لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


دمعة في عين القمر

هذي اول مشاركه لي وان شاء الله تعجبكم ........... هذي القصه من افكاري ...... وراح اخليكم مع القصه دمعة في عين

 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-04-09, 04:22 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2007
العضوية: 58488
المشاركات: 26
الجنس أنثى
معدل التقييم: غرور انثى 2010 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
غرور انثى 2010 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : الارشيف
Jded دمعة في عين القمر

 

هذي اول مشاركه لي وان شاء الله تعجبكم ...........

هذي القصه من افكاري ......


وراح اخليكم مع القصه




دمعة في عين القمر

لم يكن حاتم في تلك الساعة اكثر من حطام بشر لا اكثر
كان يمسك زجاجة العصير و يجلس على صخرة تشرف على البحر مباشرة
كان سارح الفكر يحاول لملمة حطامة المبعثر فوق شرفات المستحيل ..
و سرح ببصره في اللا شيء
لطالما كان يغرق في بحر الافكار امام شواطئ بحر الماء المالح .
كم كانت جميلة .. كم كانت رقيقة .. كم احبها ..
كانت كحلم ضائع تاه و عبر الطريق من الجنة الى الارض مباشرة ...
كانت تصغره بنحو خمس سنوات ..
و الرجال دوما يكبرون عشيقاتهم فهم ينضجون متاخرين عنهن بسنوات ..
كان قلبه ينخلع الف مرة من مكانه عندما يجلس معها او يحدثها او يرى صورته في بحر عيونها الزرقاء الجميلة .. كان يحبها .. ولا زال يحبها و سيبقى يحبها .. و لكن .. و اه من كلمة لكن ..
و تنهد و هو يسرح ببصره صوب الموج .. و التقطت عيناه صيادا يجلس على صخرة بين الموج يمسك صنارته بصبر يجرب حظه في الصيد كانه تمثال رخامي لا يأتي بحركة .. و راح يراقب الصياد الصبور .. و عاد يسرح بافكاره دون ان يبعد نظره عن الصياد نصف العجوز ..
كان قطار الذكرى يعيده عميقا في مسار الماضي ..
يذكر جيدا كيف كان اول لقاء لهما ..
كان هذا قبل سنوات سبع تقريبا ..
كانت عندها في الخامسة عشرة من عمرها ..
و كان اللقاء في مدينة الملاهي .. في ليلة العيد ..
كانت اجمل فتاة رآها تمشي على تراب الارض بلا مبالغة ..
عيون زرقاء شفافة فيروزية تقدر على حرق الجن نفسه .. شعر قصير اشقر ناعم كالحرير يداعب طرفي خديها الورديين يلون الطفولة التي تتشبث بها و تجعلها تتأرجح ما بين الطفولة و الشباب .. وجه ابيض البشرة بلا شوائب يتألق بجمال لم تذكره الاساطير ..
و زاد تألقها لمسة شقاوة تميز فترة المراهقة تلك ..
كانت ترافق والدها و والدتها و فتى كالقمر المنير لا يزيد عمره عن السنوات التسع يمسك بيد امه يتطلع بعيون متألقة منبهرة الى عالم الاضواء و الصخب من حوله ..
و غابت تلك الاسرة السعيدة عن نظره بين الزحام لكن صورتها لم تغب عنه ..
و لكن صورتها ابدا لم تغب عن مخيلته ..
و لأول مرة في حياته شعر بقلب ينبض بين ضلوعه ..
و تنبه من خواطره على الصياد يحرك صنارته حركة خفيفة و يعدل من جلسته ..
و تنهد ربما للمرة العاشرة و ارتشف جرعة من عصيره و هو يستقبل نسمه هواء تداعب خصلات شعره ..
و عاد يسرح بفكره محاولا ان ينفصل عن عالمه ..
هو .. حاتم .. ابن غالب المصري .. اكبر اغنياء بلده .. صاحب الوجه الجميل الرجولي و الثراء الفاحش .. الذي حباه الله بمواهب تتراوح ما بين الرسم و الرياضة و حتى عالم الكمبيوتر و الفنون و غيرها .. انه الطالب بجامعة (...... ) ذو المعدل العالي و الاكثر شهرة بين الشبان من حوله و الذي يتجاهل الفتيات عادة دون خشونة او كبرياء و ها هو يقع فريسة طفلة مراهقة .
أي شيطان هذا الذي يقال له الحب ؟
اعترف لنفسة انه احبها في ذاك الوقت .. و لم يحاول التنكر لذاته و هو لم يرها الا دقائق معدودة ..
كانت اجمل من اجمل جميلات جامعته ..
كانت سحرا شرقيا لا يقاوم ..
لقد احبها ..
اقسم لنفسة بحنق الف الف مرة انه احبها ..
كان عمره وقتها يزحف نحو العشرين بغير عجلة .. في سنته الاولى بالجامعة ..
كان محط انظار الجميع .. سيارته الفاخرة و زيه الراقي و امواله الغزيرة جذبت حوله الذباب و الذئاب و الناس لعلهم يفوزون بمبلغ محترم .. لكنه ابدا لم يكن غبيا..
فوالده رجل اعمال محنك يفهم البشر و السوق و الحياة .. وهو شبل ذاك الاسد
لكن الشبل تعثر بفراشة رقيقة خرجت لتوها من النور فالقته ارضا بلا حول ولا قوة ..
كانت حمى الحب تجتاح اطرافه و هو لا يزال واقفا مكانه في مدينة الملاهي ..
و وجد نفسه يتجه صوب المكان الذي غابت به العائلة ..
لكنه لم يجد الا افواجا من البشر ..
فترة الجمود تلك اضاعت منه دقائق ثمينة ..
و مدينة الملاهي شاسعة متعددة الاقسام زاخرة بالبشر
هنا من حوله ما لا يقل عن بضعة الاف من الخلق و اكثر من ثلاثمائة دونم من الارض تحوي العابا قد لا تتواجد في المدن الكبرى و منها مسطحات مائية كالغابات و اخرى غرف رعب و اخرى قطارات انفاق و غيرها عشرات الانواع ..
فاين سيجد اربعة افراد في بحر البشر ذاك ؟
و سار على غير هدى نحر نصف ساعة يتجول بلا هدف ..
و يا لحظه الرائع ..
وجد شقيق الفتاة يعالج بيأس لعبة اتاري كبيرة و يحاول تشغيلها ..
و بحس رجل الاعمال ادرك ان الفتى استثمار رابح جدا يجب ان يستغله ليعرف المزيد عن ملاكه الضائع ..
و اقترب من الفتى و قال له مبتسما : هي .. مرحبا ؟
نظر اليه الفتى بتحفظ و صمت و دهشة .
فقال بمرح و هو يمد يده للآله و يضغط بها ازرارا : اضغط هنا و ستبدأ اللعبة مرحلتها الاولى .. و الان امسك عصا التحكم و ....
و راح بحماس حقيقي يشرح له اللعبة و يساعده على احراز الاهداف مما اذاب ثلج التردد من نفس الفتى .. و عرف ان اسمه فادي ..
لم تكن اللعبة جديدة عليه .. فوالده و منذ طفولته لم يترك صنفا من الالعاب لم يجلبه له .. عدا عن انه هو نفسه يمتاز بحدة الذهن ..
و سرعان ما كانت ضحكات فادي تشف عن سعادته بالفوز في كل مرحلة و حاتم يساعده على تخطي المراحل الصعبة ..
و لمحها بطرف عينه تقترب منهما ..
فاجتاحه ارتباك كبير و بح صوته و هو يتحدث مع فادي بارتباك نسبي لم يلاحظه الصغير
و سيطر على نفسه ..
و وصلت هي الى مكانهما و بادرت شقيقها قائلة باحتجاج : اين كنت يا فادي؟ بحثت عنك في كل مكان .. هيا نرجع الي امي ..
صاح الصغير باحتجاج مماثل : لا اريد .. اريد ان اختم المرحلة هذه ..
قالت بوعيد : سأجعل بابا يعاقبك .
صاح فادي و الدمع يتجمع في عينيه الجميلتين كعينيها : لا اريد .
و هنا تدخل هو مغتنما الفرصة م وقال لها : دعيه يكمل المرحلة و سأعتني به و اوصله اليكم حال اكمال المرحلة .
قالت له شاكية : انه مشاغب و لا يطيع احدا .. و يذهب دون اخبار احد بمكانه .
ضحك قائلا : لا عليك .. انه صغير .
قالت بغيظ : قرد صغير .
قال لها بلطف : لا تقسي عليه .. انه شقيقك .
زفرت بغيظ و هي ترمي فادي بنظرة نارية اذابت بجمالها قلب حاتم ..
و قالت : و هل سأبقى واقفة هنا حتى يكمل ( بسلامته ) اللعبة ؟
قال فورا : ما رأيك ان اشغل لك لعبة تتسلين بها ؟
قالت بتردد : لا اعرف كيف العب بها ؟
قال مبتسما : سأدلك عليها .
قالت : و أي لعبة سألعب ؟ انها كثيرة .
قال و هو يشير الى لعبة لها رشاشان من البلاستيك قرب لعبة فادي : هذه جميلة .
قالت و هي تتجه اليها : و كيف تعمل ؟
قال : انها لعبة شرطة و لصوص .. يلعبها اثنان هما الشرطة و عليهما القضاء على العصابة و انقاذ اسرى. و لها خمس مراحل للوصول في الاخيرة الى زعيم العصابة .
وقفت امام مقعد اللعبة مترددة .. كان عاليا نسبيا .. و كانت ترتدي فستانا من الساتان يعيق حركتها .. و وجد نفسه يمسك بيدها الناعمة و يساعدها على الصعود على المقعد ..
و ابتسمت له ابتسامة سحرت كيانة قائلة ببراءة الاطفال : شكرا لك .
ابتسم لها قائلا : عفوا .. هيا نلعب.
و جلس على المقعد المجاور لها و كان المقعدان يشبهان سرج الحصان الى حد ما لكن مع ظهر و احزمة ..
و ساعدها على ربط حزامها و ربط حزامه و اطلق اللعبة ..
و راح اللصوص يظهرون لهما و هو يطلق النار عليهم باحتراف و هي تطلق ايضا و تصيح بمرح مع حركة المقعد كانها تمتطي حصانا ..
و اندمجت باللعبة و هو معها لا يصدق انها يجلس معها و يشاركها نصرا وهميا على لصوص الدجتال ..
كان يرى نفسه و لأول مرة ربما اسعد مخلوق عرفته الكرة الارضية منذ الخليقة..
اجمل بنت بالعالم على بعد شبر منه تلعب بمعيته و تصرخ به بين حين و اخر : هناك واحد .. لا لا .. انتبه .. هناك رهينة .. واااااااااوو .. فزنا .. لالالالالالالا .. لقد اصابوني .
كان يقاتل بقوة لحمايتها من المهاجمين و يتلقى عنها الرصاصات و يسعفها بما يحصل عليه من علي اسعاف كلما اصيبت .. كان كأنه يعيش واقعا لا مجرد لعبة رقمية .
و اعترف لنفسه انه حتى الان يعشق تلك اللعبة لأنها تذكره بها دوما
حتى لقد اشترى فيما بعد عين الجهاز الذي لعبا به بمبلغ يفوق ثمن لعبة جديدة و وضعه في منزله و اضاف اليه اللعبة التي كان فادي يلعب بها ايضا .. فهو يحب كل ما يتصل بحبيبته حتى ما استخدمته ولو لمرة واحدة .. انه الحب العميق الجارف ..
و استيقظ من ذكرياته على صوت محرك سيارة يقترب .. و نظر للخلف ليجد سيارة جيب حديثة قاتمة الزجاج تقترب من الشاطئ و تتوقف غير بعيد عن سيارته الفخمة .. و بحركة خفية تحسس مسدسه تحت قميصه .. و نزل رجل اشيب لكنه غير عجوز من السيارة و يرتدي نظارة سوداء و تناول سلة مغطاة و قصبة صيد و اتجه بعيدا عنه نحو الصخور قليلة الارتفاع
و زفر بتوتر .. بات منذ الحادث الاليم شديد الشك كثير التوتر .. ولا احد يلومه ..
و عاد ينظر الى الصياد الاول الذي لا يزال كما عهده .. صامتا متحجرا ينتظر سمكة ما ..
و ترك العنان مرة اخرى لذكرياته اللذيذة ..
حتى نهاية المرحلة قل الاخيرة لم يكن قد عرف اسمها بعد ..
و كأن القدر كان يحارب لصالحه .. فقد سمعا صوت فادي ينادي قربهما : شيرين .. اريد ان اذهب لماما .
قالت له بتبرم : انتظر قليلا .
قال محتجا : اريد ماما .
قال حاتم : سأرسلك الى ماما لكن تعال و شاهد كيف نقتل الزعيم .
و نجح في شد انتباه الفتى الصغير فقد جاء و وقف يشاهد ما يجري .. كانت حقيقة مرحلة صعبة جدا و طويلة .. و كانت اسعد لحظات بحق بالنسبة لحاتم فقد كانت تتفاعل معه دون حواجز تذكر .. و تنبهها للمهاجمين و تصيح بسعادة لكل تقدم يحرزانه معا ..
و عندما فازا بصعوبة بالغة على الزعيم صرخت بفرح رافعة قبضتاها عاليا ..
و ضحك هو بفرح .. كانت متألقة كملاك حقيقي بضحكتها و فرحها ..
و قال لها : ما رأيك ان نتناول الايس كريم قبل ان اوصلكما الى والديكما ؟
قالت بعفوية : اوكي ..
اختار لهما طاولة فاخرة من الدرجة الاولى و طلب افخر انواع الايس كريم لهما و له .. و كان على الطاولة كراس ملاحظات و اربع قوائم طعام و زهرية جميلة بها ازهار جميلة جدا
طاولة تليق بالوزراء بحق .. كان يحاسب عنهما دون ان يجعلهما يلاحظا هذا .
و ابدت اعجابها بالايس كريم و احس بحس رجل الاعمال بان الموضوع غير مناسب لذا لم يخض به كثيرا بل سألها عن مدرستها و كعادة البنات المراهقات راحت تتحدث عن الدروس و المدرسات و فلانة فعلت كذا و انا فعلت كذا مع المدرسة التي عاقبتني .. و غير ذلك
و كان يجالايها بلباقة و في نفس الوقت يقوم بالرسم على الورقة التي امامه ..
لا يدري كيف .. لكنه وجد انه رسم وجها قريبا للغاية من وجهها .. و قبل ان يدرك الامر كانت تنظر الى الرسم قائلة بدهشة : واو .. انت فنان .
قال مبتسما بحرج: انها مجرد خربشات .
احس باناملها الرقيقة تسحب الورقة من بين يديه : و تتطلع بالرسم بدهشة لم تزل و تقول : خربشة ؟ انها جميلة جدا حدا .. لو كنت ارسم نص هذه الدقة لصرت فنانة .
قال فادي بعفوية : انها تشبهك كثيرا .
تنبهت لصحة كلامه فقالت بحرج : ربما .
و قالت لحاتم : هل يمكنني اخذها ؟
قال بسرعة : طبعا .. انها لك .
قالت مبتسمة و هي تنظر فيها : شكرا لك .
سألته : هل لديك رسومات اخرى بالبيت؟
قال كاذبا : طبعا .. لدي الكثير منها .
قالت : هل يمكنني ان اراها لاحقا؟
قال : طبعا .. بأي وقت تريدين .
كان يخطط وهو يرد لرسم كمية رسومات تثير اعجابها ..
قالت : اكيد انها كلها جميلة .
و تابعت باهتمام : هل يمكن ان اطلب منك ان ترسم لي ؟ ان لم يكن بالامر ازعاج لك.
قال بحرارة و صدق : ولو؟ طبعا يمكنك .. بصدق.
قالت بشكوى: هناك رسمة لمعلمة العلوم و طلبتها مني قبل يوم الاربعاء و لا ادري ما افعل بها .
قال باهتمام : ابعثيها لي وانا سأرسمها لك بدقائق .
قالت : لا اعرف عنوانك .
قال مبتسما : اسكن في ..
و قطع كلامه .. ترى لو عرفته هل ستعامله بهذه العفوية كونه ابن اغنى رجال البلد؟
هل ستصير عندها ردة فعل؟
هل .. و هل؟ الكثير من الاسئلة و المحاذير قفزت برأسه
و عندما لاحظت صمته قالت مستعجلة رده : اين ؟
وجد نفسه بيأس يمليها العنوان فلم يكن في ذهنه فكرة اخرى ..
و كيف له ان يفكر بسلامة و هذه الفاتنة الصغيرة تسحره بجمالها كل ثانية سحرا جديدا ؟
و يبدو انها لم تتعرفه او لم تسمع به من قبل
فقد قالت : حسنا .. انا اسكن في ( .........) و هو قريب منكم و سأرسل فادي لك غدا ليعطيك الرسمة و معها ورقة اشرح لك بها المطلوب .. اتفقنا؟
قال بسرور : طبعا .. على فكرة .. يبدو اننا جيران تقريبا .
قالت بعفوية مازحة : هذا يعني انني سأرسم كل رسمات المدرسة عندك .
و ضحكا معا و فادي يلتهم الايس كريم ناظرا لهما بسذاجة.
كان لا يستغرب انه لم يرها من قبل .. فالمدينة تجعل جارك هو من يسكن بشقة مقابلك مباشرة .. و الساكن في العمارة الملاصقة غريب جدا عنك .
و حياهما الى حد ما غير قريبين لكن يمكن التواصل بينهما عبر المشي عشر دقائق .
كان يتمنى ان تطول الجلسة الى الابد ..
لكن شيرين نهضت قائلة : هل يمكن ان توصلنا الى والدي؟ فقد يقلقان علينا .
قال باحباط لم يظهر على كلامه: هيا بنا .
و نهضوا و ساروا يتفقدون الناس .
و شاهدوا الوالدين يعتليان الدولاب الهوائي الكبير .. كانا يتمتعان بوقتهما .. فالمكان امن و هما يثقا بحسن تصرف شيرين و انها الان بأمان مع فادي .. و وقفوا يراقبون الدولاب يتحرك ..
وقال لها : ما رأيك ان نلعب لعبة لحين توقف لعبة والديك؟
قال: حسنا .. لكن اين؟
قال بحماس : تصادم السيارات .
صفقت بكفيها بجذل و هي تصيح بسعادة .
و حجز لهم دوران متتاليان و جلس بسيارة و جلست هي مع فادي باخرى ..
و راحت السيارات تدور و تتصادم و هما يصادمان بعضهما ضاحكين ..
كانت سعيدة باللعبة و هو سعيد بها هي اكثر ..
و انتهت اللعبة بسرعة .. وقت المحبين اقصر من غيره.
و نزلت من السيارة و تمطت قائلة : لقد تكسرت عظامي .
قال مازحا : هذا جزاء من يتحداني.
قالت مازحة بتحد مصطنع : نعم نعم؟ انا من يتحداني ادمره .
ضحك دون ان يعلق.. ذكاؤه اخبره ان الفتاة لا تحب ان يعاديها احد و لو بالمزاح .. فكونك تتحدى و تقف ضدها البنت ولو بالمزاح يجعلها تنفر منك ولو نسبيا و تقف منك موقف الخصم ولو بغير كراهية و عداء .
لذا قال : اعترف بهذا .. فقد كسرت كل عظامي .
ضحكت بفخر و رضى .. لقد اصاب هدفه ..
و ساروا صوب الوالدين و شعر انه يجب ان لا يفقد اتصاله بها .. فهي الان متحمسة و لا حواجز بينهما .
لكن اذا ابتعدت عنه سيعود الحاجز للنمو و تنساه ..
و قد لا تحدثه .. فالمراهقة فترة غريبة في عمر الانسان .
لذا سألها : هل لديك هاتف او بريد الكتروني؟
قال بفخر : لدي بريد الكتروني .. و سيشتري لي ابي هاتفا نقالا اذا نجح بتفوق هذا العام .
قال لها : هل يمكنك اعطائه لي لكي ارسل لك رسوماتي ؟
قال : اكيد .. و املته العنوان الالكتروني و املاها عوانه ايضا و رقم هاتفه النقال و
قال لها : يمكنني مساعدتك بالدروس اذا افق والداك .. فأنا كنت متفوقا جدا .
قالت : كم كان معدلك؟
قال 96 من مائة .
نظرت اليه بعيون اتسعتا دهشة فغاص بهما غريقا لا امل له بخروج .
و سمعها تسأله : هل انت ماهر بالرياضيات و الانجليزية ؟
قال و الدوار الذي سببته عيناها له لم يزل: بالطبع .. انها سهلة جدا علي.
قالت باحتجاج: سهلة ؟ انها مصيبة حلت علينا .
قال : يمكنني ان اساعدك بكل المواد اذا شئت.
قالت : لا اريد ان اثقل عليك .
قال باخلاص : ابدا .. انا لا شيء لدي اعمله و المواد سهلة علي و يمكنني مساعدتك حتى تتفوقي على الكل.
قالت بتردد: ماذا لو لم يوافق ابي او امي؟
قال : قولي لهما انني مدرس خصوصي.
قالت : انا رفضت ان يحضر لي ابي مدرسين.. لا اطيقهم كلهم بالمدرسة .. فهل اجلبهم للبيت؟
قال ضاحكا : انا لست مدرسا .. اعتبريني صديقا .. ام هل تكرهينني ايضا .
قالت بخجل : لا لا .. لست اقصد هذا .. حسنا .. سأتدبر الامر .
قال و هما يكادا يصلان الى الوالدين : وانا تحت تصرفك و سأنتظر ردك .
و وقف تاركا اياهما يتجهان للوالدين مبتسما .. و لم يكن يسمع ما يتحدثون به .. لكن الوالدين نظرا له مبتسمين بامتنان و لوحت له بيدها مودعة مبتسمة .
و اخرج مفكرته و نظر الى ما دونه من عنوانها و اسمها و بريدها الالكتروني .. كان كأنه يعيش في حلم جميل
حقا يخشى انه حلم سيستيقظ منه .. لكن لا .. انه الواقع الجميل .
صارت اجمل بنات حواء قريبة منه بعد ان اخترقت قلبه بسهولة اكبر من سهولة اختراق رصاصة لجدار ماء رقيق جدا .
و رشف حاتم من العصير رشفة جديدة و هو يحول نظره عن الصياد المتحجر مكانه الى الحد الفاصل بين البحر و السماء في مد البصر يتابع سفينة تمخر عباب البحر صوب اليمين ..
لم يطل انتظاره ..
لم يكن قد نام تلك الليلة .. كان قد فاته ان يقنعها بالتقاط صورة لها و لشقيقها .
لكنه منى نفسه بان الايام قادمة و عليه التقرب منها حتى تصير له وحده ..
لكن المشكلة الكبرى هي الزمن
فهي صغيرة السن على الحب و الارتباط .. و ربما كان صغر سنها ما جعلها تتحدث له بتلقائية و لا تصده .. رغم انه من الصعب على فتاة ان تصده .. فلا ينقصه المال ولا الجمال و لا الرجولة و لا المركز ..
و ربما لآول مرة في حياته المترفة كان حاتم يجلس قبل شروق الشمس على نافذة غرفته المطلة على الحديقة الشاسعة الملحقة بالفيلا العملاقة لوالده.
و علت الشمس و دارت عقارب الساعة وهو مكانه غارق في بحر وردي من الاحرم يعلوه وجه شيرين الفاتن .
و تنبه الى سيارة اجرة تقف امام الفيلا .
فنزل مسرعا و وصل بعد قليل ليجد فادي يقف امام البواب و معه حارس الامن و هو يحاول بخوف ان يشرح لهما ما يريد .. فلم يكن يعرف اسم حاتم ..
و حسم هو الامر بوصوله و رحب بفادي و ناوله فادي ما معه .. كتاب مدرسي و كرتونة رسم و الوان متنوعة و قال انها من شيرين .. فقال له : حسنا .. قل لها ان حاتم سيرسل لك الرسمة اليوم ظهرا الى منزلك .. و الان ادخل لتشرب شيئا ..
لكن فادي رفض قائلا انه يريد الوصول للمدرسة فوالده مشغول اليوم و لن يوصله الى المدرسة و تابع بعفوية طفولية ان شيرين ستذهب مع صديقاتها بالتاكسي ايضا . و ركب السيارة و انطلق به مبتعدة ..
و اعطى اوامره للبواب و الحارس باعلامه لدى زيارة فادي له مرة اخرى .
و تركهما و عاد للفيلا بحماس من يمسك كنزا بيده .. انها من اثر ملاكه الجميل .. تحمل لمساتها .. جزء منها بين يديه .. شيء يخصها يمسك به .. أي سعاده هو بها؟
و صعد لغرفته لا تسعه الدنيا من الفرحة..
و ونشر الكراتين على المرسم و وضع الكتاب امامه يتأمله .. كتاب محبوبته .. يراها من خلال صفحاته .. كلماته .. رسوماته و صوره ..اه لو ضمه الى صدره .. لكن يخشى ان يلمحه احد الخدم و يكثر الحديث السري عنه .
و بدأ الرسم بحماسة و اتقان .. و انهى الرسمة بسرعة .. و جلس يتأملها ..
ستمسكها بيديها الرائعتين .. ستعجبها .. اه لو ضمن الرسالة كلمات حب لها ..
اه لو امكنه كتابة رسالة ..
لكن مهلا..
سيراسلها عبر البريد الالكتروني .. وربما صار يعطيها الدروس
و دعى الله باخلاص ان يوافق والداها على مسألة الدروس تلك
كان يتقلب بين اليأس و الرجاء ..
و وجد نفسه يمسك الكتاب يتصفحه من اوله لآخره ..
ثمه كتابات جانبية و رسومات هزلية غير متقنة على الهوامش كعادة الطالبات ..
لكنها كانت بالنسبة له كلمات و رسومات مقدسة .. فهي بخطها و بقلمها ..
اه لو كان قلما لكي يكون قرب قلبها الصغير .. يحبها .. بقوة يحبها ..
و وجد انه ينتظر الظهر بفارغ الصبر ليرسل لها الرسمة التي انجزها سريعا ..
ساعات طوال بقيت للظهر .. ولأول مرة يشعر بملل و عجز كهذا .. عزاؤه الوحيد كتابها الذي بين يديه يطالع بشغف كل حماقات المراهقة على صفحاته ..





واتمنى اشوف توقعاتكم

 
 

 

عرض البوم صور غرور انثى 2010  

قديم 28-04-09, 11:03 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140403
المشاركات: 18
الجنس ذكر
معدل التقييم: نسر ربيعة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نسر ربيعة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : غرور انثى 2010 المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

جميل اختى غرور ةاجمل مافى الموضوع دمج الحاضر بالماضى واستعمال الفلاش باك التى تعيد الانسان الى مرفأ الاحداث الاولى من ذاكرته حيث يقيم تجاربه ويعيد حساباته كما اعجبنى ان القصة مكتوبة بالعربية الفصحى اللتى قل استخدامها فى عالم الرواية الحديثة وخصوصا بين القصتصين الشبان مع محاولت عصرنت هذه اللغة واضافة الطابعالعصري عليها
ابع العصرى عليها اسف للاطالة واصلى تالقكى ننتظر منكى المزيد موفقه بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

 
 

 

عرض البوم صور نسر ربيعة  
قديم 28-04-09, 11:34 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Feb 2009
العضوية: 125494
المشاركات: 1,456
الجنس أنثى
معدل التقييم: روح الامس عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 25

االدولة
البلدSudan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
روح الامس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : غرور انثى 2010 المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

السلام عليكم

الرواية جميلة ومختلفة
اسلوبك مختلف ومميز

بس عندي سؤال
هي الرواية في اي مجتمع ؟ مصري و لا ايش ؟؟

تمنياتي بالتقدم والاستمرار

تحياتي

روح الامس

 
 

 

عرض البوم صور روح الامس  
قديم 29-04-09, 09:17 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2007
العضوية: 58488
المشاركات: 26
الجنس أنثى
معدل التقييم: غرور انثى 2010 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
غرور انثى 2010 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : غرور انثى 2010 المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نسر ربيعة مشاهدة المشاركة
   جميل اختى غرور ةاجمل مافى الموضوع دمج الحاضر بالماضى واستعمال الفلاش باك التى تعيد الانسان الى مرفأ الاحداث الاولى من ذاكرته حيث يقيم تجاربه ويعيد حساباته كما اعجبنى ان القصة مكتوبة بالعربية الفصحى اللتى قل استخدامها فى عالم الرواية الحديثة وخصوصا بين القصتصين الشبان مع محاولت عصرنت هذه اللغة واضافة الطابعالعصري عليها
ابع العصرى عليها اسف للاطالة واصلى تالقكى ننتظر منكى المزيد موفقه بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

كلامك اسعدني جدا .... وان شاء الله تكون من متابعين القصه الى نهايتها

اشكرك جدا على المرور

 
 

 

عرض البوم صور غرور انثى 2010  
قديم 29-04-09, 09:20 AM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2007
العضوية: 58488
المشاركات: 26
الجنس أنثى
معدل التقييم: غرور انثى 2010 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
غرور انثى 2010 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : غرور انثى 2010 المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روح الامس مشاهدة المشاركة
   السلام عليكم

الرواية جميلة ومختلفة
اسلوبك مختلف ومميز

بس عندي سؤال
هي الرواية في اي مجتمع ؟ مصري و لا ايش ؟؟

تمنياتي بالتقدم والاستمرار

تحياتي

روح الامس



روح الامس اسعدني مرورك ......



وبنسبه لسؤالك ........ الروايه في المجمع الفلسطيني مغترب ..... وان كان قصدك الاسم .... كان الاختيار عشوائي



وان شاء الله تستمري معنا

 
 

 

عرض البوم صور غرور انثى 2010  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
قصة حب ... في زمن لا يعترف بالحب ... فهل ستستمر ام سيكون مصيرها مثل ماسبق .....
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:55 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية