لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (3) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-06-09, 01:29 PM   المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 81733
المشاركات: 139
الجنس أنثى
معدل التقييم: ذكرى المرجوحه عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 86

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ذكرى المرجوحه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ذكرى المرجوحه المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


7- المخربة الحمقاء
في الساعة الثانية عشرة اتصل بول بكارن, كانت تحاول عبثا قراءة مجلة نسائية في غرفة الجلوس في منزل أمها عندما رن جرس التلفون , ورفعت السماعة وسمعت بول يقول:
" ساندرا موجودة في برايتون , أعطاني سيمون العنوان , أنه في حالة يرثى لها, تلقى منها رسالة بالبريد توضح كل شيء . ولا يبدو أن لديه أية ميول عاطفية في الوقت الحاضر". منتديات ليلاس
تنهدت كارن بارتياح , ونقلت الخبر الى أمها فانفجرت بالبكاء , وقالت كارن:
" شكرا جزيلا على كل شيء يا بول ".
" حسنا يا كارن ... أخبرني آرون برنارد بأنه يريد الحضور..."..
قاطعته قائلة:
" ليس الآن".
ورد بول برقة قائلا:
" بل الآن . أنه يريد الحضور في حوالي الساعة الثانية , وبعد أن ينصرف , سآخذك أنت وأمك الى برايتون اتحضرا ساندرا".
ذهلت كارن... لقد توقعت أن تذهب وحدها الى برايتون لأحضار ساندرا فصاحت متساءلة:
" ولكن... ماذا عن روث؟".
" سوف أتصرف مع روث, هل يناسبك هذا؟".
ردت كارن بلهفة:
" بالطبع... متى أراك أذن؟".
" سأحضر مع آرون".
ثم وضع السماعة.
وتساءلت , لم يبد غاضبا كما توقعت , ولم تفهم الوضع , كان غاضبا عندما غادرت الشقة في الصباح, لعله ناقش الأمر كله مع روث , أو لعل روث ستأتي معه الى برايتون.
وسألتها مادلين:
" هل سنذهب أنا وأنت لأحضار ساندرا؟".
هزت كارن كتفيها وقالت:
" لقد أقترح بول أن يأتي معنا".
" الحمد لله , فقد تحدث مشادة بيننا وبين ساندرا وترفض الحضور , ولكن هذا لن يحدث في وجود بول".
قال كارن بتصميم:
" أن في استطاعة بول السيطرة على ساندرا , ونحن نعرف ذلك, حسنا, سأنصرف الآن يا أمي وسنمر عليك في حوالي الساعة الثالثة, هل توافقين؟".
" أوافق يا عزيزتي , وشكرا على كل ما فعلته".
ردت كارن بلهجة جافة وهي تفتح الباب الأمامي :
" لا داعي للشكر".
كانت لا تريد أمتنانا , بل أمانا فقدته في عالمها الصغير, ألم تحطم حياتها بنفسها منذ سنوات ؟ ما قيمة الوظيفة والحياة المستقلة الآن.
وأعدت كارن لنفسها وجبة بسيطة بدلا من الغداء , وارتدت حلة صوفية أرزت قوامها الرشيق , كانت تبدو طويلة نحيلة حلوة, وأسعدها هذا فقد أرادت أن تبدو جميلة في نظر بول , حتى لو كانت روث في صحبته , وعندما رن جرس التلفون تصورت أن المتحدث بول , فأمسكت بالسماعة وقالت:
" أنا كارن , هل حدث سوء؟".
واذا بصوت لويس يجيبها:
" لماذا يحدث أي سوء؟ كنت أحاول الأتصال بك طوال نصف ساعة".
ضاقت بلهجته المتسلطة وقالت:
" كنت في الحمام , وقد خرجت هذا الصباح , لأن ساندرا تورطت في متاعب جديدة".
تساءل لويس بشيء من الدهشة:
" صحيح؟ لا بد أنك اضطررت للأتصال بفريزر ثانية".
" نعم , وكيف عرفت؟".
" لقد تكهنت , جمعت أثنين وكان الحاصل أربعة".
" أوه, ماذا تريد يا لويس؟".
" أريد أن أقابلك".
" لماذا؟".
"لماذا؟ من أجل التصميمات الجديدة طبعا".
عضت كارن شفتها, هاهي تلاحظ شيئا ما في سلوك لويس ولا تستطيع تحديده بالضبط, ما الذي تستطيع قوله؟ أنه رئيسها وهي تعمل في شركته... لا تريد رؤيته ولكن ما الذي تستطيع فعله؟ لعل الوقت قد حان لتخبره بأنها ستترك العمل في شركته , وسألته وهي تتذكر أنها ستكون مشغولة طوال اليوم:
" هل أراك غدا؟".
" ولم لا أراك الليلة؟ هل لديك موعد؟".
وفكرت, أليس من الأفضل أن تراه وتنهي الموضوع, ووافقت رغما عنها , وقالت :
" وهو كذلك... هل تأتي الى هنا؟".
" لا ... أريدك أن تأتي الى المكتب , وأستطيع شرح خططي هناك".
وفكرت كارن... أن مقابلته في المكتب ستجعل اللقاء مجرد مقابلة عمل , فقالت:
" حسنا . متى؟".
" في السابعة , هل يلائمك هذا؟".
حسبت كارن في ذهنها المدة التي سوف تستغرقها في الذهاب الى برايتون والعودة , ثم قالت:
" أجعلها في السابعة والنصف".
"حسنا الى اللقاء".
ووضعت سماعتها , وتمنت لو أنه لم يتحدث اليها اليوم بالذات , وشعرت برجفة تسري في جسمها , كان صوت لويس غريبا , باردا, ومع ذلك لحوحا, تنهدت... لعل الخيال هو الذي صور لها أشياء غريبة... وسمعت طرقا على الباب فنسيت خوفها , وذهبت لتفتحه , ووجدت بول ومعه رجل في منتصف العمر, وأيقنت أنه آرون برنارد, وابتسم بول وهو يدخل مع رفيقه ويقدمه لها, وابتسم برنارد وهو ساهم فقد كانت عيناه تبحثان عن اللوحات التي جاء لمشاهدتها , وقال له بول:
" تستطيع أن تشاهد الرسوم على مهل, لأنني أريد التحدث مع كارن".
وخرج بول وكارن من غرفة الجلوس , وسألها:
" هل قلت لأمك كل شيء؟".
فأومأت برأسها , وعندما سألته عن المكان الذي تقيم فيه ساندرا قال:
" في منزل ريفي قريب من برايتون , لقد قال سيمون أنهما تعودا الذهاب الى هناك".
ثم سألها قائلا:
" هل أنت عصبية؟ أقصد أن آرون سيحكم على لوحاتك؟".
أجابت بقلق:
" طبعا. أريد معرفة قراره , ومع ذلك أخشى سماعه".
وتنهدت... الواقع أن شعورها نحو لوحاتها لم يعد هاما , اذا قورن بمقابلاتها مع بول, ومع ذلك قالت:
" أنني أشعر بسعادة كبيرة, ولكن قلقي على ساندرا هو الشيء الوحيد الذي يحطم سعادتي".
أشعل بول سيكارة وتمتم قائلا:
" لا داعي للتركيز كثيرا على تلك الفتاة , من يدري قد يتضح أن الأمر كله ليس الا زوبعة في فنجان!".

 
 

 

عرض البوم صور ذكرى المرجوحه   رد مع اقتباس
قديم 13-06-09, 01:30 PM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 81733
المشاركات: 139
الجنس أنثى
معدل التقييم: ذكرى المرجوحه عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 86

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ذكرى المرجوحه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ذكرى المرجوحه المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


أشعل بول سيكارة وتمتم قائلا:
" لا داعي للتركيز كثيرا على تلك الفتاة, من يدري قد يتضح أن الأمر كله ليس الا زوبعة في فنجان!".
ثم أستدار وفتح الباب الذي يؤدي الى غرفة الجلوس , ووقفت كارن وحدها قليلا في المطبخ , وأخذت تفكر, ترى ما الذي يدور في ذهن بول ؟ الواقع أنه لم يشر بأية كلمة الى المهزلة التي حدثت هذا الصباح , كما أنه لم يذكر روث, وعندما تذكرت محادثة لويس التلفونية الغريبة وعدم أكتراث بول بروث الآن , تصورت أن العالم أختل توازنه ... أن الأنسان هو الذي يصنع الأشياء , ولعل قلقها على ساندرا وأشتياقها الى بول أشاعا الحزن في نفسها, وهدأت من روعها وسارت الى غرفة الجلوس, كان بول وآرون يتحدثان سويا, ونظرا اليها عندما دخلت, فقالت وهي تحاول أن ترسم أبتسامة مرحة على وجهها:
" والآن, يا ساددتي , هل وصلتما الى قرار؟".
ابتسم آرون مشجعا وقال:
" نعم, ويسعدني أن أقول أن اللوحات أعجبتني, وأعتقد أنك أذا مضيت في طريقك على هذا النحو فستصبحين رسامة ممتازة ! واذا أستطعت رسم صور أخرى قبل الخريف , فأنني مستعد لعرضها في قاعة العرض الخاصة في شهر أكتوبر (تشرين الأول)".
شعرت كارن أن ذهنها قد تشتت تماما , فسألت بول:
" بول... لا أظن أنك تسخر مني؟".
هز بول رأسه مغتبطا. وابتسم آرون سعيدا, وأخيرا قال آرون:
" أنني سعيد جدا بهذه اللوحات... منذ متى ترسمين؟".
أجابت كارن بضعف وهي تنظر الى بول :
" منذ حوالي سنتين منذ هاتين السنتين اللتين كانتا طويلتين جدا".
وقال آرون:
" مدهش, أذا صدق رأيي فستجدين نفسك متفرغة لرسومك خلال عامين , هذا اذا أردت أن تتركي وظيفتك الحالية".
قالت كارن:
" رائع!".
وقال آرون مبتسما:
" أذن تعالي لمقابلتي في الأسبوع المقبل, هل تستطيعين الحضور يوم الأربعاء في الساعة الثانية عشرة في قاعة عرضي؟".
" مدهش ... أنني لا أستطيع التعبير عن شكري يا سيد برنارد".
" أنني رجل أعمال يا آنسة ستاسي , ولو كنت رساما, وأعنقد أن لوحاتك مريحة جدا , والسوق مزدهرة في الوقت الحاضر".
وانصرف آرون, والتفتت كارن الى بول وقالت وهي تبتسم :
" أنه لطيف جدا, أليس كذلك؟ شكرا يا بول ".
هز بول كتفيه وقال يداعبها:
" حسنا... ستكونين كارن ستاسي الفنانة!".
وترددت كارن لحظة ثم جرت نحوه وألقت بنفسها بين ذراعيه , والدموع تسيل على خديها وقالت:
" بول ماذا أستطيع أن أقول أو أفعل؟".
رد بول باقتضاب:
" كوني ناجحة فقط!".
ثم أبتعد عنها بلطف , ولم تفهم كارن... ولكنها شعرت بأصابع الوحدة الباردة تلمس قلبها ثانية, وتمتمت قائلة:
"هيا بنا... لا بد أن أمي تنتظرنا في قلق".
ووصلا الى منزل مادلين, وكانت واقفة أمام الباب , واتسعت عيناها في أنبهار وهي تجلس في السيارة الفارهة , كانت تحلم دائما بحياة رغيدة , أما كارن فقد شعرت بالسيادة وهي قريبة من بول, وقطعت أمها الصمت عندما سألت:
" في أي فندق تقيم ساندرا؟".
" في مكان أسمه بارن باول, وهو أقرب الى حانة منه الى فندق!".
صاحت مادلين:
" أوه... بول... هل تقيم ساندرا في مكان كهذا؟".
قال بول وهو ينظر الى كارن:
" كان سيمون يأخذ صديقاته الى هناك!".
قالت مادلين مستنكرة:
" لماذا يتصرف سيمون بمثل هذه الحماقة وهو رجل متزوج؟".
" لا تسألينني , فلست حارسه بقدر ما أنت حارسة ساندرا".
شعرت مادلين بالأهانة , وأخرجت كارن علبة سكائرها وأشعلت سيكارتين , وقدمت واحدة لبول, وأخذها بطريقة طبيعية كما كان يفعل دائما , كانت عادة مفضلة من سالف الأيام!
وأستغرقت الرحلة الى بارن باول حوالي ساعة, كانت الرياح عاصفة والجو باردا , ودخلوا المبنى من باب منخفض , واضطر بول الى أن يحني طهره , حتى يستطيع أن يمر منه , وظهرت أمرأة متقدمة في السن في مكتب الأستقبال وسألتهم:
" هل أستطيع أن أقدم لكم أية خدمة؟".
قال بول:
" أننا نبحث عن فتاة أسمها ساندرا ستاسي , وأعتقد أنها تقيم هنا".
بدت الدهشة على وجه المرأة وأجابت في أدب:
" لا توجد هنا فتاة بهذا الأسم".
ولم ينزعج بول وعاد يسألها:
" هل جاءت الى هنا فتاة شابة الليلة الماضية أو هذا الصباح؟".
ضاقت عينا المرأة وقالت:
" لقد جاءت فتاة وقالت أن أسمها الآنسة نيكولسون".
شهقت مادلين بصوت مسموع , وقالت المرأة وقد أنتابها الشك:
" هل هي في ورطة أم أنكم أصدقاؤها؟".
أجاب بول:
" أنها ليست في ورطة , هذه هي أمها وهذه أختها , وقد هربت من المنزل أمس وحضرنا لنأخذها!".
بدا الأرتياح على وجه المرأة , وسألتها مادلين في قلق:
"هل هي هنا, يجب أن أراها".
" نعم, أنها في غرفتها , سأذهب لأخبرها بوصولكم".
وقال بول:
" لا تزعجي نفسك أرجوك, فقط أرشدي أمها الى غرفتها لأنني أعتقد أنها تود أن تراها وحدها لدقيقة".
عبست المرأة وهزت كتفيها وقالت:
" حسنا, هل أفهم من هذا أن الآنسة نيكولسون ستدفع حسابها اليوم أيضا؟".
عض بول شفته وقال:
" لماذا؟".
" لقد غيَرت ملاءات السرير وأعددت وجبة خاصة".
" نستطيع أن نسوي هذا الأمر".
وهنا أبتسمت المرأة في أرتياح.
وتضايقت كارن من أستهتار أمها وعدم مراعاتها للناحية المالية, كانت متلهفة فقط على العثور على ساندرا , ستقول لها بالطبع أنها حمقاء , ثم تسامحها!

 
 

 

عرض البوم صور ذكرى المرجوحه   رد مع اقتباس
قديم 13-06-09, 01:32 PM   المشاركة رقم: 38
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 81733
المشاركات: 139
الجنس أنثى
معدل التقييم: ذكرى المرجوحه عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 86

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ذكرى المرجوحه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ذكرى المرجوحه المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


وقادت المرأة مادلين الى غرفة ساندرا, ثم عادت الى مكتب الأستقبال وـخذت تتحدث مع بول, وراحت كارن تتجول في غرفة الجلوس , وبعد قليل لحق بها بول وهو يعيد محفظة نقوده الى جيبه , واحمر وجهها خجلا, ولكنها حاولت أن تبتسم وقالت:
" أنه مكان لطيف".
رد بول بعنف:
" سيكون ألطف عندما نتركه وراءنا, وسوف نعود فورا الى لندن والى طبيب أعرفه".
" طبيب لساندرا؟".
" طبعا, أريد حل هذا اللغز, أنا شخصيا لا أعتقد أن ساندرا حامل, قد يكون هذا صحيحا بالطبع, ولكننا نستطيع التأكد بعد أن يفحصها ".
ضمت ساندرا يديها وقالت:
" أرجو أن تكون قد أختلقت القصة , رغم أن هذا شيء فظيع, ولكنه سوف يريحنا".
ابتسم بوب فجأة وكانت عيناه دافئتين وقال:
" نعم... واذا أتضح أن المسألة كلها كذب فسيكون لي كلام عنيف مع الآنسة ساندرا".
وارتجفت كارن وتدثرت بمعطفها , كان بول يبدو قويا مليئا بالحيوية في معطفه السميك وحلته القاتمة, بينما شعرت كارن بالضعف والضياع , ليتها تجرؤ وتبوح له بمشاعرها , ترى ماذا يقول عندئذ؟ هل سيذكرها بالتزاماته الأخرى, وبأن موعد زفافه يقترب بسرعة , وسألته فجأة:
" أخبرني , هل تناولت الغداء مع روث؟".
"لقد تناولت روث الغداء مع والديها , لماذا؟".
" كنت أتساءل اذا كانت قد أعترضت على حضورك معنا الى هنا".
نظر اليها بول مليا ثم قال:
"لا ... لم تعترض... أن رأي روث لا يهمني الآن!".
رددت كارن عبارته: لا يهمك! ولم تستطع أن تمنع قلبها من أن يقفز , وحملق بول في وجهها وشعرت بأنها تحترق أمام تعبيرات عينيه , ترى ما معنى كل هذا؟ وماذا يقصد؟".
وسمعت وقع أقدام في القاعة , ووصلت ساندرا الى غرفة الجلوس وتبعتها مادلين والدموع في عينيها , كان غضبها عنيفا وشبابها متحديا.
وقال بول:
" أهلا يا ساندرا , يا لها من مفاجأة سارة!".
تحول وجه ساندرا الى لون قرمزي وقالت ببرود:
" لا تثير ضحكي. ما هذا ؟ رحلة مدرسة الأحد؟".
أجاب بول بابتسامة تحول حول فمه:
" لا ... أنها فرقة أنقاذ! ألست سعيدة برؤيتنا يا عزيزتي؟".
قالت ساندرا بمرارة:
"لا داعي لأن أرد على هذا السؤال".
قال بول وقد اختفت ابتسامته:
" صحيح؟ يا لك من فتاة متعبة! هيا أين حقيبة ملابسك؟".
قالت مادلين بصوت ضعيف:
" في القاعة".
وخرجوا .... كانت السيارة دافئة, وشعرت ساندرا بالدفء والراحة بعد غرفتها الباردة وسريرها الصلب, وفي الطريق قال بول بجرأة:
" أنت حامل أذن يا ساندرا؟".
كان واضحا أنها لم تكن تتوقع مثل هذا الهجوم السافر , فقالت في تحد:
" نعم".
" هل أنت متأكدة؟".
عضت كارن شفتها ونظرت الى وجه أختها القرمزي , وأجابت ساندرا ببرود:
" بالطبع متأكدة , أن للنساء طرقهن الخاصة في معرفة هذه الأشياء كما تعلم , وأنا لست طفلة".
ووافق بول برقة قائلا:
" وأنا واثق أنك لست طفلة , أن الطفلة لا تستطيع أن تضع مثل هذه الخطة المعقدة, يهمني أن أعرف , في أية حال , كيف وصلت الى هنا".
" لقد حضرت الليلة الماضية بعد أن طلبت من سيارة لوري أن توصلني".
صاحت مادلين:
" يا ألهي, كان يمكن أن يغتصبوك أو يقتلوك أيتها الطفلة الحمقاء!".
ردت ساندرا بوقاحة:
"لست طفلة , أنكم لا تفهمون أبدا, لا أحد منكم يفهم!".
رد بول بسرعة:
" ولا أنت تفهمين يا ساندرا, أنك في حالة بائسة يا فتاتي الصغيرة".
" كيف تقول هذا؟ أنني أحب سيمون , هل هناك شيء أبسط من هذا؟".
رد بول بقسوة:
" كان يمكن أن يكون الوضع أبسط لو أن سيمون يحبك, هل يهمك أن تسمعي ما قاله لي هذا الصباح , عندما أعطاني عنوانك؟".
شهقت قائلة:
" هل أعطاك عنواني؟ كيف يفعل هذا؟".
عندئذ صاحت كارن بنفاذ صبر:
" وكيف تعتقدين أننا عرفنا مكانك؟".
ردت ساندرا في وجوم:
" صحيح... حسنا ماذا قال لك يا بول؟".
" لقد رجاني أن أحضر الى هنا لأخبرك أن علاقته معك قد أنتهت , ألا تعتقدين أنه كان يتعين عليه الحضور بنفسه اذا كان يحبك حقا؟".
بدت ساندرا أقل ثقة بنفسها , وصاحت بصوت حاد:
" سوف يطلق زوجته".
قال بول ببرود:
" لا أعتقد هذا, أن سيمون لا يعتزم أن يتزوجك , هل تستطيعين أن تتصووريه وع زوجة وطفل بلا عمل, أنني بالتأكيد لن أساعده".
أ؟نفجرت ساندرا بالبكاء وصاحت بمرارة:
" يا لك من أخ".
هز بول كتفيه وقال:
" مهما أكون فأن هذا خارج الموضوع , لقد أستمتع بصحبتك وهو في العادة يحب الفتاة ثم يتركها , فلا تلومي الا نفسك".
وهنا بكت ساندرا بطريقة تثير الرثاء. منتديات ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور ذكرى المرجوحه   رد مع اقتباس
قديم 13-06-09, 01:33 PM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 81733
المشاركات: 139
الجنس أنثى
معدل التقييم: ذكرى المرجوحه عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 86

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ذكرى المرجوحه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ذكرى المرجوحه المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


" ولكن الطفل, أنه طفل سيمون ... ويجب أن يتزوجني".
سألها بول بلا حرج:
" وهل هذا هو السبب الذي جعلك تختلقين القصة؟ لترغمي سيمون على أن يتزوجك؟".
صاحت ساندرا:
" أختلق القصة؟".
وبدا عليها الوهن الشديد, وبدأت تصدق أنها حامل فعلا, وأخيرا قالت:
" أنك لا تصدقني يا بول... لقد كنت دائما أحبك , فكيف تكون بهذه القسوة؟".
" ساندرا ... لقد قلت أنك لست طفلة , حسنا ... أذن يجب أن نعاملك كفتاة ناضجة , وباعتبارك فتاة ناضجة أقول أنني لا أعتقد أنك حامل, وأستطيع في الواقع أن أذهب الى حد المراهنة على ذلك".
بدأت مادلين تبكي... وشعرت كارن برغبة في الضحك! يا لها من أسرة عجيبة , أسرة ستاسي هذه؟
وأصرت ساندرا قائلة:
" أنني حامل حقيقة".
رد بول بسرعة:
" أذن دعينا نذهب رأسا الى طبيبي ونتأكد من هذا".
ولاحظت كارن أنه يبدو مشمئزا الآن, وتساءلت جادة عما اذا كانت ساندرا كاذبة!
كان واضحا من وده ساندرا أنها لم تكن تتوقع طرح هذا الموضوع, فقالت:
" طبيب! لست في حاجة الى أن يفحصني طبيب!".
" ولكنني أريد التأكد , أذا كنت تقولين الصدق, فليس هناك ما تخافين منه!".
أجهشت ساندرا بالبكاء , وقالت:
" أنكم جميعا ضدي , حتى سيمون ضدي, لقد سافر الى نوتنغهام , ولم يفكر في الكتابة الي وكان لا بد أن أفعل شيئا!".
ثم أختنق صوتها .
وشعرت كارن بالغثيان , بدا واضحا أن ساندرا كاذبة, وظلت مادلين صامتة لحظة ثم قالت:
" أيتها الفتاة الشريرة! كيف تجرؤين على هذا الكذب؟ لقد كدت تقتلينني".
بكت ساندرا وقالت متجاهلة أمها:
" أنني أحب سيمون , أحبه... ألا يهتم أحد منكم بشعوري؟".
ففاجأها بول بقوله:
" كلنا نهتم بما يحدث لك, أحمدي الله أنك بخير".
شعر بول بالأرتياح , وقالت كارن غاضبة:
" أنك لا تستطيعين الحصول على كل ما تريدين بالخداع والكذب يا ساندرا, أنك تثيرين أشمئزازي , ألا تفكرين في أحد الا نفسك".
ولم ترد ساندرا , وأخرجت كارن سيكارتين وأشعلتهما , وناولت بول سيكارة , لقد مرت الأزمة وبدأت الآن تخشى النهاية , وظلت ساندرا تبكي طوال الطريق حتى وصلوا الى بيت أمها , ودخلوا جميعا, وألقت ساندرا بمعطفها على وقعد , وحاولت الصعود الى غرفتها ولكن بول أمسك بذراعها وقال بحسم:
" أريد أن أتحدث معك يا فتاتي الصغيرة , تعالي معي".
ودخل معها الى غرفة الجلوس وأغلق الباب تاركا مادلين وكارن في القاعة, وأرادت مادلين أن تفتح الباب , ولكن كارن هزت رأسها وأوقفتها, وفي غرفة الجلوس أستمعت ساندرا الى صوت بول الصارم , وهو يشرح لها كيف أهانت أمها , وكيف أثارت قلق الجميع , ولم يشر الى سيمون , لعله كان على حق , وفي هذه اللحظة بدا سيمون مختلفا تماما عن الرفيق اللطيف الذي عرفته وتصورت أنها أحبته , وبعد ذلك , تركها تذهب الى غرفتها لتغير ملابسها .
وقابل بول كارن في القاعة فابتسمت له وقالت:
" شكرا على كل شيء".
رد برقة:
" والآن هل تأتين معي؟".
فترددت كارن وقالت:
" أن أمي لا تزال مضطربة ".
" ما رأيك أذن في أن نتناول العشاء معا؟".
وتذكرت كارن موعدها مع لويس فقالت:
" لا بد أن أقابل لويس في الساعة السابعة والنصف".
وتصلب وجه بول وتمتم:
"صحيح... سأنصرف أذن!".
حاولت كارن أن تشرح له الوضع , فقالت:
" لا بد أن أذهب الى المكتب وأقابله هناك, في أية حال لن أتغيب كثيرا".
وتردد بول, كان يريد تصديقها فقال:
" وهو كذلك, ما رأيك في أن تأتي الى شقتي بعد مقابلة مارتن , نستطيع أن نتناول العشاء هناك اذا شئت".
ذهلت كارن... لا يمكن أن يكون هذا صحيحا, لقد طلب منها بول أن تذهب الى شقته وتتناول العشاء معه, معنى هذا أنه لم يعد يهتم بروث , ولكن لماذا؟ ماذا حدث؟
همست كارن قائلة:
" مدهش!".
وقبلها وانصرف, وتسمرت كارن في مكانها , هل يمكن أن يكون هذا حقيقة... أنه ليس حلما بالتأكيد , كم تمنت أن يكون حقيقة, لقد بدأت الأمور تستقر أخيرا, فقد عادت ساندرا الى بيتها , ولم تعد تتعرض لأي جطر من سيمون , واذا عادت هي الى بول , فأن ساندرا ستجد فيه المرشد الذي تحتاج أليه , كما أن مادلين ستسعر بالسعادة لأسباب مالية بالطبع, أما بالنسبة الى كارن, فأن بول نفسه هو الذي تريده , الآن ودائما.
وعادت كارن الى شقتها سيرا على الأقدام , استمتعت بهواء الليل البارد يلمس وجهها , كان المساء صافيا تنيره النجوم, وشعرت بحيويتها القديمة تعود اليها , سترى بول الليلة ثانية , وهو الذي طلب منها ذلك ... أرتدت ثوبا من القطيفة الحمراء الداكنة وفوقه معطفها الموهير الواسع, وبدت سعيدة متألقة!
كانت مكاتب شركة لويس مارتن للنسيج تغرق في الظلام فيما عدا الضوء الوحيد في أعلى المبنى, حيث يقع مكتب لويس, وشعرت كارن بسعادتها تخبو قليلا وهي تدخل المبنى , وانتابها أحساس بالخوف! وأستقلت المصعد الى مكتبه , وطرقت الباب ودخلت فوجدت لويس جالسا أمام مكتبه , ولاحظت أنه يبدو متوترا مرهقا , وتساءلت : ترى ما الذي يضايقه ؟ وشعرت بشيء من عدم الأرتياح في حضرته, وعند دخولها نهض واقفا . وأخذ ينظر اليها بعينين نفاذتين .

 
 

 

عرض البوم صور ذكرى المرجوحه   رد مع اقتباس
قديم 13-06-09, 01:35 PM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 81733
المشاركات: 139
الجنس أنثى
معدل التقييم: ذكرى المرجوحه عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 86

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ذكرى المرجوحه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ذكرى المرجوحه المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


وقال لويس وهو يحاول الأبتسام:
" أهلا يا كارن ... أجلسي أرجوك".
وجلست على الكرسي المنخفض أمامه , وجلس لويس أيضا وراقبها وهي تشعل سيكارة ,, وشعرت بضيق عندما وجدت أصابعها ترتجف, ولاحظ لويس ذلك فسألها:
" هل تشعرين ببرد؟".
قالت بابتسامة مغتصبة:
" كلا".
" عصبية اذن؟".
وكانت السخرية واضحة في عبارته , فردت قائلة:
" لماذا أشعر بالعصبية معك يا لويس؟".
هز كتفيه قائلا:
" صحيح لماذا؟ أنك تعرفين يا كارن أنني لا أريد الا مصلحتك, وقد كنت دائما صديقا طيبا لك".
عضت كارن شفتها , ترى ا الذي يريد أن يقوله؟ وقالت:
"نعم يا لويس... أظن ذلك".
" تظنين؟ ماذا تقصدين بهذه الملاحظة ؟".
وضاقت عيناه ... وتمنت كارن لو أنها لم تنطق بتلك العبارة, والحقيقة أنها أرادت أن تصفي موضوع لويس, وما أبلغه لبول من أنهما كانا عاشقين فلا بد أن يكون هناك تفسير لذلك , ولكنها عدلت, فلم يكن المكان ولا الزمان مناسبين لمناقشة هذا الموضوع الحساس.
وقالت له:
"لا تستشف أي شيء من ملاحظتي يا لويس , لقد كانت عبارة بريئة تماما".
تردد لويس لحظة ثم نهض واقفا وقال:
" أنني مسرور جدا لأنك حضرت يا كارن".
" ماذا تريد أن تقول أذن؟".
" لقد أردت في الواقع التحدث معك, لم أجد فرصة في هذه الأيام الأخيرة فأنت مشغولة دائما".
عبست كارن وقالت:
" كنت أساعد ساندرا للخروج من مشكلتها مع سيمون فريزر , اذا كنت تقصد ذلك. آسفة أذا تصورت أنني أهملت عملي".
رد بابتسامة فاترة:
" لقد أشرت الى العمل مع أنني لم أذكر ذلك, لقد كنا صديقين حميمين يا كارن, وفي الأيام الأخيرة شعرت أنك لا تريدين رؤيتي على الأطلاق ! ولا تأتين الى المكتب الا نادرا!".
أعترضت كارن بقولها:
" هذا غير صحيح , أننا لم نكن صديقين حميمين , كنت تعرف أننا لا نستطيع أن نكون أكثر من مجرد صديقين".
ظهر بريق غريب في عيني لويس وقال:
" صديقان ... وهل بول فريزر صديق لك الآن؟".
تضايقت من موقفه , ومع ذلك خافت أن تعاديه وهو في هذه الحالة فقالت:
" أنا وبول ... هذا أمر من شأننا وحدنا ".
" لعلك تعرفين الآن أنه فسخ خطبته لروث".
وهنا حاولت كارن أن تحتوي سعادتها , معنى هذا أن بول حر... ولكن لا بد أن السعادة بدت على وجهها , فقد نظر اليها لويس والشرر في عينيه, وأخيرا قالت:
" لم أكن أعرف ذلك, وكيف عرفت أنت؟".
" لقد تناولت الغداء مع روث اليوم!".
" ولكن روث لا تعرفك!".
" نعم, ولكنها اتصلت بي تلفونيا أنها تعرف شعوري نحوك, وتصورت أن كلا منا يستطيع مساعدة الآخر, أنها لا تزال تريد بول بقدر ما أريدك!".
" أنك تعرف جيدا أنني لا أستطيع أن أتزوجك مهما حدث".
" هذا غير صحيح, قبل ظهور فريزر نشأت بيننا علاقة كان يمكن أن تنتهي بالزواج!".
" لا يمكن أن أتزوجك يا لويس , وسوف أترك العمل في شركتك".
رد بصوت أجش:
" لا تحسبي أن في وسعك تنحيتي جانبا وكأنني حذاء قديم, لقد قدمت لك الكثير... قدمت منزلا وعملا , وأهم من ذلك أنني أحببتك".
" ولكن لا يمكن أن نتزوج , لست من طرازي ولست من طرازك".
" أن فريزر يريد أن يحطم حياتك مرة أخخرى".
"لماذا أذن فسخ خطبته لروث؟".
" لعله تعب منها أيضا".
أحنت كارن رأسها , كان في كلمات لويس شيء من المنطق .
وأخيرا قالت بوضوح:
" مهما كان قراري فهو يخصني وحدي يا لويس , ولن أغير موقفي نحوك... لا يمكن أن أتزوجك فأنت أكبر مني بكثير".
أمتقع وجه لويس وقال:
" لم اكن أكبر منك بكثير عندما جاء أسمي في قضية الطلاق, لقد كنت موضع أستغلالك يا كارن, وأنت لا تستطيعين نكران هذا".
" ولكنك رفضت أن أدافع عن نفسي , كنت تعرف جيدا أنني بريئة , وأستطيع أثبات براءتي, لقد قضيت ليلة في شقتي يا لويس لأن الوقت تأخر والضباب كان كثيفا, ونمت تلك الليلة في غرفة وحدك, فكيف عرف بول؟".
" كان يريد الطلاق , وكان له مخبروه".
" وكيف عرف بول أنك قضيت تلك الليلة بالذات في شقتي ؟ لا بد أنك خططت لكل شيء!".
أقترب منها وقال:
" ألا ترين أنني أريد مصلحتك؟ أنني الشخص الوحيد الذي يحبك الى حد الجنون!".
" يجب أن أنصرف".
" لا تنظري اليَ باحتقار يا كارن, هذا البول فريزر , لقد كان آفة حياتي!".
" يجب أن تعرف أنني أحب بول وسأحبه دائما؟".
عندئذ أمسكها من كتفها و قال:
" لقد أعتقد بول في يوم ما أنك عشيقتي , ماذا سيكون رد فعله اذا أكتشف أنك عشيقتي الآن؟".
سألته بأنفاس متقطعة :
" ماذا تقصد؟".
" أنك تعرفين ماذا أقصد, نحن وحدنا الآن , ماذا يمنعني من....".
صاحت في هلع:
" أنك مجنون شرير!".
وحاولت أن تتخلص من قبضته , ووقع نظرها على ثقالة الورق فوق المكتب , هل تضربه بها فوق رأسه؟ لا ... لعل لويس يريد أن يخيفها فقط.
وفجأة تركها واتجه نحو الباب, وأدار المفتاح في القفل, وعندئذ أمسكت بثقالة الورق وألقت بها على النافذة خلفها, ودوى صوت تحطيم الزجاج ثم ساد الصمت.
ووقف لويس مذهولا ثم أنفجر غاضبا:
" أيتها المخربة الحمقاء!".
" تتحدث عن التخريب , ألم تخرب أشياء كثيرة في حياتك , ألم تحطم زواجي مثلا؟".
وفجأة سمعا طرقا على الباب, وعبس لويس بينما شعرت كارن بشيء من الأرتياح , ثم سمعت صوت بول يقول:
" مارتن... أفتح الباب , أريد أن أتحدث اليك". منتديات ليلاس
صاحت كارن:
" بول... أنا هنا".
واشتد الطرق , واضطر لويس الى فتح الباب , ودخل بول ونظر الى لويس والشرر يتطاير من عينيه , ثم سأل كارن:
" هل أنت بخير؟".
أومأت برأسها وهي تحاول أن تمنع شفتيها من الرعشة ... وتفرَس بول في وجه لويس وقال بشراسة:
" لو أنك أذيتها لقتلتك!".
رد لويس ببرود:
" أنني لم ألمسها , لا الآن ولا في أي وقت , لم أغتصب أمرأة في حياتي ... خذ أمرأتك يا فريزر , وأخرجا من هنا, أنني لا أريد أن أراكما ثانية".
طلب بول من كارن الخروج , فسارت نحو المصعد وهي ترتجف قليلا , وبعد لحظة سمعت صوت صفعة ولكمة , وعندما لحق بها بول نظرت اليه مستفسرة , فابتسم بخبث وقال :
" لقد فعلت شيئا كنت أتمنى أن أفعله منذ مدة طويلة , والآن هيا نعود الى شقتي!".
وشعرت بدفء الشقة يرحب بها... ووجدت مائدة معدة لأثنين , وتمتمت قائلة:
" لا تتصور مدى سعادتي بأن أكون هنا معك يا بول!".
فضغط برقة عللا يديها , وجلست كارن على مقعد وسألته:
" ما الذي جعلك تذهب الى المكتب في تلك اللحظة الحاسمة؟".
" لقد تلقيت مكالمة تلفونية من روث عندما عدت الى شقتي , وأبلغتني أنك ستقابلين مارتن في تلك الساعة, تناولت معه الغداء ولاحظت أنه في حالة غير طبيعية , كانت تأمل أن يقنعك بأن تتزوجيه , حتى لا أفكر فيك أبدا بعد ذلك!".
" أنت تفكر في يا بول؟ هل أنت جاد؟".
أجاب وهو ينظر اليها في حنان:
" أنني أحبك يا كارن . ولم أتوقف لحظة عن حبك , ويجب أن تتزوجيني ثانية ".
قالت كارن:
" أكمل ما كنت تقوله يا حبيبي, أريد أن أعرف .
تنهد بول وقال:
"عندما قابلت روث لويس لاحظت أنه غير طبيعي , فقررت الأتصال بي تلفونيا لتخبرني أنه قال بأنه ينوي تسوية كل شيء معك الليلة, وأنتابني القلق , وقررت الذهاب الى المكتب , وعندما وصلت, سمعت صوت زجاج يكسر , وعندما فتح لويس الباب ورأيتك واقفة شاحبة خائفة كدت أقتله!".
" أوه يا بول... أنني أرثى لحاله".
" لماذا؟ لقد بذل كل ما في وسعه ليحطم حياتنا".
" ولكن كيف صدقت يا بول أنه يمكن أن تكون لي علاقة مع رجل مثله؟".
عبس بول وقال:
" أنك لا تعرفين حقيقة ما حدث يا كارن , لقد قابلني مارتن قبل الطلاق, وأخبرني أنكما عاشقان , وأنك تريدين الطلاق ولا تريدين مقابلتي! فصدقته, فلم يكن هناك ما يجعلني أشك في كلامه , خاصة أنك لم تحاولي مقابلتي بعد أن تركت البيت".
" أن لويس هو الذي نصحني بعدم مقابلتك".
" لقد قلت له أنني أحتاج الى دليل حاسم على خيانتك , فقدم لي تفاصيل ليلة زعم أنه سيقضيها معك في شقتك , فأستأجرت مخبرا خاصا ليتأكد من كل شيء رسميا , وقال المخبر أن لويس قضى الليلة في شقتك, وصدقته بالطبع!".
بلعت كارن ريقها بصعوبة, وشعرت بالألم يعتصر قلبها لأن لويس تعمد تحطيم حياتها ولم يفكر الا في نفسه فقط! وقالت:
" لقد قضى الليلة في شقتي , لأنه قال أن الوقت متأخر والضباب كثيف, ونام في غرفة منفصلة , صدقني يا بول".
ابتسم لها وقال برقة:
" أنني أصدقك , وأدرك الآن كيف يسهل خداع أي أنسان!".
وهمست كارن:
" الحمدلله , لم أكن أريد البعد عنك , لو أنك قلت لي أنك تريدني لعدت اليك جريا!".
" والآن؟".
" هذا يتوقف عليك... هل تحتمل عودتي؟".
" بل لا أحتمل بعدك".
" ومتى نستخرج ترخيص الزواج؟".
وتاه الرد في عناق حار تاقت مشاعرهما اليه منذ مدة طويلة.
تمت

 
 

 

عرض البوم صور ذكرى المرجوحه   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne mather, آن ميثر, بيت الذكريات, دار الكتاب العربي, جراح باردة, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, seen by candlelight
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t113136.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط¬ط±ط§ط­ ط¨ط§ط±ط¯ط© ط¢ظ† ظ…ظٹط«ط± ط±ظˆط§ظٹط§طھ This thread Refback 07-09-14 08:25 AM
ط¬ط±ط§ط­ ط¨ط§ط±ط¯ط© ط¢ظ† ظ…ظٹط«ط± ط±ظˆط§ظٹط§طھ This thread Refback 03-08-14 03:02 AM
ظٹط¯ظٹ ط¯ط§ط¦ظ…ط§ ط¨ط§ط±ط¯ظ‡ This thread Refback 01-08-14 01:25 PM


الساعة الآن 02:25 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية