منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t207307.html)

Rehana 18-12-19 06:27 PM

1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس ( كاملة )
 
https://upload.3dlat.com/uploads/138400025114.gif

راح نزل رواية الحب الكبير
من روايات دار النحاس
تم تدقيق الرواية من قبلي وشكرا لكاتبة الرواية على كتابتها

الملخص

في السابق كانت لورين بيل مغرمة بجنون بسام هاردي، فقد اعجبت بوسامته وجاذبيته الطاغية ،لكن سمعته الشهيرة بالتعلق بالنساء والتخلي عنهن سبقته دائما.لذلك ابتعدت لورين وهي تقنع نفسها انها نجت من تحطيم قلبها ، او بالكاد.
والآن ها هي مرتبطة بخطوبة من رجل وسيم وثري. ومع ذلك ظهور سام في حياتها مجددا يقلقها. يطاردها في احلامها وساعات يقظتها، يتحداها، يسخر منها، متأكدا من انها لا تزال تحبه، وهذا ما يعذبها .
تشتاق لورين للوصول الى السلام ،لكن ما ثمن ذلك؟

Rehana 18-12-19 06:27 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
روابط فصول الرواية

الفصل الأول

الفصل الثاني

الفصل الثالث

الفصل الرابع

الفصل الخامس

الفصل السادس

الفصل السابع

الفصل الثامن

الفصل التاسع

الفصل العاشر والاخير

Rehana 18-12-19 06:28 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
المقدمة

الانجذاب بينهما لا يقاوم
وقفت لورين عند الباب وهي تحدق به، استدار سام وسار نحوها.
شعرت باضطراب ما أن أصبح قربها ،رفعت رأسها عاليا مع انها شعرت بجفاف في فمها. فكل عصب في جسدها مشدود وكأنه آلة الغيتار .وقف وحدق بعينيها بجرأة وشوق.
قال أخيرا بتهديد واضح في نبرة صوته"يوما ما انا و أنتي سنصبح أكثر من أصدقاء عاديين" ثم مر أمامها وأبتعد.
اتكأت على الجدار وهي تشعر بالراحة والامان ما أن سمعت الباب الامامي يغلق.

Rehana 18-12-19 06:32 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
الفصل الأول

لأحظ روبن الزوجين الجالسين في احد زوايا المقهى المحتشد بالناس فقال "أليست تلك صديقتك باتي جالسة هناك"
كانت لورين منشغلة بالنظر الى النادل لتذكره انها طلبت منه الفاتورة .فالعامل هناك بمفرده ويحاول ان يقوم بأكثر من عمل في ذات الوقت. فهو حتى لا ينظر ناحيتهما ، مع انه في العادة ،وعندما تتناول طعامها هنا ،كان يحوم حولها كالفراشة حول وعاء العسل.
من الصعب ان تواجه مشاكل في إثارة انتباه النادل، فهي شقراء الشعر،خضراء العينين وذات جسد رشيق وجمال، مع انها تفضل ان لا تثير انتباه احد، لكن الليلة هي على عجل،ولم تنهي عملها بعد. عليها العودة الى المكتب لتنهي المقالة الطويلة عن الملابس النسائية عبر العصور، وفي الوقت المحدد قبل تسليم المقالة عند الساعة العاشرة، لأن الصحيفة ترسل الى الطباعة تمام الساعة العاشرة والنصف، والآن تجاوزت الساعة الثامنة.

Rehana 18-12-19 06:34 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
قالت وهي تستدير ناحية روبن وتبتسم "باتي أين ؟" فهي وباتي صديقتان مقربتان، عملتا معاً في ذات الصحيفة حتى الاشهر الستة الماضية، حيث انتقلت باتي الى عمل آخر، لكنهما مازالتا صديقتين، وتتقابلان في النادي وتمارسان الرياضة معا،كذلك في الحفلات او على الغداء. فعالمهما صغير،لأن معظم الصحافيين في لندن يعرفون بعضهم،أما بالاسم او بالشكل،ولو كان ذلك غير حقيقي،لأن هناك صداقات كثيرة تفقد بسبب المهنة او الولاء لصحيفة ما.
قال روبن "وراء تلك الشجرة الاصطناعية إلى يمينك "نظرت لورين وأصيبت بالصدمة على الفور.
قالت بدهشة "لا اصدق ذلك"
سأل روبن متفاجئا "اليست هي؟"
هزت برأسها مقطبة الجبين وقالت "آه،بلى انها هي"
"هذا ما اعتقدته! ومن هو هذا الشاب برفقتها؟ انه ليس زوجها أليس كذلك؟"
" لا "حدقت لورين بهما وكأن هناك خناجر في عينيها وتابعت "لا،ليس هو "
قال روبن "كنت متأكداً من ذلك" وهو يشعر بالسعادة من نفسه. انه يعلم كم هو ضعيف الذاكرة، مع انه يقابل العديد من الناس كل يوم، ومن المتوقع ان يتذكرهم جميعا. تابع "اتذكر لويس سافيل جيدا. التقيت به مرات عدة، واعتقدت انه ليس هو، مع ان هذا الشاب أسمر وبطول قامته، لكن تعلمين كم انا ضعيف الذاكرة، لذا اعتقدت ربما كنت مخطئاً وهذا زوج باتي"
قالت لوران "لا، ليس لويس" وهي تراقب ابتسامة باتي المتوهجة وعينيها المليئتين بالحماسة والفرح، فتابعت "لابد ان باتي فقدت عقلها "
سأل روبن باهتمام واضح "الديك ذات الاحساس الذي اشعر به؟ ان هناك شيئاً ما بينها وبين هذا الشاب، اتساءل من يكون؟"
قالت لورين وكأنها تتكلم عن موضوع سام "اعلم من يكون، انه سام هاردي"
اندهش روبن وقال "سام هاردي؟ المصور المشهور؟ "
اجابت لورين بضيق وانزعاج "هناك سام هاردي واحد"
حدق روبن عبر الغرفة بالرجل وقال بتعجب "إذاً هذا هو سام هاردي. لم التق به من قبل. فقط اتابع صوره في الصحف بين الحين والاخر. والدي فخور جداً به. لقد فاز بجائزة أفضل مصور لسنتين متتاليتين، ودائماً يتفوق على الصحف الباقية بسبب فقدانها لما يعرضه. يقول ابي ان لديه انف يشتم به الاخبار، ويعلم اين ستحدث ويصل الى هناك في الوقت المناسب. ولا يمكن ان يتخلي عنه ولو مقابل ملاين الباوندات. عندما اصيب في لبنان ارسل له طائرة خاصة مع فريق طبي ماهر جدا لمعالجته. انه لا يستطيع ان يفعل ذلك مع احد افراد العائلة، ويعتقد ان سام هاردي رجل مميز بالفعل"

Rehana 18-12-19 06:37 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
لم تتأثر لورين بكل ما سمعته بل كانت غاضبة، قالت "حسنا، اعتقد انها اكثر نضجاً. فهي تعلم تماما من هو. انه مشهور بعلاقاته السطحية مع النساء. ولم يأتي الى انكلترا الا من ستة اشهر، ومع ذلك فقد عمت شهرته كالانفلونزا .فلا علاقة له تدوم طويلا، ليست مميتة بالطبع، لكن تترك النساء حزينات ويائسات، هذا ما اخبرت به عنه"
ضحك روبن بصوت عال، ثم نظر اليها بفضول وقال "تعلمين،تتحدثين عنه بصورة شخصية، هل تعرضت لتلك الانفلونزا، لورين؟"
أخفضت جفنيها قليلا، ثم رفعتهما وابتسمت قائلة "آه،شعرت وكأنني سأصاب به، لكنني اخذت احتياطاتي، وتمكنت من الهرب قبل ان اصاب"
بدا روبن مندهشا، فهو ليس من الاشخاص الذين يشعرون بالغيرة، وهو ليس بحاجة ليفعل، انه وسيم جداً، ولم يشعر يوما بالتنافس مع احد، او بعدم الثقة، وفي الواقع انه ملئ بالثقة بالنفس، ولديه اسباب لذلك، فقد ولد وفي فمه معلقة من ذهب، لأنه يملك كل شي الجمال والجاذبية والمال الذي ولد وهو محاط به من كل صوب، وقد شعرت روبن بالحيرة لأنه اختارها من بين كل النساء الجميلات.
لسوء الحظ كان ذلك سبب غامض لوالده ايضاً. فقد رفض ان يلقاها، فكيف وان يتقبلها كزوجة لإبنه الوحيد، وهي لا تستطيع ان تلومه، فهي ليست سوي فتاة عاملة،لا ثروة لعائلتها ولا معارف مهمة.في حين ان تشارلز كورنول يعمل في عالم الصحافة و ذو شهرة في البلاد كلها، ولا شك انه أمل وخطط ليزوج ابنه من وريثة تملك المال والسلطة.
تنهدت لورين، لكن روبن واثق انه قادر على التحدث مع والده وإقناعه فهو لم يفشل بعد من الحصول على ما يريده من والده حتى الآن، لكنها تشعر بالقلق ان تسبب أي خلاف بين الاب وإبنه. ولكن هناك غير هذا الامر المقلق والذي يقف في طريق سعادتها. فلم تكن سعيدة هكذا منذ سنوات، وتخاف ان يحدث شيء ما ويبدد هذه السعادة.
" إذا ،أنت الوحيدة التي تمكنت من الهرب"
وافقت وهي تبتسم" بالكاد استطعت ذلك، وأفضل ما حدث انني بأمان منذ ذلك الوقت"
رفع روبن حاجبه ساخراً وقال "حسناً، هذا ما اتمناه، عزيزتي"
بالطبع هو لا يخاف ان يخسرها، فهو لم يفقد أي شيء في حياته، فقد تم تدليله وإفساده طوال عمره.
قالت لورين بهدوء" لا يمكن ان يلاحق سام هاردي اي امرأة مرتين، وانا لا ارغب ان اكون الاولى في ذلك" نظرت الى باتي وتابعت "لا اصدق ان باتي حمقاء الى هذه الدرجة لتتورط معه"

Rehana 18-12-19 06:38 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
قال مقترحا" ربما التقيا صدفة وتشاركا في مأدبة غداء او هما في ذات العمل ويناقشان التفاصيل"
" ربما، لكن لا يبدو الامر وكأنهما يتحدثان بالعمل" اذا تبدو باتي منشغلة جداً مع الرجل الذي يجلس امامها.
"حسنا، ان كنت على صواب، لنأمل الا يكتشف لويس الامر" قال روب ذلك وهو يمسك محفظته ما ان اقترب النادل من طاولتهما اخيراً.
تجهم وجه لورين، فهي تحب لويس سافيل، تماما كما تحب زوجته. وهي لا زالت تعمل معه، لأنه المدير المسؤول لتسويق مجلة اولترا، ولهذا السبب قررت باتي ان تبدل مكان عملها. فليست بفكرة جيدة ان يعمل الزوجان معاً، واعترفت للورين انها تري زوجها كثيراً طوال النهار، لانهما لا يبتعدان عن بعضهما ، وهذا مايصيبك بالملل حتى ولو من الامور الجيدة .
ربما زواجهما كان مهدداً قبل ظهور سام هاردي؟ ومع ذلك مازالت تشعر بالسوء لأن زواجهما سينهار، خصوصا بسبب رجل مثل سام هاردي.كانت تظن انهما زوجان مناسبان جداً فباتي رقيقة، جميلة، وحساسة ولويس ذكي ، صاحب عزيمة وتصميم ، لكن وكما يبدو الزواج المثالي ليس بمثالي ابداً ،وإلا كيف تمكن سام هاردي من الوصول الى باتي؟
سأل روبن" هل نذهب؟"
توقفت لورين عن التأمل والتفكير بصديقتها ، اخذت حقيبتها وأقفلت ازرار سترة بدلتها السوداء.
انه يوم ربيعي دافئ وقد سارا عبر الطريق نحو المقهي من مبنى كورنول الوطني للصحف والمجلات. ولا يستغرق الامر اكثر من دقيقتين، لذا فلم يكن هناك حاجة لمعطفها.
نظر اليها روبن وقال "تبدين انيقة جداً"
ضحكت وقالت "شكراً، وانت ايضاً"
ضحكا معاً لأنها طريقة يستعملانها مع بعضهما. وضع روبن يده على خصرها وسار معها نحو الباب، وفي تلك اللحظة التقيا بباتي وسام.
لم تلاحظ لورين انهما نهضا عن الطاولة. وقفت مكانها وكذلك باتي التي اضطربت ولم تتمكن من النظر الى لورين.
علمت لورين ان باتي تفضل الهرب، لكن سام كان يمسكها بمرفقها، فهو لا يشعر بالضيق من التواجد مع اشخاص يعرفهم جميعا. فلا شيء يؤثر به، وفخور بذلك حتى لو بساحة المعركة.
هكذا اصيب برصاصة في لبنان،كان في مكان خطر يلتقط الصور، حيث أي رجل عاقل يختبئ وراء الجدران .حسناً انه بحاجة لهذه المرأة عندما يعلم زوج باتي انه يقابل امرأته.
قال "حسناً،حسناً، انظروا من هنا !" تأملها بعينيه الرماديتين ثم تابع "مضي وقت طويل لم اركِ. كيف حالك؟"

Rehana 18-12-19 06:38 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
قالت لورين "بخير "ولم تسأله عن صحته. فابتسم بسخرية.
"تلك البذلة رائعة عليك"
قالت لورين من بين اسنانها "شكرا" وشعرت بالضيق من نظراته الى ذراع روبن حول خصرها.
رفع سام هاردي نظره الى عيني لورين الخضراوين قبل ان تبعد نظرها تعلم انها عندما تواجه سام هاردي عليها ان تتجاهله ،فأدارت نظرها نحو باتي التي كانت تراقبها .وقالت "مرحبا باتي"
تمتمت باتي "مرحبا" وأبعدت نظرها الى روب، الذي ابتسم لها مرحبا.
"مرحباً ، اتذكريني؟"
بدت باتي اكثر إحراجا، وقالت "اجل،بالطبع. روبن كورنول ، أليس كذلك؟ التقينا في حفلة لورين منذ عدة اشهر "
اجاب روبن "هذا صحيح .كنت من يسكب الشراب ويغسل الاكواب بعد ذلك"
قالت لورين" وتقوم بالشرب بين سكب كوب وآخر"
"لا تبالغي يا امرأة ، لما تقام الحفلات إذاً؟ "ابتسم لسام ومد يده الاخرى مصافحاً وهو يتابع "النساء هن كالشرطة، دائماً تضعن القوانين وتطلبن منا الخضوع "
لم يقابل سام ابتسامته بمثلها ولذا تابع "لا اعتقد اننا التقينا من قبل .انا روبن كورنول .وسمعت الكثير عنك ، بالطبع والدي يعتقد انك اشهر مصور في العالم"
قال سام "إذا عليه ان يضاعف اجري"
ضحك روبن متفاجئاً من رد فعله ، لذا قرر تبديل الموضوع على الفور "كيف تشعر وانت تعيش هنا في لندن معظم الوقت؟ اتوقع انك تفتقد التجول كالسابق ، أليس كذلك؟"
اجاب سام بضيق "اجل"
"قال والدي ان جراحك هي سبب بقاءك هنا. فأنت بحاجة للذهاب الى المستشفي للعلاج كل اسبوع ، صحيح؟"
هز سام رأسه فهو يكره التحدث عن حياته الشخصية وتسألت لورين كم يحتاج روبن ليفهم ذلك ؟ لكن المشكلة ان روبن مدلل والده ، واي تصرف من قبله يعتبر اهتمام وهذا ما يكرهه سام.
حدقت به وأدركت لماذا يتحدث روبن عن مرضه. فقد بدا شاحباً ونحيلاً وهناك بقع سود تحت عينيه ويبدو بالفعل مريض.
قطبت جبينها وحدقت بباتي قائلة "هل تسيرين الى الطريق معي باتي ؟ اريد ان اتحدث معك قليلاً "
بدت باتي منزعجة ، لكنها بدأت باجتياز الطريق معها ،مشي الرجلين وراءهما ، تاركين مسافة كافية لتتمكن لورين من ان تسألها بصوت منخفض "هل انت مجنونة ؟ما الذي حدث معك لتخرجي برفقة سام هاردي ؟"
قالت باتي تدافع عن نفسها "كنا نتناول العشاء ، فلما لا نأكل معاً ، نحن نعمل بذات المؤسسة ، اتذكرين ؟"

Rehana 18-12-19 06:39 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
"اعلم ،لكني لست بعمياء ،رايتك كيف تنظرين إليه هناك"
تورد وجه باتي واجابت "لم أكن"
"لا تحاولي السخرية مني ، ولا تسخري من نفسك ايضاً. هل حقاً انت مستعدة للقضاء على زواجك السعيد من اجل رجل مثله؟"
توقفت باتي عن متابعة سيرها وانفجرت قائلة "زواج سعيد ؟ من رجل لا يأتي الى المنزل ابداً ، ولا يراني ؟ يعيش لويس من اجل عمله ،ولا يهتم لأجلي ابداً"
عضت على شفتيها قبل ان تتابع "وبكل الاحوال ،ماذا يعنيك الامر؟ ولا تحاولي اعطاء النصائح لورين بيل "
وصلا الرجلان قربهما وقد سمعا ما قالته باتي.
رفع روبن حاجبيه سائلا، لكن سام ابتسم لها بسخرية وقال "لورين تعطي باتي نصيحة؟"
وضع ذراعيه حول باتي وسألها "هل ستفعلين، باتي ؟"
اتكأت الى صدره واجابت "اشك بذلك ، لست بحاجة للورين لتخبرني ماذا يجب ان افعل ! استطيع ان اقرر بنفسي"
ادار وجهه نحو لورين وقال معلقا باستياء "امر مؤسف ،يبدو وكأنك كنت تضيع وقتك ،أليس كذلك؟"
اقتربت سيارة اجرة منهم. رفع سام يده فتوقفت السيارة على الفور. فتح الباب الخلفي وساعد سام باتي لتصعد .حتى انها لم تنظر الى لورين وروبن ، او ان تقول لهما عمتما مساءً .جلست وقد ظهر الضيق بوضوح على وجهها.
نظر سام اليهما ، هز رأسه وقال وهو يمر امامها "ستعملين بنصيحتك ، اليس كذلك ؟"ثم صعد الى جانب باتي .
ضغطت لورين على اسنانها بقوة. لكن لديها عمل لتقوم به .وماحدث الآن لا يعنيها ، وهذا ما اوضحه سام جيدا. كما وان وضعها مع روبن مختلف جداً. فهي وروبن سيتزوجان ، بينما باتي متزوجة من رجل آخر. وسام هاردي سيعمل على تدمير زواجها ،ولن يهتم لذلك .فهو لم يكن يوماً جاداً بشأن أي إمرأة في حياته ، ولا يهتم الا لنفسه.
ابتعدت السيارة وهي لا تزال تشعر بالغضب في اعماقها ،فقد سمعت العنوان الذي اعطاه سام للسائق ، وهي تعرفه جيداً .انهما ذاهبان الى شقة باتي في نايتبريدج ،وهذا يؤكد ما فكرت به لورين
سأل روبن "اين زوجها بكل الاحوال؟"
اجابت لورين "مسافر في رحلة عمل .ولن يعود قبل يومين"
كانت متأكدة ان لويس لا يشك بشيء كانت باتي لتخبرها بذلك .لكن كم من الوقت سيمضي قبل ان يعرف ؟عاجلا ام آجلا احد ما سيخبره .صفر روبن وقال "المسكين لويس" كانت نبرته ساخرة اكثر منها تعاطفا . لابد انه يعتقد ان زوج باتي احمق وضعيف. وهذا ما يجعلها تخرج مع رجل مثل سام هاردي.

Rehana 18-12-19 06:41 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
تابع وهو ينظر الى لورين "افهم ماقصدته بشأن هاردي . انه رجل قاس حقاً. لقد اخبرني انه مازال هناك شظية في ظهره ،والاطباء تركوها لتخرج بنفسها ،ويقول انها مؤلمة جداً في الليل عندما يستلقي لينام"
قالت لورين "هذا خبر جيد"
"انت حقا تكرهينه ، أليس كذلك؟"
"لااحبه بالفعل"
لم يكن روبن احمق ، حدق بها وقال "عزيزتي انت لا تكنين له أي عواطف، أليس كذلك ؟"
تفاجأت من سؤاله، حدقت به بعينين متسعتين من الصدمة والغضب، قالت "لسام هاردي؟ لست بمجنونة!" وضعت ذراعيها حو عنقه وابتسمت له قائلة "العواطف التي اكنها هي لك روبن"
ضمها اليه قائلا "يسعدني ذلك حبيبتي ،لا اريد ان ابحث عن سام هاردي لأخنقه "
"هل يمكننا التوقف عن الحديث عنه؟"
"بالطبع، لكن هل انت بحاجة للذهاب الى العمل ؟ الا تستطيع تلك المقالة الانتظار الى الغد؟"
"لا تحاول اغوائي" هزت رأسها وأبعدت يديها وهي تجيب "احب ان افعل ذك، لكن لدي عمل ، وان لم انهه في الوقت المحدد سأجد نفسي من دون وظيفة يوم الغد . انت تعرف آني جونز ، كاتبة التحرير القاسية وهي لا تسامح ابداً عن اي خطأ "
قال روبن بشيء من التفاخر "ستتزوجين ابن صاحب المؤسسة ، تذكري ذلك" انه عادة لا يفعل ذلك وهذا ما جعلها تقطب جبينها . لقد تفاجأت بقدرته على التعامل مع الجميع وكأنه احد الموظفين مثلهم، وذلك منذ اليوم الاول للقائهم في حفلة اقامتها آني جونز نفسها .ذهب روبن الى هناك ممثلا والده. علم الجميع من يكون بالطبع ، لكنه تمكن من خلال التحدث مع الجميع بلطف وخفة من جعلهم يشعرون بالود له ، وهكذا اصبح محبوبا من الجميع ، لذا شعرت بالاستياء الآن لانه يتحدث هكذا.
قال بفقدان صبر "اخبريها انك كنت معي ، ولن تجرؤ على قول اي كلمة"
لا شك انه على حق لكن آني جونز ستكون في وضع لا يحتمل. راقبت وجهه الوسيم وهي تفكر .ثم قالت بلطف "لا يمكنني ان افعل ذلك حبيبي .ليس من العدل ، فهذا عملها وعليها الاهتمام به ، وانا لا اسأل عن معاملة خاصة لأنني اتواعد مع ابن رئيس الشركة" رأت الضيق على وجهه فقالت "ماذا اذا ذهبت الى والدك وأخبرته؟ هل تعتقد انه سيدافع عني ؟ بل سيرغب في اقتناص الفرصة ليتخلص مني"

Rehana 18-12-19 06:42 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
لمعت عيني روبن وهو يقول "عندها عليه ان يتعامل معي "
علمت انها نجحت فيما تقوله ، فهي تعلم ان والده سيعود الى رئيسة التحرير وليس لها ، وهذا عمل صحيح مئة بالمئة .فكرت لورين بنزاهة ،لماذا عليها ان تحظى بمعاملة خاصة لأنها ستتزوج احداً من عائلة كورونول ؟وهذا ما يسيء اليها في كل الشركة ان فعلت ذلك ،والناس ستتجنبها في المستقبل ،معتبرين انهم لا يستطيعون الثقة بها ولا الاعتماد عليها.
بالطبع لدي تشارلز كورنول اسباب اخرى لطرد آني جونز، وسيشعر بالسعادة، لانه وجد عذراً كافيا ليفعل ذلك.
قالت وكأنها تتوسله "لا نريد ان نشعل حربا مع والدك ،أليس كذلك، روبن؟"
حدق بها ثم تنهد قائلا "حسنا ،عزيزتي ،افعلي ما تشائين ،لكن غدا لا تتأخري، لدي خطة لتمضية السهرة ،فلا تنسي ذلك"
لمعت عيناها بالسعادة وقالت "لن افعل "
ابتسم لها وقال "لا استطيع الانتظار"
افترقا ،هو اتجه نحو المرآب ليستقل سيارته ولورين سارت عبر المدخل الرخامي للمبنى حيث يعملان معاً. حتى في مثل هذه الساعة المكان ملئ بالموظفين، فريق الليل للصحف المختلفة قد بدأ عمله ومازال بعض الموظفين من فريق النهار يعملون ولم يغادرو.
صعدت لوري الى مكتبها، وبعد لحظات قليلة كانت امام جهاز الكمبيوتر تضغط على زر الشاشة لتعيد المقالة وتقرأها وتعمل على انهائها.
انها تعمل في مجلة اولترا منذ سنتين، وبدأت تعلم ان الروتين يقضي على كل شئ .انهم يعملون لعدة اشهر مقبلة منذ الآن ،ليتمكنوا من مرعاة جدول النشر ،وهكذا في تشرين الاول (اكتوبر) يعملون على مقالات عيد الميلاد ،والآن في نيسان (ابريل) يعملون على مجلة شهر حزيران (يونيو) والتي هي لهذه السنة ،مجلة تهتم بالعروس ،الثياب، الاحتفالات، الزينة، الديكور،و كل ما يتعلق بالمناسبة . مقالتها عن ثياب المرأة عبر العصور تناسب هذا الموضوع ،خصوصا انها تعمل على ما كانت العروس ترتديه فقط ،وقسم الفنون اعطاها رسوما رائعة لتلك الثياب في الماضي . إضافة الى صور ،بعضها مضحك بالفعل . فالنساء في الايام الغابرة كانت ترتدي ثياباً غريبة .وجدت لورين نفسها في السنة الاولى في المجلة سعيدة يملؤها الحماس ،لكن بعد ذلك ادركت انه يعاد طبع ذات المقالات في السنة التالية ،مع بعض التغيرات .
تخلت عن حماسها ،وارادت الانتقال الى احدي صحف كورنول فبدأت البحث عن عمل من خلال الاعلانات عن عمل ما .فموظفي كورنول لديهم فرصة التقدم لأي عمل في المؤسسة قبل ان يوضع الاعلان في الصحف.

Rehana 18-12-19 06:43 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
هذا امر سهل على الإدارة ان اخذوا موظفاً يعمل لديهم في مكان آخر ،بدلا من التعاقد مع شخص جديد ،ولهذا قرب المصعد في كل طابق من المبنى هناك لوح كبير يحمل دائما بطاقات اعلانية عن اعمال متوفرة لمن يرغب . حتى الآن لم تحظى بأي فرصة رغم عدد الطلبات المقدمة ،لكن يوما ما ستصل الى ما تصبو اليه .فهي طموحة وتؤمن بنفسها ،وتريد التقدم في عملها ،ولا تريد الاستعانة بـ روبن او عائلته ان يساعداها في الحصول على ذلك العمل ،ولهذا السبب مازالت تعمل بجد في اولترا رغم فقدانها للحماسة للمجلة .فهذا هو العمل الذي تأخذ أجراً عليه.
احتاجت لأكثر من أربعين دقيقة لتنهي مقالتها ، اعادت قراءتها ثم ضغطت على الزر الذي يخولها الوصول الة مساعدة رئيسة التحرير قبل ان ترسل وبشكل نهائي الى قسم الطباعة .
تمددت وهي تتثاءب ، نهضت عن مكتبها ونظرت الى الساعة المعلقة على الجدار ،انها التاسعة و النصف ، لكنها تشعر بالتعب الشديد وكأنها عملت حتى منتصف الليل.
سألتها احد الزميلات التي لا زالت تعمل "ستغادرين الآن "
جوني نيل فتاة ودودة وتتعاطف كثيراً مع الجميع ،ولورين تسعد برفقتها ، بالرغم من انها لا تربطهما صداقة .فجوني متزوجة ومنشغلة جداً بحياتها العائلية ، وليس لديها اصدقاء في المجلة ، ومن الواضح انها ستترك العمل ما ان يولد طفلها ، وقبل ان تنتهي السنة.
هزت لوري رأسها وقالت "أخيراً، وحظاً سعيداً لهذه الليلة"
ابتسمت جوني وقالت "شكراً، وعمت مساءً"
وصلت لورين الى المصعد ما ان فتح الباب . وخرج رجل مسرعاً وهو يحمل حقيبة عمل بيده ،وحقيبة سفر باليد الاخري .
حدقت لورين به وشعرت بالتوتر على الفور "لويس !"
نظر اليها وابتسم قائلاً "مرحبا ،لورين. تعملين لساعة متأخرة الليلة؟ هل آني في مكتبها ؟ اريد التحدث اليها قبل الذهاب الى المنزل لأرتاح"
قالت لورين وهي تشعر بالارتباك "اجل ، آني هنا . اعتقدت انك مسافر لعدة ايام لويس ؟ هل هناك خطب ما ؟"
"آه ،هناك بعض المشاكل بسبب مقالة التعرض للأطفال ،قلت لآني ان تلك الصورة فاضحة ،وكنت على حق"

Rehana 18-12-19 06:43 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
بدا شاحب متوتر ،وقالت "تبدو متعباً ،كان يجب ان تذهب الى المنزل مباشرة .رأيت باتي عند المقهى المجاور اثناء فترة العشاء ،ولم تقل لي انها تتوقع عودتك . هل اخبرتها انك ستعود الليلة ؟ "
تأوه لويس ومرر يده عبر شعره البني الداكن قال "اردت ان افعل ،لكن كنت في عجلة للحاق بالطائرة ،لذا نسيت ،سأتصل بها عندما اتحدث مع آني "وسار مبتعداً.
ما ان غاب لويس حتى عادت الى المكتب المجاور والتقطت الهاتف .
سألتها جوني ، من الجهة الثانية من الغرفة وهي تحدق بها "هل نسيت شيئاً ما ؟"
هزت لورين رأسها و هي تجبر نفسها على الابتسام .بحثت عن رقم باتي واتصلت بها .ما ان رن جرس الهاتف وفتح خط الاتصال حتى فتحت لورين فمها لكنها سمعت صوت باتي يقول "هنا باتي سافيل .انا لست في المنزل ،لكن سأعود قريباً ، لذا إذا اردت ان تترك رسالة..."
تمتمت لورين وأنهت الاتصال .آلة تسجيل ، حدقت بالسماء من النافذة وتساءلت ماذا ستفعل الآن؟
شعرت بغضب لا يوصف ،تباً لها ولسام هاردي ليحصلا على ما يستحقانه .ربما سيعمل لويس على قتلهما معا ،ولورين لن تذرف الدموع عليهما .
انها تحترم لويس ،فهو رجل صادق ونزيه .يعمل بجد ويهتم كثيرا بزوجته ،لكن باتي اصغر منه بعشر وأكثر .
تزوج لويس من قبل ،عندما كان في الثالثة والعشرين ،وانتهي زواجه بطريقة سيئة جداً .فقد تخلت عنه زوجته .ويبدو الآن ان القدر يعيد ذات التجربة.
خرجت لورين من المكتب وهي لا تدري ماذا تفعل انهيار زواجه الاول حطم لويس تماماً .وتقول الثرثرات في المكتب انه امضى خمس سنوات من دون ان يخرج برفقة فتاة .
عملت باتي كثيرا لتجعله يلاحظها ، وهذا ما اعترفت به للورين . لأنه لا يثق بالنساء ، ومن الذي يستطيع القاء اللوم عليه.
لكن باتي تمكنت من تحطيم دفاعاته لأنها اصرت على ذلك وكانت مصممة على ذلك ،ولأنها لم تكن تشبه زوجته المثيرة. فباتي نحيلة الجسم، رقيقة وكأنها لعبة صغيرة مع صوتها الرقيق وعينيها الكبيرتين.
لقد احبت باتي لويس ،فما الذي حدث ؟ هل تريد انهاء زواجهما ؟هل تريد سام هاردي الآن ؟ من الصعب قراءة افكار الشخص الآخر ، ولورين لا تفهم باتي ابداً.
ترددت خارج المبنى ،ثم اتخذت قرارها ، لا تستطيع ان تترك لويس يعود الى منزله ليجد زوجته مع سام هاردي .عليها ان تأخذ هذه السيارة الى مايتسبريدج لتحذرهما.

نهاية الفصل

Rehana 20-12-19 10:41 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
الفصل الثاني

الشقة في الطابق الثاني في مبنى حديث وفاخر جداً ، قائمة على عدد من الاعمدة الرخامية وأمامها حدائق جميلة ، ولا تبعد عن هارودز .
فكرت لورين ، ان هذه منطقة باهظة التكاليف ، ولا يمكن لها ان تعيش في مكان كهذا من خلال الراتب الذي تقبضه .
ليس دخل باتي ما يخولها العيش هكذا .ولابد ان لويس يتقاضي اكثر بكثير من زوجته ، وليس لديه مشكلة في العيش في هذه الشقة ، وربما كان يعيش هنا قبل ان يقابل باتي ،وبقيا بعد زواجهما .
ترجلت من السيارة واتجهت نحو المبنى ، صعدت الدرج بسرعة عليها ان تصل قبل لويس ، مع انها لا تدري لماذا عليها إنقاذ باتي.
وصلت الى باب اخضر داكن مع مسكات من النحاس .تساءلت اي باب رقم تسعة ؟ وصلت الى الباب وتنفست براحة وهي تضغط على الجرس . لكن لم يكن هناك أي اثر لأي كان ، ولا حركة ، ثم ما ان استمرت بالقرع حتى سمعت بابا يفتح وسمعت صوتاً مألوفاً لديها.
اجفلت ، فقد اعتقدت حتى الآن انها أخطأت وان باتي هنا بمفردها .وانها بهذه الحالة ستبدو مغفلة ، لكن لم تمانع.
اما الآن ، فهي متأكدة ان سام هنا ايضاً .ابقت اصبعها على الجرس وسمعت صوت باتي متوتراً
"لا سام ، لا تستطيع ان تجيب . قد يكون احد الجيران ، وانا لا اريد ان يراك احد هنا"
قال سام بفقدان صبر "إذا لا داع للإجابة "
"يجب أن أري من يكون ، قد يكون الأمر هاما "
"مجرد شخص مزعج ، بكل الاحوال ، افعلي ما تشائين "
سمعت اغلاق باب ثم وقع اقدام وصوت باتي قائلة "من الطارق؟"
لكن لورين لم تجب استمرت في القرع على الجرس
"آه ، توقف عن القرع ،من فضلك !"فتحت الباب وحدقت بلورين غير مصدقة ما تراه عيناها.
ارادت لورين ان توصل رسالتها وتغادر ، لكن نظرة واحدة الى باتي جعلتها تشعر بغضب شديد ، مع أنها تفكر بلويس طوال الوقت ، لكنها شعرت بألم في اعماقها ، كيف يمكن لهما ان يفعلا ذلك؟
انه ليس برجل مثير ، لكنه رجل يمكن الوثوق به ، وهو يستحق زوجة أفضل من باتي .فهي لم تتزوج به منذ فترة طويلة ، ويجب على قسم الزواج ان يكون أكثر أهمية لها.
انفجرت باتي بها بغضب "لورين !هذا كثيراً !ماذا تعتقدين انك تفعلين هنا؟ تبعتني الى المنزل لتبدأي نصحي من جديد ؟!"

Rehana 20-12-19 10:43 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
"لا ، لم أفعل بسبب ذلك مع انك بحاجة لأكثر من نصيحة "
صرخت بها باتي "لن أصغي اليك ! ارحلي "وبدأت بإغلاق الباب.
وضعت لورين كتفها على الباب وقالت "لا تكوني حمقاء "
"ما كل هذه الضجة؟"
سمعت صوته فاستدارتا معا ليحدقا بسام هاردي والذي كان يسير نحو القاعة.
نظرت لورين اليه بازدراء .يعتقد ان هدوءه قادر على جعلها تعتقد ان لا شيء حدث بينهما .اي رجل آخر لكان بدا مرتبكاً او مذنباً ، اما سام هاردي فلا ضمير لديه ولا أخلاق البتة .
رفع حاجبه وقال "حسنا ، حسنا، هذه لورين من جديد .انت لا تتخلين عما تقومين به ، أليس كذلك؟"
قالت باتي بغضب "انها تحاول الدخول بالقوة الى هنا ، قلت لها انني لا اريد المزيد من نصائحها ، لكنها لا تدعني اغلق الباب "
مرر سام يده في شعره الاسود الكثيف وقال "اتعلمين ، كل من يراك ، يعتقد انك تشعرين بالغيرة "
"بالغيرة ! عليك ؟ لا تمدح نفسك ولا تشعر بالغرور "
اتسعت عينا باتي وشهقت قائلة "لقد اصبت الهدف تماما ، سام ! انظر الى وجهها ، انها تغار وتريدك لنفسها "ثم بدأت بالضحك.
شعرت لورين بضيق في حلقها وبكره شديد لها
باتي كانت دائما صديقتها ، لكنها الآن تشعر برغبة في ضربها ، كانت تريد تحذيرهما اما الآن ستستعمل ذلك التحذير كسلاح ، متمنية ان يسبب لها الالم ,قالت اخيراً "عاد لويس "
حصلت على ماتمنت . توقفت باتي عن الضحك وشحب وجهها . وضاقت عينا سام ، لم يتحدث اي منهما للحظة ثم همست باتي "ماذا قلت؟"
كررت لورين "عاد لويس .هذا المساء ،ورأيته للتو في المكتب"
قالت باتي "لا اصدقك" لكنها صدقتها ، فقد بدت خائفة .
استدارت نحو سام وتابعت "لابد انها تكذب. ما كان يأتي دون اخباري .هو يتصل بي ليعلمني متى ستصل طائرته "
راقب سام لورين وسألها "لماذا لم تتصلي ؟ لماذا اتيت الى هنا ؟ لابد انك احتجت لأكثر من ربع ساعة لتصلي من المكتب"
نظرت اليه ببرود واجابت "حاولت ان اتصل ،لكن لم اجد رداً الا من آلة التسجيل "
صرخت باتي "آه ، كرهت دائما تلك الآلة البغيضة. لكن اصر لويس على شرائها "

Rehana 20-12-19 10:43 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
نظرت لورين اليها فهي ما زالت غاضبة منها ، لكنها تشعر بالاسف عليها. انها تتمزق، وهذه شخصية باتي ، حساسة وهشة ،وهي بحاجة لشخص اقوى منها لتعتمد عليه . ان وجده لويس هنا فقد يجد سام نفسه مجبرا على تحمل مشاكل باتي الى الابد.
قالت بضيق "حسنا، علي الذهاب، اني متعبة"
حدقت بباتي منزعجة منها لأنها اتهمتها بالكذب وتابعت "صدقت ام لا باتي ،الامر يعود لك ،لكن لويس ليس ببعيد عن المنزل الآن ،مر الى المكتب لأنه بحاجة الى التحدث مع آني وبشكل طارئ ،ثم سيعود الى هنا ,من الافضل ان تتخذي قرارك ان كنت تريدين خسارته ام لا ، لأنه ربما لن تحظي بفرصة ثانية "
استدارت من دون ان تنظر الى اي منهما ونزلت الدرج بسرعة نحو الشارع ،عليها ان تسير نحو الطريق الرئيسية لتجد سيارة أجرة ,لكن ليس هناك من مشكلة فالسماء صافية والهواء منعش ولا تهتم أبداً للنسمات الخفيفة.
بدأت تسير بسرعة وكادت تصل الى المنعطف عندما سمعت وقع اقدام وراءها لم تستدر فهي تعرف من يكون ، فأسرعت بالسير اكثر متمنية ان تصل الى سيارة قبل ان يلحق بها.
كانت ترغب بالركض ، لكنها لن تعطيه الإحساس بالرضى وهو يراقبها تهرب منه ,سيعتقد انها خائفة منه او ربما اسوء منجذبة إليه ، وهو لن يفوت فرصة استغلال ذلك ان اعتقد انه يستطيع الوصول اليها. مع رجل مثله من الافضل ان لا يعتقد ان بإمكانه الوصول اليها مطلقاً. عليك ان تبقي هادئة ولا تدعيه يقترب ابداً.
كادت ان تخطئ وتقع في غرامه في السابق ، لكنها علمت في الوقت المناسب ان سام لا يرغب في الارتباط ابداً.
سيشعر بالملل منها ،وفي أحد الايام سيعتذر ويختفي .فهذا ما كان يفعله في الماضي. وهذا ما اخبرت به ،ولندن مليئة بالنساء اللواتي تخلى عنهن سام.
معلوماتها من فتاة التقت بها في حفلة ،فتاة لطيفة ،شعرها قصير أجعد ولديها ابتسامة جميلة . آنيت سيمونز ،تذكرت لورين وهي تبتسم بحزن .
اتت نحوها لأنها رأتها مع سام سابقاً ، كان عليه ان يغادر الحفل لأن لديه موعد عمل في الليل ، لكن لورين بقت وفي الوقت الذي كانت تسكب فيه بعض السلطة اقتربت آنيت وعرفت عن نفسها.
انها تعمل في التلفاز الآن ، لكنها عملت سابقاً في مؤسسة كورنول ، وهكذا تعرفت الى سام.
سألت آنيت بمرح "سمعت أنك آخر فتاة يخرج برفقتها سام ! منذ متى وانتما معاً ؟كنت صديقة له في السابق ومنذ سنوات مضت "
شعرت لورين بالقلق ،وتساءلت ان كانت آنيت تشعر بالغيرة منها ، وربما ظهر ذلك في عينيها ، لأن آنيت ابتست ووحت بيديها مشيرة الى خاتم الزواج .

Rehana 20-12-19 10:44 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
تابعت آنيت "لا تقلقي ، اني متزوجة من رجل رائع وسعيدة جداً ،تخلصت من التفكير بسام منذ وقت بعيد، آه ، كما انه ممتع جداً طالما انت معه "
لمعت عيناها ثم ابتسمت وهي ترفع كتفيها وتابعت "آه ،انا لا اتذمر ،صدقيني .فأنا مازلت معجبة به ،مع انه عندما تخلى عني اردت ان اقتله .وهذا ما شعرت به كل الفتيات اللواتي تخلى عنهن "
شحب وجه لورين ، فقالت آنيت "هل انت بخير ؟،تبدين شاحبة"
كررت لورين بغصة "كل الفتيات ؟كم عددهم؟"
فكرت آنيت للحظة ثم قالت "اعتقدت ان كل من يعرف سام يعلم انه شخص كثير الترحال . ألم يحذرك احد بسبب ذلك ؟ فهو لم يبق مع أي امرأة لمدة طويلة .وأطول مدة عدة أشهر " حدقت في وجهها وتابعت "ربما يكون الامر مختلفاً هذه المرة ،فلابد ان يتزوج ويستقر يوماً ما ، ويمكنني القول انه يحبك بالفعل ، فأنتما تبدوان رائعين معاً . آه ، لا تهتمي لما قلته .فأنا اتحدث كثيراً ،وجيم زوجي يقول ان كلامي غير منطقي "
لم تجب لورين وتذكرت الفتيات كيف ينظرن اليها كلما ذهبت الى مكتب سام ،واعتقدت ان ذلك مجرد احساس بالغيرة ، لكن الآن تري معنى مختلف لذلك قالت "اعطيني بعض الأسماء ،كيف لي ان اعلم انك تقولين الصدق ؟ اخبريني من كان يعرف ؟"
ترددت الفتاة قليلاً ،ثم قالت "سأخبرك ماذا سأفعل ، لاقيني غداً مساءً وسأعرفك على فتاتين كان يعرفهما سام . وسترين أنهما مازالتا تحبانه .فهو لطيف ، لكنه غير صادق .وهذا حال معظم الرجال . وهو ليس من النوع الذي يتزوج .أسمعي أنا أسفة ،أتمنى لو أنني أبقيت فمي مغلقاً ، لكن حقاً اعتقدت أن عليك معرفة كل شيء عنه"
رفعت لورين كتفيها وقالت "لا بأس "في اليوم التالي استمرت في القول أنها لن تذهب إلى ذلك اللقاء ،ولا تريد أن تعرف أي شيء عن ماضي سام ،لكن في النهاية ذهبت والتقت بثلاث فتيات جميعهن تعملن في مؤسسة كورنول.
شعرت بالفضول نحوهن ، فهن لا يشعرن بالمرارة أو الحقد . وهذا ما قالته آنيت . جلست لورين صامتة تصغي لهن . وهن يتحدثن عن مغامراته.
قالت واحدة منهم "آه ، لكنه لا يخدع أحداً .قد يرحل في يوم ما ، لكنه يخبرك أنه راحل ...في ذلك الوقت كرهته لأنه صادق ،قال انه آسف ، وأنه مغرم بفتاة جديدة ، وإن كل ما بيننا إنتهى ، ثم قدم لي اسوارة ولم أره بعد ذلك لمدة سنة . وعندما فعلت كان لطيفاً كالعادة ، لكن حينها أصبح لدي صديق جديد ،وبدا سام سعيداً جداً .أنا حقاً أحبه ، حتى ولو كان خائناً"

Rehana 20-12-19 10:46 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
قالت آنيت "هذا تقريباً ما حدث معي ، وأنت على حق فهو لا يخدع أحداً ، بل يسأم ويريد فتاة أخرى "
قالت الفتاة الثالثة "أنه أكثر الرجال وسامة ، وهو رائع بالفعل "
ضحكت الفتيات لكن لورين شعرت بيأس قاتل وهي تصغي لهن .هي وسام يتقابلان منذ فترة قصيرة ، وهي لم تغرم به بعد ، والآن تعلم أن تركت نفسها تغرم به ستصاب بالمرارة والحزن.
أنه دورها الآن لتراقبه يتخلى عنها ، وهي لن تتمكن من القيام بأي شيء مقابل ذلك ، إلا إذا لم تغرم به ولم تسمح له أن يسبب لها الأذى ، لكن أن استمرت في رؤيته ، فكيف ستمنع نفسها من الاهتمام به ؟لذا لم يكن هناك إلا حل واحد منطقي ، عليها أن تتخلي عنه قبل أن يفعل هو ذلك .
وهكذا أمضت عطلة نهاية الأسبوع مع والديها من دون أن تخبره عن ذهابها ، غير أنها أرسلت له ملاحظة تخبره فيها أنها لا تستطيع الذهاب إلى موعد معه لأنها ذاهبة في زيارة لأقربائها . وعندما عادت كانت باردة وبعيدة ، لم تجب على اتصالاته ولم توافق على الخروج برفقته ، بل تعمدت الخروج مع أصدقاء غيره .
توقعت أن لا يهتم لكنه غضب ، وأخيراً علمت أن هذا مسيء لكبريائه . فقد أكتشف كيف يمكن التخلص من الحبيب ، وهذا مالم يعجبه .
واجهها في شقتها صباح نهار السبت ، لأنهما لا يعملان .فتحت الباب متوقعة بائع الحليب قادم ليأخذ ماله ووجدت نفسها أمامه .
كان لقاء قصيراً وقاسياً .سألها بقسوة "ما الذي يجري ؟ ماذا هناك ؟ ولماذا تفعلين ذلك ؟"
شعرت بالذهول لأنه يبدو وكأنه يهتم فعلاً ، لكن وإن كانت تخطئ فيما تفعله ، فعليها تذكر تلك الفتيات والألم الذي سببه لهن . آه ، جميعهن قلن أنهن مازلن يشعرن بالحب له ، لكن لورين لا تريد أن تعاني مثلهن.
نظرت إليه وقالت له بهدوء " آسفة ، لكن هناك شاب آخر في حياتي"
قال بغضب "من يكون ؟"
رفعت رأسها ونظرت إليه بهدوء "هل هذا يشكل فرقاً ؟ آسفة ، سام ، لكنني لا أريد رؤيتك بعد الآن ،هذا كل مايهمني . من فضلك لا تجعل الأمر صعباً علينا ، فقط تقبل الأمر "
وقف صامتاً يحدق بها ثم استدار وغادر ولم تره لسنوات عدة .كان مسافراً، وقد انشغلت بعملها ومع الوقت نسيت أمره مع أنها لم تقابل أي شاب لسنين ، حتى التقت بروب كورنول ، عندها علمت أنها وجدت شخصاً مميزاً والغريب أنه في هذا الوقت عاد سام إلى لندن بشكل دائم ، بعد أن أصيب بطلق ناري.

Rehana 20-12-19 10:53 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
التقت به وقررت أن تكون صديقة له ، لكن نظرة واحدة كانت كافية لتعلم انه ليس بإمكانهما إلا أن يكونا عدوين .فلا صداقة ممكنة بينهما .
اقتربت الخطى كثيراً منها ، فشعرت بالتوتر لكنها لم تستدر ، ركزت نظرها على الطريق منتظرة وصول سيارة أجرة ، لكن انتباهها الفعلي هو للشخص الذي يتبعها . هي تعلم انه غاضب ، وسام ليس برفيق سهل عندما يغضب .
قال بصوت كالسوط "هل استمتعت بذلك؟ "
توترت أكثر ما ان أصبح قربها ، لكنها رفضت ان تنظر إليه . قالت " دعني وشأني سام ، أيمكنك ذلك ؟"
ضحك وقال "ليس بعد ، انت دائماً تقولين للناس ما تفكرين بهم . والآن جاء دورك لتصغي .كيف يمكنك أن تتحدثي مع باتي هكذا ؟ أنت تدينين الناس وتصدرين الاحكام بحقهم من دون أن تعلمي عما تتحدثين . إنها حزينة بما يكفي والآن أصبحت أسوء حالاً .أتمنى أن تكوني سعيدة بنفسك مما فعلته " كان صوته مليئاً بالنقد.
فقالت بغضب "لا تحاول التخفيف عن نفسك بإلقاء اللوم عليّ "
انفجر غاضباً "اخفف عن نفسي " امسك بمرفقها وأدارها لتواجهه وهو يتابع "لست بحاجة لأفعل ذلك ، كل ما قمت به أنني خرجت في موعد مع امرأة جذابة "
"والتي هي متزوجة "
"هذا امر يعنيها فقط ،لا يعنيك ولا يعنيني "
حدقت به وهي تسأله "ألا يزعجك أنك قد تحطم زواجاً سعيداً ؟"
"لم أفعل أي شيء من هذا القبيل . يبدو أنك تعتقدين اني على علاقة مع باتي ،وهذا غير صحيح . تقابلنا بالصدفة ، كنت أتناول العشاء في المقهى ، فأتت وطلبت أن تجلس معي ، سعدت برفقتها فقد كنت متعباً وباتي مسلية وجذابة ،وأنا احب رفقة النساء "
لم تستطع إلا ان تقول "اعلم ذلك"
"لم اكن أتكلم عما تفكرين به ،هناك أسباب كثيرة ليحب الرجل المرأة "
ضحكت لورين وعلقت "هيا أكمل ، قل لي أن أفضل أصدقاءك هم من النساء"
"هذه هي الحقيقة ،لكن أنت سيدتي ،لست واحدة منهن ،لا أتذكر أني كرهت أحد كما كرهتك "
"حسنا ،شكراً لك على ذلك "لكنها شعرت بألم من كلامه .
قال بحدة "ستصغين إلى ما سأقوله ،إن أعجبك ذلك ام لا "امسك بها من كتفيها ،حدق بها بعينين غاضبتين وتابع "أنا وباتي تناولنا العشاء معاً ، راودني أحساس أنها وحيدة وحزينة .عندما ظهرت أنتِ وصديقك الثري ،أعطيت باتي محاضرة عن الوفاء لزوجها ، وأن تكون عاقلة ، وأعتقد هذا ما دفعها لدعوتي إلى منزلها ، وهكذا بطريقة ما أنت مسؤولة عما حدث "

Rehana 20-12-19 10:54 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
قالت لورين بغضب " آه ، إنها غلطتي الآن ،كان يجب ان اعلم ان ذلك ما سيحدث "
"انت من وضع الفكرة في رأسها "
علقت لورين على الفور "بل هذا ما كانت تفكر به حتى قبل ان تراني ،كنت أراقبكما من الجهة الاخرى للمقهى"
قاطعها قائلاً "آه ،كنت تراقبيني إذاً "فجأة تبدل الجو بينهما . ضاقت نظرة عينيه وهو يحدق بها .
شعرت لورين بوجهها يتورد . قالت مبهورة الانفاس "كنت اراقب باتي "لم تستطع النظر في عينيه ، ابعدت نظرها في اللحظة التي شاهدت فيها سيارة أجرة فنادتها.
استدار سام ،وابعد يديه عنها .قفزت إلى الأمام وهي تلوح بشدة ، لكن السائق تجاهلها ومر من أمامها ، عندها صفر سام فأوقف السيارة.
تمتمت لورين إلى سام "عمت مساءً"ومدت يدها إلى مسكة الباب ، لكنه سبقها وفتح الباب لها . أمسك بذراعها ودفعها إلى داخل السيارة ثم صعد وراءها وهو يعطي السائق عنوان منزلها .
لم تستطع تحمل أن تقوم بعمل ما أمام السائق ، لذا جلست على الجهة الثانية من السيارة ، وأخذت تنظر إلى الخارج من دون أن تنظر ناحية سام.
قال بهدوء "بعد أن صعدنا إلى السيارة من هناك ، أردت أن اوصلها الى منزلها واعود إلى منزلي ،لكنها طلبت مني ان أرافقها ، فهي بحاجة لتتحدث مع احد وتريد رفقة ما . ألم تفهمي لو أن باتي كانت سعيدة مع لويس لما كانت ترغب برفقة احد غيره "
"ربما ما تقوله صحيح ،لكن يجب أن تتحدث مع لويس عن ذلك وليس معك "
"هذا ما قلته لها "
"هل قلت لها ذلك قبل أقامة العلاقة الغرامية معها أم بعد ؟"
شتم سام بصوت مسموع .
انعطف السائق فجأة على عجل كي لا يصطدم بسيارة قادمة ، وهذا ما جعل لورين تقع على سام ، الذي أمسك بها على الفور وأحاطها بذراعيه .
كانت صدمة لدرجة أنها لم ترى ولم تسمع للحظات ،حتى ولا تتنفس ، ثم أدركت ما حدث ،فابتعدت عنه مبعدة يديه وهي تشعر بتوتر شديد .خشيت أن تنظر إليه ، وهكذا يعلم بما تشعر به .فهي حتى غير معجبة به ، فلماذا أصيبت بكل هذا الرعب لأنها ببساطة وقعت عليه في السيارة ؟

Rehana 20-12-19 10:56 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
بقي سام صامتاً ايضاً ، وهذا مازاد من قلقها فما الذي يفكر فيه ؟ هل هو يراقبها ؟ لم تجرؤ على النظر إليه في حال أنه يفعل ، وهكذا لم تعلم أنه أدرك ما فعلته لمسته بها.
بدا لها أن اللحظات لا تمر ابداً قبل أن يقول سام بهدوء " كما كنت أقول لك ، هناك مشاكل في زواج باتي . بإمكانك أن تتحدثي معها بنفسك ،وهذا ان قبلت التحدث معك بعد ما حدث الليلة .انها بحاجة لمن يتعاطف معها ويصغي إليها . وانت كنت صديقتها ، ان كنت فعلاً تهتمين لها عليك مساعدتها ، لا ادري ماذا هناك بينهما ،هل لويس منشغل حقاً وبعيد ،ام ان هناك امرأة اخرى ؟ لم يكن واضحاً ماذا تظن باتي ، لكنها منزعجة جداً وهي على شفير الانهيار "
على لورين ان تحترم نبرة الحزن في صوته ، فهو لم يكن يجد أعذاراً ،انه قلق بالفعل على باتي.
قالت بهدوء "سأحاول التحدث معها غداً إذا كان الامر كما قلت ،بقيت تتحدث معي "
"هل تلومينها ان لم تفعل ، لقد جعلتها تشعر انها سيئة ولديك قدرة علي القيام بذلك عندما ترغبين "
قالت لورين "أمضيت الكثير من الوقت مع لويس سونيل ،انه رجل يستحق الثقة والاحترام "
ضحك سام بغصة "احاسيس لا تكنيها لي ،كما اظن ! ما الذي تشعرينه بالتحديد نحوي لورين ؟"
اجفلت ولم تنظر إليه ، ثم شعرت بالراحة ما ان اقتربت السيارة من شارع منزلها . انها لا تستطيع الانتظار لتبتعد عن سام ،فقد أصابها باضطراب مرعب قبل دقائق . وهي تخاف ان يعرف ذلك .لذا لن تقول له ما تشعر به نحوه . انها بحاجة لتكون بمفردها ، لتفكر ،لتفهم ماذا حدث لها عندما وضع ذراعيه حولها ، لقد شعرت بصدمة كهربائية ، وهذا ما حدث لها بالتحديد ، ولهذا تشعر بالخوف والذهول.
ومع ذلك ، عليها ان تبتعد عنه نهائياً .لأنه ان شك انها متأثرة به فلن يرتاح قبل الحصول عليها. لقد دمرت كبريائه بابتعاده عنه المرة الماضية ، وسام هاردي يعتقد ان الانتقام امر لذيذ.
قالت ببرود ،ما ان اوقف السائق السيارة امام المبني "اعتقد انك على حق ،باتي على شفير فقدان اعصابها نهائياً .فأي امرأة ترضى بصحبتك فلابد انها بائسة جداً" ثم خرجت من دون ان تنظر إليه . اعطت السائق المال الذي ظهر علة آلة العداد، ثم ركضت خائفة ان يتبعها على الفور .لكنه لم يفعل.

نهاية الفصل

Rehana 22-12-19 08:49 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
الفصل الثالث

بعد مرور أسبوع خرجت لورين من المصعد في الطابق الذي تعمل فيه مؤسسة كورنول وتوقفت لتنظر إلى اللوح الذي يحمل إعلانات عن اعمال متوفرة في المبنى . لقد استمتعت بعملها في اولترا ، لكنها عملت كل ما تستطيع القيام به هناك وهي تريد الانتقال الى شيء ما جديد .لمعت عيناها بسرعة نحو البطاقات المسمرة على اللوح ،ثم تنهدت وسارت مبتعدة.
"مازلت تبحثين عن عمل جديد ؟" النبرة الجافة لرئيسة التحرير جعلتها تقف مكانها وتستدير بسرعة وهي تبتسم.
"آه ،مرحبا ،آني " لم تخفي سراً عن رغبتها في الانتقال في يوماً ما ،لذا لم تشعر بأي احساس بالذنب مع آني مقطبة الجبين ،ابتسمت لورين وتابعت "اجل ، لكن ليس هناك اي عمل مثير للاهتمام في الوقت الراهن "
"اتعلمين ، لا احب ان اشعر انك تقومين بعملك هنا وعينيك دائماً على الافق "
سارت آني عبر الممر، انها امرأة طويلة نحيلة ،وأنيقة في أواخر الثلاثينات من عمرها ولديها جمال فرعوني وقدرة كأبطال الرياضة في العالم .ويمكنها ان تعمل لمدة اربع وعشرين ساعة متواصلة عند اقتراب اصدار المجلة، من دون ان يظهر عليها اي اثار من التعب ، كما وانها لا تفقد حماستها للمجلة ، وهذا سر نجاح عملها.
سارت لورين بذات الخطى مثلها وأجابت "أعطي عملي مئة بالمئة من اهتمامي "
"هذا ما أتمناه ،فبإمكاني ان احضر غيرك للقيام بذلك ، تذكري ذلك لورين "
تفاجأت لورين وحدقت بها قائلة "أهناك شيء ما ،آني ؟ اللوح علق هناك ليتمكن عمال المؤسسة من التقديم لأعمال اخر" ، وهذا مايفعله الجميع ، فلماذا انت غاضبة مني للقيام بذلك ؟"
قالت آني بغضب "احب بعض الولاء لي " وقد تورد وجهها.
اعترضت لورين وهي تتبع آني إلى مكتبها "ليس من العدل أن تلمحي انني لا اكن الولاء لك "ثم اغلقت الباب كي لا تسمع سكرتيرتها ،جيل ،ما تقولانه.
سارت آني الى مكتبها قائلة "اجلسي لورين "
جلست لورين على الكرسي المواجه لها وحدقت بها.
آني احيانا امرأة من الصعب التعامل معها ، قاسية ومتطلبة لكنها كاتبة رائعة ،سريعة الخاطر ،حادة الذكاء وتملك قدرة كبيرة على التنظيم .وان كان هناك من خطأ في شخصيتها فإنها عنيدة ومتشبسة برأيها .
بالنسبة لها العمل الوحيد الذي يستحق العناء هو العمل في اولترا .وهي لا تفهم كيف يمكن للمرء التفكير بالرحيل .ولورين تعلم ان حياة آني بدأت وانتهت هنا ، في هذا المبنى.

Rehana 22-12-19 08:49 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
آني تخفي مدى كبريائها بهذه المجلة التي اسستها وصنعتها .
سألت بضيق "ما الأمر آني ؟" فهي متأكده ان هناك شيء ما يزعجها .
رفعت آني نظرها وتنهدت ، ثم رفعت كتفيها النحيلتين وقالت "قدم لي عرض عمل"
حدقت بها لورين ، ولم تتفاجأ من هذه الأخبار .فهي تعلم ان آني تحصل دائماً على عروض عمل من منافسين لعائلة كورنول ، متشوقين لأختطاف اهم مديرة تحرير لديهم .
"وما الجديد في ذلك ؟"
ابتسمت آني بسبب الاطراء الواضح وقالت "هذه المرة العرض من تشارلي "
رمشت لورين وقالت " تشارلي؟"
"كورنول "
سألت لورين بصوت ملئ بالفضول والحيرة "تشارلي كورنول قدم لك عرضاً ؟ اي نوع من الاعمال ؟"
قالت آني بنبرة حازمة "يريدني ان ابدأ بإنشاء مجلة جديدة "وقد بدا بعض التوتر في صوتها . وقبل ان تعلق لورين تابعت آني "قال انني عملت بما فيه الكفاية في اولترا . ويريدني ان انتقل الى عمل آخر ، فأنا راكدة هكذا ،وكذلك المجلة ، لأن كلانا بحاجة إلى تغيير "
لمع التعاطف في عيني لورين وهي تسأل "وانت كرهت تلك الفكرة "
ضغطت آني بيديها على الطاولة وقالت بصوت مضطرب بالعاطفة "اولترا هي مجلتي ، ولا يحق له أن يأخذها مني "
سألت لورين ببطء "هل قال أنه سيفعل ،ان وافقت ام لا ؟"
قالت آني بمرارة "لدي شعور ان هذا ما سيفعله " ثم رفعت رأسها وركزت عينيها على لورين وتابعت "انه يقدم الاعذار ،بالطبع ،عندما يقول ان المجلة راكدة وانا متعبة ، انه يريد ان يعطي اولترا لشخص آخر ،وهو بحاجة للتخلص مني ليفعل ذلك"
شعرت لورين ان هناك كلاماً أكثر من هذا ،لكنها لم تحاول ان تفكر من هو ذلك الشخص لأن آني حدقت بها وقالت وكأنها تطلق سهاماً "هل عرض المركز عليك ؟"
فتحت لورين فمها وقالت "عليّ ؟" في البداية اعتقدت أنها تمزح ، لكن آني لم تكن تبتسم ، لم يكن هناك أي مرح في عينيها الغاضبتين ، قالت وهي تهز رأسها "لا! بالطبع لا ، فأنا لست رئيسة تحرير . ليس بعد .هذا ما أتمناه في يوم ما ، لكن...انا في السادسة والعشرين ، ومازلت يافعة جداً لمثل هذا المركز .لا أحد يضع رئيسة تحرير بهذا العمر "
قالت آني بسخرية "هذا ماسيفعلونه إذا كنت ستتزوجين ابن تشارلي كورنول "

Rehana 22-12-19 08:50 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
ساد الصمت بينهما وعلمت لورين لما آني تظهر لها العداوة مؤخراً ، بعد ان كانتا صديقتين .
قالت "لا ، آني .ولماذا تعتقدين إني اقدم لعروض عمل اخرى ؟ لأنني افضل ان اعمل في جريدة . استمتعت بالعمل في اولترا ، لكن مضي سنتين واريد بعض التغيير ، واؤكد لك انني لا اريد عملك .لا طموح لدي في هذا المجال . كما وانك مخطئة ان اعتقدت ان تشارلي كورنول سيقدم على عمل من هذا النوع لأجلي "
ضحكت آني وقالت "اعرف تشارلي كورنول جيداً ، وهو لا يرحم عندما يريد الحصول على شيء ما ، وهو يؤمن ببقاء السلطة في العائلة . وما ان تتزوجي روبن حتى تصبحي واحدة من العائلة ،وعندها سيريدك في اعلى المراكز في المؤسسة"
"هذا كل مافي الأمر ، آني ، انه لا يريدني ان اتزوج ابنه ، ولن يبعدك لأجلي ،انه يحب ان يتخلص مني ، ولم يسمح لـ روبن ان يأخذني الى المنزل للقائه .وكنت اتوقع ان يطلب منك ان تطرديني"
ترجعت آني بكرسيها وحدقت بلورين بعينين ثاقبتين وهي تقول "اعلم انه لم يكن سعيداً بالأمر ، لكنه لم يقل شيئاً ، فأعتقدت انه اعتاد على الفكرة "
اجابت لورين "لا اعتقد ذلك ، بل اعتقد انه يأمل ان نختلف انا وروبن وننفصل بلا اي مشاكل معه "
"اعلم كيف هو تشارلي مع الناس ، فهو متفاخر ومتسلط ، وقد سيطر دائماً على روبن .من الصعب على روبن ان يكون له والد مثله ، لقد دلله كثيراً ،لكن في النهاية يعمل ما يريده والده .ولذا اعتقد ان تشارلي يريد ان يزوج إبنه من أبنة ثرية ولديها عائلة مشهورة . وبالطبع يحلم بإقامة زفاف يتحدث عنه المجتمع لسنوات "
"ذكر روبن ذلك ، وهذا ما جعلني أدرك انني غير صالحة لأبنه " ارتجف صوت لورين من الالم والغضب ، وتوقفت عن الكلام ، فهي غير واثقة ان كانت قادرة على المتابعة من دون ان تنفجر بالبكاء .
ساد الصمت قليلاً وكأن كل واحدة منهما انشغلت بهمومها .قالت آني اخيراً "لكن ان كان لا يريد ابعادي لأجلك ، فلماذا يريدني ان أترك اولترا؟"
اقترحت لورين "ربما ، لكن لدي شعور ان هناك امراً ما وراء كل هذا "
رن جرس الهاتف فالتقطته آني وقالت "نعم ، آه ، مرحبا ، تشارلي! اجل ، فكرت بما قلته ، بالطبع . اجل تشارلي لدي وقت للذهاب ورؤيتك .الآن ؟ بعد عشر دقائق ؟ سأراك إذاً "انهت الاتصال وابتسمت بسخرية للورين "انه يريد التحدث معي ، ويتمنى انني فكرت بما قاله ليلة البارحة ، وكأنني فكرت بأي شيء طوال الاثني عشر ساعة الماضية ! لكن هذا امر طبيعي منه ، انه يرمي بقنبلة عليك ثم يسألك ببساطة ان لاحظت الانفجار "

Rehana 22-12-19 08:52 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
ضحكت لورين من تلك النكتة وقالت "شكراً لك ،سأسأل روبن ان كان حراً ليلة السبت .انا متأكدة انه يحب ان يحضر ،لكن لديه العديد من الزيارات الرسمية ليمثل والده او الشركة "
قال لويس وهو يضغط على زر المصعد في الطابق الذي يريده "لكنك ستأتين ، معه او بدونه "
نظرت لوري الى عينيه اللطيفتين وشعرت بالتعاطف معه . انه شخص جيد بالفعل . وانتهى زواجه الاول بكارثة ، والآن زواخه الثاني يعاني مشاكل خطرة .
وهذا امر غير عادل ابداً . يستحق لويس سافيل حياة عائلية سعيدة ،فلماذا لا يحصل عليها ؟
قالت بحرارة "اجل ، احب الذهاب " ارادته ان يبتسم وهذا ماحدث بالفعل .
"حسنا ،اتطلع لرؤيتك ، لورين .انت غالية على باتي .واتمنى لو تستطيع رؤيتك اكثر .امر مؤسف انها تركت اولترا "توقفت عن الكلام ، هز رأسه وأسرع بالسير عبر الممر.
إنه يثق بها ، قطبت جبينها وهي تضغط على زر المصعد ليتابع الصعود .امر مريح انه لم يخبرها بأي شيء ، فآخر ما تريده ان تصغي الى هذا الوضع المربك لباتي .
وبينما كانت تسير نحو مكتبها تمنت لو انها لم تؤكد ذهابها إلى الحفلة .كان بإمكانها ان تقول ان لديها موعد آخر ،او ان تقول انها ستحاول لكنها لا تذهب.
كانت متواعدة هي وروبن على الذهاب لحضور العرض الاول ذلك المساء لذا اسرعت بالذهاب الى المنزل لتبدل ثيابها وترتدي ثياباً مميزة للمناسبة ، ولهذا غادرت المكتب عند الساعة الخامسة تماماً.
وصل روبن لأصطحابها عند الساعة السادسة والنصف ، تناولا عشاءً خفيفاً في مطعم وست آند قبل سير مسافة قصيرة الى المسرح.
اثناء تناول العشاء اخبرت روبن عن الحفلة في منزل سافيل ، فنظر الى دفتر مواعيده .ابتسم بمكر وقال "اجل ، لا مواعيد لدي ، لنذهب قد نمرح ،وان تمت دعوة سام هاردي فلابد ان نشاهد العاباً نارية "
قالت لورين "لا تمزح"
"حبيبتي جميعهم راشدين ، ويلعبون لعبة الكبار، لذا أحياناً احد ما يصاب بالأذى ، لكن لا شيء مأساوي .لويس ليس بأحمق .و ان لم يعلم بعد ان زوجته على علاقة بسام هاردي ، فسيعلم بذلك عاجلاً ام آجلاً ، وعندها ستطير الشظايا في كل مكان "
ضحك بمرح لكن لورين لم تضحك ، بل شعرت بالقلق . روبن لا يأخذ شيئاً على محمل الجد ، وهناك ناحية مظلمة في شخصيته اذا انه يستمتع برؤية الناس محطمة ومعذبة ، لكن لورين متأكدة ان ذلك في ظاهر الامر ، فهو يحمل قلباً عطوفاً ويكن مشاعر عميقة للجميع .لكن يخفيها بسبب والده . وتعتقد ان وسائل تشارلي في التدليل والعقاب لإبنه طوال حياته اثرت على طيبة روبن.

Rehana 22-12-19 08:54 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
لم تخبره عما حدث بينها وبين سام هاردي في تلك الليلة ، وتساءلت ان كان عليها ان تفعل .وان كان اخبرها الحقيقة ، فليس هو سبب المشكلة ، لذا عليها ان تواجه باتي ، وتحاول ان تعلم اين الخطأ وربما قد تفعل أي شيء للمساعدة .
لكن هل كان يخبرها الحقيقة ؟ لديها احساس قوي ان روبن لن يصدق اي كلمة من ذلك ، بل سيضحك عليها ويقول لها ان سام تمكن من اخفاء الامر .
وبينما كانا يسيران إلى المسرح ، سألته "هل تعلم ان والدك يريد ان يبعد آني عن اولترا ؟"
حدق بها قائلاً "هل أخبرتك ؟"
"كنت هناك عندما اتصل بها هذا الصباح ، وذكرت انه يعتقد ان عليها ان تبدل عملها "
قال روبن وهو يرفع كتفيه بلا مبالاة "يعتقد ابي انه من الخطأ ان يبقى الموظف في مكان واحد لفترة طويلة "
قالت لورين بتعاطف "لكن اولترا مشروعها الخاص ،حلمت بها وجعلتها اكثر المجلات مبيعا ًطوال عشر سنوات! ابعادها عنها بشكل نهائي كموت لها ، الا يستطيع ان يري ذلك ؟"
قطب روبن جبينه وقال "ما كنت لأتخذ موقفاً لو كنت مكانك ، لورين . يعلم ابي ما الذي يفعله ، وليس من الحكمة مواجهته ، فهو لن ينسى ذلك "
شحب وجه لورين وقد تفاجأت بنبرة صوته قالت "بالطبع لدي الحق بان يكون لي وجهة نظر بالأمر "
قال "طالما تبقيها لنفسك "
فازدادت توتراً .هذا الشخص لا تعرفه من قبل .فهو لم يتحدث معها ابداً هكذا ، لكنهما لم يتحدثا ابداً عن عمل عائلة كورنول من قبل ، روبن يبقي علاقتهما شخصية جداً .ادركت انها لا تعرف شيئاً عن عمله في الشركة ، وتساءلت هل كان روبن يتعمد ان لا يفضي اليها بأي سر في العمل ؟
راقبها روبن بحذر ثم مدد ذراعيه حول خصرها جذبها إليه ، قال "حبيبتي ، لا داعي للقلق . هل اثرت غضبك ؟ آسف . كل ما في الأمر اني اريدك ان تحظي برضى والدي .وتذكري ان كنا سنحصل على رضاه ،فيجب ان نكون بجانبه دائماً .وهو فعلا ًيعلم عما يتحدث في العمل . فهو يعرف كل تفاصيل ذلك العمل ، لأنه بدأ بالعمل وهو في الرابعة عشر وهو يقول ، الانسان اما يكبر او يجمد ،فلا شيء يبقى على حاله ، ومن الحماقة البقاء جامداً "
علمت ان عليها الاعتراف بصحة ما قاله ، هزت رأسها وعلقت "اعتقد ان هذه هي الحقيقة "
ابتسم روب وقال "ها انت توافقين ، ما ان تنظري إلى الامر من وجهة نظره ، فهو دائماً على حق .انه يعتقد ان آني جونز اصبحت راكدة وبحاجة لتحدي جديد لتنطلق مجدداً .وانت تعلمين كم يقدرها ، ولن يفعل اي شيء لإغضابها ، او ان يسمح لها بالمغادرة ، لذا سيدع الخيار لها في النهاية ، لكن اعتقد في القريب العاجل ستري الامور من وجهة نظره ، ما ان تفكر جيداً في الامر ، تماماً كما حدث معك ، حبيبتي "

Rehana 22-12-19 08:55 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
ابتسمت لورين له لكن في اعماقها شعرت ببرودة قاتلة . هل يرى روبن دائماً الامور من وجهة نظر والده ؟ وهل هذا ما ينتظر ان يحدث لعلاقتهما ، وحتى ما يقرر تشارلي كورنول ما الانسب لهما؟
هل يرفض لقائها ، لأنه ينتظر ان يبدل روبن رأيه تماماً كما يريد ؟
طوال الامسية وبينما كانت تراقب المسرحية بقيت صامتة وغير قادرة على الضحك. تساءلت كم من الوقت يحتاج روبن ليدرك ذلك ، وكان كالعادة ، سيرى ان والده محق بشأنها ، كما هو على حق بأي شيء آخر.
لم تتمكن من رؤية روبن طوال الأسبوع ، لأنه ارسل من قبل والده الى باريس في رحلة عمل . قالت له وهي تخفي خيبة املها "حسنا ، اتفهم الأمر ، لكنك ستعود للذهاب إلى الحفلة مساء السبت ، أليس كذلك ؟"
"لن اخسر تلك الحفلة مقابل اي شيء ، وأريد مقعد دائري في حال لويس سافيل ضرب سام هاردي على أنفه "
انهت لورين الاتصال وهي تفكر انها احياناً لا تحب روبن ، لكن عقول الرجال تعمل بطريقة مغايرة تماماً . يبدو ان لهم منحني مختلف تماماً للمرح والتسلية .لم تستطع ان تصدق انه قصد ما قاله .فلا بد انه يمزح . عندما عاد روبن من باريس بعد ظهر نهار السبت اتصل بها ليتفقا انه سيذهب لاصطحابها عند الساعة السابعة.
"هل سنتناول العشاء اولاً ، ام انهما سيقدمان المقبلات؟ "
"قال لويس سيكون هناك عشاء خفيف حوالي الساعة العاشرة "
"سأكون جائع لدرجة الموت حينها ،لنأكل قبل ان نذهب ، اتفقنا ، سأحجز طاولة في المطعم الايطالي القريب من منزلك "
تناولا الاسكالوب الماليزي مع عصير البرتقال ، ثم شربا القهوة ، لكن كانت الساعة قد جاوزت الثامنة والنصف عندما وصلا الى الحفل
اقترب منهما لويس مرحبا وهو يقول "بدأنا نعتقد انك لن تحضري "
قال روبن "هل نحن آخر الحضور ؟ " وهو يجول بنظره في الغرفة ، لكن لم يكن هناك اي اثر لسام هاردي في كل ذلك الحشد .
وافقه لويس على الفور قائلاً "بعض الاشخاص لم يحضروا بعد "
سأل روبن "ولا سام هاردي ؟ "
توترت لورين علي الفور . ابعدت يدها عن ذراعه وضربته محذرة .

Rehana 22-12-19 08:57 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
ابتسم بمرح واجاب "سيتأخر سام ، لديه عمل في قلعة ليدز فهناك اجتماع لمنتجي التلفاز في امريكا ، اعتقد انه قال انه سيتأخر ساعة او اكثر .والآن من يريد شراباً ؟ لورين تبدين رائعة ، أليس كذلك ، روبن؟ "
نظر روبن إليها بحرارة واجاب "انها جميلة جداً "
ابتسمت لورين لهما وقالت "انتما تلاطفاني "لكنها تعلم انها تبدو بأفضل ما يمكن لها ان تبدو ، فهي ترتدي ثوباً طويلاً من الحرير الابيض له ياقة واسعة ، كما وان توهجه يظهر شعرها الاشقر وكأنه بلون الذهب ، ويجعل عينيها تشعان ببريق ساحر . لقد كلفها ثروة ، لأنه كلاسيكي الطراز وجميل ، وطالما هو مناسب على جسمها فستتمكن من ارتدائه دائماً.
تناولت العصير مع روبن وانتقلت بين الناس ، الذين تعرف معظمهم . رأت باتي بين مجموعة من الناس ، حدقتا ببعضهم بتوتر ، ثم ابتسمت لها لورين ، فضحكت باتي ، فهما تعرفان بعضهما منذ زمن ولن يسمحا لشجار بسبب سام هاردي ان يحولهما الى عدوتين.
لم تكن الشقة كبيرة بما فيه الكفاية لهذا العدد من الضيوف ، فالجميع يتحركون بصعوبة متدافعين بمرافقهم عبر المجموعات ، او انهم يلتصقون بالجدران كي لا يقعوا على الارض ، لكن بعد مرور الساعة بدأ بعض الضيوف ممن بحاجة للقيادة لفترة طويلة للوصول إلى منازلهم بالمغادرة ، واصبح هناك فسحة اكثر لكل شخص ، وهكذا قدم لويس وباتي الطعام ، والذي تبين انه طعام يمكن تناوله من دون سكين او شوكة بل بأطباق ورقية .
جلست لورين وجلس روبن قربها يتناول الطعام من يدها وهو يضحك ، رفعت نظرها عن روبن لتجد سام هاردي ينظر اليهما باستياء وهو يدخل إلى الغرفة ويقف بجانب الباب .
شعرت لورين بمس كهربائي ، وكأن كل عصب بجسمها قد انقبض . غضبت من نفسها لردة فعلها تلك ، ابعدت نظرها بسرعة عنه ونظرت إلى الفتاة الواقفة قربه.
لم ترها ابداً من قبل ، هل اتت مع سام ؟ ام انها صدفة دخلا معا ؟
"ما هذا ؟" قال روبن ذلك ، فنظرت لورين إليه فراته يحدق بها بعينين واسعتين وهو يتابع "من تكون؟ "
قالت لورين بضيق "لا ادري " وتناولت آخر قطعة من اللفائف.
علق روبن "انها مع سام هاردي ! المحتال! احضر معه فتاة حمراء الشعر "
شعر الفتاة ليس فقط احمر ، بل يشع كاللهب ،لون غير عادي جعلها تبدو أكثر جاذبية . فهي تملك جسداً طويلاً ونحيلاً ، وترتدي ثوباً يزيدها جمالاً . حتى اظافرها تشع بذات اللون الاحمر الذي تضعه على شفتيها .
نظرت لورين حولها في الغرفة فرأت معظم الرجال يتأملونها .باتي كانت تتأملها ايضا ، وشفتها السفلى ترتجف ، وكأنها ستنفجر بالبكاء في أي لحظة.

Rehana 22-12-19 08:59 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
قال روبن وهو يبتسم "قلت لي ان سام هاردي سريع الانتقال كالافعى ، لكني لم ادرك انه ينتقل بمثل هذه السرعة " لمح وجه باتي ، فصفر بنعومة وتابع "آه ، عزيزتي .هناك امرأة حزينة جداً"
تمتمت لورين "لا تكن عديم الاحساس روبن! "
وهي تشعر انه احياناً لا يطاق . لقد تم افساده وهو صغير ، وهذه هي مشكلته .
سألها بحيرة "ما الذي قلته ؟ " ربما هي تبالغ فعلاً.
قالت "لا بأس .خذ وجد مكاناً لهذا الطبق ، هل تفعل ؟ "وهي تعطيه الطبق الفارغ ثم تسير نحو باتي ، لكن قبل ان تصل اليها ، كانت باتي تسرع بين الغرفة المليئة بالثرثارين الى المطبخ.
تبعتها لورين ووجدتها هناك بمفردها ، متكئة على المغسلة وقد احنت رأسها وهي ترتجف .اغلقت لورين الباب ووقفت تراقبها قبل ان تذهب اليها وتضع يدها على ذراعها.
ادارت باتي رأسها وتمتمت "ان اتيتِ لتقولي لي ذلك ، فلا تفعلي "
تمتمت "آسفة ، لم اقصد " وسحبت بعض اوراق المطبخ من الآلة المعلقة على الجدار ودفعتها نحوها وهي تتابع "هيا أمسحي دموعك .لا اصدق انك مغرمة به ، انها مجرد مزحة .ولا جدوي من البكاء "
مسحت باتي دموعها ورمت الورقة في سلة النفايات ، قالت "لكنني احبه كثيراً ، لقد جعلني اشعر بأنني أفضل ، وكأنه الشخص الوحيد الذي يحبني "
شعرت لورين برغبة في تمزيقها ، قالت بغضب "انت وسام متشابهان .فكلاكما عديم الشفقة . كفى باتي، عليك ان تكوني سعيدة ان لديه فتاة اخرى .على الاقل لويس لن يشك بشيء"
تمسكت باتي بالفكرة بسرعة وحماس "آه ، اتعتقدين هذا هو السبب الذي دفع سام لإحضارها ؟ "
قالت لورين بضيق "وما الفرق بذلك ؟"
باتي جذابة ، لكن تلك المرأة الحمراء الشعر مثال في الجاذبية والجمال ، لذا إذا كانت باتي تملك العقل الكافي ستنساه وبسرعة.
قالت باتي بصوت عال "سام سيتظاهر بذلك بالطبع ، كان عليّ ان ادرك ذلك .لم اره منذ ايام ، ولا يمكننا التحدث بالمكتب ، وبعد المكتب لا يمكنك الاتصال به .يجب ان اتحدث معه واعلم ماهو موقفه .اعتقدت فعلاً اننا ،آه ، لورين هل تعتقدين انك قادرة على اقناع روبن بالرقص مع تلك الفتاة ، وهكذا اتمكن من التحدث مع سام لدقيقة ؟"
هزت لورين رأسها وقالت "لن افعل اي شيء من ذلك! هل انت مجنونة؟ الا تتعلمين؟ "
قالت باتي بيأس "فقط لعدة دقائق ، وهذا كل ما احتاج إليه "
"وماذا ان لاحظ لويس ما تفعلين ، وبدأ يشك بك؟ "
"لن يفعل ان كنت ترقصين معه"
"لا باتي"

Rehana 22-12-19 09:00 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
"فقط ثلاثة دقائق لورين"
"انسي ذلك الرجل "
"هذا ما سأفعله اعدك بذلك ، لكن يجب ان اتأكد انه يدرك ان كل ما بيننا انتهى"
قطبت لورين جبينها وتذكرت اصرار سام انه لم يكن هناك اي علاقة فعلية بينهما . فتساءلت من الذي يقول الحقيقة؟
امسكت باتي بذراعها وقالت "من فضلك لورين! فقط ثلاث دقائق وبعدها سأنساه"
قالت لورين "لابد انني مجنونة لأصدقك!" وذهبت لتتحدث مع روبن.
ابتسم روبن بغرور وقال "ارقص مع صديقة سام هاردي بينما تودعه المرأة الاخرى .لما لا؟ انا دائماً مستعد للتضحية بنفسي من اجل قضية مهمة "
حدقت به لورين وقالت "غازلها واعتبر نفسك رجلاً متيماً "
قال روبن ممازحاً "احب ان اراك تغارين " وسار حيث يقف سام وصديقته ، يحيط بهما بعض المدعوين.
راقبت لورين كيف ابعد روبن صاحبة الشعر الاحمر عن سام ، والذي حدق به ببرود .بدأ الاثنان بالرقص على الموسيقي الناعمة التي وضعها لويس .خف الحشد حول سام ما ان غادرت الفتاة ، فاقتربت باتي بتخفي نحوه .ادارت لورين ظهرها ، فهي لا تريد ان تراهما معا .كيف سيتمكن سام من معالجة الامر ؟ لابد انه خبير الآن بقول وداعاً لأي امرأة .
كان هناك عدد من الصحافيين قربها يتحدثون ،سمعت اسم سام ، فلم تتمكن الا من الاصغاء .
قال رجل علمت انه يعمل في جريدة الفازيت مع سام "امر طبيعي من سام هاردي ان يذهب الى برنامج عادي لتصويره ويعود برفقة ملكة جمال "
قال آلان الناقد في التلفاز "ليس هذا فقط ، فوالدها من اهم منتجي الافلام في امريكا .هال ايرل ، وهذه الفتاة تعمل معه"
اصغى الجميع إليه فآلان لا يخطئ ابداً بالمواضيع التي يتحدث عنها . لديه مصادر مهمة في التلفاز ولا يجري اي شيء من دون علمه.
سأل احد ما "هل هي ممثلة؟ "
هز آلان رأسه وقال "لا، بل مساعدة المخرج ، هذا لا يعني الكثير ، لكن مع مساعدة والدها اتوقع ان تصبح المخرج الاول في التلفاز "
قالت فتاة بشيء من المرارة "لا تملك فقط الجمال ، بل السلطة ايضا .هذا ليس بعالم عادل "
قال آلان بسخرية "ومن قال انه عادل ، كورنيلا ؟" ثم نظر الجميع عبر الغرفة الى سام ، والذي كان برفقة باتي الآن .
سألت الفتاة متفاجئة "هاي ، اين الفتاة الامريكية؟ "
قال توم سلايد المسؤول عن صفحة الاخبار "آه ، روبن كورنول ابعدها عنه .هذان الاثنان لديهما الكثير من الصفات المتشابهة .حتى سام هاردي لا يملك اي امل لمنافسة روبن ، فليس لديه مال عائلة كورنول "

Rehana 22-12-19 09:01 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
قال شخص آخر"اعتقدت ان روبن يخرج برفقة فتاة من اولترا "
تورد وجه لورين واسرعت بالابتعاد قبل ان يلاحظو انها كانت تصغي اليهم.
ظهر لويس بجانبها ، ابتسم لها وقال " اهلا ، لورين ، اتريدين شراباً ما ؟"
"لا ، شكراً. ما هذه الحفلة الرائعة لويس .اتمنى انك مستمتع بها تماماً مثل الجميع "
قال لويس "من الرائع ان يجد المرء عدداً كبيراً من اصدقائه في غرفة واحدة .لكن لماذا انت بمفردك اين روبن؟"
نظرت لورين حولها ، نظر لويس الى روبن والى الفتاة ، قال "انه يتحدث مع جانيس ايرل ، جيد . والدها صديق قديم لتشارلي كورنول ، هذا ما اخبرني به سام ، من الحكمة من روبن ان يتعرف عليها ، فهذا سيسعد والده " ابتسم مشجعاً وتابع محدثاً لورين "تعالي لنتحدث مع باتي ، اين هي؟ آه ، هناك مع سام "
امسك بذراع لورين واصر على اصطحابها نحوهما . بدا وجه سام ممتقعاً ، اما باتي فكانت غاضبة ومتوترة .حدق بها لويس باضطراب وسألها "هل هناك امر ما يزعجك ، حبيبتي ؟"
قال سام بهدوء " كنت احاول اقناعها بالرقص معي ، لكنها تقول انها منشغلة بدور المضيفة ، لورين ماذا عنك ؟ فليس لديك عذر باتي"
بدا لويس راضياً ، وهكذا شعرت لورين ان لا خيار امامها . تركت سام يضع ذراعه حولها ويسير برفقتها نحو الموسيقى .شعرت بالتوتر على الفور ، لقد مضي وقت طويل منذ ان كان يمسك بها هكذا
تمتم في اذنها وخده على شعرها " يجب ان اصفعك "
قالت "ما الذي قلته؟ "
قال "لماذا تركت صديقك يراقص جانيس وهكذا تمكنت باتي من وضعي في الزاوية؟"
قالت لورين "قالت باتي انها تريد ان تقول لك وداعاً ولا أمل لكما معاً "
ضاقت ذراعيه حولها وقال "كذبت عليك "
"توقف عن الضغط عليّ ، ولا تتحدث بالسوء عن باتي امامي .انت من بين كل الناس لا يحق لك "
قال "باتي تشعر بالاحباط وزوجها لا يمضي وقتاً كافياً معها .قلت لك ما مشكلتها المرة الماضية .انها بحاجة لتتحدث مع لويس وليس معي .اعتقدت ان لديك ادراك كاف كي لا تعطيها فرصة اذلال نفسها في حفلة في منزلها . تعتقد اني احضر جانيس كغطاء وكي لا يشك لويس اني مهتم بها . ومهما قلت لها او فعلت تقلب ذلك كما تريد ولمصلحتها "
"ما كان عليك التورط معها منذ البداية ! لكن لا يمكنك مقاومة الحصول على امرأة تعرض نفسها عليك"
حدق بها بغضب وقال "لم احصل عليك "
همست وهي تحدق بالناس حولها "لم اكن ابداً لك "
ضمها إليه اكثر وقال "ليس هذا ما أتذكره " ولم يقل كلمة اخرى ، بل حدق بها من بين رموشه ثم قال "لا أتذكر إلا إنك كنت ترغبين بي دائما ً"
ابتعدت عنه كارهة تلك العينين الساخرتين ولحسن الحظ انتهت الموسيقى وتوقف الجميع عن الرقص.
اسرع لويس نحو آلة التسجيل ليبدل الموسيقى ، فلاحظت لورين ان روبن اصبح بعيداً عن باحة الرقص وبعيداً عن جانيس ايرل ، وهو يسكب لنفسه شراباً ويبدو غاضباً جداً.
قالت لورين وهي تقترب منه "آه ، ها أنت هنا ؟" لكنها مازالت متوترة من مواجهتها لسام هاردي
"لن أتحدث معك ، كيف تمكنت من أقناعي بالرقص مع تلك المتكبرة المغرورة الوقحة "
سألت لورين "لم تعجبك ؟ "ادركت ان سام لا يبعد كثيراً عنهما ، وهو يراقبهما.
"اعجب بها ؟ سأقول لك ماذا افكر بها ، انها مدللة ، وما هي بحاجة إليه بعض الصفعات كي تصبح مهذبة, هنيئاً لسام هاردي بها "
قالت لورين بصوت واضح "وهي أيضا هنيئاً لها به " متمنية أن يسمعها سام.

نهاية الفصل

Rehana 22-12-19 09:07 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
الفصل الرابع

كان على روبن ان يسافر الى فلوريدا في الاسبوع التالي ، برحلة عمل استغلت لورين الفرصة لتذهب في زيارة لوالديها لعدة ايام ، خلال عطلة الاسبوع. فهي لم تذهب الى هناك منذ فترة لأن روبن يحب ان يمضيا عطلة الأسبوع معاً.
سعد والداها برؤيتها ، وقد كانت زيارة مريحة ، ولم يكن هناك غير شقيقتها البالغة من العمر ستة عشر عام ، ليا، والتي لا تزال في المدرسة ، انها مراهقة مرحة ولورين تحبها كثيراً ، طالما هما الاكبر والاصغر ، فهناك صلة هامة بينهما كانتا تذهبان للسير والسباحة معاً ، وتلعبان التنس .
قالت ليا وهما عائدتان الى المنزل "اتمنى لو تأتين الى المنزل أكثر ،أشعر بالوحدة أحياناً ، لأنني الوحيدة الباقية في المنزل . كنا نمرح كثيراً عندما كنا هنا جميعاً ، فالمنزل هادئ جداً هذه الايام "
"نات تأتي إلى المنزل دائماً ،أليس كذلك؟ "
" هذا ما كانت تفعله عندما كانت في الجامعة ، لكنها الآن لم تعد إلى المنزل منذ عدة أسابيع "
رفعت لورين حاجبيها متسائلة "هل هناك شاب ما؟ "
هزت ليا رأسها وضحكت "أنها لا تتحدث عنه ، لكن عرفت أسمه ادوارد ، تخيلي كم هي قديمة الطراز ؟ لا ادي ولا نيد ، فقط ادوارد ، وهو يكره أن ينادى باسم غير ذلك ، كما تقول .لكنه طويل القامة وبطل رياضة في الجامعة ، لذا لا يمكن ان يكون غبياً كما يبدو الامر "

Rehana 22-12-19 09:10 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
ضحكت لورين وعلقت "ناتالي دائماً تتطلع إلى الشباب الرياضيين "
"اجل ، صحيح "وضعت ليا ذراعها في ذراع شقيقتها وتابعت "اتمنى لو تعيشين في المنزل ، فأنا أفتقدك "
ابتسمت لها لورين وقالت "افتقدك انا ايضاً ،حتى لو كنت تحتلين غرفة الحمام طوال النهار والليل ، وتسرقين عطري المفضل "
صرخت ليا وهي تضحك "لا افعل ذلك "ثم ركضتا ما تبقي من الطريق الى المنزل.
قررت لورين المغادرة في اليوم التالي ، لكن ما ان استيقظت عند الصباح حتى شعرت بكل اعراض الانفلونزا . صداع وحرارة مرتفعة مع ارتجاف من البرد وحلق مؤلم.
اتصلت والدتها بالطبيب الذي قال "من المحتمل انها التقطت الجرثومة في حوض السباحة ، لدي ست حالات انفلونزا هذا اليوم . عليها البقاء في السرير، وتناول السوائل والطعام الخفيف " ثم ناول والدتها اسماء بعض العقاقير وهو يتابع "تأكدي ان تتناول هذه" ونظر الى ساعته وهو يتجه نحو الباب
قالت السيدة بيل وهي تتبعه "شكراً لك ، ايها الطبيب "
استلقت لورين على السرير وهي تفكر ، اي يوم سيعود روبن من امريكا .كما وان عليها الاتصال بالمكتب لتشرح لهم سبب غيابها.
اتصلت لتتكلم مع آني التي قالت "انفلونزا ؟ هل انت متأكدة ان الامر مجرد مرض عارض؟ لقد اخذت يومين اجازة قبل الآن "
قالت لورين بصوت متألم "تعالي لزيارتي لتتأكدي ، ان كنت لا تصدقين "
"حسنا ،حسنا ، آسفة ، لكنك لست الاولى التي تتصل لتعلن عن المرض ، وأرى انني سأعاني من مشاكل لإنهاء العمل .حسنا ، عودي عندما تشعرين انك افضل " انهت الاتصال وبقيت لورين تفكر كيف يمكن لآني ان تعتقد انها تكذب بشأن ذلك؟
بالطبع هي لا تريد البقاء في السرير ، كما وانها تفضل ان تكون في لندن لتلاقي روبن في المطار عندما يصل فهي تشتاق له كثيراً وقد طال غيابه لأكثر من أسبوعين .
تناولت بعض العصير واغمضت عينيها ، البعد يجعل القلب حزيناً . الشوق لروبن جعلها تتذكر لماذا اغرمت به . تمنت ان تنهض من السرير في غضون يومين ، لكنها بقيت طوال الاسبوع قبل ان يسمح لها بمغادرة السرير، وحتى مع ذلك اصر الطبيب ان تأخذ عدة أيام بعد بعيداً عن العمل للاستراحة.

Rehana 22-12-19 09:11 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
قالت والدتها بحزم "انت لست بخير لتقودي كل هذه المسافة لتعودي الى لندن ،ابقي لانقضاء عطلة الاسبوع وبعدها سنرى ماذا سيحدث نهار الاثنين ، لكن لا مجال لتذهبي وانت ضعيفة هكذا "
اعترضت لورين "امي انه مجرد انفلونزا ، انا لا اتعافي من فقر الدم "
قالت والدتها "ونحن لا نريد ان يصبح هكذا ، صحيح؟ " ووضعت غطاء فوق جسمها وتابعت "ابقي مكانك واقرأي لمدة ساعة "
ما ان اصبحت بمفردها ، حتى وضعت لورين الكتاب جانباً وحدقت بالحديقة الجميلة . فالربيع يملأ المكان ، واشجار التفاح تملؤها الازهار وهناك ازهار توليب حمراء على الممر الذي يفصل المروج الخضراء والهواء دافئ ومنعش كما وان زقزقة الطيور تملأ المكان. انه يوم رائع والمناظر خلابة ، لكن لورين تفضل ان تكون في لندن مع روبن.
لم يعد من الولايات المتحدة بعد ، فقد تركت رسالة في مكتبه منذ اليوم الأول من مرضها ، وقد اتصل بها مرتين منذ ذلك الوقت وارسل لها باقة كبيرة من الزهور ، مع بطاقة يتمني لها فيها الشفاء العاجل . لكنه منشغل جداً ، ولا يجيد كتابة الرسائل ، لذا مرت ايام عدة لم تسمع عنه شيئاً . ولا فكرة لديها متى سيعود .
قطبت جبينها ثم امسكت بالهاتف ، لا تعلم اين يقيم روبن في الولايات المتحدة ، فهو لم يتوقع ان يتأخر هكذا ولم يعطيها اي رقم لتتصل به ، فالعادة بينهما ان يتصل هو بها . لكن يمكنها ان تتصل بمكتبه وتسأل عن موعد عودته.
اتصلت بجريدته وطلبت التحدث مع مكتبه . ساد الصمت قليلاً ثم سمعت صوتاً حاداً يقول "نعم؟ "
انها تعرف صوت سكرتيرته ، لكن هذا ليس صوت امرأة ، انه صوت رجل تعرفه. لكن ما الذي يفعله سام هاردي بمكتب روبن؟
قالت بصوت هادئ وهي تتمني ان لا يعرف صوتها "اريد سكرتيرة السيد كورنول"
ساد الصمت لفترة قصيرة ثم قال سام "انها مريضة بالانفلونزا ايضا ، لورين ، كيف حالك ؟"
"افضل ،شكراً ، سأعود قريباً . هل عاد روبن من الولايات المتحدة ؟"
"لا، لكن قد يعود نهار الاثنين ، كما علمت "
ابتسمت لورين وهي تشعر بالسعادة لتلك الاخبار، قالت "آه ، هذا خبر رائع ، ان تمكنت من اقناع والدي انني قادرة علي السفر ، سأعود في ذلك النهار ايضا "
"هل ستعودين بالقطار ؟"
"لا ، بالسيارة"
قال سام "بعد تعرض قاسي للانفلونزا من الغباء محاولة القيادة كل هذه المسافة"
ما جعلها تضغط على اسنانها بسبب نبرة صوته المسيطرة . ارادت ان تجيبه ببعض الكلام الغاضب ، لكنها قالت بدلاً من ذلك ببرود "ان اتصل روبن ، قل له سأعود نهار الاثنين او الثلاثاء ,الى اللقاء"

Rehana 22-12-19 09:12 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
انهت الاتصال واعادت رأسها الى الوراء وهي تشعر بالغضب . في كل مرة تواجه سام يتمكن من اثارة غضبها . يقلقها انها تشعر بالكره نحوه ومع ذلك لا تزال تشعر بانجذاب نحوه في كل مرة يلتقيان فيها.
وحتى التحدث معه عبر الهاتف تشعر برد فعل لا يمكن تجاهلها.
وضعت يدها على وجهها ووبخت نفسها كي لا تفكر به ، ثم التقطت الكتاب الذي اعتطها إياه امها ، قصة تاريخية في عهد ريتشارد الثالث وأجبرت نفسها على التركيز على القصة .
عندما انهت ليا واجباتها المدرسية ذلك المساء لعبتا الورق وهما تضحكان ، واخيراً طلبت والدتها منها الذهاب الى سريرها باكراً واعطتها كوبا من الكاكاو الساخن.
امضت عطلة الاسبوع براحة كاملة ، تجلس على الشرفة او تتجول في الحديقة مع عائلتها.
نهار الاحد بعد الظهر بدت افضل بكثير حيث وافقت والدتها على عودتها الى لندن صباح اليوم التالي، وقالت "لكن اذهبي بالقطار ، عزيزتي انا حقاً لا اعتقد انك قادرة على القيادة كل هذه المسافة ، وبإمكانك اخذ سيارتك الاسبوع القادم ، فأنت لا تستعملينها في لندن بكل الاحوال ، أليس كذلك ؟"
وافقت لورين وهي شبه نائمة "لا ، ليس خلال الاسبوع " كانتا مستلقيتان على مقاعد طويلة في الحديقة ، واشعة الشمس حارقة جداً في اوائل أيار (مايو) .ارادت لورين ان تكتسب لون اسمر لبشرتها ، ولهذا ارتدت قميص عاري الكتفين وبنطال قصير ازرق.
قالت والدتها وهي تنهض "اعتقد علي الدخول الى المنزل لإحضار بعض الليموناضة المثلجة ، اتريدين عزيزتي ؟ "
قالت لورين " من فضلك " ولم تفتح عينيها ، ثم سمعت وقع اقدام والدتها تبتعد .
كانت الحديقة تعج بأصوات الربيع فشعرت لورين بالسعادة لأنها هنا ولم تمض عطلتها في لندن .
تأخرت والدتها في العودة. ربما شقيقتها تتصل ؟ فهذا ما تفعلانه بعد ظهر يوم الاحد ، فلديهما اوقات فراغ وتعلم ان هناك احدا ما في المنزل . فهم عائلة مترابطة ولا يمضي وقت طويل الا ويجتمعوا جميعا ، استغرقت في النوم قليلاً حتى سمعت حركة ما ، ها هي والدتها قد عادت اخيراً.
قالت بابتسامة من دون ان تفتح عينيها "اعتقدت انك لن تأتي ابداً "
"كنت لأتي في وقت أبكر لو ادركت انك بانتظاري "
فتحت لورين عينيها كالمصدومة . لا يمكن ان يحدث ذلك! فما الذي يفعله سام هاردي هنا؟
وقف سام امام كرسيها يحدق بها ، وعيناه تجولان ببطء عليها.

Rehana 22-12-19 09:12 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
وقفت على الفور وقالت بغضب "ما الذي تفعله هنا ؟"
لقد اتي سام الى منزلها مرة او مرتين عندما كانا يتواعدان ، لكنها لا تزال تشعر بالاضطراب لرؤيته هنا من جديد ، في هذه الثياب المألوفة والمريحة لها . شعرت بالتهديد ولمعت عيناها بالقلق والتوتر.
"تبدين وكأنك مسلوقة ، ما كان عليك الجلوس تحت أشعة هذه الشمس الحارة "اقترب منها ولمس ذراعها بأصابعه الباردة .
قفزت مبتعدة وكأنها لسعت من نحلة وقالت "لا تلمسني "
قال بسخرية "ما الامر ، لورين؟ اتنزعجين لهذه الدرجة بسبب لمستي ؟"
ارادت ان تضربه لأنها تعلم كم يبدو وجهها متورداً ، قالت "لا احب ذلك ابداً " واستدارت لتبتعد إلى داخل المنزل . سارت عدة خطوات ثم لمعت فكرة جديدة برأسها ، فشهقت وعادت لتنظر إليه .
"روبن ، لم يحدث اي شيء لروبن ؟ أليس كذلك ؟ هل حدث له شيء ما ؟" لديها دائماً مخاوف من حادث سيارة او الاسوء ،من تحطم الطائرة . وفي كل مرة يسافر روبن تشعر بهذا الرعب المخيف .
قال سام بضيق "لا"
تنفست براحة ، ثم قطبت جبينها من جديد وقالت "إذا لماذا انت هنا؟ "
نظر إليها بعينين باردتين ، ورفع كتفيه قائلاً "لدي يوم عطلة والطقس جميل جداً للتنزه في الريف ، لذا فكرت في اصطياد عصفورين بحجر واحد "
شعرت بالشك على الفور وقالت "عما تتحدث؟"
"فكرت ان اتيت الى هنا سأتمكن من اعادتك إلى لندن بأمان ، وهكذا لن تقومي بعمل احمق كقيادة السيارة وانت لست بكامل صحتك "
عضت لورين على شفتيها وقالت "آه ، فهمت ، هذا لطف منك " لكن ما الدافع لذلك ، فهي لا تثق به .
سمع التردد في صوتها فقال "لم اقم بالمبادرة من نفسي ، انها في الواقع فكرة آني . عندما اتصلت ذلك اليوم ، ذهبت اليها لأخبرها انك ستعودين قريباً . لذا قالت انها بحاجة لكِ لأن الانفلونزا انتشرت عبر موظفي اولترا ، وآني تريدك في المكتب بأقرب فرصة ممكنة "
وجدت لورين من الصعب تصديق ذلك ، سألته " وطلبت منك ان تأتي لأصطحابي ؟"
"اقترحت انني قد استمتع بالقيادة الى الريف "
"حسنا ، سأذهب لأعد نفسي " وسارت نحو المنزل وسار برفقتها.
التقت والدتها بهما فسألت لورين "الي اين ، عزيزتي؟ "
"الى الطابق الاعلى لأعد حقيبتي ، سام سيعيدني الى لندن " ابتسمت لوالدتها تمازحها وتابعت "لم ترغبي في ان اقود السيارة بنفسي ، فهذا بالطبع سيسعدك"

Rehana 22-12-19 09:14 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
بدا واضحاً ان ذلك لم يسعدها . فالسيدة بيل لا تعرف ما الذي حدث بالتحديد بين ابنتها وبين سام ، لكنها تعلم ان لورين ابتعدت عنه منذ زمن بعيد ولم تعد تراه منذ ذلك الوقت.
تفاجأت بظهوره ، فهي وزوجها سعيدان للخطوبة ابنتهما من روبن ، لأنهما بذلك يضمنان مستقبل ابنتهما . لقد تفاجآ في البداية بالخطوبة ، لأنهما لم يعتقدا للحظة ان احدى بناتهما ستحظى بزوج يرث الملايين ، لكن كل ما يريدانه هو السعادة والامان لهن. وهما يعتقدان ان هذا ما ستحظي به لورين مع روبن بالطبع لا يريدان ان يحدث اي شيء يهدم تلك العلاقة.
حدقت والدتها بسام بقلق وقالت " هل احضر لك شراباً ، سيد هاردي؟ هل تناولت الطعام؟ "
ابتعدت لورين وهي تتمنى لو تستطيع ان تعلم عما سيتحدثان اثناء غيابها . ستعمل والدتها للحصول على معلوماتها بطريقة مباشرة وسام سيعلم ذلك وسيشعر بالمتعة وهو يتحدث معها.
استحمت قبل ان ترتدي بنطال جينز ابيض وقميص قطنية زرقاء اللون ، ثم بدأت بحزم حقيبتها ، عادت ليا من زيارة صديقة لها وتوقفت عند الباب تراقبها " ما الذي يفعله سام هاردي هنا ؟ اعتقدت انك تركته ؟"
"من الذي اخبرك بهذه الامور ؟ فأنت صغيرة جداً لتتذكريه! "اغلقت لورين حقيبتها واقفلتها.
قالت ليا وهي تبتسم "لقد اعجبت به لعدة شهور "
نظرت لوري اليها بمرح وغضب في آن معا "احقاً ، هذا ما حدث؟ " لسام هاردي كل التأثير على أي امرأة تراه ، ان كانت شابة ام كبيرة، وهذا ما زاد من ازعاجها ، تابعت "حسنا ، انت الآن كبيرة بما فيه الكفاية لتكوني عاقلة بالفعل . يجب ان يوضع تحذير على جبين سام من قبل وزارة الصحة"
ضحكت ليا واجابت "لهذا هو مثير جداً! الاحساس بالخطر ومتعة الاقدام "
رمتها لورين بالوسادة ، فرمت ليا بنفسها على السرير وهي تقول "اتكلم بشكل جدي ، لول ..."
"لا تناديني هكذا "
"آه ، لورين ، اخبريني بالحقيقة ، ما الذي يفعله سام هاردي هنا؟ "
" ارسلته رئيسة التحرير ليحضرني "
تنهدت ليا وقالت "لو انها ارسلته ليحضرني انا "
نظرت اليها بحب وحماية . فهي تكره فكرة ان تصاب شقيقتها بأي اذى ، لأن ليا حساسة جداً ورقيقة جداً ، وهذا ما يخيفها . فكيف ستتعامل ليا مع مصاعب الحب للراشدين؟
سألتها لورين "هل تحملين حقيبتي الى الطابق الارضي؟ "
قفزت ليا بطريقتها المعتادة وحملت الحقيبة واتجهت نحو الباب.

Rehana 22-12-19 09:14 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
وقفت لورين تحدق بغرفتها القديمة بحزن ، وكأنها مترددة في الرحيل ، مع انها كانت مشتاقة للعودة الى لندن ومنذ عدة ساعات فقط.
عندما نزلت الى الطابق الارضي وجدت ليا تتحدث مع سام وتقول "لابد انه امر مدهش ان تكون مصور للاحداث كما تحدث بالفعل ، احب ان اقوم بعملك"
"انه خطر ، لا تنسي ذلك "
قالت فجأة بنبرة عدائية "بالنسبة الى فتاة تقصد؟"
حدق سام بوجهها المتورد وقال "بالنسبة للجميع . كنت اشعر بخوف قاتل في معظم الاوقات وانا في ساحة الحرب ، فقط المجنون لا يشعر بذلك . وفي الوقت الذي تخافين فيه من ان تصابي برصاصة في اي لحظة . فلن تفكري من اي زاوية تلتقطين الصورة وتبدأين بالصلاة للبقاء على قيد الحياة"
ضحكت ليا وقالت "هذا صحيح . هل تعتقد انك ستعود الى مزاولة عملك ، ام انك ستبقى في لندن الآن؟ "
رفع كتفيه "ربما سأبقى" ثم تابع وهو يبتسم " فأنا اصبح اكبر عمراً "
سعدت ليا ان سام يمازحها ، قالت " ان كنت تبحث عن الاطراء ، فأنا لن افعل "
راقبت لورين كيف ان وجه شقيقتها تورد عندما ابتسم سام لها ، فضغطت على اسنانها . هل عليه ان يمازح كل فتاة يلتقي بها ، حتى ولو كانت لاتزال في المدرسة؟ استدار سام وضاقت عيناه على الفور عندما لمح تعابير وجهها قال "جاهزة؟ "
"اجل "
جال سام بنظره عليها وحمل حقيبتها الى سيارته بينما وقفت لورين لتودع والديها وليا .
قالت والدتها بقلق "انتبهي الى نفسك ، ولا تعودي الى العمل مباشرة ، فلقد تعرضت لانفلونزا قوية جداً"
قالت تعدها "اعلم ذلك ، وسأكون حذرة "وكأنها تقول لوالدتها انها لن تسمح لسام هاردي ان يكون على اي مسافة قريبة منها . لكنها تعلم انه مهما تقول لوالدتها فإن آني ستحصل على ما تريده . وان كان نصف الموظفين في اجازة مرضية ، وهكذا ليس هناك امامها ما تفعله الا مساعدة آني لتتمكن من تنفيذ المجلة وانهائها.
لكن بالنسبة الى سام فالامر مختلف . فهي تقصد كل كلمة قالتها . ليس فقط انها لا تثق به ، بل ايضا لا تثق بنفسها عندما يتعلق الامر به . ففي كل مرة يكون قربها تجد نفسها تراقبه ، وتتفاعل معه . لكن ستضع حدا لهذا الانجذاب ، فهي تحب روبن ولا تحبه ، ومع ذلك فهي قلقة ، وهي تريد ان تأخذ كل الاحتياطات لتبقيه بعيداً عنها.
كان الغروب قد حل ، نظر سام الى ساعته وقال بصوت عال "سنصل الى لندن عند الساعة التاسعة ، يمكننا ان نتوقف على الطريق لتناول وجبة خفيفة ، ان كنت جائعة"

Rehana 22-12-19 09:16 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
قالت بهدوء "لا شكراً لك " لانها لا تريد ان تمضي اكثر من الوقت المجبرة عليه معه.
نظر اليها وقال "كما تشائين " قاد السيارة بصمت ، اعادت لورين رأسها الى الوراء واغمضت عينيها ، محاولة ان تتظاهر انها لا تهتم لوجوده قربها . تمنت لو انه لم يأت لإعادتها الى لندن ، وتمنت لو انه بقي خارج البلاد . لكن ربما حينها كان تعرض للموت ، ارتجفت من الفكرة ، هي لا تريد ذلك ، وهي لا تدري بما تشعر به.
من الواضح انه صدق ذلك لأنه لم يتحدث مطلقاً حتى وصلا الى لندن وأوقف السيارة امام شقتها ، ثم خرج وحمل الحقيبة مصراً على ايصالها الى شقتها ، على الرغم من اعتراضات لورين.
قال بصراحة "انت شاحبة وتبدين متعبة ، انظري كيف نمت طوال الطريق "
لم تستطع الاجابة على ذلك الا اذا اعترفت انها كانت تتظاهر ، لذا اسرعت بفتح باب شقتها ، استدارت لتأخذ منه الحقيبة ، لكنه مر امامها ودخل الى غرفة الجلوس الصغيرة.
قال "بدلت ورق الجدران " كانت في السابق بلون زهري مع زهور صغيرة موزعة عليها ، اما الآن فاللون اخضر فاتح مع اوراق متناثرة في كل مكان.
سأل سام "هل فعلت ذلك بنفسك ؟"
"اجل ، مكلف جداً ان تدفع لمن يعمل ذلك " تساءلت كيف ستتمكن من التخلص منه من دون ان تثير المشاكل . يبدو وكأنه ليس على عجلة ليرحل ، وهي تشعر بالتوتر لوجوده هنا ، في شقتها ، وبمفردهما معا . فالانجذاب بينهما مدمر.
اخذ سام يتجول في الغرفة بهدوء ، يمسك قطعة من التحف ، او يلمس صورة على الجدار ، حدق في الكتب في مكتبتها الصغيرة ، قال "مازلت تقرأين القصص التاريخية " وابتسم لها بطريقة جعلتها تفكر ، ان كان سيبدأ في مغازلتها فلابد انها ستصرخ.
قالت بنبرة حازمة " هذا صحيح ، شكراً لك علي احضاري الى لندن ، ولابد انك متعب وترغب بالعودة الى منزلك " ووقف بجانب الباب في طريقة واضحة منها ليرحل . استدار سام ، وحدق بها وسار نحوها.
توترت لورين ما ان اصبح قربها ، رفعت رأسها وكل عصب في جسمها ينتفض وكأنه مشدود . وقف امامها محدقاً في عينيها.
قال اخيراً "في يوم ما انا وانت سنقيم علاقة حميمة " ثم مر امامها . فاتكأت على الجدار براحة ما ان سمعت الباب الامامي يغلق وراءه.

نهاية الفصل

Rehana 23-12-19 09:42 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
الفصل الخامس

ذهبت لورين الى العمل صباح اليوم التالي ، فاستقبلتها آني بذراعين مفتوحتين ، قالت "بدأت افكر ان علي ان اعد المجلة بنفسي . اتصل موظفان اليوم واخبراني انهما مريضان وهذا حتى الآن "اشارت بيدها الى الكرسي المواجه لمكتبها وتابعت "اجلسي ، سأقول لك ماذا ستفعلين اليوم " عادة مكتب آني مثال في الترتيب والنظافة ، اما اليوم فيبدو وكأن هناك عاصفة من الاوراق تجمعت عليه ، وآني تقلب بها كلها ، من الاوراق المطبوعة والمجلات القديمة ، وكأنها تبحث عن ابرة في قومة قش
قالت وهي تمسك بقائمة في يدها "ها هي ، والآن هذا ما اريد منك ان تفعليه " حدقت بلورين للحظة ثم تابعت "انت متأكدة انك افضل ، تبدين شاحبة "
اكدت لها لورين "انا بخير " فهي غير قادرة على الاعتراف بأنها لم تنم طوال الليل ، وليس هناك اي علاقة للمرض بذلك بل لسام هاردي ، ولهذا لا تستطيع ان تقول سبب شحوبها والبقع السوداء تحت عينيها.
"حسنا ، هذا ما اتمناه لأنني سأعطيك عملاً شاقاً اليوم "
لم تنزعج لورين ، فهذا يعني على الاقل لن تفكر مطلقاً بسام.
عاد روبن بعد يومين واتصل بـ لورين في المكتب ، بنبرة صوت قلقة يغلب عليه النعاس ، قال "ذلك بسبب التعب في الطائرة ، لقد بدلت الكثير من الرحلات ! كان علي العودة في طائرة كونكورد ، لكني طلبت طائرة خاصة "
قالت بتعاطف "مسكين حبيبي "وهي تشعر بالتعب ايضا ، مع انه عاد بعض الموظفين وبدأت الامور تعود الى نصابها . ومع ذلك ، هاهي تحدق ببعض الاوراق وهي تتحدث معه "هل كانت رحلتك جيدة ام ماذا؟ "
قال وهو يتثاءب "اجل لكن بالكاد تمكنت من الاحتفاظ بعينين مفتوحتين ، آسف لورين . علي العودة الى المنزل لأنام ، كنت متعباً جداً طوال تلك الاسابيع ، وهذه الرحلة هي القشة الاخيرة ، سأتصل بك عندما اصبح مرتاحاً ، اتفقنا ؟ انا الآن لست في حالة قادر فيها على الكلام "
وضعت سماعة الهاتف وهي تشعر بالحيرة ،هناك شيء ما غريب في صوت روبن . بدا بعيداً ومتوتراً ، وكأنه غاضب منها ؟ لكن لماذا؟
غرفة الصحافة فارغة ، فالكل في الخارج بحثا عن قصة ، وهي بمفردها هنا . سارت الى النافذه ونظرت الى الخارج تفكر . انه بعيد لعدة اسابيع فلماذا يكون غاضباً منها ؟
تورد وجهها ، الا اذا علم ان سام هاردي ذهب الى منزل والديها لإحضارها ؟ هل ذكر سام له ذلك ؟

Rehana 23-12-19 09:42 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
تذكرت رد فعل روبن عندما اخبرته انها كانت على علاقة مع سام ، ترى هل يغار ؟ ام سبب هذا هو شعورها بالذنب لأنها كانت تشعر بانجذاب لا يقاوم نحو سام ، لكنها لم تظهر ذلك ، وسام لم يدرك بما تشعر به . سمعت صوتاً في اعماقها يوبخها ، سام ليس بأحمق، فهو يشعر بذلك ايضا ، انه كتيار كهربائي ، كلما التقيا هناك شرارات تشع في الهواء . لكنه لن يذهب ليتفاخر بذلك امام روبن ، او امام اي كان ، سام لديه الكثير من العيوب ، لكنه لا يتحدث ابداً عن اي امرأة . كما وانها ليست من النساء اللواتي يعرفهن ، قالت لنفسها ذلك بغضب ، فهي تفضل الموت على ان تكون كذلك .
استدارت وعادت الى مكتبها مقطبة الجبين ، واجبرت نفسها على التركيز على عملها . ربما تخيلت تلك النبرة البعيدة في صوت روبن . مسكين روبن ، فهو متعب ، بل مرهق . هذا كل شيء . وهو يرغب في التأثير بوالده ، وحتي الآن لم ينجح ، ربما هذه الرحلة ستحقق له ذلك اخيراً .
رأت اثناء ذهابها لتناول الغداء اعلان لعمل على اللوح الداخلي فقرأت الاعلان باهتمام . انه عمل تبحث عنه وبشكل دائم .
صحافي في غازيت . لكن هناك شائبة واحدة فيه ، سام هاردي يعمل هناك ايضا . لكن ايضا روبن ، وهذا ربح اضافي ، لذا عادت لوري نالي المكتب وامضت فترة الغداء وهي تقدم طلباً للعمل اتصلت بروبن عدة مرات ذلك اليوم ، لكن دائماً في الخارج . قالت سكرتيرته ببرود "السيد كورنول منشغل جداً ، سأخبره باتصالك "
شكت لورين ان تكون فعلت ، لأن روبن لم يتصل بها الا مساءً ، وبسرعة لانه ذاهب لحفلة استقبال في احدى السفارات مع والده وعدد من الاشخاص المهمين من بلاد اخرى.
"آسف لورين ، علي الذهاب ، اصر والدي على ذلك ، لذا لا استطيع التغيب . وانا منشغل حتى اذني في هذه اللحظة ، لسوء الحظ"
قالت لورين بقلق "روبن ، هل هناك سوء ما ؟"
"سوء ؟ ما الذي تقصدينه بسوء؟ انا فقط منشغل كثيراً . ووالدي يغدق على الاعمال دون ان يقبل اي عذر "تبدل صوته ليصبح مليئاً بالحماس "نسيت ان اخبرك سيضعني في مجلس الادارة في نهاية هذا العام ، وقال انني استحق ذلك وحان الوقت لأكون هناك أساعده . اعتقد ان والدي بدأ ينظر بجدية الي اخيراً "
قالت لورين وهي تبتسم "هذا خبر رائع " ربما تبالغ في رد فعلها ، وتقرأ ما يحدث بطريقة خاطئة . وربما روبن منشغل حقاً ، محاولا ً ان يسعد ويؤثر في والده ، وشعوره نحوها لم يتغير ابداً .
اضافت "انني سعيدة جداً ، بالطبع ، فهناك الكثير لأخبرك به ، كل ما في الامر انني منشغل جدا ً. انتظري ، دعيني انظر الى دفتر مواعيدي لأرى متي اتمكن من رؤيتك هذا الاسبوع . اسمعي ما رأيك بتناول العشاء معا الجمعة ؟"

Rehana 23-12-19 09:43 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
"الجمعة ، رائع. اتطلع لاسمع كل شيء عن رحلتك ، اراك في المقهى لتناول شراباً قبل الذهاب اذاً "
تردد روبن قليلاً ثم قال "حسنا في المقهى ، الساعة السادسة والنصف " توقف عن الكلام قبل ان يتابع " لورين انا آسف . لكن والدي . حسنا ، ليس من العدل ان القي اللوم عليه ، الحقيقة هكذا جرت الامور ، لكنني آسف لانني تخليت عنك "
قالت بحرارة "لا تقلق بشأن ذلك عزيزي " المسكين يتمزق بينهما ، وهي تفهم ذلك الآن ، تابعت "اتفهمك وانا لست غاضبة منك "
تنهد وقال "حقاً ؟ شكراً لك . يجب ان اذهب ، اراك يوم الجمعة وسأخبرك حينها كل شيء"
صباح نهار الجمعة تلقت رسالة من المدير الشخصي لجريدة الفازيت يقول فيها ان اسمها وضع في لائحة المقبولين لهذا العمل ، وهكذا امضت ما تبقي من النهار وكأنها تسير في الهواء.
كان لديها بعض الوقت بعد الظهر ، وهكذا قبل ان تذهب الى لقاء روبن ذهبت الى المنزل لتبدل ثيابها.
ارتدت فستاناً اسود ، لم يكن جديداً لكنها تبدو جميلة جداً وهي ترتديه ، كما وان روبن معجب به.
وضعت قرطين من اللؤلؤ في اذنيها وعقد من اللؤلؤ الاصطناعي حول عنقها والذي قدمته لها جدتها في عيدها الثامنة عشر ، كما وضعت لمسة خفيفة من المكياج . فهي تريد ان تبدو بأجمل ما يمكن لأجل روبن . فهما بعيدان عن بعضهما لأسابيع وهي تشعر كأن هناك تبدل في علاقتهما. لا تدري ان كان هي السبب ام روبن ، فهي لا تنكر احساسها بعدم الراحة والحيرة لفترة وربما هو ايضا كذلك.
وصلت على الموعد وفي الوقت المحدد تماماً ، لكن لم يكن هناك اي أثر لروبن ، لذا جلست الى طاولة فارغة وطلبت كوباً من عصير الليمون ، مر بعض الاشخاص امامها ، ابتسمو لها والقوا التحية عليها
تقدمت منها فتاة وسألتها "اتنتظرين احداً ؟"
ابتسمت لورين واجابت "روبن "
ابتسمت الفتاة بطريقة ساخرة وقالت "روبن كورنول ؟ "ثم تابعت "حسنا ، اتمني لك وقتاً سعيداً "
سارت مبتعدة فنظرت لورين لها باستياء ، جين هود دائماً مزعجة وتشعر بالغيرة في كل مرة ترى لورين مع روبن ، ربما هي ايضا معجبة به.
تناولت لورين العصير وهي تراقب الطريق متوقعة ان ترى روبن يركض عبر الشارع من المبنى المواجه .
مرت الدقائق . نظرت الى ساعتها وقطبت جبينها . تأخر روبن ربع ساعة . قال انه منشغل جداً ، فربما هناك من يؤخره.

Rehana 23-12-19 09:44 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
انتهت من تناول العصير، وقررت ان لا تطلب اي شيء آخر قبل وصول روبن ، نظرت الى ساعتها مجدداً ، ها قد مرت عشرين دقيقة ، ماذا تفعل؟ هل تتصل بمكتبه لتعلم كم سيتأخر؟
سمعت بعض الضحك من طاولة جين هود ، استدارت لورين فرأت جين صديقاتها تراقبنها . كلهن تنظرن اليها وتهمسن ، شعرت بأنهن يتحدثن عنها ، ربما يفكرن ان روبن تخلى عنها .
اخفضت رأسها وهي تمسك بكوبها الفارغ ، ثم فتح الباب فنظرت بشوق ناحيته ، ضغطت علي اسنانها ما ان رأت ان القادم ليس روبن ، بل سام هاردي .
فكرت بمرارة ، هذا كل ما تحتاج اليه ، ليس فقط روبن تخلف عن موعده ، بل ايضا سام هاردي يشهد ان روبن تخلى عنها . لماذا عليه ان يصل الآن ؟
وقف عند الباب ، ينظر عبر الغرفة ، فتظاهرت لورين انها لم تره . ابقت نظرها على الطريق في الخارج ، لكن شعرت وكأنه يسير نحوها .
جلس على المقعد المقابل لها وقال "مرحبا لورين " سمعت صوته جافاً فهو يعلم انها تتجاهله .
نظرت اليه وقالت ببرود متعمدة "مرحبا ، انا بانتظار شخص ما ، لذا ان كنت لا تمانع وتنتقل الى طاولة اخرى "
قال وهو يحدق بها " اريد ان اتحدث معك لورين "
"لا اريد التحدث معك ، اسمع الشخص الذي انتظره سيكون هنا في أي لحظة "
قال سام "لا ، تعالي الى الخارج ،لورين . اعتقد انك تريدين ان تسمعي هذه الاخبار بحيث لا احد يستطيع رؤية وجهك"
شحب وجهها وهمست " انه روبن " وقفز بها الخيال الى تحطم سيارة روبن وكأنها ستختنق "ما الذي حدث؟ "
نهض سام وامسك بيدها ، شد بها لتقف ثم قادها الي نحو الخارج .
بالكاد لاحظت لورين العيون تراقبها وتهمس ، لكنها لم تكن تفكر بمن هناك ، فهي بالكاد تحرك قدميها ، فخوفها يكاد ان يقضي عليها . سألت بتوتر شديد "ما الذي حدث ، اخبرني ؟"
"انتظري قليلاً " وسار نحو سيارته ، فتح باب السيارة وساعدها لتجلس على المقعد بجانب السائق ، ثم صعد وراء المقود ، وادار المحرك .
امسكت بذراعه وقالت "ما الذي تفعله؟ اوقف السيارة ، لن اذهب الى اي مكان معك . اخبرني ما الذي حدث لـ روبن . علي ان اعرف ، هل هو مصاب؟ هل هو ...؟"
رفضت ان تلفظ تلك الكلمة بل تابعت "لدينا موعد الليلة ، وكنت بانتظاره واصبت بالقلق عليه"
"لن يلقاك الليلة ، ولا اي ليلة اخرى "
حبست انفاسها ، لابد ان روبن مات ، فهناك حسم نهائي بكلام سام ، كما وانه يراقبها بقلق .
ثم قال " انه في حفلة خطوبته"

Rehana 23-12-19 09:45 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
فلمعت عيناها بذهول "ماذا؟ "
"سيتزوج من جانيس ايرل "
اصيبت لورين باستغراب شديد ، هزت رأسها وقالت "انه خطيبي "ونظرت الى يديها المرتجفتين ، الى خاتم روبن في اصبعها ، وكأنها تحاول التأكد من البرهان الواضح امامها ، قالت " تحدثنا على الهاتف كان ليقول شيئاً ، قال انه سيصطحبني الى العشاء" ونظرت اليه تتهمه وتابعت "لماذا تكذب علي ؟ انت لا تعتقد انني سأصدقك ! فما تقوله سخيفاً جداً " فكرت بالفتاة صاحبة الشعر الاحمر والتي احضرها سام الى تلك الحفلة .
قالت "بالكاد يعرف جانيس ايرل ، التقيا لمرة واحدة في تلك الحفلة التي احضرتها معك "
"تقابلا عدة مرات وهو في الولايات المتحدة مؤخراً ، فتشارلي كورنول يعقد صفقة كبيرة مع والد جانيس ، وهذا ما ابقى روبن هناك كل ذلك الوقت "
شهقت وسألته "هل والده وراء ذلك؟ هل هو من ارسلك لتتحدث معي؟ انه يحاول ان يفسخ علاقتنا منذ اشهر ، فهو يكرهني . وربما اختلق هذه القصة لأتشاجر مع روبن "
قال سام بصوت غاضب "لا تكوني حمقاء لورين ، قد يكون تشارلي يبني النجوم بسبب جانيس وابنه ، لكنه لم يرسلني الى هنا لأتحدث معك ، وانا اخبرك بالحقيقة ، فلا تضحكي على نفسك "
علمت انه يقول الحقيقة ، لكنها لا تتحمل ان تصدقها . قالت معترضة " لكن روبن لا يحبها ، قال انها مدللة ومغرورة"
" جانيس صاحبة اخلاق واكثر منه بكثير ، بكل الاحوال "تابع بصوت غاضب "كان سيتركك جالسة هناك ، وهو لم يهتم بما تشعرين به . وانت لا تعلمين ما الذي حدث ، الشاب مخادع ، اناني وجبان ، جبن من اخبارك بنفسه . كان سيخبرك الليلة ، على ما فهمت ، ولهذا السبب قرر لقاءك ، لكن والده قرر ان الليلة مناسبة مثالية لاعلان الخطوبة "
"كان على روبن ان يتصل بي ليعتذر عن الموعد "
"لم يستطع مواجهتك في النهاية ، وبدلاً من ان يفعل كتب لك رسالة ، ثم نسي ان يرسلها . رأتها جانيس على مكتبه عندما ذهبت لتصطحبه "
شعرت لورين بجسدها كله يئن من الالم من فكرة ان تذهب تلك الفتاة لتأخذ روبن من مكتبه ، وترى الرسالة المرسلة لها ، وهي تعلم ماذا تحتوي . كيف تمكن روبن من ان يفعل بها هكذا ؟
تابع سام بهدوء " اعترف لها انه كان سيلتقي بك الليلة ، ليشرح لك ماذا حدث ليفسخ الخطوبة بينكما . اعتقدت انه فعل ذلك ، لقد وعدها انه سيفعل ذلك ما ان يصل من الولايات المتحدة ، وعندما سألته قال انه فعل . انه كاذب تماماً كما هو مخادع ،روبن الرائع . المهم ما ان مرا امام المقهى. منذ ساعة تقريباً ، رأتك جانيس هناك ، تنتظرين"

Rehana 23-12-19 09:45 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
شعرت لورين بالدماء الحارة تتوهج في وجهها . عضت على شفتيها بقوة لكي لا تبكي من الالم.
حدق سام في الطريق امامه وهو يتابع " اصبت بالرعب ، واتصلت بي لتطلب مني الذهاب الى المقهى كي اخبرك بنفسي "
شعرت لورين بالمرض ، وأغمضت عينيها واتكأت على نافذة السيارة غير قادرة علي التكلم.
اسرع سام بالانطلاق في السيارة ، وشعرت بالامتنان للصمت السائد بينهما ، لأنها كانت تخاف ان تبكي في اي لحظة . لماذا هو؟ لماذا جانيس ايرل؟ فكرت بمرارة . لماذا اختارت سام ؟ هل لأنه الشخص الوحيد الذي تعرفه ويعرف لورين ايضا؟ حسنا، لقد اختارت اسوء مرسل في العالم . فسام هاردي هو آخر شخص تريده قربها في هذه اللحظة .
اوقف السيارة ، ففتحت لورين عينيها ووجدت انه اوصلها الى المنزل .
لم تستطع ان تنظر اليه ، بل قالت "شكراً لك على ايصالي الى المنزل " ترجلت من السيارة وشعرت بساقيها ضعيفتين وغير قادرتين على حملها ، خرج سام من السيارة وتبعها على الفور.
قالت " اذهب، من فضلك "
قال بتصميم "كل ما اريده هو ان اراك بأمان داخل شقتك"
لم تجادله عندما اوصلها الى باب شقتها ، امسكت بالمفتاح لكنها لم تستطع ان تضعه في القفل ، وقع على الارض ولم تستطع رؤيته لأن عينيها مليئتان بالدموع . التقط سام المفتاح وسمعت الباب يفتح.
قالت من دون ان تنظر اليه "شكراً ، وعمت مساءً"
دخلت واغلقت الباب ، لكنها ادركت ان سام دخل معها الى المنزل قبل ان تغلق الباب على ذات الجهة.
لم ترفع نظرها الى وجهه ، نظرت الى ساقيه الطويلين قربها ، انه يرتدي بنطال من الحرير الاسود ، يرتدي بذلة ، ادركت ذلك للمرة الاولى . فهي لم تره من قبل ، فهناك الكثير مما يشغل بالها . لابد انه كان خارجاً الى حفلة ما عندما اتصلت جانيس . ربما كان ذاهباً الى حفلتها ، ليحتفل بخطوبتها هي وروبن؟
بدأت لورين تضحك من سخرية الموقف ، والضحك تحول الى بكاء. انهمرت الدموع التي كانت تخفيها ، فاتكأت على الجدار ترتجف وتبكي ، مخبأة وجهها منه.
تركها سام تبكي لعدة دقائق ثم وضع ذراعيه حولها ، حاولت ان تتوقف عن البكاء ، لكنه جذبها اليه ، لم ترغب لورين ان يرى وجهها ، فدفنته في سترته ، استطاعت ان تشم رائحة عطره ، انه رائحة الصنوبر ، فتذكرت حديقة بيتها وتمنت لو انها هناك ، فنهار الاثنين كل من في المؤسسة سيعلم ، سيحدق بها ويهمس ، ستكون الرقم الاول في الثرثرة عليها ، عن انتهاء خطوبتها ، وعن اخبار روبن وتخطيطه للزواج من جانيس ايرل.

Rehana 23-12-19 09:46 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
قال سام بهدوء " هيا ،لورين، هذه ليست نهاية العالم ، كما تعلمين ستنسينه . فقط قولي لنفسك كم هو مخادع ، وانه من الافضل لك ان تتخلصي منه"
مسحت دموعها قبل ان ترفع رأسها ، تفاجأت من تعابير وجهه. بدا صوته بارداً لكن هناك ضيق على وجهه بالفعل ، ولأول مرة تسألت ماذا كان شعوره نحو جانيس ايرل. علاقات سام لم تدم طويلاً ، ولم يكن هناك اي مشاعر عميقة فيها ، وهي لم تسمع يوماً انه تأثر بانتهاء علاقة ما ، لكن يبدو وكأنه يأخذ الامر على محمل شخصي ويبدو غاضباً مثلها ، وهي لا تستطيع التصديق انه يشعر بكل هذا السوء لأنه متعاطف معها.
"اسمع انا ممتنة لك ، لقد كنت لطيفاً جداً ، لكني اريد ان اكون بمفردي ، فهل تسمح وتغادر"
لم يتحرك سام بل قال " هل انت متأكدة انك بخير؟ "
ابتسمت بسخرية وقالت " وماذا تعتقد انني سأفعل؟ اقتل نفسي؟ "
توتر سام وقطب وجهه . ضحكت بغضب منه وتابعت "آه ، لا تنظر الي هكذا ! سخر روبن مني ، لدي احترام لنفسي كاف كي لا اعمل امراً بهذه الحماقة ! لن اقتل نفسي ولن اقتله ، مع انني ارغب في القيام بذلك في هذه اللحظة! ما ارغب في القيام به هو الاتصال بجريدة منافسة واعطيها القصة الجميلة عن روبن وما فعله بي! سيتحمسون لها كثيراً ،أليس كذلك ؟ ابن صاحب مجلة يتخلى عن خطيبته ليتزوج من ابنة مليونير . قصة مثيرة للنشر . سيدفعون لي ثروة عنها"
" لكنك لن تفعلي ذلك"
دفعته بعيداً عنها قائلة " ولماذا؟ فهو يستحق ذلك! كلهم ، هو ووالده وتلك الفتاة . لقد كانو بلا عطف معي ، فلماذا لا اكون كذلك معهم؟"
قال سام بصوت هادئ "لسببين ، اولاً ستكونين وضيعة مثل روبن ، وانت لست كذلك . فلماذا تريدين النزول الى مستواه ؟ وانت صادقة جداً ولا تبيعين قصتك ، كما وانك تعلمين ماذا سيشعر تشارلي وابنه الغالي عندما يقرآن عن نفسيهما ما كتب عنهما في صحف الاخبار السيئة! سيكرهان ذلك بالفعل "
"بالطبع ، لكن هذا السبب الآخر الذي يدفعك لعدم بيع القصة ، فستخسرين عملك ، لن يتردد تشارلي كورنول بذلك . وفي الواقع ، ستقدمين له خدمة ، سيسعد بالعذر الذي يدفعه لطردك "
قلبت شفتيها وكأنها تفكر بالامر ، قالت "صحيح ، انت على حق ، هذا ما سيفعله ،الوغد . ماهذا العالم الذي نعيش فيه؟ هو وإبنه عاملاني بطريقة سيئة ، وان اخبرت احداً سيطردني من عملي , تنهدت وهي تضغط على يديها وتتابع "هذا ليس عادلاً "

Rehana 23-12-19 09:47 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
"لا ، لكن العالم كله ليس بعادل . انت ناضجة لورين ، ولابد انك اكتشفت ذلك منذ زمن بعيد . الألم جزء من الحياة ، على ما اعتقد ، والطريقة الوحيدة كي لا يصاب المرء بالالم عليه ان لا يوجد في الحياة ، خصوصاً ان لا يغرم ابداً "
" حسنا ، لابد انك خبير في هذا الموضوع! لا اعتقد انك اغرمت مرة في حياتك "
سمعته يتنهد ويقول بقسوة " شكراً لك " عضت على شفتيها وراقبته ، انه يبدو حزيناً ، هل حقاً كان مغرماً بجانيس؟
سألته وقد نسيت ما تعانيه للحظة " ماذا ، هل اغرمت من قبل؟ " أليس من السخرية ان يغرم سام وللمرة الاولى بامرأة تتخلى عنه ، تماماً كما فعل مع عديد من النساء ؟
التوى فمه بغضب قائلاً " لماذا تريدين ان تعرفي؟ هل تشعرين بحال افضل ان علمت انني مررت بكل هذا ؟حسنا ، ان كان ذلك يساعدك ، اجل ، لورين ، اغرمت من قبل ، ولم يكن هناك نهاية سعيدة لحبي ايضا .ربما ليس هناك نهايات سعيدة ، لأنني توقفت عن الاعتقاد بذلك منذ زمن ، ففي النهاية ، اصبحت الآن في الخامسة والثلاثين من عمري " نظر اليها وابتسم بسخرية متابعاً " وانت ايضا لست بمراهقة"
قالت بصراحة "بعد اربع سنوات سأصبح في الثلاثين من عمري ، اتعتقد انني لا ادرك ذلك ؟"
وافقها سام قائلاً " الثلاثون مرحلة خطرة "
شعرت على الفور وكأنها سمعت ذات الجملة من قبل . بالطبع سمعتها منه بالذات ! عادت لها تلك الذكرى بلمح البصر . لقد همس بها في اذنها في حفلة عيد ميلاده الواحد والثلاثين ، والذي اقامها في شقته . بالكاد كانت تعرفه ، فقد كانت تدرس الصحافة في الجامعة ليومين وتعمل في ذات الوقت . ولم تبلغ الثانية والعشرين من عمرها وقد شعرت بالانهيار نحوه . واغرمت به بسرعة ، هذا قبل ان تلتقي بآني وتسمع سجل ماضي سام الخطر .
قال باستياء " عندها تدركين ان امامك طريق طويل عليك ان تسلكيه ، وهناك الكثير الكثير لتتعلميه "
ياللغرابة ، فكل تلك العداوة بينهما قد انتهت الآن ، لأن كليهما تخلى عنهما من يحبانه . تثاءبت وهي تشعر بالارهاق ، قالت " سام ، لا استطيع التحدث الآن ، اريد ان اكون بمفردي ، ولن اقدم على أي عمل احمق ، فقط سأستلقي وربما سأنام . لقد كنت لطيفاً جداً وانا ممتنة لك "
حدق بها للحظة ثم هز رأسه موافقاً وقال " انزعي سلك الهاتف قبل ان تذهبي الى النوم ، ولا تحلمي بروبن كورنول "
سألته بمرارة "كيف اتمكن من السيطرة على احلامي؟ "
"سأعطيك شيئاً آخر لتفكري به " ضمها إليه وعانقها بقوة.
تساءلت ربما هو على حق ، لما لا تتوقف عن التفكير بروبن وتستسلم لعناقه.

Rehana 23-12-19 09:47 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
همس بصوت مضطرب "اردتك منذ زمن بعيد وانتظرتك لسنوات "
رن جرس الانذار في رأسها ففتحت عينيها على الفور . ما الذي يقوله؟ انه يبدو كالمنتصر . لقد كانت منشغلة بالتفكير بنفسها ، ولم تفكر ان لطفه المفاجئ وراءه دافعاً ما.
الامر في منتهى الوضوح ، فكيف كانت عمياء هكذا؟ لم يتبعها الى هنا لأنه قلق عليها ، بل هناك مخطط يعمل عليه ومنذ البداية . لقد اوقع بها . فلابد انه انتظر لسنوات لينتقم منها.
ادرك سام ان هناك شيئاً ما تبدل فأرجع رأسه لينظر الى عينيها ، قال " لا تفعلي ذلك ،لورين ، ليس هذه المرة ،اكاد اجن لأجلك"
قالت بصوت مضطرب "آسفة" وحدقت به ليعلم ان ما تقوله تقصده تماماً ، ثم تابعت "ا استطيع ،حاولت ان اتظاهر انك روبن لكن لم ينجح الامر"
رأت الصدمة في عينيه مما قالته له . شحب وجهه وظهر الضيق في عينيه ، قال "عما تتحدثين؟ انت تريديني كما اريدك ، ولا يمكنك ان تخفي ذلك "
"صحيح ما تقوله ، لكن حدث ذلك لاني اعتقدت انك روبن "
نظر اليها وكأنها صفعته ، قال "لا اصدقك ،انت تكذبين .لقد نسيته تماماً "
اصبحت لورين على شفير البكاء . انها امسية طويلة مرهقة وحزينة ، تريده ان يرحل لتغمض عينيها وتترك الدموع تنهمر.
"لا يمكنني ان انسى روبن ، كيف سأفعل ، فأنا احبه . دعني وشأني وارحل"
حدق بها للحظة وهو يمسك بشدة بكتفيها ، ثم ابعدها جانباً وابتعد. سمعت اغلاق باب منزلها ، وعلمت انها اصبحت بمفردها اخيراً .
مسحت دموعها وذهبت الى سريرها ، لم تتوقع ان تنام لكنها بحاجة للظلام والصمت حولها . وكأنها ستختبئ وتنسى كل شيء.
هذا ما حدث ، لأنها نامت على الفور ، مع انه كان نوماً مضطرباً ، مليئاً بالاحلام وهذا ماجعلها تتقلب بعدم راحة . رأت وجوهاً تسخر منها وتضحك عليها . واستمرت برؤية رجل بعيد عنها ، يختبئ وراء المنعطفات ، وشعرت بحاجة كبيرة للذهاب وراءه لكنها استمرت في فقدانه ، صرخت روبن وهي تركض بسرعة عبر الممرات الملتوية ، واخيراً رأته امامها مباشرة واستدار ليمد لها ذراعيه . فركضت بسرعة اليهما.
لكنه لم يكن روبن ، انه سام هاردي ، وجهه يظهر تحدياً وتهديداً جعلها تصرخ من الخوف ، فعانقها ، تحول هذا الخوف الى سعادة لا توصف.
استيقظت وهي تئن من الخجل من ذلك الحلم ، ذهبت الى المطبخ واعدت لنفسها القهوة ، وعادت الى السرير وهي تفكر بحلمها الغريب.
بعد فترة هدأت وبدأت بتحليل ما يحدث معها ، وللمرة الاولى بدأت بتحليل عواطفها نحو روبن . منذ البداية تدرك انها لم تكن متأكدة من روبن ولم تثق به كلياً . فهو من بيئة مختلفة ، والزواج منه كالزواج من امير الاحلام ، ولورين لم تكن يوماً تصدق تلك القصص الخيالية بالنسبة الى الفتيات العاديات ، خصوصاً ان والده كان رافضا وبشدة لتلك الفكرة.
ومع ذلك تشعر بالالم لخسارته ، خصوصاً لتلك الطريقة ، ومن دون اي تحذير ، تجد ان روبن اغرم بامرأة اخرى وتمت خطوبتهما على الفور . تلك هي الصدمة وما حدث مع سام بعد ذلك جعل الامر اكثر سوءاً .
لقد كانت غاضبة منه منذ زمن بعيد ، لكن الآن ترى انها لا تشعر بالغضب منه فقط ، بل بالاحتقار ، لأنه علم انها في حالة من عدم التوازن العاطفي فحاول اغواءها . كيف يمكن له ان يصل الى هذه الدرجة من الانحطاط؟ اي نوع من الرجال هو؟
هذا هو سام هاردي. انه مستعد لاستعمال اي سلاح للاستفادة منه ، فهي المرأة الوحيدة التي رفضته ، ولذا لقد انتظر كل ذلك الوقت ليحظى بفرصة لن يضيعها على لائحة نسائه .
حسنا، بإمكانه ان ينسى ذلك . ستعمل جاهدة كي لا يحصل على اي فرصة ثانية . وستتجنب رؤيته بمفرده في المستقبل.

نهاية الفصل

Rehana 24-12-19 07:25 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
الفصل السادس

وصلت رسالة روبن في ساعة متأخرة من صباح اليوم التالي . قرأتها لورين وكأنها تسمع صوته عبر الكلمات ، كان روبن مخادعاً ويشفق على نفسه .
كتب الرسالة على عجل وبدت كلماته مبعثرة ، قال لها انه يفسخ خطوبتهما ، وهو آسف .ويعلم بما تشعر به ، لكن مع كل جملة بدا لها بوضوح انه يهتم لشعوره اكثر من اهتمامه بها . كان يحاول التنصل من الخطوبة من دون ان يتحمل اي لوم . قال انه لم يستطع الا ان يغرم بجانيس ، لأنه رآها كل يوم لمدة اسابيع ، وشعر بالانجذاب نحو الحياة في عائلتها .
وجعل الامر كأن جانيس كانت تلاحقه . وذكر ان والده دفعهما ليجتمعا كثيراً ، ثم ذكر الضغط الذي كان يمارسه والده عليه كي لا يتزوجها ، كما قال ، يجب ان تتأكد انها رائعة ، لكنه لم يكن متأكداً انهما مناسبان لبعضهما . فهو غير متأكد من حبها ، او انه حقا يحبها . وربما هذا ما تشعر به ايضا؟ وربما ايضا لديها شكوك ، وانهي الرسالة بالتوسل لها كي تسامحه ، فليس هناك ما يستطيع القيام به .
قرأت الرسالة مرات عدة ، وفي كل مرة كانت ترى له صورة جديدة ، بأنه مدلل، اناني ورجل ضعيف لا يستطيع تحمل المسؤولية . حتى ولو عن نفسه ، ويحاول القاء اللوم على كل شخص آخر عما فعله .

Rehana 24-12-19 07:27 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
لو ان هذه الرسالة وصلتها هكذا من دون اي مقدمات ، لكانت صدمت بها ، لكن سماعها الاخبار من سام اولا ًخفف من انذهالها . فقد شعرت بالسوء بما يكفي قبل ان تقرأ رأي روبن بما حدث . ومع ذلك فهي في وضع يائس.
بقيت قلقة ومربكة طوال نهاية الاسبوع . فعواطفها في تقلب دائم ، احياناً تريد البكاء ، واحياناً اخرى تشعر بالغضب من نفسها لأنها رضيت بالخطوبة من روبن كورنول . كان على حق بأمر واحد فقط ، وكان عليها ان تعلم منذ البداية ان علاقتهما لن تنجح ، فهناك كثير من الامور ضدهما وهما ببساطة غير مناسبين لبعضهما .
شعرت وكأنها حمقاء ، لأنها اغرمت بشخص غير موجود . لقد احبت لطف روبن ، مرحه وحنانه ، احبت ابتسامته السريعة وكيف تتجعد عينيه . عندما يضحك ، واعتقدت انها تعرفه ، لكن هذا غير صحيح ، فالرجل الذي احبته لم يكن موجوداً.
لا يمكنها ان تضع اللوم كله عليه ، صحيح انها لم تهتم لعائلته وللمال ، لكنها وجدته كحلم ومنذ البداية ، وكانت عمياء لتعتقد ان هذه الامور غير مهمة . لكن هذا غير صحيح ، والزواج لا يقوم علي الانجذاب فقط . اخذت الافكار تتصارع في رأسها ، حتى شعرت بالارهاق . لم تذهب الى اي مكان في عطلة الاسبوع ، بقيت في شقتها ، ولم تكن قادرة على القيام بأي شيء سوى الجلوس والتحديق بلا شيء وهي تفكر بروبن ، متسائلة كيف ستواجه كل شخص في العمل نهار الاثنين . فهي تكره فكرة ان الناس ستضحك عليها من وراء ظهرها ، او الاكثر سوء ، ان تشعر بالاسف لها .
تماماً وقبل ان تغادر الى العمل نهار الاثنين ، وصلتها رسالة اخرى ، رسالة مختلفة تماماً ، مطبوعة ، رسمية ومهذبة . انها من تشارلي كورنول .
لم يذكر روبن ولا خطوبته ، او انه عرض عليها التعاطف او الاعتذار . رسالته عملية. يخبرها فيها انها حصلت على العمل الذي قدمت له في الفازيت بإمكانها البدء هناك الشهر المقبل . يعرض فيها العمل ويطلب منها ان تتصل بالمدير الشخصي ان كان لديها أي أسئلة . كما وان العقد سيصل بالبريد ايضا. وفي هذه الاثناء بإمكانها الاستراحة. حتى نهاية الشهر، وليس هناك من حاجة لتعود الى اولترا ، الا اذا رغبت بذلك.
جلست لورين الى طاولة الطعام تحدق بالرسالة وتضحك ، وعينيها مليئتين بالدموع .
لم يقدم لها تشارلي كورنول اي تعاطف ، لكنها تشعر بالامتنان لقد اعطاها ما ارادته ومنذ زمن طويل ، ان تنتقل الى جريدة يومية ، قد يكون ذلك اغراء كاف وهي لن ترفضه لأنه مقدم منه ، فهي هكذا لن تذهب الآن الى المكتب لتواجه كل شخص هناك .

Rehana 24-12-19 07:27 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
لم تتوقع منه عرضاً كريماً كهذا ، وقد كان يعاملها بعداوة واضحة ، وهذا ما يفاجئها . اتصلت بآني والتي كانت في مكتبها وتعلم كل ما جرى .
قالت "علمت ان خطوبتك انتهت ، يؤسفني ذلك لورين"
ادركت لورين انها تقصد ما قالته، مع انها ليست رقيقة او لطيفة مع الآخرين ، لكن تشعر بالغضب ان لم تتمكن من القيام بأي شيء من اجل غيرها .
قالت لورين بضيق "شكراً ، لكنني سأتمكن من الاستمرار في الحياة ، كما اعتقد "
" انا متأكدة من ذلك "
بدا الارتياح في صوتها ، وهذا ما جعل لورين تدرك انها لا تريد سماع بكاء الاطفال لكي لا تشعر بالاسى عليها ، قالت "انه شاب جميل ، لكن لنقل الحقيقة ، لا يملك عقلاً كافياً ، وانت ستشعرين بالسأم معه ، وكما تعلمين ، فأي امرأة ذكية هذا ما ستشعر به ، وانت ذكية بالفعل ، وأفضل بكثير من شخص مثل روبن كورنول "
تفاجأت لورين من الاطراء فقالت " لطفاً منك قول ذلك ، اعتقد انك علمت بالامر من السيد كورنول"
قالت بصدق "اجل ، اخبرني تشارلي بذلك ، وبأنك ستتركين اولترا . وهذا ما يغضبني " وكأنها نسيت انها منذ فترة قصيرة كانت تخاف ان تأخذ اولترا منها وتعطي للورين .
" هل انت متأكدة تماماً انك تريدين الانتقال الى الفازيت؟ ان كنت سأبدأ بمجلة جديدة ، فقد كنت اعتمد على أخذك معي . فأنت من أفضل العاملين هنا . ويمكنني ان اقدم لك مستقبلاً مهماً ، لورين . إذا وافقت على عرض تشارلي بترك اولترا؟ "
آني امرأة واقعية ، ومن الواضح انها كانت سترضى بعرض تشارلي كورنول ، تماماً كما ستفعل هي . فهو قادر على إضفاء الحماس على اي عرض يقدمه . فهو ذكي ويعلم كيف يجعل الناس يرضون بعرضه . هي لا تحبه لكنها تحترمه كرجل اعمال ناجح ، فهو يعلم تماما ًما يفعله . وهو يعرف آني جيداً . تساءلت لورين ، ما الذي ستفعله بعد اولترا ؟ ستترقب ذلك باهتمام وهي تعمل في الفازيت ، لكنها لن تبقى لتكتشف ذلك بنفسها ، فقد اكتفت من عالم المجلات.
اعترفت آني بحذر "حسنا ، لدي بعض الافكار المثيرة لكن مبكراً جداً التحدث عنها الآن ، لكن بعض اشهر قليلة سأكون في وضع يخولني ان أقدم لك عرضاً مهماً ، لورين . ابقي معي وقولي لتشارلي ان يترك عمله له في الفازيت "
"شكراً لك آني . اقدر لك العرض ، لكنني اريد العمل في الجريدة ، كما تعلمين ، آسفة "

Rehana 24-12-19 07:28 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
بدت آني منزعجة وهي تقول " حسنا ، كما تشائين ، لكن اتصلي بي دائماً ، وان بدلت رأيك ، كل ما عليك القيام به هو اخباري فقط " توقفت عن الكلام للحظة وتابعت "سأفتقدك ، من سأجد ليحل مكانك . قال تشارلي انه يمكنك الانتقال اليوم وعلى الفور ، لكن الا تفضلين ان تعملي؟ وهكذا تبعدين نفسك عن التفكير؟ "
سمعت لورين نبرة التمني في صوتها ، لكنها قالت "آسفة آني لا ، افضل ان لا افعل "
لم تقل لماذا ، لكن آني علمت فهي لا تريد رؤية احد ولا سماع أي تعليق لطيف ام لا من المجلة ، لذا لم تجادلها .
تنهدت آني وقالت "حسنا ، هناك كثير من الاعمال امامي ، لهذا من الافضل ان اودعك . هل ستأتين في وقت لاحق لتنظيف مكتبك؟ ادخلي الى مكتبي لتوديعي ، هل فعلت ؟ وحظاً سعيداً ، لورين ولا تنسي ان تبقي على اتصال بي "
غادرت لورين منزلها بعد ساعة ، وبعد نقاش طويل مع احد وكلاء السفر ، حجزت لنفسها رحلة على متن سفينة الى جزر الباهامس من ميامي في فلوريدا .
عطلة كاملة مع بطاقة سفر الى فلوريدا ستأخذ منها كل مدخراتها ، لكنها لا تهتم لذلك ، لأنها بحاجة للابتعاد عن لندن لفترة . لم تكن يوماً في الباهامس او فلوريدا ، لذا ستكون رحلة ممتعة.
لا تستطيع الانتظار لرؤية الكاربيان الازرق ، عليها ان تذهب الى مكاتب اولترا بعد لتحضر اغراضها وتنظف مكتبها . فاختارت وقت الغذاء ، فبهذا الوقت لا يكون هناك الا عدد قليل من الموظفين ، تعمدت ان تدخل من دون التحدث مع احد ، لكن هناك من رمقها بنظرات فضولية عن بعد . حتى آني لم تكن هناك ، بل خرجت الى الغداء مع نجم سينمائي شهير والذي تجري معه مقابلة للمجلة .
كتبت لورين لها رسالة صغيرة وتركتها على المكتب ، ثم اسرعت بالمغادرة . شعرت بالغرابة وهي تترك عملها وكأنها خجلة مما حدث ، او كأنها هي المذنبة.
صعدت الى سيارتها ، ونظرت الى نفسها في المرآة وتساءلت لماذا تحدث نفسها ؟ ادارت المحرك منزعجة من نفسها.
في تلك اللحظة سمعت طرقاً قوياً على النافذة ، اجفلت وهي تستدير .
رأت سام يميل نحوها محدقاً بها ، رغبت في تجاهله والقيادة مبتعدة ، لكن ان فعلت ذلك فكأنها تعترف انه يقلقها ، لذا فتحت النافذة وتركت المحرك مشتعلاً ، متمنية ان يفهم ان لا رغبة لديها في التحدث.
قالت "ماذا تريد؟ اني على عجلة " تعمدت ان يبدو صوتها غاضباً ، فلا داع ان يعتقد انه نسيت ما حدث في شقتها ليلة الجمعة . انها مصممة على الحفاظ على وعدها بتجنبه .

Rehana 24-12-19 07:28 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
قال بضيق "سمعت للتو عن العمل . هل قدمه تشارلي لك ، ام انه الثمن لتبقي صامتة ولا تثيري الامر في الصحف ؟ "
اندهشت لورين من الازدراء في صوته ، قالت "لا اقدم على عمل كالابتزاز "
"حقا؟ لكنك تحدثت عن ذلك تلك الليلة "
علمت انه غاضب جداً ، لكن كيف يصدق انها قادرة على القيام بمثل هذا العمل ، قالت "لم أفعل أي شيء من هذا القبيل "
"بل فعلت . قلت انك ستبيعين قصتك لصحيفة منافسة . فما الذي فعلته بالضبط؟ هددت تشارلي بقراءة اسرار عائلته على صفحات الجرائد ، الا اذا قدم لك هذا العمل ؟"
ارتجفت لورين من الغضب وقالت "لا "
"صحيح ، فأنت لن تعترفي بذلك "وقف وكأنه سيسير مبتعداً.
فتحت لورين باب سيارتها وكادت تضرب به ، قفز متفاجئاً . خرجت وهي تحمل حقيبتها ، فتحتها وأخرجت منها بأصابع مرتجفة الرسالة التي وصلتها عند الصباح .
قالت "وصلتني هذه الرسالة اليوم ، انظر متى ارسلت "
امسك سام بالمغلف ، قطب جبينه وهو ينظر الى التاريخ . تابعت "كما ترى ارسلت نهار الخميس ، وقبل ان اعلم ان روبن تخلى عني . واستغرقت عطلة الاسبوع لتصلني! " خطفت الرسالة منه وعادت الى السيارة، اغلقت الباب بقوة من دون ان تقول اي كلمة اخرى وانطلقت مسرعة.
وقف سام مكانه جامداً يحدق بها . لكنها ستسافر الى فلوريدا في اليوم التالي ، لذا عليها القيام ببعض التسوق . انها بحاجة لملابس بحر ، اشترت ثوب اسود وأبيض مع حذاء ابيض ، كذلك ثوب سهرة ناعم لترتديه للرقص على الباخرة .
اتصلت بالمصرف لتأخذ المال الذي طلبته لتصرفه على السفينة وفي الرحلة . وأخيراً عادت الى شقتها، اعدت لنفسها كوباً من الشاي وقطعة من التوست ، وهذا كل ما تستطيع تناوله الآن ، تأكدت من جواز سفرها ثم عملت اخيراً على توضيب حقيبتها .
ما ان انهت كل ذلك حتى سمعت رنين الهاتف ، التقطته وهي تقول بقلق "مرحبا"
سمعت صوت سام العميق "لورين ، انا آسف "
انهت الاتصال على الفور ، لم تتقدم خطوتين حتى بدأ الرنين من جديد . نزعت سلك الهاتف ووضعته على الرسالة المجيبة متمنية ان يمضي سام هاردي الليل يتحدث مع الآلة ، والاسبوعين القادمين ايضا.
كتبت الى والديها تخبرهما الى اين هي ذاهبة ، واخبرتهما عن فسخ خطوبتها ، لكن لن تصلهما الرسالة قبل الغد لذا لا تتوقع اتصالات مهمة الليلة . ذهبت الى الفراش باكراً فعليها النهوض عند السادسة غداً.

Rehana 24-12-19 07:29 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
شخص ما بدأ يقرع جرس بابها بعد نصف ساعة من ذهابها للنوم . سارت على مهل لتنظر الى القادم عبر ثقب الباب . انه سام هاردي ، مرتدياً بذلة رسمية ويحمل بيده باقة من الورد الابيض .
حدقت لورين به لفترة ، وهي تعلم انه لا يتمكن من رؤيتها تنظر اليه.
حدق بالباب ثم رفع يده من جديد ليقرع الجرس .
تراجعت لورين بصمت الى الوراء وسارت بصمت عبر القاعة حتى عادت الى غرفتها . صعدت الى السرير ووضعت الوسادة فوق رأسها حتى لا تسمع رنين الجرس .
لماذا أتي؟ فقط ليعتذر؟ ام انه يعتقد انها مرهقة ومتعبة اكثر مما كانت عليه ليلة الجمعة ، وحزينة لتبقى بمفردها وهكذا سيتمكن من الوصول اليها؟
انها قادرة على تصديق اي شيء عنه .
انها ذاهبة في هذه الرحلة لعدة اسباب ، لتبتعد هرباً من الاسئلة والتعليقات ، وبالطبع لتحصل على رحلة ممتعة حيث الشمس الحارة ،والاماكن الجديدة والراحة والاستجمام . لكنها لن تتحدث مع اي رجل . فهي لن تثق بأي منهم او تهتم لأي منهم ، ولن تعطي اي رجل فرصة ان يسبب لها الالم .
عندما ابتعدت عن سام فعلت ذلك خوفا من احتمال ان يسبب لها الالم ، لكنها سارت الى فخ جديد مع روبن والذي وثقت به ، واعتقدت انه لن يسبب لها الاذى مطلقاً . وهذا ما حدث ، لذا هي بحاجة لوقت طويل كي تشفى من هجر روبن لها ، ولن تسمح لسام ان يستفيد من حزنها . وفي المستقبل ستعامل الرجال كما عاملوها.
***
وجدت ان الرحلة تحظي بكل ما املت به ، كان لديها غرفة صغيرة مريحة ، لكنها امضت معظم وقتها في الخارج مستمتعة برفاهية ما تقدمه الباخرة ، من مصففي الشعر ، الى غرفة لمراقبة الافلام الى قسم للرياضة وحمام البخار ، مع حوض السباحة ، او المكتبة وغرفة لجهاز الكمبيوتر . كان هناك مئات المسافرين ، لذا تعرفت على الكثير منهم ، واصبح لديها وجوه كثر عليها تذكرها ، وطرائف جديدة لتضحك عليها ، وقصص جديدة لتسمعها.
عمدت لورين على ان تكسب لون بشرة ذهبية ، وذلك باعتنائها كي لا تجلس تحت الشمس الحارة الا في اوقات معينة ، وهكذا اصبحت محط انظار الجميع بشعرها الاشقر وعينيها الخضراوين المشعتين . لكنها تجاهلت كل تلك الانظار وتعمدت ان تقرأ او تسمع الموسيقى وهي قرب حوض السباحة . مع انها كانت تتحدث مع العديد من المسافرين اثناء العشاء ، لكن لم تسمح بأي تطور لأي تعرف او صداقة عابرة.

Rehana 24-12-19 07:30 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
وعندما بدأ الابحار عبر جزر الكاريبي ، اصبحت الحياة اكثر حيوية . ففي كل يوم كانت السفينة ترسو على مرفأ جديد ، فينزل الجميع ليتجولوا في المدن الهادئة.
في احدى تلك الرحلات وجدت لورين نفسها امام وجه تعرفه . كانت تشعر بالسأم من السوق التي تتجول فيه . رأت فتاة ذات شعر أسود تخفي عينيها بنظرات شمسية وتشتري باقة كبيرة من الزهور.
نظرت اليها بمرح وهي تتمنى لو تستطيع شراء باقة مثلها ، لكن ماذا ستفعل بها في الباخرة؟
ثم شيء ما في الفتاة اثار انتباهها ، فنظرت اليها مجدداً ، قالت " ميل لورنز " نظرت اليها بحماس، لكن الفتاة الاخرى اصيبت بالرعب ، ونظرت حولها بقلق واضح .
ابتسمت لها لورين متفهمة ، ثم نظرت حولها وقالت "لا بأس ، لم يسمعني احد ، وانا لن اخبر احداً! لقد التقينا من قبل ، الا تذكريني؟ انا لوري بيل من اولترا؟ "
انها واحدة من افضل المطربات ، ميلاني لورنزي والتي تتمتع بشهرة واسعة ، لكن ربما املت ان تتنكر بهذه الثياب العادية والنظارات السوداء من دون ان تواجه المشاكل من المعجبين .
انها ليست جميلة لكن عندما تراها على المسرح تعلم جيداً ما الذي اوصلها الى القمة بسرعة مذهلة ، فلديها كل الصفات التي تؤهلها للنجاح .
حدقت بلورين وهي تعبس ، ثم مدت يدها وابتسمت "بالطبع اذكرك ، وآسفة انني لم اعرفك منذ لحظة ،مرحبا، لورين ما الذي تفعلينه هنا . ولا تقولي لي انك تلاحقيني؟ "
ابتسمت لورين قالت "لا ، انا لست في العمل . انني في عطلة ، وفي رحلة بحرية . وصلت السفينة الى هنا بعد الظهر ، لكن لا اعرف السبب ، فليس هناك ما يمكن شراءه غير القمصان القطنية "
قالت ميل "هذا ما احبه فيها " انها نصف ايطالية ونصف انكليزية ، لكنها تعيش في الولايات المتحدة معظم الوقت . انها في العشرين من عمرها ، لكنها اصبحت مطربة عالمية ، وقد اجرت لورين معها مقابلة منذ عدة اشهر لمجلة اولترا ، عندما كانت في بريطانيا وقد احبت الحس الفكاهي لديها وعدم اهتمامها المطلق بالشهرة . وهي تتذكر كيف ان ميل تحدثت مطولاً عن رغبتها بالهرب الى جزيرة نائية . وربما هذه هي الجزيرة المنشودة .
سألت لورين ما ان ابتعدتا عن متجر الزهور "هل انت في عطلة هنا؟ "
نظرت ميل اليها بحذر وقالت "في الواقع ..."بدت مترددة ثم تابعت "هناك مقهي صغير في آخر الممر ، هل لديك وقت لتناول شراب ما ؟ متي ستبحر الباخرة؟ "

Rehana 24-12-19 07:30 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
نظرت لورين الى ساعتها وقالت "ليس قبل ثلاث ساعات ويسعدني ان اتناول شراب معك ، فالطقس حار جداً "
"هيا تعالي اذاً "
سارتا نحو المقهى على الرصيف وجلستا الى طاولة بعيدة عن الزبائن ، سألتها ميل بعد ان طلبتا ما تريدانه "هل هي رحلة جيدة ؟"
"لقد استمتعت بها كثيراً " رشفت لورين من شرابها البارد وتابعت "آه ، كنت بحاجة لها "
شربت ميلاني كل كوبها ثم تراجعت الى الوراء قائلة "اتعلمين ، مقالتك عني هي افضل ما كتب .صادقة وعادلة ، وانا فعلاً اقدر لك ذلك "
قالت لورين وهي تبتسم "شكراً لك "شعرت بالامتنان والفرح مع انها لا تتأثر مطلقاً بردة فعل من تكتب عنهم ، او تتوقع ذلك . فهذا هو عملها ، ومن المحتمل انهم لا يقرأوا ما كتبته عنهم ، لكن من الجيد ان تعلم ان عملها مقدر .
قطبت ميلاني جبينها وقالت "يمكنك ان تتخيلي ماذا يكتب بعض الناس عني . مجرد ترهات وأقاويل كاذبة ، ومعظمها امور مزعجة "
"رئيسة التحرير لا تقبل بمثل هذه المقالات . اولترا مجلة تهتم بالنساء الذكيات "
"اجل ، وانا استمتع بها ، واقرأ دائما ما تكتبين . واعتقد يمكنني الوثوق بك " عضت ميل على شفتيها وتابعت "اسمعي ، ايمكنك ان تحفظي سراً ! لقد كنت افكر ، انه يجب ان يكون احد ما هناك ، اقصد من الصحافة . لكن اردنا معا ان يكون الامر سراً ، وخفنا ان اخبرنا احداً من الصحافيين سيسمع بذلك الجميع وسيأتون كالمجانين . في الواقع اقترحت اسمك ، واعتقد انك مختلفة عن الباقين ، ويمكننا الوثوق بك ، لكن ان اخبرتك ، عليك ان تعديني ان لا تخبري احداً عن ذلك الا بعد الانتهاء"
بدأ عقل لورين يعمل بسرعة . وبدأت تعلم عما تتحدث ميلاني ، لكن وكما طلبت قالت تقسم لها "لن انطق بأي كلمة "
"شكراً ، وآسفة على كل هذا التحفظ ، لكن كلانا عانى الكثير من الصحافة ، ومهم جداً لنا ان نحظى بزفاف خاص بنا "
قالت لورين ووجهها يشع من الفرح "علمت بذلك " تورد وجه ميل وقالت "اعتقد ليس من الصعب معرفة ذلك "
"لا ،في الواقع ، هل ستتزوجان هنا ، على هذه الجزيرة ؟ ولهذا السبب انت هنا ؟ ومن هو العريس ؟ هل اعرفه ؟ ومتى سيحدث الزفاف؟ " اخذت لورين تطلق الاسئلة وراء بعضها وهي تعلم انها ستحصل على قصة حصرية وتكون اول من حقق حدث مهم في عملها الجديد . اي حظ رائع لها.

Rehana 24-12-19 07:31 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
ضحكت ميلاني وقالت "هاي ، علي مهل ، قطعت انفاسي! لا استطيع ان اجيب على كل هذه الاسئلة "
اعتذرت لورين "آسفة " وهي تتمنى انها لم تبعث الخوف لميلاني بسبب حماستها . فهي لا تريد ان تخسر هذه القصة المهمة . فان كان رئيس التحرير والباقيين من الموظفين في الفازيت يعتقدون انها حصلت على العمل كتعزية على خسارتها لروبن كورنول ، فستبرهن لهم انها جديرة بالعمل خصوصاً ان بدأت بنصر كهذا .
قالت " لم اقصد ان اثرثر هكذا ، انا فقط اشعر بحماس شديد . هل ستتزوجين رجل من عالم الموسيقي والغناء ، هل اعرفه؟ "
" انه ليس من عالم الموسيقي ، بل هو ممثل " تورد وجه ميلاني قبل ان تلفظ اسمه بفرح وفخر "انه جون سفتون "
ذهلت لورين وهي تتذكر اسم البطل الشاب الوسيم الذي تسلق سلم الشهرة بنجاح مذهل ، انه اشقر الشعر له عينين زرقاوين كما وان ابتسامته ساحرة .
وهو واحد من اشهر الممثلين في امريكا ، واكثر شهرة من ميلاني .كما وانه تزوج من قبل ، وقد كلفه الطلاق ثروة لا تقدر بثمن . بالطبع لم تقرأ مرة انه يخرج برفقة ميلاني ! وكيف تمكن هذان الاثنان من الالتقاء من دون ان تعرف بذلك الصحافة .
شعرت بان ميلاني تراقبها ، فقالت متلعثمة " آسفة ، فلقد اذهلتني .جوني سفتون ! انه اسم لا يمكن عدم التأثر به ! انت محظوظة ، ومحظوظة جداً ، انه رجل احلامي ، انا احسدك ، لكن اتمني لكما السعادة من كل قلبي "
قالت ميلاني بصدق " هذا ما اتمناه ايضا ، اسمعي ، بخصوص هذه الرحلة ، هل تمانعين ان لم تنهيها ؟"
لمعت عينا لورين بالحماس والاهتمام "لا ، مطلقاً . اتيت الى هنا لارتاح واحظى ببعض السلام ، وقد كانت رحلة ممتعة بالفعل ، لكن بدأت اشعر بالملل والسأم لأنني لا اقوم بأي شيء بالفعل "
ضحكت ميلاني وسألتها "حسنا ، ما هو شعورك ان غادرت السفينة وقررت البقاء هنا حتى الاسبوع القادم ، وهكذا تتمكنين من تغطية اخبار الزفاف كله؟ "
لم تتردد لورين للحظة بل قالت " سأكون اكثر من سعيدة للقيام بذلك "

نهاية الفصل

Rehana 25-12-19 08:24 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
الفصل السابع

اتصلت لورين برئيس تحرير جريدة الفازيت بعد مرور ثلاثة ايام لتخبره انها لن تحضر الى المكتب نهار الاثنين التالي ، كأول يوم عمل لديها وقالت "انني وراء قصة مذهلة ، خبر مهم جداً ! لكن ان كنت سأحصل عليه بالفعل ! علي البقاء هنا لعدة ايام اخرى "
قال فريدي غرانجر "ماذا تقصدين بقصة مذهلة ؟"
رجل التقت به لمرات عدة ثم تابع "انا اقرر من يقوم بالاعمال في هذا المكتب ! وأين أنت ،بكل الاحوال؟ اعتقدت انك برحلة بحرية ، وانك ستعودين يوم السبت"
"هذا ما كنت سأفعله ، لكنني غادرت السفينة . مازلت في الباهامس ، في جزيرة صغيرة .انها جزيرة نائية وليس هناك طائرات ، فقط سفن تصل وترحل ، وانا امكث في فيلا ، التقيت بامرأة واقسمت ان لا أخبرك بإسمها ، لكنها مشهورة جداً ، وهي ستتزوج هنا ، وبشكل سري ، يوم السبت ، من شخص اكثر شهرة . ولا احد يعرف بذلك غيري "اصبح صوتها اكثر حماسة وهي تتابع "وهناك عدد من الاصدقاء والمقربين والعائلة ، كما وانه لن يكون هناك احد من الصحافيين ولا من المصوريين ، ما عدا واحدة من العائلة ، والذي سيلتقط كل الصور، لكن قمت بإجراء مقابلة معها في اولترا ورأيتها هنا صدفة فأعطتني افرصة لأنقل هذا الحدث الى عالم الصحافة بنفسي "
سمعت صوت فريدي قاسياً وهو يقول "حسنا اعطني اسماءهما"
" لا، لا أستطيع . لقد وعدتها بذلك ، كان ذلك شرطاً ، فهما لا يريدان ان يعرف أي كان بذلك"
"لن اخبر احداً . فذاك آخر ما سأقوم به . لا اريد ان يحصل احد على هذه القصة مثلك ، ان لم يكن اكثر "
" ربما ، لكنك تعلم ان الاخبار تنتقل بسرعة في عالم الصحافة ، ماذا ان قرر احد في الجزيرة ، ان يقبض بعض المال ببيعه الخبر الى جريدة منافسة ؟"
"مم ، لن يحدث ذلك ، لكن فهمت ماتقصدين . إذا اين انت بالتحديد؟ "
"اعيش الآن في فيلتهما "غادرت لورين السفينة مع ميل بعد ان أخذت كل أغراضها، وقد لاقت اعتراضاً من قبطان السفينة . لكنها تمكنت من اقناعه ووصلت الى الفيلا على عربة يجرها حصان . وهاهي تتصل من هاتف في غرفتها وهي تنظر الى الحدائق المليئة بالاشجار الباسقة والزهور الغريبة والجميلة.
سأل فريدي "حسنا ، لكن ما اسم تلك الجزيرة؟ "
"لا يمكنني ان أخبرك "
"وماذا ان احتجت لأتحدث معك ؟"

Rehana 25-12-19 08:25 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
"سأتصل بك نهار السبت ، وهذا ليس بوقت طويل "
وافق على مضض قائلاً "حسنا ، لكن لا تنسي ان تبقي على اتصال "
قالت تعده "بالطبع " وأنهت الاتصال.
كانت الفيلا حديثة ومريحة جداً ، فالغرف واسعة ،جدرانها بيضاء والبلاط من الرخام الجميل ، كما وان المفروشات جميلة وحديثة الطراز .
اختارت ميلاني المقاعد الواسعة والمريحة مستعملة قماش سميك بألوان قوية كالأحمر والاصفر . اما الخشب الاجمر الداكن يعطي جمالاً ودفئاً خاصاً.
وزع على الارض قطع متعددة من السجاد ذو حياكة يدوية وهناك عدد من الرسومات الحديثة معلقة على الجدران البيضاء.
في الطابق الاعلى خمس غرف نوم واسعة ، ميل تنام في الغرفة الرئيسية مع سريرها ذو الاعمدة والذي تحيط به ستائر من الدانتيل الرقيق لتبعد الحشرات ، ولدى لورين واحدة معلقة من السقف ، وقد اصبحت معتادة علم النور وراء تلك الستائر الرقيقة .
تعلمت من خلال لسعة الحشرات لها ان لا تترك نوافذ غرفتها مفتوحة في المساء ، كما وانها كانت تضع آلة خاصة للقضاء على الحشرات قبل ان تتوجه الى العشاء ، وفي الوقت الذي تعود فيه الى غرفتها ، كانت تشم رائحة العشب وبذات الوقت تتخلص من الحشرات.
نزلت لورين عند الصباح الى الطابق الارضي لتناول الفطور الذي أعدته مدبرة منزل ميلاني ، شربت عصير الفاكهة الطازج ثم شربت القهوة . والآن بعد ان أجرت الاتصال مع المدير المنفذ لجريدة الفازيت اصبحت جاهزة للسباحة في الحوض الواسع في الحديقة ثم لتتمدد تحت المظلات لساعة او اكثر وتتحدث مع ميل . لقد اصبحتا صديقتين عبر تلك الايام الثلاثة . فميل وحيدة وقلقة وتعيش في الفيلا لوحدها ، وهي سعيدة جداً برفقتها .
لم يصل بعد جوني سفتون ، فهو وكما قالت لها سيصل عبر يخته الخاص ، متظاهراً بأنه يقوم برحلة استجمام حول جزر الباهامس ، لذا سيصل مساء الغد ، ان بقي الطقس هادئاً وجميلاً .
سيحضر معه كل المدعوين الى الزفاف ، وعائلته وعائلة ميلاني وبعض الاصدقاء ، وصلا جميعاً بالطائرة الى ميامي ، كما فعلت لورين منذ اسبوعين ، وسيصعدوا الى يخت جوني من هناك . وبعض الضيوف سيأتون من مناطق أخرى في فلوريدا عبر السفن أيضا . لحضور الزفاف.
عندما وصلت لورين الى الحوض وجدت ميل هناك . قالت ميل وهي تسبح بنشاط " هل أجريت الاتصال ؟"
"كاد ان يموت من شدة الفضول ، لكنني لم أخبره عن مكاني ، لذا سرك بأمان "

Rehana 25-12-19 08:26 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
ضحكت ميل وقالت "شكراً لك ، الآن هيا الى السباحة ولا تقفي هناك كالغراب "
ضحكت لورين من تلك النكتة عن ثوب السباحة التي ترتديه ، وقفت على رؤوس قدميها ثو قفزت في المياه .
لقد اصبحتا صديقتين مقربتين . فميلاني بحاجة الى من تتحدث معه وتثق به . ومع انها لم تعترف بذلك فهي قلقة بشأن الزواج ، خصوصاً ان جوني تزوج من قبل وقد حطم قلوب الكثير من النساء .وميل لا تشعر انها قادرة علي الوثوق بسكرتيرتها ومرافقتها الشخصية والتي هي المسؤولة بكل ما يتعلق بميلاني . انها تطبع الرسائل والعقود ،ممرضة ،نادلة ، وتمارس كل الاعمال .كما وانها كحارسة شخصية لها ، لكنها ليست من النوع الذي ترتاح له ميل او يمكن ان تعتبرها صديقة لها.
امضت ميل عدة سنوات تنتقل من مكان الى آخر في العالم كله ، وهي يائسة وبحاجة لصديقة تتأكد انها لن تنقل ما ستخبرها به الى الصحافة .والآن بدأت تنسى ان لورين هي من الصحافة . وبالطبع لن تستعمل لورين اي من المعلومات الخاصة عن حياة ميل ، كما وان القصة بحد ذاتها ستكون مذهلة بما فيه الكفاية من دون اعطاء اي اخبار اخرى عنها .
سألت لورين وهما مستلقيتان على المقاعد الطويلة "ماذا عن عائلتك ، ميل ؟كيف يشعرون بزواجك من جوني؟"
"امي سعيدة جداً ،وتعتقد ان جوني رائع جداً، لكن ابي ، كما تعلمين انه ايطالي ، ومازال يفكر بطريقة قديمة . وهو غير سعيد بالزواج ، لكنه سيأتي الى الزفاف ، وسيحضرهما جوني باليخت معه ، اتمنى ان يمضيا بعض الوقت الكافي ليتعارفا ويصبحا صديقين "
قالت لورين "ربما هذا ما سيحدث ما ان يتعرف عليه جيداً "
"هذا ما اتمناه فجوني رائع وانا لا ادري كيف لا يري والدي ذلك "
وصل كل المدعوين في الوقت المحدد مساء اليوم التالي ، تحدث جوني مع ميلاني من هاتف السفينة قبل ساعة من وصوله ، فسارت هي ولورين لاستقبالهم .
انتظرتا قرب الشاطئ وهما تراقبان اليخت يبحر نحوهما ، تفاجأت لورين بحجمه ، فهو كسفينة صغيرة ولابد انه بحاجة الى فريق من البحارة للإبحار به .ذكرت ميل شيئاً عن ذلك ، لكنها لم تعتقد انه بهذا الحجم .
تعلم انه بعد الزفاف العريس والعروس سيبحران في اليخت ويمضيان شهر العسل في التجول عبر المنطقة وبعيداًَ عن الصحافة . تساءلت ان كانا سيشعران بالملل ، اما الآن فتدرك انها رحلة لا تعوض.
في البداية بدا الاشخاص بدا ظهر اليخت كنقاط سود ، وبالتدريج اصبحا اكثر واسهل معرفة بالاشخاص والوجوه.
قالت ميل بنبرة من السعادة "هذا جوني "فتمنت لورين لها السعادة وان لا تصاب بالاذي لأنها مغرمة جداً به.

Rehana 25-12-19 08:27 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
كان جوني سفتون متكئاً على الدرابزين يلوح لهما ، راود لورين احساس ان مايجري غير واقعي ، وانها تتجول في موقع سينمائي.
وصل اليخت الى المرفأ ثم ربط اليخت بالرصيف ، فصعدتا الى ظهر اليخت . ركضت ميل مباشرة الى ذراعي جوني ، الذي رفعها عن الارض وعانقها .
جالت لورين بنظرها على الضيوف وشعرت كأنها عرفت والدي ميل ، ثم بحثت عن اشخاص يشبهون جوني وربما هما والديه .
سمعت الصوت المألوف لكاميرا ، هناك شخص ما يلتقط الصور لميل وجوني . نظرت لورين ناحية الصوت . استدار المصور ناحيتها وبدأ بالتقاط صور لها . التقت عيناها بعينين مألوفتين لها ،من فوق الكاميرا . فشهقت غير مصدقة. لا يمكن ان يكون، وهنا.
للحظة بدت طويلة جداً ، لم تستطع ان ترى او تسمع اي شيء ، صدمة رؤيته، حولتها الى عمود من حجر ، ثم عادت اليها القدرة على السمع والرؤية.
توقف سام عن التقاط الصور واقترب منها.
قالت وهي مبهورة الانفاس" ما الذي تفعله على متن هذا اليخت؟"
"حسنا ، انا لست مرافق العروس " جالت عيناه عليها ، محدقاً ببشرتها الذهبية وبقامتها الجميلة .
تورد وجهها من الغضب بسبب تحديقه ،سألته وهي تتمنى ان تشغله عن مراقبتها "هل علمت انني هنا؟"
نظر الى وجهها وقال "بالطبع"
"لكن كيف علمت؟ "
"عندما اتصلت بفريدي غرانجر ، قلت له انك غادرت السفينة في الباهامس ، صحيح؟"
هزت رأسها موافقة.
رفع سام كتفيه وتابع "اتصل فريدي بشركة السفن السياحية فأخبروه اين غادرت السفينة ، كان الامر بمنتهي البساطة ، وانا متأكد انك كنت تعلمين انه قادر على معرفة مكان وجودك"
"لم افكر بالأمر بالفعل"
"من الصعب تصديق ذلك:
سخريته جعلتها تضغط على اسنانها ، قالت بغضب "مازلت لا افهم كيف عرفت ان جوني سيتزوج ، فأنا لم اذكره ، ولا ميل ، فهذا هو اتفاقي معها . وكيف تمكنت من الصعود الى اليخت ؟"
"سافرت الى ميامي صباح البارحة ، وبعض هؤلاء الناس كانوا على الطائرة معي من لندن ، رأيت جوني يستقبلهم ، ليلة البارحة وسمعت ما يقولونه ،لا يحتاج الامر الى دماغ اينشتين ليعلم ان جوني سيتزوج ، وكنت اعرفه من قبل . ذهبت اليه وتحدثت معه ، واخبرته بما اعرفه وسألته ان كنت استطيع القيام بتصوير الزفاف ، وما ان تأكد ان ليس هناك اي من المصورين والصحافيين في الخفاء وافق على احضاري معه "

Rehana 25-12-19 08:28 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
"لا ادري لماذا عمل فريدي على القيام بكل هذه التحريات ؟ ولماذا لم يترك لي العمل كله لأقوم به ؟ ولماذا أرسلك الى هنا ؟"
قال سام بثقة بالنفس ازعجتها "انا بالطبع افضل مصور ، وهذه قصة مصورة ، فالزفاف دائماً هو كذلك "
ظهرت ميل بجانبهما في هذه اللحظة وهي تمسك بيد حوني "لورين ، هذا جوني ،حبيبي ،هذه لورين ، بإمكاننا الوثوق بها ، أليس كذلك لورين ؟ ستكتب قصة عن زفافنا الرائع "
ابتسمت لورين للممثل الشهير وهي تمد يدها ، امسك يدها ببطء وهو يحدق بها بعينيه الزرقاوين الجميلتين قال بنبرة صوته المعروف "اتمنى ان تكون ميل على حق ، وأتمنى ان نثق بك كي لا تضعي السكين على عنقنا ،او ان تعملي على السخرية والازدراء بنا "
"بإمكانك قراءة ما سأكتبه قبل ان أرسله الى المطبعة ،وتقرر حينها ان كنت تريد نشر القصة " لاحظت اندهاش سام ، فهو لم يوافق على ما قالته ، ولن يفعل فريدي غرانجر ، لكن ميل تعتبرها صديقة لها ، وهي لا تريد ان تكتب أي شيء قد يسبب الضيق لهذين الحبيبين ؟
ظهر الفرح على وجه ميل ، فابتسم جوني وقال "حسنا ،شكراً ، لكن سأفعل ما قلته ، سنمضي اول ليلة زفافنا في الجزيرة ونبحر صباح اليوم التالي ، وهكذا سيكون لديك وقت كاف لتكتبي قصتك قبل ان نغادر "
عمل جوني على تعريف ميل على سام ، وشرح لها سام بالتحديد كيف وصل الى مطار ميامي وكيف التقى بجوني والضيوف الباقين وكيف اكتشف فريدي اين غادرت لورين السفينة .
اعتذرت لورين على مثل هذا الخطأ ، لكن ميل قالت "لم تكن تلك غلطتك ، وأفهم كيف جرت الامور ، فلا تهتمي . لنأمل ان لا يكتشف احد اخر ما حدث "
"هيا لنشرب العصير قبل ان نذهب الى الشاطئ "
دعا جوني الجميع ، فدخل الجميع الى الصالون الفاخر لشرب العصير ،ثم غادروا اليخت الى عربات الخيول حيث توزعوا الى الفيلا والي فندق في الجزيرة ، وعملت لورين على نقل امتعتها ال" الفندق بعد ظهر اليوم من اجل ترك الفيلا لأقارب ميل وجوني.
قالت ميل وجوني للجميع قبل المغادرة "سنراكم على العشاء "ولوحوا لكل الاشخاص الذين بقوا في الفندق.

Rehana 25-12-19 08:30 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
انشغل سام بالاهتمام بالكاميرا وصناديق الافلام ، فهو لا يثق بأحد كي يفعل ذلك ، اسرعت لورين بالصعود الى غرفتها ، فهي بحاجة للابتعاد عن الجميع وخصوصاً سام .
اغلقت بابها وخرجت الى الشرفة المطلة على المرفأ ،بإمكانها ان ترى يخت جوني وتري العمال على متنه . تنهدت ورفعت رأسها الى السماء ، كم ان هذا المكان جميل . فجأة سمعت صوت سام قريباً جداً . انه يدخل غرفته مع المدير . انه في الغرفة المجاورة لغرفتها .
الصدفة؟ ام انه طلب تلك الغرفة ؟ ابتعدت بسرعة عن الشرفة لتعود الى غرفتها . اغلقت الباب قبل ان تنير الغرفة .آه ، كيف يمكن لفريدي غرانجر ان يفعل بها ذلك؟ ان كان عليه ان يرسل مصوراً ، فلماذا ارسل سام هاردي ؟
بالطبع سام افضل مصور في المؤسسة ، لا يمكنها ان تنكر ذلك . فهو كما يصفه تشارلي كورنول الجوهرة في تاجه ، لقد حصل على عدد من الجوائز بسببه ، كما وانه أتخذ الشهرة العالمية .
ومع ذلك تمنت لو انه لم يرسله ورائها .فقد بدأت تنسى صدمة تخلي روبن عنها ، وتوقفت عن الاحساس بالبكاء ، حتى توقفت عن الاحساس بالغضب . وتوقفت عن التفكير بروبن ، وبخطوبتها القصيرة ، والاهم من كل ذلك لا تريد ان تتذكر كيف تصرف سام في تلك الليلة بشقتها .
لم تعد تعرف ما تشعر به وتساءلت ان احبت فعلاً روبن ؟ فإن كان ذلك صحيح فكيف تمكنت من نسيانه في غضون اسبوعين ، ولما كانت استعادت مرحها وطبيعتها بكل هذه السرعة ، وتعلمت ان تنساه نهائياً
ومن المؤكد ما كانت لتجد سام جذاب جداً ، لو انها تحب روبن . استلقت على السرير وهي تقول ان عليها عدم التفكير به ، نهضت على الفور وذهبت لتستحم وتبدل ثيابها للعشاء . وان كانت ستراه دائماً في الجزيرة ، فعليها ان تستعمل كل ذكائها كي لا يقترب منها .انتظرت لتنزل الى العشاء حين سمعت اصواتاً ووقع اقدام على الدرج ، نزلت لترى مجموعة من اصدقاء ميل في العمل ، والذين القوا عليها التحية بفضول واضح .
قال احد الرجال ما ان عرفت عن نفسها " اعتقدت ان ميل وجوني لا يريدان أي أثر للصحافة في الزفاف"
ابتسمت لورين وقالت "قررت ميل انه يجب وجود احد الصحافيين لذا دعتني ، لأنني اجريت مقابلة معها من قبل وأحبت عملي "
"هذا طبيعي ! انا متأكد ان جوني لم يجادل أيضا ، ما ان نظر اليك"
لم تدري ما معني هذا المزاح الثقيل ، ولو ان ميل سمعته لشعرت بالضيق ، قطبت جبينها وهي تنظر اليه .

Rehana 25-12-19 08:31 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
قال "بالمناسبة ، انا ستو ورسلي "
قالت بتأثر "عازف الطبل ؟" انه واحد من مشاهير فرقة جانغل بيل بورد . تساءلت كم من المشاهير سترى في الزفاف .
"هذا صحيح ،عزيزتي. اتريدين شراباً ما ؟"
"الليموناضة من فضلك "
تعرفت على عدد من الضيوف قبل ان يظهر سام ، لم تستطع ان تكتب الملاحظات ، لكنها تحظي بذاكرة جيدة وعندما ستعود الى غرفتها ستكتب الاسماء وما قالوه . فالجميع يعلم انها صحافية ، وانها هنا لتغطي اخبار الزفاف ،لذا لم يعارض احد بالتحدث اليها .
بقي ستو ورسلي بجانبها طوال الوقت ، يراقبها ، وهذا ما أزعجها وراودها شعور انه يفكر بالتودد اليها .
سمعت صوتاً عميقاً وراءها فجأة "آه ، ها انت "ووضع سام ذراعه حول خصرها وتابع " اريد التحدث معك " ثم نظرالي ستو قائلاً "هل تعذرنا ، من فضلك ؟"
قطب ستو وجهه ، لكن سام لم ينتظر ، بل ابعد لورين الى باحة الفندق الخارجية .
ابعدت لورين يده عنها وقالت "ماذا تعتقد نفسك انك تفعل ؟"
نظر سام الى وجهها المتورد وقال " اعتقدت انه يجب علي تحذيرك ، ستو ليس برفيق جيد . انه خطر بالفعل "
لم تتفاجأ لورين بسماع ذلك ، فهي لم تشعر للحظة بالأمان بقربه ، قالت "شكرا على المعلومة ، لكن لا تحاول التصرف وكأنك مسؤول عني من جديد ، والا ستندم وفي المرة القادمة سأصفعك "
قال بنعومة "حاولي ان تفعلي ذلك "
"لا تعتقد اني لن افعل ، ان وضعت اصبعاً واحداً علي من جديد "
وضع اصبعه على ذراعها ومرره وهو ينظر اليها بسخرية ثم ضمها اليه وعانقها . قبل ان يقول "والآن اضربيني "
غضبت من سخريته ، لم تكن قادرة على التخلص من الاحساس بالشوق اليه ، وهو يعرف ذلك ، رفعت يدها لتصفعه ، لكنه امسك برسغها واجبر ذراعها علي النزول مجدداً ، وهو يضحك "آه ، لن تفعلي ، عانقتك لورين لأن ستو ورسلي يراقبنا ، وفكرت انني اقنعه بذلك ان يدعك وشأنك ان اعتقد انك صديقتي "
نظرت لورين حولها فرأت ستو ينظر اليهما ، قالت بغضب " يمكنني ان اهتم بنفسي ، واهتم انت بشؤونك . وابق بعيداً عني في المستقبل! لا اريد ان يعتقد احد ان هناك أي شيء بيننا "
قال بصوته العميق الاجش "لكن هذا ما سيحدث "
وسار مبتعداً ، تاركاً اياها تفكر . ماذا قصد بكلامه؟ وكأنها لا تعلم . لقد اوضح لها ذلك . قال لها انه لا يزال يريدها ويتبع آثارها كما يفعل النمر عندما يشتم رائحة الدماء ما ان يصمم على الانقضاض علي فريسته .
لقد تمكنت من الهرب في السابق ، لكنه يريدها ، ومهما احتاج ذلك من وقت . فكبرياؤه على المحك ، وهو لن يسامحها ، وسيستعمل أي سلاح وأي طريقة ليحصل علي ما يريده . حسنا ، لقد تم تحذيرها الآن ، وهي تعلم انه جاد ، فهي لا تتخيل الامور . سام لن يسأم ولن يرحل قبل أن يحصل عليها . بعد ذلك سيختفي ويتركها لتتحمل نتائج انها اصبحت له.

نهاية الفصل

Rehana 26-12-19 11:58 AM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
الفصل الثامن

استيقظت لورين باكراً صباح اليوم التالي ، سارت عبر حدائق الفندق لتصل الى حوض السباحة ، لتسبح قليلاً قبل تناول الفطور .كانت السماء صافية والشمس لم تستطع بنورها بعد ، لذا كانت المياه باردة جداً . فبدأت بالسباحة بنشاط لتبقى دافئة.
كان العشاء البارحة مزعجاً ، جلس سام قربها وبطريقة ما تمكن ستو ورسلي من الحصول على المقعد الآخر المجاور لها . وطوال فترة العشاء قام بإزعاجها بشكل واضح . ولم يتوقف الا عندما ربت سام على كتفه ، فقال بغضب "ماذا؟ "
سأل سام بهدوء "هل تريد ان تنزع اسنانك من فمك ؟ دعها وشأنها والا ستأكل بدون اسنان "
تظاهر ستو انه يضحك ، لكن بعد ذلك ترك لورين وشأنها .شعرت بالامتنان لتخلصها من ازعاج ستو ، لكنها متضايقة من سام كيف يعلن للجميع انها له ولا يسمح لأي رجل بالاقتراب منها.
من المؤسف انه لا يوجد احد يوقفه عند حده كما فعل هو مع ستو .بعد العشاء كان هناك فرقة موسيقية ، لكنها فضلت النوم باكراً.

Rehana 26-12-19 11:59 AM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
قررت انها اكتفت من السباحة ، فصعدت الى الحافة ، حاولت ان تعصر شعرها ثم استدارت لتلتقط المنشفة ، كان سام هناك يقدمها لها . تنفست بعمق ، فهي لم تره قبل الآن ، قالت "شكراً لك "
قال بهدوء "علينا ان نتعاون هذا الصباح "
سألته بغضب "لماذا؟ "
ابتسم واجاب "لنضع خطة لقصتنا بالطبع "
" ماذا ؟ماذا تقصد بقصتنا ؟ هذه قصتي . فأنا من التقى بميل ، ومن دعي الى الزفاف وليس انت "
قال بخيبة أمل "آه أنت خبيرة بالعمل " عضت على شفتها ، كأنها تعترف بعدالة ما قالته.
"قصدت أن لا تحاول أن تمسك زمام الأمور! وأيضا توقف عن أعطائي الأوامر "
"قلت لك البارحة أنها قصة مصورة ، كل حفلات الزفاف يجب أن تنقل عبر الصور" فتحت لورين فمها لتعترض فتابع "أسمعي! سنذهب كلنا إلى فيلا ميل اليوم من أجل الغداء في الحديقة ، أقترح عليك أن نذهب إلى هناك سيراً على الأقدام معا وهكذا سنتمكن من نقاش خطة عملنا "
وافقت على مضض ، قالت "حسناً ، اتفقنا "فهي لن تعطيه فرصة أن يخبر مديرها الجديد أنها لم تتعاون معه في هذا العمل . أسرعت بالعودة إلى الفندق ارتدت بنطال قصير ازرق مع قميص زهر وأبيض اللون ثم نزلت لتناول الفطور ، المكون من الجبن واللحم البارد ، الفواكه المحلية ، العصير والقهوة كذلك المربي والزبدة ، أو العسل .
أنهت لورين وجبتها قبل أن يدخل سام إلى غرفة الطعام . أنه يرتدي قميصا أبيض وبنطال جينز أسود ، نظرة واحدة منه كانت كافية لتشعر بالشوق إليه ، وهذا ما أزعجها أكثر .
تساءلت كيف ستتمكن من أبعاده وهي تشعر بكل هذا الشوق . جلست على الشرفة لتكتب بعض الرسائل البريدية إلى أهلها . بدأت تشعر وكأنها في ارتباك دائم ، فهي لا تدري بما تشعر وبما تفكر به ، تتجاذب بين عقلها وعاطفتها وكأنها سمكة في البحر تتقاذفها الأمواج.
جاء سام باحثاً عنها بعد نصف ساعة من الوقت ، رأته يقترب منها فأخذ قلبها يخفق بعنف ، كرهت نفسها بسبب شعورها . ففي كل مرة تراه تشعر بشيء لم تشعر به نحو أي رجل آخر . فما شعرت به نحو روبن مجرد تقليد باهت لإحساسها هذا ،وكانت دائماً تعلم ذلك ، مع أنها كانت تشتاق لإقناع نفسها بالعكس .لكن لديها ما يكفي من الكبرياء والاحترام لنفسها لتقبل بإقامة علاقة عابرة معه ، ثم يتخلي عنها ويتركها حزينة ويائسة.
سألها ما أن أقترب منها "هل نبدأ بالسير إلى الفيلا؟ "فهزت رأسها .
قال وهما يسيران "يتوقع فريدي أن نأخذ صفحة كاملة من المجلة ،للمناسبة "

Rehana 26-12-19 11:59 AM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
ابتسمت لورين وقالت "حقا ؟ هذا يعني أنه سيكون هناك مكان كافي لكل منا "
"بالطبع .والآن أخبريني ، كم من الأحداث الماضية ستتذكرين ؟"
نظرت إليه بارتياب فتنهد وتابع "هل ستذكرين ماضي العريس والعروس ، حسنا ،ليس لميل الكثير من الأخبار ، لكن جوني ، كلنا نعلم عن ماضيه " وصفر قبل أن يبتسم .
" لا أري سبباً لذكر الماضي ! فلا أحد غيرنا سيكتب عن الزفاف ، لذا لسنا في تنافس مع أحد . وما هي القصة الفعلية هنا ؟ ليس ماضي جوني ، لكن الزفاف بين أثنين مشهورين ، زواج سري في جزيرة كالخيال . ولا أعتقد أن كل ذلك بحاجة لأي إضافة . فالحدث بحد ذاته كالقنبلة ، فأن تحدثنا عن زوجته السابقة والماضي فستأخذ شيئاً ما من قصتنا وصورتنا الكبيرة ، العروس في ثوب الزفاف ، تبدو مشعة والعريس ينظر إليها "توقفت عن الكلام ما أن أدركت أن سام ينظر إليها .
رفعت ذقنها وقالت "ماذا ، ماذا هناك ؟"
"لا شيء"
"إذاً لماذا تنظر إلي هكذا ؟"
"كنت أفكر فقط "
"بماذا؟ "
"كم أنت رومانسية"
تورد وجهها ولم تستطيع أن تتفوه بكلمة واحدة . لم تفكر للحظة أنها رومانسية ، فهي تفخر بنفسها أنها ذكية ، ساخرة وقادرة على التحكم بكل انفعالاتها وهذا ما خولها العمل في الصحافة . ففي هذا العمل لا يدفع المال لرقيقي القلوب أو للسذج ، وبالطبع ليس للرومانسيين .
تابع سام بهدوء " لكني أوافقك الرأي علينا التركيز على الصورة الكبيرة ، وهي العريس والعروس . بالطبع القراء يريدون رؤية صورة عن الجزيرة ، لذا سألتقط صوراً للمرفأ والبلدة . ثم الضيوف المشهورين ، وعلى المنفذ أن يختار ما يريده . وبالطبع عليك تأمين الكلام المناسب للصور ، وبعض الأحاديث من الضيوف ، وماذا كانت ترتدي النساء ومن هم الرجال الذين كانوا بصحبتهن .
قاطعته بغضب "لا داع لتقول لي كيف أعمل. ما رأيك أن أقول لك كيف تعمل على الكاميرا؟ "
"هل تعلمين كيف تستعملينها؟ "
"بالطبع أن كانت عادية وبسيطة " وابتسمت له.
قال سام يذكرها "أسمعي ،لورين ، نحن هنا شريكان . أنا أتيت لأغطي القصة أيضاً ، وأنا في هذا الحقل من قبلك بكثير ، لذا أنا الشريك الأساسي في عملنا . وكوني صادقة ألا تنظرين أولاً إلى الصورة ، وبعد ذلك تقرأين ما كتب عنها ؟"

Rehana 26-12-19 12:00 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
قالت "أعتقد ذلك "وتنهدت . توقف سام أمام أبواب الفيلا ومد يده نحوها هو يبتسم مما جعل قلبها يتلوى .
"شريكان ،إذاً ؟"
وافقت قائلة "شريكين " وأمسكت بيده ، لكن في أعماقها كانت تعلم أنهما ليسا شريكان متساويين .فصورة واحدة تساوي ألف كلمة . ومع ذلك قررت بصمت أن تجعل كل كلمة تكتبها لها أهميتها الخاصة . قد يقرأونه القراء إلى صور سام أولاً ، لكن ما أن يبدأوا بالقراءة حتى يهتمو فقط لما يقرأونه .
ما أن وصلا إلى الفيلا حتى خرجت ميل إلى الشرفة من غرفتها في الطابق الاعلى ولوحت لهما قائلة "مرحباً ، سأكون قربكما بعد لحظات ،أطلبا لنفسيكما الليموناضة "
ابتسمت لورين وهزت رأسها موافقة وقالت "حسناً"
علق سام "هل هي حقاً صديقة لك؟"
"ماذا تقصد بكلامك ؟"
"ليس من الجيد أن تصبحي صديقة لأي كان ستكتبين عنه. فهذا يجعل عملك صعباً ، لأنك تريدين إسعاده ، بدلاً من كتابة قصة جيدة ، وهذان أمران لا يتناسبان . فأن أحبت صديقتك القصة فقد لا تعجب المدير ! خذي بنصيحتي تراجعي عن هذه الصداقة حتى ينتهي الزفاف"
تعلم لورين أنه على حق وبشكل مطلق ، فهي تدرك أنها لن تتكلم بصراحة عن الزفاف ، خائفة من إغضابها ، لكن فات الأوان على ذلك ،فميل صديقة وستتحمل النتائج.
قالت لسام "لا أستطيع القيام بذلك ، خصوصاً مع موضوع كالزفاف . وأنا لا أريد أن أهاجم أحداً أو أذكر ماضي أحداً "
قال "اعلم ما اتفقنا عليه ، لكن ما زلت أعتقد أن كتابتك وأنت تخشين إغضاب ميل ينقص من قيمة عملك ، وأنت تعلمي ذلك "
وقبل أن تتمكن من الرد عليه خرجت جين روبرتسون من الفيلا لتلقي التحية عليهما . رفعت حاجبيها لرؤية سام وقالت "مرحباً " متجاهلة لورين . حتى امرأة بعمر جين تهتم له ، تباً له.
"قالت ميل أن أحضر لكما شراباً فماذا تريدان؟ "
قال سام "أي شيء بارد جداً "
وافقت لورين ، هزت جين رأسها وغادرت ، فجلسا على مقاعد وثيرة.
تقدمت فتاة سوداء البشرة مرتدية ثوباً أحمر وتحمل بيدها العصير ، ابتسمت للورين فقد أصبحت تعرفها بعد إقامتها هنا .
"مرحباً لورين .هل الإقامة في الفندق مريحة ؟"
قالت لورين "أجل ، رائعة شكراً اوليفيا "وعرفتها على سام " اوليفيا تعمل هنا لوقت جزئي ، لكنها تملك متجر في البلدة "
قال سام يمازحها "لا تقولي لبيع القمصان ؟"

Rehana 26-12-19 12:00 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
فضحكت اوليفيا وهزت رأسها . أنها سعيدة ولا شيء يزعجها ، كما وأنها جميلة جداً بعينيها الكبيرتين وشعرها الأجعد وفمها الجميل .
بدا سام مهتماً بها وهذا ما أزعج لورين ، فهو دائماً يهتم بأي امرأة جميلة. قال "من يعمل في المتجر وأنت هنا "
"والدتي أو أحدي شقيقاتي . أنه عمل للعائلة أنه ليس بعمل مربح ، فكلنا نعمل أعمال أخرى ، لكن نعيش فوق المتجر ومن يكون في المنزل يعمل فيه "
وضعت أكواب العصير والثلج على الطاولة ، مد سام يده وامسك بكوبه ، رشف من العصير وقال " مم ، كم أنا بحاجة لشراب بارد ، فاليوم حار جداً "
قالت اوليفيا "الطقس حار هنا كل يوم "
وصلت ميل ، نهض سام وهو لا يزال يحمل كوبه ، فابتسمت ميل له وأشارت إلى الشراب . قالت "أريد من هذا اوليفيا "
أسرعت اوليفيا بالمغادرة . فجلست ميل بين سام و لورين ، خلعت حذائها ووضعت ساقيها تحتها كالطفلة . كان سام يحمل الكاميرا في عنقه ، وببساطة بدأ يلتقط لها الصور.
تأوهت ميل وقالت "هل عليك أن تفعل ذلك ؟"
"لا تهتمي لي ، اعتبري أني لست هنا "
قالت لورين بحدة "كلانا نتمنى لو أنك لست هنا "
حدق بها وقال "لا تجادليني أمام مضيفتنا ، وإلا ستندمين "
ضحكت ميل وهي تنظر إليهما ، قالت "هل أنتما صديقين قديمان ، أم عدوين لدودان؟ "
"الاثنان معا "أبتعد وهو يلتقط الصور حولها ومن كل الزوايا منتبهاً إلى الحدائق والزهور وأشجار النخيل ، والشرفة مع سطحها المليء بالنباتات الخضراء والتي تلقي بظلها على الأرض .
قال لها " نحن نرى أنها قصة مصورة بالأساس ، إن كنت توافقين ؟ أريد أن أصور كل مظاهر الزفاف ، المكان ، أصدقائك ، عائلتك ، يخت جوني .وعن زفافك ، وبالطبع لورين ستتحدث عن ثوب الزفاف واسم المصمم ، تلك التفاصيل المهمة بالنسبة إلى النساء . فهن يردن أن يعلمن أنواع الزهور التي في الزفاف ، وما هو الطعام الذي قدم في حفل الاستقبال ، وماذا ارتدت النساء ومن كان في الحفل " ابتسم لها وهذا ما أزعج لورين أنه يبتسم لامرأة غيرها "ها قد أخبرتك عن الفكرة العامة ، هل أنت سعيدة بها ؟"
قالت ميل "بالطبع " ولمعت عيناها بالفرح ، وعلمت لورين أنها ترى سام جذاباً . فميل مجنونة بحب جوني ومع ذلك مازال سام قادراً على ترك انطباع لديها . راقبت لورين وهي تفكر أنها ستصاب باليأس أن راقبت ذلك طوال الوقت ، فسام يؤثر بالنساء ومن دون محاولة منه.

Rehana 26-12-19 12:01 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
جاء جوني بعد عدة دقائق فجلسوا يتحدثون ، ثم ظهر بعض الضيوف ، وبعد وقت قصير تناولوا الغداء في الحديقة تحت ظلال الأشجار أو المظلات على أصوات الموسيقي التي وضعت على الشرفة .
عندما انتهت من تناول الطعام ، تجولت لورين متنقلة من مجموعة إلى مجموعة ، تتحدث مع الضيوف وتمكنت من الحصول على بعض المقابلات المهمة بجانب أهمية العروسين .
في وقت لاحق شعرت بالنعاس ، ولم تكن الوحيدة فالجميع جالسون بتعب ما عدا سام ، فقد بقي يقظاً وكاميرته لم تتوقف عن التقاط الصور.
عادت إلى الفندق وكتبت كل الملاحظات التي تريدها ، بينما أنشغل سام في تظهير الأفلام التي صورها .
أحضر معه كل ما يحتاجه مفضلاً أن يرى الصور في الموقع ليعلم إن كان بحاجة لالتقاط المزيد.
نزلت لورين لتناول العشاء وشعرت بقلبها يخفق بقوة ما أن رأته . تساءلت ما الذي يحدث معها ؟ ها هي تغرم به من جديد .وعليها أن تبقى بعيدة عنه . فالزفاف غداً وهذا أعطاها العذر الكافي لتعود إلى غرفتها بعد أن تناولت عشاءً خفيفاً من السلطة والفاكهة .
ذهبت إلى سريرها ونامت ، لكنها بقيت تستيقظ على أحلام عن سام وهذا ما زاد من قلقها .
أشترت لنفسها ثوباً جديداً للزفاف من متجر اوليفيا .
لم يكن ثوباً مميزاً لكنه فستان من القطن زهري اللون ،واللون يناسب بشرتها السمراء وشعرها الأشقر . أشترت أيضاً قبعة من القش بيضاء اللون متدلية على ظهرها . وانتعلت حذائها الأبيض ذي الكعب العالي وحملت حقيبتها البيضاء .
تعلم أن لا مجال للمقارنة مع ثياب النساء القادمات إلى الزفاف ، واللواتي أشترين ثيابهن من أفخر محلات باريس ونيويورك ولندن ، وبالطبع مع مجوهرات تبهر الأنفاس . لكن كل ذلك لا يعنيها فالرجل الوحيد الذي تريده أن يعجب بها ،لا تثق به ، لذا فلا يهمها كيف تبدو.
مر النهار بسرعة منذ اللحظة التي نزلت فيها من غرفتها حتى ذهابها إلى الفيلا ، راقبت الاحتفال ولاحظت كيف أن سام لم يترك أي زاوية في القاعة لم يصورها من الزهور في يد العروس إلى انعكاس الأضواء على ثوبها مما يعطي ألواناً أشبه بقوس قزح ، كان هناك مصور محلي في البلدة مع سام ، والذي يبيع صوره إلى أهل البلدة أو الضيوف والذي كان سعيداً جداً بالعمل مع المصور المشهور سام هاردي.
بدأ الاحتفال بعد الانتهاء من عقد القران مباشرة وأنتقل العروسان في عربة مزينة بالزهور يجرها حصان أبيض إلى هناك .علي طول الطريق الأولاد يصرخون ويرمون الزهور عليهما ،ووقف الناس على الطريق يلوحون للعروسين.

Rehana 26-12-19 12:01 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
قالت لورين لسام وهما يرقصان معاً "أليس كل ذلك رائعاً ؟ لم أشهد بحياتي زفافاً كهذا ، أنه كالحلم . أتمنى أنك التقطت صوراً رائعة "
"أنا أيضاً علي المغادرة قريباً لتظهيرها قبل أن يفوت الأوان على التقاط صوراً إضافية . أفضل مراجعة الصور للتأكد أن كان هناك صوراً فاسدة"
"يحتاج هذا العمل لساعات أليس كذلك ؟"لم ترد أن يغادر تاركاً إياها مع ضيوف مثل ستو ورسلي وغيره . لقد أنهت عملاً ولم يبق غير الطباعة . وهذا لا يحتاج إلى وقت كثير .وستفعل ذلك لتدع جوني وميل يريان ذلك قبل رحيلهما غداً . أما الليلة فتريد أن تستمتع بوقتها ، وأن غادر سام فلن تفعل.
قال سام "علي الرحيل "
"ألا تستطيع الانتظار قليلاً بعد؟ "
"أتمنى ذلك "وما أن انتهت الرقصة حتى ذهب إلى غرفته ليبدأ عمله، وفي اللحظة التي غادر فيها أقترب منها ستو ورسلي . سأل وهو يمسك بها "أترغبين بالرقص؟ "
قالت بصوت بارد كالثلج "لا ،شكراً " وهي تبتعد ولحسن الحظ لاحظ جوني سفتون ماذا يجري فاقترب نحوهما .
سألها بتهذيب "هل تسمحين لي بهذه الرقصة معك ، لورين ؟"
"يسعدني ذلك جوني "
زفر ستو معرضاً ،لكن تم تجاهله من الاثنين ، رقص جوني معها واستمتعت لورين بالتحدث معه.
قال "ستو ورسلي مازال مثل الإنسان الأول !"
لم تنكر لورين ذلك . كلامه الودود شجعها لتسأله السؤال الوحيد الذي لم تجرؤ أن تسأله لا له ولا لميل .
"هل تخططان أنت وميل على إنجاب عائلة ، أم أنكما ستنتظران لفترة ؟" حدقت به وتابعت " هل اسأل سؤلاً شخصياً ؟"
"أنه شخصي جداً ، لكن في الواقع ، نريد أطفالاً ، لكن لم نقرر أن أي شيء في هذا المجال . أن رزقنا طفلاً سنسعد بذلك ، وإن لم يحدث ذلك ، فإننا سنعمل علي الإنجاب بعد فترة "
بعد أن انتهت الرقصة معه ، رقصت مع أحد الضيوف والذي عرفها جوني عليه ، وما أن رأت ستو يسير نحوها ، حتى قررت أنه حان وقت المغادرة ، وستبدأ بطبع قصتها في غرفتها.
في الفندق آلات لتبريد الهواء لكن الليل كان حاراً جداً .استحمت وارتدت قميصاً للنوم قطني أزرق اللون واضعة جهاز الكمبيوتر أمامها . تعلم أن كل الضيوف مازالوا في قاعة الفندق يستمتعون بأوقاتهم ، ما عدا سام ، وهكذا ستعمل مثله أيضاً .

Rehana 26-12-19 12:02 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
انشغلت بعملها ، لكن بعد فترة سمعت صوتاً وراءها ، فاستدارت لتتأكد مما سمعته ، ثم صرخت مصدومة عندما رأت باب الشرفة ينفتح . ويدخل رجل إلى غرفتها . قفزت لورين من مكانها ، فأوقعت الكرسي على الأرض ، لكنها لم تتمكن من الهرب قبل أن يمسك بها .
صرخت بقوة محاولة أن تتخلص منه ، وهي تعلم أن هناك فرصة قليلة جداً أن يسمعها أحداً، فالموسيقي صاخبة وتطغي على كل صوت آخر.
قال وهو يحاول أن يعانقها "تمكنت منك " بعد مرور لحظة واحدة تم جذبه عنها ورمي به في الغرفة ليضرب بالحائط ويسقط على الأرض وهو يئن .
كانت لورين تبكي وترتجف مما كان سيحدث لها . سار سام ناحية ستو الذي وقف وهو يقول "سأقاضيك ، هي من طلبت مني الدخول ، تباً لكما ، أعرف ما يجري ،تحاولان الإيقاع بي. أعرف جيداً هذه المكائد ،سيعمل محامي على مقاضاتك .ولن أدفع لكما قرشاً واحداً "
صفعه سام على وجهه وقال "أنت مقرف ، والأشخاص مثلك يثيرون الاشمئزاز .يجب أن أضربك أكثر ،لكن ما الفائدة ؟" أمسك به من ياقة قميصه وجذبه نحو الباب ثم رماه خارجاً وهو يقول "إن رأيتك بقربها ثانية ، سأقتلك "
سألها سام بعد أن أغلق الباب "هل أنت بخير ؟"
"لو تأخرت خمس دقائق لكان أعتدى علي ، وتسألني إن كنت بخير؟"
قال سام بغضب "ما كان عليك أن تسمحي له بالدخول "
"أدعه يدخل؟ لم أسمح له بالدخول ، لقد أتى من الشرفة ، كما فعلت أنت "
"ما كان عليك أن تتركي باب الشرفة مفتوحاً"
وقفا يحدقان ببعضهما بغضب ، بينما كانت تريد أن ترمي بنفسها بين ذراعيه وتبكي لترتاح .
"أنت شرس! كدت أن أموت ، وها أنت تصرخ بي وكأنه لا يكفيني ما تعرضت له من صدمات "
"أنا أيضاً تعرضت لصدمة مرعبة ، وأنا أسمعك تصرخين هكذا ، لم أكن قادراً على الوصول إليك بسرعة كما أريد . وطوال الوقت وأنا أركض كنت أفكر بما يجري معك ، ويزداد غضبي حتى الجنون "
عضت لورين على شفتها ، أحنت رأسها وهي ترتجف ، لأنها توقفت الآن عن الصراخ على سام وعادت إلى ما كانت عليه من خوف ورعب .الخوف عاودها وهذا ما جعلها تشعر بضعف شديد .
قال وهو يضمها بين ذراعيه"لا، لا تبكي " وضعت رأسها على كتفه فهي تعلم أنها قادرة على الثقة به. وهي بحاجة لحنانه ،مرر يده علي شعرها وضمها إليه برفق وعانقها.

Rehana 26-12-19 12:03 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
استيقظت لورين صباح اليوم التالي فرأت أن الشمس قد ملأت الغرفة بنورها ، للحظة لم تتذكر ما حدث البارحة ثم فتحت عينيها بقوة باحثة عن سام. إنها سعيدة وأكثر سعادة مما كانت عليه في حياتها كلها . فقد شعرت أن سام يكن لها ذات العواطف التي تحملها في أعماقها له ، وصحيح أن لديه كثير من العلاقات السابقة لكنها متأكدة أنه يحبها ، فهذا ما قاله وهي تصدقه .
استحمت وأرتدت ثيابها ، ثم أنهت طباعة القصة ونزلت إلى الفطور ، متوقعة أن تراه هناك ،وجدت ميل وجوني بإنتظارها .
قالت ميل تسخر منها وتمازحها "لقد تأخرت في الاستيقاظ أكثر منا ، هل أحضرت القصة لنقرأها قبل أن نغادر ؟ لقد رأينا صور سام إنها رائعة ، وأعجبتنا كلها ، والمشكلة الوحيدة ما الذي سنختاره منها"
قالت بسعادة "هذا رائع، أتمنى أن تعجبكما كتابتي مثل الصور " قدمت لهما المغلف الذي فيه الأوراق ونظرت حولها متابعة "أين سام؟ "
قال جوني "آه ، لقد غادر منذ ساعة " وهو يقرأ صفحة الغلاف.
شعرت لورين وكأنها تجمدت من الصدمة للحظة، ثم قالت بهدوء "غادر ؟ إلى أين ؟"
أجاب جوني من دون أن يرفع نظره "إلى لندن على ما أعتقد .يريد أن يوصل الصور إلي الجريدة في الحال ، وليس هناك مجال لإرسالها بالبريد الإلكتروني من هذه الجزيرة . هناك طائرة ستغادر هذا الصباح من برمودا، لذا ذهب إلى هناك بالطائرة ليصل إلى لندن هذا المساء" رفع نظره وهو يبتسم متابعاً "آه نسيت ، ترك لك رسالة "
سألت بصوت مضطرب "ما هي؟ "
قال "عليك أن ترسلي قصتك عبر الهاتف اليوم " وتابع قراءة ما كتبته.
حاولت لورين أن تتنفس بهدوء ، محاولة أن تخفي الألم والحزن الذين سيطرا عليها .
تمكن سام من الوصول إليها أخيراً . فهو لم يستسلم مطلقاً ، وهذا نصر حققه ، وكأن الأمر تحد لكبريائه وشهرته . حسناً ، لقد حقق نصراً صغيراً . لقد كانت ضعيفة ومنهارة في النهاية. وهي لن تتمكن من مواجهته ، وهذا ما كان متأكداً منه . أنه الرابح في معركتهما الدائمة ، والآن لقد رحل من دون أن يلقي نظرة واحدة وراءه ، تاركاً إياها تماماً كما كان يفعل مع كل النساء اللواتي تعرف عليهن من قبل .

نهاية الفصل

Rehana 27-12-19 07:25 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
الفصل التاسع

عادت لورين الى لندن بعد يومين من الزفاف . وطوال الوقت كانت تقول لنفسها ان لا تتصرف بغباء ، فما زالت تأمل أن تجد رسالة من سام بانتظارها .وعندما لم تجد شيئاً شعرت بقلبها يذوب في صدرها . وصلت في ساعة متأخرة من الليل وهي متعبة جداً ، ذهبت الى سريرها على الفور ، فهي لم تنم جيداً طوال اليومين الماضيين كما وان لا شهية لديها لتناول الطعام .
بدأت بالعمل في جريدة الفازيت صباح اليوم التالي . انه ذات المبنى بالطبع ، ولا شيء جديد في ذلك ، لكن هذه المرة ستعمل في الجناح الشرقي وستنزل الى الطابق الارضي ،فالجريدة هي الاقرب من قسم المطبوعات . كما و ان الناس هنا تعمل بسرعة اكثر ، وتبدوا اكثر اهتماماً بعملها من اولترا ، والتي هي جريدة شهرية ،فليس هناك ما يدعو للعجلة والعمل بضغط شديد . سارت لورين ببطء فرأت بعض الاشخاص يرمقونها بنظرات تعجب من غرفة الاخبار . انها جديدة ، والصحافيون كلهم عرفوا من تكون ، فقد وصلت مع كثير من الاعلان عن عملها .والجميع يعلم بفسخ خطوبتها ،والذي تبعها العمل في الفازيت ، ثم ذلك الحدث الهام الذي تفردت بنشره من بين كل الصحف والشهرة التي حصلت عليها بسبب زفاف ميل وجوني .
الشائعة تقول انها فتاة جميلة شقراء مثيرة ، ومعظم الصحافيين في الغرفة رجال ، فحدقوا بها ليتأكدوا ان كانت الشائعة كاذبة .
وجدت لورين فريدي غرانجر ، مديرها الجديد في مكتبه في آخر غرفة الاخبار . رفع نظره عن عمله وحدق بها ، ثم قلب شفتيه وهو يصفر "اذا انت لورين بيل! الآن فهمت ما يجري "
"فهمت ماذا ؟ "جلست على الكرسي المواجه للمكتب ، ابتسم بمكر وهو يراقب بذلة العمل التي ترتديها ،تنورة ضيقة تصل الى ركبتيها مع قميص ابيض حريري . شعرت بالضيق فجأة ، فهي لا ترغب ابداً ان ينظر اليها كفتاة جميلة ومثيرة .
قال " لماذا دائماً تحظين بالعناوين المهمة !" لم تفهم تماماً ما يقصد ، تابع " تهاني على قصة الزفاف ،انها جيدة بالفعل . انت وسام قمتما بعمل رائع "
تورد وجهها قليلاً وقالت "شكراً " هل سام في المكتب؟ تساءلت هل سيظهر في أي لحظة ؟ وجدت من الصعب ان تسأل عنه . وهي لا تعلم كيف ستتصرف عندما تراه من جديد . لا شك انه سيلقاها ببرودة ، لكن لديها امر لا يملكه سام . لديها قلب يشعر بالحزن الشديد ، هل حقا القلوب تتحطم؟ ام انها تشعر وكأنها تحطمت ؟

Rehana 27-12-19 07:26 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
اخفضت نظرها كي لا يرى فريدي الألم بهما ، قال بسعادة "انتما شريكان رائعان ، سأعمل على ارسالكما للعمل معا بشكل دائم "
توترت لورين ، الفكرة بحد ذاتها اجفلتها .هي وسام؟ وبشكل دائم ؟ لن تتمكن من تحمل الامر .
قال "انه افضل مصور لدينا ، وأفضل مصور في الواقع "
لقد سمعت ذلك من قبل ، قطبت جبينها وهي تتذكر ، روبن من قال ذلك ، مكرراً ما قاله والده . وربما فريدي سمعها من تشارلي كورنول ايضاً.
تابع فريدي "يحتاج سام لكاتب جيد يرافقه في عمله واشك انه سيعمل بعيداً عن هنا في المستقبل . لقد انتهت سنوات الحرب لديه ، لكن لا اعتقد انه سيستقر للعمل في المكتب . لقد تحدث عن اعمال خاصة ، وهذا امر مختلف عن العمل العادي "
حدقت لورين بغموض وسألت "اعمال خاصة ؟" ولم تستطع التفكير بوضوح ، ما فهمته انها قد تجد نفسها ترافق وتعيش قربه وهي تعاني في كل يوم من رؤيته مع نساء اخريات ، بالطبع لا تستطيع ان تفعل ذلك .
" اجل ،انها فكرة مهمة .قصص من كل الانواع ، وبعيدة عن المألوف ، مثل قصة هذا الزفاف . نحن بحاجة الى فريق مختلف ليغطي هذه المواضيع ، واعتقد ان ذلك سينجح ، بوجود سام لينقل الحدث ، لكن نحن بحاجة لكاتب مثله ، وانا ابحث عن احد لهذا العمل " لمعت عينا فريدي وقال "وان اردت الحق ، لم اجد من يفعل ذلك ، فسام متطلب جداً ، لكنه تأثر بما كتبته ، لذا ما رأيك ؟"
قالت بصوت عادي "هل هو هنا ؟"
"لا ، انه في سكوتلندا ، يغطي حادثة تحطم قطار "
شعرت لورين بالرجفة تعتريها من جديد .قالت "هل استطيع التفكير بالامر ؟"
قال مجاملاً "بالطبع . واعلميني بالنتيجة " علمت انه لا يصدق انها سترفض . قلة من النساء اللواتي ترفضن فرصة رؤية سام هاردي بشكل دائم .
اخذها فريدي الى غرفة الاخبار وعرض عليها المكتب الذي ستستعمله ، قدمها الى الصحافيين هناك ، واستلمت اول عمل لها لتقدمه بعد الظهر ، متحدثة عن شخص من العائلة المالكة سيفتح متجراً ضخماً في شارع اكسفورد.
لم تكن لورين سعيدة بذلك . بدا لها كأنها ستجد نفسها تعمل في الحقل الاجتماعي ، او في نقل الاخبار والثرثرات ، في حين انها انتقلت الى الجريدة للتحدث عن امور مستجدة كل يوم ! كان بإمكانها البقاء في اولترا ان رغبت في الكتابة فقط عن اخبار النساء ! لكن كيف ستقنع فريدي بإعطائها عملاً جدياً؟

Rehana 27-12-19 07:26 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
اتت باتي الى المكتب بعد نصف ساعة ، بينما كانت لورين تقرأ كتاب عن هندسة البيوت . وقفت باتي ونظرت اليها محدقة وسألتها "ما كل هذا الحديث عنك وعن سام؟"
قالت لورين متفاجئة "اي حديث؟"
"آه ،لا تلعبي معي تلك الالاعيب السخيفة ! انت تعلمين ما اقصد . يقولون انك صديقته الجديدة . هل هذا صحيح ام لا؟"
تورد وجه لورين ، ثم شحب ، اصيبت بخيبة الامل والذهول . قالت "من يقول ذلك ؟ وماذا تقصدين بيقولون؟" بالطبع لا يمكن ان يكون سام بدأ بالتفاخر في المكتب ؟
صحيح ان علاقاته تنتشر بسرعة ، لكنها اعتقدت لانه يخرج دائماً مع ذات الفتاة . او ان تلك الفتاة تخبر صديقاتها . لم تفكر للحظة ان سام قد يثرثر عن الامر او يتفاخر به ، لكن من سيتحدث عن الامر ؟ فلا شخص غيره كان في الجزيرة .
تمتمت باتي "لم تنكري الامر ، هل يخفف عنك بسبب خسارتك لروبن ؟ أسفت كثيراً لسماع ذلك ، آه ، لورين ، يا للأسف ، كيف يفعل ذلك بك ؟ وبعد مرور خمس دقائق ها انت مع سام ، وبعد كل الاشياء التي قلتها عنه ! اعتقد انك اردته منذ البداية ، حسنا ، استمتعي بالامر قدر ما تستطيعين ، فلن يدوم طويلاً "
اجفلت لورين فابتسمت باتي وتابعت "اجل ، الامر مؤلم .لكن هذا ما قلته بنفسك ، والآن لست انا الوحيدة الفاشلة فانت مثلي"
سارت مبتعدة ، وادركت ان كل من في الغرفة كان يستمع باهتمام لحوارهما . لقد بدأت بالعمل هنا منذ عدة ساعات وها هي تعطي زملاءها الكثير من التسلية بالاستماع الى القصص من حياتها .
شعرت بالرضي لابتعادها عن المكتب لتتناول الغداء ، ذهبت الى شارع اوكسفورد وما ان طلبت سلطة خضار مع السلمون حتى ادركت ان الجميع هناك يراقبها ويهمس . قصتها مع سام تنتشر بسرعة وكالطاعون .
شعرت بالامتنان لأن لديها الكثير من العمل طوال الاسبوع .
ساعدها العمل الجديد ، فلديها الكثير من الامور لتتعرف عليها وتعتادها ، وهكذا تستطيع ان تبعد افكارها عن سام لتتابع عملها .
لم يظهر في المكتب طوال الفترة . بعد ان انتهى من تغطية حادث اصطدام القطار . بدا انه في المكان المناسب ليذهب على الفور الى انفجار انبوب النفط في ساحل سكوتلندا والذي عاني من عاصفة مدمرة.
رأت لورين مرة روبن وجانيس في احدي الامسيات وهي مغادرة الى منزلها . كان يدخلان قاعة الاستقبال لشركة ، وهما يرتديان ثياباً لسهرة ، وهذا يعني انهما هنا لاصطحاب تشارلي كورنول الى احدي المناسبات . وكلاهما يلمعان بهالة من المال والسلطة . واثقان بنفسيهما ، وسعيدان بحياتهما .

Rehana 27-12-19 07:27 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
اعترفت لنفسها انهما مناسبان جداً لبعضهما . فجانيس تتوهج من خلال الماس في اذنيها وعلى عنقها ، وتبدو رائعة . كذلك روبن جميل ببذلته السوداء وقميصه الابيض . وكلاهما كنجمي الافلام .
راودها احساس غريب ، بدا وكأنها لم تره منذ زمن طويل . وكأنها هي ايضا انسانة اخرى ولديها مشاعر مختلفة . لقد كانت تلك الاشهر برفقته كأنها في الخيال ، وقد ابعدته عن افكارها كما تبتعد الفراشة عن النار . لقد اعتبرته كشرنقة تختبئ بها من الاحساس الحقيقي ، من الحب القوي الذي لا تستطيع تحمله . كانت تتظاهر انها تحب روبن ، لكن في الواقع لم تحبه ابداً ، والآن تعلم الحقيقة. ومع انها تعاني من نتيجة حبها لسام ، فليس هناك اي مهرب امامها . لا تستطيع التوقف عن حبه ، او ان تتظاهر انها لم تحبه.
رأتها جانيس بعد لحظة واحدة ، رفعت حاجبيها وقالت "آه ، مرحبا"
ادار روبن رأسه ، بدا متفاجئاً ، وقطب جبينه عندما حدق بها ، لكنه لم يقل أي كلمة .
قالت لورين بتهذيب "مرحبا ، كيف الحال؟" وهي تنظر اليهما معا . زفر روبن ولم يجب .
لكن جانيس قالت بشوق "نحن بخير ونسمع دائماً عنك وعن سام ! انا سعيدة جداً لانسجامكما "
فكرت لورين بتعجب ، هل يعلم الجميع بذلك . اليس هناك ما يفعله الناس هنا غير التحدث عنها وعن سام ؟ وعندما يعود سام ويدركوا انه غير مهتم لها ، سيبدؤون بالتحدث من جديد ، ويشعرون بالاسف ، فالمسكينة لورين تم التخلي عنها مرتين في وقت قصير جداً .
شعرت بغضب شديد بسبب كبريائها الجريح . فهي لا تعلم كيف ستتحمل الامر.
سمعت صوت روبن كريه ومؤذ "كان علينا ان نعلم ان هذا ما سيحدث ! فسام هاردي ناجح جداً في التقرب من النساء اللواتي تعانين المشاكل العاطفية تماماً؟ كما فعل مع باتي! "
نظرت اليه جانيس متفاجئة ومنذهلة ، فقالت "حبيبي ، هذا كلام غير لطيف منك "ونظرت بسرعة الى لورين وتابعت " انا معجبة بسام ، انه شاب رائع"
تفاجأت لورين عندما شعرت بالاعجاب نحوها ، فهناك تعاطف وود صادق في كلامها ، وهذا ما لم تتوقعه ، فابتسمت لها بدورها .
قال روبن بنبرة زائفة "يجب ان نذهب ، والدي بانتظارنا " وأمسك بذراع جانيس ليشدها نحوه .
لكنها لم تتحرك بل قالت " يجب ان اخبر لورين كم اعجبت بما كتبته عن زفاف ميل وجوني سفتون . انها قصة رائعة ، كذلك صور سام جميلة . قمتما بعمل مميز ، كلاكما! ومؤثر بالفعل . وانا اتمنى ان يدوم زواجهما "

Rehana 27-12-19 07:28 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
قالت لورين "هذا ما اتمناه ، واعتقد ان هذا ما سيحدث ، فميل فتاة لطيفة ورائعة "
هزت جانيس رأسها وقالت "بدا ذلك بوضوح فيما كتبته ، وكم انت معجبة بها ، او بالاحري بهما معا . ما كتبته غير تقليدي لورين " توقفت عن الكلام للحظة ثم تابعت بخجل "اتمنى ربما ، ان لم يكن الامر محرجاً ...احب انت وسام ان تقوما على التعليق والتصوير لزفافي"
تفاجأت لورين ، منذهلة ، ثم غادرت جانيس برفقة روبن . ما هذه الجرأة ، فكرت لورين وهي متجهة الى منزلها . هل حقا تعتقد انها قادرة على تغطية زفافها من رجل كانت هي خطيبة له ؟ لابد انها مغلفة بصفيحة من فولاذ.
لكن عندما هدأت، و بينما كانت تعد العشاء ادركت انها اسرعت بالحكم عليها .فهي لا تحب روبن ولا تشعر بالاسي على خسارته . كما وانها لا تهتم ان تزوج من جانيس او من غيرها . وفي الواقع بدأت تفكر ان جانيس اشد لطفاً منه ! فقد كان كريهاً وقاسياً هذا المساء . انه شخص مدلل يريد كل شيء لنفسه . وهو غاضب لانها تخرج برفقة سام . بينما جانيس بدت لطيفة وذكية . وهذا ما قاله سام عنها .حسنا ، لم لا تكتب عن زفافهما؟ بالطبع سيهمس البعض عن ذلك او قد يبتسمون او يتفاجئون ،لكن منذ متى تهتم لما يقوله الناس . صباح اليوم التالي عندما دخلت لورين الى المكتب شعرت بتوتر غير عادي ، وعلمت على الفور ماذا يعني ذلك ، حدسها اخبرها ان سام قد عاد.
جلست وراء مكتبها قبل ان تحدق حولها . رأت سام في مكتب فريدي ، متكئاً على المكتب وظهره لها .بدا قوياً ،نشيطاً ، وجذاباً جداً .
شعرت بقلبها يدق بسرعة فنظرت الى اوراقها لتهدأ من سرعته . وهي تتساءل ، هل هذا ما سيحدث لها كلما رأته ؟ كيف ستتمكن من السيطرة على نفسها؟ عملت على استلام البريد الذي وصل صباحاً وقرأته كله . وهي تفكر طوال الوقت ان سام لم يزعج نفسه بالكتابة لها او حتى بالاتصال هاتفياً ، بعد ما حدث معهما في الجزيرة . لقد رحل من دون ان يترك لها كلمة واحدة ، أليس هذا كافياً لإخبارها بكل ما تحتاج لمعرفته ؟
شعرت برجفة تعتريها ما ان رأته يسير عبر المكتب نحوها . لم ترفع نظرها بل ابقت عينيها مسمرتين على الرسالة التي تتظاهر بقراءتها وهي تحاول السيطرة على نفسها.
وقف امام مكتبها ، تنفست بهدوء وهي ترفع رأسها اليه.
قال سام وهو ينظر الى عينيها ويبتسم "مرحبا"
شعرت بقلبها يتلوي في صدرها ، لكنها تمكنت من البقاء هادئة ، قالت بصوت هادئ جداً "مرحبا".

Rehana 27-12-19 07:28 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
كان هناك عدد من الصحافيين في الغرفة ، صمتوا جميعا لمراقبتهما . وقد ادركت ذلك هي وسام. وهذا ساعدها ، لأنها لو كانت بمفردها معه لما تمكنت من البقاء باردة هكذا.
سألها "هل نستطيع ان نتناول العشاء معا الليلة؟"
تفاجأت ،فلم تتوقع ذلك .لكن ربما يريد ان يخبرها ان كل ما بينهما قد انتهى . وبالطبع ، لديه تحفظات ان يتركها بعد ان تخلى عنها روبن .ربما يشعر بالاسى عليها . وهذه الفكرة جعلتها تغضب ، فهي ليست بحاجة لشفقته ، بإمكانه الاحتفاظ بها .
اجابت بنعومة "آسفة ،لدي موعد "
من دون ان يفكر قال "الغيه "لأن هذا ما سيفعله بالطبع.
ابتسمت لورين وهي تهز رأسها "آه ، لا استطيع ان افعل ذلك "
حدق سام بها بغضب.
قالت ثانية وهي تبتسم "آسفة ،لدي الكثير من العمل هذا الصباح " ونظرت الى الرسالة التي كانت تمسك بها فرأت يديها ترتجفان.
حدق بها للحظات بغضب كبير ثم استدار وخرج من المكتب .
نهضت لورين وذهبت الى غرفة الحمام ، فهي لم تدع سام يرى ما الذي فعله بها . بعد مرور عشر دقائق عادت الى المكتب ، وقد صففت شعرها وأعادت وضع مساحيق التجميل لاخفاء اثار دموعها.
قال لها احد الموظفين "فريدي يبحث عنك "
هزت رأسها مبتسمة ثم ذهبت الى مكتب فريدي.
قال وهو يضحك "سعيدة بعودة سام ؟ حسنا ، ستكونين منشغلة جداً ولن تتمكنين من رؤيته اليوم . آسف ، عزيزتي ، لكن علي ارسالك لاجراء مقابلة مع رجل البط ، الرجل الذي يقوم ببحث عن البط في منتزه لندن . سأرسل سام لإلتقاط الصور ، لكنه في مكان آخر اكثر اهمية الآن . هذا الديكتاتوري من جنوب امريكا قادم لزيارة مجلس الشعب اليوم ، وسام التقى به ، لذا ارسلته ليلتقط له بعض الصور "
شعرت لورين بالخوف قالت "اليس هو ذلك الرجل الذي يتلقى تهديدات بالقتل ؟"
"هو بعينه! وربما هو يستحق ذلك "وقدم لها فريدي ورقة فيها بعض التعليمات عن عملها اليوم.
تناولتها وهي قلقة ، قالت "وماذا اذا حاول احد قتله اثناء الزيارة ؟"
"سنحصل على خبر هام حينها " قال فريدي ذلك وهو يبتسم .
ارتجفت وكأن المكتب اصبح بارداً فجأة "لكن يمكن ان يقتل سام "
"ويمكن ان يقتل اي شخص هناك .هيا ،عزيزتي ، لا يمكننا ان نلف سام بالقطن والصوف. لنجعلك سعيدة! اذهبي وانهي عملك ، ودعي سام يقوم بعمله . وتوقفي عن القلق ،فلن يحدث أي شيء . ومن الممكن ان يقتل سام وهو يجتاز الشارع ، وهذا امر يمكن حدوثه بالفعل"

Rehana 27-12-19 07:29 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
تعلم ان ما يقوله صحيح ، لكنها بقيت قلقة طوال النهار وهي تعمل .اخيراً لم تشعر بالراحة الا عندما عادت الى المكتب ولمحت سام مع رئيس قسم التصوير منحنياً فوق طاولة مليئة بالصور . ثم رأت شخصاً آخر ولحظت ان تلك هي باتي وسمعت صوتها ، فما الذي تفعله باتي معهما؟
من المؤكد ان سام لا يخرج برفقة باتي من جديد؟
شعرت بالغيرة تأكلها ، فهي تعلم ان باتي مازالت مغرمة به، لكن هل يكن لها عواطف حقيقية؟
اجبرت نفسها على التوقف عن ذلك ، فما الذي ستستفيده من التفكير هكذا؟ فلا يعنيها ما يحدث بين سام وباتي ، ولديها عملها الذي يجب ان تركز عليه.
انهت عملها لليوم عند الساعة السادسة والنصف ، وقبل ان تغادر سمعت رنين الهاتف.
سمعت صوت روبن "لورين، هذا انا" ففتحت عينيها متفاجئة.
قالت بصوت هادئ "مرحبا ، ماذا تريد؟"
"اريد ان اتحدث معك . هل يمكنك القدوم الي وانت ذاهبة الى منزلك؟"
"لا، بالطبع لا" اكدت لورين بحزم . لابد انه يمزح او انه مجنون . الا يتذكر انه تخلى عنها ؟كما وانه لم يحظى بالشجاعة ليقول لها ذلك ، وكتب لها رسالة تاركا اياها جالسة في المقهى بانتظاره في حين انه ذهب ليعقد خطوبته على امراة اخرى.
تنهد وكأنه خاب امله بها ، قال "يمكنني الذهاب الى شقتك "
"لا ، لا يمكنك . وان فعلت فلن افتح لك الباب "
"حسنا ،ما رأيك في المقهى؟"
قالت بغضب "واترك كل شخص في المؤسسة يتحدث عن الامر غداً ؟" وكأن لا يكفيهم ما يتحدثون به عنها وعن سام ، تابعت "وعما تريد التحدث بأي حال ؟اخبرني الآن "
"لا استطيع ، يجب ان اراك . من فضلك ، لورين ، فقط لمدة خمس دقائق .اسمعي ، يمكننا ان نجعل الامر يبدو لقاء تلقائياً . انت تذهبين اولاً وسأظهر انا بشكل عادي ، من فضلك لورين "
كان الطقس بارداً وماطراً ، ومعظم العاملين ذهبوا مباشرة للمنزل ، وحتى الآن ليس هناك اي شخص في المقهى . جلست الى طاولة بعيدة في الزاوية ، وطلبت فنجاناً من الشاي ، وجلست تنتظر وهي تحتسي الشاي بهدوء.
وصل روبن بعد خمس دقائق ووقف ينظر حوله ، كأنه يتظاهر برؤيتها ، ثم سار نحوها.

Rehana 27-12-19 07:30 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
قال بصوت عال "مرحبا، ماذا تفعلين هنا ؟ هل تمانعين ان جلست برفقتك؟"
نظرت لورين نحو الاشخاص الذين يعملون في المقهى .لا احد يراقبهما ولا احد يهتم لهما.
قالت بحزم "اجلس روبن " جلس قبالتها . احضر له النادل القهوة ، رشف منها وهو مقطب الجبين.
سألت لورين بعد لحظة "حسنا، ما هو الامر المهم ؟"
قال بصوت اراده صادقاً لكنه بدا مزيفاً " انا حقا قلق بشأنك . اشعر بالمسؤولية . فليس من طبعك ان تكوني عديمة الحذر، وانا اضع اللوم على نفسي . ولن اسامح نفسي ان حدث لك سوء ما"
سألته تستفهم "عما تتحدث؟"
قال "سام هاردي "
شعرت بوجهها يتوهج من الغضب ، قالت "لا اريد التحدث عنه "ونهضت .
امسك روبن بيدها ولم يتركها .
"لورين كيف يمكن لك ان تخرجي برفقته ،من بين كل الرجال ؟ قلت لي بنفسك انه مخادع ولا يمكن الوثوق به!"
قالت راغبة في اغضابه "لكنه رائع " لكن كان عليها ان تجلس كي لا تثير انتباه الموجودين هناك . كيف يجروء ان يتحدث معها عن هذا الامر؟
سأل روبن "وماذا سيحدث عندما يتخلى عنك كما يفعل مع اي امرأة اخرى ؟"
رفعت لورين عينيها لتحدق به بقوة ، كأنها تذكره انه ليس في وضع يمكنه من التحدث عمن يتخلى عن الغير.
ضغط بيده على يدها وقال "لورين، انت لست على علاقة معه ، أليس كذلك ؟"
لم تجب ، فانفجر روبن من الغضب "هذا غير صحيح ؟ كيف يمكنك ذلك؟ وانت لم تسمحي لي بعناق ؟"
قالت وهي تسحب يدها من يده "في الواقع هذا ما تستحقه "
قال روبن "لو كان اي شخص آخر لكنت تمنيت لك الحظ السعيد ، لكن ليس معه ، انه مخادع مع النساء .وانا لا احبه ولا اثق به ابداً . بإمكان سام هاردي ان يسبب لك البؤس ، وانت تعرفين ذلك . ادرك انك ضائعة ، وذلك بسببي " ثم ارتفع صوته "لكن من فضلك ، لا تضيعي نفسك على شخص مثل سام هاردي ، فهو ليس الرجل المناسب لك ، لورين "
ساد صمت مضحك في المقهى ، رفعت لورين رأسها ، وادركت ان الجميع يصغي ويحدق . ثم ادركت امراً آخر ، شحب وجهها ما ان رأت سام هاردي يسير نحوهما . ويبدو خطراً او مهدداً .
رآه روبن بعد لحظة ، فشحب وجهه وزفر بقوة . ترك روبن يدها على الفور .
ما ان وصل سام اليهما ، قال لهما "الى الخارج "

Rehana 27-12-19 07:31 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
بقي روبن في مكانه . تمتم "لا تتحدث معي هكذا .يبدو انك نسيت من اكون ، انت تعمل عند عائلتي ، ولا يمكنك اصدار الاوامر لي "
"يمكنني ان ادق عنقك ، اما في الخارج او هنا ، المسألة كلها تتعلق بك "
نهضت لورين وسارت نحو الباب ، فإن كان لابد من مشهد مزعج ، فهي تفضل ان يحدث في الخارج حيث المتفرجين اقل.
سار روبن وراءها وتبعهما سام . كان الطقس ماطراً ، فأسرعت لورين لتقف تحت مظلة المتجر وهي تفكر كيف تستطيع الركض لتصل الى سيارة اجرة . ما كان عليها الموافقة على رؤية روبن . من الغباء ان تفعل ذلك . لكن هذا لا يعطي سام الحق بأن يتهجم عليها .هي لا تهتم بما يفعله لروبن ، فروبن يستحق كل ما يحدث له .
قال سام "حسنا؟ ما الذي يجري الآن؟ الا تستطيع ان تقرر اي امرأة تريد بالفعل ، كورنول؟ ربما من الافضل ان ادعك تفعل الآن "
اعتقد روبن انه سيضربه ، لأن سام بدا غاضباً وشرساً ، فوجهه قاس كالفولاذ وعيناه تلمعان بشدة .
تراجع روبن الى الوراء متعثراً.
"هذا غير صحيح " انه خائف من سام ، ولورين لا تستطيع ان تلومه . في مزاجه هذا ،سام مخيف ،فهي ايضا خائفة منه .
قال سام "آه، لا تقلق ، لن اضربك ، مع اني اشعر برغبة للقيام بذلك ، ربما يجب ان يقدم احد على ضربك بالفعل . ولو ان والدك اقدم على صفعك عندما كنت صغيراً ، لما كنت انانياً ووغداً هكذا . لقد سببت الاذى للورين . فابقى بعيداً عنها في المستقبل . لا يمكنك ان تحصل عليها . حان الوقت لتتعلم ذلك . قد تكون ابن تشارلي ووريثه ، لكن هذا لا يعطيك الحق لتفعل كل ما ترغب به . عد الى جانيس فهي افضل منك بكثير ، ولسبب ما هي تريدك ، وهذا ما يناسب والدك ان تتزوج بها ، ولذا لمرة واحدة في حياتك حافظ على كلمتك وافعل ما وعدت به"
فتح روبن فمه ليعترض ، وليشرح او يجادل ثم نظر الى عيني سام القاسيتين فأطبق فمه ، مقرراً ان افضل حل هو الهروب ، سار تحت المطر وتواري عن الانظار باتجاه موقف السيارات تحت مبنى كورنول .
شعرت لورين انه اقدم على القرار المناسب . فلا يبدو سام قادر على النقاش او التحدث بهدوء.
فكرت لورين الى اي مدى ستصل ان حاولت الهرب ايضا ، ونظرت عبر الرصيف نحو سيارة الاجرة المواجهة.

نهاية الفصل

Rehana 28-12-19 08:41 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
الفصل العاشر

استدار سام نحوها ، وكانه ادرك ما تفكر به ، قال "لا تحاولي ان تفعلي ذلك "
اجابته بغضب "وانت لا تهاجمني " ورفعت ياقة معطفها لتخفي وجهها.
اطبق سام بيده على ذراعها قبل ان تتمكن من الابتعاد "لم ابدأ معك بعد " بدأ يسير عبر الشارع وبسرعة في خطى غاضبة وهو يشدها وراءه .
"دعني وشأني! لن اذهب الى اي مكان معك! اريد الذهاب الى منزلي ، دعني" لم يهتم لما تقوله .
فصرخت به "من تعتقد نفسك ؟ انت تؤلمني! توقف عن جري هكذا ! وبأي حال ، اي حق لديك معي ؟ فأنت لست من يحافظ علي .دخلت الى المقهي تصرخ امام الجميع ، وكأنك تهتم ان قابلته ام لا "
لم ينظر اليها ، وهذا ما جعل الالم يتضاعف في داخلها ، تابعت "وانت خبير في الكلام ، انت وصديقاتك ، حيث تستعملهن كالاوراق " كانت تتحدث بغضب وهي ترتجف من الالم والحزن ، لكن سام لم يتوقف او ينظر حوله ، لم تكن تدري ان كان يسمعها ، مع انه لا يمكن الا ان يسمعها فهي تصرخ .
"حتى انك لم تسأل لماذا كنا معا ، ولماذا كنت معه ، فقط دخلت اتهمتنا وهاجمتنا "شعرت كأن انفاسها توقفت .
وصلا الى سيارة سام ، فتح الباب وهو لا يزال يمسك بها ، تابعت وهي تشد بيدها "منذ اشهر قليلة رأيناك انت وباتي في المقهى ،ولقد حدث الكثير منذ ذلك الوقت "لم تفكر للحظة ان الايام ستدور وستجلس في ذات المقهى ويقدم سام على التهجم عليهما .
"غير ان باتي متزوجة ، ماذا يجري بينكما ؟ قلت انني قديمة الطراز وانني متشددة ،لا شك انك تغيرت الآن . كنت اتناول الشاي مع روبن ، وهو ليس بمتزوج ، فقط خاطب"
استدار سام ليحدق بها بغضب ، دفعها الى المقعد واغلق الباب بقوة.
حاولت ان تخرج لكنه كان اسرع ليجلس وراء المقود ويدير المحرك.
جلست لورين وهي تشتعل غضباً، قالت "وانت لم تتوقف عن رؤية باتي ايضا ، فقد رأيتك معها اليوم "
"لم اخرج يوماً برفقة باتي ، كانت حزينة واخطأت بالتعاطف معها والاصغاء الى مشاكلها . كيف لي ان اعلم انها ستأخذ تفسيراً خاطئاً للامور؟ "
نظرت اليه بازدراء وقالت "آه ، هيا ،سام. انت تعلم كم انت جذاب ، ولديك خبرة كافية لتعلم مدى تأثيرك على النساء"
"لا افعل ذلك بشكل متعمد ،خصوصاً بالنسبة الى باتي "

Rehana 28-12-19 08:42 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
ارادت ان تصدقه ، وهذا ما زاد من غضبها "سأقول لك ما افكر به ! انت تتخلى عن النساء اللواتي تحصل عليهن . هذه هي اللعبة التي تمارسها ،تبقى مع المرأة حتى تضيف واحدة جديدة . كم اصبح عددهن الآن؟ انت تثير اشمئزازي ، وانا اكرهك ، اكرهك ، هل تسمعني؟"
قال وهو ينظر الى الطريق امامه "سمعتك"
قالت وهي تشعر بالدموع في عينيها "اريد الذهاب الى المنزل"
قال بصوت بارد "سأخذك الى هناك " وقد اصبح الجو ساكنا بينهما.
شعرت لورين بالمرض ، ارادت ان تستلقي في مكان ما لتبكي ، لكنها لا تستطيع . فهو لن يسامحها على ما قالته له . ومن الآن وصاعداً ، سيصبحان عدوين بالفعل.
عندما اوقف السيارة ، خرجت بسرعة وبدأت بالركض .
كان الرصيف رطباً فانزلقت على الارض وسقطت على وجهها . كانت تلك القشة الاخيرة . فليس لديها الطاقة لتنهض.
امسك سام بذراعيها وشدها لتقف ، نظر الى وجهها ثم زفر قبل ان يحملها فوق كتفه . وضعها على الارض عندما وصل الى الباب الامامي ، مد يده وقال "المفتاح"
فتحت حقيبتها واعطته المفتاح، فتح الباب ثم حملها الى الداخل وكأنها طفلة.
قال وهو ينزع معطفها عنها "انت بحاجة الى ان تستحمي "
قالت "عندما ترحل "لاحظت نفسها على المرآة في القاعة وهو يحملها . انها في فوضى كاملة ،شعرها رطب وداكن اللون بسبب الماء الملتصق بشعرها ،وجهها شاحب وملئ بالوحل وهناك جرح طفف من الدماء على صدغها . لماذا على سام ان يكون هنا وهي تبدو بكل هذه القباحة والفوضي؟
قال سام وهو يحملها من جديد "بل الآن "سار عبر الممر ليوصلها الى غرفة الحمام ، وضعها على كرسي . وانحني ليسكب الماء في المغطس.
قالت "اخرج من هنا"
قال "حسنا، لكن لا تتأخري"
نزعت ثيابها ورمت بنفسها في المياه الساخنة واغمضت عينيها ، منتظرة ان يتوقف جسمها عن الارتجاف وبدأت بالاغتسال .بقيت في الحمام لفترة كافية ، خائفة ان تخرج لأنها لا تعلم ان كان مازال سام في شقتها.
اخيراً كان عليها النهوض من المياه لأنها شعرت بالبرد ،لفت جسمها بالمنشفة وبحثت عن ثيابها ، ثم سارت نحو غرفة نومها .وجدت سام مستلقياً على سريرها ، واضعاً يده تحت رأسه ، نظر اليها بسخرية ما ان وقفت متفاجئة امام الباب ، جال بنظره على شعرها الرطب وحدق بها.
قالت "لماذا لم ترحل؟ اريدك بعيداً من هنا!"

Rehana 28-12-19 08:42 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
نهض على الفور ، لكنها شعرت بالقلق لأنه نظر اليها بغضب .قال "لا اهتم مطلقاً لما تريدينه . لدي اشياء قليلة يجب ان اقولها لك . هذا ما سأفعله ، وانت ستصغين"
"لا تضيع وقتك، فمهما كان الذي ستقوله ،لا اريد سماعه"
"هذا امر مؤسف ! عليك ان تفعلي ذلك! فأنت تستمرين بإلقاء الاتهامات علي ، وعندما احاول ان ارد عليها ترفضين الاصغاء"
"ان كنت تتحدث عن باتي ، حسنا ، اصدقك . والآن، اذهب ودعني وشأني " فتحت لورين الباب طالبة منه المغادرة.
قال وهو يقترب منها "لماذا تستمرين بالقيام بذلك معي؟ في لحظة اعتقد اني اخيراً وصلت الى مكان ما معك ،وفي اللحظة التالية تختفين .ولا اعرف مطلقاً السبب، او ما الذي فعلته!"
"لست انا من غادر الجزيرة في الصباح الباكر بعد زفاف ميل وجوني ومن دون أي كلمة"
"رسالتي لك فسرت سبب رحيلي "
"لم يكن هناك أي رسالة "
قطب جبينه وقال "تركت لك رسالة في مكتب الاستقبال"
حدقت به غير متأكدة ان كانت تستطيع تصديقه ام لا . قالت "لم تصلني اي رسالة ، استيقظت ووجدت انك رحلت ، فما يفترض بي ان افكر ؟ كل الذي اعرفه انك كنت تلاحقني منذ وقت طويل ، والآن لم تعد قادراً على الانتظار حتى استيقظ لتقول لي وداعاً "
"كنت نائمة ولم اتحمل ان اوقظك ، كما واني لم استطع الانتظار ، كان علي العودة الى لندن، ولم يكن هناك طائرة ، قبل اربع وعشرين ساعة ، واراد فريدي ان اعود باسرع ما يمكن"
حدق بها وقال بصدق "لورين ، تركت لك رسالة في مكتب الاستقبال ، ولا ادري لماذا لم تصلك"
"لماذا لم تتركها في غرفتي ؟ او تضعها تحت بابي؟"
"لم افكر بذلك ابداً . استيقظت باكراً واتصلت بفريدي فطلب مني العودة سريعاً . كنت اعلم انك كنت راغبة في البقاء لأيام في الجزيرة وهكذا غادرت"
ارادت ان تصدقه ، وهذا الامر الاكثر غرابة في كل ما يجري قالت " بكل الاحوال ، هذا لا يفسر انه لم يكن هناك اي كلمة او اتصال منك بعد عودتي . لا شيء ، مجرد صمت ثقيل . اذا لا تقل لي انني انا من تخلى عنك ، لأن الحقيقة عكس ذلك بالتحديد"
تردد سام قليلاً ، ثم قال مدافعاً عن نفسه "انا آسف، لورين، لم افكر بالامر .عندما اكون في عمل ما ، لا افكر بشيء آخر غيره . هذا هو انا ، وقد اتهمت انني محدود الرؤية ، وهناك شيء من الحق بذلك . فكل ما افكر به هو عملي .ولهذا السبب كل علاقاتي كانت تنتهي بسرعة . والمرأة ترفض التنافس مع الكاميرا في حياتي "نظر اليها متردداً قبل ان يتابع "وحتى عندما اتذكر ان اتصل ، اكره كتابة الرسائل ، فأنا لا اكتب ان استطعت ، كما واني لا اتصل بالهاتف الا اذا كان هناك عمل علي القيام به ،او هناك شيء ما مهم يجب قوله ،عندها اتحدث بإيجاز وبسرعة "

Rehana 28-12-19 08:43 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
قالت بغضب "آه ، هذا رائع. يمكنك الابتعاد عني من دون اي كلمة ثم تبتعد لاسابيع من دون ان تزعج نفسك لتتصل بي ،ويجب ان لا اتذمر ، حسنا بالنسبة لي يمكنك البقاء بعيداً الى الابد ، فانا لا اريد ان اراك ثانية "
اظلمت عيناه وبدا متوتراً جداً .قال بقسوة "هل حقا تقصدين ذلك ؟"
فتحت لورين فمها لتقول نعم ، لكن النظرة البادية على وجهه جعلتها تصمت ، عضت على شفتيها .ان كان لا يهتم لها ، فلماذا هذه النظرة على وجهه؟ انها في خضم كبير ، تريد وبيأس ان يهتم لها لكنها في ذات الوقت تحس بمدى تعلقها به.
امسك سام بذقنها ورفع رأسها ، حدق بعينيها وقال "لماذا تخليت عني في المرة الاولي ،لورين؟ لم افهم ابداً ما الذي حدث . بدأت افكر حينها انني اخيراً وجدت المرأة التي اردت ان ابقى معها حتى
آخر حياتي ، ثم فجأة تخليت عني لماذا؟"
"لم ارغب في ان اكون مجرد عدد في قائمة النساء اللواتي تعرفهن"
قال بنبرة صادقة "لكنني احبك "
ما جعلها تترتجف . نظرت الى عينيه وهي ترغب بشدة ان تصدقه .
قال متابعاً "لم اغرم يوماً من قبل .ومهما كانت علاقاتي فلم تكن ولا علاقة منها عاطفية بالمعني الحقيقي . كان من السهل علي الرحيل من دون ان انظر الى الوراء . لدرجة اني توقفت عن الاعتقاد ان هناك حباً حقيقياً ، بل الامر مجرد خيالات واوهام . ثم قابلتك واغرمت بك في غضون ايام . اصبت بالابهار بك ولم اكن يوماً سعيداً في حياتي كتلك الايام "
تعتمد على ما يقوله لها .ان كان سام يقول الحقيقة ، فحياتها كلها ستختلف.
قال سام "اعتقدت انك تشعرين مثلي ، وشعرت بالحزن عندما تخليت عني . اعتقدت ان هناك سوء تفاهم . اسرعت الى هنا لرؤيتك ، وكنت باردة وبعيدة ومختلفة كلياً . علمت ان الباب قد اقفل بوجهي . ولم اكن اعلم لماذا تغيرت ، لكن اعتقدت ان هناك شخصاً آخر ، وانك لم تهتمي بي كما اهتم بك . تقبلت ان كل ما بيننا قد انتهى ،وكان ذلك مؤلماً جداً. وعلمت ان علي الابتعاد عن لندن . وهذه هي الطريقة الوحيدة كي انساك ، وهي ان اهتم بعملي وان لا انظر الى الوراء. وهذا ما فعلته حتى تلقيت رصاصة في ظهري وبقيت في المستشفي لشهور "
ارتجفت لورين وهي تدرك انه كان من الممكن ان يموت .

Rehana 28-12-19 08:43 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
تابع سام "كان لدي الكثير من الوقت لافكر وانا مستلق على الفراش . بقيت افكر بك ، مدركاً ان لا قيمة لحياتي من دونك . عدت الى هنا مصمماً على رؤيتك من جديد ومحاولاً اقناعك بالزواج بي . ما ان عدت حتى علمت انك تخرجين برفقة روبن كورنول ، ثم رأيتك ، بدوت وكأننا غريبان . فكان علي مواجهة الواقع انك غير معجبة بي ، فكيف ان تحبيني . ثم تمت خطوبتك على روبن ، وكان ذلك ثاني اسوء يوم في حياتي " حدق في عينيها وسألها بصوت عميق "هل احببته ، لورين؟"
هزت رأسها وقالت بصدق "لا في الواقع ، مع انني حاولت اقناع نفسي بذلك . لم انس انه ابن رئيس عملي وانه ثري جداً .لكن كنت منجذبة اليه لانه مرح وكنت ارغب في نسيانك .اردت ان اجد من احبه لأني كنت خائفة ان لا اجد من اهتم له كما شعرت نحوك "
سمعته يشهق ورأت وجهه يشحب وهو يقول "لورين ، انت تقولين؟"
امسك بوجهها وسألها بقسوة "ان كنت تهتمين بي ، فلماذا تخليت عني؟"
قالت "سمعت عن شهرتك ، وانا آسفة لم اكن متأكدة منك ومن نفسي . لم استطع تصديق انك تهتم فعلاً بي . وعندها التقيت بفتاة تعرفك جيداً "
"من تكون ؟"
"لن اخبرك ، لانني اعلم انها لم تقصد اي امر سيء لي او لك "
"ان حاولت ان تبعدك عني ، فليس هذا كاف "
"لا اعتقد ان هذا ما ارادته . ارادت فقط تحذيري بأنك لن تبقي معي طويلاً . واعتقد كنت مستعدة على تصديق ذلك .فقد ناسب ذلك ما سمعته من قبل . فالناس تتكلم ، وانت قلت بنفسك ان علاقاتك لا تدوم طويلاً "
اعترف قائلاً "هذا صحيح ، لكن الامر مختلف معك "
شعرت بقلبها يتلوى من السعادة ولدرجة الخوف، قالت بصوت مضطرب "وكيف لي ان اعلم ؟ كنت اعلم فقط بشهرتك ولم استطع تحمل ان اكون مجرد امرأة في حياتك . منتظرة ان تسأم مني وتتخلى عني ، لذا غادرت قبل ان تفعل ذلك بنفسك "
قال بصبر "كنت مغرماً بك بجنون "
ابتسمت له وقالت "لم اعلم بذلك "
وضع سام ذراعيه حولها وضمها اليه . نظر الى عينيها وقال "لورين ، احببتك حينها ،واحبك اكثر الآن ،لأنني اعرفك الآن اكثر من السابق . انت المرأة التي اريد ان امضي حياتي برفقتها ،والمرأة التي اريد ان يصبح لي عائلة معها . ماذا يجب ان اقول لأجعلك تصدقين انني جاد فيما اقوله ؟ اريد الزواج منك لورين "
قالت وهي تضمه "لا داع لكل ذلك "
عانقها بقوة وتمتم "ألم يحن الوقت لتقولي انك تحبيني؟"
"الم افعل؟"
ضحك وقال "لن أملُ من سماعها"
نظرت الى عينيه وقالت "أحبك ،سام"
قال "سيكون زواجنا كإطلاق صاروخ في المكتب "
"لا اعتقد ذلك ،كل من القاه هذه الايام يعتقد اننا على علاقة ، حتى فريدي ، فهو مسرور لأنه يريدنا ان نعمل معا ،فهو يرى اننا شريكان مثاليان "
ضحك سام وقال "هذا عمل نموذجي من فريدي ، لهذا وضعنا في فريق واحد ، وهذا يذكرني ، بما اننا نتحدث عن الامور المرتبة ، فجانيس تريدنا ان نغطي زفافها ، هل تعلمين بذلك ؟"
هزت برأسها قائلة "اقترحت علي ذلك . وانا لا امانع ، ان كنت تريد القيام بذلك . فأنا معجبة بجانيس، لديها شخصية مميزة ، وانت كنت على حق انها مميزة جداً وتستحق افضل من روبن في الواقع "
"انها تريد زفافاً كبيراً مع كل التفاصيل الدقيقة ، فلن يكون هناك اي تفكير بتحديد الانفاق علي الزفاف "
حدق بها سام بنظرة سريعة وتابع "افترض انك تريدين زفافنا مشابهاً؟"
"لا شكراً ، بل افضل زفافاً هادئاً يقتصر على العائلة والاصدقاء ،مع شهر عسل رائع في مكان خلاب "
قال سام وهو يبتسم بفرح وحب "يمكنني ان ارى اننا سنتفق على كل شيء ومهما كان"

تمت

doda qr 29-12-19 12:57 AM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس ( كاملة )
 
يسلمووووو كثير روايه جدا حلوه ومثيره احداثها

نجلاء عبد الوهاب 29-06-20 09:50 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس ( كاملة )
 
شكرا ع الروايه الجميله
:LgN05096::LgN05096::LgN05096::LgN05096::LgN05096::LgN05096: :LgN05096::LgN05096::LgN05096::LgN05096::LgN05096::LgN05096:

هتونا 01-02-22 02:13 AM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس ( كاملة )
 
حلوة احلا تحية ودمتم في قلبي سكنه


الساعة الآن 06:41 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية