لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (3) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-06-09, 01:13 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 81733
المشاركات: 139
الجنس أنثى
معدل التقييم: ذكرى المرجوحه عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 86

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ذكرى المرجوحه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ذكرى المرجوحه المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


وقبضت كارن على مسند الأريكة وحاولت أن تقف , فاستطاعت أن تقف على قدم واحدة , ولكن بول خطا نحوها وحملها بين ذراعيه قبل أن يعطيها فرصة للأعتراض , وخرج بها الى سيارته , ووصعها على المقعد الأمامي , لم يكن مستعدا لأن يراها تسير مترنحة الى السيارة , وجلس خلف عجلة القيادة بجانبها وجاء السيد والسيدة بنسون ووقفا عند الباب يلوحان لهما ويراقبان السيارة وهي تبتعد, ومرة أخرى كانا في الطريق العام, ولم تستطع كارن منع نفسها من القول وهي ترتجف:
" أنني معجبة بهذه السيارة!".
ورفع بول حاجبيه ونظر اليها مندهشا وقال:
" جميل... ستسعدين اذا علمت أنني أخترتها بنفسي".
تأثرت كارن رغما عنها وقالت:
"لم تكن عندك سيارة رائعة مثلها أيام زمان!".
قال بول بجفاف وقد سره تعليقها:
" أذكر أنك كنت تفضلين السيارة الرولز, ألا تذكرين؟ لقد شعرت برغبة في التغيير".
قالت كارن بمرح:
" أنها رائعة بالتأكيد".
قاد بول السيارة ببراعة وكارن تشعر بمتعة في صحبته , وعندما اقتربا من شقتها قال:
" أعطني مفتاحك للكاراج يا كارن, وسوف أرسل أدوارد ليحضر سيارتك غدا ويضعها فيه, ويستطيع أن يترك المفاتيح مع البواب, وتأخذينها منه".
فتحت كارن حقيبتها وأخذت تبحث عن مفاتيح الكاراج ولكنها لم تجدها وقالت معتذرة :
" لا بد أنني تركتها كلها في السيارة ولكن عندي مفتاحا أضافيا في الشقة, وهذا أفضل لأن في السلسلة مفاتيح كثيرة, وقد يجد أدوارد صعوبة في التمييز بينها, اذا سمحت بأن تصعد معي الى الشقة أستطيع أن أعطيك المفتاح".
نظر اليها بول في ضيق, وخشيت أن يظن أنها تكذب, فأفرغت محتويات الحقيبة على مقعد السيارة , كانت هناك بعض الأوراق , وكيس نقودها وأحمر شفاه وعلبة بودة وقرط, ولم يكن بينها المفاتيح.
وعندئذ سألته بغضب وهي تحدق في وجهه:
"هل أققتنعت ؟ أنتظر هنا حتى أصعد وأحضر لك المفتاح الملعون , واضح أنك مذعور ولا تريد أن تصعد معي الى الشقة!".
قال بنبرة هادئة ولكنها مهددة:
" مذعور؟".
ردت بشجاعة:
" نعم مذعورا ! لا تخشى شيئا , فلن أحاول أغراءك!".

 
 

 

عرض البوم صور ذكرى المرجوحه   رد مع اقتباس
قديم 13-06-09, 01:15 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 81733
المشاركات: 139
الجنس أنثى
معدل التقييم: ذكرى المرجوحه عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 86

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ذكرى المرجوحه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ذكرى المرجوحه المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


ابتسم بول نصف ابتسامة وانسل خارجا من السيارة , وانسلت هي أيضا, وأخذت تحجل على ساق واحدة حتى وصلت الى مدخل العمارة, كانت عملية مرهقة بالنسبة لها ولكنها أصرت على ألا يساعدها, وهز بول كتفيه العريضين وتبعها . وقال عدة كلمات للبواب, وسارت في طريقها قبل أن يلحق بها بول ويسألها:
" هل أنت مرهقة؟".
" كلا... أستطيع السير, اياك أن تلمسني!".
هز بول رأسه وتبعها داخل المصعد , كانت الساعة حوالي السادسة والنصف عندما وصلت كارن الى شقتها... كان الجو دافئا لطيفا في الداخل, وتوقعت كارن أن ينتظر بول على عتبة الباب, ولكنه تبعها داخل الشقة وأغلق الباب بأحكام واستند عليه, كانت هذه هي أول فرصة حقيقية يرى فيها المكان الذي تعيش فيه, ونظر حوله باهتمم ملحوظ , وخلعت كارن معطفها , وعبرت غرفة الجلوس ببطء متجهة الى غرفة نومها حيث أخذت المفتاح , وعادت الى بول فوجدته يتجول في الغرفة وينظر الى اللوحات على الجدران ويفحصها , وترددت كارن ولكنها سألته بحدة:
"هل أجرؤ على أن أقدم لك مشروبا ؟".
واستدار بول ورد بلطف :
" نعم... ولكن لا تزعجي نفسك... سوف أحضره أنا".
وصب بعض الشراب في كأسين , ناولها واحدة , وراح يحتسي من الأخرى , ثم عاد يتجول وينظر الى اللوحات مرة أخرى ويفحص كل واحدة على حدة, كان واضحا أن الرسوم تثير أهتمامه , فالتفت اليها وهي تجلس على الأريكة وقال:
" أنها صور جميلة جدا, من الذي رسمها؟".
قالت بسرعة:
" أنا".
أجاب:
" أنت؟ صحيح؟ لم أعرف أبدا أنك تهتمين بهذا النوع من الفن , كنت أظن أنك لا تهتمين الا بتصميم رسوم النسيج".
هزت كارن كتفيها النحيلين وقالت:
"أنها هوايتي , وقد قررت أن أمارسها في وقت فراغي الكبير".
أومأ بول ببطء وقال بجفاف:
" أنك تدهشينني دائما, ولكن أخبريني , لا بد أنك تعرفين أنها رسومات جيدة, هل حاولت بيعها؟
هزت كارن رأسها وقالت:
" دعنا نكون واقعيين يا بول. هناك عشرات من الفنانين يحاولون بيع مثل هذه الأشياء , أنها موضة الآن, فما هي فرصتي بينهم؟ أضف الى ذلك أن لويس يقول...".
وسكتت , وتضايقت من نفسها لأنها ذكرت اسم لويس , بينما ضاقت عينا بول وقال:
" نعم... ماذا يقول مارتن عن اللوحات؟".
عضت كارن شفتها ثم قالت:
" حسنا, يقول أنها جيدة , ولكن لا تصلح للبيع بالتأكيد , أنها تسلليني فقط, ولكنها بليدة!".
رفع بول حاجبيه , وبدا مدهوشا جدا, واحتسى بقية شرابه وقال وهو يفكر:
" أخشى أنني أختلف معه... أعتقد أنها لوحات جيدة جدا لدرجة أنني أتمنى أن أشتري واحدة!".
تورد وجه كارن وصاحت:
" أرجوك يا بول... خذ ما تشاء... ولا تذكر النقود . أنني مستعدة لأن أعطيك أية لوحة".
ونهضت من مكانها ثم استطردت قائلة:
" أختر أي لوحة تريد, أن عندي الكثير منها ".
ضاقت عينا بول وقال بجفاف:
" ولكن هذا ليس أسلوب عمل!".
" وهل علينا أن نتعامل أحدنا مع الآخر بأسلوب عمل؟".
هز بول كتفيه وصب لنفسه كأسا أخرى , وأجاب:
"وهو كذلك".
واختار لوحة بألوان حمراء وخضراء وصفراء, وقال مفكرا:
" تعجبني هذه اللوحة, أنها تذكري بغروب الشمس الذي تعودنا أن نرقبه من نوافذ تريفاين".
قالت وهي تبتسم:
" يا لمهارتك! هذا بالضبط ما قصدت أن أرسمه".
نظر اليها مليا وقال:
" كنا دائما نشترك في أمور كثيرة ... هل تذكرين؟".
ارتجفت كارن ... هل تتذكر؟ ليته يعرف كم تؤلمها هذه الذكريات!".
وتمتمت بصوت خفيض:
" نعم , أذكر".
شرب ما بقي في كأسه , وقال بلهجة غليظة نوعا:
" يجب أن أنصرف... أن لدي موعدا".
وأنزلت اللوحة وقالت:
" وهو كذلك يا بول ... خذ اللوحة معك أذن".
وأخذ اللوحة وحاول ألا يلمس يدها , وقال بجفاف:
" من يعرف؟ لعلها تساوي ثروة في يوم من الأيام".
أجابت كارن بهدوء :
" لا أطن... أوه... هذا هو مفتاح الكاراج , أرجوك أيضا أن تعطي مفتاح الشقة الأحتياطي هذا للبواب".
وأخذ المفاتيح وتمتم قائلا:
" وهو كذلك... أرجو أن تعتني برسغك".
قالت كارن بسخرية محاولة أن تبدد جو الكآبة الذي انتابها عند رحيله:
" وهل يهمك هذا حقيقة يا بول؟".
كانت الدقائق القليلة الأخيرة طبيعية على نحو ممتع ... والآن يعود بول الى روث ! وتمتم قائلا:
" نعم, يهمني!".
ثم خرج من الشقة وصفق الباب وراءه .
وحملقت كارن في الفضاء , وخفق قلبها , ترى ماذا قصد من قوله هذا؟ بالطبع لم يكن يعني شيئا مما تخيلته , كانت واثقة من هذا, ولكنها أحست بارتياح لأنهما أفترقا بطريقة ودية.
وسارت نحو الجدار حيث كانت اللوحة التي أخذها بول, كانت لوحتها المفضلة , يكفي أن تعرف أنها عنده وأنه قد ينظر اليها في بعض الأحيان, ترى هل يتذكرها عندما ينظر الى اللوحة؟ كم تمنت هذا! على الأقل سيتجه جزء من اهتمامه اليها أحيانا فأسعدتها الفكرة.
وتنهدت وأشعلت سيكارة , بعد أقل من شهرين سيتزوج مرة أخرى, بعد شهرين! هل تستطيع أن تتحمل هذا؟ وعندما يتزوج هل ستظل تفكر فيه وفي روث؟ أنها تحسد روث ! هل ستكون لحياتها أية قيمة بعد ذلك؟ وشعرت بالدموع تخزها في عينيها, أليس من الأفضل أن ترحل من أنكلترا؟ تستطيع أن تحصل على وظيفة في جنوب أفريقيا أو في أستراليا اذا أرادت , أن لها مؤهلات طيبة ويستطيع لويس أن يرشحها لوظيفة ... أنها تحتاج الى تغيير الجو , ولكنها ستكون عندئذ بعيدة عن بول... مسافة طويلة جدا , وهذا ما لا تريده , أما اذا بقيت في لندن فأنه يستطيع على الأقل أن يتصل بها تلفونيا اذا أحتاج اليها, أما اذا ذهبت الى أستراليا فلن يستطيع أن يجدها , وبالطبع لا تستطيع أن ترسل اليه عنوانها , لا... لن ترحل... ستبقى... على الأقل في الوقت الحاضر, فلا يزال أمامها شهران قبل أن يقع الحدث المحتوم!

 
 

 

عرض البوم صور ذكرى المرجوحه   رد مع اقتباس
قديم 13-06-09, 01:17 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 81733
المشاركات: 139
الجنس أنثى
معدل التقييم: ذكرى المرجوحه عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 86

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ذكرى المرجوحه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ذكرى المرجوحه المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


5-الزجاج له وجهان
بعد حوالي أسبوع كان بول على وشك مغادرة مكتبه ليتناول الغداء, عندما رن جرس التلفون الداخلي , وقطب بول وجهه وهو يرفع السماعة, وفوجىء بصوت سيمون يقول:
" يسرني أنني وجدتك, هل أستطيع رؤيتك الآن؟".
نظر بول الى ساعته , كان لديه موعد مع تاجر نسيج من ميلاند, فقال وقد نفذ صبره قليلا:
"وهو كذلك يا سيمون , تعال".
ترى ما الذي يريده سيمون الآن؟".
وضع سيمون سماعة التلفون , واسترخى بول في مقعده, ونظر مفكرا الى التلفون, وتمنى ألا يكون سيمون قد تورط في متاعب أخرى, وعندما تذكر موضوع سيمون وساندرا , استعاد آخر لقاء بينه وبين كارن, كان دائما يتذكرها منذ أن رآها ويتساءل ترى ماذا فكرت؟ ماذا يحدث لو أنه قبَلها في شقتها كما فعل معها في منزل يريفاين؟ في الشقة سيكون وحده معها , بدون أن تقاطعهما السيدة بنسون بصينية الشاي , وشعر بالدم يتدفق في عروقه وهو يتذكر عناقه لها , كان من السهل أن يقول لنفسه بهدوء وتعقل أنه لن يعتزم التورط عاطفيا مع أية أمرأة ثانية , ولكن عندما توضع النواحي العملية لمثل هذه الفكرة موضع الأختيار , فأن الحل لا يبدو بهذه البساطة , ولكنه كان مقتنعا بأن روث لن تثير عواطفه مهما واجها من أوضاع.
وعندما وصل سيمون بدا قلقا مضطربا , وسأله بول:
" حسنا يا سيمون, ماذا حدث؟".
ونظر بول بعينيه الباردتين الى وجه أخيه الذي احمر , وغاص سيمون في المقعد المقابل قائلا:
"نعم... أقصد... أنني يا بول لا أرى هذا الموضوع سهلا , وأنت لا تحاول أن تسهل لي الأمور".
رد بول بلهجة جافة بعض الشيء".
" يؤسفني هذا, أن لديَ موعدا يا سيمون , أخبرني بصراحة ماذا حدث؟ هل الموضوع يتعلق بالنقود؟".
رد بسرعة:
" كلا... أنه يتعلق بساندرا ستاسي... فقد كنت أقابلها ".
" ماذا؟".
رد سيمون ببلادة:
" لقد سمعت ... كنت أقابلها منذ أن ... حدثتني عنها آخر لقاء".
قال بول بلهجة لا تقبل المهادنة:
" أوه...".
ثم سكت, وسأله سيمون في يأس:
"ألا تقول شيئا؟".
أجاب بول ببطء:
" أنني أعطيك فرصة لتقول لي سبب هذا... لا بد أن يكون عندك تفسيرا!".
" نعم... ولكن... قد لا تظنه كافيا".
قال بول متبرما :
" حسنا... استمر".
" لقد بدأت ساندرا تتصل بي تلفونيا , بل تمادت الى حد أن تتصل بي تلفونيا في المنزل ... وكتبت لي أيضا رسائل ... وتستطيع تصور نوعية مثل هذه الرسائل , وبدأت جوليا تغضب, وواقفت على مقابلة ساندرا وأنهاء كل شيء".
أخرج بول سيكارة من علبة السكائر الموضوعة على مكتبه وأشعلها, وأعاد الولاعة الى جيبه, واستمر يتفحص وجه أخيه الذي استطرد قائلا:
" حسنا, عندما تقابلنا بدأت تهددني بكل شيء اذا أنهيت علاقتي بها, كنت غبيا, ولكنني تركتها تملي أرادتها , أن الأمور في أية حال بدأت تفلت من يديَ الآن. أنها تريد أكثر مما أنا مستعد لأعطائه ... أنها تريد الزواج!". منتديات ليلاس
قال بول وهو يهز رأسه:
" الواقع أنني لا أستطيع أن أفهم عقليتك .بحق السماء ما الذي أعجبك فيهاأولا؟ أنها ليست من طراز الفتيات الذي يعجبك , أنها ترتدي ثياب كريهة!".
رد سيمون بحرارة:
" هذا هو رأيك فقط ... أنها في الواقع فتاة حلوة".
قال بول ببرود:
" أذن تزوجها ".
تململ سيمون قلقا في جلسته , ومدَ أصابعه الى ربطة عنقه ثم قال في حرج:
" أن جوليا... لا يمكن أن تطلقني!".
" يمكن أن تطلقك اذا عرضت عليها تسوية سخية, ألم تلاحظ أن المال هو الذي يهم جوليا ؟ أنك وسيلتها للحياة في الوقت الحاضر, ولكن اذا كانت غنية بحيث تستطيع تكفًل نفسها , فلا أحد يعرف ما يمكن أن تفعله!".
تمتم سيمون:
" وهو كذلك , لقد أوضحت وجهة نظرك".
" الواقع أنني أوضحتها , أنك لا تريد أن تطلق جوليا لأنك تحب وضعك الحالي المريح بلا روابط تقيدك, كن أمينا مع نفسك واعترف بذلك".
قال سيمون:
" وهو كذلك , وهو كذلك ... أنا موافق , ساعدني أذن".
سأله بول بأمتعاض:
" لماذا يتعيَن علي أن أساعدك ؟ يجب أن أتركك تدير شؤونك بنفسك, ولو كانت أية فتاة أخرة غير ساندرا ستاسي لتركتك وشأنك".
" أعرف , ولكنك ستفعل شيئا بالتأكيد لأنها أخت كارن".
بدا الغضب على بول الآن , وصحح له قائلا:
" بل لأنها في السابعة عشرة من عمرها, وبلا حكمة".
وقال سيمون وهو يهز كتفيه:
" فليكن , المهم أن أخرج من هذا المأزق , هل تفهم؟".
" أفهم تماما , أذن لا تقابل ساندرا من الآن فصاعدا , ومهما قالت لك , سوف أعد الترتيبات لك لتغادر لندن لفترة , وعندما تعود سأكون قد سويت المشكلة وأنتهيت منها".
" رائع... ولكن حاول أن تبعد هذه... عني".
تنهد بول وقال:
" لا أعرف ما الذي يعجبها في شخص ضعيف مثلك".
" أنه سحر آل فريزر! أم أنك لا تمارس سحرك يا أخي العزيز؟".
كانت عينا بول باردتين , وهو يقول مهددا :
" أخرج من هنا فورا قبل أن أفقد أعصابي حقا".
رد سيمون ساخرا:
" سأخرج ... شكرا على وقتك".
وصفق الباب وراءه .
وتنهد بول بعمق , كان يسره أن يصبح سيمون قادرا على تدبير شؤون حياته بطريقة أكثر ذكاء , وحملق شاردا في الفضاء, كان لا بد من الأعتراف بأن سيمون هذه المرة لم يكن الملوم وحده , كانت ساندرا مخطئة أيضا ... أن الرجل في العادة لا يتقرب من أمرأة الا اذا وافقت , وعندما تاح لأي رجل هذه الفرصة فأنه بالطبع ينتهزها... ترى هل هذا هو ما حدث في حياتهما ؟ هل كانت ساندرا هي التي ألقت بنفسها عليه منذ البداية ؟ والى أي حد تمادت؟ ودعا ألا تكون ساندرا قد تمادت أكثر مما يجب , هل هي حمقاء الى هذا الحد؟ لعلها ظنت حقا أنها تحبه؟ أن نساء كثيرات يعتبرنه جذابا ... وبالنسبة لفتاة دون العشرين مثا ساندرا , فربما بدا سيمون فتى الأحلام!".
وقطب جبينه وسحب نفسا من سيكارته , ولكن سيمون متزوج , ولا يصح العبث مع رجال متزوجين حتى ولو كانت العابثات من سنهم, ناهيك عن المراهقات!.
ورغم حالة ذهنه المشوشة ذهب بول لمقابلة أرنولد جيسون, وطوال الغداء ظل صامتا منطويا على نفسه على عكس طبيعته عندما يكون في حالة عادية , وكانت النتيجة أنه لم يصل معه الى أي أتفاق , ولم يجر معه أي نقاش هام , وكان لا بد من ترتيب مقابلة ثانية... وشعر بول بأنه لم يكن ليدهش لو أن جيسون قر أن يذهب الى شركة أخرى لينفذ عمله , كان بول وقحا وكان من حق جيسون الأعتراض , وأن يتوقع منه معاملة أفضل , ولكن من حسن الحظ أن جيسون كان رجلا متفهما وأدرك تماما أن شيئا ما يزهج رفيقه, فافترقا على نحو ودي بعد أن رتبا مقابلة في يوم آىخر.
كان بول في حالة مضطربة جدا , عندما عاد الى مكتبه في الساعة الثالثة ., واضطر أن يعتذر لسكرتيرته , بعد أن ثار في وجهها بدون سبب, فتمتم قائلا , وقد لاحت على وجهه أبتسامة أعتذار:
" سامحيني ... آسف اذا كنت تصرفت بوقاحة".
ابتسمت الآنسة هوبر وقالت:
" لا عليك يا سيد فريزر , أعرف أن السيد سيمون كان هنا منذ قليل".
ابتسم بول بدوره , لقد استطاع الآن أن يفهم كيف قدرت الأمور .
كان كل من يعمل في الشركة يعرف حماقة سيمون , فلم يبذل أية محاولة ليجعل شؤونه الخاصة سرا.
وبعد أنصراف الآنسة هوبر, أشعل سيكارة , كان عليه ايجاد حل لمشكلة ساندرا, كان من عادة سيمون التورط في مشكلة, ثم يتوقع من شخص آخر أخراجه منها.
وبدأ حل يتكون في ذهنه بعد الظهر , وتحسنت حالته النفسية لذلك, لو أستطاع الأنتهاء من تلك المشكلة فأنه سيرتاح تماما, بدلا من أن يفكر ويتساءل ويخشى ما يمكن أن يحدث بعد ذلك, وفجأة مال الى الأمام ورفع سماعة تلفونه الخاص خارج الخط, وأدار رقم شقة كارن بشعور غريب أشبه بعدم رغبة , كان لا بد أن يتحدث اليها , فلماذا لا يفعل وينتهي؟ ورن جرس التلفون على الطرف الآخر من الخط.
وبعد فترة بدت وكأنها دهر, وبعد أن فكر بول في أعادة السماعة الى مكانها , سمع صوت كارن تقول لاهثة:
" نعم, من المتحدث؟".
تردد بول لحظة , ثم قال بلهجة جافة بعض الشيء:
" أنا بول يا كارن".
شعرت كارن بقلبها يقفز بين ضلوعها عندما سمعت الصوت الأجش يخاطبها , ترى لماذا طلبها اليوم؟ لا يمكن أن كون هذا بخصوص ساندرا!".
أجابت وهي تحاول أن تبدو طبيعية وهادئة:
"أهلا يا بول , آسفة لأنني جعلتك تنتظر , فقد كنت في الحمام".
" بالتأكيد لم تكوني نائمة في الحمام!".
كان المرح يبدو في نبرات صوته.
وضحكت كارن وقالت:
" لا ... على الأقل لا أعتقد ذلك, آسفة يا بول".
وتنهد بول وقال لها بطريقة جادة:
" حسنا ... أحرصي على ألا تفعلي شيئا بهذا الغباء!".
صاحت مقاطعة:
" حبيبي... قل ما تريد , أنني أتجمد, فلم أرتد ثيابي كاملة ".
وقال مؤنبا:
" أوه كارن... هل أتصل بك بعد دقائق؟".
قالت مفكرة:
" تستطيع الحضور بعد دقائق , سأكون قد أرتديت ثيابي بالطبع".
" لا ... شكرا".
كان بول مصمما ... ويعرف أنه اذا خضع لأغراء الذهاب الى شقتها , فلا يعلم الا الله ماذا يمكن أن يحدث! لعلها تتعمد أثارته ... وقالت كارن:
" وهو كذلك يا حبيبي... سوف أتجمد بعد لظات ... ماذا حدث لسيمون وساندرا؟".
" أنهما يتقابلان".
قالت كارن في دهشة:
" ماذا؟".
" نعم... أعرف أنهما كانا يتقابلان حتى اليوم في أي حال, أعتقد أنني أستطعت أقناع سيمون الآن, هل تعتقدين أنك أنت وأمك تستطيعان أن تفعلا الشيء نفسه مع ساندرا؟ من الواضح أنها تجري وراءه في المكتب وفي المنزل وتكتب له رسائل أيضا".
صاحت كارن:
" يا ألهي. هل تعتقد أنها يمكن أن تتعقل؟".
" لا أعرف , أنها أختك , وأنت تعرفينها أفضل مني , لا شك أنها مجنونة بحبه ... لقد جاء سيمون وقابلني اليوم... وهكذا عرفت...".
بدا الضيق في صوت كارن عندما قالت:
" لا أستطيع التفكير في شيء أقوله لها, وأنت تعرف موقف أمي منها".
" أعرف ... أسمعي , ألا تستطيع أمك هي وساندرا أن تقوما بأجازة في أي مكان خارج لندن؟ أن بضعة أسابيع يمكنها أن تتيح لسيمون العثور على فتاة أخرى , وبالأضافة الى ذلك قد تجد ساندرا لنفسها شيئا جديدا يثير أهتمامها , من الواضح أنها صغيرة وتمتلىء بالحياة , رغم أنه يبدو أن الفتيان في سنها لا يروقون لها , والا فلماذا تعجب بسيمون".
قالت كارن وهي تتعمد أغاظته :
" مثلي... ولكن بصراحة يا بول أن أمي ليست غنية كما تعرف , ولا أعتقد أن بأستطاعتها القيام برحلة الى أي مكان في الوقت الحاضر".
قال بول بهدوء:
" أنني على أستعداد لتمويل الرحلة".
صاحت كارن غاضبة:
" كلا... كلا... لا تقل شيئا من هذا القبيل يا بول , أن هذا الموضوع لا يخصك!".
" أوه... ولكنه يخصني... فأنا أريد ساندرا أن تترك سيمون بقدر ما تريدينها أنت ... أنها أصغر منه بكثير ولا أريد أن تصاب بأي سوء".
" حسنا , لا أعرف ماذا أقول , يبدة الأمر وكأنني أطالب بنقود".
" أنني أستطيع دفع نفقات الرحلة يا عزيزتي كارن".
" أعرف .... ولكن...".
وخفت صوتها ثم عادت تقول:
"في أي حال أتصل بأمي واعرض عليها الفكرة , أنها ستفرح جدا , فكبرياؤها تتلاشى عندما يأتي حديث النقود!".
قال بول وقد بدا سعيدا:
" لا تكوني متباعدة هكذا يا كارن ومستقلة , أنني أود المساعدة, أود أن أساعدكم جميعا".
قالت في محاولة أخيرة:
" ولكن هذه مشكلتنا ".
قال بنعومة:
" لقد جعلتها مشكلتي أيضا ... هل تذكرين؟".
شعرت بأنه غلبها فقالت باستسلام:
" حسنا... أفعل ما تشاء يا بول".
بدا بول قلقا وقال:
" اسمعي يا كارن , سأمر عليك في الشقة حوالي الساعة الثامنة هذا المساء , ونذهب معا لرؤية مادلين وساندرا ... هل توافقين؟".
تنهدت كارن وشعرت بمقاومتها تضعف , كان وضع المشكلة في يدي بول شيئا رائعا, لقد بدا الوضع وكأنه أبا روحيا لها , واضطرت الى الأستسلام.
واعترفت بهدوء قائلة:
" أنها فكرة عظيمة ... ولكن ... الا ... تعترض روث؟".
تساءل بول بسرعة:
" لماذا تعترض ؟ كفي عن أقحام أموري الشخصية في هذا . أن الموضوع يتعلق بأمك وساندرا فقط... وليس بأي شخص آخر".
صاحت كارن:
" وهو كذلك يا حبيبي, لا تغضب مني, ولكن ألا تتوقع روث أن تراك الليلة؟".
أجاب في تهكم:
" لا ... لقد طارت الى الولايات المتحدة منذ بضعة أيام لتحضر أبويها للزفاف...".
شعرت كارن بالألم المعتاد في معدتها وقالت:
" أوه... حسنا يا بول, هل ستصعد الى الشقة أم أنتظرك أمام العمارة؟".
أجاب وقد بدا صوته مرحا مرة أخرى:
" سأصعد الا أذا توقف المصعد في منتصف الطريق بالطبع!".
وضحكت كارن وأعادت السماعة الى مكانها , رغم أن موضوع ساندرا وسيمون كان مشكلة, الا أنها شعرت بشيء من الأمتنان نحوهما لأنهما كانا السبب في لقائها مع بول مرة أخرى ! ولكن ألا تثير المشاكل لنفسها بهذه الطريقة؟ من يدري لعل بول أعتبر المسألة مجرد حلقة مسلية في حين أنها تتورط عاطفيا على نحو أكثر كل دقيقة.

 
 

 

عرض البوم صور ذكرى المرجوحه   رد مع اقتباس
قديم 13-06-09, 01:19 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 81733
المشاركات: 139
الجنس أنثى
معدل التقييم: ذكرى المرجوحه عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 86

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ذكرى المرجوحه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ذكرى المرجوحه المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


وفي الساعة السابعة والنصف سمعت طرقا على الباب , ونظرت الى ساعتها بدهشة, لقد أتى بول مبكرا, كانت تجلس على الأريكة تقرأ في مجلة فألقتها جانبا , وذهبت لتفتح الباب بلهفة, وهي ترتدي ثوبا بلون الشمسيتناسب مه لون بشرتها العاجية الجميلة, وشعرها ينسدل فوق كتفيها , وعندما فتحت الباب وهي تبتسم مرحبة تراجعت في دهشة وأستياء واضح, فقد وجدت أمامها لويس مارتن!".
وصاحت قائلة:
" أنها مفاجأة يا لويس ".
ضاقت عيناه قليلا وهو يلمح ثوبها ووجنتيها المتوردتين وقال:
" تبدين جذابة جدا , أعتقد أنك تستعدين للخروج".
أجابت في حرج:
" نعم بعد قليل ... هل تريد الدخول؟".
"شكرا".
ودخل لويس وأغلقت كارن الباب بشيء من الضيق . وقدمت له مشروبا ثم سألته:
" والآن ما الذي أستطيع أن أعمله لك؟".
ابتسم لويس وقال:
" أردت أن أعرف هل ترغبين في عمل التصميم الجديد الذي سيعرض في شهر آب( أغسطس) لقد توقعت أن تذهبي الى المكتب هذا الأسبوع , ولكنك خيبت أملي, فقررت الحضور لأطمئن عليك, يبدو أنك بخير".
وشعرت كارن بالغضب , لم يكن لويس قد قال شيئا غير مناسب ولكنها شعرت رغم ذلك بشيء في سلوكه , ولكنها لم تستطع تحديده, وأجابت:
"حسنا أنني لا أزال أعمل في تصميم السجاجيد ...".
"نعم بالطبع, أعرف يا عزيزتي ... على مهلك".
كادت تقول له: أذن لماذا أتيت الى هنا؟ هل تتجسس علي؟ ولكنها حاولت السيطرة على أعصابها , وتساءلت , ترى هل سيظل جالسا مدة طويلة؟ اذا وصل بول ووجد لويس فأنه يشك في شيء ! لماذا يا ترى أختار هذه الليلة بالذات ليزورها؟
وقدم لها سيكارة وألقت نظرة على ساعتها , ثم نهض لويس وأخذ يجول في الغرفة وينظر الى اللوحات , ترى هل سلحظ أن هناك لوحة ناقصة؟
وأخيرا قال:
" لا أفهم حقيقة لماذا تضيعين طاقتك في هذه الرسوم؟".
فكرت كارن ... لا بد أنه قال ذلك متعمدا , وأجابت بجمود :
" أحب أن أسترخي عندما لا أعمل ".
استدار اليها ثم قال:
" نعم, أن الأسترخاء شيء عظيم , وماذا تفعلين أيضا لتنعمي بالأسترخاء؟".
قطبت كارن جبينها , ترى ما الذي يقصده الآن؟ وقالت ببطء:
" أرسم ... وأقرأززز وأقود السيارة"ز تمتم بهدوء:
"تقودين السيارة ؟ نعم... أنها هواية بهيجة جدا , لقد شاهدت سيارة بالقرب من هنا أثارت أهتمامي منذ أيام!".
بدأ الملل ينتاب كارن , كما أن بول يمكن أن يصل في أية لحظة , قالت:
" صحيح.. أنها من طراز ليموزين , أليس كذلك؟".
قررت كارن أن تأخذ الثور من قرنيه , فقالت في تحد:
" أعتقد أن بول يقود سيارة من طراز ليموزين ".
ولم تبد الدهشة على لويس رغم أنه قال:
" لم أكن أعرف".
كانت كارن مقتنعة بأنه يعرف جيدا, وأن هذه طريقته ليخبرها بأنه عرف أن بول زارها في شقتها , ترى ما الذي كان يفكر فيه ؟ هل يتبعها بنفسه؟ أم أنه أرسل أحدا لمتابعتها ؟ وارتجفت رغما عنها, واخيرا قالت بوضوح:
" لقد أتى الى هنا منذ عدة أيام, جاء ليرى لوحاتي الفظيعة , ولكنه قال أنها جيدة".
ضاقت عينا لويس ببرود وقال:
" صحيح ... شيء لطيف جدا".
وفجأة سمعت طرقا على الباب , وتجاهلت كارن لويس وذهبت تفتحه وهي تشعر بالأمتنان .
كان بول يرتدي حلة زرقاء داكنة ومعطفا سميكا من وبر الجمل , ويبدو أنيقا وسيما لدرجة أن كارن تمنت أن تلقي بنفسها بين ذراعيه!
وابتسم لكارن ثم رأى لويس , وأمسكت كارن بذراعه وجذبته ليدخل وهي تقول:
" أن لويس سيرحل حالا".
واتجه لويس نح الباب , وقالت له كارن:
" سوف أخبرك عن هذه التصميمات بعد يوم أو يومين".
قال لويس:
"وهو كذلك".
ثم انصرف , ولم ينطق بول بكلمة, وأغلقت كارن الباب وراءه واستندت عليه , ثم نظرت الى بول وقالت وقد احمر وجهها:
" لمعلوماتك , لقد وصل لويس في الساعة السابعة والنصف تماما".
أجاب بول وهو يفك أزرار معطفه:
" لا داعي لأن تبرري لي تصرفاتك , أن شقتك لطيفة يا كارن".
تنهدت كارن وقدمت له بعض الشراب , وقدم لها سيكارة وجلس على الأريكة , كان يبدو مرتاحا وكأنه في منزله , وبدأت كارن تشعر بالسعادة , وأخذت نفسا من سيكارتها وعبرت الغرفة في قلق, وفجأة قال بول بلهجة آمرة:
" أجلسي...".
أطاعته وجلست على مقعد منخفض.
قال بهدوء:
" والآن... أنني لم أحضر الى هنا لأتشاجر معك, حتى ولو وجدت أن مارتن في وضع المالك".
ردت كارن وهي تتنهد:
" أن لويس لا يملك شيئا , لا يملكني أنا على الأقل , لماذا يجب أن تقول مثل هذه الأشياء يا بول".
ونهضت, ومرة أخرى عبرت الغرفة , وبينما كانت تمر أمام بول مال الى الأمام , وبسرعة أشبه بسرعة النسر قبض بأصابعه على معصمها وشدَ عليه ... وسألها وقد بدا الغضب ولتوتر في عينيه :
" ماذا تتوقعين مني أن أقول؟".
قالت معترضة وهي تحاول التخلص من قبضته:
" أنك تؤلمني...".
" صحيح؟".
ولم يخفف من قبضته , ولكنه هبَ واقفا ومضى يقول:
" استمري ... ماذا تتوقعين مني أن أقول؟ أنني معجب بثوبك! وتبدين جميلة جدا هذه الليلة!".
احمر وجه كارن وقالت:
" لا يمكن أن أتوقع مثل هذا الكلام .... لا أتوقع مثل هذا الكلام الصريح... أنني أعرف أنك رجل خاطب الآن... كل ما أريد ألا تلقي تلميحات مستترة".
اسودت عينا بول وقال في عنف:
" أن هذا الرجل يعرَك في كل مرة ينظر فيها اليك , واذا لم تلحظي النظرة في عينيه فلا بد أنك ساذجة على نحو لا يصدق!".
صاحت قائلة:
" أنك مجنون , أن لويس ليس من هذا الطراز".
ولكن حتى وهي تنطق هذه الكلمات كانت تتساءل عما اذا كانت صحيحة تماما , لقد كان لويس لحوحا في الأيام الأخيرة , وانتزعت كارن نفسها من قبضة بول ثم قالت:
" الأفضل أن نخرج".
وارتدت معطفها الموهير الجميل الذي اشتراه بول لها, وأبرز لونه العاجي صفاء بشرتها البيضاء , ولم يبد على بول أنه تذكر المعطف فأومأ برأسه موافقا وخرجا, كانت سيارته الجديدة أمام العمارة , ولا تتناسب مع هذا الحي المتواضع , ولكن كارن شعرت بالدفئ يتدفق في جسمها , عندما أدركت أنها ستقضي أمسية برفقة بول , وأنطلقت بهما السيارة , ومرا بسيارة كانت تقف في مكان مظلم في الحي, وأحست كارن بأنها سيارة لويس , ترى هل كان يراقبها ليعرف متى غادر بول شقتها ؟ وأفزعتها الفكرة وأغضبتها , وخطر لها أن تخبر بول بشكوكها , ولكنها عدلت عن ذلك, خشية أن يصمم على العودة ومواجهة لويس , ولم تكن تستطيع تحمل مشادة أخرى هذه الليلة!
ونظر اليها بول بفضول غير مرة أثناء المسافة القصيرة حتى وصلا الى منزل أمها , كانت صامتة ومنطوية على نفسها , وتمنى لو عرف فيم تفكر... أوقف السيارة أمام المنزل, فانسلت كارن قبل أن ينزل بول ويساعدها , وفتحت الباب بمفتاحها , ودخلت يتبعها بول ... وشعرت كارن بحرج , كانت لا تزال زوجة بول عندما صحبها لزيارة أمها آخر مرة , وعندما سمعت ليزا صوتهما جاءت بسرعة من المطبخ , وبدت مذهولة عندما رأت بول وصاحت:
" أهلا بك يا سيد بول... يا لها من صدمة يا سيدي".
" آسف يا ليزا... كيف حال مدبرة المنزل المفضلة عندي؟".
ضحكت ليزا بمرح , وتوهَج وجهها , وتنهدت كارن , كان في استطاعة بول أن يأسر لبَ أي شخص , وليزا دائما تقع أسيرة سهلة لسحره , وقالت:
" السيدة ستاسي وساندرا في غرفة الجلوس , وأعتقد أنهما تشاهدان التلفزيون".
وكانت مادلين وأبنتها الصغرى تشاهدان التلفزيون فعلا , وقد جلست ساندرا على مقعد ترتدي بنطلون جينز وبلوزة بدون أكمام , وتبدو متبرمة ممتعضة , وعندما رأت كارن وبول قفزت واقفة وصاحت بطريقة مسرحية قائلة:
" حسنا ... حسنا... أنظري من هنا يا أمي".
هبت مادلين واقفة , وأخذت تحملق هي الأخرى في وجه بول وهي لا تصدق , وصاحت:
" ولدي العزيز, يا لها من مفاجأة رائعة, ما معنى هذا؟".
وأنتقلت نظرتها الى كارن التي علقت بلهجة جافة قائلة:
" لا شيء مما تفكرين فيه يا أمي ... أن بول يريد أن يتحدث معك لأن عنده اقتراحا يريد عرضه عليك".
بدا الأهتمام على مادلين , كانت حياتها مملة في الأيام الأخيرة , كما أن موضوع ساندرا وسيمون زادها كآبة , ولذلك شعرت بشيء من السعادة عندما سمعت أن بول جاء ليقدم لها أقتراحا ... كان بول كريما معها دائما, فابتسمت ابتسامة لطيفة , وقالت بلهفة:
"ما هو الأقتراح أذن؟".
نظرت كارن الى ساندرا وطلبت منها أن تتركهم قليلا , ولكن ساندا عبست واعترضت قائلة:
" لماذا أترككم... لست طفلة , ما هذا الذي لا تريدون مني سماعه؟".
عندئذ نظر اليها بول مباشرة وقال:
" سوف تعرفين بعد قليل... أتركينا فقط نتحدث مع أمك وحدها دقائق قليلة ... أرجوك".
استجابت ساندرا لطلب بول الهادىء , كان لطيفا وحاسما في الوقت نفسه, وتحرص دائما على أرضائه قبل أي شخص آخر , ولكنها قالت متوسلة:
" هل الموضوع يتعلق بسيمون ؟ هل تريدني أن أتركه يا بول؟".
" لا تقلقي يا ساندرا ... كل حديثي مع أمك سيكون لصالحك!".
" ولكن هل ستفرقون بيني وبين سيمون؟ لا تستطيع ذلك يا بول ".
وبكت بحرقة ثم صاحت غاضبة وقد تغير وجهها :
" كلكم تكرهونني , كلكم لا تريدون سعادتي".
بدا الغضب في صوت بول وهو يأمرها قائلا:
" كفى... اذهبي الى غرفتك الآن حتى نستدعيك".
وخرجت ساندرا وصفقت الباب وراءها, وسمعوا وقع خطواتها صاعدة الى غرفتها , وأغلقت مادلين التلفزيون , بينما جلس بول على الأريكة وأخذ يدخن , نظرت اليه كارن وشعرت بقلبها يتقلص, لم يكن يستطيع أي رجل آخر أن يؤثر عليها مثل بول , مجرد النظر اليه يغمرها بالسعادة , بول شعر بنظراتها اليه فنظر اليها بدوره , وألتقت عيونهما لحظة , وأشاحت بنظرها خشية أن يرى المشاعر في عينيها وتساءلت: ترى كيف يفكر في هذا الموضوع , فيما يتعلق بأمها وساندرا؟
ما لبثت أن بدأت الحديث قائلة:
" حسنا يا أمي, ساندرا لا تزال تحاول مقابلة سيمون! وقد تأكد بول من هذا ...".
أجابت مادلين مذعورة:
" ماذا ؟ ولكنك أخبرتني...".
قطع بول المشادة التي توشك أن تبدأ , فقال موجها كلامه لمادلين:
" يحسن أن تسمعيني قبل أن تقولي أي شيء".

 
 

 

عرض البوم صور ذكرى المرجوحه   رد مع اقتباس
قديم 13-06-09, 01:21 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 81733
المشاركات: 139
الجنس أنثى
معدل التقييم: ذكرى المرجوحه عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 86

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ذكرى المرجوحه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ذكرى المرجوحه المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


احمر وجه الأم وقالت:
" حسنا... ولكنني ظننت أن كارن حدثتك عن الموضوع قبل ذلك".
صاح بول قائلا:
" لقد فعلت, على أن تدخلي لم يكن ناجحا تماما, أبنتك الصغيرة العزيزة تكتب رسائل عاطفية لسيمون , وتتصل به تلفونيا في المكتب وفي البيت, حتى أن جوليا بدأت تشكو".
وذهلت مادلين , كان تصرف ساندرا الصغيرة على هذا النحو المشين مذهلا بالتأكيد .
ووضعت يدها على فمها وصاحت في ألم وهي لا تصدق:
" لا , لا , كيف تتصرف على هذا النحو؟ كيف تهين كرامتها هكذا؟".
تنهدت كارن وقالت:
" أرجوك يا أمي ... لا تكوني عصبية".
" عصبية؟ كيف تتمالكين هدوءك بالنسبة لهذا الموضوع؟ أن أختك على علاقة برجل متزوج! أليس لديك شعور يا كارن ؟ لعلك لا تهتمين بكل هذا! طبعا , أنت فتاة مستقلة ... واستقلالك قلب حياتك رأسا على عقب!".
توهَج وجه كارن خجلا , ونظرت الى بول , كانت أمها تتصرف حتى تلك اللحظة بمنتهى الأدب والهدوء في وجود بول , ولكنها الآن تلقي بالأتهامات جزافا... فماذا يقول؟".
والواقع أن بول دهش من محاولة مادلين وضع المسؤولية على عاتق كارن. أنها تلوم كان مع أنها يجب ألا تلوم الا نفسها. فما لبث أن قال بوضوح:
" مادلين... كارن ليس لها يد في هذا الموضوع... ليس لها يد على الأطلاق , أنت الملومة! لقد دللت ساندرا وأفسدتها طوال حياتها , حتى أعتقدت أنها تستطيع أن تأخذ ما تشاء , واذا بها تفاجىء الآن بأن الحياة ليست مفروشة بالزهور".
شعرت مادلين بصدمة , كارن فقط هي التي تنتقدها ... ولكن بول يلومها الآن أيضا , قالت مدافعة عن نفسها وقد أمتلأت عيناها بالدموع.
" أنني أمها , مات أبوها وهي طفلة صغيرة . ولذلك أخصها برعايتي وحناني , واذا كنت قد دللتها قليلا...".
قاطعها بول بصراحة قائلا:
"دعينا نكون صادقين على الأقل , لقد حطمت ساندرا , وأشك في أن أيا منكما يمكن أن تتغير الآن . أنني أريد أن أساعدك , ليس فقط من أجل ساندرا ولكن من أجل سيمون أيضا . لقد عرضت أقتراحا على كارن اليوم فقالت أنه قد يساعد على حل المشكلة , وأردت أن أعرف رأيك قبل أن ننفذه".
مسحت مادلين عينيها وقالت في هلع:
" لن تأخذا ساندرا مني...".
وصاحت كارن في يأس:
" طبعا لا يا أمي. لسنا عديمي الأنسانية".
تنهد بول ومضى يقول:
" أقترح أن تغادري أنت وساندرا لنددن , وتقوما باجازة في أي مكان لعدة أسابيع , لا شك أن ساندرا ستنسى كل شيء عن سيمون. وسوف أتولى دفع كل نفقات الرحلة , ما رأيك؟".
ازدادت عينا مادلين أتساعا , وفكرت كارن وهي متقززة في أن النقود التي ستنفق على أمها لا تعني لها شيئا ما دامت ستتمتع بأجازة ! بل شكت كارن في أن تكون أمها فكرت حقا في ساندرا بعد أن قدم بول أقتراحه بالأجازة !
وصاحت أخيرا :
" يا لها من فكرة مدهشة يا بول! لا أعرف كيف أشكرك ... أنه حل مثالي".
بدت السخرية على وجه بول , وأدركت كارن أنه لا بد تأكد أنه لا بد تأكد من سلطان المال على كل شيء ...وبدت مادلين أشبه بمتسابقة في سباق الحصول على المال , أما مشاعرها بالنسبة لساندرا فكانت في المرتبة الثانية!
قال بول بهدوء:
" أفهم من ذلك أنك موافقة!".
" طبعا ... أنه حل مدهش ... سامحيني يا كارن لأنني تصورتك لا تهتمين بنا".
" أنها فكرة بول ... لا تشكريني , لا شأن لي بها".
بدت السعادة عليها وهي تتصور نفسها بعيدة عن جو لندن الملوث في ذلك الحين.
ونفث بول دخان سيكارته ببطء متعمد , ثم قال وهو يفكر :
" أقترح أن تذهبا الى أسبانيا , أنها مكان رائع في مثل هذا الوقت من السنة".
شهقت كارن وقالت في دهشة:
" أسبانيا... أعتقدت أنك تقصد أن يذهبا الى مكان ما بجنوب أو غرب أنكلترا , أو شيء من هذا القبيل".
هز بول كتفيه وقال مستنكرا:
" أجازة في أنكلترا في هذا الوقت من السنة لا توجد يا عزيزتي أية متعة على الشواطىء الآن في الأعاصير والمطر".
ثم نفض رماد سيكارته , وقال مخاطبا الأم:
"والآن أقترح أن تتولي أنت ابلاغ ساندرا , ومن الأفضل أن تتجاهلي موضوع مقابلة ساندرا وسيمون مؤخرا , ويكفي أن تقولي أنك تحتاجين الى قضاء اجازة للراحة , وأنني وافقت على دفع نفقات الرحلة , قد لا تروق الفكرة لساندرا, ولكن عندما تصلان الى شاطىء اسبانيا ستتمتعان فعلا بجو ينسي ساندرا متاعبها ".
" هذا صحيح يا بول, أنني متأكدة من أن ساندرا ستلتقي بصديق آخر عندما تبتعد عن أخيك!".
نهضت كارن من مكانها وقالت ببرود:
" سنخرج الآن يا أمي ... واذا أردت أي شيء فأتصلي بي, واذا واجهت أية مشكلة أخبريني".
وبدت السخرية في عبارتها الأخيرة , والواقع أن أمها شفافة مثل الزجاج , رغم أن الزجاج يكون له وجهان في بعض الأحيان!
ثم أردف بول قائلا:
" سأطلب من سكرتيرتي حجز التذاكر والغرف في الفنادق , وليس عليك الا أن تعدَي جوازات السفر لك ولساندرا , هل تستطيعين الأستعداد للسفر بعد أسبوع؟".
أجابت مادلين والفرحة تبدو في عينيها:
" نعم... أوه... بول حبيبي , أشكرك مرة أخرى , أشكرك من كل قلبي!".
هز بول رأسه , وفتح باب غرفة الجلوس, فأخذ معطفه ومعطف كارن من الخزانة , كما كان يفعل عندما كانا متزوجين , وعندما ساعد كارن على أرتداء معطفها , تذكر أنه كان يفعل ذلك في الأيام الماضية! وتذكر كيف كانا يفرحان بعودتهما الى بيتهما حيث يخلعان معطفيهما , ويجلسان أمام المدفأة في منزل تريفاين , ويتحدثان في أشياء عامة , وكل منهما سعيد بصحبة الآخر , ولكن كل شيء قد تغيَر , كيف يمكن أن يسامح كارن لأنها حطمت حياته! منتديات ليلاس
وفي طريقهما الى شقة كارن سألها بول اذا كانت قد تناولت العشاء , فلما أجابت بالنفي قال:
"أذن ما رأيك في تناول العشاء معي؟".
اتسعت عينا كارن وقالت مبتسمة:
" طبعا, اذا كنت تريد".
" ليس لديَ عمل هذا المساء وكذلك أنت , فلماذا لا نقضيه معا".
رقص قلبها فرحا لأنها ستقضي المساء مع بول.
وغادرا لندن, ووصلا الى مطعم اسمه أيبوني كين, كان مكانا فخما , وانبهرت كارن بالديكور الرائع , والمضيفات الفاتنات , وكان الأثاث مصمما ليناسب المكان بموائده ومقاعده وأزهاره , وقام المدير بنفسه بخدمة بول , ورغم أن الغرفة كانت مزدحمة الا أن مائدة أو مائدتين وضعتا في ركن منعزل , وجلسا حول مائدة, وقدم المدير قائمة الطعام لبول, وابتسمت كارن وقالت:
" تبدو معروفا هنا".
قال وهو يبتسم ابتسامة لطيفة:
" يجب أن أكون معروفا , لأن شركتي تملك هذا المكان!".
قالت كارن في دهشة:
" لم أكن أعرف أن الشركة تستثمر أموالها في المطاعم".
" أننا لا نفعل ذلك عادة , أنها تجربة , واذا نجحت فستحصل على دعاية فخمة من ورائها".
أومأت كارن موافقة وقالت وهي تهز كتفيها النحيلتين :
" أعتقد أنها كانت فكرتك".
ابتسم بول وسألها:
" كيف خمنت؟ هل أطلب الأكل!".
ونظر اليها متمعنا فأجابت كارن:
"بكل سرور , أنك تعرف أجمل الأشياء!".
أجاب بجفاف:
" ليس في الأكل فقط".
واحمر وجه كارن, وبدت مسرورة عندما حضر رئيس الخدم لخدمتهما.
واختار بول عدة أنواع من الطعام , وبينما ذهب الموظف لأحضار الطلبات , أخذت كارن تجول بعينيها في المكان , وتساءلت: ترى هل يعرف الموجودون بول؟ وهل يعرفونها؟
وسألته كارن بفضول:
" متى أفتتح المطعم؟".
" منذ حوالي شهرين على ما أعتقد".
واتجهت كارن بنظرها الى الفرقة الموسيقية التي كانت تعزف ألحانا شكلت خلفية لحديث الموجودين , كان مكان الرقص صغيرا ولكنها تذكرت أن الراقصين في هذه الأيام لا يتحركون كثيرا, ونظرت الى بول وهو يتفحص قائمة الشراب , لم يكن منتبها لنظراتها وكان في استطاعتها أن تتفرسه , كان أنيقا كالعادة بشعره الأسود اللأمع , وقميصه البيض الناصع , وبشرته السمراء التي لفحتها الشمس, وشعرت بقلبها يخفق بألم, كيف استطاعت أن تتركه كل تلك السنين ؟ كيف يمكن أن يفترق الناس بلا رجعة؟ الكبرياء لا تغري الا قليلا في أوقات كهذه !
ترى هل ستكون روث عامل التوجيه في حياته من الآن فصاعدا؟ وهل تحتمل هذا؟ وعندما تذكرت ملامح روث الحلوى أرتعدت رغما عنها, أنها واثقة من أن روث لن تسعده حقيقة, لأنها تعتمد عليه أكثر مما يجب, مثل طفلة صغيرة, في حين أن بول يحتاج الى أمرأة تستطيع أن تقابله في منتصف الطريق , وتستطيع أن تتحدث اليه بقدر ما تستمع له.

 
 

 

عرض البوم صور ذكرى المرجوحه   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne mather, آن ميثر, بيت الذكريات, دار الكتاب العربي, جراح باردة, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, seen by candlelight
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t113136.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط¬ط±ط§ط­ ط¨ط§ط±ط¯ط© ط¢ظ† ظ…ظٹط«ط± ط±ظˆط§ظٹط§طھ This thread Refback 07-09-14 08:25 AM
ط¬ط±ط§ط­ ط¨ط§ط±ط¯ط© ط¢ظ† ظ…ظٹط«ط± ط±ظˆط§ظٹط§طھ This thread Refback 03-08-14 03:02 AM
ظٹط¯ظٹ ط¯ط§ط¦ظ…ط§ ط¨ط§ط±ط¯ظ‡ This thread Refback 01-08-14 01:25 PM


الساعة الآن 09:46 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية