لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-01-09, 07:14 PM   المشاركة رقم: 31
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Jun 2007
العضوية: 31308
المشاركات: 8,779
الجنس أنثى
معدل التقييم: doode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13215

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
doode al 7aloo غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : doode al 7aloo المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناتالي مشاهدة المشاركة
   شكرا ياقلبي عم نتعبك معنا بس بلييييييييز القصة عم تحلو اكتر بإذا ممكن اطلب منك إنك تزيدي كمية اللي بتنزلي يعني فصلين سوا مثلا(طماعة بعرف)بس إذا قدرتي ارجوكي
الله يخليلك دودي
بليييييييييييييز

منووووووووووره ياناتالي ... وتكرم عيونك .. ولو انك طماعه شوي مو كثير خخخخخخخخ

أصلآ هو الباقي يمكن فصلين يمكن ما عديدت لأني لو بعد يمكن افقد حماس الكتابه خخخخخخخخخخ


اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة caspora مشاهدة المشاركة
   تسلمى يا قمرى شكلها جنان رغم انى مقرتهاش لكن الكتابه منظمه ما شاء الله عليكى .
هبتدى اقراءها النهارضه بس ارجوكى متطوليش علينا فى باقى الروايه رغم اننا عارفين المجهود الى بتبذليه فى الكتابة. شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

يامرررررررررررحب بك

اتني القمر اللي نور صفحتي ... ومشكوووره على التشجيع ..

ومارح اطول عليكم أنا قاعده أكتب بكل فرصه أحصلها ... حتى الويك آند ما طلعت به خخخخخخخخخخخ
تحياااااااااااااااااااتي لكم

 
 

 

عرض البوم صور doode al 7aloo   رد مع اقتباس
قديم 04-01-09, 02:49 PM   المشاركة رقم: 32
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: May 2007
العضوية: 28161
المشاركات: 4,762
الجنس أنثى
معدل التقييم: golya عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 56

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
golya غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : doode al 7aloo المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

بأنتظارك ياعسل ,,

 
 

 

عرض البوم صور golya   رد مع اقتباس
قديم 04-01-09, 06:28 PM   المشاركة رقم: 33
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Jun 2007
العضوية: 31308
المشاركات: 8,779
الجنس أنثى
معدل التقييم: doode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13215

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
doode al 7aloo غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : doode al 7aloo المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 


5- الذكرى كنز دفين
ماهي إلا دقائق حتى احتواهما ظلام الدغل واتساعه فنتج عن
العزلة شفاء غريب لكل جروح شانا وعذابها النفسي . فجاة وجدت
نفسها غارقة في هدوء لم تكن منذ دقائق لتعرف انه سيجد له مكانآ
في قلبها .منتديات ليلاس
سألها تشارلز بعد أن أضحكها مرتين او ثلاثآ بروحه المرحة :
- حدثيني عنك شانا . أنت صغيرة جدآ لتكوني ارملة ..
أيمكنك التطرق الى الموضوع ؟
نظرت إليه حائرة .
- هل أخبرتك عمتي شيئآ عن ماضيً ؟ عجبآ .. لماذا فعلت ؟
إنها ليست عادة صريحة مع الغرباء .
- التقيتها صدفة عندما أوصلت الطالبين . يومذاك ثارت
حفيظتي وفضولي بسبب مجيئكما إلى هذا المكان الذي يعتبر مكانآ
غريبآ يقضي فيه الإنسان عطلته .. فطرحت بعض الاسئلة .. فقالت
عمتك إنك ترملت وإن المأساة حطمتك في سن مبكرة . ثم
أخبرتني عن جائزتها وعن قرارها في المجيء الى هنا .
- وماذا أخبرتك أيضآ ؟
- لا شيء سوى رغبتها في أن تحمل العطلة لك إفادة لتنسي
خسارتك التي حطمت قلبك .
-66-


حطمت قلبها .. لم تعرف من قبل أن عمتها قد تزيف الحقائق
على هذا النحو . ألم تكن هي من قالت إن موت تود كان نعمة من
الله لشانا ؟ ألم تذكر عمتها ان المأساة الحقيقية كانت ستحل لو
عاش تود حتى بلغت عمرآ تعجز معه عن إيجاد السعادة التي
تستحقها ؟ لذلك كان غريبآ ان تسمع أنها أستخدمت تعبيرآ مثل
((تحطم قلبها)) .. هناك دون ريب وجيه لقول عمتها التي
تعرف أنها لا تقدم على قول أو فعل دون سبب .
قاطعها صوت تشارلز عن تفكيرها .
- أنتخذ هذه الطريق ؟
بما أن بيري وسندي اتخذا الاتجاه المعاكس فلا خطر من
الالتقاء صدفة . هزت رأسها إيجابآ , فعاد يسألها بعد لحظات
صمت :
- طلبت منك أن تحدثيني عن نفسك ؟
- ليس هناك الكثير تشارلز .. كنت مخطوبة لتود ثلاث
سنوات , لأن والدي رفض الموافقة على زواجنا , وموافقته كانت
ضرورية لانني كنت دون الحادية والعشرين .
- ثلاث سنوات فترة طويلة قد يقرر فيها شبان كثر السكن معآ
في زواج عرفي .
- لكننا لم نكن نحب بعضنا بعضآ الى تلك الدرجة .. ألا
تعرف كيف يصبح الأمر حين يقع الإنسان في فخ الرتابة ؟ يصبح
كل شيء عادة .
نظر تشارلز وهو لا يصدق ما يسمعه .
- أتزوجته .. دون حب ؟
تردد .. أتبوح أمامه بكل شيء ؟ من المؤكد أنها ستحس
بالراحة حين تفضي بسرها لأحد يرغب في الاستماع والتفهم ..
-67-


لكن .. لا ! ستثير شفقته فقط , وهذا آخر ما تريده !
- هناك عوامل اخرى تشارلز .
- عمتك تحدثت عن الأمر وكأن حزنك على زوجك الحبيب
يمزق قلبك .
إلا أن شانا بقيت صامتة بعناد , فهز كتفيه بصمت مهملآ
الموضوع . تمتمت شانا بعد ظهور القمر في السماء .
- إنني احب فعلآ هدوء هذه المنطقة . ففي المساحات الواسعة
الكبيرة والصمت المطبق والبعد عن المدينة سحرُ غريب . أظن انني
كنت سأجد هذه الحياة في زمن انسان الكهف .
ضحك تشارلز لكلامها :
- لجرك أحدهم من شعرك .
ردت شانا :
- ولكنت انا متوحشة أتجاوب مع تلك المعاملة بغرز اظافري
في عنق زوجي المعتدي .
- ما كان ليكون لك زوج في تلك الحقبة , بل وليف . مما
يعني الانتقال من شخص إلى آخر . وهذا أمر مسل .
- الرجال يرون في ذلك تسلية .
- وماذا عن النساء ؟ إنهن مثلنا .
- هذا ماتريد أن تقنع نفسك به .
- إنها الحقيقة .
- وكأنك تعرف الكثير عن النساء .
- لدي أم وشقيقة لذا أفهم النساء . كما أنني لست ممن يسير
مغمض العينين .
- كم عمر .. شقيقتك ؟
- سبعة وعشرون ... وكم عمرك ؟
-68-


- خمسة وعشرون .
- ولكنك تبدين أصغر بكثير .. ربما ذلك لأنك شقراء أو
لأنك تبدين ضعيفة هشة .
- لست هشة !
- آسف .. أنا مخطئ .. إنما ليتك هشة .
- يا إلهي .. لماذا ؟
- لأن الاقتراب منك عندها أسهل . إذ تشعرين بالحاجة إلى
حمايتي .
- ها قد عدنا إلى عادات رجال الكهف !
- أنت تعجبيني شانا .. لا .. انا لا أعبث معك !
- اذن , انا لا اعرف ماهو العبث !
- هل عبث معك احدهم من قبل شانا ؟
- أبدآ .
- في هذه الحالة , أنت على حق لا تعرفين ماهو العبث .
ضحكت .
- هذه نقطة لصالحك .
رفعت عينيها البنفسجيتين الامعتين في ضوء القمر إليه فصاح
بذهول :
- انت الجمال عينه !
ولف ذراعه حولها , فحاولت الابتعاد . قال لها :
- لا تخافي شانا .. ألم أقل لك إنني قادر على الوقوف عند
حدي ؟ هل أحببت من قبل شانا أحدآ غير زوجك ؟
وهل أحببت تود يومآ ؟
احست ان اللون غادر وجهها .. فقالت وقد استحضرت في
ذهنها صورة بيري , الواقف هنا في مكان ليس ببعيد عنها , يحتضن
-69-

سندي ..
- مرة .. أجل .
- حدثيني عنه .
- إنه سري الخاص الثمين يا تشارلز .. لذلك أرجوك .. لا
تسألني عنه .
- سأحترم رغبتك . مع أنني اكاد اشتعل فضولآ .
- حدثني عن نفسك إذن . لماذا لم تجد فتاة تستقر معها قبل
الآن ؟
- ماذا تعنين بـ قبل الآن ؟ أنا في التاسعة والعشرين فقط .. قد
تزيد قليلآ .
- حسنآ .. لقد تجاوزت مرحلة المراهقة . وعليك الزواج . الم
تفكر في وريث قط ؟
- أظن أن على المرء أن يفكر في وريث . سأقوم بشيء ما في
هذا الخصوص في وقت غير بعيد . ولكنني لست ممن يتزوج دون
حب , فما الزواج في عرفي مشروع تجاري . قد اكون عابثآ , كما
يتهمني بيري , إلا أن عبثي هذا سينتهي حالما يحين وقت الزواج
الذي أريده ان سيتمر الى الأبد .
جعلتها كلماته الصادقة , تنتفض قليلآ ذلك أنها لم تكن تعرفه
جادآ الى هذه الدرجة , قالت بعد قليل :
- أليس اختيارك في مكان كهذا محدودآ ؟
- إلى حد ما .. اجل .. إنما ثمة أصدقاء لي في كريستشرش
أقصدهم في الإجازات احيانآ . ولا بد أن أجد أخيرآ لي هناك
زوجة . أتعلمين أن بيري ادهشنا جميعآ عندما خطب شقيقتي أخيرآ .
- اخيرآ ؟
-70-


نظرت إلى ما حولها فإذا بها ترى أنهما ابتعدا كثيرآ عن انوار
الحفلة وانوار المنزل كذلك . ولكنها تعرف ان تشارلز يعرف اين
يذهب .
- لقد كانت سندي تلاحقه منذ أن كانت في العشرين من
عمرها .. وهذا ليس سرآ ... ولكنه لم يكن ينظر اليها . أما هي
فكانت تجن غضبآ لذلك , ثم حدث قبل أربع سنوات أن سافر الى
انكلترا في زيارة قام بها لأقاربه فالتقى هناك فتاة ...
- التقى فتاة ؟
كانت المقاطعة سريعة من غير سابق إنذار حتى أن تشارلز نظر
اليها متعجبآ .
- أجل .. أفي الأمر خطأ ما ؟
- لا .. لا .. بالطبع لا .. تابع .
- لم يذكر أمام أحد أنه التقى بالفتاة .. ولكن يومأ وبينما هو
يخرج شيئآ من حافظة نقود وقعت منها صورة أرضآ . حدث هذا
في حفلة . يومذاك كانت امه حية فالتقطتها , وكنت أقف وسندي
على مقربة منهما إلا أنهما لم يلاحظا وجودنا .. فسمهناها تسأله
عن فتاة الصورة ذلك أن بيري كان يتصرف تصرفات غريبة منذ
عودته من انكلترا وكان كئيبآ نكد المزاج لا يقوى صبرآ على أحد.
فأرادت امه معرفة صاحبة الصورة . في البدء لم يعترف بيري لها
بشيء , إلا أنه بسبب حبه العميق لها عاد فاعترف لها أنها فتاة
التقاها في انكلترا ...فأرادت كعادة الأمهات ان تعرف المزيد
فسألته بصراحة ما اذا كان قد وقع في حبها واجابها بالايجاب .
- هل اعترف لأمه ؟
- بل اجبرته على الاعتراف . حينذاك أمطرته بالأسئلة غير أنه
رفض الرد مع أنني اعتقد أنه قال لها المزيد فيما بعد . كان واضحآ
-71-



أن عدم قبولها به زوجآ حطمه .
حطمه .. اعتصر الألم قلب شانا ... نعم لا شك في أنها
آلمته وهي من احبته حتى العبادة , علمت في تلك اللحظة انه لو
عاد الزمان ثانية فلن ترتكب الخطأ نفسه ولن تتخذ القرار نفسه .
فسيكون بيري الأول : قبل الواجب , وقبل الضمير وقبل الشفقة .
تذكرت شانا أن بيري التقط لها عدة صور ... فهمست :
- ألم يشاهد تلك الصورة أحد غير أمه ؟
لم يكن تشارلز يتوقع منها هذا السؤال , فنظر اليها مستغربآ
عندئذ أحست بالخجل يجتاحها :
- ليس في ذلك الوقت . لانه انتزعها من امه فورآ .. فلـم
تلمحها إلا لحظات قليلة ... ولكن ..
وصمت ... فسألته شانا باصرار :
- ماذا تشارلز ؟
- أكره أن اعترف بهذا شانا .. ولكن شقيقتي القت عليها
نظرة , دون علم بيري ..
- كيف ذلك ؟
لقد توضحت لها أمور كثيرة الان . إنها تفهم تلك النظرة
الذاهلة التي اعتلت وجه سندي حين قٌدمت إلى شانا كما تعرف
سبب التعبير الغريب في صوتها وعدوانيتها المفضوحة . سألت
بصوت منخفض :
- كيف تمكنت من رؤيتها دون علم بيري ؟
- لقد سرقت المحفظة من جيبه حين كان معطفه معلقآ في
ردهة منزلنا , في إحدى الحفلات . ما كان يجب ان افشي هذا
السر فأنت .. غريبة ! انسي الامر شانا .. عديني !
- اجل .. اجل تشارلز ... سأنسى ..
-72-


اذن .. سندي تعرف أنها الفتاة التي أحبها بيري ..
- لن اذكر الامر أمام احد . اذا كان هذا ما يريد ؟
تنهد بقوة شاكرآ ثم أضاف :
- كانت سندي ترغب في بيري منذ أن كانت في العشرين لذا
غضبت حين اطلعت على امر الفتاة خاصة وأن بيري استمر في
تجاهله لها رغم تحطم تلك العلاقة التي ماتت قبل ان تولد
تقريبآ ... لقد تلقى يومذاك ضربة كبيرة , كانت ظاهرة عليه ..
ولكنه شفي منها اخيرآ , وعاد يهتم بسندي حتى خطبها منذ
شهرين .
- أيحبها .. الآن ؟ اوه آسفة .. هذا ليس بالسؤال المناسب .
فلا بد انه يحبها ... طبعآ .
وما أدهشها أنها لمحت تشارلز يفكر برهة قبل ان يجيب :
- أظنه يحبها .. وإلا لما رغب بالزواج بها .
حدق إلى ساعته :
- لا يمكن هذا ... !
ووجه الساعة إليها على ضوء القمر حتى ترى الوقت .
- يا الهي .. ستكون الحفلة قد انتهت عند وصولنا .. ! لم أنتبه
إلى مضي الوقت . آه لقد ابتعدنا كثيرآ كذلك !
عندما وصلا لم تكن الحفلة قد انتهت , لقد اختفيا ساعة
ونصف لذا كان اول ما قاله لهما بيري :
- ظننا أنكما تهتما ... هل تمتعتما ... بالنزهة ؟
اصطبغ وجه شانا بحمرة الخجل من جرًاء نبرته الجادة كما
أحست فجأة برغبة في البكاء . ولكن لماذا تهتم بما يفكر فيه بيري .
وحبه تحول إلى جهة أخرى وزواجه وشيك ... فلماذا يهمها رأيه ؟
شعرت فجأة أنهما غدوا وحيدين بعد دخول تشارلز الى الخيمة
-73-


الكبيرة ليراقص إحدى مساعدات امه .
- اجل .. شكرآ لك بيري .. لقد تمتعت بنزهتي .
- لقد ابتعدتما كثيرآ ؟
- اجل , كانت المسافة بعيدة .
نظر اليها متفرسآ , فرفعت عينيها إليه ويدها على عنقها تحس
بألم داخلي في حنجرتها يكاد يخنقها :
- أحسبك متعبة , تعبآ لن تستطيعي معه مراقصتي .
ردت بنعومة وصوت خفيض :
- لست تعبة .
أمسك ذراعها دون أن يتفوه بكلمة ثم اختلط بها مع الزمرة
الراقصة الصاخبة .. قادها بسهولة دون عناء بين الراقصين . كان
أطول من الجميع بما فيهم تشارلز الذي كان يضحك مرحآ مع
رفيقته ؟
- هل اضطررت لمقاومة محاولات تشارلز الغزلية ؟ أذكر أنك
بدوت واثقة من قدرتك على معالجة الأمر .
كان صوته متوترآ وابتسامته رفيعه ساخرة .. ابقت شانا رأسها
مرتفعآ فالتقت عيناها بعينيه المتسائلتين .
- لم أكن مضطرة لمعالجة الأمر .. فقد كان مثال السيد
المهذب .
- طوال الوقت ؟
أغضبها تلميحه وآلمها .
- لقد تحدثنا يا بيري .. وتمشينا .. ولكن تشارلز لم يحاول
شيئآ .
كان صوتها منخفضآ أجشآ ينبعث منه صوت الحقيقة , ذلك
الصوت الصريح الحلو الذي عرفه وأحبه .. أحست بجسده .
-74-


يتصلب , فظنت السبب الذكرى نفسها .
- يبدو أن تشارلز احترم رغباتي .
وتوقف ذكر اي شيء في هذا السياق .. ثم قال لها بعد قليل
حين توقفت الموسيقى :
- عمتك تريد مرافقتي الى كوينستاون يوم الاثنين , فهل
ترافقيننا ؟
لمعت عيناها :
- سأحب هذا شكرآ لك .
لفت لمعان عينيها اهتمام بيري , فمرر طرف لسانه على شفتيه
وغدت حنجرته مطبقة حين ابتلع . ثم اشتدت تعابير وجهه وعادت
بعيدة .. بعيدة . وقال لها :
- ليس هناك الكثير في تلك البلدة . بعض المصارف ,
والمكاتب والمحلات التجارية , وبضع مطاعم ... بالطبع .
- سيكون أمرآ غير عادي لذا سأجد فيه بعض المتعة .
نظر اليها مكتئبآ .. فلاحظت الخشونة حول فمه , واللمعان
الغريب في عينيه الذي لم يكن موجودآ في زمن سعادتهما . ترى
كيف يبدو عندما يكون وحيدآ مع سندي ؟ لم تستطع شانا تصوره
معها . ربما لأنها لا ترغب في هذا .. ربما يكون مثارآ قرب
خطيبته , فسندي ممن يثير الرغبات بجمالها الاسمر وألوانها السوداء
وشفتيها المكتنزتين وجسدها ..
قطع بيري عليها أفكارها بقوله :
- منطقة البحيرات هي أنسب مكان للسباحة . مارأيك بالقيام
بنزهة إلى البحيرات قيل عودتكما ؟
- هل سترافقنا ؟
- أظن هذا .. سأجد وقتآ لاصطحابكما وعند ذاك نقضي يومين
-75-


هناك .
واستدار حين ظهرت العمة , مضرجة الوجنتين مخطوفة
الأنفاس .
- يا الهي ! لعل وزني قلً في الساعتين الأخيرتين .. وإلا لما
كان الامر يستحق هذا الجهد .
قال لها بيري مازحآ .
- أو رقصت فقط لتفقدي بعض الوزن .
تقدمت العمة نحو ابنة أخيها أكثر :
- نعم . لقد شاهدتك شانا تذهبين مع تشارلز الفاتن .. فهل
أمضيتما نزهة ممتعة عزيزتي ؟
- ممتعة جدآ عمتي .
- إنه جذاب . ألا تعتقد هذا بيري ؟
رد بنبرة جافة :
-أظنه يروق للسيدات .
- وحينما راقصك شانا بدوتما دون شك أجمل شريكين .
اوه .. سامحني بيري .. أنت جذاب أيضآ . كما أن خطيبتك الفاتنة
جذبت الكثير من الاهتمام .
نظرت شانا الى عمتها باستغراب .. خطيبته الفاتنة .. كيف
تصفها بتلك الصفة وهي من أظهرت كرهها وبغضها لسندي في
مناسبات عديدة . لم يسبق أن كانت العمة غلوريا بهذا النفاق ,
وتابعت تقول لشانا :
- اجل .. أنت وتشارلز كنتما رائعين .. ألا توافقني الرأي
بيري ؟
- لم ألاحظ هذا سيدة جيليس .
- ألم تلاحظ ؟ إذن لاحظ في المرة القادمة ...
-76-



قاطعتها شانا , غير قادرة على تركها تتمادى هكذا :
- عمتي .. ليس مهمآ ابدآ ما أبدو عليه مع تشارلز ... اجلسي
قليلآ ... تبدين مرهقة .
- شكرآ عزيزتي .. ظن ذلك الشاب جايمس أنني سأنسحب
أثناء الرقصة الريفية ولكنني لم أفعل .. ولن أفعل ؟
ضحك بيري وهو يسمع ما تقول , مما لطف الجو قليلآ بالنسبة
لشانا التي احرجها حديث عمتها . في هذه اللحظة خرج باتريك
الذي حالما شاهد شانا دعاها إلى الرقص . وبعد باتريك راقصها
مدير حسابات بيري , بيتردين , والطبيب ولانس كالدو , أما بيري
الذي كان يراقص خطيبته فجاء في النهاية يطلب منها مشاركته
رقصته .
- هل نرقص ؟
أبدت استعدادها العاجل بمد يدها اليه .. كان ما يفعله بالنسبة
له عملآ اوتوماتيكيآ , قد ينطبق على اية فتاة أخرى . أما هي فتعتبر
هذه الرقصة ذكرى غالية أخرى تضمها إلى مخزونها عنه .
- هل تمتعت بالحفلة .
- لقد احببت كل لحظة منها !
- كل لحظة ...
صمت ليسحب نفسآ عميقآ ثم أدار نظره فوقع على تشارلز .
ولاحظت شانا ان الكلمات بلغت الى فمه ولكن ماهي إلا لحظات
حتى استرخت اساريره وكأن قوة إرادية داخلية قد جعلته يكبحها .
لم تدر لماذا شعرت أنها كلمات كانت تحمل في طياتها سخرية .
عندما لاحظت التعبير على وجه سندي تلاشت سعادتها . فلقد
استعر وجه تلك المرأة غضبآ حينما لاحظت توهج شانا . انحنى بيري
فجأة وهمس لها شيئآ فلاحظت أن فم سندي التوى وعيناها برقتا .
-77-


أهي خائفة ؟ كانت الفكرة تتصارع في رأس شانا لانها تعني ان
سندي رغم خطوبتها ليست واثقة من بيري ... لا .. لا يمكن هذا
ربما ما تشعر به غيرة .. غيرة طبيعية لأن خطيبها مهتم بفتاة أحبها
يومآ ..
راحت شانا تقنع نفسها بأنها لو كانت مكانها لشعرت بالغيرة
ذاتها إنما لما استطاعت في الوقت ذاته أن تظهر هذا العداء
المفضوح الذي يأكل دون شك نفس سندي .
* * * * *
-78-

 
 

 

عرض البوم صور doode al 7aloo   رد مع اقتباس
قديم 04-01-09, 06:29 PM   المشاركة رقم: 34
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Jun 2007
العضوية: 31308
المشاركات: 8,779
الجنس أنثى
معدل التقييم: doode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13215

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
doode al 7aloo غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : doode al 7aloo المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 


6- القلب يبكي

كان على العديد من الضيوف , إمضاء ليلتهم في مزرعة
جيلبرت ولكن بيري قرر العودة الى مزرعته مخيبآ أمل خطيبته التي
طلبت منه البقاء .
- آسف سندي ... ولكننا مشغولون جدآ في المزرعة هذه
الأيام ... لدينا آلاف من الماشية لم تدمغ بعد , علينا البدء بدمغها
في أسرع وقت .منتديات ليلاس
- لا حاجة بك إلى العمل وأنت تملك ذاك العدد الهائل من
العمال والرعاة الذين يستطيعون القيام بكافة الأعباء عوضآ عنك .
هز رأسه بحزم . كانت شانا تقف غير بعيدة عنه فدهشت لأن
سندي ألحت على بيري الذي تعرف شانا أنه لا يقبل جدالآ فلو أنها
كانت مكانها لتراجعت عن اية محاولة لجعله يغير رأيه .
- أنا أحب أن أشرف على العمل سندي .
- ليس هذا ضروريآ حبيبي .. أرجوك ابق . فنحن لا نلتقي إلا
قليلآ لذا لن أدعك تذهب الى المزرعة قبل الغد !
همس صوت تشارلز في اذن شانا :
- ماذا دهى شقيقتي ؟ ألا ترى أنها تخوض معركة خاسرة ؟ اذا
قال بيري إنه ذاهب فهو ذاهب , شاءت أم أبت .
اصبح فجأة صوت بيري الناعم باردآ كالثلج :
-79-


- لن تدعيني أذهب سندي ؟ اهذا ما قلتيه ؟
احمر وجه خطيبته واشتدت قبضة يدها ثم ردت بتكشيرة
قصدت منها أن تكون مزاحآ .
-أنت لست لطيفآ ابدآ في عدم الانقياد لي بيري !
ولكن لم يكن لقوله أقل تأثير في بيري .. فقد تجاهلها تمامآ ,
وقال بببرود قاطع :
- سأراك الخميس المقبل في حفلة الشواء .. والآن سندي
يجب أن اذهب لأننا لن نصل الى المنزل قبل الثالثة .
عبست ثانية سندي , وقالت بطريقة مشاكسة :
- لدينا غرف كثيرة تضمكم جميعآ , فلماذا تقود سيارتك ما
يزيد عن مئة ميل في مثل هذا الوقت من الليل ؟ أنا واثقة أن
الآخرين لا يريدون العودة في مثل هذه الساعة المتأخرة .
همس تشارلز ثانية مبتسمآ :
- إنها لا تتعلم ابدآ . ولكنه سيعلمها جيدآ متى تزوجى !
شاهدهما بيري .. فترك سندي وتقدم منهما .
- شانا .. اعتقد أن عمتك جاهزة .. أنا مغادر في الحال .
- اجل ..
وابتسمت لتشارلز .
- عم مساء أم أقول عم صباحآ ؟ هل ستأتي الى حفلة الشواء
التي سقيمها بيري ؟
- بكل تأكيد . فانا لن أقوى صبرآ حتى أراك مجددآ احسبني
أجيء يوم الاثنين لأراك فقط .
كان بيري يقطب بشدة , فرد عليه بهدوء :
- سنذهب الى كوينس تاون يوم الاثنين , فلن يجديك نفعآ
مجيئك .
-80-


- الى البلدة ؟
كانت صيحة سندي فحيحآ أكثر منه سؤالآ . فقد تبعته
وأمسكت بكم قميصه :
- هل ستصطحب السيدة بلايث وعمتها معك ؟
- هذا صحيح ... فأنا سأقصد المصرف .
ونظر الى ساعته , فضغطت سندي شفتيها دليل الغضب . لكن
الرد الوحيد الذي تجرأت على الاتيان به هو أن تهز كتفيها ببرود .
- تصبح على خير .. إلى اللقاء في حفل الشواء .
بقي بيري في طريق العودة الى المزرعة صامتآ صمتآ لم يكن
يقطعه إلا ليرد على أسئلة العمة فقط . أما شانا , فقد طرق نعاس
شديد أجفانها لم تصح منه إلا عندما كبح بيري السيارة متجنبآ ابن
آوى الذي كان يجتاز الطريق , وجدت رأسها يستريح على كتفه ..
فأبقت نفسها صاحية عمدآ حتى وصلوا المنزل .
في الصباح التالي , أيقظها كالعادة صياح الببغاء الاخضر الذي
سرعان ما ظهرت وليفته معه , فراقبتهما شانا بسعادة وهما يتمتعان
بالفطور الذي كانت تضعهما لهما وللطيور لونا كل صباح . راحت
عيناها تتجولان في السهول فلاحظت أن الشمس تلقي أشعتها على
أجزاء منها بينما تبقى الأخرى مظللة أو حمراء قرمزية ثم لا تلبث
أن تمتزج ألوان السهول حتى تصبح لونآ واحدآ ذهبيآ . تنهدت شانا
لأنها ستفتقد هذا الجمال كله حين يحين أوان المغادرة إلى الأبد
هذه المرة . لقد اعتادت على السير صباحآ في عالمسحر أضوائه
يغير منظر كل ما يحيط بالجبال والأكواخ والمنزل , سحر يترامى مع
هذه السهول اللامتناهية ذات التلألؤ المرجاني والأرجواني العجيب
وهناك في البعيد تموج المواشي السوداء المنتعشة تحت الأشعة
الذهبية .
-81-


لم تكن عمتها قد صحت بعد لتناول الفطور .. هذا ما عرفته
لدى دخولها إلى غرفة الطعام الملحقة بالمطبخ الذي انبعث منها
رائحة الخبز الطازج واللحم والبيض والقهوة . قال لها بيري :
- لم اتوقع نزولك لتناول الفطور . ألم تشعري برغبة في البقاء
نائمة ؟
- لقد أيقظني الببغاء الأخضر .. لقد بت أعشق رؤية شوق
الشمس .
جذب لها بيري كرسيآ لتجلس إليه :
- يبدو أن عمتك اخذت تتمتع بتناول فطورها في السرير . أهي
عادة قديمة أم جديدة اعتادتها منذ قدومها الى غريت سليف ؟
- لم تفعل هذا من قبل .. على الأقل .. ليس منذ أن سكنت
معها . إنها تصر دائمآ على الاستيقاظ لتعد الفطور بنفسها , مع أن
هذا غير ضروري .
كانت شانا مع مرور الأيام حائرة من تصرفات عمتها في بعض
الأحيان . جلس بيري قبالتها وعلى وجهه سيماء التفكير .
- انت محظوظة بعمتك التي لجات اليها حين مات .. زوجك .
بدا التردد البسيط في ذكر زوجها وكأنه نتيجة تحفظ ما .. ترى
أما زال يذكر الجرح الذي أنزلته به ؟ لا بالتأكيد ليس بعد هذا
الوقت الطويل .
- أجل .. كنت محظوظة .
اخذ بيري يطرح على قطعة الخبز الزبدة وقال :
- أخبرتني عمتك بأنك طردت من منزلك ؟
هزت شانا رأسها .. فسقطت اشعة الشمس المتسللة من النافذة
على شعرها الذهبي , فابتلع بيري ريقه بصعوبة مقطبآ , ثم أخفض
رأسه الى صحنه :
-82-


- كان المنزل لشقيق زوجي وقد أراد بيعه طبعآ .
- طبعآ ! إن تصرفه مجحف فكيف يطردك من المنزل ؟
أهي شفقة ما تشعر بها في نبرته ؟ إن للكلمة تأثيرآ جارحآ ..
فالشفقة آخر ما قد تطلبه منه . فلن تستطيع رؤيته يشفق عليها بينما
تحظى فتاة أخرى بحبه !
أجبرت نفسها على ابتسامة مشرقة :
- أنا سعيدة بالعيش مع عمتي , فنحن رفيقتان رائعتان . لقد
تبين لي أن تركي ذاك المنزل كان خطوة إلى الأمام , فلو أصاب
عمتي المرض تجدني أمامها إن أتى عليها وقت عجزت معه عن
العناية بنفسها وجدتني قربها أرعاها .
اشتد خط فمه .. ومد طبقآ فضيآ بصمت الى شانا فتناولت
حصتها من البيض واللحم . ثم قال بعد صمت طويل كان أثناءه
غرقآ في افكاره :
- انت قانعة بقضاء حياتك على هذا النحو .
- اجل .. اجل .. انا قانعة .
بعد أن تناولت ماتريد صمت صمتآ غريبآ ولكنه سرعان ما
فاجأها بقوله إثر انتهائه من الفطور :
- سأمتطي حصاني متفقدآ خزانآ يشرب منه القطيع . أتودين
مرافقتي ؟ فليس من المستساغ بقاؤك وحيدة ولا أحسب عمتك
تستيقظ قبل عودتنا .
قفزت كلمة شفقة إلى ذهنها ... واحست فجأة بذراع واق
يلفها إلا إن إغراء مرافقته للتنزه على صهوة جواد كان أقوى منها
فلم تتردد .
- ساحب ان أرافقك بيري .
- هيا بنا إذن .. سأطلب تسريج ((اونو)) لك .
-83-



كان جواده جاهزآ , فأخذ اللجام من ريك , الذي عاد فورآ
لتحضير الفرس ((اونو)) التي اصبحت معتادة على شانا الآن . صهلت
الفرس عندما رأتها فاكتسى وجه شانا بابتسامة ترحيب . قالت
بسعادة :
- باتت تعرفني ..
قال ريك :
- ستفتقدك حين تسافرين , فالجياد تتعلق بفرسانها . اليس
كذلك يا ريس ؟
هز بيري رأسه دون ان يتكلم , ثم أعطى شانا يده ليساعدها
على اعتلاء صهوة الفرس , فشكرته بابتسامة . أضفت الشمس على
المراعي الجميلة المستوحشة ألوانا اخرى منها البنفسجي والذهبي
والأخضر النضر . كانت رؤوس العشب المتموج تمتد إلى ما لا
نهاية على هذه التربة القديمة قدم الزمن الذي دمغها العدوانية
والوحشة غير المحدودة .
فيما الجوادان يسيران جنبآ إلى جنب , استرقت شانا النظر الى
الرجل الصامت , الجهم الوجه , المستقيم الجسد , الذي لا يحمل
ذرة غير ضرورية من الوزن , فبدا لها مع حصانه وكانه جزء واحد
لا يتجزأ . لقد قررت أن تعتبره رجلآ عرفته في الماضي ولكنها رغم
عزمها ذاك لم تستطع ان تكبح خفقات قلبها المدوية حبآ لرجل
تعلم علم اليقين انه لن يغفر لها الجرح الذي مُني به بسببها .وهذا
يعني أنه وإن لم يكن مرتبطآ لن يرغب في البدء من جديد مع فتاة
رفضته وطردته من حياتها غير مبالية بقلبه الذي تحطم بزواجها
برجل آخر .
- هل تعبت ؟
أتى سؤاله بعدما تسارعت خطوات الجوادين :
-84-


- لا .. بل أنا أتمتع متعة عارمة !
وصمتت .. فبدا أن بيري متفاجئ . شد لجام جواده سهوآ ,
فتراجع قليلآ بدهشة فمال بيري الى الأمام ليربت عنقه معتذرآ
بصمت ولكن الجواد فهم ما يعنيه سيده . نظر بيري إليها فعلمت
شانا أنه مثلها , قد صدمته ذكرى .. ذكرى بعثتها جملتها هذه حية
حية.
منذ زمن بعيد , كان يضمها اليه بشدة حتى كاد يمنع عنها
التنفس يومذاك أحست بالالم فسألها :
- حبيبتي .. هل آلمتك ؟
فأجابت بلهفة تماثل لهفتها الحالية :
- لا بل أنا أتمتع متعة عارمة .
لقد تذكر تلك الحادثة بعد هذه المدة كلها . قال لها بشيء من
الفظاظة :
- سنصل في الوقت المناسب لننضم الى بعض الرجال . أظنك
بحاجة إلى شراب ؟
- سيروي ظمئي شراب بارد .
تركها وحول اهتمامه إلى مرأى القطعان وهي ترعى في أسفل
السفوح الخضراء.
تفقد خزان المياه اةلآ ثم علت وجهه تقطيبة بسبب حالة المياه
ومستواه قال لرئيس رعته برويل :
- سأرسل من يصلحه .. عليك في هذه الأثناء أن تبعد القطيع
عنه .
- لقد أعطيت الأوامر بهذا .. هل نقدم لك شرابآ
- طبعآ ..
ترجل عن ((فايتر)) بينما ربطت شانا ((اونو ))..
-85-


قال لها مشيرآ الى صخرة مسطحة صغيرة :
- تفضلي بالجلوس .
- شكرآ لك .
أجالت نظرها في المكان الذي أشرف على بعض الرعاة
والناس في هذه المساحة الواسعة .. وفكرت في المدينة حيث جمع
غفير من النساء والرجال يتجولون كجيش من النمل .. إنما الى
اين ؟ ولا وقت لديهم لتبادل الحديث , لا وقت لديهم للتطلع إلى ما
حولهم , ولا وقت لديهم للتفتيش عن الجمال الذي ما زالت
الاشجار تطلقه , أو للنظر إلى فوق للإعجاب بنافذة قام احدهم
بزرعها بالنباتات والأزهار الملونة . في الواقع كل هذا النمل البشري
قد ربط حياته في سباق نحو هدف محدد لن يصله ابدآ .. لذلك ,
فلا وقت لديه للوقوف والنظر إلى ما حوله .
هنا الحياة أقل سرعة , والصحبة أقوى والمساحات أوسع
مجالآ والهواء أرق نسمات .
تناهى إليها صوت بيري من حيث يقف :
- ماهي هذه الأفكار التي تشغل بالك إلى هذا الحد فتجعلك
تعبسين تارة وتبتسمين أخرى ؟
كان يق مستندآ الى شجرة باسترخاء تام , احدى يديه في
حزامه , والاخرى تدلك وجهه .. نظرت اليه , والبسمة ما زالت
على شفتيها , والقبعة متراجعة الى الوراء وياقة قميصها مفتوحة
على عنقها :
- كنت أفكر في الفرق الكبير الشاسع بين محيط حياتي ومحيط
حياتك . فبلادنا تكتظ بكل شيء فترانا نعيش في علب صغيرة .
ربما هي مصممة أحدث تصميم , إلا أنها لا تحل محل هذا
الجمال .
-86-


ولاذت بالصمت من جديد . أما بيري فرفع حاجبيه بطريقة
دفعت الدماء حارة إلى وجنتيها فارتجف فمها استعدادآ للتجاوب
مع اهتمام بيري .
- انت.. تفضلين .. الحياة هنا ؟
كان صوته خشنآ أجشآ قليلآ فاطبقت الغربة على نفس شانا وما
عادت تستطيع تفسير احاسيسها المرتجفة , او عواطفها المتصاعدة .
ردت مفكرة :
- أجل .. افضلها . فأنا احب الهدوء , والمساحات ..
صمتت فجأة وقد تذكرت أنها قالت له هذا في مناسبة اخرى
عندما كانا يتنزهان في الدغل , كما تذكرت كذلك كلمات سندي
الخبيثة . كلمات صدقها بيري في البداية , ولكنه عرف فيما بعد أنها
اكاذيب .
سمعت برويل يقول لها وهو يقدم لها عصيرآ باردآ :
- اذن .. يجب أن تبقي هنا , ولا تخشي شيئآ فالرئيس سيجد
لك عملآ فنحن بحاجة دؤوب إلى اليد العاملة . أيمكنك الطبخ ؟
فضحكت ثم ضحك سائر الرجال المصغين الى حديثه ,
فنظرت اليهم شانا مجددآ . إنهم رجال ضخام قساة ذوو شهية
مفتوحة للطعام , يتناولون كما ذكرت لونا كميات هائلة من اللحم
حتى في الصباح . فردت ضاحكة :
- لن اتمكن أبدآ من طهو وجبات تشبع هؤلاء الرجال
الجائعين , فأنا لا أطبخ إلا لعمتي ولنفسي في نهاية الاسبوع فقط .
كان بيري لا يزال يرقبها .. فجاهدت حتى تبدو هادئة متزنة .
غير أن طريقته في الكلام معها منذ هنيهه ما زالت مؤثرة فيها ..
ففي علامة ذاك ما هو أعمق من سؤال عابر .
قال لها :
-87-


- وكأنك بحق معجبة بجمال بلدنا .
لمست في صوته مرة أخرى إيماءة إلى تيار أعمق .. فأحست
معها بحاجة إلى تبني الحذر , مع أنها لا تعلم السبب ..ردت بعد
تفكير :
- إنها بلاد تفوق أحلامي . فأنا أحب فكرة العيش ملتصقة بأديم
الأرض .
كان صوتها خفيفآ , وعواطفها جياشة . قال برويل :
- نحن فعلآ نعيش ملتصقين بأديم الأرض هنا .. وماذا عن
الأضواء والمرح .. ؟ ألا تشتاقين إليها قليلآ ؟
هزت شانا رأسها :
- هناك ما يعوضنا عنها , كالتنزه على الأقدام في الأمسيات
واللجوء الى الهدوء بدل صخب الرقص .
- ولكنك تمتعت بحفلة الرقص تحت الخيمة ؟
- طبعآ إلا أن هذا المكان يبعث الى النفس إثارة لا تبعثها
قاعات الرقص .
ضحك بضعة رجال وهم يسمعون كلامها , وقال أصغرهم
سنآ :
- لن أمانع أبدآ بزيارة قاعة رقص بين حين وآخر . ومع ذلك لا
أفضلها على موطني .. فأنا لم أعتد يومآ على حياة المدينة , ولا
أظنني سأعتاد عليها .
- وهل عشت دائمآ عى هذه الأرض ؟
- صحيح .. فقد ولدت فيها فوالدي استوطن فيها منذ أن كان
شابآ يعمل لدى والد السيد لونج . إنها عيشة ممتعة ومحببة إلى
النفس .
ارتشف ما في كوبه ثم مد يده إلى إبريق العصير ليملأه من
-88-



جديد .
- مستعدة ؟ ( قال بيري بعد أن انهى كوبه ) .
فشربت ما تبقى بسرعة , وأعطت الكوب لبرويل ثم لم تكن
غير لحظات حتى انطلقت وبيري فوق صهوة جواديهما باتجاه
المنزل , المختبئ خلف حزام من أشجار المطاط والصمغ الباسقة
الضخمة .
كانت العمة غلوريا على الشرفة حين وصلا , فراقبت تقدمهما
بعينين ضيقتين .
قالت العمة لشانا بعد أن ذهب بيري :
- أكنت تتنزهين مع بيري ؟
- كانت نزهة جميلة .. لقد تنزهنا ما يقرب من الثلاث ساعات
ثم استرحنا مع الرجال لاحتساء شراب بارد .
كانت شانا تحس بأن سعادتها هذه ستمكنها من مواجهة
المستقبل الوحيد القادم إليها بسهولة . قبل مجيئها إلى هذه الأرض
كانت تتساءل أحيانآ عما إذا كانت ستتزوج في وقت ما . أما الآن
فباتت مقتنعة بأن هذا مستحيل .
سألتها العمة بعد تفكير :
- ما الذي جعل بيري يقرر التنزه معك ثانية ؟ إنه مشغول دائمآ
خاصة في الصباح الباكر , حين يكون الطقس باردآ منعشآ .
- كنت نائمة فظن أنني سأشعر بالوحدة إن بقيت وحيدة .
اتسعت عينا العمة , وبدأت تهز رأسها كعادتها حين تغرق في
أفكارها . كان بيري الآن قد اختفى نهائيآ عن الأنظار فأدارت العمة
غلوريا عينيها الى وجهه ابنة اخيها .
- ما ألطفه !
- كان ذاهبآ لتفقد خزان مياه .. فقال إن بإمكاني مرافقته .
-89-


تمتمت ثانية وهي لا تزال تهز رأسها :
- لقد كان لطيفآ بتصفه ذاك .
- تتصرفين بطريقة غريبة .. مذا تضمرين يا عمتي ؟
انتفضت العمة عندما سمعت هذا السؤال ولكنها قالت بقوة :
- ليس لدي ما أضمره .. مالذي دفعك إلى هذا السؤال ؟
- الحالة التي أنت عليها لا أستطيع تفسيرها , لكنك لست على
طبيعتك .
عبست عمتها في وجهها ولكن شانا نظرت اليها بريبة وهي
متأكدة من أن هذا التظاهر بالحيرة زائف . قالت العمة :
- أنت تتخيلين الأشياء عزيزتي , فانا في شوق إلى زيارة
كوينس تاون ألا تشعرين بالشوق ؟
- أجل .. قال بيري إنه قد يجد بعض الوقت ليصحبنا الى
البحيرات .
- صحيح ؟ كنت أظنه كثير المشاغل على القيام برحلة ترفيهية
كهذه .
صمتت شانا لحظات ثم :
- متى تفكرين في العودة الى الوطن عمتي ؟
- أو تريدين العودة ؟
- ليس في الواقع ...
صعب عليها ان تشرح , فصمتت تفكر .
- ما زلت تحبينه .. أليس كذلك شانا ؟ (سألتها العمة)
- لا .. قلت لك إنني ما عدت أحبه . لقد اختلفت أحاسيسي
بعد أن التقيته ثانية .
وصمتت .. فلو علمت العمة الحقيقة لتألمت كثيرآ لأنها من
اقنعت ابنة أخيها على المجئ الى نيوزيلندا .
-90-

كان اليوم التالي أحدآ اتصل فيه تشارلز بالمزرعة عبر الراديو
طالبآ التحدث إلى شانا التي بلغت الرسالة من قبل بيري نفسه .
- يريدني ؟
- أجل .
أسرعت إلى المنزل .
- مرحبآ ! كيف حال شقرائنا اليوم ؟ (حياها تشارلز)
- بخير , ولكن لماذا تريد التحدث اليَ ؟
- أيجب ان يكون هناك سبب ؟
- لا .. إنما لا أرى ...
- أردت تبادل الحديث معك فقط .. ماذا كنت تفعلين ؟
- أتشمس .
- بم ؟
- بم ؟ اوه .. تعني أين .. فوق المرجة !
- أيتها الخبيثة ... أعني ماقلته .. بم ؟ أبثوب سباحة مؤلفة
من قطعتين .
احمر وجهها ولكنها تمكنت من الرد عليه باللهجة العابثة
نفسها :
- أجل .. كنت أرتدي قطعتين .
- كنت ؟
- ومازلت .. إلا أنني سترت معظمه , بروب .
- آه ليتني كنت هناك قبل أن نضعي الروب !
- أنت تعبث تشارلز .. لقد حذرني بيري منك . أتذكر ؟
- اوه .. هو ... ! أتصدقين كل ما يقوله لك ؟
- إنه مضيفي .
- آه ليتك ضيفتي !
-91-



- وهل سأكون آمنة ؟
- اجل .. إذا أردت هذا ... شانا أنا مسافر الى كريستشرس
بعد حوالي الاسبوع .. أترافقيني ؟ سأزور جدتي التي يعيش معها
ابنا عمي . ليتك ترافقيني .
بحثت عن حجة للرفض دبلوماسية .
- سأستشير عمتي أولآ ..
- ولكنني لا أدعو عمتك , بل أدعوك انت . سنقيم مع أقاربي
يومين او ثلاثة , نزور خلالها معالم المدينة ونقصد المراقص
ونشاهد المسرحيات والاستعراضات ونسبح على الشاطئ الدافئ .
فكري في دعوتي شانا .. أتعدينني ؟
- لست أدري تشارلز .
- ستكونين آمنة كما لو كنت مع بيري .
- انا واثقة من هذا تشارلز , فلا تعد إلى ذكر هذه العبارة ثانية .
المسألة كل المسألة أنني لا أستطيع ترك عمتي .
- ستعجبك الرحلة .
- لا .. لا أظن .
لم يكن هناك مجال للباقة مع تشارلز , فهو لن يتراجع
بسهولة .
- أشكرك على دعوتك ولكنني آسفة لن أستطيع .
سمعت الآن تنهيدة :
- وهل أنتم ذاهبون في الغد الى كوينس تاون .
- هذا صحيح .
- أتتوقين إلى الرحلة ؟
- طبعآ .
صمت صمتآ غريبآ لم يلبث أن قطعه بصوت خفيض دفع شانا
-92-


إلى ان تصغي جبدآ لتفهم كلماته :
- قد يهمك .. أو لا يهمك .. أن تعرفي . أن شقيقتي تغار
منك .
ارتجف صوتها :
- تغار ؟ ماذا تعني ياتشارلز بحق الله ؟
- اوه .. تعرفين النساء .. إنها لا تحب أن تعيش فتاة أخرى
جميلة بل خلابة في منزل خطيبها , وأعتقد أن هذا أمر طبيعي .
إن سندي تعرف انها هي الفتاة التي أحبها بيري يومآ بينما
تشارلز يجهل هذا الواقع , ويجهل حساسية الموقف . قالت :
- وهل ذكرت سندي أمامك شيئآ عن الموضوع ؟
- ليس بكلمات كثيرة . ولكن لا يصعب علي قراءة أفكارها ,
لقد تدربت على فهمها منذ سنوات .. للتسلية فقط .. إنها تكره
فكرة نزهاته معك كما انها تكره ذهابك معه إلى البلدة .. اسمعي ..
لا تبوحي بهذا ابدآ .. إنه سر بيننا .. فكرت أن أذكره لك , دون أن
أدري السبب .
- لن اقول شيئآ تشارلز .
- أين بيري الآن ؟
- لا أعرف . كان في الحديقة منذ لحظات .
- وهل أعد العدة لحفلة الشواء ؟
- أظن هذا .. ريك مشغول بتعليق المصابيح على الشجر,
ولونا كانت تتشاجر مع مساعدتيها بسبب العمل الإضافي .
- لا ادري لماذا يتشاجران ما دمن سيحطنني بمساعدة كافية .
انا أعرف بيري , ما من احد منا يفكر في عماله كما يفعل هو . لا
ادري كيف ستتصرف هؤلاء الخادمات حين تصبح سندي سيدتهن ,
فهي تتمتع بعرض سلطتها وتفوقها على خادماتنا .
-93-


قطبت شانا , فهي تكره منه التشهير بأخته ولكن يبدو وكأنه
يقول ما يقول عن غير تفكير .
- أظن من الأفضل أن أذهب الآن تشارلز . لقد حان وقت
تناول الشاي , وعلي أن أستحم وأغير ملابسي .
- حسنآ .. اراك في حفل الشواء .. باي يا حلوتي !
احست بالتوتر فجأة , فلما التفتت رأت بيري يقف خلفها
ونظرة ساخرة تعلو وجهه .
- وماذا يرغب كازانوفا أن يقول لك ؟
- كان يرغب في محادثتي ... أتمانع ؟
ارتفع حاجباه :
- أمانع ؟ ولم أمانع ؟
أحنت رأسها فرأت تعبيره المتألم .
- بدوت .. منزعجآ .
انسدل شعرها الاشقر مشكلآ ستارة حول وجهها تحميها
بطريقة ما , فتأملها بيري لحظات طويلة مفكرآ تفكيرآ عميقآ . قالت
أخيرآ تقطع الصمت المشبع بالتوتر بينهما :
- هل أنت غاضب مني .. بيري ؟
- ولماذا أغضب ؟ لـك أن تفعلي ما تريدين ... ولكنني
حذرتك من تشارلز .
وكأنما كلمات التحذير الجديدة كانت وليدة انفجار داخلي
يعتمل في نفسه .
فردت بهدوء :
- إنه يعرف حدوده معي .
- لماذا أراد أن يكلمك إذن ؟ أو أن هذا أمر شخصي ؟
- لقد سبق أن قلت لك إنه أراد محادثتي .
-94-


لم تشأ أن تخبره عن الدعوة التي وجهها تشارلز لها . ولكنها
حين نظرت الى وجه بيري , استنتجت أنه سمع على الأقل جزءآ من
حديثهما .. فتابعت :
- طلب مني مرافقته الى كريستشرش لزيارة جدته .
شاهدت فم بيري يشتد ويصبح خطآ رفيعآ .. لماذا هذا
الاهتمام الشديد ؟ فبعد ان عاملها بعدم اكتراث ظاهر في البداية ,
عاد الآن يظهر اهتمامآ جامحآ بها .
- وهل ستذهبين معه .
هزت رأسها نفيآ .
- لا .. قلت له إنني لا أستطيع ترك عمتي .
نظر اليها بقوة وقساوة .
- أراد منك أن ترافقيه وحدك ؟
بللت شانا شفتيها بطرف لسانها .. لم هذا الاحساس بالخوف ؟
إنها لم تخف من قبل .. من بيري .. ولكنه نوع غريب من الخوف
فهي تشعر بارتعاشة حقيقية بعثت خفقات قوية مؤلمة إلى قلبها .
- اجل .. لقد اقترح أن أذهب وحدي فرفضت طلبه .
صدمها موقفها الدفاعي هذا . كانت تريد أن تهدئ غضبه
وكأنما له سلطة ما عليها ! وقد نجحت إذ سرعان ما استرخت
اسارير وجهه , وبدا متأثرآ بلهفتها لتهدئة خاطره , وكأنما اراد ان
يريح لها بالها أيضآ فابتسم قائلآ :
- أنا مسرور شانا لأنك أظهرت هذا التعقل . كان على تشارلز
ان يكون أكثر حكمة فلا يطلب منك الذهاب معه وحدك .
استجابت شانا لبسمته , وعاد عالمها مشرقآ ورديآ , وقالت :
- لا أظنه فكر مليآ في الأمر . إنه دون شك اعتقد انني سأجد
متعة وإثارة هناك .
-95-



- وهذا صحيح ... اليس كذلك ؟
- لدي اشياء كثيرة أخرى تهمني عدا الاثارة . أنا على اية حال
لست معتادة على هذا النوع من الاثارة .. والمرء عادة لا يشتاق إلى
ما لا يملكه .
تمتم بيري مفكرآ , ينظر اليها :
- لم تعرفي الكثير من الاثارة .. هل كانت حياتك مملة شانا ؟
أيسألها ما اذا كانت نادمة ؟ اجل .. اوه .. اجل ! قلبها يجيب
عنها . فقد كانت وهي في الحادية والعشرين عمياء . أعماها الواجب
وجعلها تضحي بقلبها كما جعلها تجرح الانسان الوحيد الذي
احبته . اكتشفت منذ أن وطئت قدماها هذه الأرض ما جنته يداها
قبل اربع سنوات . أحبها بيري بشغف وعلم بأنها تحبه فتصور
مستقبلهما مزهرآ ومستقرآ حتى أتت هي فجأة وهشمت أحلامه
ودمرتها ولكنها لم تؤذه وحده بل أذت نفسها أيضآ . كانت تلك
الحادثة التي وقعت لتود مشؤومة جعلتها تختار الواجب على
الحب . عصر الالم .. والاحباط .. قلبها فبيري لن يغفر لها أبدآ .
ردت عليه , بعد ان أدركت أنه ينتظر ردها :
- في معظمها ... أجل .
- معظمها .. اي أنك حصلت على فترات أقل ضجرآ ؟
ماذا يسألها الآن بالضبط ؟
- بعد .. زواجي .. لم يكن هناك .. اي .. اي ...
وتدفقت الدموع دون توقع فخنقت تتمة الجملة . كانت تلك
اللحظة مشحونة بالتوتر وبالمشاعر , ولكنه كان قاسيآ دون رحمة في
اصراره .
- وقبل الزواج .. شانا ؟ قبل زواجك .. أكان هناك إثارة ؟
أعرفت معنى السعادة ...منتديات ليلاس
-96-


صاحت متألمة :
- توقف ... ارجوك ! لماذا تحاول ان تعذبني ؟ أعرف أنني
اتخذت القرار الخاطئ .. فلا داعي إلى تذكيري .
- ولكنك في ذلك الوقت , كنت ترينه القرار الأصوب .
نفرت شرايين زرقاء فوق صدغيه الاسمرين واحمرت عيناه
واشتعلتا غضبآ :
- قبل زواجك عرفت معنى الحب .. ومع ذلك رميت به
بعيدآ . وكأن لا قيمة له ! .. دموع .. ما أسهل ذرف الدموع .. وهل
بكيت ...
- لم استطع بيري ... بدا لي .. شلتني المأساة .. وفقدت
المشاعر أسابيع .. ماذا تحاول ان تفعل بي ؟ كان هذا كله في
الماضي ... أما الآن فلديك امرأة أخرى .
نظر اليها وقد انحسر الروب عن جسدها الفتي الجميل , ثم
ابتلع لعابه بصعوبة , وكأن شيئآ مؤلمآ عالق في حلقه ولكن الشفقة
كانت غائبة عن فمه الصارم . ثم قال أخيرآ وهو يرتد عنها :
- اجل .. اجل .. كان هذا كله في الماضي , أما الآن فلدي
امرأة أخرى .
استدار إليها ثانية فضاقت عيناه على جسدها قبل أن يعود
فيغادر الغرفة ..
* * * * *
-97-




 
 

 


التعديل الأخير تم بواسطة doode al 7aloo ; 04-01-09 الساعة 09:05 PM
عرض البوم صور doode al 7aloo   رد مع اقتباس
قديم 04-01-09, 09:07 PM   المشاركة رقم: 35
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Jun 2007
العضوية: 31308
المشاركات: 8,779
الجنس أنثى
معدل التقييم: doode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميعdoode al 7aloo عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13215

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
doode al 7aloo غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : doode al 7aloo المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة golya مشاهدة المشاركة
   بأنتظارك ياعسل ,,

مرررررررررررررررررررررحب


أن شاء الله تكوني مبسووووووطه .. هالمرة نزلت فصلين ...

والله يعين على الباقي ..

مشكووووووووووووووووورةعلى الحضور عزيزتي ..

 
 

 

عرض البوم صور doode al 7aloo   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أحلام, anne hampson, آن هامبسون, boss of bali creek, تسرقين العمر, دار الفراشة, روايات, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 08:48 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية