منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات غادة (https://www.liilas.com/vb3/f264/)
-   -   حصري أنت قدري - فلورا كيد ( روايات غادة المكتوبة) (https://www.liilas.com/vb3/t205867.html)

Rehana 23-04-18 10:10 PM

أنت قدري - فلورا كيد ( روايات غادة المكتوبة)
 
https://thumbs.dreamstime.com/b/wood...r-45602916.jpg

اليوم انزل اليكم هذا رواية الجميلة واتمنى تعجبكم


الملخص



بعد عام تقريبا على رحيلها عنه, فكرت لورا بافي بالاتصال بستيف لامب لتخبره بأنها انجبت طفله الذي لطالما كان ينتظره , لكنها كانت تخشى تدخل زوجته السابقة التي استطاعت بتهديداتها ان تمنع زواجهما قبل ايام قليلة من موعده.
وعندما علم ستيف بأنه اصبح والداً, طلب منها العودة اليه, فهل يريدها لأنه يحبها أم ليسلبها ابنها؟


لا احل نقل جهدي وتعبي بدون ذكر اسمي Rehana واسم منتديات ليلاس

Rehana 23-04-18 10:11 PM

رد: أنت قدري - روايات غادة المكتوبة
 
روابط فصول الرواية

الفصل الأول

الفصل الثاني

الفصل الثالث

الفصل الرابع

الفصل الخامس

الفصل السادس

الفصل السابع

الفصل الثامن

الفصل التاسع

الفصل العاشر

الفصل الحادي عشر

الفصل الثاني عشر

الفصل الثالث عشر

الفصل الرابع عشر

الفصل الخامس عشر والاخير

Rehana 23-04-18 10:16 PM

رد: أنت قدري - روايات غادة المكتوبة ( الفصل الأول )
 
الفصل الأول

" اسبوع آخر؟ لا, يا الهي ! اشعر بالملل لدرجة الموت هنا"
صرخت لورا بيأس امام اصرار عمتها على تمديد اقامتها اسبوعاً آخر في هذا الفندق المعزول في وسط الريف الفرنسي. بالتأكيد كانت لورا تحب الطبيعة الجبلية , لكنها لا تطيق البقاء هنا مدة اطول, فهي شابة في العشرين من عمرها بحاجة للرفقة وللتسلية بينما لا يوجد في هذا الفندق الا اشخاص مسنين باستثناء شاب واحد يخرج منذ الصباح ولا يعود الا في المساء . الحمد لله ان موظفة الاستقبال شابة بإمكانها ان تتكلم معها وإلا لكانت ماتت اختناقاً في هذا الفندق.
خرجت لورا من غرفة عمتها ودخلت غرفتها المجاورة في الطابق الثاني من هذا الفندق المؤلف من خمسة طوابق.ريحانة

Rehana 23-04-18 10:19 PM

رد: أنت قدري - روايات غادة المكتوبة ( الفصل الأول )
 

وقفت امام النافذة تسأل النجوم عما يخبئه لها القدر, يقولون ان النجوم تتحكم بقدر الناس, فأين هي نجمة حظها ومتى ستضيء ظلام حياتها؟ منذ ان توفي والداها وهي تعيش مع عمتها , ولكن قلما تتفق معها.
تناولت لورا فرشاة الشعر واخذت تسرح شعرها امام النافذة , فجأة , لمحت رجلاً يتنزه وحده في حديقة الفندق , انه نفس الرجل الذي تلتقي به مراراً في مطعم الفندق, لكنه لم ينظر اليها ولا مرة واحدة, مع انها كانت واثقة من جمالها ورقتها. اثار هذا الرجل فضولها وتساءلت لماذا هو دائما وحيد , ولماذا نظرات الحزن في عينيه ؟منتديات ليلاس
اوه, لماذا تشغل نفسها بحزن هذا الرجل الغريب عنها؟ الا يكيفها بؤسها وسجنها الأبدي ووحدتها ؟ ابتعدت عن النافذة ودخلت الى الحمام, الأفضل لها ان تستحم وتنام وتستسلم للأحلام , فالأحلام افضل بكثير من هذا الواقع التعيس الممل.منتديات ليلاس
لكن عندما خرجت من الحمام, لم تتمكن من ان تمنع نفسها من الاقتراب من النافذة بحثاً عن ذلك الرجل.
انه يجلس الآن تحت الشجرة ويمسك غصناً يابساً يلعب فيه بالرمال .
ترى بماذا يفكر؟ ما الذي دفعه للوحدة في هذا الفندق؟ أيكون هارباً من العدالة أم انه ترمل مؤخراً , أم انه فقد ثروته كلها ؟ ... يا إلهي , لماذا افكر به , قالت وهي تطرد هذه الاسئلة من رأسها وترمي نفسها على السرير.
في صباح اليوم التالي , وجدت لورا الفرصة مناسبة للتنزه قليلاً طالما ان عمتها اختارت ان تقضي فترة قبل الظهر مع صديقاتها الثرثارات . ارتدت ثوباً قطنياً ازرق وسلكت الطريق الفرعي بين التلال المحيطة بالفندق وحزمت امرها على ان تستقل بحياتها وتبحث لها عن عمل محترم يمكنها من استئجار شقة صغيرة في المدينة, فعمتها الثرية بإمكانها ان تجد ممرضة ومرافقة لها بدلاً من ابنة اخيها. هكذا تتمنى ان تشعر باستقلاليتها وبوجودها. فهي في العشرين من عمرها واصبحت قادرة على التصرف وادارة شؤون حياتها. في طريق العودة الى الفندق تعبت من السير , فجلست تحت شجرة وارفة الظلال واخذت تدلك ساقيها .
فجأة , لمحت قامة رجل يقترب . يا إلهي ! ما هذه الصدف؟ انه نفس الرجل المتوحد الحزين. هبت واقفة بسرعة ودفعها الفضول للإتجاه نحوه . ما ان لمحها الرجل حتى بدت على ملامحه الدهشة . لابد انه يتساءل ماذا تفعل فتاة وحيدة في مثل هذا المكان.ريحانة
" صباح الخير !"
" صباح الخير , آنسة " اكتفى الرجل برد التحية وتابع سيره , وكأنه لا يريد متابعة الحديث.
لكن لورا مصممة على الكلام معه فغيرت اتجاهها وتبعته بسرعة .
" الطقس جميل اليوم , أليس كذلك؟"

Rehana 23-04-18 10:26 PM

رد: أنت قدري - روايات غادة المكتوبة ( الفصل الأول )
 
" بالفعل " اجابها بأدب دون ان يلتفت نحوها.
انه رجل وسيم وجذاب رغم لمحة الحزن في عينيه. لا يبدو عليه الفقر ولا الثراء , لكنه انيق وينم عن ذكاء .
نظرت مباشرة الى وجهه وحاولت ان تكتشف شيئاً من شخصيته . لا يمكنها ان تفهم سبب وحدته وألمه, فرجل مثله بإمكانه ان يجد السعادة مع اية امرأة , كل ما يحتاج اليه , هو ان يشير بأصبعه فيجد الكثيرات حوله.
" أتنوي الاقامة مدة اطول في فندق الريف ؟"
" عشرة ايام اخرى واعود إلى العاصمة , ولكن لماذا تسألين؟"
" عفواً, سيد , اعرفك بنفسي , أنا لورا بافي, وانزل معك في نفس الفندق , وارغب بالتعرف اليك"
" لاحظت وجودك مراراً في الفندق" قال مبتسماً.
" حقاً ... حقاً لاحظت وجودي؟" سألته ببراءة الاطفال وكأنها لا تصدق ماتسمعه.
" حسناً آنسة لورا, انا ستيف لامب, يسرني التعرف عليك"
وكانا قد وصلا الى الفندق.
" الى اللقاء" واتجه نحو المصعد .
ظلت لورا واقفة تتأمله وهو يبتعد وقد ادهشها تصرفه الغريب . مع انها فتاة جميلة لم يحاول استغلال الوضع ودعوتها للخروج معه مرة ثانية او لتناول الطعام معه في الفندق.
هزت كتفيها وصعدت الى غرفة عمتها لتطمئن عليها لكنها تفاجأت عندما رأت عمتها تستقبلها بابتسامة مشرقة على غير عادتها.منتديات ليلاس
" اوه, لورا , لقد دعاني السيد رولان لحضور حفلة يقيمها اصدقاء له في البلدة , سنلعب الورق ونتسلى قليلاً. انت حرة هذا المساء , تمتعي بوقتك "
" ولكني أراك تستعدين للخروج الآن ولم ينتصف النهار بعد؟"سألتها لورا وقد ادركت ان عمتها سعيدة بتعرفها الى السيد رولان.
" آه , نسيت ان اخبرك انني سأتناول الغداء معه ايضاً"
ثم عقدت الفولار حول عنقها وخرجت وكأنها عادت عشرين سنة الى الوراء.
الحمد لله , انها فرصة للتخلص من تطلبات العمة , فكرت لورا وهي تبدل ملابسها ودون ان تشعر وجدت نفسها تفكر من جديد بذلك الرجل, ستيف لامب, أهو متزوج؟ واذا كان متزوجاً فأين هي زوجته؟ أيعقل ان تكون امرأة متزوجة من رجل كالسيد ستيف وتتركه يقضي اجازة وحده؟ ولكن هل هو حقاً في إجازة؟ لا يبدو انه يتمتع بوقته , لأنه دائماً وحيد ولا يختلط ببقية نزلاء الفندق.
الوقت لا يزال باكراً لتناول الغداء , ولكنها لم تعد تطيق البقاء في غرفتها , فنزلت الى بهو الفندق واشترت مجلة .ريحانة
اخذت تتصفح صفحاتها وهي تتجه الى الصالون الجنوبي , فلم تنتبه وكادت تصطدم بالسيد ستيف الذي كان يهم بالاتجاه نحو مكتب الاستعلامات .

Rehana 23-04-18 10:29 PM

رد: أنت قدري - روايات غادة المكتوبة ( الفصل الأول )
 

" آه , عفواً ... أنا آسفة , لم انتبه " واحمر وجهها من الخجل, لم تكن تريد ان يظن الرجل بأنها فتاة طائشة مستهترة .
" لا بأس , ولكن انتبهي في المرة القادمة. عن اذنك"
ظلت لورا واقفة الى انت انتهى من الكلام مع موظفة الاستقبال , وعندما رأته يتجه نحو المصعد , اسرعت نحوه.
" ألن تتناول الغداء؟"
نظر اليها بدهشة وتعجب من فضولها .
" ماذا ؟"
" اقصد اذا كنت ترغب بإمكاننا ان نتناول الغداء معاً"
" أهذه دعوة؟" سألها مبتسماً.منتديات ليلاس
اخفضت لورا نظرها خجلاً, فهي نفسها لا تعرف ماذا اصابها لتتصرف هكذا , يبدو ان هذا الرجل يجذبها بشكل غريب.
" اين؟ في غرفتك ؟ " سألها بسخرية.
احست بجرح في كرامتها. لم تكن تتوقع ان يسيء فهمها وتركت المجلة تسقط من يدها ونظرة مباشرة الى وجه الرجل " سيد لامب , يبدو انك اسأت فهمي , كل مافي الأمر انني احب التعرف عليك اكثر, املاً في صداقتك , لم اكن اتصور ان صراحتي ستجعلك تسيء فهمي , أكرر أسفي , الى اللقاء"
واسرعت نحو السلم وهي تشعر بأن كل الوجود متامر عليها, لماذا يبخل هذا الرجل عليها ببضعة دقائق تقضيها معه؟ انها لا تريد سوى بعض الرفقة , لكنها لم تستطع ان تكذب على نفسها طويلاً, هذا الرجل يسيطر عليها مع انه يتصرف معها ببرود. على كل حال, بعد ايام ستغادر الفندق مع عمتها لتعود الى العاصمة. وهكذا تتخلص من سحر ستيف ويرتاح منها, المهم الآن ان لا تحاول التحرش به من جديد وإلا سيزداد غروراً.منتديات ليلاس
كم كانت تتمنى لو قبل رفقتها وفتح لها قلبه لتشاركه حزنه ! ربما يعتبرها صغيرة طائشة لا تستحق الثقة .
ما ان دخلت الى غرفتها حتى رمت نفسها على السرير واجهشت بالبكاء . ولكن ماهي الا لحظات حتى سمعت طرقات على بابا غرفتها , فنهضت لتفتح اعتقاداً منها ان عمتها عادت وقررت تناول الغداء معها.
كانت دهشتها كبيرة عندما رأت السيد يقف امام الباب.
" هذه مجلتك , آنسة لورا " ونظر الى عينيها المحمرتين وادرك انها كانت تبكي .
اخذت لورا المجلة من يده وهمت بإقفال الباب .
" اتسمحين لي بالدخول؟"
" لا! لا اريد رؤيتك " قالت باندفاع الأطفال.ريحانة
ابتسم ستيف ودخل واغلق الباب وراءه مستغلاً ذهول الفتاة.
" أنا آسف "
" لا داعي للأسف , تفضل بالخروج"
" حقاً؟ تريدينني ان اخرج ؟"
لم تجبه وظلت تنظر الى الارض .
" آنسة لورا , ماذا تريدين؟"
" أنا؟ لا اريد شيئاً , لا تنسى انك انت من قرعت بابي"
" اريد ان اكلمك بهدوء . اسمعي , كم عمرك؟"
" اتممت العشرين من عمري"
" حسناً, أنا في السابعة والثلاثين اي انني اكبرك بسبعة عشرة عاماً , ولا ضرورة لمحاولة اقامة علاقة بيننا . افهمتي؟"


نهاية الفصل

Rehana 24-04-18 05:19 PM

رد: أنت قدري - روايات غادة المكتوبة ( الفصل الثاني )
 
الفصل الثاني

" ولماذا ؟" سألته بدون تفيكر .
" لورا , انت جميلة وصغيرة , ولكنك لا تعرفين ماهي نتائج الأفعال . لقد لاحظت وجودك منذ وصولك مع عمتك الى هذا الفندق لكنني تجاهلتك لأنك لا تزالين صغيرة"
" ارغب برفقتك فقط"
" انت تريدين اللعب بالنار , ولكن دعينا من هذا الكلام الآن , سنتابع الحديث حول مائدة الغداء في مطعم الفندق , أنا ادعوك هذه المرة , ما رأيك؟"
رفعت لورا نظرها نحوه فابتسم لها بحنان كأنه ينظر الى ابنته .
" موافقة "
" سنلتقي في المطعم بعد نصف ساعة"

Rehana 24-04-18 05:19 PM

رد: أنت قدري - روايات غادة المكتوبة ( الفصل الثاني )
 

" ولكن لا تتأخر"
خرج ستيف من غرفتها وهو يضحك. عندما دخلت لورا الى المطعم بعد نصف ساعة لم يكن ستيف قد وصل بعد.منتديات ليلاس
" اوه, آنسة لورا "
التفتت لورا خلفها فرأت السيد جون ابن السيد رولان الذي خرجت معه عمتها, لم يكن ينزل في الفندق لكنه يزور والده كل يوم.
" اني ابحث عن ابي , هل رأيته؟"
" خرج لتناول الغداء مع عمتي, لكنني لا ادري اين"
"حسناً , بإمكاني انتظار عودته , أيمكنني الجلوس ؟"
ارتبكت لورا ولم تعرف بماذا تجيب .
" أأنت على موعد مع شخص آخر ؟"
" للحقيقة ...."
" اوه , لورا , لا بأس . أراك في وقت آخر " واتجه نحو الباب حيث كان يقف السيد ستيف وينظر اليها , تابع جاك سيره ولم ينتبه لنظرات الحقد التي رمقه بها ستيف.منتديات ليلاس
" ماذا كان يريد منك؟"
" اوه ,ستيف , انت تأخرت "
" انت لم تجيبي على سؤالي"
" كان يسألني عن والده, والده صديق لعمتي... "
" حسناً , حسناً"
" ما بك؟ أتعرفه؟"
" لا , لكني ...أغار " ثم جلس وسألها عما ترغب به من طعام .
احست لورا بقلبها يطير فرحاً, ستيف يغار عليها , هذا يعني ان هناك املاً.. كان الغداء لذيذاً
, وستيف لطيفاً, لم تحاول لورا ان تسأله عن سبب وحدته وقررت ان تترك ذلك لفرصة اخرى. وعندما غادرا المطعم , رافقها ستيف حتى باب غرفتها , حيث وقف يتأملها طويلاً.
" شكراً على هذا الغداء وعلى لطفك" قالت له وهي تشعر بازدياد دقات قلبها .
" لورا ..." ودخل واغلق الباب برجله وضمها الى صدره فقدمت له شفتيها قبل ان يبحث عنهما وبادلته قبلة طويلة حارة , فهمت من خلالها انه يرغب بها كما ترغب به تماماً. لكنه كان اول من رفع رأسه ودفعها عنه بكل حزم ولكن بهدوء.
" انا آسف "
" ستيف , ارجوك ..."
" لا , لورا , اذا لم نتوقف سنقوم بعمل تندمين عليه غداً"
" ولماذا اندم ... أنا احبك. انت تعقد الأمور"
" يجب ان اخرج الآن . انت لا تدركين ماتقولين "
" ولماذا ؟"
" انت تعرفين ... فكري جيداً لورا , كنا على وشك ارتكاب غلطة لا يمكن اصلاحها . لا يمكنني ان استغل براءتك , انت صغيرة ..."

Rehana 24-04-18 05:21 PM

رد: أنت قدري - روايات غادة المكتوبة ( الفصل الثاني )
 
" كن صادقاً وقل انني لا اعجبك , انت تفضل النساء ذات خبرة , قل انك تريد التخلص مني"
" لا, لورا , أنا أدين لك باستعادة الأمل. لقد جعلتني ابتسم واضحك واشعر بأنني لازلت حياً, لم اشعر بمثل هذه الراحة منذ مدة طويلة "
" اوه, ستيف , ولماذا تحرم نفسك منها ؟" ورمت بنفسها بين ذراعيه.
" كفى لورا, أنا ذاهب , وانسي كل شيء حصل بيننا"
في صباح اليوم التالي, اعلنت لها عمتها عن تمديد اقامتهما لأسبوع آخر في هذا الفندق. لم تفهم لورا حقيقة مشاعرها , أهي سعيدة لأنها ستتمكن من رؤية ستيف خلال هذه الأيام القادمة ؟ أم انها حزينة لأنها ستضطر لتحمل برودته وصده لها مرة اخرى؟
ولكن حصل ما لم تكن تتوقعه, ولم يظهر ستيف خلال الايام الثلاثة التالي. احست لورا بفراغ كبير اثناء غيابه . ولكنها علمت من مكتب الاستقبال انه لم يلغ حجزه وان حقائبه لا تزال في غرفته.
في مساء اليوم الثالث وبعد ان قرأت لعمتها فصلاً مملاً من رواياتها المفضلة, دخلت الى غرفتها ووقفت امام النافذة تسأل النجوم عن ستيف . فجأة ايقظها رنين الهاتف من احلام يقظتها , انه ستيف.منتديات ليلاس
" ستيف ! يا الهي . اين كنت؟" سألته بلهفة واندفاع.
" وهل افتقدتيني كثيراً؟"
" اوه, ستيف , كل مافي الأمر انك اختفيت دون اية كلمة؟"
" هل تناولت عشاءك؟"
" للحقيقة لا "
" وافني الى الأسفل ستناول العشاء في مطعم الفندق, ارغب برفقتك"
اقفلت لورا السماعة وقلبها يطير من الفرح , وخلال عشر دقائق كانت مستعدة للقائه وقد صممت هذه المرة على الدخول الى قلبه . وكانت قد ارتدت اجمل ثوب لديها وزينت وجهها الشاحب بعد أرق الايام الماضية.
كان ستيف ينتظرها امام البار , ما ان رآها حتى توجه نحوها وقادها الى المطعم.
" انت جميلة جداً هذا المساء , هل كل هذه الأناقة من اجلي ؟"
" علك لا تمل من رفقتي سريعاً هذه المرة"
" أرى انك مددت اقامتك في هذا الفندق"
" يبدو ان عمتي البالغة الخمسين من عمرها وقعت بحب السيد رولان ولا استغرب اذا تزوجا قريباً, يبدوان متفاهمين جداً"
" واذا تزوجا , ماذا ستفعلين انت؟"
"حتى ولو لم تتزوج عمتي, كنت افكر مؤخراً بالبحث عن عمل"
" وماذا ستعملين ؟"
" في مكتب للمحاماة مثلاً. كنت اتمنى ان اصبح محامية , لكن وفاة والدي منعتني من دخول الجامعة"

Rehana 24-04-18 05:21 PM

رد: أنت قدري - روايات غادة المكتوبة ( الفصل الثاني )
 

" ولماذا تعملين ؟ بسبب النقود ؟"
" لقد مللت حياتي هذه, اريد ان اشعر بالاستقلال عن عمتي"
امسك ستيف يدها ونظر طويلاً الى عينيها , وهم بالكلام لكنه غير رأيه وسألها عما تريد ان تتناوله من طعام فتركت الخيار له , فأمر الخادم باحضار العشاء .منتديات ليلاسمنتديات ليلاس
" ستيف , ماذا تفعل في هذا الفندق ؟ ولماذا انت وحدك؟"
" اقضي هنا فترة نقاهة . كنت مريضاً في الأشهر الاخيرة وقد نصحني الطبيب بالراحة التامة لمدة اربعة اشهر بعيداً عن العمل والضجيج فاخترت هذا الفندق المتواضع"
" وماهي طبيعة عملك؟"
" لورا , انا تاجر غني جداً, لكنني تعيس, بالاضافة لشركتي التجارية , ادير مصانع والدي للأنسجة. وقد تعرضت اخيراً لأزمة عصبية نتيجة الارهاق"
" انت غني جداً ؟" سألته لورا بدهشة " ولكن لم كل هذا الارهاق , أليس لديك موظفون ؟"
" بلى , لكنني لم اكن اريد ان اترك مسؤولية عملي على الآخرين , كما فعل والدي وكانت النتيجة خسارة كبيرة, اضطررت بعدها للعمل ليلاً ونهاراً لأعيد ثقة العالم الاقتصادي بمعاملنا , ولكن للأسف خسرت زوجتي باهمالي لها طوال هذه المدة "
" اوه , أنا آسفة , هل توفيت؟"
" لا , لقد وجدت الفرصة مناسبة اثناء غيابي المستمر , فأحبت رجلاً آخر ورحلت معه. لم تكن قادرة على تحمل غيابي المستمر, وهاهي النتيجة, اولاً افقد زوجتي وثانياً ادفع ثمن الارهاق من صحتي . لم أكن اهتم بطعامي ولا بنومي , فقدت وزني وتراكم الضغط على اعصابي حتى كدت اشبه القنبلة الموقوتة . لكنني بعد هذه الراحة الطويلة , استعدت قواي , لكنك انت من أعاد الي الأمل. صدقيني , بعد رحيل جانيت لم تؤثر بي اية امرأة اخرى. طلبت منك مشاركتي العشاء , لأنني معجب بك وارغب برفقتك"
" أنا آسفة لأنني دفعتك لاحياء الماضي , ولكنك الآن تبدو بصحة جيدة, ولا ضرورة للعودة الى الوراء, فكر بالمستقبل فأنت رجل غني , بإمكانك ان تقدم لنفسك كل مايسعدك . ولكني لم أكن اتوقع ان تكون ثرياً لهذه الدرجة. هل انت ثري لدرجة انك تملك قصراً او طائرة خاصة او ..."
ضحك ستيف وامسك يديها بين يديه.منتديات ليلاس
" أنا غني أكثر مما تتصورين ولكن كل هذا جاء على حساب صحتي واعصابي. بعد ثلاثة اسابيع سأعود لمتابعة اعمالي في الفترة الأولى سيكون العمل مرهقاً ولكني بعد ان أسوي الأمور العالقة, سأحدد دواماً للعمل ووقتاً للراحة. ولقد عينت مؤخراً مديراً للشركة كي اتفرغ للمصانع"
عندما رافقها ستيف الى غرفتها , طلبت منه البقاء معها قليلاً, لكن ستيف رفض وهو يطبع قبلة على خدها.
" ستيف , ابق معي , ارجوك"
" الوقت متأخر"
" ستيف , أنا احبك... أتفهم ؟ " وانهمرت دموعها واحست بالضعف الشديد.
" لورا , مابك؟" سألها بقلق ودخل واغلق الباب وراءه. امسك يدها وجذبها نحو السرير.
" ارتاحي وسأطلب لك حبتي اسبرين "
" لا اريد الاسبرين , اريدك أنت , لا ترحل, ارجوك"


نهاية الفصل

Rehana 25-04-18 06:44 AM

رد: أنت قدري - روايات غادة المكتوبة ( الفصل الثاني )
 
الفصل الرابع

" ارجو ان تقبلي هذا المبلغ , قد تحتاجين لشراء بعض الحاجيات. اما بالنسبة لثوب الزفاف , فأنا سأشتريه لك من العاصمة قبل موعد زفافنا. واما بالنسبة لحساب الفندق , فسأدفع حسابك بكامله مسبقاً"
" ولكن ..."
" لورا , انسيت انك اصبحت خطيبتي وانك ستصبحين شريكتي في كل ما أملك؟"
"اوه, ستيف " ولم تعرف ماذا تقول , فقبلت المبلغ كي لا تؤذي مشاعره.
" هيا, لورا , كل النساء يعشقن المال والبذخ , فلماذا ستكونين مختلفة؟"
" لأنك انت ثروتي"

Rehana 25-04-18 06:50 AM

رد: أنت قدري - روايات غادة المكتوبة ( الفصل الثالث )
 

" انت مخطئ , أنا احبك انت لشخصك انت, ومستعدة للعيش معك كما تريد واينما تريد"
" حياتي صعبة , لا وقت لدي للزوجة, أسافر كثيراً, ومزاجي يكون سيئاً آخر النهار, لا اريد ان احطم احلامك, بعد ايام تنسينني وتجدين رجلاً آخر يليق بحبك وبسنك"
" كل هذا لا يهمني , المهم ان لا تكون على علاقة مع امرأة اخرى "
" ايتها المجنونة , بعد زواجي الأول قطعت كل علاقاتي مع النساء, وبعد طلاقي لم اعد اثق بأية واحدة منهم , معك انت يختلف الامر , أثق بك واحبك , لكنني اخاف عليك من جحيم حياتي "
" معك , أرى الجنة , الجنة فقط".منتديات ليلاس
" هذه لأنك صغيرة , لا تعرفين قسوة ظروف عملي. كما واننا لا نعرف بعضنا الا منذ مدة قصيرة "
" دع لنا الفرصة لنتعرف أكثر"
" أيمكن لعلاقتنا ان تدوم بعد الزواج؟ والى متى ؟"
" سيدوم زواجنا اذا كان مبنياً على الحب والثقة "
" انت مستعدة للزواج مني ؟ ألديك ما يكفي لاستمرار الزواج في حب وثقة ؟"
" اوه , ستيف " ورمت نفسها بين ذراعيه " احبك, احبك , ستثبت لك الايام انك لم تكن مخطئاً بالزواج مني"
" مهلاً , مهلاً .. لورا , هل كنت ستقبلين الزواج مني لو كنت فقيراً ؟"
" ستيف , عندما خفق قلبي بحبك , لم اكن اعلم انك غني لهذه الدرجة , لا يهمني المال, انت فقط من يهمني "
" اذاً سأكلم عمتك غداً بقرارنا , ثم اصطحبك الى البلدة لأقدم لك خاتم الخطوبة , والآن تصبحين على خير"
" ألن تقبل خطيبتك؟"منتديات ليلاس
" اخشى اذا قبلتك ان اقضي الليلة في غرفتك"
" وما المانع , ستنزل فيها اهلاً"
" انت غير معقولة , لورا , أهذه طبيعتك ام انك تتظاهرين بالعفوية والبراءة ؟"
وطبع قبلة خاطفة على شفتيها وخرج دون ان ينتظر جوابها . لم تستطع لورا ان تنام جيداً هذه الليلة, تخيلت نفسها بثوب الزفاف تتأبط ذراع ستيف , ثم تخيلت نفسها بين ذراعيه يحملها ويجتاز بها عتبة غرفة نومهما , تخيلته يلاعب اطفالهما ويساعدها في تحضير المائدة , في الصباح استيقظت والابتسامة تعلو وجهها . ليت احلامي تتحقق ّ ليت حبه لي يعادل حبي له! قالت بصوت مرتفع وهي تدخل الحمام, وبعد حمام سريع , اختارت فستاناً احمر وسرحت شعرها الطويل الأشقر وتأملت نفسها طويلاً في المرآة .ريحانة

Rehana 25-04-18 06:51 AM

رد: أنت قدري - روايات غادة المكتوبة ( الفصل الثالث )
 
انه يوم مميز في حياتها , اليوم سيطلبها ستيف للزواج رسمياً, يجب ان تبدو بأجمل صورتها , ولا بأس بقليل من المكياج هذا الصباح. وعندما رضيت عن اشراقتها , تذكرت والديها وختفت العبرات التي كادت تطفر من عينيها . ليتهما كانا معها في هذه الفترة ليساعداها في الاستعداد للإنتقال من حياة العزوبية الى حياة الزواج والاسقرار , كم هي بحاجة لنصائح والدتها وكلماتها المشجعة ! سيكون ستيف كل حياتها وكل عائلتها , ستكرس له كل وقتها وتمنحه كل حبها وحنانها.
ولكن لماذا هذا الحزن المفاجئ , لماذا هذا الخوف من المستقبل ؟ صحيح انها لا تعرف الكثير عن ستيف , ماضيه , علاقاته السابقة, طبيعة علاقته الحميمة مع زوجته السابقة, الا انها وعدت نفسها ان تجعله ينسى ماضيه كله ليعيش معها ولها .منتديات ليلاس
عندما دخلت الى غرفة عمتها استقبلتها هذه الاخيرة بالابتسام على غير عادتها , كان وجهها مشرقاً , والتفاؤل بادياً على ملامحها.
" اقتربي يا عزيزتي , لدي خبر سار اليك"
يبدو ان شكها كان في محله , لابد ان عمتها على عتبة الزواج اخيراً.
" لورا , انت تعرفين السيد رولان. ما رأيك به ؟"
" انه رجل لطيف , وكذلك ابنه , ماذا تقصدين من وراء هذا السؤال؟"
" للحقيقة , طلبني مارك مساء امس للزواج , يريد ان نقضي بقية ايامنا معا, واخيراً وجدت الرجل الذي يستحق ثقتي "
" يا للصدف!" قالت لورا وهي ترفع نظرها نحو السماء.
" عما تتكلمين لورا ؟"
" كنت اريد ان أزف اليك ايضاً خبر خطوبتي على السيد ستيف لامب, سنتزوج في اقرب فرصة"
" السيد لامب الذي كان يبقى دائماً وحيداً؟ ذلك الرجل الحزين المنفرد ؟ كيف حصل ذلك, ومتى طلبك للزواج ؟ وكيف تمكنت من تحطيم السور الذي يحيط به نفسه ؟"
" حصل كل شيء بسرعة , منذ اسبوعين نشأ بيننا استلطاف لم أكن اتصور انه سيصل لدرجة الزواج. لكنني اشعر بأنني سأكون سعيدة معه "
" وهل تعلمين عنه اشياء تطمئنك من ناحيته؟ هل هو متزوج من قبل؟ أم أرمل؟ لكن بصراحة هو شاب وسيم!"
" انه مطلق, ليس لديه اولاد, وبالاضافة الى حبه لي هو رجل واسع الثراء, كان يقضي في هذا الفندق فترة نقاهة بعد مرض اصابه, لجأ الى هذا الفندق المتواضع كي لا يلتقي بأحد يعكر صفو هدوئه".منتديات ليلاس
" لكنه يا عزيزتي يكبرك بكثير, وخبرته بالحياة والنساء كبيرة بالتأكيد , بالاضافة الى الفارق الاجتماعي والـ ..."
" لقد بحثنا كل هذه الامور , سيتمكن حبنا من تذليل كل الصعوبات التي قد تعترض طريقنا , وستيف سيساعدني في التأقلم مع حياتي الجديدة. بالمناسبة , سيزورك في الساعة العاشرة ليطلب يدي منك رسمياً"
" انا لا اريد الا سعادتك , كنت افضل ان تتريثا قليلاً لتتأكدا جيداً من عواطفكما "
" وانت يا عمتي , هل تأكدت من عواطفك تجاه السيد رولان؟"
" الوضع معنا يختلف عن وضعكما , فنحن متشابهان في نقاط كثيرة بينما انتما لا يجمع بينكما شيء"
" الحب يكفي, وقريباً سنكون ثنائياً متحداً في وجه كل الظروف"
في هذه اللحظة رن جرس الهاتف فرفعت العمة السماعة . انه ستيف يطلب مقابلتها ويسألها اذا كانت لورا برفقتها . اجابته العمة بالايجاب واخبرته انها بانتظاره .
احست لورا بازدياد دقات قلبها وارتبكت كثيراً دون ان تعرف السبب.ريحانة
بعد لحظات كان ستيف يدخل غرفة العمة وللوهلة الأولى لم تصدق لورا عينيها . انه يبدو اصغر سناً بهذه البدلة الأنيقة البنية وقد تخلى عن ملابسه السبور وحلق ذقنه.
زالت كل مخاوفها عندما رأته يقترب منها ويطبع قبلة على خدها ويبتسم لها مشجعاً . يبدو ان كل حياتها ستتغير , العمة كانت لطيفة جداً مع ستيف وهنأتها على قرارها ودعمتها لحضور حفلة زفافها البسيطة في هذا الفندق بالذات بعد غد.
استأذن ستيف من العمة واخبرها بأنه سيقدم اليوم لخطيبته خاتم الخطوبة. طلب سيارة اجرة اقلتهما الى المدينة .
" لورا , لماذا انت صامتة اليوم؟ هل انت مترددة؟"
" اوه, لا , ابداً . ولكنني لا اصدق اننا سنتزوج قريباً"
" ولم الانتظار ؟ لنتزوج بعد عشرة ايام , يجب اولاً ان اهتم ببعض الأمور , لذلك سأضطر لأن اتركك هنا لمدة اسبوع و..."
" لكنك وعدت عمتي بحضور زفافها بعد غد"
" ولا ازال عند وعدي , لكنني سأرحل في صباح اليوم التالي, ستكون هذه فرصة اخيرة لك لتراجعي قرارك. قد تفكرين بفسخ الخطوبة " قال مبتسماً.منتديات ليلاس
" انت تعرف ان قراري نهائي , فلماذا هذا الكلام ؟"
" كنت امزح معك فقط, لا تقلقي"
وسارا في الشارع ينتقلان بين المحلات الى ان لفت نظرهما خاتم في واجهة احد المحلات .
اعجبت لورا كثيراً بهذا الخاتم ولكنها رفضت قبوله عندما علمت بثمنه الباهظ.
" وهل ترفضين خاتم الخطوبة؟"
" لكنه ثمين جداً"
" صحيح انه من الالماس الحقيقي الثمين, لكنه ليس غالياً على الفتاة التي رضيت ان تتحمل العيش معي" قال لها مشجعاً وهو يدس الخاتم بأصبعها.
قبلته لورا شاكرة وطفر قلبها بالحب وهي تنظر اليه وقد نسيت وجود البائع معهما.
"هيا يا عزيزتي " قال بعد ان ان حرر شيكاً لصاحب المحل" الآن , سأقدم لك ثوباً ترتديه في حفلة زفاف عمتك , اريدك ان تكوني جميلة وسعيدة "
بالفعل , كان ذوقه رفيعاً , فاختار لها ثوباً من الحرير الأسود تزين صدره الآلئ ويكشف عن جزء كبير من ظهرها.منتديات ليلاس


نهاية الفصل

Rehana 26-04-18 07:31 AM

رد: أنت قدري - روايات غادة المكتوبة ( الفصل الرابع)
 
الفصل الرابع

" ارجو ان تقبلي هذا المبلغ , قد تحتاجين لشراء بعض الحاجيات. اما بالنسبة لثوب الزفاف , فأنا سأشتريه لك من العاصمة قبل موعد زفافنا. واما بالنسبة لحساب الفندق , فسأدفع حسابك بكامله مسبقاً"
" ولكن ..."
" لورا , انسيت انك اصبحت خطيبتي وانك ستصبحين شريكتي في كل ما أملك؟"
"اوه, ستيف " ولم تعرف ماذا تقول , فقبلت المبلغ كي لا تؤذي مشاعره.
" هيا, لورا , كل النساء يعشقن المال والبذخ , فلماذا ستكونين مختلفة؟"
" لأنك انت ثروتي"

Rehana 26-04-18 07:35 AM

رد: أنت قدري - روايات غادة المكتوبة ( الفصل الرابع)
 

تناولا الغداء في مطعم في المدينة وعادا مع الغروب الى الفندق.
في اليوم التالي , ادركت لوران انها عاجزة عن تحمل ابتعاده عنها لمدة اسبوع , وعندما لاحظ ستيف قلقها , ذكرها بكلامها السابق.
" لورا, لقد سبق وحذرتك انني كثيراً ما اتغيب عن المنزل وان اعمالي تأخذ الكثير من وقتي. انا مضطر للتغيب عنك لأنهي بعض الاعمال قبل زفافنا . ام انك تريدينني ان اذهب الى المكتب في اليوم التالي لزفافنا؟"
في مساء اليوم التالي , كانت لورا تقدم التهاني لعمتها وزوجها مارك عندما استأذن ستيف لبضعة دقائق, في هذا الوقت , ارتفعت موسيقى هادئة واتجه الجميع نحو حلبة الرقص ومن بينهم العروسان.منتديات ليلاس
تقدم جون ابن السيد رولان ودعا لورا للرقص معه , ترددت قليلاً لكنها امام اصراره , نهضت وناولته يدها. حاولت ان تبقى بعيدة عن جون , لكنه كان قد شرب كثيراً وضمها بين ذراعيه كأنه يمتلكها . وعندما حاولت صده ضحك وقال لها :
" لماذا لا تودعين العزوبية بروح مرحة؟ لماذا انت منكمشة هكذا على نفسك؟ انسي ستيف قليلاً وابقي معي لتتمتع بهذه الرقصة"
" جون, ارجوك , اريد العودة الى طاولتي "
فجأة احست لورا وكأن قوة غريبة ابعدته عنها, ورأت عندما رفعت نظرها ستيف يمسك بكتف جون ويبعده بالقوة عنها.
" أتسمح لي بالرقص مع خطيبتي ؟" قال بهدوء ولكن عينيه كانتا تشتعلان من الغضب.
انسحب جون خوفاً من اثارة فضيحة في يوم زفاف والده .واخفضت لورا رأسها عندما نظر ستيف الى عينيها مباشرة , لم تكن قادرة على تحمل اتهام نظراته . وتركته يضمها ويقود حركاتها وسط الحلبة .منتديات ليلاس
" لم اغب عنك سوى دقائق قليلة , وها أنا اجدك بين ذراعي رجل آخر" همس بأذنها معاتباً.
" لم اكن اظن بأنه شرب كثيراً و..."منتديات ليلاس
" لا اريد ان أراك مرة اخرى في مثل هذا الوضع , اريد ان تكون زوجتي لي وحدي , أفهمتي ؟" أضاف بحدة .
" نعم , سامحني , لقد قبلت الرقص معه من باب اللياقة فقط"
" لورا انت لا تزالين صغيرة وتجهلين كل شيء عن الرجال, ارجو ان لا يتكرر مثل هذا الموقف ...اعذريني على غضبي ولكنني رجل غيور , لا احب ان يحاول احد التقرب من امرأتي"
" لن يتكرر هذا , أؤكد لك, هل سامحتني ؟"
فرفع وجهها نحوه واجبرها على النظر اليه " وهل استطيع ان لا اسامح صاحبة اجمل عيني وأرق وجه؟"

Rehana 26-04-18 07:37 AM

رد: أنت قدري - روايات غادة المكتوبة ( الفصل الرابع)
 
وتناول شفتيها في قبلة خاطفة .
" ايام قليلة وتصبحين لي , أسأل الله ان يمنحني الصبر "
" انا ايضاً بغاية الشوق لليوم الذي اصبح فيه ملكاً لك جسداً وروحاً"
في صباح اليوم التالي رافقته لورا حتى سيارة الأجرة التي ستقله الى المدينة.
" لورا , بإمكانك ان تتصلي بي على هذا الرقم مساء كل يوم , وأنا سأحاول الاتصال بك. احبك"
ودخل الى سيارة بينما كان السائق يضع حقائبه في صندوق السيارة . انطلقت السيارة بسرعة , ولورا تلوح بيدها الى ان احست بيد صاحب الفندق تربت على كتفيها .ريحانة
" لم كل هذه الدموع يا ابنتي ؟"
لم تكن لورا قد لاحظت الدموع التي تسيل على وجهها, فمسحتها بيدها وابتسمت للسيد رينيه .
" اصبحت وحيدة الآن , عمتي ذهبت الى بيت زوجها وستيف ذهب لتسوية بعض الأمور قبل زواجنا, لست ادري ماذا افعل في هذه الايام التالية"
" لا بأس , يا ابنتي , بإمكانك ان تتسلي مع الآنسة كيث"
" موظفة الاستقبال؟ سمعت انها ستتزوج بعد اسبوع "
" نعم, ولست ادري كيف سأجد من يحل محلها , ستتغيب مدة شهر بكامله "
" قبل اسبوع واحد فقط, كنت افكر بالبحث عن عمل , وكان سيسعدني العمل في هذا الفندق حيث تعرفت فيه على ستيف . لكنني انا ايضا سأتزوج بعد عشرة ايام "
" سأطلب من العمدة ان يسأل ابنة اخيه التي تقيم معه اذا كان بإمكانها ان تحل مكان الآنسة كيث لمدة شهر فقط"
" الى اللقاء سيد رينيه " قالت له وصعدت الى غرفتها وطلبت فنجاناً من القهوة يساعدها على تهدئة اعصابها , واستسلمت لهمومها ولأوهامها, ماذا لو نسيها ستيف؟ ماذا لو غير رأيه ولم يعد يرغب بالزواج منها ؟ يا إلهي , انها تفضل ان تموت قبل ان تسمع بفسخ خطوبتهما . كم تتمنى لو ان والدتها موجودة لتحدثها وتفصح لها عن قلقها. وقررت ان لا تغادر الفندق ابداً, قد يتصل ستيف بها بين لحظة واخرى ابتداءاً من مساء هذا اليوم .
نزلت الى بهو الفندق عند الظهر واشترت بعض المجلات واتجهت نحو مكتب الاستقبال لتتحدث قليلاً مع الآنسة كيث.
كانت كيث فتاة جميلة قد مضى عام على خطوبتها من مهندس شاب في نفس البلدة , وهي تراه كل مساء وتشاركه في اختيار اثاث منزلهما والاستعداد للزفاف القريب.
عادت لورا الى غرفتها وهي تحسد هذه الفتاة التي ارتبطت مع شاب عادي لن تعرف القلق معه ابداً.منتديات ليلاس
ظلت تتصفح المجلات دون ان تقرأ أي مقال فيها حتى دنت ساعة العشاء فاستحمت وطلبت العشاء الى غرفتها وجلست قرب الهاتف تنتظر سماع صوت ستيف . يا الهي كم تحبه وكم تفتقده ! لم يمض على غيابه سوى ساعات وها هي تشعر بالفراغ والوحدة . يجب ان تصبر وتتعقل كلها ايام قليلة ويجتمعان تحت سقف واحد.

Rehana 26-04-18 07:38 AM

رد: أنت قدري - روايات غادة المكتوبة ( الفصل الرابع)
 
نامت لورا والهاتف في حضنها , لكنه لم يرن طوال الليل. وعندما استيقظت احست بثقل كبير يجثم على صدرها. كانت مقتنعة انه سيتصل بها , لكنه خيب املها.
نهضت ووقفت امام النافذة , لماذا كل هذا الحزن؟ سألت نفسها . ستيف رجل اعمال مشغول جداً , وهو بعد هذه الاجازة الطويلة سيكون مشغولاً واذا نسي الاتصال بها بالأمس, فإنه سيتصل بها اليوم بالتأكيد.
وكي لا تستسلم لليأس , نزلت الى بهو الفندق وقررت ان تقضي النهار مع الآنسة كيث كي لا تبقى وحيدة في غرفتها.ريحانة
استقبلتها كيث بالترحاب وكانت لطيفة جداً دائمة الضحكة , كثيرة الكلام. عند الظهر تناولت الفتاتان الغداء في مطعم الفندق ودعتها كيث للتنزه قليلاً في الحديقة, لكن لورا رفضت بأدب وقالت لها بأنها تنتظر مكالمة من ستيف.
في المساء, غادرت كيث الفندق وذهبت الى منزلها فبقيت لورا وحيدة مع مخاوفها. لقد مضي يومان وستيف لم يتصل. أيكون قد نسيها أم تعرض لمكروه , لماذا لا تتصل هي به؟ فهي خطيبته ويحق لها ان تسأل عنه.
صعدت الى غرفتها وطلبت رقم الهاتف الذي اعطاها ستيف اياه . رن جرس الهاتف في الطرف الآخر مرارا قبل ان ترفع السماعة .
" آلو "
" من المتكلم ؟" سألها صوت امرأة يبدو انها متوسطة في السن.
" أنا لورا , لورا بافي , هل السيد ستيف موجود؟"
" السيد ستيف خرج لتناول العشاء في الخارج مع زوجته. اتريدين ان تتركي له رسالة ما؟"
"مع ... مع زوجته؟" رددت لورا بصوت مخنوق.
" نعم , يبدو انهما تصالحا بالأمس"
" حسناً, لو سمحت , اخبريه انني اتصلت , ليتصل بي عند عودته"
واقفلت السماعة ورمت نفسها على السرير. لا, هذا غير معقول , ستيف يعود لزوجته التي تخلت عنه من اجل رجل آخر , ويتخلى عني بعد ان وعدني بالزواج ؟ لا, لابد ان هناك خطأ ما . اذاً لهذا السبب لم يتصل بي بالأمس واليوم, لقد اسرع للقاء زوجته السابقة ويقضي كل وقته معها. ولكن لماذا كذب عليّ وقال بأنه يحبني ؟ كان يبدو صادقاً. الحمد لله انها لم تبتعد أكثر في علاقتها معه.
انها تعرفه منذ اسابيع قليلة فقط ولكن هذه المدة كانت كافية لتزرع حبه في قلبها . لا لن تنساه بسهولة . وعادت دموعها تنهمر على خديها فتلألأ الخاتم الالماس في يدها.
ياله من كاذب مخادع, قدم لي هذا الخاتم الذي لا يشكل ثمنه بالنسبة اليه اية اهمية . ضحك عليّ ووعدني بالزواج, ثم رحل دون ان يشعر بأي ألم لفراقي.منتديات ليلاس
ماذا ستفعل الآن؟ الشعور بالخيبة والمرارة يكاد يخنقها , فنهضت وفتحت النافذة وقررت ان لا تستسلم , يجب ان تراه وتكلمه لتعرف الحقيقة من فمه هو .ريحانة
تقلبت لورا طويلاً في فراشها هذه الليلة. لم تكن قادرة على النوم وهي تتخيل ستيف مع زوجته السابقة جانيت . يا إلهي ! لا , لا , ستيف كان صادقاً معي , ستيف يحبني . هيا , لورا . ناداها صوت العقل . ستيف عاد لزوجته وهي مناسبة له اكثر منك , انهما من طبقة اجتماعية واحدة ولهما ماض مشترك , بينما انت , انت لست سوى فتاة صغيرة رفض ستيف حبها اولاً وآخراً...


نهاية الفصل

Rehana 27-04-18 10:30 PM

رد: أنت قدري - روايات غادة المكتوبة ( الفصل الخامس )
 
الفصل الخامس

مستحيل , مستحيل ان يخدعها قلبها لهذه الدرجة! في الايام الاخيرة, كانت تلمح في عينيه حباً ورغبة كبيرين . وقبلاته , قبلاته كانت خير دليل على هذا الحب وتلك الرغبة ربما سيتصل بها غداً بعد ان تخبره الخادمة باتصالها . نامت لورا مع الفجر وهي تغذي هذا الامل الضعيف في نفسها .
استيقظت لورا في الساعة العاشرة من صباح التالي , فطلبت مكتب الاستقبال وسألت كيث اذا كان احد قد اتصل بها .منتديات ليلاس
" لا , آنسة , لم يتصل احد , انا آسفة "
تناولت لورا حبتي اسبرين لأن رأسها كان يؤلمها كثيراً, وطلبت رقم هاتف ستيف في باريس.

Rehana 27-04-18 10:31 PM

رد: أنت قدري - روايات غادة المكتوبة ( الفصل الخامس )
 

"آلو "
" آلو من ؟" سألتها امرأة تبدو من صوتها اصغر من تلك الخادمة التي اجابتها بالأمس.
" انا لورا بافي, اريد التحدث مع السيد ستيف"
" ستيف ذهب الى المكتب, ولكن هذه فرصة لأكلمك بنفسي آنسة بافي, انا جانيت لامب زوجة ستيف , لقد اخبرتني الخادمة بأنك اتصلت مساء امس , فأخبرت ستيف فهز كتفيه ولم يهتم للأمر . اسمعي آنسة , لقد تصالحت مع زوجي وعدت لأعيش معه بسعادة كما كنا نعيش من قبل, ولن اسمح لأية فتاة مثلك ان تحطم سعادتنا الجديدة, اعلمي انك كنت مغامرة عابرة في فراغ حياة ستيف العاطفية . انصحك ان تنسي امره وان تبحثي لك عن زوج آخر. لا تدعيني اسمع صوتك مرة اخرى, فهمتي ؟" واقفلت السماعة بحدة وعنف.
ظلت لورا تمسك السماعة بيدها عاجزة عن تركها , مع امرأة اشبه بالوحوش؟ ايكون لها شخصيتين, شخصية تحب الأنوثة في المرأة, وشخصية تحب فيها وحشيتها؟
لا, لا يمكنها منافسة هذه المرأة التي تمسك كل الأمور بيدها . ستتخلى عن المعركة وتستسلم , لأن ستيف لا يستحق ان تقاوم من اجله.
ستدفن حبها في اعماقها وتنسى لقاءها معه. انه الرجل الثاني في حياتها الذي يتخلى عنها, لن تسمح بتكرار ذلك , لن تسمح لأي رجل آخر ان يفرض نفسه عليها ويلامس قلبها . ستعيش لنفسها ولنفسها فقط.ريحانة
غسلت وجهها ونزلت الى بهو الفندق وطلبت من كيث ان تعلن امام كل من يسأل عنها بأنها غير موجودة وبأنها غادرت الفندق.
وامام الحاح كيث , اخبرتها لورا عن فسخ خطوبتها مع ستيف.منتديات ليلاس
" وماذا ستفعلين ؟"
" للحقيقة لست ادري. لا يمكنني الذهاب الى عمتي, فلم يمض على زواجها سوى بضعة ايام. كما وانني لا اعرف احداً آخر..."
" مهلاً , مهلاً لورا , لماذا لا تعملين مكاني لمدة شهر ريثما تكوني قد كونت فكرة واضحة عن مستقبلك ؟ السيد رينيه سيكون سعيداً , لقد اخبره العمدة بالأمس ان ابنة اخيه غير قادرة على الحلول مكاني"
" وكيف ادفع ايجار الغرفة؟"
"ستتقفين على هذا الامر مع السيد رينيه عند عودته"
"حسناً, سأكلمه , اعلميني لدى عودته"
في هذه اللحظة رن جرس الهاتف فأجابت كيث " فندق الريف , نعم ؟"
" الغرفة 102 لو سمحتي , اريد الكلام مع الآنسة لورا , انا ستيف لامب"
"ستيف لامب؟ كيف حالك سيد ستيف ؟" سألته كيث وهي ترفع صوتها لتسمعها لورا .

Rehana 27-04-18 10:32 PM

رد: أنت قدري - روايات غادة المكتوبة ( الفصل الخامس )
 
لكن لورا اشارت لها بأنها غير موجودة واسرعت الى الحديقة كيلا تضعف وتكلم ستيف.
بعد قليل , انضمت اليها كيث في الحديقة .
" ماذا قال لك؟" سألتها لورا وهي تشعر بالدم يتجمد في عروقها.
"تعجب كثيراً عندما علم انك قد غادرت الفندق, وقال بأنه لم يتمكن من الاتصال بك من قبل لأنه كان مشغولاً جداً"
" كاذب..."
" لكنه كان يريد ان يعرف الى اين ذهبت "
" وبماذا اجبته ؟"
" قلت له انني لا ادري , فأقفل السماعة وكان يبدو غاضباً جداً"
"شكراً لك , كيث" تمتمت لورا بصوت متقطع واسرعت الى غرفتها .منتديات ليلاس
بعد ساعة , اتصلت بها كيث واخبرتها بعودة السيد رينيه " ايمكنك مقابلته الآن؟"
" حسناً, سأنزل على الفور" اجابتها وهي تجهش بالبكاء" ليس امامي خيار آخر الآن "
بعد دقائق كانت تطرق على باب مكتب السيد رينيه.
" ادخل "
دخلت لورا واغلقت الباب وراءها , فنهض السيد رينيه على الفور واقترب منها " اخبرتني كيث كل شيء, انا آسف لفسخ خطوبتكما , اتمنى ان تتمكني من نسيانه بسرعة , تفضلي بالجلوس"
" شكراً لك على لطفك سيد رينيه"
" في الحقيقة , لقد عرفت السيد ستيف جيداً طوال هذه المدة, لا يمكنني ان اصدق انه يخدع فتاة بريئة مثلك ثم يتخلى عنها !"
ثم جلس وطلب فنجانين من القهوة .منتديات ليلاس
" آنسة لورا , كنت قد اخبرتني بأنك كنت ستبحثين عن عمل لو لم تلتقي بستيف و ... المهم وباختصار , انا اعرض عليك فرصة للعمل مكان كيث لمدة شهر, وسيكون بإمكانك الاحتفاظ بالغرفة وتناول ماتشائين من مطعم الفندق , وفي هذه الاثناء سأتصل بأصدقائي , وابحث لك عن عمل آخر عند عودة كيث , مارأيك؟"
" موافقة طبعاً"
" حسناً, بإمكانك ان تقضي هذين اليومين مع كيث لتتدربي على طبيعة العمل , هيا يا ابنتي , اشربي قهوتك واعتبري ان ماحصل بينك وبين ستيف , كان مغامرة عابرة وفكري بالمستقبل فقط"
اليومان الذين قضتهما مع كيث خففا عنها وطأة احزانها , فكيث مرحة بطبيعتها وثرثارة . وقبل ان تبدأ بإجازتها , دعت لورا لحضور حفل زفافها مساء يوم السبت .
لكن لورا كانت ما ان تعود الى غرفتها حتى ترمي نفسها على الفراش وتبكي الى ان يغلبها النعاس فتنام.
في صباح يوم عملها الاول, اتصلت بها عمتها وكانت قلقة جداً.ريحانة

Rehana 27-04-18 10:34 PM

رد: أنت قدري - روايات غادة المكتوبة ( الفصل الخامس )
 
"لورا , انت هنا في الفندق؟ ولكن لماذا قال ستيف بأنك غادرت الفندق ولم تنتظريه ؟"
" ومتى اتصل بك ؟"
" اتصل بي بالأمس عنك"
" عمتي , ارجوك اذا سأل عني مرة اخرى , قولي انك لا تعرفين اين أنا "
" ولكن , ماذا حصل بينكما ؟"
" لقد عاد لزوجته السابقة بكل بساطة"
" لورا, لماذا لا تأتي لقضاء نهاية الاسبوع معنا؟ سيكون مارك وجون سعيدين برؤيتك"
" آسفة, ياعمتي , لقد ارتبطت هنا بعمل لمدة شهر , ولا يمكنني ترك الفندق قبل هذه المدة"
كان الفندق في هذه الأيام يعج بالنزلاء , فلم تكن لورا تجد طوال النهار وقتاً للراحة , وكانت صورة ستيف تلاحقها دائماً , فهي تراه في وجه كل قادم, وتتخيله يدخل ويخرج امامها, ليس من السهل نسيانه في هذا الفندق الذي جمعتهما الصدفة فيه . ولكن لا يمكنها الرحيل, والى اين ترحل؟
مضت ثلاثة ايام اخرى كأنها دهر طويل, ولورا لا تنم ولا تأكل جيداً حتى بدا التعب على وجهها بعد الظهر وبينما كانت مشغولة بحجز غرفة لأحد النزلاء الجدد, اذا بها تسمع صوتاً تعرفه , رفعت رأسها فرأت جون رولان يبتسم لها " أيمكنك ايجاد غرفة لي؟"
" جون! ماذا تفعل هنا؟"
" اريد ان اقضي اجازة نهاية الاسبوع في هذا الفندق"
" انتظر قليلاً" وناولت الرجل مفتاح غرفته ونادت على الخادم ليحمل حقائبه ثم دعت جون للإقتراب.منتديات ليلاس
" حسناً, جون , أحقاً تريد غرفة هنا؟"
" بالتأكيد الا ترين حقيبتي ؟"
" ولكن , لماذا ؟ هل انت على خلاف مع عمتي؟"
" لا ابداً, ولكنني سمعت انك فسخت خطوبتك , وانت حزينة, فجئت لتسليتك ولدعوتك لزيارتنا متى تشائين"
"هذا لطف منك جون , ولكنني لا استطيع من حسن حظك انه غادر منذ قليل ثنائي كانا يحجزان غرفتين في الطابق الرابع"
" لا اريد سوى غرفة واحدة , واذا لم يكن هذا متوفراً سأنام في الصالون" قال ممازحاً.
" هيا جون , هذا مفتاح غرفتك انها غرفة 405"
"سأرتاح قليلاً ثم اعود, بالمناسبة , ادعوك لتناول العشاء في مطعم البلدة , ارجو ان لا تكوني مرتبطة"
ترددت لورا قليلاً ولكنها وافقت اخيراً على امل ان تتهرب من وحدتها ومن افكارها الحزينة. ولم لا , ألم يأت جون خصيصاً من اجلها؟
"حسناً جون , انا موافقة"
"متى ينتهي دوام عملك؟"
"في الساعة السادسة"
" سأترك لك ساعة لترتاحي وتبدلي ملابسك ثم توافيني في الصالون. الى اللقاء يا عزيزتي"
ترى بماذا يفكر هذا الشاب المتهور؟ ايعتقد انه بكلمة عزيزتي يمسك بمفتاح قلبي؟ وتساءلت اذا كانت قد ارتكبت خطأ بقبولها تناول العشاء معه خارج الفندق.منتديات ليلاس
عندما صعدت الى غرفتها بعد انتهاء دوام العمل, لم تشعر بالحماس للخروج فتباطأت في الاستحمام وتبديل ملابسها , وتذكرت حماسها عندما دعاها ستيف للعشاء ...
الأمر يختلف تماماً مع ستيف كانت تشعر بالشوق وباللهفة , بينما هي الآن تفضل ايجاد وسيلة للتهرب من موعدها مع جون


نهاية الفصل

Rehana 28-04-18 12:37 PM

رد: أنت قدري - روايات غادة المكتوبة ( الفصل السادس )
 
الفصل السادس

لكن وحدتها اصبحت قاتلة , يجب ان تخرج قليلاً , وستعرف كيف تحافظ على مسافة مع جون , لا يجب ان يفهم بأنه قادر على ملئ الفراغ الذي تركه ستيف في قلبها .
ارتدت ثوباً ازرق طويلاً ورفعت شعرها وزينت وجهها بسرعة ولكنها لم تضع خاتم ستيف وتركته في علبته في الجارور ونزلت.ريحانة
كان جون قد سبقها الى الصالون وقد ارتدى بدلة رسمية سوداء . جون شاب وسيم ايضاً ومرح, لكنها لا تستحقه, ابتسمت له رغماً عنها فأسرع لاستقبالها وطبع قبلة على خدها .
" كم انت جميلة لورا"

Rehana 28-04-18 12:43 PM

رد: أنت قدري - روايات غادة المكتوبة ( الفصل السادس )
 
" شكراً لك جون"
" لقد طلبت سيارة اجرة , ستصل بعد دقائق , اريد ان ارى ابتسامتك هذه طوال السهرة"
طوال الطريق الى المطعم لم يكف جون عن الكلام, كلمها عن مدى سروره لسعادة والده مع عمتها , فهما برأيه ثنائي مناسب تماماً, وكأن واحدهما كان ينتظر الآخر طوال هذه الأعوام.
واخبرها عن طفولته , فهو وجد نفسه يتيم الأم وهو في العاشر , من عمره, فكرس والده وقته له حتى تخرج واصبح مهندساً لامعاً, وساعده في كل خطوات حياته.منتديات ليلاس
" آن الأوان كي يرتاح اخيراً بجانب المرأة التي تفهمه"
" اذاً عمتي سعيدة بزواجها"
" بالتأكيد, لكنها حزينة من اجلك"
لم تجبه لورا , وكانا قد وصلا الى المطعم , فساعدها جون بالنزول من السيارة واحاط كتفيها بذراعه وهما يدخلان المطعم, ثم اختار طاولة منزوية تقريباً امام نافذة زجاجية عريضة تطل على الوادي حيث ينساب نهر صغير تتلألئ مياهه تحت اشعة القمر الفضية . طلب اولاً زجاجة نبيذ فرنسي فاخر وسألها ماذا تريد ان تأكل.منتديات ليلاس
" اي شيء ترغب به "
" لورا , لماذا هذا الصمت ؟ التجربة التي مررت بها كانت قاسية , ولكنك لا تزالين بأول شبابك , بعد مدة ستنسين ستيف الحقير هذا وامواله, وستجدينني بانتظار اشارة صغيرة منك ..."
" جون"
" لورا , لقد اعجبت بك منذ رأيتك للمرة الأولى , لكنك كنت تكرسين كل اهتمامك بستيف السافل..."
" جون , ارجوك , لا اريد الكلام بهذا الموضوع "
" ولكن , يجب عليك ان تفكري بنفسك وتنظري حولك جيداً, ستيف مختلف جداً عنك ويقترب من سن والدك , انا لا اطلب منك شيئاً الآن , اذا سمحت لي سأزورك كل نهاية اسبوع , قد تعتادين على وجودي "
" لا داعي لذلك , جون , ارجوك "
" كل ما اريده منك الآن ان تسمحي لي برؤيتك من من وقت لآخر الى ان تشعري بأن هناك امل , لن أكون لجوجاً , سأنتظر مهما طال الوقت"
" جون, أنا لا افكر بالارتباط بأي رجل. اريد ان ابني حياتي بنفسي , في آخر هذا الشهر سأبحث عن عمل آخر و ..."
" سأكون مستعداً دائماً لمساعدتك, واذا رفضت حبي سأبقى صديقاً لك"
في هذا الوقت جاء الخادم يحمل لهما الطعام, فسكت جون , وفضلت لورا تغيير الموضوع فتحدثا عن الطعام والنبيذ الفرنسي, ثم عن عادات اهل هذه المنطقة وعن الهندسة وعن امور اخرى تافهة.منتديات ليلاس
كان جون محدثاً لبقاً ولطيفاً, نسيت معه الوقت وارتاحت لحديثه عندما كان يتكلم عن اشياء لا تخصها هي.

Rehana 28-04-18 12:44 PM

رد: أنت قدري - روايات غادة المكتوبة ( الفصل السادس )
 
في آخر السهرة , عزفت الاوركسترا لحناً هادئاً, فدعاها جون للرقص فنهضت كي لا تكون فظة معه, وتذكرت حفل زفاف عمتها ودعوة جون لها للرقص وتدخل ستيف ولعب دور الخطيب الغيور, يا إلهي , كم هو مخادع!
لم يحاول جون ان يضمها اليه كثيراً في البداية, وكان بالفعل يجيد الرقص. بعد قليل, اثرت الموسيقى والنبيذ عليها , فأسندت رأسها على كتف جون الذي تشجع وضمها اليه اكثر. رقصا هكذا حتى توقفت الموسيقى , فعادا الى طاولتهما ولورا شعرت بالدوار.ريحانة
" جون , ارجوك , يجب ان نعود الى الفندق, انا متعبة"
" حسناً كما تشائين"
ثم نهض وطلب سيارة اجرة . بعد عشرة دقائق فقط وصلت السيارة فساعد جون لورا على النهوض وجعلها تستند اليه.منتديات ليلاس
" شكراً لك جون على هذه السهرة اللطيفة" قالت له وهي تفتح باب غرفتها , لكن المفتاح سقط من يدها فتناوله جون وفتح لها الباب .
" الا تزالين متعبة ؟"
" اشعر بالدوار"
" سابقى معك ريثما تتحسنين "
وحملها بين ذراعيه دون ان يترك لها مجالاً للإعتراض, ووضعها على السرير. ما ان وضعت رأسها على الوسادة حتى نامت. ولم تفكر بوجود جون او بإقفال الباب. وعندما استيقظت في الصباح, كانت تشعر بثقل في عينيها واحست بأنها غير مرتاحة في ملابسها. رفعت رأسها قليلاً فأدركت انها لا تزال ترتدي ملابس السهرة ورأت جون نائما على الكنبة وهو لا يزال ايضاً بملابسه التي كان يرتديها بالأمس.
" يا إلهي ! ماذا حصل ؟" سألت نفسها وهي ترفع الغطاء الى صدرها " هل قضى جون ليلته هنا؟ أيعقل اني سمحت له بالبقاء ؟ هل استغل الوضع ؟ لا غير معقول لأنني لا ازال ارتدي ملابسي, بل انه غطاني ولم ينم بجانبي . لابدج انه شاب شريف رفض الذهاب الى غرفته قبل ان يطمئن عليها فغلبه النعاس على هذه الكنبة.منتديات ليلاس
نهضت لورا على مهل كي لا توقظه وحملت روب الحمام ودخلت لتستحم . لابد ان صوت المياه ايقظ جون لأنها عندما عادت الى غرفتها وجدته ينتعل حذاءه.
" صباح الخير جون"
" صباح الخير ايتها الاميرة النائمة"
" انا آسفة لأنني اضطررتك للنوم على الكنبة , لست ادري ما اصابني "
" لو كنت ادري انك متعبة لهذه الدرجة , لكنا عندنا باكراً ولكنت نمت جيداً في سريري"
" سأطلب القهوة "
" اطلبي فنجاناً واحداً , وإلا سيعلم الجميع بأنني قضيت الليلة هنا"
" انت محق جون , شكراً لك لأنك تهتم بسمعتي"

Rehana 28-04-18 12:45 PM

رد: أنت قدري - روايات غادة المكتوبة ( الفصل السادس )
 
" لورا , أنا لا افكر الا بإسعادك, فهل يعقل ان اتسبب بحدوث الشائعات حولك ؟ سأصعد الآن الى غرفتي لأنام قليلاً, اراك وقت الغداء؟"
"حسناً, انا بانتظارك"
ماذا ستفعل الآن ؟ هل تستمر بتشجيعه؟ هل تترك له املاً لا , لا يجب ان تخدعه كما خدعها ستيف , انها لا تحبه مع انها تقدر لطفه واحترامه لمشاعرها. لكنه عندما ضمها اليه امس, لم تشعر نحوه بأي انفعال, بينما كان يكفي ان تلتقي نظراتها بنظرات ستيف لشتعل كل كيانها برغبة صارخة.منتديات ليلاس
لا سبيل للمقارنة بين الرجلين, ولا يمكن لجون ان يحل محل ستيف الذي امتلك كل عواطفها, على الاقل في هذه الفترة , من يدري ؟ قد يعود ستيف . هبت واقفة بسرعة ووقفت امام المرآة .
" ايتها الغبية " قالت لنفسها" وإن عاد , هل ستفتحين ذراعيك له ؟ هل انت بحاجة لجرح آخر؟"
لا ,لن تسمح له بالتلاعب بعواطفها مرة اخرى.منتديات ليلاس
نزلت الى مكتب الاستقبال واستلمت عملها. في الساعة الحادية عشرة رن جرس الهاتف فرفعت السماعة فإذا بعمتها سارة" لورا , انا آسفة يا ابنتي , لقد اتصل ستيف لامب وكان يريد معرفة مكانك كان يبدو مصراً على مقابلتك ,فاخبرته انك لا تزالين في الفندق , واعتقدت انه من الأفضل لكما ان تتواجها"
" اوه, لماذا يا عمتي ؟" صرخت لورا وهي تخفي عينيها بيدها .
" ادعى بأنه لم يعد لزوجته السابقة وانك انت لم تنتظري مكالمة منه , وتساءل من يدير الكيد بينكما"
لم يعد لزوجته؟ لكن لماذا قالت لي جانيت بأنهما تصالحا, وماذا كانت تفعل في منزله؟ والخادمة التي اخبرتني بأنهما خرجا لتناول العشاء معاً! الا اذا كانا قد تصالحا ثم اختلفا من جديد, عندئذ فكر ستيف بالخطيبة البديلة فعاد يسأل عني.
اذا كان يعتقد انه سيقنعني فهو مخطئ . ألاعيبه لن تنطلي علي, كما وانني لن اضعف امامه من جديد. قالت لنفسها لكن من دون ثقة , فهي تعلم جيداً انها مشتاقة اليه, مشتاقة لنظراته الدافئة ولمساته الحارة. كم تتمنى لو يعود الزمن الى الوراء وتنسى ماحصل لترمي نفسها بين ذراعيه وتشعر بدفء صدره ولو دقائق قليلة, ولكن هذا مستحيل! لا يمكنها ان تثق به بعد الآن. لو كان قد اتصل في اليويمن الأولين لكانت وجدت عذراً له. لكنه كان مشغولاً مع جانيت فنسيها تماماً.
عند الظهر, نزل جون وكان قد نام جيداً واستحم وبدل ملابسه.
" لورا , مابك ؟ ما كل هذا الشحوب على وجهك؟" سألها بقلق ما ان رآها خلف مكتبها.
" لا شيء, لا شيء جون"
" ألن تتناولي الغداء؟"
" لا اشعر بالجوع " اجابته وهي تحاول خنق دموعها.ريحانة
" هيا لورا , استأذني وهيا بنا الى مطعم الفندق "
استأذنت لورا وتبعته الى المطعم . ولكن ما ان جلست حتى انهمرت دموعها على خديها .
" تحبينه , أليس كذلك؟"
لم تجبه واكتفت بمسح دموعها .
" لا يمكنك نسيانه؟"
" أنا احاول , ولكنه لا يبدو انه يريد ان يتركني بسلام"
" لماذا , ماذا حصل؟"
" اتصل مجدداً بعمتي فأخبرته انني لا ازال في الفندق, انا لا اريد رؤيته"
اشتعل الغضب في عيني الشاب.


نهاية الفصل

Rehana 29-04-18 12:51 PM

رد: أنت قدري - روايات غادة المكتوبة ( الفصل السادس )
 
الفصل السابع

" لم يكن يجب عليها ان تفعل ذلك, ولكن اذا اتصل لا تكلميه, هذا اذا كنت حقاً لا تريدين الاستمرار بعلاقتك معه, الا اذا كان بإمكانك القبول بدور المرأة الثانية في حياة رجل متزوج"
" بالتأكيد لا "
" لورا , اسمعي , اعتذري من صاحب الفندق ورافقيني الى المنزل, عمتك ستكون سعيدة برؤيتك , لا يمكنني البقاء هنا, لدي ارتباطات يوم الاثنين , كما وانني اشرف على بناء منزلي الخاص, يسرني جدا ان تعطيني رأيك به"
" انت لطيف جداً جون, ولكن انا مرتبطة هنا لمدة شهر, قد ازوركم في نهاية الاسبوع القادم"

Rehana 29-04-18 01:22 PM

رد: أنت قدري - روايات غادة المكتوبة ( الفصل السابع )
 
امسك جون يدها بين يديه ونظر اليها بحنان " لا تترددي ابدا بالاتصال بي ساعة تشائين " ولكن فجأة تبدلت ملامح الرجل وتسمرت نظراته نحو الباب .منتديات ليلاس
التفتت لورا الى الخلف حيث ينظر جون , فرأت ستيف لامب يتقدم نحو طاولتهما والشرر يتطاير من عينيه .منتديات ليلاس
" لورا , تعالي, اريد ان اكلمك على انفراد " قال لها ستيف بحدة دون ان يهتم لوجود جون.
" كنا نتناول الغداء , لماذا لا تشاركنا سيد لامب؟" قال له جون بسخرية.
لم تعرف لورا ماذا تفعل . احست بقدميها ترتجفان وغير قادرتين على حملها .
" لورا , انا بانتظارك بسيارتي في الخارج"
" ولماذا لا تكلمها هنا ؟" سأله جون "انها لا ترغب برؤيتك ولا بالكلام معك"
تجاهله ستيف مرة ثانية وخرج " انا آسفة جون , يجب ان اكلمه وإلا سيبقى هنا و..."
" لا بأس , لورا , لكن خذي حذرك , لا تدعيه يخدعك من جديد"
خرجت لورا فوجدت ستيف يجلس خلف مقود سيارة مارسيدس سبور فخمة بيضاء . لم يكلف نفسه عناء فتح الباب لها , ولكن ما ان صعدت الى السيارة حتى انطلق بكل سرعته وكاد رأس لورا يصطدم بمقدم السيارة فصرخت بحدة " ولماذا كل هذه السرعة , وإلى اين تصطحبني ؟"
لم يجبها ستيف وظل صامتاص الى ان وصلا الى منعطف الى اليسار يتفرع منه طريق فرعي .
اوقف السيارة والتفت نحو لورا " من اجل جون ترفضين الرد على مكالمتي؟ أمن اجله جعلت موظفة الاستقبال وعمتك تكذبان وتقولان بأنك غادرت الفندق ؟"
" لا يحق لك ان توجه الي اي سؤال"
" لورا, أنسيت انك خطيبتي ؟ اين الوعد الذي قطعتيه لي ؟ الاحظ انك لا تضعين خاتم الخطوبة؟"
" نعم, نسيت انني كنت خطيبتك ليوم او ليومين فقط .لقد وعدت بالوفاء وبأنني سانتظرك لأنك وعدتني انه لن يكون هناك مكان لامرأة اخرى في حياتك. لكنك تركتني هنا اتحرق من الانتظار وذهبت لمصالحة زوجتك السابقة . وما ان رأيتها حتى نسيت وجودي ولم تتصل بي"صرخت في وجهه وكأنها تريد ان تضبط اعصابها كي لا تضربه.منتديات ليلاس
" ما كل هذا الهراء؟ من قال لك انني تصالحت مع زوجتي؟"
"خادمتك اولاً, ثم زوجتك بنفسها , أيمكنك ان تبرر سبب وجودها في منزلك لو لم تكونا قد تصالحتما ؟ ألم تدعوها للعشاء؟"
" لورا, انت اتصلت بي في المنزل؟ لكن لم يخبرني احد وتكلمت مع تلك الشيطانة جانيت؟ اذاً لهذا السبب رفضت الرد على مكالمتي"

Rehana 29-04-18 01:24 PM

رد: أنت قدري - روايات غادة المكتوبة ( الفصل السابع )
 
" ألم تهز كتفيك باستهزاء عندما اخبرتك جانيت بأنني انتظر مكالمة منك ؟"
" لورا , يا حبيبتي, هناك سوء تفاهم , يجب ان تعرفي الحقيقة قبل ان تتخذي هذا الموقف مني "ووضع يده على يدها.منتديات ليلاس
احست لورا بتيار كهربائي يسري في عروقها , وخافت ان تضعف , ففتحت باب السيارة وخرجت مسرعة نحو الطريق العام , لكن ستيف ادركها بعد بضعة امتار وحبسها بين ذراعيه الى ان هدأت.
"لورا " تمتم وهو يرفع وجهها نحوه " منذ اللحظة التي دخلت فيها قلبي, لم يعد هناك وجود لأية امرأة اخرى " وتناول شفتيها في قبلة حارة حملها كل عواطفه لتعبر عن حبه وصدقه.
في البداية لم تبادله لورا قبلته , وحاولت ابعاد فمها عن فمه , لكن عندما داعبت يداه كتفيها وظهرها , سرت رعشة كبيرة في كيانها شلت كل قواها , فاستسلمت لقبلته وعقدت يديها خلف عنقه. لكن سرعان ما رنت لكلمات جانيت في اذنيها فدفعته عنها بحزم.
" لورا, لا تزالين تحبينني , فلماذا لا تحاولي ان تفهمي ؟ لماذا لا تتركين لي الفرصة لأشرح موقفي؟"
" لن اصدقك , لست مستعدة لمسامحتك , يكفي ما اصابني منك, ارحل عد اليها , فهي تناسبك اكثر مني"
" ايتها الغبية , اهدأي وتعالي" وجذبها بيده حتى السيارة , وعندما جلست اغلق الباب وراءها وعاد ليجلس خلف المقود.منتديات ليلاس
"عندما تركتك وذهبت الى العاصمة , لم اكن اعلم ان جانيت تطلقت من زوجها الثاني , كما وانني لم اكن اعلم انها تقيم في منزلي منذ ثلاثة ايام تنتظر عودتي, لأنني لم اخبر احداً انني انزل في هذه المنطقة وفي فندق ريفي, تفاجأت كثيراً برؤيتها في منزلي تتصرف وكأنها لم تغادره اصلاً. سألتها ماذا تفعلين هنا , فقالت انها تريد ان امنحها فرصة ثانية واسامحها... "
"فرق قلبك وسامحتها وسمحت لها بالبقاء في منزلك" قاطعته بسخرية .
" بل طلبت منها الرحيل, فأصيبت بنوبة عصبية ولم تهدأ الا عندما دعوتها لتناول العشاء في الخارج. وعندما عدنا كان الوقت متأخراً ولا يمكنني ان اتركها في الليل وحدها, كانت بحالة عصبية مزرية , لم تكن تتوقع انني اقع في حب امرأة اخرى غيرها. كانت تعتقد انني سأستقبلها بالترحاب وانسى كل ماحصل منها "
" فسمحت لها بالبقاء واستعدتما ذكريات الماضي"
" لورا , تعبت كثيراً يومها , بعد طول السفر وصدمتي برؤيتها , فتركتها تنام في غرفتي وقضيت الليلة على الكنبة في الصالون وذهبت الى العمل في صباح اليوم التالي وتركت لها ورقة طلبت منها فيها ان ترحل قبل عودتي, ولابد انك اتصلت في هذا الوقت , فانفجرت بوجهك وحاكت الأكاذيب"

Rehana 29-04-18 01:26 PM

رد: أنت قدري - روايات غادة المكتوبة ( الفصل السابع )
 
" وبعد "
" عدت في المساء, فوجدتها لا تزال بانتظاري, لم أنم تلك الليلة وانا احاول افهامها انني خلعتها من قلبي ومن حياتي نهائياً . لورا , تصدقينني ؟"
" لست ادري, ولكنني تعذبت كثيراً في الايام الماضية , كدت اقتل نفسي"
" يا إلهي ! كل هذا بسبب تلك البائسة "
" ستيف , ضمني اليك , لقد اشتقت اليك كثيراً"
ضمها ستيف بين ذراعيه وانهال بالقبل على خديها وجبينها وشعرها , فرفعت وجهها وتلقت شفتيه واستسلمت لنيران شوقها.
"لورا, أنسيت اننا متفقان على الزواج؟"
" لا , يا حبيبي , ولكني مرتبطة بالعمل هنا, ولا يزال امامي اسبوعان "
" لا تقلقي , انا سأجد حلاً لهذه المشكلة , وغداً صباحاً تأتين معي الى العاصمة , هذه المرة لن اتركك بعيدة عني , سنتخذ التدابير اللازمة ونتزوج في اقرب وقت ممكن"
في صباح اليوم التالي كانا في طريقهما الى العاصمة , وكان ستيف قد تمكن من تسوية مسألة ارتباطها بالعمل مع السيد رينيه , ودفع من جيبه الخاص مضاعف الراتب للموظف الذي كان يناوب في المساء.منتديات ليلاس
كانت المسافة بعيدة بين الريف والعاصمة , كما وان ستيف لم يكن مستعجلاً, فكان يقف في كل بلدة يمران بها , ويحضر القهوة الجاهزة او العصير , حتى الآن , لم تصدق لورا انها مع ستيف, وانه الى جانبها وان الأمور تحسنت بينهما .
"ستيف , كم دام زواجك من جانيت؟"
" خمسة اعوام . لماذا تسألين؟"
" هذا يعني انك خبير بامور النساء "
"النساء مختلفات , وقلما يوجد نقاط مشتركة بينهن "
"ألن تمل مني بعد مدة قصيرة؟"
" الأمر يعود لك انت , المهم ان لا تتوقفي عن حبي , وان تحافظي على شرفي وعلى اسمي الذي سأمنحه لك. لا اطيق ان أرى امرأتي مع رجل آخر. ولولا سوء التفاهم الذي كان بيننا لخنقت جون بيدي وهو جالس يمسك بك"
" سبق وشرحت لك انه مجرد صديق"
" يجب ان تنسيه , الصديق لا ينظر في صديقته كما كان ينظر اليك . عندما نتزوج سأعرفك على اصدقائي , معظهم متزوجون وأنا متأكد انك ستجدين لك صديقة من بين ازواجهن"
" ستيف, افكر في العمل . ألديك مانع؟". ريحانة
" ولماذا تعملين , أنسيت ان زوجك غنياً جداً؟ وهل سيكون لديك متسع من القوت للعمل؟ بعد تسعة اشهر فقط, اريد ان اراك تحملين طفلي الأول بين ذراعيك"منتديات ليلاس
احمر وجه لورا وادرات رأسها , فضحك ستيف وامسك يدها وهو يقود السيارة باليد الأخرى.
" ان شرطي الأول هو انجاب ستة اولاد"
" ستة اولاد ؟ لا, ستيف , هذا كثير !"
" انا لا امزح , عندما ترين منزلي , ستجدين انني اخطط لهذه الفكرة منذ مدة طويلة , لقد جعلت الطابق العلو مؤلفاً من غرف للنوم بحيث يكون لكل ولد غرفة , هذا بالاضافة لغرفتنا نحن" ورفع يدها الى فمه وطبع عليها قبلة.
" حالياً , قبل الزواج, سنغير ديكور واثاث غرفة نومنا فقط, ولكن بعد ان ترتاحي وتتأقلمي مع المنزل , سيكون بإمكانك تبديل كل مالا يعجبك "
" كل مايعجبك يعجبني , ولكني لا اوافقك على شرط الأولاد الستة"


نهاية الفصل

Rehana 30-04-18 10:03 PM

رد: أنت قدري - روايات غادة المكتوبة ( الفصل الثامن )
 
الفصل الثامن

ضحك ستيف واخبرها بأنه لن يتنازل عن شرطه هذا .منتديات ليلاس
وصلا اخيراً الى المنزل وكان عبارة عن فيللا كبيرة في احدى ضواحي باريس , تحيط بها حديقة مربعة تسورها الاشجار الخضراء. وقد اشرف على تنسيقها افضل حدائقي نظراً لهندسة مساحاتها وتوزيع ازهارها . الفيللا مؤلفة من طابقين ومرآب للسيارات فيه سيارة بيجو حمراء وسيارة لاندروفر , اما المنزل, فكان واسعاً مفروشاً بأجمل الاثاث والثريات الكبيرة تتدلى من السقوف واللوحات الجميلة تزين الجدران.
استقبلتهما الخادمة عند الباب, ولكن لورا لم ترتح لهذه المرأة التي تنظر اليها من أعلى رأسها حتى اخمص قدميها وكأنها تقارنها بسيدتها السابقة.

Rehana 30-04-18 10:04 PM

رد: أنت قدري - روايات غادة المكتوبة ( الفصل الثامن )
 

"هيلين , انها لورا بافي خطيبتي , وستصبح زوجتي بعد عشرة ايام , ارجو ان تسهري على راحتها جيداً"
" اهلاً وسهلاً سيدتي في منزلك " قالت الخادمة بابتسامة جافة , ثم التفتت نحو ستيف " متى تريد ان يكون العشاء جاهزاً؟"
" من الآن وصاعداً توجهين مثل هذا السؤال للورا. لورا , ايعجبك ان نتناول العشاء بعد ساعة ؟" قال ملتفتاً نحو خطيبته.منتديات ليلاس
" نعم , وليكن في الحديقة لو سمحت سيدة هيلين"
امسك ستيف يدها وقادها نحو السلم المؤدي الى الطابق العلوي , لكن ما ان وصلت الى فوق حتى انفجرت ضاحكة.
" ما الذي يضحكك يا عزيزتي "
" منظر هيلين ودهشتها عندما طلبت منها ان يكون العشاء في الحديقة . ولكن " سألته بجدية " أهي تعرف زوجتك السابقة ؟"
" بالتأكيد , وكانت جانيت تأتمنها على اسرارها . ولكن يا عزيزتي , اذا كنت لا تريدينها في المنزل فأنا مستعد للبحث عن مدبرة منزل اخرى"
" لا , ستيف , لا اقصد هذا من سؤالي , ولكني فهمت الآن سبب نظراتها الجافة "
" عندما تزعجك اخبريني على الفور فاطردها واحضر غيرها بسرعة"
" شكراً لك , ستيف"
فتح ستيف باب اول غرفة ثم الثاني ثم الثالث كلها غرف نوم عادي, اما الغرفة الرابعة فكانت الأكبر يتوسطها سرير دائري كبير, وتعلوه المرايا الملونة , وفي الجزء الثاني من الغرفة, كنبتان وتلفاز , اما خزانة الملابس فكان لها غرفة خاصة تابعة لهذه الغرفة, والى اليمين باب يؤدي الى الحمام الذي لا يقل فخامة عن غرفة النوم.منتديات ليلاس
" اعجبتك ؟". منتديات ليلاس
" كثيراً "
" اعدك بأن غرفتنا ستكون اجمل. غداً سنقوم بجولة على المعارض لتختاري بنفسك ما يعجبك"
" ستيف , اشعر وكأنني احلم"
ضمها ستيف اليه واطبق شفتيه على شفتيها بقبلة حارة, فعانقته واستسلمت بين ذراعيه لهذه القبلة المليئة بالوعود. ولم تفكر في صده عندما حملها الى السرير وكانت مستعدة لأن تهبه نفسها بدون اي تردد , لكنه نهض وهو يلهث, واعاد ترتيب ملابسها. وعندما لاحظ خيبتها , طبع قبلة على جبينها.
"لن يحصل شيء من هذا قبل زواجنا"
لكن لورا لم تجبه واتجهت نحو النافذة .
"لورا , انا اتحرق رغبة بممارسة الحب معك, ولكن انتظاري ليس الا احتراماً لك, لا اريد ان يفقد يوم زفافنا بهجته . واعدك بأنني سأمارس الحب معك كل ليلة بعد زفافنا"

Rehana 30-04-18 10:06 PM

رد: أنت قدري - روايات غادة المكتوبة ( الفصل الثامن )
 
ظلت نظراتها تائهة في البعيد, ولم تدر سبب كآبتها وخوفها المفاجئين.
"لورا , انظري الي"
فنظرت اليه وابتسمت بشحوب.
" تعالي يا عزيزتي, انت متعبة وجائعة"
نزلا الى الاسفل , وكانت هيلين قد اعدت العشاء" اتريد شيئاً آخر يا سيدي؟"
"لا , شكراً , بإمكانك الانصراف, لن نتناول الغداء هنا غداً, اعدي شيئاً خفيفاً للعشاء"
سكب ستيف كأسين من النبيذ وقد واحداً للورا " هيلين طباخة ماهرة , سيعجبك طعامها بالتأكيد, بإمكانك ان تتعلمي منها لتعدي لي بعض الاصناف التي احبها. احب ان آكل من صنع يديك"
" ومن قال لك بأنني لا اجيد الطهي ؟ كنت دائماً اتسلى بمساعدة الخادمة بإعداد الطعام في منزل عمتي"
" يسعدني سماع ذلك, واتمنى ان اذوق طعامك في القريب العاجل"
قضيا السهرة في الصالون بعد ان ادخلا الطعام الى المطبخ, شاهدا التلفاز ثم صعد كل منهما الى غرفة منفصلة.
نامت لورا نوماً عميقاً لم تنم مثله منذ اسابيع , وعندما استيقظت , استحمت وبدلت ملابسها ودخلت غرفة ستيف فلم تجده , فبحثت عنه في المطبخ فلم تجده ايضاً, واخيراً رأت قرب الهاتف رسالة منه موجهة اليها .منتديات ليلاس
"عزيزتي لورا , ذهبت باكراً الى المكتب لأنهي بعض الاعمال, سأعود في الساعة العاشرة كما اتفقنا , كوني جاهزة . اذا اردت شيئاً اتصلي بي, هيلين لن تأتي قبل الظهر"
عادت لورا الى المطبخ واعدت لنفسها فنجاناً من القهوة شربته في الحديقة, وبينما هي ترتدي ملابسها , سمعت خطوات في الاسفل , فنزلت على مهل, وشعرت براحة كبيرة عندما رأت هيلين.
" هيلين , الحمد لله انك انت, خفت كثيراً عندما سمعت وقع خطوات . ولكن ستيف اخبرني بأنك لن تأتي قبل الظهر"
" اوه " قالت الخادمة متلعثمة " اردت ان أكون معك في اليوم الاول هنا, قلت لنفسي قد تحتاج السيدة لشيء ما "
" شكراً لك هيلين , لكن السيد سيأتي لاصطحابي في الساعة العاشرة لنقوم بجولة على معارض الاثاث, اريد تغيير ديكور واثاث غرفة النوم الاسياسية"
في الموعد المحدد كان ستيف ينتظر لورا في الاسفل , فأسرعت لملاقاته وكادت من شدة فرحتها ان تتعثر على الدرج.
طبع ستيف قبلة على خدها وساعدها في الصعود الى السيارة ثم انطلق باتجاه وسط المدينة.
" تبدين مشرقة اليوم , هل نمت جيداً؟"
" للحقيقة , لم أنم هكذا منذ ايام طويلة "

Rehana 30-04-18 10:07 PM

رد: أنت قدري - روايات غادة المكتوبة ( الفصل الثامن )
 

" لقد اتصلت باصحابي ومعارفي ودعوتهم لحضور حفل زفافنا. انها فرصة لتختاري منهم اصدقاء لك ايضاً, اريدك ان تكوني اجمل عروس لهذا العام, اذا بقي لدينا متسع من الوقت سنختار ثوب الزفاف اليوم"
" انا لا اهتم للشكليات كثيراً, لكني سأفعل لك كل مايرضيك"
بعد قليل كان ستيف يركن سيارته في موقف للعموم ويقود خطيبته نحو اشهر معرض للمفروشات في المدينة .منتديات ليلاس
" هنا نجد كل مايلزمنا , وهذا يوفر علينا الوقت والتعب"
استقبلهما صاحب المعرض والموظف المسؤول وسألهما عن طلبهما , فأخبره ستيف انه يريد ان يرى آخر ما وصل اليه فن المفروشات بالنسبة لغرف النوم.منتديات ليلاس
ازداد ترحيب صاحب المعرض بهما وطلب منهما ان يتبعاه الى الجناح الامامي.
دهشت لورا بما رأته في هذا المعرض الكبير واتفقت مع ستيف على اختيار غرفة نوم بسرير واحد , ثم اختارت الستائر وورق الجدران وبقية الاثاث واعجب ستيف من ذوقها وتشابهه مع ذوقه.
أكد لهما صاحب المعرض ان تركيب ورق الجدران والاثاث الجديد بعد خمسة ايام.
" حسناً , هكذا يكون المنزل جاهزاً لاستقبال اجمل عروس في الوجود" قال ستيف وهو يدفع شيكاً لصاحب المعرض ويعطيه العنوان.منتديات ليلاس
" اما الآن ياعزيزتي, فسنذهب الى أكبر محلات الازياء لتختاري كل مايلزمك من ملابس وحلي وادوات تجميل والحقائب والاحذية . ارجو ان لا تبخلي على نفسك بشيء, اشتري كل ماتحتاجين اليه , لا تنسي انك ستصبحين بعد ايام زوجة رجل اعمال معروف, وانك ستضطرين الى الظهور معه في مناسبات كثيرة"
" انت كريم جداً, ولكنني لا اريد ان تدفع كل هذه المبالغ"
" انت اثمن من كل اموال الدنيا يا حبيبتي "
رافقها ستيف الى محل الازياء وطلب من البائعة ان تعرض عليها اجمل ما لديها. قضت لورا مدة ساعتين ترتدي وتخلع الى ان شعرت بالتعب وشعر ستيف بالرضا, فدفع شيكاً وطلب ارسال المشتريات الى المنزل بعد ان دون العنوان على ورقة واعطاه للبائعة .
" الآن , حان موعد الغداء, اشعر بأنني سأموت من الجوع " قال ستيف وهما يغادران المحل .
" وانا ايضاً . لم اشعر بمثل هذا التعب من قبل"
ضحك ستيف وقادها نحو مطعم فاخر يطل على وسط المدينة .منتديات ليلاس
" ماذا تريد حبيبتي ان تأكل ؟" سألها عندما اقترب منهما الخادم.
" أي شيء تريده انت "
تناولا الغداء وهما يتحدثان عن الازياء والمفروشات وحفلة الزفاف, وعندما اوصلها الى المنزل , اعتذر لأنه مضطر للإجتماع مع احد عملائه في المكتب.
" ولكن الوقت اصبح متأخراً الآن"
" انها الاعمال يا عزيزتي, ألم تملي من رفقتي اليوم؟"
" لن أمل منك ابداً"
ما ان دخلت لورا الى المنزل حتى خلعت حذاءها ورمت نفسها على الكنبة في الصالون.
" عدتما اخيراً؟" سألتها هيلين وهي تبحث بنظرها عن ستيف.


نهاية الفصل

Rehana 01-05-18 10:55 AM

رد: أنت قدري - روايات غادة المكتوبة ( الفصل التاسع )
 
الفصل التاسع

" السيد لديه عمل هام. قد يتأخر في العودة"
" مسكينة انت يا صغيرتي , ولكنك ستعتادين على هذا الوضع"
" ماذا تقصدين؟"
" السيد يغيب دائماً عن المنزل وقلما كان يجتمع بزوجته جانيت المسكينة , كانت تقضي الليالي ساهرة بانتظاره , وعندما يعود كان ينام على الفور"
" انها طبيعة عمله , أليس كذلك؟"
" بل هي ضرورياته , فالسيد كان يسهر خارج المنزل ولا يصطحب زوجته معه, مسكينة كم تحملت من عذاب , وانت هاهو يتركك وحدك وحتى قبل الزواج "
"هيلين! " صرخت لورا بوجهها " لا اريد سماع المزيد"

Rehana 01-05-18 10:56 AM

رد: أنت قدري - روايات غادة المكتوبة ( الفصل التاسع )
 

" كنت اريد ان انصحك واظهر لك بعض جوانب حياته الغامضة"
"ستيف صريح معي , ويخبرني بكل شيء" اجابتها لورا بحدة.
"حسناً , حسناً, لا تغضبي سيدتي. اذا كنت لا تريدين مني شيئاً , استأذن بالانصراف , لديك كل شيء في المطبخ". ريحانة
"انصرفي , شكرا لك . ولكن يجب ان تكوني مستعدة بعد خمسة ايام , يجب ان يكون المنزل جاهزاً , سيأتي غداً موظفون لنزع ورق الجدران والاثاث وتركيب غيره , وبعدها سيحضرون غرفة النوم "
" اذاً سيتم الزفاف في الوقت المحدد"
"نعم"
"تصبحين على خير سيدتي"
لم تشعر لورا بالراحة مع هذه المرأة , واحست بأنها تكن لها كرهاً شديداً, ولكن لماذا ؟ ألانها اصبحت سيدة المنزل بعد سيدتها السابقة جانيت؟ اتمنى ان تتغير تصرفاتها معي وإلا سأضطر للطلب من ستيف ان يطردها . قالت لورا لنفسها وهي تحاول ان تتغلب على شكوكها.
لكن شكوكها تجاه هيلين زادت في اليوم التالي عندما فاجأتها تتكلم على الهاتف سراً. ترى مع من كانت تتكلم؟ ولما ارتبكت عندما دخلت لورا الى الصالون ؟ لم تسألها لورا شيئاً , لكنها قررت ان تراقب تصرفاتها من الآن وصاعداً.
لم يتأخر ستيف على موعد الغداء , وفور وصوله الى المنزل , انضم الى العمال الذين كانوا قد بدأوا بنزع ورق الجدران وتجميع الاثاث , ثم دخل الى المطبخ حيث كانت لورا وهيلين ترتبان المائدة .منتديات ليلاس
اسرع وضم خطيبته بين ذراعيه وطبع قبلة على شفتيها " هل اعطيتي ملاحظاتك للعمال ؟"
" بالتأكيد , يا عزيزي" اجابته مبتسمة.منتديات ليلاس
" ماذا ستفعلين بعد الظهر؟"
" افكر بالذهاب الى صالون التزيين لأسرح شعري"
"بإمكانك يا عزيزتي استعمال السيارة البيجو المتوقفة في المرآب ريثما اشتري لك سيارة جديدة "ثم التفت نحو هيلين اتلى شحب وجهها فجأة وتقلصت ملامحها " اعطها مفاتيح البيجو هيلين
" ولكن... سيدي... السيارة متوقفة منذ شهور و ...."
" إنها بحالة جيدة , لا تقلقي" ثم التفت نحو لورا التي ادهشها اعتراض هيلين " اعتقد انها بحاجة للوقود فقط, توقفي عند اول محطة وامليء الخزان , واذا لم تشعري بالراحة في قيادتها اتركيها واطلبي سيارة اجرة "
تناولا الغداء في الحديقة ثم عاد ستيف الى مكتبه . لم تشأ لورا الخروج قبل رحيل العمال, ورأت ان تشغل نفسها بتنظيف السيارة في هذا الوقت.

Rehana 01-05-18 10:57 AM

رد: أنت قدري - روايات غادة المكتوبة ( الفصل التاسع )
 
بعد ساعة تقريباً خرج العمال فبدلت لورا ملابسها وركبت السيارة البيجو وذهبت الى أقرب صالون تزيين في هذه المنطقة , وهو نفس المزين الذي نصحها ستيف بالذهاب اليه.
بالفعل كان المزين فناناً بارعاً في مهنته, وقد ابدى اعجابه بجمال ونعومة شعرها , ووعدها بأن يزينها يوم زفافها.منتديات ليلاس
" ولكن يجب ان تخبريني بالموعد قبل يوم على الاقل"
"سأفعل بالتأكيد "
عندما عادت لورا الى المنزل لم تجد هيلين مع موعد ذهابها لم يحن بعد. تصرفات هذه المرأة غريبة ولا تعجبني . قالت لورا لنفسها وهي تشرب كوباً من العصير , ولكنني لست مضطرة لتحملها , سأكلم ستيف غداً بشأنها .
ظلت لورا مستيقظة تنتظر عودة ستيف حتى غلبها النوم على الكنبة في الصالون ولم تستيقظ الا عندما احست بيدين ترفعانها ثم احست بدفء جسد ستيف وهو يحملها الى غرفتها.
"ستيف"
" لماذا لم تنامي في غرفتك؟"
" كنت انتظرك" قالت وهي تدس رأسها في صدره .
دفع ستيف باب غرفتها بقدمه ودخل ثم مددها بكل حنان على السرير.
امسكت لورا يده ونظرت اليه بحب وشوق .
"تصبحين على خير"
" ستيف , ارجوك , ابقى معي"
"لورا , سبق وتكلمنا بهذا الموضوع " اجابها دون ان يحاول سحب يده من يدها .
"ابقى قليلا" وحاولت النهوض . لكن ستيف اجبرها على البقاء ممددة وتأملها برغبة كبيرة, وكانت ترتدي قميص نوم رقيق يظهر تفاصيل جسدها.
" لورا, أتعتقدين انني لا ارغب بك؟ ليلة امس قاومت طويلاً كي لا ادخل غرفتك. ارجوك ان تساعديني كي افي بوعدي لك"
ادارت لورا وجهها محاولة ان تسيطر على انفعالاتها , وتركت يده . اسرع ستيف نحو الباب , لكنه توقف لحظة والتفت نحوها متردداً .منتديات ليلاس
" لورا , أتريدين ان اقضي الليلة في غرفتك ؟"
احست لورا بقلبها ينبض بسرعة وشعرت بالنار تشتعل في كيانها , لكنها لم تجرؤ على الاجابة . اقفل ستيف الباب من الداخل وعاد ليقترب من سريرها.
" لورا , انظري الي "
رفعت لورا وجهها وقرأت في عينيه الرغبة كبيرة " ارغب في ان تجعل مني امرأة "

Rehana 01-05-18 10:57 AM

رد: أنت قدري - روايات غادة المكتوبة ( الفصل التاسع )
 

" أهذه هي المرة الأولى؟"
هزت رأسها بالايجاب ودست رأسها في صدره . فرفع وجهها نحوه وتناول شفتيها في قبلة حارة , ثم احست بلهيب انفاسه على جسدها يزيد من تأجج نيرانها . وبعد ان هدأت ثورة انفعالاتهما , طبع قبلة على جبينها ونظر اليها طويلاً.
" سعيدة أنت ؟"
" انا آسفة لأنني لست خبيرة في ..."
" وهل هذه الامور بحاجة للخبرة ؟ انا سعيد جدا بكوني اول رجل في حياتك . لا تأسفي ولا تخجلي من طهارتك . احبك وسأحبك الى الابد"
"لكنك مارست الحب كثيراً من قبل, وليس مع امرأة واحدة"
" لكنني لم اشعر بمثل هذه السعادة مع اية امرأة اخرى".منتديات ليلاس
نامت لورين بين ذراعي ستيف والابتسامة تشرق على وجهها , في صباح اليوم التالي استيقظت على صوت ستيف " لورا , هيا , استيقظي ايتها الكسولة , احضرت لك الفطور"
"صباح الخير "
"الحمد لله انك استيقظت , لقد تأخرت عن موعد هام وإلا لما تركتك اليوم ابداً"
" كم الساعة؟"
" انها العاشرة واريد الذهاب الى عملي"
" الا يمكنك ان تبقى هنا؟"
" لا, ولكنني سأحاول ان انهي الاجتماع المقرر باكراً واعود لا صطحابك في نزهة جميلة "
خرج ستيف ,فعادت لورا للنوم بكسل دون ان تتناول شيئاً من الافطار. لم تدرك كم نامت , لكنها استيقظت مذعورة عندما سمعت صفقة الباب. فرفعت رأسها واعتقدت انها تحلم عندما رأت سيدة جميلة في غاية الأناقة تقترب من سريرها , وكان اول مافعلته هو ان رفعت الغطاء حتى عنقها لأنها كانت لا تزال عارية.
" من أنتِ, وماذا تريدين ؟ وكيف دخلتِ الى هنا؟"
" ايتها الساقطة , وتسألين ؟"
فهمت لورا انها امام جانيت زوجة ستيف السابقة .
"ألم تفهمي بعد ان ستيف لي أنا ؟ ما ان ابتعد عنه حتى يلجأ الى فتاة اخرى ساقطة مثلك, لكنه عندما يمل منها يعود للبحث عني , واسامحه في كل مرة".منتديات ليلاس
"انت تكذبين, ستيف طردك من حياته بعد ان هربت مع رجل آخر مل منك هو ايضاً. ستيف خطيبي وسنتزوج بعد ايام , اخرجي من هنا قبل ان اتصل به ليطردك بنفسه"
ولفت نفسها بالغطاء وجمعت ملابسها عن الارض واسرعت الى الحمام واقفلت الباب وراءها. لكن جانيت كانت قد فقدت اعصابها عندما رأت لورا بهذا المنظر واخذت تضرب باب الحمام بيديها وقدميها.منتديات ليلاس
ارتدت لورا ملابسها وهي ترتجف من الخوف. هذه المرأة مجنونة بالتأكيد كي تقتحم منزل طليقها بهذا الشكل. ولكن كيف ستخرج وتواجهها وهي في حالة الجنون هذه. الأفضل الا تجازف.
ولكن اين هيلين , ألم تسمع الضجيج؟ يا الهي , لابد انها متآمرة مع هذه المرأة , وانها هي من ادخلها.
" ألن تخرجي ؟" صرخت جانيت بهستيرية .
"لا , لن اخرج , هذا منزلي ولم يعد لك مكان فيه"
" اخرسي, سترين بعد ايام لمن سيكون هذا المنزل "


نهاية الفصل

Rehana 02-05-18 10:10 AM

رد: أنت قدري - روايات غادة المكتوبة ( الفصل العاشر )
 
الفصل العاشر

لم تخرج لورا الا بعد ان سمعت صفقة الباب وخطوات جانيت تنزل السلم. لعد لحظات فقط سمعتها تنطلق بسيارتها بسرعة جنونية.
لم تشأ لورا ازعاج ستيف وتعطيله عن عمله , فأدارت محرك سيارتها وقررت القيام بجولة في المنطقة لكنها ما ان ابتعدت حتى احست بأن الفرامل لا تعمل, فقفزت من السيارة وتركتها تصطدم بحاجز الى جانب الطريق وعادت الى المنزل بسيارة اجرة وعندما عاد ستيف اخبرته بالحادث .ريحانة
" انا آسفة , كان يجب ان اتحقق من السيارة قبل قيادتها"
" لا داعي للأسف , يا حبيبتي , سأهتم بنقلها الى الكاراج , لا تقلقي "

Rehana 02-05-18 10:10 AM

رد: أنت قدري - روايات غادة المكتوبة ( الفصل العاشر )
 

"ستيف , هناك شيء آخر " قالت له وقد شحب وجهها فجأة .
" مابك لورا؟"
" لا شيء , انا بخير "
" تعالي معي " واصطحبها الى الصالون بعيداً عن مسامع العمال .
" اشعر انك تخفين شيئاً عني. لقد تركتك في الصباح , وانت مشرقة بالسعادة , هل انت نادمة على ماحصل بيننا مساء امس؟"
" للحقيقة , لست ادري".منتديات ليلاس
" لورا, ماذا تعنين؟" قال بحدة وهو يهزها من كتفيها . عندئذ لم يعد بإمكانها السيطرة على اعصابها واجهشت بالبكاء ورمت نفسها على صدره. ضمها ستيف بحنان .ريحانة
" اجلسي واهداي وقولي كل ما لديك"
" انها جانيت مرة اخرى" تمتمت دون ان تنظر اليه " جانيت , ومتى رأيتها؟"
" جاءت في الصباح بعد ذهابك بقليل , لست ادري كيف دخلت , لكنها فاجأتني وانا عارية في السرير فثار جنونها ولربما كانت خنقتني لو لم ادخل الحمام واقفل الباب خلفي بالمفتاح"
" ألم تفهم بعد انني لا اريدها؟ يالها من امرأة مجنونة , عندما كنا متزوجين لم تكن تعرني كل هذا الاهتمام"
" ولكني خائفة, لقد هددتني "
"حبيبتي , لا تخافي , سأكلمها واضع لها حداً, لا تقلقي"
" ما الذي يدعم موقفها ويجعلها واثقة من قدرتها وسيطرتها؟"
اطرق ستيف رأسه وتقلصت ملامحه فجأة .
"ستيف , أهناك شيء لا اعرفه ؟ أتدين لها بشيء ما؟"
تأملها ستيف قليلاً ثم وضع راحة يدها على خدها" انت قلقة علي؟"
" يجب ان اعلم اذا كان لهذه المرأة سلطان عليك"
" للحقيقة والدها من اهم عملائي , وهو يشتري خمسة وسبعين بالمئة من انتاج مصانعي , واذا تمكنت من تنفيذ تهديدها واقناع والدها بالتحول نحو مصانع اخرى غير مصانعي , فإن الخسارة ستكون كبيرة , وسأضطر معها الى اخفاض كمية الانتاج وصرف عدد كبير من العمال, هذا اذا لم اجد شخصاً آخر يشتري الانتاج وهذا ليس بالأمر السهل مع شدة المنافسة واهمية الاعلان قد تلجأ بعد ذلك الى تلطيخ اسمي في السوق فأفقد ثقة السوق والعملاء"
" وهل ينفذ والدها رغباتها دائماً؟"
" انه السبب في غرورها وفي تصرفاتها الغبية"
" لكن الامر هنا يتعلق بمصير اعماله هو ايضاً, فإذا لم يشتر انتاجك , من اين سيحصل على بضاعته؟"
" لن يجد صعوب في ذلك, بإمكانه ان يشجع احد المصانع الاخرى ليوسع اعماله ويزيد انتاجه ريثما يتحطم اسمي نهائياً, وقد ينتظر افلاسي لشراء مصانعي "

Rehana 02-05-18 10:11 AM

رد: أنت قدري - روايات غادة المكتوبة ( الفصل العاشر )
 
" أهذا ممكن؟".منتديات ليلاس
" ان توقفت المصانع عن العمل, فلدي شركتي , لكنني اذا لم احافظ على مصانعي , افقد اسمي و...."
" انا آسفة لأنني تسببت في وضعك في هذا الموقف الحرج"
" لا يا عزيزتي , شركتي وصناعتي وكل اموالي لا تساوي وجودك الى جانبي , لقد تعبت كثيراً في حياتي وخاصة في السنتين الاخيرتين , لن اسمح لها بتدمير حياتي ابداً, سأذهب لأكلمها"
" ستيف احذر منها , اعتقد انها ليست طبيعية "
ضمها ستيف اليه وقبلها بحنان " لا تقلقي , ارتاحي قليلاً وانا ساتصرف"
خرج ستيف وهو مصمم على انهاء هذه المسألة , بينما ظلت لورا فريسة للقلق والخوف, ورأت ان تتصل بعمتها وتطمئن عليها.منتديات ليلاس
" كنا مشغولين جداً, فستيف يحاول انهاء بعض الاعمال المستعجلة قبل سفرنا لقضاء شهر العسل في اليونان"
" وماذا تفعلين انت طوال النهار؟"
" استعد للزفاف , لقد اشتريت كل ما احتاج اليه واشرف حالياً على تغيير الديكور. اوه , عمتي لو تعلمين كم انا سعيدة مع ستيف , انه يحبني وكريم جداً معي , و ..."
"وماذا ايضاً يا لورا؟ أهناك شيء لا يسير على مايرام؟"
" للحقيقة , الامر يتعلق بزوجته السابقة , يبدو انها لا تريد ان تتركه وشأنه , لقد هددتني وتلفظت بكلمات بذئية, اخشى على سعادتي من هذه المرأة"
" وستيف , ما رأيه؟"
" ستيف انسان عظيم , يا عمتي . وعدني انه سيعرف كيف يضع حداً لها , لكنني اخشى عليه, لا تنسي انه كان مريضاً وقد يضره الغضب والتوتر "
" لا تقلقي , ستيف رجل قوي, المهم انه يحبك , فهذا يجعلك اقوى من تلك المرأة وستعترف بهزيمتها اخيراً"
" اتمنى ذلك . ألن تحضري حفل زفافي بعد غد؟"
" بالتأكيد , وساحضر لك معي هدية جميلة "
تأخر ستيف , ولم تتمكن لورا من النوم. ماذا حصل بينهما ؟ هل تمكن ستيف من اقناع جانيت بأن تتركنا بسلام ؟ ولكن ماذا يفعل في منزلها حتى الآن ؟ وهبت واقفة فجأة وقد لمعت فكرة في رأٍسها. ربما تصالحا , هذا ممكن, ألم تقل جانيت بأنه يعود اليها بعد كل مغامرة عاطفية عابرة ؟ وهو الآن قد حصل على ما كان يريده من لورا, فالاحتمال ليس صعباً .
لكن صوت قلبها كان يؤكد لها ان ستيف صادق بحبه لها وانه نزع جانيت من قلبه الى الابد, في نفس الوقت كانت كلمات جانيت ترن في اذنيها . راحت تقطع الغرفة ذهاباً واياباً وهي تفرك يداً بيد.

Rehana 02-05-18 10:13 AM

رد: أنت قدري - روايات غادة المكتوبة ( الفصل العاشر )
 
في الساعة الثالثة صباحاً عاد ستيف وكانت لورا لا تزال مستيقظة, فأسرعت الى الصالون لملاقاته لكنها تسمرت مكانها عندما رأته يسير جاراً اذيال الخيبة مطاطاً الرأس, شاحب الوجه.
" ستيف , ماذا حصل ؟ لماذا تأخرت ؟"سألته بقلق وهي تتقدم نحوه بتردد.ريحانة
" لا شيء".منتديات ليلاس
" ولكن تبدو متعباً ومنهاراً. اتريد فنجانا من القهوة ؟" سألته عندما لاحظت انه شرب الكثير من الكحول هذه الليلة .
"احضريه الى غرفتي , سأشربه هناك" واتجه الى غرفته .منتديات ليلاس
دخلت لورا المطبخ واعدت له القهوة وحملتها الى غرفته مع بعض البسكويت .
" يا إلهي ! ألم تبدل ملابسك ؟ هل ستنام والحذاء في قدميك؟" قالت بدهشة وهي تضع القهوة بجانب السرير.
" ولماذا اهتم , لقد تحطمت حياتي" قال وهو يضحك بشكل هستيري.
" ستيف , ماذا حصل , ارجوك اخبرني " الحت لورا وهي تنزع حذاءه " هل رأيت جانيت ؟"
"رأيت جانيت ووالد جانيت , انهما مصممان على تحطيمي "
وتناول فنحان القهوة وشربه دفعة واحدة " تعالي الى جانبي , لماذا انت بعيدة؟"
نظرت لورا اليه باشفاق, لقد شرب كثيراً حتى ثمل .
"هاي, ألن تأتي ؟ لا تقولي لي بأنك لا تحبين المفلسين .. هيا , تعالي لورا"
" يجب ان ترتاح , بعد قليل يطلع الفجر " قالت متلعثمة وشعرت للمرة الاولى بالخوف منه.
" ماذا دهاك ؟ كنت تتوسلين الي كي اقبلك او امارس الحب معك, الا ترغبين بي الآن, بعد ان اصبحت على وشك الافلاس؟"
" لا , لن تفلس , لن تخسر كل ثروتك بسببي" صرخت وهي تخرج من غرفته بسرعة.
عندما استيقظت في صباح اليوم التالي, كان ستيف لا يزال نائماً, وكانت لورا قد اتخذت قراراً بالرحيل. فهي تحبه كثيراً, ويجب عليها ان تضحي من اجله , ستتركه وتعيش الحياة كما كانت مرسومة لها من قبل . قد يتصالح مع جانيت وتعود الامور لمجاريها ببينهما, هكذا لن يفقد اسمه ومركزه . رجل مثله لا يتحمل خسارة كل ثروته.منتديات ليلاس
وضعت بعض الملابس في الحقيبة ولكنها تركت خاتم الألماس في علبته قرب المرآة. هذا الخاتم لم يعد من حقها, لكنها ترددت طويلاً قبل ان تأخذ المال الذي كان قد قدمه لها , فهي بحاجة لهذا المال لأنها لن تمد يدها لعمتها , ستقيم في شقة مفروشة ريثما تجد عملاً.
كتبت له رسالة بيد مرتجفة والدموع تنهمر من عينيها " عزيز ستيف .. انا آسفة لرحيلي, وجدت انه الحل الوحيد, لا يمكنني ان أكون السبب في تدمير حياتك, ربما تستطيع ان تسوي امورك مع جانيت , فهي في النهاية تحبك وتحارب من اجلك. سأرحل وقلبي حزين على فراقك , لقد قضيت معك اجمل ايام حياتي , احبك ولن اتوقف عن حبك طالما انا حية. لا تحاول البحث عني , فلا أمل لعودتي ابداً.... لورا "
نزلت على مهل كي لا توقظه ولم تستعمل السيارة البيجو , بل نادت على سيارة اجرة اقلتها الى مرسيليا , وطلبت من السائق ان يدلها على فندق او على شقة مفروشة.منتديات ليلاس


نهاية الفصل

Rehana 03-05-18 11:07 AM

رد: أنت قدري - روايات غادة المكتوبة ( الفصل الحادي عشر )
 
الفصل الحادي عشر

فدلها السائق الى مكتب عقاري, ولحسن الحظ وجدت شقة صغيرة قبل غروب الشمس.
انها شقة مؤلفة من غرفتين في الطابق العلوي من مبنى مؤلف من ثلاثة طوابق . كان صاحب الشقة آل مونتيه يملك متجراً لبيع الفضيات في نفس الشارع , ويبدو لطيفاً. وكذلك امرأته كانت لطيفة ودعت لورا لتناول العشاء معهما , واخبرتها انه مضى على زواجهما ثلاثون عاماً ولم يرزقا بولد.منتديات ليلاس
" اتمنى ان تجدي عملاً يا ابنتي , وسأساعدك في ذلك, فلدي العديد من الاصدقاء في هذه المدينة "

Rehana 03-05-18 11:07 AM

رد: أنت قدري - روايات غادة المكتوبة ( الفصل الحادي عشر )
 

"شكراً لك سيدة مونتيه , انت لطيفة جداً"
دفعت الملبغ المحدد لمدة شهر واحد وشكرت ربها لأنها اخذت معها المال الذي قدمه لها ستيف, لولا هذا المال لكانت الآن تنام في الشارع او عند عمتها .منتديات ليلاس
دخلت لورا الى شقتها الجديدة وهذه اول مرة يكون فيها لها بيت خاص, لكنها لم تكن سعيدة لتتمتع بهذه الملكية الشخصية . انها تعيسة محطمة الفؤاد تشعر بوحدة وخيبة مريرتين .
ضاع الأمل , وضاعت الأحلام , لقد كانت على وشك الزواج والسعادة, او لربما كانت على وشك التعاسة, من يدري؟ فإذا افلس ستيف وخسر مصانعه وشركاته فهذا ما سيقضي على حبه لها وسيجعله يحملها مسؤولية ما اصابه.
هذا هو الحل الأفضل, قالت لنفسها وهي تمسح الدموع التي انهمرت على خديها. سينساني ويعود الى حياته المعتادة , اما انا فسأحاول نسيانه وسأبحث عن عمل يساعدني على ذلك.
تجولت في الشقة الصغيرة فوجدتها مختلفة جداً عن منزل ستيف , فغرفة النوم هنا تضم سريراً صغيراً وخزانة فقط بينما الصالون يستخدم غرفة للجلوس وللطعام , هناك طاولة وكرسي واحد في احدى زواياه, اما المطبخ فعبارة عن ممر فيه مغسلة وثلاجة صغيرة وباب يؤدي الى الحمام الذي لا تتعدى مساحته متراً مربعاً واحداً.
عادت لورا الى غرفة النوم ورتبت ملابسها في الخزانة وهي تفكر بالبحث عن عمل منذ الغد, فالعمل وسيلتها الوحيدة لنسيان ستيف اولاً والوسيلة الوحيدة لدفع ايجار المنزل في الشهر القادم وشراء حاجياتها.ريحانة
ثم استحمت وبدلت ملابسها واتصلت بعمتها لتخبرها بالغاء حفل الزفاف.
" ماذا تقولين ؟" سألتها عمتها بدهشة .
" ادركت ان زوجته السابقة لن تتركنا بسلام " وخنقتها الدموع فصمتت.
" لورا "
"ففضلت الرحيل قبل ان تنفذ تهديدها وتنتقم من ستيف , لا اريد ان اكون السبب في دماره "
" اين انت الآن "
"استأجرت شقة , لكنني آسفة لن اعطيك العنوان كي لا تفعلي كما فعلت في المرة الماضية وتخبري ستيف بمكاني "
" لماذا لا تأتين..."
" انا آسفة , ياعمتي , افضل ان ابني حياتي بمفردي"
" ولكن لا تتوقفي عن الاتصال بي لتطمئنيني عنك"
" اعدك بذلك , الى اللقاء"
اقفلت لورا الخط قبل ان تضعف وتعطي عنوانها لعمتها. هكذا تكون قد وضعت فاصلاً بينها وبين الماضي لتبدأ من جديد .

Rehana 03-05-18 11:08 AM

رد: أنت قدري - روايات غادة المكتوبة ( الفصل الحادي عشر )
 
لم تنم لورا جيداً هذه الليلة وتقلبت طويلاً في فراشها تتساءل ماذا يخبئ لها القدر, ايخبئ لها مزيداً من الشقاء ؟ يجب ان تنسى وتكافح لتعيش , لقد حرمها القدر من والديها ومن حبيبها الذي عاشت معه اجمل ايام حياتها , ستيف , كم احبك , تمتمت وهي تمسح دموعها.
في صباح اليوم التالي , استيقظت على رنين جرس الباب. فنهضت وهي تشعر بالصداع وفتحت الباب. انها السيدة مونتيه تحمل لها الفطور.منتديات ليلاس
" شكراً لك سيدة مونتيه . لا ضرورة لأن تحضري لي الطعام , سأذهب الى السوبر ماركت لأشتري بعض الحاجات"
" لكنك الآن بحاجة لهذا الفطور, يا بنتي" اجابتها السيدة مبتسمة ووضعت الفطور على الطاولة في الصالون " لقد تحدثت مساء امس مع زوجي بشأنك , وقال بأنه سيبحث لك عن عمل. ولكن يجب ان ترتاحي اليوم لأنني ألاحظ انك شاحبة "
"للحقيقة , لم انم جيداً"
" اشعر بانك تمرين بظروف صعبة, لا ضرورة للكلام عنها الآن, ولكن اعلمي ان الحياة لا تخلو من المصاعب, ولا احد يعلم متى يصادفه الحظ , اذا شعرت يوماً بالرغبة بالكلام والافصاح عما يقلقك , لا تترددي , واعتبريني كوالدة لك, هيا ابتسمي الآن"
ابتسمت لورا رغماً عنها وتناولت فطورها كي لا ترد بشكل سيء على مبادرة هذه السيدة اللطيفة.ريحانة
فتحت النوافذ ورتبت الشقة ثم نزلت وقررت ان تقوم بجولة في الجوار قبل ان تمر على السوبر ماركت.
عند عودتها , كانت هناك مفاجأة تنتظرها. لقد وجد السيد مونتيه لها عملاً في مكتب للمحاماة ولا يبعد كثيراً عن المنزل.
" المحامي الاستاذ جاك لاموند صديق قديم , وقد ابدى استعداده لاستقبالك صباح غد , ما رأيك؟"
" شكراً , شكراً جزيلاً لك سيد مونتيه , بالطبع موافقة ,لم اكن اتصور انني سأجد عملاً بهذه السرعة , سأقابله غداً واتمنى ان احصل على هذه الوظيفة "
" اتمنى ذلك يا ابنتي . سأرافقك لأعرفك عليه"
احست لورا بالدوار واتكأت على الكنبة فأسرع السيد مونتيه لمساعدتها بالجلوس " بماذا تشعرين لورا ؟"
" لا شيء, لا شيء, هذا لأنني تجولت كثيراً اليوم. سأصعد لأرتاح"
ساعدها السيد مونتيه في حمل الاكياس التي كانت قد اشترتها من السوبر ماركت , فشكرته ووضعت الاكياس في المطبخ واعدت لنفسها كوباً من الشاي.
في اليوم التالي , رافقت السيد مونتيه الى مكتب المحامي وبعد ان قدمها له , استأذن وذهب ليفتح متجره.منتديات ليلاس
" آنسة بافي, العمل هنا لن يكون صعباً , مهمتك ترتيب الملفات واستقبال الزبائن وطبع بعض الاوراق وهي لا تكون كثيرة كل يوم , وستساعدين زميلتك نيكول في عملها عندما نطلب منك ذلك "

Rehana 03-05-18 11:09 AM

رد: أنت قدري - روايات غادة المكتوبة ( الفصل الحادي عشر )
 
" والدوام؟"
" من التاسعة صباحاً وحتى الثالثة بعد الظهر , المكتب لا يفتح ايام السبت والاحد , والراتب سيكون جيداً وقد يزداد اذا كنت نشيطة ومتقيدة بدوام ونظام العمل"
كان السيد لاموند استاذاً لامعاً في المحاماة, ولطيف في نفس الوقت , انه في الخامسة والخمسين من عمره وأب لثلاثة اولاد .
" متى يمكنني البدء بالعمل ؟"
" من صباح الغد اذا اردت , واذا كنت متحمسة بإمكانك ان تداومي قبل الظهر لتتعرفي على طبيعة العمل"
" يسعدني ذلك "
نادى الاستاذ لاموند على سكرتيرته نيكول وطلب منها ان تشرح للورا طبيعة عملها.
مر الوقت بسرعة ولم تشعر لوران بالتعب , وبقيت حتى الساعة الثالثة . وعندما وصلت الى المنزل , لاحظت تبدل مزاجها , عملها الجديد لم يسمح لها بالتفكير بستيف , ولكن ما ان اغلقت باب شقتها خلفها حتى عادت صورة ستيف لملاحقتها.
مرت ثلاثة اسابيع ولورا تعمل في مكتب المحاماة بنشاط وحماس لفتا نظر الاستاذ لاموند, فشجعها وطلب منها الا ترهق نفسها.
في طريق عودتها الى المنزل, اشترت لورا شرشفاً للطاولة مطرزاً باليد وقدمته هدية للسيدة مونتيه.ريحانة
" انه شرشف جميل جداً , شكراً لك"
" بل انا اشكرك على لطفك انت والسيد مونتيه, بفضلكما وجدت عملاًجيداً , اشعر بينكما انني اعيش مع اهلي"
" لورا , لقد نحفت منذ وصولك الى هنا , الا تأكلين جيداً؟"
" للحقيقة لا اشعر بالشهية "
" هل عاودك الدوار مرة اخرى"
" مرتين او ثلاث"
" لورا , يجب ان تزوري الطبيب , حالتك بدأت تقلقني "
" انت تبالغين سيدة مونتيه, انا بخير" اجابتها لورا بدون تفكير ثم اعتذرت وصعدت الى شقتها .
رمت نفسها على السرير وهي تفكر بكلمات السيدة مونتيه , يا الهي , لم امارس الحب مع ستيف سوى مرة واحدة, أيمكن ان اكون حاملاً؟ تساءلت وهي تدس وجهها في الوسادة.منتديات ليلاس
وفي اليوم التالي استأذنت من السيد لاموند وزارت الطبيب فطلب منها اجراء بعض الفحوصات واخبرها بأنه هناك احتمال كبير في ان تكون حاملاً.
" ولكن النتيجة المؤكدة ستظهر غداً"
قضت لورا الاربع والعشرين ساعة التالية بقلق كبير, ماذا سنفعل اذا جاءت نتيجة الفحوصات ايجابية ؟ اتقوم بالاجهاض , أم تحتفظ بالجنين؟ لم تشأ ان تخبر السيدة مونتيه بشيء قبل التأكد منه.منتديات ليلاس
لكن شك الطبيب كان في محله, فقد جاءت الفحوصات لتؤكد تشخيصه.
" مبروك , انت حامل في الشهر الاول"
خرجت لورا من العيادة واتجهت فوراً الى عملها , لكنها لم تستطع التركيز جيداً, ولحسن الحظ لم يكن لديها اليوم الكثير من العمل.
وعندما عادت الى المنزل , صعدت فوراً الى شقتها . لكن السيدة مونتيه احست بعودتها فصعدت لزيارتها .
" انا حامل" قالت لها لورا ورمت نفسها بين ذراعيها واجهشت بالبكاء.
" ولماذا البكاء يا عزيزتي ؟ اجلسي لنفكر معاً بحل لهذه المشكلة "


نهاية الفصل

Rehana 05-05-18 07:39 AM

رد: أنت قدري - روايات غادة المكتوبة ( الفصل الحادي عشر )
 
الفصل الثاني عشر

" اريد الاحتفاظ بهذا الجنين"
"حسناً , ولكن يجب ان يعلم والده"
" لا , لا اريده ان يعلم"
" ولكن هذا حقه وحق الجنين, أهو رجل متزوج؟"
" انه مطلق, ولقد خطبني وكنا على وشك الزواج لولا تدخل زوجته السابقة "
" وكيف ستعملين وانت متعبة من الشهر الاول؟"
" ساتدبر امري , الحمل لا يقلقني , ولكن مسألة الاهتمام بالصغير بعد الولادة"
" كل شيء بأوانه, ولكن انصحك بالاتصال بالوالد"
" لا, سيدة مونتيه , ستيف لم يهجرني , بل انا رحلت واخترت ان ابني حياتي بمفردي , ولن أكون اول امرأة تربي طفلها وحدها"

Rehana 05-05-18 07:51 AM

رد: أنت قدري - روايات غادة المكتوبة ( الفصل الثاني عشر )
 
" ليكن الله بعونك يا صغيرتي , سأساعدك قدر الامكان , ويسرني ان اهتم بطفلك اثناء ذهابك الى العمل"
مضت الاشهر الثلاثة الاولى وبدأ الجنين بالحركة داخل احشائها . وكانت كلما تأملت نفسها في المرآة تشعر بسعادة وبحزن بنفس الوقت , هذا الجنين هو جزء من ستيف حبيبها الذي لا تتوقف عن التفكير فيه , كم كانت تتمنى ان يرى النور ووالده بجانبهما.ريحانة
كانت تعلم ان ستيف كان يتمنى ان ينجب ولداً, ليتها تستطيع ان تزف اليه هذا الخبر. لكنها تخشى من تدخل جانيت التي قد تدمر حياة طفلها كما دمرت حياتها. كما وانها تخشى ان يحاول ستيف سلبها طفلها اذا علم بوجوده , لا لن تجازف بإخباره.
استمرت لورا بالذهاب الى العمل , ولم تتغيب يوماً واحداً رغم تأخر صحتها. ولم يزعجها السيد لاموند , بل قدر ظروفها وزاد على راتبها.
لكن الشهر التاسع كان صعباً, وكادت تجهض طفلها منذ اول الشهر فنصحها الطبيب بملازمة الفراش والراحة التامة , فاضطرت لطلب الاستقالة.
" ارتاحي لمدة شهرين , ستجدين مكانك بانتظارك"
" شكراً لك, سيد لاموند, شكرا "
كانت السيدة مونتيه تزورها كل يوم وتساعدها في اختيار ملابس الطفل , وكانت كلما اقترب موعد الولادة كلما ازداد حزن لورا وكآبتها, لم تكن تريد لابنها ان يعيش بعيداً عن والده, لكنها ايضاً لا تستطيع الاتصال بستيف , قد يظن انها تريد ابتزازه وربما لن يصدق ان هذا الطفل طفله , واذا اعترف به, قد يطالب بحضانته او قد يزعجها بتدخله في حياتهما.ريحانة
وكانت لورا على اتصال دائم بعمتها, لكنها لن تخبرها عن عنوانها مع انها اخبرتها باقتراب موعد الولادة , وعندما اتصلت بها اليوم , كانت العمة قلقة " لورا , يجب ان تتصلي بستيف , من حقه ان يعلم , لا تكوني عنيدة"
" لا يا عمتي , اخاف ان يسلبني ابني".منتديات ليلاس
" اسمحي لي ان اكون بجانبك وقت الولادة "
" دعيني اكلمها " سمعت لورا صوتاً يقطع كلام عمتها " لورا , أنا جون , ارجوك لا تقفلي الخط, اسمحي لي بزيارتك"
" جون , انا اشكرك , ولكني لا استطيع "
" اما مستعد للزواج منك لتربية ابنك, لا تنسي طلبت يدك للزواج من قبل ,امنحيني فرصة لأراك و..."
" كفى جون , ارجوك, سأزوركم بعد الولادة , اعدك بذلك"

Rehana 05-05-18 07:51 AM

رد: أنت قدري - روايات غادة المكتوبة ( الفصل الثاني عشر )
 
بعد ايام وبينما هي ترتب ملابس الطفل في الخزانة , واخذت تتخيل نفسها تحمله وتلاعبه وتقدم له الألعاب.
" أنا آسفة يا حبيبي" قالت وهي تضع يدها على بطنها " لا يمكن لوالدك ان يستقبلك لدى مجيئك الى هذا العالم , لكنك عندما ستكبر ستسامحني وتقف الى جانبي"
في هذه اللحظة بدأت تشعر بآلام المخاض , فنزلت الى شقة السيدة مونتيه" يبدو انه حان الوقت " قالت لها وهي تستند على الباب .منتديات ليلاس
رافقتها السيدة مونتيه الى المستشفى ولم تتركها لحظة واحدة, ولقد رأى الطبيب انه لابد من اجراء عملية قيصرية لتعذر الولادة الطبيعية ولإنقاذ حياة الطفل.
نسيت لورا كل عذابها وألمها عندما احضرت لها الممرضة طفلها , وكانت قد انجبت صبياً جميلاً يشبه والده بشكل غريب . ضمته لورا الى صدرها وطبعت قبلة على رأسه ثم انفجرت بالبكاء .
" لورا , ألست سعيدة بطفلك؟" سألتها السيدة مونتيه مع انها كانت تعلم سبب بكائها .
" لست ادري اذا كان بإمكاني ان اضمن له حياة كريمة براتبي المتواضع بينما والده واسع الثراء "
" لقد نصحتك مراراً بالاتصال بوالده "
" لا, لن افعل , وخاصة بعد ان حملته بين ذراعي , انظري اليه , كم هو جميل , انه يشبه والده كثيراً"
قضت لورا اسبوعاً في المستشفى ثم عادت الى شقتها مع ابنها وكانت قد اطلقت عليه اسم جاك . في الاسابيع الأولى , لم تضطر لورا للخروج , لأن السيدة مونتيه التي احبت الصغير كثيراً, كانت هي من يشتري الحاجيات وتعد الطعام.ريحانة
لم تكن لورا تدري انها ستحب طفلها لهذه الدرجة, كانت تشعر بسعادة كبيرة وهي تطعمه او تبدل ملابسه وتحممه, وكادت تنهار من الخوف عندما ارتفعت حرارته بعد لقاحه الاول.
عندما بلغ جاك شهر الاول , عادت لورا الى عملها في مكتب الاستاذ لاموند . وكانت السيدة مونتيه تهتم بالطفل جاك اثناء غيابها وكانت قد تولعت به كثيرا ولا تتحمل الابتعاد عنه . حتى انها كانت تتوسل للورا كي تتركه ينام الليل عندها.
" شكراً سيدة مونتيه , انت تتعبين جداً برعايته طوال النهار, لا يمكنني ان ازعجك اكثر من ذلك"
"صدقيني انا احب جاك كثيراً, ولا انزعج منه ابداً"
كانت لورا كل مرة تبتسم لها وتأخذ طفلها وتصعد الى شقتها لتقوم بما ينتظرها من اعمال . وكانت اجمل لحظات حياتها هي تلك التي تمضيها مع جاك , تضعه في حضنها تلاعبه وتغني له حتى ينام . لكن حتى جاك طفلها والذي هو جزء من ستيف لم يتمكن من ملئ فراغ قلبها بعد والده. فما ان ينام حتى تشعر بالوحدة والفراغ والحزن, فتشغل نفسها بترتيب المنزل واعداد الطعام الى ان ينهكها التعب فتنام.

Rehana 05-05-18 07:52 AM

رد: أنت قدري - روايات غادة المكتوبة ( الفصل الثاني عشر )
 
لقد مضى عام على رحيلها عن ستيف , لكن الايام لم تنسيها حبه , فهي تراه كل يوم في وجه طفله وتسمع صوته وكأنه جالس بقربها وتحس بلمساته بمجرد ان تفكر به. كانت تعتقد ان جاك سينسيها والده, لكنه بشبهه به يذكرها به في كل لفتة من لفتاته , خاصة عندما يبتسم , فتظهر تلك الغمازتين التي اخذهما عن والده.منتديات ليلاس
بلغ جاك شهره الرابع فاخذت لورا تفكر بالاستماع لنصائح عمتها حول مستقبل جاك, وكانت كل يوم تدرس هذه المسألة من كل جوانبها . جاك بحاجة لوالده كما هو بحاجة لوالدته. بإمكانه ان يزوره عندما يكبر , وبإمكان ستيف ان يوجهه في حياته الدراسية والعملية . ولكن ماذا لو احب جاك والده اكثر منها واغراه ماله وفضل البقاء معه ؟ يا إلهي , لا يمكنها التفكير بهذا الاحتمال ابداً, الا انها كانت كلما عادت من عملها متعبة فكرت بأنها عاجزة عن الاستمرار بالعمل , كما وان هذا الراتب الذي تتقاضاه لن يكفي متطلبات جاك.
ذات مساء اتخذت قرارها , يجب ان تتصل بستيف وتخبره بأنها ولدت طفله , ولكن ماذا لو لم يصدق ان جاك ابنه. ماذا لو انكر ابوته؟ بالتأكيد سيسألها لماذا اخفت عنه حملها منذ البداية , مهما كلف الامر ستتصل به وتنتهي من هذه المسألة التي تقلقها . واذا رفض رؤية ابنه , فهذا سيكون افضل, عندئذ ستعرف كيف تفكر بمستقبله وبمستقبلها .
في الساعة العاشر ليلاً , جمعت كل شجاعتها واستعدت لسماع صوته او لسماع صوت جانيت.
" ألو من؟" ارتفع صوت ستيف في الطرف الآخر من الخط .
احست لورا بقلبها يدق بسرعة كبيرة لدرجة انها اعتقدت ان ستيف يسمع دقاته .
" ستيف" نطقت باسمه بهمس وبصوت مرتجف.
"لورا "
اجتاحتها رعشة قوية عندما عرف صوتها واخذت السماعة ترتجف بيدها .
" لورا , أهذا انت ؟"
لم تقر لورا على كلامها ونسيت كل ماكانت تريد ان تقوله له.ريحانة
" لورا , تكلمي , ارجوك , اين انت ؟"
" أنا ...أنا..."
" اين انت ؟ هل انت بخير؟"
" انا بخير , ستيف اريد ..."
"قولي لي اين انت "
"انا في تولوز ,ويجب ان اكلمك "
" تكلمي , ارجوك , يا إلهي , اعتقدت انني فقدتك للأبد"
"ستيف , الأمر هام"
" هل انت بخطر؟"
" لا , لا , انا بخير"
" اعطني العنوان وسآتي اليك في الحال"
" ايمكنك ذلك حقا ً؟"
" بالتأكيد لورا , لطالما بحثت عنك"
" حسناً". منتديات ليلاس
واعطته العنوان وارادت ان تمهد للموضوع الذي يشغلها لكنه قاطعها " لورا , سأكون عندك قبل طلوع الفجر, وعندما نلتقي سنتكلم بأمور كثيرة"


نهاية الفصل

Rehana 06-05-18 09:27 AM

رد: أنت قدري - روايات غادة المكتوبة ( الفصل الثالث عشر )
 
الفصل الثالث عشر

ظلت لورا تمسك بالسماعة لحظات طويلة بعد ان اقفل ستيف الخط, واحتارت ماذا تفعل . فنهضت واقتربت من ابنها فرأته نائماً كالملاك.
" طفلي الحبيب , قريباً سيصل والدك , لست ادري اذا كنت مصيبة بالاتصال به وقد تكون هذه غلطة كبيرة اقترفها . لكنني فعلت ذلك من اجلك انت لا من اجلي"
ثم وقفت امام المرآة تأنق نفسها, لقد تغيرت كثيراً في هذه الشهور, لم تعد تلك الفتاة الحالمة, لقد اصبحت أماً تفعل المستحيل من اجل سعادة ومستقبل طفلها.
ثم ابتسمت وامسكت الفرشاة تسرح شعرها, لقد عرف ستيف صوتها على الفور, هذا يعني انه لم ينسها هذه المدة.منتديات ليلاس

Rehana 06-05-18 09:31 AM

رد: أنت قدري - روايات غادة المكتوبة ( الفصل الثالث عشر )
 
وقال بأنه بحث عنها طويلاً, وكان يخاف ان يفقدها للأبد, تفهم من ذلك انه كان يفكر بها , ولكن كيف ستكون ردة فعله عندما يعلم انه اصبح والداً؟ هل سيعترف بجاك ابناً له ويحبه وهي , ماذا سيكون موقفه تجاهها؟ كم تشتاق اليه! انه الرجل الوحيد الذي امتلك قلبها وروحها وجسدها , كم تتمنى ان يضمها اليه فور وصوله ! كان صوته حنوناً عبر الهاتف ولكن كيف كانت ملامحه وهي تكلمه.ريحانة
ماذا فعل طوال هذه المدة وكيف هي علاقته بجانيت؟ الا تزال تسيطر عليه وتبتزه ؟ يا إلهي , يبدو ان عقرب الساعة لا يتحرك من مكانه.
جلست على الاريكة في الصالون تعد الدقائق وتتخيل لقائها بستيف الى ان غلبها النوم فنامت مكانها ولاحقها ستيف في الاحلام.
رأت نفسها تغرق في بحر هائج وترفع يديها مستغيثة بينما ستيف على ظهر المركب لا يسمعها , كانت تصرخ لكن صوتها لا يخرج من حنجرتها , تحرك يديها لكنها تستمر بالغرق الى الاسفل.منتديات ليلاس
استيقظت فجأة وهي مرعوبة وجبينها مليئاً بقطرات الندى.
"يا له من كابوس !" قالت وهي تتجه الى غرفة النوم حيث كان جاك يبكي , لابد ان بكاءه هو الذي ايقظها وانقذها من هذا الكابوس . نظرت الى الساعة فإذا هي تقترب من الثالثة صباحاً.
اذا انطلق ستيف منذ ساعة التي كلمته ,فإنه سيصل بين دقيقة واخرى.
غسلت وجهها وحملت جاك لكنه لم يكف عن البكاء , انه جائع وبحاجة لزجاجة الحليب. اعادته
الى سريره ودخلت المطبخ لتعد له الحليب , بعد قليل , سمعت هدير يقطع هدوء الليل . أهو ستيف؟ تساءلت وهي ترتجف , ثم حملت جاك واعطته زجاجة الحليب فسكت على الفور.
بهذه اللحظة بالذات رن جرس الباب, انه ستيف ! واحتارت , أتضع الطفل من يدها وتفتح ام تحمله معها الى الباب؟ وضعته في السرير لكنه عاد للبكاء, فلم تجد حلا آخر غير ان يستقبل والده معا.
فتحت الباب بيد وهي تحمل جاك باليد الاخرى. ما ان رآها ستيف حتى توقف مذهولاً لا يصدق عينيه.
"لورا"
"ستيف " تمتمت وهي تتأمله بدهشة , لقد تغير كثير اً واصبح نحيفاً.
" أيمكنني الدخول ام ان زوجك في الداخل؟"
" تفضل , تفضل" وابتعدت لتفسح له مجالاً للدخول .ريحانة
كان ستيف يبدو متعباً , هذا طبيعي , فهو لم يذق النوم هذه الليلة.
نظر ستيف حوله , ثم نظر اليها باحتقار " أهذا طفل؟"
" انه .. انه طفلك , ولهذا اتصلت بك"
" طفلي؟ ما هذا الهراء ؟" قال وهو يرمي نفسه على الكنبة.

Rehana 06-05-18 09:32 AM

رد: أنت قدري - روايات غادة المكتوبة ( الفصل الثالث عشر )
 
" ستيف , لم اتصل بك لأبتزك او لأضايقك , اردت فقط ان تعلم"
وضع ستيف رأسه بين يديه للحظات وكأنه يقوم بعمليات حسابية , ثم رفع رأسه نحوها وكانت لا تزال واقفة " أهذا ابني حقاً؟ " سألها بنبرة ضعيفة.
" يكفي ان تنظر اليه " وجلست بجانبه وتركته ينظر الى الصغير الذي يرضع الحليب . توقف الصغير عن التهام الحليب ونظر الى هذا الرجل الذي يراه للمرة الأولى.
" أيمكنني ان احمله؟" سألها دون ان يرفع نظره عن الطفل.
"تفضل " وناولته الصغير فلامست يده يدها والتقت نظراتهما للحظات.
" سأعد لك فنجاناً من القهوة"
" انا حقاً بحاجة للقهوة"
ما ان وضعت القهوة على النار حتى خطرات لها فكرة ارعبتها. ماذا لو اختطفه ؟ يا إلهي ! وعادت الى الصالون مسرعة والخوف ظاهر على وجهها .
" ما بك ؟ اتخشين ان اهرب به ؟ لا تخافي , لست ممن يحرم اماً من طفلها"
عادت الى المطبخ وقد شعرت بالراحة والطمانينة , بعد لحظات عادت الى الصالون وهي تحمل صينية عليها فنجانين من القهوة .منتديات ليلاس
" لماذا اخفيت عني امره كل هذه المدة؟" سألها دون ان يرفع نظره عن الصغير.
" للحقيقة ..."
" كل هذه المدة وأنا اجهل انني انتظر طفلاً "
" ستيف ..."
" كيف تمكنت من الصمت كل هذا الوقت؟ وكيف تدبرت امرك؟"
" انا عمل في مكتب للمحاماة "
" هذا كان حلمك على ما اذكر"
التقت نظراتهما , وارتعشت لورا تحت نظراته , انه يذكر كلامها " كنت مضطرة للبحث عن عمل كي اسدد ايجار هذه الشقة واشتري حاجياتنا"
" لم تكوني مضطرة لذلك , على كل حال"وعاد يتأمل الصغير.
" هل هو بصحة جيدة؟"
" نعم , كما ترى"
" أرى انه يشبهني "
" انظر الى غمازتيه " قالت مبتسمة بحنان وهي تنظر الى طفلها.
" لاحظت وجودهما . لا اشك بأنه طفلي , ولكن لماذا رحلت فجأة ؟"
" شرحت لك ذلك في رسالتي "

Rehana 06-05-18 09:35 AM

رد: أنت قدري - روايات غادة المكتوبة ( الفصل الثالث عشر )
 
" رسالتك !" قال بسخرية "كنت استحق منك ورقة صغيرة كتلك ؟ ألم تكوني واثقة من حبي لك ؟ لقد افسدت كل شيء بحماقتك, كنت اعتقد انك تحبينني وانك مستعدة للزواج , لكنك سببت لي صدمة قوية لا ازال حتى الآن تحت وطأتها "
" ستيف , لم اكن اريد ان أكون السبب في دمارك , فجانيت..."
" لا تنطقي اسمها, أفهمتي ؟"صرخ بحدة .
" أنا آسفة , ولكن ..."
" بعد رحيلك , بحثت عنك طويلاً, وعندما يئست من ايجادك صببت جام غضبي عليها , كدت اخنقها بيدي لولا تدخل والدها , أما أنت , الفتاة التي احببتها واعتقدت انني سأجد السعادة معها , قد رحلت , تاركة رسالة سخيفة وراءك , كان يجب ان تقولي لي بأنك حامل "
" لم أكن أعلم , صدقني , علمت فيما بعد "
" ومع ذلك لم تتصلي بي"
اخذت لورا طفلها من بين ذراعيه ووضعته على الكنبة المقابلة .ريحانة
" ألن تشرب قهوتك ؟"
" شكراً لك " وتناول فنجانه فتلامست يداهما مرة اخرى فأخفضت نظرها وحاولت ان لا تظهر ارتباكها.
" والآن , لورا , ماذا تريدين ؟"
" لا اريد منك مالاً ولا مساعدة, أنا اعمل , وراتبي يكفينا " وانهمرت دموعها على خديها.
" تقصدين انه يجب علي الآن ان اشرب قهوتي واعود الى منزلي وكأن شيئاً لم يكن!" قال بسخرية.منتديات ليلاس
تجمد الدم في عروقها واحست بالخوف والندم .
" اذا كان امر الصغير يهمك , بإمكانك زيارته بين الوقت والآخر"
" لورا , أتجرئين ؟" قال بحدة وهو يضع الفنجان جانباً.
" بعد كل هذه السنوات التي كنت انتظر فيها ابناً, اذهب الآن لأزوره كالغريب من وقت لآخر"
" ماذا تريد اذاً؟" سألته بنظرات مرتعبة .
نهض ستيف واقترب منها ليضع يديه على كتفيها . ارتعشت لورا واحست بأنها ستقع على الارض ان لم ترمي نفسها بين ذراعيه , لكن خوفها من فقدان طفلها كان الأقوى , فابتعدت عنه.منتديات ليلاس
" لورا , لا تخافي, لا افكرا ابداً بسلبك طفلك, لكنه طفلي الذي طالما انتظرته ايضاً, بالمناسبة , ماذا سميته ؟"
" جاك"
" جاك , انه اسم جميل لطفل جميل"
في هذه اللحظة , عاد الطفل للبكاء, فكان ستيف اول من حمله وما ان ضمه الى صدره حتى امسك جاك بربطة عنقه , فضحك ستيف ونظر الى لورا .
" أيمكنك انت ان تحرميني من طفلي؟"
" لا انوي ذلك, وإلا لما اتصلت بك"
" حسناً, هذه نقطة نتفق عليها, ألديك حل؟"
لم تجبه واخذت تنظر الى الارض.ريحانة
" كيف قضيت اشهر الحمل؟ هل كانت الولادة صعبة؟"
" تعبت كثيراً في الشهرين الاخيرين , وكانت الولادة صعبة, حتى رأى الطبيب ضرورة إجراء عملية قيصرية "
" لقد مررت بظروف صعبة , ألم يكن من الأفضل لو كنت بجانبك؟"
لم تجبه والتزمت الصمت مرة اخرى . فوضع ستيف الصغير جانباً واقترب منها .
" لورا, ألهذه الدرجة لم تكوني ترغبين برؤيتي ؟" ورفع خصلة من شعرها .
احست لورا بالضعف وتذكرت ايام عذابها ووحدتها فرمت نفسها بين ذراعيه.


نهاية الفصل

Rehana 07-05-18 08:17 AM

رد: أنت قدري - روايات غادة المكتوبة ( الفصل الرابع عشر )
 
الفصل الرابع عشر

ضمها ستيف الى صدره وداعب شعرها بحنان.
" كنت اخاف على طفلي من جانيت "
فرفع وجهها نحوه ومسح دمعة سالت على خدها "جانيت انتهى امرها منذ مدة طويلة , لم يعد لها أي تأثير علي ولا على عملي , خاصة وان والدها ادرك الاعيبها وادرك انها هي من قطعت فرامل السيارة البيجو وعرضت حياتك للخطر"
" حقا , كان ذلك حادثاً مفتعلاً؟"
" المهم انك نجوت منه وانها كانت الخاسرة الكبرى, والدها لم يعد يصدقها , ولا يزال يشتري انتاجي"
" انا سعيدة من اجلك"

Rehana 07-05-18 08:18 AM

رد: أنت قدري - روايات غادة المكتوبة ( الفصل الرابع عشر )
 

" لكن سعادتي انا لا تزال مرهونة بك. فأنا لم أكف عن التفكير بك طوال هذه المدة, حبك لا يزال يحتل قلبي, دعينا نجتمع من جديد ونربي طفلنا معا"
" ستيف ..." وخنقتها الدموع.
" لننسى الماضي ونبني عائلتنا , مارأيك؟ " وأحنى رأسه وتناول شفتيها , فنسيت كل شيء وبادلته قبلة لطالما حلمت بها وانتظرتها.
" لورا, الا تزالين تحبينني؟" سألها وهو يرفع رأسه.منتديات ليلاس
" لم اتوقف يوماً عن حبك"
" هل تعودين لنعيش معاً ونتزوج؟"
ابتعدت عنه وحملت جاك ودخلت به الى غرفة النوم لتضعه في سريره وكان قد عاد للنوم. تبعها ستيف وساعدها في وضع جاك في سريره .منتديات ليلاس. منتديات ليلاس
" جاك بحاجة لنا نحن الاثنين . وانا بحاجة لك"
" ارجوك , ستيف, دعني افكر بهذا العرض , فأنا مرتبطة بعمل هنا و ..."
" ولكن من كان يهتم بجاك اثناء غيابك ؟"
" انها السيدة مونتيه صاحبة المنزل , انها وزوجها لطيفان جداً, وقد ساعداني في اصعب الاوقات" "اعتقد انه حان الوقت لأتحمل انا مسؤولياتي تجاهكما"
" ستيف , لا تطلب مني شيئاً الآن , انا بحاجة للتفكير"
" انا متعب وبحاجة للنوم , اتسمحين لي بالنوم عندك بضع ساعات قبل ان اقود سيارتي مجدداً نحو العاصمة ؟"
" بإمكانك ان تفعل"
" سأنام على الكنبة, ايقظيني بعد ساعتين , سأعود الى العاصمة واترك لك مجالاً للتفكير واتصل بك مساء غد"
" مساء غد ,لا , احتاج لأسبوع على الاقل , فإذا كان قراري بالايجاب اتصل بك أنا"
" اخشى ان تهربي مرة ثانية وافقدك للأبد هذه المرة"
" لن افعل . اطمئن"
حملت له وسادة وغطاءووضعتهما على الكنبة في الصالون.
"خذ راحتك وكأنك في منزلك, مع ان الفرق كبير بين المنزلين. في الساعة التاسعة اوقظك لأنني سأذهب الى المكتب وسأترك جاك مع السيدة مونتيه كالعادة"
" هذا الوضع لن يستمر طويلاً, الأفضل لجاك ان يعيش في منزل والده وان ترعاه والدته, لن تكوني بحاجة للعمل... "
" ستيف , نم الآن , وسنتكلم في هذا الموضوع لاحقاً"
استلقي ستيف على الكنبة وسرعان مانام . وقفت لورا تتأمله وهو نائم وتقاوم رغبتها القوية في تحسس شعره وصدره الذي يرتفع ويهبط بانتظام. كم تغير طوال هذه المدة , من المؤكد انه كان يرهن نفسه بالعمل كما كان يفعل دائماً. ادركت لورا الآن انها ارتكبت خطأ كبير برحيلها عنه, تسببت بالعذاب له ولنفسها . وقررت ان تعود معه الى العاصمة ليعيشا مع ابنهما ويكونا عائلة سعيدة .

Rehana 07-05-18 08:20 AM

رد: أنت قدري - روايات غادة المكتوبة ( الفصل الرابع عشر )
 
فجأة تراجعت عن هذا القرار وفكرت ان ستيف لم يطلب منها العودة الا من اجل الطفل, لكي يبقى قريباً منه دون ان يضطر لصرف ساعات طويلة بالعناية به, فهو يعلم ان لورا تكرس كل حياتها لطفلها ولن تطلب منه ان يشاركها اعباء تربيته وتنشئته.ريحانة
" لا , لن اعود معه قبل ان اتحقق من حبه لي . اذا كان همه الوحيد هو جاك, بإمكانه ان يزوره ساعة يشاء , ولا ضرورة لتمثيل دور المحب العاشق"
في الساعة السابعة والنصف استيقظ الطفل فأسرعت تحمله كي لا يوقظ والده , ولكن جاك استمر بالبكاء .
" اعلم انه حان موعد حمامك , لكن اسكت قليلاً ريثما احضر ملابسك" قالت لطفلها وهي تقبله.
يبدو وكأنه فهم ما قالته , لأنه سكت فتركته لورا قليلاً واعدت له الحمام والملابس , ثم حملته الى الحمام وهي تغني له اغنيتها المعتادة التي يحبها. ما ان احس جاك بالمياه حتى ظهرت ابتسامته وبدأ يناغي بسرور .منتديات ليلاس
" أتريدين بعض المساعدة ؟"
" ستيف , انت لم تنم جيداً"
" استيقظت على صوت جاك الحبيب" قال وهو يقترب واخذ يرش الصغير بالماء فيضحك جاك بصوت مرتفع .منتديات ليلاس
" ستبلل ملابسك " قالت لورا وهي تضحك مع طفلها .
" لا اهمية لذلك, يكفيني سماع ضحكته الجميلة " ثم اخذ الصابونة من يدها وفرك جسم الصغير ولم يقبل بالخروج من الحمام الى ان انتتهى ابنه من حمامه .منتديات ليلاس
" يكفيه لعب الآن , لا اريده ان يصاب بالبرد"لكن ما ان رفعت الصغير من الماء حتى اخذ بالبكاء
" لا تكن طماعاً يا بني " قال ستيف له وهو يلف جسده بالمنشفة .
" يجب ان تسمع كلمة والدتك , فهي ادرى بصالحك" وطبع قبلة على خده , فعبس الصغير.
" يبدو ان ذقني ازعجته " قال مبتسماً وهو ينظر الى لورا " لا اعتقد ان لديك هنا آلة حلاقة"
ضحكت لورا وحملت جاك الى غرفة النوم لتلبسه الثياب.
" كل يوم يبكي عندما ارفعه من المياه"
" يحب الاستحمام كوالده . عندما تنتقلان للعيش في المنزل , سأهتم انا بتحميمه كل يوم"
" أتريد تناول الفطور؟"
" اهتمي انت بجاك وسأرى ماذا لديك في هذا المنزل"
انتهت لورا من الباس جاك ملابسه , فدخلت الى المطبخ لتعد له زجاجة حليب , وهناك ادهشها منظر ستيف , كان يضع مئزر على خصره ويسلق البيض.
" لست ادري كيف تتحركين في هذا المطبخ الصغير , اين تضعين البن؟"
ناولته كيس البن وهي تبتسم " جاك جائع ولن ينتظرنا , ابتعد لأعد له طعامه "
" لا , قولي لي ماذا افعل , يجب ان اعرف كيف اعد له زجاجة الحليب اذا كنت نائمة او خارج المنزل" وامسك يدها ليمنعها من دخول المطبخ.منتديات ليلاس
احست لورا بالنيران تسري في كل كيانها , فنظرت اليه ولمحت في عينيه رغبة توازي رغبتها . لكنها تذكرت انها تريد ان تتأكد من حبه وعواطفه نحوها . فابتعدت عنه بلطف.
" اتريد ان تطعمنا بيضاً محروقاً ؟"
" اذا كنت تريدين تناول افطاراً لذيذاً , اخرجي من المطبخ , لا يمكنني ان افعل شيئاً وانت بجانبي لأنك تسلبينني عقلي"
ضحكت لورا وخرجت الى الصالون لترتب طاولة الطعام الصغيرة.


نهاية الفصل

Rehana 08-05-18 08:31 AM

رد: أنت قدري - روايات غادة المكتوبة ( الفصل الخامس عشر والاخير)
 
الفصل الخامس عشر والاخير

بعد قليل , دخل ستيف يحمل الطعام فنهضت لتساعده " اين زجاجة الحليب؟"
" لحظة وتكون عندك"
عاد بعد لحظة يحمل زجاجة الحليب" تفضلي , واسأليه عن رأيه بها "
" ستيف , أتحبه حقاً؟"
" منذ اللحظة الاولى , هذا الصغير سحرني كما سحرتني والدته "
يبدو ان جاك اعجب بالحليب لأنه تناوله بصمت فجلست لورا مقابل ستيف الذي كان قد أتى على طبقه وشرب العصير .
" لا تخافي , تركت لك ما يكفيك"

Rehana 08-05-18 08:32 AM

رد: أنت قدري - روايات غادة المكتوبة ( الفصل الخامس عشر والاخير)
 
ضحكت لورا وتناولت فطورها وهي تتمنى لو انها تتناول مثل هذا الفطور كل يوم .
" ساتصل بالمكتب واخبرهم انني سأتغيب اليوم" قال ستيف وهو ينهض.
" ولكن , ألم تقل انك ..."
" كلما قضيت دقيقة أكثر مع جاك كلما وجدت صعوبة أكبر في الرحيل"
احست لورا بانقباض في قلبها , انه يتكلم عن فراق جاك ولا يهمه فراقها هي .ريحانة
" اذاً ابق معه هذا اليوم, فأنا مضطرة للذاهاب الى عملي"
" تذهبين الى عملك؟ لكنني كنت اعتقد ..."
" لا , ستيف , لم أغير رأيي, على الاقل حالياً , من الأفضل ان تذهب الى باريس وبعد ايام سأتصل بك "
" أهذ هو قرارك الاخير "
" نعم, الا يمكنك الانتظار بضعة ايام ؟"
" يومان فقط , لا استطيع الانتظار اكثر"
" حسناً". منتديات ليلاس
" أتريدين ان اوصلك الى عملك؟"
" لا , شكراً , المكتب ليس بعيداً"
" لن يهدأ لي بال طوال هذين اليومين وأنا اعلم انك تتركين جاك وحده ..."
يا الهي , انه لا يفكر سوى بجاك.
"قلت لك انني اتركه مع السيدة مونتيه " قالت بحدة وانفعال ادهش ستيف.
" حسناً, لورا , سأنتظر يومين لأسمع قرارك النهائي , اتمنى من كل قلبي ان يكون قرارك بالقبول " ثم قبل ابنه وخرج.منتديات ليلاس
وقفت لورا امام النافذة , فرأته يسرع الى سيارته وينطلق بها بسرعة جنونية. انه غاضب مني بالتأكيد ! قالت لنفسها وهي تنظر باتجاه سيارة. كان يعتقد انني سأرحل معه اليوم دون ان افكر بعملي, انه واثق جداً من نفسه, لكنني لست واثقة من حبه تماماً, صحيح انه قال بأنه يحبني, ولكني اريد ان اتأكد , لا احتمل فكرة الفراق مجدداً , خاصة وان جاك موجود الآن . واذا تعلق ستيف به أكثر , كيف ستتمكن من استعادته؟
ما ان وصلت الى المكتب حتى طلبت مقابلة السيد لاموند واخبرته بأنها ترغب بالحصول على اجازة لمدة اسبوع وقد لا تعود بعدها. سألها السيد لاموند عن الاسباب , لكنها فضلت الا تخبره . لم يلح المحامي أكثر ومنحها اجازة لمدة اسبوع.
عادت لورا الى المنزل باكراً, فدهشت السيدة مونتيه عندما رأتها " هل انت بخير يا عزيزتي؟" سألتها بقلق.
" انا بخير سيدة مونتيه , شكرا لك. لكنني بحاجة للنصيحة" وجلست على الكنبة " اين جاك؟"

Rehana 08-05-18 08:34 AM

رد: أنت قدري - روايات غادة المكتوبة ( الفصل الخامس عشر والاخير)
 
" انه نائم , ولكن مابك؟ هل للأمر علاقة بضيف الامس؟"
" ضيف الامس؟ ولكن ... كيف علمت ؟" سألتها لورا وقد احمر وجهها وظهر الارتباك عليها .
" انا لا اريد الا سعادتك يا ابنتي"
" اوه سيدة مونتيه , انه والد جاك"
" حقاً؟ يبدو انه حقاً ثري, سيارته جميلة جداً, لكنني لم أره شخصياً"
" انا بحاجة للنصيحة , فهو يريد ان نتزوج ونعيش معاً لنربي طفلنا"
" ألديك مانع انت ؟" سألتها السيدة مونتيه بدهشة .ريحانة
" اتصلت به لأخبره بأنه اصبح والداً, لكنني لم أكن اعتقد انه سيأتي ليصطحبني معه أنا وجاك"
" وكيف كان لقاءه بابنه؟" سألتها بفضول.
" لقد احبه كثيراً, ولم يكن يريد ان يبتعد عنه دقيقة واحدة. لكنني طلبت منه ان يمهلني يومين لأفكر بعرضه "
" المسألة لا تحتاج الى تفكير , انتما بحاجة لرجل يقف الى جانبكما. ولا يحق لك ان تحرمي احدهما من الآخر"
" لكن ستيف لا يفكر بالزواج مني الا من اجل جاك, فكيف ..."
" ألم تشعري بأنه لا يزال يحبك؟"
" بلى, ولكن كلماته كانت كلها تدور حول جاك "
" لأن جاك طفله الذي لم يره الا مرة واحدة , انه جزء منه "
" أتنحصيني بقبول الزواج منه؟"
" انه الرأي الصائب"
" لقد طلبت اجازة من المكتب لمدة اسبوع , سأذهب غداً الى باريس اذا عدت قبل اسبوع , لا يكون هناك امل من العيش مع ستيف, واذا لم اعد أكون على وشك الزواج منه وقد تأكدت من حبه لي "
" ألن تزوريني من وقت لآخر؟ لا تنسي ان جاك ابني أنا ايضاً"
"سأزورك بالتأكيد , وهل يمكنني ان انسى مافعلته انت والسيد مونتيه لأجلي؟"
في صباح اليوم التالي, كانت لورا تستقل سيارة اجرة الى باريس, لم تتصل بستيف وارادت ان تفاجأه بزيارتها . وصلت الى باريس بعد الظهر, ولم تكن تتوقع ان تجد ستيف في المنزل, لكن وجود سيارته امام الباب أكد لها انه موجود , فدقت جرس الباب ففتحت لها خادمة متوسطة في السن.منتديات ليلاس
" من أنت ؟ وماذا تريدين؟"
" انا لورا , لورا بافي , اعلمي السيد بوصولي"
بعد لحظات قليلة فقط , ظهر ستيف امام النافذة والخادمة مذهولة خلفه .

Rehana 08-05-18 08:37 AM

رد: أنت قدري - روايات غادة المكتوبة ( الفصل الخامس عشر والاخير)
 
"لورا ... جاك ...يا للمفاجأة " وحمل جاك وانهال عليه بالقبل, بينما ظلت لورا واقفة مكانها . التفت ستيف نحوها ولاحظ ارتباكها " عفواً , لورا , تفضلي , المنزل منزلك , أنا آسف , لكن هذا الصغير يسحرني " ثم التفت نحو الخادمة " ادخلي حقيبة السيدة , سيدة لامب, انها زوجتي وهذا ابني"
" ولكن اين هيلين ؟" سألته لورا وهي تدخل الى الصالون وستيف وراءها.
" طردتها منذ شهور طويلة , ولكن ما هذه المفاجأة السارة !"
ثم التفت نحو الخادمة مرة ثانية وكان يتكلم كالأطفال الصغار الذين تلقوا هدية ثمينة .
" اعدي الغداء للسيدة , سنتاوله في الحديقة"ونظر الى لورا التي احمر وجهها وتذكرت زيارتها الأولى لهذا المنزل.ريحانة
" كنت سأتصل بك "
" اشتقت لجاك؟"
" بل اشتقت اليكما , اشكر جاك لأنه اعادك لي "
" انا لم اعد لأعيش هنا"
" لورا , لا يزال امامي يوم آخر لأحصل على قرارك النهائي , لماذا انت متسرعة , اعتقد انني سأنجح باقناعك بالبقاء"
" تبدو واثقاً من نفسك " قالت له بتحدي.
لنقل انني واثق من حبي لك"
تفاجأت لورا بهذا الاعلان الصريح , لكنها غيرت الموضوع.
" أليس لديك عمل بعد الظهر؟"
" كنت سأتصل بك واعود الى عملي , لكن طالما انك اتيتي, سأتصل بالمكتب وابقى معكما" وطبع قبلة على رأس ابنه.
" منذ رأيتك وأنا افكر بوسيلة لاستعادتك لورا , لماذا تترددين ؟"
تناولا الغداء في الحديقة واهتمت الجادمة بجاك .
" هل اعجبك طعامها ؟" سألها ستيف وهما يتناولان القهوة في الصالون .
" طعامها افضل من طعام هيلين"
" اتمنى ان ترتاحي معها"
في المساء خرجت الخادمة وتركتهما وحدهما " ألن تري غرفتك؟"
" الا تزال كما هي؟"
" نعم. ولم يستعملها احد حتى الآن" ثم امسك يدها وساعدها على النهوض " بإمكانك ان تبدلي ملابسك بينما اهتم بجاك"
استحمت لورا وارتدت قميص نوم قطني ودخلت الى غرفة ستيف فوضع اصبعه على فمه " انه نائم . هيا بنا الى الخارج"
أدار جهاز التلفاز واستأذن منها ليبدل ملابسه . بعد قليل عاد مرتدياً بيجامته وجلس بجانبها , فابتعدت قليلاً .منتديات ليلاس
" أتهربين مني ؟"
" ستيف , يجب ان انام" تمتمت بصوت متقطع.
" ليس قبل ان تزول كل شكوك من ناحيتي , لورا احبك وارغب بك , ولن اتحمل الابتعاد عنك مرة ثانية"
وضمها اليه وداعب شعرها وعنقها , فأحست بموجة من الحرارة تجتاحها همست باسمه " ستيف"
" ماذا ؟" سألها وهو يقبل عنقها.
" احبك". منتديات ليلاس
" اعلم , ولهذا اريدك ان تبقي لنتزوج "
واطبق شفتيه على شفتيها وحملها بين ذراعيه دون ان يترك شفتيها حتى دخلا غرفة النوم.
" هل تقبلين الزواج مني؟"
هزت رأسها بالايجاب واحاطت عنقه بيديها . وانحنى ليقبلها فجذبته اليها واستسلمت لعناقه وقد نسيت كل ما عانته من عذاب بعيداً عنه .منتديات ليلاس



النهاية

سمرااء نوبية 29-12-18 03:33 AM

رد: أنت قدري - فلورا كيد - روايات غادة المكتوبة
 
روعه :55::55::55::55::55::55::55::55:

SHELL 04-01-19 08:15 AM

رد: أنت قدري - فلورا كيد - روايات غادة المكتوبة
 
http://www.kulilk.com/up/upload/4414c_4761.gif

نجلاء عبد الوهاب 05-07-23 02:15 PM

رد: أنت قدري - فلورا كيد ( روايات غادة المكتوبة)
 
:55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55: :55::55::55::55::55::55::55::55::55:


الساعة الآن 01:51 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية