل أمكانياتي ستنفجر بعد أن أضع خاتم الزواج في بنصر فتاتي".


حضر الخادم وطلب جان الطعام بينما حدقت لورين حولها في الحاضرين , معظمهم من العشاق الشباب , نظرات الحب والوئام تلفهم, حسدتهم على تفاهمهم بينما قررت أنها وجان يجلسان متباعدين أكثر من أي أثنين في المطعم.


قال جان:


" والآن بعد أن راقبت المحيط حولك بتمعن أدهش الصحافي الخبير , أخبريني يا آنسة فارس عن ملاحظاتك...".


هزت رأسها نفيا وسرت لأن الأنوار الخافتة ستخفي أحمرار وجهها , ولكن ارتباكها فضحها وأصر جان على معرفة رأيها قائلا:


" هيا أخبريني... لقد أثرت فضولي , ما رأيك؟".


" جو مشحون بالعواطف , وهذا يؤثر كثيرا على الآخرين".


" ماذا أيضا ؟( نظر الى العشاق المتهامسين وابتسم أبتسامته المرحة ) فهمت سبب أرتباكك وهذا شيء يسهل تداركه".


اقترب منها حتى ألتصقت ذراعه بذراعها , تراجعت لورين قليلا .


أنزعج جان وقال:


" ولماذا فعلت ذلك؟".


" وكيف نستطيع أن نأكل ويدانا متلاصقتان؟".


ضحك جان لتعليقها وقال:


" هذا كل ما في الأمر, أذن سنعود ونتقارب وقت تناول القهوة( نظر اليها يستفزها) أنا دائما مستعد للأقتراب ما أمكن من فتاة فاتنة".


كلمات قاسية وجارحة , هي بالنسبة اليه فتاة, أي فتاة, فتاة دعاها للعشاء حين تعذر عليه العشاء برفقة مارغو.


أنتهيا من تناول الطعام وشرب القهوة, أحست بيده تلامس شعرها المنسدل وتداعبه بحنان, ثم زحف بذراعه وأحاط خصرها , تشنجت ولم تدر ما ينتظرها , تمتم باسمها بحنان: لورين... لورين.


استدارت اليه ولاحظت أنهما ليسا وحدهما , لقد انتصب رجل طويل أمامهما.





قال الرجل:


" هذا أنت يا جان!".


سحب جان ذراعه وتبدل مزاجه على الفور, قست نظاته وجمدت تعابير وجهه.


" أهلا يا جيم, ماذا تفعل هنا؟ كنت أعتقد أنك لا ترغب في زيارة المطاعم الباهظة الأسعار...".


" هذا صحيح. ولكنني هذه الليلة أريد أن أبهر فتاة جميلة قابلتها( نظر الى لورين وقال) أنا واثق أننا التقينا في مكان ما!".


قال جان:


: نعم, التقيتها في مكتبي يوم حضرت لتستعير مفتاح البيت...".


قال جيم:


" نعم,تذكرت, ولماذا تخجلين كثيرا يا معلمة المدرسة الصغيرة؟".


قال جان:


" لأول مرة في حياتك أصبت في تفكيرك".


بدا عليه الأنزعاج لوجوده.


صفر جيم وقال:


" يا آلهي, لو كانت معي آلة التصوير ... أنتظر حتى أخبر الشباب في الغد".


أمره جيم قائلا:


" أتركنا وشأننا وأذهب الى فتاتك الجميلة".


قال جيم:


" وهذا يعني أنك تريد أن تنفرد بفتاتك الجميلة أيضا, فهمت".


وبعد أن تركهما جيم بدا الأنزعاج جليا على محيا جان ورغب في الخروج , قال:


"هل أنتهيت من شرب القهوة؟ لنذهب".


دفع فاتورة الطعام وهرع خاجا الى سيارته وهي تلهث خلفه, قالت بعد أن استقرا في السيارة:


" ما الأمر؟ هل تخاف أن يخبر مارغو؟".

" اذا كان تفكيرك يقودك لهذا الأستنتاج ... لا بأس".


هدأت لورين وصممت وهي تحاول أخفاء دموع الخيبة , كانت لا تريد أن تفسد هذه الليلة وذكرياتها الجميلة...".



سألته:



" هل سنذهب الى البيت؟".



" لا , أريد أن أتمشى قليلا, سنذهب الى التلة فوق الحديقة العامة".



ولكن الوقت لا يناسب , الظلام دامس ونحن في ديسمبر (كانون الأول)".



"قلت لك أريد أن أتمشى ... واذا كنت غير راغبة سأوصلك الى البيت وأذهب وحدي".



" لا , أحب أن أتمشى أيضا".



أوقف سيارته وشرعا يصعدان التلة, الظلام دامس ولا قمر ينير طريقهما , أمسك بيدها وقادها صعودا.



الهواء قارس للغاية مما جعل لورين ترفع ياقة معطفها أتقاء البرد الشديد, ارتجفت وودت لو كانت ترتدي كنزة صوفية فوق ثوبها, ومع أن معطفها سميك ومن الصوف الا أنه لا يرد البرد القارس , كانت السماء صافية مليئة بالنجوم , أحاطها جان بذراعه ولف يده على خصرها وشدها اليه وصعدا سوية بسلام, عاد الر جل الهادىء الذي يختفي وراء المظاهر القاسية ... وعاد الرجل الذي تحبه دون جميع الرجال.



قالت مبتسمة:



" من يرانا يعتقد أننا عاشقان".



" أليس هذا صحيحا؟".



استدارت بسرعة تستوضحه الأمر , قال:



"لماذا تتعجبين؟ أنا أحب وكذلك أنت...".



صمتت من جديد وأتهمت نفسها بالغباء لأنها سمحت لآمالها أن تخدعها , قال:



"لماذا الصمت والهدوء؟".



" ألست أنت أيضا صامتا هادئا؟",



" أنا أحب الهدوء".



" وأنا أيضا".



أطبق بشدة على خصرها وضغط ضغطا خفيفا وقال:



" أنت أمرأة غير عادية... أمرأة تحب الصمت والهدوء , أمرأة تختلف كثيرا عن مارغو ".



" بالتأكيد , ولكنك تملك طرقا ووسائل لتبقي مارغو صامتة...".



" طبعا, أنت شديدة الذكاء, على كل لا أستطيع أن أفعل معك ما أفعله معها...".



" ولماذا؟ (قالت ساخرة) لديكما أشياء أخرى, يمكنك أن تفعل معها ما يحلو لك".



وافقها مسرورا وقد عاد اليه مرحه وأبتهاجه.



" أنت على حق".



ابتعدت عنه قليلا , ولكنه أجبرها على التوقف والنظر اليه وجها لوجه, ثم جذبها اليه , ولكن رجليها لم تعودا تقويان على حملها.... " سلام بيننا".



"سلام".



ثم تابعا الصعود من جديد حتى وصلا الى القمة , نظرا الى أسفل, العتمة تغلف المكان والسكون مريع والبرد شديد.



قالت:



" أحب هذا المنظر في النهار , كنت ألتجىء الى هذه التلة مرارا, أحيانا أترك مشاكلي خلفي وأعود, وأحيانا أصحبها معي وأحلها هنا... دائما كنت أنجح".



نظرت اليه خجلة لأنها أفصحت له عن مكنونات صدرها ومشاكلها...



" لا بأس , أعرف أن لديك بعض المشاكل , أنت من الأشخاص الذين يتركون مشكلة ليعلقوا بمشكلة جديدة".



وضحكا, شبك أصابعه بأصابعها وقال بحماس:



"هذه أول مرة تصعدين التلة في الليل , وهي أيضا أول مرة لي,(شد على أصابعها بود وحنان) شيء فعلناه سوية لأول مرة وسنذكره دائما... حين يفترق كل منا في طريقه, أنت ستخلصين لزوجك, كائنا من كان , وأنا, كما قلت في بداية السهرة , سأتبع المرأة التي سأتزوج...".



كان صوته مبتسما مع أنها لم ترى ابتسامته.



" هيا , عليك أن تضحكي (لم تتجاوب معه) ما الأمر ؟".



أمسك بذقنها بلطف وأدار وجهها اليه , وفي الظلام رأى تساقط دموعها ولكنه لم يعلق...



ارتجفت من جديد من شدة البرد.



قال:



" علينا أن نعود".



أمسك بيدها وركضا نزولا حتى وصلا السيارة.



وفي البيت أجلسها على كرسي وصنع لها فنجانا ساخنا من الشوكولا, وقال:



" سهرة عيد الميلاد قريبة جدا , هل أنت متحمسة للعيد؟".



قالت في نفسها: لماذا أتحمس وأنت بعيد؟.



" كنت أشعر بالحماس وأنا طفلة والآن كبرت ولم أعد أتحمس للأعياد".



" ولكن ماتيو سيكون قريبا منك".



" وما يهم؟ ماتيو مرح وكذلك والده...".



" ستكون هناك حفلة عائلية صغيرة..."



ظهر الحزن في صوته... ظنت لورين أنه سيفتقد مارغو لأنه سيكون بعيدا عنها في تلك الليلة.



قالت مواسية:



" ولكنك سترى مارغو بعد عودتك".



بدأت لورين ترتجف من جديد, قال:



" عليك أن تدخلي سريرك ولا حاجة لأنتظار عودة والدتك".



وضع ذراعه حول كتفها بعد أن أوصلها الى باب غرفتها, قالت:



"مساء الخير يا جان".



وفتحت الباب لتدخل.



" على مهلك سأغادر باكرا في الصباح وقبل أن تستيقظي من نومك".



شدها اليه, كانت واهنة القوى لا تستطيع أن تقامم, نظر الى وجهها فوجدت نظرته غريبة ووقحة , تراجعت الى الوراء, كان كأنه يقول لها:



" أنت تنادينني وعلي أن ألبي نداءك...".



قالت معاتبة:



" هل أنا مثل مارغو؟".



هز رأسه غير موافق وقال:



" لا , أبدا, مارغو تناديني بوقاحة وجرأة...".



" هذا يعني أنني أدعوك أيضا ولكن بطريقة مختلفة وأكثر دبلوماسية ".



" هذا صحيح , شأن النساء جميعا, وأنت أمرأة مثلهن".



" ألست مملة ومضجرة ومحترمة؟".



" نعم , كل النساء يرغبن في ربط حياتهن برجل الى آخر العمر(حاولت أن تتهرب غاضبة ولكنه أمسك بها بشدة قائلا) لا يمكنك النكران. أنت قلت ذلك بنفسك".



هزت رأسها غير موافقة.



" هذا صحيح, لقد بدلت أقوالي , ولكنك صحافي وهذه من طبيعة عملك , تحوير الكلمات وتبديل المعاني( ظنت أنها ستغضبه بهجومها ولكنه ضحك... وضحكه أزعجها أكثر من غضبه) ما قلته هو... سأبقى مخلصة لرجل واحد مدى الحياة, حياتي أنا , وأن كنت لا أعجبه فهذا لسوء حظي أنا".

" سيان عندي أن ألبي رغبة أمرأة وقحة أو أمرأةمحترمة , كلاهما يشبع غروري ويزيد من ثقتي بنفسي".
كان يضحك ببساطة ومكر , لا زال يمزح ويعتبر الأمور بينهما مزحة كبرى, مما زاد في رغبتها بالتهرب منه, حاول أن يعانقها من جديد ولكنها أبعدته بقوة وهي تصرخ في وجهه:
" لماذا لا تتركني وشأني؟ أنا لست مارغو, أم هل أنت بحاجة ماسة لبديل عنها ولو كنت أنا البديل؟".
تكهرب الجو بينهما , وقفا متباعدين يتنفسان بصعوبة, لمعت عيناه كالشرر من شدة غضبه , وبسرعة تمالك نفسه وعاد لسخريته المعهودة وقال:
" من يقول أن معلمة المدرسة الشابة تملك لسانا لاذعا مريرا كلسانك؟ أنتبهي يا صغيرتي آنسة فارس ... يوما ما سيؤذيك لسانك أكثر مما تريدين ايذاء الآخرين".
فتح الباب الخارجي ودخلت بريل.
" هل عدتما من السهرة؟ وأنت يا جان ستسافر صباحا الى مانشيسر , المسافة بعيدة وتحتاج للراحة".
نزل جان السلالم ليتحدث مع السيدة فارس ودخلت لورين الى غرفتها تستعد للنوم , هدأت ببطء وتمالكت غضبها وعاد اليها توازنها وهي تفكر بما سمعته... وبعد أن اتضحت الصورة في مخيلتها , تذكرت أنها لم تشكره على السهرة... انتظرت صعوده الى غرفته وفتحت باب غرفتها بعد أن صممت على شكره, تركت كرامتها وراءها وخرجت الى الممر.
" جان؟( وقف في باب غرفته ونظر اليها دون أن يبتسم ) شكرا على السهرة والعشاء".
كان صوتها يرتجف ويبدو عليها الأستسلام , ولم يجبها أو يحرك ساكنا , بقي جامدا في مكانه .
نظر اليها يتفحصها من جديد كأنه يراها لأول مرة, ثم دخل الى غرفته وأغلق بابه...
وحين استيقظت في الصباح كان قد ذهب...

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
قديم 22-06-09, 06:35 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

9 -هزيمة جديدة





بقي يوم واحد على العيد ,مرت لورين من أمام غرفة جان المغلقة بعد سفره وشعرت بحنين كبير وشوق اليه. لم يكن قد مر على سفره أكثر من ساعات قليلة ومع ذلك أفتقدته بشكل مريع.


قالت بريل تخاطب ابنتها:


" يبدو عليك الأرهاق والشحوب, هل أنت بخير؟".


" نعم يا أماه".


لم تخبر والدتها بأن رجليها ضعيفتان لا تقويان على حملها , وشعور بالكسل والتراخي يجتاحها , فتحس بحاجة ماسة للراحة , أقنعت لورين نفسها بأن سبب شعورها غياب جان ليس الا.


قالت بريل:


" علينا صنع كعكة التوابل ولف بقية الهدايا , نعم, لقد نسيت يا لورين شراء هدية لجان وسينزعج أن لم تفكري به.


" ولماذا أشتري له هدية؟ أنه ليس من أفراد العائلة وهو مسافر ولن يكون بيننا يوم العيد( أرادت أن تقنع نفسها بأنها على صواب بينما والدتها هي المخطئة) ثم أنه لم يشتري لي هدية فلماذا أربكه بهديتي؟".


" يا عزيزتي لقد اشترى لك جان هدية وتركها بغرفته , لم أرغب في أخبارك قبل العيد... لقد ترك لك رسالة يتحدث فيها عن وردة في حديقة".


فرحت لورين كثيرا وانحدرت دموع الفرح على وجنتيها رغما عنها, قالت في نفسها:


"لم ينسى هديته".


وقالت تخاطب والدتها:


" أنت على حق اذن, يجب أن أسرع الى السوق لأشتري له هدية قبل أن تغلق المحلات أبوابها بمناسبة الأعياد".


بعد أن تناولت غداءها نزلت لورين تجوب محلات بيع الألبسة الرجالية بحثا عن هدية مناسبة, قررت أن تشتري له ربطة عنق على ذوقها, أمضت وقتا تفتش وتنتقي وأخيرا قر قرارها على واحدة ثمينة وألوانها مشرقة , دفعت ثمنها وخرجت راكضة الى البيت , وقامت على لفها وترتيبها وانتظرت مرور الأيام حتى يعود وتقدمها له بنفسها.


ساعدت والدتها في أعمال المنزل وتنظيفه استعدادا للعيد , سيحضر جيمس وماتيو بعد الفطور لتمضية أيام العيد , وبعد أن أنتهت من أعمالها شعرت بالوهن يغلبها ولم تستطع أن تخفي الأمر عن والدتها...


قالت لورين:


"علي أن أستريح في الفراش لأنني منهكة ومتوعك الصحة".


نظرت اليها والدتها بخوف :


" أعتقد أن عليك ملازمة الفراش بعد أن تتناولي هذه الحبوب المقوية لتتغلبي على المرض, وأن شاء الله ستتحسنين في الغد".


" لا بد من التحسن , ولن أترك كل الحمل على ظهرك وحدك".


مرت وهي في طريقها الى غرفتها بغرفة جان... هل غيابه هو السبب في مرضها؟ لا يمكن , ولكنه أثر تأثيرا كبيرا على حالتها السيئة اجمالا.


شربت الحليب الساخن وابتلعت الأدوية التي أحضرتها بريل , ونامت وهي تأمل أن تستيقظ بصحتها الكاملة.


ولكن المرض تمكن منها أكث ر من السابق , وشعرت باجهاد وضعف أسوأ, حاولت النهوض من فراشها ولكن رجليها لم تقويا على حملها, وعادت ترتاح مجبرة, وتقبلت والدتها الأمر الواقع صابرة وجزعة خوفا على ابنتها الوحيدة.


قالت بريل:


" أنها الأنفلوانزا قد هدت عافيتك, عليك بملازمة سريرك".


" ومن سيساعدك في أعباء المنزل وخدمة الضيوف؟".


شمر جيمس عن ساعديه ووضع مريلة حول وسطه فوق ثيابه, وقدم ما استطاع من مساعدة لبريل.


نشف الصحون ورتب مائدة الطعام وما الى ذلك.


قالت لورين تحادث ماتيو:


" والدك خدوم وقدم يد المساعدة لوالدتي في أعمال المنزل وخفف عنها العبء".


قال ماتيو:


" وابنه كذلك".


" سيكون زوجا مثاليا لوالدتي بعد الزواج".


" وكذلك ابنه مستعد للزواج, فقط لو تقبلين به".


ضحكت للورين كثيرا وشاركها ماتيو وهو يقول في نفسه: ربما وهي على ما هي عليه من الضعف, أستطيع أن أقنعها لترضى بي زوجا للمستقبل...


وبعد قليل أدارت لورين وجهها الى الحائط مبتعدة عنه , وفهم ماتيو قصدها فتركها ترتاح.


" سأراك فيما بعد يا حبيبتي".

لم تستطع لورين أن تأكل طعام العيد من الديك الرومي المحشي والسلطة, كان النوم يغلبها من شدة الأعياء , وفي المساء شعرت ببعض التحسن النسبي, فتجمعوا حول سريرها ومعهم لفائف الهدايا وقد صمموا على
عدم فتحها الا بعد أن تستعيد لورين عافيتها ونشاطها وتشاركهم في تبادل الهدايا.
فتح ماتيو هدايا لورين أمامها واحدة واحدة , قدم لها جيمس كنزة جميلة تناسب التنورة الجديدة التي قدمتها لها والدتها, وقدم لها ماتيو عقدا من اللؤلؤ مكونا من دورين , وقال مازحا:
" لقد تضايقت والدتك من كثرة ما استعرت عقدها وأقنعتني بشراء عقد لك".
قالت بريل ضاحكة:
" هذا ليس صحيحا , لقد اشتراه بارادته".
حمل ماتيو القفازات التي أهدتها له لورين ووضعها قرب قلبه بحركة ودية.
خرجت بريل الى غرفة جان وعادت تحمل هديته الى لورين , فتحتها لورين فرحة وقرأت:
" الى الوردة التي رفضت أن تنمو في حديقتي".
(بائع الورد)
قالت بريل :
" لم أفهم ما يريد أن يقوله لك".
ضحك ماتيو كثيرا بينما تعجب جيمس مما سمع ولكنه بدا مرتاح البال.
أخبرتهم لورين باقتضاب ما قصد جان بكلماته...
كانت هديته أسطوانة في غلاف زاهي الألوان لسمفونية العالم الجديد... ولم تستطع لورين أن تخفي دموع الفرح.
فهم ماتيو أسباب دموعها ولكن والدتها علقت قائلة:
" لا تحزني يا حبيبتي , ستناولينه هديته حين يحضر بعد العيد".
" لقد نسي أنني لا أملك آلة الفونوغراف ليتسنى لي سماع الأسطوانة...".
قال ماتيو مازحا:
" ربما سيهديك الفونوغراف في عيد الميلاد المقبل".
ضحك الجميع وتبادلوا التهاني والتمنيات.
ومع نهاية اليوم بدت لورين منزعجة تكاد تنهار , الضعف يغمرها والنعاس يغلبها حتى أنها لم تقوى على قراءة المجلات التي أحضرها لها ماتيو لتتسلى بها , أغمضت عينيها واستسلمت للرقاد حين رن جرس الهاتف فجأة , استفاقت فزعة وسمعت والدتها تخاطب جان ... أحست برعشة لذيذة في كيانها .
قالت بريل:
" أهلا جان, هل أمضيت عيدا سعيدا؟ نعم, شكرا, لورين مريضة وترتاح في سريرها , أنها الأنفلوانزا , جان, لقد أعجبتها هديتك وربما ستحب أنت أيضا هديتها , هي مريضة حقيقة, منذ البارحة, ستحضر بنفسك لتستلم هديتك منها!(ضحكت) سأخبرها بذلك . أهلا, سأخبرها بذلك وربما يفرح قلبها , هل والدتك قربك؟ أهلا نانسي , كيف حالك؟".
لم تهتم لورين بمتابعة الحديث على الهاتف بعد أن ترك جان السماعة, لقد فعلت هذه المخابرة فعل السحر وأثرت فيها تأثيرا ملموسا , جرت الدماء سريعة في عروقها وزادت دقات قلبها , الفرحة غمرتها والسعادة أطلت من عينيها وحولها الهدايا التي استلمتها...
صعدت والدتها لتقول:
" سيحضر جان ووالدته مساء الغد".
" ولكن جان سيغيب ثلاثة أيام...".
" لديه أسباب خاصة ويريد العودة وستحضر والدته معه, ستبقى في ضيافتنا أياما قليلة , ستنام في غرفة جان وسينام هو في قاعة الجلوس فوق الأريكة , تأسف لمرضك كثيرا وهو يعتقد أنه السبب في مرضك لأنك مشيت معه في الليل البارد... وهو يلوم نفسه".
هزت لورين رأسها موافقة وسألت:
" وماذا قال أيضا؟".
" فقط أضاف ,أنه يرسل اليك حبه".
نامت لورين نوما عميقا وحلمت أحلاما هادئة جميلة , وفي الصباح أستيقظت متوردة الخدين مشعة العينين مما جعل ماتيو يعلق قائلا:
" بت أعتقد أن مرضك حيلة وأنت محتالة كبيرة , أو ربما هو مرض نفساني والدواء الشافي هو في المخابرة الهاتفية التي تلقيتها ليلة البارحة".
وصل جان ووالدته وكانت لورين لا تزال طريحة الفراش , ولكنها جالدت وجلست في فراشها.
قالت بريل:
" من المؤسف أن تراك نانسي على هذه الحال من الضعف والشحوب , وكنت أتمنى لو تراك على طبيعتك الجميلة الفاتنة".
حين وصل جان أحست لورين بضربات قلبها تدوي في أذنيها كقرع الطبول , كانت والدة جان , نانسي, متوسطة الطول مليئة الجسم, في متوسط العمر, تقارب عمر بريل ولكنها تبدو أصغر منها رغم شعرها الرمادي, حادة العينين كجان , وابتسامتها دافئة حنونة خالية من السخرية التي لا تفارق ابتسامة ابنها.
قالت نانسي:
"يا آلهي , لقد كبرت. لم أرك منذ عشر سنوات , أليس كذلك يا بريل؟ منذ حضرت مع زوجك هنري ولورين لزيارتنا".
سألت لورين:
" وأين كان جان؟".
قالت نانسي:
" في الخارج , أنت لم تقابليه أبدا الا عندما كنت طفلة في الثانية من عمرك, وهو كان في الثانية عشرة".
قالت بريل:
" صحيح, يومها أرادت لورين أن تجلس على ركبتيه وهو يرفض".
ضحك جان كثيرا وقهقه بصوت مرتفع بينما أكملت والدته تقول:
" شاهدنا لورين تزحف الى قرب مقعده , كان جان جالسا يقرأ في كتاب , بقيت تزعجه وقتا طويلا مما اضطره أخيرا الى وضع كتابه جانبا , ضربها وأجلسها بعيدا عنه ثم عاد ليكمل قراءته".


" لا أذكر ذلك.(فرك بيديه مازحا) كنت أعرف كيف أتعامل مع الجنس الآخر حتى وأنا في تلك السن المبكرة".


نظرت والدته اليه تسأله:


" وماذا تفعل الآن لو حاولت أن تجلس لورين على ركبتيك؟".


" يا آلهي , هذا غير معقول , لا أعرف ماذا أفعل!".


وضحك , احمرت لورين خجلا من نظراته الخبيثة ثم سألته لتغير الموضوع:


" لماذا حضرت قبل الموعد المحدد لعودتك ياجان؟".


أجابت نانسي:


" كنت أريد أن نبقى للغد ولكنه رغب العودة ليرى فتاة اشتاق اليها كثيرا, لم يخبرني عن اسمها , وأنا لا أستطيع مواكبة مغامراته العاطفية التي لا تحصى...".


قالت بريل:


" أوه, ربما يريد أن يرى مارغو , هي تتصل به دائما وتأتي أيضا لزيارته .( نظرت بريل الى نانسي) عليك رؤيتها... أنها شابة فاتنة وأنيقة( التفتت الى جان وسألته) هل هي الحب الحقيقي في حياتك يا جان؟ أم تفضل أن لا أسألك؟".


قال جان متفلسفا:


" هذا يتوقف ... ماذا تقصدين بالحب الحقيقي؟( ابتسم وهو ينظر الى لورين ويكمل حديثه) أنت معلمة للغة الأنكليزية وخبيرة في المعاني يا آنسة فارس, كيف تعرفين كلمة... حب , وكلمة حقيقي؟".


أبعدت لورين نظرها عن نظراته الخبيثة وتجاهلت سؤاله.


قالت بريل:


" يحاول جان أن يتهرب من الأجابة يا نانسي ... معه حق , الأنسان حر في تصرفاته ولا يريد أن يتدخل أحد في خصوصياته ... أليس كذلك يا جان؟".


" نعم , نعم".


خرج الجميع من غرفة لورين ليستريحوا في غرفة الجلوس وعاد جان وحده , قال:


"أهلا لورين".


كأنه يراها للمرة الأولى منذ عاد من مانشيستر.


" أشكرك على هديتك يا جان. ( مدت يدها لتصافحه شاكرة , أمسك بها وشد عليها) المشكلة أنني لا أملك آلة فونوغراف لأستمع الى الأسطوانة التي أهديتني اياها".


" هذا هو السر , أنني أدعوك لزيارتي في غرفتي لتستمعي الى الأسطوانة عندي, وعندما تدخلين... هل تعرفين ماذا سيحصل؟ ربما سأخبرك كما فعلت حين كنت في الثانية من عمرك...".


ضحكا كثيرا وجلس قربها فوق السرير.


" أبتعد عني حتى لا تصاب بالعدوى".


عبس قليلا قبل أن يقول:


" آسف يا لورين , لقد تسببت لك بالأنفلونزا يوم مشينا في الليل وصعدنا التلة, لقد أفسدت عليك بهجة العيد, على فكرة , حضرت بنفسي لأستلم هديتي منك".


وبسرعة مدت يدها تحت مخدتها وأخرجت لفافة جميلة وأعطته أياها , أستلمها منها وأنحنى ليقبلها , أدارت وجهها خجلا.


فتح هديته وبدا عليه الأبتهاج وقربها من قميصه قائلا:


" شكرا, سأرتديها حتى تبلى خيوطها , يبدو أنها غالية الثمن, وسأحتاج الى سنين عديدة قبل أن تفنى , جاء دوري لشكرك( عانقها فلم تقاوم أو تتهرب . أنساقت اليه كليا ونسيت مرضها وضعفها) هل أشتقت الي؟".


هزت رأسها موافقة وبذلك تم أعترافها الكامل بحبها له.


" ماذا ؟ اشتقت الي بالرغم من وجود ماتيو قربك...".


لم تجبه , بقيت صامتة , لف ذراعيه حولها من جديد بحرارة وعاطفة مشبوبة ثم نظر الى عينيها وقرأ حبها الواضح.


" لقد ربحت المعركة أليس كذلك؟".


شعرت لورين بحزن عميق في داخلها وتساءلت:


" وأية معركة!".


" لقد أدخلتك الى حديقتي رغما عنك . لا يمكنك النكران , أنت وردة يانعة تنمو في حديقتي...".


تغير لونه واشتد صوته حدة وظهرت النظرة الخبيثة في عينيه وهو يقول:


" أنت تعرفين مصيرك, سأفعل بك كما أفعل بورودي المزهرة ... سأقطفك( مر بيده على عنقها بحركة مميتة) وأرميك كالعشب اليابس...( ابتسم ابتسامة غريبة ربما هي ابتسامة النصر ) لن تستطيعي أن تفعلي أي شيء يا عزيزتي الصغيرة ويا حبيبتي".


كان جان يتشدق ويفاخر , شعرت لورين أنها وقعت في فخ مميت , وقعت في فخ رجل حاذق , حاولت أن تخلص نفسها من الفخ باستماتة وقالت:


" وماذا بشأن ماتيو؟ أنه رجل طيب ومخلص وصادق ولا أعرف بعد أن كنت أحبه".


" وأنا لست صادقا أو مخلصا أليس كذلك؟".


" أنت لست مخلصا وأنت بنفسك أخبرتني بذلك".


" وهل أنت واثقة أن ماتيو صادق ومخلص في حبه لك؟".


تمتمت بصوت غير مسموع:


" أعرف أنه يحبني...".


" وهل تحبينه؟".


رفعت جفنيها ايجابا ولكن صوتها اختفى.


" أنا أعرف من تحبين يا صغيرتي...( سخر منها) أنك لا تحبين ماتيو بالتأكيد".


" يريد أن يتزوج مني( تمتمت) أليس هذا برهاناعلى أنه يحبني؟".


ران الصمت بينهما , بدا الأستياء جليا على محياه.


" أنت تتهربين من حبي وتستخدمين ماتيو للهروب من حبي , ألا تخجلين من نفسك؟".


تركها وخرج غاضبا لا يلوي على شيء.


دفنت لورين رأسها في مخدتها وبكت , لقد تعمد أن يذلها بعد أن أوقعها في غرامه وحرك عواطفها نحوه وجعلها تعتمد بأحاسيسها عليه وحده, أستطاع أن يسيطر على عواطفها بمقدرته الفائقة في هذا المضمار بالرغم من أمكانياتها العقلانية المميزة, وثقت به وأحبته وستندم على حبها وثقتها الى آخر يوم في حياتها.
قال ماتيو:
" ما الأمر يا حبيبتي؟".
التفتت اليه ورأى دموعها, أخذها بين ذراعيه وبكت بحرقة على صدره , ضمها اليه بحنان وربت على شعرها بلطف.
فتح جان الباب وقال:
" لورين , لقد أحضرت لك الجرائد لتتسلي...".
تمسكت بماتيو أكثر وتظاهرت بعناقه , بقيا لا يلتفتان اليه, وقف برهة ثم خرج غاضبا وصفق الباب وراءه.
سألها ماتيو عن سبب بكائها وحين أخبرته بما تشعر به هز رأسه مستغربا وقال:
" عليك أن لا تصدقي كل ما يقول , أنه يمزح وهو لا يعني نصف ما يقوله, عمله يحتاج للكلام وهذه بضاعته".
" أنه يقصد كل كلمة قالها لي".
هز ماتيو كتفيه منزعجا وقال:
" اذا كنت مصممة على روايتك فعليك أن تبعديه عن تفكيرك كليا".
ابتسمت لورين بوهن وقالت:
"سأحاول , هذا هو الحل الوحيد لمشكلتي".
أجَلت نانسي سفرها وبقيت في ضيافة بريل لعيد رأس السنة, نانسي رقيقة ولطيفة ومسلية, وكانت تتكلم عن طفولة جان وتذكر بعضا من طرائفه العديدة, وجدت لورين بعض السرور في حديثها , وكانت بريل تنضم اليها وتتحدث عن قصص طفولة لورين , كان جان يتناول طعامه في غرفة الطعام أثناء وجود والدته , وحين يستمع الى تلك القصص يبدو عليه الضجر وعدم الأكتراث.
منتديات ليلاس
ليلة رأس السنة ترك جان المنزل في العاشرة مساء, قال أن لديه موعدا مع رجال الصحافة ولم يحدد موعد عودته.
قال ماتيو مازحا:
" وهل ستبقى لساعات الصباح الأولى؟".
" وربما أبقى كل الليل خارج البيت( نظر الى لورين بخبث وأكمل) وهذا يتوقف على الجو".
جمدت لورين وحاولت أن تخفي غيرتها الحقيقية وأقتربت أكثر من ماتيو, ودعهم جان وألقى نظرة ساخرة على لورين وصفق الباب وراءه بعصبية.
أنضم جيمس الى العائلة في االسهرة, تابع الجميع برامج التلفزيون المسلية وعند منتصف الليل تبادلوا التهاني مع بعض وغنوا فرحين مرحين بالسنة الجديدة.
لم تشعر لورين بعودة جان من سهرته, وفي صباح اليوم التالي التقته على السلالم , كان يرتدي روب المنزل وهو في طريقه الى الحمام, منظره كسول ولا يزال النعاس يداعب أجفانه , نظرت اليه لوؤين نظرة استغراب وتساؤل , قال على الفور:
" لقد عدت متأخرا الى البيت, لم أمض الليل بطوله في الخارج, هل تعتبرين تصرفي غير لائق؟".
" ولماذا أهتم بأمرك؟ أنا لا أهتم الا بماتيو وما يفعله وأنا مسرورة بعلاقتي به, ولكن خيبة الأمل تبدو جلية عليك, ربما لم توفق بصيد لسهرة رأس السنة كما توقعت. أم هل فقدت جاذبيتك مع الجنس الآخر؟".
تركته ومشت وقد بدا منزعجا للغاية وبوده لو يعضها بأسنانه ليشفي غليله.
تركتهم نانسي في اليوم التالي عائدة الى بيتها, ودعت لورين بحرارة قائلة:
" أرجو أن تقبلي دعوتي قريبا يا عزيزتي, أرجو أن أراك في منزلي , أحضري بصحبة جان في عطلة مدرسية".
وعدتها لورين أن تزورها في عطلة الصيف وقالت:
" أفضل الأنتقال بالقطار ولا أريد أن أزعج جان".
عبست نانسي:
" لن يكون طلبك أزعاجا , أليس كذلك يا جان؟".
" أزعاجا؟( نظر الى لورين ساخرا) لا لن أنزعج أبدا... ولكنني لا أنصحك بذلك, ربما ينفذ الوقود من السيارة ولا أحد يعرف ماذا سيحصل عندئذ , أنا صحافي دون مبادىء أو أخلاق , أليس هذا رأي لورين بالصحافيين؟".
ضحكت نانسي وقالت:
"لا تهتمي يا لورين, أنه يمزح كعادته , حتما يسره أن يحضر معك لزيارتي".
قال جان:
" أنا لست متأكدا( نظر في وجه لورين متفحصا) وربما في الصيف تكون الأمور قد تغيرت جذريا في حياتنا".
نظرت والدته اليه متعجبة مما تسمع:
" هل صممت على الزواج يا بني؟ أرجو أن أرى فتاتك ولو مرة قبل أن تصبح كنتي...".
" أعدك بذلك يا أماه قبل أن يتم ذلك".
دفعها دفعا للخروج.
قالت لورين في نفسها وهي مجروحة الخاطر:
" سيتزوج مارغو قريبا جدا على ما يبدو".
مع الفصل الدراسي الجديد تابعت لورين مشروع الصحافة مع تلميذاتها , كانت تتكلم مع آن في غرفة الأساتذة وتشرح الخطوات التي تتبعها بصوت مسموع , سمعتها الآنسة غريسمون , معلمة اللغة الأنكليزية المسنة.
قالت الآنسة غريموسن:
" أنت يا آنسة فارس مخطئة في عملك. لقد نصحتك من قبل ولم تسمعي نصحي, عليك أن لا تحيدي عن المنهاج المقرر , في رأيي أنت تضيعين وقت التلميذات في موضوع تافه".

قالت آن متمتمة:
" أنتبهي يا لورين لنفسك والا أصبحت عجوزا شمطاء مثلها في المستقبل".
كانت الآنسة غريمسون تحتسي فنجان الشاي لبثالث , شعرها رمادي معقوص مستدير فوق رقبتها , عيناها جامدتان لا حياة فيهما وتجاعيد وجهها واضحة ومخيفة , تحيط بعينيها هالة سوداء , وهي كثيرة الأنتقاد لكل ما تراه حولها, تقليدية في ثيابها وطريقة تعليمها حتى الجذور.
قالت لورين بعصبية:
"لا , لن أصبح مثلها أبدا...".
" ولماذا هذه المرارة في عينيك ونظرتك اذن؟ خيبة الأمل في الحب بادية بوضوح على محياك , أنصحك أن تنسيه قبل أن يحطمك ...".
وبعد أيام قليلة طلبت رئيسة المدرسة الأجتماع بلورين في مكتبها .
قالت آن تواسيها:
" لا بد أن الآنسة غريمسون قد أخبرت الرئيسة عن مشروع الصحافة... استعدي للأجابة ولا تدعي الحية الرقطاء تنال منك".
جلست لورين في مكتب الرئيسة وألقت نظرة فاحصة الى أدراجها المنتفخة وعينيها القاسيتين الباردتين , قصيرة وممتلئة في الأماكن التي لا تحتاج للأمتلاء , مسنة... وستحال الى التقاعد بعد سنتين فقط.
نظرت الآنسة مالادي نظرة حادة مؤنبة الى لورين وقالت:
" سمعت أنك يا آنسة فارس تتجاهلين المنهاج المقرر في مادة اللغة الأنكليزية ولديك مشروع يبحث في الصحافة...".
نهضت لورين لتنفي التهمة الموجهة اليها وقالت:
" هذا ليس صحيحا يا آنسة مالادي , أنا لا أحيد عن البرنامج المقرر ولكنني أقدم بعض مواده بطرق حديثة ووسائل جديدة تساعدني في تعليم اللغة الأنكليزية".
" هل لي أن أسألك .... كيف؟".
" ضمن مادة تعليم التعابير المستحدثة في اللغة , هناك حاجة ماسة لتطوير اللغة حسب الحاجة اليومية , أخترت حقل الصحافة لأنه يشرح تطوير اللغة السهلة ويسهل على الفتيات فهم الهدف من تطوير استعمال بعض الكلمات, كما وأنه يساعدهن على معرفة ما يدور حولهن في العالم خارج نطاق محيط المدرسة".
" لقد جعلت نفسك مسؤولة عن موضوع شائك... من أين أستيقت معلوماتك في هذا الموضوع؟".
" قرأت كتبا .... ولديَ صديق صحافي".
" صحافي؟ أليس من واجبك أن تتقدمي بطلب رسمي يخولك تدريس الصحافة يا آنسة فارس قبل الشروع في هذا العمل؟ آراؤك جريئة وتزعج معلمي الدائرة كلها , وكذلك ستتعلم الفتيات في الوقت المناسب ما يدور حولهن من أخبار عالمية, والى ذلك الحين علينا حمايتهن بكل وسيلة ممكنة, نحن في هذه المؤسسة التربوية العريقة في التقاليد نحارب التيارات الجديدة في التربية لأنها تشجع على اللهو وأهدافنا السامية تضيع في مثل هذه التجربة الخاطئة".
رفعت لورين نظرها الى صورة الملة فكتوريا التي تتصدر مكتب الرئيسة وقالت في نفسها: (بقي سنتان فقط وتتقاعد هذه الحيزبون...).
عادت لورين من عملها في الكلية التقنية تعبة محطمة وقد خبا حماسها بعد حديثها مع رئيسة المدرسة , وتمنت لو تتكلم مع جان وتطلب نصحه ولكن الأتصال بينهما مقطوع منذ عدة أيام , لقد تعمدت لورين الأبتعاد عن طريقه وعاملها هو بنفس الأسلوب, فكرت بأن تتحدث مع ماتيو... قالت في نفسها: يستطيع أن يستمع ويتعاطف , ولكنه لن يستطيع أن يقدم النصح.
خلعت معطفها وسمعت أصواتا من غرفة جان , قالت في نفسها: لا بد وأنه يتسلى مع وردة جديدة من وروده.
وحين تناهت الى سمعها ضحكات ماتيو تسمرت في مقعدها , لقد اختلط صوت ماتيو بصوت مارغو... كانت تتسلى بصيد جديد, ماتيو.
تذكرت كلمات جان الساخرة وهو يقول لها: هل أنت متأكدة من أخلاص ماتيو ومحبته؟ لقد دبر له مقلبا ليبعده عن حياتها كليا.
لقد نصب جان فخا لماتيو وأوقعه في شراك مارغو.... وفتنتها الطاغية , الحلقة المفرغة أياها ... مارغو وهوغ والآن ماتيو ومارغو... التاريخ يعيد نفسه.
ثارت لورين ثورة عارمة أجتاحت أعصابها وعرفت للحال أنها لا يمكن أن تتفادى المقدر ... النهاية واضحة منذ الآن.
جلس جيمس يقرأ جريدته في غرفة الجلوس بينما والدتها تقوم ببعض الآعمال في المطبخ , حدقت لورين في نار الموقد تستلهمها بعض الأفكار.
قال جيمس:
" لا تدعي حزنك يرتسم على وجهك, أنه يفسد شكلك وجمالك ويضيع الفرص من حياتك".
تفاجأت من دقة تعابيره ... كأنه يقرأ أفكارها على وجهها.
سألها:
" هل تحطم قلبك.... هل هو ماتيو؟".
" لا , أنه رجل آخر . ولدي مشاكلي في عملي".
اعترفت له ببساطة بما يثقل كاهلها.
" هذا من تأثير جان عليك , لقد غير شكلك وآرائك".
" وما الخطأ في ذلك؟".
" لا شيء يا عزيزتي , غير أنك تقفين وحدك الآن دون مساعداته المعنوية, عليك أن تكوني واثقة مئة في المئة من معتقداتك وآرائك , لتستطيعي أن تقنعي الآخرين بقوة أهدافك الجديدة".
" لقد بدأت".
" حسنا , تابعي نشاطك وأتمنى لك حظا موفقا".
" أنت تتكلم الآن كوالدتي , أصبحت متفائلا مثلها, لقد أنتقلت اليك العدوى ".
" ولهذا السبب أحبها".
قال مبتسما بحنان.
حدقت لورين به مستغربة , لم تكن تعتقد أن أحدا يستطيع أن يحب والدتها كما أحبها والدها من قبل.... وخلال فترة قصيرة ستفترق عن والدتها لتذهب كل منهما في طريقها, عليها أن تصارع الحياة بمفردها .
وأخيرا نزل ماتيو من غرفة جان يضحك بمرح , ورفع يده محييا والده ثم مشى نحو لورين وقبلها قبلة خاطفة على وجنتها , قبلة أخوية.
قالت لورين تخاطب ماتيو:
" هل تمتعت بوقتك؟".
" نعم, كم أنا مسرور لتعرفي الى مارغو. أنها فتاة فاتنة... هل تعرفينها؟".
" نعم, بالتأكيد".
" تعالي الى فوق وأنضمي الينا, أنا واثق بأن جان لن يماتع".
" لا , شكرا".
قالت في نفسها ليس في نيتي أن أشاهد مارغو تخطف مني رجلي للمرة الثانية(.
ربت ماتيو على كتفها وقفز عائدا الى غرفة جان.
قالت لورين في نفسها من جديد لقد هزمت من جديد , علي أن أعترف بصراحة أنني لا أملك جاذبية ولا يمكنني أن أحظى باهتمام رجل لوقت طويل....).
قال جيمس:
" لقد خسرت ماتيو يا لورين .... وليس الذنب ذنبه".
" أنا لا ألومه, أنا الملامة, لقد أبعدته عني بطريقة ما....".
تبادلت بريل وجيمس نظرات تحمل معان عديدة , أحست لورين أنها أصبحت خارج نطاق حياتهما الفعلية , أصبحت وحيدة متى قبل أن يتم الزواج بينهما .... وستبقى دائما وحيدة.

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
قديم 22-06-09, 06:40 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

10- عدت الى قلبك
وضعت لورين حائطا عازلا بينها وبين جان وقررت أن لا تدعه يخترق خط دفاعها الجديد أبدا.
هو أيضا لم يحاول أن يتخطى العازل بل تنازل كليا عن التفكير بها أو بوجودها, أصبحا اذا التقيا لا يتبادلان حتى الأبتسام , لقد مات كل ما بينهما تماما.
في المدرسة الجميع يعملون بجد ونشاطا لأستقبال المفتوح للأهل والأصدقاء , وكل من يرغب في التعرف على المدرسة وهيئتها التعليمية. وبالرغم من تحذير الرئيسة للورين عن مشروع الصحافة , الا أنها لم ترضخ لطلبها بل تابعت عرض المشروع على ورق مقوَى وعرضته على الحائط ليتفرج عليه زوار المدرسة في يوم الأستقبال العام.
دخلت الآنسة غريمسون الى غرفة صف لورين وشاهدت المشروع منشورا بتفاصيله بشكل واضح.
قالت معترضة:
" أظن أن الرئيسة نهتك عن متابعة مشروعك التافه والذي تسبب في تضييع وقت تلميذاتك الثمين...".
" أؤكد لك يا آنسة غريمسون أنني سأتخلى عنه مباشرة بعد يوم الأستقبال وسأبقى بعد ذلك محافظة على التقيَد بالمنهاج المقرر.
لم تستطع لورين أن تخبرها أن الأمر خرج من يديها ولم تعد تستطع متابعة أساليبها الجديدة دون مؤازرة جان لها... لقد تخلت عن أعتقادها بفائدة التغيير كليا.
وفي منتصف شباط(فبراير) التقى جان لورين في الممر قرب غرف النوم, نظرت اليه لأول مرة منذ أسابيع وشاهدت آثار التعب والأجهاد بادية على محياه , لا تزال تحبه كما كانت وأكثر , وانزعجت من رؤيته على هذه الحال.
قال:
" هدية الميلاد التي أعطيتك اياها( كان يسخر غاضبا) لا تزال على حالتها الجديدة دون استعمال ... أليس كذلك؟( نظر اليها مستفسرا ) أعني الأسطوانة ... سسمفونية العالم الجديد, هل لديك مانع أن أستعيرها ؟ أريد أن أستمع اليها من جديد".
" يمكنك استعارتها بالتأكيد".
دخلت غرفتها وجلبتها وناولته اياها.
" تعالي يا لورين لنسمعها سوية, فأنت تحبين سماعها ولهذا السبب أشتريتها لك".
قرأت لورين بعض الترجي في نظراته مما شجعها على القبول , دخلت غرفته وجلست على كرسي مريح وتركت نفسها تنقاد مع سحر الموسيقى , وعندما انتهت الأسطوانة فتحت عينيها ونظرت اليه , رأت على وجهه نظرة حنان وشفقة عليها فكادت تصرخ من الألم.
قالت في نفسها:" أنه يرثي لحالي ويشفق عليَ , هذا شعور مؤلم للغاية ولا أحتمله".
نهضت لورين تريد مغادرة الغرفة, أمسك بها بشدة:
" أرجوك أبقي قليلا".
جلس على كرسيه وأخرج موسى صغيرة من جيبه وبدأ يلعب بها, يفتحها ويغلقها.
قال:
" لورين( كان يتردد في أختيار كلماته بهدوء) أنا آسف لما حدث.( رأى نظرة استغراب في عينيها كأنها لم تعرف سبب أسفه, أكمل) بشأن ما حصل مع ماتيو ومارغو ... اذا كان الأنسان يحب شخصا فهذا لا يعني أن الحب متبادل بينهما".
طنت أنه يتكلم عن نفسه, قالت في نفسها: هل كلامه يعني أنه يحب مارغو وهي لا تبادله حبه؟ ثم أردف مفسرا:
" أعني( مر بيده فوق شفرة الموسى القاطعة ) حبك لماتيو لا يؤكد لك تلقائيا حبه لك, لقد رأيتك في العيد بين ذراعيه وتحققت أنك تحبينه كثيرا".
هزت لورين رأسها دون أرادتها وهي تقول في نفسها:" أنا أحبك أنت وحدك ولا أحب سواك , ولقد تقبلت الحقيقة بأنك لا تبادلني حبي".
" هل هناك ما أستطيع أن أفعله لأجلك...".
جرحت الموسى يده وسال الدم من أصبعه وأغلق الموسى لاعنا شاتما , ركضت اليه ملهوفة لترى عمق الجرح . فتشت عن منديل وربطت له جرحه لتمنع جريان الدم من عروقه , قالت:
" هيا الى الحمام لنغسل الجرح. ربما تكون الشفرة ملوثة".
نظر الى عينيها وشاهد ألمها وأهتمامها بأن لا يتألم , ضحك مقهقها وقال مازحا:
" كم يهمك أمري , لقد عدت الى قلبك وأعدت الحياة الى وجهك وكنت أعتقدت بأن لا أمل في عودة علاقتنا من جديد".
قالت بعصبية واضحة:
" هل جرحت يدك عمدا... هل قمت بحيلة جديدة؟".
" لا تكوني حمقاء يا فتاة , وهل يوجد رجل بكامل قواه العقلية يقطع يده عمدا؟".
وتابع:
" ولكن العملية نجحت في تقريبنا ( كان يتشدق فخورا. مال الى الأمام وأمسك بيدها , حاولت أن تفلت من قبضته ولكنه شدها اليه بحنان قائلا) اجلسي قربي وهدئي من روعي وقومي على تدليلي , اغمريني بعطفك وحنانك, يا آلهي أنا رجل وأنت أمرأة وأنا
أحتاجك , انظري , لقد قطعت يدي وخسرت حب مارغو كما خسرت أنت حب ماتيو... دعينا نحن لبعض".


بقيت في مكانها مسرورة بملامسته وقربه منها , لم يزعجها أنه رغب في وجودها بديلة عن مارغو , لقد اعتادت دور البديلة ما دام يستجيب لحبها له.


مدت يدها ولامست ربطة عنقه وقالت:


" أنت ترتدي هديتي".


" هل لاحظت؟ (ابتسم) لقد ارتديتها كثيرا ومرارا".


مال برأسه اليها, احمت خجلا وسألته:


" لماذا يا جان؟".


" لأنها أفضل وأثمن ربطة عنق لدي".


سألها عن أحوالها في المدرسة, أخبرته عن مشاكلها مع الرئيسة وأنها ستتخلى عن مشروع الصحافة نهائيا بعد يوم الأستقبال في المدرسة, قالت له أن حماسها قد خبا , أشفق عليها وحاول أقناعها بالعدول عن رأيها... ضحك كثيرا وهي تسرد عليه طريقة الرئيسة في ادارة المدرسة وكيف تشب ما كان متبعا في زمن الملكة فكتوريا...


" أذن الأسبوع المقبل هو يوم الأستقبال ( فتش في جيوبه وأخرج مفكرته وناولها اياها قائلا) أرجوك, اكتبي لي ملاحظة في مفكرتي فأنا لا أستطيع الكتابة بعد أن جرحت يدي".


كتبت:" يوم الأستقبال في مدرسة لورين". سرها أن يسمح لها بالنظر في داخل مفكرته, قالت:


" هل تقرأخطي؟".


هز رأسه موافقا:


" خطك واضح مثلك تماما ( أخذ المفكرة من يدها وقال) سأرسل مراسلا صحافيا ليكتب عن المشروع".


" لا حاجة لذلك يا جان , فالرئيسة تنزعج كثيرا من الصحافيين".


" لا تهتمي فالرجل الذي سأنتدبه لهذه المهمة يستطيع أن يتدبر أمره مع الرئيسة".


قام الى الحمام بمساعدتها وغسل جرحه وضمدته له ببعض الشاش والأدوية , قال:


" سأظل الى الأبد شاكرا لهذه الموسى التي أعادت ( الأميرة النائمة) الى الحياة .( ابتسمت بخجل ودلال) . ابتسمي , سأحضر آلة التصوير لألتقط لك صورة وأنت مبتسمة , فربما لن أحصل على بسمتك من جديد".








بدأ الأهل والأصدقاء يتوافدون الى المدرسة في يوم الأستقبال منذ الثانية بعد الظهر , وبقيت لورين في غرفة الصف حيث تعرض مشروع الصحافة.


مقالات مختلفة عن قصة واحدة كما ذكرت في صحف مختلفة, عناوين مختلفة وجمل صغيرة تبيَن سياسة الصحيفة, أخبار منشورة في الصفحة الأولى وبخطوط عريضة, بينما الخبر نفسه قد نشر بخط عادي في الصفحة الثالثة في جريدة أخرى...


وهناك بعض الصور تبين كيفية تجميع وتبويب الجريدة.


دخل شاب واثق من نفسه الى غرفة الصف وقال:


"آنسة فارس؟ أنا ميلز مراسل جريدة والكلي المسائية".


" هل حضرت بناء لطلب السيد داربي؟".


" نعم, موضوع الصحافة يهمنا وسأكتب تقريرا عن العرض.( نظر حوله) أعتقد أن طلبي موجود في هذه الغرفة أيضا , هل أستطيع أن أقوم ببعض التحريات قبل أن أكتب تقريري؟".


" تفضل, أرجوك أن تقول الحقيقة فقط ولا تسرف وتضخم جهودي أكثر مما ينبغي...".


" هل طلبت أذنا من الرئيسة؟".


" مررت بطريقي الى مكتبها ( توقف عن الكتابة) هل تمانعين بأخذ بعض الصور عن المعروضات ( ابتسم يقنعها) لقد أحضرت معي مصورا صحافيا... الهدف من التقرير توطيد العلاقات الطيبة بين الصحافة والرأي العام".


" يمكنك أخذ الصور التي تشاء ما دام الأمر قد سوي مع الرئيسة".


دخل المصور وعرفته لورين للحال, أنه جيم الشاب الذي شاهدته يوم العشاء مع جان في مطعم الصنوبرة ... لقد أزعج وجوده جان كثيرا في تلك الأمسية , صافحها جيم وقال أنه تذكرها , أخذ عدة صور للعرض ثم قال:


" نريد صورة لك يا آنسة فارس وأنت تحملين الطبشور أمام اللوح الأسود, سنضع هذه الصورة بجانب المقال, هل لديك مانع؟".


أزعجت لورين الفكرة ولكنها رضخت للأمر الواقع , كانت واثقة بأن جان يعرف ماذا يفعل حين أرسلهما لكتابة التقرير ,وبعد أن أنتهيا شكراها لتعاونها وغادرا المدرسة على عجل.


بقي العرض حتى الخامسة والناس تدور في أرجاء المدرسة بحرية تامة, وبعد الخامسة حضرت آن لتغادر برفقة لورين وسألتها:


" كيف كان العرض؟".


أخبرتها لورين عن الرجلين مندوبي الصحافة , وتعجبت آن في أن يكون جان مهتما فعلا بعمل لورين , أو أن عملها يستحق مراسلا يكتب عنه في الجريدة , أخبرتها لورين أن جان دبر الخطة معها من قبل.


سألت آن:


"وهل أرسل مصورا صحافيا أيضا ؟ الموضوع فيه بعض الغرابة... وهل استأذن الرئيسة؟ وسمحت له؟".


حين عاد جان من عمله في المساء سألها:


" كيف جرت الأمور في يوم الأستقبال في المدرسة؟".


"شكرا".


وأخبرته باختصار عما جرى من أمر المراسل ...ولكنه كان على عجلة من أمره فلم يعلق على أقوالها .


نزعت لورين بمساعدة تلميذاتها ما عرضته في يوم الأستقبال عن مشروع الصحافة , وخزنته لوقت الحاجة.


تناولت الشاي وأسرعت الى عملها في المدرسة الليلية , وهي ترجو أن تلتقي بجان بعد عودتها لتسأله عن المقال قبل أن يطبع وينشر , ولكنه تأخر كثيرا وتعبت من أنتظاره وأوت الى فراشها على أمل أن تبحث الأمر معه وقت الفطور في الصباح.


ولكن جان غادر في الصباح الباكر دون فطور ولم تجتمع به ... وحين وصلت الى المدرسة داهمتها العاصفة.


كانت الآنسة غريمسون زميلتها في دائرة اللغة الأنكليزية تقف في قاعة الأساتذة ويداها مطويتان على صدرها والشرر يتطاير من عينيها تنتظر وصولها. قالت دون أن تبتسم أو تصَبح عليها:


" آنسة فارس, أنت مطلوبة في مكتب الرئيسة فورا".


" سأضع كتبي فوق مكتبي وأذهب".


وقفت الآنسة غريمسون تنتظرها كأنها سجان يخاف هروب المحكوم عليه,حدق بها المعلمون والمعلمات بكراهية واشمئزاز ومشت


آن باتجاهها وهي تهز رأسها أسفا , وتمتمت في أذنها:


" لقد قمت بأعمال مريعة وستنالين العقاب".


" ماذا فعلت؟".


" أستغرب ما قام به جان ولا أفهم كيف سمح بنشره".


" أنا لا أفهم , بحق السماء اشرحي لي الأمر".


قالت الآنسة غريمسون بنزق:


" يا آنسة فارس .... لا يمكننا أن نترك الرئيسة تنتظر".


مشت لورين الى مكتب الرئيسة تتبعها الآنسة غريمسون لتتأكد من وصولها الى أيدي الأعداء , قرعت لورين ودخلت الى جو المكتب الكئيب. كانت واثقة بأن الآنسة غريمسون لا تزال تقف خلف الباب ليتسنى لها أن تسمع ما يدور بينهما من حديث.


ولكن لم يكن ما دار بين الرئيسة ولورين حوارا أو حديثا , بل كان شجارا , أنقضت عليها الرئيسة مالادي كالصاعقة , وانهالت عليها بالأتهامات , قبل أن تعرف لورين حقيقة ما يجري حولها.


" عملك مقرف, ولقد جلبت الخزي للمدرسة والتقاليد العريقة التي تمثلها في حقل التربية والتعليم , وتستحقين الطرد الفوري من عملك, ألا تخجلين مما قمت به من عمل سافل منحط ؟ لا يحق لك أن تمتهني التعليم بعد اليوم".


استمعت لورين الى الرئيسة تمطرها بوابل من مفرداتها البديئة , وراقبت حركاتها وانفعالاتها وثورة غضبها ... كانت شاردة وضائعة لأنها فعلا لم تكن تعرف أسباب هذه الثورة العارمة التي انصبت فوق رأسها , ومع ذلك استمعت مشدوهة وهي تستمتع بهذه التمثيلية الهزلية التي تدور حولها .


توقفت الرئيسة قليلا لتسترد أنفاسها واغتنمت لورين الفرصة لتسألها:


" هل من الممكن أن أعرف عما تتكلمين؟".


سحبت الرئيسة نفسا عميقا وقالت:


" أنت لا تعرفين عما أتكلم؟".


" لا أعرف".


هزت رأسها نفيا مؤكدة جهلها.


فتحت الرئيسة درجا من مكتبها وأخرجت منه جريدة المساء وفرشتها على المكتب لتتمكن لورين من قراءتها , المقالة تتوسط الصفحة الأولى من الجريدة.


حدقت لورين لا تصدق ما ترى, قرأت بسرعة ما أمكنها وفهمت أسباب ثورة الرئيسة , هناك قرب المقال صورتان بالحجم الكبير لها بجانب المقال؟.. واحدة تمسك بيدها الطبشور قرب اللوح الأسود بالصف , والأخرى في حديقة المنزل وهي ممددة فوق بساط ترتدي لباس السباحة المؤلف من قطعتين باللون الأحمر القرمزي , كتب تحت الصورة : الآنسة فارس شابة جميلة, معلمة مدرسة تهتم بتلميذاتها وتجذب انتباه الشبان في بيتها.


شحب وجه لورين وخارت قواها وسحبت كرسيا جلست عليه, من غير المعقول أن يحصل لها ما حصل , ولكن كيف؟


تذكرت حين استلقت في حديقة المنزل تستمتع بشمس ايلول(سبتمبر) أنها كانت وحدها في البيت , خرج جان ثم عاد دون أن تشعر به, وقبل أن ينضم اليها في الحديقة دخل غرفته وتمكن من أخذ صورة لها من نافذته بواسطة عدسة مكبرة استعملها مع آلة التصوير , تذكرت أنها سمع صوتا غريبا وقررت في حينه أنها ربما سمعت صوت نافذة تغلق في الجوار ...


المقال المكتوب يفصَل أهداف المشروع ويطري بسخاء عملها ويطنب في مدحها ... مهمةالمعلمة في رأب الصدع بين المدرسة وعالم الصحافة المبهم , قال الكاتب : جهود الآنسة فارس كالنور الساطع الذي ينير ممرا مظلما , خاصة وهي تعمل في مدرسة تقليدية رجعية...


احمرت وجنتاها خجلا وفهمت أسباب العاصفة التي وقعت على رأسها,بقيت الرئيسة تنظر اليها باشمئزاز , ثم حملت الجريدة بيد ترتجف ورمتها في سلة المهملات.


قالت الرئيسة:


"لقد أرتكبت خطأ فادحا وبالتالي لا يمكنك الأحتفاظ بمركزك ضمن هيئة التعليم في هذه المدرسة المحترمة بعد أن جلبت العار علينا جميعا ".


" ربما لا تصدقين يا آنسة مالادي, ولكنني لست مسؤولة عما حدث (أختنق صوتها وانهارت رغبتها في الدفاع , كانت لا تفكر الا في خيانة جان لها) سألت المراسل أن كان قد أستأذن منك قبل الدخول الى المدرسة , وفهمت منه أنه طلب السماح وأذنت له".

" لم يفعل , كل ما فعله أنه دخل مكتبي في غيابي وتكلم مع السكرتيرة التي أعلمته بوجوب التفتيش عني ليحصل على الأذن, من الواضح الآن أنه لم يجدني ولكنه بالرغم من ذلك أكمل ما حضر من أجله , على كل


يا آنسة فارس( كانت ساخرة) لا يمكنك أقناعي ببراءتك , لقد وقفت أمام اللوح ليأخذ لك صورتك وكذلك في منزلك . هزت لورين رأسها نفيا ولكن الرئيسة رفضت أن تستمع الى دفاعها.



كان تفكير لورين في تلك اللخظة منصبا على جان وعلى خيانيته , لقد بقي مخلصا لمهنته وبرهن أنه قادر على أن يرمي أيا كان للذئاب , سواء كان صديقا أم عدوا ما دام في عملع بعض الفائدة لمهنته.



قالت الرئيسة:



" أنصحك أن تتقدمي بطلب عمل في مدرسة أخرى , مع أنني أشك بأن مدرسة محترمة ستقبل بك بعد هذه الفضيحة ... لقد حذرتك أن تتخلي عن مشروع الصحافة لأنه ليس ضمن المنهاج المقرر, ولكنك ضربت بنصيحتي عرض الحائط وتابعت نشاطك... أنا لا أرى أسبابا تخفيفية تلطف من موقفك أو تبرىء ساحتك".



ثم صرفت لورين باشارة من يدها .



وبمرور الوقت وجدت لورين أن كلمات الرئيسة لا تعذبها ولا أبتعاد زملائها عنها, كأنها مرض معد... خيانة جان وحدها هي التي تؤلمها أشد الألم , حاولت آن أن تتعاطف معها.



ابتسم هوغ وقال:



" لقد شهرت بنفسك يا لورين . هل هي نكتة جديدة لجان؟".



عادت الى البيت واستقبلتها والدتها وهي تمسك جريدة المساء بيدها مسرورة .






قالت بريل



" صورتك في الجريدة جميلة للغاية".



" هذا أهم ما في الأمر ؟ كفاك فخرا بجمالي . هل أخبرك رأي الرئيسة بي؟".



أخبرتها باختصار ما ورد على لسان الآنسة مالادي...



" يا آلهي , لو كان جيمس هنا لأستطاع أن يهدىء من روعك ويخفف من غضبك".



" لا أحد يستطيع أن يهدىء من روعي ... لا أحد".



بكت والدتها حزينة : التفتت لورين اليها بغضب وسألتها ساخرة:



" هل المستأجر الكريم في الخارج... كعادته؟ ربما يخجل من مجابهتي بعد الذي فعله ؟ لقد تجنبني في اليومين السابقين مع أنه كان يعرف حق المعرفة ما سيحصل لي".



" لا تلوميه قبل أن تستمعي الى دفاعه".



" ألومه؟ ماذا تريدينني أن أفعل ؟ هل أقبله وأشكره لأنني خسرت عملي بسببه؟".



" لا أعتقد أن جان تعمد ذلك... هو ليس على هذه الشاكلة".



" لا تدافعي عنه يا أماه , هو المسؤول , همه أن يخرج قصة جديدة في جريدته ... لا يوجد صحافي يستطيع أن يقاوم قصة جديدة , لا يفرق بين صديق أو عدو, الصحافي لا أخلاق له أو مبادىء".



" لا تتكلمي عنه بهذا الشكل ... أنه ابن صديقتي نانسي ( بدأت بريل تبكي من جديد) , على كل حال, سيفيدك تغيير مدرستك والخلاص من هذه الرئيسة المتحجرة , كدت أن تصبحي مثلها , لقد أثرت عليك كثيرا... تحتاجين لرئيسة شابة ومدرسة حديثة وبالتالي تتابعين آرائك الجديدة بحرية أكثر".



" سأخرج قليلا".



" ربما ستمطر , والطقس بارد".



" لتمطر".



ركضت الى غرفتها وارتدت بنطلونا أزرق ومعطفا واقيا وخرجت قائلة :



" عندما يحضر جان أخبريه بصراحة رأيي الصريح فيه...".



أغلقت الباب وخرجت تريد الحديقة العامة والتلة , ركبت الباص وبعد ذلك بدأت طريقها صعودا , كانت ثورة غضبها عارمة وهي تصعد مسرعة , وحين وصلت الى القمة كان نفسها قد أنقطع.



جلست تحت شجرة كبيرة ولم تبال بالرطوبة تحتها , بدأ المطر ينهمر فرفعت غطاء رأسها وحاولت ترتيب أفكارها.



هنا في وحدتها ستجد نفسها من جديد , ستحاول أن تحل مشاكلها ... جان ... ستهرب منه, ستبتعد عن طريقه... عملها... ستغير عملها وتفتش عن مدرسة أخرى, البيت... ستترك البيت , لن تعيش فيه تحت سقف واحد مع الخائن ... وعلى كل حال, والدتها ستتزوج قريبا, ستجد غرفة صغيرة لتسكن فيها قريبا...



جان ومارغو... حتما مارغو ستعود الى جان لأنه حبها الحقيقي, ستهجر ماتيو من جديد.



وما أن وصلت بتفكيرها الى هنا, حتى سمعت وقع أقدام تقترب منها, الالمطر ينهمر والظلام يخيم حولها وهي جالسة فوق الأرض الرطبة , أصاخت السمع من جديد وتحققت أن الأقدام تقترب منها باصرار.

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
قديم 22-06-09, 06:47 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

11-الأول والأخير
وصل جان الى حيث جلست لورين , نظر اليها نظرة قاسية خالية من الشفقة وقال بلهجة واثقة:
"كنت واثقا أنني سأجدك هنا".
ابتسمت له ابتسامة خبيثة كأنها نمرة تتوثب للأنقضاض على فريستها , قالت:
" أنت! (تنهدت تنهيدة عميقة) لماذا لا تتركني وشأني؟ أريد الأنفراد بنفسي والأبتعاد عن جميع الناس وخاصة عنك".
وقف جان صامتا جامدا كأنه لم يسمع قولها.
" أرجوك أذهب لسبيلك( رغبت أن تجرحه بكلامها) وبذلك تكف عن ايلامي وتعذيبي , ألا يكفيك ما فعلته معي؟ لديك سلسلة كاملة من القصص المسلية تكفيك لتبلغ سن الشيخوخة , وتستطيع أن تتسلى بسردها على أصحابك ... لقد انتهت التمثيلية الهزلية وكنت بطلها .( ارتفع صوتها حادا وصرخت بغضب) أذهب, أذهب عني".
" أرجوك يا لورين أن تنصتي الى ما سأقوله".
" أنا أنصت اليك؟ وأستمع لأكاذيبك من جديد؟ لماذا؟ كيف تستفزني بالكلام وتسجل عليَ أقوالي على هواك ؟ ومن يدري ربما تنشر أقوالي في الصفحة الأولى من جريدتك لتؤمن مزيدا من البيع...".
" هل أنتهيت؟".
"لا!".
جلس قربها على الأرض بالرغم من أن المطر يهطل والرطوبة في كل مكان وقال:
"حسنا , أستطيع أن أنتظر حتى تنتهي من هجومك".
" نعم سأكمل وسأطلعك على سري , لقد انتصرت في الوصول الى أهدافك , سأخبرك بما فعلته بي منذ دخلت حياتي, لقد ... عزلتني كليا عن جميع أصحابي... جعلتني وحيدة, بتً لا أحتمل وحدتي , جعلتني أحس بها , صحيح أنني كنت وحيدة قبل أن تدخل حياتي ولكنني كنت بوحدتي ... أما الآن فأنني غير لكوني وحيدة , لقد حرمتني أصدقائي واحدا واحدا: هوغ وآن وأخيرا ماتيو".
" أخبريني الحقيقة! ما هو شعورك بالنسبة لماتيو(صمت) هل أحببته؟".
لم تجبه على سؤاله , رفع رأسها بيده وأجبرها على النظر اليه وكرر سؤاله:
" هل أحببته؟".
لم تجبه , هزت رأسها نفيا وقالت:
"لم أنته من كلامي(تجاهلت سؤاله) لقد سرقت مني ثقتي بنفسي , سلبت مني مبادئي وآرائي وأستبدلتها بآراء جديدة حتى أصبحت ضائعة بين المبادىء القديمة والحديثة".
اختفى صوتها من شدة الغضب والصراخ وتمتمت:
" لقد ضعت كليا( بلعت ريقها بصعوبة وانسابت دموعها على خديها) لقد حطمت سمعتي في المدرسة وطردت من عملي , عليَ أن أفتش عن عمل جديد في مدرسة أخرى.( التفتت اليه والشرر يتطاير من عينيها) وكنت أنت السبب المباشر".
" أنت مخطئة يا لورين... مخطئة في كل ما تقولين (حدق في العتمة وأكمل) لن يعجبك دفاعي ... ولكن صدقيني أنني اكتشفت ما حصل مؤخرا بعد أن خرجت الأمور من يدي ولم يعد بالأمكان التراجع ... لم أستطع أن أفعل أي شيء حيال ما حدث في الجريدة , لو كان بأمكاني أن أوقف المطبعة عن عملها لفعلت دون تردد".
" وهل تنتظر مني أن أصدقك ؟ أنا أعرفك حق المعرفة وأعرف أن أخلاصك لعملك يأتي قبل كل أعتبار ... وماذا بشأن الصور التي نشرت؟ والصورة التي أخذت في حديقة المنزل... من صوَرني غيرك".
" أعترف أنني أخذت تلك الصورة بنفسي...".
" يمكنك أن تعترف أيضا أنك عرضتها على زملائك في العمل واقترحت عليهم نشرها مكبرة في الصفحة الأولى ... ما تفسيرك ؟ كيف ستحل هذا اللغز؟".
" حسنا . سأقول الحقيقة, كنت أحمل صورتك في محفظتي...".
التفتت اليه مذعورة وصرخت:
" ولماذا؟".
" لماذا ؟ ألا تعرفين السبب الذي يجعل شابا يحمل صورة فتاة جميلة في محفظته؟".
" لتتباهي بها أمام زملائك ... مع صور صديقاتك اللواتي يبلغ عددهن العشرات. كنت تغير صديقاتك باستمرار ... أو زهورك كما تسميهن... أنا لست واحدة منهن... لقد قلت لي ذلك بنفسك في عيد الميلاد".
مد يده الى جيوبه وأخرج محفظته ورماها الى الأرض بعصبية وقال:
" اليك محفظتي , أنظري بداخلها لتري بنفسك عدد صديقاتي ".
حملتها لورين بيدها وفتحتها وحدقت بداخلها وقالت:
" وهل تسمح لي بالنظر الى محفظتك؟".
" نعم, فأنا أثق بك أكثر مما تثقين بي".
لامست لورين نعومة الجلد الثمين وتنسمت رائحة سكائره المفضلة, وبعد أن تفحصتها ومتها أرضا من جديد وقالت بخبث:

" لقد سحبت من داخلها صور فتياتك وخبأتها في درج مكتبك قبل أن تحضر الى هنا... والا لم تكن لتسمح لي بالنظر اليها".


مد جان يده الى الأرض والتقط محفظته وأعادها الى جيبه, كان في قمة غضبه بحيث أنها لم تره على هذا الحال أبدا , نظر اليها قائلا:


" لسانك يقطر سما , لقد ابتلعت كمية كبيرة مما سمَم جهازك بكامله(قال ساخرا) يا عزيزتي الآنسة فارس , لقد أصبحت بأسلوبك وأفكارك وعنادك نسخة مصغرة عن رئيستك في المدرسة , لقد صممت أذنيك عن سماع الحقيقة...".


هزتها هذه الحقيقة المرة وزاد سيل دموعها في العتمة.


قال:


" لقد استمعت اليك صابرا , سمعت جميع أتهاماتك ولكنك لا تريدين أن تستمعي لدفاعي ووجهة نظري في الموضوع , أنت حقا تريدين أن تبقي وحيدة... حسنا... سأتركك وحيدة وستبقين كذلك الى نهاية العمر".


تركها في مجلسها ومشى مبتعدا وسط العتمة والصمت.





رددت لورين كلمات الأغنية في نفسها" وداعا يا حبيبي الوحيد, ودائما الى حين...".


الصمت ياف المكان الا من صوت المطر يتساقط برتابة فوق أوراق الشجر, رتابة صوت المطر تتناغم مع ضربات قلبها السريعة.


حدقت لورين في العتمة ... لقد دفعته بعيدا عنها ... وهو الرجل المحيد الذي أحبته بصدق . لا تحب سواه ولا يمكنها أن تحب غيره في المستقبل , هو حبها الأول والأخير.


وقفت مسرعة , ركضت خلفه , تزحلقت وتعثرت وهي تنزل التلة لاهثة , لا ترى طريقها وسط دموعها المتساقطة مع المطر.


سمعت من جديد كلمات الأغنية التي تقول: سأعود اليك يا حبيبي لو ابتعدت عني مئات الأميال...


وصلت لورين اليه قبل أن يختفي ببطء من حياتها , كان جان يمشي متمهلا ويداه في جيوبه وقد رفع ياقة معطفه ليتقي الأمطار المتساقطة, نادته باسمة, توقف ثم استدار ولكنه لم يتحرك باتجاهها , انتظر وصولها اليه, وحين اقتربت منه وأصبحت على بعد أقدام توقفت ونظرت اليه بارتباك وخجل, وبدا واضحا أنها ستتراجع...


"حسنا ما الأمر؟".


فتشت عن وسيلة لتجعل الصلح ممكنا, كان عليها أن تخطو الخطوة الأولى بعد أن رفضت منذ قليل عرضه للتقارب....


قال مكررا وبعصبية:


" ما الأمر؟".


تلعثمت وهي تحاول أن تنطق بكلمات ولكن صوتها اختنق كليا, استدار وفي نيته أن يكمل نزوله بعيدا عن طريقها ... مدت يدها وأمسكت بذراعه , كانت لمستها حانية.


"جان ... جان لا تتركني أرجوك".


" ولماذا ؟ أعطني سببا واحدا".


ارتفع الجدار بينهما من جديد.


نظرت اليه في العتمة وقد اختلطت دموعها بالأمطار الهاطلة... قالت:


" جان!(بقي في مكانه ويداه في جيوبه ينتظر أن تكمل جملتها) جان, أنا ...".


أمسك بكتفيها بلطف وقال:


" هيا أنطقي الكلمة...".


نظرت اليه وتمتمت :


" أنا أحبك".


" يا ألهي, ظننت أنني لم أسمع هذه الكلمة منك أبدا".


ضمها بين ذراعيه وغابا عن الوجود... واختلطت الدموع بالمطر, قال:


" حبيبتي لورين , آه يا حبيبتي( تمتم اسمها من جديد بمحبة) وقال :" عليك أن تتزوجيني وبسرعة( وأحاط خصرها بذراعه) أريدك زوجة لي (تمتم في أذنها) رددي قولك : اذا تزوجت رجلا طيبا سأخلص له مدى الحياة".


" سأخلص لك مدى الحياة ولن أهجرك أبدا أبدا...".


همست بها مرارا وتكرارا وتوقف الزمن.


وبعد حوالي الساعة قال جان:


" علينا أن نعود الى المنزل, أريد أن أضمك...".


" وماذا كنا نفعل أذن؟".


ضحكا طويلا , أمسك بيدها وركضا التلة نزوى الى السيارة, وحين وصلا الى المنزل قال:


"بدلي ثيابك المبللة بسرعة, وأرتدي غيرها , سأصنع بعض القهوة الساخنة والساندويشات , أشعر بجوع قاتل".


خلعت ثيابها وجففت شعرها المبلل ووضعت قليلا من مساحيق التجميل على وجهها ونزلت مسرعة الى المطبخ.


وقفت قربه وقالت:


" رائحة القهوة لذيذة".


" طبعا انها من صنع يدي , هيا ساعديني في حمل الطعام الى غرفتي...( حملت الفناجين) كالزوجة المطيعة.


دخلت غرفته وأغلق الباب دونهما وقال:


" تعالي , لقد أفترقنا طويلا".


فتح لها ذراعيه بطيبة خاطر.


الضوء خافت في الغرفة والمدفأة الكهربائية تملأ المكان حرارة ونورا , والمطر يضرب زجاج النافذة دون أنقطاع.


قال متمتما:


"حبيبتي, هل أنت مستعدة لتسمعي ما سأقوله لك؟ لدي الكثير من الكلام.... ويجب أن تكون الثقة متبادلة بيننا".

" أخبرني يا جان عن الصورة".


نظر اليها بلطف وحنان وقال:
" أنها صورتك يا حبيبتي! لم أستطع أن أقاوم أغراءك وجمالك... هذا صحيح يا لورين, لقد أحببتك منذ تلك اللحظة وحملت صورتك في محفظتي كي تتسنى لي رؤيتك متى أردت كأي شخص يحب.( حبست نفسها وهي تسمعه يعترف لها بحبه) في يوم من الأيام وأنا في مكتبي, فتحت محفظتي أبحث بداخلها عن طوابع... وقعت صورتك سهوا, التقطها الشباب وتبادلوها وسألوا عمن تكون صاحبتها الفاتنة...أخبرتهم أنك الفتاة التي حضرت الى مكتبي لتستعير مفتاح البيت, تذكروا زيارتك وأثنوا على جمالك , وحدق فيها كل واحد منهم بنهم وحين غضبت أعادوها ألي...".
مر بيده على شعرها بحنان:
" وفي يوم آخر سرقوها مني من محفظتي وعملوا منها نسخا دون معرفتي , كان ذلك أمرا سهلا حيث كنت أحيانا أترك سترتي معلقة في مكتبي وأنتقل بين غرف المكتب لأبحث في بعض الأمور مع رئيس التحرير أو المراسلين أو المصورين , ويوم طلبت من مراسل الجريدة أن يوافيني بمقالة عن يوم الأستقبال في المدرسة ... ألَفوا قصة بينهم , أنا لم أطلب من مصور الجريدة أن يذهب في تلك المهمة , ولكنهم كصحافيين متمرسين أشتموا رائحة الغرام الذي يجمعنا ... هل تتذكرين العشاء في مطعم الصنوبرة؟ ورأوا أن ينشروا الخبر, كانوا يعرفون مدى أنزعاجي لو عرفت حقيقة ما يجري ولذلك أبقوا الأمر سرا عني, ولم أرى نسخة من الجريدة الا بعد أن خرجت من المطبعة وبعد فوات الأوان".
أضاف قائلا:
" شخصيا, أنا لم أضع عنوان المقال أو الشرح تحت الصور , الزملاء هم الذين تولوا ذلك بأنفسهم ... كانت المقالة موفقة, أليس كذلك؟( جذبها اليه من جديد وأكمل) يا حبيبتي كان الصراع على أشده بين الحب والواجب, عرفت مسبقا أنك ستتورطين في مأزق لا مخرج منه ولكن لم يكن بيدي حيلة( أخذ نفسا عميقا وقد أستراح من عبء ثقيل وقال) وحين لم تنصتي الى دفاعي عن نفسي أيقنت أن الأمر أنتهى بيننا الى الأبد"
" وماذا بشأن حبك لمارغو؟".
" آه , صدقيني , أنني أحاول التخلص من مارغو منذ عدة أشهر ".
" وقد استخدمت أخيرا ماتيو".
" نعم ولا... وهل تلومينني ؟ لقد ضربت عصفورين بحجر واحد... يوم حضرت مارغو وطلبت منك البقاء في غرفتي كنت أريدها أن ترى بنفسها أنني أحبك أنت, وكنت آمل أن تتفهم الأمر وتتركني وشأني... ولكنك رفضت أن تلعبي لعبتي , وأنا بدوري أعتقدت أنك تحبين ماتيو".
" أنا لا أحب ماتيو, كان صديقا ليس الا".
" أعترفي أذن أنك كنت تحبينني أنا... ماتيو يحب مارغو بجنون".
رفعت لورين حاجبيها متسائلة لا تصدق ماتسمع .
قال مؤكدا:
" أنها الحقيقة, مارغو فتاة لعوب وتحب بسهولة , خطأها الوحيد أنها لم تتخلَى عني بسهولة...".
ضحكا كثيرا قبل أن يقول:
" ستفتشين يا لورين عن عمل جديد, أنا لا أستطيع أن أجعل زوجتي تعيسة وحزينة.( قهقه بصوت مرتفع وقال) أخبروني أن هناك وظيفة لتعليم الأنكليزية في الكلية التقنية( نظر اليها يستفزَها ) هل أتقدم أنا بطلب لهذه الوظيفة أم أنت؟ ولكنها وظيفة للمبتدئين ولا تناسب مقامي الرفيع!".
فتحت لورين فمها لتعترض ولكنه وبسرعة أطبق عليها وأسكتها , وقال:
" عندما تتزوج والدتك جيمس سنستأجر هذه الشقة لتكون لنا".
تنهدت بارتياح ورفعت يدها تسوي له ربطة عنقه التي أهدتها له في العيد وقالت:
" جان, أن كنت لا تحب مارغو كما تقول , فمن تكون تلك الفتاة التي عدت من أجلها الى لندن في عطلة الميلاد؟".
" أنها أنت يا طفلتي الغبية, أنت الفتاة التي تبعث الملل في نفسي والتي تتصرف بتزمت واحترام يفوق الوصف .... أنت المعلمة.( نظر اليها مازحا) ولكن أين ذهبت تلك الفتاة المتزمتة الرجعية التي التقيتها على عتبة هذا البيت يوم حضرت؟".
" ذهبت مع الريح يا جان , لقد غيَرتها بحيث أنك لم تعد تعرفها, ما هو انطباعك عني يوم حضرت ؟ أخبرني!".
" سأقول لك , أنا صحافي مميز , ومتدرب في سبر أغوار النفوس واستطلاع الحقائق الباطنية في داخلك . كانت عيناك تفيضان بالنداء لكل خلجة فيَ ... كنت مليئة بالأمكانات الخفية التي تجذب الرجل".
ضحكت كثيرا وهي تستمع الى شرحه وسألته تستزيده ايضاحا :
" ولكنك نظرت اليَ مستغربا...".
" هل تصرين على أن تعرفي ؟( هزت رأسها موافقة وأكمل) سمعت نداء يدعو الى الحب".
بدأت تشاكسه وتحاول أن تتملص ولكنه قال:
" أهدئي ودعيني أكمل حديثي فأنا لم أنته بعد( كان يبتسم وهو يشير الى نفسه باعتزاز) تدعو هذا الرجل بالذات , ولقد حظيت به الى نهاية العمر , أليس كذلك؟".
وبسرور متبادل برهنت له عن رغبتها الصادقة والأكيدة .
فتح الباب ودخلت بريل , تحركت لورين من سباتها وقالت:
" جان , يا حبيبي . هيا لنخبر والدتي بالأمر".
ابتسم متكاسلا وسمح لها أن تجذبه ليقف معها في الممر.

" أهلا يا أماه ( عانقها أمام وألدتها) أنا صحافي وأحب أن أختصر الأقوال وأدع الأفعال تنوب عنها".


فهمت بريل وأسرعت تقفز السلالم لتقبلهما مهنئة. وسألته بلهفة:


" جان, هل أخبرت والدتك بالأنباء السعيدة؟".


" لا, ليس بعد, (نظر الى لورين مبتسما وقال) كنا صامتين خلال الساعتين الماضيتين".


قالت بريل:


" سأتصل بها الآن".


قالت لورين:


" ولكن يا أماه , الوقت يقارب منتصف الليل".


" سأتصل بها لو كانت الثالثة صباحا".


اتصلت بريل برقم نانسي وانتظرت أن ترد , قالت تخاطب العاشقين:


" أنني مستغربة أمركما , أعتقدت أنكما لا تتفاهمان ... أخبراني الآن , متى جمع الحب بينكما ؟".


قال جان:


" أحبها منذ أربع وعشرين سنة , عندما كانت لورين في الثانية من عمرها وأنا في الثانية عشرة".


قالت بريل:


"ألو نانسي! لديَ أخبار سعيدة, جان ولورين سيتزوجان!".

منتديات ليلاس




تــــــــــــــــــــــــــــــمــــــــــــــــــ ت.

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
قديم 08-12-09, 12:22 AM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Jul 2008
العضوية: 86405
المشاركات: 0
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة الماس عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة الماس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

يسلموووووووووووووووووووو000000000زو000000000تحياتي لك

 
 

 

عرض البوم صور زهرة الماس   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
a girl alone, لا أحد سواك, ليليان بيك, lilian peake, روايات, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, عبير القديمة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 10:00 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية