لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-04-09, 03:02 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 136138
المشاركات: 117
الجنس أنثى
معدل التقييم: Disckoooooo عضو له عدد لاباس به من النقاطDisckoooooo عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 119

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Disckoooooo غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Disckoooooo المنتدى : روايات احلام المكتوبة
Shakehands

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة zoubaida مشاهدة المشاركة
   :habibti 3ala majhodik wadi tchji3 min 3andi

bos chof disckooooooooooooooooo bti3mil ih








تسلميلى يا حبيبت قلبى شكرا على التشجيع كتيييييييييييييييير كتييييييييييييييييير عجبنى راح انزل اليوم فصل

 
 

 

عرض البوم صور Disckoooooo   رد مع اقتباس
قديم 16-04-09, 03:05 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 136138
المشاركات: 117
الجنس أنثى
معدل التقييم: Disckoooooo عضو له عدد لاباس به من النقاطDisckoooooo عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 119

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Disckoooooo غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Disckoooooo المنتدى : روايات احلام المكتوبة
Shakehands

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجمه الشرقيه مشاهدة المشاركة
  
بلللللللللللللليز
حبيبتي الروايه رائعه
انا غراميالروايات الي فيه السكرتيرا والمدير :)ههههههههه

سوو بلللليز لاتطولي
ناطرتك



يا حبيبت قلبى انتى كتيييييييييير كتييييييييييير عسل راح انزل اليوم فصلين لعيونكم

 
 

 

عرض البوم صور Disckoooooo   رد مع اقتباس
قديم 16-04-09, 03:07 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 136138
المشاركات: 117
الجنس أنثى
معدل التقييم: Disckoooooo عضو له عدد لاباس به من النقاطDisckoooooo عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 119

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Disckoooooo غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Disckoooooo المنتدى : روايات احلام المكتوبة
Shakehands

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة1974 مشاهدة المشاركة
   تحياتي حبيبتي . يا ريت تكمليها بسرعة. وانا باشكرك كثير كثير





تحياتى ليكى يا قمر ويسعدنى تكون اول مشاركاتك عندى فموضوعى اتمنى تعجبك

 
 

 

عرض البوم صور Disckoooooo   رد مع اقتباس
قديم 16-04-09, 03:20 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 136138
المشاركات: 117
الجنس أنثى
معدل التقييم: Disckoooooo عضو له عدد لاباس به من النقاطDisckoooooo عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 119

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Disckoooooo غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Disckoooooo المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي الفصل الثالث

 

كاتبه الفصل ( عذوووووووووب )



3- ماذا افعل ؟



وصلت باميلا باكرا الى المكتب في اليوم التالي وبما ان البريد لم يكن قد وصل بعد لم تجد ما تفعله الا الجلوس ضجرة تنتظر رنين الهاتف اخرجت كتابها وبدأت تقرأ درسها التالي .
منتديات ليلاس
كانت غارقة في محاولة فهم مادة تقنية عويصة عندما انفتح باب المكتب الخارجي فرفعت نظرها متوقعه رؤية تود او السيدة تاونسند ولكن صوت بول العميق حياها :
- صباح الخير آنسة سامرز .. انت مبكرة في الحضور اليس كذلك ؟
- احب الحضور باكرا بأنه يمهلني الوقت لأنظم عملي . اظنك بكرت انت ايضا اليوم فقد قالت السيده تاوتسند انك لا تصل عادة قبل العاشرة الا ربع .
- هذا صحيح لكن عندما قبلت بك موظفة عندي اذا كنت تذكرين ذكرت ان عملنا لا وقت محدد له واننا نعمل حسبما تقتضي الحاجه . لماذا تقرنين هذا الكتاب التحليلي ؟ انه تقني عويص اتفهمين ما تقرأينه ؟
- ليس كل ما اقرأه افهمه , اجد بعضه عويصا عندما اقرأه للمرة الاولى ولكنني اتلقى دروسا في هذا الموضوع وسأفهمه اكثر بعد ان يشرح لنا الاستاذ في الصف .
رفع بول رأسه وضاقت عيناه :
- انها معلومات دقيقة اليس كذلك ؟ منذ متى تتلقين دروسا وماهي نواياك المهنية ؟
فكرت باميلا مليا قبل ان ترد .. هذه هي فرصتها لتبوح له بما تطمح اليه من المضمار المالي .وان اختارت كلماتها بدقه نجعله يدرك انها تريد من الحاية اكثر من وظيفة سكرتيرة لذا لن تضيع هذه الفرصة الثمينه لتعلن نواياها :
- بدأت الدروس منذ قدمت لندن أي منذ سنتين اود في النهاية العمل في التخطيط والتحليل المالي . وكلي امل ان انتقل من وظيفة السكرتارية بعد انهاء الدروس .
- عظيم انسه سامرز ازداد تأثرا بمواهبك كلما تعرفت اليك اسمعي يا آنسة لقد درست التحليل السكرتاري على يد مؤلف هذا الكتاب عندما كنت في جامعة اوكسفورد ادرس ادارة الاعمال وسأكون سعيدا بشرح ما استعصى عليك فهمه .
توجه الى مكتبه ثم التفت اليها مبتسما :
- يجب ان اقول انني غير سعيده بفكرة خسارة سكرتيرة كفوءة فقد امضيت وقتا طويلا حتى وجدتك ربما نستطيع ترقيتك الى مساعده شخصية لي لنبقي على قدراتك معنا , يجب ان نجلس معا لتباحث الموضوع يوما ما على اية حال اليوم يوم عمل شاق فأسعار الفضة تتقلب في بورصة نيويورك ولدي عدة زبائن قد يهتمون بالشراء اذا انخفض السعر . اتصلي بوكيلنا في نيويورك لأتباحث معه الموقف .
اتمت باميلا الاتصال الدولي وما كادت تعيد السماعه مكانها حتى عاد الهاتف الى الرنين . اجابت فاذا بها تتعرف الى صوت بيرل :
- بام , هل وجدت فرصة مناسبة للتحدث الى نالبوت ادجلي ؟
- بيرل أأنت مجنونه ؟ الساعه لا تتجاوز الـ8,30 واشك في انه قد خرج من سريره بعد... ثم ان اشراك الزبائن في امور شخصية امر ممنوع .
- حسنا .. لكن ان استطعت اكن لك شاكرة .. الامر مهم جدا بالنسبة لي .. سأخرج من المنزل الآن اريد الوصول باكرا حتى تتاح لي فرصة تقويم منافستي .
- حظا سعيدا بيرل .. ان استطعت فعل شيء اقم به .
ورن الهاتف الداخلي فور اقفالها الخط كذلك فردت على بول .
- ارجو ان تدخلي الى مكتبي لدي ما يتطلب اهتمامك العاجل .
كان على مكتبه اكوام من الاوراق المبعثرة وكان يتحدث هاتفيا فأشار بالجلوس ثم غطى السماعه بيده ليعطيها ورقة :
- اتصلي بالاشخاص المدونه اسماؤهم هنا اعطيهم سعر الفضة الحالي واسأليهم ان كانوا يريدون شراء كمية ما لهم , ثم راجعيني حالما يوافق احدهم .
واشار اليها بالخروج ثم تابع حديثه الهاتفي .
امضاي النهار بطوله وكل منهما وراء مكتبه وقد بقيت باميلا مشغولة تنفذ المهام التي يطلبها منها بول الذي كان مشغولا دائما على الهاتف يراجع الاسعار ويبت في المشتريات والمبيعات
وعند الـ12 ظهرا اتصلت باميلا لإحضار السندويشات فتناول كل منهما طعامه على مكتبه وتابعا العمل بكد حتى الـ 8 مساء حيث ادركت انها فوتت على نفسها الصف الليلي ولكنها تجاهلت الامر
لأنها وجدت نفسها ستتعلم من عملها الحالي اكثر مما ستتلقاه في العهد .
اطلقت تنهيده ثقيلة وهي تكدس رزمة الاوراق فوق مكتبها .وابتسمت لنفسها مفكرة كم كان هذا الصابح مخادعا بهدوئه .. ثم وقفت تقرع باب بول بخفه .
كان يسند رأسه الى ظهر مقعده ويداه معقودتان بارتياح خلف رأسه وابتسامة رضى ترتسم على شفتيه مما جعل مظهره يختلف تماما عن تلك الآلة الديناميكية غير السالبه التي كانت تعمل معها طوال النهار .
استوى في جلسته ووضع يديه على الطاولة :
- حسنا انسة سامرز . لقد كان يومنا من انجح الايام .. مؤسسة غراينجر جلبت ثروة لبعض زبائنها ولهذا بالطبع يشفعون لنا انا مقدر لك المساعده التي قدمتها .. لقد عملت حتى وقت الغداء وهاهي الساعة الآن الـ8 ولم تتناولي العشاء بعد . هل لديك مواعيد هذه الامسية ؟
أبتسمت باميلا :
- حسنا ... كان لدي دروس في الـ6,30 ولكنني تعلمت هنا عن الصفقات المالية في يوم واحد اكثر مما سأتعلمه في المعهد في شهر واحد .
- اتقصدين انك مازلت تجهلين امورا كثيرة؟ لقد توليت أمركل شيء اليوم بمنتهى الدقة حتى اصبحت أؤمن ان ما من شيء لا تصل اليه قدراتك وبما انك لم تتغدي ولم تتعشي وبما انك خسرت دروسك بسببي اراني مجبرا على ان اعوض عليك لذا, ادعوك للعشاء , واثناء العشاء سأشرح لك تعقدات الميزانية العامه لئلا يفوتك شيء من الدروس .
تورد وجه باميلا ولكنها تتوق للعودة الى المنزل لتنظف وجهها من الماكياج الذي اخذ يؤلم بشرتها .
- لا حاجة الى دعوتي سيد غراينجر, كنت اقوم بواجبي فقط , سبق ان قلت لقد تعلمت اليوم اكثر مما تعلمته في المدرسة .
فأبتسم لها :
- لكني مصر على اصطحابي للعشاء ,كي أريد معلوماتك في حقل الاقتصاد , والآن اذهبي ورتبي نفسك بينما اقوم بحجز الطاولة . لااريد احتجاجا آخر مفهوم ؟ عندما تمضين معي في العمل فترة اطول ستعرفين انني اصر دائما على ما اريد .
فأبتسمت بايلا وخرجت الى مكتبها ان الترتيب الوحيد الذي ارغب فيه الآن هو ازالة هذا الماكياج عن وجهها وخلع هذه الملابس الثقيلة الوطأة على نفسها .
لم يكن لديها رغبة في ان يراها احد علنا في هذا الزي المخيف لكن ما من طريقة للتخلص منها ما دامت برفقة بول . لقد علقت تماما في فخ نصبته لنفسها واملها الوحيد ان ينهي بول العشاء بسرعه .
فهي واثقة من رغبته في الابتعاد عنها بأسرع وقت ممكن وهو ما دعاها الى العشاء .
عندما عادت الى مكتبها من الحمام كان بول يجلس على حافة مكتبها منتظرا :
- كل شيء على ما يرام حجزت طاولة في مطعم فرنسي يطل على المسرح المكشوف في اريجنت بارك !وهو ملتقى مشاهير الممثلين فيه سنتمكن من العشاء براحة وهدوء .
قاد السيارة ببطء في شارع البورصة الهجور في مثل هذه الساعه :
غريب كيف يموت هذا المكان كل مساء يكسب الناس المال هنا ولكنهم يصرفونه في اماكن اخرى بعد الظلام .
عندما اقتربا من منطقة المسارح رات انوارها تضيء عتمة المساء وكأنها شمس اصطناعية .
أوقف بول السيارة امام واجهة مطعم فاخر تضيئه انوار زرقاء , وسارع حارس الباب لفتح باب بميلا فأعطاه بول مفاتيح السيارة ليبعدها عن المدخل .
حيا الحارس والسائق الرديف بول بأسمه فتبين لباميلا انه زبون دائم .
نظر رئيس الخدم الى باميلا بفضول ثم حيا بول بأبتسامة حارة :
- تسرني رؤيتكسيد غراينجر.. طاولتك جاهزة .
- شكرا لك . همفري أقدم لك الآنسة سامرز سكرتيرتي .
ابتسمت باميلا لهمفري فلاحظت وميض التفهم على وجهه .. فقد اقتنع انها ليست سوى موظفة وقال له :
- دهشت لأنني لم اشاهدك مع الآنسة هاليداي . ولكنني فهمت الآن .
- لقد سافرت الآنسة هاليدي الى فرنسا لذلك ستراني وحديا بضعة اسابيع . اتصورني مضطر الى الاعتياد على حياة الوحده والعزوبية . انت تعلم كم اكره الاكل وحدي لذا انا شار للآنسة سامرز قبولها دعوتي الليلة.
رفض بول لائحة الطعام قائلا :
- قدم لنا كأسين من العصير , وان كانت الآنسة سامرز تثق بحكمي أطلب العشاء بنفسي .
هزت باميلا رأسها شاكرة يجب عليها الا تقوم بأي مجهود فبشرة وجهها تؤلمها بشكل فضيع والنظارة تزداد ثقلا , راحت تدعو ربها حتى تنتهي هذه الامسية بسرعة .
فجأة سمعت صوتا مألوفا لديها :
- بول غراينجر.. تصور ان نلتقي هنا , ومع السكرتيرة المفضلة عندي سمعت انني كسبت ثروة هائلة في سوق الفضة اليوم ألهذا تحتفلان؟
- ابدا تالبوت ... فقد عملت والآنسة طوال اليوم بكد حتى نسينا ان نأكل, اضف الى هذا ان الآنسة لم تستطع للسبب نفسه الذهاب الى المعهد فكان ان قررت اننا نستحق عشاء مريحا, فاصطحبتها الى هذا المكان . والآن توجه الى طاولتك لننهي العصير ونطلب العشاء .
- ابدا لن اسمح بهذا ! بما انكما تعبتما من اجل ان تزيدا كمية الذهب في حسابي فأقل ما يمكن فعله هو تقديم العشاء لكما , ذهبت رفيقتي الجميلة لتصلح زينتها وستعود قريبا وعندا نتمتع جميعا بعشاء لذيذ.
اشار الى همفري ليضيف مقعدين أخرين الى الطاولة جلس الى جانب باميلا وعندئذ علمت يقينا ان لا شيء قد يزيدها انزعاجا اكثر من جلوسه قربها .
وقف بول وتالبوت ليحييا رفيقة الممثل فشهقت باميلا عندما قام تالوت بتقديم الفتاة :
- بول , اود ان اعرفك الى بيرل دورمن اخر اكتشافاتي .
وابتسم في وجه باميلا المذهولة :
- اعتقد انك تعرفين الآنسة دورمن.
نظرت باميلا الى بيرل التي بدت مصعوقة مثلها ولكن تدريبها المهني في حفل التمثيل اعاد الى وجهها صفاءه بسرعه فهزت رأسها لباميلا مشيرة الى سيطرتها على الموقف .
جلست بيرل على كرسيها تبتسم برقة للرجلين ثم قالت بصوتها الرخيم :
- تصوري دهشتي هذا الصباح عندما وصلت باكرا الى المسرح فوجدت وانا احدث تالبوت حديثا عابرا انه يعرف شريكتي في السكن .
- فدهش بول :
- انت والآنسة سامرز تتشاطران منزلا واحدا ؟
ارتد تالبوت في كرسية ضاحكا :
- اجل .. تصور كم دهشت عندما قالت بيرل ان لنا صديقا مشتركا .. مع انني يجب ان اعترف انني لم ادهش نصف دهشتك الآن . ماذا دهاك بول ؟ الا توافق الوقائع مع الارقام ؟
بدا الانزعاج على وجه بول بسبب هذه الفاجأة :
- من الطبيعي ان ادهش عندما اجد ان صديقة احد زبائني هي زميلة سكرتيرتي في السكن . يجب ان تعترف ان الصدفة مدهشة .
فأبتسم تالبوت لبول وهو ينظر اليه نظرة الرجل الذي يعرف سرا لن يشاطره اياه :
- لا ادري لماذا يدهشك الأمر . ليس في مشاطرة فتاتين جميلتين شقة واحده ماهو غير عادي .
استرد بول رباطة جأشه من الصدمة الاولى وقرر الا يستسلم :
- انا مدرك تماما مدى سحر ضيفتي فقد امضيت الساعات الـ12 برفقتها . وها انا الآن ارى ان الآنسة دورمن ساحرة ايضا لذا يسرني ان اعلم انهما زميلتان والآن ان كنت لا تمانع اريد ان اطلب العشاء لقد وعدت الآنسة سامرز بعشاء هادئ ولكنها لم تحصل عليه بعد . سأطلب العشاء لي وللآنسة فهل تود ان اطلبه لكما ؟
نظر تالبوت الى بيرل التي ابتسمت موافقه وقالت:
- ان هذا دون ريب سيكون رائعا سيد غراينجر . ارجوك نادني بيرل .
كان بول يحدق في وجه باميلا عندما كانت تنهي تناول الحلوى المشبعة بالشوكولا مع فنجان القهوة المرة :
- آنسة سامرز ... لقد جعلتني اح ان مالي لم يذهب سدى .. فلا استطيع ان اصف لك كم اكره ان ادفع ثمن طعام ثم يعود الى المطبخ كما هو .
رفع تالبوت حاجبيه :
- اوافقك الرأي بول , باميلا جوهرة بين النساء ... ستكون غبيا ان تركتها تفلت من يدك العشاء على حسابي لذا يجب ان تعتبر ان مالي لم يذهب هدرا .
- شكرا لك تالبوت , لقد كنت مضيفا كريما وبما انه لدينا غدا عمل شاق فيستحسن ان نترككما فأنتم الممثلون تنامون حتى الظهر اما البورصة فتفتح في العاشرة ويجب ان نستيقظ ابكر من هذا الوقت بكثير .
امسك بكرسي باميلا وهي تقف ثم ابتسم لبيرل قائلا :
- يسرني التعرف اليك بيرل وانا واثق اننا سنتقابل فيما بعد .
وضع يده على خصر باميلا التي كانت تلقي بدورها التحيه واقتادها بحزم نحو الباب ومنه الى السيارة التي سارع حارس الباب بأحضارها لهما .
استدار اليها وهو خلف المقود متسائلا :
- اتشعرين برغبة في نزهة للأسترخاء , ام تودين العودة الى المنزل ؟
عضت باميلا على شفتها بتوتر فإن لم تغمر جسدها بماء ساخن حالا ستنهار تماما . وعندها لن يلزم بول غراينجر سوى تشجيع بسيط لتعترف له بكل تنكرها البغيض .
رامية نفسها تحت رحمته .. لا تشك ابدا في ردة فعل رجل المال الجبار عندما يجد نفسه ضحية لخداعها ... لدذا اخفضت رأسها وقالت :
- انا متعبة حقا . كان اليوم كله تجربة مرهقة لي , واعتقد انني لا استطيع الانتظار حتى اعود الى المنزل لأسترخي في مغطس ماء حار .
- رغباتك اوامر , فلا تعتذري على كل ادين لك بدرس عن الميزانية ولكننا سنؤجله حتى تكوني انشط ذهنا . اعطيني التعليمات لتحملك مركبتي السحرية الى منزلك في لمح البصر .
اعطته العنوان وما هي الا فترة قصيرة حتى كان يوقف السيارة امام المبنى . فشكرته للعشاء وتهيأت للترجل من السيارة لكنه اشار اليها بالبقاء , واستدار ليفتح لها الباب ثم لحق بها الى المبني :
- ارجوك لا تزعج نفسك ,, ساكون بخير فانا معتاده على العوده وحدي من المعهد ليلا . سترتكب مخالفة ان اوقفت السيارة في هذا المكان المحظر .
- هراء! لن ارتكك تدخلين منزلك وحدك . ساوصلك حتى الباب اما أمر المخالفة فسأهتم بها .
لم تعرف كيف تجيبه اذ سرعان ما امسك يدها واخذ يمرر اصابعه على خطوط راحتها بخفة . انطلقت ارتعاشات رقيقة تتسابق في جسد باميلا وتدفع قلبها الى الخفقان بجنون فسحبت يدها بسرعه .
- تأخري ان شئت في القدوم الى المكتب غدا . فقد كان يوما متعبا وتستحقين بضع ساعات ليوم اضافية في الغد .
لوح لها مودعا واسرع يهبط الدرج .
اقفلت باميلا باب الشقه واسرعت الى غرفة النوم ترمي النظارة وتنوع ملابسها وتسرع الى الحمام لتفتح الماء على الحوض , ثم وقفت امام المرآة تزيل الكريم التنكري عن وجهها . حدقت الى بشرتها الملطفة بقلق فقد رات بشرتها الناعمة الرقيقة تتأثر بشكل قوي
ثم اقفلت الماء عن الحوض ووضعت املاحا معطرة ثم غمرت نفسها في اعماقه الحارة .
- خرجت من الحوض عندنا برد ماؤه فراحت تجفف جسدها بمنشفة سميكة , ثم ارتدت روبا قصيرا وخرجت الى غرفة الجلوس حيث جلست غير قادرة على الدرس
فالتعب قد اخذ منها مأخذه وهي الى ذلك متأثرة بأحداث اليوم لن تستطيع النوم فورا . لذا قررت ان تستلقي على الاريكة لتشاهد فيلما يعرض على التلفزيون .
كادت تغفو على الاريكة عندما احست ببيرل تضع المفتاح في قفل الباب ولكنها كانت متعبة نعسى , فبقيت على حالها تنتظر دخول بيرل .
دخلت بيرل الى غرفة الجلوس ولكنها لم تكن وحدها .. بل معها تالبوت الذي تسمر في مكانه ينظر الى باميلا ممدده على الاريكة قبل ان يطلق صفيرا منخفضا :
- انت حقا سندريلا !
جلست باميلا بسرعه واضعه مناقبها تحتها لتخفيها ولكن تالبوت غرق في مقعد ذي ذراعين ممددا قدميه امامه وكان الحرج الذي استولى عليها لم يترك فيه اثرا .
جلست بيرل على ذراع مقعده فلف ذراعه حول خصرها . قالت بيرل لباميلا بقلق :
- ارجوك لا تغضبي مني بام . اخبرت تالبوت كل يء عن تنكرك . كان يشك في امرك وانا اوضحت له الموقف فقط ارجوك بام .. لا تظهري هذه التعاسة لقد وعدني تالبوت بكتم السر فلا تقلقي , ما كنت لأخبره لولا ثقتي به تعرفين ان صداقتك عندي أثمن من كل شيء.
اصبحت تعابير تالبوت جاده :
- ما تقوله صحيح باميلا ..فلا يضلنك ما سمعته عني او ما رأيته مني من تصرفات امام بول . فما انا الا فتى ريفي صغير حصل على فرصته في عالم السينما . لكنني لم انس قط اصلي وايامي السعيدة التي قضيتها في موطني الذي اتوق للعودة اليه لأسكن في كوخي القديم المؤلف من غرف 3 ولأصطاد السمك والطيور .. لست معقدا كما يبدو لك لكنني ممثل بارع , احب ان امثل على بول انه الطف الناس الذين اعرفهم ولكنه مسقيم استقامه اكاد اجن منه . ولهذا كنت مسرورا لسماع خبر خداعك له .. ربما سيلين قليلا عندما يكتشف كم كان مخدوعا .
فشهقت باميلا :
- لا ! يجب ان لا يعرف فلن يسامحني على خداعي وفي الواقع اشعر بحزن فظيع بسبب ما فعلت .. عدني الا تخبره شيئا .
كان صوتها يتقلب بين الغضب والرغبة في البكاء .. فرق لها وجه تالبوت :
- هوني عليك باميلا . لن افعل ما يكدرك ابدا .
ثم رفع عينيه فاستقرتا على وجه بيرل التي كان يشد خصرها :
- وانا بكل تأكيد لن افعل ما يجعل بيرل تغضب مني . لن اقول شيئا لبول اذا لم ترغبي . لكنك لن تتمكني من تحمل هذا الماكياج طويلا ... انظري الى بشرتك التي بدأت تنهار .
كانت باميلا على وشك البكاء وهي تقول :
- لا ادري ماذا افعل فأنا احب عملي حقا فالعمل مع بول رائع . انه يعاملني كشخص له عقل يفكر لا كقطعة لحم فارغة الدماغ لكنني اعرف انني لن اتمكن من الاستمرار بوضع هذا الماكياج ولا ادري ماذا سيحدث عندما يعرف الحقيقة.
فتنهدت بيرل :
- اظنك تضخمين الامر . تالبوت موقن من تمسك بول بك . لذا لا تخشي شيئا فلن يصرفك من العمل عندما يعرف خاصة وان ما فعلته سببا وجيها , فلم يكن قصدك من هذا التنكر المزاح , وعليه انا متأكده من ان بول سيتفهم عذرك .
هزت باميلا رأسها بتعاسة :
- لا اظن هذا انه يضع الصدق في المرتبه الاولى . ولا اظنه سيتفهم خدعتي ابدا مهما كانت اسبابي وجيهة آه لا اعرف ماذا افعل .
- حسنا .. ثمة شيء واحد اكيد وهو انك لن تستطيعي المواظبة على وضع هذا الماكياج.. فقد ساءت حال بشرتك ولا احسبك تحتاجين الى المزيد من الماكياج لتزداد حالها سوءا ضعي فقط بعض المساحيق فوق الانتفاق الاصطناعي على انفك ودعي سائر وجهك دون اقل مسحوق فالنظارة والبشرة المبقعة تكفي لإظهار قباحتك .
هب تالبوت عن مقعده وضغط على كتفي بيرل :
- بيرل على حق باميلا .. ان اسوأ ما قد يحصل هو ان تفقدي وظيفتك . وان حدث ذلك استخدم معارفي لأجد لك وظيفة اخرى .. ساترككما الآن . اراك وقت الغداء غدا يا بيرل .
وصلت باميلا في الـ8 من صباح اليوم التالي فباشرت بترتيب الاوراق المبعثرة من جراء عمل الامس . ارادت ان يكون كل شيء في مكانه عندما يصل ليستطيع البدء بالعمل فورا .
كانت تفرق الطلبات حينما دخلت السيدة تاوتستد الى المكتب .
اعطت السيدة لباميلا بعض الاوراق لتعمل عليها ثم ارتدت على عقبيها ولكنها ترددت وكانها غير واثقة مما ستقوله :
- لا اعتقد ان الامر من شاني آنسة سامرز ولكنني لاحظت انك لا تضعين الماكياج الثقيل اليوم .
توقف قلب باميلا عن الخفقان وهي ترى يوم الحساب ينفتح امامها .. ولكن السيد اوتنسد اكملت بصوت متعاطف غير عادي :
- استطيع ان افهم لماذا تغطين بشرتك بغطاء كثيف من الماكياج , ولكنني آمل ان تدركي ان هذا غير ضروري في مركزك الحالي فالسيد غراينجر لم يستخدمك لمظهرك الجميل ,
فكما سبق ان قلت لك انه لا يؤمن بمزج العمل بالمتعه ولا تؤثر فيه جاذبية موظفاته لذا لا حاجه الى اخفاء بشرتك المسكينه تحت طبقة من الماكياج.
ارجو الا اكون قد اغضبتك او اهنتك فأنا اكره التباحث في الامور الشخصية في المكتب لكنني اريد منك ان تعرفي اننا مسرورون من عملك حتى باتت حقيقة مظهرك لا تهمنا .
وغادرت المكتب قبل ان تستعيد باميلا رشدها .
كان فم باميلا مفتوحا وعيناها متسعتان دهشة عندما انفتح فجأة الباب الذي ولج منه بول غراينجر حليق الذقن , تتصاعد منه رائحة كولونيا عطره .
- صباح الخير آنسة سامرز .
ونظر الى وجهها فعلمت انه لاحظ الفرق في مظهرها ولكنه كان اكثر تأدبا من ان يذكره دون ان يضيف كلمة واحده استدار بهدوء ليختفي في مكتبه .
مر اليوم بسرعه بحيث لم تع باميلا مرور الوقت عندما دخل بول مكتبها :
- انها الساعه الـ5 آنسة سامرز . ألأيس لديك دروس الليلة؟
- لا .... استطيع التاخر ان احتجتني .
- ليس ضروريا يبدو ان امامنا وقتا طويلا للراحه , وكنت افكر في ان أفي بوعدي لمساعدتك في دراستك وان اصطحبك الى العشاء سأكون سعيدا ان شرفتني الليلة.
فكرت باميلا في ان الوقت مناسب فسوزي كما قال في باريس , وهو يكره تناول العشاء وحيدا , لذا يرغب في ابفائها حقها من التكريم قبل عودة سوزي هزت رأسها موافقه .
فأبتسم بول بسعادة :
- جيد سأجري الترتيبات اللازمة للعشاء , سنخرج بعد قليل .
وعاد الى مكتبه .



نهايه الفصل الثالث اتمنى اشوف ردود اكتر

 
 

 

عرض البوم صور Disckoooooo   رد مع اقتباس
قديم 16-04-09, 03:32 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 136138
المشاركات: 117
الجنس أنثى
معدل التقييم: Disckoooooo عضو له عدد لاباس به من النقاطDisckoooooo عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 119

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Disckoooooo غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Disckoooooo المنتدى : روايات احلام المكتوبة
Icon Mod 44 الفصل الرابع

 

كاتبه الفصل سيده نفسها



4- رجل لا يعرف الرحمة :


عاد بول مبتسما:
- حسنا كل شئ على ما يرام نحن أحرار في الخروج متى شئنا ..لا تنسي أن تحملي معك كتابك.
سحبت باميلا الكتاب من حقيبتها ورفعته ليراه بول.
جلست معه بهدوء وهو يقود السيارة بعيدا عن ضوضاء المدينة على محاذاة نهر التايمز .
فتساءلت الى أين يصطحبها ياترى؟
ربما الى مطعم فخم يقع خارج المدينة.
تقوقعت على نفسها وهي تفكر في أنها ستظهر ثانية أمام الجميلات في ثيابها المزرية المظهر.
ولكنها تعرف أنه لن يغير عاداته من أجلها.
تابع المسير حتى أصبحا في ضاحية بعيدة عن لندن.
وهناك انعطف بسيارته الى أقدم مجمع سكني في تلك المنطقة .
وهو مجمع لمشاهير سكان لندن فيه شقق للعديد منهم.
على الرغم من قدم المبنى ، إلا ان ثراء مالكيه جعلهم يحافظون عليه وكأنه مبني حديثا.
كان ديكور الشقق المنفصلة يجدد ليتلاءم مع حاجيات الساكنين ، وكذلك الحال بالنسبة للمساحات الخارجية
التي حافظت عليها وفرة المال.
تساءلت باميلا ماذا يفعلان هنا، فهي تشك في أن يكون في هذا البناء مطعم .
أوقف بول سيارته في موقف مرقم ، ودار حول السيارة ليفتح لها الباب:
- لقد جعلت طباختي تحضر لنا العشاء . فكرت في أننا هنا سنجد الراحة والهدوء اللذين يخولاننا الإقبال على الدرس بروية.
فأنا لا أعرف مطعما فيه الهدوء والإنارة الكافية لإتمام الدراسة.
عندما كان يقودها الى المصعد يضغط على الزر المشير الى الطابق الأخير ، فشرع المصعد في رحلته الطويلة البطيئة الى أعلى طابق في المبنى .
دخلا الى ردهة صغيرة أنيقه لها باب واحد .
جدرانها مكسوة بالحرير المذهب وأرضيتها ممتدة على هيئة قطع شطرنج .
كان في الردهة أثاث فرنسي أثري رفيع المستوى .
وهذا الأثاث مطلي بالعاجي الخفيف الذي يشوبه الورق الذهبي .
وضع بول يده على خصؤ باميلا ليقودها الى باب عاجي مذهب.
وما عي إلا لحظة حتى كانا دخلا الى غرفة الجلوس التي أحتلتها مدفأة فخمة محفورة في الجدار.
كانت الغرفة أيضا غنية بالنباتات الخضراء على الرغم من حرارة الصيف .
- سأعلم مدبرة المنزل بوصلنا . استريحي ، لن أتأخر.
توجهت باميلا الى صف من الأبواب الزجاجية المحكمة أقفالها للمحافظة على البرودة التي يؤمنها المكيف .
ولمنع حرارة شهر آب اللاهب من الوصول الى الغرف .
ولكن تلك الابواب الزجاجية المغلقة كانت تطل على منظر أشجار وزهور منزلية تملأ الشرفه الخارجية.
وكان وراء هذه الزهور منظر متكامل للندن التي يقسمها نهر التايمز الى نصفين.
فذهلت باميلا وهي لا تصدق أن حديقة كهذه قد تكون موجودة في مثل هذا المكان .
عاد بول ليراها تتأمل الحديقة بإعجاب ظاهر ، فتقدم ليقف بقربها.
- أنها جميلة ..أليس كذلك؟ أنا أتمتع بالجلوس خارجا في الربيع وذلك عندما تكون الرطوبة منخفضة .
إن برد الطقس قليلا بعد العشاء فقد نتناول القهوة في الخارج .
فلشرفة منظر جميل يطل على الحدائق العامة والمتاحف .
أتودين الأغتسال قبل العشاء ؟ الحمام من هنا.
أغلقت باميلا باب الحمام . وتأملت وجهها في المرآ ة . كانت البقع غير المرئية ظاهر علما أن بشرتها لم تعد حساسة.
فكرت في خلع سترتها الكحلية الرسمية ولكنها عادت فقررت العكس لأن هذه السترة تساعد في حجب حنايا جسدها.
بعدما اقتنعت بأنها ما تزال تظهر بمظهر السكرتيرة الرصين ، عادت الى غرفة الجلوس حيث رأت بول يقف وراء مقصف فاخر
كان مستترا خلف جدار خشبي . رفع بصرة إليها عن الكوكتيل الذي كان يحضرة وخاطبها.
- تريدين تناول كوكتيل بارد؟
فهزت رأسها :
- أجل ..شكرا لك . فأنا بحاجة الى بعض الأنتعاش لأقدر على أستيعاب ما ستعلمني إياه عن الميزانية التي أجدها صعبة الفهم.
- لا تقلقي ، أعدك بأن تستوعبيها كما يستوعبها محاسب خبير وذلك قبل أنقضاء هذه الامسية .
أتودين بعض الثلج فهو سيفتح شهيتك وينشطك في الوقت نفسة.؟
عظيم ..شكرا لك.
قدم لها بول كأس الشراب وجلس قبالتها .
- سيجهز العشاء قريبا . لماذا لا تحدثيني قليلا عن نفسك؟
لا أعرف إلا القليل عن ما ضيك.
وانساقت تقول الحقيقة دون تفكير:
- كان لوالدي مزرعه أليان في سهل ميدلاند ..أذكر أنني الى أن شبيت حتى رحت أمسك له دفاتر حساباته محضرة العمل للمحاسبين .
فكان أن اهتممت بعالم المال وأردت خوض مصاعبه لكن ذلك صعب على مجتمع صغير كالذي ترعرعت فيه .
فكان أن قررت أن أجرب حظي في لندن .
فقطب بول جبينه:
- ظننت أن السيدة تاوتسند قالت لي إنك كنت تعتنين بقريب بمقعد ؟
نظر أليها نظرة مباشرة . والحيرة تتصاعد في عمق عينيه الرماديتين .
ثم وكأنما توصل الى قرار ، هز كتفيه واحتسى شرابه قائلا:
- لا يهم الأمر في أيه حال . ما يهمني أنك ملائمة للمركز وأني محظوظ لأنني وجدتك.
وابتسم في وجه باميلا وقد حل في عينيه محل الحيرة لمعان ودي.
دخل ارتست . ساقي بول وخادمه . ليعلن أن العشاء صار جاهزا.
أشار بول الى الساقي بالخروج شاكرا ، وقاد باميلا الى غرفة الطعام وأمسك لها الكرسي قبل أن يقعد في مكانه على طاولة مستديرة صغيرة قرب باب الشرفة.
دهشت باميلا عندما لاحظت أن الغرفة الكبيرة مفروشة بعدد من الطاولات المستديرة الصغيرة.
فقد توقعت رؤية خوان مديد لا يستطيع المرء رؤية طرفه الأول من الطرف الاخر.
يبدو أن بول أدرك حيرتها فسأل :
- أعجبتك ! عندما أعددت ديكور الشقه . قررت الا أتخ1 لبيتي أحدى تلك الطاولات الرسمية الضخمة التي قد تكون مدعاه انزعاج في مناسبة كهذه .
حينما لا يكون عليها للعشاء سوى شخصين .لذا سررت عندما اقترح علي مهندس الديكور هذا الترتيب .
- أنه جميل رائع!
وتابعت تأمل الغرفة الجميلة حتى استقرت أخيرا عيناها على وجهه الذي يتلاعب عليه نور شمعتين موضوعتين في شمعدانيتين فضيتين لا معتين.
فأحسن بالارتعاش من حملقتها الى قسماته الشبيهه بقسمات نسر.فنظر اليها بإستغراب:
- أتشعرين بالبرد؟ الحرارة شديدة خارجا..ولكن المكيف جعل هذا المكان باردا ربما؟
فهزت باميلا رأسها ، غير راغبه في أن تعرف تأثيره فيها.
- لا ..لا بأس بجو الغرفة .أنني بخير.
اقترح بول بعد العشاء اللذيذ . أن يحتسا القهوة في غرفة الجلوس لتبقى القهوة متوفرة لهما أثناء الدرس.
- والآن ..فنلق نظرة على ما يستعصي عليك.
أبعدت صينيه القهوة جانبا ، وفتحت الكتاب على الطاولة . فجلس بول قربها .
وبدأ يشرح لها المعلومات الدراسبة .
ولكنها كانت تشعر بالتوتر بسبب قربه الشديد منها، فأجبرت نفسها على التركيز والإصغاء لما يقوله .
وانحنت فوق الكتاب تركز لتفهم شرحه . عندما شاهدها تنحني اقترب منها اكثر تشير أصابعه الى المعلومات المحددة في الكتاب .
ثم فجأة خيم الظلام على الغرفة فشهقت :
أمسك بول بكتفيها:
- لا تفزعي . لابد أننا تجاوزنا مقدرة العداد . سأتفقده ، ابقي حيث أنت . سأعود حالا.
استندت باميلا الى الوراء مطلقة زفرة ارتياح . إنها مشوشه الفكر بسبب وجود بول فيها .
كانت تتجنب طوال حياتها العملية التورط العاطفي مع أي رجل .
ها هي أخيرا قد التقت رجلا ليس مهتما سوى بذكائها ، رجلا لا يجدها جذابة ، ولكن رغباتها كانت تهدد بالانفلات منها . ما بالها؟
لقد وجدها بول تحب الحياة البيئية فدعاها الى هنا...
ثم انه مرتبط بسوزي هاليداي .
لماذا يجب أن يكون الرجل الأول الذي يروق لها عاطفيا وجسديا ،
بعيدا عن منالها هكذا؟ تذكرت قولا مأثورا كانت تردده أمها،
قولا يتحدث عن أن الناس يرغبون في ما هو بعيد عن منالهم .
أعادها وقع أقدام الى حاضرها.
- حسنا ..ليس العداد بل الرطوبة الزائدة التي يبدو أنها أثرت في محطات الطاقة.
فالنظام الكهربائي العتيق في هذه المدينة غير معد لاستيعاب هذه التجهيزات العصريه كلها.
لذا كلما ارتفعت الحرارة وازداد استهلاك الطاقة الكهربائية سادت الظلمة شوراع المدينة.
اشتدت الحرارة في الغرفة ، فخلعت باميلا سترتها .
وفتحت ياقتها قليلا طلبا لبعض البرودة . انحنت الى الامام في الظلام والتقطت كتابها ثم أغلقته ووضعته في حقيبتها.
- لن نكمل الدرس اليوم بالتأكيد . ربما أنني لن أفهم شيئا من هذة الميزانية فمن المستحسن أن أغادر .
فقال بول بصوت خفيض:
- أخشى أنك عالقه هنا في الوقت الحاضر . والمصعد معطل وأمامك عشرون طابقا حتى تصلي الى الطابق السفلي.
أن خير ما تستيع القيام به هو طلب الراحة والانتظار.
خلع سترته بدورة . وارخى ربطة عنقه ، ثم مد يده الى يد باميلا:
- تعالي . سنختنق هنا دون مكيف . وعدتك بجولة على حديقتي في الشرفة ، ويبدو أن الوقت مناسب حاليا . فأن حالفنا الحظ هبت نسمة ريح باردة.
قاد باميلا الى الابواب الزجاجية . كان الهواء على الشرفة حارا رطبا حتى كاد البخار يتصاعد من الحجارة.
وكان الضباب يرتفع من النهر البعيد . ولكن النباتات الخضراء أزهرت في مثل هذة الرطوبة لأن معظمها استوائي الأصل.
حررت باميلا نفسسها من قبضة بول . وتوجهت الى الشرفة لتنظر الى الاسفل .
منتديات ليلاس
الى الشارع المهجور. كان يلف الكون الظلام الذي لا تقطعه الا انوار بعض السيارات
التي كانت تسير ببطء . والسير في مثل هذه الظروف خطر ، لان إشارات السير تحتاج الى الكهرباء لتضاء وهي معطلة حاليا.
أحست باميلا بالاضطراب عندما وقف بول قربها . فأبقت عينيها مسمرتين على الشارع . وقالت:
- الا يبدو كل شيء مخيفا هنا؟ احس بالرهبة من هذا المنظر ، وأشعر بأنني وحيدة.
عقدت ذراعيها على صدرها وكأنها تحمي نفسها من خطر مجهول يختبئ في الظلام ، فالتفت ذراع بول على كتفيها بطريقة أبويه .
-لا تخافي فلست وحيدة ، أنا هنا معك . أما تخطيت مرحلة الخوف من الظلام منذ فترة طويلة؟
وضغط على كتفيها بعطف:
- هيا نستريح فنحاول التعارف أكثر الى بعضنا بعضا.
لحقت باميلا به فجلست على مقعد مريح بقرب مقعد جلس عليه . ولكن آخر ما ترغب فيه ، أن يتعرف اليها فتمنت ألا يطرح المزيد من الأسئلة المحددة
عن حياتها الخاصة حتى الصباح التالي.
فقد بات تنكرها مقيت وتاقت الى أن تبوح بالحقيقة ولكنها لن تخاطر فتواجه ردة فعله في الوقت الحالي خاصة وأن علاقتهما في هذه اللحظة تبدو جيدة.
أنه يكره الكذب ، لذا لن يفهم ماذا فعلت ، ولماذا ..ولكنها تجد العيش مع هذه الكذبة رهيبا..والسؤال هل تستطيع أن تتحمل كراهيته؟
أدار رأسه نحوها وابتسم :
أدفع لك ما تريدين مقابل البوح بأفكارك .
فضحكت :
- أنها لا تساوي شيئا ، كنت أفكر في السكينة والهدوء المحدقين بنا دون كهرباء ..ولكني مسرورة لأنك معي ، فلا أخالني أحب البقاء وحيدة في الظلام .
فضحك :
- أعتقد أنك تقولين هذا من باب الاطرء . ليتك تستمرين في التمتع بصحبتي ، بعد عودة الأنوار . فأنا أكره البقاء في الظلام للمحافظة على علاقتنا الهادئة.
ووقف ..فشاهدته باميلا تحت ضوء القمر يخلع قميصه . أعلم أن هذا قلة تهذيب مني ..ولكني أكاد أختنق من الحرارة.
وراقبته مذهولة.
- سأحاول أن أستريح قليلا ..من يعلم الى متى سيستمر هذا الظلام.
خلعت نظارتها .
كان جسدها متوترا كرقاص مشدود ، ضغطت على نفسها على ظهر المقعد ـ ترجو من أعصابها الاسترخاء..
كانت تعرف انه يراقبها في الظلام .
وأحست بتصاعد حدة نظراته التي أحرقتها حتى عبر جفنيها المغمضتين . ولكنها لم تجرؤ على فتحهما خوفا من بروز عواطفها.
سمعت تنهيدة وحركة خفيفة ، فعلمت أنه أشاح وججه عنها وما هي الا هنيهات حتى سمعت أنفاسه رتيبه فعلمت أنه غط في النوم .
جعلتها انفاسه المنتظمة تسترخي وسرعان ما وجدت نفسها تغمض عينيها.
فجأة أصبحت أحلامها المتوترة حقيقة. فاستيقظت واذا بها نجد نور الشمس مشعا عليها وبول يقف محدقا اليها.
ونظره غاضبة على وجهه . انحنى فوقها والتقط شيئا من جانب كرسيها . فنظرت باميلا اليه . وصعقت لما رأت ..فقد كان يمسك بالانتفاخ الصناعي لأنفها بيده . ومد يده ليمسح خدها بخشونه.
- أتسمحين بتفسير معنى هذا ؟ وبشرتك اليوم تبدو لي في غاية النقاوه.
كان الغضب يغلي على وجهه وفي صوته .جلس على حافة المقعد ثم وضع يده على مؤخرة عنقها وجذبها اليه .
ثم راحت أصابعه تسحب الدبابيس من شعرها بوحشية فانسدل على كتفيها بحرية كهالة برية متوحشة .كان وجهه قريبا منها حتى كادت تسمع أنفاسه.
- عجبا ..عجبا آنسة سامرز ..أنت بالفعل جذابه .لولا هذه الملابس القديمة الطراز ، لقلت انك أجمل شابة رأيتها في حياتي .
امتدت أصابعه الى أزرار بلوزتها :
- ربما تكون هذه الملابس جزءا من التمثيلية أيضا ..أتساءل ما قد يكون مستتر اتحتها من سحر؟
راح يفك ببطء الأزرار ، فشهت باميلا:
- لا ..يجب ألا تفعل هذا.
ثم جمعت طرفي بلوزتها في يدها ، وهبت وافقه من الكرسي ، مبتعده عنه وكـأنها قطة خائفة.
أخذت عيناه تمعنان النظر في جسدها بقسوة فاسقة ، ثم شخر بأزدراء :
- حري بك أن تفسري لي على أن يكون التفسر مقنعنا !
دنا منها ، فارتدت عنه الى غرفة الجلوس وعيناها تطلقات الشرر:
- لست مضطرة لشرح أي شيء لك ، فلن تصدقني . أنا خارجه الآن . لك أن ترسل أجري الى منزلي .
وأنا أرجو ان تكون أوفر حظا مع سكرتيرتك التالية، فلربما وجدت أخيرا نموذجا كاملا يشبة السيدة تاوتسند كل الشبة.
انحنت لتلتقط سترتها وحقيبتها ، ولكن قبل أن تمسك بها كانت يد بول قد أطبقت على معصمها وأدارتها بعنف أليه:
- لن تذهبي الى أي مكان ..ليس قبل أن آمرك .أنت من بدأ هذه اللعبة ولكنني أنا من سأنهيها ..على طريقتي!
جذبها أليه ليحيطها بذراعيه بقسوة لم تكن تتصوؤها باميلا .
قاومته في البداية وحاولت تحرير نفسها ، ولكن يديه أجبرتاها على الألتصاق به .
كانتا أشبة برباط فولاذي مرن . استقرت يداه بثبات خلف ظهرها ، لم تستطع التنفس أو الهرب ، فقد تحول كل التوق الذي أحست به نحوه سابقا الى لحظة انفعال مشبوب . والى تجاوب
مخذول أجباري ، مما جعلها تشارك في عواطف كانت أبعد بكثير مما عرفته في حياتها .
كان بول مسيطرا على الموقف بحيث لم تستطع الا ان تتجاوب ..بدأت ردة فعلها المتحمسة تتضاعف وتضاعف توترة فرفع رأسه ليقول:
- قابلت نساء مذكرات كثيرات في حياتي، ولكنني لم أقابل من هي أكثر منك خداعا . أنت بلا أخلاق البته.
ماذا أملت أن تكسبي من وراء هذه الخديعه الرهيبه؟
هل اعتقدت أنني سأصبح معتمدا عليك كل الأعتماد ؟
أليس هذا ما كنت تخططين له من وراء لعبتك هذه؟
أردت أن أعجز عن الاستغناء عنك حتى اذا ما حان الوقت الملائم ، كشفت حقيقتك .كنت تعلمين أنني سأجد جسدك جذابا ، وظننت أن سحرك سيجعلني أحتاجتك بعد ساعات العمل .
صمت قليلا دون أن ترخي ذراعيه عنها .أردف :
- عظيم ..هذه اللحظه المانسبة للبداية ..فلنر اذا كنت مواهبك العاطفيه كمواهبك في حقل السكرتاريا .
قلبت كلماته الجافه إحساسها الرومانسي الى كابوس مرعب.
فقد أدركت فجأة مرعوبه ، أنها أحبته . وأنها بكل غباء أقنعت نفسها بأن عناقه كان ردا على حبها له .
ولكنه في الواقع كان كراهية .
كراهية شريرة ..حول ما أحست به تجاهه الى شيء بغيض فظيع ..وعليها أن تبتعد عنه قبل أن تنهار تماما ...أنها من عنف عدائه ، وأما من عار تجاوبها مع لمسته ، فقالت مقطوعه الأنفاس:
- لا يمكنك حجزي هنا ! لا يحق لك.
فضحك ضحكة خاليه من المرح:
- أنت لست في موقف يسمح لك بالكلام عن الحقوق.
ارتد عنها ممسكا يديها ليبقيها بين يديه :
- يدان فتيتان ناعمتان... عينان كالياقوت ..شعرت كالحرير الذهبي ..لا تحدثيني عن الحقوق أنا من يقرر ماهي حقوقي.
وثقي أنها لا تشمل شيئا فعلته قط مع السيدة تاوتسند! كم ضحكت علي!
أدجلي يعرف هذه طبعا؟
المتنكرة حقا! حسنا أنا من سيكتشف ماذا وراء هذا التنكر وسيبقى أدجلي على تساؤله.
ارتفعت يده الى ياقة بلوزتها ..كان تهديده البشع قد أرسل في أوصالها نوبة من الخوف جنونية ، فرفعت قدمها تركل بها ساقه اليمنى ركلة قوية فصاح.
- أيتها الساحرة القذرة .ستدفعين الثمن.
ولكنها لم تكن تريد البقاء حتى تدفع الثمن . فما إن تركها ليفرك ساقة المصابة حتى كانت قد أمسكت بحقيبتها وطارت الى الدرج ، ودموع العار الساخنة تتدفق على وجنتيها ، فأغشى بصرها حتى
كادت لا ترى درجات الطوابق العشرين وهي تهبطها.
لم تدر كيف تمكنت من الوصول الى شقتها التي أسرعت فيها تلقي نفسها على الاريكة .
باكية بيأس واضعه وجهها بين راحتيها.
خرجت بيرل مسرعه من غرفة النوم والنعاس يغالبها ، والقلق باد في عينيها:
- ماذا حدث؟ أعرف انك علقت في الظلام ولكنني ظننتك بخير.
حاولت الاتصال بمكتبك ولكن الخطوط كانت مشغولة.
حاولت باميلا التقاط أنفاسها ، واستجاع قواها ..فلوحت بذراعها أمامها وتكلمت بصوت متحطم:
- لاشئ ..أنا بخير .. أمضيت الليل في شقة بول.
رفعت بيرل حاجبيها وسوت جلستها ، ثم أشعلت سيكارة:
- أمضيت الليل مع بول غراينجر ؟ وماذا حل بأخلاقك الفاضلة؟
فهزت باميلا رأسها :
- لا ..ليس الأمر كما تصورتيه .دعاني بول للعشاء في شقته ..كان يريد شرح بعض دروسي ، فبما أن صديقته مسافرة ظن أن المناسبة مواتية لضيافتي .
أما لبنسبة لإغوائي فكان الأمر بعيدا عن تفكيره، وماشعر به من رغبة تجاهي كانت نابعة من فكرة الأنتقام مني.
أجهشت بالبكاء والنحيب من جديد.
- بام ..هم تتحدثين ؟ ظننته مسرورا بعملك! قلت أن كل شيء يسير على ما يرام .
- كان كذلك حتى الصباح الذي اكتشف فيه ما فعلت .
و......أوه.......بيرل......لو استطعت رؤية الأحتقار في عينيه .
- ألم تشرحي له الأمور؟ ألم يتفهم الأسباب التي دفعتك الى هذا التنكر ؟
قلت بنفسك أنه ماكان ليقبل بتوظيفك لولا التنكر.
- لم يمهلني فرصة الشرح ..كان قاسيا وفظا بيرل ..قلت أنني مستقيلة . وأن بإمكانه إرسال راتبي الى منزلي.
لا أظني سأطيق النظر اليه ثانية .
دنت بيرل منها وألقت ذراعها حول كتفيها:
- حسنا ..إن ذلك بالنسبة لشخص يحب أن يعيش بهدوء طريقة غريبة في إثارة المشاكل .
ولكن لا تقلقي .تذكري أن تالبوت وعد أن يستخدم نفوذة ليجد لك عملا .سيكون كل شيء على ما يرام.
لماذا لا تغتسلين وتنامين بعض الوقت؟
فليس لديك السوم عمل ولدي أنا نص مسرحية علي التمرن عليها في البيت.
وعلى ذلك سأنتزع قابس الهاتف لئلا يزعجنا أحدهم.
عندما استيقظت باميلا كان الوقت ما بعد الظهر ، حدقت في غير وعي في السقف . ثم استعادت الافكار التي .أقلقتها قبل نومها
لقد تمكنت من الخلاص من غضب بول ، لكن كيف لها أن تجد الراحة مع هذة المشاعر الممزوجة بالعار بسبب ما فعلت؟
تنهدت عميقا . ثم أنزلقت عن الفراش لتغادر السرير متوجهه الى الحمام لتغسل وجهها.
فلاحظت أن بشرتها عادت الى صفائها ونقائها .
سمعت بيرل حركتها فدخلت الغرفة ووجدتها تفتش في خزانتها عما ترتدي:
- ارتدي شيئا مثيراَ ..فارتداء الثياب المثيرة يشعرني بأنني أفضل حالا ..وهو بالتأكيد سيساعدك في التخلص من الأحباط الذي ولده أرتداء تلك الأزياء الرهبية.
أمسكت باميلا البيجاما الشفافه المكشوفه التي أعطتها لها وارتدتها بطاعه قائلة:
- ربنا أنت على حق . ربما إذا بدوت أفضل حالا من الخارج .
أبدا بالشعور بالراحة من الداخل .
عقدت زرار البيجاما ، ثم مررت يدها على فتحة الياقة الواسعة، ولم تلبث أن انتعلت خفا رقيقا وشرعت تمشط شعرها ليبدو هالة حول وجهها.
بعدذلك مررت فرشاة على وجنتيها لتلونهما بالأحمر الوردي.
وأضافت لمسة أحمر الشفاه الى شفتيها وظلالا زرقاء الى ما حول عينيها.
دارت حول مفسها أمام بيرل:
- كيف أبدو؟
- أفضل بكثير مماكنت من قبل زمن طويل.
على كل حال نا مسرورة لأن بول أكتشف أمرك .
فما أسخف مواظبتك على ذاك التنكر الرهيب.
لا أدري كيف أقترحت عليك تلك الفكرة الشنيعه .
ثم توجهتا الى المطبخ حيث أخرجتا عصيرا بادرا.
- فلنحتفل بعودة صديقتي ورفيقتي في السكن. فلم أكن أتمتع بالسكن مع تلك العانس العجوز .
ولا أستطيع التفكير في أن تحت رحمة بول غراينجر الشرير العديم الأحساس.
- أن ليس شريرا دائما. كما أنه ليس عدم الأحساس . يجب أن تري كيف تديره سوزي هاليناي حول أصبعها الصغيرة.
أنه معها يصبح كالطفل الوديع. يبدو أنه لا يعترض على وجود الجمال في حياته الخاصة.
ولكنه يرفضة في مكتبة إذ يتوقع من موظفيه العمل كالآلآت ..
ربما أنت على حق! وربما كان من حسن حظي أن تركت العمل عنده مع العلم أن الفرصه كانت ذهبيه.
رن جرس الباب، فأشارت باميلا الى بيرل أن تبقى جالسه:
- نمت طوال النهار.لذا تمتعي بشرابك البارد.
توجهت الى الباب تحمل كوبها بيدها..عندما فتحته قفز قلبها بجنون
وانحبست أنفاسها في حنجرتها ـ فلقد كانت تحدق الى بول غراينجر.
- ماذا تريد ؟
لم يرد بول عليها ، بل دفعها الى الشقة ودخل ينظر ببرود الى بيرل التي ماتزال جالسة على الأريكة . ثم التفت الى باميلا
المستندة بوهن الى الباب وقال ساخراً:
- جئت الى هنا لأرى أن كان بالإمكان تسوية الأمور ..قلت لموظفي المكتب أنك متعبه ..ولم أتوقع أن اجدك تحتفلين بنجاح خداعك.
قفزت بيرل عن الأريكة غاضبة:
- رويدك ..ياصاحب العظمة والجلال.
فنظر اليها بول ببرود:
-أنها مسألة خاصة ..أكون مقدرا لك رحيلك لتوفير بعض الخلوه .
نظرت بيرل الى باميلا التي هزت رأسها موافقه ، فكان أن أنسحبت الى غرفة النوم ولكنها قبل أن تفتح الباب ألقت نظرة عليهما من فوق كتفها.
- اصرخي لو احتجت إلي.
ثم أقفلت الباب تاركة وراءها جوا مشحونا بالعداء.
دنا بول من باميلا وأمسك كتفيها بعنف، فيما راحت عينها تتجولان على وجهاا وجسدها. وكأنما يراها للمرة الأولى أو كأنما يريد أن يرسخ ملامجها وتكوينها في ذاكرته ترسيخا.
قال لها بصوت قاس ملؤة السخط والغضب.
- تبين لي أنك ساحرة قذره ..بما أنك ضحكت على بما فيه الكفاية أشعر برغبة في أنتزاع هذه السمة عن وجهك.
دفعها عنه، ثم وضع يديه في جيبي سرواله وكأنه لا يثق بنفسه أن عادو لمسها . هز رأسه مضيفا.
- لا عجب إن نسيت ما كتبته عن ماضيك في الملف .
لقد أظهرتني بمظهر المغفل ..قابلت نساء باردات من قبل . إنما لم تصل أي منهن الى براعتك في فن الخداع .
انظري الى نفسك ..لا تبدين نادمه أقل الندم...
وضعت باميلا كوب العصير من يدها، وقالت بهمس مرتجف:
- لم أكن أحتفل بنجاح خدعتي التي كانت في الواقع فشلا ذريعا، ولم آسف قط على شيء كما أسفت عليها .
التفت بول ليحملق اليها:
- سأراهن على هذا ! لماذا أقدمت على تنكرك ذاك ؟
غطت باميلا وجهها بيديها وأجهشت بالبكاء :
- أردت أن أعمل ..كنت يائسة ، أردت وظيفة وكنت مستعدة للقيام بأي شيء حتى أجدها ، لكنني أخطأت في حساباتي وها أنا أسفه.
تعالى نحيبها . فاقترب منها قائلا بصوت ناعم:
- حسنا...كنت تحتاجين الى عمل ..أنما لماذا التنكر؟
أحست باميلا برغبة في الأرتماء بين أحضانه لتتوسل الغفران .
ولكنها أجبرت نفسها على التكلم:
- أنظر إلي ..أكنت ستتخذني سكرتيرة ؟ لا ! أعترف بهذا.
ماكنت لأتخطى مكتب السيدة تاوتسند ..أتريد حقا أن تعرف لماذا تنكرت؟
سحبت نفسا عميقا ، ثم رفعت رأسها ، وسوت كتفيها ـ ثم سارت نحوه:
- أتظن حقا أنني أردت أن ألعب لعبة فقط على بول غراينجر الشهير؟
لا تغتر كثيرا بنفسك!
فما أردت إلا وظيفة أتعلم منها بما يفيدني في عالم الأستثمارات المالية .
ولكنني مررت بسلسلة من أرباب العمل الذين عاملونني وكأنني فتاة فارغة الرأس وقد رغبوا جميعا في أن يتخذوني عشيقة ..أفهمت الآن؟
- ربما لم أنصفك ..لكن..عليك الأعتراف بأنك أسأت الحكم علي .لماذا لم تخبريني الحقيقة فورا؟
فلست مهتما أبدا بجسدك كما لا يعقل أن تفكري في أنني قد أتحرش بإنسانة لا تريدني أو ترحب بوجودي في حياتها ...خاصة سكرتيرتي..
اسمحي لي أن أقول لك أنك أنت أيضا مغترة بنفسك ، فلست فاتنة فتنة أجد معها أنني غير قادرة على مقاومتك.
مع أنني فقدت السيطرة على أعصابي هذا الصباح..
وأنا هنا لأعتذار عما بدر مني وأعدك ألا يتكرر ما حدث ثانية.
هز كتفيه بوحشية والتفت اليها:
- على أية حال . بما أننا سوينا الأمور الآن لا أرى سببا يحول دون عودتك للعمل .
فلا أريد أن أفقد سكرتيرة ماهرة .
أعتقد أنك ستسرين من وجود رب عمل أخلاقة تجاهك على الأقل فوق الشبهات بناء على ماذكرت أتوقع منك الحضور الى المكتب غدا في الموعد المعتاد.
شهقت باميلا وسارعت الى الكرسي تقعد عليه قبل أن تنهار وقالت:
- لن أستطيع...كيف لنا أن نعمل معا بعد ماحدث؟ إنه مستحيل.
انحنى بول ليجذبها عن المقعد . كانت لمحة الحنان قد غادرت وجهه.
رحلت محلها نظرة بارده اخترقت قلبها وجمدته.
ضمها بين ذراعيه ، فأذهلها تصرفة المفاجئ ..وعندما رفعت وجهها رأت ابتسامة ماكرة تعلو طرفي فمه ثم أحست بيده لطيقه على ظهرها تبعث الحياة الى عروقها.
وتلاشت كل قواها ومقدرتها على التعقل . فلم تكن تشعر إلا به وبذراعيه الدافئتين.
ارتفعت ذراعاها من غير وعي ، والتفتا حول عنقه ، تجذبانه إليها ، وتخبرانه باللمس كم تحبة.
ثم فجأة ، أبعدها عنه . فأحست بالبرد ، والهجر ، فحاولت الاقتراب منه . ولكنه قابل نظرتها الحالمه المتوسلة بنظرة باردة متحفظة لم يظهر عليها أقل تأثير بنا حدث للتو بينهما .
كان يسيطر كل السيطرة على عواطفه واعصابه وهو يمعن درس الأرتباك على وجهها.
ظعنت ابتسامته الساخرة المنتظرة قلبها فأشعلت نيرانها لم يشعل مثيلها عناقه السابق.
لم تستطع تصدق الهدوء البارد في صوته وهو يقول:
- كما ترين، لا داعي الى القلق أو الخوف مني فلست ممن يفرض نفسه على امرأة لا تريد الا فرصة للعمل كما تدعين بحرارة.
فما زال أمامك الكثير لتتعلمية مني في عالم المال.
لذا ، إن كنت جاده حقا، ابدا بتعليمك حالا : الدرس الأول يقول لا تظهري الجزع مهما كان الموقف متأزمنا .
كان تصرفك في شقتي هذا الصباح مثاليا بالنسبة لأنثى طائشة .
لا لمرأة تريد أن تتبوأ مركزا في عالم المال.
لذا يجب أن تجبري نفسك على أن تكوني أقل انفعالا لتحققي النجاح في عالمنا.
والدرس الثاني الذي يجب أن تتعلمية هو ألا تقولي ( لا) جوابا .
أعدك بأن تكون جاذبيتك آمنة معي ، وإذا لم تثقي بكلمتي فسأفترض أن كل ما قلته لي غير صحيح .
وعليه سأسعى لئلا تتبوئي أي مركز مهم في عالم المال.
إذن ، إن كنت غير مستعدة للعودة الى مزرعة أبيك ، أقترح إعادة التفكير في قرارك.
رفع رأسه ، وشد أصابعه على ذراعيها. فأخفضت رأسها ، وهي عاجزه عن النظر إلية:
- حسنا . لقد أوضحت وجهة نظرك كل الوضوح . لا أعتقد أن العودة الى مزرعة والدي فكرة جيدة . أعلم أنك لن تثق بي مرة ثانية . ولكني أعتقد أننا يمكن أن نجرب.
فتركها بول :
- إنه قرار حكيم آنسة سامرز.
واتجه الى الباب . تاركا لعينيه الحرية في التجول فوق حنايا جسدها التي لا تكاد تخفيفها البيجاما . وأكمل :
- أظن أنك لن ترتدي ما يشبه تلك الملابس الرهيبة ولكنني أقترح عليك ارتداء ماهو أقل إثارة مما ترتدية في الوقت الحاضر.
علما بأنني لن أنظر الى مفاتنك التي ليس لي فيها رغبة .
إلا أن سائر رجال المكتب قد لا تكون لهم المناعة الكافيه.
ابتسم لها بخبث ...وخرج ثم أقفل الباب وراءه .




نهايه الفصل الثانى اتمنى تعجبكم

 
 

 

عرض البوم صور Disckoooooo   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
احلام, دار الفراشة, روايات, روايات مكتوبة, نصف القمر
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t109185.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
54 ظ†طµظپ ط§ظ„ظ‚ظ…ط± This thread Refback 21-06-16 07:23 PM


الساعة الآن 12:32 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية