منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   حصري 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t208765.html)

Rehana 01-01-23 12:04 PM

4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( كاملة )
 
https://t3.ftcdn.net/jpg/03/67/35/72...hrZZAE859A.jpg

كل سنة وانتم طيبين بحلول السنة الجديدة 2023
راح انزل رواية مكتوبة غير متوفرة ورقية في المنتدى واتمنى تنال اعجابكم

الملخص


مرور لوريل بتجربة مروعة جارحة عندما كانت مراهقة صغيرة, تركها تعاني من عقدة الخوف من الرجال .هذا الخوف لم يغادرها اطلاقاً. والآن وبعد ست سنوات إنها لا تزال خائفة ومكبوتة كما كانت دائماً. التقت ثانية بـ ألوفير سافج الذي لعب دوراً كبيراً في تلك الأحداث المرعبة. أخيراً وجدت لوريل فرصتها للانتقام منه للأذى الذي سببه لها.
لكن كل شيء انقلب ضدها عندما أدركت أنها واقعة في حب أولفير ,وانه من جانبه كان لا يراها إلا مجرد موضوع نفسي مشوق يمكن دراسته واستخدامه.

لا احلل نقل روايتي المكتوبة لأي موقع من مواقع التواصل الاجتماعي

Rehana 01-01-23 12:05 PM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي
 
الغلاف الاصلي للرواية

http://ecx.images-amazon.com/images/...500_AA300_.jpg

روابط فصول الرواية

الفصل الاول

الفصل الثاني

الفصل الثالث

الفصل الرابع

الفصل الخامس

الفصل السادس

الفصل السابع

الفصل الثامن

الفصل التاسع

الفصل العاشر والاخير

Moubel 01-01-23 04:32 PM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي
 
😍😍😍😍😍😍 متشوقة

Rehana 03-01-23 08:18 PM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي
 

الفصل الاول


تنهدت لوريل لدى ملاحظتها قلق صديقتها الصغيرة في المكتب سالي .كانت سالي قد أدرات رأسها نحو الباب عدة مرات هذا المساء وسألت بنفاذ صبر متوقع :
- لم يصل بعد ؟
بالكاد نظرت لوريل الى صديقتها من وراء الآلة الكاتبة وهزت رأسها :
- عندما يأتي فلن أكون الوحيدة التي ستعلم بقدومه بل ستراه ايضاً فرانسيس, على كل لن يكون السيد مارشال مسروراً عندما يراك في مكتبي من جديد. سالي انت تعلمين انه في عجلة من امره للحصول على النسخ الفوتوغرافية .
اجابتها سالي بتذمر متجاهلة تنبيهها :
- في الحقيقة اعتقد انك لا تملكين شعور الرومنسية .
واستطردت قائلة :
- ونحن على وشك تلقي دعوة من أكثر الكتاب شهرة في البلد بينما كل ما تفعلينه هو القلق على صور السيد مارشال العجوز .ريحانة
واردفت متسائلة :
- ألست مبتهجة ولو قليلاً ؟ لقد رأيت السيد كرافيس مساء أمس في التلفزيون في حديث أجري معه .الاتعتقدين انه رجل رائع ؟.

Rehana 03-01-23 08:18 PM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي
 
اجابت لوريل كاتمة غيظها :
- ببساطة أنا اعتبر السيد كرافيس زبوناً عادياً كغيره. وعلى كل أنا لا اعرفه ولم أقرأ له أياً من كتبه .
قالت سالي بصوت عال :
- اذا لقد فاتك الكثير .
واضافت بحماس:
- ألا تظنين ان هناك جاذبية غامضة في الرجال ذوي الشعر الاسود ؟
وتوقفت عن الحديث فجأة عندما لاحظت التغير في تعابير وجه لوريل .
كانت لوريل قد عملت لدى شركة مارشال ومارشل للمحاسبة القانونية منذ تكونت وعلى الرغم من الأسئلة العديدة التي تحيط بلوريل فلم تعرف سالي عنها سوى القليل منذ تسلمها الوظيفة كسكرتيرة بدلاً من ماري المحنكة التي تقاعدت, وفكرت سالي ان لوريل من المكن ان تكون جذابة اكثر بقليل من الاعتناء بنفسها .منتديات ليلاس
شعاع الشمس المنعكس على مكتبها اظهر اللون الأحمر الداكن لشعرها المشدود للخلف على شكل كعكة. لم تكن لوريل تبلغ من العمر اكثر من الواحد والعشرين عاماً او الاثنين والعشرين لكن طريقة انتقائها لزيها كبذلات التويد القديمة والبلوزات التقليدية مع انتقاءها للأحذية القوية والمتينة أكثر من كونها انيقة ومترفة لتناسب جسمها الدقيق جعلها تبدو وكأنها في الاربعين من عمرها على الأقل ,ومع أنها لا تضع أبداً مساحيق التجميل على وجهها فإن بشرتها الشفافة الناعمة جعلتها موضع حسد أكيد من قبل سالي .
لم يسمع احد لوريل من قبل تتحدث عن أسرتها أو عن أي شئ خارج نطاق العمل. والسؤال الذي يتردد دائماً :
"هل للرويل صديق ؟ لكن الجميع يعرف كيف تبدو لوريل عندما يتطرق الحديث عن الشبان والحب مما جعل الشك يتسرب إلى قلب سالي تجاه لوريل التي تبقي هذه الامور بلا تعليق ولا احد يعرف السبب. مع كل هذا تجد سالي نفسها مرتاحة لصحبة لوريل فهي من اكثر السكرتيرات إلماماً وخبرة في مجال المحاسبة حيث إنها وصلت لمركز مرموق. وكانت لوريل قد خصصت وقتاً لمساعدة سالي وإعطائها التعليمات اللازمة بعدما بدأت آلة التصوير التعيسة بإرتكاب أخطاء في الطباعة بينما من المفروض ان تساعدها فرنسيس لكنها لم تفعل. وما قالته لوريل لسالي صحيح تماماً: ثقي بها لتنالي الحظ وهي ستكون الشخص الأول الذي سيرى جوناثان كرافيس عند قدومه للموعد المحدد مع السيد مارشال ومما لا شك فيه انها ستكون اول المشاركين بالمقابلة .ريحانة
سألت سالي بشيء من الفضول :
- هل انت حقاً غير مهتمة بقدومه ؟منتديات ليلاس
افتر ثغر لوريل عن ابتسامة باهتة. مسكينة سالي من الواضح انه يصعب عليها تصديق قول لوريل بأنها ليست مهتمة بهذا الزبون الأخير .
ابتسمت لوريل بمرارة وفكرت انه لم يحمل أي من الرجال البهجة إلى قلبها, وما تحسه نحوهم هو عدم الارتياح إذا كانوا من نوعية السيد مارشال جافين ومتحفظين, وقد يتملكها الشعور بالاشمئزاز إذا صدف وعبر لها احدهم عن إعجابه بها. إنها ردة فعل عميقة مترسخة داخلها لم تعها ولا تعرف كم تتقلص عند اقل لمسة .
العاملون معها في الشركة دائمو النقاش حولها وهذا شيء يرعبها. لقد مضت اعوام طويلة وهي تضع نفسها في قوقعتها ولم تكن تعرف مايدور بمخيلة من حولها, من الجنس الآخر شئ منفر بنسبة لها. فلم يكن موجوداً في الدير الذي أُرسلت له بعد ان وجدت نفسها وحيدة في هذا العالم.

Rehana 03-01-23 08:19 PM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي
 
في البداية كانت قد أرسلت لأحد البيوت لكن الكوابيس التي كانت تراها ورفضها لصحبة من في سنها من المراهقين كان السبب في ارسالها إلى الدير .منتديات ليلاس
كانت لوريل سعيدة رغم الجو الصارم وكانت تفكر جدياً في ان تصبح راهبة لكن الأم المبجلة في الدير اقنعتها بطريقتها الخاصة بالعدول عن الفكرة, واخبرتها أنها لا تملك خبرة الكافية بعد في الحياة لتجعلها تتخذ مثل هذا القرار المصيري بالإضافة لذلك فليست هناك الرغبة الحقيقية التي تؤهلها لذلك.
لكن بالطبع لم يكن هذا هو السبب الحقيقي فقد فهمت لوريل انهم يودون التخلص منها والأم المبجلة حاولت إفهامها بلطف .
عادت اصابعها تعمل على الآلة الكاتبة بثبات, وضاقت عيناها العسليتان وهي تستعيد ذكرياتها المؤلمة والمرعبة ,وأخذ جسمها يرتعش بشدة وعادت إليها القشعريرة التي تنتابها كلما جال في خاطرها الماضي بذكرياته الموجعة التي لا تفارقها أبداً.
سألتها سالي بصوت قلق قاطعة حبل افكارها :
- هل أنت بخير ؟
اجابتها لوريل محاولة ان تبدو هادئة :
- أنا بخير .
ونظرت لوريل إلى ساعتها قائلة :
- مارأيك بكوب من الشاي ؟!
شعرت سالي بالخوف من النظرة التي بدت في عيون لوريل وللحظة احست انها تنظر إلى لرويل وكأنها تراها لأول مرة, فقد بدت لوريل كشخص مختلف بسبب الرعب والخوف الذي واجهته في حياتها والذي لا يحتمل .ريحانة
احتسيتا الشاي في صمت فلم تكن لوريل تحب الثرثرة. ولم تكن اجتماعية فهي دائماً متحفظة في التعامل مع الآخرين وصدمت سالي عندما فكرت ماذا سيحدث للوريل لو اختلطت بالناس. وعرفت طبيعة الحياة, إنها انسانة بعيدة عن المجتمع ومنعزلة عن العالم, لم تعرف سالي ما الداعي لأن تفكر بهذه الطريقة, أخذها التفكير بضع دقائق لكنها ادركت فجأة أن الساعة قد اصبحت الثالثة وهذا يعني أنها اضاعت فرصة لقاء جوناثان كرافيس في ردهة الشركة وتأكد ظنها عندما رن جرس مكتب لوريل وتلقت الأوامر وصمتت لبرهة ثم خاطبت سالي قائلة :
- السيد مارشال يريدني ان اذهب لمكتبه لأدون بعض الملاحظات.
ولملمت بعض الاوراق وأخذت قلماً وقالت :
- اعتقد أن هذا سيتطلب بعضاً من الوقت لذا اعتقد أنه من الأفضل ان تصنعي الشاي لأدخله بنفسي. منتديات ليلاس
شركة مارشال ومارشال من الشركات التي مازالت تتبع الطريقة التقليدية في التعامل مع زبائنها من حيث الاهتمام بهم. اكثر عملاء الشركة هم رجال كبار في السن, لوريل لا تمانع في التعامل معهم بينما سالي تفضل التعامل مع اناس عصريين أكثر .
بعد ان تفحصت لوريل صينية الشاي وتأكدت من حسن مظهرها ومن شعرها المشدود بإحكام قررت الدخول الى مكتب السيد مارشال .
في الماضي عندما كانت لوريل طالبة بكلية السكرتارية حاولت الكثيرات من الفتيات اقناعها بإرسال شعرها بل حاول البعض نزع الدبابيس من شعرها, جفلت لوريل لدى تذكرها هذه الاحداث ولمعت عيناها الكبيرتان في وسط وجه بيضاوي متناسق التقاطيع.

Rehana 03-01-23 08:19 PM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي
 
اما بنيتها النحيلة وبشرتها الناعمة الخالية من العيوب وتقاطيعها الدقيقة فقد ورثتها عن والدها الذي لم تره في حياتها .
كان ابوها اسكوتلندي الأصل دائم التجول, هذا ما قالته امها لها وكان قد قتل في هونغ كونغ خلال اعمال شغب حدثت انذاك.ريحانة
لم تكن امها تشعر بالحزن وهي تقص عليها هذا, مما جعل لوريل تعتقد ان زواجها لم يكن ناجحاً. ومع عدم تذكر لوريل لوالدها لم تشعر قط بفقدانه, لم يكن هناك ماتذكره سوى والدتها واقاربها فقد كانت تعيش معهم في البيت الكبير والقديم الذي اشتراه جدها عندما تزوج في هامبستيد, كان المكان محاطاً بمرج رائع, كان هناك كلب سبانيلي ابيض اعتاد ان يقفز عند قدميها ويطارد الارانب عبر المرج, في تلك الايام كانت لوريل تذهب الى مدرسة صغيرة رسمية للبنات وكانت تلك المدرسة محببة جداً الى قلبها , عندما مات جداها بقيت لوريل ووالدتها وحيدتين في هذا البيت القديم الضخم لا يملكان إلا القليل من النقود مما اضطر والدتها لتأجير البيت إلى النزلاء, ارتجفت يداها عندما تذكرت هذه الصورة مماجعل الاكواب تهتز وقالت في نفسها:" يجب ان اتماسك "
ادركت ان الماضي لن يعود وهي الآن تعيش في الحاضر وتملك اشياء كثيرة فعندها شقتها بالاضافة الى ذلك عندها سيارتها الصغيرة التي تقودها الى المدينة في اوقات فراغها وعطلها واحياناً تذهب الى مناطق متميزة بمناظر طبيعية لتريح اعصابها المتعبة .
اصبحت لوريل وحيدة, امها كانت دائماً تعاني من امراض في القلب وبعد...وبعد المحنة التي عانت منها لوريل, لم تسطع تحمل العار الذي لحق بها والذي تسبب بموت والدتها مما جعلها تكره نفسها وتعاقبها متمنية الموت في كل لحظة, وفكرت باستمرار انها هي من يستحق تموت لا أمها ولكن هذه مشيئة الله, قرعت الباب ودخلت مكتب السيد مارشال وهو من اكبر المكاتب بإعتباره الشريك القديم في الشركة, اثاث المكتب مصنوعاً من الخشب الفاخر الماهوغاني الذي يتلاءم مع خشب الجدران مما اطفى لمسة وقار على الجو العام .منتديات ليلاس
استقبلها السيد مارشال بابتسامة جافة قائلاً :
- آه, لوريل عظيم لقد اتيت بالشاي .منتديات ليلاس
كانت لوريل من افضل سكرتيرات عند السيد مارشال لكفاءتها وتفانيها في العمل وحسن تصرفها .
في البداية كان السيد مارشال يشك في كفاءة لوريل لدى انتقائها لتكون بديلة ماري جالمور, لكن لوريل اثبتت جدارتها بأقل من شهر مما جعلها الاختيار الأمثل لتكون السكرتيرة الخاصة للسيد مارشال.
رمقها السيد مارشال بنظرة متفحصة, كانت لوريل ترتدي طقماً من الصوف العسلي كان مناسباً جداً مع قميص ابيض تقليدي بياقة عالية, اما الصدرية العليا فقد كانت تحجب الكثير من تقاطيع جسمها وكذا كانت تنورتها السميكة لكن لم يكن زيها وحذاؤها الخالي من الاناقة قادرين على منع اظهار طولها النحيل وتناسق جسمها .صبت لوريل الشاي بأمر من رب عملها ولكن هذا لم يمنعها من استراق النظر للشخص الجالس امام السيد مارشال لكنها لا تستطيع تحديد ملامحه إلا بإدارة وجهها نحوه وهذا ما لم تكن راغبة في فعله, كانت لوريل تلقب بذات الاقدام الطويلة وهذا ما كانت جدتها تدعوها به فمنذكانت لوريل صغيرة كانت ساقاها تبدوان طويلتين ومتناسقتين, قياساً عمن هم في سنها ,مما كان يدعو الاخريات لأن يحسدنها .منتديات ليلاس
نظرت بحنق من طرف عينها ورأت الزبون الجديد ينحني ويفتح حقيبة ويخرج اوراقه منها, واحست بشيء غريب يصحو في داخلها, كان صوتها بارداً خالياً من اي تعبير عندما سألته إذا كان يفضل الشاي بالحليب ام بالليمون .
ادار رأسه نحوها مما جعل الدم يغلي في عروقها واحست بدوار جعلها غير قادرة على الوقوف .

Rehana 03-01-23 08:21 PM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي
 
انه ليس ...هو لكن... كل جزء من هذا الوجه كانت تعرفه ولا يمكن ان تنساه. لا يمكن ان تخطئ فإنه هو من تقصد .
وسمعت صوت السيد مارشال يذكر اسمها, واستجمعت قواها وقدمت كوب الشاي مع الصحن الى السيد الذي يدعىّ بأنه جوناثان كرافيس والذي تعرفه باسم اوليفر سافج, ولابد انه قد عرفها ايضاً, فهذا مابدا واضحاً في عينيه عندما ذكر اسمها امامه. واغتبطت عندما احست بصدمته .
وسألت نفسها: هل كان يتوقع هذا؟ ام هل نسيها ولم يبق شئ في ذاكرته مما حدث, بعد ان حطم حياتها وتركها تتمنى الموت في كل لحظة, ولطالما شعرت ان الموت هو الحل الوحيد لاراحتها مما تحس به .ريحانة
وأمرها السيد مارشال عندما قدمت الشاي قائلاً:
- اجلسي لوريل, السيد كرافيس او السيد سافج كما يفضل ان ينادى يود أخذ ملاحظات مختصرة عن موضوع نقاشنا.
واضاف متحذلقاً:
- السيد سافج كما تعلمين كاتب, كان يعمل خارج البلاد لبعض الوقت وكتب تحت اسم مستعار هو جوناثان كرايفس ولكنه رغب في العودة للوطن ويريد نصيحة في مجال الضرائب .
لوت لوريل شفتيها بعدم رضا وقالت في نفسها : جوناثان كرافيس واوليفر سافج هما شخص واحد: ماهي نوعية الكتب التي يكتبها؟ وخمنت لوريل نوعية الكتب, لابد انه يعتمد على الاثارة في اعماله مما يفسد ذوق القراء من خلال براعة اسلوبه في اختلاق الاكاذيب, لابد لمثل هؤلاء ان يمنعوا من الكتابة فالحقيقة بالنسبة لهم هي تزوير للحقائق من اجل خدمة مآربهم وهذا بضبط ماحصل معها.
استجمعت قوتها, تلك القوة التي جعلتها طيلة ست سنوات تتحمل ماتتحمله, وجلست تدون الملاحظات التي يمليها عليها مديرها والسيد سافج. كانت لوريل متيقظة لكل كلمة ينطقها ,وهي واعية لكل قصد من وراء كلماته .منتديات ليلاس
الضعف الذي احست به من المواجهة غير المتوقعة بينهما تلاشى الآن تاركاً مكانه ألماً وخوفاً.
ماذا لو حاول ان يكلمها ... لكن لا, لن تتحمل هذا طوال الوقت كان قلمها يتحرك بعصبية وهي تكتب, وتضاربت افكارها مع ماكانت تكتبه وكانت لا ترى شئ مما تكتبه, فالكلمات تتراقص امام عينيها مما جعلها مضطربة ومرتبكة. وقصدت ان تضع كرسيها بمكان لا يمكنها من خلاله ان تراه. وصدمت عندما رفعت رأسها لترى أنه غير موقعه ليكون في مواجهتها, كان أولفير يحدق بها وكأنه يريد الغوص في اعماقها ليكتشف ما تفكر به, كان دائماً يبعث الخوف في نفسها لكن الخوف منه الآن اصبح اكبر .
الخوف منه الآن يسمرها, يستحوذ عليها, جاعلاً وجهها مصفراً وعينيها متوترتين .
وعادت الى هدوءها عندما عاد السيد مارشال يتحدث مما اعطاها الفرصة لاتمام ماتكتبه ورفعت عينيها ونظرت لوجهه محاولة ان تكتشف مايدور في مخيلته .
وجهه وسيم كما ذكرت سالي هذا اكثر من مرة. لم تكن تنوي النظر اليه فهذه المقابلة ازعجتها لأنها كانت مفجأة لهما ولكنها مضطرة لهذا ولا مفر منه .
وقف فجأة وتحرك خطوة امام عينيها, احست لوريل بإنقباض في داخلها وشدت بأصابعها على القلم الذي كانت تمسكه فوقع على الارض.منتديات ليلاس

Rehana 03-01-23 08:22 PM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي
 
انحنيا معاً ليلتقطاه. نظرت إليه وظهر رسغه المفتول القوي من تحت بذته الغامقة وطرف قميصه الابيض الناصع الذي اظهر رجولته الطاغية, وبسبب طول ذراعه التقط القلم قبلها ولامست ذراعه ذراعها فابتعدت فوراً عنه. وضاقت عيناها وهي تنظر إليه وظهر فيهما الخوف والاشمئزاز في آن واحد وقابلها بنظرة استهزاء قبل ان يعطيها القلم.
قالت في نفسها بوهن: إنه لم يتغير حتى ولو حدث فسيكون للأسوأ فقد اصبح أكثر قوة وسيطرة. لقد لمست قوة جانبه منذ اول لحظة عرفته فيها وكم أخافها هذا الشعور .لقد استغل سذاجتها سابقاً ونسج لها شباكاً وقعت بها من خلال اسئلة طرحها عليها دمر بها حياتها وتسبب في قتل امها .ريحانة
وبصعوبة ابعدت عن ذهنها الذكريات المؤلمة وعادت الى الواقع. لا يمكن ان تكون السنوات الست قد غيرت شخصاً بعمر السابعة والعشرين عاماً بينما من السهل أن تؤثر على فتاة بالعشرين من عمرها . لقد جعلتها التجربة التي مرت بها تنضج وتصبح امرأة بعد ان كانت مراهقة صغيرة خلال فترة ستة اشهر عانت الكثير خلالها .
كتبت لوريل تعليمات السيد مارشال بدقة .منتديات ليلاس
سالي كانت دائماً تتذمر من العمل في هذه الشركة فهي تعتبرها مملة, لكن لوريل لم تكن تجدها كذلك فبالنسبة للوريل كان العمل بهذه الشركة يؤمن لها الأمان والراحة تماماً كما تشعر عندما ترتدي ملابسها التقليدية التي اعتادت ان تلبسها دائماً.
كانت لوريل في السابق مثل سالي تبهرها الملابس ذات الطراز الحديث ومساحيق التجميل لكن انوثتها تجمدت في داخلها بعد التجربة التي مرت بها .
شعرت لوريل بارتياح عندما اشار اليها السيد مارشال بإمكانية الانصراف ولمحت في عيني أوليفر سافج النظرة المتسائلة التي طلما رأتها والتي ببساطة تعبر عن انه لن يترك الأمور كما هي عليه, فسيبقى يحاول معها حتى يصل إلى ما يرمي اليه. ومن الواضح انه لم يفقد رغبته بمطاردة من حوله بطريقة الاستفسار المستمر وحصارهم حتى يأخذ ما يريد تماماً كما فعل معها سابقاً.منتديات ليلاس
لكن لن تتيح له الفرصة لينال منها من جديد, لقد دمرها في السابق والمرأة التي خرجت مجدداً من تحت الانقاض اصبحت منيعة ضد ألاعيب أوليفر سافج.
دخلت لوريل مكتبها فبادرتها سالي:
- يا الهي لوريل هل انت بخير ؟ تبدين شاحبة .!
هزت لوريل رأسها بالنفي واضافت سالي بحماس :
- اذاً حدثيني عنه هل هو جذاب في الحقيقة كما في الصور؟
قالت لوريل بشرود :
- لم ألاحظ هذا.
كشرت سالي بعدم تصديق لقول لوريل فهي تعرف كيف تنظر لوريل إلى كل الرجال وتعتبرهم مزعجين .
قالت سالي باحتجاج :
- لقد امضيتما وقتاً طويلاً معاً. لوريل, هل مازال لديك عمل ؟
وحولت لوريل نظرها عن سالي كي لا ترى مايدور بخلدها واجابت:
- لدي فقط بعض الملاحظات, لن تأخذ مني الكثير من الوقت لأنهيها , سأذهب مبكرة اليوم .
ثم اضافت :
- سأترك هذه الملاحظات على مكتبي قبل ان اذهب .
وردت سالي :
- حسناً فهمت سأرسل البريد .

Rehana 03-01-23 08:22 PM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي
 
واخذت لوريل تكتب على الآلة الكاتبة الملاحظات التي دونتها, إنها تحب مكتبها لأنه يؤمن لها الهدوء واتمت عملها في ساعة واخيراً تنفست الصعداء .منتديات ليلاس
كان هناك شئ ما يدعوها لأن تترك مكتبها وترحل قبل ان ينهي أوليفر اجتماعه ويخرج من مكتب المدير فتصادفه في طريقها. وقالت في نفسها: إن اسمه سافج وهذا يشير إلى طبيعته المتوحشة, لقد جربت طبيعته الخالية من الرحمة سابقاً ولن تدع ماحدث يحدث من جديد .
وكانت تسحب الورقة الأخيرة من على الآلة عندما ولجت سالي إلى المكتب وكان شعرها متشابكاً وعلى خدها بقعة حبر وصاحت قائلة :
- الشكر لله أنك مازلت هنا, اللعنة على هذه الآلة الطابعة إنها لا تعمل, جون ليفير يريد اثنتي عشرة نسخة من بعض الوثائق ويجب أن أنهيها الآن لأنه يريد ارسالها في بريد اليوم .
قالت لوريل :
- سأتي حالاً لأرى العطل .
كانت لوريل قد وصلت لنصف الممر عندما تذكرت انها تركت محفظة يدها في المكتب وعليها ان تعود حالاً.
وقفت لبرهة مترددة لكن سالي شدتها من يديها بنفاذ صبر واتجهتا إلى المكتب العام وحثتها سالي قائلة:
- هيا اسرعي يا لوريل! لقد فقد صوابه معي عليكِ معالجة الامر .
اخذت الآلة منها وقتاً اكثر من ما توقعت واخيراً وجدت العطل فقد علقت قطعة ورق بآلة التصوير مما عطل عملها. لكن لوريل عالجت الأمر فعادت الآلة تعمل من جديد .
وصلت لوريل إلى مكتبها وسمعت اصواتا آتية من الداخل وفوجئت عند دخولها بالسيد مارشال يتنفس الصعداء عندما رآها قادمة :
- آه لوريل كنت للتو اقول لأوليفر انك لست من النوع الذي يترك العمل مبكراً قبل اتمام عمله. هل أتممت الملاحظات ؟
خطت نحو مكتبها متفادية النظر الى الرجل الواقف عند النافذة. سلمت لوريل رئيسها النسخ المطبوعة على الآلة الكاتبة وسألت بتردد إذا كان بإمكانها المغادرة الآن .ريحانة
نظر السيد مارشال متفاجئاً بقول سكرتيرته الممتازة .
رن جرس الهاتف وكانت المكالمة للسيد مارشال فاعتذرالسيد مارشال لاوليفر سافج ليتلقى المكالمة في مكتبه. وبتردد التقطت حقيبة يدها وخطت نحو الباب لكن أوليفر اسرع وسد الباب عليها مانعاً إياها من الخروج .
نظر أوليفر إليها بشرود وكأنه لا يصدق مايقول :
- لوريل... هل انت فعلاً لوريل ؟
- لا اريد الحديث معك .
- ساوصلك الى البيت.
- لا !. خرجت الكلمة من شفتيها مرتجفة وحدقت به بوجه شاحب.ريحانة
ضاقت عينا أوليفر وهو يتفحصها بدقة متمعناً فيها وبملابسها. هبت من مكانها ورجعت الى الوراء عندما لمس خدها قائلاً :
- هناك بقعة حبر على خدك .
ورفع اصابعه امام عينيها ليريها الحبر الذي كان على خدها .
- إنها بسبب الآلة ...عليّ ..عليّ ,أن اذهب الآن.
ارتفع صوت عقلها منبهاً إياه من خطورة هذا الموقف, لكن قبلت هذا الموقف لتخضع مشاعرها إلى اختبار هذه المشاعر التي خدعها وغشها يوماً من الأيام. بكل تأكيد تعلمت درساً مما حدث.

Rehana 03-01-23 08:27 PM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي
 
أتى صوت دافئ يناديها باسمها:
- لوريل ؟
مماجعل قدميها ترتجفان. لقد سمعته من قبل ينطق بأسمها .
واردف قائلاً :
- يجب أن أكلمك .
- لا.
كان هناك ألم واحتجاج في اعماقها وقد لاحظ أوليفر هذا .
وسمعت لوريل خطوات السيد مارشال تتقدم من مكتبها فأسرعت نحو الباب وارتعدت أوصالها لدى سماعها أوليفر يقول ببرود :
- أرجو أن تسمح لي بالانصراف فقد وعدت سكرتيرتك أن أوصلها, يبدو أنها على عجلة من امرها .
حملق السيد مارشال لدى سماعه ما قال لاعتقاده بعدم وجود علاقات خاصة بسكرتيرته حتى خارج نطاق العمل, فهي حريصة دائماً على الخروج فوراً الى البيت .
تصلبت لوريل عند سماعها صوت أوليفر وهو يشكر السيد مارشال ويودعه ويعده بأن يبقيا على اتصال بعد أن يكون أوليفر قد قرأ الملاحظات .منتديات ليلاس
امسك أولفير بيد لوريل بقبضة قوية امام نظرات عدم التصديق التي لاحقتهما وهما يمران امام موظفي الشركة وكان على لوريل ان تتحمل هذا حتى يخرجا .
وفي الخارج لفحتهما نسمة خريفية, حاولت لوريل ان تفلت من قبضة هذا الرجل وصاحت بغضب في وجهه :
- ماذا تظن بأنك فاعل ؟وعلى كل حال أنا لا أرغب بالذهاب معك لأي مكان أو حتى الحديث اليك.
- هذا جيد على الأقل عرفت الآن سبب موقفك العدائي مني في المكتب ولكن عرفت ايضاً أنكِ تملكين احساساً .
غاص قلبها بين أضلاعها عندما لمسها واسكنتها الصدمة فلم تنطق بحرف. لم يلمسها أحد ..منذ ..واستجمعت قواها وأنت بتذمر وكزت على اسنانها وهي تقول:
- لا تلمسني !
ابيض وجهه من المفاجأة وقال وهو يقرأ الجواب في عينيها :
- لوريل ألا تحبين ان يلمسك احد ؟
واضاف:
- يا إلهي لقد بحثت عنك طيلة خمس سنوات , هل تعرفين هذا؟
يبدو أن التعبير الجاف المرتسم على وجهها أضعف عزيمته وجعلها تحس بالانتصار فأصبح أوليفر غير قادر على الكلام بعد أن كان لا يضاهى في الكلام والاقناع وهذا ما دمر حياتها سابقاً. منتديات ليلاس
- لوريل يجب أن نتكلم .
- أنا لا اريد الكلام .ريحانة
وبالصدفة صدم احدهم لوريل وألويفر وهما واقفان فاستغلت الفرصة وأسرعت بالتخلص من قبضته وركضت حتى اختفت في الزحام. كان قلبها يرتعد خوفاً من أن يلحق بها ويقبض عليها, وحالاً اوقفت لوريل تاكسي وقفزت بداخله آمرة السائق بالاسراع نحو عنوان قالته له, ولمحت أوليفر عند الحاجز حيث هربت منه وفي عينيه غضب وتعجب .

نهاية الفصل

Rehana 09-01-23 10:25 AM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي
 
الفصل الثاني

لم تأكل لوريل ولم تشرب حتى كوب الشاي الذي صنعته لنفسها وكانت تذهب جيئة وذهاباً في شقتها بلا توقف حتى وصلت لقرار . كانت كمن يمشي في نومه , خطت نحو غرفة نومها وفتحت خزانتها ورفعت صندوقاً من الكرتون كان موضوعاً على ارضية الخزانة.
احتفظت بهذا الصندوق بعد موت أمها , عندما كانت بالدير أرادت الأخت تيريزا احراقه لكن المصلحة الاجتماعية همست لها ببعض الكلمات عن حالتها النفسية مما جعلها تقلع عن حرقه . تفحصت لوريل محتويات الصندوق مرات ومرات في الشهور الأولى وأعادت قراءة ما فيه من أوراق وتفحص ألبوم الصور حتى انطبعت الكلمات في ذاكرتها.
والآن عادت لتلقي نظرة على تلك الاوراق, ارتعشت يدها وهي تخرج قطعة من جريدة قديمة , مصفرة بفعل الزمن , كانت الأوراق مرتبة ترتيباً زمنياً . سحبت نفساً عميقاً والتقطت الورقة الأولى وكان مكتوباً عليها عنوان بالخط العريض : فتاة مراهقة تتهم زوج أمها بمحاولة اغتصابها.
وتحت العنوان ظهرت صورة غير واضحة لها وهي في الخامسة عشرة من عمرها وإلى جانبها راشيل هارتفورد المصلحة الاجتماعية, مسكينة راشيل فقد طردت من عملها بسببها.منتديات ليلاس
وظهرت لوريل في الصورة بشعرها الطويل الأحمر المتطاير .وتحت الصورة كان هناك عمود قدم تحقيقاً صحفياً أُخذ من جيرانها عن الحادثة , ثم أتت قضية المحكمة , ارتعدت أوصال لوريل عندما تذكرت ماحدث وسقطت الورقة من يدها , فهذا أكثر شئ لم تستطيع تحمله, وانزعجت راشيل عندما علمت من يكون الدفاع في القضية , كانت له سمعة كبيرة في مثل هذه القضايا , وكان غنياً جداً, ولا أحد يعلم من أين أتى بثروته هذه .منتديات ليلاس
وتلقتها يدا اوليفر سافج الماهر حين قصت عليه كل شئ وهي لا تعلم انه صحفي حتى رأت الحديث الصحفي منشوراً . لقد كان لما كتب وقع كبير وتأثير هائل لم تستطيع تحمله ولم تنسه حتى الآن.
وأرسلتها جمعية الخدمة الاجتماعية لأحد بيوت الأولاد بعد مرض والدتها وعدم قدرتها على العناية بها.
ونظرت ملياً للأوراق التي بين يديها وعرفت ان شبح الماضي مازال يحوم حولها .
الطبيب النفسي في مدرسة الأطفال كان يقول لها : لا تتجاهلي الموضوع . تحدثي عنه! لا تكتميه في نفسك. ريحانة
لكن بسبب كونها انسانة حساسة للغاية وسبب اشمئزازها من نفسها وكرهها لكل شخص وشئ حولها فقد كرهت التحدث في هذا الموضوع , فبقى الموضوع في اعماقها حبيساً.
لو لم ترى جوناثان كرافيس لما عادت بها الذكريات إلى الماضي المؤلم .
لقد كانت في الثالثة عشر من عمرها عندما مات جداها في سن احتاجتهما بشكل كبير , لقد فقدت شئياً عزيزاً على قلبها , وبسبب ضيق ذات اليد قررت والدتها تأجيرالبيت, فقد كان البيت كبيراً ومطلاً على مرج رائع . كان البيت بالنسبة لها ولأمها لا يمكن الاستغناء عنه .

Rehana 09-01-23 10:26 AM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي
 
وأول مستأجرة لديها كانت مدرسّة , وقد أحبتها لوريل ,كانت تدرس في مدرسة عريقة وكبيرة , وتروي للوريل مدى عظمتها وكبرها وكانت لوريل تحدق بها عندما تقص عليها شيئاً مثل هذا . فلوريل كانت تقارن بين تلك المدرسة الكبيرة ومدرستها الصغيرة المتواضعة . ولكن ولسوء الحظ حصلت الآنسة سيرس على عمل آخر وتركت المنزل . وأحست لوريل أن أمها قلقة بسبب هذا , ولكن في أحد الأيام عادت لوريل لتجد أمها تبتسم وهي جالسة تحتسي الشاي مع رجل لم تره من قبل .
ومنذ رأته لم تحبه وانقبضت لوريل عندما علمت من أمها بأنه المستأجر الجديد.
كان يبدو مرهقاً وكأنه يعمل بائعاً , وكانت كلما رجعت لوريل من مدرستها تجده مع أمها في المطبخ .منتديات ليلاس
لوريل كانت دائماً ممتعضة لأن هذا الوقت مكان مخصصاً لها مع أمها , حتى أن جديها لم يكونا يتطفلان عليهما في مثل هذا الوقت . لذا لم تحبه أبداً . وكان هذا الشخص قصير القامة ذا بنية قوية وكان أصلع .
لم تحب لوريل الطريقة التي كان ينظر بها إلى أمها وأحياناً إليها , فمع أنها صغيرة لكن كان جسمها الأنثوي قد بدأ يتفتح وينضج من تحت زيها المدرسي. كانت ترى في عينيه بريقاً كلما اقترب منها وصرحت لأمها بما تحسه تجاهه لكن أمها لم تكترث لقولها , فقد بدا أن أمها معجبة ببيل ترينشارد , وكان يظهر هذا في عيني أمها.
وفي أحد الأيام عادت لوريل إلى البيت من المدرسة في وقت مبكر على غير العادة ودخلت المطبخ وفوجئت بهما يبتعدان عن بعضهما فور دخولها ولمحت في عيني أمها نظرة اعتراف بذنب بينما لمحت نظره رضا في عيني بيل مما جعلها تشعر بالغثيان , لقد كان يقبل أمها لقد احست بهذا فهي لم تعد صغيرة , فقد سمعت الكثير مما تقوله صديقاتها عن الحب , كانت لوريل لا تحب إقامة صداقات بسرعة, وليس لها صديقة مقربة تستطيع البوح لها عن شعورها تجاه هذا الرجل الغريب الذي لا تطيقه .
كل ما كانت تفعله هو التفكير في أمها الجميلة وذلك الرجل البغيض وهما معاً , وكانت لوريل قد سمعت ما يمكن أن يحدث بين اثنين مما زاد نفورها وإحساسها بالوهن الشديد. وهذا ما حدا بها لتفضيل العزلة والانفراد بنفسها طوال الوقت وكرهت نفسها وأمها وذلك الشخص اللعين ووقفت عاجزة عن فعل أي شئ . في إحدى الأمسيات ابتهلت لوريل إلى الله أن يبتعد هذا الرجل عن بيتهم ولكن المفاجأة حدثت , فقد أخبرتها أمها أنها ستتزوج من بيل .ريحانة
وناشدتها أمها عندما رأت نظرة عدم التصديق في عينيها قائلة:
- أرجوك ياعزيزتي افهميني , لقد كنت دائماً وحيدة ولمدة طويلة وكذا بيل . صدقيني سنكون عائلة رائعة . إن بيل يعبدك يا لوريل ... أنا أعلم أنك ستستغربين الوضع في البداية لأنه لم يكن لك أب من قبل ...
قاطعت لوريل أمها قائلة بمرارة :
- بيل ليس والدي.
وعندها دخل بيل وخيل إليها أنه سيضربها , فقد بدا مهتاجاً وغاضباً فرجعت لوريل إلى الوراء , وتمنت أن تغير أمها رأيها وترفض هذا الزواج.
وعندما خرجت لوريل وأغلقت الباب خلفها سمعت بيل يطمئن أمها ويقول:
- لا تقلقي ياعزيزتي ستعود قريباً إلى رشدها . انت تعلمين ما يمكن ان تفكر فيه فتاة بعمرها , ربما تكون ميالة إلى...
ولم تستطيع لوريل أن تسمع أكثر من ذلك : أنا ميالة إلى رجل كهذا ؟.
امتلا قلب لوريل بالحقد والاشمئزاز وسالت دموع حارقة على خديها .كيف لأمها ان تتزوج رجلاً كهذا ؟

Rehana 09-01-23 10:26 AM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي
 
لم تستطيع أن تتصوره يلمس أمها , واجتاحتها نوبة عصبية , ورأته خارجاً من الحمام مرتدياً منشفة . ظهر شعره أسود كثاً يغطي صدره واحست بالاشمئزاز فكيف لأمها أن تتحمل النظر إليه أو أن يلمسها؟
تزوجا في خلال شهر بمراسم قانونية . لبست لوريل في هذه المناسبة ثوباً جديداً فقد أخذاها للتسوق وكم كرهت هذا . انتقى بيل الثوب الملائم للوريل فأظهر الثوب قوامها , كان الثوب قصيراً جداً ولم تكن قد لبست ثوب بهذا القصر من قبل . أرسلت لوريل شعرها وظهرت في الصورة كفتاة ناضجة مثيرة في ذلك الوقت في الثالثة عشر من عمرها ولم تكن تعي كل هذا , ولكن نظرة زوج أمها لها كانت تقززها.منتديات ليلاس
بعد اتمام مراسم الزواج , دعاهم بيل لتناول العشاء واخذوا يشربون نخب زواجهما, وتستطيع أن تذكر كيف بدت أمها مشرقة ومرحة , ليتها بقيت كذلك ولكن...
لم يذهبا في شهر عسل , لكنهما أرسلا لوريل عند الجيران في هذه الليلة . قبل ذهابها عند الجيران كانت لوريل تهبط الدرج ممسكة حقيبتها ودخلت المطبخ ففوجئت ببيل وحيداً هناك , أخبرها بيل أن والدتها في الأعلى , ولمعت في عينيه نظرة ماكرة وهو يقترب منها وأحست بأنفاسه الكريهة التي لم ترق لها وقال:
- أنت الآن فتاتي الصغيرة , أعطي والدك الجديد قُبلة .
واقترب منها فتجمدت لوريل في مكانها . لقد قبلت لوريل جدتها وأمها وجدها من قبل لكن احساسها حذرها من هذه القبلة فقد كانت مختلفة مع بيل.
وقال لها بيل بلهجة آمرة :
- أنت مازلت غاضبة .منتديات ليلاس
وبقيت لوريل صامتة:
- أنا أعرف لماذا تتصرفين هكذا , أنت خائفة من أن أحظى بكل الحب من أمك فتنساكِ .
لم تكن لوريل منصتة لما كان يقول لأنها لم تحب الطريقة التي كلمها بها ولا النظرة التي رمقها بها , تحركت لوريل مبتعدة لكن بيل سبقها ووقف في وجهها وقال لها بحدة :
- لا داعي لأن تشعري بالغيرة , فهناك أشياء كثيره تبقى لك.
قبض بيل على كتفيها بيديه الكبيرتين المغطاتين بالشعر الكث , ارتعدت لوريل عندما بدأت انفاسه تلفح وجهها , تحشرجت أنفاسه وهو يقرب وجهها ويقول:
- ما رأيك بقبلة من والدك الجديد؟
حاولت لوريل أن تصرخ لكن صرختها بقيت في حلقها من شدة خوفها . لو أن أمها تأتي , لقد كرهت الطريقة التي يمسكها بها واحست بالقرف من الزبد الظاهر على شفتيه . لو لمس مثل هذا الشئ وجهها فستموت من الاشمئزاز.منتديات ليلاس
عندما سمع صوت أمها أطلقها فهرعت خارجة من المطبخ قبل أن تأتي أمها وتراها وهي ترتعد خوفاً .. لقد نامت نوماً متقطعاً تلك الليلة .
كيف لأمها ان تتزوج مثل هذا الشخص ؟ . إنها تريد أحداً تتكلم معه في هذا الأمر, كم تحتاج لجديها في هذه اللحظة وسالت دموعها بغزارة على خديها.
ولم تتحدث في المدرسة عن زوج أمها الكريه او عن التحرش البغيض الذي تلاقيه منه . أحياناً كان هذا التحرش لا يتعدى لمسة يد وأحياناً أكثر من هذا , إنه شئ مقرف ولكن أمها كانت تعتبر هذا مودة من قبله وتستحسنه . كان على لوريل أن تتحمل وتصبر على ملامساته التي لا تطاق ولكن على الأقل لم يعد الكرة بتقبيله لها.

Rehana 09-01-23 10:26 AM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي
 
تقبلت لوريل فكرة أنه يعاقبها برفضها إياه كزوج أم أو كأب, وليوقف تحرشه لها اخذت لوريل تناديه بـ يا أبي لكن الوضع لم يتغير, كانت لوريل تحس بالسعادة عندما يغادر البيت إلى عمله واحياناً كان يذهب في عمل لعدة أيام.ريحانة
ولكن فجأة فقد وظيفته ولم يمض على زواجه من أمها سوى ستة أشهر فأصبحت لوريل قلقة وذابلة يوماً بعد يوم. ولم يعد لديهم المال لتستمر في مدرستها الخاصة في الدير, وهذا ما حاولت المدرسة إفهامها إياه في الفصل الثاني من العام الدراسي وبسبب هذه الظروف انتقلت لوريل لمدرسة اخرى .كانت هذه المدرسة أكبر عشر مرات من سابقتها مما جعلها ضائعة وسط العدد الكبير من الصفوف والطلاب .
واختلف الجو عليها كثيراً . ولتزداد الأمور سوءاً أصبح بيل مدمناً للخمر وأكثر من مرة سمعته يشتم أمها ويجعلها تبكي . وعادت في إحدى الأمسيات لتجد بيل وحده في غرفه الجلوس مسترخياً أمام التلفزيون وأمها نائمة في غرفتها .
تمتم بيل بكلمات غير واضحة كما يفعل عادة عندما يكون ثملاً:
- أنا متضايق لأن والدتك منعتني من الخروج هذه الليلة .
واضاف:
- لوكانت مسلية ومرحة ولو قليلاً لما احتجت للخروج . أنت ووالدتك من نفس النوع لا تملكان القدرة على التسلية . لذا يجب أن أعلمك كيفية التعامل مع الرجال . فأنا أُسدى معروفاً للرجل الذي سيتعرف بك في المستقبل .
وفرت لوريل الى غرفة أمها تبحث عن الأمان لكن أمها بدت ذابلة او متعبة فلم تخبرها لوريل بشئ حتى لا تزيد قلقها.
وتعلمت لوريل في المدرسة الكثير فقد فهمت أن في نفس بيل اشياء تجاهها لم تفكر لوريل فيها وعرفت ايضاً ان التحدث مع أمها في أمر بيل سيزيد الأمور سوءاً وسيصبح بيل أكثر شراسة.منتديات ليلاس
كان يظهر الحزن على وجه أمها لكنها لم تكن تشتكي منه لأحد. وعملت لوريل جهدها كي تتفادى لقاءه . وحرصت على تركيب قفل محكم لباب غرفتها .
كانت تستمع لوريل لثرثرة اصدقائها في المدرسة وهم يتحدثون عن علاقاتهم الخاصة وكيف أنهم يستمتعون بصحبة بعضهم البعض, لكن هي لم تكن قد جربت سوى لمسة بيل الكريهة مما جعلها ترفض الفكرة تماماً.
لم يحاول بيل إيجاد عمل بعد فصله من عمله وازداد شراسة وقسوة باستمرار ادمانه على الكحول. وفي إحدى المرات ضربها لوريل على يدها مسبباً لها كدمة عندما تباطأت في تلبية أوامره بصنع فنجان شاي له.
وازداد مرض أمها ومع ذلك لم تكن تسمح للوريل بأن تشتم زوجها.
وفي عيد ميلاد لوريل الرابع عشر قررت والدتها ان تحتفل بهذه المناسبة مع رفض لوريل الشديد فلم تكن راغبة في أن يتعرف اصدقاؤها في المدرسة على زوج أمها هذا . ولم تدر لوريل أنها كانت تبتعد كثيراً عن من هم في عمرها وتنفرد في عالم خاص بها بينما كان زوج أمها يظهر لها في كوابيس مرعبة . واصبحت شاردة الذهن , مشتتة الأفكار حتى وهي في المدرسة. ريحانة
ولاحظت مدرستها الكدمة التي على ذراعها , مع أن المدرسة كبيرة وجرح لوريل يحدث لكثير من الفتيات لكن السيدة كيلوي مدربة في مدرسة نورترن على كشف الكدمات الحاصلة بفعل فاعل.
قالت لوريل بعجلة وهي غير قادرة على إخفاء الكدمة الضاهرة على ذراعها :
- لقد صدمت نفسي بالباب.
وافضت السيدة كيلوي بمخاوفها لمديرة المدرسة قائلة:
- إن لوريل ليست بالطفلة الصغيرة لكي تؤذي نفسها بالإضافة لذلك فهي تعيش في عزلة عن الآخرين لذا يتوجب علينا إجراء زيارة لبيتها.

Rehana 09-01-23 10:26 AM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي
 
وافقت المديرة على هذا الاقتراح, كانت السيدة كيلوي تستخدم اسلوباً جديداً في التعامل وسبب هذا صخباً من قبل اهالي الطلبة لأنها تتدخل في حياة اولادهم الخاصة.
بقى اسبوع على ابتداء العطلة الصيفية, كانت لوريل مجدة في دراستها لكنها كرهت جو الكآبة المحيط بها وأحست بالوهن بسبب دراستها المتواضعة وكانت عائدة إلى البيت وكلما اقتربت منه ثقلت مشيتها فهناك خطر كبير يهددها هو بيل فخلال الأيام القليلة الماضية بدأت تحس بالخوف بسبب نظراته إليها التي اصبحت لا تطاق, كان يتحرش بها وكانت تتحاشى الالتقاء به. لم يكن هناك أحد في المطبخ عندما دخلت البيت وشعرت بالراحة عندما لم تجد بيل لأنه احياناً كان ينتظرها ليشربا الشاي معاً , كانت عيناه المتفحصتان لها من أعلى رأسها حتى أسفل قدميها تُشعرها بالخوف والاشمئزاز .منتديات ليلاس
وجالت بنظرها داخل غرفة أمها فوجدتها في السرير وكانت أمها قد ازدادت شحوباً يوماً بعد يوم . ومع رفض أمها لاستدعاء طبيب , ولم يكن هناك أحد مقرب إلى لوريل ليخفف عنها ما تلاقيه من ألم .منتديات ليلاس
سألتها لوريل عن بيل فقالت أمها:
- لقد ذهب.
ولاحظت الأم أن لوريل تحول عينيها عن أمها , لكن امها كانت تدري ما تشعر به لوريل وسألتها بأستفسار:
- كيف كان يومك في المدرسة؟.
وحدثتها لوريل بإسهاب عن مدرستها , وأخبرت أمها أنها ستأخذ حماماً ساخناً ثم تحضر الشاي ليحتسياه وعلقت لوريل قائلة:
- سنشرب الشاي كما كنا نفعل في السابق.
وعضت لوريل على شفتيها لأن أمها احست أن بيل هو المقصود. وكل ماقالته أمها هو:
- حسناً, كوب من الشاي سيكون رائعاً.
كان الحمام مركباً على الطريقة الحديثة , ولكن قفل الحمام تعطل ووعد بيل بأن يصلحه . اغلقت الباب ووقفت تحت الدش وأقفلت الستارة. ريحانة
خلال الأشهر الماضية نضجت لوريل أكثر فأكثر واصبحت أطول وأجمل . لقد اصبحت امرأة بكل معنى الكلمة , استحمت لوريل بسرعة وهدأ الماء البارد من اعصابها المتوترة وحرارتها المرتفعة . كانت تزيل الصابون عن رأسها عندما سمعت الباب يفتح وسمعت صوتاً يقول :
- حسناً جداً.
تسمرت لوريل في مكانها تحت نظرات زوج أمها الجشعة, أقفل الباب بسرعة وسده بجسمه . كان ثملاً , وبصعوبة وصلت الى المنشفة وغطت بها نفسها لكنه خطفها منها قائلاً بصوت متثاقل:
- لا داعي لأن تشعري بالخجل من والدك.
وقالت ما خطر على بالها:
- أنت لست أبي!.
وأحست أنها تريد أن تتقيئ من نظرة بيل الشهوانية, فقد بدا كما تراه دائماً في الكوابيس وانكمشت على نفسها من الخوف. كان الشرر يتطاير من عينيه وقال:
- أنت مناسبة جداً لي يافتاتي.
- ابتعد عني.
- تعالي هنا يا صغيرتي فأنت ترغبين بي وهذا واضح في عينيك .
وبصقت لوريل في وجهه وصرخت بأعلى صوتها , فأمسك بعنقها وأخذ يشدها إليه.

Rehana 09-01-23 10:27 AM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي
 
- أنا أبوك يا عزيزتي وعليك إطاعتي كما اعتدنا أن نفعل.
وأخذت تقاومه وهو يحاول الامساك بها وأجبرها قائلاً:
- تعالي إلى هنا. فأنت تريدين هذا .
كانت عيناه تلمعان , حاول أن يقبلها بوحشية وأخذت تصرخ. سحبها وكأنها دمية ورماها على الأرض بكل قوته . وقال محذراً إياها :
- لا تثيري غضبي , لقد قاومتني بما فيه الكفايه.
استجمعت قوتها وصرخت من جديد لكن صرختها لم تجد صدى.منتديات ليلاس
وفجأه سمعت من الخارج صوت أمها تناديها وفتحت أمها الباب وفوجئت بما رأت.
نظرت أمها إليها نظرة جمدتها في مكانها وكأنها هي الملامة . سمعت بيل يقول:
- إلين هي التي قادتني لهذا . طالما حاولت أن تغريني وانت غائبة. فهي دائمة الغيرة منك . إنها تريدني فقط . إنها فتاة مراهقة ولم استطيع مقاومتها.
كانت لوريل تود ان تدافع عن نفسها ضد هذه الاتهامات لكن الكلمات خانتها. كرهته أكثر , ومنعها كبرياؤها من ان تستعطف أمها لتصدقها.
تبع بيل والدتها ولكن عاد ليلقي نظرة تحذير بأن الوضع لم ينته بعد, وأن الوقت لن يكون طويلاً حتى ينال ما يريد.
رغم أن قفل باب غرفتها كان موصداً لكن النوم لم يصل إلى جفونها , وعند الصباح لبست ثيابها وغادرت البيت باكراً حتى تدخل حمام المدرسة عوضاً عن حمام البيت .
أحست بالرعب وهي ترى الكدمات في كل مكان من جسمها . وكان من الصعب عليها أن تركز تفكيرها في الدروس. الدرس الأخير كان في الرياضة , حضرت مديرة المدرسة يرافقها رجل عرفت بعد حين أنه مراقب المدرسة, لكن عند قدومه قالوا إنه آت ليرى لوريل وهي تثب فوق حصان القفز وبسبب مراقبته لها كادت تقع عن حصان القفز وتجرح نفسها لولا انقاذه لها , وسقطت لوريل مغشياً عليها , وأفاقت على صوتها وهي تصرخ :
- لا تلمسني , دعني!
دعيت لوريل لمكتب مديرة المدرسة , السيدة كيلوي كانت هناك, لكن كان الرجل قد اختفى , كانت هناك ايضاً مارترون , وامرأة شابة قدمت لها باسم راشيل من مكتب الخدمة الاجتماعية .منتديات ليلاس
بدت المديرة متفهمة وهي تقول :
- حسناً يا لوريل , لا تخافي , نحن هنا لمساعدتك , اخبرتنا السيدة كيلوي أنك مصابة بكدمات منذ مدة واليوم عندما أغمي عليك...جسدك ملئ بالاصابات يا عزيزتي و ...
المصلحة الاجتماعية قاطعتها قائلة :
- الآنسة ليكر تحاول أن تسألك إذا كان هذا بسبب علاقتك بأحد ما؟ ربما لا تريدين أن تبوحي بشيء كهذا , لكن أنت لست الفتاة الأولى أو الأخيرة التي يحدث لها هذا, نحن فقط نريد مساعدتك ولا داعي للخوف من أي شيء , ألا تعلمين أن إقامة علاقة مع فتاة لم تبلغ سن الرشد هي شيء غير قانوني, ومن المؤكد أنه صبي شقي, هل لك صديق يا لوريل؟
حاولت لوريل ان تغطي وجهها, وأحست بموجة خجل تسري في جسدها مما حدث لها . كيف لهم أن يفهموا ؟ كيف لهم ان يشعروا بما تشعر به؟ إنها تكره وتحتقر جسدها . وقالت لها المصلحة الاجتماعية راشيل بصوت هادئ:
- ما ترون ستجري لك فحصاً , لا تخافي من شيء!

Rehana 09-01-23 10:27 AM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي
 
ذهبت لوريل مع مارتون وكأنها مساقة, كان الفحص قاسياً ومهيناً للوريل, مع أنها أحست أن ماترون لا تقصد جرح شعورها . أحست لوريل بضعف شديد وبدأت ترتعش عندما أعادوها ثانية إلى مكتب المديرة .منتديات ليلاس
قالت راشيل:
- أخبرتنا مارتون أنك لا تزالين فتاة, وأنا لا أصدق أنك مسؤولة عن أي شيء حدث لك, نحن نريد مساعدتك يا عزيزتي , لم لا تكلمينا عما حدث ؟
لوريل كانت ترغب في أن تبوح بما حصل, لكنها تذكرت نظرة بيل المحذرة لها أنه لن يصدقها أحد , لذا لزمت لوريل الصمت .منتديات ليلاس
وفجأة سألتها راشيل بصوت دافئ :
- لوريل , أنت لكِ زوج أم أليس كذلك؟ هل هو المسؤول عن هذا؟
وبدأت لوريل تبكي , لكن راشيل هدأت من روعها قائلة :
- اسمعيني جيداً لوريل , أنت لست الملامة.
وقالت راشيل بمرارة :
- رجل مثل هذا يجب ان يطلق عليه النار, لقد تسبب في أذيتك , ولمصلحتك عليكِ الابتعاد عن المنزل حتى نحميك.
- لكن أمي...
لوريل لم تناقش الموضوع واعتقدت أن القضية انتهت لكنها في الحقيقة قد بدأت .

نهاية الفصل

Omshahd 13-01-23 09:15 PM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل الثاني )
 
مستنينك علي نااااار

Rehana 15-01-23 05:26 AM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل الثاني )
 
الفصل الثالث

قسم المصلحة الاجتماعية أمنّ للوريل إقامة مع إحدى الأسر , وبقدوم العطلة الصيفية رحمت لوريل من أسئلة زميلاتها عن الموضوع.
الآنسة كيلوي كانت دائماً تزور لوريل, الوحيدة التي لم تزرها هي أمها, وكلما سألت عنها لوريل كانت راشيل تجيبها أنها مريضة وليست على ما يرام وقالت لها :
- حاولي أن تقدري موقفها فهي تعتبرك الملامة, لكن ضمنياً هي تعرف أنك بريئة.ريحانة
- هل تقصدين أنها لا تريد رؤيتي ؟
تنهدت راشيل , إنها من أصعب القضايا المحزنة التي عليها أن تتعامل معها وعليها أن تساعد لوريل , كان على الفتاة المسكينة أن تواجه كثيراً من الصعوبات بينما المسؤول عن ذلك هو زوج أمها , واستفادت لوريل بشكل كبير عندما تحدثت إلى الطبيب النفسي. لكن جرحها ما زال حديثاً.
حاولي ان تفهمي يا لوريل , أمك ضعيفة جداً ويلزمها من تعتمد عليه .
هذا حقيقي ولكن هي ايضاً يلزمها من تعتمد عليه , توصلت إلى قرار هو ان تعتمد على نفسها ولا تثق بأحد.
أعلمتها راشيل قائلة :
- نحن نعتزم محاكمة بيل ترشارد , إنه مذنب , تحرش بك ويجب أن يعاقب على هذا الجرم لذا يجب أن تساعدينا حتى لا تتكرر هذه المأساة مع فتيات أخريات فتكون النتائج أسوأ.

Rehana 15-01-23 05:26 AM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل الثاني )
 
كانت راشيل تعني بقولها هذا أن لوريل مع أنها لا تزال فتاة لكن احساسها وشعورها قد أصيبا بخلل.
سألت لوريل :
- هل عليّ أن أخبر أحداً بما حدث ؟
قالت راشيل :
- نعم , يجب أن تفعلي.
ولأن لوريل تحب وتحترم راشيل فقد صدقتها , وعليها أن تقاوم حتى تحصل على العدالة, حتى هذا الوقت لوريل كانت لا تزال ساذجة , غير متمرسة بأمور الحياة, لذا كانت تصدق دائماً ما يقال عن أن العدل هو الذي يغلب دائماً في النهاية , ومع هذا كانت لوريل مترددة في الحديث لأحد عما حدث.منتديات ليلاس
ووصلت القضية إلى الصحف , لم تدر كيف حدث هذا . ومع أن الأسرة المستضيفة للوريل والمحامي وراشيل حاولوا أقصى جهدهم إبعاد الجرائد عن يدي لوريل ولكنها كانت تشتريها وتصّر على قراءتها . تحدث المحامي مع لوريل قائلاً:
- زوج أمك يصّر على اتهامك بأنك أغويته وعليّ أن أسألك أهذا صحيح ؟
النظرة المتفاجئة التي ظهرت في عينيها اقنعت المحامي بصدق قولها . وأخبر المحامي راشيل لاحقاً بأنه يكره مثل هذه القضايا وأضاف :
- زوج أمها وكل المحامي رولاند بلا نديش وهو المحامي الضليع في مثل هذه القضايا وأنا لست متأكداً إذا كان بإمكانه تبرئته , لكني واثق من قدرته على توريط لوريل سأحاول جهدي لتكون مستعدة لهذه المعركة قدر المستطاع .
واحتجت راشيل قائلة :
- لكنه مذنب ولربما دمرها في المستقبل وإلى الأبد. ستعرف ما أعني لو رأيت ردة فعلها عندما لمسها مراقب المدرسة.ريحانة
- إنها فتاة حساسة وهذا سيزيد الأمور سوءاً وأنا موافق على أنه مذنب ويجب ان يعاقب لكني قلق من ناحية أمها فهي ترفض مقابلتي, إنها ملازمة للفراش بشكل دائم بسبب مرض قلبها .منتديات ليلاس
- لقد رفضت ايضاً الاتصال بلوريل وهذا شيء متوقع في مثل هذه الحالات الأم تعرف ما يجري وتفضل الصمت ولكنها قضية اغتصاب , وليست قضية عواطف.
إلا أن المحامي حذرها قائلاً :
- من الصعب اثبات ذلك, اضافة إلى أن الرأي العام والمحكمة يتشددون احياناً ضد الأبرياء , وأثارت هذه القضية ضجة صحفية كبيرة فتعددت الآراء والادعاءات الكاذبة .
- سيحاول رولاند بلانديش أن يثبت للمحلفين ان لوريل فتاة جذابة وسيستغل هذه النقطة وكونها مراهقة فهذا ايضاً سيكون السبب في اتهامها بالاندفاع في هذا العمل.
وافقت راشيل قائلة :
- هذا صحيح لكن لوريل ليست كذلك , أنا خائفة عليها .
ورأفة بلوريل لم يبلغها أحد بما دار حولها . وتقوقعت أكثر فأكثر في جوها الخاص بها ومما زاد الأمور سوءاً هو تجاهل أمها لها مما أدى إلى كرهها لنفسها , وأصبحت تشك بنفسها وتسأل هل يا ترى أنا من شجع زوج أمي؟
ولكن لو كان الأمر كذلك لكانت وافقت على ما حدث لكن كل ما تتمناه الآن هو غرفة مظلمة تكون فيها وحدها. على الرغم من حر الصيف فقد رفضت لوريل ارتداء شيء صيفي بل فضلت ارتداء قميص شتوي ثقيل مع بنطال جينز عريض.

Rehana 15-01-23 05:27 AM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل الثاني )
 
وأتى الطبيب النفسي للتكلم مع لوريل لكنها رفضت , وجاء يوم المحاكمة وكانت قاعة المحكمة مكتظة بالصحفيين وكما توقع محامي لوريل فقد أخذ محامي الدفاع يمزقها إرباً. وبكت لوريل عدة مرات وأخذت تنظر إلى راشيل وكأنها تستنجد بها, إن الوحيدة التي تعرف حقيقة الأمر.منتديات ليلاس
في اليوم الثاني في المحكمة أصّر رولاند بلانديش على لوريل ان ترتدي ثياباً احضرها معه. فارتدتها بحجرة قريبة من قاعة المحكمة.
كان الزي عبارة عن جونلة قصيرة جداً بلوني الزهر والأبيض مع كنزة قصيرة ومفتوحة عند الصدر مظهرة جمالها. أما الجونلة القصيرة فقد أظهرت طول ساقيها , عضت راشيل على شفتها عندما رأتها بهذا الزي. وأصّر القاضي على لوريل ان تسدل شعرها ففعلت.
أبهرت هذه الفتاة كل من نظر إليها فقد بدا مظهرها رائعاً انثوياً مع شعرها الطويل الأحمر البني المغري. لم تعجبها ابتسامة محامي الدفاع الخبيثة وأعطى ارشاداته قائلاً:
- أنظروا إليها , أضيفوا إليها مساحيق التجميل ثم انظروا إلى هذه الفتاة المثيرة وهي كما ترون قادرة على إدارة عقل أي رجل وهذا ما حصل لموكلي. وبما أنه ليس الأب الحقيقي لها فقد أغوته وهذا ما قد يحصل لأي كان .
وسؤال بعد سؤال , وتلميح حتى كادت تصدق لوريل أنها هي بالفعل المذنبة وهي من يجب أن تلام .ريحانة
أصدر المحلفون حكمهم بالادانة لها وغادرت لوريل المحكمة وهي تشعر ان سمعتها قد لطخت.
وتوالت الصحف وهي تنشر ما حدث للفتاة المراهقة التي أثارت زوج أمها. وبقيت لوريل طوال الوقت صامتة منعزلة .
اصدرت المحكمة أمراً بإبعاد لوريل ببيت بعيد عن سكنها لمصلحتها. كل هذا ووالدتها لم تنطق بحرف. وفي مساء أحد الأيام كان صبر لوريل قد نفد فقررت زيارة والدتها.
غادرة المدرسة واخذت الباص المتجه إلى هامبستيد . وجدت أمها وحيدة نائمة في السرير وتبدو مرهقة وتشعر بالاعياء. شحب وجه أمها عندما رأتها وقالت لها وهي تتنفس بصعوبة :
- كيف تجرؤين على المجيء الى هنا بعد ما فعلتِ, لقد افتعلتِ فضيحة وأثرت أكاذيب.
احست لوريل بجفاف في حلقها واخذت تبلع لعابها وقالت :
- لكن يا أمي أنت رأيتِ.
قاطعتها أمها قائلة بوهن :
- إن زوجي على حق, انت فتاة لعوب. هذا ما ورثته عن والدك. فلا يوجد فتاة محترمة مهذبة تفعل فعلتك. من الآن فصاعداً أنت لست ابنتي .
ورفعت أمها غطاء السرير فوجدت لوريل قصاصات من الجرائد. وسرت رعشة في جسم لوريل وقالت في نفسها :
"لابد أن تكون أمها محقة فهي لا تستحق ان تعيش ".
وركضت لوريل خارج البيت ولم تلاحظ السيارة القادمة بسرعة ولم تسمع صيحة الرجل الذي حذرها, وأحست لوريل بيد قوية تجذبها من ذراعها إلى الخلف منقذة إياها من الموت فأخذت تلكمه بقبضتها على صدره العريض بغضب وهي تحاول ان تتنفس بصعوبة .ريحانة

Rehana 15-01-23 05:27 AM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل الثاني )
 
وعندما اطلقها قال لها :
- لقد كدت تُقتلين .
وارتجفت شفتاها وبالكاد نطقت قائلة :
- هذا ما كنت أريده.
ونظر نحو البيت الذي خرجت منه وسألها :
- ما الأمر؟
كان الرجل طويل القامة . شعره أسود مبعثراً في الهواء. كان يرتدي بنطالاً من الجينز وقميصاً مفتوحاً عند صدره مظهراً شعره الأسود .
ونظرت لوريل إليه باشمئزاز وتذكرت جسم بيل ويديه واخذت تترنح فأمسك بها كي لا تقع.
اخذت ترتجف عندما امسكها بيديه. بدت عيناه رماديتين وظهرت في عينيه نظرة فضولية . واجتاحها شعور انه يراقبها بدقة متفحصاً بنطالها العريض وقميصها وشعرها المشدود إلى الوراء وجسمها الفضي, واتكأ على سيارة سبور واقفة وحرر قبضتها وأشعرها بالارتياح عندما سألها :
- هل تسكنين هنا, في هذه المنطقة ؟
جوابها أتى سريعاً وبديهياً:
- لا.
عيناه كانتا مسمرتين عليها تطلبان تفسيراً منطقياً. وضاقت عيناها وهي تقول :
- كنت بزيارة هنا والآن انا ذاهبة إلى البيت .منتديات ليلاس
- هل تقبلين أن أوصلك ؟
شعرت لوريل بالخوف مع انه لا موجب له وهزت رأسها بالنفي. وأخذت تجول بنظرها باحثة عن باص ودست يدها في جيبها باحثة عن النقود.
احست برعب عندما اكتشفت انها لا تملك نقوداً وايضاً عرفت انها نسيت بطاقة الاشتراك في الباص, فقد اخرجتها من جيبها عندما كانت تبحث عن منديل لمسح دموعها عندما كانت عند أمها.منتديات ليلاس
عرض عليها مرة اخرى قائلاً:
- هل أنتِ متأكدة أنكِ لا ترغبين أن أوصلك؟.
- أنا ...
هل عليها ان تخبره أنها نسيت بطاقة الاشتراك وماذا لو سألها أن تطلب المساعدة من الذين كانت تقوم بزيارتهم؟
ستأخذ منها اميالاً طويلة لتصل للبيت وهي لم تخبر أحداً بعزمها على القدوم إلى هنا . إذاً لا أحد يعلم اين هي.
وعاد صوته :
- إذا كنت ترغبين سأوصلك.منتديات ليلاس
سخرت من نفسها وشاهدت ايضاً ابتسامة ساخرة تعلو فمه عندما فتح لها باب السيارة ودخلت. كانت النسمة عليلة كما قال لها الشاب . كان يقود السيارة بمهارة . والتفت إليها فجأة ولاحظت تغيراً مفاجئاً في وجهه حيث سألها فجأة سؤالاً لم تتوقعه :
-أأنت لوريل جيمس ؟
لم تفكر انها يجب ان تقول الحقيقة أم لا فأجابت بصوت أجش:
- نعم , من أنت ؟
اجابها باقتضاب:
- أوليفر سافج.

Rehana 15-01-23 05:28 AM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل الثاني )
 
لم يعن اسمه شيئاً لها .
- كيف عرفتني؟
- لقد شاهدت صورتك, كنت عند والدتك أليس كذلك؟
احست بحزن وانهمرت دموعها بغزارة واجابت بلا تفكير وبألم:
- نعم, إنها تكرهني , لقد قالت إنها غلطتي. ريحانة
استدار اوليفر نحوها واضعاً يده وراء مقعدها لكنه لم يسبب لها الخوف بل ظهر مطمئناً كما كانت تحس تجاه جدها وسألها :
- أليست غلطتك؟
ظهر الحزن والألم في كلماتها وهي تقول :
- لا أعرف لقد قالت أمي إنني أنا من شجعته , لكني لم أفعل لم أفعل.
- ولو شيئاً صغيراً من الإغراء ؟ فأنت شابة جميلة , مغرية ومثيرة.
وظهرت ابتسامة غامضة على شفتيه وهو يقول :
- فعندما لا تكونين بمثل هذه الثياب فلابد انك تظهرين بشكل رائع.
هزت لوريل رأسها نفياً , لقد احست ببعض الارتياح عندما تكلمت مع هذا الغريب, لقد فضفضت له عما يجول في خاطرها . وبكل هدوء اخبرته قصتها . وأوقفها خلال الحديث مرة او مرتين ليستفسر عن شيء ما طارحاً عليها عدة أسئلة . وكانت لوريل تجيب باقتضاب , لقد احست انها تتكلم مع نفسها او مع جدها الذي احبته , لم تحس بأنه إنسان غريب عنها . وعندما انتهت من حديثها اخذت بالبكاء واحست بأصابعه تلمس عنقها , ووضع رأسها على كتفه فشعرت بالارتياح نحو هذا الغريب.
موجة العواطف هذه جعلتها متعبة , وهدأت من روعها دقات قلبه المنتظمة التي كانت تسمعها .
سألها :
- هل أنت أفضل الآن؟
وأضاف عندما استقام في جلسته وتحركت هي مبتعدة عنه:
- هل تعلمين انك فتاة جميلة ومقنعة , يجب ان أوصلك إلى البيت قبل ان أتهم بأنني أغويتك.
لقد صدمها بكلماته واستعادت وعيها وتذكرت انها لا تعرف عنه الكثير . كيف اصبحت غبية ووثقت بغريب. واندفعت خارجة من السيارة قبل حتى ان يقف تماماص لكنه لم يمنعها . الابتسامة الساخرة التي رأتها على وجهه صعقتها وأخافتها .منتديات ليلاس
عندما رجعت إلى البيت لم تجد ان أحداً افتقدها . وأتت راشيل لتراها ولتخبرها انهم قرروا ارسالها إلى بيت آخر حيث تكون مرتاحة أكثر, ومنذ ذلك اليوم لم تسأل عن أمها مما جعل راشيل تقول لمستضيفي لوريل:
- إن لوريل بدأت تتقبل فكرة أن أمها استغنت عنها يا لها من مسكينة أما هذا التريتشارد غير الآدمي فلم يظهر منذ ستة أشهر .
أتت نهاية عطلة الاسبوع تحمل معها حقيقة شخصية اوليفر سافج, فقد رأت المقالة الصحفية التي نشرت في مكان بارز من الجريدة بالألوان وكانت تتحدث عنها . كان اوليفر يدعي انه أجرى حديثاً شخصياً مع لوريل . وظهرت خِستُه في هذا المقال فقد سّوء سمعتها وزور الحقائق بقوله :
- لو كانت فتاة شريفة فكيف تقبل دعوة رجل غريب لإيصالها , وتدعوه للذهاب معها؟
كادت لوريل تفقد عقلها وكادت في الوقت نفسه تصدق كل ما قد كتب . وشرحت لراشيل كل ما جرى معها وكيف ان اوليفر سافج زور كل حقيقة قالتها له وكيف استغل حديثها عن زوج أمها اسوء استغلال وشهر بها .

Rehana 15-01-23 05:28 AM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل الثاني )
 
وأعلنت راشيل بعد ان هدأت لوريل وذهبت للنوم قائلة :
- لابد ان تفكير هذا الرجل منحرف ليفعل مثل هذا . لقد تكلم مع لوريل, كان لابد ان يكون رجلاً عاقلاً ويخمن كم ستتأذى من هذا المقال. إنه الشخص الوحيد الذي وثقت به ولكنه غشها وخدعها .منتديات ليلاس
قال بيتر :
- إنه رجل صحفي فماذا تتوقعين منه؟ أوافقك الرأي بأن سوء حظ لوريل اوقعها مع شخص كهذا في محنتها . إنه معروف بكرهه ورفضه لقوانين الاغتصاب الحالية. إنه يدعي انه من ضمن مئات القضايا هناك العشرات منها الرجل يكون هو الضحية. لابد انه كان هناك يراقب ليتصيد هذا الحديث مع بيل, لكن لسوء حظ لوريل كانت هي من وقعت في الشباك. إذا ما ورط شخص بقضية اغتصاب فستبقى تطارده هذه التهمة طيلة حياته.
بعد فترة قصيرة من المحاكمة ماتت أمها . وبعدها بفترة بسيطة مات بيل في حادث سيارة , مات بعد كل ما فعل, وتعلمت لوريل خلال سنين مرت ان تدفن الماضي وتنساه وألا تحاول ان تحييه أبداً.
لكن بظهور اوليفر اليوم في حياتها فتح جرحاً قديماً تحاول ان تنساه . والآن يريد ان يكلمها لماذا ؟ ليكتب مقالاً جديداً ؟ ويجعلها ضحية من جديد ؟ ماذا يتوقع ان يجد؟ ان لها عشاقاً بالعشرات ؟ وضحكت بمرارة , فإن اوليفر سيصاب بخيبة أمل. لم يلمسها قط بعد أن ... وكيف تسمح لهم , كيف ترضى لرجل محترم ان يلمسها بعد أن لطخها زوج أمها بيديه القذرتين.منتديات ليلاس
لقد قال الجميع إنني أنا من شجعته على ما فعل , لقد كان لما كتبه اوليفر عنها وقع الصاعقة فقد حجبت نفسها اكثر وأكثر عن العالم وتقوقعت في وحدتها لشهور طويلة متحاشية الحديث مع أي كان . يجب عليها ان تأخذ حذرها من الجميع وعدم الثقة بأي أحد, يجب أن تأخذ حيطتها لتبقى سليمة.منتديات ليلاس
وللغرابة نامت لوريل بهدوء وبلا أية كوابيس والتي طالما رأتها بعد نشر المقالات وشعرت بالراحة فغداً سيكون يوم عطلتها وستستعيد رباطة جأشها.
تناولت فطورها وأعدت قائمة المشتريات التي عليها ابتياعها كما تفعل عادة في يوم عطلتها . وعليها ايضاً تبديل الكتب التي استعارتها من المكتبة كونها قارئة مواظبة . واستقبلتها الفتاة الواقفة في المكتبة وحيتها ثم عرضت عليها كتاباً قائلة :
- ما رأيك بهذا الكتاب؟
ومدت يدها لتأخذ الكتاب فصعقت عندما قرأت اسم الكاتب, جوناثان كرافيس.
فقالت لها :
- لا , لا أرغب بهذا الكتاب اظن أن ...
وتوقفت عن اتمام حديثها وأمسكت الكتاب بقوة حتى ابيض معصمها وقالت :
- سآخذه وأقرأه.
ربما تعرفه أكثر عندها وتفهم سبب إصراره على الحديث معها . عندما عادت إلى البيت انطلقت بحماس لعملها اليومي الروتيني , امتنعت عن تناول الغداء , فقد كانت غير قادرة على الاعتراف ان هذا بسبب الكتاب, وعاقبت نفسها ولم تأكل حتى وقت العشاء, ولم تنتظر حتى تقرأ ما كتب في مقدمة الكتاب بل بدأت فوراً بقراءة القصة.
إنه كاتب جيد, تصفحت الكتاب ثم عادت إلى أوله ولم تستغرب عندما قرأت ان هذه القصة تتكلم عن صحفي.
كان يحلل شخصيات قصته تحليلاً ذكياً من خلال افعالهم. كان يريد اوليفر ان يدين لوريل , وهذا ما قرأته لوريل بين السطور من خلال اسلوبه في التفكير, فقد كان يريد ان يضع قصتها في أحد كتبه . والآن يريد ان يحطمها من جديد , لكن هي حذرة الآن منه ولن تسمح له بهذا .منتديات ليلاس

Rehana 15-01-23 05:29 AM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل الثاني )
 
تجاوزت الساعة العاشرة عندما وضعت الكتاب جانباً واتجهت نحو المطبخ لتحضير شيء تشربه عندما سمعت الجرس يدق مما سبب لها انزعاجاً وقالت من وراء الباب:
- من هناك ؟
وجاء صوت قوي قائلاً:
- إنه أنا اوليفر سافج , افتحي البابا يا لوريل ! أريد ان اتحدث اليك.
اجابت وهي تهمس بتردد:
- اذهب من هنا.
لم تسمع رداً على قولها ولكن يبدو انه ما زال هناك فقد أمرها قائلاً:
- دعيني أدخل ... سأحطم الباب إذا لم تفتحي لي .
خافت من تهديده وكرهت طريقته اللطيفة في ذكر اسمها وكأن له الحق في نطقه كما يحلو له, ومع علمها بحشرية جيرانها كونهم محافظين فتحت له الباب بأصابع مرتعشة ودعته للدخول قبل أن يلاحظ الجيران وقوفه على بابها. كانت شقتها صغيرة وبدخوله إليها بدت أصغر بسبب طوله. كان يبدو طويلاً في بنطاله المناسب والجاكيت الكشمير الباهظ الثمن ومعطف من الجلد , قذف اوليفر بنفسه فوق الأريكة , وقال بتأكيد :
- بيتك مألوف ومريح.
وجال بنظرة سريعة على المكان وسألها :
- هل تعيشين وحدك؟
فأجابته بتهكم :
- لا , بل يشاركني البيت عشرات الشبان .منتديات ليلاس
ونظرت إليه بتحدٍ وقالت :
- طبعاً اعيش وحدي. هل تظن ان أحداً يقبل ان يعيش مع شخص سيئ السمعة مثلي.
أعاد كلمتها بتأنِ سيئة السمعة ؟ ونظر إليها ملياً وقال :
- هل تظنين ذلك بنفسك يا لوريل ؟ فهذه الكلمات تطلق على المجرمين .
قالت لوريل وهي تضغط على اعصابها وتحس انها تكاد تنفجر :
- ألست أنت من وصمني بهذا, وأوصلني لهذا؟
كان قلبها ينبض بألم وكان جسمها يرتعد وسألت نفسها :
- ماذا يفعل هذا هنا ؟ ماذا يريد؟
- اجلسي لوريل أريد التحدث معكِ, اخذت عنوانك من المكتب وقررت ان آتي غداً لكن كنت قريباً من هنا ورأيت ضوء بيتك فعرفت انك في البيت .
سخرت لوريل منه قائلة بمرارة :
- وقررت ان تنتهز الفرصة كعادتك, أليس كذلك؟
للحظة ظنت لوريل انها شاهدت نظرة ألم تطل من عينيه لكنه أدارهما عنها لتستقرا على كتابه , رفعه واخذ ينظر إليه:
- كنت تقرأينه ؟ هل استمتعت به؟
فأجابته متجاهلة تجهمه :
- ليس كاستمتاعك بتحطيم ابطال قصصك , لكني لن أسمح لك أن تفعل معي هذا من جديد, لن أسمح لك أن تستعملني أداة من أجل قصة جديدة .ريحانة

Rehana 15-01-23 05:29 AM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل الثاني )
 
هز اويفر رأسه بالنفي وقال :
- أتعتقدين ان هذا ما أنوي أن أفعله ؟
بدا غير مصدق لما سمع وقال :
- لوريل الأمر ليس كذلك, اجلسي ودعيني أشرح لك.
تقدم منها فابتعدت عنه , كانت عيناها متحجرتين وصوتها أجش , وحاول ان يضع يده على كتفها ليشعرها بالاطمئنان فنهرته قائلة :
- لا تلمسني .
قال بصوت متوتر :
- لم أكن أنوي ... على الأقل ليس بالمعنى الذي فهمتيه , لا تسيئي فهمي.
ابيض وجهه, واخذت لوريل تئن لضعف عزيمتها أمام حضوره غير المتوقع , فقدومه أعادها إلى الماضي الذي حاولت ان تنساه.
تجاهل اوليفر رفضها وأمسك بكفيها , كان وجهه شاحباً مثل وجهها , وقال لها :
- يا إلهي لم أعني ما فكرت به.
إنه الرجل الوحيد الذي لمسها منذ ست سنوات , رفض جسمها لمسته وحاولت ان ترجع إلى الوراء وتتنزع نفسها من قبضته القوية ولكنها كانت وكأنها في مصيدة.
حرر إحدى يديه واضعاً إياها على رقبتها , فأرجعت لوريل رأسها إلى الوراء وأمسك رقبتها وأدارها مجبراً إياها على النظر إليه وقال :
- لوريل , اسمعيني جيداً.منتديات ليلاس
حاولت التخلص من قبضته , وظهر الخوف في عينيها بسبب قبضته الخانقة.ريحانة
- حسناً, أنا لا أحاول أن أؤذيك.
وانحنى مقترباً منها وتجاهل هياجها لتخليص نفسها وطبع قبلة ارجعتها سنوات الى الماضي, وتذكرت بيل وما فعل بها . وفتحت فمها لتصرخ واخذت ترتعش بشدة فقال لها اوليفر :
- لوريل انا لست بيل , أنا لا أنوي ان أؤذيك.
وتركها بهدوء وسحبها لتجلس بجانبه على الأريكة , وقالت له وهي تحس وكأنها مخدرة :
- كما ترى أنا فتاة بلا احساس, وهذا سيفسر قصتك.
واضافت :
- مما لا شك فيه أنه سيسعدك لو علمت انني تحولت إلى انسانة عصبية , مهتاجة . اعتقد أنك عملت ما في وسعك لاثبات أنك ...
قاطعها اوليفر متسائلاً :
- لماذا كل هذا ؟ لتحمي نفسك؟
ودام صمت قاتل بينهما, وفجأة أصبح حتى التنفس مؤلماً بالنسبة للوريل . أرادت ان تغلق عينيها وتخرج صورته من رأسها . لفترة طويلة كان بيل مصدر كوابيسها وسألت نفسها , لماذا يملك هذا الشخص كل هذا التأثير العجيب عليها ؟ ربما لأنه انقذها مرة فارتاحت له ولكن فعل كل هذا لمصلحته , ليستغلها في أحد مقالاته , واجابته بعنف:
- أليس لي الحق في ذلك؟ هل واجهت انت ما واجهته أنا , نبذت من قبل أمي. وعاملني الجميع على أنني غانية , اتمنى ان تكون فخوراً بما فعلت.منتديات ليلاس
ضاقت عيناه الرماديتان واصفر وجهه وقال :
- أهذا ما فعلته أنا ؟ لا استطيع ارجاع السنين الماضية إليك لوريل , ولم أكن أفكر في أن أكفر عن غلطتي , لكن اليوم ...

Rehana 15-01-23 05:30 AM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل الثاني )
 
بدا اوليفر وكأنه فقد الكلمات واستقرت عيناه من جديد على كتابه ثم قال على نحو مفاجئ:
- هل لديك شيء أشربه ؟ شاي او قهوة ؟
كم هو ماهر في سخريته , لكنها قالت :
- هناك زجاجة من شراب الكرز.
وتلون وجهها عندما لوى شفته قائلاً:
- لا, انا لا اشربه , يبدو أنكِ لا تدعين زواراً إلى بيتك .
وأضاف:
- كان يجب أن أعرف هذا , وأن أشرب شيئاً قبل أن آتي.
وقالت لوريل بصراحة :
- لن أسمح لك ان تستعملني في إحدى قصصك.
- ومن طلب منك شيئاً كهذا ؟ ارجوك كفى.
وضغط بكلتا يديه على رأسه قائلاً:
- لوريل أنا لم آت إلى هنا لأجعل من قصتك محوراً لأحداث إحدى رواياتي, لقد أتيت لشيء آخر تماماً , لقد بحثت عنك لمدة خمس سنوات . بحثت في كل مكان, وحاولت ان احصل على اخبارك , ووصلت لجمعية الخدمات الاجتماعية لكنهم رفضوا ان يدلوني على مكانك , وعرفت انهم أرسلوك للبيت , من المؤكد أنكِ كنتِ قلقة وغاضبة مني لذا لم تحاولي الاتصال بي. ريحانة
وقالت في شك وتساؤل :
- بيت؟
وظهر في صوتها تهكم وسخرية واصفر وجهها وهي تقول:
- تقصد انهم أرسلوني لبيت مشبوه حيث الأطفال المشردين , الفاسدين والصعبي المراس , تقصد إلى أماكن ...
وللحظة لم تصدق لوريل ما ترى من ألم ومرارة وحزن في عينيه فأوقفت حديثها . ونظرت إليه باستخفاف واستغل سكوتها وقال :
- لوريل , أنا أعرف الحقيقة.
هزت رأسها بإيجاب وقالت بمرارة :
- أنا أعلم هذا, لقد اخبرتك إياها . لكن هذا لم يمنعك ان تشوه الحقيقة ليصبح اسمك معروفاً ومشهوراً أليس كذلك؟
- ارجوك اسمعيني فقط. أنا اعرف ان لا شيء يبرر ما فعلت . أنا اعترف بذلك , لقد حاولت ان احصل على أقوال الجانب الآخر من القضية ألا وهو بيل, لكن في الوقت الذي مات فيه, الجريدة اعتبرتها انباء لا تستحق النشر, وعندما صادفتك ذلك اليوم كنت انتظر زوج أمك . كان لدي موعد معه وكنت قد تحدثت معه مرة من قبل وفي وقتها نال عطفي وأشعرني بالحزن عليه, أنا لا أنكر هذا .وقبل حصول قصتك بسنتين حصل لابن عمي بول شيء مشابه , تعرف على فتاة وكان له علاقة معها وكانت عائلته محافظة , وكانت هذه الفتاة ليزا انتهازية, استدرجته هذه الفتاة وحاولت ان تبتزه بالتهديد عندما قرر قطع علاقته بها وهي تعرف ان اهله محافظون, فحاولت اجباره على ان يتزوجها وعندما رفض اتهمته بأنه حاول اغتصابها وكسبت القضية ضد بول عن طريق الكذب فقد بدت ممثلة ممتازة وعندما طرده اهله فقد فوجئوا بما حصل وأحسوا بالاشمئزاز منه وأُدين وقبل تنفيذ الحكم انتحر. لقد اخبرني كل شيء قبل المحاكمة وبعد موته اعترفت لي ليزا بالحقيقة .
ونظرت لوريل إلى وجهه المتجهم وارتعدت وتخيلته يستدرج ليزا لتخبره الحقيقة ولكن لن يبدو احد قاسياً وأنانياً كزوج أمها .
- لذا تجدينني دائماً أقف ضد ضحايا الاغتصاب , فهناك الكثيرات ممن يستغللن هذا الموضوع ضد الرجال .

Rehana 15-01-23 05:46 AM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل الثاني )
 
تفاجأت لوريل بقوله هذا وسألته بعدم تصديق :
- انت اعتقدت انني أريد نقوداً من زوج أمي.
- لا أعني مالاً. لكن ظننت أنك تستعملين التهديد كسلاح. انظري للمشكلة من زواية اخرى لوريل! تزوجت أمك للمرة الثانية واحسست انك اصبحت ضلعاً ثالثاً في مثلث العائلة فمن الطبيعي ان تشعري بغيرة وكونك مراهقة فهذا وارد جداً, فأنتِ أحسستِ أنكِ امرأة كاملة .وكما قلت هذا طبيعي جداً , وحاولت ان تختبري نفسك مع زوج أمك , لذا حاولت اثارته فقط ليس إلا.
- لا, هذا ليس صحيحاً . ريحانة
ردها القوي وارتعاشها جعلاه يتجهم , ووافق اوليفر بكآبة قائلاً:
- نعم , لكني لم أعرف الحقيقة حتى وقت متأخر , عندما قابلتك ذاك المساء وقبلتِ أن أوصلك بدون ان تعرفي حتى من أكون ...
قاطعته باقتضاب :
- كنتُ يومها قد نسيت بطاقة الاشتراك بالباص في البيت عند أمي عندما كانت تخبرني عن ... قالت إنها لا تريد أن تراني , لذا لم أعد لآخذها و ...
اطبقت لوريل فمها ولم تكمل فقد استدركت الموقف, لم تكن تريد ان تقول له أكثر لكي لا يستغل ما كانت ستقوله كما فعل من قبل. لقد وثقت به مرة. اجتاحتها موجة حقد تجاهه. ست سنوات وهو يستمتع بتحطيم حياتها . إذاً اوليفر هو المسؤول والمدان في نظرها كمسؤولية زوج أمها . بيل مات واصبح من المستحيل الوصول إليه لكن هذا الرجل ... وتدافعت الذكريات امامها واحدة تلو الاخرى بينما لوريل تستمع له. وتذكرت لمساته لها كيف يجرؤ على فعل هذا ؟ كيف يجرؤ على اقتحام حياتها ؟ وكل ما فعله هو الاعتذار وطلب الصفح منها . عاد الحقد يملأ قلبها بعد أن ماتت كل العواطف في داخلها, وهي الآن تريد ان تعذب اوليفر سافج كما فعل معها, ستجعل منه سخرية الجميع , وتجعله يذوق ما أذاقه لها .منتديات ليلاس
- لوريل هل تسمعينني ؟
لقد حاولت ست سنوات ان تتعلم كيف تخفي شعورها , وتكتم ما تفكر به .
- بعد اعلان الحكم فقط , ذهبت الى حانة لأقابل زوج أمك . كان يشرب بكثرة , جلست معه , وكنت كما قلت لك قد قابلته في السابق واستدر عطفي , لكن بعد صدور الحكم كان يتباهى بأنه خدع المحكمة واستدرجهم لهذا الحكم.
لوريل الوحيدة التي عرفت هذا بغريزتها , لكنها لم تحاول اثبات براءتها , كل ما فعلته هو بقاء لهيب الغضب مستعراً في اعماقها . قال لها اوليفر بحزن:
- وقتل بعد هذه الحادثة بثلاثة أيام . قتل قبل ان استطيع اجباره على الاعتراف بفعلته علنياً.
قالت لوريل باستخفاف :
- وأنا كذلك لم أفعل أي شيء , حياتي لم تبق كما هي , أمي التي رأته معي لم تصدقني بل فضلت ان تصدقه , واخذت بعدها إلى إحدى الدور ليقوموا برعايتي , ليس كعقاب لي بل لحمايتي لكن النتيجة واحدة.ريحانة
والآن لن تقول له عما كابدته طوال هذه السنين , لقد كرهت نفسها ومن حولها , كل هذا والكل يعتقد انها هي السبب فيما حصل لها وهي من يجب ان يلام . مع انهم كانوا يدعون امامها بأنها ليست ملامة على ما حصل, وانها لم تفعل شيئاً شائناً. وانها ستعتاد هذا الوضع مع الأيام.

Rehana 15-01-23 05:47 AM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل الثاني )
 
لكن هذا لم يحدث , فبذور الشك الصغيرة التي زُرعت في داخلها كبرت مع الأيام , وبقيت معتقدة انها هي المذنبة .
هاهو يقف الآن بهدوء في بيتها ليقول لها إنه آسف وأن ما حدث هو مجرد خطأ, نظرت إليه وهمت ان تطلب منه مغادرة البيت لكنها فوجئت بالنظرة الحانية التي ارتسمت على وجهه وفمه , إنه يشعر بالشفقة تجاهها , كيف يجرؤ؟
الشفقة والعطف هما الشيء الذي كرهته وامتعضت منه طوال هذه السنين وهو الذي ابقاها بعيدة عن الناس . احياناً لا تظهر الشفقة كما هي بل تكون مختبئة خلف أقنعة البراءة والتلهف. احست بضغط كبير في حنجرتها , شعرت انها ستختنق من الحنق , واحست انها ستنفجر , لقد عاد ضباب الماضي يلفها من جديد, شعرت ان جسدها ملتهب.
كيف يجرؤ على الجلوس بغطرسة ويقول إن ما حصل هو مجرد خطأ ويتوقع منها بكل بساطة ان تسامحه وتنسى ما حدث؟ هل هو أعمى ؟ أم متبلد الأحاسيس؟ ألا يعلم انه هو من دمر حياتها ؟ جرحها ما زال ينزف . تحس وكأنها حيوان محبوس في قفص ويحاول الهروب , كيف تعيد لها هذه الكلمات ما أهدر من كرامتها ؟ كيف تستعيد ثقتها بنفسها وتنسى كرهها وشكها في نفسها طوال هذه المدة؟ لكي يفهمها عليه ان يعاني ما عانته.ريحانة
تقدم اوليفر واصبح قريباً منها فأمسك بيديها . كانت يداه دافئتين ولكن شعرت بهما كأنهما نار تلمسها , واحست ان حرارة جسمها ترتفع , كيف يجرؤ على خداعها بهذا الاسلوب , نظرة الشفقة واضحة في عينيه , احست برغبة قوية في صفعه , وبرغبة في ايذائه كما آذاها .
- لوريل , هل بإمكاني فعل أي شيء لأعوضك؟
هل ما تسمعه حقيقة ؟ هل يعتقد جدياً ان هناك شيئاً يمكن أن يعوضها ويمحو آثار الماضي ؟ هل هو ساحر يفعل المعجزات حتى يستطيع ارجاع ويمحو أثار الماضي ويعيدها مراهقة بريئة في نظر الجميع كما كانت ؟
فتحت فمها لتشتمه , ولتفهمه ان لا شيء على الاطلاق يمكن ان يعوضها , وانها لن تقبل أي شيء منه, وانها تفضل ان تموت على أن تقبل منه أي تعويض, لكن لم تستطع ان تنطق بحرف , فقد جمدت الكلمات على شفتيها .منتديات ليلاس
أيمكن ان يكون القدر قد رتب لقاءهما من جديد؟
ولربما الآن سيعطيها الفرصة لتنتقم منه وستذيقه ما ذاقته وسترى إذا كان بإمكانه التحمل والصبر . واستحوذت هذه الفكرة على عقلها واخذت تفكر بالطريقة التي تجعله فيها يعاني كما عانت من قبل.
انه رجل في الثلاثين او أكثر من عمره فمن المؤكد انه محصن ضد كل شيء, فهو خبير ومجرب, لكن الرغبة القوية التي اجتاحتها جعلتها مصممة على المضي في فكرتها وخصوصاً عندما شاهدت نظرة الشفقة تطل من عينيه .
يجب ان يكون هناك طريقة فكل إنسان له نقطة ضعف واوليفر يجب ان يكون كذلك, وكل ما عليها ان تفعله هو ان تعرف ما هي نقطة ضعفه . لكن كيف؟ ما الذي يفضله ؟ النساء؟
ابعدت هذه الفكرة مبدئياً , إنه من النوع الذي يتحكم بنفسه وبعواطفه إذا يجب ان تبحث عن طريقة أخرى .
ولمعت في ذهنها نقطة هامة , ماذا عن عمله ؟
اوه , نعم عمله الذي يحبه جداً! عمله الذي استغلها من أجله ! تنهدت بعمق وعلت شفتيها ابتسامة هادئة مما جعله يعبس وهو يتأملها .منتديات ليلاس
هذه هي العدالة , استعادت قوتها وثقتها بنفسها . في هذه اللحظة أطبق بكلتا يديه على يديها وطردت الذكريات من مخيلتها ولكن ستبقى هذه الذكريات في أعماقها . تلك الذكريات التي طالما كانت أساس كوابيسها ورعبها واعتراها اضطراب وعصبية , فعقلها فعلاً بدأ بوضع خطة لتنفيذها ضد اوليفر . تمكنت هذه الفكرة منها, والآن يجب أن تجد حيلة .

Rehana 15-01-23 05:47 AM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل الثاني )
 
اوليفر سافج اختلق اكاذيب ضدها . زور الحقائق وستعملها كأداة . عليها إذاً إيجاد طريقة تخضعه لنفس التجربة وتذيقه طعم الاهانة وتحطم مصداقيته امام زملائه. عندما كانت في المدرسة كانت دائماً تكتب مقالات رائعة, وقيل لها إنه بالممارسة من الممكن ان يصبح لها مستقبل في الصحافة. ماذا لو استعملت هذا السلاح ضده , أي بكتابة أحد المقالات؟
يجب اولاً ان تكتشف شيئاً تستعمله ضده , وثانياً يجب ان تجد من ينشر لها ما ستكتبه , فالصحف دائماً تتسابق لنشر مقال عن شخص مشهور , ممكن أن ...
سخرت من نفسها لا يمكنها أن ... لن ينفع هذا , هناك قوانين يجب عليها اتباعها , بالاضافة لهذا , إنها تريد ان تكتب عن شيء حقيقي حصل في حياته , غير مختلق.
لابد لمثل هذا الرجل ان يكون قد أخفى شيئاً عن جمهوره لا يريدهم ان يعرفوه , هذا شيء مؤكد, لكن ما هو ؟ وكيف لها ان تعرفه ؟ ببساطة بسؤاله.
لا , لن يقول لها شيئاً خاصاً إلا إذا كانت علاقتهما حميمة .
نظرت لوريل إليه بتردد. كان يراقبها فارتعشت واحست بكره شديد نحوه . لسنين طويلة نجحت لوريل بإقصاء اوليفر عن تفكيرها ولكن ظهر الآن حقدها وكرهها فجأة مطالباً إياها بالانتقام منه .منتديات ليلاس
واخيراً نطقت بصوت مخنوق :
- أنا مهتمة باكتساب خبرة في عملي , لو عملت لديك كسكرتيرة لعد أشهر , وبتوجيهاتك القيمة لي , فأنا على ثقة انني سأحقق أفضل النتائج في عملي .
كان يراقبها عن كثب وبعبوس , فأخذ يدق قلبها بخوف. هل يا ترى عرف ما تكنه في صدرها تجاهه؟
اجاب بحزم :
- ولِمَ تتعبين نفسك بالعمل معي ؟ لم لا تطلبين نصائحي دون أن تعملي ؟
جفلت لوريل من رده واجابت بتردد :
- لأن ذلك لن يكون عدلاً. إذاً أنت لم تكن تعني ما قلته لي أنك ستفعل أي شيء من أجلي .ريحانة
وأعجبت لوريل بنفسها , فقد اكتشفت انها تملك القدرة على تحويل الحديث لصالحها .
قال باختصار :
- أنا لم أعتد توظيف سكرتيرة , فأنا اعمل على الآلة الكاتبة بنفسي وبلإضافة لذلك ...
- أنت لا تريد فتاة عديمة الشعور مثلي لتعمل لديك أليس كذلك ؟
وقصدت لوريل ان تذكره انه هو السبب فيما حدث لها . بادرها قائلاً :
- فتاة عديمة الشعور ؟ لقد اخبرتك انني لا اصدق انك ...
توقف عن الكلام وكأنه يفكر . تساءلت لوريل بماذا يفكر؟ هل يا ترى ندم على فعلته ويريد بالفعل تعويضها ؟ ربما توقع منها ان تسامحه وتدعه يذهب ببساطة .
- هل تودين بالفعل ان تعملي لدي؟
- أريد ان اعمل لأحصل على مؤهلات جيدة تفيدني في المستقبل.

Rehana 15-01-23 05:48 AM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل الثاني )
 
وظهرت مجدداً براعة لوريل بالاقناع .
- من الواضح انك سكرتيرة رائعة , وأنا على وشك كتابة موضوع جديد, بالإضافة لذلك...
لم يكمل جملته بل قال بسرعة :
- حسناً هل لديك جواز سفر؟
ذهلت لوريل لدى سماعها كلامه:
- جواز سفر؟ لكن ...
قال ببساطة :
- أنا أملك بيتاً في بروفينس حين أذهب إلى هناك لأكتب , يقع البيت في مكان بعيد وسنكون وحدنا هناك, هل تعتقدين أنك قادرة على ذلك؟
وسألت نفسها , هل تستطيع ؟ هل تستطيع أن تقاوم هذا الرجل حيث إنهما سيكونان وحيدين لمدة لا تعرفها .ريحانة
وذكرت نفسها انه من الممكن ان تنشأ ألفة بينهما عندها لا تعرف ما الذي يمكن ان يحدث بينما هما يعملان معاً وحيدين , هي لا تدري ما الذي سيفعله معها , فأوليفر ليس راهباً لقد اكتشفت هذا بنفسها , إنها ترى ما سيحدث أمام عينيها الآن .
ولكن هذا سيتيح لها ان تعرف ماذا يخفي هذا الكاتب من أسرار في حياته وعندها ستجد غلطة له تستعملها ضده كما فعل بها. لذا يجب ان تحاول.
أدارت وجهها نحوه وقالت بثقة كبيرة :
- استطيع تدبر أمري.
وكان اوليفر قد وصل إلى الباب عندما استدار وقال لها ببرود:
- على الأقل هناك شيء واحد لن اقلق بصدده , فسيكون هناك دائماً حاجز بيني وبينك لن نتعداه .
فتحت لوريل له الباب وإذ به يفاجئها بسؤاله :
- لوريل ! أليس لديك فضول لتعرفي ما يمكن ان يحدث بين اثنين؟
احمر وجهها وقالت بسرعة :
- أبداً لم افكر بهذا , وأنا استبعد حتى التفكير بهذا الموضوع .
- إذاً حان الوقت حتى تتعلمي ما تجهلينه.
وخرج , فكرت لوريل بغضب , كيف يجرؤ ان يقول لها هذا؟ وكيف سمحت له ان يشفق عليها ؟ فقد ظهرت نظرته الأخيرة لها تحمل هذا المعنى .منتديات ليلاس
لكن قريباً لن يجد إلا نفسه ليشفق عليها وستوصله بيدها لهذه المرحلة .

نهاية الفصل

Moubel 16-01-23 10:08 AM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل الثالث )
 
متابعة معك ريحانة

Rehana 21-01-23 06:26 PM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل الثالث )
 
الفصل الرابع

اتى اوليفر إلى مكتب السيد مارشال وبطريقته الخاصة استطاع اقناع السيد مارشال بالاستغناء عن لوريل ربما لمدة اسبوع.
جحظت عينا سالي وتملكتها الدهشة عندما سمعت هذا الخبر, وهتفت غير مصدقة :
- انت ستعلمين عند اوليفر سافج , يا إلهي ما هذا الحظ! لو كنت مكانك ...
قاطعتها لوريل قائلة بصوت هادئ:
- كنت ستفكرين كيف ستمضين الأيام معه لا كيف ستعملين.منتديات ليلاس
صدمت سالي عندما سمعت هذه الكلمات لأنها لم تتوقع مثل هذه الصراحة من لوريل .
وقالت لوريل بمرح :
- لماذا بإعتقادك يريدني ان اعمل لديه لأنه يحتاج سكرتيرة لا صديقة .
اجابت سالي بلا تفكير :
- لا , لم أكن أقصد هذا بالطبع , لكن مازلت مصممة على أنكِ تملكين حظاً رائعاً.
واضافت وهي تخفي رغبة قوية :
- أوه , إلى بروفينس إذاً ...
اصبح ذهن لوريل مشوشاً فلم يبق سوى ثلاثة أيام وعليها أن تذهب إلى بيت اوليفر في لندن كما اتفقا.ريحانة
لقد كانت شقته فاخرة وهي غير بعيدة عن مركز المدينة. فتح لها الباب بنفسه وكان يضع منشفة حول خصره . التوت شفته بسخرية عندما شاهد نظرة الرعب في عيني لوريل وقال مفسراً:
- تأخرت بالسهرة البارحة وكان عليّ أن ...
قاطعته لوريل قائلة :
- لا تزعج نفسك بالشرح , استطيع ان أتصور هذا .
- هل تستطيعين؟
كانت هناك سخرية بصوته عندما قال :
- لقد فوجئت الآن , فكيف لك ان تعرفي ما يحدث في المساء؟ لكن أنا مسرور لأنك تعلمين , ولا اظن انه سيكون عندك مانع في ان تعملي في المساء احياناً , هل تستطيعين؟
لم تكن تعني انه قضى السهرة وهو يعمل ولكن قصدت شيئاً آخر, تعتقد انه فهمه كما فهمته هي . تقلص وجهها وتوجهت نحو القاعة .
كان لونها أخضر فاتحاً , وكانت باردة وواسعة , لكن الانطباع الأول الذي اخذته عن القاعة انها تفتقد للألفة , وتذكرت بحميمية بيتهم القديم في هامبستيد عندما كان جداها على قيد الحياة .منتديات ليلاس
وقال لها اوليفر وهو يدعوها للجلوس:
- سأسافر اليوم إلى نيس لتنفيذ جدول الأعمال , اريدك ان تطبقي بعض الرسائل ويمكنك توقيعها باسم بيربرو , لقد اخبرت العاملين انك ستمكثين هنا لمدة يوم, لدي عمل في نيس ولن اغيب طويلاً.

Rehana 21-01-23 06:26 PM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل الثالث )
 
تمنت لوريل ان يذهب اوليفر إلى غرفته ويرتدي ملابسه فمظهره بالمنشفة جعلها مرتبكة ومذعورة , فمنذ سن المراهقة كانت لوريل غير قادرة على النظر الى الرجال بدون ان تشعر بالاشمئزاز , والآن كل ما يحدث هو ضد رغباتها .
قال لها بجفاء:
- عليك من الآن فصاعداً ان تكفي عن النظر إليّ بهذه الطريقة إذا اردت ان ننجح في العمل سويةً.
وأخذ يراقب بمتعة احمرار وجهها وقال :
- أنا أعلم ما تشعرين به نحوي فأنا لست زوج أمك .
احنت رأسها وأخذت تشغل نفسها بالنظر لورقة الملاحظات التي اخذتها منه وعلقت بإذعان :
- نعم , أنا أعرف.
- هل انتِ كذلك؟
وأحست بحركة وهو يقترب منها ويقف قبالتها , وشعرت بضعف يتملكها وبتوتر بسبب قربه الشديد منها , إنها تكرهه وتريد ان تقول له هذا .
وأمرها بلطف قائلاً:
- إذاً اثبتي لي قولك هذا وانظري إلي.
ماذا يريدها ان تفعل ؟ ماذا يريد ان يثبت ؟
أرادت ان تخبره ألا يتدخل في شؤونها لكنها لا تستطيع فهذا سيظهر ضعفها أمامه . استجمعت قواها وصممت ان تنظر إليه بكل ثقة .ريحانة
وقال لها بتأكيد :
- انظري إلي يا لوريل , لا تخافي من شيء .
امسك بيدها ووضعها على كتفه , فانكمشت على نفسها اخذت اصابعها ترتجف لملامستها جسمه, كانت تريد ان تسحب يدها لكنه لم يسمح لها . وبقيا مدة وهما ينظران لبعضهما البعض وقد بدت لوريل متسمرة بمكانها . تمنت ان يدعها تهرب منه لكنه أطبق عليها وضمها إلى صدره ولمعت عيناه وهو ينظر إليها وحاولت مرة اخرى ان تفلت منه, فقال لها :
- قلبك يدق بسرعة كبيرة , مما أنت خائفة لوريل؟
وكان ما زال يطبق عليها عندما قالت بشفاء مرتجفة :
- خفت ان تقبلني.
لم تستطع إلا ان تقول الحقيقة.
- هل تعتقدين ان هذا شيء مرعب؟
وقالت بطريقة صبيانية:
- انت تعلم أني لا أحب هذا .
لم تصدق نفسها انها هي التي تتكلم , لقد قالت كل شيء بصراحة .
نظر إليها نظرة لم تعهدها من قبل, ولم تعترض عليها لكنها تشنجت بقوة وابتعدت عنه بسرعة وهي تنظر إليه بخوف.ريحانة
ثم قالت بأسى :
- لماذا فعلت هذا ؟ انت تعلم أني لا أرغب به.
فقال لها بلطف:
- أتعتقدين ذلك ؟ إذاً اعتبريها تكفيراً عن خطأ مني.
تكفير ... ماذا يعني بهذا القول ؟ سألت نفسها بانشداه ونظرت حولها فلم يكن هناك لابد انه يرتدي ثيابه.
وفعلاً عندما عاد كان يرتدي بنطال جينز وجاكيت. أظهر زيه الذي يرتديه جسده القوي وعضلاته البارزة ووجدت لوريل نفسها تفكر فيه . لم يكن اوليفر مثل بيل , ولمع شعره الأسود.

ا

Rehana 21-01-23 06:27 PM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل الثالث )
 
ارتعشت لوريل عندما تذكرت لمساته لقد شعرت انها ضعيفة آه لهذا الضعف الذي تشعر به امامه , لكن يجب ان ينتهي أمام كرهها له.
وبعد يومين طارت لوريل إلى نيس وقابلت اوليفر في المطار , لقد بدا مختلفاً عما ألفته بالجينز والقميص الرقيق الذي كان يرتديه . بدا اخشن مما كان عليه في لندن .
كان الجو ربيعياً واحست لوريل بالحر الشديد بسبب الملابس الثقيلة الشتوية التي ارتدتها في لندن الباردة.
وبينما اوليفر ولوريل خارجين عن قاعة المطار نظرت إليهما المضيفة نظرة استغراب. فكيف لهذه المخلوقة البسيطة ان تكون بها علاقة بمثل هذه الشخصية , تبعته لوريل نحو الخارج حيث الشمس.
أشار اوليفر بيده نحو مكان مظلم حيث كانت تقف سيارته الفراري في الموقف , وقال لها :
- من هنا.
ناولته لوريل حقيبتها القديمة , فسألها :
- أهذه هي اللغة التي ستتحدثين بها معي؟
ذكرته لوريل قائلة :
- لقد اخبرتني ان بيت المزرعة بعيد ,وحيث إنك ستكون مشغولاً في العمل , فقد جلبت اشياء عملية فقط معي.
فقال بعدم تصديق:
- أنت تعنين انك لا ترغبين في الخروج مع الجنس الخشن , أليس كذلك لوريل؟
كلماته اعطتها شعوراً انه يتعمد مضايقتها واستفزازها ليرى ردة فعلها , ربما شعر بالندم لموافقته اعطاءها الوظيفة ولكنها لن تعطيه الفرصة لإعادتها دون ان تحقق ما تريد.
وعندما قال إن بيت المزرعة بعيد لم تكن تتوقع انه بعيد لهذه الدرجة . وصلا متأخرين هذا المساء , يقع البيت بين اشجار الزيتون العتيقة والتراكوتا التي بهتت ألوانها بسبب الشمس.منتديات ليلاس
احست لوريل بتشنج في عضلاتها بسبب طول الرحلة . لذا تعثرت في خطواتها عندما نزلت من السيارة وحالاً كان اويفر إلى جانبها وأمسك برسغها كيلا تقع فأحست بحرارة من أثر لمسته واخذت ترتجف كورقة شجر وابعدت نظرها عنه.
فقال لها :
- ظننتُ أننا وصلنا إلى مرحلة جيدة في علاقتنا!
وسمعته يتمتم بكلمات لم تفهمها وتركها وانحنى ليلتقط بعض الاشياء , ثم ارشدها إلى الطريق بقوله :
- من هنا.
وتركها تتبعه عبر درب يظهر انه كان حديقة لكنه أصبح الآن مجمعاً للورود البرية المتشابكة مع الأشواك وتظهر هناك الأعشاب طويلة.
قال لها اوليفر بتجهم عندما نظر إلى تعابير وجهها وكأنه فهمها :
- كما ترين فأنا لا املك الوقت لتجذب المكان , على كلٍ أنا آتي إلى هنا لأكتب لا لأعتني بالحديقة.
فتح الباب وتنحى جانباً ليسمح لها بالدخول قبله إلى مطبخ مظلم وبارد, من الزاضح ان هذا المكان يتوسط البيت يتوسط البيت, كانت أرضية المكان مغطاة برقائق فلينية قديمة ومغبرة ومهملة, وغطت المكان الأتربة والغبار, كان يفوح من الغرفة رائحة العفونة, وتساءلت لوريل كم مضى من الوقت على آخر زيارة لاوليفر لهذا المكان .
- لنفتح هذه النوافذ وبعدها سأريك المكان , ولحسن الحظ أن هناك كهرباء, سأذهب وأدير المولد وعندها يمكنك تجهيز الثلاجة للطعام الذي جلبته معي. اتمنى ان لا تملي من العمل الروتيني .

Rehana 21-01-23 06:28 PM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل الثالث )
 
وأضاف وهو يفتح احدى النوافذ :
- أنا أعلم ان هذا ليس من ضمن اعمال السكرتيرة ...
- أنا لا أمانع .
كان يبدو صوتها عادياً, فلم تكن تريد شكوكه , ربما خلال قيامها بالأعمال المنزلية واقترابها منه قد تمسك بشيء ضده.
- انتِ فتاة عاقلة , تعالي إذاً إلى هنا لنقوم بجولة مع أنه لا يوجد الكثير لتريه.
وأحنى رأسه قليلاً عند عتبة الباب العليا كي لا يصطدم ودخل غرفة وأمامية , وكما الحال في المطبخ بدت غرفة الجلوس مغطاة بالغبار ومهجورة , لكن أثاثها كان مريحاً ويبدو انه عريق . كان هناك مدفأة ضخمة في زاوية الغرفة وايضاً مكتب هائل حسن الشكل.
من الواضح ان اوليفر يستعمل هذه الغرفة عندما يكتب وخلف المكتب كانت تنتصب رفوف كثيرة للكتب مليئة بالمراجع والكتب القيمة كما لاحظت لوريل.
قال لها اويفر وهو يشير إلى الدرج العريض:
- الآن سنصعد إلى الأعلى .
صعدا الدرج سوية .
- الدرج عريض جداً, ربما لأن الطابق العلوي كان يستعمل كمخزن , هنا يوجد خمس غرف نوم .
فتح الأبواب واحداً تلو الآخر , فتح باب غرفة قائلاً :
- هذه غرفتي.
كانت تحوي أثاثاً قديماً وسريراً بلوح خشبي وخزانة ثقيلة ولكن جميلة.
- يمكنك اختيار غرفة من الأربع . الحمام سيكون مشتركاً وكما ترين لا يوجد رفاهية , وعليكِ ان تتأقلمي.
وقالت بطريقة متشنجة وهي تنظر إلى عينيه :
- الباب ليس له قفل!
أتى رده بطريقة باردة :
- لم اشعر بحاجة للقفل, فأنا لا أتلصص يا لوريل.
وأضاف بنفاد صبر:
- إذا اردت أن أرى امرأة لا حاجة لأن استرق النظر الى الحمام.
تفاجأت لوريل بلهجة السخرية وقبلت اقتراحه ان تكون الغرفة المواجهة للدرج لها . عندما قبلت الذهاب معه للانتقام منه جعلها كرهها وبغضها له تتغاضى عن الصعوبات التي ستلاقيها بسبب قربه الاجباري منها.
وقال اوليفر :
- هذه الغرفة أكبر واحدة وأبعد واحدة عن غرفتي وهذا ما سيجعلك تشعرين بأمان.
وسألها بلطف:
- إذا كنت خائفة من أن ألمسك فما الذي دعاكِ لطلب العمل معي؟ هل صحيح أنكِ تودين اكتساب خبرة لعملك ؟
بسبب خوف لوريل من أن يكتشفها من اجابتها الكاذبة لأنه كان ممعن النظر إليها فبدلاً من ان تجيبه سألته برقة :
- لماذا قبلت ان تجعلني أعمل عندك؟
كان اوليفر يراقبها بفضول :
- حسناً ... الآن ...

Rehana 21-01-23 06:28 PM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل الثالث )
 
ولم يكمل كلامه , احست لوريل بجفاف في حلقها وبدأ قلبها يدق بعنف , أردف اوليفر قائلاً:
- لقد تساءلت متى سنناقش هذا الموضوع ؟ ماذا ستقةلين لو اخبرتكِ أنني اشعر بالذنب لما حدث لك يا لوريل؟ إنكِ تشمئزين وتكرهين الرجال, لا أريدك ان تتغاضي عن هذه الحقيقة فنحن الاثنين نعلمها ولسبب ما أنا الملام, أريد أن أساعدكِ.
لاحظت لوريل رقة لا متناهية في حديثه وفي نظراته المدققة في وجهها الشاحب. تفرست لوريل في وجهه وامتزج صوتها بالغضب والحقد وسألته :
- ماذا قلت ؟
اجابها مكشراً:
- أنتِ لا تحبذين الفكرة؟, حسناً أنا لا اظن أنكِ تحبذينها , لكن لوريل أتعتقدين أنك ستمضين حياتك خائفة من الرجال والحب؟, أتعتقدين ذلك ...؟
- لا .منتديات ليلاس
التوت شفته وقال :
- اوه لا يا عزيزتي الصغيرة أنا أعرف مدى خوفك من التجربة لكن هذا يجب ان ينتهي , يجب ان تتعلمي كيف تعيشين .
لم تر في عينيه نظرة كرب بل نظرة مشرقة لكنه قريباً سيشعر بالألم , اجابته بسخرية :
- وأنت تريد ان تعلمني؟, هذا غير ممكن, سأرحل الآن . لم أكن أعلم أنك ستذهب كثيراً بتفكيرك. وعندما سمحت لي بالعمل لديك كنت تضع هذه الفكرة في ذهنك وتريدني ان اكتب عن هذا !
لو علمت ما يدور بباله لما عرضت عليه ان تعمل عنده. لكن عليه ان يعاقب قبل كل شيء.
ردة فعل اوليفر كانت سريعة وقال بفخر:
- إذاً أنتِ تعترفين ان مثل هذا ممكن ان يحدث, لكن لا أنوي أن أكتب عن هذا لوريل , يبدو أنكِ تركزين تفكيرك في هذا الموضوع.
- ربما لأنني قرأت اسلوبك في الكتابة.
جمد في مكانه وهو يقول :
- نعم , لقد قرأت لي أليس كذلك يا لوريل ؟ , أنا ...
اقترب منها وتفحصها فأجفلت عندما سمعت صوته القوي:
- أنا أعني كل كلمة أقولها لها يا لوريل , خلال اقامتنا في هذا المكان الريفي الخريفي سأنهي كتابي , وأنتِ ستصبحين امرأة تعيش حياتها بشكل طبيعي .
نظرت اليه بوقاحة وسألته :
- هل سأصبح امرأة أخرى ؟ , أنا لم أكن أعرف أنك تصنع المعجزات , وهل لي أن أعرف كيف ستعالج هذا الأمر؟
هز كتفيه بلا مبالاة :
- اتمنى لو اعلم لكن أعدكِ ان هذا سيحدث , وبعد كل شيء سأعيد لك كل ما تُذكريني به دائماً أنني اخذته منك, أليس كذلك؟
كانت تلمس في داخله غضباً عنيفاً مبطناً بدماثة ولطف, وغادر قبل ان ترد عليه , وسمعت خطواته وهو يهبط الدرج , فألقت بنفسها على السرير غير المرتب , ودق قلبها بعصبية شديدة .
لقد جعلتها رغبتها بالانتقام منه عمياء عن الخطر المحيط بها . ماذا يعني اوليفر بقوله إنه سيجعلها امرأة ذات أحاسيس ؟ , كيف يتوقع ان تنصاع له؟

Rehana 21-01-23 06:29 PM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل الثالث )
 
ارتعدت عندما تذكرت لمساته والطريقة التي ينظر بها إليها . كان عليها ألا تقبل المجيء معه, لكنها فعلت ولديها الآن مهمة يجب أن تكلمها . واذا اعتقد اوليفر انه يستطيع ان ينسيها الآلام التي سببها لها طيلة هذه السنوات فعليه ان يحاول, لكنها ستتصرف كما يملي عليها عقلها , كانت لوريل تبحث عن أغطية للسرير عندما سمعت وقع أقدام اوليفر متجهة إلى أعلى وقال لها :
- المولد يعمل , والأفضل ان نضع الطعام في الثلاجة قبل ان يفسد.
عمل الاثنان بتآلف لمدة نصف ساعة , طريقة عمل اوليفر فاجأت لوريل, فلم يكن زوج أمها يساعد في اعمال البيت أبداً وايضاً جدتها التي كانت من الطراز القديم لم تسمح لجدها قط بدخول المطبخ .
عندما انهيا العمل دفعها اوليفر على كرسي قريب لتجلس وتستريح, واخذ يعمل الشاي بنفسه.
سألها وهو يضع الغلاية على النار:
- أتفضلين الشاي؟ سأذهب خارجاً لأملأ حوض السباحة فلربما نستعمله في يوم دافئ.
حملقت لوريل في وجهه وسألته :
- حوض سباحة ؟
- نعم, فهنا يوجد حوض سباحة في بستان فواكه , فالرجل الذي كان يملك البيت قبلي هو رسام وهو الذي أنشأ الحوض, كان يستعمله كطعم للفتيات الشابات وكأن يلاطفهن حتى يقنعهن ان يقفن أمامه عراة ليرسمهن.
وهتف عندما شاهد الصدمة التي ارتسمت على وجهها:
- يا إلهي, أنا فقط أمازحك , صحيح انه هو من وضع الحوض لكن كما علمت لم يستعمل هذه البركة سوى اولاده الأربعة , لوريل أنتِ تملكين خيالاص مثيراً غير متوقع من فتاة عديمة الشعور.
وأشار إلى رأسها قائلاً:
- بماذا يفكر هذا الرأس يا لوريل؟, لماذا اتيت معي إلى هنا يا لوريل ؟
اجابته وهي تكتم غيظها :
- انت تعرف السبب.
صحح قولها وهو يرفع الغلاية ويصب الماء في الأكواب:
- أنا أعرف فقط ما قلته لي, لكن هناك شيئاً ما بداخلي يقول لي إن ما قلته ليس كل الحقيقة.
هل يا ترى خمن سبب مجيئها معه؟ من المؤكد هذا لم يحدث؟ تجرأت ونظرت إليه بتردد, ثم ابعدت نظرها عنه , لم يعلم بشيء بعد. لو عرف لما سمح لها بأن تعمل لديه , وقال لها بجفاء:
- حسناً يا لوريل يمكنك ان تنظري إليّ بدون ان تهاجميني يجب أن تتحمسي فقط للعمل.
ثم غير الموضوع بسرعة ناظراً إلى ملابسها الثقيلة وسألها :
- هل أتيتِ بثياب أخف من التي ترتدينها ؟
عندها بذلتان من الكتان وحذاء متين تستعمله خلال الصيف في العمل لأنه مريح , وسألها بتكشيرة :
- هل لديكِ ملابس سباحة ؟
لاحظ اوليفر احمرار وجهها فأضاف:
- لا اظن أنكِ تملكين مثل هذه الاشياء.
فأجابته بلهجة مراوغة :
- لم اعتقد بوجود بركة سباحة.
- بالطبع لن يستطيع أحد إجبارك على السباحة بدون ملابس حتى لو قلت لكِ أنكِ ستستمتعين جداً.

Rehana 21-01-23 06:29 PM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل الثالث )
 
وضعت لوريل يديها على خديها لتغطي الاحمرار الذي علا خديها, وردت عليه باندفاع :
- لا يجب عليك ان تكلمني بهذا الاسلوب.
= ولِمَ لا؟ هل تجدينه... شيئاً مزعجاً ؟ لا يجب ان تنزعجي فأنتِ كما تذكرين قلت لي أنكِ فتاة لا تهتم بالمشاعر.
وجاء صوتها عالياً:
- أنا اجدها ... مقززة , ربما صديقاتك يتمتعن بهذه الأحاديث لكن أنا ...
قال اوليفر بحنان مهدئاً من روعها ومن احمرار وجهها:
- إنه مجرد حديث, وصديقاتي الفتيات كما تدعوهن يردن بل يطلبن مني أن ...
وبدأ يحدث انقطاع متواصل في تيار الكهرباء فقال لها على نحو مفاجئ:
- تعتالي الآن , لن نعمل هذا المساء , لكن يمكننا على الأقل ان نجعل من هذا المكان صالحاً للسكن, اتمنى ان لا تتوقعي ان تجدي الرفاهية او ان تجدي طاقماً لخدمتك.
هناك فقط بائعون يأتون من المدينة مرة في الاسبوع وهذا يكفي فأنا لا أريد إضاعة الوقت الثمين في التسوق , ماذا تفضلين ان تعملي؟
يمكنك ترتيب الأسّرة او ازالة الغبار , وفضلت لوريل ترتيب الأسّرة . وأدارت وجهها كي لا ترى نظرة السخرية التي ارتسمت في عينيه وهو يرشدها لمكان الاحتفاظ بالأغطية . وبينما كان اوليفر ينحني ليفتح صندوقاً ظهر عنقه المصقول بشكل رائع , وأحست لوريل برغبة قوية في ان تضع يدها على شعره الجميل, واحست بالخطر من تفكيرها هذا, فهي لا تفهم نفسها . فهي تكره وتشمئز من الرجال وتخاف حتى لمسهم او الاقتراب منهم والآن تحس برغبة قوية تجاهه.
لم تفهم لماذا ينتابها هذا الاحساس , وقالت لنفسها إن هذا أمر طبيعي بسبب رغبتها في الانتقام , وإذاً كيف ستستطيع ان تجد نقطة ضعف في حياته إذا لم تعرفه جيداً؟
وبقيت تفكر في هذا الموضوع, واخذت تراقبه جيداً وهما جالسان يتناولان العشاء.
كم كانت مفاجأتها كبيرة عندما صمم اوليفر ان يعمل العشاء بنفسه , فحضر بيضاً مقلياً وسلطة . استمتعت لوريل بهذه الوجبة , وراقبته لوريل وهو يتناول طعامه , كل حركة منه كانت مدروسة ودقيقة, إنه يختلف تماماً عن زوج أمها الذي كان يأكل بشراهة. لم يتغير كثيراً طيلة الست السنوات ولكن ازدادت ملامحه حدة .
- هل أنتِ مرهقة؟
لم تلاحظ انه خلال مراقبتها له كان هو ايضاً ينظر إليها .منتديات ليلاس
اعترفت قائلة :
- نعم أنا متعبة قليلاً , لكن ما زال أمامي ما أعمله .سآخذ حماماً وأرتب حاجياتي.
وتذكرت ان حقيبتها لا تزال في السيارة وأخبرت اوليفر بهذا , فقال :
- سأذهب وأحضرها , لكن لا ترهقي نفسك اليوم بترتيب الحاجيات .
ونصحها قائلاً :
- أتركيها للغد , فلن نبدأ العمل قبل يومين, فعندي بعض القراءات يجب أن أنهيها. وخلال هذه المدة ستستريحين من عناء السفر خصوصاً إذا رغبت في ان تستطلعي المكان.
وأضاف وهو ينظر إلى ملابسها :
- لماذا تفعلين هذا بنفسك ؟ , أعني طريقة ارتداء ملابسك وطريقة عمل شعرك.

Rehana 21-01-23 06:30 PM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل الثالث )
 
لقد أخافها بنظرته المتفحصة الدالة على انه يعرف كل شيء ويرى كل شيء. فقالت بعنف:
- اظن ان هذا يناسبني.
ووضعت يدها على شعرها بعصبية وهي تتفحص شعرها:
- أنا أفضل ان يكون هكذا.
وتذكرت كيف بدت في المحكمة عندما اجبروها على حل شعرها , وكيف كانت ردة فعل المحلفين. فأصرت قائلة :
- هذا الشكل يناسبني جداً.
- وهل تظنين ذلك؟
ولدقيقة ظهرت في عيني اوليفر نظرة عطف وقال :
- اذهبي لغرفتك وسأجلب الحقيبة وأضعها أمام غرفتك و ... لوريل!
نظرت إليه لوريل فأضاف :
- هناك ماء ساخن إذا أردت ان تأخذي حماماً وأعدك بأن لا يزعجك أحد .
نظرت اليه لوريل ببرود , بالطبع لن يزعجها احد . إنها تعلم جيداً كيف تبدو بعيني رجل كاوليفر , فلن تعجبه فتاة مثلها واحست بشيء من الالم والأسف لهذه الحقيقة .
وعندما استلقت على السرير وهي بين نائمة ومستيقظة تذكرت تذكرت شعور الأسف الذي انتابها وتساءلت عنه لكن النعاس غلبها فاستغرقت في النوم قبل ان تجد الاجابة .

نهاية الفصل

Moubel 24-01-23 09:02 AM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل الرابع )
 
في انتظار البقيه

Rehana 25-01-23 12:00 PM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل الرابع )
 
الفصل الخامس

كانت اشعة الشمس تخترق نافذة لوريل , واخيراً أفاقت لوريل. فلم تمنع الستائر الرقيقة المسدلة على النافذة من دخول حرارة الشمس إلى الغرفة .
وللوهلة الأولى لم تكن لوريل تدري اين هي, لكن استدركت الموضوع ونظرت الى ساعتها وفزعت عندما رأت ان الوقت قد تأخر بها , لقد نامت مدة طويلة . إنها التاسعة والنصف , بالرغم من أن اوليفر قال إنهما لن يبدأ العمل فوراً لكنه ذكر ان عليها ان تشاركه بعض الاعمال المنزلية , أي عليها ان تحضر الافكار .
تذكرت لوريل وجبة البارحة وشعرت براحة لم تعهدها من قبل ولم ترتح لصحبة احد كما أرتاحت لاوليفر . استمتعت بصحبته وادركت لأول مرة انها تتمتع بصحبة رجل.
كانت لوريل شاردة الذهن عندما انتابها فجأة شعور عنيف , فأي استمتاع ستشعر به سيكون له نتائج لا تحمد عقابها, فلربما انسى المهمة التي أتت من أجلها ألا وهي الانتقام لما فعله بها في الماضي.
وتلمست طرف السرير باحثة عن الروب دي شامبر الذي احضرته معها . لكنها تذكرت انها ربما لم تخرجه من الحقيبة , لكن لا فائدة منه الآن فقد كان أوليفر واقفاً عند الباب , وتشدق قائلاً:
- هل فقدت شيئاً؟

Rehana 25-01-23 12:10 PM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل الرابع )
 
كان اوليفر يحمل بيده كوباً يتصاعد منه البخار وتفوح منه رائحة القهوة, وأسند يده الأخرى على الباب.
وبسرعة حولت نظرها عنه وهو يرتدي قميصاً مفتوحاً عند صدره يظهر صدره العريض, وأحنت رأسها قائلة:
- الروب , أنا واثقة انني وضعته على السرير البارحة ...
- هل فعلتِ؟
اقترب من السرير ووضع القهوة بقربها وقال :
- لقد اخذته بعد استغراقك بالنوم ...
لأول وهلة لم تصدق ما سمعته فأعاد بلطف:
- لقد أخذته , هل أقول لك لماذا؟ إنك ترتدين ملابس امرأة في الخمسين من عمرها, أنت تخفين نفسك وراء حاجز من الملابس التقليدية , وهذا هو السبب الذي جعلني آت بك إلى هنا ...
قالت بمرارة متناسية انه خصمها :
- لأنك ستحولني إلى امرأة أخرى.
تلاشت سعادتها وانكمشت على نفسها في السرير عندما اقترب منها ورفع ببطء الغطاء عنها واخذ يحملق فيها وهي مرتدية قميص النوم القطني السميك الذي كان يغطيها من كتفيها حتى اسفل قدميها .منتديات ليلاس
سألته بحدة :
- ماذا عليّ أن أفعل ؟
وتفادت نظراته فقد كانت غير راغبة في ان ترى السخرية في عينيه .
- لقد قررت أن ألبس هكذا مدة إقامتي هنا .
قال لها بجفاء:
- لا إن ما ترتدينه الآن هو أسوأ من بزة التويد التي ترتدينها , لا يا عزيزتي لوريل , سترتدين الملابس التي ابتعتها لك ابتعتها لك من تيس عند وصولي , وتشدق بسخرية عندما رأى لوريل تفتح فمها :
- لا , لا تشكرينني , ممكن ان تعتبريها تعويضاً عن اخطاء الماضي , ألا تريدين ان تري ما اشتريته لك؟
رغبة ما داخلية انذرتها من استفزازاته المقصودة لكي يرى ردة فعلها . بدأت لوريل ترتجف بسبب ما تشعر به من سخط وألم معاً, إنه يسخر من ملابسها , لكنه على حق , ارتبكت وهي تعترف بهذا.
لقد ادعى انها تستعمل ملابسها وطريقة عمل شعرها كحاجز وبلا شعور تلمست شعرها فوجدته مبعثراً.
أمرها اوليفر عندما تحاول ترتيب شعرها , قائلاً:
- اتركي شعرك كما هو .
وأمسك بأصابعها , وأخذ يتفحصها بدقة , فاعترى جسدها موجة عارمة من الخجل, بسبب نظراته التي احست انها تجردها من ملابسها وتذكرت عناق زوج أمها فشعرت بالغثيان وتحولت ملامح وجه اوليفر إلى زوج أمها.
وسمعت صوت اوليفر يسألها :
- لوريل!
عرف اوليفر يسألها :
- لوريل!
عرف اويفر ما احست به لوريل لكنه كان يريدها ان تفرق بينه وبين زوج أمها , قال لها بلهجة آمرة :
- لوريل انظري إلي.
اجابته باقتضاب :
- لا أريد ملابسك.
كانت تحاول من خلال غضبها ان تغطي اشياؤ أخرى في نفسها .

Rehana 25-01-23 12:12 PM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل الرابع )
 
عارضها برقة قائلاً:
- بل تريدين , وإذا لزم الأمر سألبسك إياها بنفسي أنت امرأة لوريل!
وداعبها قائلاً:
- أليس لديك فضول لتعرفي شعور رجل ينظر إليك باعجاب؟
رمقته بنظرة قائلة :
- أتقصد شعور الغرائز؟ نعم أم نسيت زوج أمي؟
- لوريل , ليس كل الرجال هم زوج أمك , يجب ان تعرفي هذا, وعليك أنت ان تأخذي الخطوة الأولى لتتحرري من هذه الفكرة .
تنهدت لوريل بعمق ونظرت اليه قائلة :
- أتحرر؟
- أنت محبوسة في قفص يا لوريل , والطريقة الوحدية لتتخلصي مما أنت فيه هو ان تعرفي ما هي الثقة , وان تصدقي ان ليس كل الرجال مث زوج أمك .
كان يتكلم بهدوء وبتصميم , وبدا صادقاً ومخلصاً. لكن لا من المؤكد انه غير مخلص وردت بعناد :
- ربما يعجبني قفصي هذا . ربما أجد القفص أأمن من الخارج.
حذرها بهدوء:
- لكن الأقفاص مملة وتافهة يا لوريل , بينما يمكنك ان تتنفسي هواءً نقياً في الخارج . يمكنك ان تتمتعي بكل ما وهبتك إياه الحياة , وربما يكون القفص غير آمن , فأحياناً يكون الهلاك السريع أرحم من الموت البطيء بسبب الجبن , اشربي قهوتك الآن وسأريك ما اشتريته لك.
كان يعاملها وكأنها طفلة. شعرت لوريل بعجز يضحن كل محاولة منها للاعتراض فهي تحت رحمته دائماً.
هل هناك شيء خاص يفكر به؟ كان عليها ان تنسى الانتقام الذي جاءت من أجله وتنتبه إلى تصرفاته . اعطاها كوب القهوة فسألته :
- هل هذا كل ما تفكر به؟ ان تحزلني لامرأة اخرى وتحرزني من الماضي؟
- لا, لأنني لم أعرف المدى الذي وصلت إليه في تأثرك وأنا منذ البداية أريد ان اعتذر لك لكن عندما رأيتك , لكنك قلت إنني الملام وأنا من الناس الذين يدفعون ديونهم دائماً.
- وإذا قلت لك إنني لا اريد ان تدفع لي.
فأجابها بلطف:
- اظن انك تريدين , إننا فقط نتجادل في أمور الدفع , أتظنين ان لا حاجة بنا لهذا ؟
وانتصب واقفاً واتجه نحو خزانة الملابس, فتحها واحضر أكياساً أنيقة ووضعها على السرير.
قال لها :
- حاولي ان تتظاهري بأنه عيد الميلاد , وهذه الأشياء هي هداياك , عندما اشتريتها كنت في حيرة أشتريها للفتاة الحالية أم للمرأة التي ستكون .
- وأي واحدة اخترت ؟
واقترح عليها قائلاً:
- انظري بنفسك.
- لن أرتدي منها شيئاً .
وافق قائلاً:
- ربما لن ترتديها برغبتك , لكنك سترتدينها يا عزيزتي لقد بقيت في الماضي بما فيه الكفاية ولكنه الآن انتهى .

Rehana 25-01-23 12:12 PM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل الرابع )
 
وردت بإصرار :
- لا يمكن ان ينتهي بهذه السهولة , ألا يمكنك ان تفهم هذا ؟ ألا يمكنك ان ترى انه كل مرة يحاول أي رجل ان ينظر إلي او أن يلمسني يصبح ...
- يصبح زوك أمك ؟ , بالطبع أنا أرى هذا يا لوريل.
وأخذ يراقبها قائلاً:
- لكن الأمر واضحاً تماماً.
- لا افهم ماذا تعني .
- لا اعتقد انك تفهمين , انت تكرهينني بالدرجة نفسها التي تكرهين فيها زوج أمك, زوج أمك ذهب إلى مكان لن تصل له يدك, لكنني ما زلت هنا. احياناً لا يوجد طريقة في اطفاء حريق في الغابة سوى بإشعال حريق آخر , هل تفهمين ما اقصده ؟
اجابت باقتضاب:
- لا .
- لكنني اظنك تفهمين , لكن لا مشكلة سنرى قريباً. والآن هل ستفتحين الاكياس وتشكرينني بلطف أم ستجبرينني على سحبك بالقوة وإلباسك إياها بنفسي.
شيء غريب, لم تشعر هذه المرة بالخوف منه كرجل , لكنها كانت تشعر بالحقد عليه وبأصابع مرتعشة فتحت الأكياس.
كان أحد الاكياس يحتوي على مايوه بكيني صغير جداً, ذهبي اللون مع لون أزرق , ولم تتصور نفسها أبداً مرتدية شيئاً كهذا . وليكدرها أكثر أخذ اوليفر يضحك عندما شاهد تعابير وجهها وهي ترى المايوه اخبرها قائلاً :
- بكل تواضع هذا هو المقاس الخاص في جنوب فرنسا استطيع ان أؤكد لك ان السيدتين في المحل اقترحتا عليّ ان اشتري مايوهاً مغرياً أكثر بكثير من هذا الشيء الصغير . فذاك مؤلف من قطعة صغيرة مثلثة الشكل من الحرير مع وشاح رائع فقط , وبما انني لست مغرماً في أن أرى ما يظهره ذاك الرداء, لذا اتيت لك بهذا.
وعاد يحملق بها مما جعل قلبها يغوص بين اضلاعها . وتنكمش أكثر وأكثر في سريرها .
وأصر اوليفر قائلاً:
- افتحي باقي الاكياس.
ورمى الأكياس أمامها قائلاً:
- يمكنك استعمال البكيني عندما تريدين أخذ حمام شمس فأنا لا احبذه في العمل.
والكيس الآخر كان يحتوي على تنورة زمردية من الجينز مع تي شيرت بيضاء مقلمة تبدو باهظة الثمن, وتنورة من الكتان بلون الكريما مع سترة انيقة فضفاضة وبلوزة متألقة خوخية وزرقاء. وايضاً كان هناك فساتين قطنية بأزرار , وزوجا احذية , وفي كيس آخر كان هناك عدد من الألبسة الداخلية المصنوعة من شرائط الساتان بيضاء اللون , كان كل شيء رائعاً.منتديات ليلاس
صرخت لوريل عندما شاهدتها وقالت :
- لن أفعل .
- ورمت بها بعيداً وكأنها لُسعت وأضافت :
- سأموت قبل أن ألبس كهذا !
كانت على وشك البكاء, ماذا يحدث معها ؟
لكنه ذكرها بفظاظة :
- آه, لكن هناك اشياء أسوأ من الموت يا لوريل , حاولي ان تقتنعي.

Rehana 25-01-23 12:13 PM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل الرابع )
 
إن هذا يبدو كالدواء المر , لكنه دواء شاف , هل ممكن ان تكوني صريحة وتقول لي إنك بالفعل لا ترغبين في ان يكون لك علاقة حب مع شخص ما ؟
الكلمات الغاضبة التي كانت على وشك ان تنطق بها ماتت على شفتيها بسبب سخريته . احست بغصة في حلقها . في الحقيقة هي تعي تماماً تأثيره عليها لكن يجب ان لا تسمح للضعف بالتسلل إليها . انقبض قلبها وذكرت نفسها بالمهمة التي قدمت من أجلها إلى فرنسا.
أمرها اوليفر قائلاً:
- جربي هذه الأشياء.
ناولها فستاناً بعد ان خلصه من الدبابيس وأعطاها إياه قائلاً :
- اتركي شعرك مسترسلاً. كوني شجاعة يا لوريل , خذي الخطوة الأولى الى الحياة , يمكنك ان تفعليها , أليس كذلك؟
وبعد ذهابه بقيت لوريل تفكر ملياً بوجودها في هذا المكان ومع هذا الشخص , وفكرت انها لو لم تستجب لأوامره سينفذ تهديده ويلبسها بنفسه. وأحست بالغيظ الشديد منه , كيف يجرؤ على التدخل في حياتها بكل هذه الثقة ؟ لكن لن يدوم هذا طويلاً, وارتاحت عندما اتخذت هذا القرار .
قريباً ستنقلب الأمور رأساً على عقب, لابد ان تكتشف شيئاً يتعلق به لتستعمله ضده , عليها فقط ان تجد هذا الشيء .
ارتدت لوريل احد الألبسة الداخلية وتوردت وجنتاها عندما شاهدت نفسها على المرآة وعرفت كم هو ماهر في معرفة مقاساتها . ولم تخف اعجابها بنفسها وتساءلت عن سبب الحرارة الشديدة التي اعترت جسمها بأكمله.
واختارت التنورة القصيرة المصنوعة من الجينز والتي شيرت . وشعرت انها تبدو غريبة عندما تركت شعرها منساباً بدلاً عن رفعه كما اعتادت ان تفعل .
قال اوليفر باعجاب بعد ان استجمعت قواها وظهرت أمامه :
- رائع , تبدين الآن فتاة الثانية والعشرين من عمرها .
اقترب منها ولمس خدها بيده, لم تتحرك لوريل من مكانها .وقال بإعجاب:
- بشرتك مخملية بيضاء ورموشك طويلة لا تحتاج إلى مسكرة , أنت فتاة مغرية جداً يا لوريل!
اجابت لوريل بحدة :
- ليس من المفروض ان اتمدحني وخصوصاً أننا نحن الاثنين نعلم انها ليست الحقيقة .
رفع حاجبه مستغرباً وقال :
- لا؟ وماذا تعرفين انت عن الحقيقة ؟, كل ما تعرفينه هو ما قاله لك زوج أمك, أليس كذلك يا لوريل ؟ , ألم يقل لك بأنك مرغوبة؟
وأحست بألم يعتصر معدتها , وبرعب يجمد يجمد الدماء في عروقها , احست برغبة بالهروب من سؤاله المحرج. , كل ما حاولت ان تنساه عن الماضي عاد الى الحاضر الآن أمامها .
نظرته العابسة سمرتها في مكانها , سحبها من يدها وضغط عليها بقوة, فأحست بالحاجة للفرار منه, وقال لها :
- ألم يقل لك هذا ؟
قالت بمرارة :
- أنت تعرف ما قاله لي , فلقد كتبته في مقالاتك الصحفية , لقد قال إنني اغويته ...

Rehana 25-01-23 12:13 PM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل الرابع )
 
وأعاد اوليفر ما قاله بتصميم :
- قال إنك مرغوبة , أليس كذلك يا لوريل , ألم يفعل ؟
وصرخت بأعلى صوتها :
- نعم , نعم ...
ورفعت يديها إلى أذنيها وغطتها بكفيها كي لا تسمع المزيد من الأسئلة الجارحة , وتدفقت دموعها الساخنة على خديها , وأحست أنها وقعت في دوامة من الألم والحزن من جديد. بالكاد احست بذراعي اوليفر وهما تضمانها وتهدئان من روعها . اخذت لوريل تبكي بأنفاس سريعة وهي مستندة على كتفه . عندما استعادت توازنها وضبطت مشاعرها عرفت انها بين ذراعي اوليفر , كان يمسح بيده على شعرها , واخذ يدهئها بهمسات رقيقة وقال بهدوء:
- ليس هناك ما تخجلين منه بسبب انسان استفزك يا لوريل لا لوم عليك, إنه إنسان مريض نفسياً , يا إلهي ... لو كنت ...
لم يكمل جملته , بل تشنج فمه ولاذ بالصمت .منتديات ليلاس
- لقد قال إنني أنا من شجعته على هذا , وجعل أمي تصدقه , حتى أنت صدقته , كلهم صدقوه ...
وضع اصبعه على ذقنها ورفع وجهها إليه مجبراً إياها على النظر في عينيه وخمن قائلاً:
- انت ايضاً صدقت .
ولاحت في عينيه نظرة حانية بدل نظرة الغضب , استغربت لوريل من نفسها فلم تكن تحس بالغضب من تصرفه هذا , بل على العكس احست بالفضول وبالضعف تجاهه وقالت له :
- آه , نعم ... لا ... أنا .
دفعته عنها واحست بدوار في رأسها من تأثير الأسئلة القاسية التي احرجها بها . لم يؤثر على لوريل أحد طيلة الست السنوات كما يؤثر عليها الآن اوليفر . لم تعترض ولم تقل شيئاً عندما دفعها اوليفر على كرسي قريب واجبرها على احتساء كوب من القهوة . احست بحنان نحوه فارتعد جسمها لهذا الشعور .
وقال لها :
- إن ما حصل معك هو شيء محتوم . لكنك ستتحررين منه .
لن تستطيع ان تفهم ماذا يقصد بكلامه , فهل هذا وعد أم تهديد. هل يعلم انه يظهر لها في كوابيسها وهو يحاول الامساك بها ؟
تعرق جبينها , وضعت الكوب جانباً فقد احست بإعياء شديد . احست بموجة من المشاعر الحانية نحوه ونسيت فكرة الانتقام.
قال اوليفر :
- كما قلت لك, ليكن اليوم للراحة بالنسبة لك. فأنا لدي كتب عليّ ان أقرأها , هوني عليكَ.
وقالت بغضب:
- إذاً غداً ستطبق على تجربة اخرى ؟ هل تعتقد حقاً انني عندما أغير ملابسي على تجربة أخرى ؟ هل تعتقد حقاً انني عندما أغير ملابسي سيجعلني هذا أتغير وأصبح امرأة أخرى ؟
علق اوليفر على كلامها بمنطقية :
- لا اعتقد هذا , لكن من الواضح , انك انت من تعتقدين هذا وإلا لما كنت اخترت لباسك السابق, . والآن حاولي ان تقنعي نفسك ان القدر جمعنا ثانية يا لوريل , وأعطانا الفرصة لنهرب من الماضي, أنا أعلم انك لا ترغبين بهذا لكن يجب ان تواجهي ما حدث, انت تحملين نفسك عبئاً كبيراً وترمي باللوم على نفسك, مع نفسك, مع انه لا موجب لكل هذا , فليس هناك من سبب يجعلك تلومين نفسك, , ليس مثل ...

Rehana 25-01-23 12:14 PM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل الرابع )
 
لم يكمل حديثه , ورأت لوريل نظرة غريبة تطل من عينيه وأضاف بصوت أجش:
- من المستحيل التصديق بأنني أنا من يجب ان يلام , يا إلهي لوريل هل حقاً أنا شخص خال من الانسانية ؟ هل ترينني وحشاً آدمياً أمامك؟
نبرته الخشنة جعلتها ترتعد , في البداية لم تكن لوريل تعي ما يقول لكن لهجته الآمرة جعلتها تنتبه وترى كم هو بارع في جعلها تتجاوب معه وتصدقه.
وقفت فجأة , فجاء صوته آمراً:
- ألا ترين أننا لو ناقشنا الموضوع, ستنسين فكرة انك مخطئة .
تجاهلت كلامه ونظرت إليه بازدراء قائلة :
- لا اريد ...
- صدقيني ؟
وللحظات كادت لوريل تصدق كلامه ولاحظت نظرة الألم في عينيه , لكنها أدارت وجهها عنه وسمعته يقول:
- هذا غريب, ربما تعتقدين انني لم اجرب الذي ينتابك وتعتقدين انني لا أحس بإحساسك . ولكن هل تعتقدين ان لا فائدة من التعويض عما مضى؟
سألت لوريل نفسها : هل حقاً يتوقع منها ان تثق به ثانية ؟ تجاهلت تأثير كلماته عليها وما أثاره فيها من أحاسيس , لقد استغلها في السابق وهذا ما يحاوله الآن . قررت هي ان تستغله هذه المرة لكن كيف؟
ولمعت فكرة بخاطرها : كان اوليفر مخطئاً في حكمه عليها في الاسبق, وكان ذكياً وحظوظاً في نشر مقاله الذي اعتمد فيه الأكاذيب لا الحقائق , لم يكن هذا ليحدث لو كذبه احدهم في الصحافة , او لو هي على الأقل كذبت ادعاءاته . لكن احداً لم يفعل , لكن الآن هو كاتب مرموق , مشهور وستبدأ من هنا. كل ما تحتاجه هو الحصول على نسخ من مقالاته وعليها ان تدقق فيها ربما تجد بعضاً منها في هذا البيت .
وعاد يتحدث إليها من جديد ولكن عن قضيتها في المحكمة , وعاد الألم يحيا من جديد في اعماقها , استجمعت قواها وحاولت ان تركز وتجيب على كل اسئلته .
وشجعها قائلاً :
- ثقي بي لوريل , إنها خطوة كبيرة لكن عليك ان تجتازيها , لكن ...
- هل تريد ان تساعدني ؟
- يجب على أحد ما ان يكسر ويقتحم الجدار الذي صنعته حولك. عندما التقينا أول مرة كنت مازلت طفلة , لكنك الآن امرأة في عيون الناس جميعهم. لكنك من وجهة نظرك فأنت مازلت طفلة .
كم هو متبصر ... وواع تملكها خوف وضاقت عيناها , لاحظ اوليفر ما ينتابها فأخذ يتفرس في وجهها وقال لها :
- لوريل!
لابد انها فقدت عقلها حتى تصدق نظرة الأسى البادية في عينيه , إنه ينطق اسمها بانفعال صادق, لكن هذا مستحيل.
وكرر قوله برقة :
- لوريل ! اريد ان اساعدك , هل انت على استعداد لهذا , هل لديك العزيمة لتخرجي مما أنت فيه وتعودي للحياة ؟, هل لديك الشجاعة ؟
لابد انه لاحظ شكها من ناحية , كانت خائفة ان يكشفها , لكن عليها ان تصبر حتى تنفذ لأعماقه , كبرياؤها حذرها ومنعها بعنف من الاستماع للصوت الداخلي الذي يئن في اعماقها .
كانت تريد ان تضرب باقتراحه لها لمساعدتها عرض الحائط , لكنها لو فعلت ستخسر الفرصة التي يمكن ان لا تعوض للانتقام منه .
أخيراً قالت له بصوت مبحوح :
- أنا , لا اعلم , لكن سأحاول.

Rehana 25-01-23 12:15 PM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل الرابع )
 
وعدها برقة قائلاً :
- لن تندمي أبداً أعدك .
اقترب منها وعانقها بلطف, ولدقيقة لم تصدق ما حدث , وشعرت بالرضا والخوف معاً , احست بعواطف لم تعهدها من قبل.
ورن في داخلها جرس انذار يحذرها من هذه العواطف, فطالما وجدت العواطف يتواجد الخطر.
قطع اوليفر حبل أفكارها بقوله :
- سأعمل في غرفة الجلوس , إذا أردت شيئاً سأكون هناك.
واقترح عليها قائلاً :
- لم لا تتربصين وتكتشفي المكان , لكن لا تتوغلي بعيداً.
فإن الشمس حارقة , فنحن الآن في آيار.
- نعم , اعلم هذا , سأذهب إذاً.
استدارت لوريل متجهة نحو الباب , كان تفكيرها مشوشاً فلم تلحظ النظرة التي رماها بها وتفاجأت عندما استوقفها قائلاً:
- لوريل ؟
والتقت عيناهما بنظرة طويلة, احست لوريل بنفسها على وشك السقوط بهاوية لا قرار لها , ولكن لدى اوليفر القدارة ان يدعها تسقط او يدعها بسلام , لكنه تقدم منها قائلاً بهدوء:
- يعجبني ما ارتديته .
ولدهشتها احست لوريل بالامتعاض عندما أدار ظهره وابتعد بدلاً من ان تشعر براحة .
كانت الشمس حارقة في الخارج كما اخبرها اوليفر , وهشت عندما اكتشفت فناءً رائعاً مرصوفاً
في مؤخرة البيت , كان مزيناً بإطارات حجرية , لكن يبدو انه أُهمل وبدأت الأعشاب الضارة تنمو بين الأحجار , تبعت لوريل الدرب أمامها فقادها إلى أيّكة من اشجار الزيتون ووجدت هناك بركة السابحة ممتلئة لنصفها . وكما توقعت كانت بركة السباحة كبيرة ومزخرفة , مسيجة بأشجار السرو التي لا تسمح بمرور ولو نسمة هواء من خلالها . وعند احد أطراف البركة , كان هناك غرفة صغيرة لتبديل الثياب , وفي زاوية اخرى يوجد مكان مخصص للشواء واكتفت لوريل بما رأت وعادت الى البيت . استوقفها منظر الأعشاب الضارة الكثيفة بفعل الزمن , فالمكان مهمل بشكل كبير.
انحنت على الاعشاب واخذت تقتلعها بانهماك , ووجدت ان هناك عدداً هائلاً من هذه الاعشاب. اخذت تتخيل الساحة المرصوفة لو اقتلعت هذه الأعشاب.
كانت لوريل وحدها وهي تعمل بجد واخذت الشمس تلفحها من خلفها . وسمعت صوتاً ضعيفاً لعصفور يغرد ويسلي وحدتها , ساعدها الجو الهادئ المحيط بها على بلورة افكارها .منتديات ليلاس
لقد طلبت بنفسها ان تعمل لدى اوليفر لتنتقم منه , لكنه الآن يحاول استغلالها حتى النهاية .
قال لها إنه يريد تحويلها الى امرأة اخرى , تساءلت بريب ماذا يقصد بهذا ؟ اثبتت اليوم ان لا قدرة لها على مجاراته فمقدرته تفوق مقدرتها . عبست لوريل عندما تذكرت كيف اجبرها على اطاعة أوامره بإرتداء الملابس التي جلبها , لم تستطع الاعتراض . وهذا شيء جائر, لم يستطع احد خلال الست السنوات ان يغير رأيها بطريقة انتقائها لملابسها او تسريحة شعرها . إنها دائماً تفضل شعرها مشدوداً ومرفوعاً , واليوم ارتدت بشكل طارئ ملابس لا تفضلها أبداً , وأجبرت على ترك شعرها مسدلاً لأول مرة , والآن تعمل هنا في هذا الفناء ونسيت كل شيء عما حدث لها , وأتى عملها هذا كردة فعل ليرجعها إلى الواقع وترى ان الفتاة المرتدية التنورة القصيرة وتسدل شعرها هي نفسها لوريل الفتاة المتحفظة .

Rehana 25-01-23 12:17 PM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل الرابع )
 
عندما أتى الطبيب النفسي ليراها لأول مرة في البيت الذي احتضنها, اخبرها انها ذات يوم عندما تنضج ستصطدم بالجدار الذي اقامته حول نفسها , ونصحها بكتابة أفكارها وكل ما تحس به من مشاعر فستكون هذه الملاحظات مفيدة لها ولها تأثير إيجابي , لكن لوريل رفضت هذه الفكرة ونسيتها في وقتها . أفكارها تقو حتى على مناقشتها .
انهت لوريل تنظيم المكان باقتلاع الحشائش , وأسرعت إلى الداخل. وأصغت السمع للحظة فلم تسمع صوتاً في غرفة الجلوس إلا خشخشة أوراق , هذا يعني أن اوليفر ما زال يعمل ولا يريد أحداً ان يزعجه وهذا يناسبها .
صعدت إلى الطابق العلوي , غسلت يديها ونظرت في المرآة ووجدت ان وجنتيها لم تكونا متوردتين كما الحال الآن , وبدت عيناها واسعتين لامعتين , حتى فمها بدا مختلفاً نوعاً ما , اصبح أكثر رقة, وهي ايضاً احست انها تشعر شعوراً آخر لم تعتده من قبل.
وفي غرفتها , اخرجت لوريل لفافة أوراق تحتفظ بها دائماً في حقيبتها وجلست قرب النافذة واخذت تكتب ببطء في البداية ولكنها بدأت الآن تسرع عندما تدفقت أفكارها بغزارة .
كتبت كل شيء عن حياتها منذ ان دخلها اوليفر وكيف يحاول الآن تغييرها . وكتبت عن رغبتها بالانتقام , وعن أول برعم يتفتح فجأة في مشاعرها منذ ست سنوات .
وأخيراً انتهت ووضعت قلمها جانباً وكانت مقطبة الجبين , إنه لشيء غريب, إنها تحس وكأنها في بيتها , تحس ان لها الحق ان تعيش كأي فتاة , إنه شعور لم تجربه إلا منذ ساعات .
وجلست تفكر بأوليفر, إنه يحاول استفزازها وإثارة غضبها في كل لقاء وكأنه يتعمد هذا , ومن ثم يعاملها بحنو أوي, إنه يفعل هذا كعلاج , إنها تفهم ما يعني , فهي ليست غبية , إذاً هناك ما يخطط له , وفي ذهنه شيء نحوها أعمق من ذلك, ربما لا تعرف بعد ما هو , لكن على الأقل عليها ان تأخذ حذرها وتحتاط للأمر , وتدعم نفسها بالشجاعة ضده .
ويجب ان تتذكر دائماً انها هنا في مهمة وأنها وحيدة , وهذا لا علاقة له بتجارب اوليفر كما اوضحت تصرفاته تجاهها. إنها لا تصدق ولا لدقيقة واحدة ان تصرفاته تدل على خوفه عليها كما يحاول أن يوهمها , إنها لا تصدقه , ليس بعد ما كتب عنها .
من المؤكد انه شخص ذكي حتى انها لوقت من الأوقات كادت تقتنع ولكن كيف لها ان تعرف ان هذا حقيقي ؟ كيف لها ان تعرف انه ببساطة لا يحاول استدراجها فقط ليكتب قصة جديدة؟
إذا حدث ونشر كتاباً عنها فلابد ان يلاقي رواجاً, لأنه رجل لا يضاهي في كتابته ولأنه اسلوب جوناثان كرافيس.
خرج اوليفر من غرفة الجلوس ووجد لوريل قد حضرت السلطة للغداء. وكانت لوريل قد اكتشفت مطبخاً صغيراً في الحديقة .
اخبرها اوليفر انه كان قد استأجر رجلاً للعناية بالحديقة لكنه توفي حديثاً لذا فإن الحدائق بقيت مهملة .
اقترحت لوريل قائلة :
- يمكنني ان افعل القليل بالحديقة خلال وجودي هنا .
رمقها اوليفر باستغراب وقال :
- اتحبين العناية بالحدائق؟
اجابته بغموض:
- يمكن ان يكون هذا كجزء من العلاج وبالاضافة لهذا ...

Rehana 25-01-23 12:17 PM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل الرابع )
 
واكمل عنها قائلاً:
- بالاضافة لهذا ستعطيك الفرصة لتكوني بعيدة عني .حسناً لا يهم ما تفعلينه , فأنت موظفة وسكرتيرة لدي, تذكري هذا يا لوريل انت لست جنايني وأنصحك بعدم تعريض نفسك للشمس حتى تتأقلمي مع الجو تدريجياً, لقد بقيت مدة طويلة تحت الشمس في أول يوم لك.
احست لوريل بالارتباك, إذاً لابد انه كان يراقبها وسألته :
- كنت تراقبني ؟
فأجابها بسخرية :
- وهل هذه جريمة ؟ , نعم كنت أراقبك , لقد بدوت كفتاة صغيرة مستغرقة تماماً في عمل للكبار.
قام من مكانه واتجه نحوها وانحنى فوقها وكان قريباً جداً منها , فأحست لوريل بأنفاسه تلفح وجهها وقال لها :
- في المرة القادمة ارتدى قبعة .
وتغلغلت اصابعه في شعرها واخذ يرفع خصلات شعرها ثم يدعها تنساب من بين اصابعه وهو يقول :
- فهذا الشعر الجميل لم يكن محمياً من الشمس.
كانت لمساته تزيد من عصبيتها وأضاف :
- تفوح من شعرك رائحة الشمس والزعتر والحرية يا لوريل . وباجتماع هذه الاشياء مع بعضها يتشكل أغلى عطر في العالم.
تجهمت لوريل فقال لها ببرود:
- بقى لدي القليل من الاعمال , سأخذ قهوتي في غرفة الجلوس وأنا اعمل , هل تمانعين ان تتناولي الغداء وحدك ؟ , وسنكون معاً على العشاء , وسأذهب إلى بركة السباحة قبل ان تظلم وفي الغد سنبدأ العمل.منتديات ليلاس
بدا من صوته انه غاضب وحاول اخفاء تجهمه .
بقيت لوريل وحيدة مع كتابتها , اخذت تمد شعرها بحركات عصيبة متذكرة لمسات اوليفر له, لماذا فعل شيئاً كهذا ؟
هل كان يقصد اثارة اعصابها ؟ ماذا كان يتوقع ان تكون ردة فعلها ؟ , ان تخاف؟ تجهم واخذت كتاب الملاحظات وبدأت تقرأ ما كتبته في الصباح .
ومما أثار دهشتها ما كتبته في مفكرتها, بالرغم من كرهها لاوليفر لكن لم يظهر هذه الكره الذي عانت منه او الخوف الذي جربته مع رجال غيره , لقد اغضبتها اوليفر بتصرفه وأثار خوفها عندما حاول ان يعانقها .
هناك شيء يجمعهما ألا وهو يعرفه عنها ولن تستطيع ان تهرب من هذه العلاقة , وهو على دراية بخوفها وسببه , فالآن هي لا تحتاج الحاجز الذي وضعته حولها لحمايتها . ولكن الغريب في الأمر انها تشعر براحة لأنه يعرف عنها كل شيء فهذا يزفر عليها تفسير شعورها بالاشمزاز
الرجال , وهذه حقيقة وليست ادعاء او تظاهراً !
ألقت بمفكرتها جانباً وهبطت الدرج واخذت تشغل نفسها بإعداد وجبة العشاء , وأوجدت الأعذار لنفسها لاسترسالها بأفكارها , ماذا حدث لها ؟, لم هذا التوتر الذي تشعر به ؟, ما الأمر الذي يشغلها ؟

Rehana 25-01-23 12:18 PM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل الرابع )
 
حضرت لوريل وجبة خفيفة من الدجاج المحمر , إن الطهو من احب الأعمال لدى لوريل , ولم يأخذ منها وقتاً طويلاً حتى أعدت وجبة لذيذة , وبدأت الرائحة الشهية تفوح من المطبخ عندما دخل اوليفر وكان شعره مبعثراً ووضع اصابعه في شعره واخذ ينظمه وبدت في عينيه نظرات متوترة وقال لها :
- احتاج لاستنشاق هواء نقي , هناك رائحة طيبة , كم ستحتاج وجبتك لتنضج ؟
- إنه دجاج محمر , ويحتاج لساعة او اكثر.
قال بهدوء:
- هذا جيد, والآن لا حجة لك يمكنك ان تأتي معي لبركة السباحة .
قالت ببرود :
- لا , لا استطيع , على كل حال لدى اشياء عليّ ان اكلمها.
قطب جبينه وقال :
- هل هذا صحيح؟
تمنت لوريل لو لم ينطق , لكن ماذا لو سألها ما هو الذي سنفعله ؟
وخطرت ببالها فكرة , غيابه عن البيت سيتيح لها فرصة البحث عن النسخ التي تريدها من المقالات , لكن شيئاً ما بداخلها حذرها من مغبة هذا العمل.
كان اوليفر عابساً حين جاء ثوته عالياً:
- يبدو انك نسيت مهمتك التي أتيت من اجلها لهنا , فأنت موظفة عندي وإذا أمرتك ان تذهبي معي لنأخذ حمام شمس يجب ان تطيعيني , سأمهلك عشر دقائق حتى تنهي ارتداء ملابسك .
لم يعطها الفرصة للاعتراض وفتح وخرج وبعد قليل عاد واستدار ناحيتها وقال بسخرية :
- البسي المايوه البكيني !
ولم يضف أي كلمة اخرى .. تبعته ببطء نحو الطابق العلوي وتباطأت لتترك مسافة بينهما , وجعلته يسبقها لغرفته , ما الذي تخاف منه ؟
وسألت نفسها وهي تصعد الدرج : لم كل هذا الخوف الشديد , ألم تقنع انها لا تخاف منه ؟ ولكن الآن وفجأة ... خلعت ملابسها بسرعة فهي تتوقع قدومه بأي لحظة , وتذكرت ما كانت تفعله في السابق عندما كانت تعيش مع أمها وزوج أمها , كانت تغلق الباب بالقفل .
تشنجت عندما سمعت باب غرفته يفتح ويغلق وسمعت خطواته في الممر وهو يمر امام غرفتها , وحبست انفاسها . كانت ترتعد بشكل كبير ولم تفهم لم أتت معه إلى هنا وهو رجل يعيش وحده , وسمعت خطواته تتجه نحو الأسفل فهدأ روعها قليلاً وتنفست الصعداء.
نظرت لوريل إلى نفسها في المرآة , لقد شحب وجهها ولم يعد هناك اللون الزاهي الذي رأته على وجنتيها عندما كانت في الحديقة . كانت عيناها بارزتين نوعاً ما لذا ستنتظر قليلاً قبل ان تهبط . يجب ان تنزل وإلا ستجد اوليفر أمامها وعندها لن يعاملها برقة , لا فرار من هذا , ولبست المايوه ووضعت روباً رقيقاً فوقه وحدقت في صوتها في المرآة .
حاولت منذ كانت مراهقة ان تظهر شيئاً من جمالها . كانت تنظر إلى نفسها وكأنها انسانة غريبة عنها لقد أظهر هذا اللباس مفاتنها وانوثتها , ظهرت بشرتها صافية نقية وبدت متألقة وع ذلك كانت لوريل شاحبة الوجه , وقفت مذعورة وقالت في نفسها :
- لن أخرج بهذا اللباس , فهي لن تظهر هكذا وهي شبه عارية , لكن ممكن لبعض الفتيات ان يفعلن .

Rehana 25-01-23 12:18 PM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل الرابع )
 
وتذكرت انها رأت من قبل فتيات بصور ملونة في مجلة , كن يظهرن هكذا , وعندها قالت لها راشيل:
- لا تخجلي من نفسك لوريل , إن هذا شيء جميل , لكن أفعال زوج أمك جعلتك تفكرين ان هذا شيء بشع .
هل هي حقاً جميلة ؟ , هل يعتقد اوليفر انها كذلك ؟ , لماذا تفكر به وبما يظن بها ؟ , لأنه هو من أجبرها ان تكون بهذا الوضع ؟, هل يعرف انها تقف هنا منكمشة خائفة من أن يراها هكذا ؟
لكنها اعترفت هذا الصباح انها لا تخشاه على الأقل ليس بالطريقة التي كانت تخاف بها من زوج امها .
إذا لم تنزل حالاً فسيأتي اوليفر في الحال ويسحبها معه فربطت الروب عليها بشدة , من سمع قبل الآن بمايوه بكيني ودثار حرير ؟ لقد بدا شكلها غريباً بالدثار ؟ إنه رداء غير عملي بالنسبة للوريل لكنه جميل.
وجاء صوتها الداخلي يحذرها من مغبة ظهورها بهذا الشكل امام اوليفر , ظهر جسمها لطيفاً وناعماً تحت الحرير واحست بموجة حارة تجتاحها, إنه نفس الاحساس الذي تشعر به عندما يلمسها اوليفر , لكن هذا لا يعجبها وتكره هذا الشعور كما تكره اوليفر.
وبعد قليل كانت لوريل على حافة بركة السباحة , كانت تمشي متعثرة وأتت من ورائه فأدار رأسه نحوها عندما سمع خطواتها ووضع يده فوق عينيه ليحجب اشعة الشمس ان يراها .منتديات ليلاس
كان اوليفر يرتدي بنطلون شورت أسود قصيراً جداً حتى ان لوريل أدار وجهها عن جسمه الأسمر.
قال لها بتكاسل متجاهلاً ارتباكها :
- كنت سآتي حالاً واحضرك لو تأخرت قليلاً, تعالي إلى هنا واستلقي.
ابتسم اوليفر عندما رأى لوريل تقترب منه لتجلس بقربه على اريكة بجانب حوض السباحة , وبلهجة آمرة سألها وهي تجلس:
- هل احضرت معك كريمات للوقاية من الشمس؟ الشمس مازالت قوية وحادة لكن اعتقد ان بشرتك لن تحترق بسرعة , أليس كذلك؟
قالت بتردد :
- أنا لا ...
كيف ستخبره انها لم تستعمل هذه الاشياء من قبل, فهي لم تأخذ حمام شمس قبل الآن كما تفعل معظم الفتيات.
كانت لوريل تشعر بألم في معدتها كلما فكرت بلباسها الحريري الصغير, كانت تحس بالخطر يحوم حولها , فالذي ترتديه لا يحميها من نظرات اوليفر.
وقال بتهكم :
- لا داعي لأن تتشنجي.
كانت لا تزال تدير ظهرها له , وبطرف عينها لمحت قدميه تلمسان حافة الحوض , عليها ان تكون حذرة فبحركة بسيطة ممكن ان يلتصق ظهره بظهرها.
وتشنجت عندما فكرت انه ممكن ان يأمرها ان تخلع روبها وتفاجأت عندما قال لها شيئاً لم تتوقعه :
- أيمكنك ان تدهني لي ظهري بزيت السباحة ؟.

Rehana 25-01-23 12:19 PM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل الرابع )
 
وتابع بلطف :
- فأنا لا اريد ان تحرقني الشمس مثلك , انت ضحية يا لوريل مثل كل الضحايا الذين يستمتعون بحرق انفسهم تكفيراً عن ذنوبهم , أليس كذلك؟
اجابته وهي تكتم غيظها :
- لا افهم ماذا تعني .
وتناولت زجاجة الزيت منه وشعرت بالراحة عندما استلقى على بطنه وهكذا لن يرى وجهها .
إنها تعرف او خمنت , كان يريد ان يقول إنها تستمتع بنفورها من الرجال وبإبقاء نفسها بلا عواطف, إنه نوع من عقاب الذات, لكن هذا صحيح.
- ضعي الزيت على كتفي اولاً .
جذب صوته المكتاسل انتباهها الى عرض منكبيه , كانت عيناها تجولان على كامل جسمه القوي المليء بالعضلات , وأمعنت النظر في ساقيه الطويلتين المكسوتين بالشعر الأسود, ومجرد تفكيرها انها ستلمسه باصابعها جعلها ترتعش.
وجاء صوته يسألها :
- ما الأمر يا لوريل ؟
واحست من خلاله انه يخفي غضباً في نفسه , واضاف :
- هل عليّ ان اذكرك انني لست زوج أمك ؟ أنا مجرد رجل مثل أي رجل, وحتى لا تأخذك الأفكار بعيداً فأنا لست بالرجل المتوحش الذي سينقض عليكِ ويلتهمك حتى تنفري مني كلما لمستك!
استدار اوليفر ونظر إليها بسخرية متفحصاً إياها , مما جعلها تنظر إلى نفسها فوجدت أن دثارها قد حُل.
فقال بتذمر :
- اخلعي هذا الشيء التافه عنك او سأعتقد انم لبستيه خصيصاً لأخلعه عنك بنفسي.
وعاد اوليفر الى وضعه السابق واضعاً جبينه على ذراعيه متجاهلاً إياها , فلم تمانع وخلعت الدثار قبل ان يعتقد انها كما قال ارتده من أجله , فخلعته ووضعته قرب الأريكة , انحنت لوريل لتلتقط زجاجة الزيت فلاحظت ان اوليفر يرمقها بنظرات وقد ارتسمت على فمه ابتسامة ماكرة .
وقال بدهشة :
- كل ما يجب ان تفعليه , هو ان تحرري الفتاة التي بداخلك وهذا أفضل شيء تعلمينه .
احست بغضب , لقد خدعها وعبرت عيناها عما يعتمل في صدرها وتشنجت عضلاتها , فقد اعتقدت انه لن ينظر اليها لكنه فعل .
تفاجأت مما عمل وكانت تود لو تفر من أمامه وتخبئ نفسها بعيداً عن أنظاره , فلم تكن تستطيع تحمل نظراته اللاسعة على جسمها . فقد كان يتفحصها بدقة , وتذكرت نظرات زوج أمها لها , كم هو وقح , لقد جال بنظره عليها . وفجأة حول نظره عنها وعاد لوضعه السابق وأخذ يتمتم وهو يغلق عينيه :
- شيء رائع , لكن مازالت بشرتك شاحبة , لكنك جميلة ومتناسقة كأي فتاة في عمرك , والآن هيا ضعي الزيت على ظهري لو سمحت .

Rehana 25-01-23 12:19 PM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل الرابع )
 
وعادت من جديد تجرب احساسها السابق , وتساءلت وهي تضع الكريم على جسدها وهي تجلس بجانبه بعد ان اطمأنت انه مستلق مغمض العينين بهدوء .
ما الذي كانت تتوقعه ؟ إنه ليس زوج أمها , دائماً يقول لها هذا , إنه رجل مجرب ويجد في صحبتها التسلية فقط.
فها هو مستلق بجانبها بكل هدوء وهذا يثبت انه لا يتأثر بقربها منه على الإطلاق , وهذا بالضبط ما تريده , أليس كذلك؟كانت منهمكة في وضع الزيت على كتفيه, فلم يكن الوضع سيئاً كما توقعته .منتديات ليلاس
ثم عادت لتدهن له الزيت . كان اوليفر يحس بالدفء بسبب اشعة الشمس, كانت تمرر اصابعها على جسده ضحكته الساخرة وهو يقول :
- من المفروض انك تضعين الزيت على جسمي ولست تأخذين دروساً في التشريح.
كان في صوته مسحة غضب فحدقت به قائلة :
- أنا ...
- انت ماذا ؟ أكملي قولك . من المؤكد انك تعنين ... لقد بدا لي أنك عندما اتهمتيني انني أعمل عليك تجارب بأنك مخطئة , فها أنت تحاولين الآن ان ... أكملي ما بدأته لكن لا تتفاجأي إذا حاولت بدوري أن ...
استدار ونظر إلى عينيها الحائرتين المترددتين وأضاف:
- ما تفعلينه هو اثارة سخريتي يا لوريل .
ثم قال باستهزاء:
- أنت لا تصدقينني ؟ , إذاً من الأفضل أن أريكِ هذا بنفسي .
وقبل ان تفكر ما قد يمكن ان يفعله , كان قد أسرع وجذبها إليه بقوة حتى كانت تلتصق به , لف ذراعه حول خصرها تحت نظراتها غير المصدقة , كانت عيناه حادتين وهما تنظران إليها بإمعان .
وهمست بتردد وهي تبلل شفتيها الجافتين:
- لا ... لا تفعل يا اوليفر.
فضحك متجاهلاً كلماتها وقال :
- انت الوحيدة التي ترفض الشيء قبل ان تعرف ما هو ؟ أليس كذلك؟ لا تخافي فلن أؤذيك.
ورأت لوريل في عينيه نظرة متوهجة مستحوذة واحست انه يبذل جهداً ليبقى هادئاً وليتحكم بأعصابه واحاسيسه حيث يضعهم جميعاً تحت قناع من البرود . واللامبالاة , وكرر قوله برقة :
- ابقى حيت أنتِ!

نهاية الفصل

Moubel 26-01-23 11:28 PM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل الخامس )
 
في انتظار باقي الفصول ريحانه 🙂

Rehana 29-01-23 09:53 AM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل الخامس )
 
الفصل السادس

كانت خائفة من ان تتصرف ادنى تصرف فبقيت في مكانها , فتناول اوليفر زجاجة الزيت وأخذ يضعه على عنقها وكتفيها واحست ان جسدها عاد إلى حالته الطبيعية وهدأت تشنجاتها بسبب حركات يديه الخبيرة المتواترة على جسدها .
في الحقيقة إنه شيء رائع . مريح حتى انها احست بالنعاس وبالدفء يسري في عروقها , وفتحت عينيها بكسل ورأت اوليفر يراقبها بنظرات غريبة لم تشاهدها في عينيه من قبل.
وسألها فجأة :
- هل من أحد في السابق وضع لك زيتاً؟
وبدون سابق انذار انزل يده عن كتفها وببطء حتى استقرت على ظهرها واخذ يمسح بيده على ظهرها كما فعلت هي معه , احست بشعور غريب وتغيرت ملامحها بينما اخذ يمرر اصابعه على ظهرها وبطريقة دائرية, وسألت نفسها هل شعر اوليفر بنفس شعورها الآن عندما فعلت معه ذلك.
وارتبكت عندما سمعته يهمس في أذنيها برقة :
- هل احسست بشيء مهدئ كهذا من قبل؟
- أنا ...
- اصمتي...
كانت لوريل مستلقية على ظهرها , وفجأة أبعد يده عن خصرها فحاولت ان تتحرك لكنه امسكها بقوة من ذراعيها واعادها ثانية , واحست بألم في حلقها إنه شيء خوف وكوابيس وظلمة تفترسها , لكن الظلمة انقشعت عندما سمعت صوت اوليفر يردد اسمها بحميمية , فتحت عينيها وكانت لا تزال مستلقية على الأريكة وكان اوليفر جاثياً بقربها ويبدو عليه عدم الرغبة في التحرك من مكانه.
- هل انت بخير؟
- أنا ؟
قال لها بفظاظة :
- يبدو أنك تشعرين بإعياء.
ونظر إلى السماء وقال :
- يجب ان نذهب الآن , سيصبح الجو بارداً, اذهبي الآن وسألحق بكِ عندما أرتب المكان .
مد يده إليها قائلاً:
- لا تنسي هذا .
وفي طريق عودتها إلى بيت المزرعة كان احساسها يخبرها ان اوليفر يخبئ تحت بروده واستهتاره , غضباً كبيراً لأن تجربته قد فشلت . وارتعشت لوريل لكن ليس بسبب نسمات الهواء التي اصبحت باردة.
لماذا وافقت على المجيء إلى هنا؟ ولماذا أرادها معه هنا ؟

Rehana 29-01-23 09:54 AM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل الخامس )
 
مع ان اوليفر كان يشغلها طوال الوقت ولم يكن يعطيها الوقت الكافي لتحلم احلام يقظة لكن كانت هناك فكرة تراودها صباح مساء.
عندما بدأ العمل سوية , دهشت لوريل لقدرته على العمل المتواصل. فخلال ثلاثة ايام كان الفصل الأول على وشك الانتهاء . كان من الصعب على لوريل ان تحكم على القصة , لأن الرواية بدأت بتقديم الشخصية الرئيسية في القصة . إنها تتحدث عن انسان يشعر بالرعب بسبب ذنب عمله , فقد ارتكب جريمة في الماضي وهو لا يعلم .
وبينما لوريل تطبع الرواية على الآلة الكاتبة وجدت نفسها تتعاطف مع هذا الرجل. لقد حرك هذا الرجل ذكرياتها القديمة , وكأنه يضرب على الوتر الحساس , فهناك شيء أثير في عقلها الباطن ولكن تسمح لهذه الفكرة ان تسيطر عليها .
واختفى اوليفر تقريبا عن نظرها , فلم تعد تراه إلا لماماً واحياناً كثيرة كان يتخلف عن مواعيد الطعام , وهي تقريباً نسيت ما حدث عند بركة السباحة , احياناً وعندما يؤرقها النوم تتذكر هذا الشعور الذي انتابها والعواطف التي أثارها فيها عندما كان بقربها , هل يشعر بنفس شعورها يا ترى ؟ كانت هذه الفكرة الممتعة تراودها دائماً وتحس بالانقباض في معدتها . منتديات ليلاس
كل صباح عندما يبدأ اوليفر بعمله , تقضي لوريل نصف الساعة في الحديقة . كانت تستمتع بالعمل الذي فرضته على نفسها , فقد كان يساعدها على التفكير بحرية . وبقيت لوريل مواظبة على كتابة ملاحظاتها , وبقيت تحاول إيجاد طريقة لتحقيق مأربها بالانتقام منه , لم تستطع طوال هذه المدة ان تفتش بين رفوفه او ان تجد شيئاً يفيدها في مهمتها, وبقي اوليفر متحفظاً بالكلام عن حياته الماضية , وهي تعلم تماماً عدم قدرتها على سؤاله بشكل مباشر.
كان ضميرها دائماً يؤنبها على فكرة الانتقام , لكنها تتجاهل هذا التأنيب بعناد شديد لكي تنفي كل شكوكها.
وفي احد الأيام الحارة , اخبرها اوليفر إنه لا يحتاجها اليوم بأي شيء لأنه مشغول بعمل خاص به . وقررت ان تذهب للحديقة بل ان تذهب لبركة السباحة المفضلة لديها.
فمنذ المرة الأولى التي كانت فيها عند بركة السباحة مع اوليفر , لم تأت سوى اليوم ولسبب ما أحست لوريل بحاجة كبيرة لأن تأتي إلى هنا بالإضافة إلى انها تريد ان تستلقي تحت أشعة الشمس وتحس بدفئها على بشرتها .
لم تحس لوريل بالراحة كما احستها مع اوليفر عندما كانت ترتدي البكيني مع انها بقيت مرتدية روبها . كانت الشمس مغرية كما توقعتها لوريل فسحبتأريكة ووضعتها تحت اشعة الشمس مباشرة وبسطت منشفة فوقها ووضعت كريما مرطبا على بشرتها حتى لا تحترق, كانت الشمس ممتعة ودافئة . وهج الشمس كان قوياً فأغلقت عينيها وتخيلت دفء حرارة الشمس كدفء يدي اوليفر على ظهرها , واحست بانقباض في معدتها بسبب ما فكرت فيه .
جمال المكان ودفء الشمس جعلاها تسترخي وتحس بالنعاس , وداعب اجفانها النوم وتساءلت بدهشة :
كم تغيرت منذ ان جاءت إلى هنا ومنذ ان قابلت اوليفر , فالآن لم يعد عندها مانع من ارخاء شعرها ومن ارتداء الملابس التي ابتاعها اوليفر لها . وبعد فترة من الزمن فتحت لوريل عينيها وهي لا تزال تظن انها وحدها في المكان لكنها فوجئت باوليفر يقف هناك ينظر إليها بغضب فانتصبت في جلستها ورتبت لباسها فقال لها :
- ألم تسمعيني وأنا أنادريك ؟

Rehana 29-01-23 09:55 AM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل الخامس )
 
فأجابته بخجل :
- كنت نائمة ولم اعتقد انك تريدني في شيء , قلت إنك تريد ان تقضي هذا اليوم وحدك.
- لكنني لم أتصور أنك بهذا الغباء حتى تستلقي هكذا تحت الشمس وتحرقي بشرتك.
انحنى بجانبها ولمس كتفيها فأجفلت وعرفت انه على حق وانها قد حرقت بشرتها قليلاً , لكن هذا ليس سبباً كافياً لثورته ولمست غضباً مكبوتاً داخله.
قال لها بجفاء:
- لم أكن أعلم أنك هنا, اعتقدت أنك ذهبت للحديقة اعتقدت انك ذهبت .
- ذهبت ؟
ماذا يعني بقوله هذا ؟ إلى اين يمكن ان تذهب ؟
قال لها مفسراً وهو على وشك ان يقفد صوابه :
- ظننتك رحلت , لكن لم تفعلي بل جئت إلى هنا لتأخذي حمام شمس متناسية الحقيقة التي ...
كان حاد المزاج بشكل غير عادي, احست لوريل بالنصر عليه وشعرت بالزهو لاثارتها غضبه لكن في الحقيقة كانت خائفة من ثورته. وقالت بصوت ضعيف :
- قررت ان اخذ حمام شمس وبدت الفكرة جيدة .
- هذا ما يبدو لي.
وعاد الى سخريته المعتادة وتنهدت لوريل بارتياح .
- ستحصلين على علامات فوق جلدك بسبب هذه الشمس القوية .
وانحنى خلفها محاولاً ربط شريط المايوه , كانت اصابعه باردة على ظهرها الملتهب فأرتعشت.
قطب اوليفر جبينه قائلاً:
- آه لوريل, بحق السماء لا تفعلي هذا , فأنا لا أنوي ان اغضبك , اظن أننا قد ناقشا هذه المسألة , ومع ان ردة فعلك تجعل المرء احياناً راغباً في هذا , أنا ...
لم تكن لوريل تسمع ما يقول , فقد كان يردد ما كان زوج أمها يتهمها به , لقد قال زوج امها إنها هي من شجعته على ما فعل, وهذا ما يقوله لها اوليفر الآن , انتصبت لوريل واقفة واحست انها سيغمى عليها واخذت كلمات اوليفر تدور في رأسها , خطت خطوات متعثرة ثم هرولت بلا وعي وكأنها تهرب مما قال . وفجأة سمعت اوليفر يحذرها من شيء لم تعِ ما هو , وفجأة سقطت في البركة , كان الماء بارداً جداً وكان له فعل الصدمة على جسمها الملتهب, حاولت ان تتنفس فامتلأ فمها بالماء , وحاولت برعب ان تمسك بأي شيء واخذت تتخبط في الماء لكي تتنفس لكن بلا جدوى , فقد امتلأت اذناها بالماء وكذلك عيناها وانفها وحلقها واحست انها تغرق , وشعرت بيد قوية تمسك بها وتمنعها من التنفس وبالتالي منعها من ابتلاع المزيد من الماء, ثم تسحبها بشدة فأحست انها تتمزق تحت وطأة هذه الأصابع الفولاذية . وازداد هلعها عندما سقطت في دوامة من الظلام .

Rehana 29-01-23 09:55 AM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل الخامس )
 
وشعرت بتلك اليدين تحاولان جعلها ترجع ما ابتلعته من ماء بطريقة التنفس الاصطناعي , كان يحاول ان يعيد إليها تنفسها الطبيعي , حاولت ان تقول شيئاً لكن الإعياء تمكن منها.
وسعلت بضعف وتنفست ببطء , ثم فتحت عينيها لتجد انها ملقاة بجانب بركة السباحة واوليفر واقفاً بجانبها . كان الماء يقطر من بنطاله الجينز وقميصه المبتلين.
وأمرها بصوت أجش قائلاً:
- في المرة القادمة عندما تنوين ان تمشي فوق الماء حذريني , هل لك ان تفعلي هذا؟
وأضاف بحنق:
- اللعنة , ماذا كنت تنوين ان تفعلي لوريل؟ , تغرقين نفسك لأنني لمستك ؟
كانت تريد ان تقول له إنه ليس هذا هو السبب. وحتى انها لم تكن تنوي اغراق نفسها إنه السبب , وحتى انها بسبب ما قاله زوج امها اووليفر عنها.
حتى الآن لا تزال الكلمات ملتصقة في اذنيها , كانت تحس بغصة في حلقها وهذا ما منعها من الكلام.
وبدأت ترتجف ولم تستطع ان تحتج عندما انحنى اوليفر ورفعها بين ذراعيه, كان قميصه ملتصقاً بجسمه وشعرت بحرارته تحرق جسدها البارد.
وبينما كان يحملها بين ذراعيه إالى البيت انتابها شعور غير واضح بالسعادة لا بل شعور بالأمان , وسمعته يقول وهو يصعد بها الدرج :
- ستبدأين من الغد بتعلم السباحة.منتديات ليلاس
وقال بطريقة غير مباشرة :
- اريد ان أذكرك بأن لا تصبحي شهيدة هنا , فعندي مشاكل تكفيني .
وضعها في سريرها وحذرها قائلاً:
- لا تتحركي , فأنت مازلت تحت وقع الصدمة , لا تقلقي إذا شعرت بالاعياء, لقد ابتلعت ماء بما فيه الكفاية .
كانت لوريل مستلقية على السرير تراقبه وكان تفكيرها مشوشاً. وسألته :
- إلى اين انت ذاهب؟
كانت لا تريده ان يتركها ولكنها لا تستطيع ان تطلب منه البقاء .
اخبرها باختصار :
- سأحضر لك ماءً ساخناً للحمام , انت تتجمدين وكما قلت مازلت تحت تأثير الصدمة.
عندما خرج اغلقت لوريل عينيها , وتقبلت ما قاله لها بصمت ولم تقو على فعل أي شيء آخر , فكرة الحمام الدافئ اعجبتها جداً. كانت لا تزال في دوامة ضبابية عندما دخل عليها اوليفر وهو يلف منشفة حول خصره وللوهلة الأولى لم تنزعج من مشاهدته هكذا, ربما بسبب تقبلها وجوده وحاجتها ليكون بالقرب منها .
- لوريل!
كانت تريد ان تخبره انها تريد ان تنام لكنها لم تفعل .
حملها وهزها بقوة حتى تفتح عينيها , كان غاضباً بشكل كبير وهذا ما لاحظته ,حذرها قائلاً:
- لا تفعلي هذا مرة اخرى .

Rehana 29-01-23 09:56 AM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل الخامس )
 
وساعدها حتى تقف على قدميها وهو ممسك بها وقادها إلى الحمام وأمرها قائلاً وهو يفتح الماء :
- هيا استعدي للحمام وسأساعدك حتى لا تسقطي وتؤذي نفسك.
وقال بطريقة حميمة :
- لوريل!
لم تكن لوريل تعلم سبب قلقها وتحو قلقها إلى غضب.
فقال لها متمتماً وهو يضعها في الماء:
- ارجوك لوريل لا تعترضي.
وكأن الحياة عادت إليها , فقد سرى الدفء في عروقها من جديد . كانت ترغب ان تمضي ليلتها في هذا الماء الدافئ لكن اوليفر رفعها بلطف ولفها بمنشفة كبيرة قبل ان تعترض وساعدها بتنشيف نفسها حتى احست بالألم بكل مكان في جسمها .
فقال لها :
- هكذا يكون حالك أفضل .
حاولت ان تحتج فأسكها قائلاً:
- اعتقد انك عدت لوريل التي اعرفها .
كشرت في وجهه وهي تقول :
- أكرهك ؟
- ابقى حيث انت , سأنزل وأحضر لك الشراب الذي يعيد الدفء لك, ما الذي يضايقك؟
عندما شاهد غضبها سألها:
- هل حقاً تفضلين الغرق على أن ألمسك؟
اعترفت له وهي ترتجف لما ستقوله له :
- لم يكن الأمر كما تظن , بل بسبب ما قلته .سألها وهو يساعدها بارتداء ثوب الاستحمام عرفت انه لاوليفر :
- ما الذي قلته ؟
- قلت إنني استدرج الرجال.
- ولهذا السبب رميت نفسك في البركة .
قالت له بصوت خافت :
- إن ما قلته انت كنت قد سمعته منه , من زوج أمي , لقد قال إنها غلطتي و ...
لم تكمل جملتها , واحست بشوك في حلقها مترافقاً بألم شديد .
كان اوليفر يجفف شعره وقال لها :
- وأنت اعتقدت أن ... آه لوريل ... أما لم ...حسناً لن أطيل عليك...
وفكرت في هدوء انه عاد لطيفاً معها من جديد, هو دائماً يصبح لطيفاً بعد ان يكون قد آذاها . إن هذا فقط جزء من اختباراته التي يجربها عليها , لكن يجب عليها ان لا تهتم . كل ما تريده هو ان يلفها بذراعيه و ...
توقفت عن التفكير بهذه الطريقة لكن هذه هي الحقيقة هي تريد ان تكون بين ذراعي اوليفر لكن ...

Rehana 29-01-23 09:56 AM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل الخامس )
 
وقبل ان تسترسل بأفكارها عاد اوليفر من جديد وزال الغضب ومن وجهه وكان يحمل بيده كأساً من الشراب.
وقال لها :
- اشربي هذا ؟ وسأجد طريقة في علاج كتفيك وإلا لن تستطيعي حراكاً في الصباح.
الشراب الذي جاء به حرق لها حلقها ولكن احست بالدفء يسري في جسدها وشعرت انها بحاجة لأن تكون حرة وتخرج من القيود التي وضعتها حول نفسها وضعت يديها حول عنق اوليفر عندما رفعها , وابتسمت له فنظر إليها بامعان قائلاً بتهكم :
- فتاة شجاعة , لكن حاذري وتذكري انني رجل من لحم ودم.
فحاولت ان تفهم ما يدور في خلده.
وسألها باقتضاب :
- اين قميص نومك؟
فأخبرته وهي تتفحصه بدقة وقطب جبينه عندما رأى قميص النوم القطني ذا الأكمام الطويلة والياقة العالية .
- لن تستطيعي ان ترتدي هذا , سيلهب كتفيك هذا الرداء القطني , هل لديك شيء آخر؟
حركت رأسها بعلامة النفي ودهشت من نفسها فهي لم تشعر بالارتباك منه .
- والحقيقة ليس عندي ما أعيره لك, سوى ...
- حسناً لا مانع عندي.
ووقعت هذه الكلمات على اوليفر كالصاعقة . واحست لوريل انها تريد ان تضحك لكنها كتمتها واحست انها تكاد تختنق , في لحظة واحدة شعرت لوريل بحاجة لحرية اطلاق مشاعرها .منتديات ليلاس
وحذرها وهو يعبس قليلاً غير مصدق أذنيه وقال :
- عليّ ان اخلع عنك هذا حتى أعالج كتفيك.
- لا مشكلة .
احست لوريل ببعض المتعة مختلطة بخوف ما , واضافت بشجاعة بعد ان رمقها بنظرة من عينيه الرمادريتين ارتعدت منها :
- علي كل انت لست زوج أمي , أليس كذلك؟
وافقها باقتضاب قائلاً :
- نعم هذا صحيح , ابقى هنا وسأجلب لك ثوباً مناسباً .
عاد بعد قليل وهو يقول :
- دائماً يفعل اولاد اختي مثلك, يتركون انفسهم للشمس لتحرقهم .
- هل لك أخت ؟
وبخها بطريقة ساخرة :
- وماذا تتوقعين انني نشأت وحيداً في كورغون ؟ , نعم عندي أخت , إنها أكبر مني بكثير وهي متزوجة من طبيب لديهم اربعة أولاد .
إنها المرة الأولى التي يذكر لها شيئاً عن عائلته . غصت لوريل لأن حياة اوليفر بالنسبة لها كتاب مغلق لا تعلم عنها أي شيء . ولكن لماذا ينتابها هذا الشعور ؟

Rehana 29-01-23 09:57 AM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل الخامس )
 
- اجلسي مستقيمة وسأضع هذا الثوب عليك ليحمي كتفيك.
وفعلت كما أمر . ودهشت من تصرفها الطائش فقد رمت رأسها بتثاقل فوق كتفه , واحست به بنكمش على نفسه لكنه أكمل مساعدتها بارتداء الثوب , احست لوريل ان كل جزء من جسدها ينبض بقوة .
اغلقت لوريل عينيها بينما اخذ اوليفر يضع الكريم على كتفيها , لمساته على بشرتها أزالت الألم ولكن حل محله شعور آخر . احست بمتعة كبيرة تغمرها . ومدت لوريل يدها ووضعتها على صدره العريض.
- لوريل؟
بالكاد سمعت لوريل صوته وهي تهمهم بهمس فأجبرها على الاستماع إليه وبصوت آمر قال :
- هل ستنامي على كتفي ؟ استيقظي!
فتحت عينيها بتكاسل , واخذت تتمعن في رقبته السمراء تحسست بيدها كتفه بقوة وسألته بتثاؤب وكان يظهر عايها تأثير الشراب الذي اعطاها إياه :
- هل نمانع ان أنام على كتفك؟
قال بفظاظة :
- لا أمانع , على شرط ان لا تفاجئ غداً عندما تستيقظين وتجدين نفسك بين ذراعي , هل هذا ما تريدين ؟
بالتأكيد لا تريد هذا .
وبعد ان انتهى من وضع المرطب اللاوم لكتفيها , هزها بلطف فبقيت ملتصقة به وهي تدفن رأسها بكتفه , نطق اسمها بحذر قائلاً :
- لوريل !
وامسك بذقنها واجبرها على النظر إليه , تطلعت إليه بنظرة ذابلة واحست انها تعود لطفولتها حيث جربت الأمان والراحة وتمتمت قائلة :
- لا تتركني اوليفر, اريدك ان تبقى معي.
قطب جبينه وسألها :
- هل حقاً تريدين ذلك؟ , اظن أنك لا تعنين ما تقولين وما تطلبين , أنت صريحة جداً.
تغيرت نبرة صوته وانذرها شيء ما بداخلها , وحاولت ان تتملص منه لكنه كان ممسكاً بيديها فتقطعت انفاسه , وحل محل خوفها رغبة لأن يبقى بقربها .
- اوليفر.
- لا تقولي شيئاص الآن لوريل .
واخذ يجول بنظره عليها , وجذبها نحوه ولوريل ترتعش , وقالت له محذرة :
- سأوذيك لو لم ...
فهز رأسه قائلاً :
- لا لن تفعلي لوريل .
وعانقها برقة قائلاً :
- انتِ لا تعرفين مدة تأثيركِ عليّ.
لم تعد تفهم ما يجري لها , هل هي حقاً فتاة بلا مشاعر؟

Rehana 29-01-23 09:57 AM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل الخامس )
 
لقد حرك اوليفر فيها احاسيس لم تجربها من قبل , لم تعد لوريل قادرة على التنفس , اخذها إلى عالم لم تعهده من قبل, وفجأة ابعدها عنه بعصبية وقست ملامح وجهه وهو يقول :
- لوريل إنك فتاة تحس وتشعر وعليك ان تعرفي هذا ؟
احست لوريل بصدمة وقالت بيأس:
- أنا ...
تذكرت كيف وعدها ان تكون امرأة اخرى , إنه إذا ينفذ خطته ,وبجهد كبير حاولت الافلات منه, واحست بالاشمئزاز من نفسها لتجاوبها معه , لكنه جذبها من شعرها وقال لها بهدوء:
- لوريل كفي عن الهروب من نفسكِ.
وضمها لصدرها من جديد , فأحست بالنار تشتعل في داخلها من لمساته على جلدها الحساس , ونسيت أي شيء آخر.
كان لعناقه مفعول المخدر, فلم تشعر إلا انها تعيش في عالم خاص بها . وكأن هناك رسالة بلا كلمات تقولها عيناها . وغرقت في بحر من العواطف الجياشة .
وجفل اوليفر عندما سكع صوتاً وقال :
- اسمع صوت سسارة قادمة.
ونظر إليها ورأى اتساع عينيها وتورد بشرتها قائلاً:
- ممكن ان تكون سيارة عابرة .منتديات ليلاس
وعند خروجه انصتت لوريل السمع وكان هناك صوت سيارة تقترب أكثر فأكثر واخذت ترتجف ووضعت يديها على خديها الملتهبين وشعرت الخجل لضعفها أمامه واحست بألم يعتصر معدتها , ماذا سيظن بها الآن ؟
هل يفكر فيها كإنسانة أم يحاول تطبيق تجاربه عليها ؟
واحست ببرودة شديدة تسري في عروقها . هل فعلاً يحاول ان يغيرها بأن يجعلها تحبه ؟ هل ممكن ان يكون ماكراً لهذه الدرجة ؟
وسمعت صوت محرك السيارة يتوقف وأصوات جلبة آتية من الزائرين, وسمعت صوته يقول :
- لوريل هذه اختي وعائلتها ! هل تمانعين بالنزول إلى هنا, سيمضون الليلة هنا .
لقد تغيرت لهجته تماماً, واحست ان العائلة مجتمعة جميعها في الأسفل ويبدو انه يفضل ان تبقى حيث هي .
ووضعت المخدة فوق رأسها محاولة ان تنسى كل ما حصل وكيف تجاوبت معه .
لقد اتت إلى هنا من اجل الانتقام ولكن الآن وعلى العكس هي ... كان يجب عليها ان لا تنقاد وراءه بل ان تصده بغضب. فبقدر كرهها له تفجرت عواطفها نحوه, نعم إن الحقد الذي تكنه له تحول إلى تجاوب معه, هذا هو التحليل المنطقي لما جرى .

نهاية الفصل

Rehana 04-02-23 08:38 AM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل السابع )
 
الفصل السابع

استيقظت لوريل باكراً وارتدت ملابسها , ليس رغبة منها بالتعرف على عائلة اوليفر ولكن لتحضر القهوة وتضغ الشطائر في الفرن.
فتح الباب الخلفي وجدت نفسها وجهاً لوجه مع شابين في مقتبل العمر , تفاجآ بوجودها كما حصل معها .
ابتسم احدهما ابتسامة عريضة قائلاً :
- صباح الخير, إذاً أنت سكرتيرة خالي اوليفر , آه يا ليتني كنت كاتباً!
هذا بلا شك احد ابناء أخت اوليفر البالغ من العمر الواحدة والعشرين من عمره , اما صديقه فبدا أكبر منه بسنتين , ابتسم للوريل ابتسامة ماكرة كان من الممكن لهذه الابتسامة ان تجعلها تتقوقع على نفسها لو انها شاهدتها قبل اربعة اسابيع من مجيئها الى هنا, لكن الآن استقبلت هذه الابتسامة برحابة صدر.
- توقفت عن هذا يا تشاس فأنت تضايق الفتاة المسكينة , لا تقلقي ولكن يبدو للوهلة الأولى انه لا يعرف فتيات من قبل , حسناً من الأفضل ان نعرفك على أنفسنا. أنا أدعى ريتشارد ابن أخت اوليفر , وهذا صديقي تشارلز هاولي , اتينا في هذه العطلة بمهمة هي مساعدة أمي بالرعاية بأخوتي الاطفال الصغار , نحن في طريقنا إلى اسبانيا وقررنا التوقف هنا لليلة , فأمي تنسى أمر اطفالها عندما تلتقي بأخيها العزيز بعد غيبة طويلة , إنه تخاف عليه من الفتيات المستهترات , وأن يقع في حبائل احداهن.
هل هو كذلك؟ لم تأخذ لوريل هذا الانطباع عنه .منتديات ليلاس
وأضاف ريتشارد :
- هل هناك ما يمكننا ان نساعد به ؟
هزت لوريل رأسها بالنفي , فقال مبتسماً:
- في هذه الحالة اظن يا تشاس انه يمكننا ان نسبح قبل تناول الافطار .
يقول اوليفر إنه اخته لديها 4 أولاد وهذا صديق ريشارد وهي واوليفر يكون المجموع ثمانية اشخاص. احصت لوريل العدد جيداً وهي تعد المائدة , وماذا عنها , فكونها سكرتيرة فهذا من الممكن ان يجعل اخته ترفض قبول لوريل بينهم , وقلبت لوريل شفتها وتجهمت وهي تفكر ماذا يمكن ان تفعل , وهزت كتفيها , إذاً يمكنها تناول إفطارها بعد ان ينتهوا إذا بدت اخته غير مرحبة بها.
وبعد نصف ساعة دخل اوليفر وتقدمت اخته التي كانت بجانبه أقرت لوريل ان هذه المرأة كاملة لا غلط فيها . فجسمها متناسق مثل اخيها اسمها اليزابيض تيريز, إنها تبدو في منتصف الأربعين , هادئة متزنة ومشرقة .
كان اوليفر يخاطب اخته قائلاً :
- إذاً لن يستطيع غراهام ان يقوم بهذه الرحلة معكم يا للمسكين .
وافقت اليزابيث قائلة:
- يجب عليه ان يستريح, لكن على الأقل وجود هذين الشابين معي سيساعدني على رعاية الأطفال خلال هذه العطلة .

Rehana 04-02-23 08:39 AM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل السابع )
 
تشدق قائلاً وهو ينظر بطرف عينيه الى ابن اخته :
- هل تعتقدين انك ستعتمدين عليهما في هذه الرحلة خصوصاً إذا شاهدا شواطئ ماربيلا .
تورد وجه ريتشارد , اما تشاس فقد ابتسم للوريل وبدأ يتناول طعام الفطور.
مع ان الفرق بين الشابين لا يزيد على سنتين لكن يبدو ان تشاس محنك أكثر , واحست لوريل ان اوليفر لا يستلطفه. فبين حين وآخر كان يوجه تعليقا ما للوريل فيتدخل اوليفر ويقاطعه. ربما لم ترق لاوليفر فكرة اصطحاب ضيف غريب في أسرة اخته .
احست لوريل بغصة وهي تسمع ريتشارد يتكلم عن الصداقة الحميمة التي قامت بينه وبين تشاس في الجامعة .
احبت لوريل أولاد اليزابيث وقالت في نفسها وهي تراقبهم . ريتشارد أكبرهم سناً ولكنه يبدو انه مازال صبياً غضاً, ومن الواضح انه يحب خاله كثيراً لكنه يتجه بدراسته الى الطب كوالده.
ويأتي بعد ريتشارد التوأم الصبية يبلغان من العمر الرابعة عشرة , يشبهان بعضهما البعض لدرجة غريبة, ويبدو عليها الدهشة دائماً.
قالت لها اليزابيث وهي تساعدها في رفع الطعام عن المائدة:
- آن وريتشارد هما الاثنان منتميان تماماً لعائلة سافج, بالمناسبة كيف تجدين العمل مع اخي, إنه صعب المراس بسبب مزاجيته .
ردت لوريل بصدق:
- إنه عمل مثير وأنا أتمتع به.
- حسناً, فأنا أعرفه جيداً عندما يتمسك بشيء لا يتركه حتى ينهيه , أعلم انه يكتب عملاً جديداً , عن ماذا يتحدث هذا الكتاب؟
- لست متأكدة تماماً.
فرفعت اليزابيث حاجبها مستغربة .
وأردفت لوريل تشرح لها :
- مازلنا في مقدمة الكتاب, حيث تتحدث عن الشخصية الرئيسية في العمل, إنه عن رجل يعاني من ذنب اقترفه في الماضي.
- نعم أنا أعرف بماذا يفكر أخي, لابد ان يحقق هذا الغمل رواجاً كبيراً, وستحقق ربحاً سريعاً , إنه يستحق هذا , حيث انه يجد ما في نفسه من خلال شخصياته .
وسألت اليزابيث بفضول :
- قولي لي كيف حصلت على هذه الوظيفة ؟ هو في العادة لا يوظف سكرتيرات .
اعترفت لوريل قائلة :
- انا من عرضت ان اعمل عنده.
ودخل اوليفر المطبخ ودهش من اجتماعهما وأكمل جملة لوريل قائلاً:
- وانا قلت لها إني موافق.

Rehana 04-02-23 08:39 AM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل السابع )
 
ووجه كلامه لأخته قائلاً :
- بيث , اخشى ان يكون أولادك قد بدأوا يشرون بالممل , ولسوء الحظ ان اليوم الوحيد الذي اخترته لتزوريني سيكون يوماً بارداً, فستهب الرياح الشمالية الباردة , لكن إذا رغبت سنقوم اليوم برحلة إلى آرليز هذا المساء .منتديات ليلاس
واقترحت اليزابيث بجفاء:
- يمكنني ان آخذهم بعيداً عنك يا أخي مع أنني أفضل ان لا تعمل اليوم , لكن أنا أعرف أنك لا تستطيع.
اجاب باقتضاب :
- هذا سيئ لكن لكن ضروري , إنه الوحي يا اختي العزيزة .
وخرج قبل ان يسمعها تتنهد وتقول :
- آه من الرجل, ان اوليفر هو المثال المجسد لجنس الرجال, ولكن دعينا نعمل كما اقترح اوليفر , سأرسل الأولاد إلى غرفة الجلوس ليقوموا بتنظيفها قدر المستطاع , هذا سيجعلهم هادئين حتى موعد الغداء.
ولدهشتها شاهدت لوريل اوليفر يحمل أوراقه ويصعد إلى أعلى .
كشرت اليزابيث وقالت :
- لقد توقع ما سيحدث , فكلما اتينا إلى هنا يفعل هذا , فلم يسامحني اوليفر على مافعلاه توأمي به , فقد أكلا له ورقة باهظة كان قد كتبها عندما كانا صغيرين ,لذا هو دائم الحذر من مثل هذا الموقف وكلما حضرنا إلى هنا يلملم أوراقه ويبعدها , يا إلهي انظري إلى الغبار على الرفوف , لوريل , اعتقد انه حذرك من الاقتراب منها , أليس كذلك؟
أومأت لوريل برأسها , فقد حذرها اوليفر منذ البداية من مغبة الاقتراب من غرفة الجلوس طالما هو يعمل, حتى انه لا يسمح لأحد بالتنظيف.
- سنبدأ من هنا.
وهتفت وهي تفتح إحدى دوفات الخزانة السفلى ويسقط منها عدد هائل من الأوراق قائلة :
- يا إلهي انظري إلى هذا .
وأضافت وهي متفاجئة وأعطت الأوراقللوريل:
- من الأفضل ان تغرزي وتنظمي هذه الأوراق, سآمر التوأم بتنظيم الرفوف , هذا سيجعلهم هادئين على الأقل لمدة ساعة .
وأضافت بمرح :
- من يعلم فلربما استفادوا مما سيقرأونه , إنهم اطفال طائشون , اتمنى ان ينضجوا ويتعلموا شيئاً مفيداً.
كتمت لوريل ضحكتها , تبينت لوريل ان التواريخ المكتوبة على الأوراق ترجع إلى ست سنوات ماضية. رفعت الصفحة الأولى وكانت عن مقال يتعلق بالشرق الأوسط, والورقة التالية مقال عن التعليم الخاص مزاياه وعيوبه, وكان هناك مقالات اخرى لم تعرها لوريل انتباهاً, وارتعشت يدها وهي تمسك بالمقال الذي رأت , نعم إنه ما تبحث عنه , وقرأت اسمها المكتوبة على الورقة بشكل غير واضح , وشهقت لوريل , لابد ان صوتها كان عالياً حتى جعلت اليوابيث تلتفت إليها , واقتربت منها وهي تحدق بلوريل وسألتها :
- هل أنتِ بخير؟

Rehana 04-02-23 08:40 AM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل السابع )
 
وألقت اليوابيث نظرة على الأوراق وقالت برقة :
- آه لوريل , لم أعرف ان ... إذاً انت الفتاة المذكورة هنا , لقد قلت في نفسي ان اسمك مألوفاً . آه ايتها المسكينة واخيراً وجدك اوليفر , أنا أذكر كل ما حدث بدقة. كان أهلي لا يزالون على قيد الحياة , مع ان وفاة ابن عمي كانت صدمة لهم , لقد كان ابن عمي ثالث ولد بالنسبة لهم , فقد كان يخاف من أهله بشدة , يا له من مسكين .
وتنهدت بأسى قائلة :
- لقد حملوه فوق طاقته , لقد كان هذا سبباً في مأساته فقد كانوا يريدونه إنساناً كاملاً ,لام اوليفر نفسه لما حدث له , تلك الفتاة التي ورطته معها , كما اظن اوليفر حدثك عنها , كانت في السابق صديقة لاوليفر , لكن اوليفر ليس كبيتر فلم يسمح لها ان تخدعه وكانت قد لمحت لبيتر ان اوليفر يغويها وبالطبع صدقها . تغير اوليفر عند موت بيتر , لقد لاحظ الجميع هذا . كانت أمي بالذات قلقة عليه بشكل كبير, كانت دائماً تقول له إن الصحفيين يملكون قوة وعليهم انن يستعملوها بلا انحياز لأي طرف بل بحكمة حتى تكون هذه القوة فعالة, لقد كانت خائفة من شيء ما قد يحدث وبالفعل حدث, هل أخبرك ان أمي ترجته حتى يذهب إليكِ ويكلمك؟ لقد كانت مقتنعة بصدق كلامكِ, لكن اوليفر لم يستمع لها , إنه دائماً عنيد ومتشبث برأيه , ودائماً مقتنع بأنه هو الصح, ولم تستطع أمي اقناعه بتغيير رأيه , وعندما اكتشف بشاعة ما فعل أحس بصدمة قوية, وأقسم على ترك الصحافة من أجلكِ, ولطالما حاول ان يجدك , وحاول ان يطبع مقالاً لتبرأتك لكنهم رفضوا وقالوا له إن فعل فسيحطم مصداقيته ومصداقية الصحافة, فالصحفيون غير قادرين على الاعتراف بأخطائهم , هذا ما قالوه له , لقد كان طوال حياته عطوفاً حتى وهو صغير , واحس بعدم الرغبة في الحياة بعد ما فعل وكان هذا الموضوع يؤرقك دائماً ولكنه وجدك الآن...
نظرت اليزابيث إليها بانتباه :
- ما الذي تشعرينه نحوه ؟, هل مازلت حاقدة عليه ؟
كيف لها ان تخبر اليزابيث بالحقيقة ؟ وعضت لوريل على شفتها ونظرت اليها بألم وقالت :
- لقد تقبلت فكرة انه فعل ما فعل بطيب نية .منتديات ليلاس
ونجحت لوريل في اخفاء ارتباكها وقالت :
- كان زوج أمي ماهراً في الكذب , فقد أقنع حتى أمي التي شاهدت بعينيها الحادثة , لكن فضلت ان تصدقه وتكذبني.
توقفتا عن الكلام عندما دخل التوأم , اخذت اليزابيث توزع الأعمال عليهما , بينما لملمت لوريل الأوراق والمقالات وحملتها لغرفتها وهي تردد بصوت خافت :
- رجل عطوف, وسيحطم مصداقيته إذا أوضح الحقيقة .
أليس هذا هو السلاح الذي كانت تبحث عنه . اخذت لوريل ترتجف واستندت بيدها على الخزانة كي لا تقع . ماذا حل بها ؟ , هل هي جبانة حقاً حتى لا تستطيع استخدام هذا السلاح ضده ؟
ثم قرروا ان يرحلوا الى آرليز فور انتهائم من الغداء . وأوضح اوليفر ان عليه ان يشتري بعض الأشياء , وكان قد أخبر لوريل انه يود شراء كتب تلزمه وأصر على حضور لوريل معه مما ادهشها .
وعلى نحو آخر قالت له :
- لكن هذه رحلة عائلية .

Rehana 04-02-23 08:40 AM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل السابع )
 
وارتبكت عندما نظر إليها وتذكرت اللقاء الأخير الذي تم بينهما والذي قطع بسبب قدوم أخته وأولادها , وكانت نظرته تدل على انه يتذكر ايضاً ما حدث.
وقال لها بلهجته الآمرة :
- بل ستأتين معنا .
وعندما قالت بلطف :
- هل هي خطوة اخرى نحو تحويلي لامرأة أخرى ؟
نظر إليها معلقاً :
- إذا كان هذا ما ترينه فليكن نعم .
ولسبب ما احست لوريل انها اغاظته, فبدا عصبي المزاج على مائدة الغداء عندما تحدثت بلا كلفة مع ريتشارد .
قال لها ريتشارد :
- تشاس وأنا سنذهب بسيارتنا لم لا تأتين معنا؟
لم تكن تعرف ان اوليفر كان يستمع للحديث إلا عندما سمعت صوته يقول ببرود :
- ريشارد , لوريل سكرتيرتي وهي هنا للعمل لا للتسلية .
فاجأها تغيير مزاجه بسرعة .
عندما ذهب ريتشارد اخبرها اوليفر برقة :
- اظن ان هذه خطوة جبانة منك فلا تفعلي هذا وخصوصاً مع ابن أختي.
وعاد إلى تجهمه وقسوته .
ما الذي يلمح له ؟, ايزن انها تغازل ريتشارد ؟ يا له من غبي ّ فقد كانا فقط يتجاذبان اظراف الحديث.
رآها تطل برأسها من أعلى الدرج فقال اوليفر لها :
- لوريل, هل لك ان تحضري لي سترتي طالما أنت في الطابق العلوي , إنها على سريري.
دخلت غرفته بتردد , من الواضح انا ما عمله في الصباح كان مبعثراً في كل مكان . كان اوليفر يستعمل آلة كاتبة خفيفة . قطبت جبينها عند رؤية هذه الآلة . إذاً هو يطبع الأشياء بنفسه , وكان المكان يضج بالأوراق هنل وهناك وبالأغطية غير المنظمة , فحاولت لوريل رفع الغطاء وترتيبه فوقعت ورقة جذبت انتباهها. كان مكتوباً عليها بعض الملاحظات : ( التجاوبات الفيزيائية ) واتسعت عيناها وهي تقرأ ( عندما يتسنى للعواطف او للأشياء المستقرة بأعماق المرء ان تظهر يبقى الخوف للعواطف او للأشياء المستقرة بأعماق المرء ان تظهر يبقى الخوف والغضب مدفونين هناك ولكن لا يدري المرء بهما )
وكان هناك اشياء اخرى , من الواضح , وكما توقعت ان اوليفر كتبها عنها , إذاً عاد ليستعملها .
وجالت عيناها بسرعة على الورقة الموضوعة على الآلة الكاتبة لكنها لم تمعن النظر فيها , بلا شك اوليفر عاد ليستغلها في إحدى قصصه الجديدة, إذا لوريل على حق في كل ما اعتقدته .
إن ادعاءه انه يحاول ان يجعلها امرأة اخرى هو ستار لأشياء أخرى يضمرها في نفسه, فهو يريد الغوص في اعماقها ليكشف عن اسرارها ويضعها في كتابه . يريد انيستغل كل قطعة منها, عقلها ... تفكيرها وقلبها .
- لوريل !

Rehana 04-02-23 08:41 AM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل السابع )
 
أعادها صوته الى الواقع وقالت في نفسها إنه من الغباء ان تخبره انها عرضت الحقيقة. التقطت معطفه وأسرعت بالنزول عبر الدرج .
كان عقلها مشوشاً بأفكار عديدة . ماذا ستفعل ؟ فكرتها الأولى التي خطرت لها حثتها على الرحيل واليوم إذا أمكن . لكن إذا فعلت فلن يتسنى لها ان تنتقم منه كما خططت . لابد من وجود شيء عليها أن تفعله . عليها ان ترفض كل اختباراته , واحست انها جد غبية لما فعلته ليلة أمس .
في الحقيقة هي خدعت نفسها عندما احست بالأمان بين يديه . واعتقدت انهما الملاذ لها . عضت لوريل على شفتها واحست بألم شديد وشعرت بدموعها الحارة تكاد تحرق اجفانها ولكنها تماسكت وهي تدخل غرفة الجلوس , لا يجب ان يراها هكذا.
- لقد اطلنا الانتظار هنا.منتديات ليلاس
كانت حواسها متوقدة لكل حركة وكلمة قد يكون لها معنى ضمني في نفسه .
وكذبت قائلة :
- كنت أسرح شعري ...
وأدارت ظهرها له وهي تقول :
- هذا هو معطفك.
وعرفت انه يراقبها بدقة غير معتادة . لكن ربما كان يفعل هذا من قبل ولم تكن تلاحظه , إنها بالنسبة له نموذج للتجربة ليس إلا , إنه يعتبرها كشيءيستحق التحليل يستعمله في كتابه القيم.
إذاً ستريه , إذا كانت تكرهه في السابق فإن شعورها بالحقد عليه تضاعف الآن .
كانت الرياح تهب بعنف طوال الطريق إلى آرليز, إنها تشعر الآن بالانفعال والغضب لماحدث.
كانت آرليز تبدو جميلة ومتوهجة تحت اشغى الشمس وظهر اللون القرمزي من القرميد الأحمر على الرفوف الأسطح .
كان المشهد رائعاً وخلاباً. من حسن الحظ ان الوقت كان مبكراً من السنة على اكتظاظ السياح . وعندما اوقف اوليفر سيارته الفراري بجانب سيارة اخته اللاند روفر قررت لوريل السرعة في التحرك للهروب منه لأنها لا ترغب بمراقبته لها طوال اليوم.
اخذت ترتب افكارها كما فعل هو بها عندما ظنت انه يحبها . احمر وجهها , وهزأت من نفسها ( يحبها ) بل كان يطبق تجاربه عليها ويستغلها كما فعل سابقاً.
وباللحظة التي أوقف فيها السيارة فتحت لوريل بابا السيارة وانسلت خارجة دلالة على رغبتها ان تمضي الوقت بعيدة عنه , اوقفها بصوته الآمر :
- اين تظنين نفسك ذاهبة ؟
وأضاف بتهذيب :
- أنسيت أنك موظفة عندي, إذا كنت خططت ان تقضي الوقت بصحبة ابن اختي وصديقه فمن الأفضل ان تنسي هذا الموضوع , علينا اولاً ان نتزود بالطعام , ولن تمانع اختي ان يبقى احدهم مع آن للاعتناء بها .
انفجرت لوريل في وجهه قائلة :
- إذاً أنا الآن مدبرة منزل وجليسة أطفال كما أنني سكرتيرة , أليس كذلك؟

Rehana 04-02-23 08:41 AM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل السابع )
 
وأضافت :
- ألا تدرك انني منذ عملت لديك لم يكن لي أي وقت فراغ . وإذا كنت قد قد قررت ان امضي هذا الوقت في تسوق حاجياتي فلا أظنك تمانع .
كانت تريد ان تقول له إنها تريد ان تمضي الوقت وحدها لكن لم تقو على هذا ,
قال لها بوحشية :
- اذهبي إلى الجحيم .
رجعت لوريل خطوة إلى الخلف , وكما اخبرتها اليوابيث فإن مزاج اوليفر غريب. فهي للمرة الأولى ترى اوليفر يخرج عن طوره ويكون ثائراً بهذه الطريقة , لقد كان حقاً غاضباً . كان يبدو على لوريل ايضاً السخط فقد تذكرت ما قرأته في الأوراق . وقالت في نفسها عليها أن تكون حذرة من هذا الرجل المتسلط , وجاء صوت اليزابيث متسائلاً:
- اوليفر, ماذا يحدث هنا.
لم ينتبه الاثنان لوجودها وراءهم ونظرت بفضول:
- هل تتشاجران؟
اجاب اخته بلا مبالاة :
- المشاجرة تحتاج لأن يكون الاثنان على علاقة حميمة ببعض لكن أنا ولوريل لسنا كذلك , لذا لا نتشاجر .
والآن عليّ مهمة يجب أن افعلها فلنفترق لمدة ساعتين ثم نجتمع بعدها هنا في هذه الساحة .
قالت اليزابيث بخيبة أمل:
- لقد اعتقدت انه يمكننا الذهاب جميعاً للتعرف على آثار المدرج الروماني وشعرت لوريل بالخوف عندما أومأ أوليفر برأسه قائلاً:
- نعم , لكن لوريل تفضل التجوال بمفردها , فطبيعتها تختلف عن طبيعتنا , وأنا لدي ما أفعله أنا ايضاً لذا ...
اكتشفت لوريل بعد تفرقهم جميعاً ان تشاس بقي بقربها فقالت له عندما احست انه يريد ان يرافقها طوال الوقت :
- ظننت انك تود مرافقة ريتشارد.
هز كتفيه قائلاً :
- لا فضل ما يفضله ريتشارد فهو مازال غير ناضج , وبالإضافة لذلك فهو مازال صبياً ملتصقاً بخالة أوليفر , مما يجعلني متضايقاً احياناً , لابد انك سئمت كما أحس أنا ايضاً , لم لا نترافق سوية ؟, نأكل شيئاً ما ثم نذهب إلى نادٍ دعينا نشعر بحرية .
لم تسترح لوريل لطريقة تشاس في التحدث عن ريتشارد وعائلته , وكما فهمت فإن تشاس لم يكن يرغب بالقيام بهذه الرحلة لكن ريتشارد اقترح عليه هذا .
وعرفت لوريل ان اليزابيث ليست من النوع الذي يتوقع من شابين العناية بالأطفال لكنها جعلتها كحجة لتأخذهما للعمل في هذه الرحلة , وهي بالإضافة لذلك لا تعجبها طريقة تشاس في العمل.
على كل فصحبة تشاس لها أفضل من بقائها وحيدة وتعتقد أن أوليفر سيستاء إذا وجدهما سوية , ربما عندها يعرف انه باستطاعتها عمل تجارب هي ايضاً.

Rehana 04-02-23 08:43 AM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل السابع )
 
سحبها تشاس قائلاً :
- ما رأيك في اقتراح , ألا وهو ان نمضي الأمسية لأننا لن نغادر إلا في الصباح .
ترددت لوريل وهي تقول :
- لست متأكدة , لندع هذا الأمر لوقته فلا احد يعلم ما قد يحدث.
ابتسمت ابتسامة عابثة وقالت :
- فربما تسأم مني حتى المساء .
- أشك في ذلك .
لم تكن متأكدة من أنها انزعجت أم لا من نظراته إليها , فنظراته تشبه نظرات زوج أمها وارتعدت لدى تذكرها هذا , فهل كل الرجال كذلك؟ جشعين وأنانيين , ولم يعد تشاس يذكر موضوع ذهابهما لعشاء, كانت لوريل تشعر بالملل بصحبته وقد كانت كلماته غير مهذبة احياناً. وكان بين الحين والآخر يطلق نكاته التي لم تضحكها أبداً. وعند عودتهما إلى الساحة كانت قد اكتشفت انها امضت كل الأمسية مع شاب وهذا ما لم تفعله في حياتها من قبل. واخذت تقارن بينه وبين أوليفر , تشاس لا يثيرها أبداً وارتعدت عندما تذكرت هذا , سألت نفسها لماذا هذه المقارنة ؟ فإن أوليفر سافج لا يعني لها شيئاً على الاطلاق, وهاهي تمضي امسيتها بصحبة شاب لا يثير فيها مشاعر الرعب والغضب.
كانا آخر من وصل إلى الساحة , وفجأة احاطها تشاس بذراعيه مما اثبت لها ان صحبته أفضل بكثير من صحبة أوليفر , ولم تعترض على فعل وشاهدها الجميع وهي محاطة بيد تشاس وهما يقتربان منهم .منتديات ليلاس
علق أوليفر ببرود:
- لقد تأخرتما , لقد انتظرتا طويلاً.
قاطعته اليزابيث بمرح:
- لم يتأخرا سوى خمس دقائق يا أوليفر فلا تجعل منها مشكلة , لقد اخبرتك انه لم يحصل شيء لهما.
وافق تشاس وهو يعانق لوريل قائلاً:
- هذا صحيح , فلوريل كانت في أمان بصحبتي ولذلك ستدعوني على الطعام والشراب هذا المساء , أليس كذلك يا لوريل؟
كانت على وشك ان ترفض عندما شاهدت الكتب النفسية المكدسة على مقعد سيارته , إنه يستعملها لينفذ إلى اعماقها , لقد اشتراها أوليفر الآن وأنفق مبلغاً كبيراً من اجل هذه الكتب ولكن لن تفيده في شيء فلقد أضاع ثمنها هباءً, فهي لن تدعه ينفذ ما يريد.
وسألها أوليفر وهو يكاد ينفجر غاضباً:
- أصحيح هذا ؟, هل تخططين لقضاء السهرة معه؟
قالت لوريل بمرح :
- نعم هذا صحيح.
ودهشت من نفسها وهي تنطق هذه الكلمات , فهي تعلم انه يرفض ذهابها . ولكن هذا أعطاها سعادة لا توصف لتهزمه خصوصاً عندما عرفت لم لا يريدها ان تذهب , لأنها بالنسبة له نموذج للتجارب ,لذا لا يريد ان يتدخل أحد في تجاربه ونتائجه التي يعمل من أجل كتابه , وكل ما قاله هو :
- أرجو فقط ان تعرفي ما الذي تفعلينه .

Rehana 04-02-23 08:44 AM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل السابع )
 
وأضاف بعد حين بصوت بالكاد سمعته :
- انتبهي لوريل , اذا أردت ان تطوى السنين وراء ظهرك فهذا ممكن ,ولكن لا تتخلصي من مشكلة فتقعي بغيرها , فأنت مازلت في الخطوة الأولى وأنت لم تتعلمي بعد ما يجب ان تفعلي في أمور الحب, وأنا أكره أن أراك تسقكين على وجهك.
اقتراحه المزعوم عن خوفه عليها جعلها تحس بالغيظ.
وردت بعذوبة لتستفزه :
- إذا حدث هذا فسيكون تشاس بجواري ليلتقطني أليس كذلك؟
ونظرت إليه فرأت في وجهه علامات قسوة لم ترها من قبل.
وقال :
- ربما لم يكن زوج أمك كاذباً بعد كل هذا.
ثم أضاف :
- ربما أنتِمن تطلبين هذا !
لقد كانت الساعة السادسة قبل ان يغادر الجميع متجهين لمنزل المزرعة , وقررت أخت اوليفر السفر باكراً فوعد تشاس انهما لن يتأخرا في الخارج .
وسألها تشاس بكآبة:
- آرليز ليست تماماً باريس أليس كذلك ؟ , فأنا أتوقع ان تغلق جميع المحلات في العاشرة.
إنها وحيدة مع تشاس , لم يكن يتوجب عليها ان تتحدى اوليفر عندما رفض هذه الفكرة وتغيرت ملامح وجه تشاس اقترب منها وأراح يده على كتفيها بتودد , لم تتوقع ما فعله ولم يعجبها ما فعل فابتعدت عنه كردة فعل فأمسك بها بقوة ورفع حاجبه قائلاً:
- لم اعتقد انك سيدة محافظة وأنت تعيشين مع رجل مثل سافج.
قالت له بانقباض :
- أعيش معه ؟ أنا فقط سكرتيرة وهذا كل شيء , اظن أنك تحمل فكرة خاطئة .
وقال لكسل :
- آه, لا اعتقد هذا , وأنا متأكد من هذا , على أي حال يمكنك أن تقولي ما تشائين , فقد كان من الواضح ان اوليفر لا يرغب بقدومك معي هذه الليلة , فلا يمكن لرجل ان يتصرف هكذا مع امرأة إذا لم يكن هناك شيء خاص بينهما .
واجابت بتصلب:
- اوليفر كان فقط ... يهتم بي.
هز رأسه قائلاً:
- بالتأكيد هو يهتم .
ضحك بخشونة وأضاف :
- نعم فهو خائف ان يصطاد احدهم بماء يعتبره ملكه , يجب ان يعلم ان الفتيات في وقتنا هذا لسن لرجل واحد, أليس هذا صحيحاً؟ وسأثبت هذا .

Rehana 04-02-23 08:45 AM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل السابع )
 
وانفجرت قائلة :
- هذا ليس صحيحاً انت مخطئ تشاس , أنا سكرتيرة اوليفر ليس إلا .
- هل الأمر كذلك , فيماذا تفسرين اضاءة نور غرفة واحدة في البيت عند قدومنا ليلة أمس , لم يكن في البيت كله ضوء إلا في غرفة نومك, هل تعرفين هذا ؟
وفهمت لوريل ماذا يقصد وعلمت انه من غير المجدي محاولة افهام هذا الشخص ما قد حدث. وعلى كل هذا ليس من حقه .
واجابت بثبات :
- لا , ولا ان اشرح لك , تشاس اعتقد ان علينا ان نعود للبيت الآن .
قال بوحشية :
- وأدع العم اوليفر يعتقد انك فضلته عليّ؟ لا لن يحدث هذا يا صغيرتي , فأنا أتشوق ان اسمع ان الخال اوليفر الغالي متحرق. اظن انه قد فقد غروره الآن وبالاضافة لهذا فسنمضي وقتاً ممتعاً.
شعرت لوريل بالإعياء , فقد كان اوليفر على حق حين حذرها من تشاس .
وقالت بارتعاش:
- شكراً لا ارغب بهذا , فأنا افضل ان اذهب الى البيت .
ضاقت عيناه وهو ينظر إليها , وتشنج فمه واحست بغريزتها بالخطر من نظرته الملتهمة , وتحرك بسرعة متجهاً نحوها ووبخها قائلاً:
- ما الأمر أتخافين ان لا أكون كريماً مثل سافج .
من الواضح انه لن يرجعها إلى البيت وأخافها هذا التفكير . كان يجب ان يأكلا ويغادرا فوراً وكان عليها ان تمنعه من أن يشرب .
عندما غادرا المطعم كانت الساعة العاشرة , وكان تشاس لا يزال يرغب بالبحث عن نادٍ او حانة, لكن لوريل أصرت على العودة للبيت.
ووافقها وهو ينظر إليها شزراً قائلاً:
- لكن ستسمحي لي بالتوقف في طريق العودة .
وكانا في منتصف طريق العودة للبيت عندما أوقف السيارة بالقرب من طريق المدينة , وكان الجو مظلماً بشكل مرعب والمنطقة منعزلة . وبدأت لوريل ترتعد من الخوف عندما أوقف محرك السيارة والتفت نحوها , وقال لها عندما شاهد توترها :
- اهدئي .منتديات ليلاس
ومد يده ليحيط بها كتفيها وقال :
- لم كل هذا الخوف ؟
اعترضت قائلة :
- ستقلق اليزابيث علينا , فأنت تعلم انها قررت الرحيل غداً باكراً.
وقال بصراحة :
- ستقلق اليزابيث أم تقصدين سافج ؟ ما بالك تخرجين مع شخص وأنتِ تفكرين بآخر , لقد ظننت سنستمتع بوقتنا .
ذكرته لوريل قائلة :
- انت دعوتني على العشاء فقط.
- نعم لكن كلينا يفهم القصد منه .

Rehana 04-02-23 08:45 AM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل السابع )
 
تحدته لوريل قائلة :
- إذاً عليّ ان اتحمل ما سيحصل لي ؟ إذاً أنا آسفة تشاس فقد انتقيت الفتاة الخطأ.
وأبعدته عنها وفتحت الباب وهرعت الى الخارج واخذت تركض وهي تسمع لعناته وأدار المرحك مقترباً منها .
- اصعدي لوريل ولا تكوني تلك الفتاة المحافظة !
وشعرت ان لهجته تغيرت واصبحت أكثر قسوة عندما رفضت طلبه .
وقال لها بعنف:
- ماذا يزعجك , انت تعرفين ما أريد.
احست بعصبية من طريقة كلامه معها ومن نظرته إليها .
وتمنت لو لم تقبل هذه الدعوة وتمنت لو لم تر هذه الكتب مع اوليفر, لو لم تفعل لكانت الآن
في بيت المزرعة تشعر بالأمان . وأقلقتها هذه الفكرة واحست بانقباض في معدتها , وتملك نها الرعب لكن قبل أن تصحو مما هي فيه اقترب تشاس بالسيارة منها بغضب وأثار زوبعة من الغبار حولها , وصرخ بها محذراً قبل ان ينطلق بالسيارة :
- انت تريدين سافج إذا دعيه يأتي ويصطحبك الى البيت .
من المؤكد انه لا يعني انه سيتركها هنا , ولفترة اخذت لوريل تمعن النظر عسى ان تراه يعود ليصطحبها للبيت لكن أضواء السيارة كانت قد اختفت في طريق آرليز وليس في طريق بيت المزرعة . وتركها وحيدة , لا تعلم كم يبعد البيت عنها . واخذت تبلع لعابها واحست بألم في حنجرتها من الرعب المحيط بها . وحاولت ان تبعده عن تفكيرها لكن بلا جدوى , واطلقت العنان لأفكارها , لحسن الحظ انها اختارت ان تلبس صندلاً مريحاً واخذت تتثاقل في مشيتها , وتسير في اتجاه البيت لابد ان تجد من يساعدها.
في البداية كان الجو مليئاً بأصوات غريبة, مرعبة لكن عندما انصتت السمع ذهب خوفها وعرفت ان العاصفة قد ذهبت وتركت نسمة عليلة تحمل رائحة الاعشاب. وفجأة سمعت صوت سيارة تقترب منها , فأخذت تبتهل ان يكون اوليفر الفراري وايضاً لم تتجه نحوها بل انعطفت باتجاه مغاير قبل ان تصل لها .
استغربت من نفسها لماذا فكرت باوليفر وهي في هذه الظروف والأغرب من ذلك انها احست بعواطف كثيرة, مرح , وسعادة.
جلست لوريل فجأة وهي ترتعد وترتجف كردة فعل على معرفتها الحقيقة . وحاولت ان تحلل مشاعرها ولماذا تمنت ان تكون ان تكون السيارة لاوليفر اعترفت انها تشتاق لرؤيته يتقدم منها ويأخذها بين ذراعيه ويجعلها تحس بالأمان.
وتضاربت مشاعرها , احست بغربة وهي بعيدة عنه فعالمها الداخلي انقلب رأساً على عقب.
جاءت مع اوليفر بهدف محدد هو الانتقام منه وجعله يتألم كما فعل بها وعليه ان يتحمل كما تحملت ولكن على العكس... على العكس إنها الآن في خطر من أن تعاني أكثر من قبل, لأنها الآن واقعة في حبه وتعرف انه لا يبادلها نفس الشعور.
نعم إنها تحب اوليفر ! إنها تعترف بهذا واعترافها يجعلها تحس بالأمان , والآن كثير من الاشياء اصبح لها تفسير بعد ان اعترفت بحبه.

Rehana 04-02-23 08:46 AM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل السابع )
 
والآن لا تحس برغبة أبداً في قراءة تلك المقالات لكن يجب عليها ان تفعل , حبها له يجب ان لا يمنعها من اداء مهمتها التي أتت من أجلها . فحبها له لن يغير من الأمر شيئاً , يجب عليها تحقيق هدفها ... يجب.
لكن كيف ؟ إنها تشعر بالاشمئزاز مما ستفعله , وضميرها يعذبها مما سيحدث , والآن لديها مهمة أخرى هي ان تقمع حبها له , كبرياؤها يمنعها بينما قلبها يهمس لها بشيء مختلف , ومشاعرها تشجعها على ان تكون مع اوليفر لا للانتقام بل لسبب بسيط لكونه الذي تحب, لقد كانت تعيش بمرارة , مقيدة بالماضي فلم تكن تعي شيئاً عن مشاعرها , وكل دقيقة قضتها مع اوليفر كانت تجعل الأمور تسوء أكثر, لقد عرفت هذا كله الآن .
فحنانه واهتمامه , وأسئلته كل هذه الأشياء ردت لها الثقة بنفسها .فأصبحت أكثر رقة وحساسية , مع انها حاولت ان تخفي هذه الحقيقة عن نفسها بتغطية حساسيتها وحبها بالغضب.منتديات ليلاس
وضع لوريل الذي هي فيه ومشيها المتواصل جعلها تسترسل بأفكارها وتركز على نقطة ألا وهي حبها له , متى بدأ؟
هل يا ترى لهذا الحب أساس وجذور في قلها منذ وثقت به وخدعها ؟ وهل ماتت بذور الحب طيلة هذه المدة حتى يعود للظهور بحياتها يبعث الحياة فيها من جديد ؟ هل حقاً دفنت مشاعرها الحقيقة بتجميدها لكي لا تتعذب من جديد؟
وعندما التقيا انطلقت هذه العواطف على السطح وتكسر الجليد الذي منعها من الظهور طيلة هذه المدة .
لكن يجب ان لا تسمح لهذا الحب ان يستمر في قلبها .يا إلهي لو علم بماذا تشعر ! فسيكون يومه المشهود.
وفجأة تذكرت دفتر ملاحظاتها إذا قرأه فسيعرف , وعادت ترتعش. عليها أن تسرع بالابتعاد عنه .
يجب ان تفعل هذا . فلن تثق بنفسها بعد الآن , واحست بغصة في حلقها , سيستغل هذا ضدها بينما هي مشغولة بحبه , حتى انها لم تستعمل السلاح التافه الذي وجدته ضده , من أجل كبريائها عليها ان تنفذ خطتها لنهايتها .
عنفت نفسها بقسوة , عليها ان تنسى الماضي وتبدأ من جديد. ولكن كيف يمكنها ان تفعل هذا ؟
وتوقفت من جديد ودهشت لهذا الشعور المكبوت داخلها بالانتقام , إنه شعور همجي , فمن قال لها إنها إذا انتقمت وعذبت اوليفر ستتحرر من الماضي ومن كوابيسها ؟
لم تفكر في حياتها انها مخلوقة خرافية لكن هذا التفكير البدائي كما يفعل أفراد القبائل الذين يستعملون هذا الاسلوب ولا يعلمون انهم بمعاقبة من ظلمهم إنما يعاقبون انفسهم . وبمعاقبتها لاوليفر ستفتح جرحها القديم بيدها وستكون متضررة أكثر منه لأنها تحبه .
يا إلهي , عليها ان تهرب إذاً , إذ لم تفعل فستكون غبية تخدع نفسها , وستضعف لأنها بحاجة له .ببطء وبطريقة آلية تحركت وأفكارها لا تزال مشوشة , لم يكن هناك ما يدل على وجود أناس في المنطقة , وتذكرت ان الطريق من آرليز إلى البيت مهجور وتذكرت انها عبر الطريق لم تر أي أثر للحياة .
كم بقي لها حتى تصل للبيت ؟ هل عاد تشاس ؟ وكيف فسر لهم سبب غيابها ؟ لماذا لم يأت أحد للبحث عنها ؟ وأحست بالضعف الشديد, واخذت الأفكار المتواصلة تضج في رأسها حتى سقطت على حافة الطريق من الاعياء , ووضعت كفيها على رأسها واخذت تضغط عليه بقوة , وكان رأسها ينبض بألم شديد ومع كل هذا لم يتوقف تدفق الأفكار إليه .

نهاية الفصل

Rehana 07-02-23 08:02 PM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل السابع )
 
الفصل الثامن

استيقظت لوريل من نومها واحست بالرعب عندما اكتشفت انها نامت على قارعة الطريق والغبار يغطيها , وشعرها مبعثر وملابسها قذرة .
وبدأتالسحب تغطي السماء , اخذت لوريل ترتجف بسبب النسمة الباردة التي هبت .
لِمَ لم يأتِ أحد للبحث عنها ؟ لابد ان يكون تشاس قد عاد للبيت , وحاولت تحريك قدميها المتبعتين , بدأ البرد يشتد وهذا ما جعلها تهم في السير , لا يمكن ان تنظر من أحد ان ينقذها في هذا الجو .
مشت نصف ميل قبل ان تكتشف ان المنزل يبعد خمسة أميال أو أقل . هدأ السير من اعصابها المتوترة وجعلها تحدد مشاعرها تجاه اوليفر , إنها تعلم انها تحبه لكن لماذا ؟ ألأنها وثقت به مرة وهي مازالت مراهقة ؟
لا, لا يمكن ان يكون لهذا تأثير , لكنه غامضاً بالنسبة لها .
ست سنوات تحمل له الكره , لو علمت ان هذا سيحدث لما فجرت عواطفها نحوه واطلقت لها العنان .
شخصيته القوية لها تأثيرها فهو مستمع جيد ومتفهم .
إذاً طيلة هذه السنين لم يكن كل ما تحمله تجاهه هو البغض, بل خبأت شيئاً ما في قلبها ألا وهو الحب. والأدهى من هذا انها لا تشعر بالخوف معه كما اعتادت ان تحسه تجاه الرجال , ومع ذلك تتخيل احياناً انها ترى زوج أمها فيه , لكن اوليفر نفسه اقنعها ان ليس كل الرجال هم زوج أمها .

Rehana 07-02-23 08:03 PM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل السابع )
 
أقنعها ان لا تحاف من الحب ولا تشمئز من جنس الرجال عندما يقتربون منها . وفعلاً عندما اقترب منها كانت تريده أن يبقى بقربها .واحست بألم يعتصر قلبها لقد احست بالانجذاب نحوه .
راشيل قالت لها مرة إن هذا سيحدث معها في يوم من الأيام لكنها لم تصدق هذا الكلام ولم تتوقع ان يحدث بالفعل.
اما الآن فهي تصدق راشيل , فاوليفر أمامها أمامها شخص حي وليس من وحي الخيال , إنه حنون في تعامله ومهتم في تعامله ومهتم بها , إذاً راشيل صادق.
حتى في اللقاء الأول بينهما لم تلمس فيه الفظاظة , مع أن الأحداث التي تلت هذا اللقاء جعلتها تدرك ضعف تقديرها للأشياؤ وهي في هذه السن الصغيرة مما أدى إلى فقدان الثقة في نفسها . لكن هو لا يحبها بل يستغلها فقط . والآن ومادامت لديها كبرياء عليها ان تبتعد عنه قدر المستطاع وبأقرب وقت ممكن .
فقد عرفت ان حصنها لم يكن منيعاً تجاهه , وانها لن تستطيع مقاومته فلا تزال لديها الرغبة بالبقاء معه , حتى انها تشعر بحميمة وسعادة عندما تتذكر ما دار بينهما وارتعشت لدى تذكرها لمساته واحست بدوخة فعندما يحيطها بذراعيه تصل لأوج السعادة .
وقطع حبل أفكارها صوت سيارة قادمة من ورائها بسرعة هائلة . توقفت واستدارت قليلاً , لم تستطع اخفاء فرحتها بقدوم السيارة الفراري يقودها اوليفر .
اوقف السيارة بعد عدة ياردات منها ما أثار الغبار حولها مانعاً إياها من التنفس, وخطا مسرعاً نحوها , وجاء صوته مهتاجاً:
- اللعنة اين كنت؟ لابد انك ستسرين عندما تعرفين اني امضيت الليل في آرليز , أسأل في كل الباراتالقذرة التي عثرت عليها . كنت خائفاً ان يجبرك تشاس على الذهاب معه إلى تلك الأماكن , ولمجرد النظر إليكِ الآن استطيع ان اخمن انه قد فعل, وبما أنك قررت تمضية ليلتك مع صديقك لا ان تدعني اكتشف هذا بنفسي , عرفت هذا عندما اتصل بنا تشاس وأبلغنا انه لن يعود للبيت بل سيلتقي بأختي في ماربيلا, واستطيع الآن ان أشكرك انك قررت العودة إلى البيت أخيراً وبعد ليلة واحدة فقط , فيبدو انكما كنتما مشغولين .
سألته لوريل بذهول :
- تقول ان تشاس اتصل من آرليز ؟ لكن ...
اجاب بقسوة :
- نعم اتصل الساعة الثانية صباحاً بعد ان كنت على وشك ان أفقد صوابي من شدة القلق!
- هل كنت فعلاً قلقاً ... عليّ؟
- اسمعيني جيداً لا تلعبي مثل هذه الألاعيب معي لوريل ! بالتأكيد كنت قلقاً عليك, ربما تكونين ناضجة لكن لو كنت عرفت رجلاً قبل تشاس لما كنت تفاجأت . لكن تصرين على الذهاب مع رجل مثل تشاس وأنتِ لا خبرة لك فهذا شيء لا يعجبني .منتديات ليلاس
- اوليفر لم أكن مع تشاس , لقد تشاجرنا فتركني و ...
- اسمعيني لوريل أنا لست والدك , لذا لا داعي لأن تكذبي , إذا كنتِ تريدين تشاس فهذا شأنك ولكن لا تحاولي المخادعة !

Rehana 07-02-23 08:03 PM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل السابع )
 
نظر إليها بغضب لم تره من قبل في عينيه , لكنه معذور فيما يفعل فقد ذهب باحثاً عنها إلى آرليز وعاد هو يبحث عنها , لكنها استغربت انزعاجه المفرط , ربما اعتقد ان علاقتها بتشاس ستفسد تجاربه عليها .
وقال لها مشكراً :
- اصعدي إلى السيارة .
لم يحاول الاقتراب منها , لم تعلم لوريل لماذا لا يفعل ربما يخاف من ان يؤذيها لو اقترب منها الآن او لا يروق له هذا وهو في هذا الوضع من الحنق.
وبالكاد تحركت لوريل من مكانها ودخلت السيارة عندما تقدم اوليفر وصفع الباب ودار بسرعة حول السيارة وجلس وراء عجلة القيادة. جلس هناك ولم ينطق بحرف أدار المحرك, وانطلق بسرعة كبيرة وبعد أقل من عشرة ياردات وبشكل مفاجئ توقف, فتقوقعت لوريل على نفسها وتوقعت ان يأمرها بالنزول من السيارة والعودة سيراً على الاقدام , ولكن على العكس فقد اقترب منها وانحنى عليها , وااحظة احست انه تشاس فأجفلت والتصقت بمقعدها , وكم كرهت نظرة السخرية التي ارتسمت في عينيه وقال بصوت منخفض :
- انتِ في أمان لوريل , فلا تخافي , وأنا لا أغازل فتاة في السيارة .
وتفحصها بعينين حادتين , ولاحظ شكلها المزري واخبرها ان آخر شيء يفكر فيه هو مغازلتها .
وأضاف :
- أنا فقط سأسرع قليلاً , تماسكي.
والتقط حزام الأمان وثبته حولها , فأحست للحظات بدفء يديه وهو يقترب منها , وغاص قلبها بين اضلاعها , واحست بنبضات قلبها تصل إلى حلقها , وبدفء يسري في اوصالها, وعلى عكس اوليفر فهي لا تمانع ان يغازلها ولو في السيارة او في السيارة او في أي مكان يريده .
اعترفت بهذا في خجل, فهذه الحقيقة تصدمها ولكن بنفس الوقت تعجبها .
قال اوليفر بسخرية لاذعة :
- لقد عدت لطبيعتي الآن وها أنا أقود بهدوء فأنت لا تأثير لكِ عليّ ... لقد كنت عصبياً أليس كذلك؟
وقال وهو مازال يسخر منها :
- لوريل كنت آمل ان تبقى سليمة من دون أذى فقط لمدة أطول من تلك , لكن من الواضح اني طلبت الكثير.
لكن بما أنك عدت فأنا لدى عمل كثير وعليكِ إنجازه , إذا كنت مازلت تحتفظين ببعض النشاط.
عند وصولها اكتشفت ان اوليفر قد حضر أوراقاً كثيرة عليها أن تطبعها على الآلة الكاتبة , لكن مع أنها غير قادرة على فعل أي شيء سوى النوم وبالرغم من الصداع العنيف الذي شعرت به حتى فترة الغداء فقد علمت بجد.
وبقي اوليفر يعمل في كتابه الجديد , وتبلورت الصورة الآن أمام لوريل عن الشخصية الرئيسية في القصة واحست انه شخص مألوف لديها .
وتساءلت لوريل , هل يستغلها اوليفر ويكتب عنها أن عن شخص آخر . كان الجو متوتراً بينهما اثناء العمل . وكان اوليفر يذرع الغرفة جيئة وذهاباً بلا ملل وبنشاط لم تعهده فيه . لكن احست بأنه غاضب وأفكاره مشوشة .

Rehana 07-02-23 08:04 PM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل السابع )
 
- هذا يمفي لهذا اليوم , اظنك ستمضين امسيتك بالنوم تعويضاً عن البارحة .
وبسبب اسلوبه في الكلام ومضايقته لها , فقد رفضت لوريل ان تذهب الى السرير وعلى العكس لبست المايو وشعرت بالزهو عندما لاحظت ان جسمها بدأ يأخذ اللون البرونزي, مع انها بقيت لا تحس بالراحة من هذا اللباس الحريري , واخذت الروب واتجهت لبركة السباحة .
وعند وصولها إلى البركة اكتشفت ان اوليفر سبقها إليها , وكان يسبح بمهار متجهاً نحوها , لذا كان من المستحيل ان تعود ادراجها دون ان يراها .
نظر إليها وهو يخرج من الماء قائلاً بتكلف:
- لم ألاحظ أنك هنا.
وحاولت جاهدة ان تزيح نظرها عن صدره العريض الأسمر وجسمه المتناسق المشدود الذي كان يقطر ماءً.
- اعتقد انك تحسين بخيبة أمل لوجودي هنا؟ لا تقلقي فلن أقطع عليك حلم اليقظة الذي تعيشينه مع تشاس إذا كان هذا ما تفكرين فيه .
انحنى والتقط منشفته ولاحظت لوريل رجولته الطاغية , مما جعل قدميها ترتجفان .
لو حاولت ان تشرح له ما حصل فلن يصدقها . فحبست دموعها الحارقة واستدارت تبحث عن أريكة لتجلس عليها . ولم تنتبه لوجود اوليفر وراءها فاصطدمت به وتأرجحت وكادت تقع فأمسكها من رسغها وشدها . ولاحظت كم هو أطول منها , فقد كانت حنجرته على مستوى نظرها فأخذت تحدق بها .
كانت ترغب ان تلمسها بأصابعها واخذت الدماء تغلي في عروقها , وتمتمت بكلام غير مفهوم فقال بوحشية وهو يلفظ اسمها :
- حسناً لوريل لا تقلقي فلن ألمسك.منتديات ليلاس
واحست انها على وشك البكاء, وكانت تريد ان تقول له : أنا أعرف هذا لكني أريدك أن ... لكن لا أمل في هذا.
أفلت يدها فاستلقت على الاريكة واحست بدوار فأغمضت عينيها محاولة تهدئة اعصابها لكنها لم تستطع فهي تحس بكل لمسة وبكل حركة منه .
فتحت عينيها بتمهل وشاهدت اوليفر يضع الكريم على كتفيه فبللت شفتيها الجافتين بلسانها , كانت تراقبه بدقة واهتز كيانها وهي تتذكر لمساته لها .
لم تصدق نفسها او تتخيل انها ممكن ان تحس بهذا الاحساس في يوم من الأيام , إن شيئاً ما بداخلها يحرقها ويأرقها .
وسمعته يقول :
- وماذا عنك أتريدين ؟
فتحت عينيها برتدد , كان مستلقياً على منشفة يراقبها .
- انتبهي لبشرتك يا لوريل وإلا ستحترق , أم أنكِ لا تهتمين ؟
وتمتمت قائلة :
- لقد وضعت لتوي بعضاً منه .
فسألها :
- إذاً ضعي بعضاً منه على ظهري لوسمحتِ.

Rehana 07-02-23 08:04 PM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل السابع )
 
وقذف إليها بالزجاجة .
رفضت للحظات ان تتحرك لكن لم لا تضايقه ؟
فتحت زجاجة الكريم ووضعت القليل منه على كفها وببطء وزعت الكريم على بشرته ,كانت يداها مرتعشتين لكنها استعادت رباطة جأشها واصبحت يداها خفيفتين على ظهره .
كانت لوريل مستغرقة بدلك ظهره واحست فجأة بتوتر جسده تحت ملمس اصابعها , سألته بصوت متهدج :
- هل هناك شيء ؟
فاستدار الى الخلف ونظر إليها وقال بسخرية :
- بالله عليك يا لوريل احتفظي بألاعيبك لتشاس, لكن لا تفعلي هذا معي, فأنا لا أحب أن أكون موضع تجربة .
وأضاف بجفاء:
- إما ان يكون تشاس استاذاً جيداً او تكونين أنت تلميذة تتعلم بسرعة , فقد اصبحت خبيرة.
وقبل ان تتكلم , انتصب اوليفر واقفاً وغطس في الماء بقوة وسبح بسرعة , وهي جالسة على حافة البركة تحدق بالماء وتسأل نفسها . ما الذي اغضبه منها , كانت تحضر وجبة العشاء عندما دخل اوليفر المطبخ وقال إنه لا يريد ان يأكل وقال لها باختصار :
- أنا ذاهب الى آرليز , ولا أعرف متى أعود .
أضاف بسخرية :
- لا تنتظريني .
وذهبت وحيدة لغرفتها واخذت تقنع نفسها ان الحب بلا دفء وحميمة وتشجيع يموت في مهده. واخذت تقرأ في دفتر ملاحظاتها وضحكت باستياء وهي تقرأ ما كتبته يا لها من ساذجة , كانت تفكر فقط بالانتقام . كان لا يزال أمامها المقالات التي اخذتها من غرفة الجلوس.
اخذت تقرأها ووضحت الصورة أمامها عن الرجل الذي احبته وتذكرت حنانه ولطفه ورعايته لها . انهمرت دموعها , فلم يبق أمامها إلا القليل لترحل, فكل منهما لديه طريق مختلف عن الآخر , واوليفر دائماً يسئ الظن بها , وبالإضافة لذلك فهو رجل متسلط ومتحيز في تفكيره .
كانت لوريل قد غسلت شعرها ونشفته عندما سمعت السيارة الفراري تعود. قاربت الساعة على الحادية عشرة , سمعت اوليفر يغلق باب السيارة ويعبر الممر ووقف عند الباب واسترقت النظر من نافذتها فرأته يبحث في جيوبه عن المفتاح , وبينما هي تختلس النظر اليه رفع عينيه فجأة إلى أعلى فرأها قبل ان تختبئ وأمرها قائلاً:
- انزلي وافتحي لي الباب, لوريل , فأنا لا اجد مفتاحي.
كانت لوريل قد خلعت ملابسها قبل ان تغسل شعرها فلبست أول شيء وجدته أمامها وكان قميص نوم بيج مخططاً. فهو من بعض الأشياء وجدته أمامها وكان قميص نوم بيج مخططاً, فهو من بعض الأشياء التي اشتراها لها اوليفر , وبسرعة ارتدته وأسرعت تهبط الدرج.
لاحظت لوريل ان اوليفر ثمل فقد شمت المشروب.
قال باستهزاء وهو يراها تحدق به:
- أنتِ بأمان , أنا لست ثملاً , أنا فقط هكذا بسبب بعض المشاكل.
ردت عليه لوريل :
- أنا مستغربة ان يكون عندك مشاكل.منتديات ليلاس

Rehana 07-02-23 08:05 PM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل السابع )
 
وتبعها وهي تدخل المطبخ :
- ولِمَ لا لوريل ؟ ألستُ بشراً؟
واستشفت في صوته مرارة وكان في مزاج غريب لم تعهده فيه.
وسألته بتردد:
- هل تحب ان تأكل شيئاً, لن يأخذ مني وقتاً طويلاص حتى أحضره ...
فقاطعها قائلاً:
- نعم ارجوك فأنا اشعر بالجوع الذي لا يرحم.
وضحك قائلاً:
- بالله عليكِ لا تنظري لي بعينك الكبيرتين البريئتن, فنحن الاثنان نعلم انكِ لم تعودي كذلك والآن اذهبي للنوم قبل ان أتفوه بكلمات نندم عليها سوية !
كانت لوريل تتمزق بين رغبتها بالبقاء واصرارها على الرحيل, لكن الشيء الذي يحيرها هو لماذا شرب اوليفر حتى الثمالة ؟!
ربما هناك شيء يقلقه ويريد ان يريح اعصابه بسبب عمله , لكنها كانت تعلم انه لا يشرب , وخافت من القسوة المكبوتة التي لمستها في داخله, وهي لا تريد ان تكون السبب في تفجير ما بداخله من غضب بلا قصد. كانت على وشك ان تدخل سريرها عمدما سمعت اوليفر يصعد الدرج يدخل الحمام وسمعت صوت خزانة يفتح ويغلق ثم سمعت ياي الحمام يفتح وجاء صوت اوليفر يقول :
- لوريل , هل أجد لديكِ مسكناً للصداع ؟
وتذكرت انها تحمل علبة في حقيبتها وبحثت عنها في الظلام . خرجت إليه فرأته يقف على باب الحمام وقد خلع قميصه وحل رباط بنطاله الجينز فأعطته الحبوب.
لمست اصابعه يدها وصعقت عندما أحست بحرارته الشديدة .
- بالله عليكِ يا لوريل ما الذي تخافين منه .
اقترب منها واخذها بعناق طويل واحست انه يعتصرها بين يديه .
إذا كان بينهما بأنه قد أصبح لديها خبرة فهذا الشعور الغريب الذي تحسه نحوه لم تجربه من قبل.
وأحست وهما واقفان في ظلمة ان في عينيه ألماً عميقاً.
قال لها ببساطة :
- كان عليّ ان لا آتي لهنا الليلة .
وعاد يضمها إلى صدره وحملها لغرفته .
وأخذ يتفرس في وجهها وقد انعكس عليه عليه ضوء القمر الآتي من النافذة , ونبض قلبها بشدة بين ضلوعها ونظرت إليه بخوف, لكنه لم يكن زوج أمها بل أوليفر واخذت تردد اسمه بارتعاش وهي تتذكر الماضي .
وسألها بثبات :
- هل ظننتني بيل , يا إلهي يا لوريل, ما الذي تريدين ان تفعليه بي؟ ماذا عن تشاس هل ...
قاطعته قائلة :
- إنك مخطئ بشأن تشاس, لم يحدث بيننا أي شيء , نحن فعلاً تشاجرنا في طريقنا للبيت فتركني وكان عليّ أن أسير وسقطت على الطريق ونمت ... لم يحدث شيء !

Rehana 07-02-23 08:05 PM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل السابع )
 
واحست برغبة في البكاء , لأنه لن يصدقها . لكن لم تصدق ما تراه , فقد بدا على اوليفر انه يصدقها.
قالت له والدموع تملأ عينيها :
- لم أسمح له بالاقتراب مني , لم يكن لدي الفكرة عما سيفعله .
- ولهذا امضيت ليلتي باحثاً عنك , والآن عليكِ ان تعودي لغرفتك.
وأضاف وهو يحتضن وجهها بيده :
- يوماً ما ستقابلين الرجل الذي يستطيع ان ينسيك بيل وكل شيء عداه .
حاولت ان تنطق وتقول له إنها وجدت هذا الرجل, لكن اوليفر بالتأكيد لا يرغب بحبها , وقد فعل ما فعل لأنه ثمل فقط.
وتمتم قائلاً وهو ما زال يحدق بها :
- ما رأيك ان تبقي معي هنا ؟
وخفق قلبها من الخوف, لو فعلت هذا فهل ستستطيع ان تقاوم حبها له وعرفت الجواب.
- أنا ...
اجابها بظرف :
- لا بأس , فأنا لن أضايقك لوريل.
واعترتها خيبة أمل كبيرة , إنها تلعب بالنار وسوف تحرق نفسها إذا استمرت هكذا .
إنها تحب اوليفر لكنه لا يحبها , وستكون حمقاء لو بقيت معه ولو لدقيقة واحدة , فهي غير محصنة بعد مما سيحصل .
فقال بصوت مخنوق :
- يستحسن ان تذهبي الآن , أنا ...
وأضاف بجفاء :
- لقد تسرعت فقط يا لوريل , يمكنك ان تعرفي لم اعتقدت هذا بك وبتشاس , لقد كان واضحاً من نظراته لك منذ اللحظة الأولى للقائكما .
وللمرة الثانية لاحظت لوريل نظرة الألم من عينيه , كانت تود الإسراع بالخروج من غرفته قبل ان تعبر عمايفيض به قلبها . كانت تريد ان تعانقه وتترجاه ان يحبها , لكنها إن فعلت سيعرف ويكتشف ضعفها وهذا ما لا تطيقه .منتديات ليلاس
قال بصعوبة :
- بالله عليكِ يا لوريل اخرجي حالاً , وإذا لم تكوني تريدين أنتِ, فأنا أريد ان أنام .
لقد عاملها على انها طفلة صغيرة مع أن الذي تحسه تجاهه لا تشعر به إلا امرأة ناضجة .
ولأول مرة تحس بالأرق على الرغم من الاعياء والتعب الذي تحسه في كامل جسدها لكن حميمية وألفة اوليفر تجاهها جعل النوم بعيداً عنها .

نهاية الفصل

Omshahd 10-02-23 07:01 PM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل الثامن )
 
منتظرين الباقي

Rehana 18-02-23 10:54 AM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل التاسع )
 
الفصل التاسع

وفي الصباح نزلت لوريل ولم يبدو ان اوليفر موجود , أتى اوليفر من الباب الخلفي للمطبخ بينما لوريل تحضر ابريق القهوة . كان شعره مازال رطباً , وأزرار قميصه مفتوحة عند أعلى صدره , لأول وهلة جمدت لوريل في مكانها وهي تسترجع في ذاكرتها ما حدث بالأمس.
وفجأة تغير لون وجهها وبدا الاحمرار على وجنتيها .
ابتسم اوليفر باستهزاء وسحب كرسياً وجلس عليه وأخذ يتناول فطوره .
لابد انه قد لاحظ سذاجتها ولذلك هو يسخر منها . فما اعتبرته لوريل حدثاً هاماً وخطيراً في حياتها كلها , اعتبره هو اختباراً لردة افعالها .
وبشكل غير متوقع أدارت لوريل ظهرها إليه وشغلت نفسها باعداد القهوة , وتمنت ان لا يكون اوليفر قد لاحظ مدى تأثيره عليها .
وسمعت صرير كرسيه وهو يسحبه إلى الوراء ويقف , توجه نحوها وأدارها إليه قائلاً:
- لوريل لم يحدث أي شيء بالأمس تخجلين منه , أنا أفهم أو استطيع أن أخمن ما تحسين به وخصوصاً بسبب ما قلته صباح أمس , لقد كنت مخطئاً في حقك لوريل , لقد غلطت أليس كذلك؟
وقال لها وهو يتفحصها بلطف مما جعلها راغبة بالبكاء:
- لقد كنت صارماً معكِ وكان يجب ان أفهم. منتديات ليلاس
- لقد كنتُ فقط أعاني من الانهاك بسبب السير الطويل, أليس كذلك؟
أكمل عنها اوليفر :
- ليس بسبب كونك مع تشاس ليلة أمس.
وتصلب وجهه وهو يقول:
- ما أريد معرفته هو ما الذي يقصده الأحمق بتلمحيه أنك كنت برفقته ؟ وعندما أفكر ما كان يمكن ان يحدث أكاد أجني من ...!
- لقد كان غاضباً جداً عندما ...
قاطعها قائلاً:
- عندما رفضت ان يغازلك ؟
ابتسم بخبث:
- لكن استطيع ان أتخيل خيبة أمله .
اوليفر يعرف تماماً الاحساس بخيبة الأمل من الشريك الآخر , وأضاف :
- وهو ايضاً لا يعرف الظروف التي مررت بها فهو اعتقد ببساطة انك سجارينه في غزله , ومع ذلك فقد تصرف كصبي في الثامنة عشرة من عمره , وهذا لا يغتفر . كان يجب عليه ألا يدعك , وعليه أن يعرف انه محظوظ لأنه في مكان لا تطوله يداي !
نظر اوليفر بعبوس إليها وهي تضحك بعصبية :
- أظن أنكِ تعتقدين انني وبعد ليلة أمس لا عذر لي في انتقاد تصرفات الآخرين .
أدار ظهره إليها, ووقف عند النافذة وأخذ ينظر لبعيد واضعاً يديه على خصره :
- أريد ان نتحدث عما حدث يالأمس , أريد أن أشرح لك ...

Rehana 18-02-23 10:55 AM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل التاسع )
 
قالت بعصبية :
- لا , لا لزوم لذلك , فأنا أقدر , صمتت قليلاً وتابعت :
- لقد حدثت الأمور بسبب ما حدث لي في الماضي , وبسبب...
وكادت ان تقول وبسبب حبي لك لكنها توقفت .
وقالت له :
- ماحدث كان شيئاً حتمياً.
- أنا مسرور أنكِ استوعبت الموقف منطقياً.
وظل واقفاً عند النافذة مديراً ظهره إليها , واحست لوريل بالانزعاج من السخرية التي لمستها في صوته , لقد كان يشوب صوته غضب مكبوت يكاد يخنقه .
ولم تفهم السبب الذي أثاره منها . هل كان يريد منها ان تعترف له بأنها تعرف السبب الحقيقي لمغازلته إياها ؟
وبدأت تشعر بالاعياء هل يفكر ان يكتب ما حدث بينهما في كتابه ؟ وعنفت نفسها بقوة لعدم تمكنها من الصياح في وجه أمرة إياه بالتوقف عن استغلالها , لكنها لن تستطيع مواجهة المصير المحتوم وهو رؤية نظرة الرضا بادية في عينيه لوفعلت هذا .
هل لها الحق في ان تشعر بالخداع والألم منه؟ لكن اوليفرلم يقل ولو مرة واحدة انه يشعر تجاهها بأي شيء.
لم يجبرها أحد على الارتماء بين احضانه , ربما كانت متلبدة العواطف, ومكبوتة الأحاسيس لكنها ليست غبية , فهي تعرف ان لدى بعض الرجال احاسيس صافية وحقيقية .
قوال لها :
- هل اخبرتك ِ أني سأذهب غداً إلى نيس وحدي.
واضاف وهو يستدير ليواجهها :
- سأمضي يومي كله هناك.
- إذاً لديك ما تمليه عليّ اليوم .
واستغربت لوريل من نفسها لقدرتها على ضبط مشاعرها والتحدث معه بصوت طبيعي , بينما قلبها يقطر ألماً.
ما الداعي لذهابه إلى نيس؟ ليرى امرأة ما؟ لكن لا يجب عليها أن تسأل هذا السؤال . اوليفر رجل كامل ولابد ان يكون هناك امرأة دائمة في حياته وهي ليست إلا بديلاً مؤقتاً .
وقال لها :
- لا اظن هذا , فمازال عندي ما أفكر فيه لذا لا شيء عندي لأمليه عليك , وقد أثبت سرعتك بالكتابة .
حاولت ان تبتسم وقالت وهي تعتقد انه يمازحها :
- هذه الآلات سريعة وعملية في الطابعة .
لكن لوريل داخلياص كانت تحي بكرب كبير, وساد صمت طويل بينهما . كان في خلاله يحتسي كوب القهوة التي سكبتها لوريل له . قطع اوليفر الصمت فجأة قائلاً:
- لوريل , هل شعرت به ليلة أمس عائد إلى مشاعري , وحدي أم انه يوجد فعلاً ألفة بيننا ؟
واحست بالحرارة تتصاعد إلى خدها , كيف يجلس هادئاً ويناقش ما حدث وكأنه يكتب فصلاً في كتابه ؟
وقالت أخيراً :
- لست متأكدة مما تعنيه , أنا ...

Rehana 18-02-23 10:56 AM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل التاسع )
 
وقال بنفاد صبر وهو يقف ويستدير ليرى وجهها :
- ما أعنيه هو أنكِ تحاوبت ِ معي بملء ارادتك أم ...؟
وتضاربت الأفكار في رأسها ,هل عليها ان تكذب وتقول إنها كانت تتظاهر ؟ وماذا لو عرف انها تكذب عندها سيعرف سبب كذبها.
ونطقت أخيراً قائلة :
- لم أكن أتظاهر , لكن ...
- لكن يجب عليّ ان لا أُسي فهم مشاعرك أليس كذلك؟
لا تقلقي لوريل, لقد كان احساسك صادقاً وهذا ما يجعلني مسروراً أنك جربت هذا الإحساس , لأن هذا سيجعلني أريح ضميري ولو قليلاً من الذنب الذي حملته على عاتقي تجاهك .منتديات ليلاس
وقال بغموض :
- حتى ولو أصبح هذا سلاحاً ذا حدين .
وأضاف بصراحة :
- لوريل يجب ألا تجعلي من أحاسيسك الصادقة , فهذه نعمة لك ولمن تحبين فلا تحاولي تجاهلها. لقد عانيت الكثير طوال السنين الماضية وانت تعتقدين انك امرأة متلبدة العواطف, لتهربي من المواجهة والمرأة متلبدة العواطف, لتهربي من المواجهة والمرأة يجب ان تقدر هذه الهبة وتعتبرها أغلى شيء , خصوصاً إذا ترافقت مع الحب.
وأضاف بحزن :
- ما أريد قوله هو أنك الآن في عمر يسمح بالاختيار الصحيح, ولكن هذا لا يمنع انك مازلت رقيقة وحساسة ويمكن ان تكسري بسهولة إذا قابلت يدين قاسيتين , أبدو وأنا أتكلم كأنني أب من العصر الفكتوري ينبه من خطر الوقوع في الهاوية .
وذكرته لوريل بعصبية قائلة :
- لكنك لست أبي ألا تذكر ؟
وللحظة احست لوريل ان جملتها تركت أثراً عميقاً في نفسه , مما جعلها تحس انها صدمته بقولها هذا .
وتوتر الجو بينهما , لم تستطع لوريل الاحتمال أكثر من هذا .فهرعت لوريل خارجة من الغرفة وهي تبكي وتركت اوليفر واقفاً يحدق بها .
وفكرت بطريقة صبيانية ليذهب بتفكيره الى حيث يحلو له, ولساعة كاملة ظلت لوريل جالسة تطوق ركبتيها بيديها وهي تحدق في الخارج بهذه المنطقة الريفية , وسألت نفسها هل مازال يظن انها فتاة في الثانية والعشرين , حساسة وسريعة الغضب؟
هل لا يزال يراها هكذا ؟ اذاً هو لا يرى فيها امرأة بل ظفلة صغيرة .
وازداد التوتر بينهما طيلة اليوم , وكان اوليفر بمزاج غريب, ساخراً تارة وصامتاً اخرى .
لم تفعل لوريل شيئاً صحيحاً, وبعدة مناسبات كان اوليفر يحرجها بتعليقاته حتى تصل لدرجة البطاء , لكنها لم تكن ترد عليه .
هل يسأل نفسه ما شعورها تجاهه؟ هل يظن انها متعلقة به بغباء وهو يحاول ازاحتها عن طريقه؟
لم ترغب لوريل بإتمام طعامها الذي صنعه اوليفر, وتقلصت شفتاه بعصبية عندما شاهد كمية الطعام التي صنعها والكمية القليلة التي تناولتها , وعندما سمعها تقول بتكاسل :
- لست جائعة .
ازدادت عصبيته , لم تلاحظ لوريل كمية الشراب التي تماولها اوليفر بعد العشاء, كان يبتلع الشراب بشراهة .
وتذكرت لوريل كيف كان يعود زوج أمها الى البيت وهو ثمل.

Rehana 18-02-23 10:56 AM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل التاسع )
 
قال لها بصوت حاد عندما لاحظ تعبير وجهها :
- لا داعي لأن تنظري إلي بهذه الطريقة, فأنا قادر على شرب كميات كبيرة منه ولا يكون له تأثير عليّ, أم تعتقدين انه بسبب هذا الذي أشرب سيتكرر ما حدث بالأمس ؟
وقال بسخرية صدمتها :
- عليك ان تتعلمي أشياء كثيرة , فعندما يشرب الرجل ليتشجع ويغازل امرأة , نادراً ما تكون من أجل اعادة تجربة ماضية !
مشى اوليفر يخطى واسعة عبر غرفة الجلوس وأدار مسجله من الطراز الحديث. وعلى عكس ما توقعت لوريل ان تستمع لأنغام هادئة , فقد انطلقت اصوات صاخبة وقوية .
وبخها بسخرية عندما رأى عبوسها :
- وضعت هذه الموسيقا لتلائم مزاجي, لكن إذا كنت لا ترغبين ...
ارتجفت لوريل وهي تقول :
- سأذهب مبكرة الى النوم فأنا متعبة .
وتوقعت ان يرد عليها بسخرية , وعندما أدارت لوريل رأسها نحو اوليفر وجدته يحدق بالكأس بعبوس ويديره بهدوء بين يديه.
التقطت لوريل الكتاب الموجود على الكرسي أمامها بشكل عفوي , لم تكن متعبة او تشعر بالنعاس , لكن كانت تريدأي شيء تقرأه ليساعدها هذا على النوم , وربما على طرد الذكريات المرعبة التي تنبت بذوراً كأسنان التنين تعذبها وتمزقها .
عندما وصلت لوريل الى غرفتها اكتشفت ان هذا الكتاب هو من ضمن الكتب التي اشتراها اوليفر من آرليز . كان مكتوباً بالانكليزية . كاتبة علم نفس , ولفضولها اخذت تقرأ المقدمة, وتغيرت ملامح وجهها عندما اكتشفت ان الكتاب يعالج مشكلة مرت بها لوريل نفسها .
كان الموضوع الأساسي يناقش قضية الإنسان عندما يعاني طيلة فترات حياته . ( الطفولة - قبل المراهقة - سن المراهقة ) وهذا ما ينطبق عليها هي , والكتاب كان يعالج الأزمات التي يمر بها الشخص في حياته الخاصة . والتي ترجع اسبابها لسيطرة وتحكم الماضي عليه . وكثير من المواضيع يعالج قضية العلاقات غير الشرعية , والبعض عن قضايا اغتصاب وكانت لوريل ترتجف وهي تقرأ هذا الكتاب كأن بها مرض.
لقد أعادها كل سطر بل كل حرف إلى الماضي, بقيت عيناها مسمرتين على الكتاب , وقرأت كيف ان الدكتور إيليز قال : إن الخطوة الأولى للشخص للعودة إلى حالته طبيعية هي بناء علاقات تقوم على الثقة المتبادلة بين ابناء الجنس المختلف , فكم من مراهقين عانوا من انحراف الاشخاص البالغين , فعليهم إذاً الخوض في تجارب بإعادة الثقة بنفسهم وإعادتهم للحياة بعدما عانوا من تجارب الخوف والمهانة والألم .
وكل ما قرأت لوريل كانت تشعر إنها محظوظة لأن مشكلتها قابلة للحل ببساطة . وأن قابليتها للثقة بالآخرين لم تدمر نهائياً وإلا لما استطاعت في المقام الأول ان تثق بأوليفر.
كرهها الذي تظاهرت به تجاهه كان السبب في اقتناعها انه خان هذه الثقة بقصد وعندما اقتعت بالعكس اعادت هذه الثقة.
لقد اشترى اوليفر هذه الكتب من أجلها , لأنه يريد ان يتعرف عليها أكثر ويحس بما تحس في داخلها وما الذي تفكر فيه لقد كان متأكداً من اقتناعها انه يستغلها ليضعها كقصة في كتابه.
وفي النهاية اغلقت الكتاب, واحسب أخيراً انها تخرج من جحرها المظلم الذي وضعت نفسها فيه بعدما هاجمها بيل ترينشارد زوج أمها . لابد ان تكون قد احبت اوليفر مع أغفال أي شيء آخر , الزمان والمكان . لقد عرفت هذا الآن لأن شعورها تجاهه هو حب امرأة لرجل .

Rehana 18-02-23 10:56 AM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل التاسع )
 
وغطت في نوم عميق , ولكن الكتاب كان قد ايقظ الذكريات التي تعمدت أن تنساها طوال هذه السنين , ولكن عادت هذه الذكريات والآن , زوج أمها كان يخيفها كان يحاول لمسها , كان بشكله يملأها بالرعب والاشمئزاز .منتديات ليلاس
ظهر من جديد في كوابيسها ذلك المشهد البغيض , زوج أمها يرميها على الارض ويقترب منها وتحس بأنفاسه الكريهة على وجهها, ويزداد رعبها عندما يحاول ان يلمسها . وصرخت صرخات متتالية بصوت عالٍ.
فتح اوليفر باب غرفتها بعنف ودخل واقترب منها واخذ يهزها بلطف ويهدأ من روعها بيدين حانيتين. فتحت عينيها ورأته ينظر إليها برقة ثم قال لها وهو يلاطفها:
- لورين ! اعتقدت ان هناك أحداً يحاول قتلك.
بقيت لوريل منكمشة على نفسها بسبب خوفها من هذا الكابوس, كانت لوريل ترتعد وقد جحظت عيناها وبدت ذابلة .
التقط اوليفر الكتاب الذي استعارته لوريل وكان مرمياً على الأرض.
قال بتردد:
- قرأته فأعادني إلى الماضي ... بيل - تلك الليلة ... الليلة التي ...
- الليلة التي حاول ان يعتدي عليكِ؟ لقد كنت في المحكمة وسمعت ما قلته كله عن تلك الليلة , لكن انتهى هذا كله الآن , إنه فقط حلم مزعج .
بالكاد استعوعبت كلماته فما زالت تحت تأثير هذا الحلم , كانت لا تزال ترتجف من الخوف واخذت تحدق به , واجفلت عندما وضع يده على كتفها , وتغير المشهد أمامها لم تعد هناك العينان البنيتان المتقدتان بل كانتا عيني اوليفر الرماديتين تنظران إليها , وحل مكان الوجه البشع , الوحشيء لبيل , وجه اوليفر بتقاطيعه وملامحه المألوفة القوية . ابتعدت عنه وتمتمت بنفس متهدج احتجاجاً لم يكن يسمعه , سكنت انفاسها وعادت الى حالتها الطبيعية .
- لوريل !
ازيحت الغشاوة عن عينيها ونظرت إليه مباشرة .
- آه , اوليفر .
جاء صوتها مرتعشاً ورمت نفسها بين احضانه .
- لقد كان شيئاً رهيباً ... كأنه حقيقة.
ضمها إليه بقوة , فأراحت رأسها على كتفه , وأحست بالسعادة والاطمئنان يغمرانها.
وزال الخوف عنها فأحست بتعب واعياء شديدين , ودنت منه أكثر عندما احست بدفئه , فابتعد عنها وسألها :
- لوريل ؟ هل انتِ بخير؟
فقبضت على طرف قميصه المفتوح بقوة وجذبته قائلة :
- ارجوك اوليفر لا تتركني فأنا خائفة , فلربما عاد الحلم المزعج إلى ثانية .
فقطب جبينه وسألها بسخرية :
- ماذا تقترحين إذاً؟ أترغبين ان نقضي ليلتنا هكذا ؟
كان نبضها يزداد سرعة , وأحست بألم فظيع في كل جزء من جسمها .
- لوريل ...
قالت وهي مازالت ممسكة بقميصه :
- اوليفر ارجوك لا تتركني , ارجوك!

Rehana 18-02-23 10:56 AM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل التاسع )
 
وضع اوليفر لا تتركني يديه على خصرها وحاول ان يبعدها , لكنه تراجع عن هذا وقال :
- يا إلهي !
وضمها إليه بقوة واحست بأنفاسه الملتهبة تلفح وجهها وهي تنظر إليه وهو مغمض العينين.
لقد كانا غائبين عن الوجود فلا ماض ولا مستقبل موجود, لم يحسا سوى بالحاجة ليكونا معاً .
لم يبق للماضي أي تأثير في عقلها ونسيت انه لا يحبها لكنها تحبه , واحست بجسدها ينبض بقوة لم تعهدها .
همس في أذنها قائلاً:
- هل انتِ لوريل ؟ أنا لا أصدق , هل فعلاً تحررت من الماضي فلا خوف بعد الآن .
جفلت عندما سمعت كلماته , لِمَ عليه ان يذكرها بهذا الكلام الآن, قالت بتبرم :
- نعم أنا حرة الآن , لا داعي لأن تكمل تجاربك عليّ فكل شيء قد انتهى .
- تجارب؟ اللعنة , ما الذي تعنيه بحديثكِ؟
انتصب واقفاً واخذ يحدق بها .
- أنت تعرف ماذا أعني , لقد كنت تستغلني وتستعملني لتضع تجاربك في قصتك الجديدة , لقد خمنت هذا منذ البداية . الطريقة التي كنت تسألني بها عن نفسي وعن الماضي , عن كل شيء.
قاطعها قائلاً بغضب:
- لوريل هذا لا يعني أن ...
لاحظ الكومة الكبيرة من المقالات وشاهد دفتر ملاحظاتها .
تجهم وجهه قائلاً:
- ماهذا ؟
وأضاء النور الذي عم أرجاء الغرفة وسألها بحدة :
- ماذا تفعلين بهذه المقالات وماهذا ؟
رفع دفتر ملاحظتها وأخذ يقرأ بعض الأسطر ثم نظر إليها .
انكمشت لوريل على نفسها تحت وطأة نظراته الثاقبة الباردة . وتنفس بصعوبة وقال بانفعال :
- يا إلهي !
وأكمل قراءة الصفحة :
- وعندك الجرأة لاتهامي ! اللعنة ماهذا !
قالت بيأس :
- اوليفر استطيع ان أشرح لك ...
اخذت دفتر الملاحظات منه لكنه خطفه منها وأخذ يقلب صفحات الدفتر وكانت تعابير وجهه تتغير مع كل كلمة يقرأها .
وقال بصوت مكتوم :
- هكذا إذاً . الآن عرفت الحقيقة أتيت معي بقصد الانتقام مني , لا تحاولي الإنكار لوريل , لقد كتبت كل شيء بنفسك هنا .
ماذا عليها ان تقول ؟ فهذه الحقيقة كتبتها واحستها عندما كانت متوترة ومشوشة ولا تفهم حقيقة مشاعرها تجاهه , لكن هذه ليست الحقيقة الآن .
قال بصوت هادئ :
- يا إلهي اعتقد انكِ .. يا لك من مسكينة كم تحملين من أعباء الماضي وتتعصبين للأمور بشكل اعمى , اعتقدت ان هذا هو أفضل سلاح تشهرينه في وجهي.

Rehana 18-02-23 10:57 AM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل التاسع )
 
اخذت شفتاه ترتجفان وهو ينظر إليها لحنق :
- افعلي ما يحلو لك لوريل , فلتذهبي إلى الجحيم .
وتنفس بصعوبة قائلاً:
- أنا مخطئ بكل ما فعلته من أجلك يا لوريل , إنك حقاً مسكينة ! وتركها وخرج قبل ان تذكره ان يراجع حساباته ايضاً , تركها تشعر انها ارتكبت جريمة لا تغتفر .
لقد كرهته عندما اعتقدت انه آذاها بشكل ما . لكن الآن كيف لها ان تخبره الحقيقة ؟ لو انها فقط تخلصت من هذا الدفتر اللعين .
عندما استيقظت في الصباح كان اوليفر قد غادر البيت إلى نيس . وأمضت قرابة ساعة تمشي جيئة وذهاباً في الغرفة , وتساءلت كيف لها ان تستمر بالعمل عنده. عندما سمعت صوت سيارة اليزابيث الرانج روفر تقف هناك.منتديات ليلاس
حاولت ان تبتسم بصعوبة وقالت :
- إن اوليفر ليس هنا إنه في نيس , ولن ننتظره , سنعود من فورنا لأن خالة روجي مريضة جداً .
وبينما كان الاطفال ينزلون من السيارة . ذهبت لوريل للمطبخ لاعداد وجبة لهم , وعندما ذهب الاطفال الى البركة اقتربت اليزابيث من لوريل قائلة :
- هل لي ان أتحدث معك لوريل , أنا جّد آسفة لما حدث من تشاس فقد اعترف بالحقيقة لريتشارد في ماربيلا.
أكدت لوريل قائلة :
- هذا الأمر لم يعد يهم .
وفكرت بسرعة ماذا لو حزمت أمتعتها وعادت مع اليزابيث , عندما يعود اوليفر سيصر على ان تبقى وإذ قبلت ان تبقى فكيف لها أن تستمر بدفن مشاعرها .
بدت لوريل مرتبكة :
- في الحقيقة كنت أتساءل لو كان بالامكان ان تحملوني معكم إلى انكلترا ؟
- هذا قرار مفاجئ أليس كذلك؟ هل لاوليفر علم بالموضوع ؟
- لا , لكني لا اظنه يعارض ولأكون صادقة معكِ فقد تشاجرنا , وأظن أنه من الأفضل أن أرحل الآن .
سألتها اليزابيث بجفاء:
- أفضل لكِ أم له ؟ وماذا عن الكتاب؟
اجابتها لوريل بمرارة :
- اعتقد انني انهيت كل ماطلبه مني , فلن يحتاجني بعد الآن .
بلا شك سيحقق ربحاً وافراً , ومع هذا فلن أشتريه .
قالت اليزابيث بهدوء:
- م الذي حدث إنك تخيفينني , اجلسي واعلميني بما حدث.
بالتأكيد لوريل لا تحلم بشخص تثق به بعد الآن. ولكن شجارها مع اوليفر خلف لديها توتراً وأحست بأن الكلام مع اليزابيث سيريحها قليلاً من العبء الذي تحمله.

Rehana 18-02-23 10:57 AM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل التاسع )
 
عبست اليزابيث عندما أخبرتها لوريل بشكوكها وعلقت لها اليزابيث قائلة بعد انتهاء لوريل من حديثها :
- انتِ مخطئة , أنا متأكدة من هذا , لا يمكن ان يفعل اوليفر هذا , آه , أنا لا افهم سبب ظنك أن اوليفر قد استغلك , لكنني أعرف يا لوريل, أنا أعرف كم عانى عندما أساء فهمك في الماضي, لقد بحث عنكِ في كل مكان . فأنا لا أنصحك ان تفعلي هذا , لكن إذا أردت رأيي فإن اوليفر يفعل المستحيل ليساعدك لوريل , استطيع ان أفهم كم عانيت من الصدمة بسبب زوج أمك , أنا لا أقول إن اوليفر كان محقاً في كل ما فعل, لكنني على ثقة ان نواياه دائماً تخدم الغير.
ونظرت بسرعة للوريل قائلة :
- هناك تفسير آخر ألا وهو انه وقع في حبكِ لوريل !
حدقت لوريل وجهها , واخذت تتنفس بصعوبة وأحست بألم في حنجرتها :
- لا إنه لم يحبني . وهزت رأسها نفياً.
فأكدت اليزابيث بعنف:
- لكنك تحبينه , ولهذا السبب تريدين الرحيل , آه يا عزيزتي , أليس من الحكمة ان تنتظري وتناقشي هذا الموضوع معه ؟
- أفضل ألا أفعل , وإذا لم ترغبي في اصطحابي معك , سآخذ تاكسي يقلني إلى آرليز ومن ثم ...
- إذا كنتِ مصممة فلا مانع عندي , ولكن ما الذي سيقوله اوليفر عندما يعود ويجدكِ قد رحلت !
لقد احست لوريل أن اليزابيث تفهمها أكثر من أخيها . فقد اقتنعت بما ستفعله لوريل ولو لم تقل لها هذا , وعند اقتراب رحيل لوريل شعرت بأنها أضاعت شيئاً غالياً على قلبها . إنها ستفقد اوليفر ولن تراه ثانية . كيف لها ان تصبر على فراقه ؟ عليها ان تختار.
وعندما ركبت معهم في الرائج روفر رفضت ان تدير رأسها لتنظر إلى بيت المزرعة, لقد تركت لاوليفر ورقة تقول له فيها إنه وبسبب الظروف التي حدثت فقد فكرت ووجدت ان الحل الأنسب هو أن ترحل, فلا حاجة لها لأن تبقى أكثر من ذلك.
ومع ان اليزابيث شرحت لها عن بعض الأشياء وهم في الطريق متجهين شمالاً لكن لوريل فضلت ان تبقى صامتة ولم تسأل .
وشعرت لوريل بالحزن وهي تفترق اخيراً عن اليزابيث وتودعها .فلربما اصبحتا صديقتين لو لم تتواجد مثل هذه الظروف.

نهاية الفصل

Olfat 19-02-23 02:07 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Rehana (المشاركة 3749554)
عبست اليزابيث عندما أخبرتها لوريل بشكوكها وعلقت لها اليزابيث قائلة بعد انتهاء لوريل من حديثها :
- انتِ مخطئة , أنا متأكدة من هذا , لا يمكن ان يفعل اوليفر هذا , آه , أنا لا افهم سبب ظنك أن اوليفر قد استغلك , لكنني أعرف يا لوريل, أنا أعرف كم عانى عندما أساء فهمك في الماضي, لقد بحث عنكِ في كل مكان . فأنا لا أنصحك ان تفعلي هذا , لكن إذا أردت رأيي فإن اوليفر يفعل المستحيل ليساعدك لوريل , استطيع ان أفهم كم عانيت من الصدمة بسبب زوج أمك , أنا لا أقول إن اوليفر كان محقاً في كل ما فعل, لكنني على ثقة ان نواياه دائماً تخدم الغير.
ونظرت بسرعة للوريل قائلة :
- هناك تفسير آخر ألا وهو انه وقع في حبكِ لوريل !
حدقت لوريل وجهها , واخذت تتنفس بصعوبة وأحست بألم في حنجرتها :
- لا إنه لم يحبني . وهزت رأسها نفياً.
فأكدت اليزابيث بعنف:
- لكنك تحبينه , ولهذا السبب تريدين الرحيل , آه يا عزيزتي , أليس من الحكمة ان تنتظري وتناقشي هذا الموضوع معه ؟
- أفضل ألا أفعل , وإذا لم ترغبي في اصطحابي معك , سآخذ تاكسي يقلني إلى آرليز ومن ثم ...
- إذا كنتِ مصممة فلا مانع عندي , ولكن ما الذي سيقوله اوليفر عندما يعود ويجدكِ قد رحلت !
لقد احست لوريل أن اليزابيث تفهمها أكثر من أخيها . فقد اقتنعت بما ستفعله لوريل ولو لم تقل لها هذا , وعند اقتراب رحيل لوريل شعرت بأنها أضاعت شيئاً غالياً على قلبها . إنها ستفقد اوليفر ولن تراه ثانية . كيف لها ان تصبر على فراقه ؟ عليها ان تختار.
وعندما ركبت معهم في الرائج روفر رفضت ان تدير رأسها لتنظر إلى بيت المزرعة, لقد تركت لاوليفر ورقة تقول له فيها إنه وبسبب الظروف التي حدثت فقد فكرت ووجدت ان الحل الأنسب هو أن ترحل, فلا حاجة لها لأن تبقى أكثر من ذلك.
ومع ان اليزابيث شرحت لها عن بعض الأشياء وهم في الطريق متجهين شمالاً لكن لوريل فضلت ان تبقى صامتة ولم تسأل .
وشعرت لوريل بالحزن وهي تفترق اخيراً عن اليزابيث وتودعها .فلربما اصبحتا صديقتين لو لم تتواجد مثل هذه الظروف.

نهاية الفصل

شكرا لكن كثيرااا

Rehana 04-03-23 10:16 PM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل التاسع )
 
الفصل العاشر

انتهى اسبوع آخر , تنفست الصعداء وهي تدير المفتاح في القفل لتفتح باب شقتها , لقد سكنت في هذه الشقة منذ ست اسابيع فور عودتها من عملها في إيطاليا , فقد عملت طوال فترة الصيف هناك , لقد عملت بشكل مؤقت مع مكتب تجاري.
عندما عادت من آرليز كانت تحس بقلق وتوتر فقبلت العمل في فترة الصيف كسكرتيرة اضافية لدى منتج للأفلام . كان بصدد انتاج فيلم في ايطاليا.
هذا العمل كان مؤقتاً لكنه ممتع . طيلة هذه الفترة كانت لوريل تخرج مع شبان تقريباً كل ليلة . ومع أنها تخلصت من التحفظ الذي كانت تعاني منه في الماضي لكن كان هناك شعور داخلي يحثها على عدم السماح للعلاقة بأن تتعدى الصداقة .
كانت تبدو متحمسة في هذا العمل لكنه انتهى الآن , وأعلمها المكتب التجاري ان عملهم يقل ويصعب في الشتاء.
كانت تقلقها فكرة كتابة طلب لشركتها السابقة إذا كان بالامكان العودة لعملها إذا كان هناك وظائف شاغرة , مع أنها لم تكن تعرف ماذا ستكون ردة فعل مديرها مارشال عندما يرى لوريل الجديدة , لم تتغير كثيراص, كل ما فعلته هو أنها خرجت من قوقعتها واستعادت ثقتها بنفسها التي فقدتها .
وفي هذه الايام كانت لوريل شعرها مسترسلاً وبدا لامعاً جذاباً, أما وجهها فقد أصبح نضراً جميلاً وملابسها أنيقة وجديدة, لكن مازالت تشعر ان هناك شيئاً ينقص حياتها .
حاولت في البداية ان تخرج مع شبان كي تقنع نفسها أن حبها لاوليفر لم يكن إلا نزوة, لكن عندما رافقتهم عرفت انهم مجرد اصدقاء ولايمكن لأحد ان يحل محل اوليفر , فلم تشعر مع أحد منهم بالمتعة التي شعرتها مع اوليفر , عند وصولها لبيتها تنفست لوريل الصعداء.
كانت في هذه الأمسية مدعوة الى حفلة لكنها في مزاج لا يسمح لها ان تتمتع بهذه الحفلة لذا الحفلة لذا قرت عدم الذهاب. وجلست مدة ربع الساعة أمام التليفزيون تتناول العشاء الذي أعدته . كانت المذيعة تتحدث لأحد الحضور وتقدمه للجمهور , وانتقلت الكاميرا إلى ضيف آخر وعلقت المذيعة قائلة :
- ضيفنا الآن لا يحتاج للتقديم فأعماله المشهورة تتحدث بالنيابة عنه. سيداتي سادتي , الرابح المشهور بجائزة الماوندل لهذا العام هو اوليفر سافج , او كما يعرفه جمهوره أكثر باسم جوناثان كرافيس.
تسمرت لوريل في مكانها , ونسيت وجبتها فقد كانت عيناها جائعتين لرؤية اوليفر أكثر من حاجتها للطعام.
كان اوليفر يبدو وسيماً بالبدلة الرسمية , واعتقدت لوريل ان هذا رأي المذيعة ايضاً فهذا يبدو واضحاً في عينيها .
احست لوريل بالغيرة وهي تشاهد المذيعة وهي تمد يدها وتلمس يد اوليفر وظهرت ابتسامة دافئة في عيني اوليفر.
كانت لوريل مستغرقة بالنظر إلى اوليفر ففاتتها الأسئلة الأولى التي طرحتها المذيعة عليه . بدا اوليفر رائعاً ربما بسبب تأثير الأضواء وظهوره على الشاشة , وبدا وجهه أكثر حدة من ذي قبل.

Rehana 04-03-23 10:17 PM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل التاسع )
 
وقالت المذيعة بعجلة :
- والآن ربما ترغب بأن تحدثنا عن كتابك الجديد.منتديات ليلاس
لكن هز اوليفر رأسه قائلاً:
- لن استطيع ان اتحدث عن كتابي ببضع كلمات كل ما يمكنني قوله هو انني اردت ان اكتبه واحتجت لأن أكتبه .
سمعت لوريل المذيعة تحثه بفضول قائلة :
- يبدو هذا وكأنه عن الطب النفسي.
جاء رد اوليفر ملتوياً:
- لو كان كذلك لما حقق كل هذا النجاح.
دام هذا اللقاء لفترة قصيرة ثم انتقلت الكاميرا لضيف آخر , بقيت لوريل متسمرة أمام الشاشة عسى ان تلمح لقطة أخرى لاوليفر .
لم يتغير شيء أبداً فهي أحبته ولا تزال تحبه وستحبه دائماً .
تسلمت لوريل رداً لطيفاً لكن مخيباً للآمال من عملها القديم. فلم يكن هناك وظائف شاغرة في الوقت الحاضر , وليأسها قبلت لوريل بالعمل الساعي في محل تجاري كبير.
وبطريق عودتها إلى العمل بعد فترة الغداء لفن نظرها الاعلانات المنشورة عن كتاب نزل الى الأسواق في محل بيت الكتب.
قالت الفتاة الموظفة :
- إنه كتاب جديد لجوناثان كرافيس , وأنا شخصياً سأشتري نسخة , هل رأيته الأسبوع الماضي في التليفزيون , لقد كان رائعاً!
وقالت لوريل في نفسها إنه سيكون من الغباء ان تحمل نفسها أعباء جديدة بقراءة هذا الكتاب, ومع ذلك وجدت لوريل نفسها تسير نحو محل بيع الكتب بعد عدة أيام وهي في طريقها لتناول الغداء.
كان المحل مكتظاً بالمشترين الذين تجمهروا في ركن المحل وعندما اقتربت لوريل من الحشد عرفت السبب, لقد كان اوليفر شخصياً هناك. وكان يوقع الكتب للمشترين , لم تصدق لوريل عينيها وأحست بالتشنج بكامل جسمها , وتدفق الدم إلى رأسها فوقفت تحدق به .
بالطبع لم يلاحظ اوليفر وجودها لانهماكه بتوقيع النسخ .
ولكن فجأة رفع رأسه ونظر تجاهها والتقت عيناهما بنظرة متفاجئة . هذا مستحيل , لقد رآها , وبسرعة قررت لوريل الهروب.
لابد انه لا يذكرها إلا كموضوع من مواضيعه الطريفة , حتى انهما لم يفترقا كأصدقاء , وهذا بفضل غبائها وتشبثها بفكرة الانتقام, كم كانت خرقاء وطائشة في تصرفها .
اقترب عيد الميلاد , وقررت لوريل ان تستعد لكل ما يحتاجه العيد حتى ولو كانت وحدها, لقد أصبح لديها اصدقاء مثلها يعيشون وحيدين في لندن حيث يمكنها تمضية العيد معهم وأعجبتها الفكرة مبدئياً.
وفكرت بطريقة أفضل هي ان تمضي العيد خارج لندن, فقد عرض عليها المكتب التجاري العمل كطاهية في كوخ بسويسرا في كستاد. لكن أبعدت الفكرة عن رأسها عندما علمت ان اوليفر سيمضي العيد في سويسرا . وأحست بالخوف من مجرد اللقاء به , فلو حصل لقاء بينهما فهي لا تضمن ان لا ترتكب حماقات جديدة .
وقبل العيد بأسبوع تلقت لوريل بطاقة معايدة وعليها طابع بريدي من دورست , لقد أرسلت من قبل مارشال ومارشال . (علمها القديم ) فتحت البطاقة ودهشت عندما عرفت انه من أخت اوليفر . من المحتمل انها عرفت من اوليفر انها كانت تعمل عند مارشال وافترضت أنها مازالت تعمل هناك , لو لم ترسل لوريل طلباً لمارشال لتعود لعملها لما كانت وصلت إليها هذه البطاقة لأنهم في شركة مارشال لم يكن لهم علم بعنوانها الجديد.

Rehana 04-03-23 10:18 PM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل التاسع )
 
وعندما فتحت الظرف سقطت منه ورقة , إنها دعوة دافئة من اليزابيث لزيارتها في العام الجديد في العام الجديد حيث إنهم يقيمون حفلاً كبيراً , كتبت تقول :
- لا تقلقي بشأن مقابلة اوليفر, فإنه سيسافر إلى سويسرا , وأنا أتوق شوقاً ليوم اللقاء بك .
اعترفت لوريل أنها مشتاقة لاليزابيث كثيراً , ينقلب كيانها عندما تسمع اسم اوليفر , وقالت وهي تعيد قراءة البطاقة :
" كم يظلم المحبون أنفسهم "
كانت تعرف في قرارة نفسها انه من الأضمن لها ألا تقبل هذه الدعوة , لكنها وجدت نفسها ملزمة بقبول الدعوة , لتكون قرب الأشخاص الذين يحبهم اوليفر.
ورددت في نفسها إنه من الحكمة ان ترفض الدعوة ولكن هذا لم يمنعها من أتجلس وتكتب الرد على رسالة اليزابيث بأنها ستكون سعيدة بتمضية العطلة بينهم .
وأمضت نهاية الأسبوع وهي ممزقة بين شعورها بالسعادة ويأسها . من المؤكد انه لن ترى اوليفر, لكن ستسمع أشياء يرتجف لها قلبها , فطبعاً ستتكلم العائلة عن اوليفر بمودة .
وذهبت لوريل بجولة في سيارتها يوم العيد واعترفت انه يوم ممل وكئيب وأحست بالوحدة . ابتاعت فستاناً جديداً للحفلة , مصنوعاً من الكريب الأسود الناعم , وبدا مناسباً جداً لبشرتها .
كان الفستان يلف جسمها بشكل متناسق من الوسط. أما القسم الأعلى فكان يغطي صدرها بشكل محتشم .
اشترته لوريل بثمن باهظ لم تتوقعه , لكنه ظهر عليها وكأنه مفصل لها خصيصاً . والسبب الرئيسي لشرائها له هو خوفها من وجود اوليفر بشكل غير متوقع , وبهذا الثوب ستبدو مكتملة الأناقة . اشترته وابتهلت إلى الله ان تجد بعد عودتها عملاً دائماً.
اتصلت اليزابيث بلوريل تليفونياً في خلال الأسبوع وأعطتها التعيمات الدقيقة للوصول إلى البيت .
وقالت لها بمرح :
- الحقيقة منزلنا هو بيت رفي , عائلة زوجي تملكه منذ سنين ولفترة ما , كنت أكاد أجن فيه لكن مع الوقت اصبحت مغرمة به بشكل كبير, لوريل أنا مسرور لقبولك المجيء.
وقالت باطراد :
- ونحن نتوقعك ان تبدي مبهرة .
بدا الطريق إلى دورست لا ينتهي , وتوقفت لوريل لتناول الغداء في مطعم على الطريق. ورمقها رجال كانوا يجلسون على البار بنظرات اعجاب , ومع انها تجاهلتهم لكنها لم تشعر بالخوف الذي كان ينتابها عندما تواجه مثل هذه المواقف. عليها ان تشكر اوليفر الذي غيرها .
كان المساء على وشك ان يحل , وأخيراً وصلت الى المكان الذي وصفته لها اليزابيث وهو بناء من الاحجار المصفوفة .
انطلق التوأم إليها عند وصولها, فقد كانا يتوقعان قدومها في هذا الوقت . كانت اصواتهما عالية تنتشر في جميع الأركان بسبب هدوء وسكون المكان .
وظهر ريتشارد من ورائهم وبدا ضعيفاً عندما تقدم منها وحمل حقيبتها , وتوقعت لوريل ان يصبح ريتشارد مشابهاً لخاله اوليفر بعد عشر سنوات أو أكثر , لكنه مازال الآن يبدو صبياً . وقالت اليزابيث وهي تخرج من البيت وتستقبل لوريل :
- تعالي لوريل إلى البيت ,استدعي غراهام لعملية هامة, فهناك ولادة متعسرة لطفل قادم قبل موعده.

Rehana 04-03-23 10:18 PM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل التاسع )
 
وقادتها نحو قاعة مستطيلة الشكل مكتظة بالأشياء, فهناك أحذية ومعاطف وأشياء أخرى .
قالت اليزابيث بمرح:
- المكان غير مرتب لكن هذا بيتي , إنه في العادة لا يكون بهذا السوء , لكنه كذلك الآن بسبب غياب مدبرة المنزل الآنسة سيموندس.
أخبرتها لوريل قائلة :
- إذا يجب أن تدعيني أساعد قدر الامكان , هل تنتظرين ضيوفاً آخرين ؟
ارتبك التوأم , وكانا على وشك ان يقولا شيئاً ما , لكن اليزابيث تداركت الأمر قائلة بسرعة :
- لست متأدة بعد, هيا يا لوريل لأدلك على غرفتك وبعدها نحتسي كوباً من الشاي جين الآن مع صديقة لها , أنتِ تعرفين ما الذي تفعله البنات في سنها , انهما متلازمتان دائماً. لم ترشدنا بعد عن مكان إقامتها .
أتمنى ان يكون ما تفعله صحيحاً. المكان هنا هادئ لكن مع ذلك ارسلناها لتأخذ دورات تعليمية لترشدها للمستقبل . أظن أنه لن يكون هناك أي ضرر.
قادت اليزابيث لوريل إلى غرفة نوم جميلة مزخرفة بالزهور , وأخبرتها قائلة :
- هذا المنزل كان مكاناً لقس, إنه الجد الأكبر لزوجي , كان راهباً هنا, واشتراه أخيراً من الكنيسة وقد كان يعني الشيء الكثير لأهل زوجي .
قالت لوريل بصدق:
- يبدو رائعاً .منتديات ليلاس
وأطلت من النافذة ورأت منظراً طبيعياً خلاباً شتوياً.
وافقت اليزابيث قائلة :
- إنه وقت الشتاء, والآن سأدعك ترتبين حوائجك وبعدها تعالي لنثرثر ونتاول الشاي وسيكون عشاؤنا عائلياً الليلة .
خمنت لوريل قائلة :
- لابد أنك أرهقت نفسك في الإعداد للحفلة وحدك هل هناك ما أستطيع أن أفعله ؟
ترددت اليزابيث قليلاُ ثم قالت :
- حسناً ... كل شيء على مايرام ومع أن البيت لا يوحي بهذا , بقد تعودت ان آخذ الأمور ببساطة وأنا في الحقيقة لم أفعل الكثير كعادة ما يحدث في حفلة ضخمة بلندن .
أفرغت لوريل حقيبتها ونزلت الدرج فوجدت اليزابيث وحدها في غرفة مريحة مبهرجة .
ابتسمت اليزابيث وقالت وهي تصب الشاي:
- أتيت في الوقت المناسب , والآن اجلسي وأخبريني ماذا تفعلين في المدة الأخيرة , فقد كنت قلقة جداً ومشوشة الأفكار .
تناولت كوب الشاي من اليزابيث قائلة :
- لقد كنت أعمل في الخارج بعمل مؤقت .

Rehana 04-03-23 10:18 PM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل التاسع )
 
وبلا شعور لمست رأس الكلب الماثل عند قدميها ذي الشعر الذهبي , وأضافت :
- لقد كان العمل متعباً لكني استمتعت فيه .
علقت اليزابيث :
- إذاً تخلصت من فكرة الانتقام, سيفرح اوليفر عندما يسمع أخباراً عنكِ, فقد كان قلقاً بشأنكِ.
أحنت لوريل رأسها فوق كوب الشاي لكي شعورها عن اليزابيث وعلقت قائلة :
- لا داعي اليزابيث.
وأحست بالغضب والفرح بنفس الوقت عند سماعها اسم اوليفر , وباءت كل محاولاتها بالفشل لتطرد اوليفر من تفكيرها .
قالت اليزابيث بجفاء:
- حاولي ان تقنيعه بهذا , فلم يكن اوليفر مسروراً مني عندما علم بمساعدتي لك في الرحيل .
وشعرت لوريل بالضعف بسبب ما تحسه نحوه وقالت تعاقب نفسها :
- أنا آسفة إذا كان رحيلي قد سبب لكِ وله الاحراج لكن ...
قالت اليزابيث بلياقة وهي تذكرها بحديثهما السابق:
- لوريل أنتِ وقعتِ في حبه وكان عليكِ أن ترحلي , بطريقة ما كان يجب ان يحدث هذا .
سألتها لوريل :
- بسبب ما حدث في الماضي؟
دهشت لوريل من نفسها كيف تتكلم بطلاقة عن الماضي بلا خوف .
- لقد لمت نفسي كثيراً لما حدث. وتمنيت ان يكون احساسي نحوه ليس إلا نزوة عابرة , منذ المرة الأولى التي قابلته فيها بعد جلسة المحكمة احسست بالثقة به , لقد بدا متعاطفاً ومتفهماً , جاء وقع النبأ والصاعقة عليّ عندما علمت انه يستغلني , ولسنين طويلة حملت مشاعر كره تجاهه, من المفروض أنني كنت أكرهه بنفس القدر الذي كرهت به زوج أمي , لكن عندما قابلته مجدداً وفسر لي ما حدث ولم فعل هذا وما الذي شعر به عندما علم بخطئه علمت أني أكره الشخص الذي تواجد في أفكاري بينما اوليفر الحقيقي كان مختلفاً ووجدت نفسي أقع في حبه .
وسألتها اليزابيث :
- ألم تفكري أنه ممكن لهذا الحب أن يكون متبادلاً.
هزت لوريل رأسها بقوة وقالت :
- لا كيف لهذا أن يحدث, أنا أعرف أنه يشفق عليّ فقط, أنا بالنسبة له موضوع ممتع للدراسة.
ذكرتها اليزابيث قائلة :
- لكن حاول أن يغازلك .
- نعم ولكن كما قلت سابقاً كان يحاول فقط أن يعرف إذا كان بالإمكان تحريري من خوفي أم لا , ولكن لا يوجد علاقة خاصة بيننا , لقد كان مجرد اختبار , بل سلسلة من الاختبارات.
- هل قرأت كتابه الجديد؟

Rehana 04-03-23 10:19 PM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل التاسع )
 
هزت رأسها نفياً:
- ذهبت لأبتاعه لكني غيرت رأيي , هو الآن في سويسرا على ما أعتقد؟
كرهت لوريل نفسها عندما سألت هذا السؤال , فهي آتية لتريح أعصابها لا لتقلق من جديد.
وافقت اليزابيث قائلة :
- نعم , إنه هناك , أنا أسمع صوت محرك سيارة لابد انه غراهام .
وقفت اليزابيث وأسرعت بالخروج لاستقباله , ابتسمت لوريل واتجهت نحو النافذة , لابد انه شعور رائع ان يبقى الانسان يشعر بالسعادة لرفقة شخص يحبه رغم مضي سنين طويلة على زواجه , هل ستتزوج يوماً ؟ إنهلا تشك في ذلك واستدار غراهام نحو زوجته معبراً عن سعادته بها , يبدو انه رجل مرح ويبدو انهما محبان لبعضهما البعض.
اجابها غراهام عن سؤالها عن مريضته فقال :
- إنهما توأم أتصدقين هذا , ديريك ناعم كالدراق لكنه حاد الطبع أما موريا فبدت مشرقة . الشيء الوحيد المحظوظ به الأطباء هو أنهم يشاهدون حدوث المعجزات بولادة حياة جديدة وهذا شيء يفوق الخيال.
وسأل زوجته بمرح :
- ماذا عن العشاء؟
ضحكت اليزابيث وغمزت لوريل بطرف عينها :
- بدأت شهيته تعود اليه , ما رأيك بتحضير لحم البقر فأنا مختصة به , سأذهب إلى المطبخ .
بعدالعشاء جلست لوريل تتفحص هذه العائلة وأحست بالحسد للألفة التي وجدتها بينهم. كان الجو مرحاً, والدفء يعم المكان , وأخذ التوأم يضايقان ريتشارد بالحديث عن صديقته الجديدة , ولكن قاطعهما والدهما وأمرهما بتغيير الحديث. أحست تتجاذب أطراف الحديث معهم جميعاً أنها جزء من العائلة .
وساعدت لوريل العائلة بوضع الصحون في غسالة الصحون واستمتعت بالمناقشات الدائرة بين أفراد العائلة في غرفة الجلوس عن أهمية الثقافة .
ذهب الأولاد للعب تنس الطاولة وعلقت اليزابيث قائلة :
- أليس هذا مزعجاً حقاً؟
كانوا قد دعوها لتلعب معهم لكنها اعتذرت , فاليوم كان طويلاً وشاقاً عليها وبدأت تحس بالتعب .
وأضافت اليزابيث قائلة :
- من محاسن البيت الكبير هو وجود غرف كثيرة لممارسة الهوايات .وهذا شيء رائع حيث تبقيهم بعيدين عن الطريق . استيقظت لوريل صباحاً على نسمة باردة , لقد كان الباب مفتوحاً . لم تعرف لوريل بالضبط متى نامت . وجاء صوت اليزابيث عالياً وهي تصرخ قائلة :
- سوزي ايتها الكلبة الشقية .
كانت اليزابيث تقف عند الباب , اعتذرت من لوريل ودخلت الغرفة وهي تحمل صينية الشاي وقالت :
- أنا آسفة , أرادت سوزي ان توقظك وفتحت الباب قبل ان أصل إليها وأمنعها , فهي لا يسمح لها بالصعود إلى أعلى .
شهقت لوريل وهي تنظر بساعتها وتجدها في التاسعة :
- يا إلهي لا يمكن أن أكون قد تأخرت بالنوم للآن .
وأحست بالخجل فما الذي ستقوله عنها اليزابيث .منتديات ليلاس
- لا تقلقي بهذا الشأن , لكن في الحقيقة عليّ أن أعتذر منك فقد نسيت عندما دعوتك أنني وعدت بزيارة صديقة لي يمكنني إلغاء الزيارة , لكن ...

Rehana 04-03-23 10:19 PM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل التاسع )
 
لقد بدت قلقة فقالت لها لوريل بسرعة :
- أرجوك لا تفعلي, وأعدك أن أشغل نفسي بضع ساعات لحين عودتك, يمكنني أن أفعل أي شيء للحفلة .
- نعم ... حسناً , لا داعي لأن تتعبي نفسك لكن إن رغبت بهذا فلا مانع.
بما أن صديقها تسكن في باث فكان على اليزابيث المغادرة مباشرة بعد الغداء وهذا ما قالته للوريل .
كان غراهام ذاهباً مع زوجته , إنه لا يخرج في العادة إلا نادراً , وقررت لوريل أن تمضي الوقت في اكتشاف المنطقة وربما اصطحبت سوزي معها . سألت لوريل عن درب ترابي تراه من نافذتها وحاولت أن تعرف إلى أين يوصل نظرت إليها اليزابيث بدهشة وقالت :
- آه لا ... هذا ... يكون ...
أنقذ غراهان الموقف قائلاً :
- الجو لا يبدو على ما يرام , درجات الحرارة في انخفاض مستمر لذا لا أنصح بالسير في هذا الطقس .
قالت لوريل في نفسها :
- ربما كانا قلقين عليها بما أنها لا تعرف المنطقة وهو لا يحبذون سيرها لوحدها , ولكي لا تقلقهما قررت لوريل ان تسلي نفسها بشيء آخر , فقررت ان تلعب مع التوأم لكن وجدتهما متأهبين للذهاب عند اصادقاء لهما في القرية .
سألت لوريل نفسها : وماذا عنها ؟ على الأقل سوزي تفضل صحبتها , حتى ريتشارد تركها ليذهب لمقابلة صديقته , إذاً كيف ستمضي وقتها ؟
قررت ان تمضي وقتها كالأثرياء , ستستلقي في حوض الاستحمام تستمتع بالماء الدافئ ومن ثم تضع طلاء الأظافر , ستمضي يومها بكسل , وستضعيه بأشياء غير هامة .
كانت قد خرجت من الماء لوها وعطرت جسمها بعطرها المحبب وبدت نضرة . عندما سمعت صوت محرك سيارة يتوقف ونظرت إلى الساعة, إن الوقت مازال مبكراً على عودة اليزابيث وغراهام, ربما يكون أحد المرضى ويحتاج للطبيب , لبست روب الحمام وهرولت مسرعة وهبطت الدرج لترى من القادم.
ركضت سوزي نحو الباب وأخذت تنبح , فتح الباب وأخذت لوريل ترتجف من البهجة التي غمرتها .
- إهدأي سوزي , ايتها الكلبة الغبية !
الصوت المألوف سمرها في مكانها , جحظت عينا لوريل من المفاجأة , إنه اوليفر , بدا أطول وأعرض ببنطاله الأسود والجاكيت الرمادي الغامق. كان شعره طويلاً يحتاج للقص , فقد وصل إلى تحت ياقة الجاكيت .
بدا اوليفر غير متفاجئ بوجودها ومع ذلك لمست احساساً غريباً في عينيه , أزاح الكلبة بلطف عن طريقه وقال أخيراً :
- أهلاً لوريل.
- اعتقدت أنك في سويسرا.
كان صوتها عميقاً وغير واضح , وتمسكت بالدرابزين كي لا تقع, أحست ان قدميها المرتعشتين لم تعد تقويان على حملها .
وقال بصوت هادئ:
- أنا أعرف , دعينا ندخل.

Rehana 04-03-23 10:19 PM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل التاسع )
 
أمسك بيدها وأحست بأصابعه القوية تضغط بقوة وظهرت يده السمراء من كم قميصه الناصع البياض.
وقال لها بقسوة وهو يغلق الباب خلفه :
- لقد كنتِ جد مراوغة لوريل .منتديات ليلاس
احست لوريل بجفاف في حلقها , بللت شفتيها بلسانها .
ضاقت عينا اوليفر واصبحتا غامضتين وهو يراقبها فأحست لوريل بالخوف.
- لم أكن أعلم أنك تبحث عني.
فقال بسخرية :
- دعك من هذا لوريل , فهناك أشياء يجب ان نتكلم عنها .
فقالت بتردد :
- إذا كنت تقصد دفتر الملاحظات فقد كنت مخطئة لكن اعتقدت في البداية , لكن بعدها أحسست .
قالت بعصبية ثم أكملت :
- لكنني لم أفعل ما خططت له .
ولمست فضولاً في حديثه عندما قال :
- إذاً لم تكرهيني بعد كل شيء.
ونظرة واحدة منه جعلتها ترتعش ويغوص قلبها بين ضلوعها .
أخذت تحدق بالطاولة وشاهدت عدداً من النسخ لكتابه الجديد. حملت إحدى النسخ وأخذت تحملق فيه لتهرب من نظراته .
- هل قرأتهِ؟
هزت رأسها بالنفي فقال لها :
- أريدكِ أن تقرأيه . لكن ليس الآن , فيجب ان نتحدث , لماذا عربتِ مني لوريل ؟ إنها ليست المرة الأولى فقد هربت مني في محل بيع الكتب .حاولت أن أشير إليك أنني أود التحدث معكِ اختفيت فجأةً.
إذاً هو رآها , لم تكن تتخيل أنها لمحته يومئ لها برأسه . وقالت أخيراً:
- ما الذي تريد أن تقوله , اعتقد أنك أنهيت تجاربك. لقد قلت إنك ستغيرني وستجعلني امرأة أليس كذلك؟
قال بصوت صارم :
- تجارب ؟ اللعنة ماذا تقصدين بهذا ؟
تغيرت تعابير وجهه فجأة وأخذ يتمتم بصوت أجش :
- هل عليكِ ان تبقى أمامي هكذا نصف عارية , أرجوك لوريل أنا أريدك بكل جوارحي , يا إلهي , كم تعذبت طيلة هذه الأشهر , أنا أحبك وليسامحني الله فقد حلفت ألا أقولها , حلفت ألا أستعيدك بين ذراعي بهذه الكلمة , لكنني لم أعد أستطيع التحمل, وهذا يمزقني , أنا أحبك .
جذبها إليه وعانقها , لقد مضت مدة طويلة قبل ان تستعيد هذا الشعور الذي طالما أرقها , لقد نسيت كل شيء بعد هذا اللقاء, كم تحب الاقتراب منه وأخذت تمسك خصلات شعره بيدها بلا مبالاة , فأبعدها عنه قائلاً بغضب:
- لا يمكن ان تتصرفي معي بهذا البرود بعد كل ما قلته .
قالت بصوت حالم:
- لِم لا ؟
إذاً أخيراً شعر بها وأحبها .

Rehana 04-03-23 10:20 PM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل التاسع )
 
نظق اسمها بصوت متوسل :
- لوريل !
عندها اقتربت هي منه فقال:
- ربما حبك ليس حقيقاً.
كان قلبها ينبض بحبه بشكل لا يوصف . قالت له بتودد:
- اوليفر بل حبي لك حقيقي, أنا فعلاً أحبك . ولهذا هربت منك, اعتقدت انك تستغلني فقط, لذا لم يكن بالامكان ان أبقى معك.
قال بصوت أجش:
- يا إلهي , كم أضعنا من الوقت , في البداية كنت فقط أريد مساعدتكِ أو بالأحرى أقنعت نفسي بهذا حاولي ان تفهميني لوريل, كل هذه السنين كنت أحس بالذنب القاتل لِم فعلت . حاولت أن اجدك لكن بلا جدوى عندما التقينا وكنت خائفة مني وتكرهينني بشكل واضح, احسست ان عليّ أن أحاول ان أصل إليكِ, وكل ما خططت له انقلب ضدي ربما عليّ الآن ان اعترف انه منذ اللحظة الأولى التي التقينا بها حركت شيئاً ما بداخلي, وأحسست انه ليس من حقي ومن أجل هذا وبجنون كنت قاسياً معك, حذرتني أمي من أن أكون على خطأ لكنني لم أستمع إليها , احسست انني قريب جداً من ابن عميبيتر وموته كان ...
لم يكمل اوليفر جملته , فأمسكت لوريل بيده بحنان.
أكمل اوليفر بحرقة قائلاً:
- كنت احاول ان أغفر ما لا يغتفر , لكن في وقت من الأوقات احسست بتضارب في أفكاري, عندما مات بيتر كنت أحلم به دائماً واتساءل هل كان بالامكان انقاذه, ومن ثم دخلت انت في الدائرة , ومعرفتي بالحقيقة أعاد إليّ صوابي, لكن كان كل شيء قد انتهى واصبحت أراك في احلامي بدلاً من بيتر واصبحت تلازمينني دائماً .
لقد كان شعوراً فظيعاً !
ولهذا قال لها في إحدى المرات إنها ليست الوحيدة التي تعاني.
- التقينا من جديد وقررت ان أكفر عن ذنبي تجاهك, لكن كنت في صراع مع نفسي طوال الوقت . كان هناك جزء مني يريد مساعدتك وتكريس كل أملك لكِ, أردت أن أحررك من الماضي بشكل كامل .والجزء الآخر كان مليئاً بالغيرة والامتلاك, كنت أريد أن أحررك لتعودي إلى وحدي بلا منازع , كنت أصارع الحب الذي يكبر في قلبي لكِ, أحاول أن أبعدك عن مشاعري وتفكيري, عاهدت نفسي على الوقوف بجانبك وتركك تقررين الاختيار بنفسك, لكن طوال الوقت ...كنت أريدك لنفسي.
وأضاف بصوت مخنوق:
- أردتك ان تستجيبي لعواطفي تجاهك , ان تستجيب لي وحدي, ان تحبيني كما أحبك , لقد قلت لنفسي إنه ليس من العدل ان أحبسك في علاقة لا تحسين فيها بشيء نحوي , قبل ان تعرفي الكثير عن الحياة والحب , لكن هذا لم يمنعني من أن أغار عليك عندما اعتقدت بوجود علاقة بينك وبين تشاس وأنك أعطيته ما لم تعطني إياه .كدت أجن من الغيرة. كنت أحس بحاجتي لك تتضاعف كلما اقتربت منك لكني لم استطع منع نفسي من التوقف عن حبك , لقد اعتقدت انك ستظلين ترين في وجهي ملامح زوج أمك .
اعترفت لوريل قائلة بتردد :
- كنت دائماً أحلم بك تلمسني وليس زوج أمي و...
أخذت نفساً عميقاً وأكلت :
- وفي احلامي كنت أتمنى ان تلمسني ألا تفهم ؟

Rehana 04-03-23 10:20 PM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل التاسع )
 
أردفت قائلةً:
- حاولت أن أدفن هذا الشعور بداخلي وأنكره حتى على نفسي لأنني ولوقت من الأوقات كنت مقتنعة أن بيل على صواب وأنا من يجب ان ألام ...
وأسكتها بعناق طويل ثم أبعدها عنه وهو يحس بإرتعاشها .
- لوريل!
- لم أكن أريد الذهاب مع تشاس, ليتني لم اقرأ ملاحظاتك عن الكتاب.
- أية ملاحظات ؟
وشرحت له باختصار كيف قرأت الملاحظات التي وجدتها في غرفته عندما طلب منها ان تحضر له معطفه .
وزال التجهم عن وجه اوليفر وأمسك بوجهها بين راحتيه قائلاً:
- لوريل! لم أكن أجمعها لأكتب عنك ولكنك في كتابي , بل نحن الاثنين في الكتاب , لكن ليس بالطريقة التي تتخيلينها , إنها قصتنا يا لوريل, إنه أفضل عمل كتبته للآن , لكن تلك الملاحظات , ممكن أن تقولي إنها هوايتي التي لا استطيع التخلص منها , كنت أكتبها لأوضح أفكاري , لقد احسست ان ذنبي تجاهك لا يغتفر وكنت آمل من خلال ملاحظاتي لما حصل ان يتاح لي أن أفهم نفسي ومشاعري أكثر. ربما شرحت الملاحظات عما أكنه في قلبي هو انني مجنون بحبك ( وقطب جبينه متابعاً) وأما عن الكتب التي اشتريتها , فأنا احتاج كتباً لأبحث فيها عن موضوع لعملي القادم. عندما كنا في بروفينس خطرت لي فكرة لكتابي الجديد. عندما عملت كصحفي كتبت بعض المقالات عن السجناء وكنت أحاول عمل تحقيق مع السجناء المجرمين شخصياً . وأما عن الكتاب الذي قرأته فقد وجدته بالصدفة في المحل وأخذته مع باقي الكتب. كان حبكِ يزيد في قلبي يوماً بعد يوم واعتقدت انه عندما أطلع عليه ممكن ان أفهمك أكثر وعندها أحصل . إذاً نحن الاثنين وصلنا إلى نتيجة خاطئة , كل واحد منا اتهم الآخر بلا حق .
وذكرها قائلاً :
- لو تعلمين كم تألمت وأنا أقرأ دفتر ملاحظاتك.
وهمس بأذنها :
- أحبك ... فهل فهل تغفرين لي؟
ولاحظت نظرة حزن تطل من عينيه وتخبرها انه لن يسامح نفسه ابداً لسوء حكمه عليها في يوم من الايام .
لكن حبها يمحي الماضي بكل ما فيه من ألم.
فأجابته بمودة:
- أسامحك إذا وعدتني ان تسامح نفسك, فالانسان دائماً يخطئ , تذكر هذا ! وبعد موت بيتر من الممكن أن أتصور المرارة التي احسست بها ...
قاطعها بحزم قائلاً:
- لا, لا تحاولي خلق الاعذار لي , لوريل.منتديات ليلاس
أضاف وهو يغمغم :
- لابد أنني فعلت شيئاً جيداً في حياتي لأستحقك .
لوريل أريدك ان تقرأي كتابي , فقد كتبته لك... صمت قليلاً ثم قال متابعاً :
- إنه دليل على حبي , إنه يتحدث عني أكثر مما يتحدث عنكِ, إنه عما فعلته لكِ وعن معاناتي عندما اكتشفت أنني أحبك ...
وضعت لوريل اصابعها على شفتيه لتنسيه الندم.
- أليست نهاية سعيدة ؟

Rehana 04-03-23 10:21 PM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل التاسع )
 
للحظة بدا اوليفر ساكناً وبلا حراك وهو ينظر إليها . رأى ابتسامتها ومرة اخرى كان اوليفر الرجل اللطيف الذي عرفته من قبل وأحبته.
وقال ببطء:
- أنا مسرور جداً ببدايتنا السعيدة , وسنبدأ منذ الآن , كم يأخذ من الوقت الاستعداد لزفافنا ؟ أشك في أن تدعنا اليزابيث نرحل بسرعة بعد كل المعاناة التي لاقتها لاحضارك إلى هنا.
قالت له لوريل بسرور :
- كانت طوال الوقت تسألني إذا كنت اعتقد انك تحبني.
همهم قائلاً:
- إنها تعرف طوال الوقت أنني أحبك, ومع ذلك ستفاجئ عندما تعرف أنني احببتك وأنت بالكاد في عمر الخامسة عشرة ومع أنها اخبرتني أنك تحبينني , لكنني صممت ان اسمعها منك بنفسي , هل تحبينني , لكنني صممت أن اسمعها منك بنفسي , هل تحبينني لوريل ؟ هل تشعرين بشيء نحوي ؟
أكدت له قائلة :
- بكل شيء.
وأحست بأنها تكاد تطير فرحاً عندما قال لها :
- في أقرب وقت يمكننا الذهاب سوية إلى بروفينس ولكن هذه المرة كزوجة لي .
رفعت لوريل نظرها إليه وعلت وجنتيها حمرة الخجل وهو يقرب وجهها ويقبلها .
وقالت بتفاؤل :
- هل يكون هذا قريباً ؟
وقال بصوت حالم :
- قريباً جداً.
أحست لوريل بدوارمن فرط سعادتها . إنه الحب الذي طالما حلمت به اصبح الآن حقيقة ماثلة أمامها.
وردد بإصرار وهو يلفها بيديه :
- قريباً جداً قريباً جداً يا حبيبتي .

تمت

تولاي تولينا 09-03-23 09:44 PM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( كاملة )
 
مرحباااااااااا

Moubel 18-03-23 09:31 AM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( كاملة )
 
وأخيرا اكملت قراءتها
شكرا جزيلا على المجهود
رواية جميلة جدا استمتعت بقراءتها

نجلاء عبد الوهاب 10-06-23 11:24 PM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( كاملة )
 
:rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1:

ساشا علي 04-09-23 10:52 PM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( كاملة )
 
شكراااا ... رواية رررررروعة

munaahmed 21-09-23 10:22 PM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( كاملة )
 
رواية جميلة

ام شيماء 16-11-23 11:28 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة munaahmed (المشاركة 3751402)
رواية جميلة

تتاااا في الله يسر الله لك التوفيق في حياتك في في كلمات لك مصر مع القواعد على مسودات نظام الماسي الصورة الرمزية في حب

ياسمين احمد ابراهيم 29-04-24 10:29 AM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( كاملة )
 
شكررررررررررررررررا


الساعة الآن 10:35 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية