منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتملة (بدون ردود) (https://www.liilas.com/vb3/f571/)
-   -   ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر (https://www.liilas.com/vb3/t164885.html)

كبرياء الج ــرح 15-06-10 08:49 AM

ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر
 
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13069408502.png



مالي أراكَ عصيَّ الدَّمْعِ شيمَتُكَ الصَّبْرُ
أما لِلْهَوى نَهْيٌ عليكَ و لا أمْرُ؟



بَلى، أنا مُشْتاقٌ وعنديَ لَوْعَةٌ
ولكنَّ مِثْلي لا يُذاعُ لهُ سِرُّ!


إذا اللّيلُ أَضْواني بَسَطْتُ يَدَ الهوى
وأذْلَلْتُ دمْعاً من خَلائقِهِ الكِبْرُ.......ابو فراس الحمداني


********************************
السلام عليكم و رحمه الله وبركاته ...


مراحب لأحلى منتدى ..
احببت ان اكون معكم في روايتي ... صغيرتي الغاليه ..
لنكون معا في نقطه التقاء ...ارتوي من نبع العطاء بمشاركتكم جميعا ..
اسقطت كلماتي كلها في بوتقه ..مفردها روايه
ارجو ان تنال اعجابكم ...اخطو الى الامام بأرائكم جميعا
فدمتم بألف خير وسعاده جميعا..........كبرياء الج ــرح







(روايه ما لي أراك عصي الدمع 00شيمتك الصبر )
**********
البارت الثاني
http://www.liilas.com/vb3/t142674-5.html#post2345436

*****
البارت الثالث والرابع
http://www.liilas.com/vb3/t142674-7.html
*****
البارت الخامس
http://www.liilas.com/vb3/t142674-8.html
*****
البارت السادس
http://www.liilas.com/vb3/t142674-11.html
****
البارت السابع
http://www.liilas.com/vb3/t142674-14.html
*****
البارت الثامن
http://www.liilas.com/vb3/t142674-17.html
******
البارت التاسع
http://www.liilas.com/vb3/t142674-17.html
******
البارت العاشر
http://www.liilas.com/vb3/t142674-19.html
******
البارت الحادي عشر
http://www.liilas.com/vb3/t142674-21.html
*****
البارت الثاني عشر
http://www.liilas.com/vb3/t142674-24.html
*****

****
البارت الثالث عشر
http://www.liilas.com/vb3/t142674-25.html
*********
البارت الرابع عشر
http://www.liilas.com/vb3/t142674-26.html
********
البارت الخامس عشر
http://www.liilas.com/vb3/t142674-29.html
******
البارت السادس عشر
http://www.liilas.com/vb3/t142674-32.html
********
البارت السابع عشر
http://www.liilas.com/vb3/t142674-36.html
******
البارت الثامن عشر
http://www.liilas.com/vb3/t142674-40.html
********
البارت التاسع عشر
http://www.liilas.com/vb3/t142674-43.html
*******
البات العشرون
http://www.liilas.com/vb3/t142674-45.html#post2408105
*********
البارت الواحد والعشرون
http://www.liilas.com/vb3/t142674-49.html#post2447873
*********
البارت الثاني والعشرون
http://www.liilas.com/vb3/t142674-51.html#post2452524
********
البارت الثالث والعشرون
http://www.liilas.com/vb3/t142674-54.html#post2472545
********

البارت الرابع والعشرون
http://www.liilas.com/vb3/t142674-57.html
********
البارت الخامس والعشرون
http://www.liilas.com/vb3/t142674-61.html
********
البارت السادس والعشرون
http://www.liilas.com/vb3/t142674-63.html
********
البارت السابع والعشرون
http://www.liilas.com/vb3/t142674-68.html
********
البارت الثامن والعشرين
http://www.liilas.com/vb3/t142674-70.html
********
البارت التاسع والعشرين
http://www.liilas.com/vb3/t142674-74.html
********

البارت الثلاثين

http://www.liilas.com/vb3/t142674-77.html
********

البارت الحادي والثلاثين

http://www.liilas.com/vb3/t142674-80.html
********

البارت الثاني والثلاثون

http://www.liilas.com/vb3/t142674-82.html
********

البارت الثالث والثلاثون

http://www.liilas.com/vb3/t142674-86.html
*******

البارت الرابع والثلاثون

http://www.liilas.com/vb3/t142674-89.html
*******

البارت الخامس والثلاثون

http://www.liilas.com/vb3/t142674-97.html#post2646094

البارت السادس و الثلاثون

http://www.liilas.com/vb3/t142674-99.html

البارت السابع والثلاثون

http://www.liilas.com/vb3/t142674-104.html


البارت الثامن والثلاثون

http://www.liilas.com/vb3/t142674-108.html

البارت التاسع والثلاون

http://www.liilas.com/vb3/t142674-112.html

البارت الاربعون
مالي اراك عصي الدمع ..شيمتك الصبر

البارت الحادي والاربعون
مالي اراك عصي الدمع ..شيمتك الصبر

البارت الثاني والاربعون
مالي اراك عصي الدمع ..شيمتك الصبر

البارت الثالث والاربعون
مالي اراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر
البارت الرابع و الاربعون
http://www.liilas.com/vb3/t142674-126.html
البارت الخامس و الأربعون
http://www.liilas.com/vb3/t142674-128.html#post2739446
البارت السادس و الأربعون
http://www.liilas.com/vb3/t142674-130.html#post2771083
البارت السابع و الأربعون
http://www.liilas.com/vb3/t142674-131.html
البارت الثامن و الأربعن
http://www.liilas.com/vb3/t142674-133.html
البارت التاسع و الأربعين
http://www.liilas.com/vb3/t142674-135.html

البارت الخمسون والاخير
مالي اراك عصي الدمع شيمتك الصبر

كبرياء الج ــرح 15-06-10 08:49 AM

ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر
 



(روايه ما لي أراك عصي الدمع 00شيمتك الصبر )


في ليله ظلماء يبكي القمر الشهيد على اطلال الحزن و اليأس الذي يغمر قلب وحيد صدعه
الاسى و الحرمان و اهلكه جوع الروح و خواء المشاعر لم تكن وحيده بل اجتمعت القلوب حولها لكنها
فارغه من الشعور و الاحساس المدرك لحقيقه الالم و الجرح النازف ..
وحيده بين مئات البشر و لا ترى سوى اجساد هالكه .. لا تملك سوى قلم و بعض وريقات قد احرقتها
السنون الماضيه و دموع لم تلبث حتى تنهمر مرة اخرى لتجف وحدها دون ان يمس احد كيوننتها .
ارتمت على سريرها و هي تنشج بالبكاء و النحيب على حالها البائس..الوحده تنهش في روحها البريئه
و الالم يد بارده تغتالها بكل هدوء .
نداء من الخارج يطرق عالمها الصغير : ليلى قومي الله يهديك ..جدي يبيك ضروري في المجلس .
امتدت يدها نحو صوره قديمه بالكاد تتضح و ضمتها الى صدرها و انتحبت بكتمان و صمت و ارتعاشات تهز جسدها
الغض قبلت الصوره بعنفوان و مسحت دموعها بكل بساطه و قامت من مكانها و هي ترسم ابتسامه صغيره و تمرن
عضلات وجهها الحزين و كأن شيئا لم يكن .
دخلت المجلس بطولها الفارع و جسدها الرشيق و هاله الجمال و الطيبه التى ارتسمت على وجهها و ابتسامه الحياة التي
تمد الاخرين بالطاقه و تسحب طاقه هائله من جسدها .

ليلى بإبتسامتها الهادئه : سم يبه قالوا لي انك تبيني
جدها ذلك الرجل ذو الثمانين من عمره الشامخ بكبريائه المعهود و سطوته الكبيره لسنين قضاها شيخ و كبير و سيد قبيلته
و رجل عائله لاتهزه المشاعر و تخضعه القوانين الصارمه و تهلكه ألسن العادات و التقاليد..

قال بصوت واثق : لا يؤثر فيك كلام الناس و انا جدك و لاتهزك القيل و القال ..ما حنا مرخصينك لانك يتيمه و لا بعثرنا
في حياتك و انتي اغلى ما عندي من عيال و احفاد مير ان اللي يجي في الوجه مردود و ..و انا مو باقي لك على هالدنيا .
يا بنتي اعطيتهم ردي ..خيره لك.
دنقت رأسها و كأنها تفكر و عيناها تلمعان بلغه متنقاضه من الفخر والحزن و قامت من مكانها تنفض العجز و الذل:
و انا بنتك اللي ربيتها ما ارخصك ياابوي و لا اوطي راسك بين الرجال. الله يخليك لي يارب ويحفظك دوم.
و طبعت قبله حاره بمشاعر الحب و الاحترام على رأس جدها و خرجت من المجلس قبل ان تنطق الاحزان بلغه غريبه .
ابتسم الجد و هو يمسح دمعه قد سقطت سهوا في خلوته المعتادة .
.................
البدايه-- التعريف بالشخصيات بحسب تواجدها في القصه

الجد / عزيز السلطان كبير العائله و شيخ القبيله رجل حكم السنين التي مضت عليه بحكمه عقله و سلاسه تفكيره و صلابه قلبه
اب محب و زوج مخلص و قائد محنك .
الجده / ضبيه الزوجه ذات الشخصيه القويه التي تخفي تحتها قلب كبير محب و معطاء .

لهما من الابناء ثلاثه :
1- محمد الابن الكبير الطموح يعمل دكتورا في الجامعه في احدى جامعات الرياض ..شخصيه مجده و مجتهده و علاقاته عمليه
زوجته / جواهر ربه منزل غير متعلمه جميله و شخصيه طيبه و متسامحه شغوفه بحب زوجها واولادها .
الابناء : *زياد / الابن الاكبر 26 عاما مهندس معماري شخصيه هادئه و كتومه .. ذكي و متفاني في عمله وسيم و ملامحه جديه و عاطفي .
* ريهام/ 24 اخر سنه في الجامعه ..رومانسيه و مدللــه و طلباتها اوامر ..تحب تمتلك كل ما تعشقه دون اهميه للعواقب.
*ريم / 21سنه في ثاني جامعه قسم رياضيات .. ذكيه و فاتنه تحب التميز و التفوق دايما لقبها في البيت انشتاين .دمها خفيف و مزاجيه .
* عزيز / 18سنه اخر سنه ثانوي عقدته المدرسه والمذاكره ..عشقه الاول والاخير الهلال و السيارات .

2-احمد الابن الاصغركان يعمل في التجاره توفي في حادث سياره تزوج مرتين
الاولى ثريا / زوجته جميله نساء القريه تطلقت بسبب فاطمه بنعرف التفاصيل اثناء سرد الروايه .
الابناء /* سعود ..الابن الاكبر 26سنه كان الصديق الوحيد له سلطان لكن بحكم انتقالهم بعد وفاه ابوهم للقريه انقطعت الاتصالات
بينهم .شخصيه جاده و حنون يحب مساعده الناس يعمل كمدرس في احدى مدراس القرى القريبه من قريته .. نقطه ضعفه الوحيده
اخته الوحيده ليلى .
* ليلى /23سنه لم تكمل تعليمها الجامعي لان نسبتها ما دخلتها ..
حسناء بكل ما تحمل الكلمه من معنى لطيفه مع الجميع هادئه جدا خلوقه و شغفها جديها و اخيها الاكبر.
ليلى وسعود بعد وفاة ابوهم رجعوا يعيشون مع جدهم ..

الزوجه الثانيه / فاطمه شخصيه ماكره و حقوده لا يهمها سوى مصلحتها و مصلحه بناتها.
* سلوى / 22 سنه متوسطه الجمال و جسمها ممتلىء شخصيتها مرحه و تحب الضحك علاقتها بأختها متينه بغض النظر من
تحذيرات والدتها تحب الطبخ و الاختراع في الاكلات تركت المدرسه بمحض ارادتها بعد الثانويه
* هند/ 18سنه مدلله و سطحيه التفكير سيطره والدتها واضحه عليها و على شخصيتها تحب لفت النظر و التباهي .

3- غاليه
زوجها :حسان صاحب معرض سيارات
عندها *ولد واحد اسمه سلطان عمره 27سنه يعمل مع والده.. عصبي و عنيد .
*رغد 23سنه جميله و ..طموحه و هادئه و تحب الكتابه .. تدرس جامعه قسم عربي

وبعض الشخصيات تظهر اثناء السرد



في قريه .. تبعد الكثير عن معالم الازدهار في مدينه الرياض ..جميله ببساطه تلك البيوت التي رست على ارضها
لم يصلها الكثيرمن معالم الحياة العصريه التي استمرت بدونها دهورا ..تعلو هبيتم تلك الحصون التي ترمز لهم ولانتمائهم لارضهم
تختلف بنائها من قريه لقريه و تختلف تلك الاحجار المنحوته ..و كأن مايكل انجلو عاش دهرا من الزمن فيها ..
مهدت الطرق اليها و انتصبت اعمده الكهرباء
على جوانبها..منهم من تقبلها بصدر رحب فسيح و البعض الاخر تجنبها كمنوال و طريقه عيش لم يعتد عليها..
ساكنوها ..شامخون بكبرياء غير مبالون بالحياة في الجهه الاخرى ..يعيشون حياتهم كما لم يعيشها اخرون في بقعتهم الصغيره
فخورون بقداسه ارضهم و جوده ما تعطيه لهم ..تمتزج حبات عرقهم بحبات التراب ..و يغنون لها كي تعشقهم و تعطيهم مما تجود
بكل خير و كرامه ... و يمنون بمراعيهم و يأمنون بأن الاخذ والعطاء متبادل ...لا يمدون يدا الا و يكون الجزيل الوفير موجود..



(البارت الاول )

صرخه دوت بإنفعال في المنزل الذي يخلو من الرجال في وقت الضحى : ليلى ياعل عساك الصمخ وينك؟
خرجت ليلى و هي ترتب شعرها الطويل الساقط على كتفيها : خير ياعمه كنت اصلي الضحى
تخصرت فاطمه و هي تخزها بنظرات حاقده : ما شاءا لله اعذارك جاهزه ادري عن حركاتك.. يالله امشي قدامي و اطبخي اللحم
و سوى الغدى شوي و يأذن الظهر
هزت رأسها بموافقه و هي تدرك ان المماطله في الحديث مع عمتها هو مجرد مضيعه للوقت
سمعت الانفاس المحترقه خلفها وادركت ان عمتها قد و صلت حدها ابتسمت ليلى و كأنها ادركت انها قد اشعلت فتيل الانفجار للتو
دخلت المطبخ وهي تشمر عن ساعديها ضحكت فجأه وهي تخرج من ممر صغير و تتوجه لنهايته و قد طرقت نافذه خشبيه صغيره
لتطل من خلفها فتاه سمراء جميله .
ليلى بإبتسامه : صباح الخير يا كسوله اليوم ماسمعت صوتك وانتي تطاردين بعارينك
نجمه بإستخفاف : هه ها هو بايخه زي وجهك.. صباح الخير اولا و ثانيا و اشفيها الساحره الشمطاء صوتها اليوم واصل اخر الديره.
همست ليلى و هي تضحك : شكلها مكوبسه اليوم ماعليك منها .. و شرايك تجين اليوم عندي
- ما ادري والله تعرفين مثلث الشر مايخلوني اخرج بسهوله الا قبلها تحقيقات . لكن احاول اذا ما قدرت و يش رايك انتي تجيني
فكرت ليلى شوي وقالت و هي تطالع خلفها : خلاص انتي اعطيني خبر قبلها عن راي اخوانك وانا اشوف جدتي و جدي
و الحين اقلبي وجهك عندي طبخه على النار .



ودعتها نجمه و ليلى بدت شغلها المعتاد و هي تبتسم لذكرى مرت عليها او ذكريات جمعتها مع صديقه عمرها نجمه
كانت ايام الطفوله اللي قضتها معها قبل تسافر للرياض اجمل ايام حياتها .. حب المغامره و الاكتشاف كانت الهوايه المفضله
لنجمه ما كانت تخاف من احد رغم انها دائما كانت تنضرب و تنال عقاب محترم من عقال ابوها او اخوانها لكن عمرها ما استسلمت
بالعكس كانت تعاند و كانت ليلى هي ذراعها اليمين بالرغم ان شخصيتها هادئه و مسالمه.

ضحكت بخفه و هي تحس ببروده في جسدها لذكرى ما قدرت نسيانها في يوم بارد و ممطر هز القريه كانت بدايته عاديه خرجت ليلى و نجمه
لجولتهم في القريه الاعتياديه رغم ان الجو كان ينذر بالمطر لكن مااهتموا مشوا حتى حدود جبل شامخ طلعت نجمه و ليلى الخائفه من المرتفعات
خلفها
ليلى بخوف :نجمه الله يخليك خلينا ننزل و الله خايفه و مو قادره اطلع اكثرمن كذا
اقتربت نجمه بشعرها الاشعث و عيناها الحاده : ليلى الله يهديك لاتكوني خوافه .. ما سمعت الابله شو قالت لنا اليوم التغلب على المصاعب
و تحدي المخاوف يالله وهذي جات لعندك توكلي على الله و اطلعي معي .
جلست ليلى على صخره : روحي انتي و انا ابقعد انتظرك
نفخت نجمه وهي تطالع ليلى بيأس : خلاص شوي وانا جايتك مادام طلعت من البيت لازم اسوي اللي براسي لا تتحركين من مكانك
هزت ليلى رأسها بهدوء و صمت و طالعت نجمه و هي تطلع الجبل .
تأخرت نجمه و الجو بدا يعتم و خوف ليلى بدا يزداد .. قررت تطلع الجبل و تتحدى خوفها لان شكوكها راحت لاشياء تدفعها للصعود
ممكن صار شي لنجمه و ما احد يدري عنها .
طلعت و هي ترتعش مع كل صوت رعد او وميض برق خاطف دموعها تجمعت مع كل خطوه .. لكن قوتها انهارت كما انهارت الصخور
تحتها فجأه ما شعرت الا بجسدها المتهالك و طعم الدم في فمها و هي تحاول توقف لكن رجلها ما حملتها
وقتها عرفت الدموع طريقها على خدها مع رشات المطر المتزايده و هي تأن بألم صامت تو تنتحب وسط الظلام و المطر الشديد
سحبت نفسها لمكان يحميها من المطر و صوتها يعلو بالصراخ و البكاء .ضمت نفسها و ألم رجلها يزيد عليها
سمعت صوت خطوات تقترب منها ابتسمت بأمل و خوف : نجمه نجمه انا هنا تعالي الله يخليك
لكن الطول الفارع و الجسد الهائل الماثل امامها ماكان لنجمه وقتها حست بقيمه تحذيرات جدتها و تخوف اخوها سعود و رجعت القصص
القديمه المخيفه تنهال على اعصاب دماغها الصغير و دموعها تزيد و ارتجافها للغريب المترقب بحذر وخوف
الغريب : ليش قاعده هنا في هالمطر ؟ انتي مجنونه
ليلى لا كلام و الخوف هو الشعور الوحيد الذي شل لسانها
الغريب اقترب و يده على عيونه يحميها من المطر الشديد : يا بنت فيك شي ؟
ليلى و انفاسها المتلاحقه و دموعها المنهمره
الغريب و عيونه الحاده كعيون صقر يبحث عن جواب او حل : بسم الله الرحمن الرحيم لاتكونين جنيه
ابتسمت وسط دموعها لكن لما لاحظت النظرات المتفحصه مسحت الابتسامه و حاولت تتكلم لكن اقترابه منها بدد كل الكلمات اللي
حاولت تقولها كلي اللي سوته انها رفعت يديها على وجهها و هي تبكي بصوت عالي .
تراجع بخوف و هو يلاحظ تلون وجهها و تركزت نظراته على الدم النازف من رجلها
الغريب بصوت واثق و مطمئن : انتي تنزفين ؟ خليني اشوف جرحك و الا قولي اسمك و خليني اشوف واحد من أهلك
وقتها تكلمت وهي تتذكرتهديدات اخوها : لا الله يخليك لاتقول لاحد
جلس و هو يبسط يده للمطر : خلاص ماراح اسوي لك شي خليني اشوف جرحك ... شوفي المطر كيف صار قوي
هزت رأسها بخوف و هو يحاول يقترب بحرص ويحاول يرفع طرف جلابيتها و يكشف عن جرح طويل في ساقها عميق ينزف
عقد حواجبه و هو يطالع ليلى و عيونها مليانه دموع اخذ الشيله من على راسها بدون استئذان فتناثر شعرها فحطت يدها على شعرها
تغطيه و تراقب عمله بصمت كان يلف الشيله على جرحها بهدوء
لما انتهى وقف بصمت و طالع حوله بدا المطر يهدا و طالعها بحده و قال بتوبيخ - ثاني مره قبل ما تخرجين من بيتكم شوفي الجو شلون
صاير مو كذا على عماك . وين اهلك انتي ما يدرون عنك
قالت بصوت باكي : انت روح خلاص اذا شافك احد اكيد بيقول لاخوي .. الله يخليك روح
وبدت تبكي بصمت و هو يراقبها و بعده مشى من عندها و هو مصمم ما يرجع و لا يلتفتت للمكان اللي قاعد فيه هي كلامها صحيح
لو شافها اي واحد ما راح يكون نهايته اونهايتها مبشرة .
توقف المطر و بدت نسمات عليله تهب على الجبل و اصوات السيول الهادره من بعيد بدت المخاوف في عقلها تزيد والتخيلات تتعب تفكيرها..

تسندت على الصخور جنبها و كلام نجمه الناقمه عليها واللي ودها تذبحها في هاللحظه عن تحدي المخاوف و التغلب على المصاعب
يجيب فائده .. مع ان الصخور زلقه و الطريق صعب لرجلها النازفه جلست شوي و هي تراقب المكان لعلها تشوف نجمه
تنفست بعمق و مسحت دموعها و نزلت ببطء لكن لما اقتربت من النزول جلست بخوف و هي تناظر قدامها للسيل الهادر المنجرف
و اللي ما يقدر عليه احد .بكت و هي تجول بنظراتها في كل مكان لعل و عسى تلقى مكان تمشي منه .لكن لا جدوى
و ما انتبهت للشخص الواقف خلفها و يراقبها بصمت .. تنحنح و هو يقترب منها و هي ترتجف من شده خوفها
قال لها و هو يطالع لقوه السيل : ما تقدري تمري من هنا هذا صعب عليك
قالت بين دموعها : ويش اسوي و الله اخوي يذبحني لو تأخرت
تجهم وجهه و هو يربط طرف قميصه على خاصرته و و ابتعد يدور على شيء و لما رجع كان يحمل معه عصاه اقترب منها و هويعطيها
ظهره و يقول بنبره امره : لفي يديك حول رقبتي و تمسكي كويس لاني بأشيلك ......
اطلقت صرخه رفض و هو يطالعها بإستنكار وهي تهز رأسها بخجل و خوف
التفت لها و هو يقول بصرامه : يا بنت الناس خلصيني ما تقدرين ترجعين لاهلك اليوم لو انتظرتي السيل يخف او حتى يتوقف
لا تخافين راح احملك حتى نعبر الجهه الثانيه و بعدها روحي في حال سبيلك .
رجع اعطاها ظهره و قلبه يتخبط بين ضلوعه و قشعريره تهز اطرافه غمض عيونه ينتظر قرارها و مناه تكون هالبنت الصغيره تكون
اعقل منه بمليون مرة لكن حركه يديها الصغيره حول رقبته نفت كل هواجسه .. غمض عيونه وهو يتعوذ من الشيطان رفع جسمها على ظهره و ثبت
نفسه و هو يخطو بحذر بداخل السيل .. في كل خطوه يحاول يثبت قدمه حتى لا تزل او تنجرف مع التيار القوي و ليلى في عالم اخر
تعلقت فيه بقوه حتى كادت تخنقه قال محاول ان ينسيها خوفها :انتي تدرسين ؟
انفاسها الحاره تلهب عنقه اجابت بصوت خافت يكاد يسمع :ايه ادرس
سكتت وهي تلاحظ تركيزه و سألته بعدم انتباه : و انت تدرس
ابتسم و هو يخطو بثبات : و انتي ويش رايك ؟
ضحكت و قالت بشفافيه : شكلك تدرس مع اخوي هو في الثانويه لكنك ما شاء الله عليك طويل اطول منه هو يقول لي دايما اني قزمه
و هو اطول مني لكن الحين شفت اللي اطول منه .
ابتسم و هو بالكاد وصل للطرف الثاني دنق يحاول ينزلها لكن ما نزلت التفت براسه اللي ارتطمت بجبهتها و تراجع و قال بغضب :
يالله انزلي بسرعه و روحي بيتكم لا اشوفك مره ثانيه في هالمكان و لا اقول لاخوك .
نزلت و عيونها تتساءل عن تغيره المفاجىء ناولها العصا و مشى بسرعه و هي تتابعه بنظراتها حتى اختفى .


: ليلى اللي ماخذ عقلك يتهنى فيه ان شاء الله
رجعت ليلى من غفوتها و هي تناظر في عيون سوداء صغيره برموش كثيفه و شعر ناعم يصل الى حدود الكتفين يلتف حول وجه مستدير ابيض
ابتسمت لملامح اختها سلوى وكأنها تدور على شي ضايع في وجهها...
سلوى بضحكه : وشفيها امي صحتني من سابع نومه .. الله يهديها كنت في حلم ويش زينه كنت يالله بمد يدي ...
- وشو تمدين يدك .. و لمين؟ اكملت بإبتسامه : لا يكون لفارس الاحلام علشان يأخذك معه على حصانه الابيض
ضحكت سلوى و قالت و هي ترفع يدها .. ياليت و لكن حلمت بكيكه فراوله وتوي باخذ قطعه إلا امي تنط لي في الحلم
ضحكت ليلى و هي تخرج من المطبخ و سلوى تلحقها لغرفتها :عمتي الله يهديها دايما اعصابها فايره ما ادري اشفيها
سلوى بتوسل و هي تمسك يدها - لا تاخذين على خاطرك منها و الله هي طيبه
- مرة من كثر طيبها غرقت فيه .. يا شيخه ما عليك جدي و جدتي و اخوي هم اللي يهموني
سلوى بإستنكار : يا سلام و نحن لنا الله ..مالت عليك و بس يا قليله الادب
جات تخرج من غرفتها و لحقتها ليلى و هي تقول بفرحه : ان شاء الله نجمه راح تزورنا العصريه
اكتست سلوى بإحمرار خفي لاحظته ليلى و هي تركز في نظرات اختها الضايعه و تقول بصوت هادي : صدق ..تنحتحت تسترجع صوتها
- الله يعيننا ان شاء الله على هذرتها اللي ما توقف و مشت بسرعه
ابتسمت ليلى لفكره جات في بالها و هي تستند على باب غرفتها .


في الرياض

زياد و هو يسوق سيارته بتركيز و عينه على الطريق و مهمش جواله اللي كان يدق لكن المتصل ما يأس حتى رد زياد عليه
- هلا و الله بأبو زياد ...ههههه ما عليه يا ابوي السموحه لكن مااحب ارد و انا اسوق سيارتي
اعذرني يا ابوي لكن ما اقدر ..خلاص خلاص انا على وصول بأكلمك في البيت .. مع السلامه
حط الجوال في حضنه و هو يتأفف وهو يفكر في الموضوع اللي فتحه ابوه معه .
دخل فلتهم الفخمه في احد ضواحي الرياض العريقه و وقف سيارته في موقفه الخاص و مشى و هو يعدل شماغه و يهز سلسله مفاتيح سيارته
لما وصل فتح الباب و استقبله عزيز و هو لابس شال الهلال .. اعترض زياد طريقه و هو يرفع حواجبه لما شاف اخوه
- على وين العزم ان شاء الله ؟
عزيز بإستعجال _ وخر يازياد عندنا اليوم مباراه لازم احضرها مع الشباب
- الله يا شباب كلكم على بعضكم بزارين .. خليك من الهذره و اركد في البيت و شوف المباراه على التلفزيون
عزيز بتوسل - الله يخليك يا زياد لا تعترض بالكاد وزاره الداخليه اعطتني تصريح
بحلق زياد فيه و ضربه على كتفه و هو يقول - وشو وزاره الداخليه احترم اهلك يا ولد
ابتسم عزيز وهو يحاول يتملص من اخوه لكنه قال قبل يروح - ماعليه امسحها في وجهي يا وزاره الخارجيه و ضحك و انطلق خارج الفيلا
ابتسم زياد و دخل و هوينادي على امه
- هلا يمه زياد انا هنا في المجلس
ابتسم و هو يشوف ابتسامه امه المحببه عنده قرب منها وباس راسها و قال - مساك الله بالخير و النور
- هلا يا حبيبي مساك الله بالسعاده و السرور يا قلب امك
حط يده على قلبه و هو يقول بشكل درامي - لا مااقدر اروح ملح .. ابوي بيطق عرق الغيره عنده
ضحكت امه و هي تمسح على ظهره و تقول بود - عن الكلام الزايد .. تغديت يمه ولا اقول للشغالات يجهزون لك الغدا
باس يدها و هو يوقف - لا يمه متغدي بروح انام ..صحيني على صلاه العصر عندي شغل ضروري
وقبل ما يخرج - يمه وين رقيه وسكينه ؟ ما اسمع لهم صوت
- ريهام في المرسم اظن و ريم جات من المدرسه ونامت على طول .
خرج من المجلس و راح على طول على المرسم اللي كان متصل بالملحق علشان الهدوء
دخل بهدوء و عيونه تدور على الغرفه ..
كانت لابسه بنطلون جينز و تيشرت ابيض طويل وبقع الالوان عليه واقفه بقامتها المديده و رشاقتها و هي تشرب من كوبها المفضل و تناظر لوحتها بتمعن
- حيلك حيلك يا حرم دافنشي ..
نفخت في صدرها في حركه دلت على خوفها : يااخي انت ما تعرف تدخل زي العالم و الناس خوفتني .
جلس على الكرسي و هويطالع في اللوحه اللي راسمتها ابتسم وقال - لوحه حلوه .. متعوب عليها
ابتسمت وبان صف من اللولو الناصع و هي تهز شعرها بغرور ..: يا حبيبي اكيد مادام اللي رسمتها ريهام بنت احمد السلطان اكيد راح تكون حلوه
كشر في وجهها وقال : من تواضع لله رفعه .. ما سمعتي فيها
نفخت وهي ترجع و تمسك فرشاتها : اخلص علي ليه جاي عندي اكيد وراك شي مهم
طالعته و غمزت بعينها : انت ما تتعب نفسك في هالوقت الا يكون عندك حاجه ملحه
ابتسم لكن امحت ابتسامته بسرعه وقال - ابوي تكلم معي بخصوص وحده من بنات عمي احمد الله يرحمه
شهقت و هي تطالع فيه بعيون غير مصدقه ..واكتفت بالصمت لحظات طويله.

في مكان اخر ( عائله الغانم )
اريام : سمر اخرجي بسرعه شوفي من جاء عندنا
سمر و هي تفتح الباب و تخرج بلقافتها المعهوده و تراقب ست عيون تراقبها : يالبي ها الوجوه و الله
ضحكواالصغار و هم يلتفون حولها
وفاء : سمر الله يعطيك العافيه تعبوني هالبنات خذيهم بعيد عن البيت شوي .. اخوهم نايف عنده مذاكره و هم قالبين البيت
ام وفاء : الله يوفقه ان شاء الله و يقر به عينك ويعوضك خيران شاء الله .
ابتسمت اريام و هي تمد لاختها الكبيره فنجان القهوه :اللي يسمعك يقول ولا شهاده الدكتوراه.
سمر :الا سلطان فديته هذا ساعدي الايمن مادام هو معي انا ما اخاف الرسوب .
وفاء بتكشيره : الله و اكبر عليك اذكري الله لا تصيبه عينك .
سمر بضحكه وهي تمشي : لا اله الا الله محمد رسول الله
اريام و هي تقرب من امها و تبوس يدها : يمه فديتك خليني اروح عند فاتن و الله طفشانه .
الام : و الله يا بنتي انا ما عندي ما نع كلمي اخوك مطلق و استأذني منه .
زفرت اريام بقهر : طيب ليه خلاص انتي كلميه تعرفين يقعد يسألني وين وليه و متى تجين
وفاء : عيب يا اريام تعرفين ان اخوك هو المسؤؤل عنك و ما يقول هاالكلام الا يحبك و يخاف عليك .
تأففت اريام و خرجت بدون رد
ناظرت ام وفاء وفي بنتها بحزن :الله يهديها ما تدري انه ضحى بحياته علشانهم و هم ما يحسون فيه .. انا اللي احس فيه
يراكض في هالدنيا علشان غيره و لا شاف حياته كلما قلت له تزوج قال لي بدري و ما هو وقته و اخرها يقول فاتني وقت الزواج
ما يدري ان كل كلمه يقولها تحز بخاطري و تقطع قلبي عليه .
مسحت دموعها بطرف شيلتها وعيناها ككل ام جسدت معاناه اولادها بجروح قد غرست في قلبها .
وفاء وهي تمسك يد امها : خلاص يمه لا تقطعين قلبي انا بأكلمه و اقول له
الام : قولي له ياامي لو يبي فاتن بنت خاله اخطبها له و لا اشوف غيرها
ابتسمت وفاء و طمنت والدتها و هي اكثر المتشاءمين في حاله اخوها الكبير و سندها الوحيد في الحياة .

عائله الغانم :
ام مطلق حسنه ارمله ضحت بالكثير في حياتها لم تنجب سوى ثلاث بنات و ولد واحد
مطلق :30سنه همه الوحيد امه و خواته رجل اعمال ناجح.. بنتعرف على شخصيته اكثر خلال الروايه
وفاء : الكبرى متزوجه و لها ثلاث بنات تؤام (رنا -رؤى -ريما )عمرهم ثلاث سنوات و نايف في الثانويه العامه
اريام :23سنه في الجامعه همها الوحيد الازياء و المكياج ..صديقه ريهام في الجامعه..وفيها برود غير طبيعي ..
سمر :17سنه شقيه و مرحه تحب الاطفال موت و مثالها في الحياه اخوها الكبير مطلق و اللي تعتبره ابوها اللي ما شافته .

في واحده من شركات الغانم الكبرى
بثوبه العودي و شماغه المهيب يجلس على كرسي المدير العام لشركات الغانم ..تحتد نظراته على الاخطاء الصغيره و ينقض على التقصير
كالصقر لا رحمه في تصريحاته و لا عقابه ...بعيونه السوداء لا يسبر غورها احد عميقه و مخيفه تظللها حاجبان مرسومان بحده
و جمال سبحان من صورها وانف طويل يشبه كالسيف على طول وجهه المنحوت بإبداع .. رأس يحمله جسد هائل بقوه عضليه و عرض رجولي فتاك تظهر من خلال تفاصيل طوله المهيب و ثنيات ثوبه الفاخر .
مطلق بهدوء : طلال ممكن تجي لحظه
طلال السكرتير الخاص : نعم استاذ
- انا ألاحظ ان كل الاوقات اللي تسجل فيها الصفقات متأخره بالمره ..مين المسؤؤل بالتحديد و كمان عندك الحسابات فيها تجاوزات
طلال : استاذ هذي مسؤليات نائب المدير و مدير الحسابات
ضرب بيده على المكتب : الحين استدعى لي الاثنين في اجتماع ضروري وبدون تأخير .
تنفس بعمق وهو يدق على امه للمره الثانيه
و بمزاج ثاني -مساءا لخير يا احلى ام افي الدينا
ههههه الله يعطيك العافيه شو هالكلام ..لا والله ما تغديت ساعه بالكثير ان شاء الله و اكون موجود في البيت
ناقص شيء ... صدق والله قولي لوفاء لا تروح حتى اجي انا
خلاص يالغاليه في امان الله .
التفت للجهه الثانيه ورجعت حواجبه للالتقاء و شخصيه مارده تطل من عيونه .


في القريه
سلوى :يمه ضبيه يا عيوني انتي يالغاليه قولي لجدك يرخص لنا و نروح عند نجمه و الله زمان عنها
ليلى بتوسل و هي تغمز رجليها : ايه والله فديتك يالغاليه قولي له
الجده : و انا اقول و شفيكن فوق راسي مو محبتن فيني لابارك الله فيكن قمن انقلعن من عندي
سلوى : يمه دخيلك و الله ساعه و احنا راجعين و تعالي معنا انتي عند ام صالح
ليلى : و الله فكره خليني نوسع صدورنا و الله سوالفها حلوه و تضحك
ضحكت سلوى فجأه و هي تحط يدها على فمها
ليلى : ضحكت من سرك ان شاء الله وشفيك فاضين لك عاد
سلوى بصوت ضاحك : تذكرين يوم نطحها التيس و طاحت مسكينه
ليلى و وجهها احمر : لا تطرين هذي السالفه كلما اتذكرها احزن عليها مسكينه
الجده بإبتسامه : ايه والله مسكينه ام صالح وقتها ماقامت من الفراش اسبوع كامل
ليلى بتوسل : يمه الله يخليك خلينا نروح .
تدخلت فاطمه :وين تروحين انتي وياها
سلوى :نروح عند نجمه شوي و نرجع
امها بنرفزه : لا والله و انا حيطه هبيطه عندك انتي وياها تدخلون و تخرجون على كيفكم بدون شوري
ليلى :لكن يا عمه
فاطمه و هي تقاطعها : عمت عينك قولي امين .. انتي اللي علمتي بناتي ما ياخذون حتى شوري
الجده : فاطمه لا تدعين على بنتي و شور بناتك ماهو عندك الا عند جدها و اخوها الكبير فهمتي ..
فاطمه بنرفزه :بناتي ما يخرجون من البيت سمعتي ياعمه و قولي لبنتك تبعد عنهم احسن لها .
ردت ليلى بكبرياء :و الله بناتك انا اصير لهم اختهم الكبيره و لا تقدرين تفرقين بيننا و اذا كنت رافضه انها تروح معي خلاص مو مشلكه
كلامك عليهم هما مو علي .
فاطمه بعصبيه زايده :كبر راسك علي يا بنت ثريا .
ليلى بانفعال : لا تجيبي اسم امي على لسانك
كملت فاطمه :طالعه مثل امك ما تبي الا كلامها هو اللي يصير ..لكن شوفي وينها الحين ..
ابتسمت فاطمه بخبث و خرجت من الصاله بعدما اعطت نظره لسلوى فهمتها على طول .
ليلى وهي تحط يدها على صدرها و الضيقه ترجع لها .
الجده :ما عليك منها يمه تراها صغيره عقل ما تفكر ..
روحي يمه عند نجمه و لا عليك منها شورك عندي انا وجدك .
ابتسمت ليلى وهي تخفي الما قد ظهر مجددا على سطح حياتها .

انا عايش مع العالم وكل الهم في صدري

واحاول اخفي دموعي عن اللي يحبوني

اشيل الهم عن غيري حتى لو قسى دهري

واسعد من يحبوني لو الحساد لاموني



اذا اعجبتكم و شفت الردود عليها بكمل البارتات الجاهزه اللي عندي
و لكم خالص شكري ..

كبرياء الج ــرح 16-06-10 08:58 AM



البارت الثاني :
في الرياض
زياد بترجي :يبه الله يخليك لاتجبرني على شي انا رافضه كفكره من الاساس
ابو زياد :ليه تعتبر كلامي لك اجبار ..انت رجل فاهم و عاقل لو انت مكاني شو تسوي
لف حول المكتب و قرب من ولده و كمل كلامه :لو اخوك قبل ما يموت وصاك على بناته شو راح تسوي قولي بسرعه
زياد و عيونه كلها رجاء :لكن يبه رغباتي انا وين مكانها في تخطيطاتك لبنات اخوك ..
ابو زياد بعصبيه : ما توقعت تخذلني وانت ولدي الكبير اللي حطيت عليه كل امالي
بتوسل : يبه لا تقول كذا انا ولدك اللي ربيته و لا يمكن اخذلك اللي تبيه راح يصير مادام فيه رضاك
ابو زياد بفرحه : الله يسعدك يا ولدي دنيا و اخره و يريح بالك زي ما ريحت بالي .
زياد بإبتسامه مصطنعه : الله يخليك يا بوي .. الحين ارخص لي عندي موعد مهم
خرج بسرعه بدون يسمع رد ابوه و اخذ مفتاح سيارته و محفظته و نزل الدرج بسرعه خلته ما ينتبه لريم اللي تراجعت للخلف
بسرعه وسط اندفاع زياد
ريم : بسم الله زياد وشفيك صاير شي
زياد :مافي شي خليك في حالك
صفق باب بقوه وراه و هو يركض لسيارته و يشغلها بسرعه و ا نفاسه الغاضبه تحتدم مع الهواء ما يدري شو يسوي
زاد من سرعته لكن فجأه توقف ...ضرب على المقود بيده و تجاهل رنين الجوال المزعج بالنسبه له
طالع في الشاشه ابتسم بمرارة و هو يشوف حرم دافنشي المسجل لاخته ريهام تجاهل الرد عليه و حطه سايلنت و كمل سواقته بمهل
و كل باله باللي خذ عقله من زمان ...
قبل سنتين ..


واقفه على المسبح بفستانها الازرق المفصل بعنايه على غصنها الريان الرشيق بانحناءات انثى فاتنه ..
اللي زاد من توهج بياضها و شعرها كاليل الحالك ينسدل على ظهرها ..مبسمها سحر هالك لامحاله
و عيونها سهم جارح يخترق القلب بدون استئذان ..
تعلقت عيونهم لفتره و نبض القلب يعزف سمفونيه تغيب فيها الحياة من حوله
غاب عن الكل و نطق لسانه بدون وعيه ..

عذبة أنت كالطفولة كالأحلام كاللحن كالصبح الجديد
كالسماء الضحوك كالليلة القمراء كالورد كابتسام الوليد
يالها من وداعة وجمال وشباب منعم أملود
يالها من طهارة تبعث التقديس
في مهجة الشقي العنيد
يالها من رقة تكاد يرف الورد
منها في الصخرة الجلمود
أي شيء تراك ؟ هل أنت فينوس
تهادت بين الورى من جديد
لتعيد الشباب والفرح المعسول للعالم التعيس العميد
أم ملاك الفردوس جاء إلى الأرض ليحيي روح السلام العهيد
أنت .. ما أنت رسم جميل عبقري من فن هذا الوجود
فيه ما فيه من غموض وعمق
وجمال مقدس معبود
أنت .ما أنت .. أنت فجر من السحر
تجلى لقلبي المعمود
فأراه الحياة في مونق الحسن
وجلى له خفايا الخلود
أنت روح الربيع تختال في الدنيا فتهتز رائعات الورود
تهب الحياة سكرى من العطر ويدوي الوجود بالتغريد
كلما أبصرتك عيناي تمشين
بخطو موقع كالنشيد
خفق القلب للحياة ورف الزهر
في حقل عمري المجرود
وانتشت روحي الكئيبة بالحب
وغنت كالبلبل الغريد............ لابو القاسم الشابي

سلطان : يا عيني يا عيني على الرومنسيه
ضحك زياد بفرحه غريبه :يا شيخ اي رومنسيه انا وين و الرومنسيه وين ؟ قصيده جات في بالي وقلتها ..
في باله( اه يا قلبي اهدأ ... لا تفضح مشاعرك ..حوريتي قلبت موازيني ..اهدا يازياد اهدا )
سلطان بمكر : و الله واضح .. اقول اعلم جدي اقوله الولد غرقان لشوشته اخطب له واحده من بنات القريه
زياد و هو يسحب عقاله : اقول امش قدامي احسن لك لادبغك بهالعقال اللي معي .
ضحك سلطان من قلب و هو يشوف تقلبات صديقه المفضل :افااااا يا ولد الخال و اهون عليك
زياد :خلاص يا رجال تمشي بسرعه لا يفضحونا الجماعه و بعدها نعلق معهم في دوامه شباب اليوم و شباب الامس .
ضحك الاثنين و هم يمشون بسرعه لمواقف السيارات و قلب زياد تعلق بحوريه صورتها كامله في ذهنه اغمض عليها في عيونه
و حفظها في صميم مشاعره اليقظه .

*****************************
في فيلا الغانم ..

النسيم البارد يعبث بشعره المظلم الغزير و عيونه تضيق و تتسع مع كل فكره او كلمه يقراها ..و هدوءه عالم منفرد بأفكاره الخصبه
و خيالاته البعيده .. استند على ذراع الكرسي مسح وجهه و توقف يده على عنقه للحظه ابتسم و كأنه تذكر شي ..لكن هز راسه
و انتفضت غرائزه و رجع لنفس حالته جامد ..رجل لا تهزمه الفرضيات ولا يقع فريسه للطموح العابث احلامه الشخصيه ابراج مشيده
على ارض الواقع ..و مشاعره تابوت في مقبره قديمه ..خنوعه لخالقه الواحد الاحد ..وانهزامه لبني جنسه حلم يتهاوى لهم في الظلام .
خرج من شروده و امه تجلس بجنبه و تمسح على شعره لتهدي ثورته

ام مطلق :وشفيك يا الغالي ؟سرحان وشايل الهم على راسك
مطلق بإبتسامه :ما فيني الا العافيه لكن شويه مشاكل في الشركه
ام مطلق بحزن :اه يا ولدي العمر يخلص و المشاكل عمرها ما تخلص ..متى ترتاح يمه وتريحني معك ؟
قرب من امه و باس يديها الثنتين وضمهم لصدره : راحتك مناي يا اغلى الغوالي
- متى ياولدي تتزوج و تريح بالي .. انام واصحى وانا شايله همك ؟منى عيني ياولدي اشوف عيالك قبل ما اموت .
- بعيد الشر عنك يمه .. عسى يومي قبل يومك ..لكن سالفه الزواج اجليها شوي عندي كم مشروع مجرد ما اخلص منهم
انا بنفسي اجيك واقول اخطبي لي ..
ابتسمت ام مطلق و هي تمسح على شعره من جديد :الله يقدم اللي فيه الخير .. انا كنت افكر في بنت خالك فاتن جمال و مال و دلال
ماشاء الله عليها ويش رايك فيها .
مطلق برفض واضح :الله يخليك يمه ..لا فاتن و لاغيرها الحين ماهو وقته
ام مطلق :خلاص يمه لا تضيق خاطرك ..لكن خلك على الوعد ياولد غانم اذا نسيت انت تراني ماانسى ابدا
ضحك مطلق و هو يراقب والدته بخطاها الوتيده و اشراقه وجهها السموح
قطع تفكيره رنين هاتفه
رد بثقه :هلا طلال بكره تأجل كل المواعيد و تحجز لي على لندن بسرعه
لا لا راسلني على البريد في اي اشياء مهمه و الصلاحيه بيد الاستاذ نجيب
يعطيك العافيه طلال .مع السلامه

غمض عيونه و تنفس بإرتياح و عالم العمل ينزوي و يترك فراغ مايشغله شاغل ..وردد بشاعريه

هم الالم و هم الجراح من يسكته و يعلل فؤادك بالامل
اطلق سراحك يالهوى و اذكر تعابير مضت
لا تبكي يا قلب الحزين و قل حظ و غاب
و اطفي لهيب الشوق في نار الوداد

*************************

في القريه

هند بصراخ :يمااااااااااااااااااااااه
فاطمه بخوف :وشفيك يابنت ؟خوفتيني
هند بإنزعاج :يمه شوفي سلوى وسخت كل ملابسي
فاطمه بصراخ :سلوى انتي متى بتكبرين و تصيري عاقله
سلوى ببرود :انا ماسويت شي هي بنتك وسخه تلبس و تركن على بالها البيت مليان خدم علشانها
هند :وانتي و يش تسوين انتي و ست الحسن والجمال سوين عمله ننتفع واركن مو اكل و مرعى و قله صنعه
سلوى :و الله يا حبيبتي ياخشبه انا اغسل كل ملابس اهل البيت الا ملابسك اذا شفتها ركنتها على جنب
فاطمه : خلاص انتي وياها لابارك الله فيكن اركدن ..سلوى مادام انتي فاضيه اغسلي ملابس اختك هي عندها اختبارات
سلوى تدخل سريرها وتتلحف :والله ما انا فاضيه عندي نومه طويله
تأففت فاطمه و خرجت بسرعه و تركتهم
هند بقهر : طيب با دبه و الله لأردها لك ..انا عارفه كل من ورا الهانم اللي قاعده بغرفه لحالها و انا ربي بلاني بالقعده معك .
سلوى و هي ترفع حواجبها : موتي قهر يا خشبه
سعود دخل الغرفه : السلام عليكم
سلوى قامت بإحترام و باست راسه :و عليكم السلام ورحمه الله .. اخبارك يا خوي
سعود رد و هو يناظر هند اللي ما قامت سلمت عليه : طيب والحمدلله انتم اخباركم
سلوى لاحظت نظراته و قالت و هي تمسك يده :انا تمام التمام لكن اختك الخشبه تبغى غرفه لحالها علشان كذا ماده بوزها شبرين
ضحك سعود و هو يجلس جنب هند و يمسح على راسها :ما عليه يا هند ما عندك الا حل واحد مضمون بإذن الله
هند بفرحه :وشو قلي عليه بسرعه
سعود و هو يكتم ضحكته : ادعي ان واحده من اللي عندك يجي نصيبها و تذلف عن وجهك .
كشرت هند لكن رجعت ورفعت يديها وقالت بصوت مرتفع :يارب ان ليلى تتزوج عن قريب
تدخلت سلوى بإندفاع :ياسلام ويش معنى ليلى هي اللي دعيتي لها ؟
هند بإبتسامه :و الله انتي فرصتك ضئيله بالمره ..دبه و ثقيله دم و ما فيها من الزين نتفه
سلوى :الله واكبر عاد من زينك ..مطيح نص شباب الديره ...اقول يا الخفسه لا يكثر ..
تدخل سعود ووقف وبصوت جهوري :خلاص عاد ماصارت حشا مو بنات الا اذاعه اف ام و س ان ان ..حشموني شوي ولا اقول
خلوني اروح عند اختي الهاديه لو اقعد شوي عندكن كان اكلتوني بجلدي
خرج سعود و تعالت الاصوات من وراه و هز راسه على حاله اخواته المعتاده
دخل الغرفه كانت مظلمه وبارده .. استغرب اخته ما تنام في هالوقت اقترب من سريرها بعدما فتح النور
- ليلى ..ليلى انتي مريضه ؟
رفعت اللحاف عن راسها و طلت فيه بإبتسامه باهته :هلا ياخوي متى رجعت ؟
سعود بشك وهويطالع عيونها المنفخه وخشمها الاحمر : من ساعة ..انتي وشفيك تعبانه ؟
- لا ابد ياخوي مافيني الا العافيه
ارخت راسها و هي تهزه بهدوء : تطمن ياخوي
رفع راسها و هو يجلس جنبها :على اخوك يا قلب سعود ..انا الوحيد اللي افهم سبب هالنظره و سبب الحزن اللي كسى وجهك
دفنت راسها في صدره و نشجت بالبكاء :آآآآآآآه يا سعود
حضنها بقوه و حذر :سلامتك من الاه ياقلب سعود ..وشفيك قولي لي لا تشيلين في صدرك مو زين عليك ؟
رفعت راسها على كتفه و مسحت دموعها :تذكرت امي يا سعود ..هالايام ما تروح عن بالي ..احساسي يقول ان فيها شي ؟
طالعت فيه و نظراتها ضائعه :ودي اعرف عن حالها وعن صحتها ..امي يا سعود .ماهي بخير
سعود بطمأنينه :تفاءلي خير و انا اخوك .. مافيها الا الخير اكيد ..
رجعت تبكي من جديد و سعود يراقبها بحزن و كله الم و خوف يبدد الامل جواه .
سعود :خلاص يالغاليه ابشري ..بكره بعد الدوام بمر بيتها ان شاءالله رغم اني ما اواطن زوجها لكن ما عليه ..علشان خاطرك
ارخى راسه و كمل :حتى انا و الله مشتاق لها .
مسكت يده :فديتك يا خوي خذني معك خليني اشوفها
- لو بيدى كنت اخذتك لكن تعرفين جدك ؟
ابتسمت وسط دموعها و مسحتها وقامت بسرعه - الله يهديه انشاء الله ...الا تعشيت و لا احضر لك العشى ؟
سعود يعمل نفسه زعلان :وين اتعشى كان زمان اول..رحت عند ريا وسكينه و شكلهم هما اللي كانوا بيتعشون فيني .
و انتي قلبتيها مناحه
ضحكت ليلى -خلاص ياعيون ليلى انا كم سعود عندي ؟
رفع اصبعه السبابه و هو يبتسم و ضحك لما شاف ان البسمه رجعت لوجهها و راقبها لمى طلعت ..و عبس بينه وبين نفسه
حزن و الم و غربه طفوله ...و بالاخص لفتاه كان عمرها 12سنه تتطلق امها و تعيش بعيد عنها ..و بعدها بثلاث سنوات
يموت ابوها ..طفله تعلمت كيف تعيش علشان غيرها ...
اااااااااه ياسعود كم قلبك تحمل لحاله ؟ فكيف بطفله صغيره ما تعرف من الحياة غير الحزن و الجروح .

اسألي دمي
وسعادتي وهمي
اسألي التوفيق
والقدر والضيق
اسألي الدعاء اللي في صلاتي
والدموع اللي في سجودي
اسألي دمي
عن حبك يا أمي
****************************

فيلا حسان الواكد

سلطان ينزل الدرج و هو ماسك الجوال بيد واليد الثانيه يمسك بلوزته البيضاء
-الو هلا ماجد اسمع اليوم عندي موعد مهم غطي مكاني حتى ارجع
اقول بلا كلام زايد ..ما بعزمك لا على غدا و لا عشى
خلاص اوكيه نلتقي ..مع السلامه
جلس على الطاوله و هو لسى ما لبس بلوزته ..يعني الاخ يستعرض عضلاته
رغد بإنزعاج واضح :سلطان الله يهديك البس بلوزتك لو تشوفك امي تقطعك
التفت وراه و هو يمثل انه خايف و لبس بلوزته و هو يضحك
ابتسم في وجه اخته بحنان :كم باقي لك و تخلصين الاختبارات
رغد بهدوء:اسبوعين و نصف بالتمام و الكمال
سلطان التفت حوله :وين امي وابوي مو عوايدهم يصحون متأخر
رغد:ابوي صحي بدري يقول عنده شحنه سيارات جديده و امي اظن في المطبخ
ام سلطان : انا هنا
سلطان يقوم ويبوس راس امه :صبحك الله بالخير ياام سلطان
ام سلطان بحنان :صباح النور والعافيه .. عسى ما شر ان شاء الله وشفيك يمه اشوفك اليوم مبطي على شغلك
سلطان و يشرب قهوته : عندي موعد مهم ..اقضيه ان شاء الله و اروح بعدها الشغل .
حط كوبه الفاضي و رفع راسه بإبتسامه :ها يمه تامريني على شي انا ماشي
ام سلطان :لا يمه انتبه لنفسك
هز راسه بإيجاب و شد شعر اخته المنهمكه في قراءه كتاب : وانتي رغوده شدي حيلك ..
رغد :خلاص طيب مع السلامه
سلطان :حلوه تصرفيني .. انا اللي غلطان خايف عليك
رغد تقوم و تبوس خده برقه :يا عيوني انت ..تسلم لي يارب انتبه لنفسك و لا تسوي لي فيها جيمس بوند
-ههههههه الله يرجك ..اثاريك ما انتي بهينه ..جيمس بوند مره واحده
رفع يده بحركه سريعه :يالله مع السلامه اشوفكم بعدين .
رغد تكلم امها :يمه شو رايك بعد الاختبارات نسوي حفل نعزم فيه عيال عمي احمد و وعمي محمد و الله وناسه ...
ام سلطان بفرحه :و الله فكره يا بنتي جبتيها في وقتها والله اني مشتاقه لامي و ابوي الله يطول في اعمارهم
خلاص ان شاء الله بعد هالاسبوعين بأعزم خالتك فاطمه و خالتك الجوهره عندنا .والله فكره يا بنتي ..

قامت بسرعه و كأن تحضيرات العزومه بدأت عندها ..و انغمست رغد في مذاكرتها .و ما انتبهوا للشخص الواقف على عتبه الباب
و هو يسمع اقتراح رغد ..بدا قلبه يحن لذكرى مضت ..لكن بعدها في اوج الحنين تطرق باب العودة يستطرد كل لحن و كل ذكرى
هامسه في اذن المحب العاشق الولهان ..برمز الحروف الحارقه على سطح الورق ..ما للنسيان في قاموسه معنى و حبه غدى
هاجس حلو مر المذاق .ينتظر امل يداعب الحلم و يصبح حقيقه واقعه ..طفله صغيره كانت رفيقته ..همسه رقيقه تداعبه وابتسامه تروق له كلما رأها .
رشف من الصبر كاسات الالم و الدرب الطويل ..اصبر يا قلبي اصبر فرجك قريب ..فرجك قريب ..

لا يعرف الحزن إلا من عشقا ... وليس من قال إني عاشق صدقا
للعاشقين نحول يعرفون به ... من طول ما حالفوا الأحزان والأرقا

أما واعدتني يا قلب أني ... إذا ما تبت عن ليلى تتوب
فها أنا تائب عن حب ليلى ... فما لك كلما ذكرت تذوب

أمر على الديار ديار ليلى ... أقبل ذا الجدار وذا الجدارا
وما حب الديار شغفن قلبي ... ولكن حب من سكن الديارا

أشارت بطرف العين خيفة أهلها ... إشارة مذعور ولم تتكلم
فأيقنت أن الطرف قد قال : مرحبا ... وأهلا وسهلا بالحبيب المتيم

يموت الهوى مني إذا ما لقيتها ... ويحيا إذا فارقتها فيعود

وما في الأرض أشقى من محب ... وإن وجد الهوى حلو المذاق
تراه باكيا في كل حين ... مخافة فرقة أو لاشتياق

نقل فؤادك حيث شئت من الهوى ... ما الحب إلا للحبيب الأول
كم منزل في الأرض يألفه الفتى ... وحنينه أبدا لأول منزل.......مجنون ليلى

******************************
في الرياض :

ريهام :زياد افتح الباب ابغى اتكلم معك
زياد بصوت ناعس :بعدين يا ريهام مو فاضي لك الحين فيني نوم
ريهام بإصرار :اقول افتح بسرعه
فتح زياد الباب ورجع لسريره و هو لابس بيجامه سماوي
ريهام بحده :زياد الكلام اللي يقوله ابوي صحيح
قربت من سريره و هزت كتفه و هي تعيد :زياد اصحى ما هو وقت النوم
زياد بصرخه : خير و شفيك ..؟كلام ابويه ايه صحيح عندك اي مداخله تفضلي قوليها و اطلعي برا
ريهام بيأس :يعني وافقت تتزوج ليلى ..بكل بساطه
تجاهل النظر في عيونها و رجع و استلقى على سريره
رجعت و عادت عليه السؤال :طيب و حبك اللي شلته كل هالسنين نسيته بسهوله
زياد بحزن :انتي ما تفهمين يا ريهام
جلست ريهام جنبه و عيونها تحمل نظرات غريبه :افهم ايش يا زياد ..؟ العادات و التقاليد انك لازم تتزوج بنت عمك بقناعه او بدون
و كل هذا ليش ..و تتوقع بعدها انك تحبها و تعيش معها حياة سعيده ..نسيت الفرق بينك و بينها هي خريجه ثانويه و انت مهندس
مثقف و تعليمك عالي ..
وقف زياد :خلاص يا ريهام لا تحاولين معي لانه ما ينفع الكلام ..يعني انتهينا
ريهام بعصبيه :لا ما انتهينا ..انت لاتتوقع مني اني اوافق عليها
اقترب زياد منها و مسك كتوفها :انا نفسي اعرف ايش الاسباب اللي تخليك تكرهينها ..انا اللي بتزوجها و اعيش معها
حركت ريهام نفسها و هي تتنفس بصعوبه
- انا ما اكرهها من قالك اني اكرهها كل المسأله كلها اني .........
- ريهام انا ماعندي حل ثاني ...يعني سلمي بالامر و اقتنعي فيه .
ريهام بتحدي :مو انا اللي استسلم بسهوله
خرجت من الغرفه بهدوء و معركه محتدمه ما بين قلبها و عقلها
استغرب زياد من تصرفها و رجع انسدح و عيونه معلقه في السقف و يفكر في ليلى و حبيبته الغائبه الحاضره
و اغمض عيونه بقوة لعله ينسى النار اللي تحترق بجوفه .و أمنيه اصبحت صعبه التحقيق في واقعه الحالي .


دفنـت صوت الحب بأعماق صـدري
وشربت كاس المــــر وأخفيت عبـــــرات

ومع كل ونـــة قلب قــدمت شكــــــــري
للجـرح والدنــيا ودرب المتـاهـات

*******************************
في القريه

ليلى بإشراقه تصاحب اشراقه شمس يوم جديد :صباح الخير يا جدي
الجد :صباح النور و السرور
جلست جنبه بصحن الفطور و بدت تصب له الحليب طبعا حليب الغنم المغلي المفضل عند جدها و ناولته بيدها
طالعها بنظره سريعه متفحصه و تنحنح :سعود قال لي انه بيروح يزور امه ..و ما منعته هو رجال و حر نفسه..
ارخت راسها و مسحت على شعرها متشاغله و اكتفت بالصمت
:اسمعي و انا ابوك ما ودي اقطعك عن امك لكن صارت لها حياة و عندها زوج و عيال ..واللي صار بيننا حكم فيه الزمن ..واللي انكسرما يتصلح ابد ..
ليلى و الصمت و الكتمان هو حلها الوحيد
الجد :وشفيك و انا جدك تكلمي
تكلمت اخيرا بصوت مخنوق :اللي تشوفه يا جدي
مضى الجد في يومه و ليلى اختنقت بغصه الالم و الحزن و ماقدرت تعبر بكلمات عن حاجتها لامها
الجدة و هي اللي كانت تراقب بصمت في حضره زوجها و ما قدرت تقول كلمه لانه معه في قراره زوج امها انسان صعب المعشر
الجده بحنان كبير تخفي المها على حفيدتها :خلاص يمه اخوك مابيقصر بيجيب اخبار طيبه ان شاء الله عنها .
:ما عليه يمه عشت 10سنوات بعيده عنها ..عادي اعيش 10سنوات زياده من غيرها
قامت بسرعه تخفي دموعها و حزنها الشديد
دخلت غرفتها و قفلت الباب و استندت عليه ..تسللت الدموع اخيرا على وجنتها معلنه انهزامها و رضخت للامر الواقع
بكت دموع الحزن والفراق الصعب ..كيف يهون على الناس تسهيل مراره الالم و اعتباره امر عادي
نشجت بالبكاء بصمت مخنوق و ارتعاشه اسى تسري في جسدها ..
جلست على سريرها و طلعت مذكرتها ..
و عنونت احزانها ... وحيده في الظلام

وحيده حيث اعيش بينهم
اتقاسم الامل و الافراح معهم و ارشف سم الالم بمفردي
هينه هي الاحزان عندما تتوالى ..يعتقدون هم
سهله هي الدموع عندما تنهمر ...و يسمحونها ببساطه
هي حاجه في نفسي ان اسد فراغات حياتي و استمر
متمردة هي الحياة
و قاسيه هي القوانين البشريه
قلبي قد اصبح فارغا او قد كان فارغا من قبل
ام الان فهو ممتلى بالاسى
كم حاجتي ان اشعر بالرضا ولو قليلا على حالي
فأنا حزينه يا أمي
حزينه حقا .......
و قلبي يبحث عن حنانك و التفافه عطفك فأين انتي ؟


حاله ابطالنا في تخبط ما بين ما يريدون ويريده الاخرون و ما تتطلبه الحياة و ما يجب ان يكون
سعود ..و خوفه على اخته ؟و تجاهله لحياته و رغباته الشخصيه ..الى متى ؟

ليلى تعيش حاله تمزق منفرد و تخفي احزانها بهاله من اللامبالاه و البرود ...متى سترى امها و تطفي احزانها ؟ و ماسبب رفض الجد ؟

زياد ...ما زال مستمرا في الهروب منتشيا بحلم حوريه سلبت لب عقله و قلبه .كيف سيمضى في قراره الجديد ؟

ريهام ..و سرها الخفي و السبب الكامن خلف رفضها لليلى ما سببه ؟

مطلق ..غائب عن الحياة في الخوض في غمارها ما لجديد في حياته الراكده ؟

سلطان عابث في هوى الحب متقلبا على ناره بمفرده بدون كلمه او احساس يصف شوقه القديم ..من هي من املكها مشاعره ؟
و الاخرون قادمون

الى الملتقى القريب ......كبـــــرياء الج ـــرح

كبرياء الج ــرح 17-06-10 10:21 AM


البارت الثالث :
شد على عصاه ..و تنهد بقهر سنين مضت عليه ..و مانسي ابد ..
ولده الصغير ..هزم كلمته الحاسمه و انثنى على رأيه..
كيف هذا وهو الرجل ..المعروف بصرامته..وقوه قلبه ..
شيخ قبليته ..ما كسب احترام الناس من فراغ ..
صعبه تفقد كل شيء بسبب تمرد فتى ما عرف كيف تسير الحياة..
بسبب نزوه مشاعر انهدمت كل اللي بناه علشانه ..
ولده خيب امله ... افقده عزه نفسه الشامخه و سلب صلابته المعهوده..
قال يحبها ..شافها في قريه ثانيه..وحبها ...اخذها من غير شوره...و تجاهل رفضه
رفض ياخذ بنت عمه..و عصى امري..
ضرب بعصاه في الارض ...و الوجع يعاود له بنفس المرارة ..
تركه و تزوجها ..المرأه عندما تكون جميله تستعبد عقول الرجال .
و فضل البعد عن قرب اهله ..
و بعدها صار اللي صار ...
مابيلوم نفسه ابد..كل شيء كان يجب كما يكون .. وفي النهايه شاء القدر ..


*********************
بعد ثلاثه اسابيع
هند بفرحه :يمه يمه طلعت النتيجه
وقفت سلوى على عتبه باب المطبخ و هي تاكل خيار:الله واكبر عاد اللي يسمعك يقول و لا شهاده الدكتوراه الحين التقدير جيد و على
حافه الرسوب .
:ها ها بايخه زي وجهك ..لا يا حبيبتي تقديري ممتاز و نسبتي 94و الحمد لله خرجت من مجموعه الفشله .
دخلت ليلى بسله الملابس و وقفت جنت هند :مبروك ياهند ..لكل مجتهد نصيب يا اختي احمدي ربك ..قبل كل شيء
طالعه لاخوك سعود ماشاء الله عليه .
ضحكت سلوى : شوف وجه العنز واحلب لبن ..هذي بالله طالعه للصقر سعود .قولي غيرها
عصبت هند و هي تقرب من سلوى : سلوى احترمي نفسك ..خلاص عاد زودتيها ..
دخلت ليلى بينهم تحاول تهدي الوضع :هدووا يابنات وشفيكم ..سلوى باركي لاختك واتركي طول اللسان ..و وزعي الحلا اللي سويتيه علشانها
هند بتعجب و هي تناظر في الثنتين و سلوى قامت و هي تناظر في ليلى بقهر و ووجهت لها نظرات ناريه فهمتها ليلى على طول و ا بتسمت
و راحت بسرعه ... ليلى تكلم هند :هنودة عمتي راحت مع جدتي ..يزورون جارتنا ام سعد
روحي قولي لجدي هو في المجلس اكيد بيفرح لك ..
دخلت ليلى المطبخ و شافت سلوى تقطع في البصل و وجهها احمر وعرفت انها كانت تبكي :سلوى ..ليه البكا الحين ..؟
سلوى بدون اهتمام :من قالك اني ابكي ..البصل مأثر على عيوني .
وقفت ليلى جنبها وقالت بحنان :ليه تكابرين ..عاجبك علاقتك مع اختك لازم تتنازلين شوي لانك اختها الكبيره
سلوى رمت بالسكين وقالت بعصبيه : هي ما تستاهل ..ما تحترمني تحسب نفسها احسن مني في كل شيء ..
:هي اختك الصغيره ..تتأثر بسهوله باللي تسوينه فيها ..
مسحت ليلى على شعر سلوى المبعثر و كملت كلامها :و الله يا سلوى مافي زي الاخت تكون جنبك ..و خاصه هي صغيره لازم تكون
علاقتكم اقوىمن كذا .
سلوى :احاول ..و تراني اقولك من هالوقت اذا ذبحتها لا تلوميني .
ليلى بضحكه :تونا نتكلم على السلام قلبتيها حرب .
سكتوا فجأه لما سمعوا صوت احجار صغيره تضرب في شباك المطبخ ..طالعوا في بعض و ضحكوا ..خرجت ليلى بسرعه
وفتحت الشباك و طلت نجمه بقامتها القصيره وبشرتها السمراء و عيونها الفاتنه
نجمه تتأفف :الحمد لله ..شوي و كنت برسل عليك قنابلي الذريه .. و طلعت البصله في يدها و ضحكت فجاه
ليلى :اجل الحمدلله ..كفايه على الاخت اللي في المطبخ و ريحتها الخايسه ..تزيدينها علي .المهم خير وش عندك
نجمه :خير يا زوجه اخي المستقبلي
ضحكت ليلى و هي تعرف قصد نجمه : عاد ما لقيت الا صلوح راعي الغنم اتزوجه
حمقت نجمه : وشفيه ..عيني عليه شخطه رجال طول في عرض فديته ..خلوق و متوظف وراعي بيت .
ليلى : امزح معك وشفيك صالح و النعم فيه و الله ..يستاهل اللي تحبه و تغليه
نجمه بمكر : عندك خبرها هذي اللي تحبه .. و الله لو قوله ليطلع السماء و لا يرجع لنا دخيلك ..
ليلى : الله يرزقنا جميع باللي يحبنا ..ما هو هذا اللي تبينه .
تنهدت نجمه و غمضت عيونها :الله يحنن قلبه علي شوي ..و يحس باللي في قلبي
ليلى : اووووووه تطورات قمنا نحب ..من ورايه ويش هالخيانه ..كنت قولي لي علشان احب معك مالت عليك
نجمه بذكاء :انتي ماخذ عقلك ابو كشه .
ليلى و تحاول تصل لشعرها من فتحه الشباك الصغيره : يا قليله الادب ..ما وعدتيني ما تجيبن طاريه ..القصه صارت لها
عشر سنين وا نتي باقي مانسيت السالفه ..يعني واحد ساعد بنت صغيره عملتي منها قصه حب .
رفعت نجمه حواجبها بغيظ : هذا اذا نسيت انتي اولا .و ثانيا انتي ليش محموقه يا ختي
تأففت ليلى :نجمه لا تجيبين طاري الموضوع والله لو سمعتك عمتي لتألف علي ميه قصه ..
نجمه : اسفه و الله ما اجيب طاريه مره ثانيه .. المهم نسيتني ياعلي فدى عيون الغزال .
ليلى : اخلصي علي ادري وراك مصلحه قوليها بسرعه .
نجمه بتوسل :قولي لسلوى تطبخ لي كم طبق حلو ..صالح عنده ضيوف و انا ما اعرف للحلويات صراحه و خايفه يتفشل قدام اصحابه .
ليلى : افااا عليك ما طلبت ..اكيد سلوى بتفرح و هي حبها الطبخ ..طيب متى تحتاجينها
نجمه :اليوم بعد المغرب
ليلى :خلاص ابشري ..كم عندي نجمه
نجمه بضحكه ..و الله واجد تلقينها في الليل فوق راسك
ضحكت ليلى و بعدها ودعتها ...و تركوا بعض لما سمعت صوت عمتها في المطبخ
ليلى قالت لسلوى طلب نجمه ..طبعا سلوى فرحت في داخلها و تفانت في طبخها ..
هند خبرت الجميع بنسبتها ..و فرحوا الكل لها ..

سعود في طريقه للبيت يسوق سيارته بتركيز و هو يزفر براحه انتهى اخيرا فصل طويل و متعب من الدراسه
ابتسم و هو يوزع نتايج الطلاب و فرحتهم المرسومه عليهم ..بقدوم الاجازه اخيرا
لكن رنين جهازه الخاص ..جعله يقلل من سرعه سيارته
سعود بإيتسامه عريضه :ياهلا و الله بالقاطع
تعالى الضحك في الجهه الثانيه : يا هلا فيك يا ابو سلطان
سعود بلهجه ساخره : من هذا ابو سلطان ..شكلك تحلم اسمي ولدي اللي بعده ما جا بإسمك
سلطان :احمد ربك لو اخذ اسمي بس .
سعود : المهم اخبارك و اخبار الاهل ..خالتي اشلونها و عمي شخباره ؟
سلطان بإبتسامه :ول ول شوي علي ..كلهم بخير ويسلمون عليك .و انتم كيف حالكم جميع ؟
سعود :الحمدلله يسرك حالهم ..ها منتم ناوين تنزلون عندنا هالاجازه ..؟
سلطان بفرحه غامره سكنت صدره : كيف عاد كله و لا ارض الاجداد ..ياني اشتقت لها ..و لا يمكن انتم اللي تنزلون عندنا.
سعود بسخريه :الله و اكبر عاد ..من متى هالمحبه اللي جات على غفله ؟
: اقولك اخلص علي انت ووجهك ..ما دام المدرسه خلصت ..الوالد والوالده عازمينكم عندنا مسوين عزيمه عائليه ..
سعود : ان شاء الله راح ابلغهم ..
سلطان :.اه .المهم لاتنسى تقول لجدي و جدتي و طبعا الاهل عندك خلاص .ما اطول عليك يا ابوسلطان
عندي شغل ..سلم على الاهل و لاتنسى تخبرهم .. الاسبوع الجاي . يالله في امان الله
: مع السلامه
ابتسم سعود و هو يهز راسه على صاحبه ..صحيح ان صداقتهم تأثرت ببعد المسافه ..لكن في اشخاص مهما بعدت بينهم
المسافه و تقطعت بهم الدروب يحافظون على جوهر العلاقه مهما قست الظروف ..و سلطان واحد من اللي عرفهم سعود في
طفولتهم ...صداقتهم اكبر من صله الدم ..


في الرياض :

اريام بضحكه عاليه :ريهام ..و اقسم بالله اول مره اشوف واحده زيك .يعني تاعبه اعصابها علشان غيرها ..يا بنت خليه
يتزوجها .
ريهام بحرقه اعصاب :يا اريام انتي ما تفهمين .... تنفست بعمق ..و كملت كلامها ...زياد ما يهمه الا رضا ابويه
و الا هو يحب واحده ثانيه انا اعرفها و كنت ناويه اقول لامي عنها ..لكن الوقت كان قصير
اريام بتفهم :اها قولي كذا من قبل ..طيب وشفيها البنت اللي يبيها .
صرخت ريهام و رجعت هدت اعصابها :يا بنت ما فيها شي لكن ما تناسب اخوي ...اخوي متعلم و متحضر و وده بوحده زيه .وقبل كل شيء يحب وحده..
اريام و هي تحاول تفهم سبب غضبها :و الله انك غريبه ..كل اللي قلتيه مو سبب يخليك تكرهينها .
ريهام و صبرها بدا ينفذ :انا ما اكرهها لكن ابغى الافضل لاخوي ..ليه ما احد راضي يفهمني .
اريام :خلاص ..فهمتك ...اصطفلي منك لاخوك و انا مالي .. المهم تمشين معي رايحه السوق بعد المغرب .
ريهام و تفكيرها مشتت :ما ادري ..اشوف ريم و اكلمك عندنا حفل بعد يومين عند خالتي .ولازم اشتري شي جديد .
اريام بإبتسامه :ادري فيك تحبي تكوني دوم متألقه .
ضحكت ريهام و قالت بغرور : اكيد يا حلوه ..تراني ريهام بنت السلطان مو حي الله
اريام بإبتسامه ما وصلت لعيونها و هي تهز راسها بسخريه : اكيد ..خلاص اعطيني ردك على روحه السوق ...
ريهام :اوكي بيننا اتصال ...باي
اريام :باي


في شركه الغانم :

جلس على كرسيه بإرتياح بعد جوله في ميدان الشركات طلب قهوته السادة المعتادة ..و ريح راسه و هو مغمض عيونه
و هو يسمع صوت سكرتيره يدخل و يحط كوبه على المكتب ..تبعته لحظات قبل ما يتكلم بعمق
:خير ياطلال فيه شيء ؟
ابتسم طلال ليقظه مديره و تنبهه الدائم : فيه واحد اسمه حسان الوافي اتصل و انت مو موجود ..و قال اتصل عليه ضروري .
رفع راسه و هو يمسح عيونه و بعدها طالع في ساعته السويسريه الفاخره :اتصل عليه و حوله لي .
تناول كوبه و رشف منه قبل ما ينظر قعره ..سواده لايخالطه لون و لا يتذوق حلاوه تتمزج بمرارة ...فك زر ياقته و هو يمسك تلفونه
و يبتسم و كأنه يحاول ان تمتزج ابتسامته بكلماته للشخص المعني .و كأنه واجب محتم عليه ان تتبين الصدق بين مفرداته لشخص يكن
له الاحترام و التقدير ..كان رفيقا ذا زمن بعيد لكيان والده الفقير قبل ان تشمخ الحياة له و تفتح الابواب له و تريه من الرغد الوفير
مايكفي العيش فيه براحه البال و الضمير مع عائلته ..للحظه تذوق طعما مريرا وكأن الحياة تجرعه قهوته السادة .و عاد مجددا للواقع
مطلق بصوته القوي العميق: السلام عليكم ..كيف حالك ابو سلطان
.........


*************************

في القريه:
الجميع كانوا قاعدين في حوش البيت ..الجو جميل و نسائم هادئه تخلق جو من الراحه النفسيه و الجسديه ..
سعود جنب جدته اللي تحلت الجو و نامت بهدوء يراقب الوضع بصمت و بعده تنحنح :اقولكم عندي لكم خبريه حلوه ...بما ان اختي الصغيره هنودة ..رفعت راس
اخوها ..بننزل الرياض
هند بفرحه :فديتك ياخوي احلى خبريه سمعتها ..الله يخليك لي ان شاء الله
ضحكت سلوى فجأه و قالت :الله و اكبر عاد اللي يسمعك يقول بيوديك باريس و لا لندن
سعود بحنق و هو يرمي سلوى بصحن و هي تمسكه بحرص و عيونها مفنجله بفزع وقال :وشفيها الرياض ..اذا ما عجبتك لا اشوف خشتك ذي معنا .
سلوى تناظر لليلى تطلب عونها بينما ليلى اكتفت بالابتسام لكن سلوى قالت بهدوء :فديت دار ابو متعب يا اغلى اخ في الدنيا ...
وشفيك ترا المدرسه خلصت ..خذ راحتك شوي ..يعني فلها وربك يحلها .
ضحك سعود و اكتفى بالصمت و التفت نحو جده الصامت و قال بصوت رخيم :عسى ما شر يا جدي
التفت الجد و تنحنح بصوت قوي : خير ..لكن فيه امور شاغلتني في المزرعه .
سعود :اها ..طيب ويش رايك في اللي قلته ؟
الجد :خلاص ياولدي شورك وهدايه الله مادام حنا وعدنا لازم نوفي ..بكره ولا بعده شدوا عزمكم و توكلوا على الله .
و وجه سعود نفس السؤال بلهجه الاحترام لعمته و اللي جاوبته بهيبه مدعيه :والله يا ولدي ما لي شور بعد شور جدك و هي فرصه نشوف خالتك و عيال عمك .
اطلقت سلوى صرخه فرحه و احتضنت ليلى و شاركتهم هند ...و ليلى بينهم ..تحاول تفك نفسها من حشرتهم
اقترب سعود و خلص ليلى : ابعدوا عن اختي لابارك الله فيكن ريا وسكينه شكلكم ناوين عليها مسكينه . ودفع ليلى الضاحكه بلطف ...و كمل كلامه بتعنيف هادي
وانتي عاجبك حالك كذا ..بياكلونك حية المتوحشات
ليلى و لاول مره تتكلم :شو اسوي ..مالي شدة عليهن ماشاء الله ..
سعود ولاحظ نبرة الضعف والتعب في صوتها و لوى عليها يحيط كتفها بذراعيه يحسسها بوجوده و حاجته علشان ترجع بحيويتها المعتادة
سلوى تلكز هند : شوفي جرايندايزر مسوي فيها حامي الحمى ..اقول سعود ...ترا حتى انا اخواتك ولنا مالها
ابتسم لصراحتها و فتح ذراعيه يستقبل وجودهن في احضانه ....و هو يضحك


ليلى بوهن و ضيقه صدر اتعبتها الهموم و البرود اللي يسري في حياتها ...
ابتعدت عن مكان تجمعهم محاوله التملص من نظرات اخوها الفاحصه حطت يدها على صدرها و تنفست بعمق اشتد عليها السعال و تعالى صراخ اشبه بصفير داخل جسدها
..الوهن والبرود سرى بين عضامها و تنفسها يزيد ضيقا وصعوبه ..جلست محاوله جمع انفاسها بهدوء وكأن الهواء قد سحب خلسه منها ...
احاطتها غلاله ضبابيه و دموع زخرت بها عينيها و ركعت على ركبتها و صوتها يخرج مخنوقا ما بين اضلعها ..همسها لم يصل لمسامعها حتى ..
فتهاوت مدركه بأنه الالم و التعب و قد نفذ الى حياتها من كل منفذ .

اليوم ليس يوما متفردا من ايامي
بل من جمله ايام اعيشها بكل احاسيسي
توهان و غربه و حزن غريب و عيون شارده
لحظات بصيره و فقدان بصر
سكون مشاعر في فراغ كبير
هروب من امور معقده و تساؤل مُلِح
احلام في مهب الريح
و انتظار للوهج الساطع لينير دروبي المعتمه و يخيف اشباح الظلام التي تسكن جنبات حياتي
ترقب و حذر و ألسن لا تعرف الصمت حلا او وسيله .
امال مشيده على رمال متحركه و قسوه زمن لا يعرف للحلم دربا من دروب الواقع المحققه
سعاده مؤجله و سكوت آسر يجمد نبض الحياة
وحده تأسرني في احضانها الشائكه و رهبه من القادم الصعب
غربه مشاعر و تبلد غريب
كتاب في يدي و صوره و تحديق مستمر في لا شيء
و علامات فارقه في شرودي الطويل
رحله في سراب
و عدم وضوح الرؤيه في عالم افتراضي من صنع عقلي الباطن ..............بقلمي


لم يعلم ان صرخه اخته الصغيره كانت اشبه بناقوس الخطر ..كالذي في عقله ذاك الذي انذره عندما دارت انظاره على ملامح اخته
و ادرك ان زهرته الغاليه قد اصابها الذبول فجأه ..استحال الى تمثال جامد و هو يرى جسدها الصغير ملقى على الارض دون حراك
وكأن روحها قد سلبت منها للتو ..هل تلك الوخزات التي شعر بها في عينيه كانت دما او دموعا .. امانه صغيره اسكنت بين يديه في
ايام ماضيه و سكنت روحه و جسده كطفلته ..ايعلم اي ألم واي سم زعاف بث في عروقها لتنشف بسهوله و تذهب علامات الحياة فجأه
اي مارد ذلك الذي سكنك يا اخيه و حولك الى شبح تطارد الحياة وعكس صوره للموت .....

هَبت نَسايم غِيبتك وبداخلي مَشهد أخير ..
سُؤال مَات مِن الظما يُطرد سَراب الأجُوبة ..
مِن قّطع أورَاق الهَوى وأخفَى مَلفَاتِ الحنين..
ومِن هو سَرق عَهد اللِقا قبِل الحَقِيقَة تِكتبه ..
ومِن هو سَرق ضِحكة أَمل مِن مَبسَمِ الطِفلِ الصَغير ..
وأهَداهْ لِعبه لِـ الأسَف فيِها مَلامِح مُرعِبه !!

جلس على سريرها و انفاسها عادت منتظمه رتيبه و اللون عاد الى وجهها بعدما سرق الشحوب نضاره بشرتها و سرق حيويتها
اهي حالتها هكذا منذ الصغر ..نعم هي هكذا ..الاتذكر ياسعود قلبها الصغير الناضح بهموم لاتوازي عمرها الطفولي
وعقلها الذي يحتمل ضغط الاعصاب طالته الهموم تمردا و هيجانا ...موت والدها و فراق والدتها و سجنها الانفرادي بعدها عزلت
فيه نفسها عن عالم البشر الهائم على محطات حياتها دون اهتمام ..
لما ذلك الالم يعتلي قلبك الان ؟ او ليست بخير نعم هي كذلك لقد اصبحت بخير ربما اليوم لكن غدا و بعد غد مالعمل
مسك يدها و ضغط عليها برقه و مسح دمعه متمردة مرت على وجنته الخشنه
ادار ظهره للدخيل على خلوته مع اخته يداري حزنه و دموع رجل لا تسكب الا على من غلاه القلب
سلوى :سعود خلاص هي الحين طيبه ..روح نام انت ؟
سعود بصوت يحاول يكون فيه عادي : جهزوا نفسكم بكره ..لازم نسافر !!
سلوى بهمس :مايمدينا يا سعود نجهز اغراضنا
طالعها بنظرات قويه :انا قلت جهزوا الاغراض اذا كنتم تبون تسافرون ..لو ما تبون بسافر انا و ليلى لوحدنا
تنهدت سلوى بعد خوفها من نظراته و قالت :اللي تامر فيه يا خوي ..
وقف بعدها و ناظر ليلى شوي و خرج بسرعه .

هَمّ | غَمّ | جَرحّ | ضـيـقه
عيد ترتيب ال حقيقه ..
ضيقة | جرح | غَمّ | هـمممم
نفسهآ .. ووش صآر يعني ؟؟
لو ترتبهآ تنآزل أو ترتبهآ تصآعد ,
موووت بنفسس الطريقه

‏*****************************


البارت الرابع :


ليلى بعيون شارده نظراتها توزعها ما بين جدتها التي اصخبتها بموشح عن الاكل و المرض و خوف امومي اعتادته منها
و جدها الذي اكتفي بمؤازرة جدتها ...سلوى التي غطت في النوم فور دخولنا في الجيمس الملكي كما تسميه و الذي يكفينا
كعائله ..و هند تتابع الطريق و سماعات تصدح بالاغاني داخل اذنيها ..
و سعود وعيونه الساهمه و كأن صخره جاثمه على قلبه اغارت عينيه عمقاً و صراعا خفيا ..
الجدال احتد بينهما في زياره المستشفى ..لكنها بإصرار رفضت بحجه تعب عادي ....استسلم رغم خططه من اجلها ..كانت خلفه و لم يراقبها بنظراته
مثل العاده لم يعهد مقاطعتها بنظراته الحنونه وهمساته الابويه الحذرة ....اكل هذا من اجل انها انهارت البارحه وقطعت حبل
تواصلهم العائلي ..اتعرف هذا نوعا من العقاب ..ام الحرص المؤلم ..اصبحت عادة منذ صغرها كاهل نفسي يخنقها في زاويه
ويصرعها مريضه و الكل يجزم انها ضعيفه جسديا..ألم يكن ذلك الذي اقعدها عن مواصله الدراسه ..
لم تجد تلك التي تسندها في طفولتها ..و تهتم بها ..لم يكن وعيها قد اتضح ..ففراق امها وصم في حياتها بصمت ..وهدوء
كعادتها ..تقبلته مجبره ..و انهزاميه بدون احتجاج..كل الذي فعلته هو تلويحه في الهواء ووداع اخير ظنته هي ..
فالمراسم التي وضعت فيها كانت محيره و صعبه...
جدتها ليست لديها القوى لمتابعه ذلك..لكنها حاولت رغم كل شيء ..
و انهت دراستها الثانويه ..و اهلك سنون حياتها الصغيره الطموحه و لم تبالي ..
اكملت بمساعده سعود و بعدها اكتفت..تخرجت بنسبه لا تساعد على اكمال دراستها.
لم يكن سوى شيئا قدره الله جل في علاه امنت به قلبا و قالبا و اعترفت بحكمته عزو جل في الحياة ..
فتحت مذكرتها المعتادة تسلي نفسها في مشوار طويل و متعب يوصلها الى منزلهم الثاني
و نزف الحبر على اوراق الحياه بتدفق وغزاره ...و صبت كل مشاعرها الحبيسه داخلها دون انت تبالي بحدة تلك الكلمات
الجارحه التي انهالت على الورق كالمطر في ارض قاحله تعشق الارتواء ...

يوم جديد يحمل الما و يحمل حلما قديما ثائرا
تعب و صداع مؤلم ينهال على اعصابي
ضياع وسط ضباب الحياة
جسور بعيده و بعاد يحطم الافئده
صمت بعيد في عالم محير
وحده قاتله هي نفسها تسكن حناياي المحطمه
وصال متقطع بعالم خارجي
و ارهاق لهموم متراكمه
و سعاده هاربه الى القاع
غير راغبه في الطفو على وجه الحياة
و هواجس تملأ عقلي الباطن
ليست هواجس بل حقائق اصبحت كوابيس مزعجه
لا حل لها او كتمان
ما كل هذا
ألم و حرمان و عذاب مستمر
يسكنني و ليس بعيد عني
يرهق روحي و يهلك جسدي
و يغطي عيناي بوشاح اسود مظلم
رغبه مني انا
تعب يعذب مشاعري الصابره
عذاب و عذاب
كان هذا يومي ....

************************

في الرياض

قلبه يعزف سمفونيه صاخبه من اجمل سمفونيات حياته
اخبروه انها قادمه ... في طريقها الى عرش قلبه لتتربع بكل فخر عليه .
يشعر ان الحياة زاخره بالالوان و منتعشه كالربيع و ان ابتسامته سهله ..تقفز الى وجهه دون دعوه
سيقول انها لي اخيرا
ستصبح له اخيرا ..و يملك قلبها

أنت أحلى قصائدي
أحلى .. قصائدي .... أنت..
أنثى ... رقيقة ...
لا تغيب عن خاطري .... وتبقى ... معي خلف .... الصخور ..
صوتك .... أحلى .... من .. تغريد .... الطيور
نظراتك .... قاموس .... للبهجة .. والسرور ..
ثغرك ..... سيدتي ... أعذب .. من رحيق .. الزهوووور
--------------------------------------
كتبت .. فيك أحلى .... قصائدي ...
نسجتك ... أبياتا .... في خواطري
كل ما أحاول .... العبور .... أقابل ... طيفك .. ويأسرني جمالك الفتاان
فأصبح سجينا .. لأجمل .... سجان ..
ويبقى .... حبي لك ..... يغرد ... في كل الأوطان
لا تتركيني ... لدوامة الذكريات ..
أصارع الماضي .. وكل .. ما فات
فأنا سجين ... عينيك ... تحن شجوني إليك .. وتصرخ الأهااات
-----------------------
أنت .. أحلى ... قصائدي ...
لك ..... وحدك .... أكتب ....
لماذا ... أنت ... وفي الدنيا .. نساء غيرك ...
ربما لأنك صادقة المشاعر
لذلك .. أحبك .>>>منقول


تجهم لفكره اغتالت براءه احلامه ..ما ذا عسى اذا لم تكن تريدني ؟ اذا تعرضت للرفض فجأه ؟
نفض الفكره وهو يستعيذ بالله من الشيطان ...كيف يسمح لنفسه ان يتخبط بسوداويه في مستقبل لا يلعم ماهيته
ابتسم لامه الدؤؤب و كأنها طفله ..عادت بها السنون الى الخلف لتستكين في احضان والدتها و تستقي من حنان والدها
وكيف يكبر الانسان حقا ..سيزال صغير مهما كبر و اشتد عوده ما دام فضاءه مليى بأنفاس والديه ..حقا انه
انه حب حقيقي وعشق ازلي لاتمحيه رياح الحياة مهما كانت قوتها ...
رجع بضربه على دماغه و انمحت ابتسامته و تبدلت بتكشيرة الم ...طالع وراه و زادت تكشيرته
سلطان :يالله صباح خير ..يا لله انك تجعله يوم خير ..يوم شفت وجهك جاني تشاؤم صراحه
زياد يجلس جنبه و هو يضحك بسخريه :اقول تقطع قلبي من الضحك ..من زين وجهك عاد المهم ليه ما ترد على جوالك
من الصبح ادق عليك ..
سلطان و هو يتحسس جيوبه و ضرب على جبهته :اوووووه شكلي نسيته في المكتب ... ليه ما دقيت على البيت
زياد بلامبالاه : الموضوع مو بذيك الاهميه ..اكلمك فيه بعدين
سلطان :وشفيك شكلك متضايق ..
زياد اعطاه نظره و بعده رجع و طالع في الشارع :متضايق الا بموت من الضيقه ..ما احد فاهم علي احس اني ضايع
سلطان بإهتمام : وشفيك وانا اخوك ..حط على كتافي من همومك وانا اشيلها عنك
زياد بإبتسامه و هو يربت على كتف سلطان و يشد عليها :والنعم فيك ..يا خوي لكن مثل ما قلت لك بعدين ..لان ماهو وقته
يالله الحين استأذن عندي جوله في موقع البناء ..
وقف و مشى خطوتين و توقف لما سمع سلطان يناديه ..طالع سلطان اللي وقف قدامه ..رغم نفس الطول لهم الا انه سلطان بنيته اعرض ..
سلطان بإبتسامه :ما قلت لك الاهل جايين من الديرة ....ما بلغك خالي هو عنده خبر
زياد بإستفهام :مين الاهل ؟ اااه قصدك جدي و جدتي ...هز راسه بنفي وبلع ريقه بصعوبه و انعقدت حواجبه فجأه
و كمل كلامه بتأني و ملامح وجهه عاصفه :كلهم جايين ...؟!!!
اختفت ابتسامه سلطان و هويلاحظ الامتعاض اللي ارتسم على وجه زياد و قال :اكيد كلهم ...
عض زياد شفتيه بقوه و ادار ظهره لسلطان و رفع يده بتحية و صوته صار اعمق و هو يقول :خلاص نلتقي اذا اجتمع الاهل..اشوفك
على خير
سلطان يتبعه بنظراته حتى اختفى من قدامه و عنده فضول يعرف سبب تغير مزاجه فجأه ...

******************************

في فيلا الغانم :

دخلت سمر غرفه اختها الكبيره بسرعه و هي تلهث ..التفتت لها اريام بسرعه وقالت :سمر ..طيحتي قلبي ..كم مرة قلت لك
دقي الباب قبل تدخلي . قفلت اللابتوب و قامت وهي تسحبها من شعرها
سمر بوجع : اريام ..لحظه ابغى اقول لك مفاجأه
اريام وهي تتخصر : نعم يا ام المفاجعات
ضحكت سمر و هي تغطي فمها بيدها : حلوة ..هذي مفاجعات و الله قمت تنكتين ..فيه تطورات يعني ..يعني ثقاله دمك قربت تخف ..
اريام بعصبيه : اخلصي علي شو تبين فيني ؟
سمر و هي تحرك شعرها الاشقر القصير : مطلق دق على امي و قال لها ان في واحد عزمه ل.....
اريام بنرفزه و هي تدفعها خارج غرفتها : ما انا رايحه ..يالله اخرجي برا
قفلت الباب و هي تتنهد و لكن سمر استمرت في دق الباب وهي تقول بصوت عالي : اسمعي يالبطريق ..
ترا العزيمه عند ناس مهمين لك و من بعد الطرده ماراح اقولك من هي لو تموتين .
فتحت اريام الباب بسرعه : مين هم ؟
رفعت سمرحواجبها بإستفزاز وقالت :لو تموتين ..نسيتي ؟!!
و انطلقت في الجري لما لاحظت احمرار وجه اختها ..و هذي اكبر علامه على انها وصلت الحد الاقصى من الغضب
كانت امها و اختها الكبيرة و اولادها موجودين في الحديقه الخارجيه للبيت ..و ضحكات سمر تتعالى في الممر و اريام وراها محموقه منها
وقفت سمر ورا امها و هي تحرك حواجبها بتحدي و اريام وقفت مكانها
وفاء :خير انتي وياها ..شو صار...؟
اريام بضيق :اختك الملقوفه رفعت ضغطي ...وجهت كلامها لامها الهادئه :يمه من هم الناس اللي قالك عنهم اخوي ؟
امها ترشف القهوه بهدوء و صغرت عيونهاو هي تتذكر الاسم :ايه هذا حسان الوافي ..ابو رفيقتك ريهام
ضحكت اريام وهي تقفز مكانها :بالله ..صراحه مفاجأه حلوه ..
سمر و هي تجلس جنب امها و تمد يدها على صحن المعجنات :اللي يشوفك يقول عمرك ما زرتيها .
اريام بإبتسامه :صراحه هذي الحفل غير ..
وفاء :وليه غيران شاء الله
سمعوا صوت سياره تدخل البيت ..فسكتت اريام و تابعت بنظرها و ابتسمت و هي تقول بصوت ضاحك :هذي سيارة فاتن
سمر :ويش دراك هذي موسيارتها ..ما كانت عندها بورش زرقاء
اريام :هذا زمان اول يا ماما ...هذي فاتن دلوعه ابوها
استمعوا للخطوات الواثقه و صوت الكعب القريب من مسامعهم ..لتطل فاتن بعباتها الاقرب للفساتين المخصره بنقش الطاووس اللامع
ابتسمت بحبور و هي ترفرف بعيونها العسليه المكحله بعنايه و تحرك يدها بعذوبه :مرحبا
سمر بتكشيره :الناس يقولون السلام عليكم
فاتن و هي تبوس راس خالتها و تصافح وفاء و اريام باليد و تطنش كلام سمر :كيفك خالتي ؟عساكي طيبه
ام مطلق :الحمد لله يا بنتي ..كيف امك و ابوك ..ما عاد تنشافون بالمرة
فاتن :و الله اشغال يا خاله ..لكن مادام هالوقت اجازه ..بعقد عندكم على طول
سمر بخوف مصطنع : الله يخليك كفايه واحده ثقيله دم بيننا ...
ام مطلق بحب صادق :و الله يابنتي منى عيني تقعدين قدامي على طول .
اريام بإبتسامه وغمزه :حماتك بتحبك ...معجنات الجبنه اللي تحبينها قدامك ارسلها مطلق مخصوص .
ابستمت فاتن بإحراج :ما اقدر اكل معجنات ..مسويه حميه
ضحكت سمر و سكتت بنظره من امها
فاتن : تراك جلد على عظم ..شو تسوين بعمرك انتي ..؟
ام مطلق و هي تمسك بيد فاتن :ايه والله يابنتي .وهي صادقه ..
ضحكت فاتن و كأن اللي سمعته احلى اطراء يوجه لها :يا خالتي علشان اذا تزوجت ما يعايرني زوجي ..لازم اكون حلوه في عينه
ام مطلق :والله انك زينه البنات ..واللي ياخذك يرتاح في حياته .
علت حمره خجل وجهها و طالعت في اريام الباسمه و غمزت لها ..بفرحه مشتركه و محكمه عقلها الجامح اطلقت حكمها
بقيود لا محاله منها و الاسم الوحيد في عقلها ينطق من خلال عيونها الفاضحه .

فاتن .:25سنه تخرجت من الجامعه و قاعده في البيت..جميله في مقاييسها ..وحيده العائله و مدلله زياده عن اللزوم ..كل شيء عندها اامر فتطاع
غيوره و تحب التملك ...امهاوابوها لاهين عليهم ..و هي عايشه حياتها على هواها ..
ابوها رجل اعمال كبير ...وامها سيده مجتمع راقيه..همها المظهر و الشكل الخارجي اكثرمن المضمون ..

***************************

اليوم الاول في الرياض ..الساعه الحين 10سلوى و هند ممدات عند التلفزيون و جدتها و جدها نايمين من بعد صلاة العشاء وعمتها
لحقتهم بعد ساعه و هي تدور في البيت لحالها ..بيتهم صغير تتذكر لما كانوا يسكنون فيه قبل وفاه ابوها ..هي صحيح ما قضت فيه وقت طويل وبشكل متقطع
مابين المدينه التي لم تعتدها والقريه التي سكنت جوانب كثيره من حياتها ..تحاكي سكونها وطبعها الهادئ ..
في زوايا البيت عاشت طفولتها ..تسابقت خطواتها مع سعود ..بكت و ضحكت و امتلأ جدران هذا البيت بضجيجها ..
سعود خرج يلتقي بأصحابه ...فكرت بنجمه و ابتسمت لو هي موجوده معها كانت قالت كل شي في خاطرها ..
رنين الهاتف قطع افكارها ..و البنات في غيبوبه الافلام الهنديه...مسكت سماعه التلفون و ردت بهدوء ..
:الو
:السلام عليكم ...
ليلى :و عليكم السلام و رحمه الله ...من معي ؟
:احم احم معك الشيخه /رغد بنت حسان الوافي
ابتسمت ليلى بمحبه:يا هلا والله بأحلى شيخه ...اخبارك يا قلبي ؟
رغد بصدق :يوم سمعت صوتك زانت اخباري ...ههههه حلوه صح زانت على قوله جدتي
ليلى :دووم ان شاء الله ..كيف خالتي و خالي عساهم طيبين ؟
رغد :الحمد الله كلنا بخير و عافيه الحمد لله ...و انتم كيف جدي وجدتي والله وحشوني ..والدبه سلوى و الخشبه هند ؟
ليلى بنظره للبنات و هما يطالعون التلفاز :بخير كلهم اما التؤام المختلف فالهنود اعطوهم مهدئ اعصاب للتو ..
ضحكت رغد و قالت :بكره ان شاء الله نلتقي ..اهم شيء سلمي عليهم
ليلى :الله يسلمك..اشوفك على خير ان شاء الله
رغد :في امان الله
ليلى :مع السلامه

جلست جنب سلوى و قالت :رغد تسلم عليكم يا بنات
سلوى بشرود :من رغد
ضربتها ليلى على راسها خلتها تطالع فيها بألم :مين رغد ..؟ كم رغد تعرفينها يا حظي ...واحده بنت خالتي .
سلوى : خلاص عرفتها ..ليش تضربيني ؟
هند :لانك بقره ما تفهمين
سلوى تقرص فخذها : مالبقره الا انتي ؟
هند بألم :اي يا متوحشه ...اوجعتيني
سلوى : احسن علشان تتأدبين .
ليلى بتعب :خلاص عاد ..فيه ناس نايمين ..تأدبن و يالله قدامي كل واحده على غرفتها .
هند بترجي :خلاص ليلى والله توبه مايطلع لنا صوت ..
ليلى :نسيتوا بكره ان فيه حفل ..و يحضر فيها ناس و عالم ما نعرفهم
قامت هند زي المقروصه و قالت :صادقه ..لازم ننام بدري علشان نرتاح
مسكت هند يد سلوى و قالت :سلوى قومي علشان بشرتك تكون منتعشه و مرتاحه اذا رحنا بكره ..ماتدرين يمكن يجي نصيبك
سلوى و كأنهامو مصدقه وقفت زي المسحوره :ايه والله ما دام فيها نصيب ...الله ما احلى النوم مبكرا.
و مشوا مع بعض التفت سلوى لليلى المندهشه من تصرفاتهم و قالت و هي تحرك شفاتها و تأشر على راس هند بأنها مجنونه
كظمت ليلى ضحكتها و هي تلحقهم .

**********************************
ريهام :

لم أكن أدرك أن سمومك تسري في دمي ..
لم أعي أنها كانت تقضم كل فرحي و ضحكاتي ..!
تنهش كل جنوني و براءتي ..!.......منقول

ظلت ترمم الفراغات المنهاره ..الوقت تأخر و الفكره تبلورت في دماغها ..و انتهت من حكمها الاخير
يجب ان تصل لمبتغاها بطريقه ما لا تثير اي شكوك او تساؤلات من احد ..
جلست و هي تحدق في الظلام و عبست لشكلها المنعكس في داخلها ..حزنت على نفسها لفجأه و بعثرت كل ذره ضعف
او نداء ضمير حي سكن قلبها ...لا تفعل ما هو حرام او عيب مشكوك في امره ..
هي ترسم الطريق الصحيح لاشخاص غفلوا عن التخطيط بغفوه احاسيسهم و غيبوبه بصيرتهم الغير مدركه لتلك العواقب القادمه
كالرياح تهاب شرها و ترجو خيرها ..
لكن مالها ولهم ...اهو حب سيطر على قلبها لتقود مصائرهم الى المجهول و لا تعلم مالنهايه ....
ام غايه جعلها انانيه غير مدركه لقوانين الحياة و لطبيعه البشر ..
اي تعالي و كبرياء اقحمت نفسها فيه ...دون ان تلتفت فيه للخلف ..
اي تجاهل ذلك لنداءات محتاجه و ايدي تمتد من الظلام لتهتدى الى الدرب الصحيح ..
اتحب بجنون..ام وقعت اخيرا في شبكه عنكبوتيه مضله ...تهتدي بها الى قلوب الاخرين مستغله بها كل شيء
و راميه بكل شيئ عرض الحائط ..دون اهتمام ..
اهذا ما يفعل بها الحب ان تتجاهل رغبات الاخرين ...و تضحي بهم بسهوله ؟!!!
ان تدوس على بذور عشقهم العذراء و تدعي انها لم تفعل ؟!!
اي حلو تستسيغ طعمه ..و هي تجرع قلوب عطشى بمراره الالم و العذاب ..!!!
دون ان تدرك بأنها تريد و غيرها يريد و الله يفعل مايريد ..........


الجنون

يقولون الجنون ملاذ الفانين من الحياة ... و أخطوطه عتيقة مخبأة من الزمن الماضي العريق ....
يقولون أنه برهان العشاق عندما يفقدون عقولهم وتصيبهم سكرات ..
الحب ... ويدمي قلوبهم اليانعة ...
الجنون .... مسكن الإبداع والفنون ....

هو لوحة فنان .. يخط بأنامله ألوان المشاعر على لوحة بيضاء باردة
تمتزج فيها صقيع .. ودفئ وبركان ثائر ....
هو كلمة شاعر ... ضائع يتمزق ألما و أملا .... يكتب حلما على أوراقا متناثرة ....
هو لحن لعازف حساس ... ضاعت مفردات أغنيته وماتت بين أنفاسه المتلاحقة .... وترنيمه لم تكتمل ...
أظن أن الجنون فنا ساميا يسيطر على الجميع ....يدمي القلوب ويهز المشاعر .... ويكتم الأحزان و يعلنها
هي الكلمة الضائعة والسر المدفون .. واللغز المحير والواحة البعيدة
فهو كل شيء يغمرنا في حياتنا ونحن نتناسى أننا في حالة جنون دائما >>>>>>>>بقلمي



ماذا يخبأ القدر لابطالنا التي اوشكت الستاره التي اسدلت على حياتهم ان تفتح ..وينكشف كل شيء؟

كبرياء الج ــرح 18-06-10 04:10 PM


البارت الخامس :َ
يوم الحفل ..


سلطان طلب يدخل يسلم على جدته و معه اخوه و زياد ..قبل يجوا الضيوف
ام سلطان :حياكم يا عيال ادخلوا ...جدتكم في الصاله
سلطان يدخل بهيبه الثوب الابيض والشماغ الملكي :السلام عليكم
رفع نظره لمن حوله لعله يجد طيفها و يصبر روحه الثائره بداخله ...ويعلل النفس بوجودها لتهدأ..
الجده :يا هلا والله بسلطان القوم ...فديت هالمبدى علي .
سلطان يضم جدته و يطبع قبله على راسها و هي تبوس يده : هلا فيك يالغاليه ..تو ما نورت الرياض
عزيز يحشر نفسه و يسلم على جدته و جلس جنبها :كيفك يا جده ..و حشتيني
الجده وهي تحب عزيزعلى راسه و تحتضنه :هلا بالغالي ..كيفك يمه ..
عزيز بدلع :الحمد لله يا جده بخير .
تدخل زياد و دفش سلطان بعدما سلم على جدته :انا نفسي اعرف ليه تحبين عزيزاكثر واحد فينا .وغمز بعينه وكمل
و لا علشان بإسم حبيب القلب .
الجده و هي تتلفت حولها تدور عصاها :هالولد لسانه طويل ويبغى له قص ..وينك يالجوهره تشوفي ولدك
زياد يوقف بسرعه ويضحك :خلاص يا جده ..السموحه منك مااعيدها مره ثانيه .
سلطان :يالله يا جده نستأذن ..قبل مايجوا الضيوف .
الجده :في امان الله ياعيالي .
خرج زياد وعزيز قبل سلطان ...تمهل سلطان لان رساله جات على جواله كان يقرا فيها ويبتسم
و ماانتبه للبنت المندفعه ..خبطت في كتفه و ترنحت مكانها ...بحلق عيونه في اللون الاحمر و هي تتنفس بقوه
و تتلمس مكان الضربه ..
ادار راسه و قال :اسف ماانتبهت
وصله صوت هادي :انا الغلطانه كنت مستعجله
وقف شوي وبعدها ..طلع
تأملته البنت وعلى شفاتها أحلى ابتسامه ..فرح و يدها على قلبها ..و تهمس بحب :ااه ياسلطان
.................................

دخلت المطبخ تساعد الشغالات في التقديم ..العيب الاكبرعند جدتها ان الخدامه اللي تقدم الاطباق و القهوه للضيوف .
شغلت نفسها .. تنفست بعمق و شالت صحن تقديم الحلو ...دخلت رغد بإبتسامه برئيه :ياقلبي عليك ياليلى خلي الشغالات
هم اللي يشتغلوا ..ارتاحي انتي .
ليلى بمحبه :والله راحتي انا في الشغل ..ما احب اقعد جالسه ..و ثانيا :ماسمعت تعليقات جدتي
رغد تغطي فمها و تضحك :والله صادقه ..البنات ماتوا ضحك من كلامها .
مشت رغد قدامها و هي تساعدها في التقديم ووقفت عند المرايه ترتب شكلها و استدارت وقالت بصدق :بصراحه يا ليلى شكلك روعه
رغم انك ماتكلفتي في الزينه ..لكن الحلو حتى لو قام من النوم على قوله امي .

ابتسمت ليلى و قالت :بعض مما عندك ..و هي تراقب الوجه الطفولي الباسم لرغد ..
رغد لم تكن بطول ليلى لكنها حسناء بعينيها اللوزيه و شعرها البني بخصله العسليه كثيف يتجاوز كتفها بأطول متدرجه ..ابتسامتها تصل
الى عيونها ..فيشرق وجهها الصغير ..بشرتها البرونزيه اللامعه تلفت الانظار لها و فستانها الازرق القصير بحدود ركبيتها يجعلها
تضح بالانوثه والجمال.
رغد بحيويه :و الله حاولت قدر المستطاع .
تجاوزتها ليلى و انحنت تقدم اطباق الحلو و رغد خلفها تقدم القهوه ..كانوا كبار السن و العجايز يجلسون في جهه و طبعا الشابات
بمختلف اعمارهن يتفرقن في البيت اللي جالسه واللي واقفه وبعضهم خرجوا للحديقه .
لما وصلت لجهه امراه كبيره في السن و قربت منها الصحن ما انتبهت لها ..لانهامنشغله بالكلام مع اللي جنبها
ليلى بصوت هادئ :يا خاله ..تفضلي
التفت المرأه بجهه الصوت وابتسمت :ما عليه يابنتي .ماسمعتك.تعرفين النسوان اذا اجتمعوا ..
اتسعت ابتسامه ليلى بمحبه لتبان صف من الاسنان البيضاء :خذي راحتك يا خاله و تفضلي الحلو .
رفعت المراه يدها وقالت :اعذريني يا بنتي لكن مااكل الحلاو كثير ..حتى ولدي منبه علي مااكلها .. .
ليلى بإهتمام :خلاص ياخاله انا اختار لك ..شي يكون ما فيه سكر كثير
:الله يعطيك العافيه يابنتي ما تقصرين ...الا انتي بنت منو وينها امك ؟
جمدت ليلى للحظه و هي تطالعها وقالت بصوت عميق ينم عن حزنها و اشارت بسهوله لجدتها الجالسه في الزاويه مع خالتها الجوهره
:هذي امي الله يطول في عمرها ...استمرت في النظر لجدتها بحب و امتنان .
ألتفتت الضيفه جهه جدتها وابتسمت ..و عيونها تراقب محاسن فتاة دخلت قلبها على طول ..

قامت بسرعه بعد ما ضيفتها و دخلت المطبخ رغم ازدحام المكان بالضيوف... متجاهله نداءات رغد عليها ..
استندت على الطاوله ..و تنفست بسرعه..سقط شعرها على وجهها بغلاله سوداء لامعه متجاهله الوخز اللي تحس فيه والالم الكبير
بمجرد ذكر امها ...لفت شعرها الاسود بشكل كعكه قبل ما تستقيم و تنفخ نفس حار من داخلها ..و اخيرا انتبهت للبياض الواقف
قدامها ..شهقت بقوه و انسدل شعرها على طرف كتفها ..و تراجعت للخلف وعيونها معلقه تدراكت نفسها و بسرعه خرجت ..
وقلبها يتمنى يخرج من مكانه ليكون لها صدأ في الهواء الطلق ..خرجت من الباب الخلفي لزاويه الحديقه
و دعت انه مايكون احد موجود ...حطت يدها على قلبها
و ضغطت بهدوء و هي تهمس :اهدأ يا قلبي لا تفضحني ..
حطت يدها على وجنتها البارده و ضغطت عليها و شبح ابتسامه تغزو وجهها ..ليستكين قلبها في استراحه محارب...ويغيب
بعيدا في سكره الذكريات ..

****************************
كان وقتها العيد ..نزلوا كلهم القريه ...
كانت ترتب المجلس و تبخره ... لابسه بلوزه حمراء بأكمام طويله ..و تنوره بيضاء ..رافعه شعرها بشباصه حمراء
و حاطه الشيله على اكتافها ... مسكت المبخره و تدور فيها ..لما سمعت صوت خطوات جايه ..مشت بسرعه علشان تدخل
للبيت و المسافه كانت طويله ...تعثرت بالسجاد و طاحت المبخره و الجمر على الارض ..
شهقت ..و سمعت صوت خلفها :انتي بخير ؟ احترقت ..و قرب منها ...
طالعته بعين باكيه و هزت راسها بلا ..و ما انتبهت ان ما عليها شيئ..
ارخى راسه و قال بهدوء:انتبهي ..مره ثانيه .
قامت بسرعه ..بعدما شالت المبخره و حمدت ربها ان الجمر ما كان مشتعل ..
حطت الشيله عليها بذعر ..و مشت بخطوات سريعه
قبل ما يقول بلهجه امره محببه :ثاني مره حطي الشيله على راسك ...ما بي احد يشوفك غيري .
مشت بسرعه و قلبها يقرع طبول ...لاول مره تحس بإحساس جميل و كل شيئ يفوق الوصف ..يرغمها على الضحك
و يجعلها كالفراشه في حديقه مليئه بالورد ..منتعشه و حالمه .

*************************************
رعود مستمره تهز جوفه ..و نسمات دافئه تنعش روحه ..ألم مر به من خلال عينيها و سعادة لا تضاهى مرت من خلال قلبه
الذي قفز من خلال قفصه الصدري و لحق صدى نبضات قلبها ..صورتها لاتفارق زاويه قد خبأهاداخل عقله..حفظها بعمق
تستحضرها روحها العذبه واطلالتها الرائعه .كيف هذا وهي رفيقه الصغر و حلم الطفوله و طموح الشباب.و عزم رجل عاشق حتى
الثماله .
اي عذاب الحقته بي..
عيناها تكفي لترميه في شراره عواطفه ليحترق فيها بمفرده
امنيه تبثها انفاسها المنعشه لتطلق سراح اهاته من جويفاء قلبه ..
ابتسم و كأنه نور اضاء دنياه المظلمه و تنهد بعمق ...و وده لا يترك مكانه حتى يظل يتنفس شذاها و يتغلغل في شرايينه ..
اغمض عيونه و هي يستحضر ملامحها الفاتنه .

وجهك مثل مطلع القصيدة

وجهك ... مثل مطلع القصيدة
يسحبني...
يسحبني...
كأنني شراع
ليلا إلى شواطئ الإيقاع
يفتح لي أفقا من العقيق
ولحظة الإبداع
وجهك ... وجه مدهش
ولوحة مائية
ورحلة من أبدع الرحلات
بين الآس ... والنعناع
وجهك
هذا الدفتر المفتوح ما أجمله
حين أراه ساعة الصباح
يحمل لي القهوة في بسمته
وحمرة التفاح ...
وجهك ... يستدرجني
لآخر الشعر الذي أعرفه
وآخر الكلام
وآخر الورد الدمشقي الذي أحبه
وآخر الحمام ...
وجهك يا سيدتي .
بحر من الرموز ولأسئلة الجديدة
فهل أعود سالما ؟
الريح تستفزني
والموج يستفزني
والعشق يستفزني
ورحلتي بعيدة ...
وجهك يا سيدتي
رسالة رائعة
قد كتبت ..
ولم تصل بعد إلى السماء . . ...نزار قباني

رجع للعالم بألم في كتفه لما فتح عيونه كانت رغد تقف قدامه و هي متخصره : يا لوح ليش واقف هنا .
سلطان بتلعثم :انتظر القهوه ليه ما جهزتيها
طالعت الطاوله ورجعت تطالعه :وهذي ايش قدامك ...ماتشوف ..و اشرت على القهوه
سلطان بإنفعال مصطنع وهويناظرها من فوق لتحت :و انا كم مرة اقولك لاتلبسين فستان قصير ...؟
رغد :و الله انا حره في اختيار ملابسي ...
طالعت خلفها و ناولته القهوه و قالت و هي تدفعه برا المطبخ :اخرج بسرعه لا تفضحنا مع خلق الله..مسوي فيها ..توم كروز
سلطان بإستهجان مضحك :اقول لا تسبين ...
ضحكت رغد :خلاص يا خوي ..الناس حشره داخل وانت في عالم ثاني .و مشت و تركته

تركها و رجع مكانه في المجلس ...جلس و هو يتنهد مبتسم
وكزه زياد و اقترب منه يهمس :ونسنا معك يا بو الشباب ؟
سلطان بحركه لا مبالاه :اقلب وجهك ..لا تنحسنا
ضحك زياد و كتم ضحكته لما شاف حركه امتعاض من ابوه و قال :ياخي احس بخنقه عجيبه ...
سلطان :اصبر كلها ساعات و يتفرق الناس بعدها نطلع انا وياك ..
زياد و يناظر للصدر المجلس حيث جلس جده و ابوه وعمه ابو سلطان ..و الجهه الثانيه بجانب سعود جلس رجل لاول مره يشوفه
في مجالسهم ..
زياد يقترب من سلطان وهمس :تشوف اللي جنب سعود ..اللي لابس الثوب الاسود
سلطان وهو يناظر لنفس المكان :ايه وشفيه
زياد :من هو ؟تعرفه اول مره اشوفه
سلطان يراقب حركه الرجل وهو يلف المسبحه الفضيه على اصبعه و يتكلم مع سعود :انا ما اعرفه شخصيا..
لكن الوالد يعرف ابوه من قبل و بينهم اشغال .
تشاغل زياد بهاتفه و سلطان رجع لعالمه الخاص ...اسمه ..(ليلى )

********************************************
جلس سعود بجانب الزائر وباين عليه الضيق نفخ من صدره زفره قهر ..و لما التفت على يمينه صادف عيون حاده تجمد الدم في العروق
يجلس بصمت و عيونه تعبراكثر من الكلمات التي يمكن ان ينطق بها...الثوب الاسود الذي يرتديه يجعل الاخرون يفرون من الجلوس
بقربه ..و كأنه اختار ذلك بإرادته و رغبه منه ..يتكلم بإقتضاب مع ابو سلطان و يرجع لصمته .غير مبالي بالهمهمات من حوله
سعود مال و قال بصوت مسموع : عرفنا يا ابو سلطان على الرجال ..وابتسم
ابوسلطان بفخر :و الله هذا ولدي الثاني ..وولد رجال و النعم فيه ..مطلق الغانم
مطلق يربت على فخذ ابو سلطان :تسلم يا عمي ...ما عليك زود
سعود مد يده بثقه :ياهلاوالله ...حياك الله بيننا ..انا سعود السلطان .
مطلق يشد على يده بإحترام :تسلم ..هذا من طيب اصلك .
سعود :كسبناك اخ و صديق ان شاء الله.
مطلق :ان شاء الله ..
سعود مسك هاتفه و اتصل للمره الثانيه ..و زفر بضيق و وده يضرب الجوال في عرض الحائط ..
ما قدر يطمن على اخته ..البارحه خرج يسهر مع اصحابه و لما رجع كان الوقت تأخر ..
كان وده يتكلم معها و يصارحها ..ولكن خوف و رهبه من وجع كلماتها على قلبه و صعوبه تخطيه بسهوله
قال و كأنه يفكر بصوت عالي :صراحه النسوان ما ينعطون جوالات .
ظهرت شبه ابتسامه على طرف شفتي مطلق و قال : حدث ولا حرج .
التفت سعود و رجعت ابتسامته الودوده :الله يعين عليهم .

*********************************
جلست لدقايق قبل تدخل ..لكن لما وقفت تفاجأت بوجود ريهام بإبتسامه كبيره لم تصل لعيناها ..و هي تقرب منها وتسحبها من يدها و تجلسها
قالت بصوت ناعم :خلينا نقعد شوي ..نتكلم مع بعض ..كل وقتك تشتغلين ..كأنك اخذتي الشغل هوايه عندك ...وشابت نبرتها سخريه لم تجهلها ليلى
ليلى :انا مرتاحه في الشغل ...طالعت وجه ريهام و كملت :كيف الجامعه معك ؟
ابتسمت ريهام و كأنها وصلت لمبتغاها :والله وناسه الحمد لله ...يا ليتك معي ..كان انبسطنا اكثر .
ليلى بإنكسار في داخلها و ابتسامه رضا :الحمد لله على كل حال ..الله ماكتب .
ريهام :صراحه يا ليلى كان ودي اقولك موضوع جدا مهم ..
ليلى بإهتمام :خير ان شاء الله ..
ريهام و هي تمسك يد ليلى :صراحه لا هو الوقت المناسب و لا المكان المناسب ..و على كذا خايفه اقولك
ليلى :خايفه ..و ليش ؟
ريهام بخداع :خايفه تفهميني غلط ...
ليلى : ابدا يا ريهام تراك اخت و غاليه علي ..موممكن ازعل منك بسهوله .
ريهام بحزن :صراحه ......

قاطعتهم سلوى و هند و معاهم بنت صغيرونه لابسه بنطلون جينز وبلوزه حمراء ...
سلوى بلهفه : و هذي اختي الكبيره ..مو كبيره الفارق بيني و بينها سنه ..ليلى
و طالعت ليلى و قالت : ليلى هذي البنت الحلوه سمر ...دمها شربات ..صرنا انا وياها ديتو في خفه الدم
ضحكت سمر و هي تناظر في ليلى بإعجاب :ما شاءالله ليلى احلاكم ..و تقربت منها و هي تمد يدها : تشرفنا انا سمر
ليلى و هي توقف و تبتسم بود :الشرف لي ...و الله فرصه اتعرف على واحده خفيفه دم مثلك لاني صراحه مليت من اللي عندي
هند تضرب كف مع ليلى :حلوه ياليلى قويه صراحه ....
سلوى :ليلى تراك مو قدي ..يعني خليك مسالمه
ليلى بهدوء : خلاص انا اسفه حقك علي ...
هند : ما اسرع ما خوفتك ...
و ناظرت لسمر و اشرت على الكرسي اللي جنبها : حياك يا سمر تعالي اجلسي معنا
سمر و هي تناظر ريهام و اللي طبعا تعرفها لانها صديقه اريام :عادي ولا اقطع عليكم .
ريهام وقفت و قالت بإبتسامه مصطنعه :ما عليه فرصه ثانيه يا ليلى .
و تركتهم رغم ان ليلى عقلها مشغول مه اللي كانت تبي تقوله ريهام ..و من الواضح انه شيء غير مريح .
ارتاحت مع سمر ..خفيفه دم و مهذبه كل وقتهم مزح و سوالف تضحك .

********************************
تركتهم ليلى بحجه مساعده عمتها ...لكن كان ودها تتكلم مع ريهام في الموضوع المهم اللي قالت عنه الفضول شدها تهتم في الامر .
دورت عليهاوقالوا انها في حجره رغد ترتب مكياجها ..قبل دخولها سمعتها تكلم واحده بعصبيه ...
- ماكلمتها ..جيت افتح معها الموضوع ..و قطعوا علينا خواتها ..و اختك المحترمه
ضحكت اريام :مين سمر ...الملقوفه ..خلاص انا رايحه اقطع عليهم و اسحبها من عندهم
كان احساس ليلى قوي ينبأها بجديه الامر ..رغم الارتعاشات التي هزت جسدها الا انها تحلت بالقوه قناع و دخلت بعدما طرقت الباب و هي تبتسم
- ريهام انتي هنا...كنت ادورك ....و ناظرت الجهه الثانيه و هزت راسها لا اريام : اسفه قطعت عليكم
قامت اريام و قالت :لا ابدا مو مشكله ......انا كذا او كذا كنت خارجه...خلاص ريهام
هزت ريهام راسها بإيجاب ....و انتظرت اريام حتى تخرج و تقفل الباب وراها
ليلى و هي تجلس و تحط رجل على رجل لتدعم نفسها بالثقه :خير يا ريهام ...خلينا ندخل في الموضوع مباشره
توترت ريهام من طريقه ليلى :ايه صح ..لكن اوعديني الكلام اللي بيننا يكون سر مهما صار
(مهما صار )؟؟!!!!
الكلمه هزت وجدان ليلى و اخافتها في الواقع و هزت راسها : خلاص وعد
ريهام :الصراحه كنت بأكلمك في موضوع يخصك انتي وزياد
انا وزياد ...موضوع يشملنا ...
ليلى : خير شو هالموضوع اللي يخصنا ..
ريهام : في الحقيقه يا ليلى ...ابوي كلم زياد في موضوع الزواج ..و قال له انه يتزوج واحده من بنات عمه ..إلا هو انتي اوسلوى ..
ليلى في لحظه صمت و بدأت الامور تصير واضحه
كملت ريهام مستغله صمت ليلى :كله علشان ان ابوي وعد عمي الله يرحمه ...
ليلى بهدوء :و زياد شو كان رده؟
ريهام :اكيد رفض...
ليلى برضوخ لمشاعر الالم :صحيح لازم يرفض ..ايه صحيح اتذكر مره يقول لجدتي ماياخذ الا متعلمه و من مستواه .
ريهام :ليلى المسأله ما تتعدى رغبات شخصيه ...المفروض ما تزعلين
ابتسمت ليلى : لا ابدا يا ريهام مو زعلانه ...من حقه ان يختار شريكه حياته .
>>وقفت ليلى و قربت من ريهام و قالت بثقه و بعزه نفس:لا تحسبيني كنت بوافق عليه بمجرد انه يخطبني ...مو نقصان من شأنه ..
مثل ماهو له شروط انا كمان لي شروط ...انا كمان حفيده السلطان ..و لي الحق صح
ريهام بصراحه و كأنها اطلقت سراح احقادها الخفيه وقد توترت من ثقتها الزايده: واثقه ..نسيت نفسك يا ليلى ...زي ما رفضك زياد بيرفضك غيره لنفس الاسباب .
ليلى بإستغراب :ريهام ..ليش تكرهيني ..انا عمري ما سويت لك شيئ...ليش شايله علي هالحقد ؟و ثانيا :التعليم و المستوى الراقي عمره ماكان من اسباب نجاح الزواج ..
ريهام تتمالك نفسها و ترد بسهوله :انا ما اكرهك ..لكن ما بدعي اني احبك ...
احنا عيال عم لكن مو لازم نضحي بمصالحنا .و زياد عنده شروط في شريكه حياته ..ما نقدر نلومه ..
ليلى بسخريه معذبه :مصالحنا...اذا كان عمي خير زياد لانه اعطى وعد لابوي ...تطمني ..بريحك انتي و عمي و زياد ..
و قولي لهم انا رفضت لاسبابي ..ما يهمني كلام احد ..ماله نصيب عند بنات احمد السلطان .
مشت بجهه الباب و رجعت التفتت ناحيه ريهام و كملت:تعرفين اللي يحزني كثير ..اني عرفت قدري عندكم يا عيال عمي .
خرجت من الغرفه بهدوء مستغرب منه ..غطاء واهي لما تحس به من اهانه و ذل ..موضوع خاص فيها اصبح قابل للنقاش مع غيرها.
كلماتها تخفيه ملامح تلسع اشد من النار ..تخفي احقاد غائره و نوايا سيئه ..لم تستطيع كتمانها طويلا ..إلى متى الضعف و الخذلان اللي تسيطرعليك ياليلى
استندت على الجدار و تنهدت ..معقوله اتكون صفحه سوداء قد انطوت بسلام ام ان تبعاتها في الطريق ..

لا أحمل أي شعور بالحقد أو الضغينة اتجاهك ...
كل ما أرجوه أن تشفى أنت أيضاً ..
أن تشفى منك ...!!!
أن يرأف القدر بحالك و يمنحك بعضاً من الطمأنينة ...
كثيراً من الأمان ......
و شيئاً من السلام لذاتك ...


رجعت ..تخفي دموعا حرى تتحرى الانهمار ..و تداري روحا كسيره ..عاندت ظروفها لتكون شامخه عزيزه رغم الاسى والحرمان..
تهضم عسرات الالم و تدراي الحزن في تجاويف الحياة ..متنكره بزي مبهرج من سعاده زائفه و امان لم تذق طعمه .
لا تعلم ما تحتاجه و لما ذلك الفراغ الكبير الذي يتوسط قلبها ..لما هي هكذا
لما ينقصها شيئ لا تجده و لن تجده ..

مايحس [ القلب ] من كثر | الألَم
راحت الراحه . . . وعلى اللـه العَوَض .
جيت من أقصاي وماكان العشَم
تصدِم إللي صوبك إحساسه - رِكَض ،
من يعلّم { طيبتي } :: درب الندَم ::
دام صارت " نيتي البيضه " ~ مرَض !

*********************************

مطلق يدق على اخته و هو ينتظر في السيارة ..له عشر دقايق و الجوال يدق لكن ما في رد ..زفر بعصبيه و طالع الجهه الثانيه ..كان سعود واقف متكي على سيارته
و نفس الحكايه الجوال في يده ...فتح مكيف السياره ..و ارتخى على المعقد ..و تنفس بعمق ..
و تذكر الموضوع اللي فتحته امه معاه قبل ما يحضرون ..فاتن بنت خاله ..
ام مطلق :ها ياولدي ..خالك يقول ان في ناس تقدموا لفاتن
مطلق بتركيز في القياده :الله يوفقها ..لا يقطع نصيبها
اريام تدخلت :شو ها لكلام ...مو على اساس انك تبيها ...
ضرب المقود بيده بعصبيه و قال :هالامر يخصني لا تتدخلين فيه..فهمت ..طالعها من المرايه بغضب وكمل بتهديد :و الله ثم والله
يا اريام لو سمعت او حتى شميت بس ..انك تتكلمين في موضوع زي كذا لاذبحك فاهمه..
اريام بخوف :فاهمه ....و بلعت ريقها و ناظرت الطريق بإهتمام مزيف .
ام مطلق بهدوء :الله يهديك يمه ..البنت ما قالت شيء ..انا كان ودي اخطب لك بنت خالك ..لو ماتبيها خلاص ..
و الله انا ادور سعادتك ..لو تشوف انها ما تناسبك ..اهون عن السالفه ما عندي اغلى منك ..
تعوذ من الشيطان و قال :الله المستعان ..خلاص نتكلم بعدين ..قربنا من البيت .

تنرفز من ذكراسمها لانه ما يحب تهميشها للناس و لا مبالاتها الغير عاديه ..و حريتها الزايده اللي عايشه فيها
هل يقدر يا ترى انه ينسجم معها ..
رغم اعتراضاته عليها ..لكن ما عنده خيار....
دق على شباك السياره خلاه ينتبه ..
وجه سعود الضاحك يطل عليه ...في باله اعجب بهالشاب ..ابتسامته مريحه و ملامح وجهه منبسطه شرحه ..
مطلق بإبتسامه لم يعتد عليها :يا هلا يا سعود ..
سعود :شكلك طفشان ..اكيد اهلك ما ردوا ؟
خرج مطلق بعدما تنحى سعود عن السياره و وقفوا جنب بعض و مطلق يحرك المسبحه و يناظر الساعه في نفس الوقت :الله يهديهم
سعود يمسك جواله ويدق على اخته :هلا وينكم انتم انا انتظر ؟خلاص تلقيني واقف يمين البوابه
ليلى ..لحظه ..قولي لام مطلق تخرج ولدها ينتظرها .
مطلق يربت على كتفه :مشكور ..اختصرت علي الموضوع ..الوقت تأخر و بكره عندي سفره .
ابتسم سعود وانتبه لخروج اخته اللي عرفها من طولها ..و جنبها سلوى ...و طالع مطلق :اشوفك على خير يا ابو غانم
مطلق بهيبه :في امان الله ..
اتجه سعود ناحيه اهله و مطلق رجع سيارته ..

*********************************

سلوى تهمس لليلى :شفت الرجال اللي كان واقف مع سعود ...
ليلى بلا مبالاه :لا ...
سلوى :يا عيني عليه ..ويش هالرزه و الثقل ... اخوك نتفه عنده .
وكزتها ليلى و طالعتها بنص عين :اقول ..غضي بصرك ..و لا اتفقع عيونك هذي اللي طالعه .
دخلت سلوى السياره و هي تتأفف :يا هووووه ما احد يقولك كلمه ...
سعود تدخل و عينه على ليلى من مرايه السياره :وشفيك يا سلوى ..؟
ضحكت سلوى و قالت :فديت اخوي ..اللي فاهمني على طول
سعود :اخلصي ما بيك تفديني ؟ويش عندك
سلوى : افاا ..مقبوله ...اسمع من هو اللي كان واقف معك ؟
سعود يلتفت لها و يضربها على راسها : لا والله ...و تتوقعين اقولك على اسمه .
ليلى بنبره تعب : يالله يا سعود حرك السياره ...تعبانه و مالي شده ..جدي و جدتي و عمتي فاطمه و هند ما هم جايين .
و استندت على شباكها و سعود ناظر في سلوى بإستفهام ....هزت سلوى اكتافها بأنها ماتدري عنها .

كيف يمكنها ذلك الاحتمال ...كيف يمكن ان تجمد مشاعرها بسهوله ..اهي صغيره على تحمل الحقيقه
ام مخدوعه و تظن ان الجميع مثلها و مثل رهافه احساسها و ضعف قلبها الذي اعتاد على الكتمان ..
على طول دخلت حمام غرفتها ..و قفلت على نفسها ..انفاسها لاهثه متلاحقه ..تنطق وجعا و قهرا
انعكس احتقان مشاعرها في ملامح وجهها المعتمه ...دموعا سهلا تسقط بعدما ضاقت بها عيناها ..
و تشبعت بها عروق دمها ..و اخيرا فاضت تعلن نهايتها .
تقول ما يبيني ..رافضني ..علشان تعليمي .
زياد .ولد العم ..ما عمري فكرت فيك ..لكن رفضك و تجريح اختك شيء من الصعب تقبله ..
مهما يكن من الاسباب لديك ..فأنتم لم تعيروا مشاعري اي اهتمام ..


سعود بشك..دخل غرفتها ..سمع صوت الدوش تأكد انها تهرب منه ..انتظر و طال انتظاره ..
دق على باب الحمام ..و بعد لحظه سمع صوتها :لحظه يا سعود ..
ابتسم سعود و هي يجلس على سريرها ...عارفه انه هو الوحيد اللي يحب يتكلم معها كل ليله ..
لقي دفتر مذكراتها الازرق ..تذكر انه اشترى لها الدفتر
فتح اول صفحه رغم احساسه بالذنب ..

اصعب ابتسامة...
عندما يأخذ القدر شخصا عزيزا على قلبك و ترى من حولك يبكي عليه
و لكنك تبتسم فقط لتنسيهم الهم


أصعب ابتسامة...
عندما ترى احدهم يتألم و يتعذب و لا تستطيع أن تساعده
و لكنك تبتسم فقط لإعطائه الأمل

أصعب ابتسامة...
عندما ترى من حولك سعيد و أنت الوحيد الحزين بينهم
و لكنك تبتسم فقط لتريهم عظمتك و قوتك

أصعب ابتسامة...
عندما ترى أحلامك تنهار أمامك
و لكنك تبتسم على أمل انك تستطيع بناءها من جديد

قفل دفتره ورجعه مكانه ..احساس الخوف من القادم ..شابك يديه مع بعضها و هو يميل بتركيز
خرجت ليلى و هي ترسم ابتسامه تمرنت عليها قبل خروجها :غريبه الوقت متأخر ..ليه ما نمت .؟
سعود ابتسم و هي يحك راسه :ما جاني نوم ...قلت اجي اسولف معك ؟اختك ما تنعطى وجه ..لقيت لها فيلم و جلست عليه
وسفهتني .
جلست ليلى جنبه :ادري عنها سلوى ...اكيد افلام هنديه .
سعود :كيف العزومه كانت ؟
ليلى تهز راسها :حلوه ..ما شاء الله الضيوف كثيرين ...تعرفت على بنات ما شاء الله عليهم ..و سكتت فجأه
سعود يناظرها بتمعن :طيب ..انتي كيف حالك ؟ احسك متغيره
ليلى بإبتسامه :الحمد لله ما علي خلاف ..لكن و الله تعبت ..في العزيمه جدتي ما خلت و لاكلمه علينا .
و صراحه جسمي مهدود من اللف و الدوران في البيت .
ابتسم سعود وهو يوقف :اجل تصبحين على خير ..حتى انا بروح انام .
لثم جبينها البارد بقبله دافئه ..و خرج معللا بنفس اسبابها ..لعله يجد السكينه
تأملته و عم الهدوء و اصوات انفاسها تتعالي و معها الدموع ..


ليلى ...مامدى تأثير الرفض على حياتها ؟؟ و مالجديد الذي ينتظرها ؟

ريهام ..مالغايه التي تلاحقها ..لنيل مرادها ؟؟

مطلق ....عابر بدون بصمه تذكر ..بين مفترق طرق.. فاتن و الحياة معها كيف ستكون اذا قرر ان تشاركه فيها ؟



...
الله بالردود يا حلوين ...انتظروا القادم
دمتم يالغوالي ..لا تنسوني من دعائكم ..بكل ود اتمنى لكم
كل الخير و البركه..

كبرياء الج ــرح 20-06-10 07:52 AM


البارت السادس :
ُمعَلِّلَتي بالوَصْلِ، والمَوتُ دونَهُ
إذا مِتُّ ظَمْآناً فلا نَزَلَ القَطْرُ!


سلطان و زياد في المقهى ..
زياد يشرب قهوته :سلطان ..يا اخي لي ساعه اكلمك وانت و لا كأنك هنا ؟
سلطان بسرحان :خير وش تبي مني .؟
زياد و هو يقرب منه :انا اقول شكلك ..منتهي خلاص ..من هي اللي مااخذه عقلك ؟
ابتسم سلطان و عدل جلسته :من هذي ؟
زياد :اللي طول اليوم تفكر فيها و مبتسم و كأنك بتأخذ صوره معها
سلطان :احم احم و الله شكلي قريبا بودع العزوبيه
صفر زياد و انتبه لنفسه انه في مكان عام و رجع يضحك و هو يؤشر على سلطان المحرج :و الله وقعت يا سلطان و لا احد سمى عليك
سلطان بإحراج:يا شيخ ام اللقافه ..يعني لازم تعلنها ..و تفضحنا قدام خلق الله
زياد قرب منه وقال بصوت اقرب للهمس :والله فرحتني يا سلطان و اخيرا فكيت عقده العائله ..من هي ..سعيده الحظ ؟
سلطان عدل شماغه :بدري اقولك الحين ..بكره اكلم الوالده و بتسمع الخبر قريب .
زياد بتوسل :عن النذاله ...قول يالله ..شو اسمها ؟طيب من العائله ؟
سلطان بإبتسامه وبدون تفكير : ليلى
زياد بصدمه :مين ليلى ؟
سلطان :يعني كم ليلى في العائله ...ليلى بنت عمي احمد ..
زياد ..مو مصدق اللي يسمعه ..البنت اللي مفروض يتزوجها ..طلع سلطان يحبها
ضحك زياد بقوه ..لفت الانظار حوله ..انحنى على الطاوله ..و مازال مستمر في الضحك
و سلطان مفجوع من ولد خاله ..و محرج من تصرفه .
زياد طالعه بإبتسامه وصلت لعيونه ..و كأن هم انزاح من على صدره و الهم و الضيقه راحت و سطع نور قوي
من الظلام اللي كان عايش فيه .
سلطان :اقسم بالله انك حمار و ماينقال لك اي شيء .
و خرج بسرعه و هو منزعج من تصرف زياد .
زياد اللي لاحظ انه زودها مع سلطان ..لحقه ..
زياد و هو يمسك ذراع سلطان:سلطان لا تزعل ..والله مو قصدي لكن متفاجئ
سلطان بنزفزه :زياد ..واصل حدي منك .
زياد بإبتسامه :و الله فرحان ..و من فرحتي ما قدرت اعبر
سلطان :فضحتنا قدام الناس ..تقول فرحان
زياد و هو يحضن سلطان بقوه :يا شيخ اقولك فرحان ..مبروك الف الف مبروك .
سلطان و هو يدفعه :فضحتنا يا شيخ ..استح على وجهك شوي وثانيا :بدري على المبروك لسى ما خطبتها تقولي مبروك .
زياد : وهي بترفض ..وين تلقى مثلك ..مال و جمال و اخلاق ..و زياده عنده معرض سيارات .
سلطان :تعال اخطبني احسن ..و لا سوى اعلان زواج ..
زياد بصدق :و الله فرحتني يا سلطان .
ابتسم سلطان و هو يشوف الفرحه في عيون زياد .و دفعات امل و تفاؤل تضخ قلبه ..سيصبح حلمه قريب المنال
سيمسكه بيده و ينفث فيه روحه..و أخيرا...

تنهد زياد براحه عميقه..أخيرا قدر يتجاوز عقبه وضعت في حياته بالاجبار...
و حمد ربه انه ما خبر سلطان على قراره..و تمهل ..وكانت اول نتيجه خبر سلطان المفرح..بالنسبه له .


*********************************

ريهام تتكلم بصوت هادي على الجوال:قلت لها و احسها تقبلت الخبر عادي ..يعني مو واضح عليها التأثر
اريام :اهم شيء انك خبرتيها ..و هي فاهمه الوضع من أول ..
ريهام بضحكه :و الله فرحانه يا اريام احس اني تخلصت من هم كبير ..
اريام بشك :تعرفين و بعد كل اللي سويتيه مافهمت ليش ؟
ريهام :بعدين تعرفي ..اهم ما علي اخوي زياد .
اريام :والله انك داهيه ...طيب من هي البنت اللي يحبها زياد
ريهام :رغد بنت خالتي ..
ضحكت اريام : و كل هذا علشان رغد ..صراحه ذوق اخوك في النازل ..ياليته اخذ ليلى .
ريهام بعصبيه :اريام ..لاتزيدنها علي ..وبعدين وشفيها رغد ؟
اريام بهدوء :هدي اعصابك ..امزح معك ..رغد ما شاء الله عليها حلوه و دلوعه ..لكن ليلى احلى ,,
ريهام :كلهم حلوين ....و ثانيا انا شو دخلني زياد اللي حبها مو انا .
اريام و هي تسمع صوت خطوات :خلاص ريهام اكلمك بعدين .باي
سمر طلت على اريام :اريام فاضيه ..ودي اتكلم معك شوي
اريام تتأفف:خير و ش تبين ؟
جلست سمر على سرير اريام و قالت بإبتسامه :شفتي بنات عم ريهام ..ما شاء الله ينحطون على الجرح يبرى .
اريام تقلب في عيونها :صراحه ما اعجبوني ..
سمر :حرام و الله حلوين ..سبحان الله خلق وفرق ..و يش جاب ريهام لليلى ..والا اختها ريم ..كأنها انشتاين و لا نيوتن
ما تقولين معها كلمه الا قالت لك هل تعلم و هل تعلم ...حسيت اني رجعت للمدرسه من جديد .
اريام :اقول اذكري الله ..و ثانيا :شيلي عمرك و اخرجي برا ..ابغى انام .
سمر بتكشيره :يا اختي مانقدر نتكلم مع بعض شوي ..والله طفشانه .
اريام :نو..نو
سمر بحزن :يا ليت اللي اعطي ليلى و خواتها الحب والاخوه يعطيك شوي منها .
اريام تهز راسها بحركه سخريه :و اقسم بالله هالبنت تحب الدراما .

***********************************
فيلا الغانم :

فتحت لها الخدامه الباب ..و طلت بزينتها الكامله..
سألت عن اريام .وطلعت بسرعه بدون اهتمام ...
سمعت صوته القريب منها ..شكله يتكلم على الجوال ..
تنفست بهدوء و ابتسمت بإغراء ..
و طلعت الدرج بسرعه و ادعت المصادفه قبل ان تبدأها ..
طرقات كعبها العالي يرن في الاذان ..
انتفضت حواسه بوجود انثى عابثه ..فترقب لها بجمود رجل واضح
فرائحه عطرها النافذ قد تشبعت بها ذرات الهواء...
تصنعت المفاجأه امامه ..و رمت ذلك الغشاء على وجهها ببرود
فاتن بصوت مثير :اووه مطلق ..اسفه ماكنت احسبك موجود
ادار ظهره لها لتمر بسلام بدون كلمه لعلها تفهم ..
رجعت تتكلم بدون يأس و بإبتسامه كبيره :كيف حالك مطلق ؟
نفث في نفسه بعمق و اشتدت قبضه يده ليمنعها من الوصول و يطبق على خناقها و يخفي صوتها
قال بصوت غاضب :اريام في غرفتها ..روحي لها...
زادت ابتسامتها و جفاءه لها يزيدها رغبه و تعلقا به ...
تمشت على مهل قدامه و عطرها يتحلل في الاجواء رغما عنه...
تجاهلت سمر و مرت من جنبها بهدوء ...و بدون اهميه لها
سمر بقهر :والله عال ..صدق اللي استحوا ماتوا ...ومشت لغرفتها
دخلت فاتن غرفه اريام وقفلت الباب وراها واستندت عليه ..تنهدت بحالميه وعيونها تعانق السقف
اريام اقتربت منها و سألتها :خير يا فتونه ..علامك ؟
ابتسمت و رمت شنطتها على جنب وقال :اه يا قلبي يا اريام ..
اريام :سلامه قلبك ؟خير قولي ويش عندك
غمضت عيونها و تنهدت بعمق :فديته ياناس ..رجوله ورزه وثقل عليه القيمه ..
اريام ابتسمت وبدت تفهمها ..:شكلك خالصه ..عليه العوض و منه العوض
استندت فاتن على يدها وقالت :لاتلوميني يا اريام ..واشرت على قلبها ..لومي هذا ..مو راضي يهدأ .
جلست اريام وقالت :المحبه بليه ..الله لا يبلانا ..
فاتن بدفاع :ابدا يا اريام الحب حاجه حلوه ..
اريام :ترى اخوى مو راعي حركات .لاحب ولا غيره ..
فاتن بهمس :على قلبي مثل العسل ..انا اعلمه الحب ..
ضحكت اريام ..و في بالها ..تبطين يا فاتن ..اصلا ماهو شايلك من ارضك ..فكيف يفكر بالحب ؟
مسكينه يافاتن ..ما تدرين عن اخوي ...ما أظن ان الحب في قواميس حياته..
دق جوال فاتن بأغنيه اجنبيه ..طالعت في الاسم ..ابتسمت بتوتر و قفلت الجوال على طول ..
ورجعت لهيامها بدون اهميه ...

خرج بسرعه و عيونه اظلمت من تصرفات رعناء ..
لكنه في اعماق نفسه يشفق على من هن امثالها و على شاكلتها..اجساد مهمله على ناصيه الحياة دون اهتمام
بتطهير ارواحهن العابثه ..يدعين الكمال و بداخلهن فضاء فسيح خالي من كل ماله بريق ..
فهو يعرف خاله..ذلك الرجل المتكامل بأشغال دنيا ..يقضيها بإحسن ما يرام فهو نجمه ذات بريق لامع لا ينطفأ في عالم العمل .
اما زوجه خاله فهي امرأه ذات صيت شهير في العالم المخملي ..ظاهرها يخدع ما تبطن ..و تبطن اكثر ما تظهر
متداعيه هي الحياة أن لم يكن فيها رواسي ثابته ..صحيحه ...



*******************************

في اليوم الثاني ..ابو سلطان و سلطان ..خطبوا ليلى من جدها ..سعود ارتاح بالخبر
لانه سلطان صديقه و يعرف اخلاقه و بيحافظ على اخته و يحبها ..
ليلى مو مصدقه الخبر ..و حست ان الله عوضها عن خيبه املها الماضيه ..و سبحان الله
كتب لها النصيب بسرعه ..لان من بعد كل هم مفرجا و ضيقا مخرجا ..من استعان بالله
و حسن التوكل بالله ...
ذرفت دموعها بحزن و فرح ..مشاعر مختلطه لاتعرف على اي جهه تكون ..
سلوى تحتضنها :ألف مبروك يا قلبي .
هند تتبعها :الحمد لله انفكت العقده و راحت واحده .
سلوى توجه لها نظرات حارقه ...خلتها تسكت عن كلامها
ليلى بخجل :اعطوني فرصه يا بنات ..اولا انا ما قلت اني موافقه .
عمتها:يعني عندك مانع عليه ..و لد خالتك و الكل يمدح فيه .
هند تؤازر امها :اقول احمدي ربك ..يوم جاك خطابه
ليلى بغيظ : حتى ولو ..الخيره فيما اختاره الله لي ..بصلي استخاره و اسأل اخوي
عمتها :يعني اخوك له كلمه من بعد جدك .
سلوى تدخلت بعدما احتد النقاش :صح يمه ..تصلي استخاره و بعدها تقرر الرجال ماهو طاير
سمعت نداء جدتها من الغرفه الثانيه و قامت لها
الجده بزعل :ما فيكن خير ..اعنبوا ابليسكم ..سفهتوني و رحتم
ليلى :اسفه يايمه ..حقك علي .
الجده و هي تمسح على شعرها :سلطان يمه مافي مثله .جعله ان شاء الله من نصيبك ..
ليلى تهز راسها بإيجاب ...
كملت الجده و هي تمسح دموعها بطرف شيلتها :الله يسعدك يابنتي و يقرعيني بشوفه عيالك و عيال اخوك .
رمت نفسها في احضان جدتها و بكت و قلبها موجوع ...
سعاده ناقصه ..كم تحتاجها الان ..
هو في طرف و هي في طرف اخر..و بينهما جسر تصله هي لا غيرها ..

***************************
عم الهدوء اخيرا ..شافت الفرحه في عيون الكل ..سعود كان اول المهنئين ..كم ابهج قلبها ان ترى ضحكته
و جدها تنفس اخيرا براحه منشوده ..كان يريدها منذ زمن ..
سلطان ..أليس هو ذلك الفارس الذي يزور احلامي دائما >>>اليس انت من زرعت في قلبي حبا عذريا
لا يعلمه سوانا ...
كنت طفله نعم ..كنت كذلك ..لكن لم أغفل عن تلك النظرات العاشقه التي توقع قلبي في مصيده اسموها الحب..
هي راحه تنفث في صدري ..الامان رأيته من خلال عيناك ..التي لاتنطفأ بريقها ..
ستسعين بالله عز وجل لارشادها للصواب ..
اخفت فرحتها العذراء بداخلها لتحكم ضبط مشاعرها ..لتصل إلى مبتغاها ..
وفي لحظه مر كلام ريهام لها عابرا "مثل ما رفضك زياد ..بيرفضك غيره لنفس الاسباب "
ابتسمت و داخلها إمتنان عميق لسلطان ..

*****
اتصلت عليها رغد و صوتها يعانقها بفرح و موده كبيره ...لم تعطيها جوابا شافيا لكن ..الراحه التي تكلمت بها
كانت اكبر مؤشرعلى موافقتها ..ركنت الى صلاتها ..تدعي الله يحقق لها السعاده ..


يعرف ان السعاده تكتبه خطوط معبره في الوجه ..تلين بها الملامح ..
بريق وامض في الاعين ...وخطفه من تباشير الحياة ..تأخذك في غمره الافراح غير مبالي بما حولك ..
تسافر فيها برفقه الاحلام الناعسه ..على سحابه تغفو ما بين الامس واليوم ..
كانت كلمه , همسه ، و لحن قريب الى الاسماع يشدو بحالميه ..
رفرفه تهفو الى القلب ...و نسمه هادئه تريحنا من مشقه الحياة ..و لو للحظه فقط نشعر فيها بالسلام ..للحظه فقط.

****************************

دخل سلطان البيت ..وعيونه شارده كأفكاره ..يحلم بها و و يعيش كابوس اخافه حتى العظم ..
اوهام تصارعه ووساوس تهدد يقظته و نومه ..
رغد لاحظت شرود اخوها واقتربت منه وصرخت بصوت عالي :سلطـــ ـ ـ ـان
انتفض سلطان بخوف من الصوت وقال بغيظ :رغد ..يلعن ابليسك ..طيرت عقلي..
ضحكت رغد على شكله وقالت :ماعليه امسحها في وجهي ..شفتك سرحان وقلت لازم ارجعك لارض الواقع ..
غمزت له وكلمت :كل هذا هيام فيها ...اه الله يرزقني بواحد مثلك ..
ضحك سلطان و عيونه تلتمع بحب مدفون :لاوالله ..نكايه فيك ماني مزوجك ..
شهقت رغد وقالت :حرام عليك ..ويهون عليك اختك الصغيره الوحيده ..
سلطان :مادام مديت هالبوز قدامي ..ايه والله يهون ..
ضربته رغد وقالت بتهديد :طيب يا سليطين ..انا ماخبرت بعض الناس عن ارهابك ..علشان يصرفون نظر عنك ..
سلطان بإبتسامه اضاءت وجهه بعدماعرف قصدها مين ..
وجلس جنبها :فديت اختي الصغيره الدلوعه ..انا مالي غيرك ..
رغج ترمش بعيونها بدلع قالت :ايه خليك كذا ..تعجبني ..
سلطان :ماقالت لك شيء ؟
فهمت عليه رغد وابتسمت :اثقل يا روميو ..البنت ما لها وقت ..و الموافقه مضمونه ما عليه..وقول رغوده قالت
سلطان بلهفه:قالت لك هي ؟
رغد :مو لازم تقول لي ..البنت واضح عليها.. لكن الثقل صنعه ...
ضحك سلطان بسعاده كبيره ..و راحه عميقه تخيم عليه ..ضمها بقوه و بحب ...
رغد وهي تشوف الفرحه في ملامح اخوها ..فرحت له كمان و عيونها تعانقها دموع فرح ..لاول مره ..


يسألوني عن اسباب فرحتي ؟!



ياااه ، أولها انتَ ، وثانيها أنتَ



و أخرها انتَ ..!



و كل فرحي ..



أنتَ ، أنتَ ، أنتَ

****************************

كان الظلام يعم المكان ..و السكون يبث الخوف في الارواح ..متخبطه بمفردها ..تبحث عن اهلها
جدها او جدتها ...هند.. سلوى ..وينكم ..اخوي سعود ليش تركتني ...
دربها طويل ...و طبول قلبها قد بدأت بالقرع و كأن حدثا ما قادم ..التفت للخلف كانت عيون مخيفه تترصدها
الخوف شل جسدها و لم تقدر على الحركه ...فجأه غشاها نور قريب ..لمحته كان يقف باسما بقامته المديده
و عنفوانه القوي..هو منقذها من كل هذا ..حلمها الذي طالما انتظرته .
ركضت له تنجو بنفسها من اشباح تطاردها ..استكانت في احضانه و السعاده تغمرها ...تسمع حتى نبضات قلبه
راجفه متوعده ...
دفنت رأسها و همست لنفسها بنعيم و طمأنينه...أهو ذاك الذي ينتظرني ؟؟؟
رفعت ناظريها لمنقذها ..لمن استكانت بين احضانه وديعه ...حالمه .....
لكن فجأه حل الجمود و توقف الزمن و نزلت الصاعقه على رأسها غير مدركه للحقيقه ...من انت ؟!!!!

شهقت ليلى و كأنها مخنوقه ..خدها مبلل بدموع ..التفت حولها كانت نايمه على سجاده الصلاه ..حطت يدها
على صدرها :اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ....شوي و ارتفع اذان الفجر
قامت ليلى و رجعت شعرها على ورا و هي خايفه من الكابوس اللي حلمت فيه ..ضمت نفسها و قرت المعوذات على نفسها
و رجعت تتوضأ و تصلي الفجر و الرعشه مازلت تهز اوصالها .

************************

ظلامَ الليــلِ يا طــاويَ أحزانِ القلوبِ
أُنْظُرِ الآنَ فهذا شَبَحٌ بادي الشُحـــوبِ
جاء يَسْعَى ، تحتَ أستاركَ ، كالطيفِ الغريبِ
حاملاً في كفِّه العــودَ يُغنّـــي للغُيوبِ
ليس يَعْنيهِ سُكونُ الليـلِ في الوادي الكئيبِ
* * *
هو ، يا ليلُ ، فتاةٌ شهد الوادي سُـــرَاها
أقبلَ الليلُ عليهــا فأفاقتْ مُقْلتاهـــا
ومَضتْ تستقبلُ الوادي بألحــانِ أساهــا
ليتَ آفاقَكَ تــدري ما تُغنّـي شَفَتاهــا
آهِ يا ليلُ ويا ليتَــكَ تـدري ما مُنَاهــا
* * *
جَنَّها الليلُ فأغرتها الدَيَاجــي والسكــونُ
وتَصَبَّاها جمالُ الصَمْــتِ ، والصَمْتُ فُتُونُ
فنَضتْ بُرْدَ نَهارٍ لفّ مَسْــراهُ الحنيـــنُ
وسَرَتْ طيفاً حزيناً فإِذا الكــونُ حزيــنُ
فمن العودِ نشيجٌ ومن الليـــلِ أنيـــنُ
* * *
إِيهِ يا عاشقةَ الليلِ وواديـــهِ الأَغــنِّ
هوَ ذا الليلُ صَدَى وحيٍ ورؤيـــا مُتَمنِّ
تَضْحكُ الدُنْيا وما أنتِ سوى آهةِ حُــزْنِ
فخُذي العودَ عن العُشْبِ وضُمّيهِ وغنّـي
وصِفي ما في المساءِ الحُلْوِ من سِحْر وفنِّ
* * *
ما الذي ، شاعرةَ الحَيْرةِ ، يُغْري بالسمـاءِ ؟
أهي أحلامُ الصَبايا أم خيالُ الشعـــراء ؟
أم هو الإغرامُ بالمجهولِ أم ليلُ الشقــاءِ ؟
أم ترى الآفاقُ تَستهويكِ أم سِحْرُ الضيـاءِ ؟
عجباً شاعرةَ الصمْتِ وقيثارَ المســـاء
* * *
طيفُكِ الساري شحـوبٌ وجلالٌ وغمـوضُ
لم يَزَلْ يَسْري خيالاً لَفَّـه الليلُ العـريضُ
فهو يا عاشقةَ الظُلْمة أســـرارٌ تَفيضُ
آه يا شاعرتي لن يُرْحَمَ القلبُ المَهِيـضُ
فارجِعي لا تَسْألي البَرْقَ فما يدري الوميضُ
* * *
عَجَباً ، شاعرةَ الحَيْرةِ ، ما سـرُّ الذُهُـولِ ؟
ما الذي ساقكِ طيفاً حالِماً تحتَ النخيـلِ ؟
مُسْنَدَ الرأسِ إلى الكفَينِ في الظلِّ الظليـلِ
مُغْرَقاً في الفكر والأحزانِ والصمتِ الطويلِ
ذاهلاً عن فتنةِ الظُلْمة في الحقلِ الجميـلِ
* * *
أَنْصتي هذا صُراخُ الرعْدِ ، هذي العاصفاتُ
فارجِعي لن تُدْركي سرّاً طوتْهُ الكائنــاتُ
قد جَهِلْناهُ وضنَــتْ بخفايــاهُ الحيــاةُ
ليس يَدْري العاصـفُ المجنونُ شيئاً يا فتاةُ
فارحمي قلبَكِ ، لــن تَنْطِقُ هذي الظُلُماتُ



أهي فرحه تطرق باب خفي لشخصين ..يفتح لهم عالم زاهر مليء بالحب؟
من هو ذاك الزائر ...المتوغل في تجاويف المجهول يبحث عن الحياة في الباطن الخفي ؟
فاتن المتداعيه بحلم واهي ..ايكون تحقيق قريبا ؟ ام هيهات ؟
ريهام ..علامه فارقه ام مجرد عابره احدثت فرقا بسيطا في حياة اخيها و اكتفت ؟




الى الملتقى القريب ..كـــبرياء الج ــرح

كبرياء الج ــرح 23-06-10 07:54 AM


صباح الفل والياسمين على الجميع
اليوم بنزل بارتين ..
ومن الاسبوع القادم بنصير ننزل الاحد والاربعاء ..ارجو ان يناسبكم
ان شاء الله يعجبكم ماطرحته ...
دمتم بخير و سعاده

البارت السابع :


تأملت الفراغ ..و عالمها اسمه ضياع افكار و جاذبيه من طرف واحد لا تعرف مصدره ..
دخلت سلوى ولاحظت عليها شرودها :ياهوووه وين سافرت ؟
ابتسمت ليلى وقالت :عند نجمه ..
سلوى بضيق :يا ذي النجمه ..تراني بديت اغار منها ..
ليلى :والله وحشتني ..
سلوى بتفهم :ادري هي الوحيده اللي تفهمك بدون ما تتكلمين ...ماسميتها صديقه العمر من فراغ
اكتفت بالابتسام و هي تطالع سلوى ..
سألتها وعيونها تراقب ملامح اختها والحيره واضحه عليها :ما وصلت للرد ؟
هزت رأسها بلا ...
سلوى :ليش محتارة ؟
تنهدت وقالت :ما أدري ..
سكتت للحظه وكملت ..:سلطان مافي منه ..لكن مابي استعجل ..كلما صليت وحسيت براحه مؤقته ارجع افكر
واتراجع عن قراري ..و اقول لازم افكر اكثر ..
سلوى بتفهم :لا تضغطين على نفسك ..فكري على مهل ..
ليلى :احس اني اغلط في حق سلطان ..لما اخليه ينتظر جوابي ..وفي داخلي حزن اني باترككم..و علشان كذا اماطل
ابتسمت سلوى وقالت : لا اذا كان على سلطان بيستناك لاخر العمر ..لا تفكرين انتي ..و على العموم عنتره بن شداد
ماله إلا اسبوع و مافي احد مستعجل ..لو انا مكانك لاحط رجلي مع زوجي من اول يوم ..
ويش تبين في المغثه ..
ضحكت ليلى ..و الحيرة ترجع لها مرة ثانيه ...

رجواي ....يظل وجودي بقلبك مثل ما كان
و مناي .... احيا معك رفيق لاخر العمر


تدخلت عمتها في وسط ضحكتها وقالت بغيظ:ضحكينا معك ..ان شاء الله رسيت على بر ووافقت على سلطان .
سلوى :يمه ويش هالحكي ..
عمتها بحده :لا تتدخلين ..انتي ..إلا متى نستنى في ست الحسن والجمال ..ترد على خالتك ..اليوم داقه علينا
وتسأل ..
ليلى بهدوء :هذي حياتي ..و قراري الخاص فيني
عمتها بضحكه فارغه :ايه ..ما عليه دم امك تجري فيك ..ما تبي الا على هواها ..
وقفت ليلى بعصبيه وقالت :انا كم مره قلت لا تجيبين طاريها...
قربت منها وقالت :قرفتيني في عيشتي ..كل شيء حولك انت ..البيت قايم قاعد علشانك .وعلى ايش ما ادري؟
سلوى :يمه ..الله يخليك ما له داعي هالكلام ..
ليلى :خليها يا سلوى ..شكلها كاتمه وساكته ..قولي اللي عندك يا عمه ..
عمتها بقهر :اقول ايش .ولا ايش.ما تغيب عن عيني..خذت حياتي وجيتي انتي كملتي عليها..يا عل عساك الم...
تدخلت الجده بحده ..:قطع حسك يا فاطمه ..لا تدعين على بنتي ..
فاطمه بغضب مكتوم :ما عاد لي صبر مع بنتكم ...اشوف امها في كل مكان ..خلوها تروح عني..
الجده :اسكتي يا فاطمه ..احترمي وجودي على الاقل ...
بكت فاطمه وهي تقول :سامحيني ياعمه ...ماعاد لي قوه على الصبر ..
و مشت بهدوء ..وهي تمسح دموعها..لحقتها سلوى ..تحاول تواسيها ..
قربت الجده من ليلى و مسحت على شعرها :ما عليه يا بنتي ..
ليلى بحزن :انا ودي اعرف ليش تكره امي ..؟مو كافيه انحرمنا من شوفتها تجي وتزيدها علي ..
الجده بألم يمر في الذاكره :يابنتي اللي راح ..راح ..و الكلام ما ينفع وانا امك ..
ليلى :يمه انا مو صغيره ...فهموني خلوني اعرف الصح من الخطأ ..
كل هذا علشانها تزوجت بعد ابوي ..لو زوجها ما يبينا ما كنتم اخذتمونا ..
نزلت دموع الجده ..و ذكرى ابنها الصغير ترجع لها ...ابنها الصغير الفتي ..الحالم ..لا تعلم لما احبته من بين
ابنائها وكأنها ينفث سحرا في الاجواء ...همست من بين شفتيها :الله يرحمك يا احمد ويسكنك جنته ياولد بطني ..
و عندها إلتزمت الصمت..احتراما لذكرى الموت ..
"فرحم الله موتانا وموتى والمسلمين اجمع و اسكنهم فسيح جناته "


ركنت الى السكون ..كذلك الذي مضى ..عندما انسلت يدها من احضان والدتها..
اماه ..هل تعلمين ماذا حدث..؟
فأبنتك في ارق متواصل ..
كنت في عالمي اسير وحيده متخبطه ..و بدون ادراك ادخلت الى غموض عالمك فجأه ..
أماه اريحي قلبي ..
ماذا حدث ؟
هل الاذى طالك انتي ايضا ..
هل مر بك الشقاء متبخترا ..
اراى عذابات سنين من حولي ..ولاافهم الالغاز التي تلقى علي ..
جدي ..يسير بنا في طريق لانفهمه..وبغير ارادتنا نسير خلفه ..
و جدتي ..مسيره تحث خطاها خلف زوجها..
وانا خلفهم معلقه ..لاسماء ولا ارض تحتويني ..
يمر العمر من حولي وانا في ضباب ..
اماه ..
افتيني في امري ..
و اسكبي في جوفي راحه من اجل الغد
فأنا في حيره وضياع..و من حولي كلهم مرشدون ..يدلوني على الطريق
لكني ابى ذلك ..اريد ان اسير في طريقي بمحض إرادتي وبقراري انا ..

*********************************
فيلا محمد السلطان :

"لاتفعل شيئا ..و انت تدرك بأنك سعيد بمفردك و من حولك تصنع التعاسه "

ريهام حالتها النفسيه متدهوره ..و تعب غير عادي ..احساس بالفقد و الوحده تمزق قلبها
الكل مستغرب من انطفاء حيويتها و خمود طاقتها الحركيه ..تركت الرسم و قبعت في ظلام غرفتها
أريام تدخل الغرفه و تفتح الانوار لتفاجئها ذبول جسد و وجه شاحب :ريهام شو هالحاله اللي انتي فيها ..مو معقوله
امك دقت علي تستفسر عن حالتك ..شو اللي قلب كيانك ؟
ريهام :اووووووف اريام ..مالي مزاج اتكلم مع احد .
اريام فتحت النافذه ..و تركت الشمس تطل بأشعتها داخل الحجره ...و اقتربت من ريهام تسحب اللحاف عليها
-قومي بسرعه .قالتها بصوت حازم و سيطره
ريهام بعيون حمراء :اريام ارجوك اتركيني
جلست جنبها :مو قبل تقولين لي السبب ورى تغير حالك ؟ لا تطلعين من البيت و لا تكلمين اهلك و مقاطعه الاكل و الشراب
شو السبب اللي خلاك كذا ؟
ريهام و الدموع رجعت تحتضن عيونها :مو قادره افهم شو هالحاله اللي انا فيها .انا السبب من البدايه انقلب كل شيء علي
اريام و هي مو فاهمه الكلام اللي تنطقه :ريهام ..ما توقعتك ضعيفه لهالدرجه ؟
ريهام بعصبيه :انا ضعيفه يا اريام ..من اول تجربه انهرت و ما قدرت افكر ...
اريام :قولي شو المشكله اللي انتي فيها ..خلينا نفكر و نحلها مع بعض ...
عدلت جلستها و ربطت شعرها المنثور على حدود كتفيها :فات الاوان ...
اريام :مافي شيء اسمه فات الاوان ...وين ريهام العنيده ..اللي ما تعرف شيء اسمه هزيمه .
ريهام صمت و سكون يلفها و يمزق مشاعرها المتبعثره ...يهاودها على راحه البال و السكينه التي فقدتها..
اي هزيمه تلك التي طرقت باب قوتها واستباحت دمها دون رحمه ..
أغمضت عيونها و أملها يختنق بحلم زرعته منذ امد ليس ببعيد ..

قيض مشــــاعر و بروده قلــــــــــــب

اتذكرني ؟؟
اكنت يوما هاجسا حلوا ً
او حلماً زائفاً
أيهما رأيتك أخبرني
اابتسم ام انحني مودعه لغربه مشاعر و ملامح صنعها القدر ..
هل ادفن كلماتي في مقبره الماضي و اغلق سراديب الزمن عليها بلاعوده..
أأفرح .. لذكراك ام أبكي بمراره الالم الوليد و انت تجهض فرحتي في رحم الحياة بجلاده غريبه ..
جليد حول نبضات قلبك المرهف لدقات رتيبه ترافق الصمت حولي ...
و ابتسامه تحولت لخطوط صامته ..
و سكون مخيف يطوق عالمي...
لم اعد أرى نفسي ..فوعد السنين قد مضى متمهلا و تبخر في لحظه
و كل صبري قد ذاب كالشمع تحت لهيب الشمس المحرقه..
مسار رياااحك كانت بإتجاهي و فجأه تغير وإلى أين ؟؟
لا تفعل بي ذلك
فحلمي قد شمخ كجبال راسيه على قلبي و طال السماء برفعته ..
سقيته بأماني ألف ليله وليله ...
لم اعد اراك ؟؟ لكن كيف هذا و انا اذكرك و انت تنساني ..


رفعت عيونها الدامعه ...
و بكت بحرقه و كأن حبها ذاك المنشود لسعها فجأه ..


***********************

شركه مطلق الغانم :

رنت النغمه الخاصه بجواله ..تعلن عن قدوم رساله
اهملها واكمل توقيعه ..
طلال :استاذ ..فيه موعد بعد ساعه مع شركه عارف ..
مطلق بحده :اجله لبكره ...او اقولك خلاص بحضره ..في مواعيد ثانيه ؟..
دق جواله اخذه على طول و رد ..
ناصر :السلام عليكم
مطلق :وعليكم السلام ورحمه الله ..هلا ياناصر
ناصر:هلا فيك..كيف حالك ؟
مطلق و هو يشير لطلال برفع الملف من عنده وقال بإبتسامه :الحمد لله ..انت كيفك لايكون ناقصك شيء ؟
ضحك ناصر فجأه وقال :تسلم يا لحبيب
مطلق :ضحكنا معك .
ناصر :ما في شيء ..غير اني محظوظ بصداقتك ..و اضحك عادي
مطلق :لا ولله ..
ناصر :يا قوى قلبك اقولك ..اني محظوظ بصداقتك ..تقول و قلدصوته :لا والله ..
مطلق :ويش تبيني اسوي لك ..اتغزل فيك يعني ؟
ناصر :لا ياحبيبي ..الله والغزل عاد اللي بيطلع منك ..الله يعين اللي بتأخذك ..اسلوب جلف و متحجر
مطلق بحده :ناصر
ناصر ضحك وعرف نقطه غضب صديقه من هالسالفه ..
خلاص ..خلاص ..المهم انت لا تقطعني تراني وحيد في غربتي .
ابتسم مطلق للفراغ وقال :قريب بتكون في ديرتك ان شاء ..وبين اهلك ..
ناصر بحزن :تسلم يا مطلق ..يالله سلم على خالتي
مطلق :الله يسلمك ان شاء الله ..في امان الله .

*د/ناصر : 30سنه صديق مطلق الوحيد ..مخلص ووفي لدرجه التضحيه .
وحيد ويتيم بعد وفاه اهله ما له احد غيرمطلق اللي يعامله
كأخ و فرد من افراد عائلته ..دكتور نفسي كان يعيش في لندن للدراسه ...وقريب يرجع لارض الوطن ..


ابتسم مطلق وهو يطالع جواله ..لكن تجهم و تجعد جبينه ..و هو يقرأ الرساله ..

مدري متى أو وين أو كيف أو ليه
أنا وعيت وشفت نفسي أحبك..

ارتخى على كرسيه ..و يده تمسح ذقنه بعصبيه ..مسح الرساله .و قلب الجوال بين يديه
وعيونه اتجهت لناحيه النافذه ..يستمد منها الضوء لتبدد جزء من الظلام ..
ما بين مد وجزر...لا يعرف اين القرار الصحيح ...
طلب قهوه ساده ..لعلها تجدد نشاطه الذي خبأ منذ فتره ...
ما بالها ..؟
فتاة عابثه ..يمهلها الوقت لعلها تحيد عن افعالها الطائشه ..
يتجاهلها حتى نفاذ مشاعرها لعلها تهدأ ..
امنيه في السلام ..يتمناها لها لتعم عليه لاحقا..
سوف يساومها على راحه اعصابه مؤقتا..
ويتروى في ضربته الحاسمه ..راغبا في الستر لها ولا غيره..
فهي طائشه لاتعي ما تريده حقا ...
سيرأف بحالها..فما فقدتها في حياتها ليس امرا هينا ..
و سيتجاهل جثو مشاعرها امام قدميه ..ويمضي
فهو لا يستجيب لمن فاصل بكرامته من اجل شيء لا يستحق ..


***************************
فيلا الغانم :

ام مطلق و افكارها تبعد لمكان ابنها و ترجع لمحلها ...
تحاكي عقلها باخذ ورد ..
من كل الجهات ترسم مستقبل مجهول ..يجب عليها ذلك ..هي ترى ..
دخلت وفاء و معها بناتها ..
وفاء :السلام عليكم ورحمه الله
ام مطلق :يا هلا يمه ..و عليكم السلام ..
وفاء :ليه قاعده لحالك ؟وين البنات ؟
ام مطلق :قاعدين في حجرهم كل واحده ملتهيه بحالها
انحنت بعدها تسلم على التؤائم ..
رؤى بصوتهاالطفولي :جدتي..وين سموره
ام مطلق بحنيه :اطلعي حجرتها يمه انتي وخواتك ..
حزنت وفاء على حال امها وقالت :فديتك يمه ..ليش ما تجين عندي كل عصريه تونسين نفسك ولا روحي زياره
لجيرانك ..
ام مطلق :والله يا بنتي مالي شده كل يوم ..و جيراني ازورهم و مااصيركل يوم اروح عندهم ..
وفاء بعصبيه :انا اوريهم قليلات الادب ..
وقفت نهايه الدرج ونادت بصوت عالي ..سمر ..أريام ...سمر ياعلكن الصمخ ..يا متخلفات
طلت اريام بخوف :خير يافاتن شو صاير ؟
وفاء :لا والله باقي تسألين ..لو واحده من صحباتك..قالت لك ..انا طفشانه رحتي لها طيران ..
اريام بضيق :علامك ..إيش تحسين فيه انتي ؟
وفاء بقهر من بروده اختها:اعنبوا ابليسك ..امك قاعده لحالها لا انيس ولا ونيس و تقولين ..وقلدت صوتها :ايش تحسين فيه ..
ركضت سمر وشعرها منكوش بخوف والبنات يجرون وراها..
وفاء :بسم الله الرحمن الرحيم ..انتي شوفي خلقتك قبل ما تطلعين من حجرتك..لا توقفين قلوب الناس اذا شافوك
سمر تتخصر وتقول :بالله عليك .ومين اللي مسوي انذارات في البيت وحتى بناتك مسوين فيها دفاع مدني وراي
ضحكت وفاء ورجعت تتكلم بجد و سمر تنزل لها ..:والله عيب يابنات ..امي لحالها طول الوقت حسوا فيها
يااختي هذا من البر .. حرام عليكم ..اكسبوا رضاها ..في الدنيا علشان يرضى ربي عليكم
ودمعت عيونها فجأه ...نزلت سمر بسرعه الدرج لما حست بكلام اختها ..
و على طول على حضن امها ..
ام مطلق بضحكه :بسم الله وشفيك يابنتي ؟
سمر :فديتك يمه ..الله يخليك لنا ان شاء الله ..سامحيني يمه كنا ندور على راحتنا و تركناك
ام مطلق :ما عليه ..زوغي عني ..تراك خنقتيني ..
سمر بدهشه مصطنعه :الله يالدنيا ..الحين خنقتك ..وين الحنان والدفا و الحب
ضربتها وفاء على راسها وقالت بعصبيه :الحين نزلتك من فوق علشان تعتبين عليها ولا تقعدين معها .
سمر بزعل :وفاءوه..لا تضربين راسي ..مو كافي علي ولدك الثور..فقع راسي من ضربه ..
وفاء:اذا كان ولدي ثور ..فأنتي بقره
ضحكوا التؤائم على شكل سمر ..
طالعتهم سمر وقالت :إحترام انتي وياها ..
في لحظه اصطفوا البنات وكأن كلام سمر ..أمر عسكري
ضحكت ام مطلق و قالت لفاتن :ما شاء الله على بناتك يسمعون كلام سمر اكثر منك
وفاء بقهر :ايه والله يايمه ..طلع شعر في لساني من كثر ما اقولهم يهدون في البيت ..حتى ابوهم طفش منهم
سمر بضحكه:احسن خلي يتزوج واحده غيرك ..
شهقت وفاء وكأنها ألسعت بشراره :فال الله ولا فالك ..
ضحكت سمر من شكل وفاء وقالت :امزح معك ..اصلارياض الله معمي على عينه من يوم اخذك وانتي قاعده على قلبه
عفوا قصدى في قلبه ..
دخلت اريام بكل هدوء وجلست ..وفتحت التلفزويون وبدت تقلب في القنوات ..
وفاء:لا والله كنتي ما جيتي احسن ..يعني تعبتي نفسك انسه اريام ..
نفخت اريام و طنشتها ...
سمر تهمس لوفاء:ماعليك منها ..ترى في ثلوج عندها ..و ما تقدر تتواصل معنا من البروده الشديده..
ضحكت وفاء و ام مطلق ....
اريام بهدوء :يعني اسمك ضحكتيني على تفاهتك
سمر :سوري يااختي ..مجرد دعابه.
ام مطلق تهمس لوفاء بعيد عن البنات :عندي موضوع احاكيك فيه
وفاء بلهفه :خير يمه...اي موضوع
ابتسمت ام مطلق وبانت الفرحه في عيونها :يخص مطلق ....

ومضه :
القلــب يمي لك مشــى .. بالعطف والطيب انتشى
في حضنها عمري نشى .. ومن حبها قلبي يمـــيل
امــي حـياتي وجـنتــــي .. انتي عيوني وبسمتـــي
حبك شعـــــاع بمهجتـي .. والشعر من حبك يسيل
القلب سعده من رضــاك .. والكون عطره من شذاك
كلي على بعضي فــداك .. إن غبت سموني القتيل
يانبض قلبي والوجـــــــود .. ياروح عمــــري يا الودود
يا أغلى من كل الحشود .. المدح في حقك قليــــل
يا دمع احرقت العيــــــون .. وامي عليه ما تهـــــــون
لكن إذا حل المنـــــــــون .. ما يوقفه قال وقـــــــــيل
يا ناس من لي بعدهــــا .. يا ناس منهو يردهــــــــا
تكفــــــون قولـوا وينهـــــا .. عذبت قلبي بالرحـــــيل
يا الله عساها في الجنان .. تنعم بخيرات حســــان
وتبدل ايام الزمـــــــــــــان .. بالعيش والدار الجمــيل

"رحم الله امهاتنا دنيا وآخره ..و اغدق الله من جزيل عطاءه ونعيمه عليهن و اسعد قلوبهن في دنياهن و آخراهن "


**************************
فيلا حسان الوافي :

دخل زياد المجلس في ا نتظار سلطان .. ..
دق على جواله للمره الثانيه ..
زياد بطفش :يالله ياسلطان ..تراني انتظر في المجلس ..
سلطان و هو توه خرج من الحمام ..:طيب يا شيخ ..ماصارت عاد ...
زياد :انا ادري عنك ..حشا صرت زي الحريم ..مكياج و هبال الله لايبلانا .
سلطان :حرمه في عينك يالتيس ..شوي واجيك ..
ضحك زياد من تعصبيه سلطان ..
سلطان قفل الجوال بنرفزه و فتح دولابه يدور على ثوب مناسب ...
في هذا الوقت رغد تنزل الدرج مستعجله ..و تنادي على سلطان ..سلطان..
يمه وين سلطان ..؟
ام سلطان :معزوم على العشا عند صديقه ويش تبين فيه ..
رغد :كنت ابيه يوديني عند ريهام ..يووووه
ام سلطان :طيب روحي مع ابوك ..
رغد :وينه الحين
ام سلطان :والله ماادري كان في المكتب قبل شوي وخرج ..شوفيه في المجلس .
ركضت رغد للمجلس ...و بدفاشه فتحت الباب مع صرخه :بابا ..
انتفض زياد بخوف و تعلقت عيونه في بنت واقفه و فمها مفتوح ...وكأنها مصدورمه ..
وفي سرعه البرق ..صار مكانها فاضي ...
ضحك فجأه ..و تذكر فزعته منها ..مزيج من الخوف والراحه تدغدغ مشاعره ..
لكن فجأه عبس وجهه و اعتصر ذاكرته ..بأمل ..
ورجع يتأمل مكانها الخالي ...وفي باله معقوله هذي رغد ...

رغد ركضت بخوف ...حمدت ربها ان ابوها ما شافها ..كان صار كلام ثاني ...
صادفت سلطان النازل و هو يغني شهقت بخوف ..
سلطان :عسى ماشر ..شايفه جني ؟
ابتسمت و ردت عليه :لا ..لكن حسبتك طلعت ..
طالعته من فوق لتحت بإعجاب و استندت على السلم :شوووو هالشياكه ..على وين بدون شر ؟
سلطان :معزوم انا وزياد ..على ..ضرب على جبتهه و اسرع في مشيته ..زياد نسيته في المجلس ..
يالله رغد باي ..

رغد ..اهاا هذا زياد ..والله زمان عنك ..ما شاء الله عليك وسيم والله تغيرت..
تذكرت خوفه يوم دخلت عليه الباب فجأه ..
وابتسمت لفكره داعبتها ..وطلعت الدرج و هي تغني بإنسجام ...

******************

في مكان بعيد علن الرقابه ..الا من عيون لاتنام ..
هتف بإستهتار :حبيبتي..والله وحشتنيني..
ناظر صاحبه وعيونه تفضح مشاعر خادعه ..و غمز له ..
سمع صوتها في الطرف الثاني بكل دلع :والله انت اكثر حبيبي ..
تعالى صوته مدعي فرحه مخادعه كتلك التي ملأت عقله و قلبه ...
.:حبيبتي الله يخليك ..ودي اشوفك في اقرب فرصه ..
:والله ما اقدر هالوقت ..لكن اذا لقيت فرصه بدق عليك و اخبرك عن مكاني ...
غمز لصاحبه بإنتصار و رجع يتكلم بكل حريه وبدون قيود...

ابجديات محترفه.. ساحره ..رنانه ..مخادعه
لممثلين بارعين ..
يستبحيون كلمات الحب و يدنسون مواثيق الحياة ..
يعبثون بمفردات الحريه ..وكأنهم اسيادها ..
يتحررون من قيود الامان والثقه ...بإدعاءات زائفه ..
ينسون قيمه الاخلاق ..و يتناسون الخوف العظيم ..
الخوف من الذي لا تغفل عينه عن كل صغيره و كبيره ...
عن الذي يمهل ولا يهمل ..
الذي يخطف الارواح في غمضه عين ..
ويمضون في الحياة بلا حسيب او رقيب ...
مدعين الكمال ..و ديمومه الحياة و تلاحق الانفاس .....و للحكايه بقيه ...

*************************



البارت الثامن من "مالي اراك عصي الدمع ..شيمتك الصبر "


فيلا الغانم :

دخل مطلق البيت ..و ابتسم لاصوات بنات اخته ..
مطلق :السلام عليكم ..
الجميع :وعليكم السلام ورحمه الله ..
وفاء وقفت تسلم عليه :ياهلاوالله بالغالي ..
مطلق :هلا فيك يا ام نايف ..اخبارك ..ان شاء الله مايكون عليك قصور ؟
وفاء :تسلم يا خوي ..الحمدلله ..انا في خير ونعمه ..الله لا يحرمني منك .
باس راس امه و قعد جنبها :كيف حالك يالغاليه ؟اليوم ما سمعت صوتك ؟
ابتسمت ام مطلق و قالت :والله ياولدي اشغلتك بإتصالاتي كل يوم ..
مطلق بحب يبوس يدينها :افااا يا ام مطلق ..انا كلي تحت امرك ..مايهون علي مااسمع صوتك كل ساعه
ابتهج قلبها ببرولدها الوحيد و مسحت على ظهره وقالت :الله يخليك لي ياولدي ويحفظك من كل مكروه..
تدخلت سمر :الله لنا ..احنا عيال البطه السوداء
مطلق بحب :وين يا سموره انتي الغلا كله ..
سمر بفرحه :احم احم..لا مااقدر ..مره واحده الغلا كله ..
وفاء:لا تصدقين ..تراه ياخذك على قد عقلك ..
اريام :مطلق ..بروح مع فاتن السوق تسمح لي ؟
مطلق بضيقه عند ذكراسمها طالع ساعته وقال :الحين ..الوقت متأخر ..وين بتروحين ؟
اريام :ماادري ما في شي محدد
مطلق :كيف ما في شي محدد ..يعني تاخذين جوله على مولات الرياض كلها ..
كشرت اريام وقالت بزعل :مطلق الله يخليك ..ودي اروح ..
ام مطلق :خلاص يا اريام اخوك توه جاي ..و مهدود حيله ..
مطلق :اوكي يا اريام ..ساعه لا اكثر وبعدها اشوفك في البيت ..
قرب منها و همس ..تراك قد الثقه صح ولا ..
ابتسمت اريام وردت عليها :لا تخاف علي ..انا تربيتك ..
وفاء بنظره لامها :مطلق ..تعال ابيك في موضوع ..
وزع نظرته بين امه و وفاء وعرف ان في شيء ..
طالع بنات اخته وقال :شوي خليني اشوف الحلوات ..
تقدمت رؤى منها وجلست في حضنه وكأنها امتلكته لها..
باس يديها الصغيره ..و سألها بحب :ها وين بوسه الخالو ؟
ابتسمت رؤى و عيونها على خواتها ..و باسته على خده ..
صفق بيده وقال :اووووه احلى بوسه ...
قربت من اروى ورنا ..و كل واحده مد بوزها قدامها ..
ضحك عليهم مطلق ..و فتح يديه يستقبلهم ..
نزل شماغه جنبه و انشغل بسوالف البنات اللي ما تخلص ..
اروى :خالو ..ماما تقول انت بتتزوز ؟
شهقت وفاء :الله واكبر يالبنت ..اذانيهاعندي ..اروى ..ابله وداد ويش قالت لك ..
رنا بصوت ضاحك :تقول انتي حشره ...
ضحكت سمر ...و قالت :الله لو تسمعك الحين تجيها جلطه ..

مطلق الصامت المنزوي بهدوء ورتابه في مكانه ..يعرف انه مجرد ان يرفع نظره لوالدته سوف
تهاجمه بوابل من التوسلات الصامته ..و الاسئله الكثيره التي لا يلقى لها جوابا ...
مطلق بتوتر :انا طالع حجرتي ..يالله ياحلوات روحوا عند الماما ..
وفاء :خليك معنا شوي ..
رؤى :خالو كيف سرور ؟
ضحك مطلق و مسح على شعرها الناعم :اوووه صار كبير وقوي ...
سمر بفرحه :والله وحشني سرور يا مطلق ..خليني نروح المزرعه مره ونشوفه
رنا تصفق :خالو تخلينا نركبه ...
مطلق بحب:ان شاء الله بخصص يوم نروح كلنا ...و تركبونه كلكم
رفعت سمر يدها وقالت :انا اول واحده ..اركبه من الحين اقولكم .
ام مطلق :ايه والله ياولدي ..خلينا نروح مرة ..نونس صدورنا شوي ..
وانت تريح من هالشغل اللي كسر ظهرك .
مطلق باس يدها و في داخله يعرف امه..:ابشري يالغاليه ...
وقف وشال شماغه ..و وقفت معه وفاء ...
اشر لوفاء وفي عيونه توسل وقال :خليها بعدين يا وفاء والله تعبان ..
و طلع على حجرته ...
ام مطلق ضربت كفها بالثاني وقالت :هالولد ..معذبني في حياتي ..شوفي حالته ..
وفاء :خليه يمه على راحته ..
تدخلت سمر :ايه والله يمه ...هو بيجي عندك ويقولك اخطبي لي ..
اريام :ليش مستعجلين ..فاتن ما تطير
سمر :سلامات من جاب طاريها ..
اريام :معروفه مايبي لها ذكاء ..و همست ببرود :يا غبيه
سمر :الغبيه انتي و بنت خالك ..
ام مطلق :سمر ..عيب الكلام الي تقوليه ..
سمر بقهر : هي اللي بدت ..ماتشوفيها
وفاء بحيره :بنات خلاص ..ما هو انتم اللي تحددون ..هو بنفسه يختار اللي يبيها ..فاهمات
و طالعت امها والرجاء اللي في عيونها ...ان شاء الله ..

***************************

جلست في المطبخ تحضر الشاي والقهوه ...
دخل سعود و شافها تراقب غليان الماء ..
قرب منها و هي ما لاحظت وجوده ...
شد شعرها ..طالعته وابتسمت على طول ..
سعود :في ايش تفكرين ؟
ليلى :افكر في البخار ...
رفع حواجبه بإستفهام :خير ..البخار؟ لا تكوني نيوتن على غفله
ضحكت ليلى وقالت :لا ..مو كذا الموضوع ..الماء مثل الاحلام ..يتبخر حتى ينتهي ..

فاصله تعقل ..
حكمه لابد منها..
في عينيها سؤال و حيره و تخبط في واقع الحياة..
ليس بيده انتشالها ..
هي لامحاله ..من ستخرج من تلك القوقعه ..

سعود :وليش تقولين كذا ؟ اي حلم تبخر عندك
ضحكت ليلى بتوتر وردت :ما في شيء بالتحديد ..يعني مثلا عندك دراستي ..
سعود بلهفه :طيب بإمكانك تكملينها لكن انتي اللي ما ودك ؟
ليلى :لا ودي ..ان شاء الله ..
سعود بإبتسامه :خلاص اذ تزوجتي سلطان بأشترط تكملين دراستك ..
ليلى بدون تفكير :دراستي بكملها بسلطان و بدونه ..

صمت اتبعه تساؤل غريب ..مابالها ..؟

سعود ضاقت عيونه وهويحاول التوغل الى قلبها ..لكن موصده كل الابواب..
سألها بجديه :وشفيك يا ليلى ؟
رفعت ابريق الماء ..دون اهتمام لسؤاله ..او لعله هروب منه
رجع وسألها :ليلى ..فيك شيء ؟
ابتسمت و التفت له :لا ياخوي ..مافي شيء ..لكن...
تنهدت بيأس و في داخلها وجه ضاحك لنفسها ..
على مين تخبين يا ليلى ..هذا سعود ..
كملت :محتاره يا سعود ..و في نفس الوقت حزينه وفرحانه
حزينه اني بفارقكم و فرحانه ان واحد مثل سلطان طلبني ..
ابتسم سعود و اقترب منها :لا حيرة ولا شيء ..كل واحد ما ياخذ الا نصيبه ..
ارتاحت لوقفه اخوها جنبها ..و رمت جزء من ذلك الذي يعتلي قلبها ..
وكمل بحب و جواله يدق :كل اللي يهم هي مصلحتك انتي..
رفع جواله وابتسم للمتصل :يا هلاوالله ..الطيب عند ذكره
ابتهج سلطان بفرحه عظيمه حس برعشتها من خلال جسده ..
وحس بوجودها قربه ..و عيونه تراقبها بكل حب ..
سلطان :هلا فيك يالغالي ..وين انت ؟
سعود بنظره لليلى :والله في البيت ..ليش ؟
سلطان :طالعين انا وزياد قلنا ناخذك معنا ؟
سعود :خلاص رغم ان ا لدعوه جات متأخره لكن مقبوله
سلطان :اقول لايكثر ..مصدق نفسك بسرعه تجهز وبنمرك
ضحك سعود ..وقال :على خير مع السلامه ..
قفل الجوال وقال بإبتسامه كبيره :انا طالع مع سلطان ..ودك في شيء
ليلى :تسلم ..

و بقيت بمفردها و الحيرة مازالت تجول وتصول في عقلها ..
بحزن عميق .نقرت بأصبعها على الطاوله تيقض نفسها منه ..
الى متى ؟
هل اشفق على حالي ؟ مابين موجه واخرى لا ادل الطريق الى برالامان
ليريحني من مشاق الحياة تلك التي اتكبدها ..
اي عون اريده لينقلني الى حياة اخرى ..اتمناها
سلطان ..ارجوك ألهمني من لدنك عونا ..
خذ بيدي لشاطئ السعاده التي اتمناها ..
فآمالي كلها معلقه بك لا غيرك ..
فالضياع يسلبني راحه و هدوء..
يخرج حتى من مسامات جلدي ..
ارسل لي اشاره ..اهتدي بها في ظلمه عقلي الحالكه
كن معي في اشد ازماتي ..رفيقا
ضربت على قلبها برأفه و عيونها مغمضه بأمل ...وكلها ألم ..

**************************

في مكان اخر :

تعالى صراخها و زعيقه ..المتعالي ..
ما بين ضربه واخرى تنهال الذكريات ..
و مابين شهقه اخرى ..تبصم بألم و حرقه لزمن قد مضى ..
و كتمت صراخها و كأنها تستحق العقاب ..
و اغمضت عيونها وابتسامه قد طفت رغم العذاب ..
قد كانت يوما في الرغيد المنعما ..
طافت على جنه في الارض ..
حلم سرى بها في عالم اخر مناقض لعالمها..
ودعت امانات لم تقضها ابدا للحياة .
و ابت ان تستسلم رغم الاسى والحرمان ..
رغم مرارة العيش و البؤس ..
ذكراهم تطوف في العقل ..
يصاحب القلب بتنهدات تهز جوفها ..
و تدمع عيناها بصحبه الالم ..
ليس ألم الجسد بل ألم روحي يهز كينونه امراءه ادارت الحياة لها ظهرها
او بالاحرى ..أزال ذلك القناع المزيف ..
زاد ذلك العربيد من وخزات الالم ..
و حفر في نفسها ذلا وهوانا..
و هي تلك التي في ما مضى كانت سيده قلب و ملكه حياة ..
و الان انقلب الحال ..
فداومه من ألف محال و محال .....


******************

ريهام تسلم على جدتها و تجلس جنبها :كيفك ياجده ..
الجده بمحبه:الحمد لله يا بنتي ..و انتي كيف امك وابوك واخوانك ..وينه مسود الوجه ما جاء يسلم علي ؟
ضحكت ريهام و نظراتها تدور في المجلس :كلهم بخير ..لكن جيت مع السواق مو مع زياد ..
الا وين البنات ياجده ؟...
الجده :شوفيهم يمه في الصاله او في غرفهم ..روحي يمه ما انتي غريبه
ابتسمت و سارت بخطا هادئه و دخلت الصاله ..كانوالبنات قاعدين فيها ماعدا ليلى ..
تنحنحت ريهام ..إلتفتت لها سلوى فجأه و ابتسمت بتوتر و سلمت عليها :هلا ريهام ..حياك تعالي اقعدي معنا ..
ابتسمت ريهام :مشكوره ..جلست بينهم وسط استغراب الكل
قربت لها سلوى صحن الحلو و صبت لها قهوه....وقالت :غريبه يا ريهام زيارتك المفاجئه .
ريهام :لا مفاجئه و لا شيء ..جيت ابارك لليلى ..سمعت ان سلطان خطبها .
سلوى ناظرت لهند بإستغراب وقالت :لكن لسى ماصار شي ..
ريهام :اقدر اكلمها
سلوى :اكيد ..بروح اشوفها ..
ريهام ابتسمت لهند ..و شربت قهوتها ببرود ..
دقايق و دخلت ليلى وابتسامه على وجهها ..كانت تلبس بيجامه زرقاء ..بدت صغيره فيها ..و شعرها مثبت بشباصه
تناثر بعض خصله بتمرد ..
ليلى تسلم على ريهام :حياك الله ياريهام ..
ريهام :تسلمين يا قلبي ...سمعت ان سلطان خطبك ..و.
زادت ابتسامه ليلى ..فتوترت ريهام و دلقت القهوه على عباتها ..
نفضت القهوه و هي تضحك ...و ليلى تراقبها بتمعن و اللي صار في بيتهم يرجع لذاكرتها .
مسحت ليلى اثار القهوه بمنديل وقالت :اندلق الشر ..
رجعت تجلس في مكانها ..و اشارت لهند تطلع ..فخرجت هند بصمت ..رغم الاحتجاجات الواضحه في ملامح وجهها ..
و قالت ليلى :على كل حال اذا جيت تباركين فالله يبارك فيك ..رغم انه ما صار شيء...
اعتلت وجهها حمره خجل و هي تدعك يدها ..
تنحنحت ريهام و تحشرج صوتها المهزوم :ليلى
طالعتها ليلى و اختفت ابتسامتها لما شافت نظره ريهام ...

ارجوكي فعيناك تومض مره اخرى ..فتلك التي مضت لم يمضي لها وقتا ..
و انا ما فتأت حتى و اتذكرها من جديد ..
ارجوكي ...
ريهام بصوت حزين :ما تقدرين تتزوجين سلطان ..؟؟!!!!!
ليلى :؟؟؟؟؟؟؟


أسرار ..أسرار .. أسرار..و خفايا مدفونه ..لن تبقى طويلا .سوف تعوم على السطح قريبا ليس بعيد
فهل تقترب العاصفه ام تغير مجراها ؟


سلطان ..ذلك الهائم في سماء الحب ..منفرد و غائب عن الجميع إلا منها هي ؟..اين موقعه من الاعراب ؟
ليلى ..هل ستخسر الجوله الثانيه في معركتها الصامته مع ريهام ؟

ريهام ..في عصريه هادئه ..طرقت الباب بحثا عن حل ..تشد خيوط كبكوبه لتنسج خطه متمكنه ..؟
مالسبب وراء رمي قنبلتها في وجه الجميع غير مباليه بالعواقب ؟

مطلق . زياد . ناصر . سعود .اريام . فاتن .و بعضا من هم عابرون في الحياة ولكن يتركون بصمه فيها
بهذه او بتلك فهم قادمون لا محاله ..و الحكايه ما زلت تحكى ...

الى الملتقى القريب ......انتظر ردودكم
كبريــــــاء الج ــــــرح

كبرياء الج ــرح 27-06-10 08:18 AM

صباااحتكم // مسااءاتكم


صباح يختفي بنوره أنين البرد...


صباح لايعرف الصد...


صباح معطر بورود شفافه...


تشفي الهم وجراحه...


تزيل الهم وأشباحه...


" صباح الورد "...


صباح ماتطوله ليالي البعد...


صباح يعطر الوجدان..,,,


ولأجله تسهر ورود الأرض والريحاان.."

مساء الذكرى "


واحساس الأمس...


وشعور اليوم...


وأمل بكره...


" مساء الخير "


ياقلب الطير


مساء الحب ياكل الحب...


" مساء النور "


ياضحكة عمر من قلبي أغليها...


"مساء الورد "


ياشمعه عسى الله لا يطفيها...


" مساء الود والأشواق ,,, وعهد ما وراه فراق ...


مساءك حب ياخلي كثر مالك أنا مشتاق ’’’


"مالي أراك عصي الدمع ..شيمتك الصبر "

البارت التاسع :


(لحن النسيان)

لم يا حياه..
تذوي عذوبتك الطرية في الشفاه
لم ، وارتطام الكأس بالفم لم تزل
في السمع همس من صداه

ولم الملل..
يبقى يعشش في الكؤوس مع الأمل
ويعيش حتى في مرور يدي حلم
فوق المباسم والمقل

ولم الإثم..
يبقى رحيقي المذاق ، اعز حتى من نغم ؟
ولم الكواكب حين تغرب في الأفق
تفتر جذلى للعدم ؟

ولم الفراق..
يحيا على بعض الجباه مع الأرق
وتنام آلاف العيون إلى الصباح
دون انفعال أو قلق؟

و لم الرياح ..
لم تدر حتى الان انا لنا جراح ؟
لم تدر كم حملته من ملح البحار
لجراحنا هي والنواح ؟

ولم النهار ..
ينسي بأن مدامعنا حرى غزار
تأبى التألق في الجفون المثخنه
و تود لو هبط الستار ؟........نازك الملائكه


بكت بهستيريه و اندلعت نار مشاعرها ..و ريهام كالشبح كان زائرا لزمن الذكريات ..وصعقت بما لم يكن في الحسبان .
خرجت بسرعه و تركت ليلى تندب حظها ..
دخلت سلوى اللي سمعت كل شيء و قربت من ليلى تهديها ...
رفعت راسها و ضحكت فجأه :شفتي يا سلوى .. ..
احتضنتها سلوى و هي تكتم صيحات ..لو اطلقت لها العنان لزلزلت جدران الصمت وحطمت كل مفردات السكون ..

*************************
في يوم اخر :

لاتدرك ان حياتك تمضي بلا توقف ..و عندما تريد ان تتمهل ..يفوتك الركب
و تنتظر القادم ..لعلك تجد ما يعود بك الى الطريق الصحيح .

في صباح جميل ..منعش .يمدك بطاقه و يمنحك مفردات التفاؤل و الراحه ..
ام مطلق في جلستها اليوميه ..اصبحنا و اصبح الملك لله ..
و تشرب قهوتها الصباحيه ..و التمر اللي ما يفارق جلستها ..
سمعت صوت خطوات محببه لها ..ابتسمت لحضوره .
طل بوجهه الاسمر و جاذبيته الساحره بثوبه الرمادي :صباح الخير يا الغاليه
باس راسها و قعد جنبها و هي ترد عليه بمحبه :صبحك الله بالخير و السرور ...ها يمه كيف اصبحت اليوم
مسك دله القهوه وصب لنفسه و هو يجيبها :الحمد لله ..الاوين البنات ؟
ام مطلق :خواتك الله يهديهن ..مانمن الا وجه الصبح .
نسف شماغه و عدله بخبره :و كيف يخلونك لحالك ..المفروض يقعدون معك ؟
ام مطلق بدهاء :و الله لو عليك مني ..كان الحين انت متزوج ..و زوجتك قاعده معي ؟
مطلق وهو يعرف طريقه والدته في دخول للموضوع باس يدها : افاا يا ام مطلق انا اللي ما علي منك ..افديك بروحي يالغاليه
خلاص اذا كان فيه راحتك .. تراني نويت يالله على يدك ..زوجيني باللي تطيح الطير من السما.
ضحك مطلق و بداخله شعور بالحزن يجهله ...و كأفقد شيء ثمينا للتو ...
ام مطلق و وجهها مشرق بفرحه عارمه :الله يبشرك بالخير ..من اليوم ادور لك بنت الحلال ..و الاوين ادور موجوده يمه
عسى تكون من نصيبك ..الله يسعدك ياولدي
وقف مطلق و ناظرها و هو يلبس نظارته الشمسيه :خلاص يمه انتم حددوا الوقت المناسب ..و يصير خير ان شاء الله .

باس راسها و خرج بسرعه ..حس بغضب عجيب يضغط على اعصابه ..و انهزاميه ما توقعها ابد ..
شد من قبضته و عيونه شارده من محجريها..ونفث في الهواء انفاسا حارة قد ضاقت بها صدره...
يعرف ان اختيارات والدته محصوره على ابنه خاله ...
اهو لا يبالي بها ..سيحمل الهم من الان ..
هو وفاتن نقيضين لا يمكن لهما التوافق ..هذا مااستنتجه لكنه لن يرضخ للتوقعات ..
سيضع القوانين و العقوبات من الان ...
ام مطلق من زود فرحتها ما قدرت تصبر اتصلت على بنتها وفاء
وقالت لها تحضر عندها ضروري علشان يتفاهمون في موضوع خطبه اخوها.



***************************
ليلى :

مسحت دموعها بدخول سعود المفاجئ: ليلى ..فيك شي ؟ سلوى تقول ان ريهام زارتك ؟ ويش كانت تسوي عندك ؟
سعود يقرب من ليلى ويكمل كلامه بصوت مرتفع :ليلى ..قولي وشفيك ..شو هالحاله اللي انتي فيها ؟
ليلى ترفع راسها ليذهل سعود بحالتها وبصوت حزين :ما فيني شي ..روح و اتركني
سعود بنرفزه و هو يمسكها من اكتافها و يصرخ :انتي ليه تكلميني بهذي الطريقه ..نسيت اني اخوك الكبير و تهمني مصلحتك
ليلى ببرود :ماكان قصدي ياخوي لكني تعبانه شوي ..اعذرني
جات ترجع فهزها بقوه علشان ترجع لصوابها :ليلى ..الكل ملاحظ تغيرك ..شو هالحاله يا اختي ..اذا كانت سالفه سلطان
قولي خليني اساعدك .
رفعت عيونها له و برقت بألم لكنها رغم هذا قالت بصوت تحاول فيه يكون مسموع وواضح :على سالفه سلطان ..قول له الله يوفقك
مع غير اختي ...لانه ماله نصيب .
سعود و عيونه ما تصدق اللي يشوفه قدامه ..اخته اشد من الصقيع بروده ..قرب منها اكثر :ليلى عيدي كلامك ..ما سمعت زين
ادارت ظهرها له و قالت بصوت عميق :انا رافضه سلطان .
حاول يتمالك نفسه و يكتم غضبه :ممكن اعرف اسباب الرفض ؟علشان نفهم كلنا ..ونكون في الصوره ؟
ليلى بنفس البرود المصطنع :بدون سبب ..صليت الاستخاره و ماارتحت له ..الله يوفقه مع غيري ...نطقت الجمله الاخيره
و حطت يدها على فمها تكتم شهقاتها .
جمد مكانه و الحيره تتملكه و التفت ناحيه الباب كانت سلوى تحط يدها على فمها و تهز راسها ..اغمض عيونه و تعوذ من الشيطان
و قال بهدوء :لي كلام ثاني معك ..انتي ارتاحي الحين .وبعدها يصيرخير
و خرج بسرعه و هو يسحب سلوى معه لخارج الغرفه و مسك يدها بقوه و قال بغضب :سلوى ..انتي تعرفين شو سالفتها
يالله قولي بسرعه .
سلوى بصوت باكي :ما ادري عنها ..ما تقولي شيء انت تعرفها .
سعود :طيب ريهام ليه جات ..
تلعثمت و نزلت نظرها للارض :ما ادري تركتهم لحالهم ..
تأفف سعود و شد شعره من القهر و طالع سلوى بتهديد :سلوى لو دريت ان تخبين علي شي ..ليكون معاك حساب ثاني فاهمه ؟
هزت راسها بخوف و مشى و تركها ..طالعت جهه غرفه ليلى و همست :الله يكون في عونك ياليلى .

مابقي بالعمر مقدار ماراح فيه

كل مازل يومٍ ... يوم بالعمر ولى

مايعرف الجمر مثل الذي يكتويه

احد يدفا بناره ... واحد فيه يتصلى

***************************
سعود :

حيرة هزت اطرافه وافقدته رباطه جأشه ..
مشتت مابين القريب الصديق و مستقبل اخته ..ألا يرى ان في الامر سرا
وسرا كبيرا تخفيه في اعماقها و تفضحه عيونها ..
دخل على جده ..و جلس على طول ..بعيد حيث ماهو قريب..
الجد :علامك يا ولد ؟
سعود بتوتر :مافيني شيء ..
الجد رغم ملاحظته التغيرعلى وجه سعود سأله بهدوء و حكمه :اختك ماردت عليك ؟
جاوبه بإقتضاب :لا
وقتها الجد هز رأسه وقال ونظره يمتد لفسحه طويله :عساه خير ان شاء الله ...
طالعه سعود و في داخله هم و حيره وده يحاكي جده عنها..
ماعنده سوى الصبر والتمهل ..لعلها تجد راحتها ..
تنهد بعمق ..و الحمل يزيد عنه يوم عن يوم ..
الى متى يا سعود ..الى متى ؟

****************************
ريهام :

تبكي بحرقه و ألم ...
أين تلك القوة و الدروع المانعه لحمايتها ..
أين ذلك الزيف و الخدع الذي تتلبسه دوما..
في لحظه اكتشفت كم هي غبيه ..
اي غفله اوقعتها في فخ نصبته لنفسها ....
غلاف واهي و شفاف ذلك الذي صنعته لحياتها ..
والان اكتشفت كم هي سهله الكسر ...
زاد نحيبها و تلك الذكرى تمر امامها بكل سهوله ..
تحمل من المعاني ما فقدته و ضاع منها ..
دخلت عليها اريام بإندفاع ...و على وجهها ابتسامه انتصار كبيره
لكنها اختفت بمجرد انها شافت وجه صاحبتها ..

****************************

دخلت فاطمه بإندفاع ..و الشرر يتطايرمن عيونها ..
فزعت ليلى من شكلها و وقفت لها ...
فاطمه بغضب :انتي ما تقولين ويش سالفتك ؟وشفيه ولد خالتك رافضتيه ..
ليلى ببرود :ما فيه سالفه ..
فاطمه بصوت عالي :انتي بتجيبين لي الصرع توك ...الولد ما فيه عيب ..تبين تقعدين على قلبي حتى اموت ..
ليلى بتعب :انا نفسي افهم ليش شايله همي ....
قربت منها فاطمه و قالت بصوت مقهور :الله ياخذك من وجهي ..
وقفت ليلى في وجهها وقالت بحزن :انا نفسي اعرف ليش تحملين كل الكره لي في قلبك ؟
ضحكت فاطمه بسخريه وقالت :مثل امك ما تتغيرين ..عنها بشيء ..تحب كل شيء لها ..
ليلى بصمت ترى عمق تلك العينين الغائرتين بكم وافر من الحقد والذكريات البغيضه التي لا تسطيع نسيانها..
كملت فاطمه بأسى تخفيه طبقات دفينه من البغض:الى متى وانا اتحمل ..
خلاص تعبت منك و من اخوك و من عيون امك اللي تطاردني ..وين ما رحت
و حتى وهي بعيده عني ما عمري شفت يوم خير بعدها ...
ليلى :اهدي ياعمه ..ماصار الا الخير..
فاطمه بحزن عميق لا تفهمه ليلى ابدا :اي خير وانتي تذكريني بالتعاسه والظيم اللي شفته من امك ..

وحينها لتسرسل الذكريات ولتعم فوضى زمن ماضي ..
زمن عاث في القلوب فساداً و شتت اجسادا قد قاربت على الهلاك ..
عيون دامعه في ليل سرمدي حالك ..
و قلوب محمله بضغائن لاتمحيها الدهر ..
سقيت بمراره الصبر و عذابات السنين ...
بكاء يصاحبها ويروي حقد دفين ..تلقاه من كل جهه في حياتها ..
تهرول عبثا لايجاد السعاده ...ولا فائده ترجى ..

عيناها تستقر على حسناء عشرينيه ..بهيه الطلعه فاتنه والحقيقه تقال ..
رمى الله في قلبه عشقا مسكرا ..فألقى بنفسه في تهلكه الحياة غير مبالي
احتوته بكل ما فيه حتى اصابها امتلاك غير مباح ..و لا تساوم من اجله ابدا ولو بكنوز قارون ..
هي حصنه و مملكته الحانيه ...
هي من ضحى من اجلها وبذل الغالي والرخيص ..
فكيف يفديها ان ابت روحه الفداء ..
ابنه العم ..اما نار قلبه الكاويه ..
*امراءه لا تحمل من الحسن الكثير و تعشقه حتى الثماله ...وراءها اهل و قريه و عائله واسم لا يمحى ابدا..
**و امراءه غنيه الحسن و البهاء ..يعشقها ولا يبالي اتبادله العشق ..فهي له جسدا وروحا ..وخلفها يتم و ضياع
و غدا مجهول ...هو كل ما لها في دنياها..من بعد الشتات سوى اخ عاجز بالكاد يسد رمق نفسه ..

تبصرت بنفسها و هي ذليله ...لحسناءه الحب والمكانه والعزه في قلبه المشتاق
وهي التي وضعت تحت خط حياته ..و تكمله للواجب والستر و ادعاءات تقاليد باهته اصبحت زوجته من اجل الا تذهب لشخص
بعيد ...وليتها ذهبت ..
ليتها ذهبت ..امنيه نفختها في روحها كل يوم ولا تيأس منها...
وقفت بجانبه وبالجانب الاخر وقف اهله ..
مع زمجره الاب الكبير :ياولد ..هذي بنت عمك ..لها مثل مال زوجتك الاولى وعليها مثل ماعليها ...
احمد :يبه الله يخليك ..انا سويت لكم كل اللي تبونه ..زواج و تزوجتها ..ماقصرت عليها اسألها لو تبي ..
فاطمه بذلك الهمس الخفي ..اثبتت ما جار به الزمن عليها و ادعت كفايات زوجه خنوع ...
اكمل الاب الصبور :احمد ..اعقل ياولدي ..و و تعال اسكن معنا ...
احمد بعصبيه :انا مرتاح في الرياض ..
الاب بمثل تلك العصبيه و اثقل منها :اذ كنت مرتاح في الرياض ..خذ بنت عمك معك ..
نقل نظراته بحيره ما بين زوجاته ..و تلك الفتيه نقلت له ما اراد ان يعرف و اكتفى
احتج بهدوء :ما اقدر اخذها ...ماابغى وجع راس .
تنهد الاب بيأس و طالع لثريا بحنق وقال بصوته الجهوري معلنا لتلك الشابه ..غضبه الناري ..
:اسمع يا احمد انت و مرتك..لا تجور ترى الدنيا تقلب عليك و تجور..ورب العباد يمهل ولا يهمل ...
بيتي يتعذرك يا ولد ..شل حرمتك واطلع ..
الام خرجت من صمتها و ندبت بحزن :تكفى ياعزيز ..لا تبعده عن عيوني ...
الاب يكابر حزنه العميق و بصوته الرخيم :وانتي متى شفتيه ..ومليت عيونك بشوفته ..
من يوم اخذ بنت عامر وهو ناسي ان عنده اب وام يطلب برهم ورضاهم ..باعنا علشان مره ..لابارك الله فيها ..
بصق في الارض و كمل كلامه وعيونه تحتد على ولده تربيه يده ..وعهد سنينه ..:اخس على رجال مثلك تذللـه مره ..
احمد برجاء :ييه ..اترجاك
رفع كفه الخشن بخشونه تلك المشاعر الوليده :ولا كلمه ..لا انت ولدي ولا اعرفك ..ومتى مارجعت لعقلك بيت ابوك اوسع لك
من عيونه ..
انتدبت فاطمه و عيناها توخزان تلك الهادئه المستكينه و طيف الابتسامه و الرضا يلوح في وجهها المشرق ..
همست بضعف و رجاء :دخيلك يا عمي سامحه ..انا ماعلي منه ..خليه على راحته لكن لا تغضب عليه ...

الصمت ابلغ من مليون كلمه قد تقال ..و لغه العيون تترجم كل لغات العالم بإختصار شديد ...
خرج احمد بعنفوان شاب ..ظن ان كرامته قد مرغت في التراب ..و اهين في عقر والديه ..اخذته حمى الشباب
و خرج صافقا خلفه كل شيء ..يشد على يد مؤنسته ..و فرحتها وصلت لحدود السماء ...و بعض من الاسى قد روادها
لكنها تركته جانبا وانطلقت مع احلامها غير مباليه بشيء ...

طيف من الماضي و شقاء تلك السنين ..
لم تخرج منها سوى بإبنتين اثقل عليها الزمن بهما ..فعدم وجودهما راحه لها ..تريحها من عبء حملهما
وهموم تزيد عمرها سنينا عجاف ..
لكنه قدر قد كتب لها ...
و ذلك الاسود الفائض يزيد ولا ينقص في كل يوم ..حقد ازلي لا يندثر ابد الدهر ..
حقد سقاه ألم عذراء و زوجه و ارمله قد زادتها التعاسات شحوبا وتجاعيد ...ا
انتقص من عمرها حلما معدما..و سعاده لم تذقها ..و هواده في حقوقها ..
و ذهب لم يترك لها سوى خيبات الامل و حزن لفراقه و أرق لذلك الوداع ...


انتفضت بحزن و اختنقت بذكراها ..وعيناها تضيق على ابنه من سلبت منها الهناء ..قالت بفحيح :انا وراك وراك يابنت
ثريا وين تروحين مني ؟ما ارتاح حتى تخرجين من حياتي ..

و زادتها الايام تعاسه وحزنا لا ينقصها ذلك ..وقبل يومين اسقتها تلك ما يكفيها لطوال حياتها ...

***************************

***ريهام
مطارده السراب ليس حلا ..
و الترصد بعين كبيره غير مباليه بالعواقب ..خطيئه لا تغتفر
اي حلم ستحققه غير مدركه ..ماهيه سره ؟
او حتى ايقونه وجوده في عالم خفي ..
اي روح ستنفثها في امل ميت
مقادير لا نعرفها ..
ومشي متواصل على كف القدر ..و لاتعلم ما هو قدرها المكتوب .

**(يراودك إحساس بأن كل لحظه تجمعك بهم هي آخر لحظه ، فتتمسك بهم و بها
سبب هذا الإحساس هو انك ترفض الاختيار بينهم و بين اللحظة
فالجمع بينهما مستحيل ،،!)

قبل يوم مضى ...

طالعتها ليلى و اختفت ابتسامتها لما شافت نظره ريهام ...
ريهام بصوت حزين :ما تقدرين تتزوجين سلطان ..؟؟!!!!!
ليلى جمدت الكلمات في حنجرتها ..و اعتلت علامه استفهام كبيره على رأسها ..
و كملت ريهام بتلعثم .:انتي ..قصدي هو ..اعني ما ...
تنفست بهدوء ..وكملت بعدما اشاحت نظرها الى ابعد نقطه تقدر تصل لها :لا تلوميني يا ليلى مو بيدي ..اخطأت في التصرف
لو رجعت لخمس سنين مضت ..كان غيرت اشياء كثيره .
ليلى بهدوء عكس مشاعرها :شو ..ريهام يعني ..ايش قصدك ؟ و ابتسمت بتوتر
نظرات ريهام و لاول مره تشوب كلماتها الصدق :احبه ..يا ليلى ..و حبه في قلبي من سنين ..
ليلى شهقت لما سمعت كلماتها و كتمت شهقاتها الباكيه و هي تهز راسها بنفي ..
دنت ريهام و دموعها تنهال بصدق :ليلى افهمي ..زواجك منه يعني حكمت علي بالموت ..ما اقدر اقابلك و اتمنى لك السعاده
اكون كذابه ..ما اقدر انسى لانكم قدامي ..حبه يكبر في قلبي ..
وقفت ليلى و قالت بصوت باكي مقطع :ليش يا ريهام ...؟ و صرخت بصوت عالي :ليش ؟!!
شهقت ريهام و عيونها دامعه بحزن و ألم ..و مسكت يد ليلى ..لكن ليلى ما اعطتها فرصه فنفرت يدها بقوه ..
غطت وجهها بيدها وبكت بحرقه :سامحيني يا ليلى ..و الله مو قصدي ..
ليلى بصوت ساخر :لا ابدا ..قلتي لي زياد عايفني ..فقلت انا عفته من قبل ..و جايه الحين تقولي ..سلطان تحبينه وتبين ابعد
بسهوله ...حتى انا احبه ..و هو يحبني ...تذكرين يا ريهام قلتي بلسانك ان غير زياد بيرفضني لنفس الاسباب ..لكن سلطان
طلبني انا ..و اشارت لنفسها بحزم ...انا .
شحب وجه ريهام للحقيقه الموجعه ..و توقف كل شيء عندها..حقيقه بطعم الحنضل ..صعبه النسيان و استحاله المحو من الذاكره.
و كملت ليلى بصوت باكي :حبه لي اكبر من حبك الاناني ...حبه سنين و ايام و ذكريات ..حبي وعد الطفوله و امتنان
ما نساني ابدا ...ما قال ابيها متعلمه و عندها شهادات ..ضربت على قلبها و قالت بضعف :هذا كان صادق يا ريهام ..تفهمين
..
هربت بسهوله من لسع الحقيقه..كم اخجلها هوان نفسها عليها
بللت شفتيها و ملوحه دموعها التي لم تجف تمتزج في فمها ..
اي احساس يصف ما بها ..
ذل و اهانه جلبتها لنفسها و خيبه امل لا تضاهي لحلم سرمدي الواقع
و انكسار و تحطم الاحلام على صخره الحقد والانانيه جلبته لغيرها
تنتحب بندم مع ما تسميه بصديقتها ..
اريام ببرود :يعني سويت عكس اللي قلت لك عليه..ويش استفدتي يعني..
ريهام :ما قدرت يا اريام ..الكذب مايجيب فايده ..
اريام بنفس البرود :يعني الصدق اللي بيجيب فايده ..
ريهام بأسف:اريام..خفت السالفه تنقلب ضدي ..اروح اقولها ان سلطان مجبور عليك نفس اخوي زياد
يعني ما راح تسأل اخوها ..اخته ..وشفيك القصه واضحه من البدايه ..
اريام :يالله نشوف شو فايده الصراحه ..يا خبر بفلوس بكره ببلاش
ريهام بحزن :اريام انا غلطت غلطه ..ما بسامح نفسي عليها ابد
اريام :خلاص ما صارت ..عادي انتي كنتي صريحه معها ما خدعتيها
وهي حره في اتخاذ قرارها ..
سألت ريهام بفضول :لو كنت مكانها يااريام كيف تتصرفين ؟
اريام بضحكه رنانه :صراحه..كنت حطيتك على جنب ..مشاعرك انتي حره فيها وانا مو مسؤؤله عنك
و بتزوجه غصب عن الكل و ما يهمني احد ...هذا اذا كنت مكانها ..
ورجعت تضحك ..والاخرى في الطرف الثاني ..
تحسب كل كلمه و تقيسها بإتقان ..ليلى بتسوي مثل اريام ؟

*********************
ليلى :

رسمت دوائر باهته على دفترها الخاص ..
عيناها ساهمه في عالم منسي ..
و افكارها لا تعرف مرسى ..
فكلها غارقه ..في بحر الظلمات ..
لا تعلم ماذا تفعل ؟!!
لقد سدت جميع المنافذ نحو السعاده
لقد تحطمت جدران الامل بسهوله ...
و حلمها اصبح وهما او سرابا ..
بكت ..و كأن ليس لديها سوى البكاء حلا ترثي به حالها ..
ماذا افعل ..؟!!لألملم ما بعثره زمني ..
و جنى عليه العابثون بحياتي ..
ما قرارك يا ليلى ..اتعيشين حياتك رغما عن كل شيء؟
اتتجاهلين وجودها ..اخبرتك انها تحبه ...و تحبه منذ سنين
كيف انظر اليها و هي تحب زوجي ..هل ادعوها الى منزلي وادعي اني لم اسمع منك يوما ما اي شيء
هل ابتسم في وجهها و في قلبها نار حقوده تتربص بسعادتي .
ااتركها تحترق بنار اوقدتها هي بنفسها ...
اي حيره هذه ..لما و مالسبب ؟
لما لم تحبه في صمت و تكتفي ؟
لم لم تحترق بهدوء و تدعني وشأني ؟..
أكان عليها ان تنفث سمومها في وجهي و تقتلني بها .
أكان عليها ان تسلبني تلك اللذه ..
لست انا من يدير ظهره بسهوله
تلك هي طبيعتي ...ضعيفه في مواجه المشاعر
مسلوبه الاراده ...تخضعني قوى خفيه لا ادركها ..
سلطان ..اهذه هي الاشاره
اكنت انتظر من اجل هذا ..
اكان تخبطي في الظلام من اجل ان تنير لي بحقيقه موجعه ..
لما لم اقول نعم وانتهي ..منها
كان سهلا علي قولها ..اقسم لك بذلك
لم يكن خطأي ...
فهناك ما اثقل عقلي و اهلك افكاري ..

سقطت دمعه قد خانتها و لم تجد صعوبه في ايجاد طريقها ...
و سطرت معاناه سكنت جوفها بحروف عميقه المدى ..

>لم انساك <
ففي يومها حلقت مفرداتي الى قلبك دون استئذان
و هامت اسراب كلماتي العذبه حول روحك الوحيده
هل رأيتها ام سرقت منك الايام تذكرة العبور حيث الوجود
لاتسألني عن اسرار ادمعي و حروفي المحترقه
حررني من قيود حبك
فهو معدوم لا يبالي بالحياة
لكن لا تنسى حبي لك
لا تدير ظهرك له حين تراه
لن يشابهه في الوجود الحي مخلوق
سأخفي شفغي خلف أهدابي
و ا دعي تجاهلي
سأكون روحا هائمه حولك فبعدك عذاب لاينتهي
و صورتك اخطوطه لايعرف مكنوناتها سواي ..
سامحني ليس بيدى ان ارمم ما افسده زمني
ليس بمقدوري ان امنحك قبله الحياة و ادعك تعيش وحيدا بائسا .
وداعا كلمه اخيرة انطقها بكامل وعيي
فارحل مجردا من مشاعري و حرر نفسك من سجني الكئيب .

**********************************

**سلطان
الانتظار و المصير

مللت انتظار الحكم ...
مللت الوقوف على مقصلة الاعدام و انا انظر الى جلادي ليس خوفا من ان ينهي حياتي ..
بل رغبة مني ان ينهي اتعابي ...
ان يختم مسيرة الامي .. ان يحررني من سجني الدائم .. ..
..كل هذا و انا حر بقيود ... حر تلتف حول رقبته حبال اليأس و الوهم ..
حر تسيل دمائه على ارض جافة و تتسرب الى الاعماق و تسقي بها الجذور الميتة ...
فتحيا حياة شامخة اذا امتدت سيقانها في السماء تحمل براعمها المزهرة و لتشهد على خاتمة الاحزان بصمت ...
تروي قصة انسانة تخفي صرخات الالم والصبر و الحرمان داخل ايقونة الحياة الغريبة ....
انسانة تنظر الى عين العاصفة و تتحمل كل الغضب و القسوة و لكنها تـأن بصمت و تلعق جراحها ........
و تعود الى مواصلة معاركها مع زمن لا يعرف الرحمة .....
هارب من سجنها و اليه تعود ... خائف من الظلام و اليه ينتمي .
تتكسر مثل الجليد و تتحطم الى الف قطعة ... فهي مثله
و منه تتكون ... باردة و هشه تخفي داخلها ملايين المفردات و الاسرار و تستمر في كل هذا بلا معنى او صوت
هكذا هي القصة و الحقيقة فقد مللت كل شيى و ما زلت انتظر حاكمي و جلادي يتلو علي قصيدة الرحيل و ترانيم الواداع ..
وكلمة تتحدد المصير ............
مالك يا ليلى ؟ و ما لي ؟لا ارى دربا بالحياة بدونك ..
ليس سواك من يرافقني ..اكاد اجزم بأن حلمي اوشك ان يصبح كابوسي..
اغدقي علي بمعاني الحياة التي بدأت تنسل من بين اناملي ...
ازرعي فيني الامل لغدي البعيد حتى ولو طال امده..

كنت أظن إن الملامح لك تبين

كنت أظن الضيق فيني لامسك . . !

مو صحيح إن قلت لك " ماني حزين "

الصحيح إني " تعبت " آحسّسك




أترقب بشوق تواجدكم المعطاء ...تحيه معطره بود و امتنان


كبــرياء الج ــرح

كبرياء الج ــرح 30-06-10 08:28 PM



البارت العاشر :


عندما يتعلق قلبك بشخص ما ..تنسى كل شيء و تبدأ في بناء قصورك الخياليه
و تغفل انك تبني على رمال متحركه .

الصدمه هو الشعور الوحيد اللي يحس فيه سلطان عند الرفض ..هز كيانه و وتر اعصابه
وده يفهم ..يعرف ..يهدأ ..يبدد ثوره الغضب اللي داخله ..
بعد اسبوعين ..ردت علي..بالرفض طيب شو السبب ؟ ابغى اعرف ؟ وشفيني ترفضني ؟
سعود اللي ما كان له وجه يقابله بلغه بإتصال ..و ما وضح السبب ؟طيب كيف يبرد النار الشاعله في صدره
كيف يرسى وسط العاصفه ؟و تستكين روحه المقهوره ..
زياد يهدي من ثورته :سلطان تعوذ من الشيطان ..لا تكبر السالفه ..
بثوره غضب و صوت مرتفع :كيف لا اكبر السالفه ..كل اللي ابغى افهمه ليش ؟تعطيني سبب واحد علشان ارتاح
نفخ زياد انفاسه في الهوا و قال بيأس لحاله صاحبه :يا شيخ ..هي اللي خسرانه وين تلاقي مثلك ..
مسح وجهه و تنهد و فضل الصمت كوسيله للتفكير وتهدئه عواطفه الجامحه ..
تابع زياد بهدوء و هي يربت على كتفه :هونها تهون ..لا انت اول ولا اخر واحد ينرفض ..و البنات بكثر شعر راسك
و كمل بإبتسامته :صح شعرك قليل ..قول زي شعر راسي ..و رجع راسه للوراء بحركه مسرحيه .
لمعت اسنان سلطان بإبتسامه ..انبسط عليها زياد و قال :هدي اعصابك ,,و الله ما في شي مستاهل
سلطان بتمهل :ودي اعرف السبب يا زياد ..ما تقدر توقف فجأه و تستمر و كأن شيء لم يكن ..لازم افهم
هز زياد رأسه بتفهم و قال :من حقك ..لكن يمكن يكون السبب شخصي ..تنتظر حتى نهايه العمر ..
علشان ست الحسن و الدلال تتكرم عليك وتقولك السبب .
سلطان ويفكر بكلام زياد ..يمكن يكون بالفعل سبب يخصها ..و اي سبب يا سلطان ..لكن كيف اعرف و ارتاح ..
لازم اتكلم مع سعود و اعرف كل شيء ...
يا قلب علل نفسك بالاماني ..و غدا يوم اخر ...


*****************************


بيت احمد السلطان :

الجميع اخذوا موقف من ليلى ..وليلى بعيده كل البعد عن عالمهم ..متخبطه في ظلام مشاعر لم تبصر النور
سلوى دخلت عليها و جلست جنبها :ليلى دخيلك ردي علي ..مو معقوله اللي تسوينه بعمرك .شوفي نفسك كيف صايره
ليلى بصوت ضعيف :كيف جدتي ؟
بوزت سلوى و قالت :يعني انتي ما تعرفين جدتي ..تزعل شوي وبعدها ترضى و كأن شي ما صار
و كملت كلامها بجديه :لا تزعلين نفسك ..و القرار بيدك انتي ..مافي حد يحق له يتدخل .
جلست بوهن و مسكت راسها و قالت :مو بيدي يا سلوى ..و انتي عارفه ..كل شيء كان غصب عني ..و الله
سلوى تمسح على شعرها :عارفه والله ..لا تضعفين يا ختي و خليك قويه ..
ابتسمت و رفعت راسها لاختها :سلوى خليك معي ..انا مو عارفه كيف اتحمل ..ما في احد فاهمني الكل ضدي حتى اخوي .
يحسبون اني اتبطر على النعمه ..ما دروا انها انقلبت لنقمه ..
سلوى :اه عليك ياليلى..لا تعذبين نفسك ،لو تبين ما عليك منها الحقوده ،،وهي كل شي ءعلى كيفها ..والله لو دري جدي
ليعلقها زي الذبيحه ..
ليلى بخوف :سلوى ..كيف تبيني اتزوجه بعدما قالت اللي قالته ..مااقدر ارتاح في حياتي وفي شخص يراقبني و
ويحس بالحقد علي ..ما اقدر اعيش بسهوله ..بها الطريقه اجني على نفسي و على سلطان.
سلوى :والله انتي اللي مسكينه ..لوانا مكانك كنت فضحتها اللي ما تستحي ..
لازم تاخذين موقف ليش تضعفين ..هذا اللي تبيه.
رجعت تبكي :ما اقدر يا سلوى ..والله مااقدر ..
ضمتها سلوى و هي تبكي و تحاول تمسك نفسها اكثر و في بالها تتحسب على من كان السبب .


************************

في مجلس الرجال :
الجد يشرب قهوته و باله مشغول و جنبه سعود ..تنحنح و التفت سعود له وقام يصب له قهوه..
هز الجد فنجانه و حطه على الارض ..
والتفت لسعود :كلمت اختك يا سعود ..شفت علامها ..البنت لايكون بها شيء و تخبي علينا ؟
سعود :ما في فايده ياجدي ..ما تعطيني جواب شافي .
تنهد الجد و وقف على حيله و وهو يهز عصاه ..وقف سعود معاه ..
سعود يسأله :وين رايح يا جدي ؟
الجد بعصبيه :رايح اشوف هالبنت ويش وراها ؟ نخليها تمشينا على كيفها
مسك سعود يده اللي تحمل العصا :لا تروح يا جدي ..ليلى كبيره و عاقله و تعرف مصلحتها .لا تضغط عليها
مسح وجهه بباطن كفه و قال :يا ولدي حاله اختك ما هي عاجبتني .بحكي معها عسى خير ان شاء الله .
تركه سعود وسار جده بخطوات متمهله ..للداخل .

دخل الجد على ليلى ..ليلى لما شافته وقفت على طول و رجفه ماقدرت تخفيها على اصابعها ..
جلس الجد وقال :انتي ما تجيني قلت انا اطلع لك .
قربت و باست راسه وانحنت باست يده بحب ..فشد على يدها وقال :علامك يا بنتي ؟ قولي وانا جدك وريحي قلبي
و تابع بوهن و حنان :يا بنتي ما عاد عندي شده و صبر ..
جلست عند رجليه وقالت بصوت باكي :سامحني يا جدي .
رفع راسها وقال بحكمه :يا بنتي ..اذا كان فيك شي ..قولي
هزت راسها بالنفي وبعدها مسحت دموعها اللي اهلكت عيونها :يا جدي انا تربيت على يدك انت و جدتي الله يطول في عمركم ان شاء الله ..خليك واثق فيني دخيلك ..ما رفضت سلطان إلا لاسباب كتبها الله ...
مسح الجد دموعها بطرف شماغه و قال :من ضامك يا بنتي و جنى عليك وانا حي ؟
سكتت وانتبهت لجدها و كلماته اللي اصابتها في الصميم ..و نزلت دمعه من عينها حاره بحراره مشاعر دخيله جواها .
و رجعت انحنت على رجليه و قالت :ما عاش و لاكان اللي يهين بنتك..هي حكمه كتبها الله ...والمكتوب ما منه مهروب .
و وقفت على رجليها و رفعت راسها ونظره كبرياء تطغى في عيونها :سلطان ..ربي شاء اني ما اخذه ..
استخرت الله و ما ارتحت .و دخيلك يا جدي لا ترخصني عند احد .فهم الجد ان كلماتها تخبأ خلفها اسرار كبيره .
وقف الجد و تنهد وبعدها ابتسم بلمعه عيونه الودوده و قال و هويقربها منه :الله يكملك بعقلك يا بنتي ..و يرزقك اللي يستاهلك .
و خرج من الغرفه و هو يذكر الله ..
لا إله الا الله .
تبسمت ليلى و غمامه حزن بدأت تنقشع ..لكن تذكرت سلطان و لمن شافته ..هزت راسها تحاول تمحيه من ذاكرتها .
تعرف الان لما ذلك النقيض كان يسكن عقلها..و صب في افكارها جليد بارد لا يذوب ..


************************************

ريهام في المرسم ..والحزن يتجسد امامها في لوحه ..اختلطت فيها جميع مشاعرها ..
تنهدت ..و تركت فرشاتها على الطاوله ..وابتعدت عن اللوحه ..لكن الرؤيا انعكست في نظره عينيه
ترسمها دون وعي و تتجاهل تحذيرات عقلها ..
مسكت الفرشاه بعصبيه و خلطت الالوان بشكل عشوائي ..تمحي بقايا مشاعر حملتها بإنكسار و خيبه امل كبيره .
صدرها يعلو ويهبط و كأنها في معركه ..و احتد الالم في جوانبها ..بكت بقهر و اسى على حالها
اهانت نفسها ..و بعثرت تمردها في خطوه جريئه ..و الادهى نهش الضمير على اغتيال سعاده بريئه ..و اطفاء شمعه امل
في دنيا مظلمه .و ظالمه ..
على الجانب المظلم كانت هي السبب في كل شيئ..دمرت نفسها بمراهقه مشاعرها
و دمرت امال غيرها في لحظه ضعف ..
زاد جرحها اتساعا و توغل في ذاكرتها ..
ليلى و سلطان انهاء لحياة كان المقرر ان يعيشوا الحلم رغما عن الظروف
اوحتى رغما عنها هي ..

كـــــــــــــان حبـــا و مضى .

يوما ربيعيا زاهيا .. و نزهه في ريف الخيال
احلام وليده عطره .. مازالت في قاروره العتق ..
نسائم تداعب الاغصان معها رساله ..يبدو عليها العجله
سترحل و يعود الجمود سيدا من جديد ..
إلتفاتات بحث دائم و زمهره ريح قادمه و كأنها غاضبه
ما اسمع ؟ لحن و بكاء و سحب على وداد الارض
اهكذا رحلت نسائمي الوديعه ؟
دون كلمه او قبله وداع
حراره اقيسها من قلبي النابض بسرعه
نذائر قادمه وفي جنباتي خوف متخف ..
مالذي يداعب افكاري في هذه اللحظه ؟
صوره قديمه قد خبأتها في مقابر الماضي الحزين
ملامح اصبحت طلاسم ذكرى
اي جنون يتلبسني الان؟
حنين للماضي ام مجرد طيف عابر
ارتعاشات متواصله و قلب نابض يضخ الدم بعنفوانيه شرهه
لما الذكرى الان ؟
صاحبت حلمك الناعس منذ امد بعيد
سحقا لك ايتها الدموع من سمح لك ؟
ليس هو يا حمقاء
لم يعد هو .. فعودي و تجمدي في اوكارك البارده
ألم تتعهدي بنسيانه..
ألــــــم تخنقي اخر نفس له بيدك
عودي آمنه .. فهي مجرد هفوات نفس
لقد قتلت ذكراه
و اغتلت حب قد سرى وهما خادعا
لم يعد حبا ذلك الذي يخيفني
فالحب في قواميس حياتي مرفوض منبوذ
ودعته منذ زمن مضى
و طمست حروف سحره في وادي سحيق المدى
غابت مفرداته العذبه بآهـــــــات ضمير معذب و صرخات روح زاهده
و نسيانه كلمه متهوره صعبه كما يصعب الفعل فيها .. لكني سأفعل
مرارة حيــــــــاة لا تنسى ..و صوره باهته لمشاعر مجردة
دامت ايام الظنون الباهته
و تجردت انثى من تعويذه الامل الكاذبه ..
لا بأس في حياة تخلو من قصائد واهمه ...
و ققص تسرد في عشاق من زمن غابر ...
لقد اطفأ الزمان كل حبا حملته لك ..
و طمس الظلام كل ضوء في طريقي إليك .
انطوت صفحات الماضي بكل رتابه..
والنهــــــــايه كل حكايتي كانت وحي منك انت ؟!........كبرياء الج ــرح .


فاصله :بعضنا فقط من هم امثال ريهام ..
تحاول أن تبدأ حياتك من حيث انتهوا ، رغم ألمك فأنت تحاول ، ف قلبك ليس صخراً او ميتاً
فتكتشف أنك قد انتهيت من حيث انتهوا ،،!

****************************

مطلق :

ذلك العصي ..لا يعلم ماذا يحاك خلف ظهره ...
يعترض قدره بإهماله المعتاد ...
يظنون ان المرأه هي كماله ..الناقص
لا يفهمون انه عشق الحريه اصبح في دمه..
لايرى في الحياة ماهو جديد إلا في بساطتها ..
رجل شرقي لا يرى في المرأه تلك الاهميه القصوى ..
عابث بالحياة يظنها وجه واحد لعمله واحده ..
كماليات لا تعظم وجودها اكثر من مكانها ...
لا يستصغرها في حياته ولكن ليس لها ذلك الشأن العظيم لديه ...
امه اللاهثه تعمل بيد وساق ..ويخفي استياءه من اجلها ..
هي فقط من يريد لها الراحه ..
فإذا كانت السعاده ستدخل قلبها بتلك الطريقه فلتكن ما تريد ...

دخل وسمع صوت والدتها المحبب لقلبه ..و هي تكلم في الهاتف ..
:خلاص يا الغاليه ..اعطيني رد ..الله يسلمك ..
مطلق :السلام عليكم ...
ام مطلق :هلا يمه وعليكم السلام ...
طالع حوله و سأل :وين البنات مااسمع لهم حس ؟
ام مطلق :والله ياولدي اريام راحت مع فاتن السوق ..
مطلق بعصبيه :مين سمح لها ..ليش مااستأذنت مني ..؟
صوت طرقات كعبها العالي .وقفه من مكانه ..عقد ذراعيه على صدره وقال بسخريه :بدري انسه اريام ..
اريام بخوف :استأذنت من امي ..
صرخ بغضب اكثر وهو يشوف عبايتها الاقرب للفساتين :كيف تسمحين لنفسك ..تخرجين بعبايه بهالشكل...
اريام بنظره لعبايتها متصنعه البرود ...
مسك شيلتها ورماها على الارض وعيونه تقدح بقهر ..:اخرمره اشوفك بالمهزله اللي لابستها..وطلعه من البيت ما فيه
مشت من جنبه برجفه قال بصوت مزمجر :فاهمه
هزت رأسها بإيجاب ..و طلعت بسرعه ..
نفخ بإستياء ..و طالع والدته الصامته ..
ام مطلق بهدوء :هدي يمه .
مطلق :امي ..الله يخليك ..مرة ثانيه ما يخرجون من البيت ..الا بشوري ..
ابتسمت ام مطلق تحاول تخفف من غضبه :خلاص يمه ..الله يعطيك العافيه ..تعال و اجلس معي ..
هز رأسه بإيجاب ..و عيونه ارتفعت لمكان صعود اريام ..و في باله اامانتك ثقيله يا مطلق..

*************************

*زياد

ذلك الساذج ..غير مدرك للحقيقه
يظن انه سعيد في قراره نفسه
عابث بالحظ غير مقدر للسعاده
فرصه انسلت من بين يديه و ضاع منفردا في الجمع
لا يحب المفاجأت ..لكن هناك ما هو قريب
سيهز مدنه الحالمه ...
و لاتعليق على ماهو قادم ..


دخل على اخته بفرحه :رهومه الحلوة..
ريهام بتعب و ارهاق نفسي :خير يا زياد
لاحظ شحوب وجهها وسألها :وشفيك يا ريهام ..انتي تعبانه ؟
ريهام :لا ..قصدي ايوه..مصدعه شوي ..
زياد :سلامتك يااختي الحبيبه
ابتسمت ريهام رغم همومها وقالت:ويش عندك يا زياد ؟هالتحبب مو من الله ؟
زياد :افاا ...خلاص هونت ما راح اقولك ..
مسكت يده و قالت :يالله يازياد ..قول اللي عندك و خلصني
زياد بتكشيره :لا المود مره ماهو رايق ..اكلمك بعدين على العموم ..
ريهام :خلاص قول مافيني شيء ؟
زياد :لا لا خليها وقت ثاني ..موضوعي مهم جدا..وكل شيء في وقته حلو ..
يالله بايات ياحلوه ..ارتاحي
ووقف وابتسم و خرج وهو يغني ..
يعود لذكرى انثى سلبت لب عقله ..في يوم من الايام اسماها حوريه ...
وهمس لنفسه ..كل شيء في وقته حلو ..

أبحث عنكِ

أبحث عنكِ بكل شجون
يا سيدتي كالمجنون
أرجوكِ بعنفٍ سيدتي
أن تقتحمي الآن حصوني
أن تحتلي كامل بيتي
أنا ترعي أمري وشؤوني
أنا مذ جئت لهذي الدنيا
وأنا منتظرٌ لتكوني
وبلا ملل .. وبلا كلل ٍ
وبلا أمل سار جنوني
أسمع صوتكِ أشهد وجهك
أشعر أنك بين جفوني
وأذوب حناناً وحنيناً
للقائك يا ضوء عيوني
أنا مذ جئت لهذي الدنيا
وأنا منتظرٌ لتكوني
وبلا ملل .. وبلا كلل ٍ
وبلا أمل سار جنوني............منقول

**********************
*ليلى ...

فراغ
فراغ
فراغ

و تفكير مضمحل..
صمت ..
يتبعه نقر على لوحه السكون ..
ونسيان ما انا عليه مؤقتا
فقط وهذا ما انا عليه

*(ا تندهش مهما خسرت من الأشياء ومهما اكتشفت من الأشياء
فقدرك أن تعيش في زمان كل ما به ممكن وجائز ومعقول )

**********************

*سعود

مسؤليه حملها على عاتقه بقلب اخوي كبير ..
همه طفله صغيره احتضنها بحنان العالم المفقود ..
و حب لاينتهي لمن تقاسم معها نفس الدماء ..
غير مدرك بأن الزمن يمضي غير مبالي ..
تجاهل لمفردات حياته ..
و مرور على هامش الحياة ..

*********************
مطلق ..

ذلك الغريب القريب ..
ماوراءه ..ما هدوءه المثير للريب
مالذي يدور في عقله الباطن و يخفيه على الجميع..
ينتظر و لا يعلم في اي محطه يقف ..
تتوالي عليه مراره الحياة
و في عامه الواحد و الثلاثون ..قرر ان يهدأ
و يستكين و يأمل ان يجد ضالته ..

مر المساء...يغيب جبين القمر
وكدنا نشيع أمسية ثانية
ونشهد كيف تسير السعادة للهاوية
ولم تأت أنت ... وضعت مع الأمنيات الأخر
وأبقيت كرسيك الخاليا
يشاغل مجلسنا الذاويا
ويبقى يضج ويسأل عن زائر لم يجئ
وماكنت أعلم انك ان غبت خلف السنين
تخلف ظلك في كل لفظ وفي كل معنى
وفي كل زاوية من رؤاي وفي كل محنى
وماكنت اعلم انك أقوى من الحاضرين
وأن مئات من الزائرين
يضيعون في لحظة من حنين
يمد ويجزر شوقا إلى زائر لم يجيء

دخل مكتبته المقدسه لديه ...تصطف كل الكتب بكل انواعها ..يحفظها كحفظه اسمه
يدور عليها بهمه و ذكاء ويختار ما يريده في ساعته تلك ...
جلس في مقعده و نظارة القراه على عينيه ...
فتح الكتاب ليستهل قراءته المعتاده في اوقات فراغه الشبه معدومه ...
وانتبه للورقه الصغيره القديمه اللي طاحت بين رجليه ..
لقطها و فتحها على طول ..يكاد الخط يختفي بين ثنيات الورقه الشبه مهترئه..
لكن ذكراها لاتختفي ابدا من باطن عقله ..
ندره مثلى تجدها لمن يحفظون ويتذكرون بدون عناء يذكر ..
سهله لديه تلك الذاكره عميقه هي ...
فتاة صغيره ..لعبت بفؤاده الفتي ..و علمته سير النبض على مشاعر وجله حساسه ..
ضحك لسذاجه مشاعره ..كيف له ان يدون ذكرى يوم فقط ..
حملها على ظهره ..لو علم احدا بذلك لتوصم بعار ابدي ...
يسمح لنفسه ان يتذكرها بكل تفاصيلها ...ابتسامتها وضحكها العفوي و حتى خوفها ..
رفع راسه واستند على ظهر المعقد ..و غمض عيونه ..
لوسمح لعقله يسأل مره وينها ؟ كيف بيجاوبه
نفض الفكره من راسه و رجع خمد الذكرى بثلوج مشاعره المجمده ..
وانصرف لكتابه ..بعدما حفظ ذكراه في مكان لا تطاله عينيه مره اخرى ..

**(عندما تعيش و انت تنتظر في حصول شيء ما يغير حياتك
و لا تعرف ما هو عندما تنظر الى شروق الشمس و غروبها و أنت تتساءل ...
متى و كيف و اين ؟ و تكتفي فقط بالصمت و النظر إلى حالك في الحاضر و تدع كل شي للأيام .)

**********************

انتظر قدام البيت وكله امل يلقى حل ...
خرج سعود وفي عيونه رثاء لتلك الهاله الحزينه ..لجسد صديقه القريب ..
مسك كتفه وشد عليه وقال بجديه :سلطان ..حياك داخل ..
سلطان بهدوء حزين :ما يحتاج يا سعود ..
سعود بنبره تفهم :سلطان ..وشفيه حالك ..
ابتسم سلطان بمراره وقال :تعرفني يا سعود ..ما انسى بسرعه ..
سعود :ربي ماكتب ..يا سلطان ..لاتتعب نفسك وانا اخوك
سلطان:والنعم بالله ..هي حاجه في نفسي ..قول لها تفكر وتراجع نفسها ...مره ثانيه ..
سعود بألم لا يحب ان يوضع في مثل موضعه ..
سهله هي تلك الكلمه ..
مريره بطعم الحنضل ..
اشد قسوه من سياط الجلادين ..
سامحني يا سلطان ..فلقد اوشكت انت تصبح لغيرك ..
فاجعل منها فكره محرمه تجول في خاطرك ..
وعد الى الصواب ..فهو الصواب ..

هز رأسه بيأس وقال :مالك نصيب عندنا يا ولد خالتي ...

سلطان ...اي كلمه يقولها وقد غاصت كل الكلمات في وحل اليأس
حرك رأسه برفض ..و عيونه اعتمت بضبابيه مشاعره الغارقه في ذلك الوهم
ويأبى ان ينشل نفسه منها ..
سيعود نعم ..سيعود ..
وعد صارم قطعه على نفسه ..
وعهد ثمنه الروح قبل الجسد ..
لن يعرف تلك الرايه البيضاء ..و هي عذراءه الحسناء مايصبو إليها ..
خرج من صمته بإبتهالات مشرقه تكاد تخنقه ادعاءاته الزائفه :انا مسافر للشرقيه ..ايام وراجع انا و زياد
ماودك تخاوينا ..
ابتسم سعود :..انا مااقدر تعرف الوضع ..تسافرون وترجعون بالسلامه
رد سلطان الابتسامه ..و لفظ كلمات الوداع
و ادار ظهره يخرج تلك الجاثمه على صدره ..لعلها تهدأ من صراعاتها
و اثق الخطى ..يعلل النفس بالامال ..و يا عساه يجدها ...

**************************

مضت ايام تلو الايام بعد تلك الزوبعه أ كانت كفيله بمحو اثار الحزن و التعاسه ..
لكن في الباطن من يدثر خيبه الامل اللي انحفرت بداخلها .

*زياد وسلطان في الشرقيه ..يجدد الجسد بطاقات هائله ...مخزنه
و يلملم شتاته بعد الصدمه الموجعه و يتناسى نداء روحه لمن عشقها ..
ليستهل بعدها قطع اشواط اضافيه في الصبر والمعاناه و ايجاد الحلول الضائعه ..

* ريهام :خيبه امل احالتها الى جسد متهالك و ورح فارغه ..خواء مشاعر فجأه بعدما امتلأ بأوهامها ..وخساره
لا تقدر بثمن ..

* مطلق ..الهارب الواعد ..سنارته غمزت في غير مكانها و شاءت الاقدار ان تكون على غير هواه ..و يا صبرك
يا روح على القادم ...... و مصائب قوم عند قوم فوائد ...




للحكايه بقيه ..إلى ذلك الحين لكم ألف تحيه لا تحرموني ردودكم يا غوالي ...ألقاكم بشوق فكونوا بالقرب ..




http://img35.imageshack.us/img35/444/7ad2a61777.gif

كبرياء الج ــرح 04-07-10 03:08 PM



البارت الحادي عشر :



سعود و هو يسوق السياره ..وزي العاده ..يحاول يهدي الوضع بين هند و سلوى و ليلى متفرجه صامته
سعود بعصبيه :انا الغلطان اللي اوديكم واجيبكم و لا حاطين لي اي احترام .ولاهم يحزنون ..
سلوى :يا اخي اختك هذي نفسيه معقده ...ما تفهم
هند :مالت عليك يادبه ..انتي السبب ..كان ودي اشتري الطقم الفوشي ..بالله يا سعود الفوشي على مين احلى انا ولا هي ؟
صدع راسه من سوالف البنات اللي ما تنتهي :وانا والله ويش حاطني بينكم ..كنت اخذت ليلى و ريحت راسي .
سلوى بإحتجاج :والله يا سعود انا مالي دخل ..هي السوسه
ليلى :خلاص يابنات .سعود صدع ..يا لله يا سعود رجعنا البيت كفايه ما خلينا سوق ما رحناه .
سلوى بسخريه :انتي ساكته ..ساكته يوم تكلمت ما قدرتي تقولين الا هالجمله ..و قلدتها بضحكه
سعود بضحكه :فديت اختي اللي فاهمتني ..راجعين ..راجعين ..الله لا يعوقنا بشر ان شاء الله .
تأففت هند وسلوى وصخوا عن الكلام ..و هديت السياره من نجرتهم .
لما وقفوا كانت سياره توها تتحرك من جنب بيتهم ..استغرب سعود لانه ما عرف السياره وقال و هو يسحب مفتاح السياره
:شكله كان في ضيوف عندنا
سلوى :اكيد يا خالتي او عمتي الجوهره .
دخلوا البنات و هم محملين بالاغراض ..و دخل سعود للمجلس الرجال على طول
و مالت على امها :يمه من كان عندنا..عماتي ..؟
فاطمه و هي تناظر في البنات و كأنها تصرف عن الموضوع :ايه عمتك الجوهره كانت هنا ...الا شو اشتريتم هالمره
هند بإندفاع :يا عيني يا يمه لو تشوفين الاسواق ..يا حلاتها ..اشتريت لي كم بنطلون وبلوزه و شنطه ..و علبه مكياج
لازم اجهز من الحين ..لانه قريبا ادخل الجامعه .
ضحكت سلوى و هي تأكل من التمر اللي قدامها : اقول ..شكلك بتكملين الطقم ؟
ابتسمت ليلى بعدما فهمت قصدها ..و ناظرت جدتها السرحانه و قالت و هي تقرب منها و تغمز رجليها بيديها ..
:خير يمه ؟ تعبانه
الجده :لاوالله يا بنتي ..لكن البارحه ما نمت زين .
تدخلت سلوى بضحكه :الله يهديك ياجده ..ماادري كيف تنامين اصلا و شخيرك مصحي كل اهل البيت
ضحكت فاطمه و هند ..
الجده بضيق :اعنبوا ابليسك من ابنيه انا اشخر و الا انتي ..وانتي يافاطمه تضحكين علي ..بدل ما تربين بنتك..
فاطمه :السموحه يا عمه ..سلوى عن القله الادب و شلي الصحون و غسليهم بسرعه .
وقفت الجده بعدما خليت الصاله الا من ليلى ...ساندتها ليلى ..
همست لليلى :جدك في المجلس ؟
ليلى :اكيد في المجلس ..ماله مكان يروح له ..اعمامي هم اللي يجون عنده
الجده :خلاص انا بروح عنده ..
ليلى :طيب يا جده انا اوصلك ...
الجده بتوتر :لا ..انا بروح اشوفه ..لايلعب بذيله من وراي ها الشيبه ..
ضحكت ليلى ..و زانت الدنيا في وجه ضحكه حفيدتها الغاليه ..
و ذكرت الله ...تأملتها ليلى و تركتها تمشي بثبات على عكازتها .

***********************

كانت الساعه تشير 2ونصف دخل من البوابه الكبيره ..بعدما رفع يده للحارس ..دخل سيارته للموقف و جلس دقيقه يفكر
في المجهول اللي حط نفسه فيه مع فاتن ...
مسح عيونه و تنهد بهم ..خرج بسرعه و يديه في جيوب ثوبه ..
رن هاتفه و ابتسم ..و اسم المتصل يضيء بإسم :الدكتور ناصر
مطلق :يا هلا والله بالدكتور ..
د.ناصر :ايه سوى نفسك مشتاق ...يا القاطع
ضحك مطلق و هو يوقف وقال بعدها :و الله مشغول يا ناصر ...
ما عندي وقت احك راسي .الا انت داق علي في هالوقت ..ما تعرف ان الساعه 2عندنا ..
ناصر :صراحه ودي اخبرك اني قريبا ان شاء الله ..راجع الرياض .
مطلق بصدق :والله الساعه المباركه ..يعني تلحق تحضر زواجي ..قال الاخيره بسخريه ممزوجه بمراره .
في الجهه الاخرى عدم التصديق ألجم لسانه ..لكن انطلقت تصفيره من خلال الجوال ..تركه مطلق بذعر و رجعه لما سمع
اصداء الضحك ..
مطلق بعصبيه :اعنبوا ابليسك ويش هاللقافه ..استحى على وجهك هذا وانت في مدينه غرب ..
لو في الرياض كان سويت فضيحه .
ناصر طنش لهجه العصبيه من مطلق و قال بصوت ضاحك :صراحه قويه ...اشهر عازب في الرياض ..يدخل قفص

الزوجيه..قول انك تمزح .
مطلق بهدوء مزعج وعيونه تراقب النجوم في السما المظلمه :لا صدق ..بتزوج قريب .
ناصر حس بصديقه وقال بجديه :مطلق ..فيك شيء ليه تقولها وكأنك ...
قاطعه مطلق بلهجه امره :اقول انا ماني فاضي لتشخيصاتك النفسيه ..يعني تسوي فيها دكتور علي ..
يالله بروح انام عندي اشغال بكره ..اشوفك على خير
ناصر و احترم رغبته في عدم النقاش :ان شاء الله ..بعد كم يوم اكون عندك وقتها مافي هروب .في امان الله

***********************

في صباح يوم جديد ...في بيت احمد السلطان ..
اجمل مشهد عندما تشهد عيناك ولاده فجر جديد ..تبسم فيه و نظرك يجول في ابداع الخالق جل في علاه
يا سبحان من ابدع ..تتمازج الوان في لوحه سماءيه فسيحه..و تطل الشمس بازغه تملأ الكون بنور و اشراقه
وتمدنا بمفاهيم التفاؤل و الحياة اليقظه ..ميلاد يوم دافئ يمنحنا صفاء و نقاء روحي مديد .
مبسم على وجه حسناء..و عيناها تمتد للافق البعيد ...

غريب الصّبح لا جانا يفضّي للشعور شعور
كأنّه يجبر الأرواح تحكي كلّ مافينا
نفضفض عن أمانينا نزاحم طلّة العصفور
نغنّي قبل مايغنّي وننسى حزن مالينا..
.."
ابتسمت لذكرى صديقتها الغائبه الحاضره ...كم اشتاقت لها
الوحيده التي تسبر اغواري و تفهمني ..تجردني من خوفي و تكشف مكامن ضعفي ..
و اه يا ضعفي يا نجمه ...ذلك القلب الذي يعاند الصلابه ان تتلبسه للحظه ..
اقاسي من اجل ذلك الكيان الخفي لوجودي بينهم ..
كم اخجل من فضح نفسي امامك ...و لكن على هذا احتاج لقربك ..و وجودك في حياتي ..


سمعت خطوات جدها و عكازته تطرق على الارض عائدا من المسجد..وقفت له بإبتسامه على محياها ...
واقتربت منه وباست راسه ...
:صبحك الله بالخير و السرور يا يبه .
ابتسم و مسح على لحيته البيضاء الشائبه ببعض السواد :صبحك الله بالنور ..
مسكت يده و دخلت معه البيت ..قالت تسأله :وين سعود ..ليش مارجع معك ؟
جلس و اسند ظهره للجدار :ماادري عنه ..قال شوي وراجع .
الجده تشرب قهوتها ..بصمت و يبدو انها سرحانه في افكارها .
دنت من جدها بفنجان قهوته ..و قالت :متى نرجع يا جدي للديره ؟
الجده تلتفت لها :وشفيك يمه ..ما بعد قعدنا..بدري على الرجعه .
الجد :و الله عني ماطابت لي القعده هنا ..ودي ارجع لارضي و حلالي .
لكز زوجته بعصاته و قال بإبتسامه :ويش رايك يا مره نرجع انا وياك.
الجده بإحراج من نظرات ليلى :انت خرفت ..اترك عيالي واروح معك ..لا والله
ليلى ابتسمت بخجل و قالت بصوت هادي :خلاص ..بشرط ما نقعد كثير و الله و حشتنا الديره .
الجد :عسى خير يا بنتي ..عندنا شغيله صغيره نقضيها و الله يكتب لنا الخير فيها ان شاء الله.
ليلى : ان اشاء الله .
دخل سعود ..جهزت له الفطور و صبت له كوب حليب .كان ياكل بدون نفس ..
قام يغسل ..و بعدها رجع ..و تكى على المسند بجنبه ..طلع جواله و قال بصوت هادئ:ليلى ..اليوم بيجون ضيوف
عندنا ..قولي لخواتك يساعدونك في البيت و حضروا عشاء محترم .
ليلى متشاغله بصب القهوه لهم :بالله..مين هم ؟نعرفهم
سعود :ماادري ممكن تعرفينهم ..اظن كانوا معزومين عند خالتي غاليه .
ليلى انتبهت بتركيز :والله ...مين هم ؟طيب و ليش جايين .
سعود ناظر عيونها بإنتباه :جايين ..يخطبوك
ابتسمت لعلها تكون دعابه من اخوها ..لكن عيونه كانت واضحه و جديه ...
التفتت للجديها ..و الصمت و البرود يلفهم و كأن سعود ما القى عليها قنبله للتو .
ليلى :سعود ..انت تتكلم بجديه ..و لا تمزح معي
سعود :الامور هذي ما فيها مزح وانت تعرفين .
ليلى بعدم تصديق و بنظره لجدها و جدتها :وانتم تعرفون و ساكتين ...طيب ما فكرتم فيني
و التفتت لاخوها و كملت :ما فكرت اني ما ابغى اتزوج واني رافضه مهما كان الخاطب..
سعود :انا مااطلب رايك ..اعطيناهم موافقه ..و بكره يملك عليك ..
الجد خرج من صمته :الرجال ما عليه كلام ..سألنا عليه..و تأكدنا ..
رعشه نفضت جسمها و قالت من بين دموعها :يبه ..لا ترميني هالرميه الله يخليك ...يعني انتم تعاقبوني على سلطان .
منيب متزوجته ..لو كان اخر رجال .
وقف سعود و مسك يدها يسحبها معاه :يالله ..امشي معي و انا افهمك بهدوء ..
نفضت يده بقوه و عتابها عليه كبير على استغفالها :بعد يدك عني ..مالك حق ..تسوي فيني كذا ..يعني علشان مالي اب

...
الجمتها ..صفعه قويه على خدها ..طالعت اخوها بعيون دامعه ..و ماشافت الا ظهره ..راح و تركها متوجعه .
و بنظره مرت على جدها الكسير بكلمتها الموجعه وجدتها التي بدأت ذكرى ابنها الراحل تؤرقها ..


**************************
فيلا الغانم ...

يوم اخر من ايامه المرتقبه ...يعود متأخرا ليدفن نفسه في النوم و يركض لعمله في صباحاته المكرره وكأنه لاول مره
يزور مكتبه ...هائم بعالم الاوراق والاعمال ..و غارق في الصفقات ..وبينه وبين نفسه مازال هاربا
من ذلك المصير الذي لا يريده ....
مطلق تنهد و وقف يمشي بهدوء ..و عيونه للارض ..هروبه غير طبيعي ..وين المدير العام صاحب القرارات النافذه
حس بأنه مقيد ..و نقطه ضعفه رغبه والدته الملحه ..
فصخ العقال و الشماغ ..و مسكهم بيده ..و مشى لجناحه
لكن لاحظ نور الصاله شاعل ..اكيد هذي يا سمر او اريام ...
فتح الباب ..فكانت امه نايمه على الكنبه ..لابسه ثوب الصلاه ..اقترب منها و الخوف دب في قلبه
لمس كتفها و هو يهمس :يمه ..يمه
صحيت امه بهدوء و ابتسمت و هي تمسح على شعره :جيت يمه ..طولت ما هي عادتك .
حس بتأنيب الضمير لانه اسهرها معه :فديتك يالغاليه كانت عندي اشغال ..و انتي ليه سهرانه ..؟
مسكت يده و سحبته لقربه وقالت بلهفه :ما قدرت اصبر للصبح ..اليوم جاني الرد على البنت اللي خطبتها .
ابتسم على سخافه الامر ..مكشوف وواضح ولا يحتاج مفاجأه تجعل قلبه يرفرف بين اضلعه بل يستكين بلا نبضه
بمعنى الموت البطئ ..
امه و هي تهزه :يمه ..ويش قلت ..؟
مطلق وقف وقال بنفاذه صبر :مافيه شيء اقوله ..خلاص اتفقي مع خالي على الموعد ويصير خير .
وقفت معاه و ابتسامتها زادت و توهج وجهها بسعاده ..
سار قبلها في اتجاه الباب و توقف فجأه و ملامح وجهه متصلبه لماسمع الجمله
اللي قالتها امه ...إلتفت لها و هي تتكلم بدون توقف ..
اشار بيده نحو امه و هو يبتسم و بهدوء عكس مشاعره المنفعله :يمه ..لحظه .لحظه ..ما سمعت زين ..
امه و الابتسامه ما فارقتها :يا ولدي الله يهديك ..اسمعني يمه ..اليوم اهل البنت كلموني و قالوا عن موافقتها ..و على بركه الله
خير البر عاجله ..انا قلت لخالك يمشي معك بكره ان شاء الله نتوكل على الله و نخطبها رسمي .واذا صار نصيب بتشوفها ان شاء الله ....

ضحك مطلق بدون تصديق و وحط يده بين عيونه وشد عليها و قال بهمس كالفحيح :يمه مين البنت ..ماهي فاتن بنت خالي ؟
ام مطلق و اختفت ابتسامتها :مطلق الله يهديك و هي لعبه نلعبها ..مره تبي فاتن ومره ترفضها ...انا خطبت لك بنت احمد

السلطان !!!!!
تجمد الدم في عروقه و و تسارع نبضه ..و هو يطالع بدوت تصديق و قال بإبتسامه يحاول فيها ..تهدئه الوضع :ايه صح يمه
لكن انتي ما قلتي انك بتخطبي لي بنت احمد السلطان ..؟علشان كذا متفاجئ
ام مطلق بفرحه :و الله يا ولدي بنت تقول للقمر روح وانا اقعد مكانك ...ما شاء الله عليها راعيه بيت و خلوقه ..و اهلها ما

شاء الله ناس طيبين ..انت تعرفهم .. و فاتن بيجيها نصيبها ...
مطلق في حاله صدمه و هو يبتسم بأليه ..باس راسها وقال بحب كبير:الله يطول في عمرك يالغاليه .. ما يصير خاطرك يالغاليه

.
دمعت عيونها بفرح و تركها تصلي صلاه شكر ..انها اخيرا ارتاح بالها لسندها في الحياة و هي ترسم فرحته بكل فخر.

دخل غرفته زي المجنون رمى بشماغه على سريره و فك ازرار ثوبه بعصبيه ...ما قدر يفكر بتمهل ..اعصابه تلفانه
و الضغط يخنقه ..جلس على الكنبه ..يفكر ..شد على راسه من الصداع و مسد على وجهه بيدينه و تعوذ من الشيطان
خرج من مأزق فاتن ..ليدخل في دوامه بنات السلطان ..
كيف هذا ؟
هو ما قدر على واحده يعرف كل تصرفاتها ..فكيف بمجهوله ..يفك شفرتها من جديد ..
تنهد بيأس و ارخى جسده على الكنبه ...و غمض عيونه بتعب ...وكأن التفكير بالمستحيل استهلك طاقه هائله منه ..

********************************
بعد يومين في المنطقه الشرقيه :

ننهد براحه...ورائحه البحر تدخل لاعماقه وتبدد همومه ظنها كثقل الجبال جاثمه عليه ..
استند بكامل جسده على سيارته ..و طار بأفكاره بعيد ..متجاهل رنين هاتفه داخل السياره ..
لم يشعر بتلك الساعات التي مرت جزافا ..لعله ينسى قليلا طيفها
يمحي اثرها الباقي من عقله ..
رفض بداخله من التصديق ...
ليس مراهقا ..يضرب بقدمه الارض تعنــتا ..او مطاردا لذلك السراب ..واهم نفسه
بل هي علامه استفهام كبيره على رأسه يريد ان يحذفها ..
ادراك لواقع لايراه و لم يكن هو الذي يراه من قبل ..
لم يقدم على خطوه ثابته..مالم تكن هناك مؤشرات تدعوه الى التقدم بكل جرأه ..
كم هذا محير ؟
و مهلك للاعصاب ..
لقد تعبت من التفكير ...
اخرج جواله من السياره ..ورد على طول ..: هلا زياد
ابعد السماعه عن اذنه و غمض عيونه ..وقال ببرود :انا عند البحر ..و قفل الجوال .
و رجع يتأمل البحر و امواجه الهادره ..

أنا وليلى

ماتت بمحراب عينيكِ ابتهالاتي .. واستسلمت لرياح اليأس راياتي
جفت على بابك الموصود أزمنتي .. ليلى .. ما أثمرت شيئاً نداءاتي
عامان ما رف لي لحنٌ على وتر.. ولا استفاقت على نور سماواتي
أعتق الحب في قلبي وأعصره .. فأرشف الهم في مغبر كاساتي


**************************

سعود بألم ينظر الى يده ..التي مدها على خد القمر و اذاها ..
جعل عيناها تنطق الما و عذابا ...
الا يكفي ان قلبه يصرخ متضرجا بعذابات السنين الماضيه ..
الا يكفي ان مشاعره ماتت تحت وطأه القدر
كيف له ان يحتمل بعد كل هذا ..
لم يكن هو من قرر بذلك بسهوله ؟
حكمه جده وقراره الحازم هو من جعله لا يتروى في تفكيره
كيف هذا وجده اشاد بذلك الغريب ...
و عزز اشادته به ابوسلطان بسيرة ذاتيه ممتازه..
مطلق ...
اتخدعنا تلك الهاله والانفه العاليه بقيم واخلاق رفيعه ..
كيف يراك جدي بذلك الجدير ...
اعطاك كلمه ليس لها ثاني ..
وهز رأسه لي ..بأن اصبر يا سعود
فذلك ما ينفع اختك ...
و اه يا ليلى ...
ألم تعلم ان حبه لها جعله اناني في تحديد مصيرها ..
ألم تعلم ان سعادتها امانه في عنقي ..
و عهدا .. ثمنها حياتي.
لن يراها تذبل امام عينيه ...
او تتلوى بمفردها في متاهات الشقاء
سيذود عنها ما استطاع و يحميها ما دامت انفاسه تصل لرئتيه
سيحميها من نفسها الضائعه في غياهب المجهول ..
فهي اختي ..صغيرتي الغاليه .

****************************

انفعالات متكرره و ازعاج يصل لمدى عالي ..
اريام بضيق :يمه الله يهديك ..اللي سويتيه غلط
ام مطلق بصمت تتابع بنظراتها ..انفعالات انبتها الغير مبرره
تدخلت وفاء بهدوء :اريام ..الموضوع مايصير بالصراخ ..اهدي خلينا نفهمك
اريام بنفس النبره المنزعجه :كيف اهدأ ...
اشارت بيديها بحركه دائريه وقالت :مالقيتم الا ليلى ..بالله وشفيها زود عن فاتن ..اصلا البنت مخطوبه ..لولد خالتها ..
وفاء :بالله كل هذا عشان خطبنا له ليلى ..رغم اني ماشفتها لكن امي امتدحتها ..و سألت عنها ..و قالوا انها مو مخطوبه..كيف هي لعبه ؟؟
اريام :طيب و فاتن ..البنت تعلقت في مطلق من كثر ما نقول لها انتي لمطلق و مطلق لك ..
خرجت ام مطلق من صمتها وقالت : الله يشهد اااني احبها ..لكن اخوك ما هو راغب فيها ..وانا بصراحه ودي في بنت تسعده
و تهنيه ..و مالقيت احسن من ليلى ..
ضحكت اريام بسخريه وقالت :بالله يا يمه مالقيت الا ليلى ...يعني علشان انها تعرف تطبخ و ترز نفسها قلتي عليها
هي اللي بتسعد مطلق ...
هزت راسها بيأس و ابتسامه سخريه معلقه و كملت :والله عليكم تفكير ..ما ادري كيف ..
انفعلت وفاء من طريفه اريام الساخره وقالت :اصلا من الاول انا قلت لامي ..فاتن ماتنفع لمطلق ..فاتن مدللـه و غير مباليه

باللي حواليها ..و مطلق وين عنها ..جدي وصارم و حياته ما فيها لعب وكلام فاضي ..
اريام :بالله يا وفاء انتي اخرجي منها ...
ام مطلق :اريام ..انا ماقلت لك هالخبر ..علشان تحاسبيني ..مصلحه ولدي اهم عندي من كل شيء ..و على العموم لا

تخافين انا كلمت اخوي ..و هو احترم قراري ..وانا عمري ماكلمت في فاتن ووعدتها بالزواج من ولدي ..لان مطلق كان ما وده

فيها ...
دخلت سمر بدفاشه و قالت :من هي اللي ماوده فيها ؟
تنهدت اريام بقهر ..و خرجت بعدما ازاحت سمر من طريقها ..
حركت سمر يديها بإستغراب وقالت :وشفيها قطعه ثلج ؟ ليش معصبه ؟
ابتسمت وفاء وقالت :خبر بمليون ريال
جلست سمر والابتسامه شاقه الحلق : بالله ..قولي ويش عندك ..
طالعت وفاء امها و هزت راسها ..
وقالت بفرحه :واخيرا اخوك قرر يتزوج
نطت سمر مكانها و صرخت بفرحه وقالت :بالله تتكلمون جد ..مابغى الله يهديه ..ومين سعيده الحظ
بنظره شملت امها واختها ...و رجعت وكشرت وقالت بضيقه : لا ...لا تقولون..؟؟؟

******************************
ليلى :

ماذا تحمل لها الايام مجددا ..
رغبه في البكاء حتى الموت ..لم تعد الحياة لها معنى ...
تجاهل الجميع خوفها المدفون من الفشل ..
ألم يعلموا خيبات الامل التي توالت عليها مثل المطر ..
ماذا تفعل لتداري حزنها..هل تبتسم رغم ذلك و تمضي ..
لم تعد تستطيع المواجهه ..لانه الحقيقه اصبحت واقع لا محاله ..
اااه كم احتاج لحضن دافئ يشملني و يشمل معاناتي..
اه يا امي كم احتاجك ...
كم احتاج لتلك الكلمات التي تنفث في جسدي روحا جديده
كم احتاج للمساتك ..لتهدأ من روعي ..
و تجعل من حياتي شيئا يسيرا سهلا..استطيع تجاوز اسوارها بدون عناء .
..كم احتاجك يا ابي لترسو بي لبر الامان ...
لتخطو بي خطوات واثقه و انا مغمضه العينين ...فأنت معي فلما الخوف .
نفثت هواء ساخنا محملا بالهم و التعاسه ..
و استمرت في التحديق في الفراغ ..بصمت .

**********************************

في جهه اخرى ..صرعها الخبر كصاعقه ...
لم يكن في الحسبان ...
حلم عابث كعبيثه انثى تراقص الشرار غرورا ..غازلها و ترصدت له كفريسه
بصوت مقهور و صارخ :كيف يقدر يسوي كذا ..؟وشفيني انا ما يبيني ..
تقربت من التسريحه ..و الغيره و القهر تنهش في قلبها ...تأملت شعرها القصير بتموجات شقراء عضت شفايفها بقوه
و مسكت قاروره عطرها و طلعت حرتها في المراه ...تهشمت للقطع و تناثرت ..قدامها ..ابتسمت بحقد و قلبها نيرانه
شاعله و ما تنطفي بسهوله .
اخذت عباتها المزركشه ..و طلعت بسرعه .
الغيره عندما تتحول لحقد ...تشعل الفتيل و تعم الفوضى .
يتفشى كمرض عضال في الجسد ..غير مسيطر على اعصاب هالكه .مدمره لا محاله
و تختفي بصيره الضمير ..و قيمه المبادئ و الاخلاق...
و بخطوات سريعه متعثره تتصل بعجله :ألو ..مرحبا وسام ؟
وغابت بعيدا مدعيه بأنها تريد ان تنسى ...فقط ليس إلا ..


****************************

خرج بسرعه بعد ما ارتدى معطفه ...
متجاهلا نداءات شقراء ..جميله
احتضن كتبه ..يحميها من رذاذ المطر ..
استدار بعدما زفر بهدوء و طالع ساعته ..مدركا للوقت المتأخر .
لمحها تهرول قادمه اليه ..غير عابئه لبروده الطقس ..
قالت بعربيتها الركيكه :مرهبا ..ناصر
ناصر :اهلا ..ماريا ..وشفيك ؟ ابتسم و قال بلغه تفهمها اكثر :ماذا تريدين ؟
اشرقت ابتسامه تلك الشقراء ولمعت عيناها الزرقاء :كنت اريد ان أسالك هل انت مشغول هذه الليله ؟
تجهم ناصر في وجهها وقال :اسف ..ماريا ..لدي اشغال كثيره ..ماذا هناك ؟
تلعثمت ماريا : لا شيء ..لقد احببت ان اتناول معك القهوه ..
فهم ناصر تلك الومضه في بحر عينيها و قال :مره اخرى ماريا ..اعذريني لدي محاضره مهمه الى اللقاء
رفع يده لها و غادر مسرعا الخطوات ...
مبتسما بغباء لانثى ..اسكرها غرام منفرد
فتغنت به وان سلبه جمالها ذلك ..
ليس جمادا ..عند امتلاك الحسن ..
فهو فنان يحب تلمس الجمال ..
لكن لا يبالي بها ...كغيرها من فاتنات بلاد العجم
فلن تفهم مافيه ..
وحشه رجل واشتياق طفل ..
مفردات ضائعه فلن يجدها لديها ..
اشواق غربتها حياة ..
واحلام كثيره مفردها ....وطن

ترك تلك الشقراء ..خلفه متنهده ..
تردد اغنيه حزينه ..و ذلك الرجل يستحل قلبها ..
معتقده بأنها كامله لا ينقصها شيء ..يجعلها مضطربه خائبه
احبته كالحمقاء ..ولا غرابه في ذلك ابدا
مشرقه.. بوجوده وبدونه غائمه لا حياة لها
متوهجه ..معه..و بغيره منطفأه غريبه
تراه في حياتها حلم صعب المنال ..
حتى امام حسنها لم ينهار ..او يلتفت..لها


فعشقها رجل ..عربي ..عربي ..عربي

**************************

مشكله لا صرت تجهل في حياتـكـ وش تبـي ؟؟
ومشكله لا صرتـ تدري بس {ما تقوا الوصول.. !!

مطلق بعصبيه غريبه و صوت عالي :طلال ...طلال ...تجاهل جهاز الاستدعاء ..
دخل طلال :نعم ..استاذ
ضرب على الطاوله بغضب:وين ملف المناقصه اللي قلت جيبه ..لي ساعه و انا انتظر
طلال بخوف :استاذ ..الملف قدامك على الطاوله .
لمح الملف المفتوح من الصبح ..و عيونه شارده في مكان ثاني ..
تأفف و هو يرتخي على الكرسي :خلاص ..روح خليهم يعملوا لي قهوه ...دماغي بينفجر من الصداع
طلع طلال بعدما هديت العاصفه ...وقف مطلق امام النافذه و عقد ذراعيه على صدره ..و انفاسه هديت بعدما اجتاجه طوفان
من المشاعر السلبيه .
رن جهازه و مسكه بيده اليسار ..:هلا وفاء ..لا تباركين ماصار شيء
لا برجع بدري اليوم .خلاص.. اقولك الحين عندي اجتماع ..مع السلامه
قفل الجهاز و رجع يتأمل في الفراغ الكبير .

لاول مرة يشعر بإستغفال نفسه لنفسه..اي احباط يسيطر عليه و يتعب تفكيره
اهكذا انتهى الامر بسهوله..وسيطره وقياده و تحكمه المعهود انفلتت من يده و ما حس فيها ..

ضغط بيده على جبينه ...و جواله رجع يدق من جديد..



فصول حياة ..قد اطرقت ابوابها للعبور .
متواجدون في مداها الضيق..بغمضه عين وانتباهتها عابرون
مفترق طرق ..و نهايه موجزه فقط
فواصل وضعت لإلتقاط الانفاس ..و نقطه للمتابعه بعدها ..
ساكنون في جنباتها و ماكثون بينها لا محاله
جزء منها ولا يتجزأ ...



بكل الشوق ألقاكم في جديد " مالي اراك عصي الدمع ..شيمتك الصبر"
لا تحرموني ردودكم اعزائي ......كبــــرياء الج ـــــرح

كبرياء الج ــرح 07-07-10 07:01 PM




مساءاتكم عنبريه الوجود...
سكبه مسك و بخور عطر فواح...
زهور ليليكيه و عبير كادي و فل وياسمين ...

مساءاتكم سعاده و حب و انهار خير ...
جود امال مزهره ..و اشراقه احلام

مساءاتكم جميعا :آل ليلاس ....دائمه الرونق والوجود



البارت الثاني عشر :

مرت ايامها بتلك الحراره التي تسري بين عروقها ...
تسمع همهمات من حولها ...
و تدرك بأن قدرها اوشك ان يكتب و يقترن بمصير شخص اخر ...
كم هو مؤلم الخذلان ...
و كم هو مر العذاب من طرف واحد ...
هي صامته و ساكنه ..و من حولها يعم ضجيج لا تطيقه ..
قدم هذا وحضر ذاك ...
زغروده هنا و خناجر تغرز في قلبها هناك ...
ابتسامات تشق الافواه ..و جمودها يحطم الجدران ..
حزنها سرمدي الواقع ...
و مشاعر لا يفهمها احد سواها ...
و خوف من القادم يبعثر مفردات الامان لديها ...


ففي ليله ظلماء يبكي القمر الشهيد على اطلال الحزن و اليأس الذي يغمر قلب وحيد صدعه
الاسى و الحرمان و اهلكه جوع الروح و خواء المشاعر لم تكن وحيده بل اجتمعت القلوب حولها لكنها
فارغه من الشعور و الاحساس المدرك لحقيقه الالم و الجرح النازف ..
وحيده بين مئات البشر و لا ترى سوى اجساد هالكه .. لا تملك سوى قلم و بعض وريقات قد احرقتها
السنون الماضيه و دموع لم تلبث حتى تنهمر مرة اخرى لتجف وحدها دون ان يمس احد كيوننتها .
ارتمت على سريرها و هي تنشج بالبكاء و النحيب على حالها البائس..الوحده تنهش في روحها البريئه
و الالم يد بارده تغتالها بكل هدوء .
نداء من الخارج يطرق عالمها الصغير : ليلى قومي الله يهديك ..جدي يبيك ضروري في المجلس .
امتدت يدها نحو صوره قديمه بالكاد تتضح و ضمتها الى صدرها و انتحبت بكتمان و صمت و ارتعاشات تهز جسدها
الغض قبلت الصوره بعنفوان و مسحت دموعها بكل بساطه و قامت من مكانها و هي ترسم ابتسامه صغيره و تمرن
عضلات وجهها الحزين و كأن شيئا لم يكن .
دخلت المجلس بطولها الفارع و جسدها الرشيق و هاله الجمال و الطيبه التى ارتسمت على وجهها و ابتسامه الحياة التي
تمد الاخرين بالطاقه و تسحب طاقه هائله من جسدها .

ليلى بإبتسامتها الهادئه : سم يبه قالوا لي انك تبيني ...
جدها ذلك الرجل ذو الثمانين من عمره الشامخ بكبريائه المعهود و سطوته الكبيره لسنين قضاها شيخ و كبير و سيد قبيلته
و عائله لاتهزه المشاعر و تخضعه القوانين الصارمه و تهلكه السن العادات و التقاليد..

قال بصوت واثق : لا يؤثر فيك كلام الناس و انا جدك و لاتهزك القيل و القال ..ما حنا مرخصينك لانك يتيمه و لا بعثرنا
في حياتك و انتي اغلى ما عندي من عيال و احفاد مير ان اللي يجي في الوجه مردود و انا مو باقي لك على هالدنيا .
و ما أعطيتهم ردي ..إلا خيره لك.
دنقت رأسها و كأنها تفكر و عيناها تلمعان بلغه متنقاضه من الفخر والحزن و قامت من مكانها تنفض العجز و الذل:
و انا بنتك اللي ربيتها ما ارخصك ياابوي و لا اوطي راسك بين الرجال. الله يخليك لي يارب .
و طبعت قبله حاره بمشاعر الحب و الاحترام على رأس جدها و خرجت من المجلس قبل ان تنطق الاحزان بلغه غريبه .
ابتسم الجد و هو يمسح دمعه قد سقطت سهوا في خلوته المعتادة ...و طيف ولده الغائب قد راودته للحظه
واستكان في الماضي حيث بقي هو هناك وحيدا ...
حيث عادت ذكراه الى الوراء ...

ظن ان اودع ابنه الصغير سراديب الحياه الغير امنه ..
فلم يبالي بفراقه وان اظنته ليالي السهاد والعذاب ..
سنه مرت ولم يره ...
يسمع عنه ولا يهتم ...ولو علم زائروه انه يرهف السمع ليعلم عن احواله ..
سار ركب رمضان الخير ..ولم يكن عائديه
مرت فرحه العيد ببؤس كهلين ...فقدوا ضنا وهو حي ..
فقدوا الامل في عوده المشتاق ..
و عادت طقوس الحياة ..و كأن شيئا لم يكن ..
غصه في الحناجر ...لطيفه و لضحكته و لمكانه الحبيب ..
ام ... مرهفه بحبها الكبير تدعي الصلابه ..و قلبها كسير
اب .. كجبل لا تهزه العواطف ولا يبعثره الحنين ...يقسو على يده التي ربتت على كتف ولده
ويظن انه مصدوم ..

لكنه كتلك التي خرجت من امامه ..عاد له
عاد طالبا لرضاه ...يقبل الجبين والاقدام ..
ضاقت عليه الوسيعه ..بما رحبت وانهالت عليه الاحزان والهموم ..
و ارتمى في احضان والدته منشدا حنان قد ظمأ من اجله و لم يرتوي ..
احمد ببكاء كالطفل :سامحيني يمه ...سامحيني
احتضنته الام و دموعها فتت جدران الصمت :سامحتك يا غلى قلبي ...سامحتك يا عيون امك
ارتفع راسه وقال :طول هالوقت كنت ميت من دونكم ..ما حسيت بطعم الحياة ..
جثى على قدمي ابوه وقال :سامحني يا يبه ...انا اخطأت و منك السموحه
الاب بحزم يخفي غصه غمرت قلبه : اطلب السماح من ربك ...
بكى احمد و رثى لحاله ..و قد اصبح جسده هزيلا هالكا ..لا روح فيه
طعنه بخناجر الالم والاسى على ولده الصغير..و استحالت غصته على ارتعاشه حب عارم..
و احتضن ولده ..متناسيا سطوه كبير وحكم مصير ...و سيطره كلمه ...الى بعد حتى يلتم الشتات.

**********************

مطلق :

اليوم ..كل شيء عنده بالمقلوب ..نظام حياته سيضيف له تعديلات كثيره ..بعد فرض الدخيله على نمط نظامه..
امه كل دقيقه تكلمه تذكره بشيء ..
اخذ له دش بارد يطفي ناره ..و خرج من الحمام ..و حراره جسده ترجع للارتفاع ..
يكره مشاعر الضغط و الاحتكار ..يحب يكون سيدا لنفسه غير ابه بما حوله ..
يعيش حرا كالريح ..
ايهم كم عمري الان ...لست بحاجه لانثى ..اني اكاد اجزم ...
مالذي دهاك ياقلبي و احالك لصخره جلمود...
هل احالتك جلافه الحياة ..الى متمرد عاشق للحريه ...
يهيم ببن جنباتها و ذلك النابض ..راكدا في دماء بارده ..
عابر ..لتلك المواقف المهمه ..
غير مبالي بما حولك ..


رجل شرقي
ولكنه مقيد الخطوة
ينظر خلفه
ولا يشاهد سوى
انثى ...
فيتعثر
ويسقط
ويقوم ... ليهرب
شيء من الغرابة
لماذا يا سيدي الشرقي ؟
هل تخاف الانثى ؟

اعرف اجابتك مسبقا
ولكنني .. لست متأكد
قد تتمرد
وقد تتغير ملامحك
ولكنك رجل شرقي
اسمر اللون
اقحواني المعاني
لولبي الخطوة
منكسر التعبير
تسكن بين عينيك
ملامح الحزن
ونتؤ الزمن
واقتباسات
العيون الجارحة............للامانه منقول

************************************

ليلى :

..بجروح متفتحه ..
في فجرها الندي ..تعاني وحدتها ..و تمزق مابين كن او لا تكون ..
ماهي الا سويعات ..و تقاد لذلك الغريب القادم من المجهول .
ايا سخريه القدر ..
فــ أسمه لم يمرعلى مسامعها ..
و وجوده اكتظ بمن حولها ..غير عابئه به ..
مصير محتوم اسلمت الروح والجسد ..
و اراده مسلوبه ..بها او بدونها قد تم كل شيء..
فرشت سجادتها ...و عيناها هائمه في ملكوت الله
تطلب العون ..والهدايه ...و الحياة الهانئه..


**************************

في مكان اخر :

جود :وداد يا اختي اللي تسويه بنفسك غلط .
ومسحت على شعر اختها ..
وداد :ما اقدر والله يا جود ما اقدر
جود :كيف ما تقدري و انتي اللي وقعتي نفسك في احلامك .
صرخت وداد بإنفعال :انتي ما تفهمين و عمرك ما تفهمين اللي اسويه
جود :إلا انا فاهمه ..لكن مشاعرك كلها خطأ في خطأ ..و بتكتشفين يوم انك غلطانه
ولكن خايفه يكون هذا بعد فوات الاوان ..
وبصوت باكي :غصب عني ح ـبيته ..هو السبب مو انا
جود :حتى ولو شجعك على حبه ..المفروض انك تكوني عاقله وتعرفين تتصرفين .
الرجال ما يحبك و انتي وقعتي في فخ حفرتيه لنفسك للاسف الشديد ..
وداد بدون تصديق:من قال لك انه ما يحبني ..هو يحبني اكيد ..لكن يحتاج لوقت و يعترف لي بحبه.
جود بسخريه :والله انتي اللي محتاجه وقت لكن في مستشفى المجانين .


انثى كسيره حاجتها للحنان كحاجه الزهر للماء ...
بقاياها متناثره بهيام في وادي فسيح المدى على امل ان تجمعها ..
حلمها اصغر ام اكبر ..لا تعرف تراه في الدنيا كلها ..
و هائمه فيه منتشيه بإدمان بعالمه الخاص ..
حبها لرجل اهلك مشاعرها وحطم صبرها ...
هو في عالم و هي في عالم اخر ..
احلامها الورديه تنتظره ...ليتوج ملكا على قلبها .

***************************
في صباح موعود ..

مرت السويعات جزافا ..و ليلى في اضطراب تام ...لا تعلم ماذا تفعل ؟
بالها مشغول في اشياء كثير ..سعود..نجمه ..ذلك الغريب ..
و حالتها لا تسر الناظر ابدا...
دخلت غرفتها وشافت ملابسها كلها على سريرها و سلوى تدور في دولابها ..تمسك الفستان و ترميه على السرير
ليلى استندت على الباب :سلوى ويش تسوين انتي ؟ قلبتي غرفتي الله يهديك .
مشت سلوى لمنتصف الغرفه وتخصرت :يا انسه اليوم الرجال بيشوفك..و لا جهزنا شيء وحضرتك بارده ..
جلست على السرير و مسكت نفس الفستان اللي حضرت فيه عزيمه خالتها ..و قالت بدون نفس : عادي ..اي فستان و السلام
سلوى :خلاص ياليلى ...الموضوع انتهى ..الناس جايين الليله ..عيب تفشلين جدي و اخوك قدامهم ..
ما في احد فاهمها ..قالت بحزن :سعود وينه ؟
سلوى :باقي مارجع ..يالله يابنت الحلال ...الناس بعد العصر جايين ..وانتي ما جهزتي حالك .
دخلت هند و هي ماسكه علبه المكياج و توجهت لسلوى و قالت :سلوى روحي المطبخ انا مااعرف شيء فيه...انا بروح
المجلس انظفه ..و كملت كلامها لليلى :و انتي ياست الحسن والدلال ..قومي شوفي نفسك شوي...خلي الدور يجي على غيرك و الله طفش ...
تركت العلبه على التسريحه و خرجت ..
سلوى طالعت ليلى و ضحكوا سوى ..سلوى و هي تبوس يدها وترفعها لجبينها :البنت استخفت الحمد لله والشكر..مستعجله على الزواج .
قربت من ليلى و هي ماسكه فستان فوشي بخيوط فضيه و اكمام شفافه قصيره..تذكرت انها اشترته مع سعود..وابتسمت ..و قالت بهمس :سلوى دقي على سعود ..شوفيه وين ؟
سلوى :خلاص ..طيب انتي ..خذي لك دش واستشوري شعرك ...وانا بروح اشوف المطبخ ..
ليلى :تعرفين محتاجه نجمه جنبي ..
سلوى :يا سلام ..انا دايره في البيت من صباح الله ..و تقولين محتاجه نجمه جنبي و يش شايفتني حيطه هبيطه قدامك ..
وقفت ليلى واحتضنت سلوى فجاه ..وقالت بصوت دافي:شكرا ياسلوى ..الله يخليك لي .
سلوى بدمعه خاينه : اقول فارقيني الحين ..و الله انك متفرغه ..انا والله ما اسوي كل هذ ا علشانك ..
الا علشاني انا والمسكينه هند ..دفتها بلطف و كملت :يا شيخه ..خلي النصيب يجي ..فارقينا عاد ..
ابتسمت و خرجت بعدها ...
تنهدت ليلى ..و طالعت الفستان ..و دعت من قلبها ..يارب ساعدني ..يارب اهدني للطريق الصحيح ..

************************

تلك المدللـه تبكي حظها العاثر كما تقول ...
لعبه قد سلبت من بين اناملها ..و تهويده للراحه والنوم ..قد انقطعت عن سماعها ..
ذلك المعني ..قد اخذ منها عنوة
و لم تعلم السبب ...
دخلت والدتها و خلفها خدامتها ..بعصير ليمون ..كما تقول مهدأ للاعصاب ..
الام بتلك العنجهيه الفارغه :خلاص يا فيفي ياحبيبتي ..انا قلت لك من اول ..ولد خالتك هذا مايصلح لك ..
فاتن بنظره لوالدتها :ماما الله يخليك ماودي اسمع ولاكلمه ..
رجعت تنتحب وتقول بصوت اشبه بالصريخ :انا نفسي اعرف ابوي ..ليش راح معه ..و خطب له .
الام بتعقل :ابوي سوى عين العقل صراحه ..ويش تبينه يسوي ..يمسك في يده ويقول دخيلك ياولدي خذ بنتي
وقفت الام وشمخت بأنفها :لا تنسي نفسك يا فاتن ..امك مين و ابوك مين ..لاترمين نفسك لواحد مثل مطلق
..اصلامن هو ..انسان رجعي و متخلف ...
فاتن :ماما ..
ام فاتن :لا ماما ولا بابا ...خليك عاقله ...اللي خلق مطلق..خلق اللي افضل منه ..انتي لو تسمعين ...
كملت فاتن كلام امها بسخريه : انا لو سمعت كلامك لتزوجيني ولد السلطان ..وسيد سيده ...عرفتها و حفظتها
لكن غير مطلق ماابي ...
ام فاتن بعصبيه :خليكي كذا ..ماهو موديك في داهيه إلا هالرومنسيه والكذاب الفاضي ..
خرجت من الغرفه..و بقيت فاتن لحالها ..
ضمت رجولها و همست بحقد ..الله لايهنيها بنت الذين اللي سرقت حب حياتي ...
و انطلقت في رسم جديدها ..
متاهه دخلتها ..و سوف تخوض غمارها ..
لا تأخذها رأفه ...او رحمه..
حال ابن ادم اذا تبادل مع الشيطان اطراف الحديث ...

****************************

كل دقيقه تمرعليها ..تحس بأنفاسها تزيد ..و نبضها غير منتظم
حركت يدها بتوتر و شعرها يتمايل على ظهرها و هي تمشي في غرفتها رايحه جايه ...
اقتربت من المرايه ..طالعت في شكلها ..ما قصرت سلوى سوت لها مكياج على قولتها لبناني بسيط ..
و بالفعل كان بسيط و لايق لها ..اللون زهري بمزج للمعه فضيه ..تلونت على عينيها لتشرق بشرتها العاجيه بسحر و جمال ..
و اتسعت بخط اسود داخله .
امتدت يدها على خط جسدها المتألق بفستانها الفوشي بحمالات فضيه لامعه و قماشه الناعم..تشد خاصرتها الدقيقه ..بحزام فضي
دخلت سلوى بفستانها الاسود و وقفت بجمود ..و اطلقت تصفيره اعجاب ..
سلوى :ما شاء الله لا حول ولا قوه الا بالله ...قريتي على نفسك
ليلى تطالعها و تطالع المرايه :سلوى ما تلاحظين ..الفستان يوضح جسمي ..احس اني مو مرتاحه فيه .
سلوى اقتربت منها :لا ..عادي ما يوضح شيء ...لكن انتي متوتره .هدي اعصابك..
ليلى بنبره حزن :سعود ..وينه ..؟
سلوى :في غرفته ..يمكن يغيرملابسه .
ليلى ارخت راسها و غرتها القصيره مالت على جبينها ...مسكت سلوى يدها و قالت ..روحي عنده ..اكيد مستحي يشوفك.
دخلت هند فجأه وهي ماسكه المبخره وقالت و هي تلهث :بنات ..بنات ..الضيوف جوا ..ليلى عريس الزين جاء
سوت سلوى نفسها ترقص دبكه :عريس الزين يتهنى..و هند جنبها ..يرقصون مع بعض .
ليلى ماسكه بطنها من الخوف ...قالت بصوت مرتعب :بنات ..عن اللقافه ..
ضحكوا البنات و خرجوا بعدما اخذت المبخره من هند ....خرجت بسرعه من غرفتها و هي حاملتها و اقتربت من غرفه اخوها
تنهدت بهدوء و استجمعت قواها و طرقت الباب ..و دخلت ..
كان يلبس ثوبه..التفت ناحيه الباب ..و حس بغصه ممزوجه بفرحه ..كانت قمه في الجمال و العذوبه ..
اقتربت منه وقالت بلهجه زعل مصطنع :انت هنا ..ياسلام عليك ..بدل ما تجي تسلم على اختك و تبارك لها ...
ابتسم بحب و اقترب منها ..باس جبينها و قال :سامحيني يالغاليه ..
طالعته و عيونها تبرق بدموع :فديتك ياخوي ..ما لي غيرك ..انا غلطت عليك و استاهل .
سعود ضمها لصدره لكن دفعته بلطف وقالت :وخر عني ..خربت مكياجي ...لايشوفني زوج المستقبل و يزوغ .
ضحك سعود و غمز بعينه :خلاص احنا طحنا من عينك ..الله لنا..
خرج من غرفته لما لاحظ توهج وجهها بحمره الخجل ....

ضمت نفسها برعشه ..اه لو تعلم يا اخي ..كم تحرقني عيناي ..و كم تخونني قوتي ..
ها انا ارتجف كورقه خريفيه في مهب الريح ..
ضائعه ..يا اخي ..و الخوف يعتلي قلبي ..من ذاك القادم ..
ألم تعلم بأن الحياة القاسيه ..لم تجعل مني سوى جسد متهالك ..ضعيف
كم جوله حتى الان يمكنني خوضها ..و انتهي ..اخبرني ارجوك يا قدري .

**********************************

دخلوا عليها البنات ...سمر بفرحه عامره ..احتضنتها بعفويه ..و قالت :مبروك ..يا قلبي ..
ليلى بخجل :الله يبارك فيك .
تدخلت سلوى تضحك :صراحه جديده ..اول مره اشوف ناس يتعرفون على زوجه ولدهم يوم الملكه .
سمر تشاركها الضحك ..طالعت ليلى و قالت بصدق:و الله ..امي ما صدقت ..تقول طاحت على كنز ..و كملت :
ما شاء الله عليك يا ليلى..الله يحفظك ان شاء الله ..و الله ان اخوي بيطيح و هو واقف .

ودخلت هند و وراها اريام و نظراتها تدور في المكان و كأنه مو عاجبها ...اقتربت من ليلى اللي تذكرت الموقف في عزيمه خالتها
ارخت راسها ..مدت يدها و قالت :مبروك يا ليلى ..و عيونها تحمل معاني كبيره ..و متأكده تماما انها ليست مشاعر فرح.
سلمت عليها ليلى و الابتسامه معلقه على وجهها ...
هند سحبت يد ليلى من اريام ..و قالت :امشي جدتي تقول انزلي و سلمي على حماتك.
انتفض قلبها مذعورا متمردا ..ضبطت شعرها بحركه دلت على توترها ..و قادتها خطواتها الرتيبه .
زفرت نفس متوتر ..و دخلت و على وجهها ابتسامه صغيره ..:السلام عليكم
ام مطلق بفرحه :هلاو غلا ..و عليكم السلام ..
اقتربت و ضمتها و هي تهلل و تذكر الله .
وفاء بود :ما شاء الله ..هلا بمره الغالي ...سلمت عليها بحراره ..و قالت :انا اخت مطلق الكبيره .
في دماغها الصغير ..انطلق اسمه ...كطلقه دوت في الارجاء .
الجده تراقب بعيون دامعه ..و فرحه حملتها لسنون طوال ..تترقبها بكل قوتها و جبروت صبرها .
ام مطلق :تعالي با بنتي اجلسي جنبي .
جلست منقاده للاوامر ..توزع ابتساماتها ..لا تسمع كلمه مما يقولون ..
عقلها و قلبها في مكان اخر ..غير مكانها الان .

تفآجآت بقدوم خالتها غاليه ...و عمتها الجوهره ..عيونها تعلقت باللي خلفها..
سلمت خالتها عليها رغم العتاب اللي تشوفه في عيونها...ليس بالسهوله النسيان اليس كذلك ؟
تقدم رغد رغم وجومها الا انها استطاعت الابتسامه ..:مبروك ياليلى ..الله يسعدك ان شاء الله .
ليلى بود :الله يبارك فيك ...
وعم الصمت ...بينهم وكأن الكلمات انقرضت من الوجود ..
ريهام مدت يدها :مبروك ياليلى ..
ليلى بدون ما تطالعها :الله يبارك فيك .
حست بالانكسار ..في عيونها لغه عتاب ..ما تقدر تمحيها من الوجود
ندمت على المجئ ..كان بإعتقادها ان تطوي صفحه ..كيف هذا ..و هي للتو قد سلمتها للمجهول .

***************************

في الجهه الاخرى القريبه ..حراره الهبت صدره ..و افحمت قلبه ..ألم يعتد على الصدمات القويه
و المفاجآت الغيرمتوقعه ..لما حاله هكذا ..لقد عاد الى مشاعر مراهقته ..
تفجر دماغه المكتظ بالعديد من الامور ..و المضحك في الاونه الاخيره انحشرت قصه الفتاه التي لم يجد لها متسعا في حياته
حتى الان جميله فاق حسنها الوصف ..قالتها امه ..لعشرون مره مالم تخونه قوه ذاكرته .
خلوقه و و لم تكمل تعليمها و الخ .....و يتبع و ما إلى ذلك ..
..اهلكه الانتظار ..اتفقوا على كل شيء...و انتهى ..
الامور جميعها خالصه ..لم البقاء الان ..
لست من هؤلاء ذو القلوب الوجله ..المرهفه بمشاعر الحب ...انتظر تلك التي سأشاركها حياتي على احرمن الجمر
لما الخداع ..لست شاعرا اقرأ كتب الشعر فلا أرى سوى اناس سكارى لم يشغلهم شاغل في الحياه ..
و لست ممن يجيدون تحريف المشاعر ...بترهات صدئه لامعنى لها ...
لست من يلجأون ل قواميس الحب و الغرام لانها معدمه لدي ..
متمردا على العواطف ...فسنين قلبه العجاف قد زادته صلابه و قسوه .
وضع توقيعه كما لو يعقد صفقه ..وضع بصمته وانتهى
رجع من سكرته على صوت سعود الباسم :سلامات يا مطلق ...عسى ماشر؟
مطلق :لا مافي الاالعافيه ..الحمدلله
التفت مطلق الى الجد بجانبه ..في اعماقه احب حكمه ذلك العجوز ..نظراته ثاقبه ..تخترق بسهوله لتكشف المضمون .
الجد :و انا ابوك يا سعود ..خذ الدفتر و خلي اختك توقع ..
تابع مطلق سعود حتى خرج و رجع يتأمل خطوط سجاده ..
الجد :ليلى بنتي قبل تكون حفيدتي ...
التفت مطلق له و انتبه انه يكلمه و كمل الجد و عيونه على عصاه اللي يحركها على السجاد :النسمه تجرحها ..بطبعها حيويه و تكتم
في قلبها ...
تنحنح الجد يطرد غصه وقفت له وسط كلماته :حبها من حب ولدي احمد ...على قوله المثل ما اغلى من الولد الا ولد الولد...
و ما عطيتك بنتي الا اني بنظره عرفت انك رجال ينشد فيه الظهر ...
ربت الجد على فخذ مطلق و شد عليه و هو يوقف ..و يسير بخطى حذره ...و مطلق ما بين رجفه و اخرى ..يشعر بأنه حشر
في زاويه وعليه المواجهه...افعل ما يفعله الاخرون ..و اصمت و هدأ ثوران مشاعرك..فأنك تبحث عن سراب وسط عاصفه
هوجاء .


أحيان ودّك تفرش الغيم و تنـاام
و تصير مثل الريح و همومك ورَق !!

وش جآك يآخآطري بالحيل متكدر !
آصبحت في حالةٍ وآمسيت في حآله ..~

*********************************


دخلت الصاله وشافت الدفتر في يد سعود ..بلعت ريقها بصعوبه و ايقنت ان ساعه الصفر لحياه مجهوله المعالم قد بدأت
و حثت خطواتها ...
سعود بإبتسامه :مبروك يا عروس ..نحتاج توقيعك .
شملت الدفتر بنظره واحده ..لن تضيع المزيد من الوقت ..ابتسمت لسعود بتوتر ..رسم تجاعيد حول فمها ...
امسكت بالقلم ..و كأن يدها تحتج على امضاءه العمر ...ارتجفت يدها على مرأى من سعود ..رفعت عيونه له
ورجعت تبتسم بشكل الي ...سيعوز سبب رجفتها الى ذلك التوتر الذي يحتل قلب العروس .
..و اخيرا ..انتهت ..

سعود بنظره شامله ..ما احتاج لوقت يفسر تلك النظره المعذبه ..و كأنها في صراع داخلي مرير ..
باس جبينها البارد ..و تركها ..لم يعد ينفع الكلام ..و لا تجدي تبادل اطراف الحديث ..ستعيش نعم ستعيش ..
فلا تخف يا سعود ..لاتستدر لها ..و تابع مواصله الطريق ..ستكون سعيده لا تخف..نعم لا تخف ..

تريد الابتعاد و لعق جراحها ..لما هي ليست سعيده ..لما تشعر بالنقص دائما ...ما الذي تحتاجه ليرتوي قلبها
من ظمأه الدائم ...
قبل ما تدخل ..تفاجأت بالجميع ينتظرها بفرحه و ابتسامات ترسم وجوه ضاحكه ...اطلقت الزغاريد و تعالت الاصوات
الجده ..تحتضنها و تجهش بالبكاء ..و كأنها لاول مره تراها ..
و تقترب سلوى منها وتحتضن كتفها و تبكي ...و هند و كأن ذلك اغراها التقت معهم ..
ابتسمت ..و خاطرت عقلها ..او ليست تلك فرحه عظيمه تراها من حولها ..ان ترسم السعاده في قلب من يحبونك
ان تشعر بأن سعادتك لها صدى كبير في حياتهم ..تنتعش روحك بوجودك قربهم و ترقص طربا و حيويه ..للمشاعر
التي ينقلها لكم احباءك المخلصين ..المحبين لك ..
اغمضت عيناها و كأنها تريد ان تمدهم بسعادتها ايضا ...ليست صعبه ان ترسم بسمه على وجهك تضىء لها وجوههم
و تشرق لها حياتهم ..


لجده بإبتهال صادق : الله يسعدك يا بنتي ويهنيك ...
مسكت وجهها بين يديها و باستها بقوه ..و مسحت دموعها بطرف شيلتها .
عمتها بقهر:خلاص عاد ماصارت قلبتوها مناحه ..
تدخلت سمر اللي حضنت ليلى و دفتها سلوى بمزحه :كل هذي غيره..اقول لاتذبحين اختي .
سمر مدت لسانها و قالت :خلاص يا حبيبتي هذي حقوق محفوظه ..لمطلق الغانم ..انتي اقلبي وجهك .
هند تخصرت و قالت بصوتها الحاد :لا والله انتي و اخوك مسوين احتكار على اختي من الحين...
ابتسمت ليلى و تناست اوجاعها للحظه :خلاص ..انتي وياها هلكتوني ..
سمعت نداء سعود لسلوى ..رجعت سلوى و هي ترفع حواجبها و تضحك و تقول :سعود يقول ..تعالي .
خرجت سعود و بحاجه عارمه للانفراد ليست قادره على المواجهه الان ...فدعوني ..
مسكت يد سعود ..و توسلته :سعود ..احس اني مو قادره و الله ...
سعود :يا بنت الحلال ..كلها خمس دقايق ..سلام..مبروك.. كيف حالك مع السلامه ..
ضحكت ليلى بتوتر ...من طريقه سعود و تمنت لو بالفعل لو كان بالسهوله هذي ..
ليلى :طيب تدخل معي .
سعود :اوكي ..يالله ..اذا ما دخل معك اهله ..
ما قال جملته الا بأم مطلق تطل عليهم و هي حاطه الشيله على فمها ...
سعود و نظره على الارض ..مبروك يا ام مطلق .
ام مطلق بسعاده لاتخفى على احد : الله يبارك في عمرك ياولدي ..عقبالك ان شاء الله
ابتسم بدون رد و طالع في اخته االمتوتره ..و غمز لها ..و قال هو طالع ..انا استأذن الحين ..ليلى اذا احتجتي شيء دقي علي .
و خرج بسرعه ..و نظرات تلك المذعوره تراقبه
ام مطلق تسحبها من يدها ..توقفت ليلى ..و قالت : خالتي ..البنات ما بيدخلوا معنا ..
سمر و اريام .وفاء ..وراها ..التفتت لهم ..و لمحت ريهام تختفي ورا الباب ..غمضت عيونها بقهر و رجعت تفتحهم و البنات يدخلون قبلها ...
سمعت خطوات جدتها خلفها ..فرحت لانها معها ..
ليلى :تدخلين معي يا يمه .
الجده :ويه ما يبي لها كلام ..ابشوف رجال بنتي
حضنتها ليلى :الله لايحرمني منك يارب .
و سارت معها و حاضنه على يدها و ام مطلق الباسمه قدامها ..
دخلت المجلس ..و عيونها على الارض ... ..
الجده اقتربت من مطلق :كيف حالك يمه ؟
مطلق بإبتسامه احترام لسنها ..باس راسها و قال :يسرك الحال ..يا عسى عمرك طويل .
ابتهجت الجده من طلاقته و رجولته الواضحه:مبروك عليك بنتي .
ابتسم وعينه لم تصيب تلك الواقفه ..محاولا الهروب .قال :الله يبارك فيك ..
ام مطلق تغمز لمطلق و تشير لليلى المختبأه خلف جدتها و قالت :مطلق يمه ..سلم على عروستك ..
مطلق ببرود رجل لم يقحم في مثل هذه الظروف و عينيه ترتكز على تلك الهاله الحسناء ...:مبروك ..
التفت الجميع ناحيه ليلى و بصوت يكاد يسمع :الله يبارك ...فيك ..
سحبتها جدتها قدامها ..و قالت :سلمي على زوجك يمه ...
عيونها بتخرج من مكانها ..يالله ياجده ..انا من غير شيئ مخنوقه ..تزيدنها علي ..
مطلق بفاعليه جريئه مد يده لها و بكنترول متحكم ..و كرده فعل تخافها ..لامست يده ..
فسرت تلك القشعريره التي تتلمسها كل امراءه عندما تقابل رجلا غريبا في حياتها ..و تتقبل وجوده بصعوبه ...
سحبت يدها ..بسرعه ..وضمتها تخفي رجفتها ...جلست بالقرب من جدتها التي تجلس بجانبه ..
تركت عينيها تسرق النظر اليه خلال انشغاله ..لا يتكلم كثيرا ..صوته له وقع في القلب ..نذير مخيف ..
كلماته مقتضبه ...و ابتسامته لا تظهر كثيرا ..شامخ بكبرياء واضح ..يذكرها بشخصا ما ...متواجدا بين طيات عقلها
لكن اين ؟

و حدقت به ...ألتقت اعينهم بعد حرب نفسيه طويله ...
سأموت اليوم لامحاله..قلبي سينفجر بين اضلعي ..ذعر يتربص بي و يسلبني ارادتي ..
عينيه عميقه ..كأغوار غابه سوداء مخيفه ..حاده كالصقر ..تبث رعبا بلا قصد ...تضللها حاجبين كالقوس مشذبه بعنايه آلهيه ..
لوجه متناسق التقاطيع ...و جسمه الهائل يكشف تفاصيله ثوبه الابيض .. و عرض كتفيه يعطيه هاله من الشموخ و الهيبه ..و يناقض لون بشرته السمراء ..
ارتفعت زاويه فمه ..انه يبتسم ...
ارخت عيونها و هي تسب نفسها على فضحها وهي تراقبه ...
هواء بارد ..يلفح وجهها ويجمدها ...يا الهي كم مشاعري مبعثره ..
اريد الفرار ...اشعر بأني في المكان الغير مناسب لملأ الفراغ ...

تركوهم بمفردهم . ...اهذا عدل ..لا يعرفون ما ينتابني الان ..كل شيء يمر امام عيني و لا اراه ..
سكون يخيفني ..يملأه وجهه...
لا تتركوني ..وحيده .فأنا لااستطيع ان اقف على قدمي بمفردي ..

!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

**********************************

في المنطقه الشرقيه :

سلطان و زياد على البحر ...
بصره يمتد على طول البحر و ينتهي فيها هي ..الوحيده اللي يقدر يشوفها .
يتنفس عطرها المتغلغل في اعماق صدره ...
ضائع في متاهه حبها ونسيانها ...كيف ينساها و هي تتمرد على ذاكرته
كيف ينساها و قد نبذته من حياتها بدون مبرر يراه ..
كيف يفعل و جنون حبها يستحوذ على عقله ..
ألتفت جهه زياد اللي وقف يرد على موبايله ...كان يطالع سلطان و يتكلم بهدوء و تركيز.
خلص مكالمته ..و جلس
سلطان :مع مين كنت تتكلم ؟
زياد وبدون ما يطالعه :كنت اكلم البيت ...
سلطان رجع لسرحانه ..و زياد قلبه يتآكل حسره على صديقه
و في باله ..الله يعينك يا سلطان ..لوتدري لتموت من قهرك ..الامس رفضتك و اليوم بتتزوج غيرك .
و تغاضى لحتى يهدأ الطوفان و يلتم الشتات ...و تجمع تلك الحروف الناقصه لتكوين جمله مفيده او كلمه تائهه دلت العنوان
"حاله سلام "..يقصدها هو ..لذاك المنسي امامه ..
وذاك المسكين في حاله حرب مابينه وبين مشاعره و قاتلته البريئه ...


ماذا ينتظر ابطالنا ..بعدما شق في افق حياتهم طريقا نحو قادم مجهول ؟؟؟ و القادم آت لا محاله

مطلق وليلى..اهي حياة جديده لهما ؟ ايلتقي النقيضين ويكونان معادله متكافئه ..
ام ان هناك اشاره تغير مجرى الامور ؟والخافي اعظم ..

سلطان ..ذلك العاشق المجروح اينتظر نورا من السماء و يهتدي به ..أم سيرضى و يسلم للقدر ؟

زهور..في مهب الريح ..عبقه بأسى و جراح ناضحه...بعضها مزهو بالحياة والاخر في غياهب الظلام
لايعلم كيف يتفتح وينشر عبيره ...خلاصتهم في الحياة .."كما قال شكسبير
الحب أعمى ...والمحبون لا يرون الحماقه التي يمارسونها ....)""




ارجو ان ينال اعجابكم هذا البارت ...
بكل الود والشوق ....ألقاكم ...
بصحبتي دوما و مع "مالي أراك عصي الدمع ..شيمتك الصبر "....كبرياء الج ــرح

كبرياء الج ــرح 11-07-10 03:55 PM



البارت الثالث عشر :

ليلى :

ساكنه في مكانها ...مرتعده ..تشعر بأن انفاسها بالكاد تخرج من جوفها ..
وان تحررت اطلقت فحيحا ..ينذر عن توترها الشديد ...
بروده تلك الحجره تجمد اطرافها ..و ذلك الماكث بقربها ..قطب جليدي بمفرده ..
ماحالها لو اطلقت العنان لنفسها وولت شارده ...
ايعود ذلك ..للخجل المفرط..ام سوء تصرف ام ماذا ؟
يا الهي ..متى ينتهي هذا ..اشعر بالاختناق ..

مطلق :

بعيده هي عنه ..اهلكه التساؤل ..لو قست المسافه بيني و بينها كم ستكون ؟
داعب عطرها انفاسه ..فطردها لتعود مجددا ..لا مفر .فهي متعاونه مع الهواء ضدي
ارخى يده على المسند و هي تحمل ..سبحته الحمراء ..رفع بصره لتلك الجالسه ..امامه
طاف بصره على فستانها ..ابتسم فجأه ..المسكينه ..ستقطع يديها من شده توترها ؟لو تعلم انها لو ركضت من امامي فذلك لا يهمني..
خمس دقايق ..نعم قالوا خمس دقايق و بعدها انصرف ..لديك اعمال كثيره في الشركه
صحيح ..مناقصه مهمه جدا يجب دراستها ..استند على يده يتأملها و تفكيره محتار من يكون ياتري من يكون ؟
المهندس خيري او المهندس زياد ..من الافضل ..المقاولات تحتاج لشخص قادر..الى اين وصل ..صحيح الى صدرها ..
اثارته حركته الغير مستقره صعود و هبوط ..ابتسم مجداا ..سينفجر قلبها ..حتما ..
بياض صافي ..استقرت عليه نظراته ..كتفيها صحيح ..ماشاء الله .
ارتفع حيث يستقر رأسها ..جيدها الطويل ..ارى من هنا عروقها النابضه ..بشرتها العاجيه مضرجه بالدماء . ..
شفتاها لامعه ..مغريه ..ألا تثير غرائز مدفونه منذ امد بعيد ...لا فائده ؟
تنحنح فجأه للتنتفض غرائزها و تدير وجهها له ..
وليتها ما فعلت ...عيناها سوداوان ناعسه اخطوطه الكحل الدقيق جعلها اكثر اتساعه ترفرف رموشها الكثيفه حولها ..
وغرتها القصيره ساكنه على جبهتها ..حدق فيها ..غير مدرك بالكامل لمدى حسنها ..غزاله مرتعده خوفاً..
ذاهله ..الخوف في عينيها يزيدها حسنا ً..ماذا تراني اذا كانت في نظري غزاله ..هل تراني اسدا ام ضبعا ً..
اكتملت اللوحه اخيرا ..اابتسم مجددا و تدارك اخيرا الموقف .. لكن مالذي يومض في عينيها ..؟!!!
رجل ميؤؤس منه لامحاله ..لا فائده ..فذلك الذي بين ضلوعي قد اصابه السأم ..و ركن الى الجمود ..فلا تلوميني .
اراها جميله فهل اقولها بسهوله ..ما الفائده ..فهي تعلم انها كذلك ..؟
هل انتهي الان ..و امضي ..المهم سأقول لها ما اريده ..اتقبل بحياتي من البدايه
قال بصوت واثق و كأنه يعقد صفقه ناجحه :انتي تعرفين طبيعه عملي و حياتي ..انا عايش مع اهلي و طبعا انا الوحيد ..
ضحكت في داخلها على سخريه الموقف ..و في بالها لو تدري اني ما اعرف ولا شيء عنك ..
كمل بلهجه عميقه ..و التفت ناحيتها :حياتي تكون صعبه..وضع شغلي ما يعطيني الوقت الكافي للراحه...يعني لا تطالبني بشيء ما اقدر عليه ..بنسكن في نفس البيت ..
رفعت نظره لها ورجع راسه للوراء ..نظرتها غريبه ..اعماقها تحمل اسرار و معاني ..
التمعت عيونها ..وصل للهدف المطلوب ..ايعني لا يمنح الرجل المرأه فقط الحب ..ستعيش من دونه ..ستكون سعيده بدونه
.... ارخت راسها ..تفكر بجديه
سألها بهدوء يفتح باب النقاش :تخرجت من الثانويه صحيح ؟
بالكاد طلعت الكلمه :ايه
هز راسه و ضم يديه كأنه يفكر :عندك نيه تكملين دراستك ؟
ابتسمت و رفعت راسها بشموخ :اكيد..
راقب ابتسامتها و قال بأليه بطيئه :اكيد بنلقى حل ...ارتخت نظراته بتمهل على وجهها الحسن
وقف وقال و هو يناظرها و توقع منها انها توقف معه لكن سكونها مريب :اذا احتجتي اي شيء ..كلمي سعود ..
وقفت امامه وليتها ماوقفت ..سد ذلك الضوء الذي اعتقدت انها تمدها بقوه ..والان امامه خالت نفسها فأره مرتعده
مد يده لها ..لتحتضن يدها بقوه ..بآليه سريعه كمصافحه الرجال ..بنظره ارسلتها بمعنى واضح .."ألمتني يا رجل "
ترك يدها بسرعه و كأنه ملسوع ..وابتسم لنفسه و تحرك من امامها تاركا فراغا كبيرا ..
.....يالله في امان الله .
خرج وتركها بسهوله ...و همست للفراغ :مع السلامه.

ما تحركت من مكانها بسبب الخوف الغريب الذي يجري في عروقها.
ما تعرف هل هو بسبب الفكرة اللي سبق وكونتها عن شخصيته؟ أو بسبب طريقته في الكلام واللي هي متأكدة من إنها كلها نوع من الديكتاتوريه ..
هل هو برود لسعها منه ام تخاله برودها هي ؟
أو إنها ما عادت واثقة من نفسها معه ؟
لم تجد غير الخوف في داخلها وقلبها يدق بشكل فضيع وهي متجمدة في مكانها من غير حركه ..وانفاسها ضاقت بعوده القوي .
هل صدق القدر حقا ؟
اتراه امامها ...ستصبح ملكا له ..
"مطلق "لم تشعر بالفراغ ..امعقول اهذا ما كمل عنها فضاءاتها الفسيحه ..
ايكون هذا حاضرها و مستقبلها ..
لم ترى بأنه لم يشعر بوجودها حتى ..


للحظه حست بالفرح ..كأنها اصبحت حره ..لا رقيب ..او شروط قسريه تضغط عليها ..و تطالبها بشيء لم تعد تريده
او تطالب به في الحياة ...لا وعود او عهود ..فكلهما فراغ في فراغ


لم أكن أحلم لكن كان في عينيّ شيء

لم أكن أبسم لكن كان في روحي ضوء

لم أكن أبكي لكن كان في نفسي نوء

مرّ بي تذكار شيء لا يحدّ

بعض شيء ما له قبل وبعد

ربّما كان خيالا صاغه فكري وليلي

وتلفتّ ولكن لم أقابل غير ظلّي


**********************************

خرج من البيت ..وتنفس بهدوء..مسح عيونه بيده و وقفت على انفه يشم ريحه عطرها العالقه في تقاسيم يده ..
ابتسم ..و تذكر عيونها ..تحمل اكثر مما يقدر على وصفه ..او بالاحرى لا يريد ..ان يصفه ..
سيكون بمأمن من انوثتها الطاغيه ..فليبتعد عن التدقيق معها بالذات ..
سأقصي نفسي بمنأى عنها ...لست بحاجه لأحد يذكرني ما ضاع مني ..لانه ليس بيدي .

رن جهازه ..احب ذلك الدخيل دون معرفه من هو ..ابتسم بإمتنان و هو يجيب
ناصر :مبروك ..ألف مبروك يالغالي
مطلق :الله يبارك فيك...عقبالك
ناصر :يالله اعترف..كيف كانت زياره القمر ؟
مطلق في باله و نسمه تداعب تفكيره الرجولي ....جاوبه :زي وجهي اكيد
ناصر بضحكه :اعوذ بالله يعني انخسف القمر
ضحك مطلق بصوت عالي :الله يقطع شرك ...متى جاي انت ؟
ناصر :و الله اني مسكين ..وصلت لي ساعه و مالقيت احد في استقبالي ..شفت والله اني احزن .
مطلق بجديه :ناصر تتكلم جد ..طيب ليه ماكلمتني كنت جيتك بسرعه .
ناصر بضحكه :امزح معك ..لكن لو صدق تبيني اخذك من بين احضان الحبيبه ..لا.....
مطلق بغضب مفاجئ ..قفل الجوال في وجه ناصر
مايدري هالجمله نرفزته بالفعل ..رغم انها مزحه وبعيده كل البعد عن مشاعره .
قاطعت تفكيره نغمه رساله ..فتحها "ألف مبروك ..يالحبيب "
ابتسم ..و رفع رأسه يتأمل السماء المظلمه ..ليفاجئ بالقمر المكتمل امام ناظريه ...

****************************

ريهام و اريام في زاويه ...
اريام بقهر :يا شيخه ..افتكيتي منها ..و لزقنا فيها ..
ريهام :اريام ..لا تسوين اللي سويته ..غلطه عمر ..لما تظنين انك تتحكمين بالقدر .
اريام بسخريه :من متى ؟ بعدما صار سلطان لك لحالك ..جايه توعظين .
ريهام بجديه :لا يااريام لا يروح فكرك بعيد..سلطان ماكان لي و لاعمره حيكون لي ..انا اغلطت في تحديد مصير غيري
اريام :يعني شلون ؟..كل الخطط اللي سويتيها ..طلعت ما منها فايده
ريهام :تعرفين كل شيء تقدرين تغيرينه الا الحب مالك سيطره عليه .
اريام بإهتمام غريب :يعني انتي تقولين ..ان ليلى تحب سلطان ..و هو يحبها
ريهام تحاول تخفي ألمها بعدم الاعتراف الصريح :ما ادري ..يمكن ..
اريام بإبتسامه :على كل حال ..فضي لك الجو..ألعبي على كيفك ..و خلي ليلى على طرف
ريهام:اريام ..انتبهي ..لا تحاولين تدمرين سعادتها ..
اريام بلامبالاه :و انا ويش لي فيها ..سعادتها مو على حساب تعاسه اخوي ..على كل حال ارتاحي انا ماعلي فيها اصلا
وبأمانه ما تهمني ..اخوي احسه مرتاح من غير زواج ..
طالعت ليلى بمكر و كملت بفحيح :في غيري يستنى الفرصه المناسبه ..و كل شيء في وقته حلو .
ريهام وعيونها تراقب ليلى بندم ...
وفي نفسها ..سامحيني ياليلى ..على اللي سويته .. ماادري اختيارك لمطلق كان بمحض ارادتك
او الظروف اجبرتك واوقعتك في فخها ..

************************

ليلى بإبتسامه لسمر اللي ضلت تحكي عن اخوها ..و تجزم ليلى و تقطع الشك باليقين ..ان كل كلمه تفوهت بها لم تسمعها
لكن عندما يلفظ اسمه ..تصحو حواسها من غيبوبتها ..للحظه و تعود ..
سمر :يحب القهوه اللي تسويها امي ..
و يحب النسكافيه ..ما يحب السكر كثير ..
تدخلت سلوى :شكله معقد ونفسيه بالله مافي احد ما يحب السكر
ضربتها سمر :و الله مالمعقد الا انتي ..ليلى شوفيها
ليلى بإحتجاج :سلوى عن الغلط ..تراني ما اسمح لك ..
سلوى تصفق و هند تصفر معاها ..و تدخلت سمر معهم ..و احرجت ليلى من العيون المركزه عليها
سلوى :ياعيني ياعيني .. والله قمنا ندافع ..ايه الله لنا ..
تدخلت وفاء اللي جلست في مجموعتهم .:ماشاء الله عليكم ..فرحونا معاكم ..
ليلى :ماعندهم سالفه ..تريهم مصرقعات طول الوقت ..لاازيدك ...اشرت لسمر وكملت بإبتسامه :اكتملت الفرقه اخيرا .
ضحكت وفاء :والله سمر اللقافه تجري في دمها ..ما تشوفينها في البيت ..مسويه عصابه مع بناتي .
هند :ايه صح ..سمر تقول عندك بنات تؤام .
ابتسمت وفاء و هزت راسها بنعم ..
سلوى : ماشاء الله .تبارك الله ..ويش اسماءهم ..
وفاء :اروى و رنا و رؤى ...
ليلى :يا حلوهم ودي اشوفهم ...اكيد نسخه من بعض ..
سمر تلكزها :قريب تنظمين للعصابه ..
حست بمغص قوي من هالسالفه ..و انها تترك جديها و خواتها ..
وفاء بهمس وكأنها حست بها :وشفيك ياليلى ؟
ليلى :ما فيني شيء ..واشاحت وجهها بعيد عنهم ..
وفاء :الحياة كذا صحيح ..لو ودنا كان مارحنا من بيت اهالينا ونسكن معهم دوم ...
ليلى هزت راسها ولحظه ودها تبكي ..و ترتاح
كملت وفاء وهي تربت على يدها :ان شاء الله تلقي في مطلق ..الشخص المناسب ..ما اقدر اقولك يعوضك عن الاهل
لان الاهل عمرهم ما يتعوضون ..لكن كيف اقولها ..امممم...الشخص اللي يساندك ...و يعوضك عن اللي راح .
ابتسمت ليلى من بين دموعها ...و مسحت دمعه متمرده بسرعه بكف يدها ...مستقبلها مبهم ..كيف ترتاح .
اكتفت بالصمت ..لانه ابلغ من مليون كلمه يمكن تقولها ...


**************************

انتهى اليوم على خير ...رمت فستانها في الدولاب بدون اهميه ..و استلقت على سريرها ..و عيونها في السقف
طلعت صوره باهته ..لكن في مخيلتها ناصعه ..لا تمحى ابد الدهر ..
قبلتها بحراره دموعها المنسابه على خدها ..و انتحبت بفقدان الاحبه ..من هم سبب وجودها في الحياة
هم من يصنعون الفرحه ..بعطاءاتهم ..من يتوجونها بإبتساماتهم ..
ااه يا امي ...و ااه يا ابي ..
اليوم ..سرت في طريق جديد ..لا تخافوا ليس بمفردي ..اخي كان بجانبي
فرحتهم كانت عظميه يا امي ..اخشى ان افقدها معهم ..
جعلوني انتشي بفرحتهم رغم حزني ...
اماه ...اخبروني ان مطلق رجل يمكن الاعتماد عليه ...
ستفرحين ياامي لو كنت معي ..فأين انت ؟
هل تحسبين سنين حياتي ؟ اتعلمين الان اني في الثالثه والعشرون من عمري
هل تتمنين ان تريني ..
اماه انتي في ذاكرتي ..لا استطيع محوك بعدم وجودك
تتعاظم حاجتي لكي كل يوم ...كل يوم ..
و أنت يا أبي ...
ألتمس حبك الكبير لي من خلال جدي ..
اشعر بأن تقاسيم وجهه المجعده ..قد ذهبت ..
عيناه تنطق براحه ..
كم احبه يا ابي ..اراك من خلال عينيه
و اشعر بأنك معي ..
و اخي ايضا معي ..ساعدي الايمن ..كما تركته يا أبي ..مثقلا بهمومي ..
يؤسفني ان اسبب لهم خيبه الامل ..لكن لم يكن بمقدوري الاحتمال...سامحوني

نداءات روحها و حاجات لا بد منها للحياة ..إلتمستها برغبه كبيره
فحضنت الصوره ..و استسلمت للنوم .

************************

فاتن تمسك جوالها بإحكام وسط غضبها :اريام ..انتي شو تقولين ؟
اريام :فاتن ..طيب انتي سألتي و انا جاوبتك ..
فاتن :الله ياخذها بنت اللذين ...طيب ما حددتوا يوم الزواج
اريام :لا ..صراحه ماادري ..لكن مطلق ما تكلم ..و بيني وبينك ..احس ماهو راضي في هالزواج
شكله ما يقول انه فرحان .
فاتن :هو اللي جابها لنفسه ..الله لا ..
اريام بصرخه :فاتن ..لا تدعين على اخوي ...هو ما له دخل في الموضوع ..
حتى ولو ..ما تقدرين تتزوجين واحد ما يحبك
فاتن بإنفعال :انتي ويش قاعده تقولين ..يعني اخوك قيس عاد حب هذي ليلى ...هو رفضني علشان هذا السبب
في كثير من الزواجات صارت بدون حب و عايشين و ماعليهم ....
اريام بتعب :انا ضعت معاكم ..ازعجتوني بقصتكم صراحه ..انتي من طرف و ريهام من طرف ...
ياشيخه ويش هالفراغ اللي عندك انتي وياها ..حب وكلام فارغ ..
فاتن بهم :انتي ما تحسين يا اريام ..حاسه بنار شاعله في قلبي ...
ما اصدق ان مطلق اللي بنيت عليه احلامي ..بيتزوج غيري .
و قالت بهمس :هي حلوه ..يعني احلى مني ..قصدي مين احلى ؟
اريام و هي تحك راسها :كل واحده فيها شيء حلو ..
فاتن بقهر :يعني حضرتك قلتي شيء مهم ...هي حلوه ..اكيد ..لا لا انا احلى صح ..؟ صح يا اريام
اريام بمواساه :صراحه انا اشوفك احلى منها...لا تزعلين يا فاتن ..الله يرزقك باأحسن من مطلق .
فاتن :من قالك اني ابي غيره ...مستحيل تعرفين ايش معنى مستحيل .
وبكت بهستيريا :انا ماابي غيره ..بيرجع لي اجلا او عاجلا ..ما كون فاتن ان ما جبته ..
اريام :فاتن ..شو هالكلام ..تحسبين مطلق ..اكسسوار ولا سياره ..تبكين حتى يجيبها لك ابوك .
اتركي عنك الدلع و خليك عاقله .
فاتن بعدما ضجرت من كلام اريام ...قالت بصوت متعب :انتهينا يا اريام ..جوالي الثاني يدق ..باي

وقفلت و هي تقضم اظفارها ..و عيونها تضيق وتتسع مع كل فكره ...

بهذي او بتلك ..سوف اعيدك إلي ..
لاتهمني الوسائل ..فغايتي اصبو إليها لك انت وحدك
ستكون لي ..لي وحدي ..

"وسط معمعه اريد او لا اريد ضاعت ابجديات ...(انا اريد و انت تريد و "الله" يفعل ما يريد )

*****************************

ابتسم وهو يرمي الجوال بعدما ارسل الرساله له ...
مطلق ..ايها الصديق
ما حالك ؟ اتراك عابرا بدون حدث يذكر
الم تلين ..او تصبح شخصا اخر بعد كل هذه السنين ..
اما زلت بذلك القناع الجليدي ..والمبالاه المعدومه..
ألم يرجف قلبك لانثى بقربك ولو لوهله فقط ليشعرك برجولتك ..المطموسه بين طيات السنين ..
دق الجرس ليقوم يفتح الباب ...و حالما فتحه ارتمت في احضانه تلك الشقراء العابثه..
ابتعد عنها بجسده و امسكها من كتفيها و بعدها بالقوه وهويلاحظ دموعها ...
ناصر :ماريا ...وشفيك ؟
بكت ماريا وهي تدفن وجهها بين يديها ...قالت بصوت باكي :لم اعد احتمل ..لم اعد احتمل ناسر
عقد يديه على صدره وقال بهدوء:اهدأئي ماريا ودعيني افهم ..
خطت بثقه للصاله و رمت نفسها بتهالك على الكنبه وسط استغراب ناصر ...حركت شعرها الاشقر ليبرق تحت
اشعه الشمس النافذه بداخل الشقه ..راقبها بتمعن وكل حركه صادره منه تشد انتباهه لها ...
رفعت بصرها لتبرق زرقه عيناها و الدموع تزيدها جمالا :لم اعد احتمل تصرفاتك تجاهي..لما تفعل ذلك..
استند ناصر على الجدار و عيونه مازلت ترقب كل حركه منها اجابها بمثل الهدوء السابق :ماذا فعلت ؟انا لا اذكر اني فعلت شيئا لك
ماريا :ألا تفهم مشاعري نحوك ..انا احبك ناصر احبك ..
خطا بثبات وجلس مقابلها وقال بجديه :ماريا ..ماتشعرين به ليس حبا ..انما هو ااعجاب ..
صرخت بإنزعاج :ناسر..انا لست صغيره ..اعرف متى احب ومتى اعجب ..
ابتسم و بداخله مشاعر متناقضه قال بصوت هادئ :ماريا ..اهدأي ..
كلماته كالسحر مفعولها عليها ..استجابت خانعه و عيناها ترسل توسلا لعينيه>> ان افهمني ارجوك ..

في ظاهره صلابه ..لاتكسر ولو بمنجنيق السحر و الفتنه ..
و داخله هش ..حاجته تتفاقم ..
يتيم الام والاب ..فاقد لمن حوله ..
مبعثر الحواس ..و غائب عن العواطف ..هاربا منها
مبتور ..يحتاج وحاجته تفوق قدرته على العطاء ...
عقد حاجبه لفكره طرأت في باله ...
عاقد العزم والنيه ..العوده ..العوده لابد منها
الوطن و لم الشمل ...سيطوي سنين الغربه ويدفن هذه الشقراء بين طيات الماضي ..

******************************

صباحات جديده مطله ..بظاهرها وباطنها نحن منها وفيها ...
في القريه ..حيث الصديقه موطنها..
قامت من النوم مفزوعه ..هذي المره الثانيه اللي تحلم فيها ..
شدت عليها البطانيه ..و عيونها تراقب تعرجات الجدار ...الغير مستوي ..
وجلست فجأه..وهمست بـــ ليلى ..
عيونها على ساعه الجدار..قامت بسرعه ..و ركضت لحجرها اخوها ..
استندت على الجدار ..لما لقيت الحجره فاضيه ..
اخذت ملفعها و على طول خرجت للحوش ..
نجمه :يمه ..يمه ..
ام نجمه :خير ..وشفيك من صبح الله ؟
نجمه :يمه وين عبدالله
ام نجمه :راح مع خوياه ..يقول بيروح البر وياهم
تأففت نجمه و جلست جنبها :يعني ما قدر يروح إلا اليوم
ام نجمه :ليش ويش صاير ؟
وقفت وقالت :مافي شيء..صويلح بيجي الليله صح ؟
:ان شاء الله ..
همست بإن شاء الله ..و نظراتها تصل لحد الجبل الشامخ من بعيد ..
هناك احساس يجعلها تقلق ..تتوجس حذرا..
تعرف انها في حاجه ملحه لها ...لكن كيف ترتاح ووسائل الاتصال لديها معدومه ..


************************

في المنطقه الشرقيه

جوال زياد يدق ..و هو في الحمام
قام سلطان من سريره ..وبدون ما يشوف اسم حرم دافنشي يضيء على الشاشه
بعيون شبه مغمضه فتح الاتصال
سلطان وبدون اهتمام :زياد مايقدر يرد...
ريهام بخوف :زياد وشفيه .؟.
سلطان و بدى يستوعب:مافيه شيء ..لكن هو في الحمام
ريهام برعب :طيب انت مين ؟؟
سلطان :انا ولد خالته ..سلطان ..مين معي ؟
و انقطع الاتصال فجأه ..
طالع في الجوال ..و كشر ورماه على الكومدينه جنبه
ورجع ينام بهدوء ...

في الطرف الاخر :

اهتز قلبها و ضمت جوالها لصدرها تحتوي اشواقها ..
حراره في جسدها انتقلت لعقلها ..لتشعر بنبض المشاعر من خلاله ..
مااقسى ان تكون الوحيد الذي تتلوى من العذاب ..دون ان يعلم احد بك..


لم أعرف أن حبّك تفشى فيّي كمرضٍ خبيث ..
راح يخنق كل أمل للحياة ..
يدمر كل أجهزة الدوران و التنفس و العشق بآن واحد ..!
لكن الأيام أخيراً تقرر أن أشفى منك ..
أن أتخلص من آفة عشقك اللعينة ..
و أن أسترد صحتي .. حيويتي ... قلبي و كبريائي ..
تقرر الأيام علاجي فتحقن دمي بخداعي ...


**************************

عقبك الدنيا عساها ما تكون ...
واشحلاها غير شوفك يا غرااام..
يشهد الله مسكنك وسط العيون ...
وانك اول من صحي فيها ونام..
لو تبي من عمري ايامه تموون ...
فدوتك عمري ولا فيها كلام..

تنهدت بيأس و حضنت جوالها ..هذي الرساله رقم..
غمضت عيونها ..الرساله رقم كم ؟؟؟
فتحت الرسائل المرسله و تنهدت بقهر
مسحتها كلها ..خايفه تشوفها اختها وتسوي لها سالفه
رجعت تتنهد وهي ترجع للورى ..و تسلتقي على سريرها
يارب متى يحن قلبه ؟و يشفق على حالي ؟
متي يحس اللي في قلبي له ..
تعبت وانا شايله في قلبي و ساكته ..
اصعب شي انك تحب و تتقلب على جمر العشق لحالك ..و مافي احد حاس فيك ؟؟


دخلت جود وهي ماسكه كتب في يدها لاحظت شرود اختها ..
نادتها بعصبيه :وداد
فزت وداد بخوف و هي تناظر اختها :بسم الله ..خوفتيني خير ايش عندك ؟
جود :سلامتك ياطويله العمر ..
وداد رجعت تنام ولا همها ..ضربت جود الارض برجلها بنرفزه
قالت :وداد ..صدقت نفسك ..قومي شوفي طلال جاب اغراض المطبخ ومافي احد يرتبها
وداد بتعب :مالي شده ..روحي انتي ؟
وطالعت الكتب اللي في يدها وقالت :ايش الكتب هذي ؟مين جابها
جود تقرا اسم الكتب :ارسلتها رغد لي ..
قامت وداد بلهفه و مسكت الكتب ..:بالله ..ايش دوواين شعر و روايات ؟
كانت الكتب كلها كتب علميه ..محاليل و انابيب و لغات مدمجه ..
رفعت راسها لتقابل ابتسامه جود الواسعه وقالت :ويش هذا ؟
جود بفرحه :كتب كيمياء ..ماهي حلوه
وداد تهز رأسها بشفقه وباست يدها وجه وقفا :يالله لا تبلينا يا رب يا كريم ..الناس في االاجازه يدورن الوناسه
و هذي تدور على الغثا و المغمه ..
جود :ايه خليك كذا ..عقليه متحجره .ما تفهمين شيء ..
وداد بإبتسامه :لا الحمد الله ..انا عارفه نفسي ..رياض الاطفال هو حلمي ..لا كيمياء و لا رياضيات .
جود :وقل ربي زدني علما ..
وداد جلست وراقبت اختها تقرأ الكتب بإهتمام ..سألتها :الحين صاحبتك هذي ما تقولين انها عربي كيف بالله
ارسلت الكتب ..
جود ردت عليها بدون ما ترفع راسها :قالت لي ان اخوها ..معه كتب من ايام الجامعه ..و ارسلتها لي
وداد استندت على يدها و سألتها بإهتمام :بالله . .اممم و اخوها هذا الحين ويش شغله بالضبط
جود بنفس الحاله :مهندس ..
وداد : اهاا ما شاء الله ...ايه عيال عز ويش عليهم ..
سكتت وكلمت بلغه عربيه فصحى :ولد وفي فمه ملعقه من ذهب ..
ضحكت جود و قالت بمثل طريقتها :نعم ..انه كذلك ..فاغربي عن وجهي
وداد :فكه من وجهك يا المعقده
مدت لسانها لاختها لجود و خرجت بسرعه ...
وداد رغم كبر سنها الا انها تتصرف كالمراهقات ..
وجود تلك الصغيره المهتمه بأدق التفاصيل
تشعر بأنها المسؤؤله ولاتعلم الى متى ..

عائله ابو طلال :
الاب سعيد متوفي بسرطان الرئه ..
الام :خديجه ..ربه منزل ..كانت تعمل كخياطه للملابس ..لكنها تركت شغلها بعدما توظفوا اولادها ..
طلال :و اكيد عرفتوا مين طلال ..من خلال مجريات الروايه ..
شاب في الخامسه والعشرين من عمره ..يعمل سكرتير في شركه مطلق الغانم
كان حلمه انه يصبح طبيب لكن وفاه ابوه غير مخططاته المستقبليه ...محب و هادئ و طيب القلب .
يشتغل و في نفس الوقت يكمل دراسته في الادب الانجليزي..
وداد :24 سنه ..معلمه رياض اطفال ..حنونه و تحب الاطفال مووت ..رومنسيه و حالمه لابعد درجه..
جود :23 سنه ..جادة و عاقله ..طموحه لاتحركها المشاعر تفكر مرتين قبل تسوي اي شيء ..
في الجامعه قسم كيمياء ...شغوفه بالاختراعات و كل جديد مهم ومفيد ملفت للنظر..

**************************

ليالي طويله حيث مرت على البعض ..
عيون نامت بهناء لم تذقه منذ امد بعيد ..و عيون مشتته أرقها السهر في ليل السهاد..
و مضت ايام سهله على البعض دون شيء يذكر ..
عم هدوء غريب ...تفاءل به بعضهم و الاخرون ..ينتظرون ...

مطلق ...دثر نفسه بهموم عمله ...غير عابئ بوجود تلك الدخيله في حياته
متجاهلا تلك الاشارات الوامضه في طريقه ان يغير مساره ..
ليلى ..راقصه على الشوك ..هانئه به ..
مغلقه باب النداءات الذي تريده كل انثى ..الاهتمام ..و الرعايه ..
مدعيه بعدم الحاجه له ..به او بدون فسوف تمضي >>> هي تعتقد

دخلت سلوى بسرعه وقالت :يا انسه ليلى ..او مدام ليلى..الاخت سمر تبغى تكلمك...
وقفت ليلى ..و خرجت للصاله .مسكت السماعه ..
سمر :صباح الخير ..يا حرم مطلق الغانم
ضحكت ليلى و قالت :صباح النور ..هلا سموره
سمربفرحه :كيفك ؟ وحشتيني
ليلى : تسملي حبيبتي ..و انا اكثر والله ..كيف خالتي و اريام
سمر :كلهم تمام يسلمون عليك ..احم احم ..غريبه ما ذكرت قيس بن الملوح
للحظه تخيلته قدامها ..فاشتعلت خدودها و قالت :حلوه هذي قيس ...
و في بالها صراحه ما تركب عليه قيس وين واخوك وين ؟
ضحكت سمر ..و قاطعتها ليلى :تعالي اليوم عندنا ؟
سمر :والله ودي ..ابستأذن من امي ..و اخوي و ارد عليك ...طيب اسمعي ليلى ..معك جوال ..
ليلى :ايه عندي ..لكن ما افتحه كثير .
سمر :خلاص من بعد اليوم ..خليه مفتوح ..ماتدرين يمكن في ناس ولهانه تبي تكلمك .
سمعت صوت عند سمر ..شكلها امها ..
سمر بزعل :ليلى ..امي اعطتني علقه ..تقول عن القله الادب ..
ليلى :و هي صادقه خالتي ..عن القله الادب ..
سمر :ماعليه ياليلى حسابك عندي ...الحين انا بقفل و ان شاء الله ازوركم الليله .
ليلى :يا هلا والله فيكم ...
سمر :باي يا حلوه
ليلى ..:في امان الله .
و قفلت منها ..و شردت و هي تفكر وعيونها على الهاتف ..
دخلت عمتها وقالت :خير وشفيك متسمره عندك ؟مين اللي داق عليك؟
ليلى تمر من جنبها وترد عليها :سمر
عمتها : امها جايه معها ..يمكن يحددون الزواج
ليلى عملت نفسها ماسمعتها و تركتها ..

*****
دخلت المطبخ و شافت سلوى جالسه تتصفح كتاب طبخ
ليلى تتكي على الطاوله :ويش تسوين انتي؟
سلوى و عيونها على الصفحات الملونه :و الله اكل ...اممممممممم لذيذ
اقتربت ليلى منها وطالعت الكتاب :شكلها حلوه ..لكن صعبه ..امممم شوكولاته ..الله يخسك يا سلوى جوعتيني
ابعدي عني الكتاب ..شوي ولعابي يسيل .
سلوى بتجاهل :باقي ما شبعت ..اصبري شوي .
جلست ليلى في الجهه المقابله و قالت و هي تناظر اصابعها الطويله ..:سمر يمكن تجي الليله عندنا ؟
ناظرت سلوى من فوق الكتاب :صدق ..و الله وناسه و بيجي حبيب القلب
ماحست الا بليلى تسحب الكتاب منها :لاتقولي حبيب القلب ..الرجال ما عرفته الا من يومين..
و من بعدها ما شفته ولا سمعت صوته و انتي حبيب القلب و حبيب القلب ...ما صارت عاد
سلوى بنظره سحبت الكتاب منها و قالت و هي تحرك حواجبها:علشان كذا معصبه ..
لانه ما جاء شافك مره ثانيه او حتى اتصل ..خلاص ياماما ..ابقول لجدي ..زوجوها بسرعه قبل ماتجن علينا .
ليلى وخلاص فقدت اعصابها مسكت شعر سلوى ..و هزتها بخفه ..وسلوى تضحك ..
وسوت نفس حركتها و سحبت شعرها من الشباصه ..و كل واحده تصارخ من الوجع ..
دخل سعود و هو متفاجئ ..عاده يشوف سلوى وهند ..لكن اليوم الموقف غير ليلى و سلوى
ضحك وجلس و حط رجل على رجل وهو يتفرج ..
ليلى بصوت مقهور :سلوى نتفت شعري ..يا دبه فكيني ..سعود الحقني
سلوى :دبه ها ..اوريك الدبه يا لعصلا ...سعود لا تفكها احسن لك
ليلى :فكيني ..و الله انادي جدي
سلوى :خوفتيني عاد ..مايصل هنا الا شعرك خلص
صرخت ليلى ..من الوجع
تدخل سعود و وقف بينهن وكل واحده تحاول تمسك الثانيه ...
سعود بضحكه :عسى ما شر ..مين مسوي لكم عمل ؟ صراحه المفروض هذي المضاربه تصير حدث في مثل هذا اليوم .
سلوى بضحكه :هذي اختك من تملكت شافت نفسها علينا ...
اتسعت عيون ليلى و اشرت لها بتهديد ..سعود طالع ليلى ..ابتسم اول مره يشوف اخته بهاالطريقه ...
ليلى :قله ادب ..انا اوريك فيها ..وخر يا سعود خليني اربيها
سعود :حلوه ..توك تبين فزغتي الحين مسويه مستقويه ...
سلوى تستفزها :انا ادري عنها ..طالت و شمخت ..مالت عليك انتي و زوجك ذا اللي مفتشره فيه
سعود يضحك و هو يشوف تعابيرليلى المحرجه
كملت سلوى :بالله مالقيوا الا اسم مطلق ..شو هالاسم ..قلت الاسامي عاد ..الحمد الله و الشكر
مدت يدها الا تمسك شعرها ..وبالفعل مسكتها وقالت بقهر من اختها :انتي الحين ويش دخلك فيه ..مطلق ..صاروخ
اسمه وعاجبني ..من زين اسمك ..عاد يا بلوى ..
سعود خلص سلوى من يد ليلى ...و الابتسامه على وجهه
دخلت عمتهم وهي تقول :وشفيكم ..صوتكم طالع للشارع ..ويش صابكم ..بسم الله الرحمن الرحيم
البنات طالعوا اشكالهم ..وضحكوا مع بعض ..شعرهم منكوش و وخدودهم حمرا ..
سلوى :مافي شيء يمه ..لكن اعلم ليلى الدفاع عن النفس ..
ليلى التزمت الصمت وطالعت سعود و هو يضحك عليهم ..مسح دموعه من شده الضحك وقال : اليوم تفرجت على مسرحيه
مجانا ..وانا حدي عاد كنت طفشان ..اما الحين مبسوط على الاخر ..صراحه مافي احلى من مضاربه البنات .
وخرج من المطبخ واشكال البنات في باله ..
سلوى تبوس يدها ..وتؤشر لليلى بأن اخوها انجن ..وليلى بنفس الحركه تهز راسها بنعم ..و كل هذا بصمت و إبتسامه كبيره .

******************************

في المنطقه الشرقيه ..

جالس في البلكونه ..في ليل بارد طويل من لياليه ..
دخل زياد ومعه كوب القهوه ..مده له
التفت سلطان جهته وابتسم و اخذ الكوب ..و رجع يطالع قدامه
تكى زياد على الجدار ..و قال :تعرف يا سلطان ..اني احب واحده ما شفتها إلا مره واحده..
ضحك سلطان لكن لما شاف جديه زياد ..سكت
كمل كلامه :شفتها مره ..سكنت قلبي من بعدها ..حسيتها زي الملاك ما تجي الا في الاحلام..ويش يسمى هذا يا سلطان ؟
هل هو حب ؟
سلطان ..و نصل جرحه يزيد عمقا و ألما..و لسان حاله يحكي..

في سواد الشارع المظلم والصمت الأصمّ
حيث لا لون سوى لون الدياجي المدلهمّ
حيث يرخي شجر الدفلى أساه
فوق وجه الأرض ظلاّ ,
قصة حدّثني صوت بها ثم اضمحلا
وتلاشت في الدّياجي شفتاه
قصة الحبّ الذي يحسبه قلبك ماتا
وهو ما زال انفجارا وحياة
وغدا يعصرك الشوق إليّا
وتناديني فتعيى ,
تضغط الذكرى على صدرك عبئا
من جنون , ثم لا تلمس شيئا
أيّ شيء , حلم لفظ رقيق
أيّ شيء , ويناديك الطريق
فتفيق..
ويراك الليل في الدرب وحيدا
تسأل الأمس البعيدا
أن يعودا
ويراك الشارع الحالم والدفلى , تسير
لون عينيك انفعال وحبور
وعلى وجهك حبّ وشعور
كلّ ما في عمق أعماقك مرسوم هناك
وأنا نفسي أراك
من مكاني الداكن الساجي البعيد
وأرى الحلم السعيد
خلف عينيك يناديني كسيرا ..

مشى لجهه زياد ووقف قباله ..و قال بجديه و تصميم و كأن ذروه الامل قد تفجرت لديه
عاد فارسا مترجلا من ارض الظلام ..يحمل مشعلا لفتك اشباح اليأس و الهواده في حق من حقوقه
:برجع اخطبها من جديد

زياد بصدمه و ألم و حيره ...إلتزم الصمت
كان لازم يقول له ..لابد يقول له الموضوع ..الى متى لا هو و لا اهله خبروه ..المفروض مهد له
قبل ما يبنى اماله على وهم مزيف ..
زياد مسك يد سلطان وقال :سلطان ..لازم ...
و توقف الحكي برنين جوال سلطان ..اللي ابتسم و اشار له بصمت ..ورد على المكالمه .
لا ..لا ..توقف ..لحد هنا وكافي ..
كثره الامل تسبب التخمه ..فينفجر عقلك بتلك الاحلام ..رافضها كرفض واقعك لها
وقف زياد و هو في حيره من امره ..إلى متى ..؟؟؟؟
حاول يلحقه ..يقوله ..يكلمه ..
وقفت الكلمات ..وسط ضحكاته الصاخبه..
ظن انه يغتال تلك الضحكه مبكرا ..و يصدمه ..
تراجع زياد لمكانه ..و هز راسه
بدري على الهم ..و ملحق عليه يا سلطان
بتغرف منه حتى تشبع ..الله يعينك

*********************


مطلق ..ذلك السائر على عتبات الحياة ..غير عابئ بها ؟ إلى متى ؟ علامه الاستفهام على رأسه يراها الغير ؟
و هو إلا مالا يعلمون ؟
ليلى ..بذور حياه قد نثرت على طريقها ..لكن كيف ستكون ؟
سلطان ..و ماادراك ماسلطان ..انذرات بطوفان قادم ..فما اعلم وانتم لاتعلمون ؟
والاخرون ..يجب ان يكونوا عابرون .. و ماادراكم ..عن نقطه البدايه

كبرياء الج ــرح 14-07-10 04:17 PM




http://files02.arb-up.com/i/00115/x0eockqwfqp0.gif
مساءاتكم زيزفون واروكيد
مساءاتكم زهر و اقحوان
مساءاتكم سعاده و خير دائم


البارت الرابع عشر :

سعود

بهجه سكنت قلبه ..وغمرته سعاده
لاول مره تدب فيها الحياة .....
يرى انفعالات مشاعرها ...
لأول مرة ارى روحها من خلال جسدها ...
اشعربأنها حرة تحلق في سماء الحياة..بنشوه

رنين هاتف المنزل اخرجه من سرحانه :
سعود :الو
نجمه :السلام عليكم ..ممكن اكلم ليلى
سعود مدهوش من طريقتها السريعه بالكلام :و عليكم السلام ..طيب ..مين اقولها ؟
تنحنحت نجمه و قالت بصوت هادي وخجول :نجمه
ابتسم ..عرف انها صديقه ليلى
سعود : لحظه اناديها
دخل المطبخ و شاف ليلى و سلوى جالسين جنب بعض و يضحكوا ..
تكى على باب المطبخ و ضحك ..
سعود :والله اللي يشوفكن بهالقعده ..ما يقول توكم مقطعين بعض .
سلوى :يا حبيبي ضرب الحبيب مثل اكل الزبيب ..صح يا ليلى
ليلى تأيدها :صح ..صح ..كلامك درر
ضحك سعود و اشر عليهم بيده :يارب ثبت علينا العقل و الدين ...المهم ليلى فيه مكالمه لك
ليلى وقفت و تثبت شعرها بالشباصه :مين ؟
ابتسم سعود و قال بحيله :مطلق
تشنجت ليلى و شحب وجهها ....لاحظ سعود و ضحك وهويقرب منها
:يا بنت الحلال امزح معك ...لاتموتين علينا
ليلى تضربه على كتفه :يا ثقل دمك ..يا اخي
تركته و مسكت السماعه
:الو
وصلها صوتها المحبب :مالت عليك انتي واخوك ..كان خليتوني انتظر ..لان ماعندي الاانتم
ليلى بفرحه :نجمه ..ياحي ذا الصوت و حشتيني ...
نجمه :والله انتي اكثر ..ليه ما تتصلين ..علي ؟
ليلى :اسفه ..لكن تعرفين مااحب اضايق اخوك ..بما انه مافيه الاجواله ..المهم اخباركم ..والله و حشتني الديره ؟
نجمه :الحمد لله ...كلنا بخير ..والديره على حطت يدك ما فيه جديد ..ألا المسكينه ام سعد ماتت بقرتها .
ضحكت ليلى و ما قدرت تسكت الا بصعوبه ...
:الله يقطع سوالفك ..يعني مافيه الا هالخبر .
نجمه :ايه والله هذا الجديد ..المسكينه سوت مناحه عليها ..ما تنلام والله عشره عمر ..
ليلى و مازالت تضحك ...قاطعتها نجمه : طيب خبريني عنك..
ببرود :باركي لي ..تملكت قبل اسبوع ..يعني صديقتك عن قريب تدخل عش الزوجيه ..
دوت ضحكه فارغه ..
نجمه :تمزحين صح ..
ليلى :و انا من عادتي اتكلم ولا امزح في هذي المواضيع .
نجمه بذهول :مييرالمشكله اني عارفتك ..ليلى ..صدق ..
ليلى :لحظه خليني اروح غرفتي واكلمك ..
سحبت التلفون و دخلت غرفتها ...
و كملت بهدوء :ايه يا نجمه ليش مستغربه .
نجمه :اقول لا تفجعيني ..و الله اموت و انا واقفه .
ليلى:سلامتك ..صحيح كل شيء سار بسرعه ..حصلت ظروف كثيره ..
نجمه :ويش اللي حصل ..؟قولي ما اقدر اصبر
ليلى :ما اقدر اذا رجعت اقولك التفاصيل ..
تأففت نجمه وبعدها قالت بانشراح :طيب ويش اسمه زوجك ويش هو شغله ..قولي كل شيء بسرعه
ابتسمت ليلى و بعدها كشرت لما تذكر وجهه القاسي :اسمه مطلق ..وظيفته..امممم اظن عنده شركه..عنده ثلاث اخوات
و طبعا هو وحيد امه ..و...
نجمه:خلاص وقفي ..ماقلت اعطيني دفترالعايله ...ابغى التفاصيل الثاني ..كيف شكله ويش سوى ؟؟من هالسوالف
ليلى اضطربت وهي ترد بكلمات متقاطعه :مافيه خلاف ..يعني كويس ..يعني ويش هاللسؤال ..ويش سوى ..
ضحكت نجمه وقالت :طيب كم عمره ..؟ خلاص خرجنا من الاسئله المحرجه..
ليلى :في الثلاثينات ..ممكن
نجمه ..:اوف و الله كبير ..
احساس بالضيق من ذكره انتابتها رجفه و بروده غريبه ...
ليلى :اقول اسكتي ..بالله عليك ..عكس ماهو بالمره كبير ..
و استحضرت صورته في بالها ..و غموض عينيه و سطوته الشامخه تهز اعماقها .
نجمه :صراحه ..ما اقدر اصدق ..لكن الله يعيني و يصبرني ..حتى اشوفك ..وقتها اطلع كل حاجه براحتي .
ضحكت ليلى ....
سكتت نجمه للحظه ..و عقلها ينذرها بعدم الكلام ..تشعر بها ولو لم تتكلم..يكفي حتى الان .سأراها قريبا ..
نجمه :خلاص ليلى ..اخوي بيغى الجوال ..سلمي على البنات
ليلى :في امان الله .

قفلوا من بعض وليلى استرخت على سريرها تفكر في الحاضر الغائب ..بوزت و هي تفكر كأي انثى في ايام خطوبتها
ليش ما يتصل او يزور مثل كل اثنين مخطوبين ...ضربت راسها بلطف وقالت تكلم نفسها :وانا ويش لي فيه ..
جاء ولا ما جاء ما يهمني ..و خرجت بسرعه قبل تنهال عليها الافكار الغريبه .

***************************

فيلا الغانم :

سمر تجهز نفسها ..لبست بنطلونها جينز و بلوزه بنفسجيه عليها رسم بنت بشعر اشقر ..
دخلت عليها اريام ...استندت على الباب و في يدها كوب عصير ..
اريام :وين العزم ان شاء اله ؟يا انسه ..
سمر بدون ما تطالعها و هي تلبس ساعتها الذهبيه :رايحه عند ليلى تجين معي
التوى فم اريام :لا والله ..تنكتين
سمر اخذت شنطتها و عباتها وقالت :انتي الخسرانه ..انحكري في البيت ..
اريام :من زين الناس اللي بتروحين عندهم .
سمر بتعينف :عيب يا اريام ..مو شرط تحبين ليلى و اهلها ..لكن على الاقل احترميهم علشان اخوك ..اللي ضحى بحياته
اللي نسيها علشانا .
اريام ماردت عليها وتركتها ..لكن في اعماقها تضارب مشاعر ..
اخوها بالفعل ضحى بحياته علشانهم ..من يوم ولدت و هو اللي شايل كل شيء بوجود ابوه او بدونه ..
الوحيد اللي استندوا عليه ..
وقفت شوي وطالعت للخلف ...و تنهدت .
......
مطلق اللي كان طالع لجناحه شاف سمر و هي نازله ..
وقف في نص السلم ..اقتربت منه بإبتسامه ..و هي تحرك يدها في ترحيب
:يا هلاو الله و مسهلا ..بالشيخ مطلق ولد غانم
طبعت قبله على راسه بعدما ارخى لها ..
ابتسم بحب لبنته الصغيره :هلا فيك ..على وين العزم يا شيخه سمر ..
سمر و هي تغمز:و الله معزومه ..
مطلق يهز راسه بتعجب :اوووووه فيه تطورات ..صرتي تنعزمين ..ومين اللي سمح لك تروحين من غير شوري ؟
سمر بدلع :مطلق ..فديتك لا تردني ..الناس ينتظروني ..
مطلق تكى الجدار و قال بفضول:مين اللي عازمينك ؟
ابتسامه طفت على وجه سمر و هي ترد :ناس من اللي يحبهم قلبك ...
ارتفعت حواجبه و هز راسها بأصبعه :ومين الناس اللي يحبهم قلبي ..؟
تخصرت سمر و قالت بإحباط :مطلق ..لا تحبطني ..يعني وين اروح ..اكيد لليلى ..
مطلق :اهاا ..ليلى .. ؟..صعد درجه
مسكت سمر يده :مطلق ..وديني انت ماودي اروح مع السواق ...بالمره نمر محل حلويات ونشتري
مسك صدغه وشد عليه محاول التهرب من طلبها...:راسي مصدع ...روحي مع السواق وخذي الخدامه معك .

سمر بتكشيره ..ماعلق عليها ..راقبها و هي نازله ..تنهد و صعد باقي الدرجات بتمهل .
دخل حجرته ..طالع الزوايا بصمت ..جلس على الكنبه بكسل و مد رجليه قدامه ..حط شماغه على طرف و عيونه مسمره قدام
يحاكي الفراغ اللي بداخله ..تجاهل الذات و حنين الروح ...و غربه غير معنونه في اي وطن هو ..
دخل الحمام ...اخذ له دوش على السريع ..ولبس ملابسه .. وخرج بسرعه ...
كانت سمر توها خارجه .. ومعها الشغاله .
ناداها مطلق الخارج من الفيلا..و هو يطلع مفتاح السياره من جيبه ..
سمر تطالعه من فوق لتحت بإعجاب :يا عيني على الحركات ..وين اللي راسه يوجعه ؟
ضربها على راسها و هو مار بجنبها ..والابتسامه على وجهه ..."عن طوله اللسان ..عندي مشوار ابوديك واروح له
سمر بخيبه امل :يعني ما تنزل شوي ..على الاقل تسلم و تمشي ..
مطلق :لا ...
انهى النقاس بكلمه حازمه ...وركن للصمت مثل العاده ..بدون تصريح لمايحمله او حتى تلميح يمكن ان يحس به الاخرون .
مر على محل حلويات واشترى كيك شوكولاته مثلما طلبت سمر ...
وقف جنب البيت ..و انتظر سمر تخرج ..قال لها و هو يميل ناحيه الكرسي :اذا خلصت دقي علي ..
سمر :اوكي اتفقنا ..
دخلت من الباب الرئيسي و غابت عن نظره ..ظل دقيقه واقف ..ناظر البيت و بعدها شغل السياره ....

******************************

في المنطقه الشرقيه :
سلطان و زياد يلعبون بلاستيشن ..كره قدم طبعا..
دق جوال سلطان رد بدون مايشوف المتصل
رغد بصوتها الحنون :السلام عليكم و رحمه الله ..
سلطان بإبتسامه لصوت لاخته الصغيره :و عليكم السلام ورحمه الله و بركاته ..هلا والله برغوده
رغد بحزن :ايه سوي نفسك مشتاق ..و انت من يوم رحت ما اتصلت ..
سلطان ترك اللعب و حس بحزن اخته :اعذريني يالغاليه ...لكن اعجبتني القعده هنا ..انا وزياد كل يوم في مكان جديد
صراحه الشرقيه حلوه.....

حاول يطول من كذبه و يدعي بأنه مرتاح و لاهمه احد ...
سمع صوت بكاها ..وقال بحزن :رغوده ليش البكا الحين..والا انتقلت العدوى من الوالده ؟
زاد بكاها و هي تتكلم بإنفعال :تكذب علي ..حالتنا حاله في البيت ..مافي احد مرتاح ..كل هذا علشان ليلى رفضتك ...
سلطان يحاول يسكتها ...و يده تحرك شعره بقهر..
كملت رغد :يا اخي عيش حياتك مثلما هي عايشتها ...انخطبت و مستانسه و ماعليها .....!!!!

لحظه صمت ...تتعاقب خلفها تواليا نبضات مجنونه لا تعرف السكون..ترسل لعقله اشارات خطيره ..
وكأن الدنيا اغلقت في وجهه ..بل اظلمت .
قفل الاتصال فجأه ..و طالع زياد بعذاب
زياد انتبه للصمت حوله ..لف وجهه ناحيه سلطان ..ليغرق مع في الظلام الملتف حوله ..
سلطان بصعوبه :زياد..ليلى...تزوجت غيري ..
لم تبدو الدهشه على زياد و التي قرأها سلطان ..وقف زياد و مشى ناحيه سلطان ..و الكلمات ماتت على شفاهه .
رجع سلطان يتكلم بهدوء مرعب :اقولك ليلى تزوجت غيري ..ما تفهم
هز زياد راسه و قال بيأس :ادري يا سلطان ادري ..
غمض عيونه و رجع فتحها و الصدمه تألمه اكثر من قبل مسك زياد من بلوزته و صرخ بشده:ليش ما قلت لي ..ليش ؟
زياد ..:؟؟؟؟
سلطان :قول ليش خبيت عني كل هالمده ..تعرف اني كنت ناوي اخطبها مره ثانيه و سكت ..
زياد:سلطان اهدأ..البنت راحت في حال نصيبها
سلطان بعنف و قوه ضرب زياد على وجهه ..
طاح زياد على الارض و انفه ينزف ...مسح الدم بيده ورجع يطالعه ..
قال بألم :لو انت في غير حالتك هذي كان رديتها لك .
ما قدر سلطان يستمر ..يخاف يذبحه من القهر و الجنون ..
اخذ مفتاح السياره و محفظته ..و خرج بسرعه .

تساءلت: لماذا الأيام الجميله تكون دائما في الماضي ... ؟!
ربما لانشعر بها الا بعد مرورها ...

****************************

جلست ليلى بين سلوى وسمر ...
سمر بفرحه :و الله اني فرحانه ..عاده انا ماازور اي احد في الاجازه ..
رفعت سلوى راسها عن صحن الكيكه وقالت :غريبه ..ويش تسوين ..طول الوقت في البيت ..احنا اللي في القريه
مانخلي ولابيت ما نزوره ...
سمر :يعني نروح المزرعه او نسافر الطائف بالكثير ..
ليلى :ليه ما جات اريام معك ؟كنا تسلينا شوي
تفشلت سمر من الاجابه و كذبت عليها :والله كانت نايمه...
سلوى بضحكه :عاد نايمه هالوقت ..ويش دجاجه
ضحكت سمر رغم احراجها ..وليلى التزمت الصمت ..ليست بحاجه لمعرفه السبب..فكل شيء واضح .

وقفت ليلى لما سمعت صوت سعود يناديها ...طلعت له
سعود على راس الدرج :ليلى بالله سوي قهوه ..ووديها المجلس .
ليلى :جدي وينه ..بيتقهوى معك .
سعود :لا جدي راح مع عمي محمد...
ليلى بإستفهام :ليش ؟
سعود :سمعته يقول في ضيوف بيزورونه ..ويحب جدي يكون معه .
ليلى :طيب انت وين طالع ؟
سعود و هو يطلع ا لدرج :اببدل ملابسي وانزل .


جهزت دله القهوه ..و حطت له قطعه من الكيكه ..وشالت الصينيه للمجلس..
دخلت و حطت الصينيه على الطاوله ..و فتحت المكيف بعدما وقفت على الكنبه ..وقفت قدامه وفكت شعرها ورفعته عن رقبتها
سمعت الباب يفتح ..وقالت :سعود حطيت لك كيك شوكولاته... ...
المجلس حار ليش ما شغلت التكييف قبل...اسمع ..ويش؟؟!!!!!!!
ولما التفت جهه الباب ..توقف الزمن ..و ما حست بنفسها الا وهي معلقه بين الارض والسماء و بعدها طاحت على الارض ...
ما انتبهت لنفسها وهي تنزل ..
من هول المفاجأه..حست ان الدنيا حمراء من الاحراج ..و ما قدرت توقف ..
ماانتبهت الا بيدين ترفعها من زنودها ...و توقف مواجهه سد عودي وريحه عطره تخترق خلاياها ...
حست بالحراره تحرقها ودها تهرب من بين يديه بسرعه ..
رفعت عيونها تدريجيا ..وهي حاسه بمدى قربه ..طاحت عيونها في عيونه الحاده ..
ارتجفت و سيل من المشاعر يصعقها فجأه
تحررت من يديه ..بسرعه و تراجعت للخلف ..و الخوف احساس هائل يطاردها .
مطلق بصوت لم يحبه اطلاقا :سلامات ...؟
ليلى بهمس لا يكاد يسمع :الله يسلمك ...
انحنى على الارض و التقط شباصتها الورديه ..و مدها لها ...رفعت بصرها لعيونه ..مره ثانيه ..و اخذت الشباصه بخفه
ابتسمت فجأه ...بدون سبب ..للحظه تذكرت نجمه ..لو حكت لها الموقف ..و بحركه سريعه ربطت شعرها ..
حست فيه يخطو خطوه للامام ..يعني يحاول يقترب ..حدقت فيه بعيون مذعوره و كأنها توجه رساله تقول فيها لا تقترب مني .
في معالم وجهه القاسيه المنحوته بملامح مبهمه لم تفهمها ..انبتهت للتجاعيد تتجمع في زاويه فمه ..و كأنه يبادلها الابتسام
اشاره خاطئه لم تعنيه بل لم تقصده ابدا...

********************
مطلق :

ماكان في نيته يدخل ..لكن سعود اللي شافه قبل ما يحرك سيارته ..احرجه ..
ما ظن ان نقطه الالتقاء بتكون بمثل هذا الموقف..كانت واقفه قدام المكيف رافعه شعرها الحرير ..و تلف راسها يمين ويسار
و تلبس بلوزه زهريه بأكمام طويله ..و تنوره جينز ..قامتها طويله و نحيله ...
وده يضحك على شكلها ..وكأنها شافت شبح قدامها ..في غمضه عين شافها طايحه على الارض ..
واحد ..اثنان.. ثلاثه
ما وقفت ..مشى بخطوات سريعه اتجاهها ..مسكها و رفعها ..ولثانيه فقد رغبته في تركها ..
راقب ارتعاش جفونها ..و اهتزازه صدرها ..حس برجفتها بين يديه ..تركها بسرعه ..و كأنه هو قد شعر بالخوف ..
بهدوء سألها ونفس الهدوء المخيف ..ردت عليه

لم يزل يراقب بعثره شعرها بفعل الهواء ..درس حركتها السريعه واحراجها ...ابتسمت ..اهتز الرجل بداخله و طلب المزيد
المعرفه ..كشف المشاعر الزائفه ..سر الانوثه ..تمرد رجل في حضرتها ..تحدي و خوف بعثره ..
بخطوه جريئه رأها مجازفه وهو ذلك الذي يدخل غمار المخاطره في عالم لا يعترف بالجبناء ..اقترب منها
و في نفسه يجزم ان روحه خاويه ...و السمو المعتلي هيبه حياته خاليه ...
جذبه شراره الخوف التي اشتعلت في عينيها ...يرى نفسه في انعكاس صفحه عينها السوداء ..
تذكر فيما مضى ..مثل ذلك الوميض المشتغل في بؤبؤ سوادها ..طفله صغيره كانت..وهل يعقل ياترى ؟؟
ضاع في ابتسامتها ..و ساير لسانه في التحدث مطولا بلا توقف
عقد ذراعيه على صدره و قال بصوت هادئ:ممكن اعرف سبب الابتسامه ؟
ماردت عليه ..اكتفت بالتحديق فيه ..و امتزاج من رهبه و خجل ..و عقلها ينبض بإشارات تحذيريه ..
خلتها تنسى الخطوه الثانيه ...رجعت خصله خلف اذنها ..و ارخت بصرها ..
ليلى بصوت منخفض و بدون تفكير :لأ..
رفعت نظرتها له حست انه بيضحك عليها ..عظت شفايفها ...تدور على كلمه تقولها ..
مطلق :يعني اعتبره سر ..أو ..
ليلى و انفاسها المتسارعه تهدأ :ممكن .
راقب الخصله المتمرده ..شتت انتباهه ..رفع يده و رجعها خلف اذنها ...راقب احمرار اذنها ..و ابتسم من جديد
مطلق ويرجع الى سيطرته سألها :انتي ويش جابك المجلس ؟
ليلى بإبتسامه وكأنها تستفزه و الغريبه انها نست نفسها معه ..ردت عليه و هي تأشر على الصينيه:جبت القهوه...
جمله تعتبرها طويله نطقتها ..بدون اهتزازه او رعشه تبعثر كلماتها .
للحظه حس بثوران الرجل الشرقي في ذروه التملك ..قال بصوته الواثق المخيف :كيف تدخلين مجلس الرجال ؟و انتي مو حاطه شيء على راسك ؟
بخجل الانثى رمشت عيونها ..و قالت :حسبت مافي احد .
.تكلم بصوت الرئيس الرجل ..المالك المنفرد..بعيدا عن الاحاسيس ..وفي غمره العمل وجد نفسه :ثاني مره انتبهي ..
حتى و لو كنت انا الموجود في المجلس ما تدرين من يدخل عليك فجأه؟
غازلته مشاعر جديده و شعر بذوبان يسري في جسده الساكن

إذا ضبطت نفسك متلبساً
بالغيرة "على " إنسان ما
فتفقد أحاسيسك جيداً
فقد تكون في حالة " حب "
وأنت "لا تعلم"..

في نظرتها لغه استهجان و مشاكسه قالت :يعني ناوي تجي مره ثانيه...
طالعها بإستغراب وقال:ليش في مانع عندك ؟
حركت يدها بنفي و توتر :ما قصدت كذا..مجرد سؤال؟
انحنى براسه لمستوى راسها وقال :امممم سؤال ...ارفعي راسك اشوف عيونك ..
ما قصده من ذلك ؟ اهو لا يعرف السبب ..
حدقت فيه و كأنه فحص ..تفاجئ من طلبه و اذهلته النتيجه ..
ارخت عيونها بسرعه خافت من مشاعر غريبه اجتاحتها و عقلها ينذرها من قادم مخيف.
تركت المكان بسرعه ..بدون كلمه
اصراره غريب يصنع من الحرف تفاصيل هائله ..و يعجزتفسير طوفان المشاعر التي توخزه ..
اختفت الابتسامه ..ليحل محلها الجمود ..و يتابع خطواتها بصمت .

خطوه صغيره بالنسبه لها في بدايه الطريق ..تعيدها لنقطه الغموض...
لا تعلم اظن ان خيالات الانثى بهيامها بالرجل الوحيد في حياتها قادها لمسلك اخر ..أهي مثلهن يا ترى ؟
تمردت على سكونها و تحركت من قدامه..وبدون كلمه منه وقف في مواجهه الحائط..
ليذكره بـأنه رجل لايجدي نفعا في هذا النمط من الحياه .وان مابين انثى و انثى علامات فارقه .
هل جعلها مذعوره ..هل فرت منه هاربه..اخوف ذاك ام خجل ..
وانت مادهاك..اي احمق يسأل مثل هذا السؤال.

دخلت غرفتها و قفلت الباب بعصبيه ..و عقلها يودي ويجيب ..
كلامه عادي صح ,,,,
انتي ياليلى زودتيها ..
طيب وشفيها عادي..لازم تهربين من قدامه ..مثل الاطفال
كلامه عادي ...كنتي خليك جريئه
:اووووووووووووووف
دخلت سمر و قالت بضحكه :ليلى بسم الله عليك شو فيك ؟
ليلي بضحكه مرتبكه :مافيني شيء ..سعود طفشني بطلباته
سمر :صدق ..اذا احتجت مساعدتي تراني جاهزه.
ليلى تمسك سمر من يدها :تسلمين ياقلبي ...امشي معي خليني نجلس عند جدتي
التفت لها سمر و قالت :هنوده تقول ان مطلق موجود في المجلس مع سعود ...صحيح ؟
ليلى بتوتر :ايه هو قال لي .
سمر :طيب روحي البسي ملابس كشخه و حطي ذاك المكياج .
ليلى طالعت ملابسها و في بالها يعني كان شكلي عادي ..طيب ويش رايه
قالت :سموره وشفيها ملابسي ..؟
سمر بإمتعاظ :حلوه ..لكن البسي عريان شيء ضيق ..يعني حركات و غمزت عيونها
ليلى فنجلت عيونها منها ..هي بالكاد تقف قدامه و ملابسها عاديه ...ويش عاد لو لبست اللي تقول عنه سمر لاوالله الا الموت .
ضربت سمر على راسها بخفه و قالت :ويش خليت للحريم ..توك ما فقست من البيضه و لسانك اطول منك .
مسحت على مكان الضربه وقالت :هذي جزاتي ..اللي يدور مصلحتك ..
بعدين لا تلومين اخوي اذا دور غيرك ..الشرع محلله اربع ...و اشرت باصابعها الاربع قبال وجهها
ليلى بفضول :سمر هو اخوك راعي حركات يعني ...ما تكفيه حرمه واحده ...يعني صبر كل هالعمر و يبي يتفشش في اربع نسوان ...
ضحكت سمر بشده وليلى مدهوشه منها ..
دخلت سلوى و هند على صوت ضحكتهاو قالت سلوى و هي تطالع لسمر اللي تتلوى من الضحك .:وشفيها الاخت ..ويش قارصها
ليلى بخجل :ماادري عنها ..
سمر تمسح دموع طفرت من عينها :ما ادري عنها هاه...و الله ياليلى ما انتي هينه ..الله يعين اخوي عليك .
تخصرت ليلى و كأنها تعبت من مواجهه سمر :يا شيخه تراك ملقوفه و ما تنعطين وجه
سمر مسكتها :خلاص لا تزعلين ..بقول لاخوي يراضيك ..
هذي المره ضربتها ليلى بقوه على كتفها و تركتها تتوجع ...

تحاول الهروب قوقعه مشاعر لاول مره تكتشفها ..تحاول جاهده معرفه هويتها ..لكن كيف هذا
امام صخره جلمود ..لا يوصلها الى برالامان .

**************************

في القريه :
نجمه تنيم اخوها الصغير و تغني له :سلومي ..ياعيوني...
يقاطعها صالح بضربه على راسها :اعنبوا ويش هالصوت ..لابارك الله فيك .
نجمه بقهر :مالت عليك يالثور ...صحيت الولد
جلس جنبها و نزل قبعته اللي كان لابسها :قومي حطي لي شي اكله ميت جوع .
مدت لسانها و قالت :موت ابركها من ساعه .
صالح مسوي فيها مصدوم :حرام عليك يا نجمه ..تبين ترملين زوجتي اللي ماشفتها ؟
بإشمئزاز ردت عليه :امحق ..من البقره اللي امها داعيتن عليها ..بتاخذك انت يا الثور.
ضحك صالح و قال و هي يلاعب اخوه الصغير :و الله البقره احلى من خشتك يالقرده .
نجمه بزعل :قرده تناقز فوق ظهرك و تنتف شعرك اللي باقي يالاصلع ..قول امين ..
بعد تفكير و تهدئه اعصاب قالت بهدوء وهي تميل نحوه :حاط عينك على واحده ..يا صويلح ..قول مين هي ؟؟
ضربها صالح على راسها وقال بتهديد :صويلح اصغر عيالك..و ثانيا ماني قايل لك عنها ..موتي بحرتك يالقرده
نجمه :عاد ميته علشان اعرفها ..ميير بتقولي اجلا ام عاجلا ..مين بيوصلها غيري .
قامت بسرعه و حطت سالم في حضنه و تركته مبتسم لاحلامه ..

*******************

مت أيها الليل السقيم وأبكني *** وجع الفؤاد فما نامت جفوني
وما انتهى الليل الطويل بوصلها *** حلماً ولا اكتحلت برؤيتها عيوني

بحره هائج ..كهيجان مشاعره ..حلمه ..كمحاره مخبأه في أعماق المحيط ..
ألم ينتهي كل شيء بكلمه ؟لما تعيد الاسى لجويفاء قلبك المعذب و تهلكه ..
ابسهوله تبعثرت ايقونه حلمك ..كزجاجه بلوريه ..

ليلى ...
لما الحلم منكي وإليكي ...
لما مشاعري منهكه كلما فكرت فيك ...
ألم تكوني تعويذه حياتي ..انام بها و اعيش بها ..ترافقني كأنفاسي ..
حبك هاجسي الجميل ...
غمض عيونه ..و احساس هائل جميل يتسرب من جسده ..
و لسان حاله يحكي ...قصه حلمه ...
كان حلما مثل العبير تعبق به الانفاس ... كرفرفة جناح العصفور ...
كرذاذ المطر المنعش كالشهاب المنطلق من قلب الظلام ...
كان مثل البسمة على ثغر البراءة ... مثل الهمسات في اذن الحب ...
شيئا جميلا هائلا يمد جسدي بمفردات الامل المبعثرة ... كطيف في فوج هائل من تعابير الحياة ..
ضوء ملائكي هائل يمتد من الافق ...كصورة حسناء على حرائر النهر ... ..
دفء أحال شتاء قلبي الى ربيع ... و اطل الفجر فرحا في ليلي النائم ...

لكن ما بال هذا الحلم جعلني ابكي في غمرة أفراحي ..
ما باله اصبح كصخرة جاثمة على قلبي و لا استطيع ازاحته ...
اصبح الشحوب يملأ عالمي و الظلمة تمتد الى افقي الغريب و خيالي اضمحل بألوان قاتمة ..
ارتعاش و جمود في مشاعري هدأت عواصفي الثائرة .. وصمت راكد حولي كصمت الابديه ..
ماتت اطياري او نامت في أعشاش خفيه ..
اندثرت كلماتي في وطن بلا هويه مابال هذا الحلم الذي جعل فؤادي يهوي الى القاع متوسلا النهايه ......بقلمي

وقف والتقط له حجر و رماه بكل قوته و قهره و عنفوانه في البحر ...

*********************************

صباحها جميل ..منتعش بأحاسيس غريبه
العايله مجتمعه ...خالتها غاليه موجوده ...
كانت في غرفتها ..تمشط شعرها ...رجعت خصله خلف اذنها وابتسمت ..و هي تتذكره
دخلت سلوى و تأملتها ..قربت منها و هي تؤشر قدامها ..
إلتفتت ليلى لها بدهشه ..
ليلى :خير ويش تبين ؟
سلوى بإبتسامه :الله ما خذ عقلك يتهنى فيه ..
ليلى :مافي اح ما خذ عقلي غيرك ..ناطه لي في كل مكان .إلا قول من اللي جاء عندنا سمعت الجرس .
سلوى رفعت باقه ورد حمراء و رفعت حواجبها :خذي ..شكله مطلق بن الملوح ..مسوي رومنسي ..و الله هالشيبه
خرف ..
ضربتها ليلى و هي تدور على الكرت :ما خرف الا انتي ...
مسكت الكرت ..و ابعدت عن سلوى اللي تحاول تشوف الكلام المكتوب ...
طالعت سلوى و قرت الكرت بصوت عالي :مبروك عليك مطلق ..
سلوى اخذت الكرت و بنفس الغرابه ..طالعت ليلى بنص عين قالت :مين اللي ارسل الباقه ؟
و يش قصدها ؟
ليلى هزت اكتافها و طالعت باقه الورد الحمراء ...:غريبه صح ..
سلوى بشك :لا تكون ريهام النسره..
ليلى :ما اظن ..واضح انها ندمانه و ثانيا ويش دخلها بمطلق ...
سلوى :و الله مالها امان ..اللي سوت سواتها ..توقعي منها اكثر ..
ليلى :والله مدري ..
سلوى اخذت البطاقه و مزقتها ورمتها على طول في السله ...و قالت بحزم :مكانها المناسب ..و لاتظلين تفكرين فيها
ليلى بإبتسامه مصطنعه ...و عيونها على بقايا الكرت ...


"علمت.. أن رزقي لا يأخذه غيري فاطمأن قلبي..و أن الاقدار موزعه بحكمه الجبار جل في علاه فتوكلت عليه "

************************

ليس المهم ان تفعل ما تريد ...بل الاهم ان تريد ما تفعل ..

مطلق في مكتبه ..يدفن نفسه بين الاوراق و المشاغل ..و يضيع في عالم الحسابات
بدون مبالاه ..ككل صباح يمر عليه ..لا شيء يذكر إلا ..؟؟
ارخى نفسه على كرسيه ..و تنهد ..طالع ساعته و رجع تأفف
اغمض عيونه لفتره و طلت صورتها من عمق ذاكرته ..و ابتسم ..فجأه
ارتجافات صوتها الدافئ ..ترسل له تيارات من المشاعر ..
وللحظه مرت فتاه الجبل تلك امام ناظره ..
استقام بأهميه و كانه يتوغل في جوف ا لماضي ليستحضر صورتها الفتيه امامه ..
نفس العينين ..لها ومضه الخوف و الطفوله الغريبه ..
تراها مجرده من كل شيء ..شفافه ..تسبرها بسهوله ..
تنهد وكأن تفكيره جمح لابعد ما تصور..يا للا وجود هذه الفتاه في حياته ..
هل ستذيب ذلك الجليد الذي يكسو قلبي ؟و تكسر الجمود الذي يلف حياتي ؟
مابالك ؟
هل تؤرقك تلك الحسناء ؟
هل تصعب عليك الامور ؟ بحيث تقفز بأفكارك بعيدا ..و تنتهي بها
اابعثرت مشاعرك المتجمعه ..انثى في جسم عصفور
تدعوك لحياتها ..وانت رجل من زمن قاسي بث في قلبك قوه لا تنهار امام العاطفه ..
تحتاج للركون الى زاويه وتتمتع بهدوء الحياة..
ليلى..ما سرابتسامتك المنشيه في عالمي ؟
كيف القادم معك ..وانا رجل ثائر متحدي لا اخاف المخاطره
لكن بوجودك بت اشك في ذلك .

وصله /ما لا نستطيع فهمه بالكامل لا نستطيع السيطرة عليه...


دق هاتفه للمره الخامسه على التوالى وهو في غمره تفكيره ..
رفعه ليصدمه تلك الهمسات جانبيه معذبه بين اركان الصمت ..تخدش الحياء و تمزق عذريه الاخلاق ..
تأخذك الدنيا بمفاتنها و يقودك ابليس ..إلى متاهاتها و طرقها الملتويه ..
و تظن نفسك لا تفعل إلا الصحيح ..و لا تخاف ابدا

بهمس معذب :أحبك ..
ما يقدر يجاوبها ..انفاسه طويله هادئه ..
زاد همسها ارتفاعا :و الله احبك ..
غمض عيونه ...و مشاعر تحتد و قلبه يعنفه ...بعذاب
قفل جواله في وجهها ..للمره العشرون ارهقته عاطفتها .
تركها لضعفها و في اعتقاده انه قوه منه ..
لا يلعم ان ممارسه التعذيب بقصد او بدون قصد ..معاناة للطرفين ..يجب ان ينهيها..
الى متى و هو يخفي ذلك لعله يجد من الصبر والانتظار غايه ..لكن لا فائده
.....................
اطلق نفسا قويا ..و نفخ صدره و عيونه تصل الى ابعد مايرى ..
تأمل الفراغ..و بتصميم حسم امره و انتهى .

************************
صباحها جميل ..منتعش بأحاسيس غريبه
العايله مجتمعه ...خالتها غاليه موجوده ...
كانت في غرفتها ..تمشط شعرها ...رجعت خصله خلف اذنها وابتسمت ..و هي تتذكره
دخلت سلوى و تأملتها ..قربت منها و هي تؤشر قدامها ..
إلتفتت ليلى لها بدهشه ..
ليلى :خير ويش تبي ؟
سلوى بإبتسامه :الله ما خذ عقلكيتهنى فيه ..
ليلى :ما خذ عقلي غيرتس ..ناطه لي في كل مكان .إلا قول من اللي جاء عندنا سمعت الجرس .
سلوى رفعت باقه ورد حمراء و رفعت حواجبها :خذي ..شكله مطلق بن الملوح ..مسوي رومنسي ..و الله هالشيبه
خرف ..
ضربتها ليلى و هي تدور على الكرت :ما خرف الا انتي ...
مسكت الكرت ..و ابعدت عن سلوى اللي تحاول تشوف الكلام المكتوب ...
طالعت سلوى و قرت الكرت بصوت عالي :مبروك عليك مطلق ..
سلوى اخذت الكرت و بنفس الغرابه ..طالعت ليلى بنص عين قالت :مين اللي ارسل الباقه ؟
و يش قصدها ؟
ليلى هزت اكتافها و طالعت باقه الورد الحمراء ...:غريبه صح ..
سلوى بشك :لا تكون ريهام النسره..
ليلى :ما اظن ..واضح انها ندمانه و ثانيا ويش دخلها بمطلق ...
سلوى :و الله مالها امان ..اللي سوت سواتها ..توقعي منها اكثر ..
ليلى :والله مدري ..
سلوى اخذت البطاقه و مزقتها ورمتها على طول في السله ...و قالت بحزم :مكانها المناسب ..و لاتظلين تفكرين فيها
ليلى بإبتسامه مصطنعه ...و عيونها على بقايا الكرت ...

"علمت.. أن رزقي لا يأخذه غيري فاطمأن قلبي..و أن الاقدار موزعه بحكمه الجبار جل في علاه فارتاح بالي "

****************************

ريهام في المرسم ..تصب كل اهتمامها بلوحه فنيه ..ملهمه ..وقفت قدام اللوحه و هي تميل براسها تراقب الخطوط
حكت اعلى حاجبها ..و رجعت تتأمل اللوحه ..
امها في زياره لجارتها و اخذت معها الشغاله...و ريم في حجرتها
جرس البيت يدق ..انتظرت دقيقه ..دقيقتان ..ثلاثه ..
تأففت بقهر ..
:ياووووه من ثقيله الدم اللي تزور في هالحزه ؟
خرجت بسرعه ..من المرسم طفشانه من اللي قاطع حبل تواصلها مع اللوحه ..
بدون ما تنتبه لشكلها ..
فتحت الباب بدفاشه ...و لفحتها حراره الخارج ..
غمضت عيونها بتأثر و قالت بصوت عالي :خير ..مين ؟
رفعت يدها عن عيونها وحدقت في الواقف المذهول بل المنصعق منها ..
شهقت بخوف و اطرقت الباب بقوه في وجهه ..اهتزت لها اركان البيت ..
ضربت نفسها بكف ..على غبائها ..
دخلت المطبخ بسرعه و توجهت للشباك ..طلت منه بخوف ..
ماشافت الا قامه طويله تخرج من البوابه الرئيسيه ..
تنفست بخوف و تأنيب ..و همست لنفسها :غبيه ..غبيه
ريم الخلف بصوت ناعس :ريهام ..
ضربت راسها في طرف الشباك وغمضت عيونها من الالم ..إلتفتت لأختها بلوم ويدها على مكان الضربه
:يااختي ..دستور
ضحكت ريم وهي تعدل نظارتها الطبيه على عيونها :خير وشفيه ؟سمعت صوت الباب يتقفل بقوه
ريهام بلوم :امي الله يهديها ما حبكت تزور الجيران الا اليوم ..
ريم :ليه ويش اللي صاير معك .؟
ريهام بغضب:الجرس كان يدق ..صبرت عليه ..قلت يمكن ثقيل الطينه اللي ماعلمته امه الذوق .ينقلع ويدور له شغله
لكن وين ؟ دق الماء و هو ماء ..
ريم بنفاذ صبر :طيب وبعدين ؟
ريهام :الاخ حط يده على الجرس و ما تركه الايوم فتحت له الباب ..
ريم بفم مفتوح و عيون متسعه :وفتحتي له الباب و انتي بشكلك هذا ..واشرت لها بأصبعها
ريهام تطالع شكلها ..:وشـ.....
رجعت تطالع شكلها بدون تصديق ...كانت لابسه ملابس الرسم المعتاد ..
بنطلونها الجينز الباهت و المتسخ و بلوزتهاالبيضاء بدون اكمام ..وعليهامريله مثل مريله الطبخ ..كلها ألوان ..
وطبعا شعرها حدث ولا حرج ثبتته بفرشاه ألوان منكوش من الاطرف و بشرتها معلمه بلونين أزرق واسود ...
طالعت في اختها ..برثاء و حطت راسها على الطاوله تخفي مدى غبائها ...
وريم ..لقيت لها سبب للتعليق والضحك طويل الامد ..

*****************

في مكان اخر :
ترك البيت و صورتها الطفوليه تعبث بأفكاره
ابتسم على شكلها ..
استبعد ان تكون الخدامه ..واضح انها تحب الرسم
اكيد ..الالوان على وجهها وملابسها اكبر دليل انها رسامه ..
عيونها البراقه تخالطها حده مزاجها ..
و مشاعرها تصبها امتزاج ألوان على لوحه بيضاء
ادرك ان قلبه ينبض بقوه ..
حط يده على صدره يجهل علته ..
مايصير الله يسويه ..
البنت مايعرفها ..

ردد بصوته العذب "استغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم و اتوب إليه "
و كرره لاكثر من مره يمحو بها ما طالته عينيه في ما لا يجب ...

و توجه مباشره لاحدى الاحياء الفقيره ...

في منزل يظنه المار مهجورا ..مالم يسمع صوت الاطفال منه و ان سمعه ظنه مسكونا ..
داخله ليس بأفضل حال من خارجه ..يكاد يهوي على ساكنيه ..
لكن ما لحل ؟الحياة ارتضت لهم بهذه الحاله ..
الفقر ..ليس عيبا ..وليس عارا على احد
بل العار على من يرونهم وايديهم ملقاه بجانبهم ..ووجوههم تمتعض عندما تراهم و كأنهم لا يستحقون العيش .
خرج من سيارته ..و عيون الفضوليين يقيمونها و ترتفع تقديرات صاحبها بما يرونه هم ..
يعني بإختصار المظاهر التي تكسب حاملها الاحترام او الابتذال .
اخرج أكياس و ألعاب ..زي كل مره يزورهم فيها ...
اكثر من مره يجيهم و باقي نفس النظره ما اختفت ...قفل جواله علشان ما احد يزعجه .
الحراره ..تلفح وجوههم الصغيره و هم قابعون تحت الشمس ..ينتظرونه ..بلهفه و شوق
إبتسم بحب لوجوههم الطفوليه البريئه ..
قرب طفل في الثانيه عشره من عمره ..وجهه الاسمر من اثر الشمس و عيونه الرماديه ..تجعله يتعلق فيه
كل مره يزورهم فيه اقتربت طفله اكثر جمالا..بغمازتها في وجهها المستدير و عيونها مثل عيون اخيها ..
و شعرها الاصهب يلمع تحت اشعه الشمس الحارقه...احتضنه بشوق ..و نزل لمستواه ..
؟:ليش قاعدين في الشمس يا بوي ؟
الطفل و هو يطالع اخته ببراءه :كنا ننتظرك ؟ويش جبت لنا هالمره ..
عيونه تدور على ضالته في كل مره ..
ابتسم و طالع الصغيره الصامته :و ا نتي يا حلوه ..تبين هديتك اليوم ؟
هزت رأسها بخجل ..و حطت يدها على فمها ..وضحكت ..
فتح الباب و عيونه تدور في ارجاء البيت ..
شافهم فتحوا الهدايا و كل واحد التهى في هديته ..
دخل بسكينه و كأنه معتاد على العيش بين جدرانه .
يبحث عن ظلها ..عن جسدها الضئيل ..المثقل بهموم السنين ..
كانت في المطبخ ..او بقايا مطبخ ..كم صحن و كم كوب .. ..
عيونه مرت على نحول جسدها الذي يكاد يختفي ..
كم يشعر بالبكاء عندما يراها ...
روحه تتمزق و قلبه يتقطع خوفا من القادم ..
الى متى .؟ الى متى
اطلت بوجهها و علت ابتسامه كبيره لا تستطيع اخفاءها ..
حلم صغير تجسد امام ناظريها ليرتوي الشقاء بأمل ناضج ..و تنسى العذاب كله ..
اقتربت منه و بدون كلمه لا منها و لامنه ..لمته لحضنها و لم ترتوي ..
وده يدفن روحه في جسدها و يكتفي من الحياة ..كفايه عليه يشم ريحه جسدها الطاهر و يرتوي منه ..ماعمره ارتوى
حياته ناقصها الحنان ....
مسكت وجهه بيديها الحانيه ..و ابتسمت بفرح و إبتسامتها تعكس صوره حسناء في العشرين من عمرها ..
اي كلمات قد توازي لقاءها به..ماتت على شفاه الرجاء ..و ابتهالات الحياة ..
مسح دمعه خانت رجولته ..و انتفض ..يتمرد ..يثور..يكره ضعفه في غير محله ..
تنهد بوجع ..وعيونه على ملامحها ..في كل تجعيده قصه و حلم و عذاب ..
في كل غمضه عين ..رحله و هم و عمر مهدور ..
سكونها ..صرخه مكتومه ..تمتد للعمر الطويل ..و فرحتها مؤجله ليوم في علم الغيب ..
حاله ..لا تصفه الكلمات او تعبر عنه مفردات لا تحصى ..ما يجب ان يكون او لا يجب ..هذه هي المسأله ؟!!
حزنه و جراحه..لا تصاغ بسهوله بل تبقى دفينه في قلبه ..
يدرك ان معاناته طويله و ينتظر و يصبر ..سلواه فرج قد يطول امده ..لكنه فرج ..
"ما اغلق الله باباً إلاو فتح نافذه"
سيمر ذلك الضوء ..فهو متأكد ..سيسعى إليه عداءاً..اذ لزم الامر
سيبصر النور ..و سيجعل روحها ترتوي من ربيع الحياة ..كزهر في انتعاشه الربيع ..
سيصنع سعادتها ..و يمرغ التعاسه في الوحل ..منتقما منه
سترضى نعم سترضى ..
قبل رأسها ..بحب كبير ..و ابتسمت بخجل ..


آصـبر ..,,

مــصير آلشـمـس تـطلع وأنــآ أبــوك ..,,

وأمــي ..,,

تــقول: "صــآدق كــلآمه .. وأنــآ أمــــك ..!!

****************************

انزوت لركن خالي تبكي بحرقه ..
الى متى يا قلبي تهوى العذاب وتعشقه ؟
لقد اغلقت كل الابواب في وجهي..
حتى ذاك النور الذي ابصرته صار سوادا مضمحملا ..
اكان كلا شيء سرابا ؟
اعشقت وهما ..مر بي
يا لسذاجه تلك المشاعر .

دخلت جود و تأملت اختها ..عرفت انها تعاني لوحدها قدمت لها النصيحه
لكن الفاصل كان الذي تحمله في رأسها ... والنابض بين ضلوعها
اقتربت منها ..وجلست بهدوء تراقب تلك الخطوط في يدها ..
وسالت بهدوء يخالطه يأس :سويتي اللي تبينه ؟
وداد بدون كلمه ..سوى دموع تعبر عن خيبه املها الطويله
رجعت وسألتها : شو صار احكي لي ؟
وداد :الله يخليك يا جود ..اتركيني بحالي اللي فيني يكفيني
وارتفعت الرايه حينها ..توقف و تمهل او انحرف
لم تعد تجدي الكلمات نفعا ..بل هي ضائعه لا معنى لها
مجرد حروف غير مهمه ..قد تنطق بها الشفاه لكن لا يتقنها العقل ..
و تركتها لنفسها تداوي علتها و تلعق جراحها بطريقتها ...

****************************

المنطقه الشرقيه :

كان يرتب ملابسه ..متجاهل سؤال زياد له ..
مسكه زياد من يده ولفه ناحيته ..وقال :سلطان تعوذ من الشيطان ..يعني بتعاقبني ..لاني ما قلت لك ..
سلطان بلوم :لاعقاب و لاشيء ..مليت الجلسهه هنا ..مالها لزوم..
زياد :ممكن اكون اخطأت لاني ما قلت لك ..
سلطان بسخريه :ممكن ..قصدك اكيد ..تتركني طول هالوقت مثل الغبي ..
و تقول يمكن ..هذا وانت صديقى المقرب و تعرف كل اسراري .
زياد :سلطان ..كنت متأكد انك بتعرف في النهايه ..لكن حبيت انك تكون هديت من بعد رفضها لك ..
سلطان بضيق :ابدا.. ما هديت ..لا تحسب سكوتي رضا ..انت استغفلت مشاعري وعاملتني مثل المراهقين .
زفر بقهر و كمل و هو يشير لنفسه :انا كنت مجروح .و انتم كلكم زدتم جروحي ..
و رجع يرتب في ملابسه :لا تحسبني برضا و اسكت ..ابدا
زياد بشك :ويش قصدك ؟
سلطان :قصدي واضح
زياد :سلطان انت رجال عاقل و فاهم مالها داعي تحرج نفسك .
سلطان بغضب :احرج نفسي اذا رضيت بالحاله اللي انا فيها ..ودي اعرف هي رفضتني ليش...
و الشيخ اللي وافقت عليه لاطين عيشته ..و اخليه يغير رايه ..هذي بنت خالي و انا اللي احق فيها ..
زياد بصدمه :سلطان ..انت قد هالكلام ...
سلطان :ما انا ولد ابوي اذا ماكنت قدها ..
مشى من جنبه و مسكه زياد :طيب انتظر بمشي معك ..
سلطان :انا استأجرت سياره ..ودي اكون لحالي ..
زياد بعتب :افااا و هنت عليك ...
سلطان بإبتسامه مقهوره :مثل ما هنت عليكم..
حس ان كلماته تشغل فتيل الغضب منه :انت مجنون البنت رفضتك و خلاص ...
كان لابد انها تتزوج اجلا ام عاجلا ..يعني ايش تقف لها بالمرصاد ...يا انت ..يا على الدنيا السلام ...انت مجنون
سلطان بصراخ :ايه مجنون لو تركتها تروح من يدي ..مجنون صحيح ..لو سمعت كلامك ..

تركه زياد مصدوم منه ..ابدا ماكان يتوقع يشوف صاحبه بالصوره هذي ...صوره باهته لم يعرفها ..
شعوره بالغيره مزق كل ذره عقلانيه ,حطم جلاده صبره الباقي..

فالحب الكبير يولد الغيرة .
والغيرة الشديدة تقتل الحب

**************************

جمعت كل الصور و على كل صوره كتبت تعليق و قصيده في ألبوم تحمل عيونه الساحره
تصنعها كطفله ..تداعب مشاعرها بحنان و رقه ...
احببته منذ الصغر و حملته داخلها ..فلم تنتبه بأنها لا ترى سواه في الوجود..

طلت والدتها بمكياجها الكامل :فاتن انا رايحه عندي حفل زواج ..؟
فاتن بدون اهتمام :مع السلامه
ام فاتن :شو قاعده تسوين ؟
فاتن طالعتها ببراءه مثل الاطفال و كأنها منومه مغناطيسيا :اطالع صوري القديمه ..
ام فاتن :طيب يا ماما ..تعشي مع ابوك اذا جاء
رجعت و انشغلت باللي في يديها :ابوي دق قال بيتعشى مع اصحابه ..
ام فاتن ناظرت الساعه و قالت بعجله :اوكي..تعشي وحدك..يالله انا تأخرت مع السلامه .
هزت راسها ..بعدم مبالاه ..و حدقت في صوره ضاحكه قدامها و ضحكت و هي تضمها لصدرها ..
رن جوالها فتحته على طول :اهلين
باسم:اروح ملح انا من هالصوت
ضحكت بنعومه وقالت بدلع:باسم ...خلاص
باسم :يا عيون باسم ..
فاتن :تسلم يا حبيبي
باسم :لا في هذي انا انتحر..شكلك ناويه علي يا بنت الناس.
فاتن :وينك انت ..لك مده ما تدق و لا ترسل ...ليه تتغلى علي..
باسم :يا عيوني ..وحشتك ..
لفت شفايفها قالت بدلع :اكيد وحشتني ..
طالعت الصوره اللي في يدها ..و لسانها ينطق بكلام عشق ..ما تعنيه إلا لواحد سلب عقلها
ارتسم لها من بين كل الرجال..و ما تشوف غيره ..

***********************


ابطالي في حاله سكر وانتشاء مؤقتا ...
بعضهم قد استيقظ من غيبوبه الصمت والاخرون للتو يدخلون فيها
مابين هذا وذاك ..سيعودون



الى الملتقى القريب الى ذلك الحين تحياتي اليكم اعزائي <<<<<<< كبرياء الج ــرح

كبرياء الج ــرح 18-07-10 03:15 AM


صباحكم خير و سرور اعزائي
حبيت انزل البارت الخامس عشر هالوقت لاني مشغوله لاحقا ..
ان شاء الله يعجبكم ..دمتم بود


البارت الخامس عشر :

رفع رأسه شامخا بفخر و اعتزاز و قدمه قد وطأت تلك السمراء ..ارض الوطن
حيث العشق الازلي ..حيث الاجداد وضعوا رواسي الاصاله ..
حيث تسمع في جنباتها وقع الخيول وصهيلها الحر ...فدائيه الروح والجسد هو نبع الارتواء
نبع الوفاء ..الاخلاص والتضحيه مقابل كرامه ارض و هويه وطن ..
ضمته الارض الطيبه و حضنته بكل امانه ..
ارض ليست للبيع ابدا ولن تكون بمشيئه الله ...

ابتسم و هو ينقل هاتفه لاذنه و قلبه يرن مثل ذلك الرنين المتعالي من الجهه الاخرى ..
:الو
ناصر :الو السلام عليكم
مطلق :ياهلا والله وعليكم السلام ...
ابتسم ناصر وقال :ابغى فنجان شاهي بالنعناع جاهز على الفور ..ربع ساعه وانا عندك
مطلق :ناصر ..تتكلم جد ..ليش ماقلت لي ؟
ناصر :حبيت اسويها لك مفاجأه ..
مطلق بفرحه صديق :تو مانورت الرياض ..انا جايك الحين
ناصر :ابو ناصر اقول خلك في استقبالي ..اني واصلك الشركه
مطلق بضحكه :حياك الله ...انا في الانتظار
وقفل منه وقلبه يضحك ..و اخير بيلتم الشمل و تعود الحلقه المفقوده لاكمال الدائره ..
تنهد براحه اخيرا ...صديق الحياة الوحيد بيكون بالقرب ..

******************

كان الوقت الظهيره لما سمعت طرق الباب بقوه ..
قامت سلوى من مكانها و لحقتها ليلى ووقفوا قدام الباب ..
سلوى :بسم الله ..خير ان شاء الله مين اللي يدق بهذي الطريقه
ليلى بنفس الحيره :يارب سترك ان شا ءالله خير .
خرج سعود بسرعه ..و فتح الباب ..
دخل سلطان بهدوء مبطن بثوره غضب ..و بعد السلام ..دخل للمجلس
وقف في نص المجلس و عيونه تترقب سعود ..
سعود حس بإحساس غريب جيه سلطان وراها سبب و السبب هو يعلمه :
تقرب له سعود وسأله :الحمد لله على السلامه
سلطان :الله يسلمك ...صدق ياسعود اللي سمعته
سعود :حياك يا رجال اجلس و تقهوى وبعدها نتكلم
سلطان :ماعندي وقت ,,قول الكلام صحيح او لا
تنهد سعود وعيونه ابت ان تلمح تلك الوخزات التي تتطاير من سلطان البائس :ا ي كلام يا سلطان
سلطان بنرفزه :انت تعرف عن اي كلام اقصد ..عن ليلى صحيح اللي سمعته
سعود و شاء ان يختصر ذلك العذاب وينهي امله المعدوم :ايه يا سلطان الكلام صحيح

تجرع تلك الغصات بكبرياء رجل محاولا ان لا تهزه خيبات الامل و حطام الاماني
و ان يظهر بجمود وصلابه ..غير مبالي لكن هيهات

قال بهدوء :ليش يا سعود .
ابتسم سعود و قال مسايرا لمشاعر سلطان :النصيب يا سلطان ,,النصيب يا خوي
تراجع للخلف وغمض عيونه يهدي من روعه قال بصوت غاضب : انا قلت لك اعطيني فرصه معها ليش خنتني يا سعود
استغرب سعود لهجه الاتهام اللي يتكلم فيها وقال بهدوء :سلطان تعوذ من الشيطان ..البنت اعطتك ردها و خلاص الحين
هي على ذمه رجال ثاني ..
تردد اصداء تلك الكلمه ..و كأن نصلا حادا ينغرز بداخل قلبه منطلقا اهاتا لا يسمعها سواه
رفع يده و مسح وجهه و عيونه تركز على نقطه سوداء بعيده رسمها عقله للابتعاد قليلا .. وللتروي قليلا
لمحو صوره العذاب من وجهه ولو قليلا ..وكل هذا اصبح مجرد رغبات
اقترب سعود ومسك كتفه وقال بحده صديق مبطنه بود ولين :سلطان ..انا كنت اكثر الناس فرحه لما جيت و خطبت اختي
لكن ربي ماشاء ..لا تحط بيننا الحواجز في مسأله مالنا يد فيها من البدايه ...
ابتسم سلطان يخفي مراره قد ارتسمت على ملامحه وقال : قلتها يا سعود النصيب ..النصيب
يالله انا استأذن ..بروح البيت
مسكه سعود وقال :اقعد معنا للغداء ..
سلطان :تسلم يا سعود ..لكن والله هذي رجعتي من السفر ..حتى البيت مامريته
تركه سعود والابتسامه تبدد ملامح الضيق و الغضب :على راحتك ..نلتقي ان شا ءالله
سلطان :سلم على اجدادي ..والسموحه منك يا سعود

قالها مودعا ..نثر كلماته البائسه بخيبه امل ما تلبث ان ترجع و تفتح جروحه ..و ينتظر مرور الالم عابرا بدون شيء يذكر
متجرعا طعم اليأس بحرات العذاب ونفاذ الصبر ..و تحت تلك الشمس الحارقه نفث دخانا من حلم مكتوم تحول لرماد وبقي
الغضب يشعل في نفسه نارا عظيمه .يخاف شرها و خيرها ...

*******************

دموع على مرأى الحقيقه الموجعه ..لم تكد ان تتخطاها حتى عادت و طفت على وجه الحياة..
ادركت بمراره الالم الذي صنعته لغيرها ..و هاهي العقوبه الصارمه التي تستحق ..تتجرعها بصمت.
تذبل رويدا .. رويدا ..تحت السحق المستمر لمشاعرها الحيه النابضه داخلها..

كانت تجلس في الحديقه تراقب من بعيد ..دوران نحله عاجزه عن ايجاد زهره ترتوي منها .
التفتت للقادم و ابتسمت ...جلس جنبها و مد يده لكوبها ..يشرب منه
زياد :صباح الخير
ريهام :صباح النور ..غريبه اشوفك مبكر اليوم ..شو عندك ؟
زياد :عندي مشروع جديد ..شركتنا متعاقده مع شركه كبيره ..و عندها مخططات كبيره للبناء ..
ريهام :الله يوفقك ان شاء الله ..
زياد :الله يسمع منك ..لازم ابذل جهدي ..لانهم طلبوني بالاسم
ريهام بضحكه :و الله صرت مشهور..
حرك شعره لورى و قال بغرور :من زمان ياماما..لكن انا متواضع ما اقول لكم ..
ريهام :اقول لايكثر ..انت و تواضعك
اخذت كوبها من يده ..
زياد:ميته على هالكوب ..من زينه ..الود ودي اعرف من حرف sاللي حاطته ..
و طول الوقت ماسكته ومحافظه عليه ..و لا قطعه اثريه ..
علا احمرار وجنتها بإفراط و كأنه ضغط بيده على موقع جرحها ..قالت بإرتباك :هذا حرف اعز صديقاتي .
زياد :و الله انتم يا البنات مخفه صراحه ..
ضربته على كتفه و هويضحك على تعابير وجهها ..
مسك الجوال ورفعه لاذنه و هو يتفادى ضرباتها له ..
رجع دق على الرقم ..و قال :هذا الولد بيدخلني شهار من اوسع ابوابه ..
ضحكت ريهام :اصلا انت خالص ..من هو ذا اللي بيسوي خير فيك
زياد بقلق :سلطان
بلعت ريقها وهي تسوي نفسها طبيعيه :علامه سلطان ؟
زياد :دقي على اخته اسأليها هو في البيت ؟
ريهام :وانا ويش دخلني فيكم ..دق على البيت..
زياد :ريهام و الله اتكلم جد ..بقولك لكن بعد ما تكلمين اخته و تسألينها ..
تأففت ريهام و مسكت جوالها ..و اتصلت على على رغد على طول
رغد :اهلين ..شو هالصباح الحلو اللي اسمع فيه صوتك
ريهام:تسلمين ياقمر ..ازيك يا حلوه
رغد :الحمدلله ..انتي ازيك ؟
تدخل زياد ..بسرعه قلبتيها مسلسل مصري ..
والله لو اقعد استناكم لبكره ما خلصتم من المجاملات والسوالف ..
رغد بضحكه :وشفيه الحج متولي ..زعلان
ريهام :حلوه الحج متولي ..طفشني يسأل عن سلطان يقول هو في البيت ..؟
رغد :لا والله توه خارج مع ابوي ليش يسأل ؟
ريهام تطالع زياد :يقولك يدق عليه لكن ما يرد ..
رغد :ما ادري يمكن حطه سايلنت او نسيه في السياره
ريهام :ماعليه ..سوري على الازعاج يا رغوده لكن حكم القوي
رغد :ولو ..يعني الله يخلي الحج متولي ..اللي سمعنا صوتك
ضحكت ريهام و قالت :يالله باي ..سلمي على خالتي
رغد :يصل .وانتي كمان

قفلت منها و عيونها على زياد ..المشغول بالجوال
حطت جوالها على الطاوله وسألته :الحين قول ايه السالفه اللي بينك وبين سلطان ؟
طالعها بنظرات قلقه :و الله ما ادري ويش اقول ..عجزت معه
ريهام بخوف داخله حاولت ما تظهره :وشفيه سلطان ؟
زياد :الرجال استخف ..تنهد و كمل :زعل لانه ماقلنا له عن خطوبه ليلى ..
ريهام :صراحه اي واحد مكانه ..على الاقل يتحسس من الموضوع
رجع لها وخزالضمير بعمق كبير و هي تشوف ما صنعته يدها وين وصل بغيرها ..
زياد :لا و اللي يخليه يتعذب اكثر ..انه طول المده اللي قضيناها في الشرقيه ماكان يحاول ينساها
كان يفكر في طريقه ثانيه علشان يخطبها من جديد ..

ألم /جراح /خبيه امل طويله المدى..

ريهام بحزن :مسكين الله يكون في عونه ..
زياد :ايه والله ..
اقترب منها و قال :ودي اعرف هي ليلى ليه رفضته ؟

صمت موجع /انحطاط في قعر كابوس مزعج يطول احلامها الواعده..

هزت رأسها بهدوء تنفي السبب و كل حزن العالم يقبع في قلبها ...
لا شفاء له ولا حتى دواء .....

فاصله عقل .. و ارتواء قلــــــــب

عوده لحظه ..
لاهثه و كأنها ادركت حقيقه غائبه منذ عصور ..
انزواء صامت و غياب عن الوعي
احتضار حلم و نزيف احساس حتى الموت
لابد للعوده أليس كذلك ؟
لا غربه و رحيل عن عالم واقعي
لا هروب و لا اسقاط للمشاعر
ادراك و تحدي للبصائر
لا فرضيات مؤكده او مصير محتم بلا محاله
عقاب للعاطفه و انتصار للعقل .. لابد من ذلك
شموخ سقط و صمت يعلن النهايه..............بقلمي

سمعت صوت ابوها وخرجت من قوقعتها هاربه منها
قرب منهم وهومبتسم بحب :صباح الخير
زياد يبوس راسه وتتبعه ريهام اللي قالت :صباح الورد
ابو زياد :وين امكم ؟
زياد :شفتها في المطبخ ..
ابو زياد يسأله :وانت روح شوف اجدادك وسلم عليه ..بيرجعون قريب للديره
زياد :وليش مستعجلين على الرجعه ..
ابو زياد :يعني ماتعرف جدك ..الارض والحلال شغله الشاغل ..
ريهام :خلنا نزورهم يبه بكره او بعده ..
ام زياد تدخل و الشغال وراها بالفطور :مين اللي بتزورينهم ؟
ابو زياد :تقصد اهلي ..
ام زياد :اي والله فكره .
زياد وقف وقال :انا بشوف اي وقت اكون فيه فاضي ..و بسلم عليهم .
ام زياد :وين رايح يمه..خذ لك لقمه وبعده روح
زياد :مستعجل يمه ..تأخرت عن الشغل ..يالله مع السلامه
الجميع :مع السلامه ...

*************************

واحد ..اثنين ..ثلاثه ...انطلاق

ركضت سمر ..متجاوزه التوائم ..و هي تضحك عليهم
وصلت خط النهايه ..و قفزت ..وهي تصرخ :انا الفايزه ..يييي
رؤىالصغيره :ثمر انتي تفوذين كثير..
ضحكت سمر و هي تبوس خدها :علشان انا اسرع منكم كلكم ..
شافت اروى و ريما زعلانين منها
قربت منهم وقالت :وانتم ليش زعلانين..خلو عندكم روح رياضيه
سمعت ضحك خلفها ...
نايف :الله واكبر عاد يا ام الروح الرياضيه
مساكين والله خواتي ..معطينك وجه ...زياده ..والمشكله ما يلقون الا انتي
سمر :وانت شو دخلك فينا ؟يقولك المثل يا داخل بين البصله وقشرتها ....الخ "
ضحك وقال:اما هذي صادقه فيها ..عليك ريحه زي ريحه البصله..
سمر تشم نفسها و بعصبيه قالت :نايف يالثور ..تكلم معي بإحترام ..لاتنسى اني خالتك
وقف قدامها وغطى عليها ..رفعت يدها فوق عيونها وقال :ول ول غطيت علينا الشمس
نايف بخوف :اذكري الله لا تصيبني عينك يالحسود..
سمر :ما بحسدك .بالعكس حسدي فيه فايده ..
:لا ولله ويش هالفايده يا مدام كوري..
سمر بفضول :مين هذي مدام كوري ..خدامه ؟؟
ضحك عليها و قال :لا ممرضه ...يالله قولي شو الفايده ؟
سمر :والله يا ابن اختي العزيز اكتشفت اني كلما حسدك تزيد طول في عرض ماشاء الله عليك
ضربها على راسها و تركها لكنه التفت عليها وقال :و انا اكتشفت انك مع الايام تزيدين غباء ..لا موالايام..كل ثانيه و دقيقه ..
سمر بحقد :اانا .. طيب يا نايف ...انا ما يكون اسمي سمر ان ما قلت لامك عن هذي مدام كوري ..
ما باقي الا هي تخز حتى الممرضات ..شباب اخر زمن ...
لحظات و ما وصلها غير ضحكته العاليه ...

********************

دفنـت صوت الحب بأعماق صـدري
وشربت كاس المــــر وأخفيت عبـــــرات

ومع كل ونـــة قلب قــدمت شكــــــــري
للجـرح والدنــيا ودرب المتـاهـات


مر يومها الطويل كالعاده ..لكن لم تكن وحيده ..شعور غريب يلازمها
زاد سلطان من ذلك الاشتعال الذي ظنته قد اخمد .
سلطان :
سافر ...هرب يتجرع مراره الرفض وقسوه الصفعه المتمرده على وجه الاحلام ...
سافر ...و عاد وهو محملا بنفس العذابات والاسى وليزيد عذابي انا ايضا
خيم عليها الحزن فجأه...و تركت كل العذابات تمر امام عينيها ..
احساس وجل تلك اللحظات ..لا تمحى بسهوله ..
ليس بدخيل مر على حياتي مرورا عابرا و توقف..
ليس انت ...
سامحني ..اذا استطعت
اتفهمني ..بل انت من تفهمني ..ألم تمنح صبري أمل
ألم تعلمني معني رفرفه القلب بين جوانحه..
رسائلك نطقتها عيناك قبل لسانك
ترجمتها نبضات قلبك ...فسمعتها جيدا
سامحني ..فحياتي من دونك عذاب
و معك اشد وطئا من العذاب ..
ألاتعلم ..
ضاق تنفسها ..و نقص الهواء في حجرتها ..تعثرت في خطوتها ..و طاحت
حطت يدها على صدرها ..زاد هلعها ..و تضاءلت قدرتها على سحب الهواء ..
و عيونها اغرفت بالدموع ..خافت تموت وحيده ..و بهذي الطريقه ..وينك يمه وينك يا سعود ..جدتي ..سلوى
و تذكرت كل شيء ..بتتحاسب اكيد ..كيف اعمالها في الدنيا ..ذنوبها هل محتها بالحسنات ام مرت مرور الكرام عليها
..يارب ثبتني عند الموت يارب
يارب ألطف بي ..اغفر ذنوبي يارب .."اللهم اعني على غمرات الموت "
استرخى رأسها على الارض ..و ذكرت الله بين شهقاتها المكتومه ..
دخلت هند و هي ماسكه التلفون ..قالت.:ليلى ..سمر....و صرخت بصوت عالي .و هي تجلس جنبها
:ليلى وشفيك ...بسم الله ... هند وصوتها مالي البيت ..
مسكت هند بقوه ..و الدموع تغرق وجنتيها ...
كم مر من الزمن ..كم دقيقه اوساعه توالت عليهم جميعا ...بكم حسبوا تلك اللحظات الصعبه
اكانت امنيتهم ان يغمضوا اعينهم و يفتحوها و كأن شيئا لم يكن ..
كم ابتهلوا بالدعاء عندما وقع المصاب ..كم ذللت رؤسهم لذو الجلال و الاكرام ..
دموعهم تحرق قلوبهم ..هل فقدوها بغمضه عين ..
هل رأوها جثه مسجاة ..تلفظ انفاسها الاخيره..
كم هالهم منظرها و الحياة ..قد اختفت من معالم وجهها ..
اااه لو تعلم كم يتمنون ان ينتقصوا من أعمارهم الطويله و يهدوها لها في ساعتها هذه
"اللهم ثبتنا عند المصاب الجلل"
قيمه الايمان ..و قوه الثبات ..و الحكمه من كل هذا ...
معانيه عظيمه ...فسبحان الله .

اِلـهي ما اَظُنُّكَ تَرُدُّني في حاجَة قَدْ اَفْنَيْتُ عُمْري في طَلَبَها مِنْكَ.
اِلـهي كيف اَنْقَلِبُ مِنْ عِنْدِكَ بِالَخْيبَةِ مَحْروماً، وَقَدْ كانَ حُسْنُ ظَنّي بِجُودِكَ اَنْ تَقْلِبَني بِالنَّجاةِ مَرْحُوماً.
اِلـهي لا َتَرُدَّ حاجَتي، وَلا تُخَيِّبْ طَمَعي، وَلا تَقْطَعْ مِنْكَ رَجائي وَاَمَلي
سِّيّدّيّ بّآلّقَلَبُ حَآجِهّ .. هَلّ لَهآ مِنكَ ـأنَفِرآجَهّ ..

******************


في مكان اخر :

ابتهالات نفسها الوحيده تصدع جدران الصمت..تنشط بعد غيبوبه طويله ..
رؤيته اكبر سعاده تمنحها الايام الغابره لها ..
يا ليتها تسرق مهجه الحياة .و تأخذ من عمرها مقابل ذلك .ولو قليلا ..
حتى تشبع ناظريها به و تصبر على فرقاه طويلا
..ما زلت سعادتها مضمحله و لن تكتمل إلا بإكتمال القمر ..في حياتها
تشهد لياليها سهادا طويلا ..غيرناعمه بالنوم ..او هانئه بالحياه ..
اه مااشقاك يا سنين العمر ..
و ما اقساك يا دنيا
حكمتي علي بالعذاب
حرمتني من لقيا الاحباب ..و معانقه السعاده و الامل بينهم
اسكنتي في روحي شبحا من الماضي الدفين
وسرقت اجمل سنيني ...يا دنيا
بحكم الغادرين ...
ثقلوني بالهموم ..
و حملوا عمري سموم ..
ضعت معك في خيالات ورسوم

عيناها تراقب حركه طفلين عابثين ..تبتسم لهم و ترى مالم تراه في حياتها السابقه ..
وطرق على الباب حفظته جيدا ..لذلك الزائر ..المحبب لقلبها
دخل بكل هيبه تراه و ابتسامته تمحي حزنها الماضي وتجدد امل بالغد الواعد
وقفت له بإستقبال حار ككل مره ..
:هلا يمه سعود
انصاع لها بالقبل بكل حب لتلك الطاهره
سعود :هلا فيك يالغاليه ..اخبارك ؟
ابتسمت وكأنها تقول انظرالي لقد عدت للحياة بوجودك يا ثمره وجودي

ياسنين عمري..كفايه حزني ياسنين
خلاص بأن الذي يستاهل أحزانه
لفي جروحك وكفي دمع يا عينى
غني لزهرة حياتي باقي الوانه


********************

مطلق :

فكره مشغول بذلك اللقاء القريب مع صديقه ..راحه عندما رأه ..ارتخت شده اعصابه
لم يكن ليهدا او يستكين الا بوجوده
ذلك العتيد صديق الروح ..تؤامه النقيض
مطلق مع ناصر في ا حدى المقاهي الهادئه ...
مطلق و عينه على تموجات كوب قهوته ..و تفكيره يبعد عنه كيلومترات ..
ناصر و يدق على الطاوله للفت انبهاهه :وين وصلت ..؟
مطلق :بالي مشغول ...عندي اكثر من مشروع ..و عقلي مزدحم بالافكار
ناصر بإبتسامه ..دون كلام
مطلق يقترب منه :إبتسامتك تنرفزني زياده ...طلع الحكي افضل .
ناصر رفع يديه بإستسلام :خلاص ..استسلم ..يالله عاد قول ..متعب نفسي و جاي من المطار ..
و لا ارتحت ابغى اسمع سوالفك .
مطلق ورجع يحدق في كوبه قال :مافي جديد...انت تعرف كل شيء ..اذا كنت تبي تعرف عن زواجي ..
فهو زواجي تقليدي بحت..
ناصر بإستياء :طيب ليه تقولها كذا ..و كأنك شايل هموم العالم على راسك .
مطلق :لا ..ابدا ..عندي امور كثيره تشغل بالي ..و سيره الزواج قلبت موازيني فجأه ..
ارتخى ناصر على كرسيه و راقب صاحبه بهدوء و كأنه يدرس شخصيته ...
طالع ساعته ..و دفع الحساب ..و تفاجأ بسؤال ناصر المباغت :ليه ما رفضت الموضوع او أجلته بما انك مشغول ؟
بعد لحظه تفكير قال ببساطه :نصيب . و اكتفى بالصمت ..حلا و وسيله .

يتقاسم مع الموت برودته و جموده ..
..و الصقيع و التجمد ..عالمه الوحيد ..
غائب حاضر..و تدعي الحياه ..كيف هذا؟؟

ابتسم و عيناه تتأمل حبات من عنقود ماسي...يتمعن فيها ..و بريق يلمع في اغوار عينيه .
يتأمله بهدوء ويتخيله لبرهه على عنقها ...
لم يلمسه ..ولن يتجرأ ..ان يمسه حتى ..
يتفحصه من بعد ..و عينيه تبعد اكثرمما يرى و تطوله يده ..
وفاء بنظره :ها مطلق عجبك ؟
مطلق ينقل نظره بينها وبين العقد :حلو
وفاء بخيبه :بس حلو ...يعني ما عجبك..
مطلق :عجبني ..يعطيك العافيه ..متى تروحين انتي والوالده ؟
وفاء جلست جنبه و كأنه حست فيه يضيع في الكلمات اللي وده يقولها .
ناظرته بعمق و قالت :مطلق ..علامك ياخوي ؟
مطلق بنظره عاديه :مافيني شيء ..حدي مشغول ..و..
وفاء :ياخوي شكلك ماانت فرحان ..او حتى راضي ...لاحظت عليك في الاول و قلت انك عادي ..؟
يمكن استعجلنا وانت....
مطلق :لا يا وفاء..مو هذا القصد ..انا مشغول صراحه ..
وفاء :يا خوي ..شغلك ما قلنا فيه شيء ...الكل ملاحظ عليك انك ما تهتم ..
حتى امي بدت تفكر انك ما تبي تتزوج إلا علشان خاطرها ...قول يا خوي
مطلق :ابدا يا وفاء ..تعرفين في البدايه ماقدرت اتزوج لان حالتنا ما كانت تسمح ..
مسحت فكره الزواج من عقلي حتى اشوفكم مرتاحين في حياتكم ..
و اشار بيده على حاله و قال ساخرامن نفسه :شوفي الحين وصلت للثلاثين لكن رغبتي في الاستقرار و تكوين عائله ..
انخمدت داخلي ..تعودت على حريتي و استقلالي ..و فكره زواجي شلتها خلاص من راسي ..
وفاء برفض واضح :في اعتقادك مبررك هذا بيمشي علي ..يا اخي كل الرجال الحين ما يتزوجون إلا في الثلاثينات ..
هذا سن النضج يا ولد ...
ضحك مطلق وقال :انا نضجت من يوم عمري 17سنه ...وسكت لحظه و مرت على وجهه معالم حزينه ..

سكتت وفاء و نفس الحزن يمر عليها ...هي في هذا الوقت كانت متزوجه ...
لكن عاشت معاناته اللي يحاول يخفيها عن الجميع ...
واضحه في خطوط وجهه و تمر من خلال عينيه كلما ذكرت طفولته التي لم يعشها كما يجب ..

انتحل ابتسامه مصطنعه و قال بصوت جامد :بروح المكتب عندي شغل ضروري ..
مشكور ياام نايف ماقصرت تعبتك معي ..لكن و الله يالحريم ما يندري عن اذواقكم ..
ضحكت وفاء و وقفت معه :انا كم عندي مطلق ..يا علني فداك ياخوي ..ام عن الذوق ترى ما يحتاج ...بيعجبها اكيد .

ابتسم و ترك المكان بهدوء ..كتلك اللتي تعتلي زاويه من دماغه و تنهال عليه بصبر وتمهل...
دخل مكتبه ..و تجاهل الظلام اللي تقبع فيه ..جلس على كرسيه ..و عيونه تحدق في الظلام و لا يرى الا نفسه فيها..
و مشاعر تحاكي روحه الحزينه ..
اغمض عينيه ليسدل ستاره الحاضره و يمر من خلال الماضي عبر اله الزمن التي لا تتوقف في دماغه ..

كان في السابعه عشر من عمره عندما اودع والده لمثواه الاخير ...
لم يكن يتوقع ان يعيش بمفرده مسؤؤلا عن والدته و ثلاث بنات ..
صراعا قويا مع الحياة كان يصرعه كل مره ..ليشتد عوده و وينطلق في الحياة كرجل في الاربعين من عمره ..
لم يكن يحتمل تلك النظرات الغريبه و القريبه من الناس ...
تشفق لحاله و صعوبه المشاق التي يعانيها و كان ذلك لا يزيده الا قوه و صلابه ...
والده ذلك الرجل الخمسيني ..زرع فيه الكثير ..محاولا ان يتدارك الزمن الذي يسبقه ..
متوقعا يوما كهذا ..فدربه على العيش بكرامه و قوه الاحتمال ...
و بعدها اودع فيه مراره القسوه و المعاناه و ترك الحياة ....

لم يبكي ابدا ..حتى ولوانفرد بنفسه و عصرت به الذكريات و احتدت الالام والصعوبات عليه ..
كان يحتمل و يحتمل ...من اجل والدته تلك المسكينه التي لا تنضب الدموع في عينيها كلما تراه ..
او حاجه طفلتين فقدتا والدهما في سن مبكره ..و احده منهما لم تبصر النور بعد ..

لم يعش يوما تلك الطفوله المسماه ..كان غريبا عنها ..والده كان مصابا بفشل كلوي ..
اضطروا بعدها لترك قريتهم و اللجوء للمدينه ليكون قريبا من المستشفي الذي يتعالج فيه ...
كم كان ذلك صعبا ...ان يقاسي الحياة تدريجيا حتى تصرعه بضربه واحده ...
يوما كان نقطه تحول في حياته صنعت منه رجل اعمال ..يوما لن ينساه ابدا ..

معاناتي وَصلت للقمة وحُـزني يشتدْ
اليأس بدأ يتسلل الى نفسي المُتهالكَــة
لكنـ هل تعرفون ما هي المعاناة !
أن تعيش وقلبك فارغ ٌ من الحب
تلك معاناة
أن تكون على الهامش ولا يفكر بك أحد
تلك أيضا معاناة.................منقول

فتح عيونه و اعصابه اشتدت بخوف ....
صرخه دوت في المنزل ..جعلته يودع ذكرياته خزائنها و يهرول بسرعه ..


مآيرد النفس عن درب السخط غير القناعه
والرضا حكمة تشد العزم بالحزن الثقيل

مالنا لاثار موج الهم واشتد اندفاعه
غير دعوة رب هذا الموج والخافق ذليل


*********************


قاعد مابين اخوانه الاثنين ..يضحك على سوالفهم ويشاركهم اللعب
وامه البسمه ما فارقتها ..
سعود ناظر ساعته و انتبهت امه له وقالت :يمه سعود ..اقعد شوي
ابتسم سعود وقال :ماعليه يمه بمركم كل يوم ان شاء الله..تأخرت قريب يأذن المغرب ..
و انا مقفل جوالي ..و جدي اكيد بيفقدني اروح معه المسجد ..
ام سعود :و كيف جدك باقي على عناده ؟
سعود ابتسم وقال :الله يعطيه العافيه ..مثلما هو ..
غمضت عيونها للحظه ..و ذكرى ذلك اليوم تمر امامها ...
احمد ذلك العاشق ..في لحظه اطلق عليها رصاصه الاعدام ..
كلمه قد اطلقها في لحظه قوه و عوده العقل الغائب في سكرات الحياة..
ظنت بأن حياته كانت لها هي ..ذلك الذي فقدته مبكرا لم تسطيع ان تعطيه اياه
بل افقدته ذلك الجوهر المهم في الحياة ألاا وهو بر والديه..
تجرعت غصات الحقيقه و كادت ان تختنق بها ..
رأته يذبل يوميا امام عينيها ..و جسده يشيخ قبل اوانه ..
مرضه و دواءه كان بيدها هي ..تركته يتخبط في كوابيس صنعها القدر له بإرادته ..
لكن الايام مثلما دارت على غيرها شاءت ان تنقلب عليها ...
و ان الله يمهل ولا يهمل ابدا ..مهما طالت انفاسنا وامتدت سنون اعمارنا ..
شمخت للسماء ..كمذنبه و الندم حبيس صدرها للابد ..
"ربي اغفر ما قدمت يداي "
صرير الباب الخارجي اعادها الى ذلك المستنقع الذي تعيش فيه .. تجهم وجهها لمرأى لا تريد رؤيته لنهايه حياتها
و اتجهت نظراتها لسعود ..المحتد النظرات على ذلك الكريه و لثانيه قد تخونه مفاهيم الصبر و اللامبالاه ..
ذلك الواقف يشعره بالتقزز وانه يغوص وسط بركه موحله و هي عينيه الخبيثه..
اتكأ ذلك العربيد بثقله دون تركيز ..وقال بصوت متهاوي مثله الى القاع : مين عندنا ؟ياهلاوالله بحفيد السلطان ..
انا اقول الحارة المعفنه اليوم منوره ..
ووجه كلماته الباقيه لام سعود :ليش ماخبرتيني يا ثريا ..كنت انتظرته معك ؟

وقف سعود و شد قبضه يده و وده ينزل في اللي واقف قدامه بدون اتزان حتى يلفظ اخر انفاسه ويرتاح منه
خطى خطوه لقدام و ومسكته امه ..و في عيونها اشارات توسل ورجاء ..و راقب عيون طفلين بعيونه المحدقه
واكتست بحنان بسرعه ..ورجع لسنين للخلف..لو ما جدهم اخذهم بالقوه من امه ..لكانت نفس مشاعر الخوف
اللي يشوفه في هالاثنين تنقلب عليه ..
ابتسم يبدد الخوف و الحزن من عيون طفلين بريئين ..و تحرك لزوج امه و قال بصوت واثق :تعال معي يا سالم
و سنده حتى دخله غرفته و رماه على فراشه ..
وراقبه يشخر كالبهيم في نومه ..استغفر الله على ذنب غيره ..و تحامل على نفسه وخرج بسرعه
و دع امه بغصه و وعد بزيارتها قريب..و امنها على نفسها
وركب سيارته ..ظل دقايق يفكر قبل يحرك .و همه كيف يأمن عربيد يبيع نفسه علشان الشراب على امه واخوانه ..

***********************


مطلق :

لايعلم اي احساس اعتلى قلبه ذاك و ينكره بشده بل يمضي عليه بتجاهل ..
لايعلم كيف صمد و هو يراها ..بحاله سكون غير ارتجافات قلبها ...و شهقاتها المعذبه ..
حملها بين ذراعيه كطفله ..شعر بها ..تغلغلت في روحه ..
ادرك بحجم كبير من الاهتمام و المسؤليه ..لن يدير ظهره بسهوله ..و إن شاء فإنه لا يستطيع تجاهل النداء داخله.
شاءت الاقدار ان يكون هو من ينقذها ...

صرخه سمر و بكاءها ...استطاع ان يفهم من خلاله ان ليلى قد أغمي عليها ..دق على جوال سعود لكن وجده مغلق
خرج من البيت بسرعه ..تستحثه حواسه على الاسراع ..كلمته سمر ان سعود مو موجود في البيت ..و اسرع لبيتها
دق الجرس مره مرتين ..الثالثه ..طلت هند الباكيه ..ومن اثرالصدمه حتى حجابها مالبسته ..
غض بصره و سألها بحده :وينها ؟؟؟؟ بنبره يشوبها الخوف قد استغربها هو نفسه

اشرت له في الداخل ..خطواته سريعه و ضايعه في البيت ..و من صوت البكاء في الدور العلوي ..
قادته خطواته الواثقه بسرعه ...دخل غرفتها كانت عمتها و بنت ثانيه جالسه جبنها ..
والجد يمسح على وجهها بالماء ..
الجد :اقرب يا مطلق ..و شيلها ما لي شده عليها يابوك ..
كانت تفتح عيونها وتغلقها ..و همهمه تخرج منها بمعاناة..
و بدون سابق انذار ..تقدم و رفع راسها على ركبته ...
قال بعصبيه و نظره منصب عليها :اعطيني عبايتها..
رمت سلوى العبايه عليها و شالها بسرعه ..كانت خفيفه ..كأنها طفله صغيره ..
شعر بأحساس يتسلق فقراته و يدخل عالمه المتجمد...
ظل معها حتى تطمن عليها من الدكتور ..
كانت ممده على السرير و مجرى تنفسها طبيعي ..اقترب منها ..مستغل اغفاءتها و عدم وجود احد معه ..
كانت شفايفها مزرقه بعض الشيء ..شحوب وجهها ..و شعرها المنثور على المخده بإهمال..حدق فيها متفحصا بدقه ..
رفع يده يرجع شعرها خلف اذنها ..و نزلت يده معانده احتجاجات قلبه ..مر بأصبعه على خدها الناعم ..و تمهل في مروره
لاحظ ارتعاشات جفونها ..و توقف ..

"وما كنت ممن يدخل العشق قلبه و لكن من يبصر جفونك يعشق ."

انولدت مشاعر بداخله و هو قريب منها ..حاول يبددها لكن استعصى عليه ..مسح على حاجبها بأصبعه ..
و شال يده بسرعه ..و عينه عليها ..دق جواله و في قلبه امتنان للشخص المتصل ...
ابتعد عنها معاكس رغبته و خرج يرد على الاتصال .
مطلق :هلا سعود و.وينك انت ؟
سعود بلهفه وخوف :انا في الطريق ..كيفها طمني عليها ؟
مطلق :بخير ..تمهل في السواقه ..انا معها و الدكتور طمني عليها
سعود :الحمد لله ..الفضل بعد الله لك يا مطلق ..
مطلق :يا رجال ...احنا اهل ما بيننا افضال ..المهم انت لا تسرع
سعود :لا خلاص قربت ..

قفل منه ..و احساس هائل يضغظ على افكاره و يشتت معاني الفهم لديه
بنظره بعيده لغرفتها ..تنفس بعمق وابتعد اكثر..


أنا وآحد من العالم أنا جملّه تحتها خط
أحاسيسي { غريبه} من بدآيتها لـ تآليها

**************************

في المستشفى

تشعر بالبروده يلف جسدها ..و هواء بارد يتسلل إلى رئتيها ..شيء غريب يلفها ليس المكان نفس المكان
عيناها تبحث عن شيء مألوف ..تستقرعليه.
ازالت كمامه الاكسجين ..سمعت صوت جنبها ..ألتفت كانت سلوى نايمه على الكرسي وفمها مفتوح
ابتسمت ليلى ..عدلت جلستها ..فأصدر السرير صوت صحيت سلوى على اثره
سلوى وهي تمسح عيونها و توقف بسرعه :ليلى ..إنتي بخير ؟ حمد الله على سلامتك .
ليلى :الحمد لله ...الله يسلمك يا قلبي ..ويش اللي صار لي ..؟
سلوى :ما تتذكرين شيء ...يوم شفناك محمله قلنا ميته ...ذكرتيني بدق على البيت اكيد جدتي قلبتها مناحه
ليلى رتبت شعرها المبعثر :قولي لها اني طيبه ..ما علي خلاف .
سلوى و هي ترتب اللحاف عليها :اقول اسكتي انتي ...شوف وجهك كيف صاير ..
ليلى :خلاص دقي على سعود ..خلينا نروح مالها داعي قعدتنا ..
سلوى بخوف :لا يا حبيبتي ..كفايه اللي سواه اخوك فينا ..اذا جاء تفاهمي معه ..يالحين شايله في خاطري منه ..
لا و الاخ يردها علينا ..انا ويش ذنبي ليش قفل جواله ..يوم احتجنا له ما لقيناه...
ليلى بفضول :طيب من جابني هنا ؟؟؟؟؟
انفتح الباب فجأه و طل عليها بوجهه المحبوب ...ابتسم براحه لما شافها صاحيه ..
مشى لناحيه سريرها ..و مسح على شعرها وعيونه تنطق رأفه و محبه كبيره لها ..
بصوته الدافئ :كيفك الحين ان شاءالله طيبه
ليلى بإبتسامه تتطمنه على حالها :الحمد لله..اصلا ماكان فيني شيء ..كنت اتدلع عليكم
سعود :واضح عليك الدلع ..و تجهم وجهه ..
مسكت يده و قالت :و الله مافيني شيء حسيت بتعب خفيف و الحمد الله انا طيبه الحين ...
سعود:الحمد لله ..
ليلى :يعني نمشي ..
سعود بإستغراب :وين ؟
ليلى :للبيت ..انا بخير ..ليش نقعد .
سعود :لا ياماما ..فيه فحوصات واشعه ..مادام احنا في المستشفى ..لازم نخلص كل امورنا ..ونطمن اكثر ..
و ناظر سلوى اللي كانت متشاغله في الجوال ..و وجهها احمر شكلها زعلانه منه ..
غمز لليلى و قال : بعض الناس ما يليق عليهم الزعل ...
تنحنحت سلوى و طنشت و كأنها ماسمعت رغم انها تعرف ان الكلام موجه لها ...
ليلى تطالع الاثنين بإبتسامه ..
مشى لناحيه سلوى و قال بمزح :سلوع ..ياحبي لك اذا زعلت ..تصيرين دبه اكثر ..
ضربت بطنه بكوعها و رفعت راسها له :مالت عليك ..حتى ما تعرف تراضي ..
يا اخي مصيرك تتزوج ..بتقول لمرتك صرتي دبه ..على طول تعطيك مخمس على وجهك ..
ضحك و هو يمسك بطنه من ضربتها :يا سلام عليك ..لازم اللي اتزوجها تكون رشيقه ..
للحظه ابتسم لفكره متفرده داخل رأسه ...و ذكرى عذبه مرت على باله ..
سلوى :ايه هين ..الله يعطيني طوله العمر ان شاء الله ..
ضحك و تجاهل جملتها و تحرك لعند الباب و قال لسلوى :يالله امشي ..بنجيب ملابس لليلى و نطمن الاهل ..
ليلى :سلم عليهم كلهم و طمن جدتي علي ..و لاتصيفون علي ..
سعود :لا توصين ...اشوفك على خير بمرك في العصريه مع الاهل ..
خرجت سلوى مع سعود ..ليلى رجعت شعرها لورى اذنها و الملل واضح عليها...

استرخت على سريرها بهدوء ..الوحده تخيفها وبالاخص في مكان غريب ..
عينها على الباب كل حركه و كل صوت يوترها زياده ..
غمضت عيونها تتذكر اللي صار لها ..كان شيء جاثم على قلبها ..
و هدأت احاسيسها ..و عيونها تعانق الظلام ..مسترسله في نوم هادئ ..


ســآعآت ..,,

أحــس أنــي وطــن ممــتلئ نـــآس ..,,

وســآعآت ..,,

أحــس بــوحدتي وأتــحطم ..!!


************************
بعد العصر في المستشفى

دخل سعود للدكتور المشرف على حاله ليلى ..
سعود :السلام عليكم
الدكتور :و عليكم السلام ..هلا اخوي
سعود :هلافيك ..ان اخو المريضه ليلى ..جيت اطمن على حالها ..
الدكتور يجلس على مكتبه و يشير لسعود بالجلوس : تطمن يااخ سعود ..انا كلمت زوجها و طمنته على حالها ..
سعود حس براحه داخله ..و سـأل الدكتور :ويش اللي تعاني منه بالضبط لان الحاله هذي دائما تجيها
الدكتور :ضيق التنفس و الاعياء اللي تصيبها ..كانت نتيجه فقر الدم لان الاكسجين مايصل الدم
..ان شاء الله الادويه والبخاخ تساعدها ....
سعود :هذا الشيء خطير على حياتها ..
ابتسم الدكتور:لا ..الحمد لله ...صحيح بعض الحالات يمكن تتطور
و توصل للغيبوبه لكن الحمد لله اختك جات في الوقت المناسب
سعود بخوف :الحمد لله ربي ستر ..
الدكتور بإهتمام :اختك تحتاج لنوع من الغذاء ..علشان يساعدها و بالاضافه يا اخ سعود ابعدوها عن القلق
و الضغوط النفسيه ..لانها ايضا تكون سبب في مثل هذي الحالات ..
سعود بتجهم و كأنه يستعرض حياة ليلى ,,
كمل الدكتور :اذا كانت تحتاج المساعده يمكن اقولك على اسم اخصائيه نفسيه ..
سعود بإعتراض :اختي اعرفها ما بتوافق ..اشكرك على تعاونك ..طيب عادي ترخص لها ..
الدكتور :خلوها في المستشفي هاليوم ..بنطمن على حالتها اكثر .
وقف سعود و صافحه بإحترام ..و شكره على مجهوده و خرج
في الممر ..صادف مطلق الواقف جنب غرفه ليلى
ابتسم له ..و اقترب ..كان مطلق سرحان مشغول بالمسبحه اللي لفها على اصبعه ..
إلتفت فجأه لسعود ..ووجهه نفسه سوى خط ابتسامه ظهرعليه ...
سعود :وشفيك يالنسيب ..ما تدخل
مطلق :الاهل موجودين هنا ..قلت اخليهم بحالهم
جلس سعود و تبعه مطلق ..و بعد لحظه صمت
قال سعود :الدكتور قال انك سألت عن ليلى
مطلق :بعدما فحصها ..تطمنت عليها ....رنت كلمته داخل رأسه دلاله على اهميته
سعود و هو يشد على ركبه مطلق :ما شكرتك يامطلق على اللي سويته مع ليلى ..
مطلق :انا ماسويت شيء ينذكر ..ولو انت مكاني كان سويت اكثر ..
سعود :الحين اقدر ارتاح ..امنت مستقبل اختي مع شخص مثلك ..

كان الصمت وسيله و حلا لينأى إليه ..يبعد عنها حيث تجلس ..و تلك المشاعر تشتعل في داخله و لا تخمد ..
كلمات سعود حملته أمانه غاليه ليحافظ عليها..اترى سيقدر على ذلك ..ام سيضيع وسط الحياة و تضيع معه
سيعطيها ما يملك ..فيما لايملك فلا حكم عليه فيها ...
سيمنحها ما يستطيع ..و يترك ما لا يتسطيع جانبا ..حتى تقضي محكمه الحياة فيها ...

**********************
في فيلا الغانم ..

تشاغلت وفاء بالاتصال وسط انظار ضيوفها ..متنهده مابين فتره واخرى
وداد :وفاء ..تراك ازعجتيني معك ..مين تتصلين فيه طول هالوقت ؟
ام مطلق :والله يابنتي زوجه ولدي .تعبت شوي ..وهي تبي تتطمن عليها ..
ووجهت كلامها لوفاء :خلاص يمه يا وفاء ..البنت بخير..واخوك اكيد مو فاضي .
ام طلال :الحمدلله على سلامتها ..
وفاء :الله يسلمك ياام طلال ..لكن قلت اكيد هو عندها ..و حبيت اكلمها واتطمن عليها .
وداد :اكيد مو موجود عندها ..كان رد عليك
ام مطلق :الا انا كلمته قبل وقال انه في المستشفى مع اخوها ..الله يشفيها يارب
تمتمت وداد بهمسه بعيد عن مسامعهم وعيونها تحدق في وفاء ..
قامت وداد وجلست جنب وفاء و سحبت الجوال من يدها وقالت بإبتسامه :وين بناتك الحلوين ودي العب معهم ؟
حاولت وفاء تاخذ جوالها وقالت :والله انك فاضيه..انا مشغوله بمطلق وانتي ودك تلعبين .
وداد :خلاص ..قالت امك انها طيبه ..اكيد مطلق ماراح يقعد طول الوقت عندها .
طالعتها وفاء وقالت بإبتسامه :وانتي شو دراك انتي لو تدرين مين اللي نقلها المستشفى ..
ضحكت ام مطلق وقالت :الله يطول بعمره ..بغى يستخف يوم سمع عن طيحتها ..
تغيرت ملامح وداد و اكتفت بالصمت والهدوء بين الابتسامات والاشاده ببطوله ذاك يعتقدونه يعشقها ..لا لا ابدا ليس كذلك .

*****************************

ليلى :

تعبت نفسيا من قعدتها لحالها ..زاروها لمده ساعتين وبعدها راحوا و اتركوها ..
تذكرت جدتها المسكينه ..قطعت قلبها من كثر ما تبكي..
و ابتسمت لما شافت هند و سلوى على عادتهم ..مايتغيرون ابد ..
سرت رعشه خفيفه في جسدها ..و هم يحكون لها عن اللي صار ..
و عن دخله مطلق و شيله لها ...
جدتها طول الوقت تمدح فيه ..يعني الزياره كلها كانت سيرته ..
و ما كفاها ..زياره سمر اللي زودت العيار عليها و تعاونت سلوى
هذيلا الثنتين اللي ما تتمنى زيارتهم لها مره ثانيه ابدا ..
حمرت خدودها وابتسمت فجأه ..احساس شقي داخلها ..يداعب قلبها..ارخت راسها على المخده و عيونها
على النافذه المسدله..

سمعت صوت الباب يفتح ..انتفضت تدور على شيلتها ..خافت يكون الدكتور او اي احد غريب ..
لكن جمدت اطرافها فجأه وعيونها تتعلق بتلك العيون العميقه ..
كان واقف يناظرها ..مابين رغبه و اخرى في الخطوه للامام او الخلف ...
قفل الباب و مشى ناحيتها..

ابتعدت عيونه مجبره على التحرك في اتجاه اخر ..انتبهت لنفسها ..عدلت شعرها بحركه سريعه ...
صار قدامها ..بصوت هادئ سألها :كيف حالك ؟
رفعت عينها له و قالت و هي تشد خيط من اللحاف :الحمد لله ..احس اني افضل .
تحرك جهه النافذه و اسدل الستاره بإحكام ..و قال :تبين شيء اجيبه لك ..؟
كانت تراقبه بصمت و هو معطيها ظهره ..ثوبه الرمادي المفصل بعنايه و شماغه الابيض ..وصف شخصيته
الصارمه بحده و ذكاء..

ما انتبهت انه يراقبها بدوره و هي في داومه افكارها ..حمر وجهها بالكامل ..
إبتسم و قد اعتاد موجات الاحمرار التي تصل حتى اذنيها ..
سألها من جديد و خطواته تحثه على الاقتراب :قلت تحتاجين لشيء ؟
هزت راسها بنفي ..و رجعت تتبع خطوط يدها ... و كأنها تتبع خريطه للكنز
انعكاس ظله اعطاها انذار بقربه منها ..
ارتفعت نظراتها لتصطدم بنظراته العميقه ..البعيده ..و الغريبه
لا تصفها كلمه ..لم تجد معنى قريبا منها حتى ..ضاعت في سبر اغوارها و فشلت في العوده
فقد غرقت فيه لامحاله .



******************************

لا تحـارب بنـاظريك فــــــــــــــــــــــــؤادي فــضــعـيــفــان يــغـلــبــان قـويــــــــــا

ادارك لتلك العينين التي تفيضان مشاعر ..تترجم بسهوله ..لا تعرف ان تختفي مثله خلف مئات المعاني.
امعان متواصل على صفحه وجهها ..كاشفا ادق التفاصيل الصغيره يعتبرها مهمه لهذه الدرجه ام هو ذلك ا لرجل
العملي الدقيق ..الذي يهتم بكل شارده ووارده ..في حياته .
رقصات بؤبؤ عيناها ..تحاكي احاسيس مرتعشه ..تريد الهروب و الاختباء ..
و هو ماذا يريد ..؟!!
هل فتح ما اغلقه بالامس ؟و اعاد النظر فيه
هل ادرك بأنها فاصله مهمه في حياته ..لن يقفز من فوقها مجتازا بسهوله..

صارع رغبه داخله ان يمد يده و يعيد تلك الخصله المتمرده خلف اذنيها و كما انه اتخذ منها هوايه ممتعه
غلبته تلك الاراده و هم بإعاده خصلتها في نفس الوقت التي رفعت يدها هي لاعادتها ..فأمسكها بسهوله و وصلته رجفه خوفها
السريعه و تسارعت انفاسها ..و كأنها في سباق مع الزمن ..
إبتسم لتضيق عينيها فضولا ...و بداخلها استحسان هائل لمدى تلك الابتسامه

آبــتسم ..,,

فأنــت لآ تــعلم مـــن ســيقع فـي حــب ..,,

آبــتسامتك ..!!

سألها بهدوء:ليش ترتجفين ؟
حاولت تسحب يدها بهدوء لكنه قبض عليها بشده و كأنها وجدت مكانها بين يديه ..
ابتسمت و اشرت للتكييف :بردانه .
وده يضحك ..و هو يشوف حركاتها المتوتره و خوفها و خجلها الواضح..
ترك يدها و على طول ضمتها ليدها الثانيه ..
نسف شماغه و رتبه بعنايه ..و طلع مسبحته الحمراء..و قال :انا رايح ..تحتاجين شي؟
ردت عليه بصوت هادئ :لا مشكور ..ما قصرت ....و كانت تقصد بها موقفه معاها.

طنشها..بقصد و طلع جواله ..
سألها و تجاهل ملامح الزعل الواضحه على وجهها :معاك جوال ؟
طلعت جوالها البنفسجي من تحت سريرها ..
اخذه منها على طول ..عضت شفايفها ..و هي مستغربه شو اللي جرى له..شاف صوره سعود كخلفيه ..
سجل رقمه على جوالها..و قال بصرامه :هذا رقمي ..اذا احتجتي شيء دقي علي .
قالت بدون ماتنتبه لكلماتها :بدق على اخوي اذا احتجت شيء ..شكرا
كانت وقتها تضغط عل ازرار الجوال بدون اهتمام ..
ارتفعت يدها بشده و شهقت بخوف ..وهي تحدق في عيون غاضبه اخافتها ..
قال بتحذير :لا تتجاهلين كلامي ..فاهمه ..؟
اتسعت عيونها بقهر و عاكست رغبتها في الصمت و عدم الرد ..
:وانت لا تكلمني بهذي الطريقه .......قالتها محاوله ان تكون بنفس نبرته ..لكن عبثا حاولت
" لبوة في جسم عصفور "
جمله قفزت له من بين مئات الافكار ...لتزيده غضب

قال بفحيح مخيف :لو ما انتي تعبانه كنت وريتك شغلك ...
ترك يدها وكمل :لا تتجاوزين كلامي ..اذا احتجتي شي دقي علي ...
تجاهل ارتجافات جسدها ..و انفاسها المتسارعه .
ترك المكان ..ووقع خطواته تبتعد عنها ...
وفي داخله رفض ..لم فعلت هذا او ذاك ...
اترك مجالا للسلام ..لتبسط فيها قضاياك ايها العنيد ..

حست بالحزن فجأه ..
وكأنها طفله تعرضت للتوبيخ للتو..
اذهلتها قسوته ..و صعوبه مزاجه
تكدرت لقدومه الذي بعثر جميع مشاعرها
لتعيد ترتيبها من جديد ..
راقبت الباب اللي طلع منه ...و عيونها تبحث عن جواب


يآ بدآيه ترفض حدود النهآيه ~
يآ سؤآل | غصص مآ ذآق الإجآبه
ليه ؟!
آحس إنك تخنق آنفآسي معآك
و دون مآ آشعــر أتبعك ..
و قبل مآ آوصل آآآآآخرك
تقتل أشوآقي بـ جفآك

***********************

الساعه 12 ليلا....

قـالوا الفراق غـداً لا شك قـلت لهــــــــــــم بـل مـوت نـفـسـي مـن قـبـل الـفـراق غــداً.

مر بسيارته قريب من المكان اللي هي قاعده فيه ..
و عيونه تراقب كل النوافذ ..تسأل وينها ؟
خبروه بمرضها ..و هوت نفسه ؟
حس بروحه فارغه من دونها ..
ادرك عمق احساسه ..
ترك الشرقيه ..و حياته فارغه من دونها

يا هاجري من غير ذنب في الهــوى مـهـلاً فـهـجـرك و المـنـون ســـــــــــــواء.

لمجرد التفكير ..روحه غادرت جسده و غاب في حلمه القديم
صارع الانسان القنوع بداخله ..
ورضى بحرب مشتعله تحرق عواطفه في سبيل ارجاعها له .

غبت عن عيني و غاب عني الحنين
و انجرح قلبي و و انطوى حلم السنين ..

زفر بقهر ..و زاد من سرعته ..و الكلمه وحيده تضيء داخل رأسه "مستحيل "...
نوى بتلك البذره الدفينه و حفر حفرته الصغيره و دفنها ..غدا ستثمر لا شك و تزهر بإصرار و حسم ..

*************************
يوم جديد ..يحمل القليل المهم او الكثير المبتذل لبعض الناس ..
صباحات مثقله ..و غيوم تحلق في سماء بعض منهم في حياتهم ..غرباء
عيون ساهمه في عالمها الخاص..تبحث عن المألوف ..

***
و بعضها الاخر يبحث عن الامان في جوفه ..لعله يجده..
عقول هائمه تبحث عن المفقود ..ماله بريق في عالمها المدفون.
لتحافظ عليها ..
***
و بعض الاخر يدفن ما جادت به الحياة لهم ..خوفا منه ...
قلوب معدمه و الاخرى زاخره ...تناقضات بشر ..

***
عقول تسكن عوالمها المنفرده ..محيط لا يتسع سوى لوحده مشاعرهم..
اسرارهم راحله مع اجسادهم ..حيث يمضون ..



عيناها الثائره تخرج من اعماقه تذكره بوجودها في حياته ..
لاينسى تمردها الانثوي الخجول في وجهه...
ابتسم فجأه ..و احمرار الورد يعتلي وجنتيها في الحالتين في ثورتها و خجلها تتورد ..

قـتل الـورد نـفسه حـسداً مـنـــــــــك و ألـقى دمـاه في وجـنــتــيــــــــــــــــــــك.

شعر ببراءه تصرفها ..وان ازعجه ثورتها في وجهه و معارضتها لكلامه ..
تحديها ضرب بتوقعاته عنها عرض الحائط ..
هدوءها في حد ذاته تهديد لاعصابه ..
و عنادها ..وميض في عينيها يطل بشراسه..يتعامل معها بالمثل و يزيد الشرر وميضاً ..
الحذر ..احدى خطواتها الواضحه ..
رقتها ..و عذريه مشاعرها ..نقطه حساسه في طريقه لا يحب الركون عندها ..
كيف هذا و هو النار الهشيم بتصرفاته الفظه ...
ما غداها حاضرنا ..ان كان امسنا هذا..
مسك جواله و قلب ارقامه ..بإنشغال ..
دخل طلال بعدما دق الباب ..
:استاذ في شخص يبغى يكلمك ضروري ..
مطلق يلف بكرسيه ناحيه طلال:عنده موعد مسبق
طلال :لا ..لكن شكله موضوع مُلح ..هذا كرته
مطلق و هو يقرأ الاسم ..هز رأسه لطلال وعيونه مازلت على البطاقه

قال:خليه يدخل ..
لحظه و طل الرجل المعني ..
مطلق يوقف و ويستقبل القادم الغريب ..بطريقته المعهوده..
:السلام عليكم
مطلق يرد التحيه بأفضل منها :و عليكم السلام و رحمه الله ..
؟ :ارجو اني ما اكون عطلتك عن شغلك
مطلق :لا ابدا تفضل ... وكمل كلامه و هو يجلس على كرسيه و يشير عليه بالجلوس :السكرتير ..قال انك تبغى تكلمني
في موضوع ضروري ..
ابتسم ورجع يقول له :رغم اني مااظن ان بيننا مواضيع مشتركه ..
رد الشخص الابتسامه :اكيد ..مابيننا هالشيء ..لكن الموضوع خاص شوي .
احتدت نظراته على الجالس قدامه..و اشار بيده :تفضل انا اسمعك ...
تنحنح :اظنك تعرفني من قبل ..صحيح المعرفه سطحيه..
مطلق وعيونه تكشف تفاصيل الماثل امامه ..و حذره يترصد كل كلمه يقولها ..
كمل بهدوء :لكن الموضوع اللي بناقشك فيه ..اعمق بكثير و اهم ..
كل الحواس استثيرت بذلك القادم الغريب ...
مطلق :تفضل ادخل في الموضوع مباشره .
:موضوعي اسمه ليلى ..

شد من قبضه يده و تشجنت اعصابه ..الاحتمال من اجل ماذا ..؟
ارخى نفسه على الكرسي ..وبهدوء يناقض ذلك الاعصار بداخله :اهاا و هذا مشروع جديد ..ناوي تكلمني فيه .
و تشاغل بمسبحته الحمراء ..يركز عليها لافراغ غضبه المكتوم على حباتها..
كمل و قال بصوت عصبي:انا ولد خالتها سلطان ...
مطلق وعلى بروده المحطم :انا اعرف انك سلطان ولد خالتها ما يحتاج الموضوع ذكاء ..
سلطان بصوت عالي :لا تتذاكى علي ..انا اطلب منك انك تطلقها ..
ناظره مطلق بحده و كأن اللون الاحمر اللي يطالعه اعطاه فرصه للثوران و الهياج ...عكس ما كان يعتقد وللاسف
وصوته يطرق بحده :ايش تقول ؟
سلطان بمثل العزم و الاصرار :مثلما سمعت ..طلقها

مطلق بتهديد :انا بسوي نفسي اني ما سمعت الكلام ..رغم ان كلامك ما في رجل عاقل يسمعه ..و يتجاهله بسهوله
تفضل لوسمحت انا مشغول ..
سلطان بصوت منفعل :كلامك ما يهمني ..انا احبها و هي تحبني و انت دخلت في حياتنا بال....
في لحظه سريعه لم تدرك خطوتها او تحسب نقطه تعقل فيها اشتدت قبضه يده لتنهال على وجه سلطان بلكمه جهل
مكانها بالتحديد ..اغضبته تلك النظرات المجهوله المبهمه ..و هو القارئ المسيطر بقدرته على تحليل ما يبصره في عيون زائريه
و لمعرفته بعضا مما يريدون هم ..
مطلق و انفاسه ملتهبه ..تحرق وجهه ..مسكه من ثوبه ورفعه لجهته ..:احترم نفسك ولا تنطق اسمها مره ثانيه..
لو ما ابوك في وجهي لكان تصرفت معك تصرف ثاني ..
و فكه فجأه ...و ترنح سلطان مكانه و هو يمسح الدم من شفاته ..قال بحقد :لا تحسب اني بخليك تتهنى فيها ..
اصلا لو عندك كرامه ..كان تركتها من نفسك .
مازال ذلك الوميض يشتد في عينيه ولم يزل مطلق ينفث نارا ..
و خرج بعدها صافق الباب خلفه بقوه ..و دخل طلال المذعور المراقب للوضع ..بصمت
مسح على وجهه و قلبه يضرب بقوه ..انفاسه تزيد و تتعالى في الجو ..و كأنه يتنفس لهيب و دخان ..
توهجت الخرز الاحمر على الارض ..طالع يده و انتبه لخيط السبحه الفاضي ..
زفر بقهر و عيونه تتوهج بغضب غير طبيعي ...


جنون في جنون و جنون ..و ارتسمت الخطوط اما عابرون وماضون في طريقهم دون شيء يذكر
فيما بعد ..و اما منتهون يعيدون ترتيب الكيف ..وكم الحساب ؟
هم مثل ماهم ..لكن غير باقون
فدوام الحال من المحال ...ولنا عودة فكونوا بالقرب يا احباب

كبرياء الج ــرح 21-07-10 03:56 AM

صباحكم خيرآل ليلاس


البارت السادس عشر :

عادت الى حيويتها ...وجديدها ..دخيلا في الحياة ..لا تعرف ماهيته..
جالسه مع جدتها ..تتابع مسلسها البدوي المعتاد ..و ليلى في ركنها ..تراقب رقمه المسجل بإسم مطلق
مسحت الاسم ..ورجعت كتبته ..رمت الجوال جنبها وتشاغلت بالاهتمام بالمسلسل ..
رن جهازها بنغمه رساله ..و انتفضت تدور على جوالها ..
جدتها:بإسم الله عليك يا بنتي ..علامك؟
ابتسمت ليلى وقالت بخجل :ما فيني شيء يمه ..تخرعت من صوت النغمه ..
فتحت الرساله ..و عيونهاعلى جدتها ..و بداخلها تضحك على نفسها ..
لكن ما قرأته ..جعل دمها ينشف من عروقها ..و تموت الضحكه داخلها و تموت معها اشياء اخرى .
سألتها جدتها :وشفيك يمه ..وجهك مخطوف..
حاولت صوتها يطلع طبيعي :مافيني شيء ..
رجعت تطالع التلفزيون ..و عيونها ما تشوف شيء قدامها...دقيقه صارت خمس
و يدها تشد على الجوال ..ودها تكسره
وقفت وقالت بإبتسامه :يمه ..اجيب لك قهوه ..
جدتها :اي والله يايمه ..
ليلى :ابشري ..
خرجت بسرعه ..وبربكه غير طبيعيه ..
دخلت بسرعه المطبخ ..و قفلت الباب ..فتحت على الرساله و قرتها من جديد ..
ارتعشت ..هذي المره الثانيه ..شو الحكايه ..
دخلت سلوى المطبخ و فزعت ليلى من دخولها ..
سلوى :بسم الله .ويش تسوين لحالك؟
ليلى :وشفيكم ..مافيني شيء كم مره اقولها لكم
سلوى :وانا ويش قلت ...!!!
وقفت ليلى و قالت بصوت منزعج :سلوى ..اعطي امي القهوه ..انا بطلع غرفتي احس اني تعبانه .
دخلت غرفتها ..رمت جهازها على السرير ..
من وده يلعب بأعصابي كذا
و يتجاوز حدود صبري ..
دخلت الحمام ..غسلت وجهها ..و طالعت المرايه ..
ترقب عيونها المتأججه بالمشاعر .حست بحرقه ما تقدر تطفيها .
و غربه تخافها ..و رهبه في اول الطريق المتعثر ..من القادم .

تعوذت من الشيطان ..و نفسها مابين فكره واخرى تهاود تلك و تغلق الابواب في وجه تلك
لعلها تنسى فقط ..


*****************

لا تُنْكِريني، يابْنَةَ العَمِّ، إنّهُ
لَيَعْرِفُ من أنْكَرْتهِ البَدْوُ والحَضْرُ

حروب نفسيه مضاده ..
ومشاعر لا تنتهي ..
عيون تتربص الانقضاض ..
و بعضها مهزوزه خائفه ..

زياد بصرخه :انت ويش تقول ..؟ اكيد انك تمزح صح .
سلطان بنبره جديه :لا ..
زياد ووده يذبحه :سلطان انت بعقلك و الا انجنيت ..عمي لو درى عنك والله ليذبحك
سلطان :ما يهمني احد ..
طالعه بنظرات مستغربه و قال بهدوء :سلطان ..انت كذا تدمر حياة البنت ..مو حرام عليك
سلطان و عيونه متأثره من كلماته قال بحزن :و انا حياتي ..ماتدمرت من بعد قرارها ..تعرف انها حكمت على بالاعدام
عمرك شفت ميت يعيش عادي ..هذا انا
زياد بألم :يا خوي تعوذ من الشيطان ..اللي سويته ما يتقبله لا عاقل و لا مجنون ..
سلطان و هو يتلمس الكدمه :لا تحاول معي يا زياد ..انا سويت اللي سويته و انتهيت ..لا انت او غيرك تقدر تغيرون رأيي
و كمل بتهديد : مطلق الغانم ..اذا ماطلقها اليوم ..حسابه عندي انا

زياد بهتت ملامحه و ما في عقله كلمه تصف حاله الضياع اللي يعيشها صاحبه ..
و افكاره تسحبه لمكان محفوف بالمخاطر .
وذلك العاشق نظراته تضيق و تتسع و اعصاب عقله
قد انهالت عليه بأنتقام وبلا هواده و ذاكرته تعود مجبره لصباحه المزعج
ويده تتلمس وجع الروح قبل الجسد ..

******************


" سلامات ..سمعت عنك و عن مطلق حبيبك ..لا تنخدعين في تصرفاته تراه من الرجال اللي يحب يلعب
على الحبلين ..و انا واحده من ضحاياه ..على كل حبيت انصحك لوجه الله "فاعله خير

للمره العشرون تقراها بدون كلل او ملل
تحس بغضب يشل افكارها ..
كانت تبي تمسحها لكان تراجعت ..
هذي الاشاره الثانيه ..كيف تتصرف ؟

دخلت سلوى و انتبهت لها ..:ليلى ..عسى ماشر ..حالتك ماهي عاجبتنا
ليلى في شرود :مافيني شي..
جلست جنبها و قالت :يا بنت الحلال على مين ؟ طول الوقت قاعده لحالك ؟
ليلى :ما ادري ياسلوى محتاره ..
سلوى :خير ليش محتاره .
اعطتها الجوال و خلتها تقرأ الرساله ..
طالعتها سلوى بإستنكار و قالت :متى وصلتك الرساله ؟
ليلى :اليوم الضحى ..
سلوى :والله حاجه تحط العقل في الكف ..مين اللي ارسلها ؟يعني هذي الحركه الثانيه اللي ما نعرف مين ارسلها ..
ليلى :ودي اعرف شو معناته هالكلام .ومين اللي يحاول يشككني في مطلق
سلوى :اكيد هذا شخص يعرفك...والله اني شاكه في خرابه البيوت ..
ليلى :مين تقصدين ؟
:اقصد ريهام ..
ليلى :لا تحطين في ذمتك ..ان بعض الظن اثم ..
سلوى :طيب مين ارسلها ؟
ليلى :و الله ماادري ..ويش رايك اعطي الرقم لسعود ويشوف ..
سلوى :لا ..تخيلى حتى لو طلع كلامها صحيح ,...و كملت بتوتر لما شافت تغيرملامحها : لا لا اكيد اني غلطانه
خافت ليلى فجأه ..معقوله
هزت راسها بنفي ..وقالت :والله محتاره ..خايفه لوتدرين اني انصدم فيه..ما عاد اقدر اتحمل يا سلوى

أقسـى شعـور يكـون قلبـك [ مثبـّت]
........ وتزلزلـه ~ صدمـه ~وهو حيـل حسـآس؛

سلوى :يا بنت خليك قويه ..لا تنهزمين من كلام واحده ماتخاف الله و تخربين حياتك ..انا لو مكانك نكايه فيها
لاخذه .. فاعله الخير قالت.
ضحكت ليلى وبعدها قاالت :ليت الامور تجي بالسهوله هذي .
سلوى بتفاؤل :يا شيخه حطي في بطنك بطيخه صيفي ..على قوله المثل المصري ..و انسي الموضوع .
ابتسمت ليلى ..و قالت :وهذي من وين لقطتيها ؟
سلوى :ياماما ..قعدتي قدام التلفزيون جابت فايده ..قمت اقول امثال مصريه ..
ضحكت ليلى ..وتناست قصه الرساله مؤقتا ..لعلها تلقى حل شافي يداوي حيرتها ..

********************


دخل على صاحبه و لاحظ عليه غضبه ..مزاجه مقلوب و متغير
ناصر :السلام عليكم
مطلق بدون ما يطالعه :و عليكم السلام
جلس ناصر و مد رجليه قدامه :وشفيك قالب وجهك ..
مطلق لارد
ناصر طالع ساعته وقال :الوقت تأخر ما تبي تمشي
مطلق لا رد
ناصر بجديه :مطلق ..وشفيك ؟
مطلق طالعه وضرب بالقلم على المكتب و قال :مافيني شيء .
ناصر:متأكد
مطلق دعك جبينه و قال :اكيد ..متضايق من الشغل شوي ..
ناصر وقف وقال :طيب ....كيف حال زوجتك ؟..
إبتسم لما ذكرها لكن نظرات مطلق الحاده له خلاه يمحيها على طول ..
سأله ناصر متجاهل انزعاجه :ماودك نروح نتمشى شوي ..ياني مشتاق للرياض
مطلق بتوتر و عصبيه وضحت من طريقه مسكه للقلم :خلها بعدين ..راسي مشغول بأمور كثيره .
ناصر و بشخصيته النافذه و المتبصره :انت متغير و في امور شاغلتك و محيرتك ..على كل حال انا موجود
متى ما احتجتني ..يالله مع السلامه ..لا تتأخر ترى كل الموظفين طلعوا ..
قبل ما يفتح ناصر الباب ..قال مطلق بوضوح و هو عارف ان صاحبه يسمعه بإنصات
:اليوم ولد خالها زارني ..و صارت بيننا مشكله و ضربته..
ناصر تقدم بمهل و قال بهدوء:و السبب ؟؟؟
تحرك من مكانه و مشى ناحيه النافذه :يطلب مني اطلق زوجتي ..ليلى ..و همس اسمها بهدوء
اقترب ناصر من مطلق و صار خلفه وقال بهدوءه المعتاد المريح :اهاا وليش ؟
مطلق بعصبيه وضحت من انتفاخ عرق النبض في عنقه :يحبها ..
و اخترق فقاعه الصمت بتلك الكلمه التي كانت كالسهم المخترق .
ناصر إلتزم الصمت لانه حل اكثر من وسيله للتعبير ..
و انتظر مطلق اللي كمل كلامه بعمق :ابعد من النجوم اللي يتمناه ..
ابتسم ناصر ..اكثر العارفين بنرجسيه صاحبه المتملكه ..غير مصادر لمقتنياته ولو بأغلى الاثمان
مقامرمتمرس لصفقات الحياة ..غير مبالي بالعواقب ..
ربت على كتفه بلطف ..و مشى ناحية الباب قبل مايقول :إلا بالمناسبة ..الضربه كانت من اليسرى او اليمنى
ابتسم مطلق بدون اراده و رفع يده اليمنى ..ولاحظ انكماش وجه ناصر و انغلاق عينيه وقال بهمس :اووووه الله يعينه
و خرج بسرعه يعرف ان الحل ان يبقى مع نفسه يتدارك حجم ما هو امامه..و ترك مطلق في معركته الباردة ..
و بصمت يخفي مشاعر مشحونه بالغضب و القهر ..ما يدري كيف يصرفه ..
سلطان وليلى .."تحبني و احبها "
تقرع داخل اذنيه كطبول الحرب ..احساس بالخيانه و السذاجه يسيطر عليه .
مسك جواله وده يفرغ حرته في احد ..دور على رقمها لكن تذكر انه ماسجله عنده..
من قهره رمى جواله و زفر بعصبيه ..و هو يشوف بقاياه تتناثر على الارض .

*********************

دق على الجوال مره مرتين حس فيها بالخوف
دق مرة ثانيه ..و على الرنه الرابعه
جاه صوته الطفولي :الو
ابتسم وتنهد براحه : رائد ..وين الماما حبيبي ؟
رد :ماما في المطبخ ...
سعود :طيب وين غلا ؟
رائد :غلا ..تلعب جنبي ..
سعود :خلاص حبيبي ..قول لماما تكلمني ..
رائد :سعود ..متى تجي عندنا ؟
سعود بفرحه :بكرة اجيك حبيبي ..انت انتبه للماما و اختك ..
رائد :ايه صح انا رجال البيت ..
ضحك سعود بحب :فديت رجال البيت ..
سمع صوته اخته وهي تتكلم معها والتهى فيها وترك سعود ..
قفل على طول ..
وهويناظر في الجوال فترة ..
دخلت ليلى عليه ولاحظت شروده ...
ليلى :احم احم ..اللي ماخذ عقلك يتهنى فيه يارب
انتبه لها سعود و قال :ما اخذ عقلي غير حبيبه القلب ...
ليلى بإهتمام :والله ابركها من ساعه ..يوم تفكر بنفسك ..
سعود :اذا تطمنت عليك ذاك الوقت ..افكر في نفسي ..
ليلى جلست قباله و حطت يدها على خدها وقالت :يعني ما تطمنت ..تزوجت واحد الكل راضي عنه
ويش تبي اكثر.
مال نحوها وقال :وانتي راضيه ؟
ابتسمت وردت عليه : لا تهرب من الموضوع ..الحمد لله انا راضيه عن حياتي .
وزواجي تقرر خلاص ليش تنتظر بعد .
وكملت :انا لازم ادور لك على واحده تناسبك...
سعود :لا يا حبيبتي ..اطلعي منها انتي ...
ضربته ليلى وقالت بزعل :لا ياحبيبي ..اصلا تحمد ربك وجه وقفا اذا تدخلت في الموضوع .
شد غرتها وقال :عن الغرور
ضحكت ليلى وقالت :خلاص ..بجد يا سعود ..ماودك تتزوج و تستقر
سعود :اكيد ...لكن كل شيء في وقته حلو .
ليلى وهي تفكر في نجمه ...وتخيلتهم مع بعض ..
سألها سعود بطريقه عاديه :ابغى اسألك ..مين من بنات عمي تحب ترسم ؟
ليلى بإهتمام :ليش تسأل ؟
سعود :عادي ..شفت مرة زياد يشري لوحات وألوان ...قلت اكيد موعشانه ؟
ليلى بدون اهتمام و هي متشاغله في شعرها :ريهام ..
سعود ابتسم بداخله ..و اخيرا حل الشيفره للغز في عقله ..
وادعى السلام و هو في حاله ثماله غير عاديه .واخيرانكشف السر ...وزادت الابتسامه


***************************

ريهام في غرفتها تتكلم مع اريام على الماسن ...
""بتم احبك طول العمر " ريهام :
وينك انتي ما تطلين علينا كل هذا نوم

"لو كان الطفش رجلا لتوطيت ببطنه " اريام :
والله طول الوقت نايمه ..

""بتم احبك طول العمر " :
واضح ..من التوبيك من زود الطفش هههههه

"لو كان الطفش رجلا لتوطيت ببطنه "
شفتي كيف ؟ كل وقتي نوم

"بتم احبك طول العمر " :
طيب شو رايك نروح السوق بكره ..نغير جو شوي


"لو كان الطفش رجلا لتوطيت ببطنه "
ما عندي مانع ..بقول لفاتن تمشي معنا

"بتم احبك طول العمر " :
بنت خالك هذي ماتنزل لي من زور احس انها نفسيه
شايفه نفسها علينا ..

"لو كان الطفش رجلا لتوطيت ببطنه ":
و الله هي حبوبه ..صح دلوعه شوي لكن ملزومه فيها
وحدها طول الوقت ..

دخل زياد و جلس على السريروباين من وجهه انه متضايق ..

"بتم احبك طول العمر " :
اريام ..انا بخرج اخوي عندي اشوفك بعدين اوكي
باي

لو كان الطفش رجلا لتوطيت ببطنه ":
اوكي ..باي

قفلت جهازها و دارت بالكرسي ناحيته وقالت :خير يا زياد وشفيك ؟
زياد :ما ادري ويش اسوي ..محتار يااختي
ريهام :قول يمكن اساعدك
زياد :سلطان ..الرجال انجن
ريهام بخوف :ليش ايش صايرله ؟
زياد :تدرين اليوم ويش سوى ..زار مطلق في مكتبه و قال له يطلق ليلى
شهقت ريهام بخوف و ما قدرت تتكلم ..
زياد بعصبيه :بيخرب حياة البنت ..والسبب عناده
ريهام :لازم تمنعه يا زياد ..

وفي داخلها كفايه اللي صار لها ..اصلا كل هذا بسببي انا ..
ياربي هونها يا رب عدي كل شي على خير ..

زياد :كيف امنعه يا ريهام ..
ريهام بتصميم :اللي بيسويه بيقطع صله الرحم ..لو درى جدي ولا سعود ما بيسامحونه ابد
قول لعمي او لابوي ..انت وحدك ماتقدر تسوي شيء
زياد :انا بحاول معه لحالي اذا مافاد ..بأشور ابوي و يصير خير ان شاء الله .
ريهام تمسك يده و تقول برجاء :دخيلك يا زياد ..لا يحاول يهدم حياتها ..كفايه اللي صابها من قبل
زياد بفضول :غريبه ..و هو ايش اللي يصيبها ..اصلا كل هذا بسببها ..
ريهام :زياد ..لا تفكر بهذي الطريقه ..اللي صار صار وانتهى ..الله ماكتب له ياخذها مو معناته
يهدم حياتها ..الحياة ما تتوقف عليه بحاله ..
زياد :الله يكون في عوني وعونه ..
سألته قبل ما يخرج :زياد ..مطلق عمل ايش لما حكى له سلطان ؟
زياد يمثل حركه البوكس على وجهه ..وابتسم و هو يقول :و الله ما ادري كيف ما ذبحه ..
انا لو مكانه ما خليته يخرج على رجليه .
ريهام برعب :الله ستر و لطف ..شكله مطلق هذا عاقل و حكيم ..
زياد :بقوووه ..لكن على امل ما يلعب الشيطان براسه ويسوي اللي يبيه سلطان .
حطت يدها على قلبها الثائر و بكل صدق دعت بأن الله يهدي سلطان و يرجع عن اللي في باله .
زياد :انا بروح انام ..تصبحين على خير.
ريهام بهمس:تصبح على خير

انزوت على سريرها ..لتحس بحرقه في عينيها ..يا قوة قلبك ياحقد ..و ياقسوتك يازمن
ويش السواة الحين كل شيء ابتدا بي وانتهى وانا منفيه ..
رفعت يدها بصدق ..و بصوت باكي انهارت بالدعاء...

********************

مطلق و بعصبيه يقطع مكتبه روحه و جيه ..من البارحه ما قدر ينام بهدوء
خرج من المكتب وتجاهل نداء السكرتير ..
دق بجواله في الطريق ..على ناصر لكن مارد ..
دخل البيت ..لتستقبله امه بإستغراب :سلامات يمه ..تعبان ؟
مطلق :شوي راسي مصدع ..قلت اريح
ام مطلق :فديتك يمه ..روح بقول لأريام تجيب لك حبوب صداع .
مطلق وهو يرقى الدرج :ما يحتاج يمه انا انام و ارتاح ..و ان اشاء الله الصداع يخف.
دخل و اخذ له شور ..واسترخى على سريره ..غمض عيونه لعل وعسى يجيه نوم ..لكن هيهات
عمره ماارتاح حتى يخلص من كل الامور العالقه في حياته ..
والامر اللي يواجهه الان ..مو بالامر العادي ..
اول تحدي في حياته ..يمس كرامته كرجل
يمس كينونه كبرياءه و صلابه قلبه ..
يهدد ما يحمله لنفسه من اعتبارات و قيم لا يبتذلها ابدا ..
حط ذراعه على عيونه و تنهد ..
دق جواله ..فتحه على طول ..
ناصر :هلا مطلق ..اعذرني كان عندي جلسه مع مريض
مطلق :لا عادي ...اصلا انا ناسي ليش دقيت عليك .
ناصر :سلامات يا مطلق صوتك متغيرفيك شيء
مطلق :ما اقدر افكر ...المدام طلع لها ولد خال يحبها و يطالب فيها حتى بعدما صارت لغيره ...
زادت انفاسه حراره مع كل كلمه يقولها ...يلتفت مثل المجنون يبحث عن فراغ يسد غضبه ولعله يجد ..
ناصر بهدوء :طيب ..فكر بهدوء لا تخلي الغضب يعميك ...
مطلق بمراره :كيف افكر بهدوء ..ماادري ايش اللي مانعني اروح و اسمع منها كل الحكايه...
وقف و رجع شعره المبلل للخلف..
ناصر :تبغى تسمع رأيي
ماسمع رد مطلق كمل بتعقل :هو ولد خالتها..يعني ممكن كان يبيها قبل تخطبها إنت..
واللي صار كان طيش ..انا انصحك انك تتمهل في قراراتك ..لا تفسد حياتك بسبب تهور غيرك .
مطلق بشده :يحبها وتحبه ..
كمل بعصبيه :كان ودي اذبحه ..تعرف ما ادري كيف تحملت وقتها ..حياته كانت بين يديني و خليته يروح
ناصر حس بالغضب المكتوم داخل صاحبه وخاف ..مو عليه على اللي بيواجهون مطلق بالعنف المحبوس داخله ..
ناصر بحذر وهدوء :مطلق تعوذ من الشيطان ..حاول تفكر قبل ماتتصرف ..
نفخ مطلق نفس حار في الهواء و قال :بعدين اكلمك يا ناصر ..
قفل الجوال ..وشد عليه ورفع يده بقوه وده يكسر الجوال من قهره ..هالمره جوال ثاني
بيروح ضحيه عصبيته ..




***********************

سلطان وعيونه تبحث في المكان لعله يلمح طيفها من بعيد
سعود بترحيب :حياك الله يا سلطان ..مابغيت تجينا
سلطان :الله يحيك ..والله شغل ..
سعود :الله يعين ان شاء الله ..و كيف شغلكم في المعرض ؟
سلطان و هويوقف لجدته المقبله نحوه :ماشي الحال ..ورحب بجدته:هلا ياجده
الجده بفرح :هلاوالله بسلطان القوم ..وينك يمه ؟ما تقول ازور جدتي اقعد احكي معها شوي
باس راسها و قال :الله يخليك يالغاليه ..والله كنت توي اقول لسعود اني مشغول ..
جلست الجده جنبه وقالت بعتاب:وين يمه هالعمر يخلص و الشغل مايخلص ..انا اشهد انك طالع لجدك ؟
ضحك سعود وسلطان ..قبل مايقول :الله يعطيكم العافيه ان شاء الله .
بحنان قالت الجده و هي تمسح على ظهره:و يعافيك يارب ,..
دخل الجد بهيبته وسلم عليهم
وقف سلطان وسلم عليه بإحترام
الجد :حيا الله سلطان ..وين ابوك ما جاء معك ..
سلطان :راح المزرعه يقول عنده اشغال هناك .إلا كيفك ياجدك عساك بخير ؟
الجد :يارب لك الحمد و ا لشكر ..إلا اني يا ولدي عفت المجلس في هالمكان ..ما اعرف الا انتم ..
ضحك سعود و هو يقول :هذا سيناريو كل يوم يا سلطان ..
سلطان :وين يا جدي باقي ماشبعنا منك ..
الجد :و الله انتم اللي لاهين ..تراكضون ما ادري ويش وراكم انا رجال وراي حلال و عمال ..ماني بعايز عنها ..
سلطان :الله يطول في عمرك يا جدي ..
دق جوال سعود اللي ابتسم و هو يرد :هلا والله بالنسيب
امتعض سلطان من طاريه ..
مطلق :هلافيك ..اخبار الاهل عسى ماعليكم قصور ؟
سعود :تسلم با ابو غانم .من الله بخير و سلامه
مطلق :دووم ان شاء الله ...اسمع يا سعود
تدخلت الجده لتقاطعه ..:يمه سعود قول له يجي يتغدى عندنا اليوم و اهله معه..بنسوي غدا على نيه سلامه ليلى .
سعود ضحك و سأله :وصلتك العزيمه يا ابو غانم ..ترى ما عندك عذر .
مطلق :مااحتاج عزيمه ..محسوبين من الاهل ..الله يطول في عمرها ان شاء الله
سعود :لا تنسى و تقول انشغلت ..ترانا حاجزين سلطان اليوم لا شغل ولا هم يحزنون.
في الجهه اخرى نوبه غضب هزت جسده ..وقال بإختصار :يصير خير ان شاء الله
يالله مع السلامه
سعود :مع السلامه .

سلطان في مكان بعيد كل البعد عن عالمه ..
حيث تنتمي مشاعره المحترقه ..ولا يعلم انه يحترق معها


**************************

ليلى تشتغل بهمه في البيت ..مع سلوى وهند
هناك شيء يحرك مشاعرها و تريد ان تنساه
او بالاحرى تريد ان تتنساه
نداءات من الداخل مطله لها بوجه اخر ..
تدعي انها لا تراها وسط تلك الضوضاء التي تصنعها اختيها ..
وتتشاغل فرحه بالصد عنها ..
هند بطفش :والله تعبانه يا ناس ..
سلوى :من الصبح وانتي تعبانه وتعبانه ..وانتي مااشتغلتي شي
هند بحده :و انتي ويش حشرك فيني ؟ما تبيني اتعب بعد..
ليلى تدخلت بينهم :بنات خلاص ..ماشاء الله عندكم طاقه للسوالف و طق الحنك اما في الشغل مهدود حيلكم .
سلوى :اسأليها هي ..دلوعه امها .
استندت على الباب وناظرتهم ...و مسحت عيونها بتعب
اقتربت سلوى منها وقالت :تعبانه ياليلى ...روحي خذي دواك..
ليلى :لا مو تعبانه ..
وقفت هند و تأففت و خرجت بسرعه بدون كلمه ..
سلوى تراقبها حتى اختفت من قدامها:اختك هذي فيها دلع و اتكاليه عجيبه ..
ابتسمت ليلى وقالت :خفي عليها شوي ..يالله خلينا نكمل الشغل ..
مسكتها سلوى و قالت :خليك انتي شكلك تعبانه ..لا تطيحين علينا ..
كانت بتخرج لكنها رجعت و هي تبتسم ابتسامه عريضه و تغمز :ولا.. قاصده صح ..تبين حبيب القلب يشيلك ..
ويه يمه منكن .. ياكيد النساء...
ليلى بإحراج تدور على شيء جنبها مالقيت ...ضحكت سلوى وخرجت تركض هاربه منها..

عاد لها بعد ان كادت ان تنساه ..
حطت يدها على خدها ..ليه مايجي و لا يتصل ..
يعني من باب الذوق على الاقل يدق يطمن ..يرسل سلام
صدق لوح جليد ..طيب انا ويش علي ؟
صراحه شيء يحز في الخاطر
يعني هذا زوجي ..لو اموت مابيسأل عني ..و انا كمان مابسأل عنه ..
ما عنده احساس هذا اقل شيء اقوله عنه..
نفضت افكارها بعيد و حطت راسها على المخده شوي تريح فيها ..
بكل ارادتها تبحث من حوله على شغل شاغل وابدا لا تقترب منه ..

دخل سعود عليها وهي مغمضه عيونها حسبها نايمه
جاء يطلع سمع صوتها تناديه
التفت لها وهومبتسم : حسبتك نايمه ؟
اعتدلت في جلستها وقالت :لا والله كنت اريح شوي
سعود بخوف :خير ..تحسين في شيء ؟قولي
ليلى بإبتسامه :لا الحمدلله مافيني الا العافيه .
ريح على سريرها وقال :تعرفين مين زرت يوم دخلت المستشفى ؟
ليلى :مين ؟
سعود و نظراته تدرس ملامح وجهها قال بهواده بدون اندفاع :امي
شهقت فجأه و عيونها تعبر عن وجل الغائبه الحاضره :امي ..امي انا
اهتز فكها و سالت دموعها دون سابق انذار ..
رمشت عيون سعود ..لنداء القلب ..ألايشاركها تلك الدموع وهو رفيقها في الاحزان
لن يشار له بالبنان رجل يبكي ..ويوصم بعار
يعرف نقطه ضعفها و سر تعاستها ..و ان اخفتها بوهميه الحياة
و سيشاركها طعم الفرح و لو للحظه ..ليمدها بطاقه تستمر بعدها
فهي جسد متهالك مايلبث ان يهوي على عتبات الحياة..

قال بصوته الحنون :ايه امي ..امي
بالكاد تلفظت بتلك الكلمات وكأن كل كلمه تخرج بجزء من روحها المعذبه :وينها يا سعود ..
ابتسمت وكملت :كيفها ..هي بخير ..طيب شفتها ..تغيرت ياسعود ولا مثل ماهي
ضحك سعود وقال :شوي شوي ..علي ..الحمدلله هي طيبه و بصحه ..اما عن تغيرت فأكيد تغيرت
هو احد يبقى على حاله في هالدنيا ..

اخفى مراره تذوقها ما بين كلماته ..اه لو تعلمين يااختي كم تغيرت
اصبحت كسيره ..بائسه ..تشد اطراف الحياة لتبقى على قيدها ..
تلك الحسناء ..اصبحت تبكي على الاطلال و على بقايا امراءه كانت كالقمر في رحاب الكون ..
لا اعلم مااقول ..فما الجدوى من الكلام ..فإحتراف الصمت ابلغ ..


رجع يبتسم من جديد قال :ابشرك صار لنا اخوان ..
ابتسمت و عيونها ترفرف بفرحه ..لكن فجأه اختفت تلك الفرحه وحل محلها الوجوم ..و همست بحزن
:جابت اولاد ..علشان كذا نسيتنا ..مرتاحه في حياتها ..ياسعود >> قالتها بإستسلام
وكأنها تقول لايهمني يااخي ..اتراني ام لا
سعادتها هي ما اريده من الدنيا ..
كتب لي الشقاء وانا في بطنها ..لارغبه مني او اختيار منها
لو كنا بين شقين من الارض فكل مااتمناه هو ان تكون سعيده ..

تفهم سعود نبرتها اليائسه ولم يلومها قال :صحيح انها تزوجت و عاشت حياتها بعيد عنها ..لكن فراقنا وبعدنا عنها
عمره ماكان من ا ختياراتها ..و هي تحبك و تتمنى تشوفك اليوم قبل باكر ..
وقفت ومسكت يده وقالت بلهفه :قوم وديني عندها ..قوم يا سعود ..يكفينا انتظار

سعود بجمود رغم زمهره المشاعر في عيونه قال :سامحيني يا ليلى ما اقدر..
سقطت يده بجانبه بعدما تخلت عنها ليلى ..و جلست جنبه منقاده ..تبحث عن الجواب الضائع في متاهات السنين
قالت بإستفهام :ليش يا سعود ..ليش ؟
طالع قدامه وكأنه يرى وعدا سيحققه لها : في الوقت المناسب ..
رأت ما اراده هو ان تراه.. فتبعته في طريقه ذاك و كل الثقه يجلس بجانبها
اسندت راسها على كتفه ...و ابتسمت ..غدا سيكون اجمل ..نعم غدا سيكون اجمل .

*******************
سمر تجري بسرعه جهه اريام الجالسه قدام التلفزيون
جلست جنبها وهي تلهث :اريوم ..مطلق دق على امي و قال معزومين عند اهل ليلى .
اريام تتأفف :يا شيخه و تاعبه عمرك ..على بالك اني بروح
سمر :وليش ما تروحين ؟
اريام :ما احب اروح لهم ..يحسسوني بالملل .
سمر :وانتي وبعدين معك ..شايفه نفسك على ايش ..
اريام :سمر روقينا ..خليني اتفرج بهدوء
سمر :و العزيمه ..
اريام :قولي تعبانه ما تقدر تروح
سمر :لا والله ما بكذب عشانك ..
اريام :طيب خلاص انا اللي بأقولهم
وقفت سمر وضربتها بمخده صغيره ..وهربت لحد الباب
اريام :يا حماره ابعدي عن خلقي احسن لك .
سمر :ما الحماره الا انتي ..
اريام :يا لله انقلعي من قدامي جبتي لي المرض .
سمر :مالت .. الشرهه مو عليك الشرهه علي انا اتكلم مع هذي الاشكال .

تركتها و دخلت غرفتها دقت على اختها وفاء
سمر :مراحب وفاء
وفاء :بسم الله الناس يسلمون اول
سمر :السلام عليكم و رحمه الله
وفاء :و عليكم السلام ورحمه الله و بركاته...نعم ويش عندك من صباح الله
سمر :بإختصار شديد :اهل ليلى عزمونا ..وانتي معنا اوكي..جهزي العصابه علشان يروحون معي
وفاء :طيب وقفي شوي ..اشوف ابونايف و اعطيك خبر
سمر :انا مالي دخل في ابو نايف ..المهم افراد العصابه يكونون معي .
يالله باي انا مشغوله ..
قفلت و وقفت قدام الدولاب ..تدور لها ملابس للعزيمه .

*************************

دخل سلطان البيت و باين عليه التعب و الهموم
اقترب من امه و سلم عليها ..
امه بخوف :بسم الله عليك ياولدي ..علامك حالك مقلوب ؟
سلطان بإبتسامه باهته :ما فيني شيء ..شغل
ام سلطان :اي شغل الله يهديك يمه ..ابوك يقول ما تروح للمعرض ..و تاركك على راحتك
وانت تقول شغل ..
زفر بعصبيه وقال :كنت طفشان و رحت اتمشى ..و لا ممنوع
ام سلطان بحزن على حالة ولدها ...قالت :يا ولدي الله يهديك ..انتبه لنفسك ..
وقامت و هي تتدعو له بصوت مسموع ..
ارخى نظراته ..و همه اصبح هموم ..ما له مزاج لا في شغل و لا في شيء ثاني ..
دخلت رغد ..و شافت اخوها حزنت على شكله ..باين عليه تعبان ومهموم ..

وينك يا سلطان ..وين حيويتك و حسك في البيت ..اختفى من زمان
وين ابتسامتك و ضحكتك ماعاد نسمعها ..
وينك ياخوي ..ويش جرى لك يا قلب اختك
كل هذا من فعايل الحب ..
صرت جسد بدون روح ..تمشي بدون احساس

رسمت ابتسامه على محياها ..و قالت :صباح الخير يا احلى اخ في الدنيا
ابتسم و رد عليها:صباح الخير ..ماشاء الله عليك اليوم مبكره
رغد :و الله امي قالت ان في عزيمه عند اجدادي
ارخى نظراته على مفرش الطاوله ومسح وجهه ..
جاوبها بعد لحظه صمت :ايه ادري ..كنت عندهم وقتها
اكيد علشانها كنت هناك ..رغد تفكر و عيونها تراقب تغير ملامحه ..
رغد :وشفيك ياسلطان ؟
سلطان :ويش تشوفين يعني ...وركز عيونه في عيونها ..
رغد :هونها تهون يا خوي ..ما يصير اللي تسويه في نفسك
سلطان بعصبيه :خلاص ماصارت عاد ..تعبت منكم تقيمون تصرفاتي على كيفكم .
رغد بحزن :سلطان ..ليش متغير علينا ..
سلطان :اووف منكم ..

خرج بسرعه ..رغد بكت على حاله .و في داخلها زادت نقمه على ليلى
لانها السبب في حزن اخوها ..
قامت بسرعه تجهز نفسها للعزيمه وهي ناويه على دفع الثمن بطريقتها ..
ام سلطان المراقبه بصمت ..ادركت بحكمه ان وقت التدخل قد حان..ونفض الغبار عن الايدي قد انتهى
يكفي ما يحدث حتى الان ..حياة و مستقبل على وشك ان تكون نهايتها غير مرغوبه ..و ببصيره نافذه
شدت من ازر نفسها للقرار قد اصبح محكما ...

*******************
فاتن :اريام الله يخليك ..روحي هالعزيمه والله اناكمان دي امشي معكم .
اريام بشك :فاتن ...وش هوله تمشين معنا ...؟اذا كنت انا اصلا مو رايحه .
فاتن :ودي اشوف هذي اللي اسمها ليلى ..
اريام :لا ياحبيبتي ..موناقصني وجع راس ..لو درى عني مطلق و الله ليطلع عيوني .
ابتسمت فاتن و قالت و هي تتقرب من اريام :ما عليك من مطلق ..انا بقنع خالتي و هو ماله علاقه
اريام بخوف :فاتن انتي ويش ناويه عليه بالتحديد ؟
فاتن بنفس الابتسامه : وانتي ليش خايفه ؟
اريام بعدم مبالاه :انا مايهمني إلااخوي ..لانه اذا زعل مني ياويلي ..اما اذاكان عندك حسابات ثانيه
خليني بعيده عنها رجاء..
فاتن بإحتيال :ما عليك من احد ..ودي اشوف هاليلى اللي تركني علشانها ...
اريام :يابنت خلاص ..لا تجني زياده ...امي طايره فيها ..و اخوي ...
هزت راسها و كملت :و اخوي ماشي حاله ..معها ..
فاتن بلهفه :صدق ..ان شاء الله مايحبها ..
اريام :والله مو لايق عليكم هالحب ..صرتن زي المهابيل ..
فاتن :ليه تجمعين ؟ليه فيه واحده معي ؟
اريام :المهبوله ريهام ..نفس حكايتك
فاتن بهيام :يجي لك يوم يا حبي ..
اريام و هي تحرك يديها في وجه فاتن :الشر برى و بعيد ..

***************************

وقفت قدام المرايه للمره الثانيه..لبست بلوزه بلون ازرق بحري بفتحه واسعه..
و اكمام قصيره ...و تنوره بيضاء ..رغم محاوله سلوى انها تلبس بنطلون جينز إلا انها رفضت ..
مااحتاجت مكياج كثير ..حطت له روج زهر و اكتفت بكحل ..و ظلال بحريه باهته ..
هي بتشتغل كثير و المكياج بيضايقها ...
رفعت شعرها ورجعت تركته مسدول على ظهرها ..احتارت فيه ..
دخلت سلوى و تخصرت :ياسلام عليك ..احنا نحوس في البيت وانتي رازه عمرتس عند المرايه .
ليلى بحيره :سلوى ويش اسوي بشعري ..؟
سلوى :فكيه ودعيه يتنفس ..و ابتسمت ابتسامه واسعه
طالعتهاليلى وقالت :شكلك انتي اللي فايقه ..ماهمك شعرك قصير الا انا شايله همه
ما اقدر اخليه مسدول على ظهري ..جدتي تحلفت فيني ..
سلوى :خلاص ..ارفعيه وثبتيه بشباصه ..و فكينا..
فتحت الادراج تدور على شباصه مالقيت الا شباصه سوداء ..ثبتتها على طول وبعدها مشت لقرب سلوى اللي كانت
لابسه بلوزه تفاحي مع تنوره بيج واسعه ..قالت :حلوه ملابسك ..هذي اللي اشتريناها اخر مره صح ..
هزت راسها وهي تضبط شعر ليلى ..و تعدل غرتها على جبينها ..
سمعوا صوت الجرس ..
سلوى :شكلهم حضروا ..
ليلى :يالله امشي قدامي ..
نزلت ليلى وسلوى بعدها ..سمعت صوت عمها ابو زياد ..
ليلى في استقباله بإبتسامه احترام :ياهلا ياعمي ..
ابو زياد :هلا فيك يا بنتي ..ها كيف حالك ؟
ليلى ترفع نفسها و تبوس راسه :تسلم يا عمي ..الحمد لله طيبه .
التفتت لخالتها و سلمت عليها ..
و تقابلت مع ريهام وجه لوجه ..للحظه مرت ما تقدمت واحده فيهم ..
لكن ريهام كسرت هذي اللحظه ..و قربت منها وسلمت عليها ..ضغطت على ذراعها بقوه
وكأنها تأكد لها صدقها ..و صفاء مشاعرها ..
ناظرتها ليلى وبانت لها في عيونها مسحه ألم و دموع مكشوفه ..ارخت ريهام راسها و تشاغلت بشعرها ..
خرجت ليلى و تنفست بعمق ...
دخلت المطبخ و شافت سلوى قدامها ..
سلوى بهمس :شفتيها ..قويه عين يا ناس ..ل
ليلى بنفس الهمس :سلوى ..انتبهي تبيني لها شي ..
سلوى :و الله لو ما العيبه ..لكنت وريتها النجوم في عز الظهيره .
دخلت هند و معها ريم ..
سلوى شالت صينيه القهوه والتمر و خرجت من المطبخ ..
ليلى بإبتسامه لريم قالت :وينك يالريم ما تنشافين ؟
عدلت نظارتها وقالت :والله مشغوله ..وقتي ضيق صراحه حتى اهلي ما اقعد معها..
قاطعتها هند بحسره :تقول انها دخلت دوره حاسب و انجليزي ..
ليلى بدهشه :ماشاء الله عليك ياريم ..وكملت بإبتسامه :وانا كمان ودي اكمل دراستي و اتعلم حاسب الي
سلوى دخلت و جلست على طول :وشفيه
هند بنفس الحسره :ريم دخلت دوره حاسب و انجليزي ..
سلوى بسخريه :طيب و شفيها ..عادي
هند :اكيد عادي عندك انتي ...
ريم :بدال مااقضي وقتي في النوم ..والسهر اقضيه في حاجه استفيد منها.
ليلى :تفكير جيد ..ياريم الله يوفقك انشاء الله .
سلوى :الله والفايده عاد ...لو قعدت سنه اتعلم فيه ما اتعلمته ..انا بالعربي بالكاد انطقه ..
ضحكت ريم ..و ليلى و هند الوحيده المكشره في وجه اختها ..
دخلت ريهام محاوله كسر العلاقه الجامده بينها وبين بنات عمها ...
ريهام :ضحكوني معاكم
كشرت سلوى ووقفت من مكانها ..وليلى ادرات ظهرها ..و اغمضت عيونها...في اعماقها اللي يصير مايصح
شكلها ندمانه ..و حتى لو ماهي ندمانه ..وين اللي تعلمناه من كتاب الله و سنه رسولنا الحبيب ان نقابل السيئه بالحسنه ..
تنفست بهدوء و ابتسمت ..
أليس من السهل ان استمر بدون ضغائن .فتلك الاخيره تجعل مني انسانه اخرى غيري انا ..
هائمه في غياهب الظلمات..غير عابئه بما حولي
اي فناء ذلك لعطاءات الحياه ..ننسى نظم الحرف و نغيب في مشاعر مترفه بالسموم..
ونكاد ننسى انها تغذينا بمرور الوقت ..

قالت و ابتسامتها المشرقه تخفي غيوم الحقد :كنا نتكلم عن تعلم الانجليزي..
تفاجأت ريهام بإبتسامتها و توترت زياده :اهاا ..
سلوى تناظر ليلى وعيونها بتخرج من راسها ..
سمعوا صوت الجرس و قامت هند على طول تفتح الباب ..
خرجت سلوى ومعها ريم ..و بقيت ليلى مع ريهام ..
اقتربت ريهام بخجل ...بينما ليلى تشاغلت في تقطيع الحلو ..
قالت بصوت مهزوم:سامحيني ياليلى ..
طالعتها ليلى ..و ملامحها بارده ورجعت تبتسم ..
رجعت ترص الحلا في الصحون ..لكنها اجابتها:سامحتك..
ريهام بلهفه و عدم تصديق:سامحتيني ياليلى ...
ليلى ببرود :سامحتك ياريهام لكن لا تعتقدين ابد ..اني سامحتك علشانك انتي ..
على العكس ..سامحتك علشان اعيش حياتي بدون كراهيه او غل على اي احد .
ركزت في شغلها وقالت :الحياة صعبه بما فيها ..ليش نزيدها على انفسنا ..
ريهام بحزن ما تقدر تلومها ابد ..المشاعر اللي عمرها ماشعرت بها الا بعد فوات الاوان ..
قربت منها .. وساعدتها في شغلها
و همست بصوت باكي :ولو قلت لك اني احتاج مساعدتك يا ليلى ..
طالعتها ليلى مستغربه ..بينما كملت ريهام :انا ضايعه ..اعيش في الظلمه ماادري ويش اسوي
عمري ما اراح انسى ..
ليلى بهدوء /الله يعين الجميع ..
ريهام ودموعها تنهال بغزاره و الكلمات ضاعت فيها ..
اليست هي الدموع سلواها ..او ليست هي من تبدد الضباب الدائم في جوفها الفارغ
ليس لديها غير الندم راحه لقلبها..وان لم يكن فـ ستلتمس الراحه فيه ..تخفيفا للعبء الثقيل
ليلى بحزن على حالتها ..مهما شالت في قلبها و مهما سببت لها من احزان و عذاب لكن ماتقدر تكون مثلهم ولاتحس
بالمتعذب و مدى الالم اللي يشعرون فيه لوحدهم ..
سحبت منديل من جنبها و مدته لها ..
ليلى :امسحي دموعك ياريهام ..و لاتفكرين كثير الواحد ما ياخذ إلا نصيبه .
كلماتها على الجرح ..تزيد من دموع تلك و تعذب روحها ..
والاخرى ..تخرج من دوامه و تلتقي بأخرى ..لكن كلمه خرجت من باطن العقل تصديقا ..لحالها
تسليم و ادارك ..حقيقه قد غابت عنها ..او صارت غيرمدركه لها
"نصيب " غايه خير و إلهام ..هو من جمعها بذاك قيد انمله وابعدها عن اخر كتلك المسماه اتلانتس في معجم العصور.

******************
مزاجه الحاد و العصبي خلى الجميع يفضلون الصمت طول الطريق
ألا يكفيه ما يشعر به..خنقته المشاعر المكبوته و تلك القيود التي تسحبه للهاويه السحيقه
كم يود لو يفجر براكين غضبه الان ..
ذلك الركود تحول لفيضان جارف ..وقد انكسرت جميع السدود
نفذت للغرق او للضياع ..
و وداعه مشاعره سحقها تحت قدميه ..
لا رأفه لمن يتلاعب بي ..و يسخر من وجودي
لا هواده لمن يمر عابرا متجاوزا اعتباراتي و متمهل في اهانتي ..
وقف السياره و خرج اهله ...
ظل عشر دقايق يحاول يتدارك غضبه و يخبـأ ثورته امام الناس.
في داخله امنيه انه ما يلتقى بتلك العينين العاشقتين مرة اخرى ..
دخل المجلس بعدما سلم عليهم جيمع ..طافت عيونه في انحاء المكان ..و تنفس بهدوء
و إلتزم الصمت تهدئه لفوران اعصابه ..مدركا الان بحجم كل خطوه يخطوها
ابتسم بداخله..ليست للوداعه ابدا ..انما هو مارد يخشى ان يخرج غير مروض للصعاب ..
فيثير ثورته في وجه الجميع ..و قد استحسن التحدي ..
وتمناه للحظه يخرج و يجعل من ذاك العاشق المزعوم ..عبره لمن يود ان يعتبر.

*******************

في نفس المكان :

جلست وعيونها تدور في المكان و مشاعر ممتزجه داخلها بلهفه و حقد و غيره
همست لاريام :وينها ؟
اريام :اركدي شوي ..شكلك بتفضحينا
فاتن :بموت مكاني ..قولي وينها
اريام بخوف :فاتن انتي وعدتيني ..خلي هاليوم يعدي على خير .
فاتن :اوكي ..لكن وينها لنا ساعه جالسين ما شفناها
اريام و عيونها على اللي دخلت ..لكزتها بكوعها و اشارت بعيونها لقدام
فاتن وفمها نصف مفتوح ..تراقب ليلى والابتسامه ماتفارق وجهها
حست بنار شاعله داخلها همست بغيره :هذي اللي تقولي عنها ماهي حلوه ..يخرب بيتك وبيتها يا شيخه
ياليتني ما جيت ..معك
اريام تمسك يدها و مسويه نفسها عندها سالفه :اقول لا تفضحينا ..خليك عاديه ..
فاتن لجأت للصمت بعدما انهارت كل قواها في الداخل ..وبكل اصرار عزمت على اللي تسويه..

**********************

ليلى تجلس جنب رغد و تكلمها رغم الحواجز اللي فرضتها
ليلى :رغوده ..وينك ما تدقين مثل اول ؟حتى جدتي افتقدتك
رغد تتأفف :مو فاضيه ..تحسبين ماعندي شغله ولا عمله زي بعض الناس .
استنكرت تصرفها وقالت بشرود : اهاا ...
رجعت رغد تتكلم لريهام مطنشه ليلى ..
حست ليلى عليها وقامت من مكانها ...
ريهام تسحب رغد و تدخل المطبخ ..
رغد :وشفيك انتي ؟عورتي يدي
ريهام بإنزعاج :انتي اللي وشفيك ؟ليش تتعاملين مع ليلى بالطريقه هذي ؟
تكتفت و لفت وجهها للجهه الثانيه وقالت :انا حره اسوي اللي اسويه .
ريهام تلفها لجهتها بعصبيه :ليه كل هذا ..لانها رفضت اخوك ..
رغد :لا تتدخلين ياريهام
ريهام :ليش ما اتدخل ؟انتي عاقله وفاهمه ..هي مثل غيرها و مثلك ..لها حريه الاختيار
لانت ملامح وجهها و بان الحزن في عيونها :سهل الكلام ..صح ..لكن ماشفتي اخوك مكسور الخاطر ومهموم
و ما تقدرين تسوين شيء
ريهام ونوبه العذاب ترجع لها ..لكن بإصرار استمرت في خطوتها..
: و لو ..ما هو صغير..ثانيا :ايش الفائده اللي تجنينها من كل هذا ..
رغد :ودي اعرف ليش رفضته علشان اريحه ؟اخوي قرب يجن والسبه هي ..

جمدت ريهام مكانها و الخوف يلجم لسانها ...والرعشه تهز اطرافها
مااقول لك ...اه مااقسى ذلك
ان تكوني السبب في كل هذا و تلتزمي الصمت خوفا واذعانا للهروب .
ان تري قلوبا مجروحه و كسيره بسببك و لا تستطيعين مداوتها ولو اعترفتي بذنبك ..
فما مضى قد مضى و قد اخذ كل شيء جميل و لم يطفو الا ما يذكرنا بسوء افعالنا وتقديرنا الخاطئ لمشاعرنا ..
ااقولها و اريح نفسي من ذلك العذاب ..
اأاغسل اثامي بالاعتراف ..وانتهي من تأنيب الضمير..

سمعت صوتها يخرج بكل كبرياء :يا الله يارغد ..لهذي الدرجه مهمشين حياتي
ريهام بإحراج تطالع الثنتين ...و وخز الضمير يزيد جراحها عمقا والما
رغد ما قدرت تتكلم و لكن نظراتها مجروحه
ليلى بصوت عميق مهزوز :يعني لو خطبتك لاخوي ..و رفضتي اعاملك بنفس طريقتك ..
انا كمان اخوي ما ينرفض ..لكن مااقدر اجبرك تأخذينه لاي سبب من الاسباب.
ريهام بصوت معذب :ليلى ...
اشارت ليلى لها بيدها و رجعت تكلم رغد :قولي لسلطان ..اني ما رفضته لعيب فيه هو ..ابدا
لكن ...لكن نصيبي كذا ..استخرت الله و مارتحت له ..و حكمه الله اعلى منك و مني
ونحن ما ندري عن المكتوب .
رغد بحزن :صادقه ياليلى ..و معاملتي غصبا عني ..حزن اخوي شل كل افكاري ..كنت احاول اني اتغير
لكن معك مااقدر ..
"وخزها قلبها للحظه وشعرت بالضعف يهد كيانها و دموع تستبيح عذابها وتعلن انهمارها "
ليلى بحزن :لا تلوميني يا رغد ..ربي كتب لي وله ..الله يوفقه مع غيري ..انا خلاص تزوجت
و هتفت بتمثيل الفرح :انا ما اقول ماادري عن المكتوب ..ربي رزقني بمطلق ..الله يخليه لي ان شاء الله.
ابتسمت رغد و احتضنت ليلى بود و صدق ..و همست في اذنها :الله يسعدك ان شاء الله معاه .
طلعت رغد و تركتهم ..يلعقون جراحهم بصمت و يهمسون للالم بشويش ..لكي يخفض صوته
ريهام :ليه ماخليتيني اقول لها الحقيقه ؟
ليلى تتوجه للثلاجه وتصب لنفسها ماء بارد :والفائده..علشان ينقم عليك شخص ثاني وثالث وعاشر
"لم تدهش ..و كأن ضربات سوط عقوبتها قد استباح جسدها لينهال عليها بصمت و بدون ألم "
رجعت تتكلم :خلي اللي صار معنا يموت بيننا ..
ريهام :تقولين سامحتيني ..لكن كلامك اكبر دليل انك ابد ما سامحتي
ليلى بهدوء :انا سامحتك ..لكن ما اقدر انسى اعذريني..اللي صار ما مر علي مرور الكرام والله يشهد
حست بالمراره وهي تتذكر اللي عاشته وقاست منه
دخلت سمر بالتوائم الثلاثه,
ليلى تحط يدهاعلى خدها و تجلس لمستواهم :يا حبي لكم ..ياعيوني ..ريهام بالله طالعيهم ما تقدرين تفرقين بينهم صح
ريهام تخرج من صمتها :ما شاء الله عليهم ..حلوين
سمر و تمد يدها بهديه مغلفه ..ليلى تناظرها مستفسره :ويش هذا ؟
سمر :هذي هديه متواضعه مني و من عصابتي الصغيره .
ضحكت ليلى و طالعت ريهام المبتسمه
باستهم ثلاثتهم ..همست الوسطى لسمر ..ضحكت سمر و قالت لليلى :ليلى ..رؤى تقول انتي نيلى زوجه خالو مطلق ؟
ليلى :ايه انا نيلى على قولتك
سمر تغمز لها وتقول :معليش ..اخطاء لفظيه .
سمر تسأل اروى :اروش ..مين احلى انا ولا خاله ليلى ؟وابتسمت
اروى :اشرت لليلى وقالت :خاله ليلى احلى منك .
ضحكت ليلى وريهام على وجه سمر
سمر بعصبيه :مافيكن خير ..كل تعبي راح بدون فايده يالله انقلعن من قدامي .
ريهام بضحكه :والله شكلك تحفه ..ياسمر ذكرتيني بالبيت اللي يقول اعلمه الرمايه كل يوم فلما اشتد ساعده رماني......
ضحكت ليلى وسمر في نفس الوقت ..وريهام شاركتهم متناسين تلك اللحظات التي سقطت قصدا..لعلها تكون في الذاكره
شيء حلو يدعو للابتسام ...مجرد امنيه تبثها نفوس ضعيفه

*******************


جلس زياد بعدما سلم على الموجودين ..و انتبه انه جالس جنب مطلق
للحظه حس انه مراقب ..سرق نظره على مطلق وهو يشد المسبحه بين يديه ..مسكينه راحت فيها!!
ما يتكلم الا كلمه ويسكت ..حتى انفاسه مسموعه
شكله الرجال مولع الله يستر ...الله يهديك يا سلطان صرت زي المجانين اكلم روحي
انا خايف وكأني انا اللي مكانك ...اليه يجيب العواقب سليمه .
دق جوال زياد ..لما شاف الاسم اختبص و على طول رد
زياد :هلا
سلطان :سلام وينك انت؟
زياد بغصه :احم انا ,,ايه في بيت عمي احمد ..وينك .؟
سلطان :مااقدر اجي ...اسمع
زياد براحه :اهاا
سلطان :.تعال عندي البيت ..
زياد :خلاص ..مع السلامه
سلطان :وشفيك مستعجل
زياد :ياخي ابوي يعطيني نظره من اياهم يعني افهمها .
ضحك سلطان وقال:احسن تستاهل
زياد :هذا جزاتي ..يالخاين
سلطان :اقول لا يكثر ..لاتنسى تمرني.
زياد :صار مع السلامه
قفل جواله بدون مايسمع رده ..و عيونه تختلس نظره باللي جنبه ..

******************

دخلت حجرتها بدون استئذان ..عيونها بإشمئزاز تلف المكان
وقفت قدام المرايه ..تطالع العطور و تشم ريحتها ..و تتقرف منها
فتحت ليلى الباب فجأه لتوقف قدامها ..
فاتن بارتباك :اسفه لكن كان ودي اصلح مكياجي ..
ليلى بشك :لا عادي ..حياك
فتحت شنطتها واخرجت كحلتها ..وسوت نفسها تضبط المكياج
قالت :يا بخت مطلق فيك
رفعت ليلى راسها وقالت :عفواا ,,ليش ؟
التفتت فاتن لها وقالت :جميله ماشاءالله عليك وصغيره
ابتسمت ليلى وما اعطتها رد
رجعت فاتن تتكلم مستغله صمتها :ما شاء الله احسكم لايقين على بعض
ليلى بإهتمام :بالله كيف لاحظتي ..وانتي ما تعرفيني الا من دقايق ,.
فاتن :الواحد ما يحتاج عشرين سنه علشان يشوف الفرق والتشابه
ابتسمت بخبث وكملت :ماشاء الله على مطلق من يوم يومه ..يحب يدقق في اختياراته يعني عملي بحت .
شافت في عيونها لمحه معاني غريبه وكلماتها مبطنه بألغاز غير مفهومه
طالعت فاتن اظفارها وقالت و كأنها غير مهتمه :دائما كان يقول ابغى واحده مثل امي راعيه بيت ..وطيبه
صحيح انه امه اللي هي خالتي ماتعلمت لكن ماشاء الله عليها عرفت تربي عيالها ..لكن لمى اشوفك الحين اقول شكلك مثل خالتي..
شدت ليلى على نفسها وابتسمت بألم و كل كلمه تنطقها ,,تجرحها لكن بينت انها عادي ما يهمها ,,
شالت شنطتها و ابتسامه انتصار لاحت على وجهها قالت :لاتفهميني غلط ..
مطلق انسان شايف نفسه يعني معتد بنفسه زياده عن
اللزوم يحب يكون هوالافضل دائما والمسيطر و متعلم على كذا ..
يعني اكيد ما بياخذ واحده مثله تحط راسها براسه ..
انتي فاهمتني ..مطلق يشبه سي السيد بالمصري ...
ضحكت بصوت عالي وخرجت بهدوء مسلمه بأن ما ألقته للتو لن يمر مرور الكرام .. مخلفه اعصار هادر يلف اخرى
..ينفجر لديها جرح جديد بندوب جديده ..و رحله ألم جديده ..ويا لحالها الان ..

**********************


بعد الغداء انصرف الضيوف ..و ما بقي إلا مطلق و عائلته .
اذن العصر و خرجوا بعدها للصلاه ..للمسجد القريب من البيت
دخل مطلق المجلس ..وسعود وراه ..
سعود قرب من دله القهوه و مد لمطلق فنجانه ..
شرب قهوته وسأل سعود :ليش ما تتزوج يا سعود
ابتسم سعود وقال :اسمع مين يتكلم ..خليني اعتب الثلاثين واقرر مثلك
مطلق بإبتسامه مرة :الظروف غير يا سعود .
سعود جلس جنبه و أشار لقلبه وقال:هذا باقي ما دق يا ابو غانم
اطلق ضحكه ساخره ما فهمها سعود ..ايجب ان ايفعل ؟
خرج مسبحته من جيبه و هالمره لونها اسود وقال :ابسألك سؤال و أبغاك تجاوبني بصراحه
سعود بإهتمام :خيران شاء الله
طالعه مطلق وقال بجديه :ليلى ..في احد خطبها من عيال عمها ؟
توتر سعود من سؤاله وحس انه وراءه شيء غير عادي ..
قال :والله يامطلق ليلى مثل كل البنات ..يجيها خطاب من قريب وبعيد
لكن من عيال عمي ما فيه ..إلا عاد ولد خالتي سلطان ..لكن ماكان له نصيب
تجمدت اوصاله بذكراسمه ..و طالع قبضه يده نفسها اللي ضرب فيها سلطان
سأله سعود :ابوغانم وين رحت ؟
مطلق :موجود ايش كنت تقول ؟
سعود بإبتسامه :لا سلامتك ..ما قلت شيء
دق جوال مطلق و اخرجه شاف اسم اخته وفاء وتذكر شيء نسيه
قال لسعود :لاهنت يا سعود..قول لليلى ابغى اكلمها .
ضحك سعود وقال :انا اقول وشفي الرجال ماهو على بعضه ..
ضحك معاه مطلق وهو يوقف ..قال :ابروح اجيب شيء من السياره .
سعود :افااا انحرق كرتي الحين ..ما عليه تهون يا ابو غانم .
دق على اخته و خرج بعدها ...

**************************

ليلى والافكارتعصف بها ..مطلق من جهه و فاتن من جهه ثانيه
افزعتها تلك الاستدعاءه الغير متوقعه ..
يعني اسمه انه زعلان من اخر موقف صار بيننا
كشرت في وجه افكارها ..اصلا انا اللي لازم اخذ موقف مو هو
دخلت المجلس ..و مالقيت احد غريبه
شدتها مسبحته السوداء اللامعه في مقعده
مشت لها ..و سحبتها ..حركتها برقه تتلمسها بين يديها و قربت تشمها ..
ريحه دهن العود نفذت لخلاياها ..ارتجفت وبعدتها ..ذكرتها به...
ذلك الحجرين الاسودين المستقرين في رأسه بقسوه و صلابه ..لاتحاكي مشاعره
تخرجه من جسده و كأنها ليست جزءا منه..يظنهما الناظر مجرد زجاجتين في رأس تمثال .
لاتدري لما..انتعشت صورته في عقلها ..
سمعت صوته الاجش خلفها :اعجبتك ...
زادت رجفتها و هي تلتفت له ..
طالعها و طالع السبحه بين يديها وكمل :خذيها ما تغلى عليك .
ولاحظت انها قريبه منه فتراجعت للخلف ..
غمرها الخجل و عيونه تشملها ..ارتفعت نظراتها المتأرجحه ما بين عين واخرى
تقرأ ما يدور في خلد ذاك الرجل ..فعبثا حاولت ..
حست فيه و في حضوره الطاغي .. و المكان يضيق في وجوده
تحرك من امامها يفسح لنظراتها ان ترتد لها ..قال بصوته الواثق :تعالي اقعدي ..
جلس و جلست قربه مايفصل بينهم الا مسند
حط يده على ذقنه و كأنه يفكر ..وطال الصمت بينهم
رفعت راسها لتصطدم في عيونه الغامضه ..ما فهمت معنى نظرته
ماباالها اليوم ..تموج بعضا مما اراه غريبا علي ..
يحاول طمس معانيها في غمره سيطرته ..
سألها :كيفك إلحين ؟
ردت عليه :الحمد الله
راقب لمسها للمسبحه ..وامتدت نظراتها الى وجهها ..كانت جميله في بساطتها ..
حسناء مجرده من ترهات الزينه و المبالغه المفرطه .
مد لها بكيس هدايا ما انتبهت لوجوده معه ..
سألت وهي تمسكه :ايش هذا ؟
مطلق :هديه ..من ذوق وفاء ..المفروض هي الي تهديها لك ..>>وتلك هي البدايه..
حست بخيبه امل ..تأملتها بهدوءقبل ما تمسكها و تحطها في حضنها
قالت من باب الذوق :مشكور.
تأمل انحناءه رأسها وشعرها الاسود الناعم ينسدل بنعومه على رقبتها ..
وطالت ادق التفاصيل ..حتى كاد ان يفقد اعصابه ..
سألها بهدوء :ماودك تشوفين الهديه ؟؟
ابتسمت بتوتر :ها ..ايه اكيد ودي اشوفها ..
ارتجفت يدها وهي تفتح الهديه..
كان طقم ألماسي فخم..تتألق فيه زمرده خضراء
لمسته برقه و خفه ..و رفعت نظرها لمطلق ..فا صدمت بنظراته نحوها هي لا غيرها ..
حست بتيار قوي يدفعها للنهايه ..اهتز الطقم في يدها ..
عيونه مزيج غريب ..فضول ..حدة..تفصل كل شعور على حده .
انتظر منها كلمه ..لكن اضطرابها واضح فرحمها .
تنفست بعمق ..عضت شفايفها بخوف وكأنه كشفها .
ابتسم و هو يلاحظ عرق الخجل اللي نبض في جبينها
قال بأمر :اعطيني ألبسك الطقم ؟
بتوتر و خجل :لا ..ماله داعي
اخذ الطقم بدون ما يهتم بإعتراضها ..
و بنفس اللهجه الامره :اقتربي ..
لحظه ..مابين التردد و الاستجابه
تحفز عقلها و تعاند قلبها ..
طالعها و رفع حاجبه الايمن ..وبدون ما يعيد السؤال ..
حست بالخوف و مماطلتها مو في صالحها ..و تمردها معه لا طائل منه .
حست بالندم في ثانيه ..كلام فاتن يرجع يرن في عقلها
هذا ما يريده امراءه منقاده له بدون اهميه ....
لكن رغم كل اعتراضاتي اجد نفسي منقاده إليه ..كفراشه يجذبها اللهب .
منصااعه تحثني رغبات دفينه ..
رغبه انثى لا تريد مجابهه الرجل ..
اقتربت منه وادارت ظهرها له..
عظت شفايفها حاولت تكون طبيعيه ..
مجرد احساسها بأنفاسه الحاره تلهب رقبتها ..رجفت كل خليه في جسمها .
دبيب جعل شعر يدها يستقيم ..و حست بالحراره ..
لمسته جردها من مشاعرها الخفيه ..وكشف ظاهرها ..
اهتزت يدها و هي ترفع شعرها ..
مطلق ..و عيونه عليها ..شعور زهو يسيطر على قلبه
حسناء بين يديه هي له ..
يسيطر على انفعالاته ..يشعر بفخر كرجل وسيد ..
أليس شعورا معتادا منه ؟سياره .منزل , عقار ,او صفقه رابحه
أليست انثى ..تقوده حواسه إليها ..و يرى فيها ردات افعاله..
تبعثر مكنوناته وينفرد بإحاسيسها ..
سألها يحاول اشغالها ليبدد توترها :كيف كانت العزيمه ؟
ابتلعت ما ضنته احجارا في فمها :الحمدلله مرت بسلام ..وضحكت بتوتر >>وبخت نفسها لحماقه غير مقصوده

يرى رده رعشتها حين يلمسها و ارتجافات مشاعرها حين يكون قربها ..
فهو رجل كامل ..يرى انثى تنضج رغباته الكامنه و تحرك مشاعره ..
التي ايقن بأنه لايملكها ..
فالحياة (أنثى ورجل)
عاد وسألها متثاقلا في عمله :مين كان موجود ؟
رجعت تجيبه بآليه وكأنهاغير مباليه :مافي الا عائله عمي محمد و خالتي غاليه ..
اطلت عيون سلطان بحده في وجهه لتذكره بتلك الهاويه التي عليه ان يجتازها .
مطلق وفي قلبه صراع كبير وده ينهيه ..
طول الجدال و المجاملات لا تنفع في اصدار الحقائق ..و على طاوله المفاوضات ستكون له الغلبه
ما يحمله في قلبه لا يوده عقله والعكس صحيح ..
ليس ممن يقولون مالايفعلون ..او يفعل ما لا يقول ..
كلماته احد وقعا من السيف ..تسيرها رغبه كامنه في معرفه كل شيء
لن يتمهل ويدعي بأن ذلك امر عادي ..ولم يؤثر فيه
فهو رجل لاتحركه مشاعر لا اراديه ولاتضبطه قوانين يقف عندها ..و تجبره على الخنوع بصمت .
تلمست العقد الماسي على عنقها ..وابتسمت في وجهه بعفويه ..لتطل بضياء في جهيم ليله ..
رد لها بإبتسامه طلت من داخله..غير ممزوجه بإزدواجيه رجل ..او تحمل اكثر مما تعنيه بل وصف سريع لمدى
استحسانه لمى رأه بعينه و هاله بإعجاب .
لن تصارح نفسها بأن سرت لتلك الابتسامه ..لكنها فعلت
زادته وسامه.. تمعن في وجهه برويه ..تتمهل في خطواتها مدعيه بأنها لاتراه ..
وهاهي تحاول انت تسنج مشاعر بخيوط مسلوله من قلبها ..سرحت في القريب البعيد ..نظراته الثابته والمركزه
جلسته المعتدله وكلامه القوي الرصين ..لكن لما ترى غير ذلك في عينيه ؟

مطلق ..ويجزم ان حياته ظلام ..و قد اصبح يرددها في داخله بإنهاك لما يبحث عنه ..
في اغوار عينيها يجد بعضا من حلمه المترامي ..ويكاد يلتقطه...يكاد فقط ولا يقدر على القرب..
مارس هوايته المفقوده وقد اشتاق لملمسه .شعرها الاسود المرغوب..لتتواصل النظرات لوهله ظنوها كدهر مر عليهم
لما الصمت يطبق عليهما ويكاد يكسر نفسه بنفسه >> ان توقفوا ان احيوا فيَ ضوضاء وجودكم بهمسات عابره
تتحول الى انغام في جوفي..
ارتفعت يده وكأنه احتار اين يضعها ..غير مستجيبه للامر الذي ارسله عقله عبر اعصاب يده بأن عودي >>..لكن ابت ان تنصاع له
فلامست وجنتها وكأنه زائر..يدعي انه طيف ليسرح بخيلاء غير مبالي ..بدائي يجهل ما يفعل مع انثى ارق من النسمه
مشاعره خرساء ..بكماء لا تريد ان تقفز في وجهه لتخيفه ..واهله خطوه بخطوه ..تراقب تلك الراقصه في عيني عذراء
متآلفه متواحده اتفقت عليها ..ويا لانفاسها الصاعده هل ستسمر تحت ضغط المجهول ..
ارخت نظراتها تحت وطأه الخجل و الذعر ..لذلك النابض الذي رفض رجاءاتها بأن يهدأ ولو قليلا ..حتى تعرف كيف ترتب انفاسها ..كيف تعتاد لمساته التي حركت ما جوفها و قلبت كيانها ..
عقلها يستحثها بأن تبادر ..بأن تقطع ما يفعله حتى تنقذ نفسها من الموت ..نعم موت من فرط المشاعر المجهوله
موت من ترف غير معتاده عليه ..رفعت نظرها وكلها أمل ..و خوف و خشيه تخاف بعدها الظمأ ..تخاف بعدها الضياع
توقفت يده وكأنها اكتفت وارتوت مما جادت به حتى الان ..واقترب برأسه بدون عناء يذكر ..وطبع قبله خشي ان تجرح رقتها
شهقت دون ادراك ..اخذ مايريده وابتسم ..ليس فرحا فقط بل جزما بأنها لن تكون لغيره ..
اقال ذاك اتحبه و يحبها ..هراء عاشق ظن نفسه في زمن يحكى فيه عن ألف ليله وليله ..
الان و قد طالت حياته ..عطاء وافر ..لم يبقى سواها ..فلن تكون لغيره ولو شاء الجميع ..
لن يلاحق ذاك المعتوه ..او يكشف سره ..فهي في يده له فقط ..ولا احد اخر
لن يفرط فيها ابدا ..لو تكالبت عليه سير العشاق كلها ..لن يقول انه اصبح منهم فهذه فكره في نظره بعيده المدى لن يلاحقها
ما وقع تحت يديه ..فهو ملكه ..
والان وقع على عقد الحياة ..بحسم
يجزم انه صار غريبا الان ..تحت اعينها المكشوفه ..
يخفي سر اهتزازاته وكأنه لا يشاء ان يفضح نفسه ..او يرمي بذاك الرداء القديم مدعيا السلام ..ولاغيره
ومضى بكل وقار و امتثال ورويه ..نحو الخلود في قراراته ..حازم و قاص النهايات المشوهه ..
وتلك الموبوءه بإرتعاشات دائمه في حضوره ..تعثرت خطواتها خلفه ..كلماته لم تصب مسامعها ..ودعها ورحل
وتركها في تخبط ما بين الواقع او الحلم ..مجهول او ادارك لهويه مشاعر غزتها متسلحه ومحاصره من كل اتجاه..

**************************

سلطان ..نثر الملح على الجراح متوسدا النعيم ..ظن ان آدم ذاك سيقايضه من اجل حواء تعشقه ؟
مطلق ..عابر للتحديات بقلب صلب ..يكابر من اجل شموخ رجل سره انثى ..يأبى من اجلها الانحناء ؟
ليلى ..تلك الزهره في مهب الريح مابين هذا او ذاك اودعت ذكرى قديمه بائسه ..و حل ما يكفل ان يهز جدران الامس واليوم و الغد ؟
والاخرون متأرجحون ..مابين الصواب والخطأ ..حالنا نحن جميعا ..لكننا ماضون

ألقاكم بكل الشوق ..دمتم سالمين
كبرياء الج ــرح





















كبرياء الج ــرح 25-07-10 01:46 AM





البارت السابع عشر :


بعد اسبوع في القريه :

فرحتها لا توصف بعدما رجعوا الديره ..وبالاخص جدها شوقه للارض اكبر من شوقه للماشين عليها ..
وهي فرحتها الكبرى ..صديقتها نجمه ..
زياره امتدت من بعد العصر حتى اذان المغرب..وان قصرت فهي ماتجود به الايام لهن ..
تربعت نجمه على سرير ليلى وتكت على يديها :يالله اعطيني كل الاخبار و التفاصيل المهمه
ضحكت ليلى وقالت :ماعندي اخبار ..انتي اللي قولي
ضربتها نجمه بود وقالت :قولي يالخبله لاتستحين مني ..
ليلى :وليش استحي منك ..صدق مافي شيء اقوله
تأففت نجمه :يعني اقعد مقابل وجهك علشان مافي شيء اقوله ..مالت عليك
ابتسمت ليلى وقالت :ماتوقعتك فضوليه ..
نجمه :لا والله..لاتلوميني ..صراحه كل يوم صاحبتي تنخطب .
ليلى :خلاص ..ماصارت قولي ويش تبين تعرفين ..
ابتسمت نجمه واقتربت :اولا ..مطلق ذا مزيون ..
قاطعتهم سلوى وهي شايله القهوه والحلى وجلست على الارض :مو بس مزيون ..إلا يطيح الطير من السما..
نجمه بنظره لليلى و لسلوى :انا اقول اختك ما تتكلم ..خايفه نحسد زوجها ..مالت عليه وعليك
جلست جنب سلوى و اخذت فنجان قهوتها..لحقتها ليلى وقالت :اولا ..عيب الكلام اللي تقولينه يا انسه سلوى
وثانيا انتي يالخبله ..مالت عليك ..ماراح اقولك ولا شيء
ضحكت نجمه وقالت :اللي يسمعك يقول ..مره عاد طفشتيني من كثر سوالفك ...وغمزت لسلوى المبتسمه
ليلى بتعصيبه :خلاص عاد مصختيها ..ايه مزيون واخاف تحسدينه ..
ضحكت نجمه و تبعتها ..سلوى و ليلى اكتسحتها موجه الاحمرار ...

******************************

لها ثلاث ساعات ترسم لوحه بكل مشاعرها .
تحس في شيء جديد بداخلها..
ليست متناقضه كعادتها..طهاره نبعت بصدق عند مواجهه الحقائق
حملت روحها على أكف بلون السحاب ..
و اكملت الفراغات التي اعتقدت انها مملوءه لكنها امتلأت بوهم وضياع في غمار الحياة
دخلت ريم وراقبت ابتسامه اختها ..اقتربت وسألتها :ريهام ..وشفيك ؟
ريهام بتساؤل :وشفيني ..
ريم :ماادري احس فيك شيء متغير
ابتسمت ريهام :تعرفين حتى انا ..لكن مااعرف تعالي شوفي هاللوحه
وقفت ريم وابتسمت ..وقالت :وشفيها حلو رسمك مثل كل مره
ريهام :لا فيه شيء يخليني ابتسم كلما شفتها
ريم :الله يبسطك ان شاء الله ..المهم نسيت اقولك ..تبين تفطرين معي .
ريهام :انتظري ..خلي نصلي الفجر وبعدها نسوي فطور و ناكل سوا
ابتسمت ريم وقالت :اوكي وراقبت اختها ..و راق لها التغير الملحوظ
وريهام تحدق في اللوحه ..مبتسمه ...


*************************
في القريه :

ابتسمت وهي تتذكر كلام نجمه ...حست روحها ارتدت لها من جديد ..
سمعت صوت الاذان الذي طالما اشتاقت أليه ..فابتهلت اساريرها بصوت محبب الى الاذن ..
يشعرك بالطمأنينه والامان ...و يذكرك بسبب وجودك في الحياة .
ابتسمت فجأه ..داعبها حلم جميل ..كان ودها تعيشه حقيقه ..
توضت للصلاة و راحت تصحي خواتها وجدتها ..سمعت صوت جدها و هو يذكر الله
ويستعد للصلاة ..
جلست على سجادتها ما بين الابتهال والدعاء ...
رفعت يديها وعيونها تدمع بصدق و همهمه رجاءها من الولي الجبار تعلو ..

اللهم من اعتز بك فلن يذل،
ومن اهتدى بك فلن يضل،
ومن استكثر بك فلن يقل،
ومن استقوى بك فلن يضعف،
ومن استغنى بك فلن يفتقر،
ومن استنصر بك فلن يخذل،
ومن استعان بك فلن يغلب،
ومن توكل عليك فلن يخيب،
ومن جعلك ملاذه فلن يضيع،
ومن اعتصم بك فقد هدى إلى صراط مستقيم،
اللهم فكن لنا وليا ونصيرا، وكن لنا معينا ومجيرا، إنك كنت بنا بصيرا

اللهم صل و سلم و بارك علي سيدنا محمد و علي آله
و صحبه و سلم و الحمد لله رب العالمين

بعد الانتهاء من صلاتها ..جلست شوي على سجادتها تسبح ..
قامت طوت سجادتها و ثوب الصلاه ..تتجاهل النظر الى سبحته ولكن ماتفعل اليست هي رغبه في النظر اليها و تذكر صاحبها
تركتها بسرعه لكي لا تنجرف في احاسيسها ..
صادفت سلوى ..في المطبخ ..شعرها منكوش و حالتها حاله
ضحكت ليلى وقالت :اعوذ بالله ..ويش هالحاله اللي انتي فيها .؟
سلوى والالم واضح عليها :ايه والله حاله حرب انا ومصاريني .
ليلى :سلامات وشفيك ؟
مسكت معدتها و جلست :مانمت البارحه..بطني يمغصني ..
ليلى :اكيد لازم يعورك ..البارحه ماخليت ولا صنف من الحلو و المالح يعتب عليك ..
يا اختي و لنفسك عليك حق ...والمعده بيت الداء ..
سلوى :ويش اسوي بعمري ..اااه يابطني ..اصلا كله من نجمه
ضحكت ليلى وقالت :وان يكن ..اهتمي بنفسك.
مسكتها ليلى وقومتها :قومي ريحي في سريرك بسوي لك نعناع ..الله يهديك ..
تركتها تروح لحالها وطالعت ليلى قبل تخرج :ليلى ..
التفتت لها ليلى وفي يدها كوب ماء :نعم
سلوى :ما باقي حلويات من امس
ليلى :لا والله باقي ..انا ويش قلت لك المعده ..بيت....
سلوى تقاطعها :عرفنا ..خلاص المعده بيت الدواء حشى صيدليه ..
ليلى بصوت ضاحك :بيت الداء ..بيت الداء ...ياسلوى
خرجت سلوى وهي تتحرطم على نفسها ..
وليلى كلما تذكرتها تضحك عليها ..

*************************

خرج مسرعا من دوامه ..بعدما عين طبيب نفسيا في احد المستشفيات
اصبح اكثر التزاما..و مواصله
ابتسم لما تذكر تلك الشقراء ..وهي تحاول الاتصال عليه ..قطع عليها جميع المسالك وابت ان تخضع ..
دخل سيارته وشغل التكييف ..تنهد براحه والبروده تلفح وجهه ..
فتح جواله المغلق ..و انهالت عليه الرسايل اولها من مطلق ..موعد للغداء
ضحك ناصر لذلك الصديق ..شغل سيارته وطريقه معروف ..
لما اقترب لاحظ سياره بالقرب ..ولما شاهدت سيارته انطلقت بسرعه ..
خرج ناصر مستغرب تواجدها ..
فتح الباب ..ليطل مطلق من البيت ويأشر له يدخل المجلس ..
ماهي إلا لحظات ..حتى دخلت ام مطلق ..يا لقلبها الكبير
وقف ناصر بسرعه ..و استقبلها كإبن لها وليس كصديق لابنها ..
لم تكن لتدعي بأنه غريب عنها ..وانه يجب ان تستتر منه...
فهي عجوز فاضت بالحنان فلمت شمله مابعد فراق طويل..يتيم احتوته في كبره
ستغدق عليه مثل ما فعلت مع اولادها ..فيا لرحمه الله التي شملت الجميع ..
ام مطلق :وينك يا يمه يا ناصر ..ماتزور ؟
توجهت نظرات ناصر الى مطلق المبتسم المتشاغل ..وقال :والله اشغال ياخاله..
لكن ان شاء الله من بعد اليوم فطور و غداي وعشاي عندكم ويش قلت ..
ابتسمت تلك الرحوم وقالت :ابركها من ساعه يا وليدي ..اذا ماجابك مطلق انا اجيبك..
ضحك ناصر و مطلق ..وخرجت هي متهاوده في مشيتها ..
مطلق بنظره لصاحبه .. يعرف ان الحنين يشده لذكرى غريقه وان الحزن فاض بحياته قد اصبح يفر منه هربا
يعرف ما يعانيه حقا ..يشد من تلك الخيوط الوثيقه بينهم ..لقد شاركه جزره فيكف لا يشاركه مده ..
انما وجد الصديق ليس لسد الفراغ وانما ليقضي الحاجه ..
قاطع مطلق تفكيره :كيف شغلك يا ناصر ؟
ناصر بإبتسامه ادرك فيها سياسه صاحبه :الحمدلله ..صراحه مرتاح ..
دخلت الخادمه بأاطباق الغداء ..لتقطع عليهم حديثهم ..
ناصر بعد اول لقمه :ايه صح تذكرت ..وانا جاي شفت سياره واقفه ..حركت بسرعه لما اقتربت
صراحه شكيت فيها ..
توقف مطلق عن الاكل وقال بشك :سياره ..يمكن سياره طلال لانه اخواته عندنا ..
ناصر :يمكن ..
ورجع يسأله بضحكه :إلا ماقلت لي ..ماودك تسير الديره..
مطلق بغباء مصطنع :اي ديره ..
فتح ناصر ذراعيه بطريقه مسرحيه :امر على الديار ديار ليلى ...أقبل ذا الجدار وذا الجدار

ضحك ناصر حتى كاد ان يحشر من تعابير مطلق المنزعجه وبالاخص لما مسك مطلق كأس الماء و هدده فيها ...

*********************

في نفس المكان :

صرخت اريام بإزعاج ..بنات خلاص
توقف الجميع ..للحظه ورجعت الحاله بعدها و لا حياه لمن تنادي ..
وفاء :اروى رؤى رنا ..خلاص يا ماما انتي وياها ..والله صدعتوا راسي
وداد بإبتسامه :ياني فديتهم ياناس ..يالله حبيباتي العبوا..
اريام بضيق :وداد ..انتي تبين تقهريني ..اقولك راسي صدع من هالمهبل ا للي هنا وانتي تزيدينها علي ..
وداد بإبتسامه :يااختي ..ويش اسوي فيك ...اطفال ما ينلامون ..
دخلت سمر بصحن السلطه :وداد ..ليش ما جات جود ..
وداد :لو هي جات ..مين بيقعد عند امي ..
ضحكت سمر :انتي..ماشاء الله عليك كل يوم والثاني رازه وجهك ..خذي استراحه
وداد بضيقه :سمروه ..نقطينا بسكاتك ..
وقفت وفاء و سحبت معها وداد ..:اقول خليك من هالبزره وتعال معي ابيك ..
دخلوا غرفه سمر ..
جلست وداد وعيونها على برواز صوره ..و قعدت وفاء جنبها
وفاء :هي ما رديتي علي ؟
وداد في شرود :في شنو بالتحديد
وفاء بقهر قرصت كتفها ..لتنتبه لها ..صرخت وداد متوجعه ..:وفاء وجع ..عورتيني
وفاء :وجع في بطنك ..تاعبه نفسي وانتي في شنو تفكرين .
ضحكت وداد واستدارت لصاحبتها :خير يا ام نايف ويش عندك؟
وفاء بهدوء:مااعطتيني ردك في اللي قلته لك ؟ اخو رياض
وداد في صمت و حيره ..تشاغلت بأظافرها وقالت :قولي مافي نصيب
وفاء:وداد فكري زين ..الرجال مافيه عيب ..عنده وظيفه وبيت لحاله واخلاقه ما شاء الله عليها
وداد :انا فكرت وقررت ..الله يوفقه في حياته ..لكن ما ابيه .
وفاء بحيره :طيب والسبب؟
وداد :مافي سبب محدد..
وفاء :على راحتك ..هذي حياتك مو حياتي
وقفت وفاء ولكنها رجعت تسألها :وداد ..اعطي نفسك فرصه ثانيه ؟وفكري
وداد :يا حبيبتي انا ما اتزوج واحد..إلا بيننا قصه حب عاصفه
فاتن بسخريه :ايه قولي كذا ..ما وداك في داهيه الا هالروايات اللي تقريها ..اقعدي كذا الين يطلع الشيب في راسك
وبعدها قولي قصه حب عاصفه ..
ضحكت وداد ..وعينها على الصوره ..

**********************
في القريه :

سعود والجد في طريقهم للبيت من المسجد
سعود مسك يد جده وباسها وقال بهدوء : ..الله يطول بعمرك و يخليك لنا .
الجد بإستغراب:علامك ياولد ..؟
ابتسم سعود وقال :ما فيني شيء ..
الجد بحكمه :قول ياولدي ولا تستحي ..
سعود :اشتقت لابوي ..وساعه اشتاق له ..اشوفك قدامي لانك ابوي .
الجد بحزن غير واضح :الله يرحمه ويغفر له .
لف بيده حول حفيده المقرب منه ..ووكمل :كان يقول دايم سعود سيفك يا بوي
و ماخاب ظني فيك ..
وقال بإبتسامه وكأنه يشوفه قدامه :قبل ما تولد جدتك حلمت في سيف جنبها ..
و جدتك فسرت الحلم بأن المولود صبي ..و الحمد لله جيت و جبت معك فرحه الدنيا وانا ابوك ..
سعود بنظره حب كبير ه لا تضاهي لجده ..مهما طالت بهم السنين و فرق بينهم العمر
الا ان صوره جده في باله دايما ..لا نه احتواه و رباه و علمه ..
إلتفت سعود على جده وقال :طلبتك يا ابو محمد ...
الجد طالعه مدهوش من سؤاله :وشفيك يا ولد ؟
سعود بحزن :طلبتك ..لا تردني في اللي ابيه
الجد و كأنه عرف كلماته من نظره عيونه ..
مشى كم خطوه قدام وقال :قول يا ولد ..اللي تبيه حاضر .
ضحك سعود و خذ نفس عميق :امي يا جدي امي ..
وقف الجد و قال :وشفيها امك ؟
سعود و هو يشير لقلبه :اللي هنا يا جد ماهو مرتاح و جنتي في ديره بعيده عنا .
الجد :امك ..راحت لحال سبيلها ..اختارت ونالت .
سعود :ادري ياجدي انك شايل عليها ..لكنه ماضي و امي دفعت الثمن افترقت عني وعن ليلى
ويش اقسى من انا ماتشوف عيالها طول هالسنين .
الجد :الله يهداك ياولد ..لا تتعب قلبي ..كفايه انك ما تقصر معها ..
سعود بحزن :لكن ماهي مرتاحه ولا انا مرتاح ..ودي اقول لليلى ...
كمل لما شاف ملامح جده بدت تلين :ليلى ..بتتزوج قريب ..لا تحرمها من شوفه امي ..
ما تدري بكرة ويش بيصير علينا ...انا رجال اتصرف بشوري لكنها محتاجه اكثر مني .
الجد :الله يشهد اني ما سويت اللي سويته الا عشانكم مير الظروف هي اللي قست علينا .
تنفس بعمق وقال :سوي اللي تبيه ياوليدي ..لكن بنت عامر ما تطب بيتي وانا حي .
سعود رغم فرحته الا ان كلمه جده اغتالها بكلمات غص بها الماضي الدفين ...
وده يصرخ هذي امي يا ناس امي ..
مهما سوت في حياتها تبقى امي ...
امي جنتي وناري ...
حبي و اشتياقي ...
حنان الكون في حضنها ..

ابتسم بفرح كطفل صغير وجد ما يصبو إليه و اسرع في خطواته ...
يحمل بشرى لغد من هي رفيقته في حزنه و حاجته الغائبه .

**************************

الجو ماطر و السماء تفرج اساريرها ..
و الناس يبتهلون بالشكر و الثناء لولي النعمه والرزق
رفعت ليلى راسها ..والمطر يبللها ..و ضحكت ..
فرحه تصنعها لحظات تنهمر بها السماء و تبسط فيها الارض ذراعيها ..
سمعت صوت جدتها من الداخل :يابنت ادخلي لا تعيين من المرض بعدين .
ليلى :شوي ياجدة ..و ادخل .
سلوى اللي نصها براو النص الثاني في الداخل ..قالت :ليلى ..يا مجنونه والله برد ..
ومطلق ماهو موجود حوالينا ندق عليه
كشرت ليلى في وجهها وهي تتذكر اخر موقف لها مع مطلق .
قالت لسلوى :يعني لازم تنكدين علي ..و تذكريني
قربت سلوى منها رغم بروده المطر و همست :ما رجع كلمك ..وإلا قفلتي جوالك يا المنحوسه .
ابتسمت ليلى و رفعت حواجبها وقالت :ما اشتكيت لك و ثانيا مايهمني دق ولا لأ..
سلوى وهي تخزها بضحكه :اهاا واضح والله ...و كل ليله ماسكه الجوال ..تحسبيني ماادري عنك .
ليلى بإحراج :كذاااابه ..
سلوى حبت تحرجها وقالت بصوت عالي :الله واكبر عليك ..
وانتي كل ليله تقولين لي ادق عليه و لا انتظر هو يدق علي .
حمر وجهها وهي تسمع ضحك جدتها ..دفت سلوى اللي طاحت على الارض وتبللت ..
سلوى :والله لروايك يا العصلا...
ليلى بخوف وضحك من شكل سلوى ..هربت منها ..و ماقدرت تلجأ إلا للحوش الخارجي ..
راقبت الباب بتشوف سلوى ..وضحكت فجأه على شكلها وهي تتذكرها ..
كانت واقفه وهي تمد يدها للمطر اللي بدا يخف ..
جلابيتها البنيه لزقت في جسمها..وشعرها مبلل ..
سمعت صوت خلفها اكيد سلوى ..
فألتفتت بخوف وشهقت و حطت يدها على فمها.
وهي تقابل ابتسامته الاستفزازيه ..و عيونه الغامضه ..

وقف الزمن عنده..وثبت على طفله صغيره تحمل في ثنايا حياتها براءه و طهاره عذريه تحاكيها افعالها ..
ضحكتها وهمسها ومراقبتها لتموجات قطرات المطر المتساقطه ..نظراته تابعت حركاتها من بعد ..
راق له المراقبه بصمت ..

مطلق بإبتسامه و نظره شامله على شكلها :سؤال واحد ..ابغى له اجابه صريحه؟ايش تسوين هنا ؟
حدقت فيه و كأنها تحلم ..توها كانت تتكلم فيه ..كيف تلقاه قدامها فجأه
سألها بصوت عالي علشان تفيق :جاوبي ؟
ابتسمت بخوف وعيونهاماتصدق انها تشوفه قدامها ..اشرت جهه الباب وقالت بصوت متقطع :
انا ..سلوى ..احم ..كانت تطاردني ..
مطلق :اهاا..طيب يالله ادخلي بسرعه .

تنفست بهدوء وراحه و مرت من جنبه بسرعه قبل مايمسك يدها ..رجعت تطالعه بخوف و فضول في نفس الوقت
عض على شفاته و رفع حاجبه الايمن :نسيت ..كم مره قلت لك لاتخرجين الا وانتي لابسه شيء على راسك ؟
ليلى :؟؟؟
مطلق بود:هذي اخر مره اقولها لك ..فاهمه ؟
حركت يدها ..تبغى تهرب منه لكن وين تروح من قبضته الحديديه...
ابتسم و هو يمد يده على وجهها ..مسح قطرات المطر ..وقال :ماسمعت ردك ؟
ليلى بنفاذ صبر :فاهمه .. .
ابتسم اكثر و الخوف في عيونها تجذب رغباته كرجل ..
تطل كما طلت تلك المذعوره في خبايا جبل راسخ ..كرسوخ تلك النظرات
ابتسم لتلك الفكره ..لما لم تكن تلك هي نفسها التي امامي ..
قال بتفكير :طيب روحي بدلي ملابسك الجو بارد ؟
ليلى بخجل ما ردت عليه و عيونها تراقب عيونه و تكشف عنفوان رجل جديد
هزت راسها بنعم و ابتسامه بالكاد تتضح ..
رفع حاجبه لابتسامتها الصغيره ..
ألا يعقل لا يتذكر سوى ..تلك الابتسامه
لما قطعت كل هذه المسافه ..وانت تدرك بأنه ليس اشتياق
لما قدمت الى هنا ..
لما حسمت امرك و تداركت الوضع بسرعه فائقه ..
اكنت تحسب ان تنسل بهدوء بين يديك وانت لا تعلم ..
اكانت تلك نقطه التوقف التي تفصلك عن المجازفات الاخرى..
ما حالك يا رجل ..اتبعثرك انثى لم تكتمل بعد ؟
اي مغامره تحب ان تقودها انت
فأنت تجهل كل شيء عن الجنس الاخر
في جوف عيناها رحله الى الماضي ..تعشق العوده إليه .
ابتسامتها ..تجعل مني صخره قابله للانهيار في اي ساعه ..
مازال يتوغل في عينيها ..يزعم انه سيكشفها
لكنه من اكتشف نفسه وخادعها بجبروته المعتاد ..تحت طبقات مهمله مضت
حرر يدها لتنطلق من امامه ..و الابتسامه على وجهه ليتذكر مالم يتذكره من قبل ابدا..


أنشودة المطر - للسيّاب

َعيْنَاكِ غَابَتَا نَخِيلٍ سَاعَةَ السَّحَرْ ،

أو شُرْفَتَانِ رَاحَ يَنْأَى عَنْهُمَا القَمَرْ .

عَيْنَاكِ حِينَ تَبْسُمَانِ تُورِقُ الكُرُومْ

وَتَرْقُصُ الأَضْوَاءُ ...كَالأَقْمَارِ في نَهَرْ

يَرُجُّهُ المِجْدَافُ وَهْنَاً سَاعَةَ السَّحَرْ

كَأَنَّمَا تَنْبُضُ في غَوْرَيْهِمَا ، النُّجُومْ ...

وَتَغْرَقَانِ في ضَبَابٍ مِنْ أَسَىً شَفِيفْ

كَالبَحْرِ سَرَّحَ اليَدَيْنِ فَوْقَـهُ المَسَاء ،

دِفءُ الشِّتَاءِ فِيـهِ وَارْتِعَاشَةُ الخَرِيف ،

وَالمَوْتُ ، وَالميلادُ ، والظلامُ ، وَالضِّيَاء ؛

فَتَسْتَفِيق مِلء رُوحِي ، رَعْشَةُ البُكَاء

كنشوةِ الطفلِ إذا خَافَ مِنَ القَمَر !

كَأَنَّ أَقْوَاسَ السَّحَابِ تَشْرَبُ الغُيُومْ

وَقَطْرَةً فَقَطْرَةً تَذُوبُ في المَطَر ...

وَكَرْكَرَ الأَطْفَالُ في عَرَائِشِ الكُرُوم ،

وَدَغْدَغَتْ صَمْتَ العَصَافِيرِ عَلَى الشَّجَر

أُنْشُودَةُ المَطَر ...

مَطَر ...

مَطَر...

مَطَر

فاصله :مقطع القصيده مهداه لصديقه غاليه على قلبي (انشوده المطر)..تعشق المطر كعشقها لروحها الحرة ..
دامت بخيروسعادة بإذن الرحمن ... "


*********************

تهتز كورقه خريفيه في مهب الريح ..تجاريها في اهتزازاتها نبض قلبها ووجدانها .. مشاعرها مضطربه
وعيناها متربصه بذلك الرجل ..استندت على الجدار و حطت يدها على قلبها تتحسسه اما زال ينبض ام توقف وصلها
دفء لمسته إليها ليشعرها بالحرارة فجأه ....

مسكتها سلوى :اخيرا ..وينك انتي ؟
ليلى :؟؟
سلوى تهزها :ليلى وشفيه وجهك؟
ليلى بإرتباك :مافيني شيء..ليه ؟
دخلت بسرعه غرفتها و سلوى لحقتها ..
خرجت ملابسها من الدولاب ..و توقفت تفكر ..صدق غبيه ..بترجع له مره ثانيه
انا من غير شيء احس قلبي بيتوقف ايش اذا طاحت عينه في عيني ..
تراجعت للخلف شوي وجلست على سريرها ..وسلوى تراقبها
سلوى:ليلى ..من شفتي برا و تخرعت لهذي الدرجه؟
همست ليلى:مطلق
سلوى بصوت عالي :مين ؟
ليلى بنرفزه :مطلق
ضحكت سلوى على حالتها..وقالت وهي ترفع يدها في الهواء :يا عيني يا عيني على الرومنسيه
شكلك دعيتي من قلبك و انتي تحت المطر ..
ليلى بفرده حذاء ..رمته على سلوى وهي تصرخ :اطلعي برا ...

ماالحال يا قلبي و..و قد اهتزت اطرافك وانهارت ..ووقعت في ما لا تستطيع فهمه واداركه
مالحال وانت من دوامه لاخرى تعيش تناقضاتها وغربتها ,,و لاتستكين و تتريث قليلا في اختيارتك
لما تعشق دائما اللهو في متاهات الغربه و الضياع ..و التوغل في غابات المستحيل المظلمه و لاتعشق
النور إلا حين تنهي ما بدأته..
ماكان ذلك الذي لمسك و نفخ فيك هواء دافئاً...و قد امتد لاوصالي و ينفث فيها حياة اخرى

كل ما عقرب الساعة يرقص قلبـي الملهـوف
على شوفك وأناظر ساعتي من .. فيض وجداني
أسابق خطوتي واوقف على حد الرجا والخوف
بنفس الموعد اللي لا جفيته فاضـت أشجانـي
أحط ايدي على خدي / وكلي باللقـا مشغـوف

*******************************

دخل سعود المجلس و تفاجأ بوجود مطلق ..
سعود :يا هلا والله ومرحبا ..انا اقول الديرة منورة
ابتسم مطلق ورد :هلافيك ..الديرة منوره بأهلها..كيف حالك يا سعود ؟
سعود :من الله بنعمه و خير الحمد لله .
شوي و دقت ليلى الباب الداخلي ..
قام سعود لها ..اخذ منها دله القهوة وقال :ادخلي ما في الا مطلق
ليلى بخجل واضح :لا ..
سعود بضحكه :كل هذا خجل ..ويش نقول اذا كان زواجك قريب
شهقت ليلى بخوف ..معقوله جاي يحدد موعد الزواج
سعود حس فيها قال بصوت :ما نجيب طاري زواجك الا ينقلب وجهك.
دخلت ليلى بدون ما ترد عليه ..ضحك سعود وفي داخله وحشه بفقدانها يحسها من الحين
مطلق و اللي كان يسمع الحوار ..ابتسم وهو يتذكرها قبل لحظات ..
تجاهل الموقف وسأل سعود
مطلق :إلا وين العم ابو محمد ؟ما اشوفه .
سعود :الله يسلمك في هذا الوقت تلقاه في المزرعه ..يحول مجرى للسيول داخل الارض ..
وقف مطلق وقال :طيب خلينا نروح عنده ..الجو ماشاء الله يشرح الصدر
سعود :ابشر ماطلبت ...مير خليني ا قهويك ونمشي ..

"إما أن تحترق حياتي في غمار لهيب مشتعل أو أن تختنق في عفونة الركود "

امتزجت رائحه المطر مع رائحه الطين ..وهبت نسائم بارده تحرك المشاعر
تعيد لك ماضي دفين وتنادي من العمق بذكريات قد كتبت في صفحات قد انطوت ..
لكنها لم تمت ..ضاعت فقط في خطوط الزمن..لتجد طريقها الوحيد اخيرا
روحه حره ..عاشقه للارض و السماء
يحب تلك الاطلاله المرتفعه من سفح جبل مارد ...
تداعب خصلات شعره الطويله ..
سنين مضت ... يحن لها
انبسطت ملامحه القاسيه ..وعيناه تجولان في عذريه المكان ..
شامخ كشموخ الجبل الذي يقف امامه ...اصوات السيول الهادره جلبت له تلك الذكرى
ابتسم وكأنها تمر من امامه ..يتبعها..بنظراته العميقه
طفلة كانت ..و في عيناها رأى نفسه رجلا كاملا..
حملت شيئا من طفولته ..و هام في سماء براءتها..
ملمسها في ثنايا يده ..مبهم الاحساس ..ظنه انه لم يعد له وجود
لكنه كان هاربا من حنين الذكريات ..
هاربا من سخط ولده انين وعسرات في رحم الحياة ..
كم مضت السنين و قد تجاهل تلك الانحناءه في طيات الايام .. .
صوم طويل ..و هي مختبأه بقرب نبع الارتواء ....وانا ظمآن منذ زمان .
كم هي الحياة غريبه حقا ..
فذكراها تصاحبني دوما ..اراها حتى في احلامي ..و انا انكر وجودها ..
اتعلل بدماء مراهقه قد ضخها قلبي المرهف ..و تناسيت وجودها ..
وتلك الفتيه ..بإبتسامتها تعيد ما طويته بالامس البعيد
تذكرني ..بهدير العمر المنساب في جدول الحياة ..
ولا اندم ..ابدا فهو جزء من تكويني ..
ابتسم مطلق ...و عيونه تصاحب الغيم البعيد ..
و انفاسه ترافق نسائم الحرية ..و تجول به في اطياف الذاكره لزمن قد مضى ..
وقاده الحنين إليه ..


يا جارة الوادي طربت و عادني ما يشبه الأحلام من ذكراك ..
امتلت في الذكرى هواك و في الكرى و الذكريات صدى السنين الحاكي..

******************************

في القريه :

دخل المجلس الخارجي للرجال ..و مالقي احد فيه
دق الباب الداخلي ..ووصله صوت من الداخل ..
سلطان :السلام عليكم
هند :وعليكم السلام
سلطان :سعود موجود ؟
هند :لا والله ياخوي ماهو موجود راح مزرعه جدي .
سلطان :طيب قولي لجدتي تجي المجلس
هند :مين اقولها ؟
ابتسم سلطان وقال :انا سلطان
هند بجرأه :هلا سلطان ..حياك داخل المجلس ..و بقول لجدتي
دخل سلطان و جلس في صدر المجلس و عيونه على الباب ..
في الطرف الاخر
دخلت هند عند جدتها وهي تلهث :جده ..جده
الجده بخوف :خير يابنتي علامك ؟
هند ضحكت على شكل جدتها ..:سلطان برى في المجلس
الجدة :سلطان ..يا عسى خير ان شاء الله
اقربي وساعديني اقوم ..مالي شدة يارب سترك .
مشت بخطواتها الثقيله و قالت بصوت عالي :إلحقيني بالقهوه يا بنت .
تأففت هند ودخلت غرفه ليلى
هند عند الباب :ليلى ..جدتي تقول سوي قهوه وجيبيها المجلس .
ليلى :ليش امداهم يجون من المزرعه مالهم وقت ..
تدخلت سلوى اللي كانت جالسه على على سريرها :وانتي ويش دراك انهم راحوالمزرعه ؟
وجهت لها نظره بمعنى نقطينا بسكوتك ..
هند :لا ..هذا سلطان..
ليلى بخوف :سلطان ويش جابه ؟ لايكون احد صاير فيه شيء لاسمح الله
رفعت كتوفها وهي تناظرها ورجعت تقول :ماادري عنه ..المهم سوي قهوة
طالعت سلوى وقالت :ويش جابه ؟
عدلت سلوى جلستها وقالت :ماادري والله ..بروح اشوف
مسكتهاوقالت :وين ؟
سلوى :دقايق وراجعه ..انتي سوي القهوه ..
و خرجت وتركت ليلى في حيرتها
سلطان ومطلق ..في نفس الوقت
يارب ..جيب العواقب سليمه
دخلت المطبخ تعمل القهوة
سمعت صوت نجمه تناديها ..
نجمه :ليلى ..ما طليتي اليوم غريبه ..
ليلى :كنت مشغوله ..
نجمه بفضول :ايه قلتي لي..إلا خبريني اخوي صالح يقول في سيارة كشخه عند بيتكم مين صاحبها ؟
ليلى بشرود :مطلق
نجمه :الله ما قدر على فراقك جاك ركض ماشاءالله عليه
قاطعتها ليلى بإهتمام :نجمه ..سلطان موجود هنا
نجمه :طيب وشفيها ؟
ليلى :خايفه يصير شيء .
نجمة :لا يابنت الحلال .لايروح فكرك بعيد .هذي وساوس الشيطان اعوذ بالله منه يعني ويش بيصير بينهم ؟؟
لاحظت الخوف على وجه ليلى و كملت بضحكه :ما شاء الله عليهم رجال شخوط ..ما يبتصارعون مثل الثيران .
لو صار والله وناسه ..و اذا صار شيء خليني ا جهز الحب و الحلا والقهوه و نتفرج عليهم .
ليلى بملل :والله انك فاضيه ..انا وين وانتي وين؟..يا لله انقلعي بروح اشوف القهوه تركتها على النار .


********************************

بكت بحرقه و ألم ..وعذاب لاينتهي بالنسبه لها..
من اول يوم دق قلبها لذلك الغريب ..لم يعرف احدا غيره
وهاهي الان تدفع ثمن احلامها ..باهضا
وداد تبكي بحسرة وهي في حضن اختها
جود تمسح على ظهرها و تحاول تهديها :وداد ..ارحمي حالك الله يخليك
لا تخليني اندم علشان قلت لك .
رفع رأسها عن حضن اختها وقالت بعبرة :كان لازم هذا اليوم يجي اجلا ام عاجلا ..
انا اللي ضيعت نفسي بنفسي .
جود :قومي توضي وصلي ..و ادعي ربك ان الله يساعدك ..
وداد :اه يا قلبي يا جود ..احس اني بأموت .
جود لوت عليها :بعيد الشر عنك ..ما في احد مات من الحب من قبل ..
ضحكت وداد بحزن وقالت :إلا ليلى وقيس و جولييت ورميو
جود تناظر اختها بعيون متفهمه ..و في باطنها ترفض ان ترضخ لمثل هذي المشاعر التافهه
التي تجعلها تنهار و تصبح ضعيفه القوى مسلوبه الاراده ..
قالت جود بعقلانيه :هذا زمان ..ماكان عندهم شغل ولا هموم ولا هم يحزنون ..الحب كلام فاضي ..كلام روايات وقصص
مالها قيمه اوفايده ..
وداد توقف بوهن قالت :ابدا الحب ماهو كلام فاضي ..لكن بعض الناس ما تعرف تحب و تعبر عن مشاعرها.


اي لغه هو ذلك الحب ؟
اي مفهوم يسيطر على عقولنا ويسيرنا في رغباتنا ؟دون وعي منا او ادراك لافعالنا
نقع ضحيه شبكه احاسيس مبهمه ..و نكتشف في النهايه بأننا مسيرين لا مخيرين
مدى الصدق والكذب متاهاته الواسعه ..لا تحدده الهويه
ولاندرس خطواتنا القادمه معه ...نمشي غرباء في مدينته
منتشين بأحلامنا الزائفه ..

**********************

في احد المجمعات..
جلست فاتن مع اريام ...وكل واحده عينها على الرايح والجاي ..
اقتربت فاتن من اريام وسألتها بفضول :ريومه ودي اسألك سؤال..
اريام : اها قولي ..
فاتن :هذي ريهام ..من قبل كنتي تقولي انها كانت تحب ..
اريام :ايه وشفيها ..
فاتن : لا مافي شيء ..لكن شو نهايه حبها ..لايكون مثلي
اريام :ابدا..ماصار شيء
فاتن بتمثيل : مسكينه ..ومين اللي كانت تحبه ..يعني واحد من اقاربها .
اريام :ايه ..يكون ولد خالتها .
ضحكت اريام ونظراتها تراقب الماره وقالت :وشكلها بتطول تحبه ..
فاتن بفضول :ليش ..؟
اقتربت اريام منها وقالت : اصلا لو تدرين ان اللي تحبه ..خطب ليلى من قبل
شهقت فاتن واقتربت اكثر :اهااا ..واللي ما تتسمى ليش ما تزوجته
ضحكت اريام وقالت :ابد ..نصيب
لاحظت فاتن تكتم اريام وقالت :ريومه قولي لي ..؟
اريام بنظره لفاتن :اعذريني ..مااقدر اقولك ..لكن يكفي تقولي نصيب
فاتن وفي داخلها بذره شر سامه قد بدت تنمو رويدا ..نفخت بيأس و تأملت الماره مع كل خطوه قدامها
تمر فكره ..مدروسه و محبوكه بصناعه شيطانيه بحته .

************************

في القريه :

فوالله لاأدري علام هجرتني............... وأى أمور فيك ياليل أركب
أقطع حبل الوصل فالموت دونه.......... وأشرب كأسا علقما ليس يشرب
فلو كان لي قلبان عشت بواحد............ وأبقيت قلبا في هواك يعذب
رمتني يد الأيام عن قوس محنة............ فلا العيش يصفوا لي ولا الموت يقرب
كعصفوره في يد طفل يهينها............ تقاسي عذاب الموت والطفل يلعب
فلا الطفل ذو عقل يرق لحالها............... ولا الطير مطلوق الجناح فيذهب




لايسمع ولا كلمه كانت تقولها جدته ..
احساسه هناك يتعدى الجدران التي تحيط به وتصلها بمفردها .
نوبه يأس تعتصر فؤاده الشغوف ..و خيبه امل بقدومه
و هاله من الندم قد احاطت به ..و خارت قواه اخيرا على عتبه بابها
ولم ينهض مجددا ..
انهكه الشوق ولوعات الفراق ..
وفقد العقل و لسعات الضمير ...في غمرة المستحيل
ليس كل شيء تستطيع ان تطوله اليد و يناله القلب ..
و ان اجتمع عليه الكل ..
ودع جدته بحب اودعه في قلبها ..لعله يصل الى من يحبها قلبه

و خرج ..برهه بقي فيها يفكر على عتبه الباب .يزفر هما و أعصار قد اهلك داخله زمنا وجيزا
وها هو الان ينفض الغبار عن امسه ويمتد لغده ..محاولا ان يصلح ما افسده هو نفسه ..
هل سينساها ؟لا ابدا
لن يفعل ..ليس ساخطا على قدره ..او ناقما على قدرها هي
يحبها بصدق وهذه هي المشكله..وماذا يفعل الحب بقلوب العاشقين ؟
سيمضي ..نعم سيفعل
في كل خطوه سيخطوها ..ستكون ذكراها على جنباته
سيبتسم ويودع في قلبه اماني من اجلها
ان تعيش حياة سعيده ..يأمل هو

اول خطوه خطاها..اصطدمت بذلك النسر المحدق به ..و تعلقت شراارات فاضت فيها جميع المشاعر الا الودوده منها ..
ابتسم له كتهنئه بغيضه ..و في عقله ..حقد وغيره مشتعله لايعلم هل يخمده الزمن ..او سيحترق معه .
حدق فيه لمده ظنها دهرا ارسل فيها جميع ما لديه من كره و غضب دفين و عنفوان حب مازال يومض في عينيه و رساله قصيره مفادها :هنيئا لك ما نلته ..فعمري شقي بدونها و عمرك زاهر بوجودها ..
و ترك المكان ..

و فراغه الذي تركه يسده نقيضا لمشاعره .."مطلق "
بركان هائل يتفجر بقوة ..و حمم تطول كل ذرة عقلانيه ..و تصبر
ما كان يهاوده بالامس ..ثار في وجهه اليوم بدون رحمة
و مزق كل ما جمعه في جعبه الانتظار ..
و تلك الخطوات المتباطئه قد اصبحت وثبا على خط المعركه ..
دخل بسرعه .. و بالكاد احتمل و الشرر يتطاير من عيونه
و انفاسه لهيب نار مشتعله لا تنطفئ ابدا
وجدها امامه ..فخانته كل اخلاقياته و إلزامه كرجل
و ماتت وعوده على لسان الصدمه ..
طالته ابتسامه ذلك المودع و شعر بالاختناق والقيود تضيق على رقبته ..
كيف لها ان تخونه ..و تمزق عذريه علاقتهم ؟
اكان ذلك ثماله حب لا تعقل فيها ؟
احبها له اعظم من احترامها لرجل اصبحت له ..و لكلمه اهلها امام الناس
الهذه الدرجه استباحت رجولتي ؟ و قدمت نفسها كبش فداء من اجل حبها
اكان يتوجب ان يتصرف بكل قوه وصرامه وان يضرب بيد من حديد على من تعدى على حقوقه
اكان يجب ان اقص شريط النهايه بحزم ..و اقتضي الامر بنفسي
طالعته بخجل ..وابتساماتها تضيئ وجهها ..و كأنها محمومه من لقاء الشوق و العشق الدفين ..
و عقله لم يعد يحتمل ..تسخر منه
غير قادر على التفكير ..فذلك البريق في عيني ذاك العاشق قد تحولت لحمم بركانيه تصب في جوفه ..
اعصابه شدته للهاويه حيث لا يرغب ان يكون هو من يفعل ذلك بدا ؟
هوى بيده القاسيه على بشرتها العاجيه الناعمه...لتصرخ بكتمان ألما وقهرا و ظلما ..
و نفخ بأنفاسه بعيدا ..و عيونه تراقب دموعها التي هطلت ..ولم تمس قلبه ابدا
نوع من الخداع و المهادنه على حقوقه ..لن يفاصل من اجلها ابدا
قال بصوت كفحيح الافاعي :اكثر من مرة قلت لك لاتخرجي الا وانتي لابسه شيء على راسك ...شافك النذل و شبع من شوفتك
حاولت تتكلم تقول شيء ..لكن ذلك الخارج من جوفه بعثر الامان لديها وهي في دارها ..في مجلس حاميها ..
همست بألم و يدها على موضع وجعها بعد ما فهمت مقصده .:مطلق..لا
انعقدت في لسانها الكلمات و ماتت على شفاه الصمت ..حاولت تخرج تلك الحقيقه التي صرخت بداخلها
والله لم اراه ..ولم يراني
لما تعجلت في حكمك ..لم ارى حتى ضله فلم تحملني مالي طاقه به .
صرخ فانتفضت جميع حواسها :بتقولي ..صدفه او خطأ ..شفته بعيني ..
ليلى بكلمات متقطعه :انت فاهم غلط ..
كمل بعدما اقترب اكثر : اي غلط ...تعتقدين اني بانهزم بسهوله واترك الفرصه له ...لاوالله ماتعرفيني ..
همست تحاول ان تكون متجرده من ضعفها و تجمع ما اخذ منها الا وهو كرامتها :وانت ما تعرفني ..
حدق في عيونها المشتعله بألم و عنفوان لم يره في انثى من قبل ... تلمع تلك الدموع في مقلتيها و تقاومها بصعوبه
ادرك ان البقاء ثانيه معها سيسحبه للهاويه ..و ان ما في صدره سيعتلي عقله و يسيره على افتعال مايكره
ادار ظهره لها يحاول ان يصرف غضبه بعيدا عنها ..استغلت الفرصه و مسحت دموعها و تسلحت بقوه وهميه لا تعلم ما فائدتها
:مطلق..انت تشك فيني و هذا صعب ...من هاللحظه انهي كل اللي بيننا ..لانه افضل لنا .
و تنفست بصعوبه لتواجه غضبه المحدق عليها

استدار ببطء يعي تلك الكلمات التي خرجت للتو ليتدارك انه يقف مع ند اخر له ..وطل المارد المحبوس من عينيه كالدخان
ومسك يدها و هشم تلك الرقه بعصبيه ضربت بمصطلحات الصبرو التروي عرض الحائط ..راقبها مطولا حتى رأى تلك العلامات الطوليه التي اتضحت على وجهها ليقترب من اذنها اكثر ..
ويهمس بعض كلمات لتشهق بعدها بخوف و ألم ..و يأس مر المذاق.
وسقطت دمعتين راقب رحلتها على وجنتيها ..ولم تجفل عيناه ولم تمس عطفه ابدا ..

وخرج كالاعصار ..مخلفا الخراب والعتمه..و تقطعت السبل لديها ..
ومات كل شيء على لسان الصدمه و اظنه حالها الدائم .


تسألوني ~~ وشـ جرى في حياتي!!
خلوا {همومي} بالحشى "مستقرهـ"
الصمـ ثوبي والمواجعـ~[مأساتي]ـت
×والحزنـ , كلهـ وسط قلبيـ مقرهـ
لو (استعيد( بواقعيـ ذكرياتيـ ~
احيا واموتـ فيـ >الثانية< الفـ مرهـ
همــ يجيني من جميع الجهاتـ ــــي
وتجاوز :حدود: الكونـ والمجرهـ

*****************************

..ألم
..ألم
...ألم
احساس واخز متعب ..
و عذاب يطال قلبها المرهق ..
رأى ما يريد ان يرى وتركها ضائعه مع بصمه يده القاسيه على وجهها ..
اي قسوة تلك طالته ..و اي عنفوان جامح اصاب قلبه الظالم
انهال عليها بدون ادراك و او تمهل لتلك الخطوة الشائكه
كان مؤلما ..بل موجعا ان ترى الصدمه بعينيها
بعث فيها خوفا دائما من القادم
و ارسلها الى فوهه الظلام بيده
ما كانت تخشاه في اعماقها
قد تجسد لها روحا انبعث في وحش كاسر
اصاب براءتها و طهر قلبها
ودنس اخلاقها بأقواله
و عاث في مشاعرها فسادا
ماذا به ؟
اانقاد لفكره صنعها عقله الباطن ..لاعلاقه لي بتلك الثواني المديده
التي تبعت رحيله ..

"فذاك اتى لكي يقنع بما رحل
لكي يتركني لك ايها المجنون ..
لكي يسلم الامر ويرضى بالقدر ..مؤمنا بما قد كتبه الله لي ..
لقد رحل متجردا من محاوله استعادتي
من خيبه الرجاء والمكوث طويلا على اعتابي
فلقد كتبت لغيره
أين عقلك يا سرمدي ..
ارضيت ببؤس حالي وارحت رجولتك بزعمك "

لا تعلم مالحل و مالمصير الذي يتشارك فيه الجميع سواها هي ؟
ولا تعلم ايعود ذلك النابض مثلما قبل
ام يا ترى يستكين مكانه و يكف عن النبض المميت
كانت لتوها قد فرشت طريقها معه بالورد
لكن كقصص الخيال تحولت لشوك يدمي احلامها .
ويتسرب بسهوله من فوهات الحياة التي صنعتها معه..
ادركت ان العذاب لم يأتي بعد
وان جرعات السم الزعاف لم تذقه ..
وان الامر كله في البدايه .
لتبدأ بعدها رحله العذاب و الشقاء ....

للجروح اسما
.للجروح اسما

من يقول ان ما للجروح اسما؟!

تعال اقرا جروحي:

1- جرح

2- جرح

3- جرح

4-......

من الاكثر فضاعه.....الى الـ(ادما)

جروحي كلها تاخذ ملامح وجهك وخنجر

تصدق؟!

بعد هذا العمر ..هذا الالم

عجزت اذكر من جرحه الاكبر!!

نسيت اني:

سكبت الضي في صدر الورق

واسقيتني ظلما؟!


تحديت الكلام اللي من احلامي سرق

وْغنيت لك ..مهما؟!!


ركبت اصعب مراكب حزن ما خفت الغرق

وبسهوله...بعتني للما؟!


ما تفرق..

قسم بالله ما تفرق

مدام انك نسيت ..اني ..اعرف انك ..نسيت

اني..ومني ..وعني

وقررت تجرحني

عشان يكون لك اسم ما بين هالاسما


اقول لك شي؟!!

سلّم على سكينك الجاحد الغادر الخاين الاعمى

وقلّه..

مدام ان للجروح..أسما

.

.

بظل اسما


********************

وذلك الثائر قد عاثت مدائنه خرابا بعد خراب..
زوبعه ثارت ولم تهدأ..
كينونه رجل قد تهشمت إلى اجزاء صغيره وظن انه لن يجمعها..
لن يفكراساسا في جمعها..
بل سيعيد بناءها من جديد..فتلك الماضيه قد دنسته بالخزي على نفسه
وهو سيبدأ من الان ..
حصونه ستكون عتيده امام همجيه انثى ..
نفخ قسوه قد اكتسى به قلبه..و تدثر بهوس لا يماثله هوس ..
تلبسته عفاريت لا تهدأ و لاتستكن ..
جلس في السياره للحظه ..وقلبه يحطم ضلوعه
و تساؤلات تنهال على دماغه النابض ..
لما هي بالتحديد ؟
العقبه الوحيده في حياته ..لم يبالي بها
بل بالعكس فضحت ما دفن داخل نفسه و استباحت مخابئ عواطفه
ضرب المقود بيده و انهارت جميع قواه ..
غزو على جميع مخادع اسراره جعله ضعيف امام نفسه
ولن يسمح لغيره بأن يعرف مافيه ..
قرار رجل سيتسرد به كرامته ..و يعلو كعب امبراطوريته ..
لن يبالي بأحد ..وبالاخص تلك المتساهله في حقه
والان سيضرب بيد من نار ..
فأنا لم اعد اريدها ..ابدا لا اريدها
بل اريد كرامتي ..ولاشيء سواها .

الليلُ يسألُ من أنا
أنا سرُّهُ القلقُ العميقُ الأسودُ
أنا صمتُهُ المتمرِّدُ
قنّعتُ كنهي بالسكونْ
ولفقتُ قلبي بالظنونْ
وبقيتُ ساهمٌ هنا
أرنو وتسألني القرونْ
أنا من أكون؟
والريحُ تسأل من أنا
أنا روحُها الحيران أنكرني الزمانْ
أنا مثله في لا مكان
نبقى نسيرُ ولا انتهاءْ
نبقى نمرُّ ولا بقاءْ
فإذا بلغنا المُنْحَنى
خلناهُ خاتمةَ الشقاءْ
فإِذا فضاءْ!
والدهرُ يسألُ من أنا
أنا مثلهُ جبّار أطوي عُصورْ
وأعودُ أمنحُها النشورْ
أنا أخلقُ الماضي البعيدْ
من فتنةِ الأمل الرغيدْ
وأعودُ أدفنُهُ أنا
لأصوغَ لي أمسًا جديدْ
غَدُهُ جليد
والذاتُ تسألُ من أنا
أنا مثله أحدّقُ في ظلام
لا شيءَ يمنحُني السلامْ

*************************

مر فصل من فصول الحياة ...
بكل تناقضاته مر ...
ألم و فرح محتضر على بوابته
و عذاب لا ينتهي ..
وسعادة لم تسطر بعد في دفاتر الذكرى الماضية..
ضياع مشاعر وسطوه مخادعه لعقول غائبه عن الوعي ..
و قلوب هائمه في عالم خيالي ضحل ..
بسمه ماتت على شفاه الصمت ..و ارتضت بالسكون ملجأ ..لها
كوابيس قادمه بصناعه شيطانيه بحته ..يخرجها البعض ..يرتجون الراحه من بعدها ..
و حلم شنق على باب الزمن ..ليرمي بما تبقى من عزم الحياة في المجهول...
ابتسامات انثى على شفير الانهيار ..تخادع نفسها ببعض من الامال ..
طموح متناثر على ارصفه حياة بعضهم ..
وهناك من يظن نفسه على الطريق الصحيح ..يهز رأسه لذاك الماكث على يساره ..
والاخرون ينثرون بذور طاهره..صفح عن ما دنسته ايديهم و عابرون بروح جديده ..
خطأ قد اختبأ بين اسطر الماضي ..يقفز للذاكره عند محاسبه النفس ..
و بعض منهم متسلحا بالسلام في معركه حاميه الوطيس ..مابينهم و بين الواقع المرير
كيف الحياة معهم ؟بل كيف البشر في سير خطواتهم
انطوت صفحات عابره بكل مافيها ..
و فتحت صفحات بيضاء ناصعه تنتظر سكب الحبر بفيض المشاعر بفارغ الصبر.
وهاهم خلفي قادمون ......

***************************



ثلاثه على مفترق طرق ....هناك حياة ستنتهي و مالبثت ان بدأت ؟ وحياة اخرى تبدأ حيث انتهت؟
ريهام ..طهاره تتلمس حياتها ..ستكون للمشاعر الغلبه في القادم فترقبي بأعين مفتوحه ؟
سعود ..للتو انتهى من سرد حكايته مع الامل ؟ فلا خيبه من علق رجاءه بالله جل في علاه
فاتن و اريام ..فن في تطريز الحيل و المؤامرات بمهاره ؟ و ماخفي كان اعظم
والقادم اجمل بإذن الرحمن ...


من بين كل هذه الكلمات صببت حبي واحترامي لكم قرائي الاعزاء
اراكم بإذن المولى ..في القريب
دمتم بود ...كبرياء الج ــرح

كبرياء الج ــرح 28-07-10 05:14 AM



البارت الثامن عشر :


فراشه غايه في الجمال..
حوريه فاقت من الحسن الكثير ..
زهره بديعيه المظهر ..فاتنه الملامح ..
تمشي بكل استحياء بين الجموع ..
هالتها البيضاء تفوق السحر اذهالا ..
بارعه الفتنه و الزهو ...
عذرية نقيه ..
بهاء لامتناهي .
و صفاء طاهر يحيط بها ..
وقفت على منصتها العاليه ..
تحاكيهم في الابتسامات و تتمرد على الوجع الهائل في قلبها
تبحث عن مرسى السعاده ..
تكاد ان تغرق في وحل التعاسه و الخوف ..
تناقض ما يعتلي نفسها ..غير مباليه للقادم ..
تتجاهل تلك الوخزات الحارقه في عينيها ..
كانت السعادة والفرح تملأ المكان ..وهي ايضا فرحتها لا توصف ليست بها هي
بل من حفر حبها في الروح قبل الجسد..
عادت بها وابتسامتها تزيد ..و كأنها تراها امامها ..وياليتها امامها

امثلت بين ايدي الصناع ..كوافيره تشد شعرها بإتقان ..
و اخرى تتحرى الانقضاض على وجهها لتصنع منها حوريه
لليلتها الخاصه..
دخلت سلوى وقالت :لو سمحتم ..خلونا شوي ..
اقتربت من ليلى بعيون دامعه و طالعتها من المرايه
ليلى بحزن رغم ابتسامتها :سلوى تراني احذرك ..لا تعطيني فرصه ابكي ترى والله مااوقف
سلوى بضحكه :والله مااقدر كل ما اقول ماابي ابكي ..تخنقني العبره ..المهم سعود دق وقال فيه مفاجآه لك
استدارت ليلى :مفاجآه ..
سلوى :ايه اكيد مفااجآه ..مين قدك اليوم
وضحكت رغم الحزن لفرقاها ..لكنها الحياة أليس كذلك ؟
دخل سعود وابتسم لها بحب دنا منها وقبل جبينها :ألف ألف مبروك يا قلب سعود
ليلى بغصه :يبارك في عمرك يالغالي ..
ابتسمت لما شافته يمعن النظر فيها وقالت :سعود ..علامك ..
اصلا زيارتك غريبه يعني ما كنا في البيت قبل ساعه ويش هالمفاجآه اللي معك ..
سعود بفرحه تكاد تطل من عينيه :اولا ..ابغاك تمسكي نفسك ..
ليلى بخوف :سعود ..والله خوفتني
ضحك سعود وقال :لا تخافين ولاهم يحزنون ..
مسك يدها وقال :الحين تعرفين ..
سمعت صوتها القادم .وكاد يغمى عليها ..
يالله ما اعذبه من صوت ..و ما ارقه الى قلبي ..
كم احب دنوه من مسامعي ..
يرقص قلبي على اثره و تحمله انفاسي بداخلي ..
ام سعود :يمه ليلى ..يمه ياعيوني انتي ..يا قلب امك يا ليلى
ليلى بحشرجه تكاد تكون غصه مميته يجب ان تخرجها
تراها ..امامها
ليست مثل تلك الصوره الباهته التي تحملها معها
انما جسدا متمثلا بروحا طاهره نقيه
اليست مثلها تحمل تقاسيم وجهها الجميل ..
تلك العينان الساحرتين عيناها ...
لهانفس المعاني ..
لا تمحيها التجاعيد و ضريبه العمر ..
سعود الجمه الموقف و لم يعد يعلم كيف سيصرح بهذا اللقاء
خائفا ان تذهب احداهن جراء حده المشاعر التي تحملها كل واحده للاخرى ..
همست بخفوت يكاد لا يسمع :يمه
ام سعود وقفت مكانها و عيونها تتسع لتلك الجميله البهيه و قلبها يضج مسامعها بنبضاته القويه
فلتت يدها من يد سعود و خطت اول خطوه لكل شيء جميل ..في حياتها
ارتفع صوتها و ودها ترجع طفله :يمه
وقفت في المنتصف وصرخت بحب وعذاب وشوق مدفون من سنين :يمه
وليست الاخرى بأحسن حال منها ..
عجزالسنين وحكم العمر ..انهال على اعصابها
وعيونها ماتصدق اللي تشوفه ..
ليلى الصغيره ...ليلى الحبيبه
ابنتها اللي شالت همها لسنين طويله و اودعتها للرحمن يحفظها لها ..
و التقى الجسدان ..لتنهال المشاعر و تتواصل القلوب ..
حضنت امها بقوه و بكاها يزيد ويعلو من الاخرى..
تبوس راسها و تضمه لها ..
و كل همها انها لا تبعد عن حضنها مرة ثانيه ..
امتلت عيونها بالدموع ..ما تقدر تنزلها تخاف ترمش و يطلع كل شيء كذبه من صنع خيالها
ليلى و انفجرت بالبكاء ..و هي تردد :يمه ..يمه
وكيف ما تبكي ..كم سنه مرت و عصفت بها الحاجه والفقد ..الحنان و الحب و النصيحه و التضحيه
و العيون اللي بكت دم ومالقت من يمسحها ..و الانتظار اللي محى كل الذكريات الجميله الحانيه تبدلت
للعبوس في وجهها .
الخوف اللي عبث بحياتها و مالقت الحضن اللي يلمها و يربت عليها وينشد امان الكون في جوفها ..
مال الحياة بدونها وهي سر الحياة ...
نبع الحنان اللي جف من دونها ..
قلب الوطن ..و هي الهويه و انا من غيرها مجهول ما لي وطن ..
سر السعاده الكامنه ...و حب الامل هي تبعثه رسم وفنون ..
باستها امها بين عيونها و تأملتها :الحمدلله اللي شفتك قبل ما اموت ..
رجعت ليلى تضمها بدون كلمه ..وكأن الكلمه نزف للوقت
ستسغل الثواني بكل مافيه و تمتع نفسها بما فقدته .
ام سعود :ألف مبروك يابنتي ..ربي يسعدك ويهنيك
بكت ليلى و هي تدس رأسها في حضن امها ..
وسعود يتأمل ..و عيونه تنضح بالدموع ..مايلومها ابد ..وياليته قدر يساعدها من قبل ..لكن حكم الزمن
كان اقوى منه ..رغبه جده سيرته و ماقدر يختار لها إلا هالطريق
ابتسمت ليلى وقالت بلهفه :امي ..يا عساني فداك يالغاليه ..كيفك يا امي ؟
ام سعود وهي تمسح على شعر بنتها :انا بخير مادام انتم بخير ..
اجهشت ليلى بالبكاء ورجعت تدفن نفسها في احضان امها ..
في كلام كثيرتبي تقوله ..لكن ضاع في غمره مشاعرها
اولها ماني بخير ياامي ..من قال اني بخير
انا جسد من دون روح تسير ضايعه في هالدنيا ..ادراي جرحي واقول عايشه
وين يا يمه وين ؟الحياة كلها في حضنك كلها يا يمه ..
رفعتها امها ...و ابتسمت وقالت بصدق :الحمد لله اللي امد بعمري وشفتك عروسه ..
عقبال اخوك ان شاء الله

تنحنح سعود وابتسم لليلى ..مسكتها ليلى وقالت :امي بتكونين معي طول الوقت ..
طالعته بخيبه امل و قالت :سامحيني يا يمه ..ما اقدر
رجعت ليلى للخلف و قالت بحزن :يمه الله يخليك ..والله محتاجه لك ..كفايه اني انحرمت منك كل هالمده
جاوبتها ام سعود بعدما مسحت دمعه خاينه :ياليت يايمه بمقدوري ..لكن اخوانك خليتهم عند الجيران

كان بودها ان تصرخ ..وتقول انا ايضا بحاجه مقفره يااماه لك ولحنانك و لكلماتك التي تربت على قلبي و تواسيني ..
ابتسمت ليلى تحاول انها تجدد روحها و تجعل جسدها ينهض معها ,,:وحشتيني ياامي ..

حاولت ام سعود ان تبتسم لكن ..روادتها اشباح الماضي عن نفسها لتفتح تلك الثغره الكبيره في حياتها
كيف لها ان تعود وهي توصمت بعار ابدي..لن يغفروا لها الزلات ..مهما مضى بها الزمن.
عندما ترى هذين الاثنين ..تعترف بمدى ذاك الذنب الذي اقترفته ..وانها تدفع الثمن غالي ..غالي جدا

*********************

نبض دافئ و احساس صادق يعانق عواطفها المعدمه ..
كانت تتمنى لو بقيت معها لتريحها قليلا من ذاك الهم الاتي .
وهي ألم و خوف من المجهول..
جلست وعيونها تراقبهم ..تحاكي ضحكاتهم و معزوفه فرحهم ..
نجمه تهمس لها :ليلى ..حبيبتي
طالعتها ليلى وعيونها مليانه حكي وكلام ..
كملت نجمه :هدي اعصابك ..وشفيك متوتره ..
مسكت يدها وقالت :خايفه يانجمه ..خايفه
ابتسمت نجمه و في داخلها ايضا خوف يضاهي ذلك الخوف الذي يعتلي قلب صديقتها
قالت :توكلي على الله ..
ليلى بإبتسامه مصطنعه للحضور ..ماتركت يد صديقتها
قلبها يبتهل بالدعاء ..متضرعه بذلك الذي لا تنام عينه ..
نعم ..ذلك هو الخوف من الاعصار ..
لمست خدها ..و كأنها تتحسس تلك الصفعه الناريه الموجعه ..
لم تنسها و كيف تنسها ..وعيون ذلك المارد تخرج من الظلام و تسد النور وتذكرها بتلك اللحظات الكريهه
حاولت تتكلم لكن جميع تلك التوسلات ذهبت ادراج الرياح ..
اصمتها غضبه الجامح و ..و نارية كلماته الحارقه بدون رأفه..
وشم بها على نقاء بياضها و رحل ..
اتهمها بما لم يكن لها يد فيه ...
مابه و ما بال عقله جمح بأفكاره بعيدا ..بعيدا جدا
حيث لا ارض ولا سماء تحتوي كلماته الجارحه
حاولت ان تسترد بعضا مما فقد لكنه سلبها حتى حريه الاختيار
همس في اذنها ..و حطم جميع توسلاتها
" في احلامك " بعثر بها سرب الاحلام و داس على بعض الامنيات التي خبأتها ..من اجلها هي
شدت نجمه على يدها واقتربت وقالت :ليلى ..ابتسمي الناس يطالعون فيك ..
ليلى :مو قادرة ..احس بأنه بيغمى علي
دلكت يدها وقالت بخوف :ليلى الله يخليك تحملي..
رجعت ترسم تلك الابتسامه الصغيره على وجهها ...و تراقب بعيون وجله زائغه ..
و تدعي السعاده ..ببراعه فائقه .

***

في الجهه الاخرى :
في عيناه محيط امواجه هادرة ...
وقلبه إعصار مدمر .
قادر على التخفي ..
تلك المعركه الطاحنه امتدت لمده وها هو اليوم ..
يشعر بأن تلك اللحظه ..كانت اقسى و امر من سنين عمره المعذبه.
كان الوقت يمضي عليه ثقيلا ..صعبا..
ليس لديه ذره يتمهل ليدرك فيها ما حدث ..
وليست لديه الرغبه في اعاده ذلك المقطع الذي جرح رجولته و شرخ صلابه قلبه ..
كان ما نطقته قد قطع حدود الصبر لديه .."من هاللحظه انهي كل اللي بيننا ..لانه افضل لنا ."
و عزم انها لن تنال الحريه مهما كانت ..فلن تعبث به انثى غير ناضجه
وضع همسه في اذنها لتصب في قلبه صلابه على صلابه
" في احلامك " ردها بها ما تتمناه ..وقطع الشك باليقين .
سيتركها تنكوي بتلك الجمره الحاميه ..ضاقت عينيه وهو يتذكر ما حصل
في تلك الليله قضى امره ورحل .. قرر بقسوه على زواجه ليس حبا فيها بل نكايه فيها وذاك العاشق المهووس .
اعلنها في وجه الجد الذي لم يرفض و رضخ معه سعود ..و هذا ما يريده
ذاك الجدال العقيم لم يأتي بفائده سوى نزف للاعصاب والوقت فقط ..

ناصر الذي فهم مشاعر صاحبه من تقاطيع وجهه المتصلبة .
وكزه وهويهمس :يا رجال ابتسم ..اللي يشوفك يقول مغصوب على هالزواج .
ابتسم مطلق ..و كأن كلمات ناصر اصابت الجرح
فعلا الم أتزوج و انا مجبرعلى رد الاعتبار والاخذ بالثأر..
انتقام ..لمن همشوا وجوده و تخطوه بكل اهمال ..
ناصر :مطلق ..تعوذ من الشيطان وشيل الافكار السودا من راسك
مطلق بغضب عارم :ناصر اسكت احسن لك ..
التزم ناصر الصمت ..و هواكثر الناس درايه بصاحبه اذا زعل ..
دق جواله ...طالع الاسم ..و تأفف
ضحك ناصر بعدما شاف اسم المتصل وقال :يالله يالحبيب ..ضف وجهك عند العروسه
وقام ناصر ..و نادى بصوت عالي و عيونه على مطلق .. :يا شباب ..تعالوا زفوا العريس ..
و الشباب ماصدقوا خبر..من التصفيروالغناء..و مطلق اجبر وقتها على صنع ابتسامه
و كره العالم كله تجمع في قلبه على خويه ناصر.

دخل مطلق خلف سعود ..و الجد على زغاريد الاهل ..
وان كان قد رفض مثل هذه الشكليات التي لا داعي لها بالنسبه لها.
الجد اول ماشاف ليلى ..امتعظ من فستانها ..بفتحها الصدر الواسعه ..و الاذرع المكشوفه
شدت من الطرحه على كتوفها تغطيها ..طالعت سلوى بنص عين هي الوحيده الملامه .
لانها اجبرتها على الشراء غصب عنها ..
اصلا كل شيء كان غصب عنها ..
ذكر الله بصوته العالي مهللا ..لجمالها ..
قال وهو يقرب منها ..:مبروك يا بنتي ..الله يوفقك ان شاء الله ويستر عليك
قاومت دموعها و رفعت نفسها تبوس راسه ..و كتفه :يبارك بعمرك يبه ..الله يخليك لي ..ويعطيك الصحه والعافيه.
وقف مطلق خلف سعود غير رغبه فيه ان يتجاوزه ..يشعر بأن ملل العالم و هدر الوقت تجلت في هذه الدقائق الرتيبه
رفع نظره لتلك الهاله لالماسيه البراقه ..فتعلق بها فكرهـ تلك اللحظه الساحره التي جمعته معها ..
اردف الجد هو يحوط ليلى بكتوفه :اسمع يامطلق ترى بنتي امانه عندك ..حافظ عليه وصونها ..
مطلق بثقه كبيرة :بنتكم في الحفظ والصون ..لا تخاف عليها ..بحطها في عيوني ..
رفعت نظرها له ..و الكلمات التي تخرج من فمه ..ابدا ما تصل لعيونه ..رغم حرصه على اداء متكامل
ما يثير شكوك الغير ..تعلقت عيونهما لفتره ..لم تكن لتقوى لتلك الحرب الصامته فانسحبت بهدوء
اقترب منها حتى صار قدامها ..ارخت نظرها بعدما صدتها ظلام عيونه و غربته ..
و ارتجفت اوصالها وده تصرخ بأعلى صوت ...لا تخلوني معه ..

انا عمري بقايا شمع
احرقني الاسى والدمع
اذا مافيك ترحمني
احرق مابقى مني..

حست بلسعه اعلى جبينها .. و همس بثقل :مبروك ....
ردت عليه بخجل امام انظار الجميع:الله يبارك فيك.....و انتهى من واجبه قدام الناس ..
و سمعت الهمهمات الضاحكه والهامسه حولها وهي على نار ..وقف قربها يرد على المهنين عليه
الجد :الله يسعدكم ياعيالي ..و يرزقكم الذريه الصالحه .ما اوصكيم على بعض ..
اشتعل وجهها ..و قدرتها على الوقوف صارت مهلكه..
رفعت راسها تدور عليه ..على نصفها الثاني ..
و ابتسمت و دموعها ملت عيونها و هددت بالانهمار..و هو يحرك بيده بلا قدام عيونها :اقول لا تبكين يخترب
كل هالخرابيط اللي حاطتها على وجهك ..وبعدين ما تشوفين إلا غبرة مطلق ..من الخرعه يحط رجله.
ضحكوا الموجودين ..وبينهم الاثنين نداء الورح ..نداء الدم والحنين..
مسكت ثوبه من جهه صدره و حضنته بقوة ..و هو حضنها و عظ شفايفه لا يجاري احساسه الدامع ..
بالكاد..قدر يخلص نفسه منها ..مطلق ادار راسه غير رغبه فيه ان يرى ..لتأجج ما يجهله داخل صدره المنهك.
ضحك سعود وقال :مبروك ..يالغاليه ..
ما قدرت ترد عليه ..تحاول ترد غصه موجعه ..
قرأ كل شيء في عيونها ..و كابر على نداء الوجع .
طالع مطلق ومحى تلك الرأفه التي يعرفها الاخرون عنه وقال :اسمع يامطلق ..ترى اذا زعلت ليلى يعني زعلتني
و ياويلك مني وقتها ..
ضحكوا الباقين على اساس انها دعابه او مزحه ..
لكن عيون الرجال مكشوفه ..تقرأ و يكشف مضمونها بسهوله ..و صلت لمطلق مع انحناءه رأسه وابتسامه
احترام ..محافظ بها على هامته و شموخه..
خرج سعود و معه جده بثقل تارك وراه همه..و ما بقى إلا اهله ..و اهلها ..
قربت جدتها منها وهي تبكي وحضنتها بحنان الام الذي فقدته طويلا :الله يبارك لك يا ميمتي ..و يهنيك في حياتك
ليلى بحزن على فراقها هي بالتحديد :بشتاق لك يايمه ..انتبهي لنفسك ..
الجده :ما عليك مني ..انتي اللي انتبهي لحالك ...
و كلمت مطلق :الله يخليك ياوليدي ..لا تزعلها ..تراها غلاتي في هالدنيا ..
مطلق بنظره حب مزيفه لها : ابشري ..
ماقدرت الجدة تتكلم ..سحبت نفسها بثقل وهي تدعي لهم بصوت عالي ...
ليلى بثقل على صدرها و اللي كانت تحاول تهرب منه لايام طويله ..صار
راقبت جدتها وا نفاسها تزيد حدة ..ورجليها ما تقدر تشيلها..
إلى متى تقدر تتحمل ؟ الى متى ..؟؟
مالت بجسمها على مطلق بدون وعي منها ..حس فيها و لف يده حول خصرها ..
رفعت نظرها له ..وحست بقسوة عيونه رغم تصرفه معها..
حاولت تفك نفسها من يديه اللي شدت بثبات على خصرهاوكأنه يوجه لها رساله لها .
اقترب من رأسها و همس :خلي الليله تمضي على خير ..مالها داعي تصرفات الاطفال اللي تسويها .
اقشعر بدنها و هوقريب منها للدرجه هذي ..و يأست في الفرار
اقتربت منها ام مطلق :ألف ألف مبروك يا حبايبي ..الله يسعدكم ويوفقكم يارب
مطلق لوى عليها وباس راسها بعدما حرر ليلى من حصاره ..:الله يبارك فيك يالغاليه ..ويعطيك طوله العمر ان شاء الله
ام مطلق قربت من ليلى و حضنتها وكأنها تحسسها بوجود الام ..معها :مبروك يابنتي ..
ليلى بحب كبير ضمتها تحت انظار مطلق :الله يبارك فيك ..ويخليك يارب.
مسحت ام مطلق دموع الفرح ..و قلبها اخيرا ارتاح
اقتربت فاتن وريهام و سمر باركوا لها والفرحه مو سايعتهم ..
و ماباقي إلا خواتها ..حس مطلق عليهم ..وقال لوفاء :عشر دقايق ..و خرج بعدها
هجمت سلوى على ليلى ومعها هند ومابين دمعه وضحكه ..حست ليلى بروحها بتخرج منها
بتبتعد عنهم ..خلاص ..بتفارقهم ..بتكون بعدها غريبه في حياتهم
سلوى بتهديد :لا تنسينا ..دقي علينا يوميا ..لا تخلي مطلق ياخذك منا
ليلى سحبت نفس طويل لترد عليها بدون دموع :مابنساكم ابد ..انتم في قلبي دايما
تدخلت نجمه و بعدتهم و هي تبين نفسها قويه بينهم :اقول قلبتوها مناحه..وين رايحه هي ..عند زوجها يا حافظ
والتفت لصديقه عمرها وقالت :فديتك يا خويتي بتتركيني للبطه سلوى ..
ضربتها سلوى على راسها ..وقالت بصوت باكي :اقول انطمي يا بقرة ..
نجمه :ول ول هذي مو يد ..ماعليه يا سلوع حسابك بعدين ..خليني إلحين اودع صويحبتي ..ترى مالنا إلا بعض.
سكتت لحظه تجمع كلماتهاوقالت :يعز علي فراقك..ميير ويش نقول هذي سنه الحياة ..
انتبهي لنفسك..و لاتحطي في بالك اللي صار ..خليك قويه و حاولي معه ..الله يهدي سركم ان شاء الله.
حضنتها و ما احتملت دموع الفراق ..
همست ليلى :احبك يا نجمه ..لا تبعدين عني ..تراك الوحيده اللي تفهم و تعرف كل ظروفي ..
طالعت عيونها الدامعه ومسحتها وكملت :الجوال اللي معك لا يضحك عليك صويلح وياخذه منك ..
نجمة بمزح :خلاص عاد ماصارت ذليتيني بهالجوال ..شكلي بحنطه عشانك.
ضحكوا الموجودين ..وضحكت هي بدورها ..يا الله كم سأفقد هذي الوجوه الضاحكه
تدخلت سمر بلقافه :اقول يالله ..ليلى صارت من املاكنا الخاصه..
ضربتها نجمه رغم معرفتها القليله لكن روحها المرحه جعلها خفيفه على قلوب الناس
:اقول سمر يالنسره ..ما اوصيك في ليلى ..والله لودريت ان اخوك ذا العملاق زعلها ..لراويه نجومي في عز الظهيره
ابتسمت ليلى لكلام نجمه المبطن ..
ردت سمر :بسم الله على اخوي ..اخرجي منها وهي عامره ..
سلوى :اقول سمرحشا صارت ليلى حلاوه مو ادميه .. على فكره ترى مااسمح لك ..هذي نجمه ..
ربتت نجمه على كتف سلوى وقالت :فديت بنت ديرتي ..فيك الخير والله يابنت احمد.
لاحظت دموع عمتها ..وابتسمت ..صحيح هي ما تحبها ..لكن ليلى تكن لها بعض الاحترام رغم كل شيء
سلمت عليها وباركت لها وطلعت ..
دق جوال وفاء ..تكلمت شوي وبعدها قفلت
وفاء :ليلى يالله مطلق ينتظر ..بنات هاتي عباتها
انتفضت ..و كأنها مصعوقه ..
مشت مسيرة ..و تحس انها في عالم فارغ ما يوجد فيه إلا هي ..الخوف والحزن والالم مشاعر
ترقص بداخلها ..و تحدد خطواتها ..المتعثرة ..يديها متعلقه بخيوط متقطعه ..تنثر بقايا وصايا لسلوى
جدتها ..جدها ..سعود اخوي..و بعدها سارت مع الركب..



**********************


دخلت ريهام سيارة اخوها و معها رغد اخت سلطان ..
ريهام :السلام عليكم
زياد يعدل شماعه و يطالع شكله في المرايه :وعليكم السلام
ريهام :يالله حرك السيارة ..رجولي تعورني ..
زياد يشغل سياره و ماانتبه للشخص الراكب خلفه :اكيد بتعورك ..مركبه سلم في رجلك الله يهديك.
ريهام :ويش نسوي ..لازم هذي الموضه
زياد بضحكه :امحق موضه ..
سمع ضحكه خلفه ..طالع المرايه ..وقال لريهام :انتي ما قلتي ان ريم بتروح مع هند
طيب مين اللي جالسه وراي ..
ضحكت ريهام و طالعت خلفها :ايه هذي رغد ..نسيت اقولك وصلها اللبيت
زياد و هي يعدل شماغه مره ثانيه وكأن وجودها اسعده ..
و تذكر سلطان ..اللي ماحضر الزواج ..
وقف عند بيتهم و شكرتهم و خرجت على طول ...
معقوله هذي رغد اللي شفتها و حبيتها ..من اول مره
ليه ما احس في شيء..معقوله كل هالحب اللي شلته كل هالسنين ..كان مجرد نزوة
ريهام حست في شروده :هيه انت يا الحبيب ؟
زياد :ها خير ويش عندك
ريهام :انتي اللي ويش عندك ..يالله امشي البنت خرجت .
زياد :كيف كان الزواج؟ ..
ريهام :حلو ..الله يسعدها ان شاء الله
وقف السيارة عند بيتهم ..و التفت لها :ريهام تذكرين لما سألتك عن البنت اللي شفتها معك ؟
اردف بإبتسامه :يومها قلتي لي انها رغد بنت خالتي .
توترت ريهام وحست انها صغيره قدامه ..
خرجت بسرعه بدون ماترد عليه ..
زياد مستغرب :ريهام وشفيك ؟

وقفت في الحديقه ..و إلتفتت له ..
الى متى يا ريهام وانتي تهربين ..
الى متى شايله في قلبك وساكته ..
صار لازم تدفعين الثمن ..و الثمن باهظ بعد
يكفي ضحايا ..اول ضحيه كانت بسببك قبل ساعات زفت لقدرها ..
يكفي اهدار لمشاعر الغير ..و سلبهم حريتهم بالاجبار .
اقترب زياد منها وقال :ريهام علامك ؟ ماسمعتيني
طالعته و دموعها خطت بالاسود على خدها
قالت بصوت خافت :سامحني يازياد
زياد بخوف :ريهام ..وشفيك لا تخوفيني عليك .
ريهام ودموعها تزيد :انا السبب في كل شيء
زياد :السبب في ايه
ريهام تحاول تكون قويه :البنت اللي شفتها ذيك الليله ...ما كانت رغد
زياد هز راسه بدون فهم وقال :ماكانت رغد...إلا رغد انتي قلتي انها هي
ريهام بصوت مندفع :لا ماكانت رغد ..انا قلت انها هي ..كذبت عليك
زياد بصدمه :كم مر يا ريهام والحين تقولين انها ماكانت رغد ..ليش كذبتي علي
ريهام بشهقات متعاليه ..قالت :كذبت عليك علشان مصلحتي انا .
زياد لا رد اكتفى يناظر اخته وكأنها شخص غريب قدامه
كملت و الخسارة وحدها هي الاحترام
:لا تستغرب ..انا كنت ادور مصلحتي مع رغد ..لاسباب خاصه فيني .
صرخ فيها :اي اسباب خاصه بينك وبينها ...
ريهام :مااقدر اقولك ..
مسك كتوفها وهزها و الغضب معمي عيونه
ريهام ببكا مسموع :ارجوك ياخوي ..لا تجبرني الا هذا مقدر اقوله.
وقف زياد وكأنه مافهم شي من كلماتها ..
تركها على طول وقال :ريهام انتي ويش تقولين ؟
رفعت راسها و بعض الهم انزاح عنها..وباقي الجزء الصعب..
ريهام :سامحني يازياد ..
حست بألم قوي في وجهها اثر صفعه زياد المفاجئه لها ..ماقدرت تحط عينها في عينه
حست بانها اهانت نفسها ..و تستحق ما يجري لها .
زياد بحزن :عمري ما كنت اتوقع انك تنحطين لها الدرجه وتقللي من قيمه نفسك و تلعبي بمشاعر الاخرين .
سكت فجأه و كأنه اكتشف شيء خطير قرب منها و قال بصوت مقهور :مااقدر افكر بأي سبب ..خايف انصدم اكثر فيك ؟
خايف ..اعرف اشياء غيرت مصير غيري ؟
خايف تكوني غبيه لدرجه مافكرت إلا في نفسك ؟ خايف اكون اول ضحيه و مو اخرها يا اختي يابنت امي وابوي ؟

صمت يتمناه زياد للابد ولا يسمع تلك الشهقات التي تزيد من اخته اللي ظن بأنهاملاك طاهر
حس بالخيانه والوجع يغتاله ..و اخته وجهت له ضربه في الظهر ..
صمتها اكبر دليل على صدق شكوكه ..
وده يصرخ ويعبر عن وجعه و وجع غيره ..حمل همه و زفر بألم
دفعها للخلف و عيونه ما تشوف قدامه
وقال :يا حسافه يااختي ياحسافه ...
ريهام مسكت يده و صوتها يزيد بالبكاء :زياد ..الله يخليك سامحني ..كفايه احساسي بتأنيب الضمير
زياد بلوم :وحتى تموتين تأنيب الضمير ما بيفارقك ..اللي سويتيه كسر بقلوب ناس وحطمهم
وانتي تنتظرين نهايتهم ببرود اعصاب ..
ريهام تركت يده و كأن الالم تغلغل فيها و صار جزء منها ..
مشى كم خطوه وقال بتهكم :ممكن تتكرمين وتقولين مين البنت اللي شفتها معك ..مادام ماكانت رغد ؟
مرت دقيقه ..حست انها دهر اخذت من عمرها الكثير ..
: ليلــــــــــــــــــــــــى

ابتسم بعذاب وقهر و غيظ ..و كمل خطواته و ترك اخته يأكلها الظلام ..وقد اصبحت جزء منه..
اهلكته تلك الظنون حتى كاد ان ينفجر ..اتعلمون ماهو الشعور الذي يريده ولكن يقاومه بشده ..."البكاء "

**************************

طلعت رغد حجرتها ..وقبل ما تدخل..تذكرت اخوها فحست بالحزن عليه
من يوم درى عن تحديد يوم زواجها حبس نفسه بين الشغل و النوم ..يحسب انه رجع عادي
لكن ابد ..يكابر على جروحه ..
طرقت الباب مره مرتين وبعدها فتحت الباب بهدوء كانت الغرفه بارده والظلام حالك ..جات تنسحب مثلما دخلت
سمعت صوته :رجعتم يارغد .
ابتسمت ويدها تمتد لمفاتيح الضوء قاطعها: لا تفتحين الاضواء ..راسي يعورني ..
عيونها تبحث في الظلام عن لمعه عينيه قالت بهدوء :سلامتك ..اجيب لك حبوب
سلطان :لا ..توي اخذت واحده .
ابتسمت رغد لاصداء الحزن التي تسمعها في صوته قالت :اجل انا بروح ..ابدل ملابسي
تبي شيء يا خوي ..
سلطان بصوت ناعس :لا ..
وقفت شوي تراقب بصمت وخرجت بهدوء ..تصبر نفسها ماهي الا محنه و يتجاوزها بإذن الله
و ذاك الناعس ..ليس نعسا مااصاب عينيك ..إلا حزنا ترقرق في المقلتين ..تردها عزائم ماتت على باب الصبر
تنهد وعيونه تعانق سقف ليله المعتم ..الذي ظنه طويلا ..طويلا ...

ااااه يا اختي ..نعم كنت اريد
هل ودعتم معشوقتي ..بأمان في قلبها الطاهر ..
هل اسكنتم في روحها ..حب رجل لن ينساها
هل حملتم ورود حبي إليها ..هديتي ..الغاليه انتقيتها من اجلها
في كل ورده اودعت حبا و ذكرى راحله ..
انا رجل ..الجمتني العبرات ان افيض حزنا وألما ..
اهلكتني قلائد العرب ..بأن الرجل لا يبكي من اجل امرأه
لا يسقط مهزوم القوى من اجل انثى ..
ليست كل النساء يبكى عليهن ..
ليس كمثلك انثى ..
لا دمع يرضى بفرقاك ..او يطفىء لهيب الشوق والحسره
لا دمع سأسكبه عليكي ..سأرتضي بحالي هائما مترجلا في هواك

عادت به الذكرى لتلك الليله التي زار فيها القريه ..
انقاد بدون تفكير و لم يدرك إلا وهو على اعتابها
اهلكته محاسبه لم يطقها في عقله ..
بعض كلمات من جدته اهتدى بها مرغماً..بأنها انسلت من بين يديه كالرمل
الجدة بهواده تدرك فيها ما يعتلي قلبه من نبض عينيه :تعرف يا يمه الواحد ما ياخذ إلا نصيبه ولو ويش ماصار
لو انت تبي و كل الطرق مسيره ..رفعت سبابتها لفوق وكملت :رب العباد هو ادرى منك .
ابتسم مطأطئ الرأس ..شدت على يده ..وقالت بإبتسامه :جدك لو يبي كان غصب ليلى عليك
لكن مايصير يايمه ..ربي كتب قبل وانت في بطن امك ..
ابتسمت بفرح وقالت :الله يرزقك يا ولدي ..مثل مارزقها ..مطلق رجال من خيره الرجال ..
وانت رجال تستاهل كل خير ..

و اشتدت العروق و نزف الدم من الجراح ..و اسمه يضيء في عالمه مرحباً به و غير مرحب ..
حينها ايقن تماما ..بأن الاستسلام افضل شيء ..ولو كان مرغما ..


قـل لـلأحبة كيف أنـعم بعدكــــــــــم و أنـا الـمـســافر و الـقـلـب مــقـيــــــــــــــم

ليلى :
ها انا أعلن للعاشقين بأني
قتيل هواك
فـ لـ تكتسي مدن الهوى حزني
ولـ يعم ظلام البين دهاليز الليل
ولـ يبقى رحيلي إليكي
قصة حب وقصة عشق
وحكاية موت لا تنتهي بـ موت
ومازلت ها انا لليوم ..,,,
لا انوي البكاء ..ولا عوده الاطلال
سأدونها قصه لم يكتب لها عنوان ..


*************************

لاتعلم كم مضى عليها او كيف وصلت ...كل ما تريده من العالم كله ..ان تبقى بمفردها قليلا
تبكي تلك الدموع المخبأه ..لترتاح و تتوشح بعدها بالصبر لمتابعه المسير ..
جلست بمفردها في غرفه فسيحه ..لا ترى فيها أي لون وأي شكل ..
بعيده كل البعد عن عالمها ..تنتظر ولاتعرف سوى الانتظار..
كيف ستصبح حياتها ...
هل ستتقدم خطوه الى الامام او تعود عشرات الخطوات الى الخلف ..
ماذا ينتظرها ؟
ارتعاشات تمتد من باطن عقلها حتى اطرافها ..تتنفس بصعوبه مابين كل زفره واخرى .
تنتظر القادم ..و تشعر بالوحده
اوصلها الجميع على عتبه باب الغرفه المحجوزه بإسمه ..و ودعوها بخالص الامنيات ..
وبقيت بمفردها ..تطرق جدران الصمت برتابه و هواده ..
كتلك الوجيزه بداخل زجاجه ترتد مسامعها للجميع ..
سمعت خطواته قد اقتربت ..ارهفت سمعها له دون ان ترفع نظراتها له ..
سد ذاك الضوء المنبعث من الخارج و حل عليها الظلام كحلكه قلبه ..
رفعت نظراتها له ...لآلم قد حل برقبتها ..او هي حاجه دفينه تشد على اعصابها ان تراه
ان تتلمس الامان في غربه بعيده ..
اصطدمت بتلك العينين البارده ..القاسيه ..في داخلها قتامه لا يفسر لها معنى ..
كان يتكىء على الباب و عيناه تراقب تلك الهاله الالماسيه اللامعه ..عقله بدأ يرسم حديقه غناء هي ياسمينه نقيه
عطره وسطها ..رفعت بصرها له ..ليهتز جوفه لتلك النداءات الصامته ..ويعود يدثر برداء اللامبالاه
قال ببرود :اذا كنتي تبين عشاء تعالي وكلي ؟..وسكت لما سمع حفيف ذاك الفستان ..وقفت وهي تشد على طرف
طرحتها تستر ماظهر منها..قالت بصوت منهار :مطلق ..
تحاول به ان تستغيث قلبه و عقله في ان معا و يرحم حالها ..ضائعه في بحره الهادر..تريد ان ترسي ببره على خير
رفع يده يسكتها ..قال بتعب :ما لي شده على الاخذ والعطى...
ولو يقسم انه ليس قادرعلى العطاء ..لكن صوتها جعلته يشفق عليها ويدعي البرود الدائم..
تنهدت بنفس تعبه ..لم تعد لها تلك الطاقه ..لقد نفذ مالديها ..
سحبت نفسا عميقا على مرأى منه و تحركت ببطء ..لكنها وقفت ..نظرت له بإستفهام ..
رمى بمشلحه السكري على اول كنبه و قال :خذي راحتك ..انا بنام في الصاله..
قفل الباب خلفه...و تنهد بنفس الالم والقهر ..ثلاثين سنه من عمره قضاها في يوم واحد و زادت ثلاثون ..
سحبت لها بجامه قطنيه ..ابتسمت بحزن ..لتلك الوصايا العشر التي الحت عليها سلوى لسماعها ..
بيجامات نوم حمراء في حقيبتها الصغيره..علاجها و امور اخرى في شنطه يدها ...وامور اخرى لم تبالي بها.
ظنوها ككل عروس في ليلتها الاولى ..وهي ظنت نفسها ككل ميت يدخل قبره لاول ليله ..
دخلت الحمام و نزلت ذاك العبء المثقل و تركت العنان لدموعها لتنطلق بحريه ..
وتلك الشهقات تزيدها اكتواء و لهيبا و كأنها تحرق صدرها ..
وبعدها خرجت مهدوده القوى ..
صريعه مشاعر مهلكه لجسدها الغض..
اتكأت على الجدار تسند ضعفها ويدها على اختلاجات صدرها ..
لقد عاد لها ذاك الهيجان ..ضاقت انفاسها وشحت ان تريح قلبها المضطرب ..مشت بخطوات متعثره وذاكرتها تبحث
عن وصايا سلوى ..دورت على البخاخ وسط الكم الهائل من الضوضاء الموجوده داخلها ..
رمت بالاغراض بدون اهتمام مخلفه ضجه بعدما ضاقت بها الوسيعه و تدارك لضيق الوقت ..واخيرا وجدته
ضخت بداخل فمها ما تنعش به جوفها ....جلست على السرير ..بهدوء لتنظم انفاسها المرهقه..
سمعت صوت الباب خلفها يفتح ..ولم تشأ ان تظهر ما تعرضت له..
راقب بصمت اثار ما وصل لاسماعه..اشياء متناثره و هدوء غريب ..لايشأ ان يقترب ..
لمح البخاخ في يدها اليمنى التى احتضنتها ..مازالت معطيته ظهرها و غير مباليه بالتفسير
قالت تقاطع فضوله :كنت ادور على جوالي ..وطاحت الشنطه من غير قصد .
بقي لفتره ملاحظا بدقه .."يخاف "..
كلمه تراءات له من بين مئات الكلمات ..لما اهو عسر تحمل الامانه ؟
ام هو صوره ذاك العجوز الموصي الذي يتراءى لك لكي تشفق على حالها؟
اي شفقه ..لن احمل لها اي شفقه ..فهي لا تستحق ذالك ابدا
قفل الباب بعنف بعدما سيطرت عليه افكاره الموحشه ..

***************************

دخلت و جلست على سريرها ..
تنتظر ان تبكي ..و تعبر عن ما تشعر به .
عبثت بمذكراتها ..و حطتها على جنب ..
وقفت جود على عتبه الباب و طالعتها بهدوء..
وداد بنظره لاختها مع ابتسامه سخريه قالت :شكلي يحزن صح..
اقتربت منها و قالت :لا عادي شكلك ..اممم ايش اقول ..متقبله
ضحكت وداد : انفع ممثله صح
راقبتها جود بدون رد
كملت وداد و عيونها علقت على جهاز الحاسوب : شفتي كيف رقصت ؟
رجعت تضحك و كملت : لا ورحت باركت للعروسه ..لالا فيه تطور ..
وضحكت بهستيريا وجود لا تحرك ساكنا
دمعت عيونها من فرط الضحك اردفت :تعرفين تذكرت روايه قريتها من هالنوع ..سبحان الله كأني فيها ..
انحنت على اختها تضحك ..و تدعي انها بسلام ..
جود بلارد تراقب تلك الحاله الطارئه ..لكن لاحل لديها ..
مسحت دموعها وقالت :والله حالتي حاله ..
وقفت وقالت بجديه:اتركي الماضي خلفك ..وعيشي حاضرك..
هزت وداد راسها وهي تعيد نفس كلام اختها قالت بعدها :صح مين يتكلم ؟ البروفسوره جود ..صاحبه القلب الميت
طالعتها جود بإبتسامه سخريه و اكتفت بالصمت ..
وقفت وداد وقالت :لا تعتقدين انك افضل مني ..ابدا
ضحكت جود وقالت : وداد ..مافي احد افضل من احد ..
وداد:على قولتك مافي احد احسن من احد....
تركتها و دخلت الحمام ..و جود واقفه بنفس الهيئه و لم تحرك ذاك الصمت الذي اصبح جزء منها ..

******************

غفت عيناها لساعتين .. و ظنتها لدقيقتين ..كانت الساعه تشير للسادسه
ما جاها نوم بسهوله ..هاجمها ارق ليدعها و افكاارها تقتتلان ..على جبهه الصبر .
قامت توضت وصلت الفجر ..دعت من قلبها ان الله يهون عليها و يبسط امرها ..
قربت من الباب ..و متردده ..الحين هو صحي ولا لسى نايم
فتحت الباب بهدوء..لتصطدم بوجهه ..شهقت بخوف ورجعت للخلف ..
طالعها بإستغراب ..وقال :جهزي نفسك ..بعد ساعه نكون في البيت ..الاهل ينتظرونا.
ليلى بصوت هادئ :طيب .
مشى بسرعه من عندها ..وهي تجاهلته بتجهيز نفسها ..
لبست جلابيه حمراء بخيوط ذهبيه ..سرحت شعرها و ثبتته بشباصه ذهبيه
بحيث لمته من فوق وخلته على ظهرها ..و لبست طقم ذهب عليه ..
انفتح الباب فجأه ..ارتدت لوراء وهي تشوفه قدامها
تأملها لوقت لابد ان يطالعها لوقت غير قصير تحثه خطواته على التجاهل ..
لكن تلك البقعه الحمراء تطارده حتى دخل الحمام و اغلق الباب بإنفعال ..
تنهدت بخيبه امل ..و شالت اغراضها و عباتها و جلست في الصاله حتى ينتهي ..

كان لابد ان ترتعش ..خوف داخلي من ذاك المسمى زوجها الان ..
تحاول ان تتجاهل لكن اين.. في وسط زوبعته التي لا بد ان يثيرها في وجهها ..
خرج و مالقي احد في الحجره ارتاح مبدئيا ..لكن ريحه عطرها تغلغلت داخل روحه بدون اراده منه..
تنهد بتعب واسترخى ..على السرير للحظه يستغل عدم وجودها ..
رفع راسه يتأمل نفسه في المرايه .. وبدون عناء الصوره تتكلم ..
لبس ثوبه و شماغه بسرعه لما تجاوزت الساعه التاسعه ..وخرج ..
كانت جالسه على الكنبه تحرك دبله زواجها في اصبعها
بدت غايبه عن الواقع ..تحدق في البعيد ..
مطلق : يالله مشينا ..
لم تسمعه ..بالاساس لم تكن معه في تلك الحجره ,,عقل غائب في غيرادراك لعدم حضوره
شطحت افكاره بعيدا حيث جرف هاوي واقترب منها ..حتى صار امامها
وقال بإنفعال : يالله يا مدام ماودك تمشين ؟
وقفت مذعوره وقالت وهي تلبس عبايتها على عجل :اسفه ما سمعتك .
قال و هو يكتف ذراعيه على صدره : اللي ماخذ عقلك ..
طالعته بإستنكار و حاولت ترد ..لكن ذلك التنبيه داخل عقلها حذرها من محاكاه غضبه ..
مشت من جنبه قبل يمسك يدها و يلفها ناحيته .. اطلقت صرخه صغيره تعبر عن ما يحدث لها
قال بغضب : لا تتجاهليني وانا اتكلم معك ..
للحظه لم تدرك ذلك القرب المميت ..ابتلعت غصتها وقالت بصوت تحاول ان يكون مسموعا على الاقل لها هي
: وانت لا تتجاهل اني صرت زوجتك و من حقي عليك انك تحترمني على الاقل ..
ابتسم بسخريه و ماتركها ابد اصابعه التفت حول ذراعها و كأن ذلك قد راق له
وقال :عن اي حقوق تتكلمين عنها ..واللي صار كان فيه احترام لي .
صرخت فيه بألم : ما اسمح لك ابدا ..تتكلم عني بهاالطريقه ..قلت لك من قبل اللي صار كله ..؟؟!!
رجع لها نفس الصرخه لكن تأثيرها اقوى : لا تصرخين في وجهي ..
مره ثانيه علشان ما تشوفي شيء عمرك ماشفتيه...

وترك يدها بعنف ..حتى كادت ان تسقط وتركها لارتجافاتها و اختناق الدموع..
اخذ الشنطه و تقدمها ..و هي مسيره لذلك الارهاق الذي طالها من تلك المناقشه الحاده..
اطرقت راسها خلفه تخفي شهقاتها وخيبه املها التي تتساقط معها على طول الطريق .



********************

صباحها اليوم على غير حاله ..
اظلمت تلك الاجزاء المضيئه ..واصابتها العتمه في جوفها
وادركت ان ذاك الحساب البشري ..اقوى بكثير مما كانت تعتقد
وان مآل الامور..لن تكون في صالحها دائما ..
حاولت تتكلم مع زياد ..لكن صد عنها بكل الطرق .
جلست على الفطور..و طالعت جهه زياد ..اللي كان ياكل بصمت وهدوء مو مثل عادته .
حاولت تتكلم معه ..
ابتسمت وقالت :زياد ..اصب لك شاي ؟
زياد بنظره ..كفيله بأنها تمحي ابتسامتها
قال وهو يوقف :الحمدلله شبعت ..
وقفت وقالت :زياد ..ودي اتكلم معك .
طالع جهه امه ..و تجاهلها :يمه انا يمكن اتأخر ..لا تنتظروني ...و خرج
ام زياد :في امان الله يا يمه..
طالعت زياد وقالت :وشفيه اخوك ..شكله تعبان
جلست ريهام ..وقالت :ماادري عنه..

و غابت في تلك الحاجه الملحه ..ان تنعزل فيها عن العالم و تبكي
بحاجه للبكاء ..لتبدد ضباب اسود اعتلى حياتها ..
و ترتب احتياجاتها ..وفق لها و لغيرها ...


*********************

طال الطريق ..و ان قصر
مابين زفره غضب وشهقات حزن و يأس ..
تنازع تلك الرغبه في الهروب ..مازالت غير مصدقه بأن الماكث قربها قد اصبح زوجها
دخل الفيلا من البوابه الكبيره ..كان في سيارات كثيره ..
ارتبكت ..و نظرتها تمتد الى ما بعد الجدران الصلبه..سيكون ذاك منزلها او بالاحرى سجنها .
وقف السياره ..و تنهد بعمق ..والصمت يطبق عليهما..
قال بصوت عميق :اهلي بيكون كلهم موجودين ..واكيد اهلك ..
لا توضحي لهم اي شيء صاير بيننا ..وبالاخص امي ..
اومأت برأسها ..و فتحت الباب ..سارت بخطى بطيئه خلفه ..تصطدم بصلابته المعهوده ..
و تصنع ابتسامه عروس ..عادت وعبست في وجه افكارها ..و كيف هي تلك الابتسامه ..التي تريد ان تتصنعها
او ليست الابتسامات تنطقها العيون قبل الافواه ..او لا تدركها العيون الاخرى و تصل اليهم صادقه ان وجب ؟؟
ايجب ان اتصنع منذ الان ..ان اتقن لغه الكذب والحرفيه في رسم المشاعر كالالوان في لوحه بيضاء تضيع في مساحتها
ولا تعلم اي لون ستبدل الحال ...

وذاك الجمود بأسره ..يتحرك على وخز المشاعر ..بين انتفاضات رجل لا يريد و بين اخر يرغب ويزعم انه يريد.
طريقه شائك ..وطويل طويل ..مع انثى قلبت حاله .. قد ادرك في ساعه ثورتها في وجهه بأنه اخطىء في حساباته .
انتظر اقترابها منه ..حتى صارت بجانبه ..وفتح الباب ..ليغيب في غمره الافراح و الزغاريد ..
رفعت غطوتها ..و ابتسمت وهي في احضان ام مطلق ..و قد نطقت السعاده في عينيها و عادت فتيه ..
ام مطلق :ألف مبروك يايمه.
ليلى بخجل :الله يبارك فيك يا خاله..
توجهت ام مطلق لولدها الباسم ..مابين دمعه و ضحكه اعتنقت جسده
راقبته وهو ينحني يقبل يديها و يحنو عليها بحنان بالغ طل من عينيه و انصبغت في تصرفاته نحوها
كيف هذا وهي دانه دنيا و جنه اخره ..
ابتسمت ليلى وهي تواجه طابور من المهنين ..
احتضنتها سمر :الف الف مبروك يا ليلى ..
ليلى :الله يبارك فيك ..
سمر بفرحه :والله مو مصدقه انك خلاص صرتي عندنا ..
قرصتها وفاء وهي تبعدها عن طريقها :اقول ابعدي عني ..خليني اسلم على زوجه اخوي ..
الله يبارك لك ياليلى ..الله يسعدك ياعمري ..
ليلى : تسلمين يا وفاء ..يبارك بعمرك يارب ..
اخر المهنين اريام ..بذلك البرود باركت و تراجعت للخلف
ضحكت سمر لتجذب اهتمام لها ..كانت في احضان مطلق ..
سمر :الف الف مبروك يالغالي..
مطلق و هو يحوطها بذراعه :يبارك فيك ..
سمر :والله ياخوي ما بغيت ..صراحه يأسنا منك قلت الرجال كبر وما عاد فيه فايده ..لكن الحمدلله ربي هداك ..
ضربها بخفه وقال :انتي وهاللسان اللي ما بيقصر إلا على يدي ..
ضحكت ام مطلق و عيونها على ليلى وقالت :يالله يايمه ادخلوا ارتاحوا ..وانتي يا ليلى خذي راحتك .خلاص البيت بيتك
ابتسمت ليلى و كل الانظار عليها :تسلمين يا خاله ..
نزلت عبايتها ..و عيون لم ترتد نظراتها لمحجريها ..مطلق و قد اصبحت انفاسه تضيق
قال بصوت متغير عن قبل :انا بروح المجلس ..بسلم على ابو نايف
ام مطلق :مايصير يايمه خليك مع زوجتك ..اشرب شاي على الاقل
تحركت من امامه ..و ظن انها غير مباليه به ..فاحتدت نظراته عليها ..و ساير رغبته في ازعاجها
وقال :خلاص يمه ..اشرب فنجان وبعدها اشوف الرجال .
راقبها ..تتصرف بحرفيه تامه مدعيه السعاده ..
يالله مالقيت غير هذا الاحمر تلبسه حتى الشمس يعكس لونها على الجدران ويذكرني بوجودها ..
جلست ليلى ..بعدما فضي المكان الا منهم ..
دخلت وفاء ومعها بناتها ..اول ما شافوا مطلق ركضوا نحوه ..
ابتسم مطلق فاتح ذراعيه لهن..وقال بصوت محبب :ياهلا والله ..بحبايب قلبي
راقبته ليلى بإبتسامه ..وهو يبوس واحده و يحضن الثانيه ..و يجلس اخرهن على ركبته
وانشغل معهن في احاديثهن التي لا تنقطع ..
تحرك قلبها لتلك المشاعر الناقصه لديها ..رغبه في محاكاتها ولو لحظه
رفع رأسه فجأه ..لتتواصل المشاعر المبهمه ..و ليزيد الظلام عمقا في هذا و في الاخرى مبهمه لا رمز لها..
قالت وفاء مقاطعه التواصل :يالله ياماما ..سلموا على خاله ليلى ..
انقادوا لليلى ..ابتسمت ليلى بحب ..وسلمت عليهم ..
اقتربت ام مطلق و وراها الخدامه ..شايله الصحون ..
ابتسمت ام مطلق بعدها كشرت وهي تقول :ويش هذا ؟عرسان وكل واحد في جهه ..
ابتسمت وفاء و غمزت لاخوها بضحكه :والله كان ودي اقول لهم ..لكن قلت اكيد محرجين منا .
ام مطلق :ويش ذا الكلام ..اقول يمه ليلى قومي اقعدي جنب رجلك ...
ارتبكت ليلى ..والاحمرار اللي سيطر عليها ..ماهو إلا ضياع و توتر
ابتسمت وفاء ..وقالت :لا تحرجينها يمه ..شوفي كيف البنت انقلب وجهها .
اقتربت منها وسحبتها من يدها ..وقالت :قومي ..يايمه ولا تستحين هذا زوجك ..لازم تتعودون على بعض .
ابتسمت مجددا ..و حركت شعرها بتوتر ..تخفي بها رجفه يديها
جلست بهدوء ..تحتضن يديها ..و ذاك بإرتياح يراقبها من اعلى قمته ..
مرت اكثر من دقيقه ..و بعدها وقف وقال :يالله انا استأذن ..بشوف الرجال ..
وفاء :روح ..لكن لا تاخذك القعده و تنسى مرتك ..تراني اعرفكم يا لرجال ...تبدون بالسياسه و تنتهون بالاقتصاد
ضحك مطلق ...و قال :الله يعين ابو نايف عليك ....و مشى و تركهم
دخلت سمر وقالت بعجله :يا لله ياليلى ..قومي اوريك جناحك الملكي .. و ضحكت
وقفت ياليلى وقالت :يالله اسمحي لي ياخاله..
ام مطلق بحب :روحي يمه وخذي راحتك ....
و تحت نظرات ام مطلق ..
مسكت يد سمر بعفويه ..و طلعوا مع بعض ..وسمر ما سكتت ..من الوصف والشرح و التفاصيل الممله
و ليلى تناست ..بقصد ودخلت في اجواء راح تكون فيها دائما .

***************************

تجولت في جناحها..كلمه فاخر قليله فيه ..فاتن و مهيب وساحر
ابتسمت لتلك الكلمات التي انهالت على دماغها ..جزء من منزل فسيح هو لها ..
للمره الرابعه ان لم تكن الخامسه تدخل وتخرج من غرفه النوم ..سحرتها بشلك عجيب
مزيج من اللونين العودي والبيج تتقاسمها مقتنيات الغرفه..والسرير بأعمدته الرخاميه ..
والستائر المخمليه الجذابه ..توسطه كم هائل من المخدات الصغيره ..
خرجت من الغرفه للصاله ..كنب الجلد البيج ..و المزهريه الكبيره السماويه المتوسطه الاثاث
و المطبخ الصغير التحضيري ..غرفه اخرى ..فيها الكنب بلون عنابي ..ونافذه زجاجيه طويله تمتد من اعلى السقف
اقتربت منها ..تطل على الحديقه ..فيها بيت شعر ..ابتسمت لما تذكرت جدها ..يالله قدايش مشتاقه له ولجدتي
تنهدت ومازالت تتابع التجول في مملكتها الصغيره..
الغرفه الوحيده ..مقفله ..غريبه يمكن فاضيه ..تذكرت شيء مهم ..اخرجت جوالها وفتحته ..
انهالت عليه كم هائل من الرسايل ..ومكالمات كثيره..ثلاث من نجمه ..و احده من سعود ، ريهام ،الرقم الغريب
نفس الرقم "فاعله الخير "
فتحتها على عجل ..و جلست على الكنبه المفرده .."ماتوقعتك غبيه لها الدرجه ..على كل حال تحملي اللي بيجيك "
تنهدت بتعب ومسحتها ..همست ..لنفسها والله مالغبيه الا انتي ..مو غبيه الا جبانه
دخلت غرفتها فتحت الدولاب ..كان كل شيء مرتب و جاهز لها ..
جلست على كرسي التسريحه ..وقرت رسايل نجمه..ضحكت واحمر وجهها ..قليله الادب انا اروايها خليني اشوفها
دقت على سعود ..رنه ..الرنه الثانيه رد على طول بصوته المحبوب ..
حست انها بتبكي ..يالله كم اشتاقت لسماع صوته ..وحنت لرؤيه عيونه الناضحه بمشاعر صادقه ..
وكأن ذاك المعني قد شعر بها ..من دون ان تصرح ما نقله له الاثير ..
قال بحب :كيف حالك يالغاليه ؟ صبحيه مباركه على قوله المصريين وضحك ..و ليلى لا رد
تحاول ان تخرج صوتها ..
سألها بخوف :ليلى..حبيبتي فيك شيء ..
ابتسمت وقالت :تسلم لي يا خوي ..انا بخير لا تخاف علي ..لكن والله اشتقت لكم ..
سعود :تشتاق لك العافيه ..بكره بنزورك او بعده
ليلى بحزن :لا ياخوي ..تعالوا اليوم والله مشتاقه لكم حيل ..ومشتاقه لامي كيف حالها
ضحك سعود :ليش علشان مطلق يطردنا من البيت ....لا مايصير انتم باقي عرسان وبعدها بتملون منا
وامي بخير ..حتى هي مشتاقه لك..بخليها تكلمك لما ازورها اليوم ..
حست ان بتبكي على حظها العاثر ..اه يا خوي لو تدري عني ...انا ومطلق في جهه والعرسان في جهه ثانيه
ليلى :اقول وين جدتي ؟والبنات ودي اكلمهم ...
سعود :اصبري شوي ..انا بروح لهم ..مادريت انك غاليه ..ماناموا الليل طوله ..
إلا عاد عمتي فاطمه شكلها اول مره تنام ...و ضحك و ضحكت ليلى معه..
وقفلت الاتصال بعدما كلمت الجميع ..حتى جدها ..اعطوها علقه على الاتصال ..عيب و ما يصير
اصلا لو يدرون عنه انه في المجلس ولا طل في وجهي من يوم جينا ...
حطت يدها على راسها..يارب هونها علي ..والله مو قادره اتحمل ..ليلى كيف ما تتحلمين ؟انتي في بدايه الطريق
من البدايه كان قرارك ..تحملي ؟ انا الغلطانه ..كان لازم اقول لاخوي لجدي..
ضربت راسها براحه يدها و استندت على العمود الرخامي ..
مااقسى ان تعاني وانت في بدايه الطريق..مارا على خزينه الاسلحه تريد ان تذخر نفسك بالصبر و الامل
و بعض من دروع القوه ..وحصانه الامان ..
تدرك هي ان مايقف في وجهها لا يستهان به ..شخص غير متزحزح عن قراره واعتقاداته إلا بأضحيه ..
واظنها سعادتي واستقراري ..
استرخت على السرير و وعيونها على لوحه معلقه..اغمضت عيونها لفتره ..

**************************

فيلا حسان الوافي

على الغدى..جلست رغد و امها مقابل بعض
ابو سلطان..ناظر لجهه كرسي سلطان ..وسأل :وين سلطان ؟
رغد :نايم ..
ابوسلطان :قومي صحيه خليه يتغدى معنا ؟
رغد :قلت له ..يقول ما يبي.
ام سلطان :ماصارت هذي كل وقته نوم في نوم ..هذا الولد ما يحس بالجوع .
ابو سلطان : الله يهديه ان شاء الله .
رغد بحزن :يمه خليه على راحته..
انفعلت ام سلطان :لا ما يصير كلما زعلتم وضاقت فيكم الدنيا ..و تحبسون انفسكم .
ابو سلطان :استهدي بالله ..يا غاليه
ام سلطان : لا إله إلا الله .محمد رسول الله ..لكن والله مايصير
قامت من مكانها وقالت لابوسلطان بما يشبه الامر ..:القرار اتخذته ..من بكره بخطب له بنت اخوي
ريهام ..و خليني اسمعه يقول لا..
رغد :يمـــه
ام سلطان :ولاكلمه يارغد ..لا تساعدينه على حالته اللي هو فيها ..ما بعطيه فرصه يفكر فيها حتى ..
انا قررت و خلصت..
ومشت وتركتهم لحيرتهم ..

لن تلام ..صحيح ..أم ممكن ان توصف بأنانيه ورغبه في نزع حريه الرأي الاختيارو الديمقراطيه البحته ..
لن تطالب سوى راحه بال ..وحياه مستقره وهانئه ليست لها ..بل لفلذه كبدها ..التي لن تشح بها ...
قرار اتخذته على مضض ..مدركه لصعوبته ..وتريده من اجل ان ترى السعاده على وجهها مجددا..

*********************

دخل جناحه ..تأمله بعين ناقده..كل قرارته كانت سريعه ..واتخذها في سباق مع الزمن
و بالاصح سباق مع نفسه .
جلس على الاريكه بتهالك ..جسمه مهدود ..لو كان في شغله ماتعب هالتعب كله ...
ابتسم لتعليقات ناصر ..واللي طبعا ماسلم منها ..في داخلها حرص و نصائح مبطنه ..
شد على جبينه ..و تذكرها فجأه ..اصلا كيف نساها ..هي مختبأه في زاويه من دماغه
قام وفتح باب غرفه النوم ..كانت نايمه على ذراعها و حاضنه نفسها بطريقه غريبه ..
اقترب اكثر ..وقف و تأملها للحظه ..
لا يعلم اي نزاع ذاك بداخله ...يجاري لحظه مابين الهدوء والعاصفه ..
تنفس بعمق ..و مسك شماغه و اتكى على العمود ..وراقبها بصمت ..
راقب كل شيء صغيره و كبيره فيها ...حتى انفاسها المنتظمه ..
اشتدت قبضته ..و اختلجت انفاسه لهيب ..اشاركه احدا ما النظر إليه ..
هل تأمل فيها ولو للمحه فقط...
رمى بشماغه ..بطرفها و دخل الحمام ..
و انغمس في ذاك الهذيان ..
يشد من ازر نفسه للمواصله ..ليقطع اشواطا اضافيه
هو رجل ..كجبل لا تهزه العواصف ..تهدر فقط في مغاراته و تهدد بانهيارات صخريه
لكنه يبقى مثل ماهو..شامخ
و هو كذلك ...
اتعلمون ماذا قالوا عن الجنون ...ملاذ اصحاب العقول الراجحه ..!!


مطلق و ليلى ستبقى قصتهما معلقه ..ولا نعلم مالجديد الذي سيغير الموجه القادمه ؟
ريهام ...على اعتاب حياتك ماسيغيرها لاحقا ؟ فاستعدي
سلطان ..علامه استفهام ..وهل ذاك القرار سيغير حياته ؟

**********************

كبرياء الج ــرح 04-08-10 02:17 AM




البارت التاسع عشر :


في لا شيء تمر الاوقات سريعا ...والفراغ الممتلىء بالهراء يمشي الهوينا ..
يومها الثالث مر كمرور الكرام ..منذ ذلك اليوم وهو يتحاشاها وهي كذالك ..
المزيد من الاصطدامات تجلب التعاسه للطرفين ..مالجدوى ؟
صباحها اليوم باكر ..كعادتها لن تنسجم في ذاك الوضع الممل الذي خمنته في هذا المنزل .
عندها فضول في كل شيء ..التعرف على البيت بصفه عامه..عادات ساكنيه هذا وذاك و من هذا القبيل ؟
لبست فستان ازرق ..لاول مره حدوده تصل لمنتصف الساق ..اقتربت من المرايه وابتسمت
تذكرت نصايح نجمه لها ..ياحبي لك يانجمه ..والله مشتاقه لك
وقفت شوي عن اللي تسويه ورجعت تكمل..لمسات خفيفه..كلوس زهري و مجرد كحل ..بشرتها البيضاء الصافيه
ليست بحاجه لاي زياده ..مااجمل البساطه ..
رفعت شعرها بحيث تلف بعضه و تتناثر بقاياه على ظهرها ..و فرقت غرتها لنصفين ..ابتسمت لنفسها ..و رجعت تنهدت
وعيونها تحاكي فكره "حاولي مجددا ..لاتنطلي خدعتك علي ..اترسمين السعاده بقلم فارغ..هراء "
خرجت من غرفه النوم ..وطلت في الغرفه الثانيه بهدوء ..لقد اتخذ منها غرفه خاصه له ..
وقفت لحظه تفكر ..ليش تحس بأنها فارغه وان وجودها عبث لاطائل منه ..
خرجت بسرعه تهرب من افكارها ..البيت هادئ جدا ..الفرق واضح بين القريه وبين هنا ..
في هالوقت ريحه القهوه و خبز الذره يعبق في الاجواء..دخلت المطبخ ..ابتسمت للخادمه التي ابدت استغرابها
ليلى :صباح الخير..وين خالتي ؟
الخادمه : صباح الخير مدام ..ماما في يجلس برى ..في بيت الشعر
هزت راسها بإبتسامه ..و جات تخرج لكنها رجعت تسأل بود :انتي ايش اسمك ؟
ابتسمت لها تلك ببشاشه وقالت :خديجه ..
ليلى :عاشت الاسامي ياخديجه..وخرجت ..من الباب الخلفي ..كانت الحديقه غايه في الجمال
صعبه احد يزرع في الاجواء الحاره ..لكن بعض النباتات يناسبها الحر..كانت تمشي بمهل تتعرف على كل زاويه
ابتسمت لمن شافتها قاعده لحالها ..والله شكلها يحزن يا قلبي عليها ..ياناس امي تقعد مثلها ؟
وين البنات ؟ فرصه تضيع عليهم كل دقيقه يقضوها مع امهم ..بيندمون عليهم اكيد
اي احساس ذاك جعل قلبي يبكي قبل عيناي ..
انطوائيه عشوائيه لمن هم سر الحياة ..
لم الجحود ..هي لم تفعل ذلك في صغرهم..
دقائق تنسل هازئه من سخريتهم و عدم مبالاتهم ...
اقتربت منها و نزلت حذائها على طرف السجاد و هي تقابل ابتسامتها الكبيره ..
ليلى :صبحك الله بالخير يالغاليه .
ام مطلق بحب :صبحك الله بالنور والسرور..
دنت منها و طبعت قبله احترام على راسها وجلست جنبها ..
ام مطلق :وشفيك يابنتي ..صاحيه بدري ؟
ليلى بتلك الابتسامه الودوده:لا والله متأخره ..انا عاده من بعد الصلاه اقوم ..اصلي واجهز الفطور لاجدادي .
ام مطلق :ايه هذي حياه القريه ..ماكان فيه احسن منها ..لكن ويش تقولين اليوم تغيرت الدنيا ..
ليلى :افطرت ياخاله و الا اجهز لك الفطور..
مسكت يدها وقالت :ماعليه يابنتي توني افطرت ..وانتي عروس مايصير تسوين شيء .
عدلت جلستها وقالت :خليني اتعود ..من اليوم ورايح بصحى معك ..
ابتسمت ام مطلق وهي تمسح على شعر ليلى :بارك الله فيك يابنتي ..مابي اتعبك معي .
ليلى :تعبك راحه ..
وابتسمت بحب وقتها واسرت لقلبها بحب تحمله الاطيار لقلب تلك البعيده عنها
عبقه بعبير ورد وريحان و قطيفات كادي ..إليها .
..ماهي إلا لحظات و اهتز عرش قلبها ..بقدوم ذاك الذي رسمت مسامعها خطا واضحا لوقع خطواته الواثقه
اقتربت من مقعد ام مطلق ..و ترقبت بخجل ..طالعت فستانها و غمضت عيونها وفي داخلها نقم على افكار نجمه
دخل مطلق وعيناه قد ضاقت لتلك الحوريه الزرقاء ..تنفس بهدوء مدعي البرود وسلم ..
صوته الرخيم ..جعلها ترتعش ..ردت السلام و اكتفت بالتحديق في رسم السجاد..لم يكتفي بل جلس بجانبها
ام مطلق :صباحك خير وسرور انت ومرتك ..ماشاء الله عليكم صاحيين بدري .
ارتاح في جلسته ..و عيناه تبتعد عنها مجبره ..قال :صباح النور يالغاليه..كيف اصبحت اليوم ؟
حطت يدها على صدرها واليد الثانيه على ذراع ليلى :اليوم صباحي زين ..والله ما اكتملت فرحتي إلا بشوفتكم ..
ابتسم مطلق وامتدت يده لليلى ..واحتضن يدها البارده ..
وقال بنظره جمعت بين امه و مرت بسرعه على وجه تلك المذعوره
:يعطيك طوله العمر ..ويمدك بالصحه والعافيه ..
ام مطلق :اقول لخديجه تنزل لكم الفطور..
كانت تحاول ان تكون طبيعيه امام ناظري تلك المنتقده بحرص و ذلك المزيف بقناع السعاده و هي على شفير الانهيار
دغدغه مشاعر وانهزاميه جرأه في مثل هذه الامور ..
احتضن يدها المجمده بين دف ء يديه دون عناء استكانت هادئه ..
لا يعلم هو ايضا لما تذكر اول لقاء جمع بينهما وهو يسترق النظرات نحوها..يترصد كل حركه منها مثل قبل واكثر
انفاسها المتلاحقه ..و ارتعاش اصابعها ..و صدرها الذي يعمل كمضخه ..
وتلك الموجات الخجله التي تعلو حتى اذنيها ..ابتسم في داخله لما يحدث لها ..هوايه و فن راقي في التعذيب .

لعقت شفاتها لتهرب مما هي فيه ..وانسلت يدها بين يديه بسهوله وقالت وهي توقف بسرعه :
انا ياخاله اللي بجيب الفطور..ومشت بسرعه قبل تسمع ردها ..
راقبها ..بصمت ..افكاره تبحث عن ثغره لتفك العقد التي اجتمعت في داخل عقله ..ولعله يجد حلا ..بل وصل
حد السلوى ان يرتاح من هم جثم بكل ثقله على صدره .
كانت تسرع في خطواتها ..كالمذعوره شعرها تتمايل خصلاته السوداء على ظهرها ..و فستانها المفصل بعنايه على
ثنايا جسدها ..يرفرف بفعل الهواء ..
قالت الام بذكاء :يقولون اذا اعجبك شيء ..قول ماشاء الله تبارك الله .
ضحك مطلق بصوت عالي ..و هو يميل على والدته ويقبل يديها ..
يخفي ما برق في الاعين و سر الى النفس و لا علم لاحد به سواه .

*************************

نزل الدرج ..بعدما اعتصم حجرته لايام ..ظن ان فيها الحل..
ولكن هيهات في كل زاويه ..يلقى شبح او ذكرى ترجعه لنقطه البدايه ..
ابتسم وهو يشوف امه وابوه ..ماعدا رغد
اقترب على راس الطاوله وقال :صباح الخير والرضا ..شو شايف عصافير الحب لحالهم
ضحك ابوه وقال :صباح النور...
امه طالعته ولكن ماردت عليه ..
غمز لابوه و طالع امه ..فأكتفى ابوه بأنه رفع حواجبه وابتسم
اقترب من امه و قبل راسها وقال :وشفيها ست الحبايب ..زعلانه ؟
ام سلطان :ابعد عني ياولد ..لاتكلمني
سلطان :افاااا يالغاليه ..واهون عليك ؟
ام سلطان بزعل :مثل ماهنت عليك ..تهون علي يا ولد بطني
دفعته للخلف و لحقها :يمه لا تزعلين مني ..لكن والله ماكنت رايق لاحد
ابتسمت بغضب وقالت :حتى انت لا تزعل مني ..
ضحك سلطان وحضنها :يمه ..الله يخليك ..ماني طالع من البيت حتى ترضين عني .
ام سلطان:ارضى عنك ..
ضحك سلطان وقبل جبينها :فديتك يالغاليه ..
:لكن بشرط
سلطان بإبتسامه:اشرطي اللي تبينه ..انا من عندي اغلى منك .
قالت بحزم :شرطي انك تتزوج بنت خالك ريهام .

زادت الابتسامه وكأنه سمع نكته ..و نقل بصره بين امه وابوه ..
الوجوه جاده ..نطقها اللسان و صدقتها الاعين ..يريد ان يصنع هوابتسامه بالاجبار
و يسمع اصداء ضحكه من دعابه ..لاحقا وبينه وبين نفسه سيقول انها سخيفه ..ولكنه سيضحك .
لكن الملامح التي امامه لا تخفى عليه..جديه رجل و عزم امراءه هي امه نذرت هذا بذاك ..وهو مابين تلاطم
الافكار ..ان يرمي بكل هذا عرض الحائط ويمضي ..ام يقف بصرامه ويقضي امره وينتهي .
ام يهز الرأس فلاشيء لديه يخسره .

**************************

كل حركه محسوبه ..راقبت كل شيء بإتقان و اهتمام ..
خرجت بسرعه ..و هي شايله الصينيه ..كان ماخذ مكانها و يتكلم مع امه
جلست و مدت له كوب الشاي ..اخذ منها بدون مايطالعها
ام مطلق :اسمعي يا ليلى ..قلت لمطلق تسافروا في ديره من هالديار تتونسوا فيها .
رفعت ليلى نظرها له ..لكن كان شارد وكأنه ماعليه ..
قالت :اللي يشوفه مطلق ياخاله ..
ابتسم مطلق وقطع صمته وقال :انا اقول مالها داعي ..نروح للمزرعه كم يوم
طالع ليلى وكمل :انا عندي مشاغل و مااقدر اترك اهلي ..
رساله مبطنه ان افهميها ..
كانت نظراته كلها تحدي ..في باطنها يأس تعلم ان كل الطرق مسدوده معه ..
يحاول ان يدثرها بالخيبات ..بغيه رجل ان يطمس كيان امرأه ..
فتحت يدها تنفث صبرا..تراقب تلك النقوش التي صنعتها يد حرفيه بحناء فاخر ..
و ترك هو كل شيء و حدق فيها ..
قامت ام مطلق بحجه انها بترتاح ..الصمت بينهم قاتل ..و الحذر يعتلي كل من القلبين
مالها داعي تقعد جالسه ..جات بتقوم مسك يدها بسرعه وجلسها بالغصب وعيونه
مازالت في شرودها التام ..
قالت برجاء: ارجوك اترك يدي ...طالعت حولها خايفه يشوف احد التنافر اللي بينهم .
رد عليها بهدوء متسفز :واذا ماتركتها ؟شو بتسوين يعني ؟...و طالعها مباشره
ركزت نظرها فيه ..اطالت التفكير في الاجابه..لم تلقى وقت لذلك ؟ وكأنها لاول مره تراه
تلك الحده التي تمركزت داخل حجريه الاسودين ..
صحيح لم يكن يرتدي شماغ..شعره بخصل طويله بعض الشيء
تتطاير بخفه ..و ملامح وجهه قاسيه ..لا تستغرب ذلك فأقواله تثبتها دائما افعاله ..
لكنه وسيم مثلما يقال ..او مزيون مثلما تقول نجمه ..
احتار في نظراتها ..غير طبيعيه ..
وهي التي تغض الطرف ويشتعل وجهها خجلا عند كل لمحه .
حرك اصبعه على راحه يدها ..فخرجت من صمتها وقالت :مطلق ...خليني اروح .
ابتسم لنطقها اسمه و قال :بخليك تروحين ..؟ تأملها لبعض الوقت و تركها وعيونه تراقب بعثره هواء بورقه تتراقص
على ارض جافه ..كمل :تبدعين في دور الزوجه ؟ ماادري اهني نفسي او اهنيك ؟

تحاول جزافا معه ..مازالت تلك القسوه تحفر داخل قلبه و لا تبالي بها
الى متى ؟لم يمضي لها لذاك الوقت في النعيم المرغدا كما يزعمون
بل في جويفاء الشوك ترتجي الحياة ..
لن تبقى مكتوفه الايدي بعد الان..
فإذا كانت ستخسر فالتخسر بكرامه
سحبت يدها بعنف وقالت بصوت مهزوز :انا صادقه مع نفسي ومع الاخرين ..واذا كان هذا اعتقادك فيني
فهذي مشكلتك .
وقفت و وقف معها وقال بثقه بعد نفاذ صبر ..
وهو يقترب منها :طيب قولي لي ولد خالك يومها ويش كان يسوي في بيتكم ؟

سؤال ..طرق في دماغه كالمطرقه في محكمه حاسمه الحكم ..
لابد ان يقضيه ..
منذ ذلك اليوم وهو يرتجي التأجيل ..
لكن الان ..قد اصبح كل شيء في متناول يده وافكاره

سيدع كل شيء في مكانه ولن ينبش الماضي ..اهذا ما جال في خاطره ولم يسمع كلام عقله لاول مره
لما يشرك ذاك بذكراه بينهم ..لم يجدد عهده في حياتها ..

طالعته بجديه بتتأكد من سؤاله من قوه نظراته ..
حجر في بركه راكده ..خاض في اللا معقول
ترك صداه في عينيها ..ذلك العمق اصبح كالمحيط
ضائعه فيه ..
ما الفائده من المعرفه ..
فسبب يتبعه سبب ..و البقيه متواصله
لن اسردها عليك توالياً
دعنا نمضي لما نحن فيه
ولا تعيدنا الى بدايه الطريق..
فسيكلفنا العوده للبدايه ..مشاق و مهالك ..
لا يحق لك ان تطأ قدميك في محظوراتي ..
فهذا شيئا من الصعب علي قوله لك ..
ليس ما يجعل الانثى في عين الرجل بلهاء ..في نظرك انت وامثالك
لن يقدر ما يحدث في قلب حواء من مشاعر
فأمثاله لا يغوصون إلا في عالم العمل ..
عالم يركنون فيه العاطفه ..و لا يلجأون لها.
و لا يقدرون تلك الاحاسيس الوجلة التي تنبض بها قلوب العاشقين ..
لست عاشقه اثملها الحب و جنون المحبين ..
لكني اشعر و اتوجس رغبه في معرفه تلك الوجلات الثقالى بالمشاعر الدافئه
ارخت نظرها ومااعطته اي اجابه ...
شد قبضه يده وقال :ما يهمني اعرف ...
و صارع تلك الرغبه في هزها بعنف ليعرف السبب الخفي ..
قاوم تلك الهاله الحزينه التي احاطتها ..وكأنه اصاب يده في موقع جرحها
جرحت كبرياءه ولن يعترف ابدا ..
سيدع كل شيء في مكانه ولن يكون من الماضي ..
سوف يصنع الحاضر هو وارادته الحرة ..
طالعته و نقائض جميع الرجال ..تتجمع في رجل واحد ..
ادهشها تلك القوه النافذه المطله من عينيه ..و خافت منها حقيقه
قالت لتطفأ نيران قد اشتعلت بينهما :لو ما يهمك ما سألتني ...و وجهت له نظره رجاء بأن ينهي عذابها .
كلمات ..اعتقدت بها انها اطفأت بها اللهيب المشتعل
لكنها كانت مخطأه..فهي كمن تصب الزيت على النار..زادته اشتعالا .
وقف وقال بصوته العميق الواثق ..: ما في احد يهمني لشخصه ..لكني ما احب اكون مخدوع .
ليلى بذهول ..و تجمد غريب سيطر على انفعالاتها ..
يريد ان يكون دائما منتصرا و لو على حساب تعاسه الاخرين ..فلا يهم

انا الهم و الاهات و تمثال الاحزان ,,, و انت الرفيق الي ما تهمه احزاني

*********************

سلك شائك في الطريق ..اما الاستداره او القفز او لا اعلم ..
سؤال خطير كصاحبه ..يرمي قنبلته لتنتثر الاشلاء من حوله
مخلفه الدمار لا غيره ..
زوج على الورق ..مهلك لكل ذره عقلانيه
لاتهمه الحقائق ..لن اعترف بك سوى برجل غريب
دخل حياتي و غير مجرياتها ..وجلب لي التعاسه لا غير .
مازالت عينيها هي تبحث عن مكان ..لتركز فقط و لتستقر على فكره واحده .
وهو يعتقد نفسه احمق ..لطرحه مثل هذا السؤال ..لما يريدها ان تظنه شيئا مهما لكونه في واقعه مهماً
شخصيه فريده ..ليس اكثر من رجل عادي ....
كلماته نطقها بصوت هادئ يخفي غضبه خلفه و هو يعتبر نفسه ليس اكثر من زوج مخدوع .
شهقت كأنها لاول مره تسمعه كلامه غايه في السخف ..ليست غريبه عليه ..امتلأت عينيها بدموع خذلان و تركته
مشت كم خطوه و بعدها رجعت له لن ترضخ له ..وقالت بألم :انا قلت لك خليني اروح ..مادام ماانت واثق فيني
خليني اروح يازوجي المخدوع .
وتركته لتزيد ناره حطب من شجره غضى لا تهدأ اشتعالها و قد توقد فيها لهيب صاري يحرق كل شيء
امامه ..شد على اسنانه ..ويكاد يحطمها ..
هذا مايستحقه ..لن يبقى طويلا
لحقها بسرعه ..طعنته في غفله من امره
قالت اتركها ..حمقاء ..لا تعلم اني لو اقاتل من اجل لاشيء فهي من ستكون لي ..
قبل ان توصد بابها ..فتحه بدفعه واحده
وقفت في منتصف الغرفه وعينيها تراقب ذاك الغضب في عينيه ..كم تخافه ؟ وكم تكرهه هذه اللحظه ؟
عروقه انتفخت بدماء ساخنه ..يغذيها قلب نابض يضخ بشراهه مفرطه ..
في كل كلمه قالتها انذار له ولرجولته..
اقترب منها و كل خطوه يخطوها للامام تبتعد بها هي الى الخلف ..
قال بغضب :عيدي كلامك ..اخليك تروحين ..لو بترك بسهوله ماكنت تزوجتك ..
اخر المطاف جدار ودت لو تخترقه تلك اللحظه ..
و تفر هاربه ليس منه وحسب بل من ذاك البؤس الذي ركن في زواياها و طاب له المقام ..

صرخ بقوه كادت ان تخرق مسامعها و مسكها من ذراعيها وهزها بعنف :اذا كان عندك نوايا ثانيه قوليها لي ؟
غمضت عيونها بحزن ..و للحظه شعرت بحاجه عظيمه لوالديها ..حاجه ملحه ان تتبع اي احد منهم
اما غربه دنيا او مصير اخره ..
انسلت دموع تخون قدرتها على المواصله ..و خاضت كل مكنوناتها ببعثره همجيه لا معنى لها .
قالت بصوت اشبه بهمس :تعبت يا مطلق ..ماعندي طاقه اتحمل اكثر.
ورفعت راسها له ...تسجدي ان يعطف لحالها ..
رقرقه على سطح النقاء..مفردات تعني الكثير ..
فسبحان الله الذي خلق السموات في سته ايام ..
جعل قدرته في اغماض غضبه بنفحه هواء ..بثها الله في قلبه و رحم بها مستضعفه خانتها القوى .
ارتخت عضلاته ..و هدأت ثوران اعصابه ..لا يعلم لماذا ؟
هي اقرب إليه من انفاسه كيف هذا و هو يبادلها انفاسها ..
قريبه لدرجه يشعر بأن نعومه جسدها احالته الى حرير
توقفت بينه و بين رغبه جامحه في ان يجرب كيف هي الانثى في احضانه ..
تمرد رجل اطل من داخله لايهوى ان يكون ساذجا ..
سيره كبرياء لن يخضع لها ..
تركها بسرعه ..اخذ شماغه و جواله و خرج بسرعه .
ذاك العصي ..خانته قواه على اعتابها ..بدمعه و همسه شعر بها ..
لم يكن ذلك الرجل الذي يسطو على ضعف انثى ..
وليس من يهوون ان يرسمون طريقهم على اعتاب امراءه ضعيفه
هو رجل ..يشاركه رجال يعشقون في الانثى كل شيء ..وهو لا يعلم على اي منهم سيكون ..



*************************

تنفس بهدوء وعمق وهو يجلس على كرسيه ..
لا بد ان يهدأ ..و يعرف ما هوالقادم

دخل طلال بإبتسامه وقال :تحتاج شيء استاذ ؟
مطلق بهدوء :مثل العاده ..
وقبل يخرج ..سأل : في احد سأل عني ؟
طلال :طبعا ..لكن اعطيتهم مواعيد مؤجله ..بحكم انك عريس .
ابتسم مطلق و عنده رغبه يطبق الخناق على طلال ..الذي منعه من متعه الانغماس في العمل
سأل من جديد بإبتسامه : كيف الاهل يا طلال ؟
ابتسم طلال بإمتنان :الحمد لله بخير ..
هز رأسه و عيونه تطالع نافذته الكبيره : اوكي يا طلال ..تقدر تروح .
قام ووقف يتأمل الخارج ويديه خلف ظهره ..
سمع صوت الباب قال بتفكير :شكرا يا طلال حط القهوه على المكتب .
بصوت محبب إليه :صراحه ماصدقت انك موجود ..لدرجه اني كلمت طلال وحلفته ..
استدار نصف استداره وابتسم : كيف حالك ياناصر ؟
صافحه بقوه ..وناصر مبهور من صاحبه
ناصر مابين الغضب والهدوء :اعطني سبب واحد لتواجدك في الشركه
رجع يتأمل وقال :اول سبب انها شركتي ...طالع ناصر بإبتسامه وكمل :اظنه سبب يكفي .
وقف جنبه و تلامست الاكتاف مع الفرق الواضح قال : كيف الزواج ؟
مطلق لا رد وكأنه يبحث عن اجابه عميقه ليرد بها لكن ..لاشيء
هز ناصر رأسه وكأنه فهم الاجابه .
التفت لصاحبه وسأله :لا يكون تاخذ و تعطي مع نفسك في موضوع مفروغ منه ..
مطلق بهدوء : ماادري .. ووصل الجواب نموذجيا صرفا ً
ناصر :كيف ماتدري ..مطلق انت فاهم ..فهمني ..انا الي طبيب نفسي عجزت افهم عقلك البشري هذا من ايش متكون؟
اكتفى مطلق بالابتسامه وكمل ناصر بعصبيه : تعرف ودي اضربك ضرب اطلع فيه حرتي وحره ليلى ..
بمجرد نطق اسمها ...اشتعلت عينيه ..في وجه صاحبه
حظر و ممنوع الاقتراب ..ليس لأي احد ان ينطق اسمها ..بسهوله
قال بصوت حذر و طالع ناحيه الباب :لا تنطق اسمها ..يكفي تقول زوجتك
وقف ناصر قباله مع ابتسامه استفزازيه وقال : واذا نطقتها بتضربني ..مثل ماضربت ولد خالتها
احتدت نظراته ..و انعقدت حواجبه بما يشبه قوسين ..يخرج نفسا طويلا في ماراثون مع نفسه
كمل ناصر لما شعر بموقع الاصابه : يعني بتقول اكيد اني اعرفها ..و شفتها و من هذا القبيل ..مو بعيده لو شفتني خارج من
مجلسك و هي دخلت بعدي..بتقول ...اطلق شهقه صغيره لكماله الدور و حط يده على فمه .
ابتسم وسأل بذكاء :بتقول عني ايه يا مطلق ؟
خرج مطلق من صمته وقال محاول ان مايكون غاضب :انا ما اتصلت فيك ..علشان جلسه معالجه ..
ضحك ناصر وقال :طيب ..ليش اتصلت فيني ؟ ايه صح ..كمل جملته وهو متوجه للباب ..:علشان تعزمني على العشاء
ابشر طالع عمرك ..انا عندك من بعد الصلاه..
مطلق :مصدق نفسك انت ووجهك ..اقول لا اشوفك
فتح الباب وقال :مالك دخل ..انا جاي عند امي ...ايه صح بقولك شيء احتمى بالباب وقال بإبتسامه : ارسل تمنياتي
لاختي ليلى بزواج سعيد ..و هادئ وعقلاني ..رغم اني اشك فيك صراحه ..
ماكمل كلامه إلا بالباب يتقفل بسرعه وضحكه ناصر المسموعه ..في الخارج .
و مطلق ..مابين ابتسامه و تكشيره ..
ما صلب في ذاكرته ..لن ينساه
و قولها بأن يتركها لتذهب..مستحيل بل من سابع المستحيلات لديه
لايهم ..اتعيش سعيده ام لا ..فهي تحت كنفي ..
مال على مكتبه ومسك قلمه ..ما بالك يامطلق ؟
اي رياح تعصف بك و لا تعلم اين تروح غدا ؟
لم تكن بتلك القسوه من قبل ..وعليها بالذات اصبح كل شيء ممكنا ..
تعاند رغباتك و تضيع في غمره افكارك ..التي اصبحت تضج في عقلك ..
لست انت من كنت ؟ ولست انت من ستكون الان ؟
فتح يده و تلمسها بالاخرى ..و يطمس مشاعر بتجاهله المعتاد
تنهد بتعب من كثره التفكير ..
اخرجته رنه رساله قادمه فتحها و زاد تعبه ..إلى متى ؟؟؟
اشتدت قبضه يده على جواله ..حمقاء تظن الدنيا قصه قبل النوم ..
ارسل رساله بسرعه وبعدها رمى الجوال على سطح مكتبه ..و هو يفكر .

*************************

دخل سلطان حجرته بعد يوم عمل شاق باالنسبه ..يحاول فيه ان ينسى هذه و يتناسى تلك ..
رمى شماغه على سريره و لحقه بجسده المنهك .
دخلت رغد بإبتسامه ووقالت :السلام عليكم ..
ابتسم سلطان و هو يعدل جلسته ..حس بـتأنيب الضمير لانه اهمل اخته الوحيده لكن ما كان شيء بإرادته
سلطان :وعليكم السلام ..اهلين رغوده
ربت على المكان جنبه ..جلست وقالت :هلا فيك يا ابو السلاطين ..اخبارك ؟
سلطان :تمام ..انتي كيفك ؟ ترى الاجازه قربت تنتهي ..يعني شهر بالكثير و باي باي نوم
تأففت وردت عليه :يا شينك ..يا خوي اذا سويت فيها مجتهد
ضحك سلطان من قلبه وقال :شفتي كيف النذاله عاد
ابتسمت رغد وهي تطالعه ..
رد لها الابتسامه وقال بإستغراب :فيه نكته في وجهي ..علشان تبتسمين ؟
رغد :لا ..لكن حسيت اني اشتقت لك كثير
احتضنها بحنان اخوي ..
و مسح شعرها وقال :اعرف والله اني مقصر معكم ..اعذروني
رغد : الله يخليك ياخوي ..كل اللي نبيه هو سعادتك
طالعها سلطان ..:السعاده ..صعبه يا رغد ..قولي رضا وراحه بال
رغد : حتى هذي فيها سعاده ..ممكن ما تحصل على كل شيء تتمناه ..لكن في رضا لما تحصل على شيء بسيط
حرك شعره ..وقال :الحمد لله على كل حال ..
ترددت رغد في سؤالها و لاحظ عليها ..
ابتسم وكأنه فهم عليها وقال :امي قالت لك عن قرارها ..
هزت رأسها بإيجاب واكتفت بالصمت ..
كمل : احس اني عند مفترق طرق ..اما هذا او ذاك ..لكن رضا امي مافيه مساومه
ابتسمت رغد وقالت بحماسه :والله ريهام مافي مثلها ...
سلطان : انا ماقلت ان فيها شيء ..لكن ..>>اشار لقلبه واتبع ..:لكن هذا اللي فيه كل شيء
رغد بصمت و عينيه تنطق اكثر مما يبوح به ..
ظل لحظه ساكت وبعدها وقف عند نافذه غرفته و عقد ذراعيه على صدره و زفر بتعب طويـــــــل
وقفت جنبه وقالت :لازم تنسى يا سلطان ..الحياة تستمر ..اعطي نفسك فرصه ياسلطان علشان تنسى ..
وانا اقولك من هالوقت ..ريهام تناسبك ..
ابتسمت وكملت :اصلا احسها بعض الاحيان تميل لك ..
ضحك سلطان بصوت عالي وقال : ياحبكم يالبنات للتأليف والمبالغه ..
حمر وجهها و قالت :يا سلام ..يعني انا كذابه
سلطان :حاشاك يابنت حسان من الكذب ..لكن من عندك البهارات .
رغد : سلطان ..اتكلم معك بجديه
سلطان :خلاص ..انا قلت لامي تعطيني فرصه افكر ..لما ارسي على بر اجي عندك واقولك عن قراري
رغد :ياحبيبي ..الله يسعدك دنيا واخره..لكن ارجع واقولك ريهام مافي مثلها ابدا ..
مسكها سلطان و سحبها ناحيه الباب وقال :طيري ياماما ..يكفيني وحده .
ضحكت رغد وقالت : مقبوله يا سلطان ..اشوفك بعدين ..
قفلت الباب وراها ..وسلطان زفر كم هائل من الطاقه حسها تخنقه
ادعاء شيء و اخفاء شيء ..انجاز هائل ..
ضاقت عليه تلك الجدران التي تخفي كم لا يطاق من مشاعره الهالكه ..
مسك جواله ..ودق على زياد ..وخرج بسرعه قبل يختنق بهمومه ..


***************************

مرت السويعات تواليا ..و الوعي اصبح منسيا ..مازالت وحيده
ذاك خرج غير عابئا بها..فليذهب ..اشعر اني لا اطيق تواجده
جمع كل ما اريده او لااريده في نفسي..
اريد الهروب منه ؟ جمع مابين القوه والضعف في حياتي
جعل مني حواء متقلبه ..
تلمست اثار لمساته على ذراعه ..و انتفضت
حتى لمجرد الذكرى .. فصورته المرعبه حاضره ..
تنهدت بضجر ..اتصلت على اخوها حاولت بكل الطرق انها تكون طبيعيه
وعدها انه بيزورها الليله ..فرحت او صنعت فرحه في غمره السكون الذي تسكنه
فتحت باب حجرته ..و اتكأت على الباب تراقب بعثر الكنبه و الاوراق من حولها ..
رتبت الاوراق و طوت اللحاف ..و وقفت قدام النافذه الكبيره ..ترسم دوائر بسبابتها
هي مثلها تدور حول نفسها ..
اتصلت على نجمه لكن ماردت ..
لمن تشكي ضعفها ؟ وهوان امرها ؟هو لا غيره ولا احد سواه
الله جل في علاه..رفعت بصرها وقالت بهمس صادق :يارب ياكريم هونها علي ..
دخلت الحمام توضت وغيرت ملابسها و صلت بخشوع ..
مجرد انتهائها طالعت ساعه الحائط ..خرج من ثلاث ساعات و بعده ماجاء
لماذا تلك الوجلات الخفاف ؟ بطرقاتها المزعجه تشعرك بأن عليك ان تنبتهي لوجوده
اهو حصار يفرضه هو ..بدون وعي منك تحرصين على الانتباه لتواجده ..دوما .
طرقات على باب جناحها..فتحت الباب ..وابتسمت
خديجه :مدام ..ماما كبير يبغى انتي ..
ليلى :طيب ..انا رايحه لها ...وقبل تروح سألتها:خديجه ..البنات صحيوا ؟
خديجه :لا مدام ..مافي يصحى هالوقت ..
ليلى :شكرا خديجه ..تقدري تروحي.
اعوذ بالله كل هذا نوم ..لا صلاه ولاهم يحزنون ..
قفلت الباب و مشت ناحيه غرفه ام مطلق ..
طرقت الباب وطلت براسها بإبتسامتها المعهوده ..: السلام عليكم
ام مطلق على سجاده الصلاه :وعليكم السلام ..هلايمه اقبلي عندي .
اقتربت ليلى وجلست جنبها :تقبل الله
ام مطلق : منا و منكم صالح الاعمال ان شاء الله ...سكتت و قالت بإستنكار :خديجه تقول ان مطلق خرج .
بلعت غصتها و قالت بإبتسامه :ايه هو قال لي ..بيشوف له كم شغله وجاي ان شاء الله .
ام مطلق بزعل :هالولد متى يريح قلبي ..؟ ما يقدر يصبر عن الشركه..
ليلى :ماصار الا الخير ياخاله ..انا ما زعلت ..اكيد شيء ضروري
ام مطلق :الله يكملك بعقلك يابنتي ..ويهنيك ان شاء الله .

دنت ليلى من يدها وقبلتها بحب كبير و كأنها تقبل يد تلك الغائبه ..لعل ما تخفيه في صدرها من حب لها
ضاق ذرعا بإلاحتباس ..فأطلقت حبها لتلك الماثله امامها ..
ابتسمت ام مطلق و مسحت على شعرها ..
انفتح الباب بدون مقدمات ..واطل بوجهه ..اقترب منهم بطيف ابتسامه ..بعدما رأى احتضانهما لبعض
قال :السلام عليكم ورحمه الله
ردت ام مطلق السلام بينما اكتفت تلك بتحريك شفتيها ..
جلس على طرف السرير وقال :لا يكون قطعت حديث خاص بينكم ؟
ام مطلق بنظره لليلى اللي ما قدرت ترفع راسها وتواجهه بعد اللي صار ..
قالت : كنت اقول لليلى ..ان مطلق متزوج قبلك واحده ثانيه ؟
ليلى رفعت راسها بسرعه لمطلق ..
احتار مطلق في كلام امه الوضح و الكلام اللي نطقته عينيها الفاضحه ..
مطلق :خير يا ام مطلق ؟ تبين تولعينها بيني وبين زوجتي .
ام مطلق :اجل تروح وتترك زوجتك لحالها وانتم ماكملتم حتى اسبوع ..
ضحك مطلق وقال ويده تطول شعر التي غابت في زخرفات وهميه صنعتها في سجاده صلاه ..
مطلق :والله يمه كنت مع ناصر ..مريت الشركه شوي اشوف امورها .
تنهدت ليلى بصوت مسموع ..لفتت انتباه كل منهما نحوها .
ام مطلق :ماعليه يمه لكن مره..ماكملت كلامها ..إلا وليلى توقف و تقول :عن اذنك ياخاله بروح اصحي البنات
للصلاه ..واشوف الغداء .
وبدون رد انصرفت ..او بالاصح هربت ..
اسرعت في خطواتها و دخلت جناحها ..وهي تتنفس بقوه ..حشرجه تسد منافذ الاكسجين
دورت على البخاخ ..و طلعته ..استعملته و جلست على كرسي التسريحه ..
راقبت يدها وارتجافها الواضح ..ضمتها .
وفي داخلها تهمس ..تخاف ان يسمعها احد
ما بالك يا ليلى ؟
لا تتوقفي عندما ترينه ..بل واصلي حتى يشقى منك و يودعك للحريه او للسلام
ام عساه حربك الدؤؤبه ..
إلى ما تحتاجين ؟ لكي لا تنقطع انفاسك عن المواصله
ما تحتاجين لتكوني صلبه ..مثله

هٌزت دواخلها بسؤاله المباغت : انتي بخير ؟
استدارت له و طاح البخاخ من يدها ..فتحت فمها بترد ..لكن هزت رأسها بالإيجاب .
والتقطت البخاخ و حطته في الدرج .
كان مستند على الباب ..يراقب بصمت
تحركت من مكانها بغيه الخروج ..
تمعن في البلوزه البيضاء التي تضيق على الصدربشريط ازرق وتتسع بعدها و بنطلون ازرق حرير ..
ألا يمل من مراقبتها ..ألا يفوته شيء منها
التفاصيل الممله مهمه لديه ..اصبح هو معها هكذا
كانت بتخرج من جنبه ..لكن مد يده يمنعها من الخروج
رفعت نظرات مستفهمه ..قال و نظراته بنفس الجمود :أنا ماقلت لك لا تدخلين امي في مشاكلنا ؟
ليلى بنرفزه :انا ما كلمتها ..هي اللي كانت تشتكي .
هذا مايريده ..ان يسمع صوتها
جدال يعلم انه لا رخاء منه .
بغيه منه ان يزعجها و يرى انفعالاتها ..
وكأنه لم يكتفي تعكيره الصباح ..ليزيدها عليها .
رفع حاجبه وقال بسخريه :تشتكي مني ؟ وانتي زودتيها من عندك ؟
ليلى :اقولك انا ماجبت طاريك ..
وخزه شعربها في قلبها ولو يموت لن يعترف بها ..
حست انه غاضب من شيء هي لم تفهمه ..
مطلق : وليش لها الدرجه كارهه تجيبي سيرتي ؟
تأففت بقهر وعقدت ذراعها وقالت : يا اخي الله يخليك ..انا ماعاد فيني حيل ..كفايه
قلت لي ما اتكلم لا حد ..و من دون ما تقولي ..يعني القصه فيها شيء يسر علشان احكيه .

انفعالاتها مضحكه ..تحركات يدها ..و اغتضان وجنتيها ..
و حاجبيها التي تعلو و تنخفض مع كلماتها ..
لما اللوم ..اتريدين ماتسريدينه..انتي السبب فتحملي .

لما لاحظت صمته..مرت بجنبه لكنها فجأه صارت في احضانه ..
حاولت تتخلص منه ..كان يلمها بذراع واحده ..
تسارعت انفاسها ..بل اختنقت بعطره
لكن ما تفعل ..اتدفعه ام تصرخ ام ماذا تفعل ؟
رجل ..و هي في احضانه ..لا خيار لديها
لاول مره في احضان غريب
ليس اخاها او جدها ..بل رجل غريب
رجل غريب ..يا حمقاء هو زوجك هذا ..

لم يصل طولها إلا لأدنى من كتفيه فغاصت فيها ..تحاول عبثا كل الذي عرفته
حجم عضلات صدره و ذراعيه ..و قوته الهائله في تحطيم اي شخص اذا نوى في تحطيمه
يديها مستسلمه ..بعدما خاضت في التحرر تجربه فاشله وانتظرت .

همس في اذنها : ثاني مره لا تقولين لي اخوي ..ماهو معنى اني ما لمستك اصير اخوك .
ابتسم ينتظر موجات الاحمرار حتى تدنو من اذنيها ..و طاب له المكوث يتنفس عبير قد فاح من شعرها
وتركها ..ولم يطل في وجهها ..وكأنه غير راغب في رؤيه نفسه هو في وجهها ..
صد بطريقه سريعه ولم يسمع بعدها إلا خبطه الباب ..
طريقه توضح بأنه يشد قيود موثقه في املاكه الخاصه

استندت على الجدار خلفها ..و حطت يدها على صدرها تحاول انها تهدي نفسها
تلمست اذنها حراره قد سرت منها هي ..
ما زلت تشعر بأنفاسه ..ضغطت على اذنها وكأنها تحاول ان تطمس فحيح همساته
و تخرجها من الجزء السمعي ولو استطاعت لمحتها دون رجعه ..
والتفت يديها حول جسدها ..تداري ألما و حاجه للامان .

و ذاك ..سيد زمانه ..ملأ الغرور نفسه متجاهلا وخزات تعبث بقلبه .
لاول مره يشعر بأن فراغه قد امتلأ..
وانه هدد حياتها بوجوده ..رغم عنها .
لن تسرح بعيدا عنه ..
او تتخطاه بسهوله..
فهو اكبر تهديد لها ..
ابتسم ..بلذه و اعتد بنفسه اكثر و قد امتلك انثى لا يضاهيها انثى .

***********************

اثنان إلتقيا ..و كل منهما معزول عن الاخر بهمه ..يعزف على لحن احزانه بترانيمه الخاصه
زياد ..في حرات الاسى و الالم ..اخته اذاقته طعم الحنضل بدون مقدمات
بعد ان كان غارقاً في الشهد..
والاخر على اعتاب قصه جديده غير مقتنع بها ..و توه اغلق قصه كان هو بطلها
و مازال متقمصاً ..

تنهد سلطان و اتبعه زياد بتنهيده طويله ..
طالعوا بعض بطرف اعينهم و بعدها ضحكوا بصوت عالي ...
زياد :والله حالتنا حاله ..
سلطان :انا وحالتي معروفه ..وانت ايش عندك ؟
رفع اكتافه مع ابتسامه سخريه :لو قلت لك ماادري ويش بلاني ؟ احس اني انسان مليان هموم
ضحك سلطان وقال و هو يشير بالابهام في وجهه : حلوه انسان مليان هموم ..يالله قول اللي عندك
زياد بإبتسامه ترثي حاله و حال صاحبه ..ضائعين في نفس الدوامه
زياد :مافيني شيء ..طيب انت ويش فيك
سلطان : خليني ساكت احسن ..
زياد :بالله قول خليني اضحك ..
سلطان بنظره استغراب :سلامات ..بقول لك نكته انا
زياد بإبتسامه :لا ..لكن ودي اضحك من شيء حقيقه يصير لنا ..
هز راسه و هو يطالع زياد :لا شكلك خالص ..كان الله في عونك
زياد :كان الله في عوننا جميع ..قول بسمعك ..
سلطان بنظره بعيده ما بينه وبين الشتات ..فاصله سيواصل من خلفها رحله الشقاء
سيعلقون فيه ما لا قدره عليه ..
لا يريد انثى بديله لها ..ليس الان على الاقل
فليتركوه يشفى من تلك ..و يكمل حياته

***
و ذاك معه بخفاء ظاهر ..للتو انغرست في ظهره خديعه نكراء
نهش متواصل للذنب وندم يسري كالمرض هالكاً لكل من حوله.
اعادته الايام لما مضى ..ان يدرك ان ذاك الحب كان متلوناً
كان يشبع نفسه بأماني حوريه رأها يوما ..خبأها معه في جيوب الذاكره وليته مافعل ؟
الحقيقه مضت متمهله من امام ناظريه ..و قدم اضحيه في سبيل الحفاظ على جوهره قلبه
ولو يعلم انه فعل العكس ..ضحى بمن احبها و حافظ على وهماً..
قال سلطان بشرود :امي تفكر تخطب لي اختك ريهام ..
زياد وكأن صرع داخل ناقوس لترسل له الصدمه موجات عدم تصديق
جمد مكانه وبهت لونه ...
كمل سلطان وهويلتفت لصاحبه :ما اشوفك ضحكت.

وكيف اضحك وهي من غرست بذره تعاستنا و سقتها ببرودها
كيف تريدني ان اكون و خنجرها مازال مغروسا في قلبي
و دماءي ما زالت تنضح ولم تجف بعد ..
اختي يا ..صاحبي سر حزني
سر سكوتي ..لقد عشقت السكون من بعد فعلتها ..
هي من هوت بحلمي للارض تراباً..
بدلت امنياتي إلى شكوكاً و محاذير و خوف ..
اختي يا صاحبي
سبب تعاستي ..

**************************

اكان يومها طويل ..ام اعتقدت انه طويل ..لم تفعل شيء
كل الذي فعلته انها قضت نفسها في حوار محتد مع مشاعرها
مابين شد و ارتخاء ..
تحاول تهدئه الوضع وبناء اساسات جديده في حياتها ..
نزلت المطبخ ..بما ان اخواتها بيزورنها ..بستوي لهم الصواني اللي يحبوها
ابتسمت لما تذكرت سلوى ..الله يذكرك بالخير ياسلوى
تعرفين للتو اي مطبخ ادخله ..بذكرك فيه على طول ..
خديجه :مدام ..مافي مشكله ..انتي قول شنو اسوي
ليلى :شكرا خديجه ..يكفي انك تساعديني ..انا احب اشتغل
دخلت سمر بوجهها المنفخ من كثر النوم ..جلست على الطاوله بهدوء
ليلى :بسم الله ..الناس يدخلون يسلمون ..مو كذا كأنهم اشباح .
سمر بكسل :مالي حيل ..احس لساني ثقيل .
ليلى : اكيد بيكون ثقيل ..طول النهار نايمه ..يالله قومي ساعديني .
سمر :والله ما اقدر..كفايه عليك خديجه ...اصلا انتي شو جابك المطبخ ..نسيت انك عروس ؟
ليلى بإبتسامه : اهلي بيزورني اليوم ..قلت اسوي لهم كم صنف يحبونه ؟
وقفت سمر جنبها ..و طالعت الصواني ..جات تمد يدها عليها..ضربتها ليلى
:يدك لا تلمسين شيء ..روحي صلي فروضك وصحي اريام معك ..و رجاء مشطي هالكشه كأنك ساحره
ضحكت خديجه ..طالعتها سمر وقالت :يا سلام يا ليلى ..تضحكين علي حتى الشغالات ..؟
ليلى :ليش هم ما ينفع يضحكون ؟
سمر بإرتباك :انا بروح مثل ما تقولي ..وراجعه .
جات سمر بتطلع قالت ليلى : سمر لا تزعلين مني ..انا اعاملك مثل اختي ..
سمر بإبتسامه وهي تقترب من ليلى : افتخر انك اختي و زوجه ا خوي ..في نفس الوقت واشارت بأصبعيها
كملت : اثنين في واحد وضحكت
ليلى :روحي الله يستر عليك ..اثنين في واحد ..صرت اعلان تجاري .
خرجت سمر وهي تضحك ...وليلى مبتسمه من روح سمر المرحه ..
انغمست في الشغل بعد الصلاه ..تحاول انها ما تخرج من المطبخ و تلتقي بمطلق
بتحاول تعزل نفسها بعيد عنه اذا كان موجود ..
دخلت سمر بعدما استحمت و غيرت ملابسها ..: ليلى ..انتي باقي مالبست ..روحي انتي وا نا بكمل عنك
رغم اني مااعرف شو الحكايه ..
ابتسمت ليلى وهي ترفع خصله من شعرها : ياسلام عليك ..مسويه فيها راعيه فزعات وانتي ماعندك سالفه .
انا خلاص خلصت ..ذكري خديجه بالكنافه تراها في الفرن ..هي راحت تبخر مجلس الرجال .
سمر بإبتسامه :ياي كنافه ...اموت فيها يا ناس ..اعتمدي ما انا متحركه من جنب الفرن .
ليلى :خير ان شاء الله ...لاتنسين ..و قبل تخرج سألت :صحيتي اريام معك
جاها صوت اريام من خلفها : وشفيكم اليوم ويش هالازعاج .
سمر اقتربت وكأنها خايفه من اريام انها تقول شيء يضايق ليلى : مافي شيء ..اهل ليلى بيجون عندها
اريام وهي تشرب ماء :كل هذي الضجه ..علشان زياره طيب وشفيها ..؟
بنظره مستفهمه من ليلى ..
خرجت دون اي كلمه ..و كأن رغبتها في تبادل اطراف الكلام معها بالذات مالها معنى .
سمر :صراحه ..انتي قليله ذوق ..كسرت بخاطر البنت
اريام :اقول ابعدي عني موفايقه لك ..يا ام الذوق..صراحه قالبه البيت و مسويه ازعاج
علشان اهلها وان يكن انا ويش دخلني فيها ..
سمر :اريام اعقلي و زني كلامك قبل تتكلمين ..ترى والله اقول لامي عن حركاتك الماسخه .
وخرجت بسرعه ..ابتسمت اريام وهي تهز راسها بحاله عدم اعجاب بالوضع

**********************

ضبطت نفسها بسرعه قبل ماتشوفه ..راح يصلي العصر في المسجد
عدم رغبه في رؤيته ..تتجمع عندها كل الاشياء الكريهه فيه ..و تزعج نفسها في حضوره
دخلت المطبخ ..وشافت ام مطلق ..واقفه تسوي القهوه وسمر جالسه على الطاوله ومعطيه الباب ظهرها ..
ليلى :خالتي ..ويش تسوين ؟
ام مطلق بإبتسامه بعدما شافت ليلى :اللي تشوفينه يابنتي ..اسوي القهوه مثل العاده ..
التفت سمر لها وصفرت بصوت عالي :يا عيني يا عيني ...ايش هالزين كله ..
مسحت بيد خجوله على جلابيتها التفاحيه بلمعتها المذهبه ..مخصره و ممكن تكون مفصله لجسمها ..بأكمام شفافه طويله
منقوشه بزخارف بنيه براقه ..فتحتها مربعه تكشف عن صدرها المزين بطقم الالماس والغريبه انها هديه مطلق ..
الشيء الوحيد اللي لقيته مناسب لها ..
زينتها كانت جذابه ..بأحمر شفاه باهت و ظلال هادئ ملفت يجمع مابين اللونين التفاحي والذهبي و كحل انغمس داخل عينيها
بشكل ساحر ..
ام مطلق بخوف :اذكري الله يابنت ..
ابتسمت ليلى بخجل وقالت :ما عندها سالفه ياخالتي ..وانتي ليش تتعبين نفسك انا سويت قهوه وانتهيت .
ام مطلق :يابنتي ..مطلق الله يهديه ما يحب القهوه إلا من يدي ..
سمر :انا ماقلت لك قبل زواجك ..مطلق مايحب القهوه إلا من يد امي ..
ليلى : عن اللقافه يا سمر .. و كملت لخالتها : مو مشكله يا خالتي ..انتي علميني كيف ؟ وانا بصير اسويها
ام مطلق :خلاص يمه ..كذا ازين لي ولك ..ولزوجك .
ضحكت سمر وقالت : يا سلام على الحركات ...وينك يا مطلق ..الكل يطلب رضاك .
مطلق من عند الباب بوقفته الواثقه :انا وراك يا ام لسان ..
ضحكت سمر و هي توقف .:بسم الله من وين طلعت انت ؟
مطلق :من الفانوس السحري ..
سمر تهز راسها وتبتسم :لا فيه تطورات جديده..صراحه دمك بالمره صار خفيف..
تحرك ناحيتها مدعي الانفعال ..:يعني قصدك ان دمي ثقيل ..
شقهت سمر و رجعت خلف ليلى ..اللي تحاول بأي طريقه انها ما تشوفه
سمر :يمه ..داخله على الله ثم عليك ..بعديه عني ..طالعت اخوها وقالت :دعابه يا خوي دعابه ..
ام مطلق :تستاهلين ..خليه يأدبك ..و تركتهم .
وقف و بينه وبين اخته ..هي
كل نظره يوجهها لسمر يمررها بسرعه على وجه تلك ..
لا ترفع رأسها لمواجهته ..ألم يكتفي منها اليوم بطوله
احتدامات و صراعات بائسه ..
والان ..تزعجه تلك الحسناء بتجددها الغريب
يراها بكل الالوان كزهره في ربيع دائم ..
تصوير لجنه ساحره هي فيها ..
لا ترفع ناظريها لي ابدا ؟ الهذا لاتطيق رؤيتي ..
اتراني شخص غير مرغوب به ..
اختطلت لديه مشاعر كثيره
غضب و استفهام ورغبه و الباقي لا يعرفه
مبهمه تطير في جوفه .
وتلك ليست بأحسن حال منه ..
رغبه في تحريك قدمها والفرار
اتقول مللت منه ؟ ام لا تعد تصبر على وجودها معه
تضيق بها الجدران و تخنقها ..
بمجرد سماع صوته..الاجش تنهار كل حصونها التي ماتلبث ان تبينها ما بعد الانهيارات المتتابعه
ارتعاشات تهز جسدها صارت داءها الوحيد ..
سمر بعدما طال صمته ..حاولت تسحب نفسها وتهرب ..لكنه قدر يمسك بلوزتها و يسحبها جهته
وتلك تراجعت للخلف ..تراقب بصمت و لم تكن معهم ..
استنجدتها سمر ..وهي في عالمها الفارغ ..وحيده
سمر :انتي ..تراه قدامك اللي ما اخذ عقلك ..انقذيني بالاول وبعدها اشبعي فيه.
من قلبه شكر عميق لتلك الصغيره ..التي رأى بها هاله الخجل والتوتر التي غمرتها
ولو كان في غير مزاجه ..لوبخها لكن هذا مايريده
ان لا تبتعد عنه ..و تحلق في عالمها سارحه ولايعلم من يكون معها هناك ؟
ان تعود إلى عالمه مجبره ..
ليلى بإرتباك واضح : ملقوفه ..لسانك هذا يبغى له قص .
مطلق هز راسه و كانه يوافق على اقتراحها ..
سمر : مالت عليك ياالخاينه..استنجد فيك واثاريك مو كفو
مطلق :اعد لك يا ثلاثه ولا اشوف وجهك في المطبخ
ابتسمت سمر وقالت وهي تغمز له :ما يحتاج يا خوي ..قول انك تبي تستفرد بحرمتك وانا..
مطلق بعصبيه :سمر ..
خافت سمر ورفعت يديها بإستسلام ..و خرجت بسرعه ..
التفت لتلك وعيونها للخارج ..وكأنها تأمل في اللحاق بأخته
يبحث عن كل شيء و عجز عن الوقوف عند شيء محدد ..
ارهقه البحث ..في جوف عينيها و في شفتيها و اشياء اخرى
اقترب منها وقال بصوت عميق : لهذي الدرجه ماتبين تشوفين وجهي ؟
تأمل ان تكلمه بهدوء وان لا يتعدى حديثهما جدران المطبخ ..
بهدوء اجابته وعينيه تجوب نقش الحناء الباهت :انا ماقلت شيء ..واذا تبي تفسر على كيفك ما عندي مانع .
رفع راسها بحده بطرف اصبعه وقال بنرفزه :لما تكلميني طالعي فيني ..في وجهي ..عيونك في عيوني ؟
كل كلمه نطقها خرجت بحده قاطعه ..تهديد كالسهام يغتال صبرها ..
وها هو ما يريده وهي عكسه لا تريد ..
العيون تبحث في بئر عينيه ..عن حنان مركون
او عطف كالذي يمارسه على اخوان دمه ولا يعرفه معها
عن امان في كيان رجل ..رجل كالذي تشيد به العرب
و انتخى به البدو في عز الاصاله و عادات اضمحلت برمال الامس الذي مات ..
ذلك الذي ميز الذكر به عن الانثى ..
الرجل القائم على المرأه ولو بفتات شفقه..
تبحث فيه عن البدائل ..اخ واب فيما مضى
وزوج في حاضرها الان ..
اشتدت يده على ذقنها ..و بصمته قد اتضحت بإحمرار من شده لمسته
سيحطمها دون شك ..
قالت :رجاء اذا كان عندك اي شيء ..اجله ؟
تأمل عينيها بغضب جارف ..
ضرب على طرف الطاوله بقبضته ..جعلها تذهل منه و تهابه
قال من بين اسنانه يشد بكلمات و يكاد يحطم فكيه : مو على كيفك ..انا اللي اقرر و هذا اللي في دماغك بمحيه ..؟
وحرك رأسه بطرف اصبعه ..و تألمت منه لكن بصمت ..
اجابته بصوت منقطع :علشان مصلحتك ؟
حشرها في زاويه وقال : و من متى تهتمين بمصلحتي ؟
طالعت جهه الباب و طالعته وقالت بهدوء مضطرب : مطلق ..ماهو وقته الكلام ؟ ممكن اي احد يدخل المطبخ ؟
بصمت يراقبها ..انفاسه ألسنه نار موقده..
علقت عينيه بزمرده الذين صدره ..ذلك هو امضاء اخرى على صفقته..
رفع يده لخدها الايمن و حركه بنعومه و كأنه يذكرها بوصمته الماضيه
صفعه دوت في عقلها الخائر ..
وقال :تحسبين نفسك بتهربين مني دائما ؟
حس بأنفاسها تدفء وجهه ..و عينيها زائغه هاربه منه ..خائفه من القادم
وكمل بسخريه :لو انتي ما تبيني ما بموت حالي عشانك ..انا كمان مابيك ..

لن تبكي ..لا ابدا لن تفعل ..
لن تذرف دمعه من اجله ..
هانت عليه بصفعه قبل ان تدخل منزله ..
وها هوالان يهوي عليها بصفعات متواليه تخشى بعدها البكم ..
تخشى بعدها العمى الدائم ...تخدر كلي لمشاعرها ..لتصبح مثله بلا احساس .
ردت عليه :يوم انت ماتبيني ..ليش مخليني عندك ؟
مشى كم خطوه بعدما تركها وطالعها بإبتسامه سخريه :انا اذا امتلكت شيء احب يكون قدامي دائما ؟ معلومه للفائده ؟
وخرج بهدوء وسلاسه ..كذاك الذي انسل من روحها النازفه
مرثيا ..لتغريده الاحلام التي اصابها الخرس .
لاعناً..كل رجل على شاكلته ..و هو اول القائمه
كرهته من الصميم إلى الصميم ..
انتفضت ..قلباً ، شفةً ، وجهاً ، رمشاً
بضعه ألفاظ ..قضت به مقبره الاحياء
وعدٌ منه بالشقاء الابدي ..
فيا جراحي منه تعمق اشباراً و تزياد تقطيع النياب على الامل ..
وموكب احزان يعقبه موكب ..
من شهداء الاحلام والاماني التي سقطت على ارض الانتظار .
و توسدت الصمت ورثاء النفس ..وبينها وبين خالقها نداء قصي
فيا روحي استكني مكانك ..فخالقك اعلم بحالك ..

***********************

زمجره و هدير ..و زمهره خفيه ..لا يعلم احد بها
تحاكي محيط في حلكه الليل
صحراء حيث يدفن الاشلاء و يخفي اسراره الغرى ..
تحت كآبه لم يعرفها من قبل ..
راح يحفر كالرفش يشق روحها الحية ..
يلتفت حول نفسه كالمجنون ..
سيقتلها ..
لم يكن هو من يفعل ذالك ؟
رجل روحه انا وقلبه انا ؟ لكن ليس انا ؟

تنهد بيأس واقتنع ..
انه ليل طويل ..هو مرآتي و سواد قلبي
ميت لا تهمه تراتيل الحياة ..
كره ...اللون ، والنغمه ، والهمسه ،
و ذكريات خشنه ممقوته فظه ..تآكلت و ثوى هو في الفراغ
يغمض عينيه ليرى عذابات طالتها يداه ..
و رقه مزقتها حده كلماته
لكن ما يفعل ؟
فصورته تطاردني ..و تهمس في اذني بما لا طائل منها
في عذريه لطختها دماء عشق فتي ..
وهي تهفو في نفس خوف مني وإلي ..
يشق على مسامعه شهقات لم تطلقها ..
سأعلن السلام ..سأتركها
سأرحل عنها ..
سوف أقتلها ..ان استمرت في حياتي
سوف يخلصها من جسدها ..وهو ليس بقاتل
رجل كان يريد بأفعاله ان يسترد كرامته التي هدرت..
لكن الحذر الذي يصيبه فما هو إلا حذر انسان ..
احتدت نظراته ..على نقطه سوداء وسط جداره السرابي ..
واطال التفكير ..
غير مبالي بتلك العينيان المتربصه تستبيح النظر بنكران الهويه .


*******************

لو قالوا أنها أبرع ممن احترفن التمثيل ..و مارسن فنون الادعااءت والزيف .
وانها تستحق جائزه على وقفتها تلك ...لكانت صدقت حقا ؟!!
و طالبت هي بها ؟
تبتسم بسعاده و بشاشه وجه و اعتلاء فرحه لا تماثلها فرحه
والجميع يسرون إلى انفسهم ..مااسعدها ؟ و ما سرها ؟ ويا ليتني مثلها ؟
جلست جنب جدتها وفرحتها كبيره :كيفك ياجدتي ؟ تاخذين دواك ؟البنات يقومون بدري ؟
ام مطلق :حيلك بابنتي ..خذي نفسك جدتك عندك ؟
الجده بذاك الحب الذي لا يموت :ويه يايمه ..البيت من وراك ظلمه ..لكن مير هذا نصيبك
لا تخافين علي ..انا بخير ..فاطمه ما تقصر و سلوى ..لكن الملسونه هند تطلع روحي .
ماتسوي الشغله الا اعيدها اكثر من مره .
ليلى بنظره عتاب لهند التي لم تبالي بذاك الحديث .
ليلى : فديتك يا امي ..اذا بغيتي اي شيء دقي علي ..انا اجهزه وارسله لك ..
ضحكت الجده وقالت :الله يسعدك يايمه ..شوفي زوجك الحين ..ولاتسألي فينا ..
سلوى بعتب لما لاحظت تغير ملامح ليلى : جدتي يا سلام ..من كل يوم يصحى معك و يفطر ويسولف
ماخليتي ولا سالفه زمان ما ذكرتيها لي .
الجده :لا تصدقيها ..تتوسد المخده وتنام وانا طول الوقت احكي لحالي ..
ضحكوا الجميع بينما اكتفت هي بالابتسامه ..
دخلت في تلك الجمل التي تتطاير من الجميع ..وحتى المشاعر
وحتى من تلك ..التي جاءت على حين غرة ..فاتن تصرح بنظرات حاقده
وتخفي في القلب حقدا عظيما تأكله نارها الموقده..
تشاغلت ليلى .مع اختيها بالتحديد ..وسمر .وتلك المتربصه تقترب من بعيد
سلوى :بعد يومين راجعين الديره .
ليلى بحزن :بشتاق لكم جميع .
سلوى بفرح :ما نحن بمطولين ..سعود يفكر ينقل الرياض ..علشان هند والجامعه
هند :ايه صح ..امي شارت على جدي ..وهو وافق
ليلى :ياليت جدي يوافق و تنقلون كلكم ..لكن كويس علشان هند ..الله يوفقك ياهنوده
سمر :يا كرهي لسيره الجامعه ..غيروا السالفه
ليلى :ليش ..؟عكس انا افكر اني اكمل دارستي ..ويش رايك ياسلوى بما انك تكونين قريبه ؟نكمل سوى ؟
سلوى :انتي صادقه ؟ لواموت مااكملها ..انا بالكاد طلعت من الثانويه تبين تورطيني بالجامعه ...لكن تعالي
تتكلمين جد
ليلى بجديه :ايه والله ..بشوف كيف الوضع ؟ و ادخل مع سمر
سمر :تحمست صراحه ..انا وياك والله حلوه الفكره
تدخلت فاتن وهي تجلس بينهم ..سمعت سالفه جامعه شو عندكم ؟
هند :ليلى تقول بتكمل دراستها ؟
ضحكت فاتن بإستغراب ..:صدق ياليلى
ليلى :ايه اكيد ..ليش السالفه تضحك ؟
فاتن :لا ابدا ..مو قصدي ..
لكن عاده البنات ما يتزوجون الا هم خالصين من الدراسه وانتي الحين مسؤليه بيت وزوج وكمان
ممكن اولاد .
ردت سمر بحده : صدق انك متخلفه ..
في كثير من البنات اعرفهم كملوا و درسوا ومعهم دسته عيال و ما منعهم ..لا وعكس كانوا متميزين دائما .
ابتسمت ليلى وقالت بهدوء :العلم ماله عمر او حاله استثنائيه ..انا رغبتي اني اكمل وماعندي مانع .
تدخلت ام فاتن بأسلوبها المدعي :كلامك عين العقل ..تفكير سليم ..
التشجيع للعلم مهما كان عمر الانسان و قدرته على العطاء مافي شيء يمنع ..
امتعظت فاتن من تدخل امها وقالت بسخريه :حتى مطلق ما عنده مانع ؟
ارتبكت ليلى وقالت :اكيد ..ما بيرفض ...وغابت في ضبابيه جمعتها به .
و كثر النقاش ..وعيون فاتن تراقب ..وانسلت بهدوء دون علم احد .

الوقت الجميل ينسل بسرعه ..وقضاء الوقت مع من تحبينهم يمضي مهرولا .
جلست بتعب و ابتسمت لما احتضنت اخوها ..ممكن اكثر واحد كانت محتاجه لحظنه
رغم احساسه بأنه فيها شيء ...لكن انكرت و بإجتهاد مبالغ فيه .
جلست جنبها سمر ..وقالت :مرتاحه علشان شفتي اهلك ؟
ليلى :اكيد ..احس اني باأبكي ..لمااشتاق لهم ..واني مااقدر اشوفهم كل وقت .
سمر بحزن :ياقلبي عليك ..
وقفت ليلى و تنهدت بتعب ..قالت :يالله سموره تعبانه واصله حدي .
سمر :بدري ..
قرصتها ليلى :بدري من عمرك ..احسبي حسابك يا حلوه بكره بصحيك بدري .
سمر :لا الله يخليك ..
ما اعطتها ليلى اجابه ..تركتها و طلعت بتعب
قبل تفتح باب جناحها ..انفتح من الداخل .
رفعت حواجبها واستغربت ..سألت بعصبيه :انتي ايش تسوين عندك ؟
فاتن بإرتباك :كنت اشوف الجناح ..البنات مدحوه لي قلت اشوف ذوق مطلق..
ليلى : و ماتعلمت انه من الذوق والادب ..لازم تستئذني من اصحاب البيت ؟
ضحكت فاتن وقالت :استئذان ..شكلك نسيت حالك ..هذا بيت خالتي يعني ادخل واخرج على كيفي .
ومشت من جنبها ووقفت وقالت بصوت مستفز :اساساً هالمكان المفروض يكون لي ..

طالعتها ليلى ..تكون مكاني ياليتها كانت وريحتني من همي الكبير
دخلت جناحها وصفقت الباب بقوه..طالعت حولها
مقهور من تصرفاتها ..اصلا هي طول الوقت نظراتها ما كانت طبيعيه لها ..
ليش كل هذا ؟ يا ليتها اخذته وفكتني منه ..
كنتي ريحتيني من ثوب الحزن والكذب اللي انا لابسته ..
يعني من وين ألقاها ؟منك ولا من مطلق ولا مني انا ..؟
التفتت حولها ..خايفه من عمايل ما تدري عنها اساسا
خافت تكون شافت غرفه مطلق وقتها تعرف انهم ينامون منفصلين .
بسرعه راحت تشوف ..لكن الحمدلله لقتها مقفله..
تنفست براحه ..لكن انتبهت للغرفه الثانيه انها مفتوحه
لاول مره تدخلها...دخلت لخطوه واحده و حست انها في عالم ثاني غير عالمها الخارجي
جدران بصفوف عاليه مليئه بالكتب ..
مرت بأصبعها على الكتب و ما قدرت تحصي عددها ..
ابتسمت ..و كأنها لقيت لها حل ..للهروب من سيطره مطلق.
لفت حول المكتب الكبير ..والكرسي الاسود ..تلمسته وجلست
غمضت عيونها ..و هي تدور فيه ..
وبعدها توقفت للحظه ..و كأنه تذكرت شيء مهم ..
صحيح تذكرت انها تبكي ..تبكي
نسيت ..ابتسمت لانها نسيت لكن الافضل..
خرجت بعدما قفلت المكتب ..
اخذت لها دوش و لبست بيجاما زهريه ..
اخذت جوالها ..شافت رسالتين ..واحده من الرقم الغريب والثانيه من نجمه.
وثلاث مكالمات كلها منها ..
طنشتها ودقت بلهفه لنجمه ..
ردت نجمه :ياهلاو الله بالعروسه
ليلى :هلا فيك ..كيف حالك ؟
نجمه بهمس :انا طيبه انتي اللي كيفك ؟ وكيف مطلق معك ؟
ليلى :تمام ..غمضت عيونها بقوه وكملت : لا ابدا مو تمام ..
وبكت بصوت خافت .
نجمه بخوف :ليلى ..لاتخوفيني عليك ...لا يكون اذاك او ضربك مره ثانيه .
ليلى هزت راسها بنفي وردت عليها :لا .لكن قاعد يخنقني ..فيه قسوه كل العالم
ما عمري شفت رجال مثله ..
نجمه :ياقلبي عليك ..انا داريه انك ما تتحملين ..وانك حساسه زياده عن اللزوم ..
لكن لا تحطين في بالك ..اياني واياك تضعفين ولا تكتمين في قلبك ..
ليلى :نجمه انا مو داخله حرب.
نجمه :إلا حرب ..اعنبوا ترى زوجك ثور ما ينعطى وجه..
ضحكت ليلى وهي تتخيله ثور ...يا حبي لك والله ..شخص يمد بالطاقه خفيه
يحاكي احزانك وينسج منها أملاً ..
يصنع منك انسانا اخر في لحظه واحده .
صوته يسكن الروح..تعرف انك تعود إليه اذا ضاقت عليك دنياك .
ليلى و هي تمسح دموعها : الله يسعدك يانجمه ..إلا ماقلتي لي اخبار اهلك ؟

نجمه :والله الحمد لله كلهم طيبين ..عبدالله قبلوه في العسكريه ..والله اني بشتاق للقرد من الحين ..
و صالح على حطت ايدك ..في هالوظيفه الحكوميه ..ما نشوفه إلا خميس وجمعه .
ابتسمت ليلى وقالت :يا حبي له صالح ..ياليتني اخذته
ضحكت نجمه وقالت :اقول لا يسمعك الغوريلا اللي عندك ..و تراه غرقان لشوشته يحب الاخ ..
ليلى :لا هو مو موجود ..و من هي اللي يحبها صويلح ؟
نجمه :ماادري من هي ماقال ..إلا تعالي اما امحق عريس ..زوجك ذا المفروض ياخذ المركز الاول في ثقاله الدم
إلا ليلى ..ابغى اقولك شيء ..و خفضت صوتها ..
ليلى :ليش خفضتي صوتك؟
نجمه :ماابغى احد يسمعني..امي نايمه جنبي ..وخايفه تجيني ضربه مباغته لما تسمع كلامي .
ليلى :مادام هذا اولك معروف تاليك ..يالله تصبحين على خير
نجمه :يابنت خلينا نستفيد ..حرام عليك
ليلى :انتي ما تتغيرين ..هاللقافه في دمك ..بكره بتتزوجين وتعرفين كل شيء ..
ضحكت نجمه وقالت :افااا ..ماعليه صرتي نذله ..على صويحبتك .
دخل مطلق الغرفه بدون مقدمات ..و خافت من دخوله المفاجيء ..
دخل الحمام بسرعه ..
قاطعت كلام نجمه :نجمه ..مطلق جاء..اكلمك بعدين
ضحكت نجمه : بالله..اجل تصبحين على سعاده يا عمري
ليلى :يسعدك ربي ..تصبحين على خير .
وقفلت منها ..و شدت اللحاف عليها ..و اعطته ظهرها .
مرت عشر دقايق قبل يخرج ..ظل فتره ساكت
وقال بأمر :ليلى ..جهزي اغراضك .
جلست ليلى بسرعه ..و ناظرته بإستفهام مريب ..
معقوله اللي تفكر فيه ..
رجفت بخوف ..
ماقدرت تاخذ شيء مفيد منه ..الجمود يكتسحه
وعيونه جزء من الظلمه تغطيها ..
اعطاها الامر بحده ...و خرج تعصف بها الافكار
واشتد بها اليأس ..حتى استعصى عليها النوم في عز النعاس .
تغمض عيونها غصب و تدعي اللامبالاه ..
ما خلت شيء ما عدته ..
لكن ارق بسبب فظيع ..
ما قدرت تصبر قامت ..
ولحقته لكن ما كان موجود في غرفته ..
دقت الباب وفتحت ..كان جالس على المكتب ..
رفع راسه لها بفضول..وهي مانعت نفسها ان تطالع الكتب ..
ركزت معه وهي تسأله :ليش اجهز اغراضي يا مطلق ؟
ابتسم وهو يقلب صفحات الكتاب دون هدى ..وقال ببرود :ليش انا قلت جهزي اغراضك ؟
تنهدت بملل و شابكت يديها وهي تقول :ايه قلت لي اجهز اغراضي .
دار على مكتبه و جلس على كرسيه وقال :انتي دائما تقولين خليني اروح ..طابت لك العيشه معي واظنها رغبه مشتركه ؟
ليلى و تنفسها بدا يعلو و هي تسمعه بكل برود ..
كمل و هو يرتخي في جلسته :بعطيك حريتك يابنت الناس ..ولا تلوميني بعدها ؟
ورمى الكتاب وكأنه يعلن النهايه بدماء بارده تجري في عروقه و قد استحال جليداً: ليلى..انتي طالق
و انتهى من ذاك المتربص به ..
و العقد الذي قيده ..ولم يطقه ابدا ..
كانت تضحك بداخلها ..ولاتعلم لماذا بالتحديد؟
اتضحك على حالها الذي لم يتبدل
هو نفسه لكن تغير الجلاد
تغير من يذيقها المراره بألوان العذاب ..
هوت نفسها للقاع كم فعل جسدها على ارضه ..
و حينها ا دركت انها تريد دائما ان تكون فاقده للوعي دون احساس.

************************


سأترك القلم بأيديكم ..لا تتعجلوا فـ للقصه بقيه
ألقاكم احبائي ........يوم الاحد القادم كآخر بارت قبل قدوم شهر الخير
فأبلغنا الله واياكم شهره الفضيل ونحن بأتم الصحه والعافيه ...

فدمتم في امان الله
كبرياء الج ـــرح

كبرياء الج ــرح 08-08-10 04:22 AM





البارت العشرون :

قام من نومه كالمعتاد بفكره خارجه عن السيطره ..فهمه متجددا او رغبه لديه في التجدد..
بل حرص على الخلاص..ضاق ذرعاً ..فالحياة لا بد ان تستمر ..
فكر كثيرا ..حتى تمنى ان يكون مجنوناً لا يعي كلمه تقال له ..
قرر بينه وبين نفسه ..ان الاستسلام هو أفضل حل ..
سيفتك به ذاك الحلم ..ولن يقوى على المتابعه ..
حلمه اصبح مستحيلا ألا يفكر بعقلانيه ..
امـ ان الحب قد اهلك كل خلايا العقل .
لن يجادل كثيرا..فـ عطاءه قد اصبح عقيما ..
و قلبه غير مخادع ..يخفي تلك و ينبض ويدعي انه قد جدد دمائه..لأخرى.
قام و دق غرفه امه ..
خرجت امه وهي بالكاد تفتح عيونها ..
ام سلطان :خير يمه ..
سلطان :خلاص يمه انا وافقت على ريهام .
ابتسمت ام سلطان و عانقته بسعاده : الله يسعد قلبك و يريح بالك ..مثل ما يريحت بالي .
ابو سلطان بحده من وراها :طيب ما قدرت تصبر وتقول لنا بكره الصبح ..
ضحك سلطان وهو توه ينتبه بأن الساعه متأخره..
سلطان : السموحه يا يبه ..ماانتبهت ..ماهان علي امي تنام زعلانه مني .
ام سلطان :الله يرضى عنك دنيا واخره.
سلطان بتحذير :يمه الموضوع لا يطلع لاحد ..خلي ناخذ موافقه البنت و بعدها نعلنها .
ام سلطان :وليش يا يمه ..ولدي البكر اخطب له ؟ وشفيها
ابو سلطان :خليه على راحته ياغاليه ..هو صادق خل نضمن موافقه البنت وبعدها يصير خير .
سلطان :يعطيك العافيه يبه ..اسفه على الازعاج ..تصبحون على خير .
ام سلطان :ما اظن بيجيني نوم ..ابكلم ام زياد في هالوقت
وتركهم سلطان ..وهو يسمع جدال امه وابوه خلفه ..
غير مهتم..حقا فهو كذلك
دخل غرفته قفل الباب و قفل النور ..
و دخل فراشه و اغمض عيونه غير رغبه في فتحها مجددا.

**************************

نوم مجبرين فيه على مواجهه الارق ..والعكس صحيح .
افكاره تحكي حكايه قبل النوم ..وياليته يصدقها
تختال هازئه به في محيط عقله ..غيرمستقر لها ..
اختار كتاب يشتت فيه ا فكاره ..ويبعد فيه عن تلك التي تقع خلف جداره الصلب..
بل ما تتجاوز به اسوار قلبه العاليه ..
لا يعلم اي كتاب يقرأه ...بل الاهم انه عن الحروب ..
حرب في عصر قد مضى وحرب في عصره هو ..
زفر بقوه ..ورجع يحدق بتركيز في سطور متتاليه..
سمع صوت قوي جاي من غرفتها ..
رفع اللحاف و مشى حافي ...حط اذنه على الباب ..كل اللي وصله انين متواصل ..
فتح الباب بسرعه ..عيونه تبحث عنها ..
و تخرق تلك الستائر المخمليه التي تفصله عن رؤيتها الواضحه.
مطلق : ليلى ..
مشى خطوات ناحيتها ..و فجأه وقفت من الطرف الثاني للسرير بسرعه و كأنها مذعوره ..
و الستائر باقي تخفي ملامحها ..
لعنه في داخله لتصميم تلك الخمائل التي ثنته عن رؤيتها ..
ليلى بصوت ضعيف :انا بخير .
مطلق :فيك شيء ؟سمعت...
قاطعته بصوت ضاحك : لا مافي شيء ...تعثرت في السجاده و طحت .
مرت تلك الدقيقه و هو يرسم صوره لوجهها الضاحك ..بنبره صوتها المميزه ..
تراجع للخلف وهو يقول : ..انتبهي مره ثانيه .
مسك طرف الباب بيغلقه قبل ما يسمع اسمه ..
اقتربت يحتويها جزء من الظلام و الجزء الاخر لم يصلها كلها ..
ليلى : لحظه ..ماسألتك ليش اجهز اغراضي ؟
دعك جبينه وقال :نازلين المزرعه بكره..
ليلى :بكره ..لازم يعني
إلتفت بحده لها ..قبل ما تكمل كلامها بسرعه وكأنها خافت يفهمها خطأ
: سعود قال ان امي بكره بتزورني ..علشان كذا ..
:اهاا..متى قال ؟
تقدمت اكثر و ظهر جزأها السفلي ..وقالت بلهفه :في الصباح ممكن ..
هز رأسه وقال : اوكي ..نمشي في العصر ..يالله تصبحين على خير
يقطع به مواصله الحديث معها ..
همست اسمه فجذبت جميع حواسه لها ...
: شكرا ..
رفع راسه لها لتتصل مع عيونها مباشره ..
بعدما خرجت من العتمه واطل الضوء على وجهها الاحمر
من اثر الانفعال او من اثر السقوط ..شعرها المبعثر حول وجهها
و وميض عيونها ..المشتعله بلهفه غريبه ...
هز رأسه لها دون اي كلمه و قفل الباب مسيراً غير مخيراً ابدا ..
سمع صوت ضحكتها و ابتسم ..و مشى وعيونه تعد الخطوات الفاصله بينه وبين غرفتها.

****

مسكت خاصرتها بألم ..وهي تأن
كابوس خرجت منه بسقطه قويه ...
اعادها منه رساله سعود..
وكأنه ينقذها من حتف مريب ..
صحيح خوف من القادم ..
ليس سهل الخلاص من العذاب ..
ياالله ..كم هي صعبه تلك الكلمه ..عندما تنطق
ممكن تكون رحمه او انعدام حياة ..
الخلاص بدون ضرائب مستحيل ..
جلست تفكر ..و كأن تلك العثره قد سببت ارتجاج في معقل افكارها
كيف تستعجل النهايه و تحكم القبض عليها ..
غير شاعره بتلك المراسيم التي ستعزف على الاطلال لاحقاً..
هل تريد هي ذلك ؟
اهو جهل بالنهايات ام احباط وفشل ترجو منه نهايه مبكره ..
تلمست موقع الطيحه و ضحكت..
وكأنها سعاده تبطن ماخفي من اسرار لديها ..
سعاده تخاف فيها ان تقتنع بها وتقول بأنها لم تكن تريد الخلاص حتى ولو كان حلماً..
بكره اكيد بتقول لنجمه ..
طبعا ماهي قايله عن الحلم ..
حست انها ما تقدر تنام من فرحتها ..
من لما قرت الرساله من سعود ..
بتطير و توصل لامها ..
تلحفت ونامت على جنبها الايمن ..و هي تفكر بقائمه اعمال
تنهدت براحه ..و نامت بإبتسامه لغداً اجمل بإذن الله ..

*****************

صباح يحمل الكثير للبعض..واللاشيء للبعض الاخر..
من يحملون تباشير فرحه للغد..في ثنايا التفاؤل ..يشمرون عن سواعدهم ..
و منهم من يحمل سعاده كامنه ..يخفيها في قبضه قلبه ..
و الاخرون يواصلون الشخير في غيبه عن الحياة ..منوال و طريقه عيش ..

من بعد قومتها للصلاه ..وهي تخطط عن لبسها و ايش تطبخ لامها ..
مطلق حست فيه يخرج للصلاه ..و ماخرجت إلا بعده ..
اول مادخلت المطبخ مالقيت احد فيه ..
صحيح الوقت مبكر لكن شيء تحب تسويه و ما عندها وقت محدد و مضبوط.
رفعت طرف بلوزتها ..و لبست مريله الطبخ ..وابتدت بسم الله والابتسامه تعلو وجهها .
كلما تذكرت وجه امها تزيد ابتسامتها..
دخلت خديجه و تفاجآت :مدام ..انت في يعمل الفطور.
ليلى :صباح الخير خديجه ..تعالي ساعديني ..
ابتسمت خديجه : صباح الخير مدام ..ليش ما في يقول لي .
ليلى :انا صحيت بدري ..قلت اسوي الفطور..
سمعت نغمه جوالها ..كان سعود ..مسحت يديها بطرف المريله .
ليلى :يا صباح السعاده و السرور ..
سعود :يسعد صباحك يالغاليه ..
ليلى :اخبارك يا قلبي ؟
ضحك سعود:شو ها لرضى كله ...
ليلى :مشتاقه ياسعود..متى تجي انت وامي ؟
سعود :اصبري يابنت الحلال ..باقي الشمس ما اشرقت ..
ليلى :لا تلومني ..هذي الغاليه ..إلا قول ليش متصل فيني هالوقت ؟
سعود :اشوفك قلبتي علي ..
ضحكت ليلى و اتجهت ناحيه الباب ..لتصطدم بوقفته و شبه ابتسامه على وجهه .
ما سمعت اي كلمه كان يقولها سعود ..
تلعثمت وهي ترد وترفع خصله خلف اذنها :ايش يا سعود ؟ ما سمعتك ؟
سعود :اقولك مطلق وينه ؟
: هااا ..موجود
سعود بضحكه :والله حالتك حاله ..نفسي اشوف وجهك ..
الحين كل ألوان قوس قزح مجتمعه فيه .
ليلى بإحراج: سعود اخلص ..تراني مشغوله ..
سعود :خلاص ..قولي يكلمني لاني ادق عليه لكن مايرد..
حست انها بتموت من الاحراج ..السيد ماخذ راحته ويراقب بهدوء
ليلى :تبي تكلمه ..تراه موجود عندي .
سعود: انا اقول ..تسمعين كلمها و تفوتين عشره ..هاتيه الله يهديك
اقتربت منه ومدت يدها له بالجوال ...اخذه بنفس الابتسامه الاستفزازيه
اعطته ظهرها وكملت شغلها ..وهي ما تدري شو تسوي ..تغسل صحن مغسول
و تشيل و تحط في نفس المكان .
ذاك مافتأ يتربص بحركاتها ..لايمل ابدا متجدد الرؤيه ..
قدره هائله لديه ان يركز و يتحدث و يتواصل بالشفاه و الاعين ..
مطلق :حياك الله يا سعود ..انا انتظرك .
قبض على الجوال ..وسألها : امي صحيت ؟
ليلى وهي تنشغل بأي شيء موجود قدامها ولا تطل في وجهه
:والله ماادري ممكن في غرفتها ..انا شوي واطل عليها .
مطلق :انا بشوفها ..و خرج بعدها
تنفست بعمق ..وكأنها كانت مضعوطه ..
طالعت خديجه المبتسمه ..وسألتها :خير خديجه ..ليش تضحكين ؟
خديجه :مدام ..شوف وجهك ..؟ انتي في خجل من بابا مطلق
شهقت ..ليلى وفي بالها ماتنعطين وجه ..صادقه سمر فيك ..
قالت :خديجه شوفي شغلك ..احسن لك .
ضغطت على وجهها ..قالت خجلانه ..مالت عليك وعلى بابا مطلق ..
دخل مطلق على طول وطالعها بإستغراب ..كانت تضغط على خدودها ..
تنحنح ..فنزلت يدها على طول ..وقال لخديجه متجاهل وجودها
: خديجه..جهزي فطور لامي ..و طلعيه غرفتها ..تقول تعبانه ماتقدر تنزل .
ليلى :خير وشفيها ؟
مطلق و مازال جوال ليلى في يده :تقول مصدعه ..على كل حال ترتاح في غرفتها احسن لها.
ليلى :بروح اشوفها ..ومرت من جنبه ..لكن نغمه جوالها رجعتها ..
رفع الجوال ..و قرأ اسم المتصل : مين تؤام الروح ؟
ارتبكت ومدت يدها للجوال وردت عليه :هذي صديقتي .
رفع حاجبه وسأل ببرود :وصديقتك مالها إسم ؟
كشرت في وجهه ..كرهت سؤاله المبطن بشك و عدم ثقه
: نجمه ..واكتفت و يدها ممدوده له ..
حط الجوال في يدها وقال : اذا تطمنتي عليها ..جهزي الفطور اذا جاء اخوك وتعالي المجلس.
اخذت الجوال بدون ماترد عليه ..
تطمنت على خالتها ..لكن بينها وبين نفسها ماكان تعب ..حبت انها تتركها مع مطلق
ما تدري ان كل واحد ما يطيق الثاني ..جهزت نفسها و تطمنت على كل شيء ..
وجهها مشرق ..و ابتسامه منبعها قلب شغوف ..
تأملت نفسها ..بفستانها الفوشي بأكمام قصيره ..متموج بخطوط صفراء متشابكه ..
ظفرت شعرها بظفيره واحده واعادتها خلف ظهرها وكأنها أحبت انها ترجع للوقت الذي كانت فيه صغيره..
دق سعود عليها ..فتحت الجوال وهي تنزل الدرج بسرعه ..
:هلا سعود وينكم انت ؟ في المجلس ؟يالله انا نازله ؟
ضحكت وماسمعت صوت اخوها ..
ليلى :خلاص قفل ..انا جايه
قفلت الجوال على طول وهي تجري و قلبها يقفز مكانه من شده فرحتها..
ابتسمت لنفسها وهي تتخيلها في احضانها و تشم ريحتها ..
فتحت الباب بسرعه و دارت ببصرها على الجميع ..و بإبتسامه بدأت تموت على شفاهها دون إدراك ..
تأملت الشخصين الواقفين بدون اهميه ..وحست بقلبها انه يؤلمها ..
مسحت جبينها وسألت :سعود وينها امي ؟
اقترب سعود منها وقال بصوته الحنون :أمي ..ما قدرت تجي معي ؟
حطت يدها على فمها و بلعت غصه معقده ..
لاحظ ارتعاش يديها و امتلاء عينيها بدموع لم تحتمل ايقافها كثيرا
فكمل و يده تمسح دمعتها : فديتك يالغاليه لا تزعلين ..والله رائد تعبان ما قدرت تجي ..
لكن ان شاءالله في هاليومين وهي عندك ..
تحاول ان تخفي ألم قد اعتصر القلب الفتي .
ارتعشت دواخلها ..و اختفت جميع الكلمات التي تستطيع مواساتها ..
حتى افكارها قد اختبأت منها ..و خارت القوى على ارجوحه الحنان ..

وذاك متفرجاً بصمت ..اهتز قلبه برؤيته براءتها وسعادتها تلك التي ماتت للتو
شفقه انسانيه لا تمت بصله مدى القرب والبعد ..
صدى واضح لانكسارات الغير تترجمه تفاصيل الوجوه..
لاحظ عليها صباحا متغيرا..
وجهها كان مضيئا وعينيها متلألأه بشوق وفرحه طفل دفين داخلها ..
عرف ان تأثير عليها سيكون كبيرا ....
وود ان يدعها ان تنفرد بأخيها ..فهو قادر على احتواء حاجتها..
لكن غايه في نفسه ..ان يرى احيتاجاتها تلك ..
رصد كل شيء ..و امعن في ترددات وجهها التي ماتت ملامحه المزهوه..
و اهتزت اطرافه وهي ترتمي في احضان اخيها و تشد عليه ..
ابعد ناظريه عنها مرغماً .. ووبخ نفسه على سذاجه جلوسه
ظن انه حتى في هذا مهماً ..لكن لم يكن هو ليحسب نفسه مهما لديها
ويجزم بأنه ليس بذاك الاهميه ..عندها .فلما اللوم ؟
ماتكلمت ابدا ..مشاعرها الصامته هي التي هدرت في تلك اللحظه ..
قدره هائله على الكتمان ؟ وان تصاعدت الانفاس ..و همت بالبكاء
فـ بوح الكلمات لديها معدمه ..
ابتسمت من بين دموعها وهي تمسح كتف اخوها
قالت بصوت ضعيف :ماعليه ياخوي اهم شيء رائد يتعافى ..
و رمت نظره لذلك الجالس بعيد عنها غير مبالي
وكملت : بتفطر معنا ؟ لا تمشي ما دام جهزت كل شيء ..
و خرجت بسرعه ..تخفي تمزق مشاعرها على العلن ..
و هدر دموعها و كأنه شيء يسير .
ستواسي روحها بينها وبين نفسها لاحقا في خلوه لها ..
وستضم اشلاءها فوق الجراح ..
أما الان فالمشهد الثاني يتطلب قوه و صلابه باطنها هش لا يكسر.
جهزت الفطور.. و دخلت عليهم
امتدت السفره بصنع يديها ..جلست طرف اخوها ..مبعده النظر عن ذاك
تدعي الاكل معهم وتشاركهم بكلمه و تغيب في الباقي ..و تهدر السمع في نقاشاتهم
تبتسم عندما يبتسمون ..و تلتزم الصمت عندما يحل عليهم ..
يواسيها ذلك المتقمص دور الاب ببراعه فائقه
حتى كادت فيها ان تنطق له بالابوه من بين شفتيها .
رفعت ناظريها ..لذاك وغرقت في سراديب عينيه المغلقه ..
مزيج منكر ..تحاكي لون الضباب ..
اسدلت عينيها بإغماضه طويله ...غير راغبه في التوغل
فيكفيها ماهي فيه ..
هبت واقفه تودع نصفها الاخر بوداعه المشتاق ..من الان .

***********************

ام سلطان ..ما كذبت خبر ..من بعد قرار ولدها
وهي اول شيء عملته بعدما قامت من نومها..ان كلمت ام زياد
اللي كمان فرحت ..
طبعا وين يلاقون مثل سلطان ..
مواصفات متكامله لشاب ناضج و خلوق ..والقائمه تتبع ...)
اما تلك المعنيه في الطرف الاخير ..نقيض مايعيشه الاخرون
تحاول تخليص نفسها من مصيده نصبتها لغيرها ..
تعبث بفرشاتها الابيه ..التي تعصي اوامرها
وكيف هذا أليست هي تعمل بأوامر من عقلها ؟
و تعبر عن ما تختزله من مشاعر..
رمت بالفرشاه و نفخت بملل ..
زياد من يومها ..وهو ما يعطيها فرصه حتى تبرر لنفسها
هذا اكبر عقاب ..نالته بالاضافه لنوبات الضمير ..
دخلت امها وهي مبتسمه و واضح من وجهها ان عندها كلام كثير
ام زياد : ريهام ..مشغوله يمه ؟
كشرت ريهام وردت عليها :لا يمه فاضيه ..خير في شيء
انعقدت حواجبها وهي تشوف امها تسحبها من يدها ..
ريهام :يمه وشفيك ؟
ام زياد :تعالي ابيك في موضوع ..؟
دخلتها المجلس وقفلت الباب و قعدتها جنبها ..
ام زياد بفرحه وهي تتأمل بنتها ..
مسحت على شعرها وقالت :والله كبرتي ياريهام ..وصرتي عروسه .
ضاقت عيون ريهام وكأنها حست بأن فيه شيء ..يخصها ..
ريهام بضحكه:اكيد..يمه انا كبرت تراني في الجامعه ..
ام زياد :قصدي كبرت وصار يجيك خطابه ..
وقفت ريهام ..وقالت :شنو خطاب ؟ لالا ما بي
ام زياد :بسم الله عليك ..وشفيك اخترعت ..اكيد بيجيك خطاب ..
ارتجفت حواسها ..و صرخه دوت داخلها ..
قالت بإنفعال : لا لا يمه ما بي ..قولي لهم رفضت..
ام زياد :يابنتي الله يهديك ..اعرفي اول من تقدم لك واعطي نفسك فرصه ..
ريهام وهي تتحرك بتوتر :يمه الله يخليك ..
ام زياد :انتي فكري يابنتي في الاول ..وقولي ردك..ترى اللي تقدم لك ولد خالتك سلطان ..واظن هذي
فرصه ما تتكرر ..
و خرجت ام زياد وهي تتدعي لها بالهدايه و الصلاح ..

وهي ليست هي ..كائن غريب قد اصبحت ..
ساكنه ..و داخلها ضجيج ..
مقبره ..تسكنها ملائكه ..
و شتاء ..زاخر بخزامى وعبق النعناع ..و بيلسان فواح
هدير مشاعر لا تتوقف ..و قلب يتراقص بخفه و بالكاد يتناغم مع انفاسها المتسارعه..
اشتعلت عينيها ..بصوره تعكس مشاعرها و تأججت دموع ذات معنى بداخلها ..
هو ..هو ..
ذاك الذي انتظرته ..منذ اجل ببعيد ..كان
هونفسه الذي رسمت عينيه في بياض عقلي ..
هو لاغيره الذي صنعت حياتي معه من اكداس احلام متراكمه ..
من رفات الاماني ..و بقايا عزم مات بعضه على شرفات اليأس ..
لكن الاخر حلق معانداً عسرات الحياة ..و ابى أن يتوسد الغمام او ينام في يقظه الانتظار ..
من قعر الظلام .. فراشات مضيئه قد حلقت حوله ..لتقوده لبر الامان ..
دارت حول نفسها في حديقه تغنت بسعاده وبهاء ..و امتلأت ضحكاتها بأجراس حلم قادم ..
لا حيز يتسع لها ولأفراحها ...و لا كلمات تختصر ما بها
فكل ماتجيده هو سرد روايه عن نفسها ..
عن حبها الازلي ..
عن سيد هام و بعثر برجاحه عقلها ...

وتوقفت فجأه وهي على طرف هوة سحيقه ..ترى نفسها في قعرها شبحٌ مكفهر حزين ..
حيث الظلام رهيب والسكون مخيف ..
اقالت انها صنعت حياتها معه من اكداس احلام متراكمه ورفات اماني و بقايا عزم معاند
ألم تنسى ان تضيف ..حز الرقاب البريئه على خطوات القدر ..
و كتمان انفاس حالمه بقلب يشابه الصخر في تكوينه ..
و سخريه من فوران المشاعر ..
هلاك في هلاك ..
قبطان قدم قرباناً للحصول على الكنز في قاع المستحيل .
و أوهم الاخرين بحصص متساويه ..
فله وليس لهم كان المنال ..
ضمت نفسها و قد استحال جوفها الى خواء قارس البروده ..
تجمدت مشاعرها لوهله وهي على شفير الاختفاء ..
احتباس حراري مقياسها فيه عتب و صد و محاسبه نفس ..لا تعلم إلى متى تطول ؟
اتضحك على نفسها ..فهي نقيض لشخصها لاغير
انانيه ..وتحب البشر
خيااليه ..وحياتي تسير
خريفيه ..واناجي الزهر
وعاطفتي لهيب من شعور

****************************

دخلت جناحها بخطى وتيده ..تجر اذيال الخيبه كالمعتاد لكنها مثقله بوزن زائد ..
جلست على سريرها ..تتأمل اصابعها بتركيز شديد..
مدت بصرها الى حيث لاتعلم ..
حيث تمتد مرارتها و رتابه اسرارها و خشوع احزانها ..
أمي ..اكانت تلك هي التضحيه رقم كم في حياتك وحياتي ؟
اانا الوحيده التي تتعثر خطواتك في القدوم نحوي ..
سأهرول إليك إن شئت ..لكنه صد اجهل معناه..
اهي عادة اصبحت لدينا ..الفراق وبعد القلب ومرأى العيون ..
انقنع بها و نخلفها ورائنا دون ذكرلها لاحقاً ..
لست بذلك الدلال الذي لا يرضيه شيء ..
او اميره تؤمر فتجاب وتلقى الاحباب ...
سمعت وقع خطواته من خلفها فقلبت عينيها بشيء لايطاق ..
تعرف ذاك الجمود حيث يقف على اعتابها ..
ويناديها دون صوت ..
طرق بأصابعه ..بتفكير عميق و عينيه لا تفارق صدها .
توقع ان تغلق على نفسها و تبدأ في النواح ..
و تهدر الدموع و تمطر سماءها غيما كاسحاً بالاحزان ..
لكن كما تسميه تؤام حياتها ..اخيها .. قد كان محقاً
كتومه لا تنطق بالحرف بالرجاء المخيف ..
تؤثر الصمت على النداء الاجوف..
قال بصوته الرخيم : جهزي نفسك..
اتسعت عيناها ..و بداخلها توبيخ هائل لقطعه الجليد المتحركه
الا يراعى ما تمربه ..يكفي انها تناضل من اجل ان تبقى متماسكه ..
كانت قد لحقت عليه قبل ان يدبر و يتركها تكلم نفسها ويشاركها الجدران ..
سألته وفي داخلها امل : ليش ؟
رفع حواجبه يستنكر سؤالها ..وعدم مبالاه منها ..لكن لن يرضخ
شابك ذراعيه و رمى بثقله على الباب : كيف ليش ؟ بنمشي المزرعه هالوقت ؟
بصوت حاد لم تعلم كيف خرج : هالوقت ؟ ماله داعي ؟
طرقت رأسه بفأس ..و عد حتى العشره لا سيختار حتى المائه ..
سيطرق رأسها في احدى الجدران لكي يرتاح منها ..
اقترب بخطواته المتباعده و سألها بإهتمام مخيف : كيف ماله داعي ؟ فهميني ؟
اكان بلاوعي منها ان تجيب او هو كمايقال ..رمي في عرض الحائط
حركت يدها بشكل دائري وقالت :هذا كل ماله داعي ..ليش نروح ؟ نكذب على انفسنا ولا على غيرنا ؟ ويش الفايده
خبرني ؟ نمثل السعاده ؟ ونحن اكثر ناس تعساء ..
واطلقت انفاسها الحبيسه و كأنها للتو قد قفزت من ارتفاع شاهق .
صوتها زادته جنونا وثوره ..عاد يقلب ذاكرته على حد شفره حاده ..
اتخاله احمق ام ذاك المدعي ...او تهمه سعادتها ليستتر بخداع واهي ..
ليس هو من يفعل ذلك من اجل امراءه ؟
رد عليها و قد اصبحت خطوه واحده ماتفصله عنها محاول ان يزرع نفسه في مكانه ..للحرص فقط
: اسألي نفسك هذا السؤال ؟ تبين ترجعين لنقطه البدايه ؟ ماتهميني ابدا هذي اول نقطه ..وانا مااكذب علشان غيري
وبالاخص اذا كان الشخص مايستحق ؟ لو ما عندي شغل ماكنت اخذتك من اصله ؟

انفاسه احتدت بإزدراء و امتعاض تمثلت في نظرات حقيره قد صوبها نحوها ..

لقد عاد حتما لتلك النقطه المقيته ..كل كلماتها هبطت في مسامعها كالرصاص ثقيله المرور
هدم ما شيدته خيالاتها العذراء ..
اين ستهرب منه ؟ بل اين تختبأ ؟
مرت دقائق منفعلات و قلب مجروح تمزقه مديه الشك في حيره و ظلام رجل .لايبصر النور ..

صرخت بإنفعال :انت تتهمني بشيء مالي يد فيه..اذا تفكر في سلطان ..
و اشتعل الفتيل الذي جاهد في ابعاده عن نيرانه المشتعله لكن هيهات ..لقد احترقت غابته و ارتفعت
ألسنه النار ..هزها بعنف حتى تكاد تتهشم بين يديه ..
قرب منها : و تتجرأين وتنطقين اسمه ...
رفعت رأسها لتصارع قوه عينيه :مافي شيء صحيح من اللي في راسك ؟ افهمني
هزت نفسها بين يديه ..و طالبته بيأس انه يحررها ..:ارجوك مطلق ...اتركني .
لن يدعها ابدا ..بل سيجعلها تندم ..
لم يعد يطق نفسه. .و بالاخص ذاك الضعف الذي يسري فيه
ويعري قلبه من صلابته ..
مايفتأ ان يرى صوره ذاك ..و رنين كلماته "احبها وتحبني "
تضج صارخه داخل عقله المتحجر .
رمى بشماغه على السرير في غمره غضبه ..
فاتسعت عينيها خوفا و ادراكا تجهل فيه مالخطوه القادمه
مالذي سيمارسه معي ؟ يا إلهي رحمتك
حطت يديها على صدره ..لكن اين ؟ احرقتها تلك الحراره التي تخرج من جسده .
همست بضعف : مطلق ..ارجوك
ابتسم في داخله ..لن يودع الوحش الكاسر زنزانته
بل سيطلقه حراً ..
لم يعد التروي والحكمه من ضمن قاموسي..

التفت يده حول خصرها وقبضت عليه بشده ..قربها منه حتى كادت ان تتوغل في جسده بدون عناء يذكر
ارتفعت قدميها عن الارض ..و حملها بين ذراعيه ..شدت يديها على طرفي كتفيه..
ولفت وجهها عن وجهه حتى اصبح انفه يلامس خدها ..قلبها اوشك على التوقف
وهي على شيء لم تحسب له حسبان ..
همست للمره الاخيره ترتجي فيها السلام ام النهايه الوشيكه
همسه صبغت فيها كل مشاعرها بخوف ورجاء
همسه ترجوه فيها ان يرحم عذريتها و لايهدم ما خيل لها انه مشيد
همسه وضعتها في عمق اذنه لعله يهتدي عما يفعله ..
....: مطلق ..الله يخليك ...اتركني
فحيح انفاسه تزيد سخونه على عنقها ...
ثمن سيدفعه غالي ..هو بالذات
همس في اذنها بعمق : صبري له حدود ..يابنت الناس .
و انزلها بهدوء و قد شعرت بأن لمساته قد حفرت في مواطنها ..
تهالكت قواها و نظراتها قد انكسرت للارض
قال بأمر وكأن شيء لم يحدث :ربع ساعه وانتي جاهزه ؟
و خرج بعدها ...يخفي غضباً لم يخمد .
وتلك المرتعشه ..قد اصابها ما اصابها
ألم يعتري جسدها ..كاد يحطمها ..
تدفقت مشاعرها بأسى على ضعفها ..
شهقت و انتفخ صدرها برجفه هائله ..
وسقطت دمعتين ..تبكي فيها على حالتها
وتطلب الاذن لأخواتها..وتوالت الدموع
واختطلت بترنيمه الجمال ..حتى سال الكحل المرمري على خديها ..
سقطت روحها في هوى من يأس و جنون ..
و غلقت الابواب في وجهها ..ولم تبقى إلا هي ...و هو

***************

خرج بسرعه بعدما سلم على امه ..وابتعد فيها عن الاعين
حتى تخمد ثورته ولو قليلا ..
لم يستطيع ..
كاد أن يسلخ جلد رجولته بفعله ليست من شيمه ..
ليست من قيمه و صرح مبادئه ...
لم يطق صبراً..
هدراً لكرامته اوجده وهي في احضانه ..
رفض طاله منها بيديها وعينيها ..
قرب لا تستبيحه لها ..
لا تريده ان يمسها ..قشعريره سرت فيها و منها و وصلت لاخر سلسلته الفقريه ..
عناد عن حلال بغيض ..اصبح حراماً في نظره.

تكورت و اشتدت قبضته وانهال على الجدار مخدر الاحساس ..
ولو مكنوا الحائط من لسانه ..لصرخ متألما او او صرخ مستغيثاً ان يرحم حاله
كانت تلك الرابعه التي شعر فيها بالالم ..ارتعشت يده و شد من قبضته ليتأكد من سلامتها
كيف هذا و هي تنزف ..
مسح وجهه بيده المصابه..و تعوذ بالله
و دخل المجلس و غسل يده المرتجفه ..و حركها بضعف
غسل وجهه بعدها ..
تتحداه في ضعفها ..و تهمش رجولته بذكرها اياه ولاتبالي ابدا
ماكان مني ان اسمعها..
لم تمتد يده يوما ليضرب امرأه ..
معها هي كل شيء مباح في حياته ..
معها هي كل تجاربه هي الاولى ..
لم يفعل ..بل كاد ان يفعل ..
انتصرت فيها خفايا لا يعلمها ..
خرج ..وشافها واقفه عند السياره و معها الشنطه ..
نسف شماغه و اعاد ترتيبه ..و مشى بثقه و كبرياء
اخذ منها الشنطه ورماها في الجهه الخلفيه ..
وفتح الباب لها ..ومشى بقربها متجاهلها..
جلست واستكانت مكانها ..والتصقت بالباب ..
شغل السياره ..ومشى و كل واحد معزول وافكاره بعيد عن الاخر .
دق جواله..مسك جواله بيده اليمنى ..فارتعشت وطاح الجوال بين رجليه ..
زفر بقهر ..والمشكله الرنين ماتوقف..
انتبهت ليلى له..و زادت التصاقها بالباب ..لاحظ عليها .
تأمل و تأكد من خلو الطريق ..و بحركه سريعه التقط الجوال ..
و رجع يركز في الطريق ..
قفل الجوال ..انتبهت ليلى ليده ..شكلها فظيع ..الجلد المنكمش و بقع الدم ..
عضت شفاتها ..ماتصورت يكون انفعاله بهذي الطريقه ..
يارب رحمتك لو طحت انا تحت يده كنت رحت فيها ..
وحزنت في اعماقها ..عمرها ما تحب تسبب الاذى لاي شخص..
تنفست بهدوء و عيونها على الطريق ..الصمت اكبر تهويده للنوم بالنسبه لها
ارخت راسها على المقعد..و تأملت الطريق بعيون شبه مغلقه..
مسح على عيونه ..والتفت نحوها كان راسها طايح على كتفها ..انفاسها منتظمه
غطت في نوم ..
ثلاث ساعات ونص قطعها في مشوار يتطلب خمس ساعات ..
وقف قدام البوابه ..انتظر شوي وتذكر انه اعطى العاملين اجازه
فتح الباب وخبطه بقوه ..صحيت ليلى بخوف على اثره ..
عدلت عبايتها ..و مسكت شنطتها
رجع يدخل السياره ..وعيونها تتوغل في الداخل ..
شهقت بصوت عالي ..جذبت اهتمامه ..طالعها ورجع يطالع قدامه ..
ركن سيارته ..و خرج بعدها ..
طالعت البيت اللي قدامها ...والاشجار والنخيل بشكل ساحر
حست بغصه ..تذكرت ارض جدها ..وايام طفولتها فيها ..
طالعت وراها للبيت الكبيرمن دورين ..يشبه البيوت القديمه في تأسيسها
بسيط و ملفت للنظر ..لحقت مطلق داخل البيت ..
وابتسمت لما شافت الاثاث البسيط والجذاب ..جلسه بدويه في الصاله
الالوان مدموجه بين الاصفر والبني ..
نزلت برقعها ..و انتظرت مطلق اللي دخل واحده من الغرف ..
تفاجآت انه نازل من الدرج ..مغير ملابسه ..ببنطلون جينز و بلوزه بيضاء قديمه مقلمه بالازرق
رفع اكمامها ..وقف نهايه الدرج..وقال بسرعه : الاكل في البراد ..و غرف النوم فوق ..
وخرج بسرعه ..
تأففت ليلى ..معقوله بيتركني وحدي
ياناس هذا في راسه عقل ولا بطيخ
شالت شنطتها و طلعت غرفتها ...بعدما اخذت لها جوله في المكان ..
استلقت على سريرها ..الساعه على راسها تزعجها بدقاتها الممله ..
تحسسها بأن فراغها كبير وما عندها شيء تشغل نفسها فيه
غير تفكير ..تفكير..تفكير
و ملاحقه رجل غاضب ..اكثر شيء تخافه وتخشاه في هذا المكان .
اخرجت جوالها من الشنطه..دقت على اخوها ..
سعود :اهلين ليلى
ليلى : هلافيك ..تراني وصلت المزرعه ؟
سعود :والله ادق على مطلق ..جواله مقفل
اعتدلت في جلستها وقالت :ايه البطاريه خلصت..اسمع وين سلوى ؟
سعود :تراني مو في البيت اذا وصلت بخليها تكلمك .
ليلى :خلاص ..
سعود :انتبهي لنفسك ..
ليلى :ايه سعود ..تذكرت كيف رائد ؟
سعود :الحمدلله .بخير ..امي كانت بتكلمك لكن قلت لها انكم طلعتم اسبوع عسل غيرت رايها .
ليلى بخيبه:ليش ؟ كانت كلمتني ..اذا زرتها مره ثانيه خليها تكلمني ..ولا ارسل رقمها انا اكلمها ..
سعود : لا ..انا بكلمك من جوالي ..اخاف يرد عليك زوجها الغثيث ..سلمي على مطلق
ليلى وهي تحرك راسها بسخريه :طيب .مع السلامه

تأملت صوره اخوها ومسحت الشاشه بإبهامها..
كانت مركزه بعيونه ..
لو تعلم ماذا يحدث لي ..
تخبط في حلكه شديده..
لا أعلم ما تلك الخيوط التي تقيدني وتشدني إليها
رغبه ورهبه ..
أكف ودت لو مزقت بؤس الحياة..
و شفاه تموت ظمأى ..ولاتسأل عن الارتواء
وهي تحس بأعمق الاحساس و تبدو وكأنها لا تحس..
اتصلت على نجمه ..تلك التي تحتضنها من بعيد ..
تلامس كلماتها و تشعر بها دون ادنى كلام ..
ردت نجمه صوتهاالعالي :ياهلا يا ليلى ...
تعالت اصوات الاغنام من جنبها ..ابتسمت ليلى ..وقالت :نجمه وينك انتي ؟
نجمه : تراني عند الغنم مع امي ...وشفيك ؟
ضحكت ليلى وقالت :مافيني شيء ..حبيت اسلم عليك
نجمه بذكاء :والله صوتك ماهو عاجبني ..وينك انتي ؟
وقفت قدام المراه :في المزرعه..
نجمه :ياعيني على العسل ...وينه مطلق ؟

وقتها لم تطلق صبرا على التحمل .
فاض لديها الكأس حتى انفجر ..متململاً
هو ..ذاك نفسه
من كسر انيتي البراقه ..و حطم جماليتها
هو من ثنى العزم في روحي عن المواصله..
هو من دثر أمالي برماد قسوته ..
و اقتلع جذوري برياحه العاتيه..غير مبالي بأني كائن أي كائن
فـ شعوره بالشفقه مخدر..والعطف لغه معدمه لديه

نجمه بحزن تتابع بإهتمام تلك الشقهات الخفاف : ليلى ؟
زاد نحيبها وكأنها امامها :اكرهه اكرهه ..
نجمه :هدي اعصابك يا ليلى ..لا يسمعك ...قولي ويش صار معك ؟
حكت لها ليلى ..مابين انفعال و هدوء ..
غطت فمها وهمست وعيونها على الباب :ما اقدر اتحمل اكثر ..
نجمه بتوبيخ :ليلى ..كم مره اقولك لا تضعفين ..
انا حاسه انك اصلا مو عارفه الوضع اللي انتي فيه..
تنهدت ليلى وقالت بيأس :كيف يعني مو فاهمه الوضع ؟ تحسبيني صغيره ما افهم ؟
نجمه :يا حبيبتي يا ليلى ..زوجك الثور هذا ما يبغى له واحده تشد معه..لا تعاندين
الرجال ماخذ موقف وفاهم غلط ..وانتي كأنك تثبتين له بأفعالك ..
هدأت ليلى و هي تفتح الستائر ..و تعلقت عيونها في خلفيه رجل ..جالس على سورخشبي
تحت اشعه الشمس..يتكىء بكوعيه على ركبتيه ..و يراقب بإهتمام ..ماقدرت تشوف لان كثافه الاشجار
غطت عليها ...
بهدوء تعلن عن فكرتها : والله مجنون ..
نجمه :ليلى ..يالبقره انا اتكلم معك وانتي ولا معي ..ضيعتي وقتي كل الغنم اللي جمعته خرج ..
ضحكت ليلى وقالت :احسن ..ان شاء الله تاخذي لك علقه معتبره من خالتي .
نجمه بعصبيه :هذي جزاتي ..المهم انتبهي لنفسك وراعي زوجك ..واذا ماتبينه اعطينيه ..تراني احب العمالقه
ليلى :اقول اذكري الله ..
ضحكت نجمه وقالت :ماشاءالله ..يالله انقلعي امي تناديني ..

وقفلت الجوال على طول..و عيونها تراقب بإهتمام ..كان يصفر بإتقان ابتسمت وهي تشوف طريقته
و قام بعدها ..حاولت تمد نظرها و تتبعه لكن اختفى عنها ...

تنهدت بملل ..وراقبت المكان حولها ..

**************

لم يبالي بقسوه الشمس التي اذابت فروه رأسه ...او بالعرق المنصب بغزاره
تمرين جاف ليمرغ عواطفه في التراب ..ليصب على قلبه رصاص صلب ..
دار برأسه لما حوله ..يتابع بإتقان جموح خيله الواعده تثير النقع من حولها ..
تتراءى له من بين ذرات الغبار صورتها ..
وصل الذروه و انفجر ..
غايه ينأى بها عنها ..جنون تلبسه وكاد ان يحطم نفسه فيه ..
اكتشف ما خاب في عقله الباطن ..
انه ثائر على نفسه ..
هي ليست بذاك الاهميه لديه ..
مجرد انثى ..لا تتفاقم ثغرته بغيابها او وجودها ..
لكنه عبء و هم كبير ..
ان تجعل صورتك في كل برواز تصنعه في حياتها الان ام سابقاً
زفر بتعب ..واقترب من حصانه بثقه ..مسح على ظهره ..
"سرور "بث راحه في نفسه ..تكلم معه ..: تعبتك معي ..سامحني .
صب جام غضبه عليه ..مسح عيونه وطبع قبله بينها ..
ابتسم وهو يربت على ظهره ويقوده للاسطبل ..
اخذ جوله حول المزرعه
في قرارة نفسه قناعه بأنه لا يهتم به ..لكن ما غيبه إلا ليصرف تفكيره عنها
ان ينسى وجهها المتقلب في صباحه الباكر ..
اخذ نفس عميق من كل شيء حوله و طافت عيونه على املاكه ..
بحرص و اهتمام كبير لك صغيره و كبيره ..
الارض الكبيره البور التي اشتراها رغم اعتراضات الجميع عليها
حولها لملاذ خاص فيه ..عن عالم العمل و الانشغال ..
تنهد بتعب ..وبالاخص الالم في يده اليمنى يزيد..
رفع ناظريه للسماء حيث شمخت بأعلى منه نخيل باسقااات و اشجار مضلله
تخفي اشعه تخرق عينيه من شدتها ...

*********************

عملت لها سندويش جبن ..و عصير برتقال جاهز ..
شيء سهل عليها المهمه ..البراد معبى اكل و المطبخ مجهز كل شيء
هزت رأسها برضى ..و طالعت ساعه يدها ..
ثلاث ساعات ..وهي تتجاهل رقص الدقائق والثواني
في غمره انشغالها .
ما تقدر إلا تفكر فيه ..
صعبه ..بعيده عن الجميع ..و وحيده معه ..
مشت خطوه و توقفت ..لما حست فيه يفتح الباب ويقفله
اختارت اقرب كرسي وجلست عليه ..و تشاغلت بشرب العصير ..
مشى بسرعه دون المرور بالمطبخ ..
شرقت بالعصير ..و سعلت اكثر من مره قبل تسترد انفاسها ..
بعجله من امرها و حواس تتربص بالحضور..
لمحته واقف على عتبه الباب ..رفعت راسها وابتسمت بتوتر وعيونها مليانه دموع
ووجهها احمر..رفعت كاس العصير و كأنها تقدم سبب له : حشرت من عصير البرتقال.
تأملته بخجل هذي المره ..كان نص ازرار قميصه مفتوحه وصدره مشكوف و شعره مبعثر و مليان غبار
وواضح ان الشمس تركت لفحتها على وجهه .
رد ببرود :تمهلي ..ليش مستعجله .
ومشى و تركها تقع في وحل جليده
خطوه متعثره تتبعها اخريات ..تنبؤ هي اكثر العارفين به
لكنها ستحاول ..
وقفت وقالت بصوت يكون مسموع له :تبي اجهز لك غدا..
لكن لاشيء ..متوقع ..
تنهدت بيأس ..وعقدت ذراعيها ..و الافكار تضحك داخل عقلها
محاوله فاشله ..واخرى متلاحقات
رفعت الصحون ..هي نفسها مااكلت شيء كله منه ..
حتى الفطور ما اكلت مثل الناس..
قفلت انوار المطبخ ..و طلعت تريح ..
حست بتعب غير طبيعي ..
يجب ان تكون في كامل طاقتها ..كفايه المسحوبه منها في مواجهه المسمى زوجها .
ذلك الرجل قادر على امتصاص طاقتها و بعثرتها ..
دخلت حجرتها ..وارتمت على سريرها ..و عيونها في السقف
تتعانق جفونها ..لوهله وتعود تنفرج من جديد..لكن لما ؟ فلتطبق جفنيها وترتاح..

*******************

تأمل للحظه رقصه ألوانها على بياض لوحاتها..
نقيض تام لما صنعته بيديها ..سواد في سواد
مشاعر مكروهه كانت تحملها ..وان جددت النوايا فلن تغفر لها ؟
لاحظ عليها التغير المبذول ..يعرف تلك الهاله ..جيدا
و يشتم تلك الرائحه ببراعه فائقه ..
متخصص فيها و بارع كان في ما مضى ..
شيء يبث في جوفك نسائم دافئه
يجعل قلبك يتراقص طرباً ..
شيء كالافعواانيه ..هبوطاً ونزولاً ..رهبه ورغبه و لذه ..
ليس ألوانها فقط من تتراقص معها..
فالكل محتفل ٌ معها ..
ضحك بسخريه ..ولفت انتباهها
توقفت عن الرسم و استدارت له ..
اكانت متبصره بضحكته ام مستبشره خيراً فيها ..
ام طال البعاد و لم تعد تتضح الرؤيه لديها ..
قال ببرود ساخر :أشوفك اليوم على غير عادتك ؟ وكمل بجفاء :راضيه عن نفسك ..؟ آآمل
عتمت ملامحها واستدارت عنه ..
وقالت تتشاغل بما في يديها :تحتاج شيء يا زياد ؟
ابتسم واجابها :لا ..معاذ الله احتاج منك ..
ناظرته وقالت برجاء :زياد ..ارجوك يكفي ؟ ما صارت كل اللي تسويه انا اغلطت ونلت عقابي ..
:ايش اللي صار لك ..ندمتي وحسيت انك غلطانه بينك وبين نفسك ..
كمل بإنزعاج :لو بيدي دفعتك ثمنه غالي ..لكن محسوبه علي يابنت امي وابوي ..
اقتربت منه محاوله ان تذيب الجليد :الله يخليك ياخوي ..لاتزيدها علي ..
: لا تحاولين..اللي فيني ما طاب ..ما بنسى بسهوله .
إلتزمت الصمت ..وخاب ظنها ..
استدار و تركها وبعدها قال : صحيح سمعت عن خطبه سلطان لك ؟ ما بقول لك مبروك ..لانه بدري
لكن بقول لك ..نقل فؤادك حيث شئت من الهــــــــــوى ما الــحـب إلا لـلـحـبـيــــــــــب الأول...
ابتسم وهو يخفي ألما قد اعتصر قلبه
ليش بذاك الشر ان يعيد لها ما اصابه
لكنه اذى لا تحس به
يجب ان تشعر بما طاله ..ذلك الفقدان لا تعوضه ..
درساً قاسياً من دروس الحياة ..
تركها ..بعدما شاف ما طاف على وجهها ..
ثأر مباغت و انتقام رخيص ..نقطه سكبها في بحيرتها حولتها لبركان هائل ..
و تجمدت في قطب قصي بعيد عنها ..أغمضت عينيها لتعيد ذاك السيناريو الذي مضى ..
بمؤثرات خارجيه مؤثره ..دموع ساخنه ..وبخار متصاعد من القلب بحرات العذاب .


***********************


صحيت مذعوره ..تلفتت في الغرفه وكأنها تتأكد من مكانها ..
اقتربت من النافذه ..
اعوذ بالله كأني سمعت صوت صراخ ..
طالعت ساعتها وشهقت ..العصر اذن من نصف ساعه ..

"اللهم انت ربي ..خلقتني وانا عبدك و أنا على عهدك ووعدك ما استطعت
ابوء لك بنعمتك علي ..وابوء لك بذنبي ..فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت "

توضت وغيرت ملابسها ..و صلت بخشوع ..
مسكت بطنها من الجوع ..و احتسبت في داخلها على من كان السبب
ودها تصرخ يا ناس مايحس ..
خرجت ..و على طول دخلت المطبخ ..ماعليها منه بتموت جوع اذا قعدت تنتظر حضرته .
تأففت وهي ترجع فطائر الجبن و العصير ..و تطلع بسرعه الدرج..
طرقت الباب ..مره مرتين ..فتحته بهدوء و رجعتها البروده القارسه ..
ارتعشت اطرافها ..وعضت شفايفها ..من التكييف العالي
هذا كيف ينام في البرد ..انا قلته من قبل معدوم الاحساس ..
الغرفه مظلمه ..هذا كيف اصحيه ..
تقدمت خطوه ..جسمه محتل نص السرير ..
اقتربت اكثر .وهمست :مطلق ..مطلق
لاحياة لمن تنادي ..
ضمت نفسها ..و هي تناديه بصوت اعلى ..
جات فكره في بالها و خافت منها .
..هزته بخفه ..شهقت بخوف وهي تهزه اكثر ..
خوف هز اعماقها ..علي صوتها وهي تهزه :.مطلق ..قوم لا تخوفني ..مطلق ..
وفي لحظه بدون ادراك ..سحبت من يدها ..و مافتحت عيونها إلا هو ماسكها من يدها واستلقت تحته
..وقريب منها.
متأهب وعيونه مفتوحه على الاخر حتى بانت فيها الشعيرات الدمويه بوضوح ..وشعره مبعثر على وجهه
وكأن معركه قد حصلت للتو فيه ..
ارتجفت وهي تطالع في وجه القريب منها ...والمشكله الادهى والامر ..ماكان يلبس شيء على صدره ..
قال بحده :وشفيك ؟
ردت بخجل :مافيني شيء ..إنت اللي فيك شيء ؟
غمض عيونه و رجع يفتحها وهو يتنهد ..وكملت وهي تحاول التملص من قبضته
:حاولت اصحيك ؟ لكنــ ....
تركها و استلقى على السرير و غمض عيونه بقوه ..و قال :اطلعي براااا
جمدت ليلى من طريقته الفظه .. و وقفت بسرعه و خرجت بدون ما تلتفت له ..
حست بالغضب منه ..دخلت المطبخ ..سد نفسي الله يسد نفسه.
عضت شفايفها بقهر ..انا الغلطانه يصحى ولا مايصحى بالناقص ..
حاولت تشغل نفسها بأي شيء ..وبقصد تسوي ازعاج لعل وعسى تقهره مثل ما قهرها ..
اخذت لها كم فطيره و عصير ..و خرجت لقعده في الخارج ..وقبل ما تخرج لبست شيلتهاعلى راسها
تحسباً ..وجلست بهدوء ..تنفست بعمق واريحيه ..
مكان هادئ و بعيد عن الضجيج
مريح للاعصاب ..لكن وين مريح و الاخ اللي معي مجهد للاعصاب..
تأمل لرحابه الكون وجماليه السكون ..
رفعت كأس العصير بتشرب منه ..لكن امتدت يد وسحبته منها ..
فزعت وناظرت مباشره للشخص الواقف جنبها ..واضح انه استحم وبدل ملابسه
كان لابس بلوزه سوداء يحاكي لون شعره الاسود ..و بنطلون بني .
جلس في الكرسي الفاضي جنبها..و ماطالع وجهها ابدا ..
يشرب العصير بهدوء و لا على باله ان في شخص جنبه..
رفعت الصحن وسألها :وين ؟
جاوبته بهدوء : ما تبي شيء تاكله ..مجهزه فطاير جبنه ؟
هز راسه بإيجاب و مشت ..
تابعها في غفله منها ..وهو كذلك غير متبع القوى الداخليه ..
تفاجئ بوجودها على سريره ..
كافح في جمح نفسه و تدارك تلك النقطه الشارده ..
نظره الخوف ..والرفض الذي لم يطقه ..
اصبح جلفا في مهاوده اللين ..
غلطه ارتكبها في القدوم إلى هنا ..
وبالأخص معها هي ..
واضح من وجهها الوجوم ..مستنكره ام لاترى قادما مثل هذا .
جهزت له صحن مليان و عصير برتقال ..
وقدمته على الطاوله ..جلست جبنه وراقبته.
يطيل في مضغ اللقمه تحت تفكير دقيق ..
تتعمق عيناه في ذاك المدى البعيد ..
تتأمل خصله الراقصه ..متعه في التوغل جوفها
رغبه غريبه ..
هناك بعض الشيب الخفي بين سويداء شعره ..و كأنه خجل من الظهور
اورده تنضح بإنفعالات فكريه صاعده و هابطه من دماغه
و تتواصل مع عروق عنقه المتشابكه ..
هزت رأسها ..و كأنها ترج افكارها لتهتدي للطريق الصواب..
لكن أين ؟ رفعت ناظريها من جديد لتسقط في جوف ظلماءه
فاكتسحتها موجه خجل ..كشفها ..
و خادع افكارها ..حتى ظن ان عينيها جردته من كل شيء
تصنع البرود وهو يسألها :تبين تتمشين في المزرعه ؟
مالت على الطاوله وهي ترد بإبتسامه :ايه ..اذا ماكان فيه مانع ..
وقف ورجع شعره للخلف وجاوبها وعيونه تجوب ماحوله ..
:لا مافيه مانع ..
وقفت بحماس و وقفت جنبه تتحرى مشيه قبلها..رمى عليها بنظرات عميقه
اقترب منها ..و فك شيلتها وحطها على الطاوله ..
راقب تلك النسائم الهادئه التي عبثت في خصل شعرها ..تطايرت حول وجهها
عاند رغبته تلك و قطع هوايته المفضله بعدم الممارسه ..
ملمس شعرها و تحسسه بين يديه ..
وقال بهدوء يناقض مشاعره : مافي احد في المزرعه ..خذي راحتك .
مشت بهدوء بين تعثراتها ..ترفع ناظريها لذاك وتعود و تدفنها في الارض ..
ابتسمت بإعجاب ..وبالاخص النخيل ..تذكرت موقف لها في الطفوله
وبالاخص مع نجمه ..كانت تحاول بأي طريقه انها تطلعها..ماكانت تيأس
حتى لما ينطردون من المزرعه ..
قالت بصدق :مزرعتك تذكرني في ارض جدي ..
قطعت الصمت ..و عادت به حيث رغب ان يكون بعيد عنها
ابتسامه صغيره ردا ..لها
وقال :قصدك مزرعتنا ..وشدد على الكلمه مؤكدا بها على احقيته لها
كمل :انا شفتها ارض جدك..و سكت وكأنه ألجم
واقع بغضه اشد البغض ..يذكره بذلك اليوم المشؤؤم السرمدي ..
ادار وجهه ومضى ..وفي بركه عينيه وحش مختفي ..
شعرت به..وصلت افكاره للمنطقه المحظوره ..تعرف ذلك؟
تعرف نقطه البدايه التي قضت بها حتى النهايه دون سير على الطرقات
ومعرفه المصائر .
رجع كلام نجمه يرن في اذنها ..
تنهدت ولحقته ..تحاول ان تجاريه في خطواته الواسعه ..
تعالت انفاسها و كأنها تبذل مجهود للحاق به ..
كانت يديه خلف ظهره ..يتسيد المكان والزمان..
سأل :اذا تعبتي ارجعي ..
اقتربت منه ليلى وقالت بخيبه : لا ..لكن اذا ماتبيني معك ؟هذا شيء ثاني .
لما المجازفه ..ساذجه
سيقول لك انه غير مهتمه بك..
هل تريدين وثيقه ليؤكد انك مجرد شيء ولاشيء ..
قالها من قبل ؟مجرد املاك عاديه
مسحت جبينها و اعادت خصل وهميه خلف اذنها ..
سمعته يقول وهو يتخطاها :عادي
عادي ام زاخر بالالوان ..فهو نفس الحال
عادي ماذا ؟ لما ترسلني من دوامه الى دوامه ..
اخبرني ..اعدني بكلمه ولو بزيف إلى الحياة
لاستشعر بالجمال من حولي ولو كان خيالاً
لاحظ عليها توقفها وتحديقها في الارض ..
غمض عيونه وقال : بتمشين ولا تظلين واقفه ؟
ابتسم في داخله وهو يرى تلك النظره المبهمه ..
كأنها تقول اين اسير ؟ معك ام اعود ادراجي ..
براءتها لم تجرحها خداع و نكران هويه ..او حتى ضياعه
الا يقرأ ما يكتب في وجهها ..حقيقه لا تستطيع إخفائها ..
اشار بيده للامام ..فمشت بخطى هادئه ..
تحاول ان تكسر حاله اليأس التي تعيشها
فلتعيشي اللحظه ..
فسحه كبيره تحفها النخيل وبئرقديم ..ظل مثلما هو
قال وهو يشير للبئر :هذي البئر يمكن عمره ميه سنه ..طبعا جف
ماحبيت اطمره ..يذكرني بالقريه ..
وابتسمت عينيه و ذكرى جميله طافت في عقله ..
وصلتها مشاعر غريبه وهي تحدق فيه..
اقتربت من البئر وقالت :حتى انا ..اذكر جدي كل مرة كان يطردنا فيها اذا اقتربنا منه ...
سألته وهي تنظر في عمق البئر و الظلمه تخفي قعره البعيد..:ما هو خطر يا مطلق ؟ يعني لبنات اختك؟
يمه لو احد طاح فيه ؟
نادت اسمها ليرتد اصداه في الجوف ويبلعه بعد ترددات داخله..
ابتسم و تأملها ..
عندما تنطق اسمه ببساطه
يشعر بأنه كشيء سحري في الاجواء
تتصرف كالاطفال ..
تنحني بحذر ..و تصغي السمع ..
غير محسوبه تلك العلاقه الملتهبه بينهما
تناسي تلك اللحظات ولو قليلا..لتذوق شيء جديدا وغريبا ً
اقترب وهي ترمي حجر و تنتظر قراره في ارض البئر الاجوف ...
استدارت له وابتسمت ..
غير مدركه لخطوره قدمها التي ارتجت الارض من تحتها
شهقت بخوف ..وهي ترجع للخلف حيث سحبت لمكان مألوف ..لها
ضحكت بخوف وهي تناظره بإرتجاف واضح ..
تلك الضحكه التي تخرج هازئه من مشاعر الخوف وكأنها تقول كدت تخيفني ..لكنه فعل
فما هي إلا كرده فعل من شده الذعر ..
قال بحده :انتبهي ..شكلي بطمره علشانك انتي مو بنات اختي ..
ابتسمت و مسحت جبينها ..غير عابئه انها بين ذراعيه ..ذلك الخوف جعل مأمنها معه هو
اشعرت حقا بالامان .؟
ليلى :تخيل لو طحت فيه ...ارتعشت بوضوح ..لتجلب له الابتسامه ..
كملت :لمجرد الفكره احس اني انتفض من الخوف ..
كانت ذراعيه تلامس كل من كتفيها ..قريبه ..لحد الخطر
رفعت راسها بهدوء ..
لتنتبه لعينيه الساقطه عليها ؟
ام لرائحته الرجوليه التي خرقت انفاسها بدون استئذان
ام لقشعريره سرت من باطن عقلها حتى اخمص قدميها ..
تراجعت للخلف وقالت :لاتنسى ..
و مشت بهدوء تخفي عواطف قد طفت على السطح و جعلتها تجدف هاربه منها ..
سمعت ذلك الصوت المألوف ..ليس في الحقيقه بل في الرسوم المتحركه وبعض الحلقات الوثائقيه او
تلك المسلسلات البدويه التي تتابعها بأنتظام مع جدتها ..
طالعته بأستغراب ..رفع حواجبه مع ابتسامه وقال :سمعتي الصوت ؟
تحركت عيونها في الارجاء وسألت :ما كأنه صوت حصان ؟
اشار برأسه للمكان وقال :تعالي نشوف
ممر طويل ..مرصوص احجار كثيره على طوله بشكل جمالي ..
وبعده ساحه كبيره محاطه بسور خشبي و بيت صغير بقمه مثلثه ..
فتح الاسطبل ..و دخل المكان الشبه مظلم ..وهي تتابعه بفضول ..
سمعت حركه و انفاس متهدجه ..
فتح الباب ..وخرج حصان فضي ..تراجعت للخلف وزادت ابتسامتها
صفقت بيديها وهي تشوفه قدامها ..من فرط الحماسه ما قدرت تتكلم ..
ابتسم مطلق و مسح على ظهر خيله ..وقال بفخر :هذا ياطويله العمر "سرور"
مسك اللجام بحرص وقال : اقتربي ..
هزت رأسها برفض ..:لاخليني ..هنا
مطلق بأمر:تعالي لاتخافي منه ..
اقتربت بحذر مسك يدها ..و حطها على ظهر الحصان ..ابتسمت له وقالت :مو مصدقه ..
لو اقول لاخواتي والله ينهبلون عليه..
رددت اسمه ..حرك راسه فشهقت بخوف و تراجعت للخلف ضربت في صدر مطلق ..
ربت على ظهره ..و نادى بإسمه ..
لف ذراعه حول تلك ليسحبها للناحيه الاخرى ..
وقال :لاتخافي منه ..الحصان مثل الانسان يستشعر بوجود غريب حوله ..
ليلى بعفويه :يقدر يتعود علي ..صحيح
جذبت كل اهتماماته ...مازالت ملاصقه له ..
كلمه تعنيها ام لا ..لقد قالتها
بريق الحماسه ..واللهفه تترجمه حواسها ..
قال بهدوء :اكيد بيتعود عليك ..
ضرب على مؤخرته ..وانطلق قدامه مثير الغبار ..
ابتسمت من جديد ..لم يعد سوى ابتساماتها تلك التي تجذبه
حرر جسدها ..و كأنه للتو تذكر مايفعل بيده الاخرى ..
او حتى يتذكر اين هي ؟
قاربت الشمس على المغيب ..تتأمل بصمت حركه حيوان عابث
يتمنى ان تشق حريته عالماُ فسيحا له..وينطلق حيث لا شيء يقف في وجهه..
وهو ..و افكاره عابثون بخصلات شعرها ..
يسرح في تفاصيل وجهها ..غير راغب ان يقاطع عليه احد
يدعي الاهتمام بذاك المتباهي ..امامها
وانا سيد مملكتي هذه ..سجني وحريتي بيدي ولا اعلم ما عساي فاعل ُ؟
خرج من صمته بصهيل حصانه الذي يذكره بوجوده ..
حان وقت الغروب ..وبعده تستتر الخفايا بالظلام ..
صفر لخيله التي استجابت للنداء..مسك اللجام وشده
قال بأمر : ارجعي البيت ..ولا انتظري حتى اخلص .
غاب عن نظرها ..واستندت على السور الخشبي ..ابتسمت وهي تفكر
لوقالت للبنات عن الحصان ؟ ما يصدقون ..
ضحكت بينها وبين نفسها ..
استعرضت شريط يومها ..بدايه منفعله
احتدامات متواصله ..
ويبدو انهما الان في استراحه المحارب ..
حركت خصله شعرها بين اصابعها ..
تنفست بعمق ..
اتشعرين بشيء ..ام انك مبهمه الاحساس دائما
الا تعقلين ان طريقك محفوف بالالغاز ..؟ وانتي تحاولين جزافاً ..
راقبت غرق الشمس في كبد السماء ..انسلت خيوطها المشعه بهدوء ..
وتركت صبغه الغروب هي السائده..
ماله يبعث في نفسي حزناً ؟ يثير صخب داخلي ؟ و يعيدني لذكريات
ماتت ام تحتضر بعد ..
لم تجتمع تلك القطع الصغيره وتتركني مسلوبه القوى..
أمي وساعات الفراق الطويله ..
حتى كدت انها انسى انها على قيد الحياة ..
اشعر بأنها قد اودعتني للدنيا غير مباليه بي .
جدتي وجدي ..حضن دافئ يتسع للجميع ..
سعود ..نبض قلبي يا اخي ..
صغائر الامور التي تخصني لديك عظيمه.
مسحت دمعه ضاقت بمحجر العين ..لاتريد ان تراها هي ..
فكيف بالماكث خلفها..يتأملها بكل دقه ..
متحفز الحواس ..
يكره السؤال ؟ لا يعلم ما بها ..
لما تلك الفقاعه الحزينه التي تحيط بها ..
أصدر صوتاً ليشتت انتباهها..و مشى قدامها..
سارت بجانبه..تتأمل طريقها ..ترسم خطواتها بتفكر على ارضه..
وحتى دخلت البيت ..وهي ساكنه..و هو ما بين ان يزعجها او ينضم لها ..
طلعت فوق مباشره ..توضت وصلت المغرب ..و ظلت جالسه على السجاده تسبح ..
استلقت على السجاده ..متوسده ذراعها..
تشعر بتعب غير طبيعي ..اهي مشاعرها التي انهكتها
ام هو عناء رحله طويله ..
غمضت عينيها لإغفاء قصيره ..

*****

من بعد ما صلى وهي في غرفتها..ماكانت طبيعيه ..انطفأت فجأه
دخل المطبخ ..ما عنده شيء يسويه ..فتح الثلاجه واخذ له ماء وطلع
فتح التلفزيون وارتمى على الكنب ..بذهن مشغول حاول يركز في اللي قدامه ..طالع الدرج
و شافها نازله بتمهل وهي تربط شعرها بدون تركيز ..رفعت رأسها لتتفاجئ بوجوده
توقعته في هالوقت في حجرته ..
طالع الشاشه ..يصرف نظرها عنها ..
سألت وهي ترفع اكمام بلوزتها الطويله ..:تبي شيء اجيبه لك ؟
رد بهدوء : لا..اذا بغيت شيء انا اجيبه ..
دخلت المطبخ ..سخنت لها فطاير جبن وقلت بطاطس ..و عملت شاي
حاولت تطول في الوقت ..ولا تظل معه ..
سمعت صوته يتكلم ..ويضحك ..ابتسمت لاصداء ضحكته ..
رفعت صينيه الشاي ..حطتها على الطاوله قدامه ..اساسا ماكان معها
تشاغلت بصب الشاي و اذنها عنده ..مع كل كلمه او ضحكه ينتفض قلبها ..
ناداها ..استدارت له بإبتسامه وكأنها كانت بأمس الحاجه لها ..
رفع الجوال لها وقال : خذي وفاء بتكلمك ؟
اخذت الجوال من يده..و كلمت وفاء بخجل ..حست انها مراقبه ..
منه وبالفعل..احساسها في مكانه ..
كل حركه مدروسه منه بإتقان ..مراقبه مستميته لا تراخي فيها ..
ماقدرت تاخذ راحتها في الحكي ..خلصت منها و راحت المطبخ ..
لحقها و عنده فضول يعرف ايش فيها ؟
سألها :انتي ودك تسكنين في المطبخ ؟
ابتسمت بتوتر ..ما توقعت انه يلحقها وردت بتلعثم :انا ..لا ..كنت اجهز شيء ناكله ..
اقترب منها اكثر وعيونه تضيق على وجهها و اخذ الصحن منها ..
كان وده يقول لها اذا ما تبين تقعدين معي انتي حره..لكن رغبه لديه في اجبارها على طريقته
لا انعزال بوجوده..لن تنأى عنه وان بغضت قربه لاقصى درجه ..
خرج بسرعه ينفض افكاره التي انقعدت بها حواجبه ..و تعكر مزاجه .
تبعته وهي ترتجف ..لما الخوف ؟ مابك ؟
حدقت في الشاشه و كل ماتراه هو ألوان فقط ..فحواسها متربصه .
تأكل بصمت ..و تسرق النظر لذلك المهتم في التحديق في التلفاز..
سحب فنجان الشاي بيده اليمنى المصابه..فانتفضت و انسكب الشاي على طرف من فخذه
غمض عيونه ..وشد على فكه وكأنه يقاوم ..بصعوبه ...اعصار بداخله..
قامت مفزوعه ..وقالت بهدوء :ما صار إلا الخير..
زفر بقوه وهو يرمي الفنجان بقوه في الجدار ..وقال :و من وين يجي الخير ؟
تراجعت للخلف..وهي تشوف رده فعله
ابتلعت ريقها بصعوبه ..وهي تلاحظه يكبح غضبه بأي طريقه ..
شد شعره للخلف ..و رمى بنظره متبدله عن ماقبلها ..حرك يده اليمنى و و انقبضت ملامح وجهه..
تنفس بعمق وتعوذ من الشيطان ..وانحنى يلتقط قطع الزجاج المتناثره ..
اقتربت رغم أنها مازلت تنتفض ..وعلامات الذعر واضحه على وجهها
قالت بهدوء وهي تمد يدها :اتركها انا بنظف المكان ..
رد : انا اللي كسرته وانا اللي انظفه..
مدت يدها ..ومسكها بشده وقال بحذر : قلت لك انا كسرته وانا اللي انظفه ..
لم يكن يطفو في عينيه سوى ازعاج ..ونقائض احاسيس لم تقرأها جيدا
قبضت على يدها ..وملامحها المستفهمه لتغيره الواضح تجول في وجهها
تركته و دخلت المطبخ ..
غسلت وجهها ..واستندت على المغسله ..
تجاهل لما هي فيه.. وهو غارق فيها لا محاله
تبدل من حال الى حال ..
وهي معه لاتعلم متى القرار على ارض ثابته ..
متى الرواسي المشيده لحياة قادمه..
تنهدت وكأن اليأس قد هد حيلها حتى على التفكير ..
وذلك ابعد ان يكون ثائرا ..هزأت افكاره منه وانقلب على نفسه ..
تنغرز فيه قطع الزجاج ..وهو معدم الاحساس ومدثر ببلاده العاطفه
مابك ؟ ما غيرك ..
لم لاتتقبل الوضع و تصمت و تكفك عن تلك التصرفات الرعناء
التي لا تجسدك يا مطلق ؟
جلس على الكنبه..يخالطه شعوربالذنب
ليس لها علاقه ؟ ما يدور في خلدك انت ..بعيد عنها
قطب حاجبيه لاستنكاره ..ووبخ افكاره المخادعه
كيف بعيده عنه ..وهي تتوسط عقلي
ألا تشعر بالرضى ..وتهز جدران قلبك
مايقول لها ؟ وهو غير معتاد على مسايره جنس ناعم
بل لا يعرف كيف يتصرف معها ..
رجعت مكانها ..و شرد بناظريه عنها ...
إلتزموا الصمت..و أليس الصمت سيدهم في هذا الوقت ؟
راقبت كل شيء ورأسها شامخ بزيف ..واستنكار لحالهما معاً..
تأملت يده المتورمه ..وبعدها وقفت وطلعت غرفتها بسرعه ..
غير قادره على الاحتمال..
راقب خروجها الصامت ..غمض عيونه ..واسترخى على الكنبه
هذا اليوم ماراح يمضي على خير ؟
اظن هذا الزواج كله ما بيمضي على خير ..
فتح عيونه فجأه وهي تجلس جنبه ..وتسحب يده المصابه..
راقبها بصمت وكأن كل الكلمات اختفت من قاموسه
بل ضاعت طريقه النطق و تهجئه الكلمه في موقفه..
واضح انها تبذل قصارى جهدها ..من الرجفه التي اعترت يديها
و تضرج خديها بالاحمرار اثر الخجل ..
يده بين اناملها تمسكها و تنقل إليه ارتعاشاتها ..
مسحت يده بالمعقم بحذر..
قال وعيونه مافارقت وجهها :ماقلت لك تعالي و عالجي يدي ؟
اجبرت عيونها على التركيز في شغلها ..
جاوبته بهمس :ولا بتقولي ..؟ واذا انتظرتك خايفه تكسرها
تنهدت وكملت :هذا اذا ماكسرتها ..
انفجر بداخله براكين خامده ..ظن انها خامده منذ زمن ..
و غام داخله بضبابيه كثيفه ..يراها هي بين كل شيء ..
ملمس يديها ..ادمان لا رغبه لديه في تركه..
سألها بهمس لم يعتد عليه : ليش ؟
طالت انحناءه رأسها ..ستكسر رقبتها دون شك ..
فنظراته تخترق جمجمتها لو تعلم ..
حتى تسيطر على تلك الانفعالات بداخلها ..سترفعه
تأمل هي بذلك ..
أجابته بتلعثم وانفاسها اصبحت مسموعه:بدون سبب..في شخص قدامي يتألم ..ويحتاج مساعدتي .
المرحله الاخيره وتكاد تنتهي و بسرعه البرق ستختفي من امامه ..
اطلق اهه صغيره ..شهقت بخوف ورفعت رأسها له ..
وسألت بخوف :اوجعتك ؟
ابتسم ..ابتسم ..نعم قد فعل ..
يا إلهي ..
ابتسامه ..جادت بمرأى صفي اسنانه
ستسجل في التاريخ ..في طوابع الذاكره ستحفظها
استذكرها حقاً ..فكيف لا ؟ وامامها شخص اخر
كاد يغمى عليها ..ابتسامه ودت لو ترسمها
او لتقول له الحقيقه ..ابتسم فذلك اجمل ..
شعرت ان قلبها قد هوى في باطنها ..
و انفاسها قد تقطعت ..
رد بأبتسامه :لا ..لكن بشوف عيونك وانتي تكلميني ..
و تعلقت الصفاء بالحلكه ..العتمه بالنور ..الربيع بالشتاء القارس
و توقف الزمن عند هذه اللحظه ..لم يعد سواهم في خلوه الكون..
ااصبح الفضاء خالياً ..ام خليت اجسادهم و حلقت ارواحهم
لا يفصلهما شيء سوى الهواء ..
وانفاسهما تذهب وتعود لكليهما ..أيهما سوف يبقى على قيد الحياة ؟
اكانت الرجفه تسري منها و تنتقل إليه ؟ ام منه وإليها ..
..
ليلى ..دعني اعود ارجوك ..
لاتطئ قدماي ..إلا في مكان معروف واضح المعاني
محدد الموقع ..لكني معك مجهوله الهويه والوطن
دعني ..املأ جوفي بأنفاسي
فقلبي يقطع اشواطا هائله ..قياسيه ..
أغمضت عينيها ..لم تعد تقوى على الاتصال بتلك الطريقه

مطلق ..
يا رجل بداخلي ..تحرك يا هذا ؟
ما تفعل ؟ الان
وقد تجمد احساسك ؟ و تخدرت افكارك عند خطوه قادمه
اين تلك الكتب التي امتلأت بها خزانتك .؟
عن النظام و حسن القياده وضبط االافكار ..
أم تلك لاتفيد في مثل هذه المواقف ؟
أكان يجب ان تحتل مكتبتي بعض القصائد او دوواين الشعراء
ففي مثل حالتي ميؤؤس منه..
ياقسوه ..جبلت فيها وعليها
افقدتك حس عفويه ونطق الشفاه..
اخفيت نفسي بين ثنايا الصلابه ..و اصبحت مثلها
لا انسلاخ إلا بشق الانفس ...

و انقطع ..الاثير العاطفي
برنين جواله ..
انتفضت ليلى ..وكأنها مفضوحه ..
لمت الاغراض بسرعه و طلعت ..
وهو يتبعها ..وفي داخله نقمه على ذاك الفظ المزعج .
شاف اسم المتصل ..وضاقت عينيه عليه
ود لو يطبق يديه على خناقه لاخر نفس..


*******************

في دسائس ليليه مسمومه ..
تغذيه لابليس ..انتقاص للحياء شعبه الايمان
هيمنه على افعال مخزيه ..
في ضمائر ماتت لديها الاستشعار ..
همست بصوتها المدلل :وسام ..بدي اطلب منك طلب ؟
تعالى صوت عاشق مهووس بالخداع :اطلبي يا قلب وسام ..؟
اللي تبينه يكون عندك بكره الصبح
ابتسمت لنفسها قبل كل شي وقد نسجت اول خيط ..
قالت :تسلم لي ياقلبي ..
كمل :انا كم عندي ريومه ..؟
كشرت في وجه الجوال ..وقالت بزيف مدعيه الاهتمام :كم عندك؟
ضحك وقال مدافعا بنكران :واحده ..ماخذه عقلي وقلبي و كل شيء فيني
ضحكت بغنج زائد وقالت :طيب ياحبيبي ؟ اسمعني زين
وسام :طلباتك ؟
: ابغى صوره ورقم شخص ..
انتفض ذاك مستنكرا :ليش ؟
ردت بدفاع : لا يروح فكرك بعيد ..واحده من صحباتي تحب شخص ..
لكن ماعندها رقم جواله والصوره ابغاها مفاجأه لها ...
صمت قابلها في الجهه الاخرى ..دليل على عدم التصديق
كملت :حبيبي ..والله مو عشاني ..مثل ماقلت لك ..
وانت ماتخسر شيء اذا جبتها ..بدون مايدري .
وقت المفاوضه وناقوس الخطر قد دق للتو ..
وسام :اوكي..لكن انا كمان عندي شرط
:خير
:اابغى اشوفك ..
ضحكت بدلال مصطنع وقالت :ماطلبت ياعيوني لكن في الاول مثل ماقلت لك ..
:طيب اعطيني اسم الشخص و عمله؟
احتدت النظرات وسقيت بذور الشر بكل برود
همست :سلطان الوافي ..

******************

فتحت عيونها..على اشراقه صباح جديد ..زقزقه عصافير تشدو بقربها ..
فتحت نافذتها بإبتسامه ..و سحبت نفس عميق ..من نقاء اخضر ..
استندت وهي تتذكر اللي صار في مساء يضج بالمشاعر ..
ابتسمت ..و كأن الابتسامه هي التي تفرض نفسها ؟ بمجرد التذكر تشعر برفرفه
داخل صدرها ..
تنهدت ..طالعت الساعه اول مرة تتأخر ..من بعد ما صلت الفجر نامت و ماحست بنفسها
فتحت دولابها ..احتارت في لبسها ..شيء بداخلها يدعوها للاهتمام بمظهرها ..
اختارت بنطلون جينز ازرق و بلوزه ليمونيه تصل لمنتصف الفخذ ..ثبتت شعرها بدبوس بحيث
ينسدل طرفه بشكل مقوس ..و حطت لها كحل ..و كلوس زهري شفاف ..
اخذت جوالها...وارسلت رساله لنجمه ..وهي تضحك ..
كان المكان هادئ ..ماتدري هو صحي ولا باقي نايم ..اقتربت من حجرته
كان الباب مفتوح ..و السرير خالي ..شكله صحي من زمان .
نزلت بسرعه ودخلت المطبخ ..جهزت الفطور و الشاي و حضرته على الطاوله
خرجت ..ومالقيت له اثر ..دقت على جواله ..وصلتها نغمته من الصاله ..
تأففت وهي تنتظر ..احسن شيء تشوف وينه ..؟
قفلت باب البيت ..ومشت ناحيه الاماكن اللي راحوها امس ..
دخلت الاسطبل ..وماله أثر ..حست بالخوف ينتابها ..وين بيروح ؟
اانتظرت ..وملت رجعت البيت ..جلست على الطاوله تنتظره ..
ارتباك غريب ..اصابها و احساس هائل يضغط على اعصابها
و انهالت عليها الافكار والمخاوف الرهيبه ؟
مسكت الجوال ..تكلم سعود و لامين ..
ايش بتقوله ؟ ياربي وين راح ؟
يعني لو صار له شيء ..
يارب رحمتك ..
اللهم اني لا أسألك رد القضاء ولكن اسألك اللطف فيه ..
وخزتها عيونها ..مرت نصف ساعه بنتظر ربع ساعه واشوف بعدها
ماقدرت تجلس ..ظلت رايحه وجايه ..تضغط على الجوال بين يديها ..
حراره الجو ازعجتها ..لكن لاتقارن بحراره جسمها من اثر الانفعال ..
و رجليها خانتها و ما تقدر توقف و تتحمل اكثر من كذا ؟
جلست ضامه ركبتيها وهي تهز نفسها ..بتوتر ..
دقت جوال سعود ..ورفعت راسها ...واول شيء تعلقت فيه هو مشيته الواثقه
قفلت الجوال بعد اول رنه ..
احساس بالغضب من تجاهله ونسيانه لها ..
مشت بسرعه ..ناحيته وكلها لوم ..
لاحظ عليها ان فيها شيء ..اسرع في خطواته ..
وقفت وهي تلهث ..صحيح هي ارتاحت انها شافته لكن مقهوره من تهميشه لها .
وحست ان كل الكلمات اللي جهزتها له ..فقدتها بسهوله لما وقفت مقابله ..
كان وجهها احمر و عيونها مدمعه ..
سألها بخوف :خير وشفيك ؟
قالت : انت ما تحس ؟ ويش هالقلب اللي معك حجر ؟
كملت وهي تشوف صمته :يااخي ..حس فيني ..تخرج من البيت من دون ماتقولي
لي حوالي ساعه ادور عليك ..
ابتسم وهو يمر بجنبها :اه ..حسبت عندك سالفه ..
شفتك طولت في النومه ..قلت اخذ جوله حول المزرعه ..
قال وهو يرفع يده : لا تسوين نفسك خايفه علي ..
ارتعشت من تطنيشه ..وحست نفسها سخيفه ..
قادر ينزلها لسابع ارض ..بكلمه
قفزت لها فكره شقيه ..التفت حولها و دورت لها حصاه صغيره ..
ركزت وهي تزم شفاتها ورمتها على ظهره بقوه..
استدار بإستغراب وطالع فيها ..طالع الحصاه و رجع طالعها ..
وفي اعماقه ضحك متواصل على حالتها
قال بفضول وهويقترب :انتي قد حركتك هذي ؟
رفعت راسها رغم خوفها..: ايه قدها ..لاتطنشني مرة ثانيه ..انا في مكان بعيد و مافي إلا انت معي ...
يعني طبيعي لازم اخاف ..
ارتفع حاجبه الايسر وهو يبتسم بخبث ويقترب بخطواته اكثر ..: طيب ..خلصتي كلامك .. .
تراجعت للخلف وهي ترفع اصبعها في وجهه ..:ايه خلصت و... لاتقترب مني ..
رفع كتوفه و اكتفي بالابتسامه ..
تذكرت مقوله لنجمه ..لمايتعرضون لمثل هذي المواقف
" حطي رجلك ياليلى ..وانطلقي "
وبالفعل ابتسمت في و جه نجمه الطفولي ..و استدرات و ركضت بسرعه
دون مبالاه بذاك الذي عقبها بسرعه ..يتحرى الانقضاض على غزاله شارده ..
ابتسم وهو يشوف اجتهادها في الفرار منه..
مسكينه ظنت نفسها انها قد قطعت مسافات طويله ..واطبق ذلك عليها ..
هو الخوف الذي جعلها تستسلم له ..
ابتسمت بإرتباك ..ورفعت يديها ناحيته :وقت مستقطع ..
ضحك ..امتلأت الفراغات برنه ضحكه..
اعتقدت ان الدنيا بأسرها قد سمعت اصداء ضحكته الرجوليه ..
ظنت ان الريح قد هبت من خلالها ..
وأنها تطير في عالم فسيح ..
زادت ابتسامتها وهي ترى كيف يضحك ..
غمضت عينها ورجعت تفتحها ..
تخصرت ..وقالت بإنزعاج :مافي شيء يضحك .
رأت ان كل التجاعيد الصغيره لم توجد حول فمه عبثاً
فأمامها رجل يهوى الضحك ..
دخل يديه في جيبه واقترب..:كل هذا و ما في شيء يضحك..
مالت برأسها كعلامه استفهام..فتراقصت خصلاتها على وجهها
عابثه بها نسمات متطفله عليهما ..
راقب تموجاتها على خدها ..شد قبضه يده اليسرى يمنع نفسه من معاوده هوايته ..
فخانته تلك الموبؤه ..يده المصابه ..عاندت ألم قد مسها و ارتفعت ..
تمهل في ابعاد خصلاتها عن وجهها و اعادتها خلف اذنيها ..
ارخت راسها ..و ثبتت الخصل بحركه سريعه منها ..
قالت بصوت مرتبك : بنطول واقفين هنا ؟ جهزت الفطور
هز رأسه بإيجاب ..يمنحها اذنا بالمرور ..
لكن ما إن مرت بجانبه ..حتى اطبق على ذراعها وسحبها ناحيته ..

فكان ما حدث شيء مثل السحر..مثل الومضه تمرسريعا ..
مثل الهمسه و رفرفه فراشه تشدها ربيع زاهر زاخر بالالوان ..
وبدون سابق انذار..تلمس وجنتيها بيديه ..و كأنه اكتشاف هائل ان يضع اصابعه على إمرأته..
مال برأسه نحوها ..ليطبع قبلته على شفتاها المرتعشه ..
لتزيد رجفتها و خوفها حتى شعرت بقلبها يتوقف
قرب من عيونها وقال بهمس :قلت لك من قبل لا تقولي ياخوي ...؟
سبب قفز له من بين ألف فكره و تزاحمت للخروج من كل مكان ..
تأمل عينيها كصفحه بحيره متلألأه..
ترك يدها لتنطلق من قربه مثل ضبيه مذعوره ..و هو الاسد
ابتسم و عيونه تطاردها ..لوهله ذهل من قراره ..لكن ليس هناك عقاب اجمل من عقابه ..
تمردها الانثوي و عذريه تصرفها ..جذبه بعناده و سطوته الذكوريه ..
لمده غير وجيزه ..روضت صبره .. تعلم كيف به يرد ذلك الدين الذي تستحقه
ليله كامله لم يجد نوماً هانئاً..تتراءى له في يقظته ..
لاول مره يشعر بأنه مقيد ..وانه مسلوب الارداه والتفكير
فر من بكره صباحه ..يجهد عقله بأمور اخرى
حتى رأه امامه..فرسب في اول امتحان له ..
ليس مثل ما كان ..ليس هو ..ابداً
ضحك ..و لمسه شفايفها البارده..تداعب افكاره ..

و تلك غارقه في لذه غير مسبوقه ..ترتعش كلها..
تسرع في خطواتها ..متعثره وهو حالها دائما ..
يا لتيها تجد داءها ذاك لتكتشف بعدها الدواء ..
ستدثر نفسها بعيدا عنه ..
و تتحصن لعلها ما مسها هو شيء خارق للطبيعه ..

********************

بهذا البارت اودعكم احبائي ..حتى الملتقى القادم بعد شهره الفضيل ..
سيكون لنا لقاء ان شاء رب العباد ..فإن لم يكن فسامحوني من الان ..
ااسأل الله العلي القدير ان يبلغنا شهره الفضيل و ان يوفقنا في صيامه وقيامه ..
وكل عام وانتم إلى الله أقرب ..
اختكم / كبرياء الج ــرح

كبرياء الج ــرح 19-09-10 01:03 AM



البارت الواحد والعشرين :


اعتزلت حجرتها و كأنها ارتكبت جرماً و تخاف فيه أن تفضحها عينيه ..
تحاول ان تدثر نفسها بثقه بعد هزات اعترتها ..
و تعتبر أن ماحدث لها ..هو امر عادي ..
لكن ليس بالسهل ان تنظر حتى في وجهه..
ستنقطع انفاسها ..و تختفي في غمره ملابسها في لحظه .
و ذاك متباهياً بفعلته ..و كأن شيء لم يحدث .
لما يعتبر ذلك الامر سهلاً عليه ..و شاق عليها ..؟
نبضاتها خجلى و متربصه ..وانفاسها تتلاحق بمجرد التفكير .
و مضت تلك الساعات ثقالى ..عليها .
احساس بالجوع قد انهكها ..و ارتعاشات ما تلبث ان تهز كامل جسدها في موجات متتاليه
لمجرد التفكير فيه او العوده للحظه لتلك الذكرى ..
و ذاك متظاهراً بالامبالاه .مدثراً بالجمود كعادته ..
تلبس رداء العمل ..و تعالى صوته متحدثاً بشأن مصالحه و ضرب انامله على لوحه جهازه المحمول..
ارتاحت مبدئياً و تناست وانغمرت في المطبخ ..ملاذها الوحيد بعدما انتصف النهار
ترهف السمع لقدومه وكأنها متربصه به ما بين أمل و خوف ..او خجل في النظر إليه مجدداً..
الجوع من قاده إليها ..جوع الحواس المتطرفه ..
قدر تلك المشاعر التي سيطرت عليها ..الحياء ..زينه الفتاة ..الجمال الفتان ..سحر المرأه
و سر جاذبيتها ... ... ... ...
بعدما احتجز نفسه مجبرا ..لترغمه على مواجهه عمله الذي طارده حتى في اجازته..
لكن حتى الهواء متعاوناً معها ..فقد حملت له روائحها المعروفه ..
كلم اهله واطمأن عليهم ... انشغل اكثر في امور عمله مع طلال ...وبعدها تفرغ لها .
وقف على باب المطبخ و لاحظ انشغالها ..ابتسم بداخله لحركتها السريعه ..وانحناءتها المتكرره ..
كانت منها إلتفاته ..لتفاجئ بوجوده .. .. .. ..
ابدت تماسكاً مفاجئا..على الرغم من التخبطات داخلها ..و احساس مفرطاً بالخجل
قالت بهدوء مصطنع :جيت في وقتك..الغداء جاهز .
جلس على رأس الطاوله ..و طالعها دون اي كلمه ..
و كأنه يختبر قدرتها على الاحتمال ..
منافس حتى في مشاعرها ..
مراقب لكل ما يختلجها ..
جلست على الكرسي على جهته اليسار ..و جهزت له صحنه ..
ارخت بصرها ناحيه صحنها ..متجاهله نظراته مابين الفينه والاخرى..
وزع اهتمامه مابين الاكل والمراقبه بصمت ..
امتدت الدقائق ..
انتهى من طعامه بعد حصته الكامله في المراقبه ...ولايعلم ماهي الفائده المرجوه غير دراسه تحركاتها و تخزينه في باطن عقله ..
وقف بعد ان حمد الله على النعمه ..و قال بنبره امره محببه :سوي شاي وطلعيه حجرتي ..
لحقته بنظراتها ..حتى خرج ...
نكست راسها على صحنها ..مابين هزه واخرى ..عاد لها كلام فاتن ...ماتدري ليش؟ في هذه اللحظه حست بتعاسه حقيقيه
كأنها خادمه له ...تهتم بأكله وشربه و تعتني فيه وتحملت مسؤليه شخص معها ...و تداري وجوده ..لكن هو كيف معي ؟
اصلا بالكاد يحس بالوجود فيني ؟ ما يهتم ابد ..اكلت ولا ما شربت عادي بالنسبه له ..
مرتاحه ولا فرحانه ما يهمه ابد ..
حتى كلمه شكرا وابتسامه امتنان ...يشح فيها بوجودي..او حتى يعطيك العافيه ..امتثال لاحترام لجهد مبذول .
خرجت من تفكيرها ...برنه جواالها ..ابتسمت على طول ..لما شافت اسم سمر على الشاشه
:ياهلا والله بسموره ..
سمر بنبره زعل :لا هلا ولامسهلا ...يالقاطعه؟
ضحكت ليلى وقامت تسوي الشاي ..:والله مو قطاعه ..لكن مافضيت ..
سمر :لا والله ..صدقتك ..قولي مشغوله مع حبيب القلب ونسيتينا ... ؟
ليلى :سموره يالحشره ..عن اللقافه ؟
ضحكت سمر وخفضت صوتها وسألتها :بالله شو تسوين انتي و الشيخ مطلق ...انا عارفه اخوي انسان ممل و عملي ..و مايعرف يرص حكي مثل الخلق ؟
طالعت جهه الباب مباشره وقالت بخجل :سمر ...اعقلي ..لا اعلم عليك خالتي ؟
سمر :انا متأكده ان وجهك مثل الطماطم الحين ...ماعليه يالفتانه ماهي بعيده بتقولين لامي ..المهم كيف الاجواء عندكم ؟ وكيف شفتي المزرعه اكيد عجبتك صح ؟
ابتسمت ليلى وناظرت من شباك المطبخ لبرى ..:والله حلوه ..ماشاء الله تشرح الصدر ..ياليتكم كنتم معنا ؟
سمر :والله انها مو من قلبك ..خليك انتي وقيس ..تسرحون وتمرحون على كيفكم ..يمكن في اشياء ..ماتبون احد يشوفها ..
ليلى بنرفزه خجل :سمر يا قليله الادب ..والله انك ما تنعطين وجه ..روحي شوفي لك شغله تنفعك ابرك لك ..
ماوصلها غير ضحكتها الاستفزازيه ..فقفلت الجوال وهي منحرجه منها ...
حاسه بوجهها ولع ..وتذكرت الموقف اللي صار معها ..غسلت وجهها بسرعه...و جهزت الشاي و جات تطلع على طول ..
لكن رساله سمر وقفتها ..
ابتسمت وهي تقرا محتواها " ليلوه .. حسابك معي بعدين ..تقفلين في وجهي ...المهم الله الله في اخوي ...و خذي راحتكم
ماراح ادق عليكم مره ثانيه "
ضحكت ليلى وهي تهز راسها ..ياربي مجنونه هالبنت .
الباب مفتوح ...و الاوراق مبعثره على طاوله صغيره ..و جهازه المحمول الخاص ..على السرير ...لكن ماكان موجود ..سمعت صوت في الحمام
حطت الصينيه على التسريحه ...و انشغلت بترتيب الورق ..
:خليها مكانها ...
إلتفتت بسرعه لخلفها وقالت : كان ودي ارتبها ؟..
مايدري ليه حس بنبره خوف في صوتها ..قالت بصوت هادئ :مافي مشكله ...انا ارتبها بطريقتي ...
جلس على الكرسي وطالع ساعته : ربع ساعه ..علشان شاي ...لا لحظه ربع ساعه و دقيقه زياده ..
رفع راسه لها بإبتسامه صغيره وكأنه منتظر منها جواب ..
مدت له الشاي وقالت : انا خلصت من بدري ..لكن جاني اتصال واخرني شوي ..
بدون مقدمات تغيرت ملامحه و..سألها : من مين ؟
رفعت راسها ..كـ سرعه تلك الكلمات التي خرجت من فمه ...مازال موهوماً بشكوكه
ارخت عيونها عنه بيأس...وهي تمسك طرف بلوزتها ...وبهدوء جاوبته: سمر ..
تجاهل ...انكسارات صوتها و رجاء عينيها ..وانغمس في عمله متجاهل وجودها ..
وهو يزفر بقهر لتلك الحاله التي تنتابه مابين لحظه واخرى...
لما لاينسى ويمضى في حياته كغيره ؟
او ليس النسيان نعمه ...
راقبته بصمت ولاحظت انشغاله و تحديقه بتركيز في الورق ..في داخلها ..
ماذا في داخلها ؟ خذلان و تهميش لمشاعرها ....
اايقنت حقا انها توصمت بتعاسه ابديه مع شخص كهذا ...؟
لا يشعر بها ابدا ؟ وهي ماذا تحتاج ؟ بل إلى ماكانت تحتاج ؟
هل سد الثغور المحفوره بإتقان زمني ..
ام زادها عمقاً وصعوبه..
هربت بنظراتها ..بعيد عن كومه الحجر التي امامها ..وانشغلت بمدى بعيد حيث لا تريد ان يكون معها..
لكن ثقل جاثم ..على صدرها انهكها ولم تعد تقوى على الصبر...ستتوحد بنفسها بعيدا عن مرأى اي احد ..
وتبكي ما وصل اليه حالها ... رجل متغير ..كـ فصول الزمن ...
لاتعرف متى يكون ربيع لديه لتنعم بزهاء و و تنتعش .. في حديقه زواجها .
لاتستطيع التجاهل اكثر من ذلك..
انسحبت بهدوء ..فذاك يماثل الضوضاء ..بالنسبه إليها لانه لن يشعر بها ولن يلاحظ الفرق ابدا...

{فوضى شعــور..سكـنٌ في بآلي الف تفكيرٌ..
كيف أكونٌ !.. ومن تكونيٌ لو خذلـكٌ العطآءٌ او تعمد نسيـآنكٌ يذكرنيٌ.

**********************************

لثامه على فمه ...يخفي فيه انات قد تعالت من قلب موجوع ... وعيناه تخفيها زجاجه باهته بذرات التراب المتطايره من حوله
في عالم ...مسكون بدون الاحياء ...وقف طويلا منتصباً دون ملل او كلل ...تحت شمس نجد الحارقه ..
يدعو في خفاء ...مابينه وبين نفسه ...همهمه مصدومه حزينه ..تشابه معزوفه ترق لها القلوب و تدمع الاعين بسهوله ..
وهو خائف ان تنفرج شفتاه ..فتنطلق بصرخات الفقد والرحيل الطويل ...والحاجه الملحه في صحراء الاشتياق ...
كم سنه قد مضت ..وهو مابين الفينه والاخرى ...يعود ويحيى الذكرى في مكان دفنهم ؟
و يموت بينهم ...بل تموت حياته وان عاشها ...
كم يشتاق لهم ؟ لن يعد السنين فهي تتوالى جزافا وتمضى بلااهميه... وهو وحيد ..
وحيد ...يعالج مابـ الناس من سقم نفسي ..و ينتقل من بين كآبات وسأم يختلف على حله الجميع ...
فيفك شفراته ويمد للاخرين بعون ...يساعدهم على تخطي مشاكلهم بسهوله ..
وهو ..يأبى ان يخرج من دوامه الماضي ...ويستحيل له الخروج ... كل يوم يذكره بيوم ..
يوم حياة ويوم طويل للموت ...
رمشت عينه .. لتنساب دمعه تختلط فيها حبيبات غبار تذكره ...بأنه من التراب و الى التراب يريد ان يكون بينهم ..
انتهى ..من همهماته الحبيسه بداخله .... فلوح بيده بيسر ..وادار ظهره ..مرغماً ..فحبه لهم يكاد يكون مميتاً ..
مشى متخطياً بإحترام ... ساكنيها ...ومضى نحو سيارته الواقفه خارج اسوار مقبرته القديمه ...
جلس بتثاقل ...و ازاح اللثام ..ومسح دمعه قد جفت .. رجع راسه للخلف ..كان يوم فقدهم قد نجح ببعثه ...
هو قد ابتعث لحياة اخرى غريبه ...وهم ابتعثوا لحياة اخره ..نقيض حياته... و ماتت فرحته على باب الصدمه.
كان وحيدهم في حياتهم ...و ظل وحيداً بعد وفاتهم ..
و لم يعد مثلما كان ...لولا الاوفياء الذين وقفوا بجانبه ..لكان قد اضاع حياته في غمره احزانه .. لم يكونوا كثيرين
بل هو واحد تجسد دور الكثيرين ...احبه اكثر من نفسه ..ستبذل له الروح ويرخص له الجسد ...
صديق .. نعمة في الدنيا ...وفي لحد الفدائيه ...شقه الاخر وان اختلفت الظروف ..
دور في جواله على اسمه ... وابتسم..
في لحظه الحزن و الهموم الصعبه تبحث عن ما يخفيك عنها .. و يدثر بأمان حبه .
يدواي علتك دون ان يعلم السبب ...
و تنسى ..
...مطلق ...
جاري الاتصال ..

ألا إنما الدنيا صديــــق تصاحبـــــــه ومبدؤ حق قلَ في الناس صاحبه
ترى في صديق الصدق عزماً وهمة ويهديك للحق الذي أنت طالـــبــه



***********************************


رفع رأسه فجأه ..بعد فوات الاوان وليس قصدا منه ليلاحظ خروجها ...
تأفف بضجر ...ورمى الاوراق على الطاوله بإهمال
نقص فيه يعرفه و يجهل الحل...يعرف مايولده فيها ..
يعرف انها ..تعاني من احتياج يتفاقم مع مرور الوقت ..وهو لا يبالي
كيف لايبالي..وهو يقف امام عائق كبير لا يستطيع تخطيه ..
عاجز امام مايطلبه الاخرون و يتنازل عنه ...بصعوبه
..وقف ..للحظه فكر يتبعها...لكن موجات داخله اعادته الى مكانه ..
هيبه لم يعتد على اسقاطها بقصد منه ..من اجل ارضاء اي احد...غير والدته .
سمع رنين جواله ..تحت اوراقه ..اخذه على طول ...و شاف اسم ناصر على الشاشه ..
ابتسم وهو يفتح الاتصال ..وفي نفس اللحظه يقرا الورق ....: ياهلا يا ناصر ..
ناصر بهدوء غريب :السلام عليكم ..
ارتخى مطلق و ترك الورق من يده :وعليكم السلام ...وشفيه صوتك؟
ابتسم ناصر لنفسه: مافيني شيء ..اخباركم انتم ؟
وقف وبدون اهتمام بالرد سأله بتركيز في نبره صوته..: علامك ياناصر ..صوتك متغير .. فيك شيء ؟
تنهد ناصر وقال بنفاذ صبر : ياوووه اقولك مافيني شيء ... انت اللي كيفك ؟ لو اقول اشتقت لك مااكذب عليك ...
وضحك ... ضحكه ميته..خارجه من فراغ و تعود اصدائها للفراغ ..
ابتسم .. .. لكن شيء سريعاً خاطفاً ..ادار به ذاكرته ..ليقف بتمعن امام المرآه ...اغمض عيونه بقوه وعاتب نفسه على خذلان
لم يعهده هو نفسه ...من نفسه ..فكيف بصديقه ...تاريخ ذكرى تصاحب يوم فقدهم
سأل بهدوء :وينك يا ناصر ؟
عم الصمت في الطرف الاخر ...وتلتها تنهيده طويله ...وبعدها جاوبه بصوت حزين : انا في نفس المكان اللي اندفنت فيه .
تنهد ..و قال بصوت يحاول ان ينعش الحياة فيه : يا رجال ..خبرني عنك ...ان شاء الله مبسوطين ...ايه صح تعال ...
تحولت تلك النبره الهاربه من قاع الحزن ..و خرج بها الى مسؤليه حملها على عاتقه ..كمل ..: انت اولا ليش فاتح جوالك ..
انت في اسبوع العسل ...ولانسيت ..
اعتصر جبينه بقله الحيله ..مابين اسى صاحبه الذي اصبح اساه هو ..
ومابين تلك التي تحت كنفه ولا يعلم ماحالهما مع بعضيهما ..
قال بملل : ناصر ..فكني من شرك ..وقفل الله يستر عليك ..
ضحك ناصر وقال : اف ..المزاج بالمره مقفل ..اقول روح ضف وجهك عند زوجتك ...احسن لك ...
جلس بتعب ونقل جواله للجهه الثانيه : يصير خير ...
ناصر بتفهم : لا تعقد الموضوع يا مطلق ..انتي في بدايه زواجك .. بإمكانك......
قاطعه مطلق بحده وضجر من مناقشه موضوعه : يكفي ناصر ..تراني مشغول ...انتبه لنفسك ..برجع اكلمك ..في امان الله .
وقفل بسرعه ورمى جواله ..جنبه دون اهتمام ...شابك يديه وهو يميل للامام في جلسته وعيونه تسرح على خطوط يده ..

كلمه واحده تزيد ..سترميه في الشتات ... يفهم ..ويقسم انه يفهم ..ل
كن ليس كل من يفهم و يعرف رسم الطريق الصحيح ؟ يفعل كل ماهو أصح ..؟
انعقدت حواجبه ..بعمق ..وافكاره تقول له ..لم تخطئ ..ولم تكن لتخطىء ..ا
نت رجل مغدور ..قدر له ان يبني حياة على اطلال غابره
و يدعي انه يعيش حياة وهو يدفن نفسه ..مع ......؟
مع من ؟ مع زوجته ... انثى بدت تنسل بعذوبه النهر الى محيطه الهادر ....بكل سلاسه تذكر .
عض شفتيه ..بقسوه وكأنه تذكر شيئا ما .... واغمض عينيه لاقل من الثانيه ..



****************************************


يوم اخر يمر عليها ...وهي غير مصدقه ...حتى انها احتفظت للخبر لنفسها ..ولم تعلم اي احد
واخيرا ..بعد صبرها المر ..نالت تفاحه ستدخلها جنة ..انتظرت دخولها مطولا ..
صلت الفجر ...و استخارت ربها في امرها ...
امر واحد صبت عليه كل الاهتمام ... " هي وسلطان "اقتربت منه لحد الخوف ..
خوف تجهل مصدره ..وان بات امر ليلى الماضي هاجس يهدد راحه بالها واستقرار احلامها ...
رغم الاحساس الهائل بالحب من طرفها هي ...تغذى منذ سنين حتى حفر بداخلها ...و ابى ان يمحيه الزمن .
وان مرت عليها لوعات قصص الحب من طرف واحد ..لكنها لم تبالي ..مازالت تبني اساطير على كومه الرمال ..
ابتسمت لنفسها بأمل ..و مسكت جوالها وبدون تفكير ومباشره ..ستجعل ذلك الامر جليا للاخرين وتشاركهم فرحتها العارمه
ردت اريام الناعسه ... وبدون مقدمات منها او حتى سلام
:أريام ...سلطان خطبني ..
ماهي الا لحظات حتى استوعبت اريام الكلام ..وقالت : واخيراً ....
ضحكت ريهام وقفزت من مكانها وقالت بفرحه :مو مصدقه يا اريام ...احس اني بطير من الفرحه..
اريام :الحمدلله ... ضحكت وكملت : والله فرحت لك .... مبروك
ريهام : بدري عليها هالكلمه ..وعلى كل حال الله يبارك في عمرك .....جلست على الكرسي وكملت : من كثر مانطرت هذا اليوم صرت ماعاد اصدق ... قولي يااريام انا في حلم ولا اللي يصير لي حقيقه .?
اريام بتعاطف بعيد عن طباعها : لا ..ياحياتي حقيقه وواقع .... وعلشان تصدقين ..قولي لي متى قررتم الملكه والزواج ومتى تنزلين السوق ...؟
ضحكت ريهام وهتف قلبها بفرح : حيلك ..حيلك علي ...السالفه كلها بين النسوان ...باقي ماتقدم رسمي ... وان شاء الله يصير خير ..
اريام : خير ان شاء الله ...يعني مااحد يدري من العائله ...
: لا ..امي خبرتني .... ... و كمان زياد يعرف ...
سكتت للحظه وتذكرت كلامه وقالت بإندفاع : تعتقدين يااريام ان سلطان باقي يحب ليلى ....
انتبهت لنفسها ..بعدما نطقت اسمها في الاخير ..بتقبى ليلى هاجسها الوحيد
كملت بأسف : انا ويش قاعده اقول.... ؟ وقفت و مشت بإرتباك واضح
سمعت ضحكه اريام الهازئه : وانتي ويش دخلك ...يحبها ما يحبها هو خلاص خطبك وانتهى ...ولاتنسين ان ليلى متزوجه اخوي للاسف ..
ريهام : ليش تقولي كذا ...؟ ليلى مافي مثلها ...اكيد لاحظتي ..
بسخريه جاوبتها : ياحبيبتي هي ماتهمني من اساس ... اقولك خلينا منها ..شو رايك تجين عندنا الليله .
ريهام : لا والله مااقدر ...خليها وقت ثاني ... الليله ان شاء الله بخبر امي تقول لهم عن موافقتي ..
ضحكت اريام وقالت : يابنت اثقلي ...الثقل صنعه .. . لا يقول ماصدقت البنت....خليه يفكر انه انسان عادي مو ذاك الاهميه..
ردت عليها بصوت حالم : سلطان مو رجل عادي ..
اريام : اااييييييييه عليك ..وعلى الرومنسيه اللي ذبحتك ... عاد لو دري انك السبب في فشل خطوبته من ليلى شو يصير ؟
عم الصمت ...طويلا...تصاعدت انفاس ريهام ...وكأنها قطعت مارثون طويل وفجأه توقفت ..
عقبه كبيره ...كبيره ...كبيره .... تجاهلتها وتفاجآت بها في وجهها ..
ارتبكت اريام في ردها وقالت : اكيد مابيعرف..اصلا من يقول له .... خليك في نفسك و لاتفكرين كثير ..اهم شيء انه خطبك ..
سكتت وقالت بسرعه لما ماسمعت منها جواب: لنا اتصال ثاني ...ريهام ...خبريني شو بيصير معك؟ مع السلامه
قفلت الجوال بهدوء ... ومشت بآليه ناحيه لوحات مركونه في زاويه .. دورت على لوحه طلت منها عيون فقط ...
عيون حدقت فيها لليالي طويله ..و ماملت منها ابد ..
عيون رسمتها حقيقه و تخيلتها حيه نابضه تطالعها ... و تخجل منها ..
يناديه فؤادها ..و تناجيه ..و تهيم في تفاصيله الدقيقه وتغوص فيها ...
قالت بهمس وعيونها بدت تدمع ..: لو تدري عن اللي في قلبي لك ... شو بتسوي ...؟!!!

وأشـكـو من عـذابـي في هـواكـــــــم و أجـزيـكـم عن الـتـعـذيـب حـبــــــــــا.


***********************************

سطعت شمسه .. و داخله غيم كاسح ... منذ قراره وهو يتقلب على جمر الحيرة ..والضياع
يبحث عن ظالته في دجى ليله الطويل .. يدعي انه بخير .. من اجل الاخرين ..فقط
وهو سقيم وتائه و عليل القلب والجسد .. .. ..
ابتعد عن الضوء ليقبع في الظل ..يراقب تسلل اشعه الشمس لداخل حجرته .. لعله يجد بعضاً من الضياء لنفسه..
ابتعد عن مواجهه عائلته ..يكبح جماح نفسه و يتماسك ..قد اصبح الامر يخنقه ..وهو لم يبدأ بعد...
دق على جوال زياد اكثر من مره....لكن لارد
طلت عليه رغد ... حامله كوب نسكافيه ..
بإبتسامه :صباح الخير ...
سلطان : صباح النور ... انتي باقي مانمت ..
رغد : لا والله ماجاني نوم... خلاص تعودت ..صباحي
جلست على سريره ..وشربت القهوه وقالت وهي ترفع حواجبها : انت اللي شو صحاك بدري ..؟
دعك عيونه ..وابتسم ..: مانمت اصلا ..قاعد افكر ..
حركت حواجبها ..وقالت : ياعيني عليك ..من الحين مشغول بالك ... بتوافق ..يعني بتوافق ...وين تلقى مثلك ؟
اختفت ابتسامته..و رد عليه بغضب دفين وما يدري ايش السبب : سبحان الله ..نفس الكلام اللي قلتيه ..لما خطبت ليلى
شكل المشكله لانه مافيني سبب يخليهم يرفضوني ..
..انصدمت رغد لكلام اخوها ..وحاولت تواسيه بكلامها ...لكنه رفع يده وسكتها .. ..قال بصوت صارم : لا تعيدين وتزيدين
خلاص انتهى ..اذا ما وافقت مايهمني ..اصلا ابيها من الله انها ترفض..
رغد بحزن : سلطان ..عمري ما شفتك ضعيف ... البنت اللي ترفضك ..وراها الف بنت ..
ضحك بسخريه وقال : انا الود ودي ما اتزوج بالمره ..لكن كل شيء علشان امي ..
وقفت رغد و في عيونها حزن لحاله اخوها : غلط ياسلطان ..اللي تسويه كله غلط ...يعني بتتزوج علشان ترضي امي
شو ذنبها اللي بتتزوجك..
ارتفع صوته بحده و اشتدت اعصابه ..: ذنبها انها وافقت علي ...
غمض عيونه بشده ...و تنهد بتعب وفي داخله لعنه حلت على سيطره شيطان مارد ..لسوء حاله
: رغد ..اتركيني ..لحالي واللي سمعتيه كله انسيه ..فاهمه..
هزت رأسها ..و تركته لحاله دون اي كلمه ..لانها عرفت تماما ان لاجدوى من اي كلمه تقال ...
تمتم بأمنيه ... بينه وبين نفسه ...و نذر من اجلها نذرا ان يتحقق ...


**********************************

دخل المطبخ ..ولاحظ وجودها ..تشتغل دون إلتفاته منها إليه ... تنحنح و جلس في مكانه المعتاد
استغرب تغير حالها...احتدت نظراته عليها ..ابدأت تمارس دور الزوجه المهجوره .. منذ البارحه
وهي تصد عنه ..وبالكاد تجيب عليه بكلمه او بإيماءه ... وهو ما يريد منها ..اهي رغبه والسلام
ام ماذا ؟ حاجه يريدها منها ولا يعرف كيف يطرحها و يتناول اطراف الحديث معها؟
ارتفع حاجبه بكبرياء و حاكى افكاره ..بتصرف رجولي مسيطر ..فقط من صنع عقله الباطن ..
وقف..و اقترب منها ..وهي تتشاغل ليس إلا بغسل صحن غايه في النظافه ..
اخذت موقف محايد منه و من طريقته في معاملتها ... اصبح خلفها ... امتدت يده ..
و اخذ الصحن منها وحطه في مكانه ..ولفها ناحيته..
غمضت عيونها..و تهدجت انفاسها ...قريب منها ..
اصبحت امامه مباشره ...ارتفعت نظراتها لتحاكي طوله ...
تجمعت تجاعيد في زاويه فمه وقال : بإمكانك انك تتكلمين معي و توضحين سبب ضيقتك ؟
لم تجفل عيناها..بل حاولت ان تبقى متماسكه ..رغم طفره الخجل التي اعتلت وجنتيها ...
وتساءلت في داخلها الهذه الدرجه هي مكشوفه ..
اهي متضايقه ام عدم مبالاه زرعتها في نفسها ..لئلا تشغل بالها به مرة اخرى ؟
رفع حواجبه كحركه تعجب وعاد الى تهكمه الواضح : لهذه الدرجه ..صعب انك تقولين ؟
ارتفع صوتها بالكاد ..وردت عليه : من قالك اني متضايقه ...؟
و تعلقت عيناها في رموشه التي تغطي تلك اللؤلؤه السوداء ..و تناست عما يدور بينهما..
لاحظ و ابتسم وكأنه سر في داخله ..: على العموم .. الصراحه تريح ..؟ اذا حبيت انك تتكلمي ..فأنا موجود
اتكأت على المغسله وقالت بجرأه مفاجئه : صحيح الصراحه ..مريحه.. لكن انت دائما ..تتكلم و ما تسمع غير نفسك ..
نقطه مهمه..سيقف عندها بكل جديه... وهي شعارها ليس لدي ما اخسره ..
عقد ذراعه على صدره ..وقال : صحيح ... طيب انا اسمعك الحين ؟ رغم ان كلمه " دائما " حطي تحتها خط احمر ..
نظمت تنفسها ..وهي توبخ نفسها عن الورطه المريعه التي وقعت فيها ..
لاتعرف كيف ستغير مجرى الامور ؟ ولاتنحرف عن مسارها التي هي تريده ... او يفسر الامور على هواه ..
جاوبته بحزم: اولا : الانسان مو شرط نعاشره بالسنين علشان نلاحظ تصرفاته وطباعه ...و ثانيا : انت ليش جايبني هنا
طول الوقت انت في شغلك .....وانا بين اربع جدران ...على الاقل هناك فيه ااهلك او اهلي ..
وتغيرت نبره صوتها ... بل تغيرت مطالبها الدخلى ...احقا اصبحت زوجته تطلب و تطالب...
وهو يتنقل بناظريه من عينيها الى شفتيها ...اهو عرق الغضب الذي نبض في جبنيه ام الانفعال ام ماذا ؟
في الاولى قد اصابت ...وفي الثانيه ..فلاحول ولا قوه له ..فما يفعل كيف يداوي علتها وهو عليل بالاساس ؟!!
امتدت يده نحو شعرها ..و لمسه بلطف .. ظل مفكراً ..متجاهلا عيناها المشتعله بغضب ... واضح
تهميشه لها .. وهي لاتطيق ذلك ..
قالت بنفاذ صبر : تعرف .. مايهمني اعرف جوابك..
تحركت من قدامه ... فمسك يدها ..وقال بأمر : كم مرة قلت لك لا تتجاهليني ..؟
ابتسمت بسخريه : ماادري كم مرة قلتها .. تهدج صوتها بخيبه وقالت : ليش تزوجتني اذا ماكنت من مستواك الثقافي
و ما اقدر اتواصل معك ؟
ونجحت فاتن في زرع فتنه كبيره بينها وبين عقلها ...مالبثت تنخر في العظام مثل دود الارض حتى وصلت الى المراد..
رفع حاجبه الايمن بحركه استنكار لكلامها وقال بإستغراب : كلام جديد ..ويش سببه ؟ ماله داعي تذكرينه ..
ارتفع صوتها بغضب : كيف ماله داعي اذكره ... اثنين في بدايه زواجهم ..ما هم قادرين على التواصل ..كيف تبيني اعيش
مع شخص مهمش وجودي .؟
كملت بنفس الصوت الغاضب : كنت تزوجت بنت خالك ...فهي من مستواك ...ولايقين على بعض .
تكلم مطلق بجديه : لحظه ..لحظه .. ويش دخل فاتن في الموضوع...
احتد صوته وهو يرجع ويسألها : تكلمي ..؟
رفعت نظراتها له وقالت : ماادري عنك اسأل نفسك ..
ضغط على يدها بقوه ..و تجاهل علامات الوجع عليها وقال : لا تتكلمين معي بهذي الطريقه ..سبق و حذرتك ؟
تحررت يدها بقسوه من قبضه يده وقالت : سمعت منها هي الكلام ..انها المفروض تكون الانسانه اللي تتزوجها مو انا ..
مسحت دمعه خائنه وهي ترخي بصرها ...لئلا يرى ضعفها ...
حس بكم هائل من الغضب من اسلوب غادر ..من ابنه خاله...لكن كل شيء متوقع منها ...
فلم الان يشعر بأنها طعنته من الخلف .. وانه موجوع ؟!!
شمخ بهيبه وقال بتعقل : اسمعيني .. الكلام اللي سمعتيه مافيه اي اساس من الصحه..و انا تزوجتك انتي ... بعيد عن كل
الخلافات .. اذا تبين تخربين بيتك بأوهام غيرك ..فأنتي حرة.
*كلام يعتقد نفسه هو انه نقيضه ..فما يحدث له من سبايب غيره ... ولايعلم انها تعنيه من بين السطور .
شهقت اثناء انهمار دموعها ..فسكت وهو يراقبها ..تدعك يدها من جراء قبضته.. .
نفخ في الهواء لقله حيلته ..و كأن حالها اضعفه ..ولا يعرف كيف يتصرف معها...
اقترب منها كحركه يراد بها ان يبعث الاطمئنان في قلبها ... ويبني اول لبنة في جدار زواجه ..
شد شعره بإرتباك ..لم يعتد عليه وقال : اظن ان اعصابك مرهقه من قعده البيت... او مني ماادري .. بخليك لحالك .
وبكره بالكثير .. .. راجعين . وخرج من المطبخ مثلما دخل ..
جلست على الكرسي ..و انتحبت بصوت عالي ...لايخفى على مسامعه القريبه ....
لم يحل شيئاً .. بل زاد الامر تعقيداً.. سيقسم نفسه شطرين ..لانه لايجيد حل الامور السهله ..؟ يتفنن في التعقيد
كمركبه هو نفسه ...؟ كان بإمكانه ان يبسطها على نفسه وعليها.. ..
مضى في طريقه لمؤنسه الحالي ...لعله من اسمه يبعث في نفسه السرور.. .. ..

****************************

دخل على والدته ... بعد اتصالها به ...رائد زادت حالته سوء ...و الاب الغير واعي ...مختفي في غياهب السُكر
واضطر انه يوديه المستشفى ..ارتفاع في درجه الحراره .. ..
جلس جنب سريره و كظم غيضه بقهر ..وقال لوالدته : الحمد لله ... صحته الحين ازين ..
هزت رأسها بأسى ..و مسحت على شعره ..
تخفي انكسارات جمى ... و سقوطاً عميقا الى القاع ..
تداري به عن اعين ابنها البكر ... خوفا من الغد .. و الامس مافتأ يطاردها ويتربص بها كل حين ..
سعود ..و ياحال قلبك ياسعود...
اي غضب اعتلى قلبك ... واي حزن كسر آنيات الصبر والتعقل ...
لا يد لك ..انه قدرها .
وانت مادورك ؟ متفرجاً صامتاً يبلع صخورا عظيمه ..للاحتمال و الاستسلام ...
ما اقسى الحياة ... و ما أقسى الشعور عندما تقيد يدك بسلاسل وثيقه و لا تفعل شيئا حيال اي امر ...
جلس جنبها وقال : يمه خليني اوصلك البيت ... وانا بقعد معاه..
مسحت دموعها وعيونها مافارقت جسد صغيرها : لو ما كنت موجود ... كان راح فيها ؟ ويش اسوي من دونك يايمه ؟
مسك يدها وشد عليها : الله معك ... انا بحاول انقل للرياض علشانكم .... و ان شاء الله ما يصير إلا كل خير .
هزت رأسها .. و اعلن الصمت تسيده ...لعل ذلك افضل فهي في حال وهو في حال اخر..
يهاود نفسه على ان يسير بخطوات صارمه ...
و يقبض روح من عبث ببراءه اولاده .. ولم يحفظ الامانه التي اودعها الله بين يديه ...
شدت على يده وقالت بجديه : لا تخبر ليلى..واذا سألت عنه قول لها انه بخير.
سعود : يصير خير... يالله يمه امشى معي ..نسيتي ان رغد عند الجيران ... بوصلك وارجع له .
باست راس ولدها المسجى ... و مشت ببطء ..مسنده على ذراع بكرها الرجل..


********************************

ارتاحت مبدئيا لما بكت .. .. رغم انها مااستفادت شيء غير انها صارت اكثر عاطفيه..
غسلت وجهها اكثر من مرة بماء بارد ..على كل حال ماراح يتغير شيء .
نفس الجمود وان نطق ... ولو تزحزح من صمته بيظل نفسه .
بل العكس حملت لها تأنيب ضمير غريب ..ما كان ودها ان تدخل فاتن في الموضوع..و تسبب اي شيء بينهم
اصلا السبب كله فيه هو ... لانه نشف دماغه على اسباب من صنع عقله ..
تنهدت ...وراقبت الفطور اللي ما لمسه احد... اصلا ليش يصحون بدري وماعندهم شيء ...كان دخلوا في سبات
طويل .. و ما يصحون منه ..حياة راكده مالها معنى ..
اخذت جوالها و دقت على نجمه ردت عليها بصوتها المرح : يا هلابك ويامرحبا كثر حبه رمل في الربع الخالي ..
وضحكت.... اما ليلى اكتفت بإبتسامه..
ردت : هلا فيك .. كيفكم ؟
نجمه وكأنها حست بأنه فيها شيء قالت : والله كلنا بخير .. وانتم ؟
تنهدت : على نفس الحاله ..مافي جديد
تأففت نجمه وقالت : انتم ما ترسون على بر ... خير ويش صاير بينكم ؟
ليلى : مافي شيء اقولك ... قاعده بين اربع جدران ... لا احد يكلمني و لا اكلم احد ..
نجمه : والله انك نحيسه ..تعرفين ان زوجك لوح ..تصيرين مثله ..يابنت تلحلحي سوي لك كم حركه ... تدلعي عليه ..
ليلى بقهر :نجمه ..الله يخليك ..مو ناقصه خبال ..اقولك ما نكلم بعض تقولين سوي كم حركه .. ويش اسوي له يعني
ارقص له ..
ضحكت نجمه وقالت بإصرار : وشفيها ..تحزمي وارقصي له .
ليلى : والله انك فاضيه .. دقيت عليك ابغى ارتاح ..زدتيها علي ..
نجمه : خلاص ..خلاص .. بسم الله صرتي ما تنطاقين ..الله يسامحك يا مطلق ...المهم وينه المنحوس ؟
: طلع ..ماادري وين راح ..
: طيب انصحك نصيحه ..ما عمري جربتها ...ضحكت ..و كملت : روحي انتي و اقعدي فوق راسه .. و اكتمي على نفسه
إلا يحس فيك ..
ليلى بتعب : مالي شده على الاخذ والعطا معه ..كفايه الاحساس اذا كلمته كأني اكلم نفسي ..
نجمه بجديه : تعرفين شو نفسي فيه ..انا امسك من كشتك يالبقره وامسح فيك الارض .. دائما انتي كذا تنهزمين بسهوله
بكره اذا تزوج عليك و حطها على قلبك لا تشتكين .. ..
بصوت عالي سألتها : ويش تبيني اسوي ... ألزق في واحد ما يبيني ؟
بهدوء ردت عليها : ليلى..انتي في بدايه زواجك ..اصلا من قال انكم بديتوا ... ممكن تفشلين معه مرة و مرتين و ممكن عشره
لكن ابد لا تستلمين ... والله الرجال اكثر ناس معقدين على وجه الارض ..
ضحكت ليلى وقالت : الله عليك ..وانتي ويش دراك ؟
نجمه : ياحبيبتي ..لاتنسين عندي اكبر اثنين معقدين في الدنيا .. .. وصراحه قاعده اعمل عليهم تجارب ..علشان افيد و استفيد.
ليلى بحزن : لكن الاخ مو مثل الزوج . .يالبى قلبي ياسعود والله اللي تبي تاخذه لترتاح في حياتها .
نجمه : صدق ..اجل خلاص ..اخطبيني له ..
بمزحه ردت عليها : لا والله ..اللي باخذه تكون عاقله ..مو واحده بنص عقل .
نرفزت نجمه و وضح صوتها من خلال سماعه الجوال : انا يالبقره ..الشرهه مو عليك الشرهه علي انا ..اللي اعطيك نصائح
انتي و الثور اللي معك ...حطي في بالك نصائحي صارت بفلوس من اليوم وطالع ...
ضحكت ليلى وارتاحت : كنت امزح معك يالخبله ..والله مافي منك ثنتين في العالم كله ..
نجمه بثقه :ادري ...اقول تراني مو فاضيه لك ... عندي غسيل مكوم ..روحي إلزقي في خشه زوجك لعل وعسى ينفع معه .
مع السلامه ..
ليلى :مع السلامه ..
اخذت نفس طويل ... و حبكت فكرة بإخراج نجمه ... و تمني النفس بخطوه جريئه تنحسب لها ألف حساب ..
جهزت لها ترمس شاي .. و عملت كم فطيره سريعه .. و طلعت تغير ملابسها ...
بلوزه خضراء تصل للساقين بأكمام طويله وفتحه مثلثه... و بنطلون جينز فاتح ... و ماحطت شيء على وجهها
اكيد الجو حار و مااحتمل احط شيء ...اكتفت بقلوس اورنج فاتح ..
تنفست بعمق ..و نزلت اخذت السله في طريقها ... و ركزت طريقها لمكان واحد لعل وعسى تلقاه ..
ارتاحت لما شافته من بعيد ..و توقفت تقدم رجل و تأخر الثانيه ... ارتعشت اوصالها ..جرأه مااعتادتها ..
عمرها ما كانت جريئه مثل نجمه..رجع كلامها يدور في راسها .
اااخ منك يانجمه ... كل هذابسببك ؟
توكلت على الله و اقتربت .. وكل هذا الوقت تحاول تركز عينها عليه .. .. مستند على السور يراقب حركه "سرور "
انتبه .. لها ..وراقبها بشك .. غريبه منها ..
اقترب منها .. وسأل : خير في شي صاير ؟
جاوبته بخجل : لا مافي شيء ... تنحنحت تطرد غصه وقفت لها وكملت : ما اكلت فطورك .. قلت اجيبه لك هنا .
ورفعت السله ..لتثبت كلامها...
نبض قلبه بعنف .. ونظراته تشملها ... وهي تحاول تصد عنه ...
حرك شعره بتوتر وقال بهدوء : شكراً ... اخذ السله من يدها ... فحطت يدها خلف ظهرها و تشاغلت بـ "سرور "
صب لنفسه كوب شاي ... ورفع رجل على السور..
لوت بوزها بضجر .. اول خطوه فاشله ... طيب يانجمه دواك عندي ...
اقتربت من السور ... طالعته بطرف عينها ..كان ياكل بتمهل ... و لا كأن احد معه... يارب ألهمني الصبر ..
ابتسم بينه وبين نفسه .. يعرف انها وصلت حدودها معه ..
تجاوز السور و اقترب من سرور ..وركبه بسهوله اعجبت فيها ... صارت بارعه في التأمل و المراقبه ...
خرج من حدود السور ..واقترب منها وسألها بهدوء : انتي بتبقين ولا بترجعين البيت ؟
وانسكب ماء بارد على راسها .. والجمت حواسها امام برودته القارسه ..
طيب يا نجمه .. كل هذا من وراء خططك الفاشله ...
ويش ذنب نجمه ..كل من المنحوس على قولتها ؟
هزت راسها بخيبه وقالت بانهزاميه : لا برجع اكيد ..
راقبها ..وهي ترجع ..وده يضحك على شكلها ..و تسمع الدنيا ضحكاته ..تحرك بسرعه خلفها
ومال ناحيتها و مسكها من خصرها ...ورفعها بحذر ..
صرخت بفزع : مطلق ... ويش تسوي .... يمه ؟
اجلسها قدامه وهو يلهث وقال بأمر :تمسكي ..؟
تمسكت في ذراعه وقالت : مطلق نزلني...والله خايفه.
جاوبها و مازال شامخ : لا تخافين مادامك معي ..
حاصرها بيديه و استكانت في جويفاء احضانه .. رأسه يعلو بكل هيبه ..
ابتسمت ..بشغف المغامره التي تخوضها ... و انحصرت معها كل المغامرات اللي كانت قريبه منها وماعاشتها ..
قال وشفتاه بالكاد تلامس اذنها ويبعد الشعر عنها ..
: شكلك حلو اذا زعلت ..
ابتسم ..لنفسه و قامته منتصبه .. وحراره جسدها تنتقل اليه وتدغدغ مشاعره..

موقف ثاني ..كان تضايقت واخذت على خاطرها ...لكن بالعكس فرحت .. فرحه خرجت من القاع راقصه
زاد في نبض قلبها .. و اشتعل فيها مكان خامد منذ وقت .. وبالاخص دقات قلبه القويه التي تخترق جداراتها
و تشعرها بوجود حي بين ضلوعها ... وارتعشت ككل مرة يلمسها فيه ..
ليس شيء عادي ... ابدا غير عادي الذي يجري لي ... ابتسمت وعيناها تعلو للسماء برجاء خفي ..
رفعت رأسها له .. وسط معركتها مع الريح ..في الهواء اصبحوا معلقين ... وتعلقت نظراتهم .. وهامت في ألغازها..
لكنها عادت الى الماضي حيث توغلت في مثل تلك العينين وكانت قريبه منها.... ذلك الفتى الذي تثاقلت عليه
فيما سبق وحملها على ظهره...ياربي مالفرق بينهما ؟ اكاد اتلمس الشبه الواضح ... يكاد يكون هو ..
وهذا يكاد يكون ذاك ؟ لما لم ارى ذلك من قبل ؟ مِثل الشعر المتمرد الغجري ...و الوجه الجبلي القاسي
هزت رأسها لكي ترج افكارها الغبيه وتعود وتنصب عيناها في عمق عينيه ...


ممــكن ســؤآل ..!!

هآلنــظره مــعنآهآ " آبــتعد "

و لآ مــعنآهآ ..,,

تـــعآل ..!!

احب ان يكون مسيطرا دوما ..ولم يعلم ان في الوجود مثل هذه السيطره التي تملكته.. الان وفي لحظته هذه
سيوثق لحظه حاسمه في حياته ..ونقله في مشاعره ..سيكون حريصاً ان تكون دفينه في اعماقه...
سيدع كل شيء للايام ..لتقضي في امره ... و يركز في شيء واحد هي ..هي التي بين يديه ..


***************************

اختلفت المجريات ... و عادت حياة اخرى تسكن اخرى لم تكن بحياة ..اظن انا ؟؟

...في غياب عن اعين لم تكن تعتقد ان من بينهن من يحمل كم هائل من الخبث لدرجه المساومه بالعرض ..
دسست الصور بين الكتب ... وابتسمت بحقد خفي ..غايتها ليس ان تناله هو بل ان تنتقم منه...
أشعرها بالذل ... وستذوق الهوان من اجل ان تراه كسيرا ... فلايهم ما هو الثمن ؟
ام تلك ..فستريه ..بأنه شتان مابينهما ..؟
اهناك غيرها .. ما جعلت قلبها ممتلئاً برماد الحقد نحوها ..
ليست بالكمال ان يفضلها عليها... لكن حواء لا ترضى ولو كانت احداهما سراب في سراب ..
اول خطوه بدأت ..ولا تندم او تشعر بالسأم .. او تنهزم
ستتلوها اخريات ..وبكل دماء بارده ستخوض معركتها الخاصه ..
خرجت ..تحت ستار الطهر ..و الاخلاق ..و ما خفي كان اعظم ..

*********************

لـــي حـبـيـب كـمـلـت أوصـافــــــه حـق لـي في حـبـه أن أعــــــــــــــــــــذرا.


حزمت امرها ... ...سـ تنثر الورد في طريقها و تنشر عبيره في الاجواء
غدا ستدخل مملكتها الخاصه .. التي عبدتها بالاحلام و سارت على خطاها سنين طويله ..
ستقول نعم ... وبعدها نعم ..والى الابد ..ستظل ترددها ..
همست لنفسها ..سامحيني ياليلى لن ادعي اني صاحبه ضمير على حساب سعادتي الى الابد ...
وانت ياسلطان ..ستكون لي ..وسأجعلك سعيد في حياتك.. و ستعرف مامعنى الحب ؟!!
والحقيقه التي تجهلها او تتجاهلها تقال "ماكل ما يتمناه المرء يدركه..تجري الرياح ..................."


***********************************

دخلت بفرحه عميقه... حست انها لاول مره تكتشف شيء مفيد .. تضاهي اكتشافات فاتتها منذ زمن ..
مثل صعود الجبال ... فالتعرف على اشياء بسيطه من شخصيه مطلق ..يضاهي القمم بالنسبه لها ..
ابتسمت وهي تلتفت له : مشكور .. صراحه مغامره ممتعه .
شرب الماء وتجاهل النظر لها ...
ماانتظرت جواب منه وكملت بحماس : المرة الثانيه بتعلمني كيف اركبه من حالي ؟
استند على الثلاجه وقال : واثقه .
حركت راسها بعفويه وقالت : اكيد ... لاني ما راح اخليك تركب سرور لحالك ؟
ابتسم ..فجأه ...لتلاحظ تعجلها في كلامها ...
و ذابت في ابتسامته الرجوليه الساحرة ..
قالت بخجل واضح : انا بطلع حجرتي ...تبغى مني شئ ؟
هز راسه بلأ..و عيونه مسمره عليها ...
تركته..و قلبها يخفق ... اكان من السعاده ان تذيقها طعمها لها ؟
ام هو الاستقرار..على ارض ثابته ...
تعرف انه متغير ولا يقر على لون ... لكن راقها ما رأته فيه ..
اغمضت عيناها تحت الماء ... و تخيلت عيونه الحاده ..وابتسامته التي يشح في اظهارها ...
سطوته الرجوليه و شموخه المسيطر ...
مالها تذكر كل شيء ؟ توالياً ..لاتروي ابدا
تنهال عليها كل الافكار ..ووسط كل هذا تبتسم ..
خرجت ..ومازالت الابتسامه مرسومه على وجهها الوضاء ..
سبحان الله منذ دقائق وهي تبكي ... والان تشعر بفرحه تخاف ان تظهر للعيان ..و تختفي مذعورة
انفتح الباب فجأه ... شهقت بخوف ..لانها كانت غائبه بعيدا عن حاضرها ..
اتصلت عيونهما ... عبر خط طويل من الانتظار ..
تتلو كل رمشه مشاعر متجدده .... يجهلها كل الاثنين ..
يخافون من اظهارها بكلمه فتجرح الصمت ...
تجرح كبرياء رجل ... لا يحب ان يظهر الخضوع ..لاحد
رجل بدائي .. يخاف ويقسم انه يخاف ... كيف يتعامل مع انثى ؟
يرتجف .. ويخفي ارتعاشه بجلد صخري ... لا يتأثر بالعوامل الخارجيه..
قفل الباب خلفه ..و تقدم بكل هيبه وان اخفى تحتها ضعف يهزه ويهابه ...
وهي متسمره مكانها ... تنتظر بخوف وخجل .. وفضول ..
اقترب منها ... فلم تعد تحتمل ...ارخت نظراتها لتقع على صدره المكشوف ..
فأغمضت عيونها بقوة ...فأعادت فتحها على اثر لمسته على وجنتها ...فكان قريبا ..قريبا
فكلامها ..يريد ان يكون عاديا ، جاهلا ، مخموراً بتلك الاحاسيس الغريبه التي تجتاهما ..
لم يعد احد يعرف مايفعل ...
وكأن الدنيا اسدلت عليها ستاره تخفيهم عن الجميع ....
تخاطبت الايدي و عبثت الحاجات بأنفسهم ...
و ذابت الاروح بلا ارتواء ...و انسلخ العقل في هوة الشغف ..
و تجاذبت المشاعر كالمغناطيس لا مانع لها..و امتزجت الاجساد ..
وغابوا فلا شيء يوصف بعد. ..

*****


لـــو طلعــــت لفــــوق عانقــــت القمــــــــر
يستحـــي نـــور البــــدر لا شـــاف خـــــدك

لـــو حسبــــت الشـــوق ينبــت لـــك شجـــر
تثمـــر أزهـــار العمـــر أضعـــاف حـــــدك

لـــو حصـــرت أيـــام وأحـــــلام البشـــــــر
كلهـــا قطــــرة وفـــا مــن جـــزر مــــــدك

**********


مـــاودي انــك عابـــر كنــــك الطيــــــــــف
وانـــــي انــــا نجمـــــة وطاحــــت بكونــك

ودي أكــون البحـــر لــك وانـت لـي سيــف
واكــــون لــــــك عمـــرك وقـــرة عيونــك

واصيــر لـــك ديـــوان شعـــر وتوصيـــف
وفـي وســط صحـرا الحـب تهطـل مزونك.





كبرياء الج ــرح 22-09-10 04:01 PM

البارت الثاني و العشرون :



>>>كان الظلام يعم المكان ..و السكون يبث الخوف في الارواح ..متخبطه بمفردها ..تبحث عن اهلها
جدها او جدتها ...هند.. سلوى ..وينكم ..اخوي سعود ليش تركتني ...
دربها طويل ...و طبول قلبها قد بدأت بالقرع و كأن حدثاً ما قادم ..التفتت للخلف كانت عيون مخيفه تترصدها
الخوف شل جسدها و لم تقدر على الحركه ...فجأه غشاها نور قريب ..لمحته كان يقف باسماً بقامته المديده
و عنفوانه القوي..هو منقذها من كل هذا ..حلمها الذي طالما انتظرته .
ركضت له تنجو بنفسها من اشباح تطاردها ..استكانت في احضانه و السعاده تغمرها ...تسمع حتى نبضات قلبه
راجفه متوعده ...
دفنت رأسها و همست لنفسها بنعيم و طمأنينه...أهو ذاك الذي ينتظرني ؟؟؟
رفعت ناظريها لمنقذها ..لمن استكانت بين احضانه وديعه ...حالمه .....
لكن فجأه حل الجمود و توقف الزمن و نزلت الصاعقه على رأسها غير مدركه للحقيقه ...من انت ؟!!!! <<<

>>> >>> فانقشع الظلام ..وسطع ضوء اعمى عينيهاا .. فاندست في احضانه تحتمي من سطوعه القوي ..
و غابت في دفء مريح .. و استكانت و تركت عناء البحث عن الواقع من الحلم ... .. فإبتسمت ..لنفسها وهواء بارد
ينعش تنفسها .. .. فرفعت رأسها ..لتشكره بإمتنان على مساعدته...
فلم تخف ..او ترتعش او حتى تستنكر ..بل على العكس من اعتقدته غريباً لمساعدتها ... هو اكثر المقربين لها الان
تسلقت عينيها الخجلى ..قامته المديده لتستقر في ااعماق بحيرته السوداء .. .. وتبتسم بإمتنان ..و عادت تغوص في كنف
احضانه .. >>>

فتحت عينيها فجأه ..في عالمها الواقعي ... لتلهب اذنها انفاس حارة ... بعثت بـ وابل من الهزات العنيفه التي اعترت جسدها
و اعتراها خجل لايطاق .. كتمت انفاسها ..محاوله الفرار ..بهدوء .. لعلها تتصنع الجرأه و تتجرد من حلة الخجل لفتره ..
بعيدا عنه على الاقل .. .. .. ما كادت ترفع رأسها حتى تعود ..جزء من شعرها تحت ذراعه ... غمضت عيونها بتوتر
انه في اي لحظه يصحى ..و قتها ما تقدر حتى تتنفس ...حاولت تشد شعرها .. .. و تفر منه ..لكن هيهات المجازفه ..
ويبدو انه حس فيها ..و تحرك من مكانه ..استغلت الفرصه و تسللت على اصابع رجليها .. .. ..
ابتسم ..في صحوته وهو يراقب هروبها الصامت ... محتلها بالكامل من رأسها الى اخمص قدميها ..
... مزهواً بفخر لامتلاكه ... شيء لايعلم احد انه يملكه ...بمثل هذه المواصفات .


رأيـت بهـا بدراً على الأرض ماشـيـــــاً ولــم أر بـدراً قـط يـمشـي عـلـــــــــى الأرض.



************************



دخلت جود ..وطالعت اختها المتأنقه .. ..
استندت على الباب ورفعت حاجبها بإستغراب ..سألت بهدوء : اوووووه شو هالتأنق ؟ على وين ياحلوة ؟
انتهت من الماسكار والتفت لها وقالت بإبتسامه : عيونك انتي الحلوة .. والله داقه علي فاتن ..وعزمتني
جلست على الكرسي وقاالت : والمناسبة ؟
وداد :بدون مناسبة .. صديقات و حابين نلتقي ...ما يبغى لها مناسبه .. .. .. المهم ويش رايك ؟
دارت حول نفسها اكثر من مرة ...ورفعت يدها بطريقه استعراضيه ....
ابتسمت جود وقالت : طالعه مثل القمر ..
ضحكت وداد ... وشالت شنطتها ...و ردت بغرور : قديمه ...
وقفت جود بسرعه وقالت : الله يرحم التواضع ...ترى يمدحونه ..المهم طلال اللي بياخذك ؟
وداد :اكيد .... إلا سواقي في اجازه كان وداني هو ...
سحبت عباتها وقالت : هاهاها بايخه ....خلاص ..بمشي معك ..يوصلك طلال قبل واروح انا المكتبه ..؟
وداد : والله فكره ..خلاص انا بدق عليك واقلك اسماء روايات بالمره ... و كمان مجلات ..
تأففت جود بضجر وهي تخرج قبل اختها : انا مااحب اقرب قسم الروايات .. ..
وداد بترجي : الله يخليك يا جود ... والله لو ماخايفه اني اتأخر على البنت ..لكنت مشيت معك ...جود لاتذليني عاد ..
جود : خلص .. لكن اكثر من روايتين ومجله مافيه...فاهمه..
وداد :خلاص يوووه منك .. صراحه المفروض سموك نذاله مو جود ..
ضحكت جود و سحبت اختها معها ....

*******************************

صلت العشاء.. وجلست على السجاده ..تذكر الله ...
وبقيت فتره ... وعيونها على الباب ...توجس المسامع ..لذلك الخفي ... الذي تدثر بالعمل من جديد ..
اكيد مايبغى شيء ... وهو ما يحتاج شيء اكيد لو يحتاج شيء كان قال لها ..
ابتسمت .. و كأنها خجلي من كل اللي صار ...
سمعت نغمه جهازها قامت بسرعه ... شافت تؤام روحي ... وابتسمت وهي ترد
: هلا والله بأحلى اخ في الدنيا كلها .
سعود : ايه اضحكي علي ..بكم كلمه ...
ليلى بزعل : فديتك يالغالي ... انا عارفه اني مقصره ... حتى اهلي ماكلمتهم ... كيفكم ؟
ضحك سعود .. وارتاح لصوتها وقال : ماعليه ..ياحبيبتي ..كلنا طيبين ... والحمدلله ...
: لا تخبي علي يا سعود ...طمني كيف جدتي وجدي ...والبنات ؟
سعود : والله كلهم بخير ..يسلمون عليك كلهم..
ليلى : وحشتوني كلكم...
سعود بحنان : والله وحشتينا كمان ..ماودي اقول مكانك فاضي في البيت ...و مافي احد يقدر يسده لان عارف انك بتقلبينها مناحه
تجرعت الشوق ..بصعوبه وصوته المحبب لقلبها .. يرهف اسماعها ..
ردت عليه : الله يخليك لي ... إلا قولي انت من وين تكلمني ؟رجعتم صح ؟
تلعثم سعود وقال : لا والله ما رجعنا .
ليلى بخوف : ليش ياسعود ..قبل ماامشي قلتم انكم بترحون بعد يومين ...فيه شي صار وانا ماادري ...
سعود : بسم الله ... انتي على طول فسرتي الموضوع على كيفك ..؟ مافينا الا العافيه ... حبينا نطول شوي
بتبدى التسجيل في الجامعه الاسبوع الجاي ... وقلنا ننتظر حتى تنتهي ..فهمتي هذي السالفه كلها .
ليلى بحذر :سعود ... تحسبني مااعرفك .... قول لي ..بسرعه ؟
تأفف سعود وقال : الله يهديك .. اقول اعطيني زوجك ؟
بصوت منفعل ردت عليه : سعود ... تحسب اني بصدقك .. جدي واعرف عناده لو قال مشينا ... يعني مشينا..
ومطلق مشغول ...
جاها صوته من خلفها .. : انا موجود .. خير في شيء .
رجعت خصلات شعرها خلف اذنها ..و طالعته ..وقالت : لا ..سعود يسأل عنك ..
تدخل سعود بصوت ضاحك : اقول اعطيني زوجك ...
تنهدت ..لكن تفاجأت بأن يده تلتف حول رقبتها .. ويأخذ الجوال باليد الثانيه ... بالتالي صار وجهه ملامس لوجهها ...
اشتعلت .. فابتسم لانه يعلم بأنها في اصعب حالاتها...
مطلق : هلا فيك ..ابو احمد..
سعود : هلا فيك ..اخبارك ؟
:الحمدلله ..كلنا بصحه وسلامه ... حرك شعرها من الجهه الثانيه ..و تركيزه فاق اعلى الدرجات.... ظل يتحدث ولاهمه
المشاعر اللي رقصت في قلبها وكادت تحطم صدرها ... من شده خفقانه ..
شال يده .. من عليها ... وقال بصوت هادئ : سلامات ان شاء الله .. اشوفك على خير ..
ظل يطالع في الخارج ... حست ليلى ان فيه شيء ...و كلهم يخبون عليها
اقتربت منه وقالت : مطلق ...ويش فيه ؟ سعود مخبي علي شيء ؟ صح
رفع حواجبه وقال : مافيه الا العافيه...
مسكت يده بتوسل :مطلق الله يخليك ...
ناظر ناحيه يدها .. وشد عليها بإطمئنان ..
وقال : يابنت الحلال... كلهم بخير ..ثقي في كلامي ... و بكره ان شاء الله راجعين
سألته بخوف واضح في صوتها : وليش بكره بالتحديد ...
بكل ثقه رد :في مشاكل في الشغل لازم اكون متواجد علشان احلها .. ..
هزت رأسها بالموافقه...رغم كل شيء مازالت خائفه
مسح وجنتها المتوهجه ... وابتسم ..
ردت له الابتسامه ... وشالت يدها من على ذراعه ...
وقالت بتوتر : انا نازله اجهز العشاء.. تبي شيء محدد..
رفع حاجبه الايمن بخبث و قال :ايه ...اقترب اكثر وسط ترقبها >>>
ارتفع رأسها وفي خلدها تدور كلمات كانت تريد ان تحتج لكن اختفى صوتها فجأه ... في ذروه المشاعر ..
غابت معه ...


***********************


يالله امشي ...
ريم : زياد .. يااخي اصبر شوي ..
زياد بقهر : انا ويش جايبني مع اكبر آآآآكله للكتب .. ..
ريم برجاء : زياد الله يخليك .. عشر دقايق وخلاص ... والله كلها كتب مهمه للجامعه
زياد : اففففف منك صرت اكرهها ذا الجمله ... اذا خلصت دقي علي ..بروح اتصفح لي كم مجله ...
تركها وهو يتحلطم ... انا اللي غلطان ... كنت خليتها في البيت ... مسوي فيها اخ كبير على غفله
مالت علي بس ... واحد احرق جوالي بالاتصالات .. والثانيه ..جننتني بالكتب ...
ركن على قسم المجلات العالميه ... مسك له مجله .. وانشغل فيها... دق جواله ...
زفر بملل وهو يعطيه مشغول .. . . و رجع يدخله ..لكن كوعه ضرب في بنت خلفه..
شهق بخوف ..لما انتبه ان البنت تأذت ...و مسكت صدرها ..قرب منها والخوف واضح من صوته ..
: انا اسف ..ما انتبهت لك ... والله ...فيكي شيء ..تحتاجين اوديك المستشفى .
اشارت بيدها بلا وهي ماسكه صدرها .. .. ..
إلتفت حوله ... وباين عليه مذعور ..
ورجع يسألها بخوف :يا اختي ..فيك شيء ...تحتاجين شيء ... شكل الضربه قويه على ...واشار على صدره ...
همست البنت بألم : مافيني شيء ... ...
مسح العرق من جبينه ... و طالع خلفه بتوتر... ولما رجع يطل في البنت ...شافها اختفت من مكانه
دار حول نفسه ...يدور عليها ... ومشى ناحيه المخرج ....
تخصر وهو يشوفها بين الزحام....زفر بقهر ..واخذ جواله ...ودق على اخته
وبغضب قال : دقيقه واحده ..اذا مامشيت والله ثم والله لاترك في المكتبه .... وقفل في وجهها .
ومشى لموقف السيارات ... وهو مقهور و متضايق من نفسه لايكون سبب لها ايه اضرار .. ..
لكن فجأه شافها ..تمشي من قدام سيارته....ومعاها واحد اكيد اخوها .. ويبدو انها متأذيه لانه كانت تمسك صدرها
تنهد بضيق و نظراته تلاحقها حتى دخلت سيارتها ومشت ...


***********************


جلس في مكانه المعتاد ..يراقب الناس عبر النافذه الزجاجيه ... ناظر ساعته .. وكمل مراقبته وكأنه يهمه ما يفوته
شيء ابدا ...
دخل زياد ...و هز مفتاح سيارته قدام عيونه .. : السلام عليكم
ابتسم سلطان وصافحه بقوه : هلا وعليكم السلام ..وينك يا رجل ... ادق عليك ما ترد ؟
ضبط شماغه و اشار بيده للجرسون ..
رجع يطالع سلطان : يااخي منت صاحي ..احد يدق في الفجر ..ما صحيت الا بعد المغرب .
والله كرهت الجوال من وراك ... وبعده اخذت اختي المكتبه الله لايردها ساعه ...
طالع جهه شباب يعرفهم و اشار بيده لهم بالسلام ورجع انحنى على الطاوله
وكمل : يااخي والله كرهت اغنيه محمد عبده اللي حاطها ...
ضحك سلطان وقال : مااحد قالك ..تحطه على العام ..كنت خليه على السايلنت ابرك لك ..
كشر زياد في وجهه وقال : والله من قراده حظي ... نسيت احطه على السايلنت .
ابتسم للجرسون وقال :واحد كوفي مر ..و نطق الاخيره بمراره في وجهه سلطان ..
ابتسم سلطان ..: خلاص ذليتني ماصارت عاد ...
زياد : خلاص... يالله قول ويش عندك ..ماحرقت جوالي علشان تشوف وجهي الوسيم .
شرب شاي و طالع زياد ..وقال وعيونه على الكوب : ما قدرت يا زياد..
رجف قلب زياد وقال وهو عارف تماما مقصده : ما قدرت ويش ؟
لمعت عيونه بإهتمام ..ومال على الطاوله وقال بصوت هادئ حذر : زياد ... اكبر خطأ انك تمشي في طريق خطر ..وانت تعرف
انه خطأ في خطأ....مليان بالقرارات الفاشله ...و ...
قاطعه زياد بحذر : اختصر يا سلطان ...
اخذ نفس طويل .. .. وصل لنقطه ما يقدر يرجع فيها للخلف ..لابد ان يمضي ..
كمل : ما اقدر اخذ اختك ... و اظلم حالي و أظلمها معي ...
تنهد زياد وكأنه وصل لاخر الطريق .. و ركن للصمت ..
تأمله سلطان .. وقال بجديه : زياد ... ناظر عيوني ...و خذ الامور من وجهه نظري ... اختك مافيها عيب والله يشهد ..
اشار لنفسه وكمل : العيب فيني انا ..والله فيني انا ..
سأله زياد بخيبه امل : ويش تبي مني يا ولد خالتي ؟
سلطان: اولا ابغاك تفهمني .
زياد بحده :فهتمك وبعدها ....
برجاء طلب منه : الله يخليك لا تزيدها علي .. .. انا من غير شيء مهموم ....
ريح نفسه على الكرسي ... في وقت جيه الجرسون .... عقد يديه على صدره ..انتظر لمن راح
وقال بسخريه : تبي مني.. اقول لاختي ... سلطان مايبيك . .. عادي اقولها في اوامر ثانيه ...
تعب من الانتظار وحس ان الموضوع مقفل من كل الجهات ...وان مصيره موشوم بالتعاسه .
لقط جواله و مفتاح سيارته ..و جا يوقف ..لكن زياد مسكه من ذراعه وارغمه على الجلوس .
زياد : اقولك اقعد ...
همس سلطان بغضب : مافيه فايده ... انت الوحيد اللي لجأت له وخذلني ...قلت احل الموضوع بالتراضي ما فهمت علي
تجي من اختك قدام الناس ولا تجي مني ...تفهم علي ....
هز راسه بتفهم وقال : خلاص ..مابقي الاتبكي ...وتفضحنا قدام الرجال .
زفر سلطان بقهر ... و سكت
اقترب زياد وقال بجديه : رغم ان الموضوع صعب علي ... وبيكون اصعب اكيد ... اذا نقلته لاختي ....
سكت لحظه و تذكر كل شيء مر بينه وبين اخته ...
ورجع كمل بمرارة : انا عارف ان الوقت اللي انحطيت فيه كان ضغط كبير عليك ..رفض ليلى و اصرار والدتك...
لكن قرارك جاء في الوقت المناسب .. والله يعين ان شاء الله .
سلطان : مشكور يا زياد ..
رد عليه بجديه : لو ماني فاهمك و فاهم سبب رفضك لاختي ..كنت دعستك بسيارتي و اروح فيك اعدام ..
ابتسم .. فكمل زياد له : الله يوفقها بواحد احسن منك ان شاء الله ..
رد له الابتسامه رغم الالم داخله ...وهز رأسه بإمتنان ..وهمس : امين ..
شرب الكوفي .. وهو حاس بثقل الهم اللي شايله ... .. وبالكاد قدر يبلع ..كيف راح يبلغ اخته الخبر الصعب
اصعب شيء انك تلاقي الرفض و ذراعيك مفتوحه بكل ود و تنتظر الاستقبال على احر من الجمر ..
مد لسانه ..وغمض عيونه ..وقال بلوعه : وع ويش هذا ... انا طلبت مر ...
ضحك سلطان بصوت عالي على تعابير وجه زياد ... و تناسوا مؤقتا ما ينتظرهم ...
هي قدرة يغدقها العقل في لحظات صعبه .. لعله يمضي قدماً في قراراته المصيريه .



*******************


الساعه الثانيه و النصف ...
ماكان يعتقد انه في اي لحظه ... بأنه يحمل قرار صعب مثل هذا وينقله لاخته ..
في هذه الثانيه ... شعر انه تخطى كل المصاعب مع اخته .. وانه نسي ما زرعته في نفسه
من خيبة و صدمه ..احتاج لايام حتى يصدقها انها تأتي من اقرب الناس إليه ..
جلس على عتبه الباب ... والانهاك قد اصابه...
مايفعل في لحظته هذه ... كيف يخبرها .. كيف يحطم ايقونه احلامها بكل سهوله ..
ابتسم ... كم ولو انه قد شفى غليله ..بهذا و اصبحت النتيجه متعادله ..
وعاد وكشر في وجه افكاره وكأنه يبغضها اشد البغض ...
لم يحبذ ذلك ... اي احساس قد تسرب لقلبه ورضي بمكوثه..
مهما يكن فهي اخته ..لب جروحه الظاهره ... و مفتاح اسراره ..
وقف على حيله ... عاقد العزم انه يخبرها في الوقت المناسب ...
دخل البيت... ليشق طريقه وسط الظلام .. .. ناحيه الدرج..
لكن سمع صوت تكسير ... من ملحق الرسم الخاص في ريهام ..
مشى بسرعه ... و توقف على عتبه بابها ..
اين ذاك العزم الذي تدثر بخوف الان ؟
و ذاك القرار الذي انتصب اعلى افكارك ... اين فر منك ؟
راقبها .. بشفقه ..تجمع قطع الزجاج ...
ابتسم بحزن .. و حال نفسه يقول ..هل ستقدرين على جمع اشتات نفسك ...غداً
هل ستعودين مثلما كنت ... لا ليست مثل ماكنت لقد بت اكرهها كثيرا تلك الفتاة ؟
تلك التي غرزت اشواكها السامه في قلوب الابرياء ... واستباحت الامهم ..
على حساب ان تنهض بغرائز انثى غير مباليه بالاخرين و أولهم اخاها .. .. .. ..
تلك التي صورت كيف تنهمر الدموع .. وهي في رغاده الضحك وعشق الفرح ...
اريدك ان تسدي الثغور التي صنعتيها بنفسك .. و تلمي بقاياك المتناثره ..
وتقفي صامده ..وعزيزه نفس ...تأبى ان تنهار تحت وطأه الاحزان ..
فغدا يوم اخر علمه عند رب العالمين ... ...
اقترب منها ... و جلس لمستواها ..يلم بقايا الزجاج ..لعله يتقاسم الالم ويعينيها على ماهو قادم ...
يتجاهل نظراتها المستغربه من تصرفه ..
قال :كنت طالع غرفتي .. وسمعت الصوت ..
ابتسمت وردت عليه : انكسر الصحن دون ما انتبه .. ان شاء الله اامي ما تلاحظ فقدانه ..
ابتسم ..و هو يرمي الزجاج في سله المهملات ..
غمض عيونه بشده ..وقال : كنت بكلمك في موضوع صراحه... وفرصه اني لقيتك لسى صاحيه .
جلست على كرسي بدون ظهر ..وقالت بإبتسامه مشعه : كلي اذان صاغيه .
استند على الجدار وقال : الموضوع يخصك انتي وسلطان .
ابتسمت ... و دلكت اصابعها بتوتر ... و هاله الخجل تغمرها قدام ناظريه ...
ابتلع ريقه بصعوبه بالغه ..وانتظر حتى تزول الغيمة الكاسحه من امامه و يقطع في امره وينتهي..
لم تعلم ..بأن موجات من المشاعر قد تفضحها وتعريها من جلادة صبرها..
اهو ذاك الشعور نفسه .. الذي تخيلته لنفسها ايام و ليالي طويله حالمه ...
تعالت انفاسها ..لترفع رأسها له ...و تقول له ..بصوت مليء بنشوة الاحلام .. و تزف له موافقتها بنفحه الورد
و فرحه العيد بعيد ... وزادها ذلك ابتهاج كبير ..ان اخاها قد توشح بالسلام و عفى عما مضى ..لتكمل المسيرة
ناحية حلمها المشيد في قممها العاليه ...
قالت بصوت منخفض : كنت بقول لأمي الليله ... لكن ماكانت فاضيه ... لكن اكيد بقولها بكره الصباح ...
تأملها بصبر طويل وقال بإستفهام غبي : بتقولين لها ايش ؟
رفعت عيونها بإبتسامه خجل : عن موافقتي ...
وسدت عليه جميع المنافذ لرمي قنبلته و الهروب ... لما لم يقذفها في محيطها الهادئ ويتركها تبتلعها ببطء
و يدعها تلعق جراحها .. بصبرها الذي غذته طيله هذه السنين ...
انتصب في وقفته و شمخ بإصرار .. وكله عزم انه لن يدعها تكمل مشوراها في السراب .. و تخوض في اللامعقول
سيقول عنه احمق ..و جلف و لا يتحلى بذوق او مراعاه للمشاعر ...فليفعلوا
فما اقسى من الانتظار وانت تعلم المصير ...
وسط نظراتها المستغربه لصمته الطويل ... و صلابته التي اكتسحت حتى عينيه ..
وبصوت حازم : ريهام.... سلطان ما يبيك ..
إبتسمت .. وجفلت عينيها..مع ان ابتسامتها بدأت تذبل و وجهها بدأت تكتسحه ظلال العزاء و فقدان خلع من قلبها
خلعاً مؤلماً...
فتحت فمها .. .. لكن الكلمات اختفت داخلها ... و اعتراها برد قارس جمد معجم المشاعر .. ومات الشوق
على عتبه الانتظار .. و انحصر الحلم في زاويه ضيقه و اختنق حتى لفظ انفاسه الاخيره...
وهاجر السرب الاخيرمن مجرد " اماني " ... و ظلت هي وحيدة .. .. ..
و فراغ كبير ...يتردد في صداه .." ما يبيك " .
تنفس بإرتياح بالغ ..لانه انتهى من مرحله خطرة... والباقي سيكون عليها هي الشق الاكبر لشفاء روحها ...
اغمضت عينيها ... تريد ان تعيش الفقد .. ولوعه الصدمه ... فذرفت دمعه مجنونة ... صاخبه ..
والحقيقه انها ساخرة .... ذكرتها بدمعه قد انتفضت متمردة من اعين بريئه ... ذكرتها بأن الدنيا تدور ..و تدور .
و استرخت ..في اغفاءتها ... وتريدها طويله ... طويله .
وغابت عن الحياة .....في سقوط الى قاع ..عميق .. لاتظن انها ستبصر نور القمه من جديد ..

اليوم لا يمر
وقلبي من الالم والوحدة يؤذيني
فينعكس الحزن على وجهي
وحتى حبي قد تعب من الحزن
وكل قطرة حزن تنزل مع دموعي بلا امل
كل هذا يحدث من دونك
وعندما تمر الليلة من غيرك
يعود الى قلبي التعب
ليس لدي حب
فالحب ممنوع بالنسبة لي
فببعدك عني تخفق روحي وتتلاشى من جديد
ببطئ ببطئ
اغني لوحدي
اه من حب شدني اليك
حزني يسقط في قلبي كالجمرة الحارقه..
يوشم في نفسي ..جروحا ابديه باقيه ..


***********************************


في كل يوم ..حينما تشرق شمس الصباح .. نرفع ابصارنا لرافع السماء ..
ونبث دعوانا له .. .. .ونتأمل في خفيه عن بنو البشر ... في تواصل روحي ..ما بيننا وبين خالقنا..
نشمر عن سواعدنا ..ليومنا ... متجلدين بالتفاؤل والصبر .. ذاكرين الله في كل ساعه..

انتهى من شيل الشنط .. .. وراقبها تثبت عباتها على راسها ... وتمشى ناحية السياره ..
عدل شماغه ... وانتصب بشموخ .. و دخل .. .. انتظر حتى دخلت وحرك السيارة و مشى ..
إلتزم الصمت .. من بدايه الطريق ... .. طالعته بطرف عينها ... و كأن حس عليها و لبس نظارته الشمسيه
استرخت على الكرسي ... وفي بالها تدور على شيء ..على نقطه بدايه ... الصمت يقطع حدة العلاقه ..
الطريق طويل ... لو تقدر تقضيه بالنوم كانت اختصرت الوقت ....
دق هاتفه ..لتخرجه من صمته .. .. و تراقبه تلك الكاميرا الزوجيه بنقد ... و تأمل و اكتشاف ..
مطلق : ياهلا والله براعيه الصوت ...
إلتفتت ليلى جهته ..وعضت شفاتها تحت غشوتها ... رقص قلبها على اثر ضحكته ..
و ساورتها الشكوك ...خلف ستار اللامبالاه ...
إلتفت ناحيتها و بصوته الرخيم : والله كلنا بخير ... والله هي السبب .... وضحك ..
ناظر ليلى وقال : ابشري ..خذي كلميها ..
مد الجوال لها وعيونه على الطريق .. .. .. مسكت الجوال وهي تجهل هويه المتصل ..
اول ما حطته على اذنها ..ابتسمت بخجل لان افكارها راحت بعيد..
: هلا وفاء ...
وفاء بضحكه : هلافيك يالقاطعه ...وحشتينا والله ..اخبار اخوي معك؟
ليلى : الله يخليك ..وانتو كمان وحشتوني .. اخبار البنات ..؟
وفاء : الحمد لله ... مثل ماتركتيهم ... إلا ماقلتي كيف مطلق معك ؟
رمت بنظره عليه و هو مازال مركز في الطريق ..: تمام ..
وفاء بضحكه : اكيد ..مابتقولين ثقيل طينه و ما يتكلم كثير..و يرفع الضغط ...
ليلى : لا حرام ...مو لهذي الدرجه .
وفاء : اوووه ... والله قمنا ندافع ...من قدك يامطلق .. اقول ليلى ليش راجعين ..كان قعدتم شوي ؟
ضحكت ليلى ..وقالت : مطلق عنده شغل في الشركه .. .. إلا خبريني اخبار خالتي و البنات ؟
وفاء :الكل بصحه وسلامه ... وينتظروكم على احر من الجمر ...
ليلى : على خير نلتقي ان شاء الله ...
وفاء : مااطول عليكم ..ننتظركم في البيت ...مع السلامه .
ليلى : في امان الله .
مدت الجوال له ...قبض على يدها ..وقال : وفاء ما تفوت مكالمه الا تحش فيني .. ؟ يالله اعطيني الموجز
استرخت يدها في قبضته القويه ..و لم تحاول حتى ان تسحبها ..
ضحكت برقه وقالت بمشاكسه اصبحت تهواها معه ..: كلام خاص فينا .. ؟ ماينفع نقوله لاي احد ؟
شد يدها ناحيته وقال بنبره ممزوجه بعناد : ومين قال انه انا اي احد ؟
ابتسمت ... و ناظرت لقدامها .. واحساس مماثل يغزو قلبها الفتي .. ..
انتظر جوابها .. لديه الفضول ان يقر جوابها بشي يفوق سؤاله ... ان يلمح على وجهها المدثر تحت السواد
بعلامات الرضى والقبول ..
ترك يدها .. و كأنها ضاعت في صحراء كبيرة ... احساس طمرته برمال مماثله في خفيه عن الماكث قربها ...
راقبته مطولاً وكأنه فصل فصلاً تاما عن تواجدهما ... وغاب في عالمه الفردي حيث يعيش هو و تنتظره هي .
حزنت ... ان تنقطع خيوط التواصل فجأه ..و بغرابه شديده .. اكان عليها ان تضع كل شيء جانباً ، الخجل ، والتردد
والخوف منه ومن القادم الذي سيحضر برفقته ...
تنهدت بيأس و عضت شفاتها فأسرعت الكلمات تتوالى من حنجرتها ..وبدون رويه ونظراتها مازالت للامام
: تعرف ويش قالت عنك اختك ..ثقيل طينه ..و ما يتكلم كثير ... و و تحركت من مكانها لمواجهته ونطقت اخر كلمه
بحده اكثر تظهر ماتبطن .. : و تررررفع الضغط .

نقل نظراته مابين الطريق وبينها ...لم يتوقع حربها الكلاميه التي خرجت من الصمت ... ولم يظن ان ذلك الهدوء الذي
كانت ترتديه سيسبق عاصفتها الهوجاء تلك .. فضحك ...بأعلى صوته ... يخرج من رزانته المعهودة .. و سكوته الثقيل ..
و يكون رجلاً عاديا جدا .... لم يعتد عليه ...


*******************************


يومي لا اشعر به بدونك ...اشعر ان الساعات تمر جزافا وان الحياه كالفضاء ..
وانا اسبح فيه هائمه لا اعرف اين احط ..
امان ...مطلبي الوحيد ...كيف اناديك ؟
قدري ان ابحث عنك طويلا ..ولا اجدك .
قدري ان انتظرك ..على رصيف الحياة رغم المطر و الالم المباح والرياح العاتيه ..
ولا أمل ابدا ...
قدري ان ابلع الشوك في سبيل جنة اللقاء .
يمضي كل شيء امام ناظري وانت الوحيد الذي لم تعبر ..
تأبي ان تسير بكل هدوء ..بل العواصف رفيقتك المرحه والبحر الهادر موسيقاك المفضله ..
ترفض ان تعيش هانئا ببساطه ..وتدلك افكارك بهواده ..
وتعود إلي ..ساكناً ..متلبساً السلام ..رفيق العهد بحياة متجددة
مابالك يارجل ؟
رميت بزي الحياة ... و تجردت من مجاراتها ... و كأنك تعاقبني ..
تحملني وزر رميته على غيري ... و تجاريني في خدعتي العظيمه ...
و ترميني في نفس الحفره العميقه تلك التي رميت بها غيري ... وتتركني وحيدة
اعاني اليأس والحرمان و حرقه الهجر .... والضمـــــــــير .


بعضنا يرفض الحياة ... اذا رمته هي على ناصيه اليأس والخيبات ...
و بعضنا ينكر وجودها حتى في عينيه وان عاشها وخرجت انفاسه حارة لتذكره بوجوده فيها ..
والبعض الاخر ...يهيم فيها و هو حي وميت و لا يبالي بها ...

بالكاد استطاعت ان تفتح عينيها ...تحت الهموم المثقله التي صاحبتها حتى في احلامها فقلبت كيانها ..
و عادت لاغماضها وسط الجمهره حولها ... ولاترى سواه معها ..ناقم عليها
... والان عرفت انه سامحها...انه غفر زلاتها ...
فجرحه الان ... قد ألتئم و جروحها تفقت من جديد ... تنزف للابد ..
أليس للحب جروحاً غائره و مؤلمه ... أليس نصله يقطع عروق القلب ويدميها ؟
عانت الامرين منه و ماعادت تطيقه ابدا..
كرهت مسماه البغيض ... و اندثرت جمالاته تحت وهميه الاحلام ... وخدعه المشاعر ..
اقترب زياد منها بخوف وسألها : ريهام ... انتي بخير ... تحتاجين اوديك الطبيب ؟
نامت على جنبها و اعطته ظهرها و قالت بضعف : اتركني لحالي يازياد .. ارتكني لحالي ..
وهو مالبث ان استجاب ... فهو اشد ضعفا منها لو تعلم ..
لن يأخذ ويعطي .. في وقته هذا لان االاخذ نادر والعطاء محدود ... بل معدوم
يأمل ان تشفى جراحها .... فألمه الان كبير ولا يقااومه
مهما يكن فهي جزء منه ... لم يعتد فصله ولو اراد ....


*******************************

سلمت على الجميع بحب .. وقد اصبحت جزء منهم ...وهم منها ...
جلست جنب ام مطلق ... المرأه العطوف ... خفايا الحنان والحب ... تحمل من العاطفه الكثير
حتى رأتها تنطق من عينيها ..
مسكت يدها وقالت : عسى مطلق مريحك يمه ؟
مرت عليها الايام تواليا ... و اسرعت قبلها ... رمت عليه نظراتها المبهمه للغير ...
كادت ان تعرفه... فيه مايجعلها متخبطه .. مترقبه و متأمله...
وقالت : الحمدلله يا يمه ... مايقصر علي بشيء .
تدخلت سمر ..الجالسه جنبه : اقول ليلى ... اعترفي ... ليش اول ما دخلت كان وجهك احمر ...
حدجتها ليلى بنظره متوعده ... تحت انظار مطلق وابتسامته الغامضه..
و رجعت للموقف اللي سواه ... او عندما قالت الكلمات الخطيره في حقه .... ارااد اسكاتها بطريقته ونجح
واعتمدها طريقه فعاله في تهدأه انفعالات المرأه ... وكأنه اكتشف سر الجاذبيه الارضيه للتو
وقف السياره على جنب ...ورفع نظارته ....وابتسم بمكر ...
اقترب منها دون ان تعلم خطوته القادمه ... وبسرعه الضوء طوقها بذراعيه وختم على شفتيها بقبله ناريه
افقدتها رباطه جأشها ... و شل حركه افكارها وخدر مشاعرها ... و عرقل انتظام انفاسها ...
ونجح في اخماد ثورتها بسرعه قصوى ...
قالت بتوتر : من الحر اكيد ....
ام مطلق : اجل قومي ريحي انتي وزوجك .؟ اكيد انكم تعبانين...
سمر : يمه ... خليهم شوي ... والله اني مشتاقه لهم ..
وقف مطلق و قال : ملحقين علينا....
غمزت له سمر وقالت : وين .. خلاص صرت حصري يا لحبيب ؟
شهقت ليلى ... مع ابتسامه لا تخفى ... ناظرها بتحدي ورجع يتوعد سمر ..مسك عقاله ولوح فيه قدامها
:يمه ... انا لو ذبحت البنت هذي لا احد يلومني .؟ ...
ام مطلق : علمها الادب ... انا خلاص غسلت يدي منها
سمر بضحكه : الله يسامحك يمه... شايفتني صابونه .
مطلق بحده خرجت للسطح : سمر... طول لسانك هذا بيقلب حالك ... وبيقلب معاملتي لك .
توترت سمر ... وقالت : اسفه... كنت امزح .
مطلق : المزح له حدود .
رمى بنظره غاضبه على ليلى ... لم تكن لها لكنه لم يستطع الخروج منها ..
وقال لامه : يالغاليه ارخصي لي ... انا بطلع ارتاح شوي .
:روح يايمه .. الله يعطيك العافيه ... وخذ مرتك معك ..
طالعها مباشره وقال : خليها على راحتها... ممكن تبي تبقى مع البنات ..
و رقى الدرج ..بسرعه...
نفخت سمر وقالت بضجر: والله لو بعد ميه سنه ما راح يتغير ... اخوي واعرفه.
ليلى بتفهم : انتي تعرفين طبعه ... لاتزعلين منه .
سمر بإبتسامه : ابد لو ازعل من البشر كلها ...إلا مطلق ...
ام مطلق : قومي يمه ياليلى ... روحي لزوجك ... لو قابلتي سمر ما بتخلص السوالف ..
ضحكت ليلى ... وسط ترددها .. هو قال انه مايبيني معه .... خليه يرتاح بعيد عني ..
لكن بالرغم عنها طلعت لجناحها ...
اول مافتحت الباب.... دخلت في الظلام ...والبروده العاليه... نسيت انها كانت تشغل الغرفه وحدها
وهو كان ينام في الغرفه الثانيه ... اكتسحتها موجه خجل ... ..وهي تتذكر المواقف السابقه ...
اول ماجات تفتح النور ... باغتها ومسك ذراعيها وثبتها على الحائط ..
شقهت بخوف و قالت : مطلق ... بسم الله خوفتني ..
مطلق : خوفتك .... وضحك... وكمل بحده هادئه : كنتي طولتي في الجلسه ... ؟
ابتسمت في الظلام.... تظن انه لايراها ...
وقالت بهدوء : انت اللي قلت خليك على راحتك .... ووهذي راحتي .
شد على يديها ... بتملك وكأنه يريد ان يعاقبها بدون سبب ...
حط جبينه على جبينها ... واقترب اكثر حتى انفاسه صارت انفاسها هي ...
تنفس شذاها.. وهام في رقتها .. اغمض عينيه ليستمتع في لحظته ..طبع قبله هادئه على رأس انفها ...
ارتجفت بخجل ... حاولت تتملص من قبضته ...
طال الصمت ... و كأنه لايعلم ماذا يقول ؟ اصبح يكشف نفسه رويدا ..رويدا ويخاف ...
و كأنه مخدوع من نفسه ؟ لم يتوقع ان يكون هو هذا الشخص الان ...
يملك من الخفايا .. ما يستعجب منها هو نفسه ..
لكن ما حيلته امامها ؟ وقع في شركها بسرعه كبيره ولم ينظم افكاره و يعد خطته في التعامل معها
اتغير حقا ...كيف ولماذا ومتى ؟
لم يعتد هذا ابدا... ولم يريده في بدايه الامر ... وكأن نقيضه يخرج من دواخله و يعيش حياته
او انفصام لشخصيه رجل كان يريد ان يعيش عاديا متجردا من ترهات الصلابه والقسوة ..
حررها بسهوله ... مطاوع لافكاره
لن يقنع بتلك الدواخل الغريبه ... لا يعرفها اساسا ... لما يفضح نفسه امامها ويتجرد من كبرياءه
اختفى في الظلام الذي اكتسحه فجأه...

وسألتُ نفسي حائراً أنا من أكون ؟
مالي عشقت السير في طرق الظنون
فإذا جنوني صار بعض تعقلي
و إذا بأفكاري يغلفها الجنون
أنا .. أنا من أكون؟


وهي اصابها برد قارس اثر تغيره المفاجئ دون كلمه او رد فعل توضح مابه ...
حضنت نفسها بإستغراب وهي مكانها ... لم تبرحه
رفضها ... بسهوله وكأن شيئا ما لدغه ...
رفضها .. ليجرحها بقصد او دون قصد ...
رفضها .. لينتقص من كرامتها ويخدش مشاعرها ...
رفضها .. ليهز انوثتها ورقه قلبها ...
رفضها ... ليعيدها الى نقطه الصفر معه ...



ويبكيني ..~
.... ضياع الفرح كأنه |مبتلعه الحوت ..
أمده بْ السعي لأجله ..!

. ويخذل مدة ... [ ذرآعي ]
.....على صدر الأمل أغفى : ~
وفي حضني ثلاث كروت ./

............وجع / اشوآق [ يآذلي ]
وحنين مربك أوضاعي،



واصحيني على منوة ...
.... بْ يبني من غلاي بيوت
ويصفعني قسى.. قلبه .
.. بْ وقت
.......... مآله اي دآعي /
.......... مآله اي دآعي /
.......... مآله اي دآعي /
.......... مآله اي دآعي /


*******************************


الى الملتقى ... كبرياء الج ـــرح

كبرياء الج ــرح 07-10-10 08:48 AM



البارت الثالث والعشرون :



ياللي تلومني بالسهر ..../ وينه النـــــووم
وشلون انام .../ وحآلة الجرح حآله

ويآجارحي مبسووط ؟/ .. يآعـــــلها دوووم
نومك عوآفي ونومتي أستـــــحآآله


هجرها النوم والراحه... بعد صدمته الموجعه لها ...
جلست تقلب في القنوات ..بدون اهتمام ..
اخذت جوالها... فكرت تكلم جدتها... لعلها تنسى همها ولو شوي ...
ابتسمت على اول رنه... وانتظرت حتى يتم الرد لكن يبدو انهم نايمين
طالعت ساعتها... و رجعت تدق مرة ثانيه..
انفتح الخط ..
سلوى : نعم .
ضحكت ليلى : نعم في عينك يالبقره .. الناس تقول هلا ..مرحبا ..السلام عليكم ..
سلوى بضحكه عاليه : هلا فيك و مرحبا فيك والسلام عليكم ...
ليلى : باقي على هبالتك ... مافيك امل .
سلوى : بعض مما عندكم ..إلا اخبارك .. وكيف شهر العسل ؟
ليلى بإدعاء : الحمدلله ..كلنا طيبين ... وتراني اكلمك من بيتي ..
سلوى : امحق .. اسرع شهر عسل في العالم ..
ليلى بضحكه مزيفه : مو مشكله احنا راضيين ... المهم كيف جدتي و جدي ...وسعود ..؟
سلوى : كلنا بخير ... جدتي طيرت عقلي خلاص ... وجدي يطلع حرته فيني ... كل يوم والثاني رجعوني الديره ..
ليلى بحب : فديتهم ..والله مشتاقه لهم موووت ...الاتعالي ..وانتم ماكنتم مقررين انكم تمشون ؟ سعود...قال لي...
قاطعتها سلوى بقهر : ولله كله من سعود ...كل يوم والثاني جاي لي بعذر ... لكن والله ماينلام مهما كان هذا اخوه
استغربت ليلى ..من كلامها وسألتها بإستغراب :مين اخوه ؟
سلوى بدفاشه : رائد ..اخوك انتي كمان والانسيت ... والله شكله مطلق لحس عقلك ..
غمضت عيونها وفتحتهم بسرعه .. وكأنها تبي تستوعب الكلام ...
ليلى بهدوء :سلوى ..شوي ..فهميني الموضوع ..
سلوى بخوف : والله شكلي ..خربتها ..ليش سعود ماخبرك ؟
ليلى بنرفزه : يخبرني ايش؟
: اسفه ياليلى ... ماادري انه مااقالك ..لكن هو خبرني ان اخوه رائد مريض و منوم في المستشفى ..
دعكت جبينها بألم ...و قالت بسرعه :خلاص ..سلوى ارجع اكلمك ..لاتقولي لااحد اني كلمتك ..اذا قدرت بزوركم الليله ؟
وقفت بتوتر .. دقت على سعود لكن مايرد ...
دخلت الحجره وفتحت النور .. ومااهتمت بكتله الجليد النايمه على سريرها ...
هزته بعنف وقالت :مطلق ابيك توديني المستشفى الحين ؟
قام مفجوع من نومته ... وبينها وبين نفسها حست براحه كبيره ..انها نغصت عليه بأي طريقه ..
خبرت السبب...وقام بسرعه لبس وجهز نفسه ... وانتظرته تحت ..
في السياره ...
قال بهدوء : سعود خبرني ..انه بخير ... و حالته تحسنت .
طالعته بصدمه وقالت : وانت كنت تدري و ما خبرتني ..
هز رأسه بدون مبالاه ... وقال : ماحب انه يشغل بالك ..
ردت بسخريه : ماقصرت انت وياه .. .. مهتمين في راحه بالي ..
مطلق ببرود: ماصار الا الخير ..
تجاهلته و ظلت منتبهه للطريق ... الاخذ والعطا معه بيفقدها صوابها اكيد ..
على ماوصلوا المستشفى ..سأل عنهم .. ومشى قدامها ..فتح الباب .. و سمح لها بالدخول قبله ..
اول ماشافت حال سعود نايم على الكنبه.. ماقدرت تمسك نفسها .. وبكت بصوت مسموع ..
وقف سعود لما حس على احد ... و استغرب ..طالع مطلق اللي رفع كتوفه واشر على ليلى ...
اسرعت لحضن اخوها ... ولمته بقوه وهي تبكي .. .. تحت انظار مطلق المتجهمه...
ليلى بصوت باكي : فديتك يالغالي ..انت دائما كذا ..تكذب على حساب مصلحتك وراحه بالك ..
فكته شوي ..وكملت : ليش ما خبرتني يا سعود ؟
حك شعره وقال : يابنت خفي علي شوي ... خليني اسلم على الرجال ..
مسحت دموعها بسرعه... و طالعت الجسد الصغير ..وحنت له ..
اخوها الصغير ..جزء منها ..و جزء كبير من الغاليه امها ..
اقتربت اكثر ... ولامست يده بخفه ... ونزلت دموعها شفقه على حالها وحاله..
كتمت شهقاتها...
حست فيه يلمها من كتوفها ... اول مارفعت نظرها له ... استغربت
توقعت اخوها ..لكن كان زوجها ...
همس في اذنها برقه : رائد ..بخير وعافيه .. وسعود رجال ماعليه خلاف .. ليش خايفه ؟
همست له بالمثل : ماادري ... حسيت اني وحيده فجأه .
صدمته الحقيقه..واوجعته الكلمه التي اوجعتها هي قبله ..
اخبرته بالصراحه المؤلمه.. ولم تبالي بوقعها ..
وحيدة وهي معه...
لم يجد كلمه ليواسيها بها ..
ظل لفتره.. و تركهم لحالهم ..
ماتركت ولا سؤال يدور في بالها ... الا وسألته فيه ..
حرصت على راحته بشتى الطرق ...
مسحت وجهها بمنديل .. بعد ماغسلت .. سألته.: تبي اجيب لك غداء؟
ابتسم وهو يتسرخي على الكنبه : مشكوروماتقصرين ..ياام سعود
ضحكت بحب وقال : على طول سميت من عندك ..
طالع جهه رائد النايم وقال : ماعليه سلطان ماقصر طول الوقت معي .
جلست جنبه.. .. وطالعته بإهتمام ..و حست بالشفقه عليه ... واضح شكله تعبان و الراحه بعيده عنه ..
مسحت يده .. بحنان .. فعرف مقصدها وافكارها المقروءه من صفحه وجهها ..قال : لا تخافين ..انا بخير..
ابتسمت .. : الحمدلله .. رغم اني كنت زعلانه عليك .. لكن من لما شفتك ..راح كل الزعل ..
ضحك وهو يركز نظراته لها : كيف مطلق معك ؟مرتاحه معه.. ؟
ارخت بصرها بتوتر ..و كأن تلك الذكرى المنفره ..فابتسمت لتمحي تلك الذكرى .. و لتبعث الامان في قلب اخيها
:الحمدلله ..مرتاحه كثير .
لم يعر جوابها اي اهتمام ..بل مازال محدقاً في وجهها ليقرأ الحقيقه التي تغيبها هي بإرداتها..
ارخت بصرها مجدداً.. لتقطع قراءته المتواصله ...و باغتته بسؤال يغير مجرى الامور بذكاء منها ..
: كيف امي ... ؟ اكيد تعبانه مسكينه ..
تنهد .. و كأنه فهم طريقتها المدروسه في الهرب ... واذعن لها
: الحمد لله على كل حال ... بالها مشغول في رائد .. وماهي مرتاحه ابدا.. كان ودها تكون معه .
ليلى بلهفه :لازم ازورها ياسعود واكون معها .. الحين مافي سبب اني ابعد عنها ...اكيد مطلق مابيرفض ..وهي تحتاجني .
سعود : اكيد ..اليوم بعد العصر بيرخصون رائد ... تعالي لها ..
ليلى :خلاص بقعد معك حتى تجي ..
سعود : لا ياحبيبتي ..انتي وراك رجال ... حتى لو وافق ..ماراح اخليك .. وثانيا سلطان على وصول لاني اتصلت فيه.
تأففت بضجر ..وطالعته بنقمه : يعني مسوي فيها مسؤؤل .. يااخي انا باخذ الموافقه من مطلق وانت خليك على جنب .
ضحك سعود عليها ورفع حواجبه لها بغيظ ... فأخذت الشماغ اللي جنبها ورمتها في وجهه....


*****************************


مابرحت غرفتها المظلمه ..وهي تنتحب على حالها وبؤسها الدائم ..
مال هذا الحب الدفين ..جعلها ذليله في كل احواله ؟ لالقاء ولاحتى فراق ..اذاقها طعم الهناء ..
هم اصبح يرافقها ... و مراره تذوقها حتى في المشاعر ...
كرهته ..بحجم ما حبته ...كرهته ..في صمته و حزنه و عنفوانه ...
كرهت كل ذكرى جمعتها لوحدها وكدستها بحالميه ساذجه...
كم تشعر بالفراغ يسود حياتها ... فراغ كبير كفضاء خارجي تدور فيه كواكب لا حياة فيها ..
دخلت ريم .. و فتحت النور ...اقتربت منها..وقالت : رهومه ..وشفيك اليوم مالك حس ؟ عسى ماشر ؟
ريهام بدون رد ..
ريم :رهومه .. وشفيك اذن الظهر ..قومي صلي .. ؟
ريهام : ريم ..اخرجي من غرفتي ...
ريم : ريهام وشفيه صوتك ؟ انتي مرشحه ؟
ضلت لحظه صامته وبعدها قالت بضعف تخرج فيه الكلمات بصعوبه : مافيني شيء..اخرجي وقفلي النور وراك .
اذعنت ريم لكلامها وخرجت بصمت ...
وهي اغرقت نفسها في الدموع التي لا تنقطع .. .. سلواها الوحيد .
تفريغ دائم لتلك المتدكسه داخلها... ولن تنتهي ...
هل شعرت بالكرامه الان فقط ..هل هو الشيء الذي ترثيه في نفسها؟
هل اتبعت تلك المقوله التي تقول" لاكرامه في الحب " ... هل اصبحت تفهمها الان ..
جاءت منه هو ... وكأن القدر يلعب لعبته معها ... تلك التي مارستها مع غيرها ... وتمادت كثيراً
غرز مدية مباغته في ظهري ... وانا التي انتظرته بأذرع مفتوحه ...
علمني درساً من دروس الحياة ... درساً كـ نقش على صفائح الحجر ...


انا والله ياحبي اعرف اني انا الغلطان
....ولكن سنة الدنيا ,تحب, ولازم تعاني
انا عايش مع نفسي وشوقي يحترق عطشان
وامني نفسي بحبك ..ويمكن تصدق اشجاني


انا يمكن عشان الحب ابقى للفجر سهران
...احس اني انا منفي وساكن داخل اوطاني
شعور الضد وسط الضد وسط الحب والهجران
...شعور العاجز القادر شعوري دون وجداني..>>>>> منقول



******************************


ضحكت كثيرا ولم تكن تعتقد انها ستسعد بلقاء ذلك الصغير ...
روحه البرئيه جعلتها تنسى همومها ...
احبته بفطرته واحبته اكثر لانه اخاها الصغير ...
يشبه عزيز قلبها ..ذاك لديهم نقطه اتصال جميله ..وحرب مسالمه دائمه في نظرات العيون ..كم تعشقها
نظره متمرده قتاليه ..ماتفتأ ان تندثر بضحكه استسلام ...
ابتسمت و راقبت بصمت ... تكلم رائد الذي عشق زائرته بدون اي حواجز..
: ليلى ..خذي سعود معك..؟
ضحكت وغطت فمها بسرعه تحت نظرات سعود الغاضبه .و.اقتربت منه ومسحت على راسه
قالت بهمس : ليش حبيبي ..؟
غمض عيونه بإبتسامه كبيره و خفض صوته المسموع لدى سعود : اصلا سعود ..يخشر اذا نام ...؟
ضحكت ليلى ..و تدخل سعود بغضب مزيف :انا اخشر على قولتك ... انت انطق الكلمه صح وبعدين يارائد ..
مافيه شوكولاته بعد اليوم ..
طالع ليلى بسرعه ورجع طالع سعود بتوسل وقال : بابا سعود ..والله ماعاد اعيدها .. خلاص بسد اذوني لما تنام ..
رهف قلبه لدى سماعه كلمه بابا.. لما استشعر وجودها الان وحن الى وجود ذلك الغائب ..برحمه إلهيه ..؟
شعر بالضعف لحال ذلك الصغيرين وان الفجوه بداخله تتسع و تمزق كل هواده في حقهما ...
تدخل الجوال..يقطع حاله الصمت المخيبه ...فانشغل سعود به ..وهي تشاغلت مع اخيها الصغير ..
تصب فيه حباً واهتماماً واضحاً ...
قفل الاتصال وقال بإبتسامه : يالله ياحلوه ..زوجك ينتظرك ...
ليلى : ليش ما قلت له ان ودي اقعد معك ؟
سعود : قلت له ؟
سألته بلهفه مبطنه : ويش قال لك ؟
ابتسم سعود وقال :يقول لك ما يستغنى عنك ولو دقيقه ...
ودها تضحك بملأ جوفها ... كاذب محترف ...
يرفعني لاعلى قمه و يهبط للقاع دون اهتمام ..كالرفض الواضح الذي اهداني اياه ..
جرح مشاعري بسهوله والان يتساهل في السخريه من وجودي ...
شمخ راسها بتصميم ...و لبست عباتها بسرعه ...ودعت رائد .. و خرجت مع اخوها ...
لكن المفاجأه التي لم تحسب لها حساب ... و التي غيرت لون جلدها من شده الهلع ..
لانها تبصرت بعاصفه قادمه غير مبشره لها..اذا سارت الامور كما تخاف ..
في رواق المستشفى ..إلتقت الاعين من بعيد ولو كانت مبهمه لكنه عرفها بسرعه البرق
بل كيف ينساها ...قامتها المحفوظه لديه في مجلدات ذاكرته ..
و مشيتها المتواضعه ما بين الهدوء والرزانه ...و عفافها الواضح في سواد عباتها ..
هزته مشاعر ظن انها تناساها ... لكن عادت إليه مجدداً اقوى ..من سابقتها ..
وتوقف .. مابين المضي قدماً او الهروب والاستتار لكي لا تفضحه عينيه ...
او يصرخ قلبه عالياً .. ويهتف بإسمها
ابتسم سعود له متناسياً وجودها واقترب منه .. حاولت تمسك يده لكن خانتها قوتها ..
غمضت عيونها برجاء ...ان تمضي هذه الدقائق بسرعه ..
توقف الزمن لديها ... تسمع ذلك الجدال الصاخب بين الاصحاب ...
سلطان بنظرات مشتته ..: وينك ادق على جوالك القاك مشغول ؟
سعود : والله كنت اكلم مطلق ...
ارسل نظره للخلف كان يقصد بها ان يتصل معها ولوكان معنوياً لكنها كانت بعيده عنه كل البعد ..
حتى لم ترفع رأسها .. كان يريد ان يلقي عليها سلام الاقارب ... و مباركه بعيده المدى عن التهنئه..
معقوله هل تغيرت لهذه الدرجه ؟ غبي ..ماذا تخالها تفكر فيك الان ..؟ لقد اصبحت في عهدة رجل اخر ..
لايحق لك التفكير فيها .. لا تدنس اخلاقك بمشاعر اصبحت محرمه عليك ...
ارخى بصره ناحية سعود بصعوبه وقال ..: طيب يالله اا استأذن .
مسكه سعودوقال : يارجال خليك معي ..بوصل اختي السيارة و ارجع لك ...
تنفست بإرتياح ...تخطت الاهم وباقي المهم ..واصلي يا خطى واسرعي في الفرار ..
لاااحبذ المكوث هنا طويلا وانا بداخلي خوف يتربص بكل مكامن الامان والرجاء الخفي ..
اول خطوه ... اصطدمت عينيها بالجدار الهائل المتحرك.. فاحتبست انفاسها في الغوص العميق ..
واقفه معه وان كنت ليس معه ...بالتحديد ..سامحك الله ياسعود لقد زدت العقدة تعقيداً و صعوبه ..
لقد اتى ..و يارب الكون الطف بنا ...سأحتمل العناء بمفردي ..لكني خائفه على ذاك سيحطمه دون رحمة...
يارب استر ... يارب استر ...يارب استر
لهثت انفاسها برجاء متواصل .. و دعاء يلسن به قلبها قبل لسانها.. ..
خوف سيطر على كل مافيها ..لاول مرة تشعر به ..
وتهتم بسير الظنون ..بل تهتم به "هو" لا غيره الى اي طريق سيؤدي بها ...
تريد ان تغمض عينيها و تفتحها والوقت غير الوقت والمكان غير المكان ...
توهجت جمرته الخامده بداخله منذ زمن ليس ببعيد ...
واشتدت قبضته وعينيه يسودها غضب وان اخفاه فما يزيد جمرته إلا اشتعالا ...
لايعلم لما خرج من سيارته ؟ كان في انتظارها و عجل الزمن بحضوره ..
وصلب قلبه بقسوة وتوعد كل شيء يقف امامه ...
ارسلت نظراتها الى المحاربين بصمت .. و تعالت انفاسها التي ستتوقف ان طال الوقت ..
وفجأه .. وكأنما سعود شعر بتلك الاحاسيس المتوعدة ...
طلب من سلطان انه ينتظره في الغرفه مع رائد على مايوصلها ...
و تلطف فيه رب االعباد... ارتاحت مبدئياً ..باقي نصف العذاب كيف سيجرعها اياه ؟
ألقى بعض كلمات على سعود .. وتسلم العهدة منه.
فأرسل لها نظره انا امضي امامي ... فمشت بخطواتها المتخبطه.. ومازالت متربصه بخوف مالقادم .
جلست مكانها .. وقفزت منه فجأه ... بخبطه قويه باغتت هدوءها بفعله منه .. والحمدلله انها كانت في باب السياره .
تسمرت نظراتها امامها ... تهدا نبضات قلبها بيدها ولعله يهدأ ولو قليلا .. وتفكر في حل او طريقه للهروب ؟
تجاهلت حدة انفاسه ..لن ينطق اعرف ذلك ..يريد تعذيبي اكثر ..
يصب جام غضبه على المقود .. و يتمرد على نظم المرور فجأه ... وهو الهادئ الرصين ..
وزادت وتيرة الخوف .. .. ما إن دخلت السياره الفيلا .. ظلت للحظه ..حتى تهدأ محركات السياره و معها محركات قلبها ..
فتحت الباب و قفلته...و هو لم يتحرك ..ينظر للجهه الاخرى .. .. لكن انفعالاته واضحه ..
دخلت البيت ... مرت بسرعه قبل ما تستوقفها نداءات ام مطلق ...
تنفست بهدوء .. ابتسمت بتمرن ..ودخلت ..الصاله بعدما نزلت عباتها وضبطت شعرها ..
ام مطلق : وينكم يايمه ؟ عسى ماشر ..
حاولت ان تمسك اعصابها وتنتبه : مافيه إلا الخير .. اخوي الصغير ..في المستشفى ورحت اشوفه ..
ام مطلق : ان شاء الله بخير ...
ليلى : الحمدلله ..صحته طيبه ان شاء الله الليله يرخصون له ..
ام مطلق : الله يعافيه ..إلا وينه مطلق ؟ مادخل معك ؟
بالكاد قدرت تبلع وهي ترد : جاي وراي ..
ابتسمت بتوتر وكملت: اسمحي لي ياخالتي ببدل ملابسي .. واصلي وانزل علشان اتغدى معك ..
ابتسمت ام مطلق وقالت : الله يحفظك يابنتي ... روحي وخذي راحتك ..
طلعت جناحها ... و دخلت الحمام على طول ... اخذت لها دوش بارد ..يهدي اعصابها المنفعله
اول ما خرجت ... اصصدمت بعيونه الحاده... و تراجعت للخلف .. واستسلمت
المكتوب واضح ومبين من عنوانه ....فكان الله في عونها .


********************************


في ورقه فارغه ..بدت تنفض عنها ما تراكم داخلها وسبب ازدحاماً هائلاً ..
كانت تريد به استخلاص الافكار ... والانتهاء منها بمجرد كلمات والخلاص فقط ..
تحاول ان تفسر تلك الظاهره الغريبه التي يمر بها الاخرين ولم تستشعرها هي ..
تضع لها مسمى و تدرس خصائصه وميزاته واشد عيوبه أهميه ...
مثل الكيمياء .. التي تتعلمها ..
يشكل لها مركب معقداً صعب الوجود في الطبيعه وان وجد فإنه تحت مسميات غريبه ..
دخلت وداد وارتاحت على سريرها ... طالعت جود المتشاغله بالكتابه اتكت على يدها : جود..
لاحظت شرودها في ما تكتبه ونادتها بصوت اعلى :جود ...
استدارت لها جود بإهتمام : نعم ..
وداد : نعم الله عليك ... بدري .
رجعت تكتب تحت انظار وداد المقهوره : جود ..
جود وهي تكتب : نعم يااختي ..قولي واخلصي ..تراك اشغلتنيني .
ابتسمت وداد : عن ايش اشغلتك ؟
جود بسرعه : عندي بحث .
وداد بإستغراب :بحث .. . عن ايش ؟
ابتسمت لنفسها اثناء الكتابه وقالت بإختصار : عن الجنون .
ضحكت وداد و استلقت على ظهرها : وهذا اسم مركب ... ولا تتكلمين عن الحالة اللي تعيشينها .
إلتفتت لها جود ..بسرعه وكأن كلام اختها اثار اهميتها : اي حالة جنون انا فيها .. ؟
طالعتها وداد .. و انتبهت لملامحها المهتمه ..و جلست بإعتدال : لاتهتمين ... مجرد كلام
جود : مافي شيء مجرد كلام ..بدون اسباب ..تكلمي عادي ياود.. .. تراني متعودة على صراحتك .
وإلا اقولك انا وانتي حرة يا توافقيني الرأي او ترفضين ..
ابتسمت وداد ..لاقتراحها و هزت رأسها بالقبول ..فتكلمت جود بكل ثقه : لاننا نقيض بعض ..انتي حالمه ورومنسيه
وانا جديه وعمليه اكثر ... انتي الافتراضات الوهميه بالنسبه حلول ثابته عندك وانا العكس البراهين والاثباتات على ارض
الواقع .. هوالحل الامثل .
طالعت الورقه الممتلئه بالكلمات الغريبه عليها.. و جعدتها بدون اهتمام ورمتها في السله ...بعشوائيه
وقالت بتفكير عميق : انتي تؤمنين بالحب ... وانا اعتبره مجرد سخافه اخترعها البشر علشان يلتهون فيها عن الامور المهمه في حياتهم . .. حتى صار نقص للكمال .. وعيب للمثاليه ...
ابتسمت بسخريه وكملت : والمشكله صار ..تشخيص ..لازم تحبين علشان تكونين طبيعيه ..والا فأنتي مجنونه رسمي .
وانتهت من كلامها بنقره من قلمها على سطح المكتب ...وانتظرت رد وداد ...
وقفت وداد واقتربت منها .. وقالت بأسف : ماكان قصدي اسبب لك كل الارتباك هذا علشان كلمه ... ممكن كلامك صحيح
ماهو ممكن إلا اكيد ... انا حالمه لحد السذاجه ... و تقدرين تقول ان نسبه 95% من النساء يفكرون بهذا المنطق ...
وانا اللي يفصلون العاطفه عن العمل يرتاحون ...
هزت كتوفها وكملت : انا ماجربت ... العالم اللي اعيش فيه عاطفي وبريء يخليني اظهر مشاعري بدون اعتراض مني ..
عايشه مع اطهر مخلوقات الله ... اكيد بكون عاطفيه اكثر . ... ممكن اكون حسيت بالحب او الاعجاب ..لكن الشيء المتأكدة منه
اني ماحبيت بالطريقه الصحيحه... حبيت شخص مايدري عن هوا داري ... و على كذا متزوج و مرتاح ... والله اللي يفكرون
مثلك يرتاحون.
ابتسمت لها جود فشاركتها الابتسام ..
و قالت بصدق : تعرفين ياود ... صراحه اللي بياخذك بكره والله امه داعيه له ... مافي منك .
خجلت وداد وقالت: اكيد .. لكن خليه يجي .. الله يسهل عليه .
جود بضحكه : اكيد ضيع الطريق إلا هو واصل ان شاء الله .
رفعت وداد يديها بصدق ودعت بصوت عالي ...
ليدخلون في جو مريح من المزح بعيدا عن التشنجات او الحسابات الصعبه التي لاتريح احداهن ...فكل واحدة منهن تعتبر
كطرفي مغناطيس لاتلتقي ابدا ... لكن رغم كل الاختلافات فهن اخوات ...


*********************************


ماكان الظلام يستر ما يعتلي وجهه ... مازال الغضب دخيلا على مشاعره وان فرغها
فكل الغضب من نفسه وعليها ...
لم يعتقد ان تؤؤل الامور الى تلك النهايه الموجزه...
انفطر عقله لما رأه واقفا بقربها وان كانت بعيدة عنه كل البعد ..
وان تدثرت بالسواد من اعلى نقطه في رأسها الى اخمص قدميها ..
إلا انه حرم عليه انفاسها التي تخرج من جوفها..
لايعلم اي حرب وقع بينها ... إلا ان جموحه المتعالي كاد ان يفتك به وبها ...
سوف يخذله التعقل وهو يهدأ نفسه ... ويحاول عدم التفكير في ماذا كان يشغل عقليهما تلك اللحظه ؟
هل تخاطب قلبيهما ... و ارسلت اعينهم نداءات الحنين...والشوق
اغلق عينيه بتصبر ... سيجن حتما ... وقريبا
اعتزل عن الجميع ... يحاول ان يفكر ..و يعيد بناء ماهدم في ذاته
بعدما حدث ... غير وتيره تفكيره ...
إلتقت اعينهم بعد صراع مع النفس ... اخذتهم الهواجس بعيدا حتى ظنوا ان لاحياة على الارض بعد اليوم
لم يعطها فرصه ... باغتها على حين غرة ...
فأول سؤال قهره ان يصاغ بتلك الوضعيه ... لكنه كل الذي استطاع تكوينه منذ الثانيه التي وقعت عينيه عليهم
: حبيت تقعدين مع اخوك.. لما سمعت ان حبيب القلب جاي ...؟ لهذي الدرجه استخفيت في وجودي ؟
رجفت اطرافها واشتدت عروق الغضب في صدغها ...وغمضت عيونها بقهر ..
فنطقت بيأس : تعرف انك مجنون ...؟
اشتدت يده .. بغضب مسيطر ... مالذي كان منه..
ارتفع صوت مجنون بداخله وقال بغضب هادر : اعطيني سبب لوقوفك ..معه و كأن كل شيء عادي ..
جاوبته بمثل النبره المقهوره : انا ماكنت واقفه معه لحالي... كان اخوي معاي...
كملت بتوسل : مطلق والله العظيم ... كل اللي تفكر فيه ماصار ... حتى ماقال لي كلمه ..
ضرب يده في الاخرى بقوه وقال : وانا انتظر منك تتكلمون مع بعض .. وقوفكم مع بعض اكبر مشكله ...
اقترب منها وهمس : حنيت للذكريات والبكاء على الاطلال ... اشتقتي له ...
غطت عيونها ... بإنهزاميه ... و انتحبت بالبكاء بصوت عالي ... فقلد اصاب منطقه حساسه من قلبها
همش مشاعرها وداس على كرامتها و ارغمها على الخساره الفادحه .. وذكرت نفسها ان لا تنسى ابداً
صرخت في وجهه بصوت باكي ومقهور : انت مجنون ...كيف تسمح لنفسك تتكلم بهذي الطريقه معي ...
انا اشرف منك يانذل ...
ضربت عل صدره رغم ضعفها إلا ان استفزازه لها قد وصل لدرجه الجنون
كملت بغضب : اخلاقي ما تسمح لي حتى التفكير بالطريقه هذي ... سلطان انتهى من حياتي .. وماعمري فكرت فيه
دقيقه .. اصلا ماكان له شيء ... الرجل خطبني ورفضت وانتهى الموضوع .
تركت العنان لدموعها امام نظراته التي لم تنكسر لضعفها ... دموع قوة خانتها القوى تلك اللحظه
فبعض الدموع لاتنطق ضعفا بل اعصاراً وقهراً و فتكاً بالخسارة ...
دموع متمرده لاترضى بالحال ... تخرج عصارة الالم .. رافضه الخضوع وان انهمرت ..
مسحت دمعها بظاهر كفها وقالت بهدوء : مطلق .. لاتزيد عذابي ... يكفي لحد هنا ... كل شيء ولا انك تشكك في اخلاقي .
للحظه حسيت ان الوضع تبدل .. وانه ممكن نعيش بشكل عادي مثل كل زوجين ... لكن ....
رفعت يديها بقله حيله قدامه ... وهزت راسها بالرفض ... وابتعدت ...
تجد حلا لما حفر داخلها ... لم يعد السكوت يجدي حلا بل على العكس يزيد الفجوة اتساعاً ..
اتخاذ موقف في هذه الحالة ... قوة واثبات حق وان هدر منذ زمن ..
لاول مرة ...يكتفي بالصمت و يتداعى لديه قوة التحمل ...
خرج معاكس الحاله التي دخل بها ... هل اهانها ...؟ نعم قد فعل
هذا الذي لايرضاه لاختيه .. رضي بها لها وهي زوجته ..
هذا الذي يتعارض مع مبادئه ... اصبح مطبقا لها
اي نقائض دفينه ..دثرتها بمظاهر رجل لا يصدأ قد ظهرت على سطح حياتك وخانت قوتك ..
خرج بغضب من نفسه ... وتعلل بالعمل ...وهو الغائب الحاضر ..

إعترف في غلطتك .. خلك " صريح " ..
لا تكابر بـ الخطا دامك جرحت !!


*********************************


اهملت كل شيء كان مهماً بالنسبه إليها ... وتفرغت له هو لاغير ..
تشعر بألم حيث قلبها المجروح ... و لاتنسى ابداً
مازال يمرجح مشاعرها مابين الهدوء والاثاره ولاترسي على بر في محيطه المزاجي ..
حزنت كعادتها .. وبكت اكثر معه .. اكثر واشد
دموعها هذه المره لم تكن على بؤسها فقط ...
بل لأنها رسمت شيئاً جميلا فتحول للبشاعه اثيرت في وجهها و صدمت منه ..
هل تخبئ على نفسها ماحدث ... او تحاول ان تتناسى كعادتها لتمضي في حياتها..
هل تسامح ما فعله بها ؟
لايفهم ..ابدا لايفهم ..مايفعل كلامه بالانثى ...

فعندما تجرح الانثى ...
مطر .. برق
[ .. صوت رعد ..] !!
النآس يسرعون .. وهي .............
تمشي .. ببطء .. على حفآت .. ذآلك الرصيف ..
تمشي .. ولاتعلم .. آلى اين تذهب ...؟!تمشي بدون مشآعر .. !؟
---------- .. بدون احآسيس .. !
لآتبكي .. ولكن .. ترى الدموووع ..
في عينيهآ .............! ------------
لآتتألم .. ولكن ترى الالم .. في انفآسهآ .. !
لآتيأس ولكن ترى اليأس ..
يحكم عآلمهآ ..! -----------
لا تفقد الامل .. ولكن .. لآترى بقعة ضوء .. في دربهآ ..

صلت العصر.. واعتزلت حجرتها ..تجاهلت الطرق على بابها ...
تشعر ان كل شيء مقروء في صفحه وجهها .. ولاتقدر على المواجهه الان ..
لعلها تسترد بعضا مما ضاع منها.. وتحاول الاستمرار ..
اتصلت على سعود وطلبت منه يجي وياخذها ...
حزمت امرها ببساطه ... وبعناد لاول مرة تعيشه وبدون خوف يهدد حياتها ...
اخذت عباتها .. ونزلت بسرعه ..
قابلت سمر في طريقها ..
عقدت حواجبها بإستغراب وسألتها : ليلى ..عسى ماشر فيك شيء ؟
ليلى بإقتضاب :لا ...رايحه مع سعود..
تجاوزت سمر بسرعه وهي تلبس عباتها وكلمت : بروح ازور امي ....و ممكن اروح لاهلي لاتنتظروني على العشا ...
لحقتها سمر وسألتها :ليلى .. وينه مطلق ليش هو ما اخذك ؟
تنهدت بتعب وقالت: مطلق مشغول ... يالله سمر مع السلامه ..
وخرجت بسرعه .. حتى سعود المستغرب صمتها ... احترم رغبتها و سايرها لعلها تشكي له من حالها ..
وهي ماتكلمت ا بدا ... كل تفكيرها حصرته في شوفه امها ...
اول مادخلت غرفه رائد .. وجهت نظراتها لمكان واحد بالتحديد... وابتسمت بحزن لما شافتها ...
و تلك قابلتها بإبتسامه اوسع وانقى ..فتحت ذراعيها بحب لتملها في احضانها وتستعيد ما قد سلب منها ..
اسرعت لها ..ليلى وفي لحظه كل الصمت المختفي تحته ..جروح دفينه و الآلآم الحبيسه بصبر ..قد اعلنت انهزامها
فارتمت في احضان والدتها ..باكيه ..ترتعش من شده تلك المشاعر التي خانتها .. وحسبت انها مسكت بزمامها ...
تشد من احتضانها ..تخاف ان تكون وهماً او خيالاً رسمته حاجتها المختبئه ...
تحت انظار الذي لاتخفى عليه ملامح حزنها .. .. هز رأسه بإستغراب وهو ينظر لبكاءها المتعالي ..
وتركهما لعل احداهما تجد السلوى عند الاخرى ..
مسحت على راسها بهدوء وقالت بحنان : اسم الله عليك يابنتي ... علامك يايمه ؟
ليلى : خليني يايمه ..ماشبعت منك .. حاسه اني بموت ياامي ...بموت ...
ام سعودبخوف : اسم الله عليك ... وشفيك يابنتي ؟ لاتخوفيني عليك ؟
ازداد نحيبها وقالت بين شهقاتها المتواليه : مشتاقه لك ياامي ... لاتتركيني الله يخليك .. لاتتركيني ..
انهمرت دموع الام اللاهثه خلف كلمات العزاء .لعلها تجد ما قد اخفاه القدر عنها ...
ام سعود : انا معك يايمه ... ماعمرك رحتي من بالي .. ادعي لك في صلاتي و اهوجس فيك .. يا بنت الغالي ...
وزادت دموعها... ابي ...يا لفقر حاجتي لقربك الان... اكان منه ان يظلمني في وجودك يا عزوتي
لقد مرغ كرامتي في دناءه افكاره وهزأ بي ....
اااه ياابي ..لما الحياة اخذتك مني ... وانا الان في اشد احتياج إليك ..
ليس نقصا في اخي و جدي لكن حاجه في نفسي ان تدثر حاجاتي بنفسك ...
رفعت رأسي ياابي بشموخ ..فذكرك فوق الرأس تاج ..لي ..لكن لايعطون للاحياء احترامهم فكيف بالاموات ..
تركت امها فجأه وسألت : ليش ياامي ..ليش كل اللي جرى لنا ؟ ليش ابوي طلقك ؟
واختفت في غباب الذكريات ..كل شيء عاد ..ابتسامته و ضحكاته المجنونه ..عناده الممزوج بكبرياء الرجال كلهم
وحبه الكبير ..الذي اضعفني ياابنتي ..
لاتلوميني ..فهي حفرتي تلك التي وقعت فيها ..
فحبي له مزقني .. جعلني انانيه .. ابعدته عن من كانوا سبب في جلبه للحياة .. وحرمت عليهم العيش بوجوده
وتركتهم يعتقون رائحه طفلهم المفقود في الحياة ..بكل بساطه ..
قبضت عليه بشده لكنه كالزئبق كان ..لا تبسط ولا تقبض ...وها انا اليوم اذوق جرعات مرارتهم وحرى فقدهم
توالياً ولا ارتياح ..ياابنتي ..دعي الذكريات ولاتفتقي جروحي اكثر فما عدت اقوى على الصبر ..
همست بضعف وعيونها تشرد لصغيريها المتأملين بإستغراب : المكتوب بابنتي المكتوب ..
و استسلمت عند هذا .. المكتوب الذي لامفر منه..من باعد زوجين محبين ... ومن اخذ روح غاليها ايضا من الوجود
من جمعها بذاك ..و جعلها معه كسفينه محطمه .. في غياهب البحار ...
مرت السويعات ..فقضتها بين جنباتها بكل اهتمام ..ونبذت معذبها بقصد منها ..فهو من سلب منها الراحه لايام طوال
ولن تترك له ان يسلبها حتى دقائق معدوده مع والدتها ...
عادت مرحة و هادئه وجميله اكثر .. جلست مع امها كطفله .. بريئه ..تكلمت في كل شيء حتى في المدعو زوجها
وان حاولت ان تتجنبه..لكن ذكره كان اهم نقطه تثيرها امها في وجهها .. ابهجها ان تغدق عليها امها بالنصائح
و الاهتمام ....ورافقتها حتى بيتها ... لكن ماقدرت تدخل لان زوجها موجود ... حبت اخوانها الصغار كأنها تشوف نفسها واخوها فيهم ...ارتاحت لانها قدرت تلقى راحتها مع ناس يحبونها ويهتمون فيها ..
تنهدت براحه وشردت مع انوار الطريق ...
راقبها سعود وبعدها سألها بهدوء : انتظرتك تتكلمين من حالك ؟ لكن طبعك ما تغيرينه ابدا ؟
ابتسمت وقالت : اتكلم عن ايش بالتحديد ..
: عن اللي مضايقك ؟
طالعته بإهتمام وقالت : مافي شيء مضايقني ..كنت مشتاقه لامي ..وانت اول العارفين بحالي دون امي ...
هز راسه بتفهم وقال : ليلى ..ممكن يكون شوقك لامي سبب ... لكنك متغيره ..قبل الظهر كنت غير والحين غير ..
اصلا اتصالك علي ... يثبت كلامي ..
ليلى : مافيني شيء .. لاتتعب نفسك ..
تنهد بيأس وقال : طيب في شيء بينك وبين مطلق ؟
تأففت ليلى وقالت : سعود الله يخليك ..قلت لك والله مافيني شي .. لا تتعب حالك ياخوي ... اصلا من لي غيرك بعد الله
اشكي له و افضفض له ..
هز كتوفه وقال بمزح : عندك زوجك ..
ضحكت وكأنه قال نكته ..كيف ماتكون نكته ... اذا كان هناك شيء عكس النكته ويحزن تراه ينطبق عليه
زوجي انا اللي اشكي له ..كيف وكل الشكوى منه هو ...
قالت بهدوء : اكيد ..مثل ماتكون زوجتك المستقبليه ان شاء الله ؟
ضحك سعود وقال بخجل بعض الشيء : جبتي مربط الفرس ..كان ودي اكلمك في موضوع
ليلى : خير ..
ابتسم وهو يوقف عند بيتهم : نويت اتزوج
ضحكت بصوت عالي ..ماصدقت الخبر ..اخوها الوحيد اخيرا بيفرح ويفرحها معاه..
مسكت يده وقالت بصدق : فديتك يا خوي ... الله يسعد قلبك مثل مافرحتني بهالخبريه ... والله مو مصدقه ؟
سعود : لا صدقي ... لا واخترت بعد ..
حست بخيبه امل ..فجأه لكن ماحبت توضحها لاخوها وقالت بمسايره
: من ورانا .. اثاريك تخطط و تدبر على كيفك ياله قول ...من هي سعيده الحظ اللي بتاخذك ؟
ضبط شماغه وقال بإختصار : ريهام بنت عمي ...
يارب سترك ..ويش قصه اليوم المنحوس هذا ..شكله ماراح يمر علي الا واانا مسطحه في العنايه
اكيد بتجيني جلطه ..ريهام مرة واحده ...يارب رحمتك الحين ويش اقوله ..
انت وين ياخوي وهي وين ؟ لا تجازف ياسعود ولاتبني احلامك مثل اختك التي سرعان ماانهارت ...
لو تدري ان ربي حطها لي من اكبر الاسباب لرفضي سلطان ...
هزت رأسها بدون تصديق ... وفجأه حست بصداع رهيب يشل كل افكارها ...
لا والاخ يخطط من زمان ... لا واضح انه بنى وانتهى ..
ياقلبي عليك ياخوي لو تدري عنها ... والله مثل ما رفعت نفسك لعالي سما لتنزل للقاع بألف علة ..
ماقدرت تتكلم او حتى تبتسم ..
سعود : ليلى ..علامك ؟ ليش تغير وجهك كذا ؟
ليلى : ماادري ياسعود ..فاجأتني بالموضوع ..توقعت انك تقولي علشان ادور لك بنت الحلال ..
سعود : وليش تتعبين نفسك وهي موجوده ..
ابتسمت ليلى بمراره وقالت : كلمت احد غيري ؟
سعود : لا .لكن نويت في هاليومين اكلم جدي ..
ليلى بذعر : لا ياسعود
استغرب سعود من رده فعلها ...
فكملت بحذر : لاتستعجل..خليني اكلم البنت واجس نبضها ..تعرف البنات يحتاجون وقت طويل علشان يقررون .
ابتسم بإطمئنان : ماعليه ..شورك وهدايه الله ...الله يكتب اللي فيه الخير ..
هزت رأسها و تمتمت بنفس الدعاء ..وزادت عليه ..بصدق ..
دخلت البيت وقابلت جدها ..تأملته بحب حست انه كبر اكثر في الايام التي غابتها ..اهو الشوق لحنانه
قبلته بإحترام كبير ..وابتسمت له ..متناسيه تلك الهموم الجم التي اثقلتها اليوم بطوله..
انغمرت في اجوائهم المفقوده ..وارتاحت ..
سلوى وهند ..داحس والغبراء لاتمل ولاتكل ..
و العمة فاطمه ..مازلت ترمقني بتلك النظرات رغم التغير الملحوظ ..تتبادل معي الاحاديث متناسيه تلاحم الذكريات .
والجده العزيزه .. تجلدني بالمواعظ و النصائح ... صحيح ضعفت واصبحت نحيله ... في رأيهم هم
دخلت في نقاشات معدومه من ناحيتي ومثمره من ناحيتها هي فهي لاتخرج خاسره ابدا..
مافتأت تذكرني ..بأنيسي ..عديلي ...المحبوب دائما من الجميع مطلق العزيز ..ياكم افتقدوه هم وليس انا ..
دخلت المطبخ ..تجهزالعشا .. انغمرت في العمل بإشتياق يتفاقم مع الوقت ..
دخلت سلوى وجلست على الطاوله وقالت : يالله قولي ويش عندك ؟
استدارت ناحيتهاوقالت : وشفيكم اليوم ؟ كلما جلست مع واحد قال لي ويش عندك ؟
رجعت تكمل شغلها : اشتغلتم لي محققين ...مافيني شيء .
سلوى : اعوذ باالله ..ماصاركل هذا علشان سؤال ..يابنت بالناقص قلتي ولا ماقلتي ..مايهمني
ووقفت تبي تخرج ..
نادتها ليلى بأمر : سلوى ..اقعدي احسن لك ولا والله بالفنجان على راسك .
ابتسمت سلوى .. : لا فيه تغيرات .. إلاوينه حبيب القلب ؟ ولا على قوله نجمه الله يذكرها بالخير العملاق ..
ضحكت ليلى .:مشغول ..إلا هو مايتركني دقيقه طويل العمر ..
سلوى : اصلا واضح من نبره صوتك ..انك زعلانه ..خليه يجي يراضيك قليل الشيمه ..
عقدت حواجبها : مين هذا ؟
سلوى ببراءه : مين غيره ..مطلق
ليلى : الله يسعدك ياسلوى ..يعني خلاص حكمتي من عندك ..
كل الموضوع اني زرت امي في المستشفى وبعدها قلت لسعود يوصلني عندكم علشان اشتقت لكم .كفرت يعني ...
سلوى بضحكه: فديت اختي اللي اشتاقت لنا ..وجات فاضيه اليدين ..
ضحكت ليلى وقالت بنقمه : اعنبوا ..تبين ضيافه مني ..اقول تعالي ساعديني بدل هذرتك البايخه ..



********************************


اول مادخل البيت ... افتقد حسها .. وهي الدخيله عليه وعلى حياتهم ...
لكن ذلك التغير ملحوظ ... والدته التي اخيرا شعر بالراحه لانها تتواجد معها معظم الاوقات ..
فأول ماطاحت عينه عليها وهي جالسه لحالها ...
عقد حواجبه ... و جالت نظراته تفحص المكان ... او يشتم رائحتها العطره و يطمأن ...
وكأن والدته قد فهمت مغزى نظراته الباحثه : ليلى ..عند اهلها من بعد العصر .
مزيج من الغضب والراحه ... كيف لها ان تمر على كلمتي بدون توقف ؟
جلس جنب امه بصمت ... يحاكي افكاره الهادئه .. ويتمعن في يومه الشقي ..
يغرق في فنجانه الساخن .. ويحاول ان يهدأ ...
سألته امه وهي ادرى بحال ابنها : خير يايمه فيكم شيء ؟ مرتك زعلانه يوم راحت عند اهلها ؟
ابتسم ليطمأن قلبها : مافيه إلا العافيه يالغاليه .. راحت تزور امها ...و تمر اهلها وتبقى معهم للعشاء...
تخمين رائع ...اكيد ستبقى بماان الساعه تخطت الثامنه والنصف ...
يحاول ان يهدأ من انفعالاته ... لكن الحقيقه التي تجاوزها ..ماذا فعل بها اليوم ؟
هل هي الفاصله التي وقفت عندها ... هل صب الزيت على النار ليزيد الاشتعال بينهما ...
دخلت سمر وتفاجآت بوجود مطلق ..سألته : مطلق انت هنا ... وينها ليلى طلعت جناحها ؟
غفله وقعت منه قصدا ... استراحه كان يودها له ولها ... للوقوف على النقاط المهمه ..
تجاهل النظر إليها ورد : لا بتبقى عند اهلها الليله ..
طالعت امها بإستغراب وقالت : اليوم حالها بالمره ماعجبني ... ما خرجت من حجرتها طول الوقت وخديجه تدق عليها
وما ترد .و مااكلت شيء ... و جوالها مغلق ...
وقف على طول ... شيء ملح يوخزه ..
خرج الحديقه ... اخذ جواله ..بالفعل دق اكثر من مرة .. لكن جوالها مغلق ..
لم يعتد على الخذلان او التهميش ..ألم يشعر سابقا بأن كل شيء معها مباح وجديد ..
ابتسم لنفسه بغموض ... و حزم امره ..


********************************


دخلت حجرتها .. و ابتسمت ..حست بالدفا فيها والراحه ...
فتحت درجها و شافت دفتر مذكراتها .. اخذته وجلست على سريرها ..
تقرأ كل كلمه بتمهل .. تمعن و تستشعر احاسيسها فيها..مابين ابتسامه او طيف حزن تعود لها الذكريات ..
كل التفاصيل المهمه ..كانت تدونها بجدية ..
حتى اللي مرت عليها في صغرها ..لم تطوفها في كبرها ... علقت عليها وان مضى عليها من الزمن الكثير .
انفتح الباب .. وطلت سلوى بإبتسامتها الاستفزازيه : مدام ليلى .. مستر مطلق يبغى يكلمك ..
رفعت يدها بدون مبالاه وقالت : قولي نايمه ..
تخصرت ورفعت حواجبها وقالت : لا والله..ويش قالوا لك ..مرسال العشاق... روحي طلي في وجهه السمح ..تراه
قاعد في المجلس مع سعود ...
تركت الدفتر من يدها .. و حست بالتوتر فجأه ... و استغربت من نفسها وين كل العزم والتصميم
ام هو مجرد قشور سرعان ماختفت عند اول مواجهه ...لهذي الدرجه حضوره يطغى على حواسي و يثير جميع
مشاعري في وجهي بدون هويه..
طالعت شكلها في المرايه.. ..تركت شعرها مفرود على ظهرها .. و حطت قلوس زهر باهت .. تحت انظار سلوى المنتقده
قالت بسخريه : بالله ماشبعتم من بعض ..توكم مالكم ساعات يوم وصلتم من شهر العسل ..
كشرت في وجهها وقالت : مالك دخل ..ابعدي من وجهي ..
تجاوزتها ومضت في طريقها ... وقفت تسمع صوته الرخيم ..و لاشيء همه
استندت على الجدار ... صوته نفسه اعاد لها العذاب ..
لم تنسى خيبه الامل التي عادت لها بسهوله .. و ماجرحها به لايتنسى ..
كيف تسامحه وهو اخطأ في حقها .. و شكك في اخلاقها ..و تمادى في شكوكه الوهميه ..
لكن كيف تلقى الحل ؟ لو قالت لاخوها و لا جدها اكيد بياخذون موقف صارم مافيه تسامح .. وتكبر السالفه
لازم تعرف تداوي علتها بنفسها ... و تعزل مشاعرها عن الكرامه ..مو كل شيء يستهان فيه على حساب حياتها ..
دخلت .. مبعدة النظر عنه..تحاول ان تكون طبيعيه امام اخوها الذي ينتظر زلاتها وكشف حقائقها الخفيه..
اعتذر سعود وتركهم لحالهم ..
مارفعت نظراتها عن عن الخاتم ..في اصبعها ..و حركتها المتوتره ..لايهمها كم يطول الصمت بينهم ...
اهتزت قدمه بتوتر .. وعيناه لاتبرحان وجهها .. ..تنهد مطولا ..وخرج من صمته
قال بهدوء مبطن بضيق : حركتك هذي لاتعيدينها .. ..
رفعت نظراتها بإستفهام وكمل وهو يشير بإصبعه ناحيتها : تخرجين من البيت دون اذني .. هذا مااسمح فيه .
وقفت بعصبيه وشدت على فكها وجاوبته : والله ويش متوقع ..من واحده ماعندها اخلاق ..
راقب عصبيتها الواضحه ..من عيونها المشتعله و تضرج وجهها بإحمرار ..
حك حاجبه و قال بهدوء : انا ماقلت ان ماعندك اخلاق ..انتي اللي قلتي ..
ضحكت بسخريه : انت تضحك على مين ..اللي يشكك في اخلاقيات زوجته و في كرامتها ...يكون ايش ؟
وقف ند لها ..يعلم انه اخطأ لكن لايتراجع ابدا ..
مطلق بهدوء : طيب ... والحل ؟ بتظلين هنا ؟ ولاتمشين معي ..
رجعت خصله خلف اذنها و التزمت الصمت... تطفأ ذلك اللهيب الذي نفخ في قلبها ..
لازال لامبالياً بها ..عابرا على نزاهه مشاعرها بكل غرور ..يظن انه على حق في كل شيء ..
ودها تصرخ وتملأ العالم بصراخها ..ليعلم ان هناك من نال من العذاب مايكفي ..
طالعته بيأس :وانت ويش اللي يرضيك ؟ ابقى معك او اظل هنا ؟
ضبط شماغه وابتسم ..تلك الابتسامه التي تسحرها ..وقال :تدورين رضاي ..
بلعت ريقها بصعوبه وتلعثمت وقالت : انت ماتهمني ..وعلى كل حال انا بأبقى هنا ...
وركزت نظراتها في زاويه الغرفه ..تهرب من نظراته العميقه والمتفحصه ..
تجعلها تنسى عن ماذا هي تبحث ؟ يخفيها في نفسه بدون وعي منها ...
استرخى على الكنبه وقال بتصنع : طيب خلاص ..دبري لي مكان انام فيه .. ولا تعالي خلينا ننام هنا ..
وغمز لها ..
شهقت ..لماسمعت كلامه ..وخجلت من نفسها ..الله ماحلاهم نايمين في المجلس لا والاخ يخطط ومرتاح
تخصرت قدامه وقالت برفض : انت اكيد مجنون ؟
ضحك بصوت عالي ..فحطت يدها على خدها من شده الخجل ..قدر يقلب موازينها في لحظه ..
كيف بدأت واين انتهت ؟
اقتربت منه وقالت : مطلق ..لاتفضحنا ..
سكت فجأه وابدى استغرابه ..
رغم اشتياقه لتلك الهاله الحسناء التي يصنعها الخجل في وجهها ... لكن احب تعذيبها بسذاجه
صنعها حول نفسه لم يعتادها هو ...
: اي فضيحه .. اثنين متزوجين قاعدين مع بعض وين المشكله ؟
طالعت جهه الباب ..ومسكت يده تشده ..للوقوف : المشكله اننا مو في بيتنا عشان تاخذ راحتك .
وقف ملاصق لها ..ليزيد من تخبطها واشتعال وجهها ..
ابتسم اكثر ..وقال : والحل ؟
ابتعدت عنه .وقالت بيأس : انتظرني في السياره ..
تأملها مطولا ..لم يكن ليتركها هكذا دون ان تمنحه او يمنح نفسه الحياة في دقائق جافه عاشها مع نفسه
رفع راسها بهواده وكلاهما يتوغل في عيني الاخر .. قبل وجنتها بعمق ...يستمتع بلهيب انفاسها اللاهثه على وجهه
.. انزلقت يده من على وجهها ... ليبقى الحوار الصامت ونداء الاعين ... انسلت بسرعه .وخرجت...
ابتسم برضى ..وراحه ..
راحه غمرته حقا .. كل هذا مضى لم يفكر بشيء غيرها هي ..
كان يعتقد ان كل شيء سوف يقف في وجهه ... او يجد صعوبه في مواجهتها
لم يكن يريد ان يعيدها معه ؟شاء ان يمنحها المزيد من الوقت ..
لكن لم يشأ ايضا ان يتركها بعد ان رأها .. كأن دهرا مضى بينهما و لهث بلهفه نحوها..
اعادته صورتها النقيه الى طبيعته ... وغاب ماحدث في طيات الذاكره ..
سيحاول ان يصلح ماافسده هو ...
دون منغصات ...وان كانت تتواجد دواخل غريبه فعليه ان يتجاوزها بحكمه ..
ويعيش كسائر البشر ...



أنا و انتآ بهـ الدنيـا .. :: تحمـّلنا ::بعضــنا كثيــر
تعودت ., إنتآ على عـنادي و سـرت أحب هـ / الغيـرآ !


أنا و انتآ حكـــايتـنا .. مثـل/ صدر السمـاء و الطير /
كثيــر الليي ُطالعهـا و لا أحـــدٍ طـالهـا .. غيـرهـ .,

أنا و انتآ حكـــايتـنا .. مثل لعبهـ .. وطفـل صغيـر
مع آنوهـ ُ دوم يهمـلها رفض يسمــح بهـا لـ / غيـرهـ !




ألقاكم بكل الحب ... .... كبرياء الج ــرح


**********************************

كبرياء الج ــرح 13-10-10 06:31 AM






البارت الرابع والعشرون :




صحيح هو قادر على قلب كيانها ... و تقييدها
لكن مالعمل ؟ خوفها ان يتعاظم الامر و يصبح كالفقاعه التي تنفجر في وجوه الجميع
وتجلب العديد من المشاكل لها ..
لن تتسامح معه بعد الان ..وتلك الساذجه ستسلخ عنها زيها الباهت .. فهي لاينفع مع امثاله
ابتعدت عن مواجهته ... نامت في الحجره المجاوره له ...
و انصرفت في امور لم تكن بالمهمه لها ..لكن لابد ان تقضي وقتها في اي شيء ...
بمجرد ان يخرج للعمل ... تصحى من نومها المزيف ..
واذا رجع ..تلهي نفسها بالشغل في المطبخ او الجلسه مع امه او سمر ...
واقنعت نفسها بأنه مايهتم ولا سوف يهتم ...
وتختصر جلساتها معه في حضره اهله ... تلاحظ عليه شروده و غيبته في عالم العمل ..
في باطنها حسدت عمله القادر على صرفه عن امور الحياة الاخرى ...
مرت الايام .. ولم تقنع بالحال ..
بالعكس احساس يتفاقم بالحزن والوحده..
لم يكن مؤنسها .. او رفيق يقودها الشوق إليه ..لكن اصبحت تستغرب نفسها ...
جلست مع امه بعد العصر ..مدت لها بالقهوه ..
ام مطلق : علامك يابنتي ؟
ابتسمت ليلى وقالت : مافي شيء .. ياخالتي ..
تركت الفنجان وقالت بجديه واضحه : اسمعي يابنتي ..انا ماودي ادخل في حياتكم ..لكن حالكم مايعجبني
قولي لي يابنتي ... اذا كان مطلق مزعلك باخذ حقك منه .
اقتربت منها ليلى وباست يدها : يعطيك العافيه و يخليك لي يارب ... مافي شيء يا يمه ..
ابتسمت ام مطلق بحب ودمعت عيونها لما سمعتها تناديها بأمها : والله انك في مقام بناتي .. واغليك مثلهم
ليلى بغصه تتعاظم .. قالتها بصدق ..ذلك الحب تقيسه في نبض العيون و تعرف حاجته له ..
كانت محتاجه لدفعات الحنان ... لتسقي جذورها و تمدها بالحياة من جديد ...
دخلت سمر وشكلها تحفه بعد النوم .. الشعر منكوش والبيجامه معفوسه .. وحالتها حاله
ام مطلق : بسم الله.. انتي لو شافك احد غيرنا بيقول مجنونه اكيد ..
سمر بنعاس : يمه الله يخليك ..مالي خلق تعليقات ...حدي منومه..
ليلى بضحكه : وانتي مضيعه سريرك ..
فتحت عين والثانيه مقفله وقالت بهبل: مين ليلى ؟ تعرفين ماشفتك ..وشفيك لابسه بيج مطقمه مع بيت الشعر ..
ليلى بزعل : مالت عليك .. اكيد ماتشوفيني من الظله اللي على راسك ..قومي الله يستر عليك ... روحي مشطي شعرك
سمر : اقول ليلى .. ويش رايك تروحين معي المشغل ..ودي اقص كشتي شوي .. ..
حركت فمها بتفكير وقالت :والله فكره ..خلينا نغير نشوي ..
تدخلت ام مطلق : ليلى ..لاتقربين شعرك ..
عقدت حواجبها ومسكت شعرها و تأملته وقالت بتوسل : والله ياخالتي ..ودي اقصره شوي ...
و ممكن اصبغه ويش رايك ياسمر ..
فاقت سمر من نومتها وعدلت جلستها : اي والله فكره ... غيري شوي من شكلك ... لازم تجددين علشان مطلقوه
تراه مسكين حافي ومنتف .. و عطشان من زمان ماشاف نسوان عدله..
بحلقت ليلى فيها بنقمه ورمت عليها فنجان فاضي ..وقالت بشكوى لام مطلق : تسمعينها ياخالتي .. يعني انا شينه
ياقليله الحيا...
ابتسمت ام مطلق وقالت : لا والله انك زينه البنات... اكيد ماقالت كذا الا غيرانه منك .
ضحكت ليلى ورفعت حواجبها بإستفزاز ...بوزت سمر في وجه امها : افا يايمه .. هذا وانا اخر العنقود ..
ليلى : اقول سمر ... لقطي وجهك ...
سمر :ماعليه .. صدقوا يوم قالوا القرد في عين امه غزال ...يالله اقول لاتأخرينا خذي شور مطلق لا يقف لنا في البلعوم
هو من غير شيء يبغى ترخيص موافقه قبل الخروج بأسبوع .
ابتسمت ليلى .. و كأن شيء محتم عليها ذكره كل ساعه ..
تمتد عينيها للبعيد ..لعلها تلمح طيفه وتستقر حاجتها على جهه
اصبح شيء يدخل في مسام القلب ويذكرها خفقاته فيه هو ..
صحيح انه لايشعر بها...لكن تفرق عنه بأشواط
أليس هو ذلك السر الذي وضعه الله بين يدي الانثى ...
لا يعلمه سواها وان حاولت اخفاءه او تجاهلته او حتى جهلت مسماه ...
فهو شيء كالسحر يغيرنا ولا يغير ما حولنا ...حاله صعبه ان تمر على الاخرين بسهوله...
وان مرت عليهم لا يدركونها ..
صرخت سمر في وجهها : ليلى ... اللي ماخذ عقلك يتهنى فيه يارب ياكريم
ابتسمت ليلى وقالت : وانتي ويش دخلك .. قاعده لي في كل مكان ؟
سمر بضحكه : اكيد تفكرين باخوي .. يالبى قلبي يامطلق ...
ليلى : والله انك فاضيه ..اقول ام كشه ..روحي جهزي نفسك .. وكلمي مطلق مره واحده ..
شهقت سمر :لا والله ناويه علي انتي ... طيري ياماما .. كلميه انتي اكيد مابيرفض لك طلب ..
ام مطلق : كلميه يا يمه ..واذا مارد عليكم روحوا انتم وانااقول له اذا رجع من شغله .
ليلى : لا ياخالتي...يمكن يتضايق انا بدق عليه اذا مارد برسل له رساله ..
اخذت جوالها وقامت تكلمه بعيد عن نظرات سمر الفضوليه...
في الاساس هي خايفه انه يفشلها او يعارض على اتفه الاسباب ...
دقت مرتين لكن لارد ...و كتبت رساله
اهم شيء انا استأذنت وامه عندها خبر ...
مشوا كلهم .. و معهم اريام اللي ارتاحت انها كسرت الحاجز ومشت معهم برضاها
قررت تقص وتصبغ ... مجازفه كبيره بتعملها ..لاول مره تتخذ قرار لنفسها دون مشاوره احد وبسرعه ..
نادت اريام العابسه وسألتها : اريام .. ودي اسألك اي لون حلو علي اكثر .. البني او الاحمر احس الاحمر لون جريء وقوي .
تلعثمت اريام في ردها وقالت :انتي ايش مقرره .. صراحه البني حلو عليك ... وممكن خصل عسلي يظهر اللون اكثر
اندمجت اريام بدون حواجز ..
ابتسمت ليلى لها ..:مشكوره ياالريم ...
تدخلت سمر : ليلوه انا بصبغ احمر ...
ليلى بضحكه : انتي من غير لون وتفجعين صراحه.. ويش بيصير اذا قلبتي حمراء الله يستر ..
شاركتها اريام الضحك ...
اريام : بتوقف نص سيارات الرياض ...على بالهم اشاره مرور .
فرحت بالاجواء الغير عاديه .. والالفه الواضحه .. حست انها منهم وفيهم رغم المنغصات لكن في نفس
الساعه حست انها فرحانه و مرتاحه ..
بالفعل رغم ترددها إلا انها ...صبغت شعرها وقصت مدرج ..وعلى كذا مايبان ان شعرها مقصوص ماشاء الله
اعجبت في النتيجه وكمان البنات اعجبوا فيها ..صحيح مو كل قرار يتخذ بسرعه تكون نتائجه مخيبه للامال ..
دخلوا البنات... و توقفوا فجأه ..خبطت سمر في كتف اريام بدون انتباه ..
سمر : اريام يالبقره مالقيت توقفين إلا في نص الطريق ..
اريام من تحت اسنانها : مطلق .
سمر بصوت عالي :مطلق ..ورفعت راسها لناحيه اخوها ..وشهقت بخوف
اما ليلى فحالتها حاله ..شدت الطرحه على راسها .. ودها تضحك على شكله ..كان مثل المحققين
يقف بإنتصاب .. حاط يديه خلف ظهره و عيونه مركزه على كل واحده فيهم ..
رفع حاجبه ..وركز على ليلى بالذات قال : امي تقول انكم خرجتم من بعد العصر ... والحين كم الساعه
همست سمر بضعف : والله ياخوي .. اانا قلت لهم ..خلونا نرجع بسرعه ...لكن حكم القوي
وكزتها اريام ..و تحلفت فيها ليلى بنظراتها ..
بالكاد قدر يمسك ضحكته ..رفع حواجبه وقالت : يالله قدامي انتي وياها ... جهزوا العشا لي و ناصر
وان شاء الله اشوف واحده جالسه والثانيه تشتغل ...
اريام : مطلق يعني عقاب ..
هز رأسه : اكيد عقاب ... تخرجون من غير اذني ...و تتاخرون .. ويمر كل هذا مرور الكرام ..
اريام : البنات قالوا انهم اخذو موافقتك ..والا غير كذا ما كنت رايحه معهم من اساس
سمر : يالخاينه
اريام : ومنكم نستفيد ..
سمر اشرت على راس ليلى من فوق وقالت بضحكه : كله من هذي... ياما نصحتها وقلت لها ياليلى مايجوز مطلق بيزعل علينا
لكن هي واثقه ..ويش قالت .. مطلق حبيبي مايرفض لي طلب ..
شهقت ليلى .. وطالعتها بنقمه .. حاولت تضربها ..لكنها على طول راحت خلف مطلق ..
ليلى بحنق : سمر .. كذابه ... وناظرت مطلق وقالت : والله تكذب ..
رمت بالاكياس ... و لحقتها خلف مطلق ..ابتسم مطلق ...على شكلها ...
وسمر ترقص خلف اخوها و فرحانه بالانتصار ..
مسك يدها .. فرجعت للخلف وطاحت الطرحه ... ضاقت عيونه على شعرها ..
قال بأمر : يالله انتي وياها ...فوق بسرعه ..
و ماصدقوا خبر البنات ...طلعوا فوق على طول ..اما ليلى بقيت بين يديه ...
همست بخوف : دقيت عليك اكثر من مرة ...وارسلت لك رساله
تجاهل كلامها ومد يده ناحيه شعرها وقال : ليش قصيتي شعرك ...وكمان صبغتيه من سمح لك ؟
حركت شعرها بتوتر وقالت بإبتسامه : ليش مو حلو...
ردد بنبره منزعجه : مين سمح لك ؟ المفروض انك خبرتيني بالانجاز العظيم
استغربت من انفعاله وقالت بهدوء وعيونها على المكان تخاف احد يسمعهم : مطلق ... ماصار شيء حبيت اغير من شكلي.
مطلق بغضب حرك شعرها بإهمال وقال : اي تغيير .. المفروض تاخذين رأيي .. انا زوجك مو رجل كنبه عندك ..
فكت يدها بإنفعال : خلاص ماصار شيء...بتعطيني محاضره على شيء تافه ...
طلعت دون اعتبار له .... متجاوزه تلك ..العقبات التي وضعها .. ..
دخلت جناحها وقفلت الباب بقوه ..لكن انفتح بعدها بمثل القوه .
مسك يدها بقوه خافت ان يكسرها ..وبنبره حاده : لاتطولين لسانك علي فاهمه ... خرجتي دون اذني وسامحتك فيها
اما ترفعين صوتك و تتواقحين علي فهذا اللي حذرتك منه ...
شمخت بنظراتها و تحدت سطوته : وانت اياك تكلمني بالطريقه هذي وقدام الكل ؟
كل اللي سويته اني غيرت من شكلي وين المشكله ...؟
ألمتها يدها وخاصه انه يضغط على الخاتم .. كمل بإنفعال : لاترفعين صوتك علي ...
حاولت التملص من يده وبحده نفضتها منه : ليش مهتم ..انا كذا ولا كذا مافرقت معك .. .
يعني اهتميت لما غيرت من شكلي ..ولا لازم اخذ امرك قبل ...
وقف بصمت يراقب حدة انفاسها و تمرد عينيها ... وابى ان ينهزم ولو كانت تلك ضد رغبته ..
قال بنفاذ صبر : لا تحاولين ثاني مره تهمشيني ولو كان الامر تافه .. واشار لشعرها بإستخفاف ..
وتركها بسرعه .. اخذت نفس عميق ..تطرد الغصه التي وقفت لها منتصف الكلمات وابت على الحركه ..
.. ووقفت منتصف حجرتها ... تداري تلك الدموع التي تحجرت ..
غبيه..لوكنت اعتقد انه سيهتم ..ولو حتى يدير رأسه لي بإعجاب ..
غبيه ..لو ظننت انه مثل سائر الرجال .. يهتم بأمرأته كما لو كأنها حوريه امامه..
قفلت الباب بهدوء ..و استندت عليه ..تقاوم دموعها و تكتم انفاسها بصعوبه
لن تبكي .. لن تبكي ..لن تبكي..
كتمانها ..ضيق انفاسها وسد منافذ الهواء لديها ...
بسرعه .. سحبت درج الكومدينه و اخذت البخاخ وانعشت تنفسها .. للتتواصل مع افكارها ...
لن تجد له ذريعه ..بالاساس لا يوجد
فهو مثل الامس واليوم و سيظل غدا ...يعتبرني شي من اشياءه ..لا غير
ولاضير عنده ..
مجرد انثى يجد سلواه عندها ..في كل شيء
وقفت قدام المرايه ..وطالعت شكلها ..بالعكس شكلها حلو ..ليش ماتقبلها ؟
تقليديه .. فكره اثارتها فضربت بيدها على التسريحه
ارادني تقليديه ..قرويه..لاتهتم ...صوره قديمه ليشوهها بحريته وسطوته الذكوريه البشعه ..
كيف له ان يغيرني ؟ وكيف له هو ان يتغير ؟
حركت شعرها بخفه ..وابتسمت لنفسها ...رغم الالم بداخلها ..ألم محسوس
ألم تناقله جسدها و اصبح ينهكها ...
ستصبح عادة .. فعليها اعتياده ..
لبست بنطلون جينز ...و بلوزه نص كم ..تركوازي و رفعت شعرها بشباصه .. و خرجت
لاحظت وجود البنات ..واضح انهم سمعوا كل شيء
حركت شعرها بخفه وضحكت بفراغ : شكله ماعجبته الصبغه ..
أريام على طول دخلت حجرتها وقفلت الباب .. وسمر شكلها متفشله ..
اقتربت وقالت : انا اسفه ياليلى ..والله ماقصدت ..
مسحت وجهها بيدها وقالت : وليش تعتذرين ..انتي مالك دخل .. انا السبب ؟
سمر : ياااه ياليلى كل هذا وتقولين انك السبب .. لو مااعرف اخوي كنت قلت كذا .. دمه ثقيل و ما يتقبل التغيير بسهوله ..
ابتسمت ليلى : سمر ..مهما يكون هذا اخوك الكبير .احترميه .. وماصار شيء بيننا لدرجه انك تتحاملين عليه ..
روحي كلمي اريام .. لاتاخذ على خاطرها من اخوها ..
احتضنتها سمر بقوه : تعرفين يا ليلى ..اخوي مايعرف النعمه اللي بين يديه وربي ليندم اذا زعلك بعدين ..
غمضت عيونها ووقفت العبره في حلقها ..بلعت ريقها بصعوبه وقالت : عادي ..شوي ونرضى عن بعض ..
كملت بأمر : اشوفك قدامي انتي والست اريام ..ولانسيتوا العقاب .

شمرت عن ساعديها.. ستعجن الامها في العمل وتتناسى ذلك الذي وشم على فرحتها بخيبه امل كالمعتاد ..


*******************************



تأفف ودخل المجلس .. و كأنما دخل صومعته الخاصه وانفرد بأفكاره بعيدا عن رفيقه
غمض عيونه بعمق ..و شد على جبينه ...
وشفيك يامطلق ؟ كلما قلت بتبدأ ترجع للخلف اميال ..
شكلها ماكان حلو..إلايطيح الطير من السما..
صارت احلى ..كلمه فاتنه قليله فيها ...انا من قبل ضايع في كلمه اوصفها فيها ..
وجات على رجليها لحد عندك ..و طمرتها بسذاجتك .
هل هو خوف ؟ ان تعزل نفسها عنك و تستثنيك عن امورها وحياتها ..
وانت المهتم بكل شارده ووارده .. و تتصنع البرود
او غيره ..ان تتبدل هكذا بتلقائيه بدون سبب
احببت ان تكون انت السبب الوحيد في حياتها ان تتغير من اجله ..
عقده ..صعبه تنحل فيك ..الحظ السيء رفيقك ..
ماتعرف تقول حلو وانتهى ..
كيف تكسبها وانت مقفل كل الابواب في وجهها ..
تأففت للمره الثانيه على مرأى صاحبه المتفحص بدقه ..
تنحنح ناصر وقال : كل عقده ولها حل ..لاتكدر خاطرك..
مطلق بنظراته الحاده : اي عقده ...
ناصر بهدوء : العقده اللي مزعجتك ..لاتقول مافيك شيء ..خرجت بمزاج و دخلت بمزاج ثاني ..
مين المدام هذه المره ..ضحك وكمل : اصلامافيه غيرها متحملتك المسكينه .
رمى بشماغه جبنه وبعثرشعره وقال : ناصر ..اطلع من راسي ..
ناصر بضحكه : ويش شايفني قمله عندك..
ضحك مطلق وارخى راسه على المسند وناظر السقف ..
و ظل لحظه خايف فيها يسأل و يسقط القناع عنه..لكنه سأل بهدوء : ناصر ..انا معقد ؟
هز ناصر رأسه وقال : مين قال انك معقد ؟
مطلق بحده : رد على قد السؤال
ناصر بتفهم : لا مو معقد معقد ..يعني نص ونص ..
رفع مطلق راسه وناظره بلوم وقال : بالله هذا جواب دكتور نفساني ...
ناصر بضحكه : طيب انت تستشيرني بصفتي طبيب ..راح اعطيك التحليل ياسيدي الفاضل
رجع وسند راسه على المسند و كمل ناصر : فيه امور في حياتنا ما تعودنا عليها و في دقيقه تصير امور حتميه علينا
و لازم نتعامل معها كواقع .. و تتغير معاملتنا لها بحسب شخصياتنا ..
يعني مثلا في امور بسيطه نعقدها و ممكن في امور معقده يانبسطها او نزيدها تعقيد ...
يعني انت مو معقد لدرجه المرض النفسي لكن نقول عنك صعب المراس شوي ..
و ثقيل شوي و عندك الكبرياء اهم من المشاعر ..و ماتعرف تقول كلمتين حلوه على بعض
واذا جيت للحق يامطلق والله انك ما تتعاشر ...
وضحك بقوه ..لما سحب مطلق شماغه ورماه في وجهه ...
مطلق بإبتسامه : اقول انقلع ..مالك عشا عندنا ..
ناصر : افااا ياذا العلم ...تطردني ..مقبوله بكره اذا تزوجت لاردها لك ..
مطلق بتفكير : لا تسويها والله لو رجعت بي الايام ....
وسكت فجأه وكأنه غير مجرى كلماته بداخله وابى ان ينطقها ...
ناصر : كمل لو رجعت بك الايام ما تزوجت ... عادي ويش يصير يعني بتتوقف الكره الارضيه عن الدوران
او هي بتنتظرك طول عمرها ..ااكيد بيجيها نصيبها ... يمكن الشيء الوحيد الثابت هو انت ..
ناظره مطلق بإبتسامه وقال : وانت معي ..
جلس جنبه وقال : كل شيء جايز ..ممكن كنت تزوجت ماريا .. و هاجرت لامريكا و تركت الديره لاهلها..
وكزه مطلق وقال بتهديد : تعرف الشي الاكيد وقتها ..كنت سحبتك من رجليك من امريكا .. وزرعتك في ديرتك بالغصب .
ضحك ناصر ..وفجأه حط يده على بطنه وقال بإمتعاض : لابارك الله في هذي العزيمه ..ماصارت .. قوم شوف لي
شي اكله ..مالت عليك انت وعزايمك ..والله لو درت عني ام مطلق لتعلمك الاصول ..
وقف مطلق واعطاه نظره تحذير : انثبر مكانك لا يجيك اللي مايسرك .
فتح التلفزيون وتشاغل فيه ..بينما مطلق دخل المطبخ من الجهه الخلفيه ..و تسمر مكانه لما شافها تشتغل و معها سمر
ترسم الابتسامه و تميل برأسها بضحكه عاليه .. وتعود تكشر لنفسها ... تحرك شعرها بخفه ..و تمسح انفها بظاهر كفها
ابتسم .. وتذكر شكلها لما صارخ فيها ..بسط يده ..نفسها اللي كانت تشد على يدها و كادت تحطمها
زفر بحده ...
اعجبه تلك الروح القويه التي تصنعها من اجل الاخرين ..
غيرها من جنس حواء كيف ستفعل لو تعرضت لمثل الموقف ؟
تنحنح و دخل بسرعه ..ليعم الصمت فجأه ..
استدارت للمغسله ..و غسلت يديها ..وقالت لخديجه : خذي السفره لامي .. وانتي ياسمر روحي نادي اختك للعشاء
قفلت الماء واستندت على المغسله قبل تطالع فيه ..: هذا العشاء .. تبون عصير برتقال او مانجو..لان مافي إلاهو
خلي المطبخ الا منهم .. تماسكت وهي تطالعه ..كأنه اول مره تشوفه عادي ..بدون تكلف او مظاهر
شعره الاسود الكثيف يصل لاسفل اذنيه والمجعد بطريقه ملفته ..وعيونه الذابله وان كانت ممزوجه بصلابه .
كملت بتوتر : عملت معجنات وبيتزا و صينيه مكرونه بالجبنه ..الوقت ضيق وماامداني اعمل غيره لكن ان شاء الله تعجبه ...
وترها زياده ..وقفته الصامته وترقبه الغريب ..كان يصف الحروف في عقله لينطقها بسهوله لكن توقفت له
و صعبت عليه المهمه السهله جدا والسخيفه ..كل رجل في كل زاويه بل في كل شبر على وجه البسيطه يجيدها
وكيف هو مستثنى من بين رجال الارض ..
مثلما قال ناصر ..بعض الامور البسيطه اما نبسطها او نعقدها ..وهو من عشاق التعقيد بدون اراده ..
حركت الخاتم في اصبعها ..لكن انتبهت انه منبعج و مايخرج بسهوله..تنهدت بحزن ..خاتم زواجها ..
حتى هوماسلم من هوائيته القاسيه ..
ودها تبكي .. وتختفي عن العالم ...اول مره تتمنى الموت والفضل يرجع له ..
اقترب منها ..فرجعت للخلف ..كملت بنبره مهزوزه : فيه شاي ... و عملت لكم حلا ..هذا بعد العشا لو تبون
انا قلت لخديجه تجهزه لكم ...وبالعافيه عليكم مقدماً.
اخذت نفس عميق ومسحت انفها الاحمر من شده الانفعال .. ..
وناظرته بهدوء قبل تخرج تحث خطواتها على الهروب والتدثر ببلاده المشاعر مجدداً ولا تهتم ...
ستطول الحاله وتدوم ..ياتكون مثله او تنعدم في حالتها هذه ..
وهو نفس ماهو ..كل الذي فعله ..منذ دخوله هو خطوه فقط ..وبعدها توقف
يراقب.. يراقب.. يراقب ..حتى اصبح يمتهن المراقبه ..
تنهد بتعب طويل ..وهمس بضجر : الله يقطع شرك ياناصر ..



******************************



طال الوقت ..والحال ان تبدل فهو نفس الحال...
اعلنت قرارها الذي لم يكن منها... واجهه اجتماعيه يجب ان تحافظ فيه على نفسها ..
يأتي الرفض منها ولاتعاب فيه ...أما ان يأتي من الطرف الاخر فهو العيب المذموم ..لدى الناس
مثير للشبهات و محرك الافواه التي لاتصمت ...
ازعجها وابل الكلمات من والدتها ... لم يكن بمقدورها الاحتمال
مديح متواصل ولاينقطع عن المتكامل ..صاحب المال والاخلاق والسيره الذاتيه المرضيه ..
ابتسمت بسخريه ..اتخبرها بالجديد عنه وهي حفظت كل المواصفات و ما خفي فيه ظاهرا لها ..
لم يشفع لها كل ذلك ..
وطالبتها بالمزيد من الوقت ...المزيد من الوقت هدرا للامال فلا تحاولي ...
او على الاقل ان تقنعها بالاسباب ... للقناعه لها ولغيرها
اماه ..لاتحاولي ..لو تفيض العين بالدموع و ينضح القلب بالهموم ...فلن ترتاحي اذا علمتي الاسباب
اتركيها ياامي للنصيب .. وهو كذلك .
حبها الخفي الاسطوري ...لم يفدها في شيء...هو موبوء بحب فتاه لاادري هل اقتنع برحيلها
ام مازال يوبئ نفسه ااكثر بحب ماضي ...
امتلأت نفسها بالهراء .. ولم يعد يشغلها شيء مهم ...
اعطته مايريد ...حريته ..التي اكتشفت انها اصبحت تملكها فجأه ..
و منت نفسها بما تريد .."الراحه والخلاص ".


****************************

دخل البيت .. لتقابله دموع والدته و تجهم اخته ..
انعقدت حواجبه ..وسأل بحذر بعدما ألقى السلام عليهم : عسى ماشر وشفيكم ؟
ماتغير شيء ..فقط زاد بكاء امه و تجهم اخته ..
جلس جنب امه و حاوطها بيده وقال : خير يمه ..فيكم شيء ؟ خبروني
لامست فخذه بحنان وقالت : والله ياولدي شكله معمول لك عمل ...
ابتسم وسأل بإستغراب : بسم الله ....مره وحده عمل ..ليش ؟
وقفت رغد وقالت بعصبيه : اليوم بنت خالتك المصون ... اعطتنا ردها ؟
قاطعها سلطان بتفهم : رفضت
انتحب امه بصوت عالي ..طالع اخته وقال : وخير ياطير ... مو انتي اللي قلتي البنت اللي ترفضني وراها الف بنت .
رفعت امه رأسها بعزم وقالت : والله ياولدي مااخليها في قلبي ..من بكره ادور لك زينه البنات .
رغد : واضح ياسلطان انك ماتضايقت ..
ارتاح على الكنبه ..بالفعل تو حس انه مرتاح و خفيف..: وليش اتضايق...النصيب .
ام سلطان بضيق : انا اللي قاهرني ..ما اعطوني سبب واحد لرفضك ..تقول البنت استخارت وماارتاحت ..علتها مثل اللي قبلها
سلطان اقترب من امه واحتضنها : امي الله يخليك .. لا تجيبن طاري البنات الله يستر عليهم ...انا مازعلت
ليش انتم شايلين همي وقاعدين ...
وقف بعدها ...وقال : الله يعطيكم العافيه ...لاتكبرون السالفه او تتغير معاملتكم لهم ..مهما يكن نحن اقارب
وهذي الامور مافيها حساسيه...عادي ربي ماكتب .. ويش دراكم يمكن ربي يشيل لي الاحسن ..
ابتسمت امه و وقفت معه : الله يسعدك ياولدي ..ويهنيك ويرزقك ببنت الحلال..
ابتسم وناظر اخته ..و كأن الكلام كله ما عجبها ولادخل مزاجها
رفعت حواجبها له وكأنه تذكره بالمحادثه التي درات بينهم قبل فتره .. تركها لشكوكها وطلع حجرته
حس كأنه طفل صغير خرج من كابوس عكر نومه ..
تنهد بإرتياح و رمى بجسده المثقل على السرير ...وابتسم ..
واخير انزاح عنه هم ثقيل ... و تخلص من عبء زواج ماكان في باله ..
اقنع نفسه ان هذا من مصلحته ..و مصلحتها ..
الزواج اخذ وعطاء و هو غير قادر على العطاء بعد اليوم ..
سيكون شخصا اخر .. و يجدد حياته وينسى ...
فكر يكلم .زياد ويشكره على المساعده ..لكن غير رأيه
الموضوع هذا انتهى .. و العرفان له وعليه ..
دعا بصدق ان الله يرزقها بأحسن منه حال ...
و يسهل له امره ... ويعينه في حياته ..



***********************


لاتبكيني ياقدري ..
فدموعي اعلنت التمرد و ابت ان تنهار تحت وطأه الالم ..
لاتبكيني ياقدري ..
فإبتساماتي شحت ان ترسم على وجهي و تضيء عالمي المعتم ..
لاتبكيني ياقدري ..
سأحتمل جروحي النازفه ..و ادعي قوة زائفه واكابر على الآمي المبرحه وارتدي دورعاً خفيه..
لاتبكي ضعفي وانهزامي ..فلست انا من يهرب من قبضتك ..ليس أنا ؟

توشحت بالصبر و الشفافيه... وازداد البعد والجفاء ..
و تحملت مالاطاقه بمخلوق عليه ...
من اجل نفسها ..من اجل غد افضل >> تأمل هي بكل جوارحها ..
لكنها ظلت تتساءل من هو في حياتي ؟ من هو ؟ اكثر من تلك العلاقه الزوجيه الممله من هو ؟
رجل بمسمى زوج له كامل الحقوق ..وانا معه من اكون ؟
من اكون ؟
ضائعه في سير الركب .. لاتعرف مع من والى اين ؟

مر اسبوع .. وهي تتجاهل حتى النظر إليه ..
وهو .. في عالمه المنفي عن الجميع ..

حتى الخروج من البيت حرمته على نفسها ..
اهلها رجعوا الديره ... راحت لهم مرة واحده سلمت عليهم قبل مايمشون ..
وطبعا برفقه العميل االخاص..
تحمل من الهموم الكثير ..وان استبعدت همها ..طفى على السطح خطوبه سعود لريهام ..
ما تقدر تفكر في الموضوع ؟
يكفي من التشنج بمجرد ذكر اسمها ..و معاوده تلك الذكرى البغيضه ..
هي ترفضها وان تجملت بالفضائل الحسان..وان تناست ما فعلته ؟
العيب الاكبر والاخطر انها تحب واحد غيره ...
هذي كبيره في حق اخوها .. ما ترضاها لو ماصار
كانت تفكر في نجمه ..ابتسمت لفكرتها
لو نجمه من نصيبك ياسعود ..والله لتسعد في حياتك ..
لكن حظك شين مثل اختك .. حظنا ما يطيح الا في الشيء العوج ...
دخلت وفاء ..وهي منشغله ترتيب غرفه النوم ..
و تتوقف كل لحظه تهز افكارها بهدوء وما انتبهت لوجود احد معها ..
طلعت صوت ..التفتت ليلى لها ...و تتنفست براحه ان ماكان هو ..
ليلى : وفاء..ايش المفااجاه الحلوه ..حضنتها وسلمت عليها بحراره ..
وفاء : تسلمين حبيبتي .. ويش هالقمر ماشاء الله عليك .. الصبغه زادتك حلا ..
مسكت خصله من شعرها وطالعتها : بالله حلوه ... ماادري حسيت اني استعجلت .
وفاء : لاوالله من جد طالعه تجنني ... ويابنت حلو التغيير ...
ابتسمت ليلى..حست ان كلماتها اعطتها ثقه بالنفس ولو شوي ..
سحبتها من يدها وجلستها على السرير ..: وين البنات ؟
تنهدت وفاء :والله هالبنات بيطلعون لي قرون .. جن ازرق اعوذ بالله .. قاعدين مع امي تحت ..
ليلى :ربي يحفظهم ان شاء الله ..
طالعتها وفاء بتمهل : حاسه انك نحفانه زياده ... ليش مسويه ريجيم ؟ لايكون اخوي بدا يتشرط ..
ضحكت ليلى على نفسها اولا وعلى المزحه اللي سمعتها
: لا والله مافي ريجيم ولا شيء ...
: لايكون في ضيف جاي على الطريق ..
ليلى بخوف : مين ؟
وفاء بضحكه :قصدي لاتكونين حامل .
ليلى بشك:لا مافي شيء من هذا .. المهم انتي بتبقين معنا اكيد للعشاء ..
وفاء : اكيد ..وجيت اقولك ان في ضيوف بيجون عندنا ..صراحه عزمتهم ..
: ياهلافيك وفي ضيوفك ..
: تسلمين ياقلبي ..ماادري مااظنك تتذكرينهم ...حضروا زواجك .. وداد وجود ..ناس طيبين ..ابوهم الله يرحمه كان يشتغل مع مطلق
لكن الله اخذ امانته .. فصار ولده يشتغل معه.. واحنا صرنا مثل الاهل ..
: لا والله ماحصلي الشرف ... لكن اكيد اني برتاح لهم .
وقفت وفاء ومسكت يد ليلى : طيب تعالي معي .. قلت لخديجه تسوي لي كم صنف ..خلينا نروح نشوفها ..
نزلوا الدرج .. ابتسمت ليلى للبنات كانوا مسوين جو حول جدتهم ..
وفاء : تعالوا يابنات سلموا على خالتكم ..
بالكاد قدرت تميزهم بعلامات واضحه فيهم .. ظلت تتكلم معهم .
وماشاء الله تسكت الاولى وتقاطعها الثانيه .. و تدخل الثالثه .. وهي تضحك و نص الكلام ماتفهمه منهم ..
نزلت سمر ..بإستعجال ..ووقفت نهايه الدرج وقالت بصوت عالي : يامشجعات ريال مدريد ...
ضحكت ليلى وهي تسمعها داخل المطبخ ..
وفاء : صحيح نسيت اقولك ..اليوم مباراه ريال مدريد و برشلونه... وطبعا هي تشجع ريال مدريد
وولدي المصون يشجع برشلونه ..لو تشوفين المعارك اللي تصير بينهم ..
ليلى : والله حلو... مسوين جو حماسي ..
وفاء : ماشفتي مطلق .. ضحكت وفاء لما تذكرت شيء : كان دائما ينتظر المباراه ووقتها ينشغل ..
او ينسى الموعد و لما يتذكر ..تصير خبر خير ..
ليلى بإهتمام : وهو مع اي حزب ؟
بوزت وفاء : وتعتقدين الرجال يجون حزب البنات ...ابدا ..وصراحه كنت اقول ان ولدي طالع لمين ؟
دخلت سمر وهي لابسه فنيله ريال مدريد وبنطلون جينز ...
وقالت بحماس : يالله يابنات ..اليوم ابغاكم كلكم معي ..
ليلى : لا والله السموحه ..انا ما اشجع .
سمر :لا بتشجعين مو بكيفك ..ومن الحين البسي ابيض ..اليوم بيجي كريستانو يالبى قلبي عليه ..
طالعت ليلى وفاء بإستفهام ..فهمتها على طول وقالت : اختي تشجع نادي بكبره علشان لاعب ..
يقولون عليه وسيم ..لكن والله مااشوف فيه اي وسامه ..والله يا رياض انه ازين منه ..
ضحكت سمر ..وبعدين سوت نفسها تستفرغ وقالت : وع وع ..بالله ويش جاب زوجك الاقرع عند شامبو ضد القشره
اقول مالت عليك ..انتي و زوجك ..
ضحكت ليلى لما شافت وفاء خرجت ورا سمر تبي تضربها ..
دخل مطلق .. راقبته ..من اول مادخل ..هجموا عليه البنات ..ضحك وكل واحده تتحدى الثانيه انه يشيلها
قدر يحملهم كلهم واحده على ظهره والباقيات كل واحده على يده ...
وفاء : بنات عيب ..تعبتوا خالوا ياله انزلوا بسرعه ..
مطلق بإبتسامه : خليهم شوي .. انا ودي العب معهم ...
راقبت لعبه و ضحكه معهم .. و الملامح اللي ترسم على وجهه ..
ابتسمت تلقائياً ..ماتوقعت روحه الحلوه مع الصغار .. يعني يعرف يضحك على الاقل ؟
طالعت اشكالهم ..كانوا بالمره مستانسين ..وماعندهم هموم ..وهي المبدعه الوحيده بينهم
حتى ولو حست بالانغماس معهم وفي جوهم ...ترجع لنقطه تتذكر انها وحيده في عالمها ..

مطلق ناظر ناحيه سمر و ابتسم بغيظ : وانتي يالمسكينه ..متأمله خير..يوم انك لابسه و جاهزه ..
سمر بغرور : اصلا انا ضامنه الفوز..ماناقصني الا الاحتفال ..وهذا اخليه بعد المباراه ..يعني من باب التواضع
مطلق بإبتسامه : واذا خسرتم ..
قاطعتهم وفاء : ماتشوفها ثلاث ايام بلياليها ..
تلفت حوله وكأنه حس بغيابها... قرات وفاء ذلك الاستفهام الذي اعتلى وجهه ..
فهمست له : تراها في المطبخ .. وصراحه مااعجبتني .. البنت نحفانه و كل وقتها قاعده لحالها ...
اقتربت اكثر منه وسط الازعاج وقالت : اذا في شيء بينكم ..
قاطعها مطلق بتوتر : مافي شيء ..يمكن تعبانه ..
وفاء : روح شوفها ..
مطلق بإختصار منهي النقاش : في وقت ثاني ... والتفت ناحيه البنات ..غائب في افكاره ..
كأنه مالاحظ عليها وحدتها و انغماسها في العمل .. وافتقار جسدها لتلك الحيويه ..
انتبه لخروجها من المطبخ ..وخديجه تلحقها بصينيه القهوه ..
جلست بعيده عنه .... قدمت القهوه لامه ..
رفعت طرف عينها له .. اخذت فنجان القهوه و وقامت تمد له ..
عاند رغبتها في البعد ..سوى نفسه مشغول في ضبط شماغه .. وتركها امامه تتنتظر فراغه ..
وامتدت يده ..امسك الفنجان و لامس اصابعها و تواصلت عينيهم بفراغ ..
او ليست الايام تلك تمحي الجفاء ..لكن عبثاً مضت فما زادتهم الا قسوه ..
اكتفى بالمراقبه كعادته ..
ابتساماتها في وجه الجميع ... واحتكاكات مشاعرها معه مغلقه ...
اهتمامها في والدته ..وكأنها امها هي ... عمرها ماتكلمت في امها ؟ ومايعرف شي عن خصوصاياتها ؟
انعقدت حواجبه بإستفهام مع نفسه ..ونحن خرجنا من اطار الغرباء ...
غرباء حتى ولو تشاركنا نفس الفراش ..
مااعرف عنها شيء ..وهي نفس الشيء و ممكن حاولت ...لكن انا ؟
واضح انها متغيره .. كالروح بلا جسد ..
وبخ نفسه لانانيته .. قام بسرعه منزعج من نفسه
ام مطلق : عسى ماشر ياولدي ..
مطلق بتوتر : نسيت ناصر في المجلس ..
مشى بسرعه ..
سمر بضحكه : والله اخوي ينسى روحه ولاينسى صديقه ....ماادري ايش اللي شغله ؟
وغمزت لليلى ..اكتفت ليلى بالابتسامه فقط ..
وفاء بفخر : والله مافي مثله ناصر .. اخ دنيا ماتلقين مثله في الزمن ..
ام مطلق بحزن : الله يجبر خاطره ويهنيه في حياته..ويرزقه دوم ..
اقتربت وفاء من ليلى المستمعه : ناصر هذا يكون صديق مطلق ..الروح بالروح ..مايتفارقون ساعه ..
سمر : مسكين ..اهله توفوا في حادث ..ومابقي الاهو ...
ام مطلق بإنزعاج : واحنا وين رحنا ؟ احنا في حسبه اهله ..والله اني اعزه مثل مطلق ..
سمر :انا ماقلت شي...لكن مهما قلنا بنكون مجرد اهل صديقه ..
ليلى : الله يخليهم لبعض ...والله في هذا الزمن صار الصديق يشترى ..
حنت لنجمه فجأه و لجلساتهم مع بعض ..
ام مطلق : ايه والله يابنتي ..الزمن شان ووالناس صاروا اشين ..يالله حسن الخاتمه ..
انقطع الحديث بوتيره صمت هادئه ..و كأن كل واحد قد وقف عند نقطه يفكر في حياته
ويفكر في دنيا غريبه .. او ناسها الاغرب ..



***************************

صلت المغرب ..وجهزت نفسها ..
ابتسمت وهي تدور على ملابس بيضاء ..على كلام سمر
اختارت فستان ابيض طويل بدون اكمام بشرايط زرقاء .. استغربت اول مره تشوف هالفستان ..
ورجعت هزت راسها بسخريه ..اساسا كل ملابسها ما اختارتها هي ..فكيف لها ان تستغرب ؟
اخذت لها دوش و ااستشورت شعرها ..ولبست الفستان ... ابتسمت برضى رغم ان فتحه الصدر ما اعجبتها
دورت على دبوس او بروش لكن ما وجد عندها ..فكرت تطلب من سمر بعدين ..
حطت لها مكياج ..وهذي المره مثقله شويه..رغم انه مو ذاك الزود في المكياج لكن بتتعود مع الممارسه
اعجبتها النتيجه ... ظلال زرقاء مع رذاذ ابيض لامع .. وخطت بالكحل عينيه و اللون الزهري القاتم على شفتيها ..
دخلت سمر وصفقت : ياعيني ..لا ام التشجيع يا شيخه ... اقول البنات اليوم بيحقدون عليك ؟
ليلى بضحكه : ها كيف حلو ؟ هذا اللي لقيته ..الوحيد الابيض عندي ؟
: اقول اليوم فايزين فايزين ..مادام انتي بهاالزين بيكون وجهك حلو علينا ..
ليلى : وانتي بتبقين بالشكل هذا..
: اكيد. المهم نسيت اقولك ترا البنات جوا.
اخذت العطر وبسرعه رشته على رقبتها وقالت بلوم : ولك ساعه تهذرين معي وتوك تقولين.. ياله قدامي ..
سلمت على البنات بحراره ..رغم انها ماتذكرتهم لكن اشكالهم ينحبون ..وكمان امهم اللي ذكر الله على لسانها طول الوقت
جلست جنب وفاء ومقابل لوداد.. ..
ام وداد :ماشاء الله ياام مطلق .. مره ولدك مزيونه لا اله الا الله ..
ام مطلق : ربي يحرسها ..ويحفظها ان شاء الله .. والله هذا حظ ولدي فيها ..يارب انك تهنيه ..
ابتسمت ليلى و طالعت وداد اللي مانزلت عيونها من عليها ..
تدخلت سمر بضحكه .: اقول يابنات ترا انحرق كرتكم ... عذبتم اعماركم يامساكين بهالزينه كلها
وداد : سمر ..روحي شوفي المباراه ..لااعطيك على دماغك ..اللي يسمعك يقول عاد من الزين .
مدت لها لسانها و طالعت ليلى وقالت : اكيد ..بشهاده ليلى .. ..
ليلى : متى شهدت ؟ الحمدلله انا مااشهد زور..
ضحكوا البنات على شكل سمر ..اللي قامت وشغلت التلفزيون في الصاله ..
دخلت اريام متأخره سلمت على البنات وجلست جنب جود ..
وفاء : ليلى..وداد بتكون معلمه بناتي في الروضه ..
ليلى : والله ..ماشاء الله ..وكيف الشغل مع الاطفال .
وداد بإرتباك : والله حلو و مو حلو في نفس الوقت .. يعني صيحه ولوعه و ازعاج ..
ليلى : والله الاطفال مافي منهم ...
وفاء : اكيد بتقولي كذا...ماجاك العلم الصحيح ..اذا ربي رزقكم بتشوفين الويل وتقولين ياليت اللي صار ماكان ..
ضحكت جود و قالت : وفاء ..احمدي ربك غيرك يدور دواره على الاطفال ..
وفاء : يارب لك الحمد والشكر ماقلت شيء والله ..لكن قصدي ثلاثه توائم مره واحده هذي القشه التي قسمت ظهر البعير ..
وداد : ترى اريح لك اختصرت في حمل واحد...
قامت ليلى تجيب الضيافه .. ونادت سمر تساعدها ..لكن لاحياة لمن تنادي .
قدمت القهوه والتمر ..و جلست ..لاحظت الكل مشغول بالثاني ..فظلت ساكته ..
لاحظت نظرات وداد كل فتره...
وفاء : ليلى .. مطلق دق يقول ماتردين على جوالك ..
ارتبكت و طالعت وداد مباشره وقالت : نسيته فوق .. وصراحه مالي خلق اجيبه ..
وفاء : طيب خذي كلميه ..
اخذت الجوال و دخلت المطبخ ..كانت تفكر تطنشه وبتقول انها دقت ومارد عليها ..
لكن كأنه حس عليها ..دق اكثر من مره قبل ماتقرر انها ترد عليه ..
تنفست ببطء ..وسمعته وشكله منزعج : وفاء ...الى متى انتظرك ؟
بلعت ريقها بصعوبه : انا ليلى ..
سكت لحظه ورد : بدري ..وينك عن الجوال ..ادق ما تردين ؟
قلبت عيونها بملل وقالت : كان بعيد عني وماانتبهت له ..خير في شيء ..؟
: اعطيني ملابس داخليه و ثوبي السكري بسرعه ...
: خلاص ..برسل لك البنات ..
مطلق بحده وكأنه بيطلع من الجوال : لاترسلين احد اطلعي انتي ...
وقفل الجوال في وجهها على طول..غمضت عيونها و تأففت
جاها صوت وداد خلفها : خير ياليلى فيك شي؟
ليلى بإبتسامه : لا ياقلبي ..تسلمين لكن تعرفين الرجال و طلباتهم اللي ماتنتهي ..
وداد : الله يعينك ..
خرجت بسرعه قبل ماتصيرمشكله ..اخذت الملابس و جوالها وخرجت من الباب الخلفي ..
انتظرته لكن ماكان موجود ...كرهت حركته ..الحين كل العصبيه وفي الاخير ....
حركت شعرها بقهر و اخذت جهازها بتدق عليه قبل ماتسمعه : لو جيت بكره كان احسن ..
رفعت راسها بتحدي : انا لي مده انتظرك انت اللي تأخرت ..
تأملها ...بهدوء ..وبجرأه ..تنحنحت بخجل و حطت الملابس في يده ..
وقالت : الرجاء لو تبي شيء .. كلمني بإحترام مثلما تكلم خديجه على الاقل ..
وجات تمشي ..لكنه سحب يدها ناحيته ... وقال : انتي زوجتي ..ومن حقوقي عليك انك تلبين طلباتي ؟
تعوذت من الشيطان ..قبل ماتقول شيء تندم عليه ..
: ماقلت شيء ..لكن كمان من حقوقي عليك انك تعاملني بإحترام ..
ظل يناظرها وكأنه لاول مره يشوفها ... رجع خصلاتها خلف اذنها قبل ماتنزل يده على خط فكها ..
مسك ذقنها وقال وكأنه يفكر : الحين كل هذا الزعل علشان قلت لك اطلعي ؟
حست بالرجفه من لمسته ..و خافت تضعف قدامه ..
قالت بهدوء : انا مو زعلانه ... لكن طريقتك تخليني اتضايق ..
ارخت نظراتها على ازرار ثوبه ..بأي طريقه كانت بتهرب منه و من نظراته ..
حست انها في سباق مع مشاعرها .. وقلبها كأنه يقرع طبول .. وانفاسها حبيسه وبالكاد تطلعها ..
شد على يدها وكأنه يقول لها خليك معي ..حست بالرجفه ماتدري منه ولامنها ..
لاحظت نظراته على صدرها ..رفعت حلق فستانها .. و احتدت عيونها عليه ..
سألت بتوتر : تبغى شي ثاني .. قبل ماادخل ..
ابتسم وقال بإستفزاز : لهذي الدرجه ماتبين قربي ...
حست انها خلاص ما تقدر تستحمل بروده اكثرمن كذا
فقالت بإنفعال : طول اسبوعين مااهتميت بقربي ولادريت عني ...
والحين حزه يكون عندنا ضيوف تبيني اقول ابي قربك ..بإختصار لا مابي قربك ..ارتحت ..
رفع حاجبه ..وهو يشوف انفعالاها الواضح ... ترك يدها .. لحظه حتى تسترد انفاسها ..
والمسكينه اعطته الامان ..اعتقدت انها ارتاحت بالهجوم المباغت .. لكن لكل فعل رده فعل مساويه له في التيار
ومعاكسه في الاتجاه ...قانون لاينفع فقط في فيزياء الماده بل فيزياء القلوب و العقول ..
سحبها ناحيه العتمه و لف يده حول خصرها و شدها ناحيه جسده ... امطرها بوابل من القبل ..
ابتدأها بوجنتيها وانتهى برقبتها .... افحم تمردها و قاوم عقله ان يكفي ..لكن هيهات ان يستمع الان ..
بكل المشاعر المتواجده ساعتها... لهثت انفاسها بحراره جسدها الغارق في بحر العاطفه .. و هو تمادى بشوقه الدفين
منذ ايام طويله وهو يعلي من كبرياءه و يهبط من عواطفه ... و الان غائب حاضر في سكره مشاعره المطموره بتجاهله
اعتقد انه صابر معاند في كل الاحوال ..منذ ذلك اليوم وافكاره تشد وترخي ..
كيف له ان يمحي صورتها وهي امامه .. حتى في عمله اصبحت شغله الباطن وان تعاظم عمله و هام في اسراره
لابد ن تخرج له من بين الكلمات وتذكره في وجودها ..
يذكره بها الجميع .. ضحكات سمر .. ودعاء والدته .. واحتياجاته البشريه العاديه ..
ملأت تلك الفراغات الناقصه في بيته .. وعبأت الحاجات الفائضه ..
قيم وقمم ..دخلت حياتهم بمجرد دخولها ..
فتحت عيونها على وجهه القريب منها .. .. رفرفت رموشها بإضطراب و خجل مشتعل...
غمرتها كم هائل من النواقص المدفونه ..تلك الحاجه الملحه ان تبكي اصبحت تراودها..
تعلم الان في قراره نفسها انه اصبح مهما في حياتها .. وانه من يحرك فيها جميع المشاعر ..وان كان بارداً
كصخره .. كانت تريد ان تصرخ فيه عدم مبالاته ان تلعن في قلبها ضعفها الكسير .. ترغب ان تصبح مثله غير عابئه ..
غابت في مزيج منكر في جويفاء عينيه ... لاتعلم كيف تصفه ؟ بل تخاف ان تستنتج و يخيب ظنها ؟
همس في اذنها وكأنه يخاف ان احد يسمعه : اول مره اقولها .. وان قلتها مره يمكن ماتسمعيها مره ثاني
" آآآسف " فحطيها للماضي والحاضر .. و اذا قدرت يمكن نحتاجها للمستقبل ..
ضحك بتوتر ليصب في اذنيها ارتعاشاته اهتزت لها سائر جسدها ..
فابتسمت رغما عنها .. رفع رأسه ..عنها و طل في وجهها ..ماقدر يتكلم كل اللي قدر يسويه
انه يشوف اهتزازات مشاعرها عبر حواسها ...ويغيب معها ..
قالت بصوت اقرب للهمس : ليتني مثلك ..اختصر كل شيء بكلمه ...
رفعت عينيها له بتوسل خفي ..برجاء يكاد يختفي ..أن افهمني ؟
.رجعت شعرها لخلف اذنيها تحت عينيه المراقبه بتمعن بل المتفاجئ
لا يعرف اي معنى سيتخذ من كلامها ..
ولم ترفع رأسها عن اتنفاخ صدره بأنفاس عميقه ..
ما قدرت تتحمل اكثر ..بعد كل الصبر والتحمل المنشود من عقلها الباطن انهزمت في غمضه عين ..
لم تسطيع ان تحتمل....لما يكون هناك سواه امامها.. هو الذي فتك بصبرها و هاود امالها في مهد جلافته..
سقطت دموعها توالياً ..امام ناظريه ..قيدت يديه ..و احتار في امرها ..تلفت حوله وكأنه ضائع ..
لامس كتفها برفق و سرعان ماتركها ... خاف من انه جرحها بتصرفاته الرعناء
خدش بتلات الزهر بخشونه افعاله .. ..
همس بحنان : ليش البكى الحين ؟
مالت بجسدها ناحيته وكأنها انهارت لحضنه و بكت ...
بكت.. لفقدان الحنان و انتقاص الامان في حياتها ..
بكت خساره شجاعتها .. في غمره شوقها .إليه..
بكت حاجتها الملحه ..
بكت مشاعرالانثى التي تقف عند بوابه صلبه ..ولاتعبر للخارج ..
بكت صبرها الطويل ..بكت اكتشافها العظيم في رجل قاسي ..
بكت ان تكون قد انهارت على عتبه المجهول .. مع شخص مجهول
بكت مقاومتها الفاشله..
بكت غرقها في محيط رجل ظنت انه لاشيء ..وفي الحقيقه انه كل شيء

تفاجئ في رده فعلها..يديه على جنبيه...و ارتعاشاتها المتواليه تتناقل إليه .. وتهز خفاياه المندثره ..
يعرف انه جرحها بإهماله و نسيانه لها ...
ويزيد في تجريحها بقسوته العاديه ..
عابرا على الالم الذي يراه في جسدها الغض..
مدركاً ايقونه الانثى و غائبا عن مسايرتها على الاقل ...
وان تجاهل فهي رحمه يضعها الله في إلا من رحم من بنو البشر .. لعله يعود و يفعل الصحيح .
لف يديه حول جسدها و احتضنها بقسوه و حنان .. بكل دفئه وبروده .. بكل جموده وحرصه..
احتضنها لان عليه ان يفعل ذلك ..نداء من اعماقه بأن يحتويها ..
احتضنها حتى كادت ان تصبح داخله ..ومسح على شعرها ..و ماقدر ينطق كلمه ..اصلا مايعرف يواسي
فكيف يصف الكلمات الصحيحه ..وبالتالي يخرج بجمله مفيده تؤدي المعنى المطلوب ..
تعالت انفاسه و كأنه على حافه الهاويه ..فكيف هذا ؟
ألا يماثل شعوره الجارف كلما كانت بين يديه ؟
مسحت دموعها .. و انسلت بصعوبه من بين ذراعيه ..متداعيه القوى .. منهاره على اعتاب رجل لايعلم حالها..
ماقدرت تطل في وجهه ..اكيد شكلها اخترب بعد الكم الهائل من المشاعر ..
شاركها ومسح دموعها ..قال بتوتر محاول يخرج من الجو : اطلعي ضبطي شكلك .. والله يعينك على لسان سمراذ شافتك .. ..
وبلا جواب هزت رأسها ومشت بهدوء يماثل تلك التي تقبع داخل رأسها ... وتريد ان تدور وتدور بلا نهايه .. ..
مشت من قدامه ..و ماحاولت ان تلتفت له .. ..
تخاف ان يرى ماتحاول ان تطمره في بئر الظلمات وتغيب فيه ..
تخاف ان يكسر ماجوفها في نظره عينيه ..
عبقت رائحته في مسامات جلدها ..ولن تنساه ..ماشعورها وهي بين يديه ..
آي متلازمه صعبه انفكت بسهوله الهواء و تناثرت بعدها الحلول ...
اخذ نفس طويل ..طويل ..كل اللي يشمه رائحه جسدها هي لا غير ..
و ودفقات دموعها تذرف امامه .. لامس اصبعيه هي نفسها
التي لامس خديها و مسحت دموعها الملتهبه ...
التفت حواليه .. وابتسم وكأنه في مغامره شيقه ومثيره .. بكل الاحاسيس خاضها ..
رغم انه يقيس شيء مجهولا قرأه في مؤشرات ملامحها و صوتها المبطن بألغاز ..
و كأن الياأس قد دب فيها واخذ منها كل مأخذ ..
ضرب راسه براحه يده وقال لنفسه : وبعدين يامطلق .. وبعدين ... ومشى وهو في حيره من امره ...
يدور في متاهه ..كلما شارف على النهايه ..اكتشف انها البدايه لديه ..


****************************


جلست وداد مع التوائم بعيد عن الجميع ... وظلت تحكي لهم حكايه ليلى والذئب
ضحكت رؤى و همست لاختها ريما و ضحكوا مع بعض..
وداد :ها يارؤى انتي وريما ضحكوني معاكم ..
راقبتهم ليلى من بعيد ..بعدما عدلت مكياجها و ما في احد لاحظ غيبتها ..
ريما : ابله... تقول ليلى و خالو مطلق..
ضحكت وداد و قالت بصوت عالي : تعالي ياليلى ... البنات قلبوا اسم الحكايه .. صار اسمها ليلى و مطلق بدال الذئب
اقتربت ليلى منهم ...وضحكت عليهم ...
ليلى : والله حلو ... صرت مشهوره انا و مطلق ..
قاموا البنات بسرعه ..فجلست ليلى ..والتهت بالشريطه الزرقاء تلعب فيها
وداد : ودي اقولك شيء ياليلى ؟
ليلى : خير ؟
: انا صح توي اعرفك ..لكن سبحان الله انتي من الناس الي اذا تعرفتي عليهم حسيت انك تعرفينهم من زمان ..
اكتفت ليلى بالابتسامه .
كملت : وصراحه حبيتك و ارتحت لك ..
ليلى : والله القلوب عند بعضها و حتى انا ارتحت لكم ...
: ودي اقولك شيء لكن ما تزعلين مني ... يعني اذا حبيتي لا تردين علي .
:لا ابد تفضلي
: لاحظت عليك كأنك متضايقه و مهمومه .. حتى تسرحين كثير ..
ابتسمت ليلى و حطت يدها على خدها وقالت : لا الحمدلله ..مافيني الاالعافيه ..لكن انا طبعي كذا كلامي بالمره قليل ..
سكتت لحظه ... وقالت : حلو اذا كان عندك صديق قريب منك ..و تحكين معه..
وداد : اعتبريني صديقتك ...
ليلى : والله فيك الخير ..تعرفين تذكريني في صديقتي نجمه .. من اعز صديقاتي من ايام الطفوله ...
والله مشتاقه لها المجنونه .. احس انكم تشبهون بعض ..تعرفين تحب الاطفال وهي اللي تربي اخوها الصغير طبعا ..
لكن اذا اجتمعوا تصير مثل المجنونه بينهم ..
وداد بضحكه: الله يخليكم لبعض..
ابتسمت ليلى ... وكأنها تذكرت كل المواقف ..وهمست: امين يارب ..
جات رؤى تركض وقالت : ابله ...ريما ..وروان خرجوا الخديقه..
وداد : الحين انا ماقلت لكم ..لاتخرجون في الليل لوحدكم ..ياربي عليكم طيب انا بشوفهم خليك عند امك ..
وقفت ليلى معها وقالت بروح اشوفهم من الباب الخلفي .. .. اخذت رؤى معها
مالقت احد ...قالت الصغيره : خالو.. بروح اشوفهم عند نايف ..
ليلى: لايا ماما .. انا بكلم خالو ....
دقت عليه و كأنها لاتطيق ان تعيد تلك الذكرى الماضيه ..
احساس بدأ ينهكها .. وهو بدأ يستنفذ جميع قواها ..
ليلى : مطلق ..البنات عندك..
الصوت كان عالي و ماقدر يسمعها ..
ليلى : مطلق انت تسمعني ..
شكله خرج من المجلس لانه الصوت ابتدى يهدا : معك ليلى ..
تنهدت بتعب وقالت : البنات ريما وروان عندك ..لانهم طلعوا من البيت ..
مطلق : ايه ..تراهم موجودين عندنا..طمني امهم
ليلى : طيب خلاص ..قالتها لانهاء المكالمه بضعف قد انهكها ..
مطلق وكأنه حس بضعف صوتها قال : وشفيه صوتك ؟
استندت على الجدار خلفها وقالت : مافيني شيء .. ..
طالها الصمت منه فقالت بخلاص : بقفل يامطلق ..وفاء تكلمني ..
وقفلت وهي تلهث وقلبها يدق بقوه .انتبهت لرؤى معها .. ..
فأخذتها ودخلت ....


*********************************

ريما ..روان ...وينكم يابنات ..
وقفت نهايه ..الممر و قالت بضيق : بنات والله مااحكي لكم حكايه ليلى والذئب ..
سمعت صوت حركه خلف الشجره ..
رفعت حواجبها وابتسمت ..و اقتربت بهدوء ...اول ما ازاحت الاغصان ..نطت لها قطه و افزعتها ..
صرخت بخوف ..وجات تتراجع ..لكن الحذاء العالي اللي كانت لابسته ..انغرز في الارض ..
فطاحت على ظهرها ..
غمضت عيونها ..وفتحتهم ...واول مافتحتهم تفاجآت بستاره بيضاء فوق رأسهم ..
شهقت بخوف ... و جلست بسرعه ..
سمعت صوته : سلامات ..لايكون تعورت ولاشيء ..
فتحت عيونها على وسعهم ...وانتبهت انها قدام رجال ..بدون غطا ولاشيء
قالت بخوف : غطي عيونك بسرعه ..
ابتعد شوي ..للحرص فقط ..
: سلامات ...لايكون الضربه اثرت في راسك ..
انتبه لوجهها الصغير المتوهج ..و شعرها القصير الناعم المتمايل خلف اذنيها ..
اعطاها ظهره ..وابتسم
قامت بسرعه .. بدون فرده الحذاء العالقه ... وقالت بضيق :عديم الذوق ..مالت عليك
سمعت ضحكته على شكلها ..ولما بعدت قالت بصوت عالي : ضحكت من سرك قول امين ..
انفجر بالضحك على شكلها ..مسكينه
كان منتبه لها من لما سمع صوتها تنادي البنات ..
ابتسم .." ليلى والذئب " ياحليلها والله
البنات قاعدين ومرتاحين مع خالهم وهي تفكر في ليلى والذئب
لا كل شيء كوم وطيحتها كوم ثاني ..
ضحك بإنفعال ..و لاحظ حذاها في الارض ..
اخذه وشاف مقاسه ..37وابتسم ..
دخلت بسرعه ..وقابلت ليلى في انتظارها ..
ليلى بخوف لما شافت حالها : وداد ..خير ان شاء الله ..وشفيك ؟
ابتسمت وداد ونفضت ملابسها من التراب : مالقيت البنات ..
ليلى : البنات عند خالهن ..انتي ويش صاير لك ..
جات سمر من خلفها وضحكت على شكل وداد وقالت : وداد .. شكلك يضحك ..و طلعت غصن يابس من شعرها
و كملت : لايكون كنتي تدورين للبنات بين الشجر ...
ليلى :سمر عن اللقافه ماتشوفين البنت ..ادخلي ياوداد ماعليك منها .
دخلت وداد وتركت حذاها عند الباب ..
همست : كل كوم واللي شافني طايحه كوم ثاني ...ياني اعتفست و تفشلت ..
ليلى ..وكأنها حست بإحساس غريب سألتها بلهفه : مين شافك ؟
وداد : والله ماادري ..لكنه عديم ذوق و قليل ادب اكيد ..قعد يضحك علي ولا همه شيء ..
فكرت .. مطلق يسوي كذا ..لا ابدا يضحك ..هو مايضحك الا وقت الحصاد يعني شبه استحاله
لا كيف استحاله ..ويش دراني عنه ..عديم ذوق هذي من صفاته صحيح ..
لا لا ياليلى .. عن الافكار الغبيه ..
وداد بصوت عالي : ليلى ..وين رحتي انا اكلمك ؟
ليلى : هاااا.. لاانا معك . ..
وداد : اقولك ...وديني حجرتك بضبط شكلي ..
اخذتها و فكرها مشغول ...




*********************************



افترش له مع جده .... و ظل يحدق في السقف ..
جده راح في سابع نومه ... وهو لسى ماجاه نوم ..اصلا ماهو متعود ينام هذا الوقت ..
اعتدل في جلسته .. ..
اخذ جواله ..بعدما خلاه على الصامت وظل يشوف الرسايل ..
وانتبه لرساله من اخته " سوسو ..اعرف انك ماتحب احد يناديك بالدلع لكن نكايه في حركتك النذله
تترك اختك و تروح ..يااخي حتى اناوحيده ...اقول ارجع لنا بسرعه ولاتطول الغيبه تراوالله نشتاق لك بالحيل
ارجع لنا سلطان الاولي ..و رجع الضحكه معاك ..انتبه لنفسك و في حفظ الرحمن يالغالي .... رغد "

ابتسم ..رغم حزنه و شوقه لهم ...
يعرف انها ماتقدر تتكلم معه على الجوال ..لانها حساسه و بتضعف معه ..
اخذ فكره البقاء مع جديه ..افضل من الغربه
وان اغترب فسيحيله ذاك إلى الوحده والعذاب ..
وهو لايريد ..
رغم انعدام وسائل الترفيه ..لكنه بيتحمل ..ويتعود على نمط عيش جديد
ارسل لاخته..يواسيها فيه و يعدها انه بيرجع في اقرب فرصه ..
وابتسم ..لما تذكر تذمر زياد ..لكن في الاخير تقبل على مضض ...
اغلق عينيه .. لعل النوم يكون رفيقه ...
ويبدا رحله جديده ...مع نفسه




********************************


الى الملتقى >>>>>>> كبرياء الج ـــرح

كبرياء الج ــرح 20-10-10 08:24 AM



البارت الخامس والعشرون :


الصمت أوجع من مدى زفرة البوح !
والبُعد أقسى من الظما ،،/ لحاجة الماي .."
تدري وش اللي ينهك القلب و الروح ؟
إنك تعيش لـ/ شيء عدّك
ولاشيء


الساعه واحده ... هدي البيت من الضجيج ..واخيراً
مابقي الا سمر ..وشكلها بالفعل يضحك ..
تندب حظها وخسارتها .. ماخلت ولا واحد ما دعت عليه ..
جلست ليلى بتعب وقالت : سموره..روحي نامي ياقلبي ..
سمر بقهر : وين يجيني النوم؟ جوالي مايهدا ..كلهم يضحكون علي ؟
ابتسمت ليلى وقالت : طيب المباريات كذا فوز وخساره ..
دخلت اريام وهي تاكل تفاحه ..ضحكت وقالت : سمسم هارد لك...
سمر : بدري ... مين قالك انتي ماتفرجتي معي المباراه ..؟
اريام : والله ساعه سمعت صرخه الفوز من نايف ..عرفت على طول ..
سمر : انا ماقهرني الا اللوح نايف ..صدعني برسايل الشماته ..
جلست اريام مقابلها ..: مثل ماتسوين معه ..
سمعوا صوت الباب يتقفل ...
دخل مطلق .. وانتبه لوجودهم .. اقترب منهم ..
رفع حواجبه لسمر وقال : وين اللي ضامنه الفوز ؟
سمر بقهر : كله غش في غش ..الحكم حرامي
مطلق بضحكه : غش هااا..إلا عله الخساره ...قومي قومي جيبي لي كاس مويه ..
جات تقوم ..فقاطعتها ليلى اللي وقفت قبلها : خليك ياسمر ..انا اللي بجيب المويه ..
راقبها وهي تدخل وشكلها متغير ..لحقها ووقف على عتبه الباب ..
ماانتبهت له ...سألها : ..شكلك تعبانه ؟
طالعته وابتسمت بتعب واضح : مافيني الا العافيه ..لكن تعب من الشغل ..
اقترب منها ..وقال بإهتمام : ليش تشتغلين ؟ خديجه موجوده ..
حركت شعرها بتوتر : والله ماتقصر مسكينه ...انا ماادخل الا اشرف على الشغل ..
حاصر خصرها بيديه وكأنه يقيسه ..وقال : وكل هذا ليش ؟
تأملته بنفاذ صبر .. و يأست ان يفهم مابها..
تلعثمت ورفعت كاس المويه : خذ اشرب المويه ..
شرب الماء .. ونظراته مانزلت من عليها ..
تخلصت من يده .. ورجعت الكاس مكانه بعدما غسلته ..
استندت على المغسله ..غمضت عيونها بتعب ..
ماتبي قربه ؟ ودها تهرب ؟ لكن شيء يجذبها له ..
تحس الحراره ..تلسعها .. وقلبها يدق بجنون ..
ماعاد تقدر تتحمل ..

غديت ما بين الرجا . . فيك و الياس
هذا . . يبي مني وهـذا . . يبينـي
ان قلت شنت وخاطري طاب كذاب
وان قلت ابيك ارخصت نفسي بعيني
خيرني امري بين اصعب خياريــــن
موتي انا او موت الاحساس فينـي !


اقترب منها ..حس بتمايل جسدها ..و ارتخاء قدميها ..
عقد حواجبه بخوف .. و لف يده على خصرها ..
همس بحذر : ليلى ..
مال راسها للخلف و سمحت لنفسها ان ترتاح على كتفه ..
ثقل جسمها .. مسكت يده كأنها تطلب مساعدته.. ولهثت انفاسها ... زاد الوهن عليها .. غايتها راحه طويله ...
فأغمضت عيونها وارتاحت على صدره على صدى نبضاته القويه ..
وغابت في اللاوعي وذراعيه تحتضنها ..
شعر كأن كوباً بارداً من الماء قد سكب على رأسه تلك اللحظه ... اطلق نداء عالياً لاريام ..
وحملها بخفه بين ذراعيه ..خرج بسرعه وقال بأمر : جيبي مويه و تعالي بسرعه ..
سمر بخوف : ياربي ..بسم الله ويش صاير عليها ..
حطها على الكنبه ..و لامس وجنتها بخفه ..
مطلق بحده : وينك ياأريام .
مسح وجهها بالماء ..و اقترب منها ..
: ليلى ..ليلى ..
اريام بذعر : مطلق ..خذها المستشفى ..شوف شفايفها كيف صايره ..
مسك يدها و ضغط عليها.. و مسح وجهها اكثر من مرة ..
فتحت عيونها بإعياء ..وغمضتهم .. بسرعه
قال : ليلى افتحي عيونك ..ليلى
جلسها واسندها على ظهرها ..واخذ كوب الماء من اريام ...
وجرعها الماء بهدوء ..
قال بأمر : سمر روحي وجيبي عباتها ..
مسكت يده بخفه .. و همست بضعف : ماودي يامطلق ..
اريام : ليلى الله يهديك .. .. شوفي شكلك كيف صاير..
نظره ملؤها رجاء لايفهمها سواه ..شدت على يده بلطف ..
شد شعره بتوتر وكأنه عاجز ... نزلت رجليها .. لكن كان اسرع منها .. فشهقت ..وهو يحملها بدون مشقه فتعلقت به..
ومااهتم بنظرات اخواته له ..قال بدون يلتفت : جهزوا عصير برتقال ..وطلعوه.
صعد لجناحه ..فتح الباب و مباشره على السرير ..
وقف ..يتأمل ملامحها ..كانت نايمه والتعب باين عليها ..
شد على شعره وكأنه بيقطعه من جذوره ...
احساس بالعجز قد صب في قلبه ..
خوف نقلته من جسدها إليه .. و احساس بالمسؤوليه يتعاضم و هي بين يديه
و انذار يلفت نظره .. لأمور قد مر عليها ولم يهتم ...
جلس جنبها ..مسح على شعرها ..بخفه ..
ففتحت عيونها ... و تأملت رغم الانهاك و ثقل جفنيها ..
رأت وميض من الحنان قد لمع في عينيه .. فسرعان مااجفلت و اغلقتها وكأنها خائفه .
خائفه ان تكون تلك الصوره ..قد صنعها خيالها المتعب ..
رجعت فتحتها و مالقته قدامها .. فحزنت اكثر ..لانها سرعان مااختفت ..
برقت عينيها بألم ..يساير الالم الذي انهك جسدها ..وجعلها شبه غائبه عن الحياة ..
ارتفع رأسها ..بشبه احتضان منه ...ايقنت انه معها ولم يتركها .. لم يدعها لوحدتها التي تنهش ماتبقى من عزمها ..
بالكاد اخذت جرعات من العصير .. واستكانت على كتفه الايسر ..
همس لها : كيفك الحين .. تحتاجين اوديك الطبيب ؟
هزت رأسها بلا.. لكنها نطقت بعدها ببكاء : احتاج امي ..
حست بدموع حاره تبلل خديها ..
حاجه كان لابد منها ..ان تقولها ..
نعم محتاجه لها...حاجه زمنيه لاتفتأ ولا تنتهي ..
حاجه في القلب منبعها ...لاتزول مع الايام او تصدأ بمرور الزمن وستبقى للابد..
ألجمته مشاعره .. حاجتها عظيمه فكيف أقضيها لها ؟
عاجز مازال ..وان ضاع بين الاساليب والحلول ..
شد يده حول خصرها وكأنه يبث فيها الامان ..وقال بصدق : أنا معك ...
وصلتها كلمته من عمق قلبه فـ قنعت بها ...
هدأت انفعالاتها ..وانتظمت انفاسها .. داعبها الكرى في احضانه ..فنامت
نامت ولديها بعض من كل ..تريد تفسيره ..
نامت ..في دفء لاول مره تعيش فيه ... من شخص بارد..


***************************



وكزه بعكازه اكثر من مره ..
رفع اللحاف وقال : جدي خليني مانمت البارحه .
الجد بلهجه صارمه : اقول قم ..
تأفف وجلس : جدي .. لاتخليني اندم علشان جيت عندكم..
الجد : اقول قم لاعطيك بالعصاه على ظهرك .. مادام جيت تحمل .. يالله قم والحقني للصلاه ..
خرج الجد .. و تلحف سلطان .
دخل سعود وقال بصوت عالي : يبه تعال .. سلطان رجع ينام ..
وقف سلطان بسرعه ..وقال : خلاص ها شوفني قمت ..
سعود بضحكه : ايه خليك كذا رجال .. يالله انتظرك ..
توضأ بسرعه وخرج وهو يتثاوب ..
سعود : قفل فمك ذا اللي كنه فرس النهر ..
سلطان بضيق : مالك دخل ..انا عاجبني كذا
سعود بسخريه : يالمسكين كان ودك تنام ...
اعطاه نظره وسكت ..فضحك سعود عليه ...
دخلوا المسجد ..صلوا الفجر جماعه ... تعرف على اهل القريه عن قرب ..
وكلهم رحبوا فيه ... ومدحوا ابوه ..
ابتسم سلطان وقال : واخيرا بروح انام ..
سعود : ااذا قدرت ابقى قابلني ..وابتسم بخبث ..
انتبه انهم اخذوا طريق ثاني ...
سلطان : جدي ..احنا وين رايحين .. ؟
الجد : للمزرعه ..
طالع سعود و همس له : ليش ماقلت لي ..
سعود : انا ويش دراني عن مخططاتك ..ترى هذي الحاله مع جدي ..يعني بما انك عندنا تحمل ..
تأفف و طالع المكان حوله بطفش ...
و انتبه ان سعود قريب من جده كثير ...لف يده حول كتفه و ظلوا يتكلمون طول الطريق
وسلطان خلفهم .. .. صحيح ان سعود فقد ابوه في سن مبكره و جدي هو اللي اعتني فيه ..
ليش انا طيب متضايق ..؟ الله عليك ياسلطان بعض الاحيان تفكيرك سخيف ..
شده صوت العصافير في شجره كبيره ..
يا سبحان الله حتى العصافير وهي اضعف المخلوقات سيرها الله للعمل الدؤؤب
ورفضت الاعشاش و طارت تدور الرزق حالها حال البشر..فكيف بحاله هو ؟



***************************



.... ابتدأ يوم جديد ..
يوم جديد رغم الامس .. يحمل لنا مالانعلمه ..ومانحن الا مسيرون فيه ...
يوم جديد..قد دون في طياته .. عزم بعضهم و امال بعضهم و البعض الاخر مازال يجهل خفاياه ..
مما يجعل يومه ككل يوم عادي يمر عليه ..
يوم جديد ..يحمل من الامس الشيء الكثير لبعضهم ... و القليل للاخر واللاشيء للمعدمون في الحياة..

فتحت عيونها بسرعه وجلست وكأن شيء قد فاتها ... ومر سريعا امام عينيها ...
الغرفه مظلمه وبارده ...وهي وحيده ..
قامت بسرعه فتحت النوافذ لتنسل اشعه الشمس القويه داخل حجرتها ..
سارت بخطى متمهله وشافت الساعه .. تنهدت بتعب .. اخذت لها بيجامه قطنيه قصيره ..
بقيت تحت الماء مده طويله .. نسيت نفسها ..انحصر تفكيرها فيه .. غطت عيونها بكفوفها وبكت ..
بكت للالم اللي نبت في قلبها..وما يحس فيه احد غيرها ...
ارتاحت بعد خروجها ..نشطت دمها ...بحمام دافي طويل وان تخللته بعض الدموع ..
دخلت خديجه بعدما دقت الباب ..وابتسامتها العريضه على وجهها ..
: مدام ليلى ..
عدلت جلستها : تعالي ياخديجه ..
دخلت خديجه ومعها صينيه غداء... وقالت : مدام ..انتي كويس ؟
: الحمدلله..
: مدام ..مستر مطلق ..كل شوي يدق يقول ...مدام لازم في ياكل ..
كشرت لما شافت الاكل ..رغم انها جائعه لكن انعدمت الرغبه عندها ..
اشارت للطاوله وقالت : حطيه هناك ..راقبتها وسألت : مطلق موجود هنا ؟
همست خديجه وهي تبتسم ابتسامه عريضه : نو ..مدام ..لكن كل شوي يدق ..يقول خديجه مدام صحي ولا لأ
: طيب ياخديجه ..روحي انتي ..
تجهمت خديجه وكأن الباب انقفل في وجهها فجأه.. وخرجت ..
مالحقت تخرج خديجه .إلا ودخلت ام مطلق .. .. سألت عن حالها وتطمنت عليها ..
ابتسمت بحب ..ذكرتها بجدتها ..من ناحيه حرصها و و تعليقاتها المحببه .
اكلت سلطه شوي .. وشربت عصير برتقال ..
استرخت على سريرها .. .. استرجعت احداث البارحه.. رغم انها ماكانت بكامل وعيها ..
لكن احساسها يقول انها كانت في مأمن .. ..نامت مرتاحه بدون هموم تشاركها ..
خافت تكون تتوهم وتصنع احلام من مجرد اوهام ...تتوشح الفرحه والسعاده وتخفي التعاسه في جوفها ..
سمعت صوت الباب فأغلقت عينيها بإدعاء النوم وقالت بصوت خافت : خديجه ..خذي الصينيه..
اقتربت الخطوات منها ...
وصلها صوته : ليش ماأكلتي ؟
فتحت عيونها على طول ..و جمدت عليه ..كان لابس ثوبه العودي المفصل على جسده و شماغه الابيض زاده سحر ...
صوره متكامله لشخصيه فريده ..رجل يملأ المكان بالهيبه .. دمار رجولي قاتل ..
رمشت عيونها على نفاذ نظراته الغامضه .. وتقاسيمه الحاده ...
ارتعشت لسيطرته الواضحه .. وتهدجت انفاسها ممزوجه برائحه عطره القوي كحضوره الطاغي ..
زادت تلك التجاعيد حول عينيه .. ابتسامه قطعت عليها تأملها ...
سألها بنبره ضاحكه : خلصتي ؟ باقي شيء ماشفتيه ؟
اعتدلت في جلستها ... ارتجفت يدها وهي ترجع شعرها لخلف رقبتها فضح نظراتها له وارتبكت ..: مالي نفس اكل ..
حست انها سؤاله مر عليه دهر .. لكن لازم في النهايه تجاوب ..
جلس طرف السرير واشار للاكل ..وسأل بإهتمام وضح في صوته : خديجه تقول مااكلت شيء من البارحه ..
مارفعت نظرها له ..انشغلت بأصابعها فجأه ..وقالت : اكلت الحمدلله ...
رفع رأسها بطرف يده وقال : اذا فيك شيء..قولي ... ؟
ابتسمت ..و كأن فرحه داخلها تفجرت ..يسأل عنها ويهتم وتشوف في عيونه اللي ماشافته من قبل ..
ماذا تقول له ....بل ماذا تحكي .. عصيه هي الكلمات ان تندفع بسهوله .. ..
ورغم كل هذا الا انها تماسكت وردت بهدوء: لا مافيني شيء ... كنت تعبانه شوي ..
تأملها مطولاٌو خاب رجاءه ان يجد مايهدأ تلك الانفعالات المتفجره داخله... ان يعرف السبب ؟
ان يرتاح على الاقل ويصدق بأنه ليس جزءا من عذابها ..
ساد الصمت .. وقطعه تنهيده ابت الا ان تخرج وتقطعه بحده وان كان رافض لها من القاع ..
لكنها دخان الهموم تخرج من باطن حراته و ضيقه .. ...
لفت انتباهها .. و وخز قلبها ..تلك الخارجه من فؤاده ..احرقتها تنهيدته ..وعذبت حواسها ...
يالقلب الانثى عندما ينبض بالحنان والرأفه ..وايضا الحب ...تعطي ولاتقف عند حدود العطاء ولو اغلقت الابواب
في وجهها ..و نفثته رياح النكران توالياً ..
وقفت وتصنعت قوة قد اذهلتها هي نفسها وقالت : انت تغديت ..؟
رفع رأسه ..متفاجئ بتغيرها الغريب وابتسم .. .. لامس يدها برقه .. و اعادها الى حضنه
مذعور من مخاوفها هي ان ترمى في وجهه ...
وقال بإختصار يغير مجرى كل الامور مبتسماً بتشجيع : اهم شيء استرجعي عافيتك ... ..
اذا احتجت اي شيء عندي البنات ..
لم يكن ينظر لها .. يتجسد الصلابه حتى ولو نطق بالسهل الممتنع ...
كان صادق و ان حاولت ان تفرض داخلها بأنها مجرد ترهات يتفوه بها ..
يريدها ان تعود... ان تعود مما هي فيه .. وتساير حياتها التي اوقعتها معه ..
كمثل ذاك الاب الذي يعد طفلته بأن عودي الى عافيتك و امنحك على اثر استجابتك هديه مثيره ..
لم يكن ينظر إليها .. .. دس كلماته في طي مشاعره وتفجرت براكين داخلها ..استحدثت قوى الانثى فجأه
وابت ان تتلبس رداء المرض والتعب امام زوجها .. ابتسمت في وجه افكارها احقاً يقول ؟
اراه رجل متكامل القوى وفي عينيه اصداء طفل بريء ...
خرج بعدها وهي مكانها ...مذهوله منه ومن نفسها ...
لامست صدرها وقلبها ينتفض بين جوانحها ...
امعقول ما هي فيه ؟ امعقول ما تشعر به ناحيته ...
اغمضت عينيها لتنسل دمعه لاول مره ..ترحب بها وكأنها اكبر اعتراف لما هي فيه ...


لقد تسلل حبك المجهول الى سرائري يا دخيل في حياتي قد كنت ..
اما االان فأنت عزيز بت في النفس إلي ,..
تومض عيناي برؤياك واتحرى نطق صوتك ..
وتطوف ابتسامتي على محيا الشمس ..
ويأسرني صوتك ..واعيش فيه ذلك الفقدان البعيد ..وارفضه
قلبي آآآله موسيقيه ..تعزف من تلقاء نفسها بمجرد ان اارك ..
فعشقت الرقص على نيران نظراتك لي ..
احتبست انفاسك الطليقه ..واودعتها مكامن اسراري ..وهمست لها ان ابقي معي ..لتدفئيني
احببت ان اكون لك ..اسرت نفسي بمحض ارادتي في زنزانه عيناك وبت فيك سجينه..
شيء ما دخلني او انا من وطئت لارض غريبه ..رياحها نسائم عليله الى القلب ..تبرد حراته و تطفأ لهيبه المشتعل
و تجعلني اطير من شده فرحي وان كنت على ارض منبتها تعاسه..


*************************

:اووووف ..
دقت الباب اكثر من مره ... و اقتربت من الحوش اللي يصل لمنتصفها ونادت بصوت عالي
: ام سعد ..وينك ؟
رجعت دقت الباب بأقوى من عندها .... وبعدها جلست على عتبه الباب ..
: اوووف ...وين راحت هذي وتركتني ..يارب رحمتك والله انحرقت من الشمس ..
طالعت قدر الغداء... فتحته واكلت لقمه منه ورجعت قفلته ...
الحين بقعد طول الوقت هنا ...اوووف..
اقتربت من الحوش و تلفتت حولها اكيد في هالقايله من بيطلع من بيته عضت شفاتها و ابتسمت بخبث ... ...
حزمت عباتها على وسطها .... حاولت ترفع نفسها ..لكن ماقدرت .. دورت لها شيء يساعدها ...
اخذت لها قطعه خشب عريضه سندتها على الجدار .. ابتسمت لانجازها ...وقالت بصوت مسموع :
والله ماانتي سهله يانجموه ...
اول مارفعت رجلها و طالت الجدار .. ماحست بنفسها بعدين إلا كأن شيء رفعها وبعدها ماحست
بنفسها إلا على الارض ...
: آآآآآخ ....
سمعت صرخته الغاضبه : يا قليل الحيا...ماتستحي على وجهك تهجم على بيوت الناس في النهار .. وتسوي نفسك حرمه بعد ..
ماقدرت تتكلم ... حاسه ان عظامها كلها متكسره ..... و حريتها مقيده..
كل شيء تجمع في ثانيه الحراره و الالم والخوف و الصدمه .. ..
رمشت عيونها تحت الطرحه .. .. تستوعب الموقف ... تنتبه لنفسها كانت فوق ..والحين هي تحت..
وضعيه غريبه ...لحظه من هذا قدامي ؟؟؟؟
انتفض جسمها فجأاه...لا فيه شيء غلط
مين هذا ؟ وليش يلمسني كذا ..
همست بضعف و خوف كتم على صرخاتها : ابعد عني ياكلب ..
انتفض مكانه ..لكن ماتزحزح ...اشتعلت عيونه بغضب وقال : الكلب امثالك ياقليل المروه ...
ماتخاف من ربك تتعدى على بيت حرمه ...
حركت راسها متجاهله الالم تحتها من الاحجار الصغيره ...
ألجمتها الصدمه و انكتمت صرخاتها... حتى كادت تبلع لسانها من شده الذعر ..
شال اللثام وتجاهل صرخاتها المكتومه ..وحركاتها المتمرده ...
فجأه تراجع للخلف و كأنه مقروص ورفع يديه تلقائيا ...سهام من عيون واسعه ناريه عروقها نابضه
تكاد تنفجر ... ووجه احمر منفعل ..
وقفت بصعوبه ...متجاهله وخزات الالم ...
قال بأسف مبعد نظراته عنها : السموحه ..والله ماكان قصدي ...حسبتك حرامي يتهجم...
صرخت فيه : ماعندك نظر يا اعمى ...حرامي في هالقايله ...
شد من قبضات يده .. وحس بالخجل من عملته ..ولتسرعه في قراره ..
: انا اسف .. اغلطت...انا ســ
سكتت لحظه ..ضاقت عيونها على الملامح المألوفه ...متناسيه ان وجهها مكشوف ..
ابتسمت بسخريه وقاطعته : ويش يفيد الاسف اذا احد شافني ...
: يابنت الناس .. انا تعذرت منك ..صدي وروحي بيتك احسن لك ..
رمت بطرف ثوبها على وجهها .. لما شبهت عليه ...شخص تعرفه
شدت يدها وكملت وهي تنفض عباتها : مالك امر علي ..فاهم ..
ارتفع صوته : يابنت احشمي حالك ..

صرخت فيه وقالت بعصبيه : انت اللي احشم حالك ..مسوي فيها سوبر مان على غفله ..
وقالت بحرى وسط صدمته القويه : مالت عليك ...
تخطته بإهمال وقالت بسخريه : رجال اخر زمن ...
وبسرعه تجاوزته لما شافت ام سعد فتحت الباب ..دخلت بسرعه و قفلت الباب بقوه في وجهه
...وقلبها يدق بقوه ...الخوف والتهور وحتى الالم ...
كفايه الرعشه اللي اصابتها يوم لمسها ..
الواطي ..والله لاعلمه علوم الرجاجيل ..مااكون نجمه ..
وهو واقف مكانه ..مذهول ومرعوب و مصدوم ...مايقدر حتى ياخذ نفس طويل ...
لو شافهم احد اكيد بيفهم الموقف غلط ..
مسح العرق بشماغه ... البنت هذي اكيد مجنونه ...
لا انا اعرفها... ما في غيرها مجنونه الديره نجمه الله يصلحها
ابتسم لما لقبته بسوبر مان ..الله يهديك انت الثاني ... تروى و شوف قبل ما تسدح البنت مثل المصارعين ...
انفتح الباب فجأه ... لتطل منه عجوز .. ...
: هلا يمه .. السموحه ياوليدي .. مادري وشفيها حطت حرتها في الباب ..ماعليها لوم نجمه كل يوم تجيني في عز الحر..
ابتسم و حاول يكون طبيعي : ماعليه ياخاله ... هذا غداك ..
اشار للسله اللي كانت معه ... ..
قالت بحزن : الله يعطيكم العافيه ياوليدي .. .. ماتقصرون .. مالي غيركم في الدينا بعد الله ...
مجنونه اكيد اخذت لها ضربه شمس ...
مابقي الاهي والله ..
تجهمت وقالت : ماكان عذبت نفسك .... شفت نجمه جابت لي الغدا ..
: ماعليه ياخاله .. زياده الخير بركه ..يالله ارخصي لي ..
ابتسم لنفسه .. ورجع طريقه ..
ما تتغير من صغرها هالبنت .. مطفوقه ومتهوره ..
الله يهديها ...
ضحك وتخيل نفسه سوبر مان ..


قفلت الباب بعنف وقالت بعصبيه : انتي ليش تهرجين معه ؟
مسكت يدها و ساعدتها حتى جلست وقالت له بلوم : الله يهداك ياخاله .. كان قفلتي الباب في وجهه .
مايستحي ..قليل الادب ..
: الله يهديك يابنتي ..الحين الرجال جاء عشاني وانت تهاددينه ليش ؟
: اللي يتصدى لبنات الناس ويعمل نفسه رجال....ماهو كفو احد يحترمه ..
تأففت ام سعد و قامت تنشب غداها وقالت : والله سعود من خيره الرجاجيل ..احن علي من ولدي اللي هو ابن بطني ..
بحلقت فيها نجمه بدون تصديق وقالت بدون تفكير : مين سعود ؟
وكملت بإستهبال : سعود ماغيره ..اخو ليلى .. ولد احمد ..حفيد عزيز و ضبيه ..
ضحكت ام سعد وقالت : الله يصلح بالك يابنتي ... هو ماغيره .
غطت وجهها بيديها و صاحت يافضيحتي ...
ويش قلت له ؟ قطع الله لسانك ..
لا ارتاحي ..الشي المتأكده منه ..اني ماقلت ولا كلمه سنعه
افرحي يانجمه ... اضفت لتاريخ حياتك مغامره تفشل ..
الله يغربلك يانجمه على طوله اللسان ...
سوبر مان ... باقي ....
هزت راسها و تنهدت تحت انظار ام سعد المنتقده ...


*************************



ارتجت منها الايام ان تهدأ وان يستكين قلبها عن الرجاء المتواصل...
وهو تقوقع على نفسه يخاف ان يظهر شبحه المخيف في وجهه .. و تخاف منه ..
ارتفع صوته المنفعل في مكتبه الخاص ...
فضلت المكوث في جناحها .. حتى لما دخلت سمر و اريام يسلمون عليها رفضت بحجه انها تعبانه ..
من بعد طيحتها وهو لا يحتدم معها ... او بالاصل لايتواجد الا قليلا...
ابتسمت ..لغمزات سمر و تهكم اريام البارد ... وابدوا استغرابهم من رده فعل مطلق ..
ميزه عاطفيه مخبأه تحت صلابته ... لم تظهر للعيان لكنها مكشوفه في احنك الظروف ..
اهتمامه الغير مباشر بها او بالاحرى بالجميع ... جعلتها تحمل الامتنان الكبير لشخصه ..
انعقدت حواجبها لتلك الليله ...نواقض احساسيس عاشتها وقتها ...
زمت شفايفها .. و استنكرت احساس اجج نيران داخلها ...
مين الشخص اللي طلع لوداد وقتها ؟
جلست تتفرج على التلفزيون ومتأكده ان عالم الحيوان اللي تشاهده ماتسمع منه شيء ...
حواسها مع ذاك ..وقلبها يرجوها بأن تفعل ماتريد .
قفل الهاتف بإنفعال ... وضغط مابين عينيه ...رمى نفسه في غمره العمل وعشق الضغط
انهالت عليه الاشغال من كل مكان ولاحقه حتى في مكتبه المنزلي ... وكأنه جذبها لتراعي حالته الميؤسه ..
ابتعد عنها بقدر الامكان ... و ان هوى قربها ..
انفتح الباب ..رفع نظرته المنزعجه ... وارتخت ملامحه .
دخلت بهدوء وقفلت الباب خلفها ... ابتسمت بتوتر وهي تقرب كوب الشاي منه ..
قالت : سمعت صوتك ..وباين عليك منفعل ..قلت اسوي لك شاي نعناع يروق دمك شوي ..
ابتسم وهو يلتقط الكوب منها ...وقال : يعطيك العافيه .. والله جاء في وقته ..
اخذ رشفه منه وعينيها عليه .. تلتقط بحواسها جميع النقاط المهمه .. واضح انه تعبان ..
ظلت واقفه بطرف مكتبه .. لاتبعد عنه إلا خطوه ...
قالت بهدوء وان طل الرجاء من عينيها : لك ثلاث ساعات في المكتب ريح شوي ...
استند على الكرسي ..ورجع شعره للخلف وقال : ماعليه ..متعود ..
استندت على المكتب واخذت قلمه الخاص .. وحركته بين يديها وكأن في كلام كثير ودها تقوله ..
لكن فضلت الصمت معه .. وانها تحس بأنفاسه الحاره لتدفء مشاعرها ..
سأل بهدوء وعيونه عليها : وانتي ليش قاعده لحالك ؟
رفعت اكتافها وقالت بدون ما تطالع فيه : البنات مشغولات ..وخالتي نايمه .. وصراحه انا مالي خلق اتكلم مع احد
: حتى انا ؟ باغتها بسؤاله ..وانتظر الجواب بفارغ الصبر ...
رفعت نظراته له مباشره وابتسمت بتوتر : لا ..ماقصدي كذا...
رفعت حواجبها وكملت بإبتسامه واسعه : اصلا ..ماكنت دخلت عليك ...تحركت من مكانها ورجعت القلم مكانه
وقالت : اخليك لشغلك .. تحتاج شي مني ..
مسك يدها .. ورجعها مكانها ... مع ابتسامته التي تذيب جدران قلبها ...
ترك يدها وتقدم بكرسيه من المكتب وقال : خليك هنا .. الا اذا ماتبين تجلسين معي او عندك شغل ..
حرك شعره ورفع رأسه بكبرياء ... ...
وكأنه ضاع في طرح السؤال ..وضيعها معه ..كان من السهل عليه ان يقول ابقي ...
تنهدت بإبتسامه وقالت : ياالله يا مطلق ... الحين انت فسرت كل شيء على هواك ... انا قلت مابي لكن قلت مشغول اكيد .
ناظرته ..بتحدي ...ولامست باصبعها ما بين حواجبه وهمست : فك العقده ..
ارتخت ملامحه وانبسطت التجاعيد المعتليه جبينه .. وابتسم و عيونه تملأها ..وقال : لاابدا ..ما تضايقيني ...
بالعكس انا تعبت من الشغل ... وعلى انتهاء من جملته ..رن جوال العمل ...
ابتسمت ونقلت نظراتها بينه وبين الجوال ...وحركت يدها بعشوائيه .. ..
رفع حواجبه بإستنكار ..وترك ا لهاتف يدق ..
: ماودك ترد ؟ يمكن شيء مهم ؟
ارتاح على كرسيه وقال : كل شيء يتأجل ؟ بكره انا رايح المكتب والله المستعان ..
ابتسمت وقالت : اجل خلاص ..روح نام بدري ..
تحركت بسرعه من مكانها .. ..فوقف معها ..وناداها : ليلى ..
حك شعره وقال بهدوء : كنت بسألك ..ماودك تزورين امك ؟
ناظرته بإهتمام ..وقالت : اكيد ودي ...لكن ..
حط يديه في جيبه وقال لما قرأ في ملامحها التردد : ماعندي مانع اوديك .. ..يعني هذي امك مهما يكن ..
ابتسمت وقالت بلهفه: يعني اقدر اروح مع السواق ...
رد بحرص و جمود : ابدا.. يا معي يا بلا ...
زادت ابتسامها وكأنها حصلت على مرادها : طيب ... على امرك ... يامعك يا بلا...
ارتفع حاجبه : ليش احس بنبره سخريه في كلامك ...
ضحكت بخفه وقالت : حرام عليك ... والله اتكلم من جد .. ..
شد شعرها بخفه وقال : والله ماادري عنك ...
استندت على الباب و تصنعت الفضول : صحيح .. البارحه لما سألتك عن البنات ؟ كنت في الحديقه ..
رفع حاجبه واطال النظر في ملامح وجهها ... مستغربا هروب نظراتها فرد : لا ..ليش تسألين ؟
انفرجت اساريرها و هدأت الثوره داخلها وجاوبت متظاهره بالامبالاه : كذا فضول ...
ابتسم ... لم تصرح ما اظهرته مشاعرها على صفحه وجهها .. متخبطه وان اظهرت الاستقرار و اللامبالاه ..
و اقنع نفسه انه لم تأتي اللحظه المناسبه للبوح بدون حواجز ...

جلست في الصاله تحاول تستجمع مشاعرها المنتفضه ..
و قلبت القنوات تحت عينه المراقبه ...جلس جنبها ومسك خصلات شعرها
شده بقوه ليشد انتباهها .. طالعته بألم وقالت : مطلق ..يااخي ...وسكتت فجأه مع شبح ابتسامه على وجهه
سحبها ناحيته حتى ارتمت على صدره وكأنه لم يطق نفسه حتى نطقت بالزلل وقال بهمس ناعم : كم مره ...
قاطعته لاهثه : عارفه ..زله لسان ... السموحه .
ضحك وقال : وتمشي كذا ...
مسكت مخده صغيره وغطت وجهها وقالت : ماراح تاخذ اللي تفكر فيه بالقوه ..
ضحك بإنفعال واضح ..من تصرفها الطفولي .. عشق نبره التحدي ..رغم انه متنبأ ببراءتها لكن
حب يجازف و يشعل تلك الخامده .. :اوكي اتفقنا .. اقبل بالتراضي ..
وباالكاد مسك ضحكته رغم عنف مشاعره التي تدك قلبه ..
ابعدت ..المخده و طالعته بنص عين وقامت بسرعه ..وقالت بضحكه : لايلدغ المؤمن ..واشارت بيدها له ..وتركته
مع ضحكتها الهامسه .... ابتسم لمكانها الفارغ .. وارتاح لتلك الغمامه التي رحلت بعيدا عنهم .. على الاقل
مؤقتاً ....



****************************


جلست في الحوش ... تقلم اظافرها ...ابتسمت بشر ...
تلفت حولها وضحكت ..وقالت تفكر بصوت عالي : بسم الله عليك يانجمه ..
كشرت ..وخافت بكره اهله يدرون ولا ليلى ... اصلا ما تقدر تقولها شيء
يافشيلتك يانجمه ..
الحين يقولون انها طويله لسان وماتستحي ..وفي هذي ما كذبوا فيها
تنهدت بيأس...
الله يسامحك ياسعود يعني لازم تدخل هالدخله القويه ..
والله لو دري عني صالح ولا عبدالله ...ليموتوني مكاني ...
سمعت امها تناديها ...قالت بصوت عالي : طيب يمه ..
خلصت شغلها ... وقفلت الانوار ... ودخلت فراشها ..
ابتسمت لنفسها في الظلام .. وقالت بصوت منخفض :يمه تدرين منو شفت اليوم ؟
امها بصوت ناعس : مين ؟
استندت على مخدتها وقالت : سعود ..
: مين سعود ؟
: يمه ..ماتعرفين سعود الحين ... ..اخو ليلى
: صدق يمه ... وين شفتيه ؟
: عند خالتي ام سعد ... تعرفين والله يايمه ماعرفته ... ماشاء الله عليه صار رجال ..
في البدايه شبهت عليه .. لكن الشمس شكلها عملت عمايلها ساعتها ...
امها بجديه : الله بالعقل ان شاء الله بيضت وجهي ..
ابتسمت ابتسامه عريضه ...وقالت : افرحي يمه ..ياني بيضت وجهك ...
وهمست بخفه : الله يستر .
: بكره اذا فضيت بتقهوى مع العمه ضبيه ..بتروحين معي .
نجمه بإرتباك : لا انا مااودي اروح ...خليني هنا مع نواف ...وانتي روحي من حالك ...
ياله يمه تصبحين على خير ..
ابتسمت لنفسها ..تحت لحافها و استرجعت كل اللي صار لها .. حتى ملامح سعود في ايام طفولتها ..
وقارنتها مع رجولته الواضحه ..ووجهه الوسيم .. وتنهدت بخيبه ...مع ابتسامه صغيره ..


****************************


دخلت فراشها ... وابتسمت لنفسها ... يعني بعض الرضا يكفي ..
في تحسن في معاملتهم لبعض .. لاول مره يقعدون مع بعض بهدوء..
تغير بعض الشيء وان مااعترف ..تأملت مكانه الفارغ ... و تجهمت ...

دق الباب بهدوء ... فزعت من مكانها وقامت بسرعه ...
فتحت الباب ... كان واقف ببيجامته الكحلي ....
قالت بخوف : خير يامطلق ؟
حك شعره ..وقال : ماقدرت انام ... راسي مصدع ..احتاج بندول اذا وجد عندك ..
تخصرت قدامه وقالت بلوم وعفويه : اكيد بتصدع ... في الليل والنهار شغل و ضغط ...لازم بينفجر راسك .
ابتسم وكأنه اتخذ الحبوب عذر ...استند على الباب وقال : عندك حل ..
كشرت في وجهه وقالت بعد لحظه تفكير : عندي ..لكن في الاول ..اعطيني الصلاحيه .. ..
رفع حواجبه بتفكير عميق وكأن المسأله صعبه بالنسبه له ..فتنهدت ..وقالت بيأس : مطلق ..ودك في الحبوب ..
فتحت النور ..و تقدمت من التسريحه تدور على الحبوب...وكملت : المهم ..انتبه لنفسك ..الادمان على حبوب الصداع
مشكله ...و....
طالعته ..لكن استغربت نظراته العميقه والمركزه بإهتمام فيها ... نظره تخترقها و تكشف مشاعرها
خافت منها ..خافت انها تفضحها و تجردها من قوتها المزيفه ..
لحظه ..انتبهت لنفسها ..لابسه بيجامه حمراء تصل لنصف فخذيها ..وبدون اكمام وشعرها منثوروكل هذا تستغرب نظراته ..
جمدت اطرافها ..وتسمرت مكانها ... وقت لبستها ما حسبت حسابه ..حبت تجرب الشيء الوحيد اللي اهملته و ركنته
في درج خزانتها ...
قادته خطواته دون ان تستحثها عقله وعينيه انتشلت من القاع بمرأى لم يعتاده ..
لم تكن محتاجه لكل هذا لكي تلفت نظري لكنها اصابتني بغشاوه غطت على عيناي فقادتني رجلاً محتاج لانثى في حياته ...
صار قريب منها وقال بصوت خافت يخاف يجرحها
: تخافين علي ؟
رمشت عيونها ... وقالت بإحساس عميق : اكيد .. بخاف عليك .. يعني.. .. انت ..
قاطعها : اوووووووص... يكفي ..
تهدجت انفاسه وبات قريب منها وسألها بصوت اكثر خفوت : طيب تخافين مني ؟
رفعت نظراتها له ... و ارتعشت احاسيسها داخلها ... تكذب اذا قالت لا .. ..اكيد تخاف منه
ارخت نظرها .. يشق عليها انها تجرحه ...تبيه وتخاف منه .. ماتقدر توافق مشاعرها ..
على طرفي نقيض ساخن .. مابين مشاعر تسحبها لأرض جرداء لاحياة فيها وخوف يهوي بها للقاع ..
همس لها : قوليها ياليلى ... باحترم قرارك واخرج ..
بدا قلبها يخفق ..يخفق ..يخفق ..حتى وصلت خفقاته له هو ... امتدت يده ولامست وجنتها ..
فأغمضت عينيها وكأن تلك الرغبه الكامنه بداخلها قد تفجرت ...لاتريد ان ترفضه
لكنها لاتريد ان تصطدم بجداره المتين و تصيبها الخيبات المنجرفه ..
لن توقع نفسها في فخ مشاعرها المنجرفه ... اااه كم هي مؤلمه المشاعر .. كما هو مؤلم الوجع ..
وكم هو مؤلم الصد وانت لا ترغبه ... لكن ليس بمقدوري ان اتجاهل تلك الوخزات في صدري ..
او اخطو خطوه للامام وانا غير واثقه من مشاعري ..
فتحت يدها له وهمست بتوتر وخوف : خذ الحبوب ..
خافت ان لايفهم و يمضي بعنجهيه على رغبتها كما يمضي دوما ..
طالع يدها ..وابتسم ..ابتسامه مخيبه مريره ..وكأنها جواب غير مرحب فيه ... اخذها بسهوله
وقال بإبتسامه مريره ..: تصبحين على خير ...
ولم يكتفي ..طبع على جبينها قبله دافئه عميقه متفجره ... و تركها ...
اكان من الخطأ ان ينجرف وراء مشاعره ...
اجعله شكلها المثير يهوي الى القاع ...ويكتشف كم هو محتاج لها ...
قرأها في عينيها .. ولم يكتفي بل لم يصدق ..تخاف منه ..نطقتها عينيها و عصى على لسانها نطقه..
بل لم يصدق ..لقد رفضته ..
بل لم تتقبله ابدا ..كزوج ..او رجل ...تساير وجوده بشكل عادي ..
ضاع في تساؤلاته وانجرح في صميمه ؟ و دارى الجرح بكبريائه الذي اعتلى قممه عالعاده .

جاهل وان زخرت مقوله تعلموا من المهد الى اللحد كل حياتي بكل الاشكال ..
وعلي يدك سيدتي اكتشفت سذاجتي ..وان أأمي في علم امورك ايتها الدخيله ..
قد كنت يوما اسير بعناد واحيل خطواتي صخورا خلفي ...واثق الخطى متمردا على اللحظات
واضح المقاصد خفي المعاني ..قادر على الكتمان دهرا ..
لكن الان تبدلت حالي ..اصابني سقم عجيب ..رفضته بكل قوتي لكنه حاربني
اصبحت اقف على النقاط الصغيره وادقق النظر فيها ..بلا كلل او ملل .
لن يفصح عنه لنفسه ..فاتحا ذراعيه يتلقف حيرتي ويبعثر وضوحي ..
فهو رجل يعتقد هو اعتقادا لاتغير فيه " رجل لا تغزوه المشاعر الغادره ..او تسيطر على حواسه ."
سيكون مثل سائر الرجال ..واثق الخطوه غير مبالي ..
فمثيلاتها ليست من اولويات الرجال ..
ماضون على فواصلها العطره ..مدعين ولو على حساب حياتهم ..


*********************************


قام بدري على غير عادته .. توضا و سبق سعود و جده على الصلاه ..
جده اوكله مهمه الاشراف على العمال .. طبعا العمل في المزرعه ...
وكأن يختبر صلابته ..وان المدينه بأضوائها لم تبعده عن الصلابه والقوه ..
عنده مقارنه وهميه صنعها عقله الباطن ..يحاول انه يكون عادي .. تحدي لازم يخوضه ..
تلك النظره في عيون الجميع .. وكأنه نازل من السماء بحله فضيه ..
كلمه غير معتاد عليها ..هي الاصح ...
سيقى زمنا يسيرا هنا متجردا من تلك الهموم وبعدها سيعود انسانا اخر كما يأمل هو ..
قاطع تفكيره ضربه خفيفه على راسه التفت وابتسم على طول : على هونك يارجال ..
سلطان : هلا سعود ..
: علامك .. اليوم انت متغير ..؟ مو اليوم من البارح وتصرفاتك ماهي عاجبتني ؟
حط يديه في جيبه وقال : لا ..ابدا ... ممكن تغير الجو علي ..
: لا تزعل من كلام جدي ... تراه والله يعزك اكثر مني حتى .. لكن هو كذا ماعنده إلا القويه ..
ابتسم و حط يده على كتف سعود : لا والله مازعلت ولا شيء ... اصلا لو زعلت كنت ماشفت إلا غبرتي ..
ضحكوا مع بعض ...
وبعدها سأله : الا بسألك يا سعود ؟ ويش قصه ام سعد ؟ اللي رحت لها امس ؟ و توصيه جدي عليها ؟
تنهد بحزن وجاوبه : الله يسلمك .. هذي ماجابت الاولد وحيد اسمه سعد ..تخرج من الثانويه ..وسافر ..
اشتغل في المنطقه الشرقيه لكن الله يهديه ..قطع امه ..لاهو اللي يزورها ولاهو اللي اخذها معه..والله مسكينه
سعود : ليش تسأل ؟
: كذا فضول ..لاحظت انكم مهتمين فيها ..
ادار رأسه ..للعمل و ابتسم لذكرى الامس المضحكه ..
سعود بتفكير : اقول سلطان .... ماودك تتزوج ؟
سلطان بضحكه مريره : لاوالله ..القلب مايود ياسعود ..
فهم سعود مغزى كلامه والتزم الصمت ...اليوم لمح لجدته في بنت عمه ..و ماصدقت
فرحت له وكأنها ضمنت الموافقه ... حتى لو كان متفائل بالموافقه لكن تجارب الاخرين علمته درس
او بالأحرى تجربه اخته ..

ابتسم لنفسه ..وتلك الذكرى الصغيره تعود إليه .. ببهرجه الالوان على وجهها و الفرشاه المثبته في شعرها الكثيف
عيناها الجميله ... و ملامحها الطفوليه الملفته للنظر ...
زادت ابتسامته .. و كأنها للتو قد طرقت الباب في وجهه بعدما حفظ ملامحها بين طيات عقله و خزنها جيدا ..


******************************


مرت عليه الساعات وهو في قمه انغماسه في العمل ...
بقصد منه اراد ان يبتعد بقدر الامكان ..
يبتعد عن الركون للتفكير والتمختر في فهم مشاعره ..
وهو يرفض ان يكون ضعيفاً ..مقيداً ..و مسلوب القوى ..
غير قادر على التحكم في دواخله الغريبه ..
راقب العمل عن كثب ..و قام بزياره ميدانيه لموقع البناء الخاص لفرع شركته ..
تحت الشمس الحاره ... خرج من سيارته ..وراقب سير العمل ..
اقترب زياد ..بما انه المهندس المسؤول في الموقع ...
صافحه بثقه : اهلا فيك ..استاذ مطلق ..
مطلق : هلافيك ..كيف الشغل ؟
وقف جنبه ..واشار للبناء وقال : حتى الان على مايرام والحمدلله ..وعلى نهايه الشهر القادم نكون انهينا العمل ..
مطلق بإبتسامه : جيد.... اذا امكن مهندس زياد تزورني في المكتب نراجع بعض الامور..الخاصه في الشغل ..
زياد : ان شاء الله ..
هز راسه له ..و رجع لسيارته ..تحت انظار زياد الفاحصه والمعجبه بالشخصيه الفريده
الكل كان متخوف من العمل معه ..شخصيته صعبه ..مايرضيه شيء بسهوله .. .
دقيق في طلباته ويحب الانضباط و المسؤوليه .. .. و العمل معه مغامره كبيره
وجريئه ..حب الدخول فيها لانه اختبار كبير لقدراته واثبات لمهاراته الواسعه ..
..دخل سيارته و تأفف من الحراره العاليه ...فكر يدق على البيت و يسمع صوتها
لكن دفن رغبته بسرعه .... وانصرف في اموره ..
رجع للمكتب ولحقه زياد بعدما تأكد من سير العمل ....
كان وده يروح البيت يغير ملابسه لكن ما قدر ...
انتظر عند مكتب السكرتير .. و تنهد بتعب ..
اقترب طلال وقال بإبتسامته الصادقه : اسف ..استاذ زياد .. كنت مشغول ..
تفاجئ زياد...فيه ..وظل لحظه ساكت..
طلال : استاذ زياد ..تفضل المدير ينتظرك ..
ابتسم زياد بتوتر وقال : احنا تقابلنا من قبل ..
: مااظن ..
زياد : وجهك مألوف بالنسبه لي ...لكن على العموم تشرفنا .. اعرفك على نفسي زياد محمد..ومد يده لمصافحته
طلال : غني عن التعريف مهندس زياد ...
صافحه بود وقال : عن اذنك ..بدخل للمدير ..
: تفضل ..
قبل مايدخل وعلى قبضه الباب ..رجعت له صورته .. هو نفسه اللي كان في المجمع مع البنت ..
ارتاح مبدئيا واستغرب الفضول الذي تحدى فيه خلايا عقله لاسترجاع ذكرى قديمه غير مهمه ...



*************************************


تمطت في سريرها .. و فتحت عيونها بسرعه ... زمت شفايفها وهمست بحنق : عديم الذوق.
فزعت جود و وقفت لها : وداد بسم الله عليك ..
وداد بضيق : مافيني شيء .. اه لو اشوفه مره ثانيه لاقطعه بأسناني ..
جود بضحكه ..رجعت لسريرها بعدما فهمت الموضوع : انتي ماتنسين .... خلاص ..موقف وانتهى ...مثل الموقف اللي صار لي
الشاب ضربني في مكان حساس وعلى كذا نسيت الموضوع ..
: لكنه ماضحك عليك .... آآآآه لو تشوفينه وهو يضحك علي ... كفايه اني كرهت الاحذيه العاليه من وراه ...
ياربي ليش هم كذا ؟
بإستفهام : منهم ..هذولا ؟
: الرجال برا .. لو واحده تفركشت وطاحت ..فزعوا لها وساعدوها بكل ادب ... والواحده عندنا تتمنى تختفي
من كثر مايفشلون فيها ..
جود بإختصار : نحن نختلف عنهم ..
:طيب ليش ..
: انتي تتكلمين من عقلك ... هذي فيها شبهات و شكوك وعيب و مايجوز ... خذيها من قصيرها مجتمعنا غير ..
تأففت وداد : ادري انه غير ...
استلقت على فراشها و صدى ضحكته ترن في اذنها ..
رجعت تأففت وقالت : مااقدر انام ..لازم اعرف من هو ..
جود : لايكون مطلق
تنهدت : لا مو مطلق ... مطلق اعرفه من بعد كيلو مترات ..
بسخريه جاوبتها وهي تستند على يدها لمواجهه اختها : زرقاء اليمامه على غفله ..
وداد بجديه : لاوالله .. ماهو مطلق ..
سكتت لحظه تفكر فيها وبعدها قالت بإندفاع : تعرفين ياجود ... احس اني كنت غبيه ...
جود بضحكه :توك تدرين ؟
: اقول انطمي واسمعي لاني كنت افكر في شخص بعيد عني ... و حتى بعدما تزوج كنت افكر فيه ..
: القلب بعض الاحيان ..مالنا سيطره عليه ..
: صحيح ... لكن بعدما عرفت ليلى ... حسيت انها انسانه صادقه و عفويه ... وانا بإحساسي كأني اخدعها ..
جود : حبيتها هالانسانه ؟ لكن في نفس الوقت اشفق عليها ..
وداد بإستغراب : ليه ؟
: ماادري .. احس امثالها دائماً..ياخذون مقلب في الحياة ..
وداد بنرفزه : والله انا اللي ماخذه مقلب فيك... تكلمي مثل العالم كلام افهمه ...
جود: بعض الاحيان ..افضل انك ماتفهمين ..
استدارت للجهه الثانيه .. بينما وداد ..رجعت للصوره الضاحكه ..مع غليان دمها
و ارتفاع ضغطها عزمت انها تعرفه ...


وفي الطرف الاخر ... جلس يتأمل فرده حذاء ... متلبساً دور الامير في حكايه سندريللا
يمسكه تاره ويتأمله تاره اخرى .. مابين ابتسامه و لمحه تفكر عميقه ... وعوده لنقطه الالتقاء ..
يجاري افكاره في رده فعله و يحاكي مشاعره ...
يهز رأسه بتعقل و يخض افكاره الحالمه لترتد الى الطريق الصواب ...
ابتسم لصورتها ... وخفق قلبه لتعابيرها المنزعجه ... تشبه الحمامه الجميله الصاخبه ..
رفرفاتها المتواصله ... ريح لاتضر ...
خرج من صمته برنين هاتفه المزعج من الغرفه المجاوره ..
اول مارد عليه ... ابتسم فجأه ...لم يرده صوى الصمت وانفاس مبتوره ...
انتظر حتى الدقيقه الثانيه ..وبعد طول انتظار قال : مـــــــاريا..
اندفعت الانفاس اللاهثه بيأس وخيبه و تمطت في عربيتها الركيكه المزعجه للاسماع
: لقد عرفتني ...
هز رأسه بإستخاف لنفسه مجاوبا عليها.. الامر لايحتاج الى تفكير ... او حتى ذكاء او تخاطر بالاذهان ..
فأنتي الانثى الوحيده التي اعرفها ولاتخفي حيله في الاتصال بي ... وابتسم لخيبته ..وعيناه تبحث عن طيف ...
" حمامه بريه مزعجه " ...


**********************


الى الملتقى >>> كبرياء الج ــرح

كبرياء الج ــرح 27-10-10 12:13 PM




الى جميع من زار متصفحي ... عذرا على عدم الرد عليكم
لكم في القلب موده ..
المتصفح لدي بطئ للغايه ويستهلك المزيد من الوقت
لذا ارجو معذرتكم ...

تفضلوا البارت ... مع المتعه ان شاء الله








البارت السادس والعشرون :


مثل ما يموت الليل في مشرق الصبح ...
يموت همي لا سرحت وذكرتك!!!


اليوم كل وقتها تشتغل بحماس و تلقى الكثير الكثير ..
رغم انه لاتناول لافطور ولاغداء ولااتصل ...
لكن على الاقل اشتغلت بالعمل عن التفكير فيه
دق جوالها لاكثر من مره .. ومسكت الخط على اخر رنه ..
نجمه : يامساءالورد والكادي ..
ليلى بضحكه : مساءك عسل يا عسل ..
نجمه : اوووه الله يرضى عنك و يسعدك يا بنت احمد..ايه الرضى كله ؟
ليلى : يسعد لي اوقاتك يا اغلى صديقه في الدنيا ...والله مشتاقه لك
: وايامك يالغاليه ..اقول ليلوه تراني نجمه مو مطلق...
ليلى : لا عارفه لاتخافين ..اخبارك واخبار اهل الديره ؟
: كلهم بصحه وسلامه ... وانتي طمنيني عنك ؟
: انا بخير .. وسكتت
نجمه :و كيف مطلق معك ؟
ابتسمت برضا وقالت : طيب ..اليوم كله ماشفته ..من طلع الصبح بدون فطور حتى الحين ..
نجمه : ياقلبي وانتي مشتاقه له ..
حكت لها كل اللي صاير بينهم ..
: وليش كل هذا يا ليلى ؟
تجهمت لافكارها وقالت بصوت واطي :ماادري يمكن لاني خايفه..
نجمه بانتباه: ليش الخوف ؟ ومن ايش ؟
: خايفه اني احبه .. وابني عليه امالي وفي الاخير ..
نجمه بضحكه :مالت عليك وقفتي قلبي ..تقولين خايفه انك تحبينه ..والله شكلك وقعتي ومااحد سمى عليك ..
ليلى : نجمه ولله اتكلم معك جد ...خايفه اني احبه وفي النهايه يجرحني
: بسم الله ..عليك هذا زوجك مو عابر سبيل ..عادي تحبينه وتموتين فيه .... صحيح يمكن فيه طباع ما تعجبك
لكن في الحالتين زوجك ... وانا اقولك يابنت عيشي الحب و تمتعي فيه..تراوالله امي تحكي لي حكايات عن زمان
ماكنت اعتقد اصلا انه يحبون بعض مو يحبون قصدي مايعرفون الحب حتى ..
ماقلت لك ان امي وابوي التقوا مره ...وحبوا بعض من اول نظره..
لا وازيدك من الشعر بيت ..تقولي كان يدبغها دبغ لانه ولد عمها ..وعلى كذا يحبون بعض ..اللهم ياكافي .
غصت ليلى من الضحك على كلام نجمه ..
قالت : والله مافي منك يانجمه... الحين سألتك سؤال ..جاوبتيني بقصه ..وثاني عيب تقولين عن امك وابوك كذا
نجمه : وانا اللي قلت ..هي اللي قالت ..الله يرحمك يابوي ..لا وتشوفينها تحن لايام زمان ..
ليلى بضحكه: نجمه ...خلاص
نجمه : خلاص ..المهم اقولك نصيحه اسمعيها ... انتبيهي لزوجك و املي عينه ..خليك فرحه وشرحه و منبسطه ..
ليلى : وهذي من نصايح جدتك لامك ...
نجمه : لاوالله... هذي نصايح ام سعد ..ماقلت لك انها اشترت بقره جديده .. بعد المرحومه ..وفرحانه فيها مسكينه
ضحكت وكملت : و حطت لها جرس في رقبتها ..
: الله يبارك لها ... .. إلا ولدها سعد يزورها ؟
: الله يقطع سيرته النذل ... اه لو اشوفه مره ثانيه والله لاتوطى في بطنه ..قليل الشرف ..ترك امه وسافر ..تتذكرينه ياليلى
في صغره كنا نلعب معه .. والله كان طيب ... اعنبوا ابليسهم اصحاب السوء اللي ماخلوا فيه خير حتى لاهله ..
:.. الله يهديه ويصلحه ... و يجزاك خير انك تزورينها ..؟
وكملت بلوم :
: الله يسعدك يانجمه .. اخذتيني في الحكي ... اسمعي .. ادق على سعود طول الوقت يعطيني مغلق ..
ابغاك تكلمين سلوى وتقولي لها تدق علي الليله ضروري .
نجمه بإرتباك : من متى مادق عليك ..
: من صباح امس ادق عليه وطول الوقت مغلق ...
نجمه بإرتياح : خلاص .. ابشري ماطلبت .. الحين اكلمها ..اوامر ثانيه
: يعطيك العافيه ..
: طيب ..انقعلي انتبهي لنفسك وبوسي لي مطلق ..
ليلى بحنق ..: نجمه يا>> ..
لكن انقفل الخط فجأه... ابتسمت وهي تطالع الجوال .
فكرت في كلام نجمه ... مافي شيء صعب و مافي شيء سهل ..
والطريق الى القمه شاق ومضني ... لكن نشوه الوصول تلملم جراح الصعود ..
وتنسيك هموم الامس و تسعد من اجل غد افضل ..
رجعت عند خالتها وعقلها ابد مو معها ....


****************************


دخلت فاتن بحلتها المبهرجه كالعاده .. .. تمهلت في خطواتها ونظراتها هازئه..
رفعت يدها وقالت بصوت عالي متصنعه الدلال : هاي للجميع ..
تأففت ليلى وارخت نظراتها وقالت بصوت مسموع : وعليكم السلام ..
اقتربت من خالتها وسلمت عليها وجلست جنبها ..بعدما سألت عن حالها رفعت نظراتها لليلى
: كيف ياليلى ؟
ليلى بإبتسامه : الحمدلله ..انتي كيفك ..
زمت شفايفها وقالت بإعجاب : ايش هاللوك الجديد .. صراحه حلوه .. ماصدقت اريام يوم قالت لي ..
تضايقت ليلى داخلها ..معقوله اريام صارت مثل العميل السري تخبرها كل شي يصير ..
: شكرا ..عيونك الحلوه ..
همست لخالتها وضحكت بصوت عالي ..
قالت : وين البنات ؟
ليلى : كل واحده في حجرتها ..
قامت .. وقالت : عن اذنكم ... وقبل تمشى قالت لليلى : لو سمحتي ياليلى خبري خديجه تجيب لي عصير بارد
ليلى ..رغم انها مقهوره من المكياج اللي حاطته على وجهها .. و العبايه اللي تلفت الانظار اكثر من الملابس العاديه
و احساسها انها مميزه في كل شيء
الاان ليلى ردت عليها بنفس النبره : خبريها وانتي في طريقك ... انتي موغريبه يا فاتن ..
كشرت فاتن في وجهها وكأنها ما توقعت جوابها .. وانصرفت بسرعه ..
ارتاحت ليلى انها قفلت حجرتها ... رغم ان تواجد فاتن بحد ذاتها يربك راحتها ..

دخلت فاتن وتأففت ..رمت الشنطه على سرير اريام وقالت : اكرهها ياناس ..اكرهها
مااحتاجت اريام للسؤال علشان تعرف ...ابتسمت وقالت : الناس يسلمون قبل يدخلون ..
جلست وقالت بإنزعاج : اقول مالت عليك ... انا في ايه وانتي ايه...
انشغلت اريام بجهازها الخاص ..واقتربت فاتن منها وقالت بهدوء مبطن بحذر :
إلا كيف اخوك معها ؟ يعني ما صار شيء بينهم يعني كذا ..
اريام بتشاغل : يعني مثل ايه ؟
: قصدي ..كيفهم مع بعض ..يعني مافي مشاكل ......
: مافي حياه بدون مشاكل
بلهفه قالت : والله ...مثل ايه ..
فهمتها اريام وسألتها : فاتن ..انسي مطلق خلاص .. لا تعلقين امالك في المستحيل .
ابتسمت فاتن وقالت : مافي شيء اسمه مستحيل ..
: فاتن ... ممكن اكون مااهتم ..لكن افهم ... وانتبهي يافاتن ..حركاتك ماتمشي علي.
ضحكت فاتن وقالت : اوووه ..مين يتكلم ؟ اريام خليك في حالك ..اصلا مين قالك اني افكر في شيء مو زين
وقفت اريام وقالت بإنزعاج: قلت اقولك قبل تفكرين ... المهم .. ايش تشربين ؟
: برتقال ..
لعبت بخصله شعرها ..وضحكت بخفه ... والله يا اريام ماشفتي شيء ... صبرك علي ..
الايام بتثبت لك من هي فاتن ..


خيط ارفع من خيط العنكبوت تنسج حول "فكره "
وفكره تصنع "حلم "كما يعتقدون ..
عصا سحريه مخادعه ..تحول الحلم الى "كابوس واقعي"
"واقع " مجرد من تعابير الحياة ..يختصر "سعادة " مزيفه
"سعاده "الغير يحولها الناس الى "بؤس وخيبات "
نهايه تعلنها "بدايه "و الحكايه لها بقيه...


*****************************

{ الشوق’ } .. مآ يرحم ولآ فيه .. ( حيلـه )
لآ جآك’ مآ يقبل’ .. تصآريف’ و أعذآر ..!!

لآ جآك’ حمّلك’ ~ الحمـول’ .. الثقيلـه
حتى لو انك’ ( جآمد القلب ) تنهآر ..!!




مر الوقت طويلا معبء بالملل ..طلعت دقت الباب على سمر ..لكن مافي فايده ..
خالتها ...راحت عند وفاء .. واريام مشغوله مع فاتن ...
كلمت سعود و تطمنت على الجميع .. وازعجها انه خبر اهله بفكره الزواج من ريهام ..
حست انها تجاهلته مرغمه ... او عن قصد منها ..
فمساحات عقلها مشغوله كثيرا بالهموم وليس هناك اي متسع لامر يجعلها منزعجه كهذا ..
لكن الايام القادمه ستحسم الامر ...
طالعت ساعتها كانت اربعه و نصف ..معقوله ما خلص من شغله عاده يجي الساعه 2و إن تأخر 3
اخذت جوالها ..دقت عليه بتردد ..كانت بتقول اي حجه ..اي كذبه ..
مثلا ... مثلا.. ايه ياليلى ..
يعني تأخرت يامطلق ... اكيد الرجال مشغول ..
قفلت الجوال بسرعه ...و دارت في مكانها ..
نزلت اريام وجلست على الدرج ..وسألت لما شافت توترها : خير.صاير شي ؟
ابتسمت ليلى بتوتر : لا مافيه شيء...طالعت الساعه وبعدها قالت : مطلق تأخر ماهي عادته ..
وبخت نفسها..ليش تقولها ..اصلا علاقتهم بارده و ما تهتم ..
هزت رأسها و كأن الموضوع كله ما اعجبها .. فتحركت من مكانها ودخلت المطبخ..
وخرجت بعدها ومعها عصير برتقال وقالت : اكيد في الشغل ...وين يروح ..؟ ماعنده إلا هو..
ابتسمت وهي تطلع الدرج : بتتعودين عليه ..شخص عملي حتى النخاع ..وضحكت فجأه
وكأنها قالت نكته ..
استغربت ليلى ..طريقتها في الكلام .. بارده و ناكره للمعروف ..في داخلها حنق على ذاتها الانانيه ..
صحيح رجل ..لكن رجل أليس من البشر...يشعر بأن الحياة تنسل بين اصابعه بدون انتباه
يعمل .. يعمل .. يعمل ....ويعمل من اجل من ؟
صعب ان يتدراك الوقت لانه يمر في المهم بالنسبه له لغايه يصبو لها من اجلهم ..و لغيره لايهتمون ...
يقضي كل وقته وهو غارق في العمل حتى نسي نفسه و تجزم من تصرفاته انه نسي كيف هي الحياة ؟
حست بالشفقه عليه فجأه والحزن ..
عادت و استغربت نفسها .. لماذا كل هذا ؟ انها الحياه
لما تتحاملين عليها من اجله هو ؟ لما تعتقدين انه لايقضي وقت ممتع بعيدا عن الجميع
لما تشعرين بأن معدم و منفي عن الدنيا لمجرد انه يعمل ...
يمكن مابيي يشوفك ... و يقضي اطول وقت بعيد عن البيت ...
اعادها صوت محرك السياره .. .. تأملت شكلها في المرايه.. وانتهت تلك الضرواه المشتعله بسلام بين افكارها ..
قادتها خطواتها بشقاااوه الصغار ... وقفت على عتبه الباب .. انعكست عليها اشعه الشمس
رفعت يدها تظلل عيونها وراقبته و قلبها يتراقص بين ظلوعها ...
خرج من سيارته .. يمشي وعينيه لاتفارق سير خطواته ... وكأنه في كله خطوه يبحث فكره عميقه
حرك رقبته وكأنه يتألم ...و دلكها بيده .. وهي في كل حركه تعقد حواجبها وتبسطها وكأنها معه ..
رفع ناظريه لها فجأه ... واحتدمت نظراتهم بغرابه اللقاء ...
هي لم تكن تظن نفسها بأن تتحرى رؤيته ؟ وتنتظره واستغربت تلك البراءه المقصوده بوضوح فعلها ..
وهو ماظن ان رؤيتها ستدخل بهجه الى قلبه استغربها هو نفسه و تصنع البرود كعادته ... وقوفها على عتبه داره
جلعته مستفهما واقفاً على اهم الفواصل..
ابتسمت له .. من قبل ان يقترب حتى ..
مطلق بصوته الرخيم الخارج من الاعماق ببروده المعتاد : السلام عليكم ..
زادت ابتسامتها لتبان صف اسنانها ..: وعليك السلام ورحمه الله ..الله يعطيك العافيه ..
ابتسم و كأنه نال جائزه للتو : الله يعافيك .. .. ليش واقفه هنا ؟
دخلت قبله و ابتسمت بتوتر ..وفكرت بتقوله كنت انتظرك .. لاماهي معقوله ..
بسرعه ردت : كنت قاعده برى ..
تنهد وجلس على الكنبه الوثيره ..غمض عيونه بتعب واضح على ملامح وجهه ..
وقفت تراقبه بصمت .. .. ولديها احساس طاغي ان تخفف عنه ولو قليلاً..
: تغديت ولا اجهز لك الغدا ..
رمى شماغه جبنه وحرك شعره بإهمال ..دعك جبنيه و قال : لا ماودي في غدا...
رفع نظره لها فجأه وقال : انتي كيفك الحين ؟
ابتسمت ..في وجهه بإطمئنان وفرحه ..على الاقل تذكر تعبي .. : لا الحمدلله ..الحين افضل ..
مدت يدها ..تلقط شماغه ... فمسك يدها بسرعه .. وعقد حاجبيه يستغرب نفسه لماذا مسكها ؟
احتبست انفاسها ..وشهق قلبها منتفضاً بين ضلوعها ..واجهت عيونه بشوق لم تحسب له حساب ..
وقال بصعوبه متحجج : خليها... شوي و بطلع ..
هزت رأسها بإيجاب ...ترك يدها و خبأ يده في جيبه وسأل وعيونه تدور في المكان : وين امي ؟
: راحت عند وفاء .. تقول في ضيوف عندها ..وحبت تكون خالتي معها ..
حرك شعره بعشوائيه : وانتي كنتي رحتي معها ؟
اخذت شماغه رغم اعتراضه وقالت تغير مجرى الموضوع : اليوم تأخرت .. ماهي عوايدك ..
و تقابلت نظراتهم كأن لم تلتقي من قبل ... تتأمل راجيه ان تهدأ مشاعرها و تتريث قليلاً ..
فضل السكوت على ان يقول ابتعدت من اجلك ...
جاوبها بمراوغه : ما انتبهت للوقت ... و حتى اذا انتبهت ماحسبت ان في ناس بينشغلون فيني .
كان تود ان تصرخ به ... لانك جلمود لاتقرأ ما يفصح به قلبي على سكنات وجهي ...
بلهفه ..اتحرى قدومك .. و ملامه على الغير من اجلك انت .. وفي نهايه كل شيء ..تدعي بما لا طاقه لي به ..
همست بيأس و لوم ..: ليش تحسبني زوجه ماعندها احساس ؟
و تفجرت ماليس له قوه به ... جثم هو و كبريائه و حاجته الدفينه تحت قدميها ..واستعصى عليه الكلام ان يروض ..
وتذلل له المعاني المكبوته ان تباح و تتجرد من حله الجمود ..والعصيان ..
ابتسم ممتلأ بفخر انه يملك مثل هذه .. فريده و نادره ..وان كانت الاولى و الغريبه ...

ما الوم نفسي لو كثر شوقي عليك .....
من عرف طيبه قلبك لابد
(((( يوله عليك ))))

حرك خصلات شعرها القصيره المداعبه لجبهتها وقال بإمتنان : الحمدلله امي راضي عني ..
كمل بمثل الابتسامه الساحره ولما شاف علامات الاستفهام على وجهها : يوم اختارتك لي ...
فتعانقت لغه العيون .. وعم الصمت ليكشف المستور في القلب ... على الاقل بالنسبه لليلى ..
لما لايجيدون إلا الصمت و كلمات الاعين المجهوله ... لما لاتصيغ المفردات التي تودها بسهوله ..
وتنطق مايود قلبها ان تقولها له ..لما تخاف من مواجهه تلك الحقيقه .. و تشق عليها لغه التعبير ..
عينيه تلك التي تسحرني و تشدني الى حياة اخرى ....فـ يارب الكون لي رجاء عندك ... أسالك بأن
" تجعل الحياة فيها دوماً ولا تغيب صاحبها. "..
ابتسمت لدعواها الخارجه من الاعماق و هتف قلبها بها للذي لايخفى عليه شيء..
تأملت تلك التجعيده التي اعتلت جبينه والخصلات التي تناثرت عليها بتمرد... و دغدغه احساس بأن يعلم سبب ابتسامتها !!
تعرف ان المعاناه مازلت في المخاض وان الالم محفور في الذاكره ..وان مامضى محفوظ ولم يغيبه الزمن ..
لكن ماتفعل .. لم تشأ هذا الطريق ان تسلكه لكن لاخيار لها ..
تحركت يدها بإرتعاشه واضحه ..وابعدت خصلاته ... لن تتخطى ماتفعله فهو مايجعلها سعيده فلاتحرم من تلك اللذه
التي تتواصل دوماَ... مررت اصبعها على حاجبه المرسوم بعنايه ربانيه... ابتسمت ..لانبساط عقد جبينه ...
وانبسطت كفها لـ تلامس وجهه .. و تتحسس اشتداد فكه ... فخسرت الرهان ضد نفسها و اعترفت ..
بأن اهميته في حياتها يماثل حياتها كلها .. وانه واقع لابد منه ..
ومازالت عينيه الحاده تخوض توغلاً لها ولنفسه ... يرى نفسه على صفحه عينيها رجل اخر ..
مسلوب القوى والاراده ..محاط بالجاذبيه .. .منهك و على اعتابها يجد راحه يستغربها ..
ظمآآآآن ..وفيها هي لاغير ارتواءه ... يرتجف تحت جلده الصخري .. ويداري حاجاته تحتها ..

انقطعت وتيره فضاءهم الرحب ..على صوت خطوات خديجه القريبه ..
ابتعدوا عن بعض بتوتر.. .. و كل منهما متخبط بذعر في مشاعره ..
تنحنح يطرد غصه قد اوقفت الكلمات ..
قال بصوت يكاد يخرج من اعماقه كالمعتاد : بطلع اخذ دوش .. وانتي جهزي نفسك ..
كاذب .. يريد الفرار من هول مشاعره .. .. قفزت في وجهه كالنار ..
لايجيد التصرف في اشد الحالات لديه استنكاراً..
بهدوء سألته : ليش اجهز نفسي ؟
دخل يده في شعره وعيونه على خديجه تدخل المطبخ : ماتبين تزورين امك ؟
تهللت اساريرها بفرح طفولي .. وقالت : تتكلم جد ..
ابتسم لصورتها المبتهجه وقال : اكيد ... بعد المغرب ان شاء الله بنمشي
ادار ظهره لها وطلع ..
نادته بصوت حاد بعض الشي لما قفزت صورتها في وجهها .. طالعها بإستغراب
فقالت له : ترى فاتن عند اريام في حجرتها...و لفت شفاتها بحركه امتعاض ماغابت عنه ..
ابتسم رغم انزعاجه من سيرتها .. و حاول فهم التكشيره الكبيره التي اعتلت وجهها والارتخاء في ملامحها السعيده ...
وكمل طريقه ..



****************************


جلسوا للعشاء وكل واحد رايح في تفكيره و منحى غريب في حياته ..
سلطان على مفترق طرق للبحث عن الجيد الجديد في نفسه . ..
يرمم ما فتحه الزمن من ثغرات و ثقوب ...
والاخر ... يضع بذره لايعلم ماذا ستنبت ؟
وضع فيها كل الاماني ..لحياة جديده .. و مستقبل يبني فيه الاسس الصالحه ..
غدا ..امر محير و ملفت للانتباه ..صبغه تفاؤل و قبلها إيمان كبير بالذي يعلم خائنه الانفس و ماتخفي الصدور ...
وسيرحب بالقادم بكل قناعه ...

الجده : يمه سلطان .. ليه ما تاكل ؟
مد يده للاكل وقال : شوفيني اكل ..
سعود بضحكه : اعذريه يا يمه... ترا عقله راح مع حبيبه القلب ..
حشر سلطان في لقمته .. وناظر سعود بنقمه ..فضحك سعود عليه بينما جدته سمت عليه و ناولته الماء
الجده بلوم : الله يهديكم سمو بالله ... وشفيكم مستعجلين ..
ومالت على سلطان وهمست له : من هي حبيبه القلب قولي عنها .. ومن بكره اخطبها لك ؟
ماقدر سعود يتحمل فضحك بصوت عالي وقام من مكانه ... بينما سلطان تنهد بقهر ..وقال : سعود
يمزح ياجدتي ... ماعنده سالفه ..
:لايكون في بالك واحده وماتبي تحكي عنها ..
ابتسم : مافي احد والله .... قلت لك سعود يمزح معي ..
دخل سعود بعدما غسل وقال : إلا ياجدتي ... طفي ناره واخطبي له بنت سالم ..تراها من خيره البنات ..
وضحك ..لما تذكر الموقف وتخيل سلطان مع نجمه ..
سلطان بجديه : سعود الله يخليك عن المزح الثقيل.. الحين تقلب السالفه جد ...ما تعرف جدتي ..
جاته ضربه خفيفه على راسه من جدته .. : اعنبوا ..طالع لابوك ما تسمع كلام احد ... لكن على قوله سعود والله انها خيره
البنات ... لو مايبي هو بنت عمه كان خطبت له ..
تفاجئ سلطان وقال : مين ؟ انت يا سعود بتاخذ ريهام
الجده : ايه .. والنعم فيها بنت محمد ..
سلطان بإبتسامه صادقه : على البركه يابو السوس ... ماتلقى افضل منك والله .
رجعت جدته تحاكيه بود : وانت مو ناوي ؟ خلينا نزوجكم في يوم واحد
ابتسم سعود .. وسلطان حدجه بنظرات معصبه وقام منرفز : ارتحت الحين ..ياله دبر لي حل معها ...
سعود بجديه : يمه ..تراني امزح معه الله يستر على بنت الناس لاتورطينا معها ...
الجده : روح انت وياه ... ماادري وشفيكم ياشباب اليوم .. ما تطيقون سيره الزواج ..
وشفيها نجمه والله انها تسوى كل البنات ..
بسخريه رد عليها : لا واسمها نجمه ... عال العال .. والله هزلت ياسلطان .
ضحك سعود على تعابير سلطان و جدته... وخرج بعدما سحب سلطان معه ..لما تهجمت جدتهم عليهم
وبدت في موشح الشباب و الزواج ...


************************



عندما تقدم السعاده لشخص ما .. وانت تدرك ماسوف يصنعها به .. تشعر بأنك تحلق في سماء صافيه
خاليه من الكدر والغموم السوداء و اوشحه الظلام ... وانك ناصع كسحابه بيضاء ...
بدت كفراشه في يوم ربيعي زاهي ... ادرك ان الخطوه التي اتبعها كانت هي الافضل منذ زواجه ..
وان رؤيتها بتلك الاريحيه جعلته قنوع بفكرته ومرتاح لها ... لدرجه انه سعيد من اجلها ..
رغم ذلك التخبط الذي لم يدركه ... لكنه رأى في عينيها شيء اسره .. وجعل قلبه يدك بجنون داخله ..
اخذت هدايا لاخوانها ولأمها .. واسعدها انه برفقتها طول الوقت ..
رغم تأنيب الضمير لها .. شكله تعبان و مهدود حيله ..رغم كذا متعاون معها...
ارشدته على بيت امها ... فتحت باب السياره ... ووقفت ..
اخذ الاكياس .. ونادها لما لاحظ عليها انها ماتحركت من مكانها : ليلى ..
اقتربت منه وقالت بخوف : يمكن زوجها موجود... ؟
مطلق بثقه : وان يكن .. انتي جيتي لها .. وعلى العموم مابتطولين ..ساعه بالكثير ونمشي ..
ابتسمت تحت غطاها ومشت قبله ... دقت الباب حتى فتح لها رائد ..
فتحت غطوتها وهي تدخل معه وقالت : رائد ..حبيبي ..
حضنته بحب : روح حبيبي وقول لماما ليلى عند الباب ..
بسرعه ركض لداخل ... ناظرت مطلق اللي كان مشغول بشماغه .. و كمان هو باين عليه التوتر
بيلتقي بحماته .. لاول مره .. ومسكت يده بحنان .. اوصلت اليه احساس بالتوتر .. فشد على يدها مطمئناً ..
ماهي الا دقائق حتى طلت ..ام ليلى الغير مصدقه ..وقالت بترحيب كبير : ياهلا ويامرحبا ..
احتضنت ليلى بحب شديد لايخفى على مطلق ... بعدما سألت عن حالها و دمعت عيونها بسرور
شدت غطاء شعرها وقالت بخجل : يا هلا ياولدي ..
لم تخفى عليه ذلك الجمال الذي سرى في عروق ليلاه ... فتلك هي لكن السنون قد مضت بقسوه على
عظام وجنتها وبؤس حالها الواضح للعيان .. وعيناها الذابله ..و كأن خريف عمرها دائم ..
اقترب مطلق و قبل رأسها بإحترام وقال برزانته المعهود : هلا فيك ... اخبارك يا ام سعود .. واسمحي لي
اناديك بأم سعود ؟
ابتهجت وقالت : مسموح ياولدي .. .. حياكم ادخلوا ليش واقفين ..و ازدانت ابتسامتها وهي تحتضن ابنتها .
رفع يده ممانع وقال : اسمحي لي .. عندي مشوار اقضيه و ارجع اخذ ليلى ... توصين شيء ...
: الله يهديك ياولدي ..ريح شوي .. خذ قهوتك ليش مستعجل ؟
: تسلمين يالغاليه ... اخليكم على راحتكم .. بغيب ساعه و ارجع ان شاء الله .
ضاعت ليلى المبتسمه من الاعماق بينهم ..عرفت ان مطلق يبغى يتركهم لحالهم .. ولايثقل على احد
مادام مافي رجال في البيت ...
تدخلت ليلى : خلاص يمه ..عنده شغله بيسويها ويرجع ..ان شاء مره ثانيه ..
طلع رائد وغلا .. وتخبوا خلف امهم .. ابتسمت ليلى ومدت يدها لهم .. جلست لمستواهم ..
رائد وهو يدفع غلا قدامه : ليلى .. هذي غلا ..
سلمت عليها بحراره و ضمتها لها .. تحت انظار مطلق المبتسم لكل تحركاتها ...
نزل مطلق لمستواهم ومد يده وقال : مين الشاطر اللي يجي يسلم علي قبل .؟
تقدم رائد بكل جرأه وقال بتلعثم : انا ردال البيت .. سعود قال لي ..
ابتسم مطلق وشد على يده الصغيره وقال : والنعم فيك .. والحلوه الصغيره مين ؟
رائد : مو حلوه هذي غلا اختي ..
ضحكوا كلهم ...ووقف مطلق واستأذن ...
ام سعود : على راحتك ياولدي ..
اخذت العيال ودخلت البيت ... بقيت ليلى ومطلق ..لحالهم ..
: مجرد ماادق عليك ..تخرجين ؟
هزت رأسها بإيجاب ..كان ودها تقوله .. شكرا من الاعماق وتصرحها افعالها ..
ماقدرت غير تحمل له في قلبها عمق الاحساس....
كانت تريده ان يفهمها بنظره واحده ... ان يجس النبض ولو من بعيد ..
هسمت له.: شكرا
.. سمعها بوضوح لكنه تجاهلها ...لانها تبني مالايريده في حياتهم ...
بجديه : اقفلي الباب .. واذا جاء زوجها دقي علي ..
ليلى : ان شاء الله .. انتبه لنفسك .
تأملها لفتره وحثته خلايا عقله ان عجل بتلك الدقائق ..
فليس المكان و الزمان المناسب للتعبير او حتى للتفكير ..
خرج بسرعه بعدما قفل الباب خلفه ...
وهي دخلت بتلك الرحابه الواسعه التي رسمت داخلها ...
احتضنت امها بشوق ... وحب كبير .. متأمله في القادم ..



***********************


اخذ له كم لفه في شوارع الرياض .. وقف في كوفي المعتاد يجلس فيه مع ناصر ..
اتصل على ناصر .. ..
: سلام ..
: هلا وعليك السلام ... وينك اليوم ؟
: ويني يعني يافي البيت او الشغل ..انت اللي وينك ؟ رحت لك اليوم الدوام ..قالوا ماداومت ؟
ضحك ناصر وقال : والله كنت البارحه اتابع فيلم سندريللا و راحت علي نومه ..
مطلق بشك : سندريللا ؟!!
ناصر :ايه سندريللا ...وشفيها ؟
مطلق :مافيها شيء .. الا انت وين تقدر تجي الكوفي ؟
ناصر : ليه وشفيك ...ماتروح الكوفي الا فيك شيء ؟
مطلق بنفاذ صبر : مافي شيء .. تجي ولا لا ؟
: خلاص .. اعوذ بالله مسافه الطريق وجاي
قفل منه ... و ماهي الا ربع ساعه و ناصر على الكرسي قدامه
مطلق بإستغراب : بسم الله .. من وين جيت انت ؟
ناصر بضحكه : من بطن امي .. من وين يعني ..ساعه كلمتني كنت قريب منك؟
تنهد مطلق وشرب الكوفي و مااعار انتباه لناصر ..
ناصر : يعني داق علي .. و تنافخ باقي .. وفي الاخير سافهني .. يااخي من الذوق اطلب لي شي على الاقل ..
مطلق : معك لسان .. اطلب ولا اقعد .
ناصر : لا لا لا ..فيك شيء ..قول ياحبيب وقلب ناصر ..
: يا شينها من لسانك
ضحك ناصر وقال : الله يرحم ... قبل ماكنت تقول شيء.. والحين ما تطيقها مني ... لا خلاص المدام نستك اسمك ..
ناظره مطلق بنرفزه ومال على الطاوله وقال بتهديد : ماتعرف تحط لسانك في فمك و تسكت .. تراني تعبان و مهدود حيلي ..
ناصر بتفهم بعدما مسح ابتسامته : طيب .. ابشر ..لكن سؤال واحد ؟ شكلك مهموم و ضايق الصدر .. وبصراحه من يوم تزوجت
ماشفتك مبسوط ؟ طيب جاوبني .. اذا ماتبيها اتركها ؟ اذا مااسعدتك خليها ؟ يااخي اللي خلقها خلق غيرها ..
زفر نفس طويل وقال بهدوء مخيف : واللي خلقني .. ياناصر ..مااتركها لو اخر نفس فيني ..
ورفع نظراته لناصر و بدت الكلمات فيض من الغضب و العصيان .. حدتها اشد من السكين ..
طاعنه في صميم الشك و معلنه اليقين ...
ابتسم ناصر .. ابتسامه اعجاب وتقدير ... على الرغم انه نقيضه .. يعلم ان هناك مايخفيه ولا يبوح به ..
رجل لا يستسلم ابدا .. ولو اهلكته الخسائر و اتعبته الظنون واصبحت جنون ...
ناصر بهدوء : كان الله في عونك ... رغم اني مااعرف ايش مشكلتك ؟ لكن واضح انكم في ازمه ؟
ابتسم مطلق يخفف حده التوتر التي سادت في الاجواء : اكيد ازمه الاقتصاد العالميه ...
ضحك ناصر ..وقال : يا رجال هونها تهون ...
كمل ناصر بإبتسامه كبيره : الا ماقلت لك اني نويت اتزوج ؟
مطلق ...اتسعت ابتسامته وقال : على البركه ان شاء الله .. كيف فكرت رغم انن مستبعد الفكره من اساس ؟
ناصر بحزن :الوحده يا مطلق ..
تفهم مطلق حزن صاحبه و تأمل كوبه بفراغ ... صعب ان الواحد يعيش في وحده مع نفسه .. طول حياته ..
وكمل بضحكه خارج من قوقعه حزنه كالمعتاد : وسندريللا
تأفف مطلق وقال : انا نفسي اعرف .. وشفيك على سندريللا هذي ..بتحكي حكايتها انت ؟
غمز له ناصر و قال : كل شيء في وقته حلو .



*****************************


اتعرف ما الحزن الكبير الذي نخفيه بملامح جامده و تخبرنا عقولنا انه لاشيء او حتى لا يعني لك
عندما ترى دمعه ألم و تقاسيم تعاسه و زهد مشاعر و انتقاص حياة ..و لا تفعل شيء حيال ذلك
بل لا تستطيع حتى المحاولة .



رثاء جسد متهالك و ضياع أرواح طائره في عالم موحد بألوان رماديه ..
لا تشاؤم في هذا فهي حقيقه لا تنسى او تبهت ملامحها ..
حقيقه ان تنظر إلى وجه الامان و تخاف منه ..و تدعي بأنك لا تخاف و انت ترتعد في نهايه الامر
حقيقه ان تصارع الحياة من أجل ان تنير هويتك في عالم خفي لا يعترف بمصطلحات وهميه صنعها هو ..
مالك أو عليك لا يتوجب قوله ..
يغمرك الصمت في حاله عدم تصديق .. ألمتها الحقيقه التي اعلنتها والدتها بكل عذاب ..
مر شريط حياتها ... امام عينيها هي امها وابيها و اخيها ... وحياتها التي حلمت ان تعيشها ..
الحب والانانيه ..لايجتمعان ..
الحب و الخيانه .. لا تلتقيان
الحب و التضحيه ..لم يتعارفان في حياة والدتها .. على الاقل ليس منها .. و عندما عرفت معناها
كانت هي الضحيه نتاج اعمالها .. وكانت هي واخيها الاضحيه التي قدمت من اجل نذور فاسده عديمه الفائده ..
الاسى والقسوه لاتنشىء الصحيح النادر ... و ما يولد فاسدا يموت كذلك ..
لم تلم والدتها .. الحب اعمى كما يقال ..
نشأت تحت كنف اخ عاجز .. تصب فيه الحب والحنان وهي في امس الحاجه اليها ..
غارقه في الحرمان .. ولاتعرف لغه للامان ..
وعندما .. وجدته ...تمسكت به بأسنانها ويديها.. وخانت نفسها التقيه .. و انهارت القيم ..
بكت معها ...حتى انهار جسر تواصلها مع ذلك الصبر ..
بكت .. كيف باعت كل شيء .. بإحساس ..كان بإمكانها ان نعيش فيه جميعاً..
لم يكن حب ذاك الذي اوصد ابواب الحياه في وجه الجميع ..
لكن في النهايه ... عذرتها ..ماضيها لم يكن ليرحمها لولا لم تجد مثل والدها ..يحبها ويرعاها ..
ويهبها قلبه الكبير ... وان اخطئ في حق والديه ..
و من حق جديها ان يصدوا عنها ... دعت من قلبها ان يهب الجميع رحمه لانفسهم وغفران لذنوبهم
و يجمع بين عائلتها في خير دائما ..
اتصلت على مطلق ... و طول طريقها الصمت والحزن والخيبه كان عنوانها...
علمت ان البحث عن الماضي والنبش فيه ..ليس من مصلحتها ... مجرد تفكيرها بهذه الطريقه
جعل قلبها يحمل الكثير من الامتنان والعرفان لجديها ..لإخفائهم مثل هذا الامر عنها ..
رمت بنظره مستفهمه لمطلق وارتاعت ان تكون مثل والدتها .. .. لا فالامر يختلف هو لايحبني
هو لايريدني .. لكن انتي ؟ ااحببته حقا ام هو مجرد مشاعر مراهقه.. اتفكيرك فيه شغل شاغل فقط
اشوقك له مجرد ملهاه ...
اتكذبين على نفسك ؟ عندما يخفق قلبك حتى التوقف عندما ترينه ماذا يعني ؟
عندما تنظرين الى الفراغ و تتخيلينه ماذا يعني ؟
عندما تهتفين بإسمه لنفسك ؟ بماذا يفسر
عندما ..تبتسمين لمجرد انه ابتسم ولو كانت ليست لك ؟ ماذا يعني ؟
هل كل شيء عادي ...
هزت راسها ... وقالت بصوت مسموع : لا لا ..
انتبه مطلق لها .. : ليلى ..
طالعته وعيونها مليانه دموع لكن حمدت ربها انه مايشوفها : خير
سألها : وشفيك ..تعبانه ؟
: لا مافيني شيء ..
الم يلحظ عليها ..تلك الغمامه التي اخفت ابتسامتها المشرقه ...
متوتره و متعجله وكأنها لاتطيق ان تخرج من ذلك البيت الخرب ...
تبدو غريبه .. وليست على حالها ...
وقف السياره وخرجوا ...كانت تمشي بتمهل خلفه .. وبدون ماتحس خبطت في شيء قدامها ..
فارتدت للخلف ..مسكها من كتوفها وقال : لا ..انتي مو طبيعيه وشفيك ؟
تملصت من يديه بسرعه و قالت : تعبانه ..راسي مصدع .
تركته بسرعه تخفي دموعها .. وصعدت جناحها ... رمت بعباتها .. ودخلت الحمام ...
و بكت ..بكت كل شيء مضى ... بكت امها وبكت ابوها ... وبكت حالها ..
بكت ..حتى حست انها بالفعل مصدعه ...
غسلت وجهها ..اكثر من مره و طلعت .. شافته واقف قدامها ... ارخت نظراتها .. و مشت ناحيه خزانتها
تدور على شيء وهمي ..
سألها : ليلى ... بتقولين وشفيك .. كل هذا البكا علشان صداع ..؟
ليلى ببرود : ايه صداع ..
انقفل الباب فجأه وقابلت وجهه الغاضب : طالعيني وانا اكلمك ..
رفعت نظراتها وقالت برجاء : اسفه يامطلق ...لكن بالفعل انا مصدعه ..
زفر بقله حيله و خرج ... اخذت لها بيجاما ليموني قطعتين .. بنطلون و بلوزه بدون اكمام
دخلت فراشها .. لكن ماجاها نوم ... كل كلمات امها تمر قدامها ..وتسمعها بإذنيها
نحيبها و دموعها .. وشقهاتها المعذبه ..
غطت راسها بالمخده ... وقامت بإنزعاج .. مسكت جوالها .. الساعه 12 وماراح يجيها نوم
خرجت ..يبدو ان مطلق من تعبه اليوم ...نام ... يعني ما اقدر افتح التلفزيون ..
كان باب حجرته مفتوح ... وهو نايم على الكنبه ...بدون لحاف واضح من شكله تعبان ..و بدون مايقفل الستائر
والانوار الجايه من الخارج مزعجه ...دخلت بهدوء وقفلت الستائر .. و قربت باللحاف منه ..
تأملته على ضوء الابجوره جنبه شكله مسالم في نومه .. .. كانت بتخرج بمثل الهدوء .. لكن يده كانت اسرع منها
سحبها ناحيته ... قالت بذعر : مطلق هذي انا ليلى ..
رمش بعيونه واعتدل في جلسته وقال : ليلى .. ويش جابك هنا .؟ تحتاجين شيء ؟ ..كم الساعه الحين ؟
ليلى بخجل : مافي شيء يامطلق ... لاحظت انك ماقفلت النور ,... دخلت علشان اقفله ؟ نام لسى بدري ..
مسح وجهه وقال وهو يطالعها : وانتي كيف صداعك ؟
: لا ..الحمدلله خف .. اخذت بندول ..نام والله ماعندي سالفه .. اسفه ازعجتك ..
وقفت بعجله ... لكن فجأت استدارت لها وقالت : مطلق ..بسألك سؤال ؟
تيقظ مطلق لها وقال بتجاوب : اسألي ..
تشاغلت بأظافرها : ممكن السؤال ماهو وقته لكن لو عرفت ان في شخص قريب منك سبب في هدم حياتك ؟ بتسامحه
مسك يدها وجلسها غصب وقال بتفهم : على حسب .. اذا كان يقصد او لا ..
هتفت : اكيد مايقصد انه يخرب حياته ..وحياه اللي يحبهم
ابتسم وقال : اذا ..العفو عند المقدره ...
تجهمت تعابيرها .. وقالت بحزن : ليش نعتقد ان في الماضي شيء يسر ... المفروض الماضي يبقى ماضي ... وما ندور فيه
يعني يموت مع الاموات ... و يدفن معهم تحت التراب ..
تفاجئ من كلامها .. لمس يدها البارده .. و قبض عليه براحته : ويش في خاطرك ويحزنك يا بنت احمد ؟
شهقت و و تعالت انفاسها و انهمر دمعها ..وقالت بصوت باكي : احمد .. هو اللي يحزني يا مطلق ...
رفعت عيونها الباكيه وكملت :
ابوي .. اشتقت له ... فقدته يامطلق... اليوم حسيت بفقده ... حسيت ان النار في قلبي وكأنهم يقولون ابوك للتو مات ..
راعته دموعها فاقترب منها يحاول يواسيها .. ضمها لصدره وهي تشهق بالبكاء ..
ارتجف جسدها من هول احساسها فزاد من ضمها وقال بصوت عميق هادئ : ترحمي عليه ... وادعي له ..
تعلقت فيه وقالت بانهيار : لا تتركني يامطلق ..
مسح على راسها بلطف.. وقبل جبينها بحنان : وعد مني مااترك ابد ....
و كررها على اسماعها اكثر من مره ... يوعد نفسه هو قبل ان يوعدها ...
" وعد مني مااترك ابد " ...
" وعد مني مااترك ابد " ...
" وعد مني مااترك ابد " ...

***************************


تلك المساحه الصغيره لم تعتدها في سريرها المريح ... وتلك القيود تمنعها من الحركه ..
فتحت عيونها ...ليصطدم رمشها بذقنه ... ملاصقه له ..ويديه وقدميه تحيط بها .. لا ليست كذلك بل
مقيدها وكأنها اسيره ...حراره جسده تدفئها .. تحركت لتبحث عن الخلاص .. وكأنها شعر بها و اوثق قيوده حولها..
ابتسمت ..وتذكرت الليله الماضيه والمشاعر العاصفه التي مرت بها ... و الراحه التي وجدتها في احضانه ..
وتساءلت كيف اتسعت لهم ..الكنبه .. رغم صغر حجمها ؟ كانت بتضحك على طريقه نومهم لكنها تماسكت ..
رغم اللوم على نفسها انها ضيقت عليه .. إلا انها في نفس اللحظه حست بالسعاده وكأن الوضع عاجبها ...
تأملت وجهه.... لاقرب التفاصيل دقه .. ذقنه محتاج لحلاقه ... تأملت الشعر النابت و لامسته بنعومه .. ابتسم و كأنه شعر بها
لكنه لم يفعل .. ابتسمت بمتعه وهي ترى تلك الصبغه الطفوليه النادره على ملامح رجل شديد القوى ...
واغلقت عينيها وغاصت في حضنه .. متجاوزه كل الحدود ..مستمتعه بنفس اللحظه .. لا هموم او الالام تتوعدها ...

انزعج من المنبه المتواصل ... امتدت يده اليسرى و قفل الجهاز بعشوائيه .. .. و رجع للنوم يضم ليلاه ..بين يديه
متنعماً بالهدوء والراحه التي سرت بين عروقه .. سحب نفساً عميقاً ..من شذى الورود و ابتسم و كأنه يتخيل نفسه
في حديقه ربيعيه زاهيه.... بدى عقله اكثر نشاطاً .. تذكر الليله الماضيه .. وليلى ... ليلى .... ليلى
فتح عيونه على اتساعه ...ورفع يده اليسرى ...بينما الاخرى تتوسدها براحه... فمها مفتوح بنصف انفراجه .. و انفاسها
تلهب صدره .. .. كانت تضم يديها و كأنها صغيره ... و جسمها مزموم بين قدميه .... قبل رأس انفها وابتسم بشغف ..
وهو على شفير السقوط ..ابتسم على شكله رغم الالم من تصلب عضلاته ... قدر يرفع راسها برفق ..
و ينسل بصعوبه ..مسد ذراعه المتصلبه و حرك نفسه بمرونه .. غطاها باللحاف ..
وخرج ... اخذ له حمام دافئ ينعشه تفكيره و جسمه المتعب ...
تذكر تفاصيل الليله الماضيه .. و انهيارها بين يديه ... كان يأمل انه قدر يحتوي احزانها و يريحها ولو قليل من الهموم
تحت قطرات الماء .. و افكاره تعبث بمشاعره ... كان يشعر بها طيله الليل وان اغفله النوم عن اللحظات التي ضاعت منه..
كانت جزء منه ..ووجدت مكانها الطبيعي في احضانه وبين يديه ... عقد العزم على المتابعه .. و ابتسم لافكاره التي اخذت مسارا
اخر ...


كانت الاجواء في الاسفل هادئه ..تخللتها اصوات الصحون من المطبخ ... وحديث غير متواصل من طرف ام مطلق ..
ابتسمت بشجاعه رغم انها تشعر بالخجل... و مما لا تعلم ..فهي ليست اول مره تنام مع مطلق في نفس المكان ؟
كانت تحاول ان تبدو عاديه .. حتى وهي تغسل اسنانها ..رفعت حاجبها لنفسها تستنكر الاحاسيس التي تنتابها ..
كانت ليله امس مدمره لمشاعرها ..حست بالخجل انها تحط عينها بعينه و ان كان الامر جدا عادي لغيرها ..
لكنها محرجه .. مهما يكن فالامور بينهم لم تأخذ منحى طبيعياً ككل الازواج ..
اول مادخلت ..سلمت عليهم وصبحت على ام مطلق .. و تجاهلت النظر الى ذاك ..رغما عنها ...
بدى وسيما .. في ثوبه الابيض الذي تناقض مع سمرته .. و شماغه الذي جعله ينضح بالرجوله والاتزان ..
فوجهها المصطبغ بالاحمرار قد انبأه بمدى حياءها تلك اللحظه ..
ام مطلق : عسى ماشر يايمه ؟ اليوم شمسك عاليه ؟ لايكون فيك شي ؟
رفعت نظرها لمطلق مباشره الذي ابتسم لنفسه ابتسامه صغيره وهو يقرا الصحيفه
وضاعت في الرد لكنها قدرت تدور لها حجه وقالت: الحمدلله يا خاله مافيني شيء .. لكن البارحه طولت في السهر ..
ام مطلق : براحتك يايمه .. لكن السهر مو زين عليك .. كفايه سمر و اريام ...
صبت لنفسها حليب .. و اكلت بهدوء ...
ناظر ساعته وقام بسرعه ..باس راس والدته و قال بمحبه : انا رايح يمه .. تبين شيء ؟
ام مطلق : الله يوفقك ويرزقك ويسهل عليك يايمه ... ويبعد عنك عيال الحرام ... تسلم راسك يايمه .. مانحتاج شيء
مطلق : الله يخليك يا الغاليه .
ابتسمت ليلى وهي توقف .. وليش وقفت ماتدري ... طالعها وابتسم .. و معه ابتسمت والدته
و بحثت عن شيء وهمي مفقود حولها لتترك المجال لهما ..
ضبط شماغه و ميداليه مفتاحه تتدلي من يده .. : تحتاجين شيء ..؟
هزت راسها بلا .. كان بيقول لها اكثر من توصيه ... لكن خاف لا ليس خوف انما خجل ...
انه يزلزل الصوره الثابته والمعروفه عنه ... سيضحك بينه وبين نفسه انه عرف اخيرا شعور الخجل ..وهو الرجل
الجرئ المتعالي ..لا يشعر الا بمجرد كبرياء ...زائف يناقض دفعات قلبه المتواليه .. وتحريض مشاعره ..
هز راسه بإيجاب وترك المكان .. حست بفضاء شاسع وكأنه كان يشغله ..
جلست مكانها ..لكنها لاحظت جواله على الطاوله ابتسمت وكأنها حازت على جائزه للتو ..
اسرعت خطواتها ... وهي تبتسم و قلبها يدق تدريجيا و كأن اللقاء من بعد فراق دام طويلا ...
لكنها تجمدت مكانها و اختفت الابتسامه لتحل محلها وجوم و صدمه غريبه ... وقلبها عاد ضجرا في دقاته
تستغرب نارا وقودها شخص واحد تمقته بل جزمت انها تمقتها الان حتى النخاع ..
كانت فاتن بلثمتها والتي لا تخفي شيء وعباتها الفراشه المزركشه
و مطلق الذي يدراي نظراته بعيدا عنها وان حاول فلابد ان يستقر عليها ..
قد وقفوا قباله بعض في موقف صريح و مزعج ..



بكل الود القاكم
كبرياء الج ــرح

كبرياء الج ــرح 15-12-10 12:57 AM




مراحب بأحلى اعضاء ...
شكرا من الاعماق لتواصلكم الصادق معي ...
سرتني العوده لالقاكم مجددا ...
اعرف اني مقصره في حقكم ... ارجو ان تعذروني فالايام القادمه بتكون افضل بمشيئه الله ..

وهذا البارت لعيونكم

القاكم بخير













البارت السابع والعشرون :







تجمعت الدماء في وجهها وتقلصت اطرافها .. احساس بفرقعه هائله داخلها ...
كان بودها تخرب عليهم وقفتهم السخيفه لكن اعصابها فاتره لدرجه عدم الانضباط ..
خافت انها تعطيه صوره بأنها مهتمه فيه ...رجعت لجناحها .. قفلت الباب بقسوه تعبر عن مشاعرها المحتده ..
مشت بتوتر .. سمعت صوت المحرك .. تنفست ..اكيد مشى .. انتبهت لجواله في يدها ..
طالعته بقهر ..كان ودها تطلع حرتها في شيء يخصه على الاقل ..قفلته ورمته على السرير بإهمال ..
تأملت شكلها في المرايه ... عرق نابض في جبينها يظهر للعلن ... وعينيها ااكثر عمقاً ...ووضوحا
تأففت بقهر .. وتساءلت فاتن هذي ماتستحي بالفعل .. طيب هي ما عندها اخلاق ..
السيد واقف قبالها وماباقي الا ياخذ صوره لها ... على الاقل يحترم هيبته ..لا مو هيبته الا شيبته
يحسب نفسه ولد عشرين ..
طيب عادي وشفيك زودتيها .. هم اقرباء و اكيد يسلمون على بعض ..
يسلمون على بعض !!! سلامات يا ليلى واللي يسلم يوقفون الوقفه المريبه هذي
اه ياقلبي .. وشفيك اهدأ ..
تنهدت ..بأسى و نيران داخلها متأججه السنتها وجه فاتن الضاحك المستفز ...
فتحت دولابها تدور على شيء ضائع ... او يتهيأ لها انه في شيء ضائع ..
رجعت لها صوره ... فاتن ببهرجتها الدائمه و تغنجها السخيف .. فعضت شفايفها حتى كادت تقطعها من شده الغيظ ..
كل افكارها انحصرت .. .. لكن مااستطاعت تعلن انهزاميتها بسرعه .. او تسمح لاحد انها يسلب منها شيء
في قعر دارها . . .. نزلت فستانها بقهر ورمته بإهمال طرف السرير ولبست بيجاما حريريه .. و اندست في سريرها ..
تحاول انها تنام .. تحركت بإنزعاج واسدلت الستائر المخمليه ...لعل النوم يداعب اجفانها ..
جلست بإنزعاج وشدت شعرها بتوتر .. وسألت نفسها فاتن ويش جابها من الصبح ..
عندها شيء اكيد .. الذيب مايهرول عبث .. حسبي الله فيك يا فاتن ..
قامت بسرعه وفتحت خزانتها اخذت لها بنطلون جينز و بلوزه بنفسجيه ضيقه في رسم غجريه بلون ذهبي ..
ونزلت تحت رغم انها ماتدري كيف تقابل فاتن اذا شافت وجهها ...لكن لابد انها ما تبين انها شافتهم ..
كان صوت ضحك عالي من الصاله .. ميزه ضحكه فاتن الرنانه ... حاولت تكون عاديه فابتسمت بتصنع
كانت اريام وفاتن قاعدين يفطرون مع بعض .. اتكت على الداربزين : صباح الخير
ابتسمت فاتن بدلال و رفرفت بعيونها وقالت بصوت اشبه بالهمس : صباح الخير ... ليلى كنت احسب انك في سابع نومه
مرت من جنبهم وقالت : حساباتك خطأ ... ...
حاولت انها تهاجم في فرائسها قبل ما تدافع ..عضت شفاتها لما لاحظت ابتسامه فاتن ..
اريام : ليلى ..فتون عازمتنا عندهم الليله .. ويش رايك تمشين معنا ؟
ليلى بإقتضاب : والمناسبه ؟
فاتن بدلع : بدون مناسبه... جمعه بنات ..
طنشت كلامها ودخلت المطبخ ..شربت ماء بارد تطفي النار الحاميه ..
ولما خرجت .. ماكان موجود الا فاتن ... : ها ياليلى شو رايك ..؟
ليلى بدون اهتمام : رغم اني مااحب اختلط بناس مااعرفهم الا اني بشوف مطلق .
ضحكت فاتن وقالت بغنج مستفز : مطلق مابيقولك لا وانا متأكده ..
بلعت ريقها بصعوبه وقالت : ماشاء الله متأكده..
رفعت يدها بإدعاء وقالت : انا اعرف مطلق .. يعني بحكم اننا اقارب وكمان....
اشتدت اطرفها قسوه ...ارخت نفسها على الجدار خلفها وقالت بصوت جاهدت انه يكون طبيعي .
: وكمان واثقه .....؟؟؟
طالعتها فاتن بتحدي هالمره وبصراحه : لاتنسين اننا كنا بحكم المخطوبين ... اظنك تعرفين ؟
تفرستها ليلى بقهر كان ودها تصفعها لكنها سألتها : مااعرف ابدا .. لكن بما انكم كنتم مخطوبين ليش ماتزوجتم
ليش غير مطلق رايه في اخر لحظه ... لازم كان عنده اسباب ..
انزعجت فاتن من نبره ليلى المتهكمه لكنها ردت عليها : النصيب
ضحكت ليلى وقالت : ماكنت اظن ان النصيب من ضمن قاموسك ..
فمشت متجاهله نظراتها المخترقه .. : لا انا مؤمنه بالنصيب ..مثلما باعدك عن سلطان و تزوج واحده غيرك ..
ليلى بإستفهام وذهول : سلطان تزوج ..

نزلت اريام في نفس اللحظه و انتبهت للمعركه الصامته بين الثنتين ..
فاتن بهدوء مريب : اكيد قالوا لك انه خطب بنت خاله ريهام .. ماقالت لك اريام ..
ناظرت اريام بدهشه و طلعت الدرج بدون كلمه ... ماكان في بالها سلطان او زواجه اصلا مصيره متزوج
ليش بيموت شهيد قصه حب ماكتب لها البدايه علشان تنتهي ...
لكن المسأله تخص سعود المقدم على خطبه ريهام ... الحين كل الامور تنصب لمصلحه ريهام وسعود بيدخل بالعرض
حست بالراحه والالم في نفس اللحظه ... يعني ان اخوها كل عزمه في الزواج بيتحطم ..واكيد بيؤثر على نفسيته
لانه هو اللي اختارها بمحض ارادته ...
تجهمت في وجه افكارها .. الحين فاتن ايش دراها بسلطان انه خطبني .. اكيد اريام قالت لها بما انها صاحبه
ريهام المقربه ... تنهدت وكأنها في مأزق لازم تخرج منه بأسرع وقت .. احساس انهال على اعصابها وكأنها
رجعت لنقطه الصفر .. ذكرى اليوم نفسه الذي زارتها فيه ريهام وابلغتها بأنها تحب سلطان ..
صحيح طالت المده و لكنها نالت مرادها ..
جلست على سريرها بتعب ... حاسه بنفسها ضعيفه ومرهقه من التفكير و الاكثر عناء هي فاتن
تقول كانوا مخطوبين .. ؟ ليش عندها امل ترجع له .. يحبون بعض لدرجه انهم ما يهتمون لاحد
طيب ليش كل هالعذاب ...؟
ماحست بدموعها .. ومسحه الالم على وجهها .. لكن انحصر تفكيرها للحظه برغبه منها ..
وسبب لحل مشاكلها ..الاهم هو سعود ... لازم احذره لكن كيف .. .؟


**************************


جلست اريام وقالت بعصبيه : فاتن .. المفروض ماقلتي لها ..
فاتن بإبتسامتها الصفراء : وليش ؟ اجلا ام عاجلا بتعرف
اريام : صحيح تدري لكن مو منك على الاقل وريهام حتى الحين ما اعطت الضوء الاخضر
و ثانيا ..تعالي انتي جيتك بدري مو لله ..اكيد في راسك شيء
ضحكت : يعني بتحرمون علي اني ازور بيت خالتي و السبب ست الحسن والدلال ..
اريام ببرود : لا ابدا ..بيت خالتك مفتوح .. ابتسمت وكملت : بيني وبينك يا فاتن .. تعتقدين هالوقت مناسب
للزياره .. و تفجرين فيه قنابلك ..
فاتن : اذا كان هذا رأيك انتي حرة ...ما يهمني احد ..
اريام بنظره تحذيريه : فاتن .. انا حذرتك من قبل وانا ارجع واحذرك و لايهمني احد .. حياة مطلق الخاصه مالك
دخل فيها ...
استندت فاتن ورفعت كأس العصير وابتسمت بمكر : طلع لك صوت يااريام .. غريبه كنتي من قبل ماتحبين ليلى
ويش اللي تغير عليك ..
اريام : كل اللي يهمني هو مطلق ... وما راح اسمح لاحد انه يخرب حياته ..
فاتن : وانتي ويش دراك انه سعيد في حياته ...
تنهدت وكملت بجديه : بالله عليك ..طالعي وجهه تشوفين زوج سعيد .. والا شوفي كل وقته برا و في شغله
لو فرحان بنسبه واحد بالميه كان بين عليه ..
اريام بتفهم : مايهمني ... مادام هو ماتكلم ولا اعترض .. و تعالي انتي من وكلك الملاك الحارس له بتراعينه وتهتمين
في سعادته ..
فاتن بعصبيه : احبه .. احبه واظل احبه لين اموت... وطبعا تهمني سعادته .
ضحكت اريام : وتبيني اصدقك يا حلوة .. تهمك سعادته مره واحده ... اسمحي لي يافاتن من خلال معرفتي العميقه
فيك .. اقول انك ما تحبين الا نفسك ..
قامت و لوحت لها بيدها مودعه و قالت بدون التفاته وهي تطلع الدرج ..: بنام يافاتن .. تراني مواصله ..موعدنا
في الليل ..باي ياحلوه .
قامت فاتن بإنفعال .. رغم معرفتها بأريام لكن ماتوقعت بتفضحها بالطريقه هذي .. خرجت بعدما قفلت الباب بقوة
خلفها .. رغم ان خطتها فشلت مع مطلق .. اصلا هو اعطاها فرصه ... لكن على الاقل حققت شيء مع ليلى
الخبر هذا بينفجر في وجهها بدون موعد ... ابتسمت و كأنها رمت بحجر في مياه راكده ..


************************


للمره الثانيه .. يدق على البيت و ترد عليه خديجه ..
دق على جوال ليلى .. لكن ما ترد ..
غريبه ماله ساعه ..من طلعته من البيت ..يعني لحقت تنام ..
خديجه تقول انها مصدعه ..
كان بيطمن عليها من بعد انهيارها البارحه ..
تنهد .. و ركز في الارواق على مكتبته ..
و ابتعد عن التفكير بأموره الخاصه وهو غارق في عمله حتى اذنيه ..
رمى قلمه وزفر بقوه ... و تحدى افكاره
رجع دق على البيت ..و ترد عليه خديجه ..
بدون مقدمات : قولي للمدام تكلمني ضروري ..
خديجه بتردد : مستر..لكن ..
مطلق بعصبيه : بسرعه .. انا انتظر ..
غابت لدقايق .. و رجعت تقول وهي تلهث : ... مدام ليلى تقول تعبان ..
قفل الخط بسرعه .. ووقف بسرعه ناحيه مكانه المفضل ..
وبخ نفسه على هدير مشاعره ...
اخطأ في تفسير ما رأه في عينيها ..
..لكن لماذا انت منفعل ؟ و حانق عليها ؟
الا تعذرها لاسبابها ؟ ماذا تريد حقا منها ؟
تنهد بتعب .. على عكس ماكان يشعر .. فرؤيه فاتن كانت بمثل الازعاج بحد ذاته ..
استغرب حضورها المبكر ... ومشيتها المتمهله ..عرفها من الوهله الاولى ..
وكيف لا ؟ وهي التي تثير اشمئزازه على جنس بأكمله ..
بالكاد رفعت اللثمه اعلى انفها وقالت بدلعها المعتاد : صباح الخير ..مطلق
رمقها بنظره محذره من الاقتراب فرد بإقتضاب : البنات ..بالداخل ..
تمايلت في وقفتها وقالت بعتاب : افا يا ولد الخاله .. لها الدرجه ماتطيق حتى ترد علي ..
عدل شماغه و اعطاها ظهره وقال : عسى ماشر يافاتن ..اهلك فيهم شيء
تململت في وقفتها وقالت : لا مافينا الا العافيه ..
دخل السياره وحركها .. وقال بصوت متذمر عالي : الحمدلله ..

سمع طرق على الباب ... وبدون إلتفاته منه رد : ادخل ياطلال ..
دخل ..وقال بإبتسامه : ينفع ناصر ..
إلتفت مطلق واشار بيده وهو يرجع لكرسيه : هلا ناصر ... حياك .
صافحه بقوه وقال : دقيت على جوالك ..لقيته مغلق .. قلت لازم ازورك .
ابتسم مطلق : نسيته في البيت .. .. إلا قول انت ماعندك دوام ..؟ كل يوم والثاني راز وجهك عندي ..
ناصر بضحكه : ماعليه بمشيها لك .. الا عن دوامي .ماخذ اجازه ... بالله كيف واحد يدور على عروسه
وهو مشغول طول الوقت ..
طالعه مطلق بغرابه وقال : ليه وانت مضيعها في صحراء ..
ناصر : لا .. سكت للحظه تفكير وبعدها قال بحماس : مطلق .. انت تعرف قصه سندريلا ..
مطلق : اهااا ... اكيد من القصص المصوره من بنات اختي ... وابتسم
كمل : شفت كيف الامير كان ضايع ومايعرف عن سندريللا شيء .. لكن استدل عنها عن طريق ....
انتظر لحظه علشان مطلق يكمل عنه ..فهز رأسه بيأس وقال : الحذاء
استرخى مطلق مكانه ويده على ذقنه ..يطالع صاحبه بعمق فسأل بهدوء : ناصر .. انا اللي اعرفه ومتأكد منه
إن الامراض النفسيه ما تنتقل بالعدوى ...
ناصر : مطلق .. عن المسخره .. انا اتكلم جد .. انا مااعرف العروس لكن اعرف انها مقاس الحذاء اللي تلبسها
رقمه 37
ضحك مطلق بإنفعال ولاول مره يخرج من رزانته .. ومال على المكتب والابتسامه مرسومه على شفاته
وقال : ناصر .. انت تتكلم من عقلك ... اختفت الابتسامه لما شاف الاصرار على وجهه
وبهدوء : ناصر ..
رد ناصر عليه : انا اتكلم من اعماق عقلي ...
: حذاء يا ناصر ..حذاء .. الناس يستدلون عن طريق عنوان .. لقب .. اسم .. رقم لكن اما حذاء فهذي ما تتصدق ..
وقف ناصر وقال بإهتمام : ادري السالفه غير معقوله ..
مطلق : قول مستحيل ..
تنهد ناصر وكمل : لو حصرت المنطقه اللي كانت فيها و كمان لاتنسى المقاس ..
مطلق : طيب .. خليني اخذك على قد تفكيرك ... انت تقول المنطقه .. كيف يعني ؟ بتتحط اعلان في الجريده
بالخط العريض " البحث عن سندريللا سعوديه الجنسيه .. مقاس حذاءها 37 . "
ناصر : لا.. المكان هو بيتك ...
طالعه مطلق بغضب وانتظر تعقيب ناصر لكنه رد : ناصر .. تراني اعطيتك وجه ..
وتعال قولي قبل كل شيء انت من وين اخذت مقاس الحذاء و كيف عرفت البنت من الاساس ..
ابتسم ناصر بتوتر وقال : لايروح تفكيرك بعيد ..
مطلق : وليش ؟ ...
ناصر ببعض الخوف : مطلق لاتزعل مني .. لكني اصطدمت في البنت في حديقتكم .. ..
والله ثم والله ماصار شيء بيننا غير هالموقف ..
مطلق : واخذت عقلك من اول نظره ..
تنهد ناصر وجلس بإسترخاء : انا اكلفك بالمهمه ..
مطلق بإبتسامه : لا ..ارجوك ... ايش الشرف هذا يعني انا صرت الخادم الخاص بالامير ...
ناصر : مطلق .. هذا بالنسبه لي حلم .. المهم انك تعرف من كان موجود ساعتها ...
مطلق بتفهم ..دار حول المكتب وجلس مقابله وقال : ياخوي .. لا تطير بأفكارك بعيد.. وفكر بعقلانيه ..
تخيل لو انها مثلا مرتبطه ... فكر من جديد وتمهل انت ماتعرف عنها الا مقاس فقط .. يعني لو الجميع
الموجود كان لابس نفس المقاس .. كيف بتلقاها ؟
اخذ نفس طويل وتنهد بيأس : شكلي تأثرت بقصه سندريللا .. .
ضحك وكمل : . السموحه يامطلق .. اخطأت في حقك وحق اهل بيتك
وقف و تحرك بتوتر وقال : انا استأذن .. بقطع اجازتي .. اكيد في مرضى يحتاجوني ..
وخرج بسرعه ... دون اي كلمه
مسح جبينه و عقله يرجع خطوات ناصر الواسعه .. وهمس لنفسه .. سندريللا .. ابتسم بحزن على حاله ناصر
وكمان على حالته .. يدورون في متاهه يعرفون طريقه الخروج لكن يرفضون الخلاص بمحض ارادتهم .


**************************



رغم استلقائها طوال فتره الصبح وانها ماعرفت طعم النوم ولاالراحه ..بسبب ضجه الافكار داخل عقلها الصغير ..
الصوره الثابته لفاتن و مطلق .. تزعج اعصابها .. وكأن شيء ساخن يكوي قلبها و يلهب انفاسها ..
تجاهلت اتصال مطلق ..رغم كل محاولاتها في كبح غضبها الا انها ماقدرت .. كيف تنسى وكلمات فاتن ترن في راسها
تقول انها كانت خطيبته و تستفزني في سلطان ؟
توضت وصلت الظهر و رجعت لسريرها وكأنها تطبق المقوله اذا كثرت همومك نام ... ليست لديها اي رغبه
في المواجهه حاليا على الاقل حتى تجيد التصرف في القادم ...
لكن قلبها ينبض بقسوه .. و وخز مؤلم يزعج عيناها .. تريد البكاء بسبب او بدونه ..
دفنت رأسها في المخده ... واشجهت بالبكاء ... ليش كل هذا ؟ سألت نفسها وجاوبت بصوت عالي
احبه .. والله احبه .. ضربت بقبضتها المخده وتداعت لديها الحواجز كلها في الاعتراف على الاقل لنفسها
هذا هو جرحها ..قلبها الذي هوى لقاع الحب .. قد سكرت بمشاعر الهوى حتى ثملت و لم تعر لعقلها اي اهميه ..
وليتها فعلت .. ؟ فـ فاتن قد رشت الملح على الجراح .. و سببت لها الاذى ..
دخلت سمر دون استئذان ..وقالت بإندفاع : ليلى ... ويش رايك نطلب غدا من برا ؟
مسحت دموعها بسرعه .. و قالت بصوت ناعس : ابغى انام ياسمر ..
سمر بشك: ليلى .. غريبه ماهي عادتك.. . لايكون تعبانه
ليلى : مافيني شي.. لو سمحت ياسمر اطلعي واتركيني .
سمر بهدوء : على راحتك .. وخرجت بهدوء ..
قامت ليلى منزعجه و دخلت الحمام تغسل وجهها... تأملت وجهها في المراه
عيونها حمراء ومنتفخه ... وباين عليها الضيق ..
نشفت وجهها .. و طلعت ..وبدون انتباه منها اصطدمت في اللي قدامها ..
اهتزت مكانها ... فحست نفسها في احضان دافئه ...عرفت قسوتها المنحوته ..فيما سبق كانت
ستدفئها بل هي الان استحالت قطعه من الثلج ..
شالت نفسها بصعوبه .. لكن يديه تحيط بكتوفها ..
خرج صوته بعمق : عسى ماشر .. سمر تقول انك تعبانه ؟
تنحنحت ليخرج صوتها طبيعي : مافيني شيء..
رفع رأسها فأرتعشت اطرافها لحده نظراته المتفحصه : شكلك يوحي بأنه في شيء ... ؟ حتى اتصالي مارديت عليه
وجوالك مغلق ؟ ممكن اعرف الاسباب ..
انسلت من بين يديه و تشاغلت بشعرها .. حاولت تخفي الارتعاشه في صوتها : مافي اسباب ..
تأملها بدقه .. رمى بشماغه .. على طرف السرير وقال بهدوء مبطن بغضب لايريد ان يظهره
: مااظن اعتكافك في غرفتك و عدم الرد على اتصالاتي .. كذا بدون سبب .
اخذت نفس طويل وردت : مافيني شيء.. كم مره تبيني اقولها لك علشان تفهمها ..
اهتزت اطرافها ... فضمت نفسها بطريقه دفاعيه ..نظرته الغاضبه اتحدت مع حاجبيه المتقوسين
اتخذ نفس وضعيتها محاولا ان يظهر قدرته على الاحتمال ..: لا واضح .. ..في الصبح ماكان فيك اي شي
والحين تبكين .. بتقولي مافيك شيء..
سرحت شعرها بعصبيه .. متجاهله الغضب داخلها.. فسحب يدها بغلظه .. مع بعض خصلات شعرها
تألمت منه لكن نسيت الالم كله ..بنظره من عيونه ..
: اكره اي شخص يتجاهلني ... تراني زهقت من مزاجيتك ..تعبانه مصدعه مافيك شي ..تبكين ..تخفين عني
اسرارك ..إلا انك تتجاهليني ..قوليها بالصريح .. ماابغاك .
شدت على فكها .. و ماقدرت تتكلم او تنطق ... حاسه بنفسها محشوره في زاويه .. ضاعت في كلامه
ونظره عيونه المرهقه .. ترك يدها بإستحقار واضح .. قدرت تشوفه بدقه ..فتهشم قلبها بنظرته القاسيه
ادار ظهره لها وكأنه تجرع المراره و قرأ ردها في تعابير وجهها ..
جفل لما سمع صوتها ..
: اكيد بتكون زهقت مني .. مادام شفت ست الحسن والدلال فاتن.. حنيت للماضي ...
توقف مكانه والتفت.. وطالعها بعيونه ضيقه .. ارتعاشه جسمها الواضح وتهدج صوتها وانفاسها الطويله اللاهثه
قدره كبيره ..لم تستطع احتمالها .
غمض عيونه بعدم تصديق وقال : انت ايش قاعده تقولين ؟
تحركت بسرعه من قدامه ..دخلت الحمام و قفلت الباب ..
دق الباب بهدوء ..
: ليلى .. افتحي الباب .
انتظر للحظه ..دق الباب بقوه اكبر لكن لارد ..
: ليلى اقولك افتحي الباب لاكسره على راسك ..
تنهد بتعب .. لكن انتبه لكلماتها ..فاتن والماضي ..ايش قصدها ؟
لايكون شافتنا مع بعض .. طيب وقفتنا جدا عاديه ..
خرج من الغرفه .. و جلس على الكنبه بتعب .. اصلا جيته بدري كله عشانها
لكن يبدو انه قرار خاطئ جديد في قائمه اخطائه .. شد على شعره. وكأنه عجز عن الحلول ..
طلع بسرعه .. قابلته سمر ..
مطلق :سمر .. ابسألك سؤال ؟
سمر بإبتسامه : انت تأمر امر .. مو بس سؤال ؟
سحبها من يدها وقال بهدوء : فاتن قعدت مع ليلى اليوم ....
سمر بإستغراب : والله ماادري .. انا كنت نايمه .. اسأل اريام هي الاقرب لها ... طيب ليش تسأل
لايكون العقربه سوت شيء ؟
دفعها برفق .. و دخل حجره اريام بدون استئذان ..
قامت اريام مرعوبه وقالت بخوف : مطلق ..بسم الله وشفيكم ؟
مطلق بسرعه : فاتن قعدت مع ليلى
اريام بشك : ليش تسأل ؟
بحده : انتي ردي علي ؟
: طيب انت اهدأ ... هي زارتنا في الصبح و قعدوا مع بعض لكن ماادري عنهم ..لاني ماكنت معهم ..
تأفف وقال بعصبيه : هذي البنت ماتترك حركاتها البايخه ..
اريام : وشفيه يا مطلق ؟ قولي يمكن القى حل ..
بدون انتباه قال بعصبيه : اذا فهمت راح افهمك .. المدام زعلانه و تبكي .. وتقول فاتن وانا اساساً مو فاهم
السالفه ..
عضت اريام على شفاتها بحزن على حال اخوها وقالت : تعوذ من الشيطان .. على كل حال انت ويش دراك انها
زارتنا اليوم .
: لاني تصبحت على وجهها ..
ابتسمت اريام من شكل اخوها .. لكن مسحت ابتسامتها فور نظراته الموجهه لها ..
قالت بهدوء : رغم اني مااعرف ايش اللي جرى بينهم .. لكن انا متأاكده انها شافتك معها ....
يااخي هذي غيره النسوان وصراحه من حقها ..
ضحك بفراغ .. لكن وقع هالكلمه ردت له الروح .. حس ان طاقته قد عبئت من جديد وانه انتعش فجأه
شد من طوله وقال بتهديد : قولي لبنت خالك تحشم حالها و تحترم نفسها .. تراني ماسك نفسي عنها ..
انا مو ناقص مشاكل اللي فيني يكفيني .

وخرج بسرعه .. دخلت سمر بعده على طول ..
سمر : اريام شو القصه ؟
اريام : مافي شيء ..
سمر : لا والله .. كل هذا وتقولين مافي شي..اخوك معصب من العقربه اللي ماتتسمى ..
اريام : خلاص ..لاتكبرين السالفه .. ليلى زودتها من عندها ..مالها داعي الغيره
سمر بضحكه : ليلى تغار من فاتن .. ليش ؟ مافي مقارنه
: لا يا ذكيه . .. مطلق اكبر مقارنه بينهم ..
: لايكون حاطه عينها على مطلق والله ثم والله لافقع عيونها اللي ماتستحي ..
اريام ببرود : انتهى الموضوع .
ضحكت سمر .. وقالت بهدوء : تقولين ان ليلى زودتها لما حست بالغيره .. ماألومك لانك ماتعرفين
ان الغيره اكبر دليل على الحب .. فتحت الباب وكملت بصدق : الله يسعدك يامطلق ..
طالعت اريام الفراغ خلف سمر .. واصداء الكلمه توجد في النفس عمقاً ..
فابتسمت .. لوقع الحب الذي تنقر بعض كلماته بعيدا عن قصور الجليد التي تعتليها .


****************************



لاتدري كم مر عليها وهي في الحمام .. تعرف انه اسوأ مكان في العالم احد يفضي مشاعره فيه
لكنها تعبت .. و مااحتملت كلماته القاسيه .. زهق مني .. و مزاجيه .. كله منه هو خلاني بدون عقل ..
تأملت وجهها و فزعت منه .. وجهها شاحب و عيونها منفخه حمراء ..
خرجت بسلام .. قفلت الانوار و نامت في فراشها .. اغمضت عيونها بسرعه ..
طاقتها كلها نفذت في البكاء ... فغطت في النوم مباشره .. و ماانتبهت لمطلق لحظه دخوله..
تنهد بتعب و كأنه يحتاج لسرير كبير يضم متاعبه كلها ... اقترب من سريرها .. طالع شكلها
رفع خصله من شعرها .. و عرج بأصبعه على صفحه وجهها وابتسم ...
ماقدر يصدق انها تغار عليه و من مين ؟ من فاتن ..
ليش حس بالفخر وانه سيد المكان والزمان فجأه ... وان قلبه يدق بجنون غير معتاد
رغم كل شيء إلا و قدر يتصرف بحكمه معها ..
كانت مخطئه في اعتقادها لكن بعض المشاعر تحرك العقل والقلب معاً..
الغيره .. الغيره ..ابتسم و هز رأسه بهدوء ..
غير معتاد للجاذبيه القصوى و لفت الانتباه .. او تسليط الاضواء عليه فيكون محور اهتمام احدهم
بصوره غريبه .. .. و نتاج كل هذا لايجيد التصرف وفق تلك المتغيرات ..
خرج بهدوء مثلما دخل و اعتكف مكتبه الخاص... لعل السكينه و الهدوء تجعله يهتدي للطريق الصحيح ..
دق على ناصر .. لكن مايرد عليه ..
حس بتأنيب الضمير لانه خيب امله فيه .. لكن الامال المعلقه لاتجلب سوى الهموم ..
وهو انسان جدي حتى النخاع ..صعب يتعايش مع الاوهام ويعتبرها حقيقه او حتى يحولها لواقع ..
استرخى على الكنبه الجلديه ... و غمض عيونه .. و كأنه في حلم بالامس كانت تنام بين احضانه هانئه
وعندما اعتقد ان الغمامه انجلت من امامهم .. عادت سحابه سوداء تضللهم و يبدو ان امطارها موسميه
طويله الامد... غلبه النعاس بعد عسره نوم .. و تمسك به حتى النهايه .. لعله ينشد الراحه الدفينه في اعماقه
...



**************************


كانت تمشى بصعوبه .. اليوم حاسه نفسها مكسره و تعبانه .. شكلها مسخنه
ولا انتقلت العدوى من ام سعد .. كل وقتها تعتني فيها و تهتم في البيت ..
حتى يمكن تنام عندها الليله اذا سمح لها اخوها صالح ..
شدت عباتها على راسها .. ومشت متعثره .. سلكت الطريق الثاني ناحيه بيتها..
رغم انه اصعب لكن اسرع ..وهالوقت يكون الرجال خرجوا لصلاه العصر وهي ماتبي احد يشوفها.
استندت على الجدار جنبها .. ماتقدر تبصر قدامها و كأنه في ظلال على عيونها ...
جلست شوي تاخذ نفسها .. همست بصوت متعب لنفسها : الله يسامحك يا سعد ..
ارتعش جسدها .. ودمعت عيونها ..يبدو ان الحمى اصابتها ..
بالكاد قدرت تميز صوت خطوات تتجه نحوها ..رفعت راسها وهي توقف بصعوبه ..
شافت سحابه بيضاء تتجه نحوها .. فثقل جسمها و ماقدرت تصمد اكثر ..فأغمى عليها ..
عقلها الباطن كان يصرخ .. قومي .. يانجمه .. قومي لكن طاقتها كلها مستنفذه ..
وكأنها حست انها في نعيم دافئ و ظلت نايمه ..
اقترب منها ..بهدوء و الخوف دب في اوصاله وهو ابن الثلاثين لكن موقف كهذا سيجعل الاخرين
يفكرون في ثالث اثنين .. امتدت يده برعب للجسد المسجى امامه ..التفت حوله ..
جلس بالقرب منها ..ونادى بصوته المرتجف : يابنت .. انت بخير ؟
لكن لارد ..صوت همهمات متعبه .. وانفاس مكتومه ..
طالع خلفه بخوف وهز كتفها : يابنت الناس ..قومي الله يستر عليك ..
استشعر الحراره المشتعله من خلال عباتها ..رفع يده بسرعه .. وقام مثل الملسوع
لا حول ولاقوه الابالله ... ويش السواه الحين ؟ يارب سترك ..
يعني اتركها .. لكن البنت شكلها مريضه ..
رجع وجثى على ركبته .. وبدون تفكير رفع طرف الثوب الملتصق بسبب العرق عن وجهها ...
لغايه انها تتنفس وما تختنق ..شهق بذعر مثل طفل .. و رجع وقف بقله حيله .. عرفها
مشى كم خطوه للخلف لكنه رجع مره ثانيه ... وبعزم رجل مضطرب يحاول يلقى حل ..
نادى بهمس : نجمه .. نجمه .. قومي ..
نفس الهمهات نتيجه المرض .. يالله ارحمني البنت مريضه .. افضل ان المكان شبه مقطوع ومايمر منه احد ..
لف الشماغ حول وجهه .. و عبس لافكاره الغريبه ..وبدون تروي انسلت يديه بين ثنايا جسدها فارتعش جسده ..
كانت خفيفه .. تعوذ من الشيطان واستغفر الله في كل خطوه ..يخطوها ناحيه بيتها من الجهه الخلفيه ..
و جزم انه في حياته ماراح ينسى تنهيداتها الطويله المتعبه وانفاسها القصيره المتلاحقه .. او حتى حراره جسدها
التي انتقلت اليه ..
وصل لجهه البيت من الخلف ... الباب الصغير مؤدي لحوش الغنم .. ريحها على العتبه بأنفاس مقطوعه
من الخوف والتوتر تأمل وجهها لفتره وغطاها .. دق الباب بقوه ... ورجع طريقه .. على امل انه احد
يفتح الباب .. وتنهد براحه لما فتح صالح .. وصراحه مايلومه لما تفاجئ في اخته ..
تنهد براحه وهو يشيلها ويدخلها البيت وضم نفسه وكأنه مصاب بعدوى الحمى ..
استدار راجع بسرعه لما سمع اقامه الصلاه ...لكن الصدمه ارتسمت على وجهه كطفل في السادسه من عمره
و بحده تخترق حاسه السمع لديه فخرجت من عمق الغرابه : سعود ..
جمد مكانه فاغرا فاهه .. لم يستطع التفوه بكلمه .. شعر ان مايخرج من فمه سوى هواء ..
فهمس بصوت مرتجف يكاد يسمع : جدي ...
وابتلع نصف الكلمات بنظره صارمه من جده ... مسح على وجهه .. بيأس وكل اللوم على نجمه
المره الاولى مرت على خير ..وهالمره من قال لي امر من هنا وألمحك ...
رفع يديه بطريقه دفاعيه وقال برجاء : جدي لاتفهمني غلط ..
ارتفعت يد الجد بصرامه وقال : في البيت تفهمني الصح .. ومشى بخطواته الواثقه
وترك سعود يغوص في مواجهه المجهول ...


*********************


قامت مفزوعه من النوم .. الغرفه مظلمه .. دورت على الساعه بعشوائيه ..
شهقت لماشافت الساعه تعدت الخامسه مساءاً... قامت وبدون انتباه صدمت ساقها في كرسي التسريحه ..
وكملت طريقها تعرج .. توضت وغيرت ملابسها .. صلت العصر و انتظرت حتى اذن المغرب .. واستغلت
الوقت في الاستغفار ... ريحت نفسها لما حست بالالم في ساقها ..
انفتح الباب ..ودخلت سمر ..
سمر بإبتسامه : ليلى .. تسمحين لي ادخل ؟
استدارت لها ليلى بإبتسامه صافيه : تعالي .. حياك ..
جلست جنبها وسألتها بإهتمام واضح : وينك اليوم بطوله ماشفناك ؟ عسى ماشر يا ليلى لايكون متضايقه منا .؟
مسكت يدها وقالت : آفااا يا سمر ..ليش تقولي كذا ؟ والله لوما انا تعبانه ...كنت نزلت ..
: سلامتك ان شاء الله .. والله انها عين ماصلت على النبي ..
ابتسمت ليلى وقالت : الله يسلمك من كل شر .. ويش رايك نسوي مكرونه بالباشميل والله نفسي فيها ..
سمر : جبتيها على الجرح .. ياني مشتهيتها ..
ضربتها ليلى بخفه : وانا اقول .. هالادب مو لله ...إلا علشان بطنك ..
: لاوالله حرام تقولي كذا .. بالفعل فاقدينك .. انت والاخ مطلق .. سكتت للحظه وبعدها كملت بحزن :
صراحه ماودي ادخل في حياتكم .. لكن حالكم بالمره ماهو عاجبني .. ولا عاجب احد .. ادري بتقولين انا صغيره
ومااعرف شي ... لكن اللي اعرفه ان الشي اللي ملكي ويخصني ماراح استغني عنه مهما يصير ..
ابتسمت ليلى بخيبه وقالت بهدوء : طيب هو اذا استغنى عنك ..
دخل مطلق فجأه .. ونقل بصره بين الثنتين ..ابتسمت سمر بخجل تحت نظرته الغامضه
: هلا مطلق ... كنت جايه اقول لليلى بنسوي مكرونه بالباشميل ..
ركز نظره على ليلى اللي تشاغلت بالمصحف .. وقال بإبتسامه : وانا اقول ليش الجناح منور .
وقفت سمر و ابتسمت : الله يخليك .. صراحه مااصدق مطلق الغانم يقول كذا ... لا لا ..
ضحك مطلق و قال : خلاص .. تبيني اسحبها ؟
سمر : لا دخليك لاتسحبها .. خليني اخرج بنوري احسن ما تتراجع .. طلعت بسرعه وهي تضحك ..
تعلقت نظراتهم مع بعض فاختفت ابتسامتها وصدت عنه .. تجهم وقال بغضب مكتوم ...
: اذا كنتي بتستمرين في هالحاله .. قولي لي علشان اخذ احتياطاتي ..
بهدوء همست له : خذها احد منعك ؟
ابتسم واستمتع على الاقل بالحوار الجاف بينهم .. : ولا تزعلين بعدين ؟
طالعته وقالت برعشه : وليش ازعل ...؟
هز اكتافه بدون اهتمام وقال : صحيح ليش تزعلين .. على العموم كل واحد يسوي اللي يبيه او يفكر في اللي يبيه ...
ألجم لسانه على اثر تعابير وجهها المصدومه...
شهقت بخوف وتسمرت نظراتها عليه ...كرهت ضعفها و الدموع بدون معنى ... لكن احساس بالاختناق
يهددها .. هو يهددها .. كان صريحا بما فيه الكفايه .. ؟ ليطوقها بقيود تعسفيه تخنقها حتى تموت ..
لما هو اصبح نقطه ضعفها التي تنهش روحها بدون رأفه ... لما لايشعر بما في قلبها ؟
... لما يعجز لسانها عن الصراخ .. اي حماقه تلك التي يرتكبها
لاحظ ارتعاشه اصابعها .. و تهيج بشرتها ..
حركت يدها بعشوائيه : اتركني لحالي .
جاوبها بحده : ماراح اترك لحالك ..فاهمه .
طالعته بعيون دامعه : قلت لك من قبل اتركني لحالي .. لكن مافهمت .. خليني اروح ..وخذ اللي تبيها ..
برق الغضب في عيونه ورجع مسيطر و متحدي بقوه .. مسكها من كتوفها وهزها بتعنيف
: ليش ماتفهمين ..؟ اللي تبينه من سابع المستحيلات ..
وقف وكمل بعصبيه : انا صبرت عليك طويل .. لكن يبدو ان الصبر مافيه فايده معك .. كان لازم علي
ان احط النقاط على الحروف من البدايه ..
ااتصلت عيونهم بتلك الوتيره المتفاوته مابين الهدوء والاثاره والصخب في الهواء المبعثر من انفاسهم
زفر براحه بعد اللي قاله .. وكأن شيء جاثم على صدره .. ارتفع الاذان في المكان ليعلن حاله من الهدنه
فخرج بسرعه ... وهي تدثرت من جديد بحاله من السلام ..بين يدي الرحمن.. توجهت إليه بقلب صادق
مبعده ذاك عن قلبها و عقلها للحظات تنشد فيها البارئ .. وتدعوه ان ينعم عليها براحه البال ..


اخذ زاويته البعيده .. بعدما قضى وقته في السخافات .. .. جلس في مكانه الفارغ وحده
وتذكر نفسه قبل الزواج .. مافي شيء تغير .. الحال نفس الحال .. ماتغير شيء سوى ان عقله
امتلأبالامور الغير مهمه .. او المهمه في تصور الاخرين و اخفاها هو ... تحت مسمى ما لا يجدر بنا
ان تعيقنا مثل هذه الامور في حياتنا ...
الهواء عليل و المكان هادئ .. لكن اللي يزعجه هو دقات قلبه القويه .. وانفعالاته التي يسيطر عليها بصعوبه
دخل البيت لما حس بلسعه البروده ... كان وده يبقى لفتره اطول خارج البيت .. حتى لما انتهى من صلاه
العشاء بقي في المسجد ...
استقبلته سمر : هلا مطلق ... تعال تعشى معنا ..
: ومن معك ؟
ابتسمت : معاي انا وليلى ... اريام راحت عن فاتن .. ومافي الا نحن ..
سألها بعدما رمى بنظره لليلى من خلفها : وامي وينها ؟
: في غرفتها .. ليلى طلعت لها عشاها ... تعال انت ماودك تتعشى ؟
رمى بشماغه بدون اهتمام ومشى ناحيه الطاوله : مالي نفس في الاكل رغم اني ميت من الجوع
: اقول تعال .. تراني مسويه لك مكرونه تاكل صوابعك وراها ..
ضحك بخفه وهو يجلس في مكانه المعتاد : خليني اشوف ابداعاتك ..
شم ريحه عطرها ..وهي تقترب .. فتجرع كوب الماء اللي قدامه دفعه واحده مدعي عدم الانتباه لها ..
جلست على مضض بعدما شافته جالس ... وان حبت تتراجع إلا ان الوقت فات على التراجع ..
بدى الجميع يأكل بصمت .. طالعتهم سمر بشك وبعدها قالت : صراحه ..ذكرتوني بفيلم كنت تفرجته زمان
بلعت لقمتها الكبيره وكملت : عن بيت اشباح ..
ابتسم مطلق وهو يدفع صحنه قدامه: ماشاء الله تذكرت فيلم ولاتذكرت ان من اداب الطعام انك ما تاكلين
وفمك مليان ..
ابتسمت ليلى .. لتعابير سمر المتذمره .. وانتبهت لصحنه اللي ماكمله .. طالعته بسرعه فلاحظت شروده
لكن رجع بعدما ابتسم لسمر وقال : يعطيك العافيه ... تسلم يدك يا سموره ..
ابتسمت بخبث : بالهناء والعافيه .. الكذب خيبه صراحه .. انا ساهمت فقط في التقطيع لكن كل هذا
نفس ليلى في الطبخ .
وقف ..و رجع الكرسي لمكانه وقال بتمهل مع ابتسامه غامضه : رغم انها ماعجبتني كثير .. لكن يعطيك العافيه
ضربه تحت الحزام اراد بها الانتقام و رد جزء قليلا مما سببته له ..
غطت سمر عيونها بخيبه امل ... و عظت ليلى شفاتها السفلى بشده ..لكنها قدرت تبتسم بغيظ على الاقل في وجهه
وردت بهدوء : بالعافيه عليك ..
استمر في تحديقه لها .. مع ابتسامته و هدوء اعصابه ..فغمز لها بعينه كأشاره انتصار .. وطلع بسرعه
تحجرت مكانها وماحست الا بسمر تهزها من اكتافها ..
سمر بإبتسامه مشجعه : انا متأكده انه كان يمزح ..
هزت راسها بدون مبالاه وقالت مدعيه : ماعليك ... اساسا مازعلت ..انا عارفه انه يمزح .
: انا جدا اسفه ... ماكنت ..
هتفت ليلى بجديه وهي توقف : بنت ..خلاص ..اسمعي ويش رايك نشوف شيء نسهرعليه؟ ترى سهرتنا في اولها ؟
ضحكت سمر و سحبتها من يدها : اوكي .. نشوف فيلم رومانسي هادئ ..
فكرت ليلى وضحكت هذا اللي ناقض ..رومانسيه في غمره احزانها او لا ليست كذلك بل عواصفها الدخيله
لاتعلم كم من الوقت مضى عليها وهي تحدق في اشخاص ولاتعلم ماهي الكلمات التي يتفوهون بها ..
موسيقى حزينه تعيد لها نغمه الذكريات المزعجه ..

دخلت حجرتها بعدما مرت بنظراتها على حجرته .. الانوار مطفيه اكيد في سابع نومه ..
رفعت يديها فجأه لنفسها وهمست كوابيس مزعجه يارب ..اخذت لها دوش سريع ..
وقفت قدام المرايه .. حست بالانتعاش .كريم معطر .. ومياه دافئه و هدوء مريح ..رغم الاعاصير داخلها ..
لكن اليوم بالتحديد عدم قدرتها على المواصله في التفكير نحو منحدر هائل ..
لفت جسمها بمنشفه كبيره .. وخرجت ..فتحت دولابها ..فأخذت اول بيجامه لمستها .. وتوقفت للحظه
تفكر ..جلست على كرسي التسريحه ... وكأنها تعبت من التمثيل مع نفسها ..تمشى و تضحك وتبتسم
وهي شديده الاسى و تعيسه للغايه ... دعكت جبينها وكأن محتاره ؟ وسمعت افكارها داخلها
الى متى بتستمر الحاله ؟ ليش انتي خسرانه في كل الحالات ؟ حتى بدون محاوله
تقتنعين بأنك خسرانه ..وتنسحبين بعد اول جوله .. احتدت اعصابها حتى كادت عروقها تنفجر من شده الضغط
رمت بنظره عابره على نفسها .. مهمشه و محطمه كعادتها الحياة معها .. لكن الحياه معه تختلف
هناك شيء يدفعها ان تحفظ كينونتها داخل روحها وتغامر بمشاعرها ..
بخطوات ثابته و عنيده عن اي فكره دخيله ..دخلت حجرته وفتحت النور .. فقفز من مكانه وكأن استشعر
بوجود الخطر من حوله ...
تأمل وقفتها و المنشفه الملتفه حولها .. بلع ريقه بصعوبه وكأن قدام امتحان صعب .. ماقدر يتكلم وكأن لسانه انربط
عقدت يديها بشده .. طريقه دفاعيه تسترد فيها رباطه جأشها وتوسلت افكارها انها ماتخرج عن الترتيب داخل عقلها
اخذت نفس عميق وقالت : .. لاتعتقد اني راضيه عن الحاله اللي وصلنا لها ... على الرغم من كل شيء
والبدايه السيئه لزواجنا .. انا يهمني اني اكون سعيده او على الاقل راضيه عن حياتي ... انت ماتهتم في شيء
اعتدل في جلسته بدون كلمه و بدى مستمتع بالاصغاء والتأمل فقط .. رغم ارتعاشاتها التي تخللت صوتها الا انها كملت
بجديه : وعلشان ارتاح لازم اعرف من تكون فاتن بالنسبه لك ؟ وقفتك معها اليوم الصبح ازعجتني .. و كلامها عنكم
خلاني اكرهك .. تفهم ايش يعني اكرهك ...
وقف ..فتراجعت للخلف كحصانه وشمخت برأسها بعزم زائف وهي ترتعد كقطه محشوره في زاويه ..
قال بهدوء : كل للي يدور في راسك ماله داعي ... حلو انك تكونين صريحه بدل اللف والدوران من الصبح
فاتن محسوبه علي كصله قرابه فقط .. ولاتدخليني في كلام ماله داعي .. وساعه شفتينا واقفين مع بعض ليش ما تدخلت
المواقف تحسم ساعتها و إلا مالها داعي تراجعينها حتى في ذاكرتك ..
ارتعشت اطرافها .. اعلنت افكارها الانسحاب عن قناعه .. عدم القدره على المجابهه والتحدي .. و طول الصبر
ليست من ضمن صفاتها .. كلماتها لاتجعلها مرتاحه .. بل لايبذل اي جهد في ازاحه تلك الشكوك عن رأسها
يبدو واثقا من نفسه ... بهدوء يخبرها ان تلك لاتعني له شيئا لكن لما لايقول و يصرح بذلك بجديه تقنعها...
تأمل اسفل رقبتها حتى عرق النبض الواضح اعلاه .. وحتى ملامحها البريئه .. وابتسم لفكرته السابقه
" لبوة في جسم عصفور "
همست بإنزعاج : ليش انت بارد كذا ؟ اقل شيء انك تسويه هو انك تعتذر عن طريقتك الفظه
واللامبالاه الواضحه معي ؟
بإدعاء زائف اشار لنفسه : أنا؟ شكلك يامدام حامله علي .
تهدج صوتها وكأنها فقدت القدره على الاحتمال اكثر : اكيد حامله عليك ..
مسحت وجهها بيأس وكملت : ليش اتكلم معك .؟ الكلام معك مافيه فائده ..
خرجت بسرعه تسابق خطواتها .. مالحقت تشوف رده فعله ..
يكفيها الرجفه التي اصابتها والقوه التي هدت حبائل التحمل عندها وهددت مكامن صبرها ...
قفلت الباب بقوه وكأنها تستقوي على الجماد ..
لبست بيجامتها .. بسرعه و حذرت نفسها من انها تبكي .. دموعها من اجل واحد مايستاهل
فهي مضيعه للوقت وهدر للمشاعر وان كانت صادقه ..
سمعت صوت القفل في الباب .. فشهقت لما شافته قدامها ..
ارتفع صوتها بحده : انا تعبانه ومصدعه ..
رد بهدوء : ليش ماكان عندك صداع ساعه دخلتي علي حجرتي ؟
اختنقت بكلماتها لما لاحظت انه يفك ازرار بلوزه البيجاما .. فانتبهت بأنها كانت في مأزق كبير ..
صحت الوحش النايم داخله .. رمى البيجاما بعشوائيه .. وعيونه تبتسم بغموض ..
نطقت بهدوء وخوف : مطلق .. ويش تبي مني بالتحديد ؟
ببرود : ما ودي غير اني انام .. فكرت لا اكتشفت يامدام ان نومه الكنبه تجيب الروماتزيوم المبكر ... وثانيا
ااستنتجت بعد التجربه الفعليه انك تتوهمين اشياء مالها داعي ولازم اكون موجود علشان اطيرها من دماغك .. وابتسم بإحتيال
حاولت تغطي نفسها في الجزء المكشوف .. اخذت المنشفه واعتراها الخجل تحت نظراته وضاعت الجلاده والصبر
وكل المفاهيم اللي دارت في عقلها قبل دقائق ..
اخذت الطرف الثاني في السرير تخفي نفسها وبدون كلمه اقتنعت بقراره ... وكأن فيها قوى مسيطره داخلها ..
غير الخجل الذي اكتسحها ...
ارتمى على فراشه و كأنه مستمتع بتعذيبها .. لن تمر هذه الدقائق بسهوله .. سيتذكرها دائما .. منحته شعورا
كاسحا لايفهمه فقط بل يجهله .. منذ دخولها العاصف بتلك الهيئه .. تخدرت قواه وخشعت مشاعره .. وانهار
عند باب المقاومه الزائفه ... وان جعلته يثور غضبا باطنا عليها وعلى افكارها السخيفه ..
جعلته يمشى على خيط رفيع من التحمل و المسايره ..من اجل ان يسير طريقه بثبات
ابتسم على شكلها الخجول .. استند على ذراعه وقال : بتظلين واقفه طول الليل .. تراني تعبان .. قفلي النور
ونامي .. .. استدار للجهه الثانيه وكمل : تراك امنه مني الليله ..
ارتجفت بخجل وهي تطالع صدره العاري .. و حقدت عليه .. قفلت النور على السريع ..
لانها اضطرت انها تمشي من قدامه ويشوف بيجامتها القصيره .. دخلت فراشها بخوف ..
وااخذت طرفها البعيد عنه .. فحاولت تغمض عيونها لعلها تنام ..لكنها اوجست السمع لتحركاته و لانفاسه
حتى شعرت به قربها ..قربها حيث هلاك عواطفها .. حيث سيطره جمدت خلاياها العصبيه .. و امتنع عقلها
عن التفكير .. والتحرك .. بل على العكس ادعت انها مجرد هواجس .. وان الخوف هو المسيطر الوحيد
على افكارها .. لكن كيف تنام او حتى تدعي النوم ؟ وانفاسه الحاره على رقبتها .. هبط قلبها لقاع المجهول
و تعالت انفاسها العميقه ... اغلقت عيونها و ادعت انها تحلم او تتوهم ...
لثم اعلى رقبتها ... وتدحرجت قبلاته حتى اعلى كتفها .. وعاد مجددا الى اذنها حيث همس برقه :
في كلمتين ازعجتني في كلامك لي .. اولها : انك تكرهيني ... رفع نفسه لاعلى وقبله وجنتها و كمل
: وثانيها ان الكلام معي مامنه فايده .. .. تمهل ثواني محدق في وجهها ..وفكر
لعبه خطيره يشدها بخيوط صبره الرقيقه ... ينتظر تلك الاشاره لينتهي من الحسم المبكر ..
في الظلام اخفى عليه قراءه عينيها .. لكن يقيس مدى مشاعرها برجفه جسدها ..
حرك وجهها ناحيته بدون تفتح عيونها وقال : قلتي انك حامله علي .. ماعندي مانع افتح معك دقيقه
صراحه و تقولي كل اللي داخلك .. .. ابتسم لشكلها وهي تحاول الهروب منه ..
فتحت عيونها .. و انبهرت بمدى قربه منها ..ففتحت فمها بترد لكنه كان اسرع منها فلثم انفاسها
بلطف... ارتفع وجهه المبتسم بعدها ليراقب رده فعلها الصامته : كنت اعرف انك بتقولين تعبانه ومالي شده
في الاخذ والعطا... وانا معك فيها .. على كل حال عندنا وقت طويل ..
استرخى جنبها .. مهمش ردودها و طريقه تصرفها اتجاهه .. لف ذراعه القويه حول خصرها
وهدأت انفاسه وكأن استغرق في النوم فجأه ...
بينما ليلى تنازع رغبتها في مهاجمته او المكوث في مقامها الحالي بهدوء و استقرار
لم تهدأ مشاعرها بعد ...كيف استطاع ان يقلب حالها ببساطه وكأن شيئا لم يكن قبل دقائق ؟
استطاع ان يطفئ ثورتها بأفعال لم تتوقعها منه في اوقات سابقه .. هدأت افكارها وابتسمت
ككل مره تكون فيها في احضانه .. همست برقه و كأنها تكلم نفسها : مطلق ..
جاوبها بهمهمه ناعسه .. .. ابتسمت وكملت : ماقصدت اقولك اني اكرهك ..
انتظرت ثواني لتسمع رده .. فلم يخب ظنها .. احتضنها اكثر ودفن وجهه في شعرها اكثر ..
فارتخت اعصابها المتوتره ورحبت بالنوم بعد طول شقاء ...



كلي شوق بأن ألقاكم في القادم ... الى ذلك الوقت كونوا بخير

كبرياء الج ــرح 22-12-10 01:46 AM




صباحاتكم هناء ... وسعاده .. آل ليلاس
الشكر الخالص لكل من دخل ورد على الروايه ..
ان شاء الله اكون عند حسن الظن ...


وإلى الملتقى القريب





البارت الثامن والعشرون :




:أتزوجها ..
ارتفع صوته بحده غير معتاده فوق راس جده .. وان بدى غير مصدق إلا ان تعابير الرجل الصارم اللي
جالس قدامه لا توحي الا بالعزم والصدق و الجديه ..
جلس جنب جده .. وقال بهدوء : جدي .. كل اللي سويته مقصدي وراه الخير ..
الجد بصرامه : طيب .. احسنت .. واللي قلت لك عنه مقصدي وراه خير .
بإنفعال : كيف خير وانت تقول اني اتزوجها ؟ يبه الله يخليك افهمني ... ماكان عندي حل ..
وقف الجد و ضرب بعصاه الارض بحده : الا كان عندك اكثر من حل .. شفت البنت و كشفت على محارم غيرك
ماترضاها لاختك يا ولد احمد ...
اقترب من جده و قال بصوت منخفض : يبه .. مافي احد شافني .. مريت بالصدفه كان بإمكان اي احد ان يعمل اللي عملته .
زجر بعصبيه : استحي على وجهك .. هذا وانت رجال ومتعلم .. تخاف الناس وماتخاف ربك ... لاتزيد علي ياولد
انا قلت كلمتي ..
وقف قدام جده : جدي ... لاتغصبني على وحده مابيها ...انا تكلمت مع جدتي عن ريهام بنت عمي .. و خطبتي
لنجمه بتخرب علي ..
: بنت عمك ماهي بايره ... وبكره نصيبها جاي ..
برجاء : لكن انا ابيها ..
توقف الزمن لبرهه .. وعاد للخلف للذكرى الماضيه .. ذكرى نفس الكلمه و المشاعر ..
ومثل الموقف لكن بإختلاف الاجيال .. وان صمد الاساس فالفروع ابت الا ان تهزها رياح الحياة ..
وتعيد ما يزيد شرخ القلب و يفتق جراح الماضي . .. وان اختلفت الظروف ... فللمواقف ثوابت
لا تتغير بمجرى الزمن ..
تهاوت عصاه على ارضه .. وابى ان يذل ظهره لانحناءه الزمن المتعجرف ..
وتساءل في نفسه ما نوع تلك الدماء التي صبها في في هذا و من قبله ذاك .. و مانوع العقاب التالي
هل سيكون بفقدانه ايضا ؟ لم يعد يقوى ان يفقد عزيز قلب ارهقته السنون و عسفت بأمره الذكريات
لكنه يأبى بعزم الرجال و بعناد الجبال ان تهزها الرياح ... ان يصرخ " ارحموا عزيز قوم ذل "
جلس على الكرسي ومازال حاجباه مرفوعان بهيبه وقوه وقال : قالها ابوك من قبلك ياولد احمد ...
دير ظهرك و اخرج من مجلسي ..
مسح وجهه بيده .. و واعترك مع الذكريات .. التي عاش اثارها حتى يومه هذا .. اهو نفس احساس
والده ذاك الذي كان يعتقد ان يلومه الدهر كله ولايفتأ يذكر نفسه به ؟
هل سيكتفي بلومه بعدما نخرت عظامه دود الارض ويصفح عنه.. و يقدر موقفه ..ويرحم عجز مشاعره
عندما وقع بين اجبار على شكل حياه و اختياره لحب حياة ..
أم ان القدر يلعب نفس اللعبه حتى يرى نفسه في والده او يرى والده في نظره جده المنكسره وان حاولت
ان تبقى قويه ...
مال مشاعره تتنازع مابين الوفاء لقلبه او الوفاء لمن هم سر حياته و مصدر قوته ... و منبع عطاءه الدائم
جثى عند قدمي جده وان كان حزينا في تعابيره الصامته : ماهو سعود اللي يخرج عن طوعك ..
ابشر يبه .. من بكره نخطب بنت سالم ..
وقبل يده المجعده بكثير من العرفان والاحترام وان وخزه الالم و عذاب الاختيار ..
وهز رأسه بإعتراف .. ليس هو من يرمي بهم كفضلات حياه لا معنى لها ...
ليس سعود من يهب لنفسه الراحه و النعيم ويترك الاخرون يتقلبون على نار العذاب والفقدان مره اخرى ...
ليس الابن سر ابيه او وريث لاختياراته في حياة سابقه ...
سيعيش وفق ا ختيارات غيره.. ويعيش مالم يعشه والده من قبل ... لكن لن يعقد المقارنه فوجع القلب الان
يكفي للايام القادمه ... ويحس بوالده حي بين جوانحه ... يقيس الالم بفتره زمنيه ماضيه .. ويعيشه بكل دقائقه .


********************


وقف قدام المرآه يعدل شماغه .. وفي نفس اللحظه يسرق نظرات على المتشاغله خلفه بترتيب السرير
من نجمه الفجر استيقظ و هي بين يديه .. وكأنه امر اصبح روتيني كشرب القهوه او قراءه صحيفته اليوميه
هي مثل الباقي واكثر قيمه .. ان يشعر بها ملتصقه به ... بالامس قد دق ناقوس دماغه وشعر بالطنين يفجر رأسه
تعلمه بوجودها القصوى في حياته ..
نغمه جواله اخرجته من بوتقه افكاره .. : هلا ناصر ..
انعقدت حواجبه و كرر بصوت عالي : ناصر وشفيك ؟
إلتفت حول نفسه واخذ مفتاح سيارته ..قفل الجوال بسرعه ... وقبل يطلع مسكت ليلى يده .
وسألته بخوف : مطلق .. خير في شي صاير ؟
ربت على يدها بلطف وقال : لا خير ان شاء الله ... ناصر شكله تعبان .. ولازم اشوفه.
ليلى : ربي يعافيه ...
تحرك من قدامها بسرعه .. فمشت وراه ...لاحظت خطواته الطويله السريعه وكأن المريض
اخوه وليس صديقه ... تكت على الدرابزين وابتسمت ... شيئا ما جعلها سعيده وهي ترى مدى وثاقه
لصديقه ..حست ان هناك شيء يفيض من قلبها .. وان عيناها تمتلأ بشخصه ..
روحها احتوت عنفوان رجل .. لاترى له مثيل ..

اعرف بين رجال العالم رجلا ....
قد علمني لغه الحلم ولغه الحجر ولغه الماء...
كسر الزمن اليابس حولي وغيرترتيب الاشياء ... وان بعثر حاجاتي فكوني ممتلأ به..
اعرف رجلا ايقض اعماقي الانثى حين لجأت إليه.. وان اغلق في وجهي ابوابه .. فهو مفتاحي نحو حياة سريه..
اعرف رجلا يستعمرني ..و يحررني ويبعثرني ويلملمني ويخبئني بين يديه القادرتين ...
يكوي قلبي بنيرانه و يطفئها بأنفاسه ... ويعيدني صغيره حيث مضت بي الايام ..


اخذت جوالها و اول اسم فكرت فيه دقت على طول .. وانتظرت الرد لكن طال انتظارها ..
حاولت مره ثانيه وثالثه ..ومافيه فايده
طالعت شاشه الجوال وكتبت رساله قصيره مفادها " دقي علي ضروري "
ابتسمت من جديد وهي تضم الجوال بحالميه .

في الجهه الاخرى .. استلمت الرساله وهي على فراشها .. ارتفاع درجه الحراره اقعدها في الفراش
رجعت جوالها تحت المخده .. و تجهمت لالم جسدها .. انهكها التعب والمرض .. وانهكها التفكير الصعيب
في مثل حالتها .. ردت على تساؤلات الجميع بنعم و صح وإيماءه الايجاب .. واكتفت بإقناعهم .. وهي ضائعه
لم تكن هناك فكيف وصلت الى هنا ... تعرف اي نقطه توقف وصلت اليها ..فكيف بها تفتح عينيها وهي تحت سقف بيتها
حيره انهكتها ... لتزيد من اتعابها .. تجهمت لافكاره مشمئزه غريبه تسيطر
عليها و تتحاشاها متوسله من الله ان يتلطف بحالها ويرحمها .. و يستر عليها .. طفحت دموع من عينيها
لتقيس بها مدى حراره جسمها و خوفها الذي بلغ اقصى مراحله ...



*******************************


دق جرس الباب لاكثر من عشر دقائق وبث الانتظار الطويل فيه الخوف .. استعجل البواب ليفتح
بمفاتيح الاحتياط ... فتحركت قدميه بسرعه وحذر يطرق على كل باب يواجهه ... دفع باب الحمام ...
ليرى ماكان يخشاه .. صديقه ملقى على الارض ويبدو في حاله مزريه ..رمى بشماغه على السرير
ورفع اكمام قميصه ..اقترب منه ونادى بخوف : ناصر .. ناصر
فتح ناصر عيونه وابتسم و تكلم بهمهمه غير مسموعه
زفر مطلق و رفع يده لجبين صاحبه .. وتكلم : انت من متى على هالحاله ؟ يااخي كنت تكلمت
البارحه ماكان فيك شيء ... فتح الدوش على الماء البارد .. و رجع يحمله ..
دفعه ناصر بلطف رافض فكره الاستحمام ... لكن مطلق اجبره بعدما رماه داخل المرحاض ..
صرخ ناصر لبروده الماء .. تركه مطلق لفتره في الحمام . .. دخل المطبخ وفتح الثلاجه ..
اشمئز من الرائحه .. و خرج بسرعه ..
رجع لصاحبه .. وخرجه من الحوض ولفه بمنشفه كبيره .... ساعده حتى سريره ..
وقف على راسه وقال بعصبيه : ايش هالقرف اللي انت قاعد فيه .. يااخي قل للبواب ينظف البيت
والثلاجه فاضيه... و الصحون مكومه في الحوض .. وين عايش انت ؟
رد ناصر بضعف : الله يخلي المطاعم .. وضحك وهو يرتعش .
تنهد : يالله البس .. علشان تمشي معي .
التفت له ناصر وتدثر في نفس الوقت : مايحتاج اروح المستشفى كله تعب بسيط ..
مااعطاه مطلق اي رد اكتفى بأنه طلع له بنطلون جينز و فنيله كحليه ... ورماهم عليه و لبس شماغه وعدل ثوبه
و قبل يطلع قال بأمر : خمس دقايق تكفيك تلبس ملابسك .. اذا مالبستها بكيفك بدخل انا و البسك ...
قفل الباب خلفه ليسمع كلمات ناصر الغاضبه منه ..
: مو كل شيء بكيفك .. انت شايف نفسك ..مغرور و ماعندك قلب ...
ابتسم مطلق وهو يستند على الجدار ... وطالع ساعته و انتظر حتى انفتح الباب
وقال وهو يسند صاحبه : انت دائما دقيق في مواعيدك ..
احتج ناصر : مطلق الله يهديك .. ماكان لها داعي ..
مطلق : اول شيء بنروح المستشفى وبعدها على الطول البيت .. بتعقد معي حتى تتعافي وبعدها تقلب وجهك ..
ناصر بإنفعال : تعرف بعض الاحيان اكرهك ..
لكنه في النهايه اقتنع لانه يحاول جزافا مع مطلق ..
ابتسم مطلق وقال بهدوء : سبحان الله في شيء مشترك بيننا ..


***************************


خرج بعد صلاه الفجر بعد ليل سهر طويل ... اظناه التفكير و انشغال البال ...
لم يطق الصبر ... وزن ثقيل من الهموم قد جثم على قلبه .. وشطر عقله الى نصفين..
مابين هذه او تلك ... ضاع في اختياراته واختيارات غيره ... ورضخ بدون مقاومه ..
لان هذا ما حكم به عقله ....
جلس في مكان بعيد عن الانظار ... سافر بأفكاره مغتربا فيه عن حقيقه الواقع ..
يأمل من حياته ان يجد الراحه ... ان يجد السلام بعد معترك شرس ..
قرار جده قد اوقعه في العذاب ... ماكان سيفعل هل سيتركها على ناصيه الطريق ؟
هل سيدعها للشبهات .. و لاصحاب الضمائر السوداء ..
لقد فعل .. ما اوجبه ضميره .. ذلك الوخز الاخلاقي الصغير الذي اوداه الى الرذيله في نظر جده ..
اخطىء .. وان كان تصرفا سليما .. لكنه في النهايه ركبته الاخطاء ..
زاره طيف من الالوان .. و عبس في وجه الواقع الذي جعلها غيوم سوداء في وجهه..
مااراده اصبح محالا .. و تعسفا على مايريده الغير ..
حنق كبير حمله على فتاه قادتها المشيئه وسار في طريقها .. لما طرفت عينه على كومه السواد الملقى
على جانب طريق لم يسر فيه يوما .. لما لم يدر ظهره و يمشي كسائر البشر الغير مباليين ..
اليوم هو بدايه الشقاء ... جده لن يترك فرصه للمفاجآت.. حرص على الكمال بحسب العرف والتقاليد ..
سيدوي هذا الخبر بين اهله .. يصعب عليه التفسير والشرح مايقول ؟ وقد اختار هو اسم فتاة قد احبها
من اول نظره ..
سيبدأ بـ شقيقه روحه البعيده تلك .. يعرف في اعماقه انها ستكون سعيده لانه اختار صديقه عمرها الوحيده
لكن سيساورها الشك .. وستهاجمه بطريقتها المعتادة .. وسيعلنها للجميع .. ويصمت .
فكان الله في عونه وسهل امره ...


*********************************


انقضى الوقت ... ومرت الساعات بدون قيود ...دخل البيت و التعب هاد حيله ... هم صاحبه قد اثقله واشعره بإنهاك
المشاعر .. وهو الذي لم يعتد ان يقرن كل شيء بالعاطفه .. عدوى صاحبه قد انتقلت إليه .. تلك الرهافه التي تصيب
قلب المريض قد مست قلبه و ارهقته ..
حال صاحبه لم يرضى به ... في قاع المراره يرضى بالعيش .. و يمثل السعاده وكأنه يملكها ..
استقبلته والدته بأسلتها الملحه .. مابين لهفه و وشفقه .. يلهث لسانها بدعاء صادق من صميم القلب بالشفاء بالذي
شغل مكانه الابن الاخر ..
طلع جناحه .. لحاجه الاسترخاء من بعض سويعات قد قضاها في ازقه المستشفى .. وان لم يحبذ تلك الرائحه النفاذه
التي تجعلك مريض ولو كنت في رخاء عافيتك وكامل صحتك ..
استرخى على اريكته الوثيره .. وانشغل بالافكار و ان تخللتها الهموم....
" تسمم غذائي " ذلك ما علل مرض افضل اصدقائه ..وجعله طريح الفراش .. استعجب من رده فعله البارده
وابتسامته الهادئه .. وكأن الطبيب قد بشره للتو بأنه سليم ومعافى .. نظرات عينيه تقول له " ماذا تتوقع من حياتي " ؟
وصلته الفكره ..قد استحسن المرض ليودع الحياه من بابها الضيق ... همس لافكاره صاحبه معترض طريقه
ملقي عليه بعظه قد جاد بها قرآننا الحنيف و زرعها رسولنا الحبيب في نفوس المؤمنين ." ولاتلقوا بأنفسكم الى التهلكه "
اكتفى بالغضب يتأجج داخله و ناقضه الهدوء الذي اكتساه ...ولم يرتاح مطلقا للاطمئنان الذي حاول الطبيب ان يبعثه في قلبه
فخوفه اصبح يتعاظم فنصب نفسه ولي امره ووالده العطوف ... وتعامل معه كشخص فقد رشده واصبح غير مسؤؤل عن
الحياة التي بين يديه .. حتى يقضي الله في امرهما ...


*******************


خرجت من حجرتها .. بعد ان ملت في معاوده الاتصال ولاتلقى مجيب.. انشغل بالها به وبصاحبه ..
وقفت مكانها وذهلت .. جالس بإسترخاء .. عيونه مركزه على نقطه بعيده و يبدو عليه الشرود ..
اقتربت وقلبها تتصاعد دقاته ..خوف من القادم همست بحذر : مطلق ..
استجاب فورا ولكنه لم يعطي جوابا اكتفى بالنظر .. جلست وسألت بخوف : دقيت عليك اكثر من مره ولكن مارديت
طمني كيف صار ناصر ؟
انعقدت حواجبه وجاوب بشرود : بخير ..بخير ..
مدت يدها بدون اوامر عقليه ولامست خده.. فانصاعت ملامحه بلين تحت نعومه يدها .. و اختفت تلك القسوه التي
كانت تومض في عينيه .. ارتاعت من نظراته وسألته بلطف : مطلق .. فيك شيء ؟
مسك يدها و ثبتها على خده .. اخذ نفس عميق من صدر ضايق : ودي انام .. حاس اني تعبان .
وقفت بسرعه و شدت يده : طيب روح ..نام على السرير ..
رمى بشماغه .. و قال : لا ..بنام هنا حتى يأذن الظهر .. .. لازم اروح الشركه . ..
جلسها مكانها وارتخى راسه على فخذها و اغمض عيونه بدون مقدمات
وكمل بهدوء وكأنه يغط في نومه : عندي شغل كثير ....كثير
عجبت لامره ..يتصرف دائما بعفويه ... تضخ في قلبها السعاده ..
لايفصح عنها بالكلمات .. يفضل صمت المشاعر و تترجمها الحواس بدون عناء منه ..
بعض الاحيان تحتاج لتفسيرها لترضي فضولها و تغذي غرورها ولو قليلا بوجود شخص تهتم لامره
وتريد ان يهتم بها بطريقه واضحه... تفهم معانيها بدون ان تتوغل في المجهول و تحلل هذا او ذاك ...
تخللت شعره بأصابعها بلطف .. وابتسمت لافكارها المتغزله في كيان رجل هو الوحيد الذي شعرت نحوه
بمشاعر جارفه وان كان ذو مزاجيه متصلبه ..فلقد راق لها رغم كل شيء .
دخلت سمر بسرعه ..وعلى طول اشرت لها ليلى بالهدوء .. ابتسمت سمر واخفت استغرابها ..وان شعرت بالخجل ..
اخوها بشكل غير مألوف .. ماعمرها شافته نايم بطريقه بريئه ..
همست : خير وشفيه مطلق ؟
اشرت ليلى بإستحياء على راسها واوحت لسمر بأنه مصدع ...
عجلت في فكرتها علشان تتخلص من فضول سمر وترتاح من إلحاحها ...
تنفست الصعداء ..لخروج سمر و رجعت لخيالاتها المصنوعه من ظلال تقبع تحتها بكل اريحيه ..
و تساءلت هل كل النساء مثل حالها ؟ يشعرن بأن بركان عواطف هائل يخمد ويثور داخلها ..
يارباه كم هذا محير ..كم كبير من المشاعر لاتستطيع فصلها عن بعضها البعض .. قلبها يرتعد بين جوانحه
دبيب يسري في عروقها و يجعلها ترتعش..
هل حال كل النساء مثل حالي ..اما انا مستثناه من بينهن ..؟
هل تفصح الواحده عما يعتلي بداخلها ..لمثيلاتها ؟
هل بالامكان ان تفسر مشاعري الدخيله تلك بمعاني واضحه تضعني على الطريق الصحيح
ما بال كل افكاري تسأل نفسها ولا تجد جوابا يسد فراغاتها العميقه ..
لحظه... بلحظه ..
سأفكر جيدا ..هل احتاج لورقه وقلم ..لاشرح مابي وافسر كل شيء على حدة
ام سأحتاج ااستشاره صديق ليفتيني في امري .
حراره تلهب جسدي ..و قشعريره تهز عمودي الفقري ..و نسائم تجعلني ارتجف في عز الدفا
هل هي علامات الحمى ؟
حمى !!! اي حمى تلك تصيبني فقط عندما اراه من بين البشر ..
فقط عندما تقع علي عيناه ..اود لو اكون زهره ..يمر بقربها و يشم شذاها
اريد فقط ان يراني زاهيه بروعه الربيع و خيالاته البديعه ...
عندما اسمع صوته ..او اشتم رائحه عطره العابثه في الاجواء تصيبني هزات لا يقيسها احد سواي ..
غرور ..هل هي من اعراض مرض جسدي ام نفسي
استعشر الغرور ..و تصيبني ملكه حواء عندما ارادت ان تملك الجنه و آدم بين يديها لابد الابدين ..
رجل متكامل ..تملأه العيوب لو تعلمون ... في نظري كاملا و لو امتلأ بالثقوب
اواه يارباه ....فأني غارقه في حبه حتى النخاع ..
غارقه في بحر عواطفي ناحيته .. كم هو مؤلم ذلك الشعور .. تشعر بأنك لاشيء امامه
قوي وعاصف وهالك للاعصاب ... مدمر اذا احتل القلب وعبث بخيوطه جميعها ..
هزت رأسها بعنف ..واغمضت عيونها وكأنها تريد ان تطمس تلك الافكار العابثه براحه بالها ..
ابتسمت لتمحي ما دار في عقلها ... انفاسه الرتيبه الهادئه دليل على نومته العميقه ..سعدت لراحته
وان شعرت بالخدر والجمود في اطرافها ... لكنها لم تتحرك فأنست للنوم رفيقا لها معه ...



****************************


لم تعلم كم من الوقت قد مضى وهي تلوذ بالنوم في مساحه صغيره .. لكنها استيقظت وحيده متعرقه
خائفه .. بعد كابوس قد اطبق عليها ... التفتت حولها لتجد نفسها بمفردها .. لهثت انفاسها .. وصعبت عليها ..
سمعت صوت الاذان.. فاارتاحت .. وارتخت على الكنبه .. فخرج مطلق من الحمام .. عاري الصدر و حاط منشفه
تصل لركبته .. وقطرات الماء تشق طريقها من اعلى جسمه ... طالعها بريب .. وجهها شاحب وجبينها مضبب بالعرق
وانفاسها متسارعه ... اسرعت خطواته بخوف وسألها : علامك ... وشفيه وجهك ؟
اغمضت عيونها و اشرت له على تنفسها .. وقف بإرتباك .. و دخل الغرفه ... حاس في الاغراض بفظاظه
ابتسمت لانه مايعرف مكانه لكن في النهايه شافته يركض حافي ناحيتها ... اول ماناولها البخاخ استخدمته على الفور
انتظرت حتى يسري مفعوله ... و ابتسمت له بإطمئنان ..
سألها بلهفه : كيف صرتي ؟
وقفت وابتسمت له : الحمدلله انا طيبه الحين ..
جات بتمشي من جنبه لكن مسك يدها : ماتبين اوديك الطبيب ؟
: لا مايحتاج .. هذي حاله ضيق تنفس عاديه .. اذا كان كل مره بتوديني المستشفى اذا تعبت .. عز الله شاب راسك ..زياده .
رفع حواجبه وشد على يدها مع طيف ابتسامه على وجهه : زياده ... قصدك اني شبت يامدام ..
ضحكت بخفه واخفتها بيدها ... و احتجت بعدها : لا ابد .. انت شيخ الشباب .. لكن تعبير على انك بتتعب ..
غرق في ضحكتها المغريه ... و تأملها .. حاولت تنسحب من يده .. لاحظ عليها الخجل بعض الشيء ..
شدها ناحيه جسده ..لتختفي في ثنايا جسده العاري .. احتضنها بكل رقه .. ..
وقال : لاتخوفيني عليك مره ثانيه ... عض شفاته وكأنه ارتكب غلطه فادحه .. و ارتعشت عضلاته
ادعى القوه وهي بين يديه وانه غير مبالي .. كعادته ..يبني قشوره الصلبه حول نفسه..
شهقت بإثاره مكبوته .. و تفاجئ سيطر على مشاعرها ..لاول مره يعبر عن عاطفته بصراحه ..
انتعش جسدها و خرجت متاعبها من مساماتها الواسعه .. وان تقلصت عضلاته ..تعرف انه شاق عليه الاعتراف
فهي كما تعرفه.. رجل صعب يحسب لكبرياءه الف حساب ..مبطن بمئات الخلايا المتصلبه التي لاترق بسهوله ..
تركها بسرعه و قال بحده يحاول يكون فيها عادي ... : عن الدلع .. بتقوم الصلاه وانتي مأخرتني .
ابتسمت من خلفه .. وان ازعجتها طريقته الفظه .. لكنها في قراره نفسها ان مايفعله اويقوله يزيد من حجم
ما تكنه له في قلبها ولا يتنقص منه ..



*************************


كما اعتقد بالفعل .. اصبح محط انظار الجميع .. الجده والاخوات .. وحتى سلطان المذهول الذي تركه قبل
ساعه .. لم يترك اي اثر للتعاسه .. خبأها كلها لنفسه ولن يشاطرها مع احد غيره ..
ابتسمت سلوى و قالت بلهفه : والله زين مااخترت يا سعود ..ربي يبارك لك ان شاء الله ..
هند بفرحه : ياي .. يعني قريب بيكون فيه زواج عندنا ..
سلوى : ان شاء الله .. وزواج مين ..سعود بن احمد بن عزيز السلطان .
عبست الجده و اكتفت بالصمت..
تكلمت العمه فاطمه بعد سكوت طويل : الله يقدم اللي فيه الخير .. لكن قبل يومين نويت انك تاخذ بنت عمك
ويش اللي جرى لك ؟
فأعقبت عليها الجده وكأن فاطمه اعطتها تلك الانطلاقه السريعه : ليش يايمه وشفيها بنت عمك ؟ مااقول
ان نجمه فيها خلاف .. لكن خبرني يا ولدي وشفيها .. سمعت عنها شيء .. ولا هي ماتريدك ؟
ارتجفت يديه .. و تيبس حلقه .. شعر برغبه في الهروب ..
تدخلت سلوى بطريقه دفاعيه : بسم الله ..وشفيكن ؟ ويش تفرق نجمه عن الثانيه .. كلهم بنات ناس و محترمات
لكن النصيب .. ريهام ماشاء الله ماهي بايره كل يوم يتقدم لها واحد ...
قاطعتها الجده : البنت لولد عمها ... وين بتروح عنه ؟ هو احق فيها
سلوى : ليش ؟ هي قطعه ارض ولا نعجه تسوقونها بدون شور .. البنت عقلها في راسها وتعرف تقرر ..
تدخل سعود بهدوء مع ابتسامه عرفان اهداها لاخته : يا يمه .. البنت ماتريد تتزوج الحين حتى تخلص جامعتها
وانا مستعجل ودي اتزوج بسرعه .. وعلى قوله سلوى ويش تفرق نجمه عن الثانيه .
شد من قبضته كنهايه يتمناها.. لما لايسهلون عليه الامر .. ويتركونه يمضي في تعاسته بمفرده ..
سألته سلوى : قلت ل ليلى اكيد طارت من الفرحه ..
: لا باقي ..قلت اخبركم انتم بالاول .
نطت هند لعنده وقالت : الله يخليك .. انا بقولها الخبر .
شدتها سلوى من شعرها وقالت : لا انا الكبيره .. واعرف اتصرف .
ودخلت الثنتين في نقاش حاد ماله اي نهايه ..
فصل سعود بينهم وقال : ولا واحده منكم .. انا اللي بخبرها ..
طالع جدته وقال بإحتياج : وانتي ياجدتي .. ماودك تسمعيني دعوى يسر لها القلب وتشرح الخاطر .. يعني ماتبيني اتزوج
ابتسمت الجده بحزن و قالت بصدق : لا والله ياولدي .. اني فرحانه لك .. انا من لي غيرك ياسند ظهري .. جعل يومي
قبل يومك ياولد الغالي .. ربي يسعدك ويهنيك ..ويرزقك بالزوجه والذريه الصالحه ..
قامت فاطمه قبل يسمع مباركتها ...
ابتسم بتفاؤل محاول ان يطرد غمامه اليأس و التشاؤم التي ظللته .. هو رجل لاتعسفه الظروف سيكون مثل غيره
لن يموت ان لم يتحقق مايريده .. الزواج بعض الاحيان ليس لتحقيق غايه او طموح يرتجيه .. او نهايه تقليديه لقصص
الحب .. ما كان يريده لن يظهره الزمن عيبآ و عارآ على رجولته ..
بل وسيله في بعض الاوقات للراحه والاستقرار والعيش فيما يرضي الله .. فالرجال جميع ينهجون نهجه ولايبالون ..
وهو ايضا لايبالي .. و الدليل القناعه بعد ان همس لنفسه برخاء ينعش روحه : الله يكتب اللي فيه الخير .


************************************



عوض الساعات التي انقطع فيها عن العمل ... و كد حتى الثانيه عشر والنصف ... ولم يبالي
لم يخطر بباله انه سينغمس دون ان يدرك الزمن ..
تأفف بإنزعاج لانه خرج عن وقت الدوام الرسمي و اخل بنظام الشركه وان كان المتواجد الوحيد مع
مدير الحسابات والسكرتير ..
ارخى نفسه على الكرسي بتقلص وارهاق .. .. بعد اعطى الاذن لمدير الحسابات بالانصراف ..
دخل طلال : استاذ مطلق ... الوقت تأخر ..
دعك جبينه و قال بتعب : دقايق اراجع بعض الاوراق المهمه .. انت تفضل روح البيت ..و اعتذر عن تأخيرك .
ابتسم طلال : لا ابدا مافيه مشكله .. لكن بكره جدولك مزدحم .. فيه موعد مهم مع مهندسين المشروع لازم تحضره
لانه تأجل اكثر من مره .
رفع رأسه بإبتسامه مرهقه : شكرا ياطلال.. تقدر تروح .. نلتقي بكره بإذن الله .. مع السلامه .
: مع السلامه ..
انتظر حتى انقفل الباب .. وطلع جواله اللي قفله بعدما دخل الشركه .. .. انهالت عليه الرسايل

آنَا آحبّك " ,
وَ لِـيْ فِي شُوفِتِك غِيْر آلعُمِرْ عُمْرِيْن ,
آنَا مِنْ كِثْرِ مَا آشْغَلْنِي خَيَآلِكْ ,
بِيْنُهُمٍْ سَــآرِح

ارتفعت حواجبه بدهشه و غيظ .. بعيد عنها في تلك الساعه .. ود لو يرى معاني تلك الكلمات حتى يستكين
قلبه عن النبض المجنون ان يفهم كيف تكون رسم الكلمات على لمح المشاعر ...
انتفضت حواسه و.. ابعد الجوال عن مرمى يده .. فأنتفض قلبه برنين رساله اخرى
شد قبضه يده و اكتفى بالتحديق ... و خانته قوته القصوى.. ممسكا بجواله .. يحاول تنظيم انفاسه وضبط اعصابه
كرجل راشد لا تخونه ثقته في نفسه ..

ليه ما ارتآاح الا وانت جنبي !!
ولما عني تروح اتعذب واعآااني
بكل صراحة عنك انا مليت اخبي
بجد ابيك وما ابي انسآن ثاني ..~


ودي تعرف عن مدى احسآسي وحبي
بس كل ماجيت اعبر ما امدآني
ابغى اقول انك سكنت { وسط قلبي }
واني اتنفس عشآانك موعشآني ..


ارخى عضلاته المشدوده بإتسامه كبيره .. تظهر اسنانه و تخفي حقيقه مايشعر به ..
هل حقآ كانت ستجرؤ ان ترسلها وهو امامها ... او تتفوه بالحقائق بدون عناء
لكن الا يعرف معنى تصرفاتها.. انصياع حواسها و خجلها وهي بين يديه ..
لؤلؤه عينيها الراقصه و مزيج المشاعر فيها ..

"آنا آحبك "
ماذا تقصد بهذه الكلمه .. وهل تعنيها ؟ هل تجدني شخصآ محبوب .. تفتقده و تشعر بغيابه
قام من مكانه .. مسير الخطوات بقوى عقليه خفيه .. يداري شعوره بالامبالاه كالعاده ..
يرافقه شوق للقياها ... ألم تكون معه طيله النهار .. ألم ينم في حضنها .. و كأنها ملاكه الحارس
لم تغب عنه .. صحيح هو يفقد تذكرها في غمره الانشغال
لكنها تعود وتطل عليه بصورتها الروعه ..هناك خيوط تجذبه نحوها ..كل مافيها يشغل بالها ويؤرق افكاره ..
اشتد طوله في لحظه تعقل و تدراك نفسه ... لوهله جرفته مشاعر مراهقه لم يدرك معناها .. ليس هو
يشعر بأن روح غريبه قد لبست جسده .. وغمرته بالضياع في واقع هو من رسم خطوطه الثابته ..
ومشى في دروبه الواضحه بدون علامات فارقه او مفترق طرق تضيعه في متاهات مجهوله ..


*******************************


قطعت الغرفه بالذهاب والاياب حافيه ... بروده اعترت جسدها العاري تقريبا تحت الحرير القاني
وسماكته الشفافه... ضربت رأسها بقبضتها .. وشتمت نفسها.. غبيه .. غبيه ..
يعني لازم ارسل رساله ... اصلا تعرفين انه مابيرد عليك .. وانتي هنا آكله نفسك بالشكوك
يارب حاسه اني تسرعت .. مالها داعي من الاساس ارسل ..
طلعت مذكراتها و استلقت على السرير .. راقبت الساعه ... وعقرب الدقائق قد استقرت دقاته على رأس الساعه
الواحده تمامآ.. تأففت بضجر و كتبت على رأس الورقه....

" دقات قلب "

ابتسامه عاشقه
و قلب يخفق بألحان شاديه في فجر كل ليله
لا يعرف السكون او الركون ..
انتظار متواصل و لحن يعزف على اهبه الاستعداد
عيون عمياء تطارد وهما او اسرابا
او حتى حلما كضوء شارد ... في سراديب الظلام
يبني قصورا في غباب الظلمات ..
و يمد جسوره في عالم الخيالات المرسومه على لوحه بيضاء بلا وعي و ادراك
همسه لا تنسى
و صوره حفرت في الذاكره
حلم عنيد ... محارب لا يعرف الهزيمه
قاسي لا يهاب الدموع و لا يجثو عند خيانه المشاعر
يسكن متربعا على ضفاف قلبي
مسيطرا على جيوش المشاعر المرهفه ..




مع كل كلمه كتبتها .. اغرقت عينيها بالدموع ... لما تتأثر بما تكتبه ؟ و كأنها تمتحن صدق كلماتها
ابتسمت لنفسها و استرخت بهدوء على صفحه مذكراتها التي مهما كتبت فيها لاتصف ما تشعر به
لاتعلم كم من الوقت قد مضى ... لم تشعر إلا بالدفتر قد سحب من تحتها ... فأفاقت من احلامها
اتسعت عيونها وجلست بسرعه .. اعترتها تلك الرعشه لتهز مكامن قوتها وضعفها ...
ابتسم على شكلها المسكينه .. رغم ان ظل عشر دقايق يتأمل فيها ..وهي طبعا ماحست فيه ..
رمى بجسده المنهك مع اهه طويله على السرير وقال : غريبه سهرانه لها الوقت ..
ناظرته ...رومقت دفترها بسرعه وحاولت تأخذه وهي ترد عليه : ما جاني نوم ...لكن توي كنت بنام ..
رفع الدفتر فوق وابتسم : لها الدرجه الدفتر مهم عندك ؟
جاوبته بسرعه و بتذمر : دفتر مذكراتي .. اكيد مهم عندي .. ارجوك رجعه لي ..
رفع حواجبه بغيظ : ما عندي مانع خذيه بنفسك ..
حاولت تصل له لكن كان يرفع يده ويرواغها .. ففقدت توازنها و طاحت على صدره ..
تأوه بألم مع ضحكه ... قالت بإنزعاج على شكلها ..قربها منه جعلها مرتبكه : تستاهل .. اعطني الدفتر بسرعه
لف يده حول خصرها وثبتها على صدرها : وشفيك ترتجفين كذا .. بردانه..
توهج وجهها بالحمره .. و قالت : شوي .. بتعطيني الدفتر ولا لأ ؟
رفع خصله خلف اذنها ومرر يده بتكرار على ملمس شعرها وقال : خلص .. لكن في الاول تقولي ليش هو مهم لك ؟
حركت اصابعها على ازرار ثوبه وجاوبته بإبتسامه خجوله : لان فيه كل لحظات حياتي .. و ذكريات طفولتي ...
استغربت صراحتها العفويه معها والتعامل بدون حواجز لكن كل هذا جعلها مرتاحه .. و شفافه..
هز رأسه بإقتناع وقال وهو يحاول يتفح الدفتر ..: اوكيه ..بفتح على اخر صفحه اشوف ويش كنتي تكتبين ..
صرخت بخوف : لا ..
طالعها بفضول ملح .. فأكملت برجاء : هو عادي طبعا ..لكن .... الصفحه الاخيره ماتخصني ..
اتكى على يده وابتسامه غامضه على وجهه .. فحب يرحمها وقال : طيب .. خذي دفترك ...

وقف و مد يده بالدفتر وقال بجديه سيطرت على كلماته : كان بإمكاني اني اقرا الدفتر .. لان مافي اسرار
بين الزوجين .. لكن بترك على حريتك ..
بان عليها التردد فرفع الدفتر وقال : كلامي صحيح ..؟
خطفت الدفتر بسرعه : صحيح .
: انا باخذ لي دوش .. لاتنامين ابغاك في موضوع خاص

عدلت نفسها واخذت مكانها في السرير وتمنت يجيها النوم ..لكن حاسه اليوم ان ماعندها اي رغبه في النوم بتاتآ
غريبه ماجاب طاري الرسايل .. حست بخيبه الامل .. يعني مااهتم مثل العادة .. اهم شيء مايعرف اي شيء عن
مشاعري ناحيته .. لازم اكون عاديه معه .. يعني بيفرق شي ياغبيه .. الحال مثل الحال مايتبدل ولا يتغير ..

ماذا تحاول ان تفعل ؟
هل ستتخطى ألسنه النار التي اوقدتها بنفسها و تدعي انها تجيد القفز من فوق الحواجز ببراعه ..
حمقاء..هاهي توقع نفسها في شرك افكارها الساذجه ..
هو رجل لا تقيده املاك خاصه ..ولاتحرره منها كلمات موثوقه ...
هل كانت تريد ان يأخذها بالاحضان ويؤكد لها انه علامه مسجله و ابديه لها.
هل كان سيهز رأسه ويقبل بشكل عادي ؟ ألم تعرفه كفايه
والم تعلم ان هناك شتان ما بين حواء وادم في كم وكيف العاطفه التي تحتويهما ..
ماذا تريد..؟ يختلف البته عما هو يريد ؟ ولن يقول ..
جلبت لنفسها خيبه امل و ألم انكسار لعواطف لا تعرف الاستقرار داخلها ..


ابتسمت لخروجه السريعه ..و قلبها يخفق .. شكله رجع له ذكرى شخص حبت تطمسها كلها بمعالمها ولكن ماقدرت ..
تخدرت حواسها .. و طافت عينيه على تقاسيم وجهه .. وعلامات رجولته الطاغيه ..
مازال يقرأ تلك التعابير التي تذهب و تجيء على صفحه وجهها ... دعك راسه بإرهاق واضح عليه
سألته : انت بخير ؟ كملت بتوبيخ : شعرك مبلل والغرفه بارده ... جفف شعرك بسرعه
تنهد بتعب ..ارتاح على مسند الكرسي و تجاهل كلامها ...
تأففت .. اخذت المنشفه واقتربت منه .. و جففت شعره ... وهو مغمض عيونه و مسترخي ..
ابتسمت لما شافت اساريره انفرجت ولانت ملامحه المرهقه ..
سأل بهدوء : ليلى ...كم مقاس جزمتك.. قالها بطريقه عاديه ..فاجآتها
تركت تجفيف شعره ...و جاوبته بشك : مقاس ؟
: ايه مقاس ..
رجعت خصله وهميه لخلف اذنها .. .. و دارت نص استداره : 38 .. ليش تسأل ؟
وقف لها و دخل سريره وقال بإبتسامه راحه : حاجه في نفس يعقوب ..
اقتربت و عندها فضول كبير ... و سألته بإلحاح : طيب قول لي بسرعه ... بتشتري لي يعني ؟
ضحك وغمض عيونه متجاهل إلحاحها ... : بكره اقول لك ... إلحين تعبان ..
... تنرفزت من بروده و عدم اهتمامه ... وهزته : لا .. ماعندي صبر حتى باكر.
مسح عيونه بإرهاق : انا تعبان ... قفلي على الموضوع ..
قاطعته بحزم وكأنها تنتقم من لامبالاته معها : لا.. مابقفل عليه ..
رفع حاجبه الايمن دليل على تغيرمزاجه : ماتلاحظين انك اعطيتي الموضوع اكبر من حجمه ... سألتك سؤال
وانتي جاوبتي عليه ..
ردت بإنفعال مع ابتسامه خجوله : لا ابدا ... بتقولي ولا والله ما اخليك تنام ..
ضحك وسحبها ناحيته وقال : انتي متى خليتيني انام ... دائما مزعجه ..
شهقت و ضاقت عيونها و قالت بسرعه : حرام عليك ...
لف يده حول خصرها ... وقال وعيونه مغمضه : خلاص ..بقولك ..ناصر شاف واحده يوم العزيمه .. و ماعرف عنها
غير رقم الحذاء ..
استغربت ... طالعته بجديه وقالت : طيب ويش يبي منها ؟
: الاخ يقول انه حبها من اول نظره ... حتى انه شبها بـ سندريللا
ضحكت ليلى وقالت بإعجاب : سندريللا .. شكله رومنسي .. والله ياحظ اللي تتزوجه...
فتح عيونه ... وطالعها بتفكير ... فبادلته النظره بإستفهام .. : وشفيك ؟
: قفلي النور ... ودي انام ..
استغربت تغير نظرته ... كأنه متضايق ... قفلت النور .. وواجهته .. واستمعت بهدوء لانفاسه
وكأنه غط في نومته ... ابتسمت وكأنها تذكرت شي

( ليلى :سمر عن اللقافه ماتشوفين البنت ..ادخلي ياوداد ماعليك منها .
وداد : كل كوم واللي شافني طايحه كوم ثاني ...ياني اعتفست و تفشلت ..
ليلى .. : مين شافك ؟
وداد : والله ماادري ..لكنه عديم ذوق و قليل ادب اكيد ..قعد يضحك علي ولا همه شيء ..)

اقتربت منه وهمست له ..: مطلق ..اظن اني اعرف من اللي شافها ..
لوت فمها وطالعت السقف ورجعت تبتسم ... فكرت في وداد ..
وداد طيبه وحنونه ... و اظن انها تنفع لناصر ..
يعني ناصر محتاج لواحده مثل شخصيتها ...
سمعت صوته يقول لها : انتي ماودك تنامين ...
اتكت على يدها و قالت : كنت تسمعني .. اقولك اعرف سندريللا اللي يدورها الامير ..
تنهد بتعب وقال بدون اهتمام : خلاص بكره ..كلميني عنها .. نامي
نادته بإهتمام : مطلق ...
تبسم في الظلمه .. طول الوقت كان يراقبها ويدعي النوم ... بالفعل مزعجه
كيف ولا وقد نبض عرق مزعج في صدغه .. عندما امتدحت ناصر تركت له كل الحظوظ ..
وهو عن منأى عن عالمه ذاك الرومنسي ... المخادع
سلب كل تفكيره من اجل حذاء .. ما دهاه ؟ و ما سبب اهتمامها ؟
رفع نفسه لمواجهتها ... و قال بخبث : انتي ماتسكتين .. لكن عندي طريقه فعليه تنفع معك ..
ستدعي انه اجتذبها هو .. لكنها سلمته نفسها .. مبطنه تلك اللهفه التي اشتعلت في عينيها ..
فأطبق على شفتيها مقبلآ بشغف .. واحتوى روحها قبل الجسد .. متكاسلآ
متجاهلا ذلك التعب الذي ارخى عضلات جسده ..
نهمآ على المشاعر التي احدثت نقلة فوريه في حياته ...
لاتهمه سوى متعه اللحظه ... هي و هو ولا احد سواهما
لا سندريللا ولا الامير العاشق الذي ندم اشد الندم لذكره قصته الغبيه ..
فانسدل الليل في ساعات الفجر الاولى وكأنه للتو قد إبتدأ ..





القاكم ...فكونوا على الموعد
دمتم بخير اعزائي




كبرياء الج ــرح 22-12-10 01:53 AM




صباحاتكم هناء ... وسعاده .. آل ليلاس
الشكر الخالص لكل من دخل ورد على الروايه ..
ان شاء الله اكون عند حسن الظن ...


وإلى الملتقى القريب





البارت الثامن والعشرون :




:أتزوجها ..
ارتفع صوته بحده غير معتاده فوق راس جده .. وان بدى غير مصدق إلا ان تعابير الرجل الصارم اللي
جالس قدامه لا توحي الا بالعزم والصدق و الجديه ..
جلس جنب جده .. وقال بهدوء : جدي .. كل اللي سويته مقصدي وراه الخير ..
الجد بصرامه : طيب .. احسنت .. واللي قلت لك عنه مقصدي وراه خير .
بإنفعال : كيف خير وانت تقول اني اتزوجها ؟ يبه الله يخليك افهمني ... ماكان عندي حل ..
وقف الجد و ضرب بعصاه الارض بحده : الا كان عندك اكثر من حل .. شفت البنت و كشفت على محارم غيرك
ماترضاها لاختك يا ولد احمد ...
اقترب من جده و قال بصوت منخفض : يبه .. مافي احد شافني .. مريت بالصدفه كان بإمكان اي احد ان يعمل اللي عملته .
زجر بعصبيه : استحي على وجهك .. هذا وانت رجال ومتعلم .. تخاف الناس وماتخاف ربك ... لاتزيد علي ياولد
انا قلت كلمتي ..
وقف قدام جده : جدي ... لاتغصبني على وحده مابيها ...انا تكلمت مع جدتي عن ريهام بنت عمي .. و خطبتي
لنجمه بتخرب علي ..
: بنت عمك ماهي بايره ... وبكره نصيبها جاي ..
برجاء : لكن انا ابيها ..
توقف الزمن لبرهه .. وعاد للخلف للذكرى الماضيه .. ذكرى نفس الكلمه و المشاعر ..
ومثل الموقف لكن بإختلاف الاجيال .. وان صمد الاساس فالفروع ابت الا ان تهزها رياح الحياة ..
وتعيد ما يزيد شرخ القلب و يفتق جراح الماضي . .. وان اختلفت الظروف ... فللمواقف ثوابت
لا تتغير بمجرى الزمن ..
تهاوت عصاه على ارضه .. وابى ان يذل ظهره لانحناءه الزمن المتعجرف ..
وتساءل في نفسه ما نوع تلك الدماء التي صبها في في هذا و من قبله ذاك .. و مانوع العقاب التالي
هل سيكون بفقدانه ايضا ؟ لم يعد يقوى ان يفقد عزيز قلب ارهقته السنون و عسفت بأمره الذكريات
لكنه يأبى بعزم الرجال و بعناد الجبال ان تهزها الرياح ... ان يصرخ " ارحموا عزيز قوم ذل "
جلس على الكرسي ومازال حاجباه مرفوعان بهيبه وقوه وقال : قالها ابوك من قبلك ياولد احمد ...
دير ظهرك و اخرج من مجلسي ..
مسح وجهه بيده .. و واعترك مع الذكريات .. التي عاش اثارها حتى يومه هذا .. اهو نفس احساس
والده ذاك الذي كان يعتقد ان يلومه الدهر كله ولايفتأ يذكر نفسه به ؟
هل سيكتفي بلومه بعدما نخرت عظامه دود الارض ويصفح عنه.. و يقدر موقفه ..ويرحم عجز مشاعره
عندما وقع بين اجبار على شكل حياه و اختياره لحب حياة ..
أم ان القدر يلعب نفس اللعبه حتى يرى نفسه في والده او يرى والده في نظره جده المنكسره وان حاولت
ان تبقى قويه ...
مال مشاعره تتنازع مابين الوفاء لقلبه او الوفاء لمن هم سر حياته و مصدر قوته ... و منبع عطاءه الدائم
جثى عند قدمي جده وان كان حزينا في تعابيره الصامته : ماهو سعود اللي يخرج عن طوعك ..
ابشر يبه .. من بكره نخطب بنت سالم ..
وقبل يده المجعده بكثير من العرفان والاحترام وان وخزه الالم و عذاب الاختيار ..
وهز رأسه بإعتراف .. ليس هو من يرمي بهم كفضلات حياه لا معنى لها ...
ليس سعود من يهب لنفسه الراحه و النعيم ويترك الاخرون يتقلبون على نار العذاب والفقدان مره اخرى ...
ليس الابن سر ابيه او وريث لاختياراته في حياة سابقه ...
سيعيش وفق ا ختيارات غيره.. ويعيش مالم يعشه والده من قبل ... لكن لن يعقد المقارنه فوجع القلب الان
يكفي للايام القادمه ... ويحس بوالده حي بين جوانحه ... يقيس الالم بفتره زمنيه ماضيه .. ويعيشه بكل دقائقه .


********************


وقف قدام المرآه يعدل شماغه .. وفي نفس اللحظه يسرق نظرات على المتشاغله خلفه بترتيب السرير
من نجمه الفجر استيقظ و هي بين يديه .. وكأنه امر اصبح روتيني كشرب القهوه او قراءه صحيفته اليوميه
هي مثل الباقي واكثر قيمه .. ان يشعر بها ملتصقه به ... بالامس قد دق ناقوس دماغه وشعر بالطنين يفجر رأسه
تعلمه بوجودها القصوى في حياته ..
نغمه جواله اخرجته من بوتقه افكاره .. : هلا ناصر ..
انعقدت حواجبه و كرر بصوت عالي : ناصر وشفيك ؟
إلتفت حول نفسه واخذ مفتاح سيارته ..قفل الجوال بسرعه ... وقبل يطلع مسكت ليلى يده .
وسألته بخوف : مطلق .. خير في شي صاير ؟
ربت على يدها بلطف وقال : لا خير ان شاء الله ... ناصر شكله تعبان .. ولازم اشوفه.
ليلى : ربي يعافيه ...
تحرك من قدامها بسرعه .. فمشت وراه ...لاحظت خطواته الطويله السريعه وكأن المريض
اخوه وليس صديقه ... تكت على الدرابزين وابتسمت ... شيئا ما جعلها سعيده وهي ترى مدى وثاقه
لصديقه ..حست ان هناك شيء يفيض من قلبها .. وان عيناها تمتلأ بشخصه ..
روحها احتوت عنفوان رجل .. لاترى له مثيل ..

اعرف بين رجال العالم رجلا ....
قد علمني لغه الحلم ولغه الحجر ولغه الماء...
كسر الزمن اليابس حولي وغيرترتيب الاشياء ... وان بعثر حاجاتي فكوني ممتلأ به..
اعرف رجلا ايقض اعماقي الانثى حين لجأت إليه.. وان اغلق في وجهي ابوابه .. فهو مفتاحي نحو حياة سريه..
اعرف رجلا يستعمرني ..و يحررني ويبعثرني ويلملمني ويخبئني بين يديه القادرتين ...
يكوي قلبي بنيرانه و يطفئها بأنفاسه ... ويعيدني صغيره حيث مضت بي الايام ..


اخذت جوالها و اول اسم فكرت فيه دقت على طول .. وانتظرت الرد لكن طال انتظارها ..
حاولت مره ثانيه وثالثه ..ومافيه فايده
طالعت شاشه الجوال وكتبت رساله قصيره مفادها " دقي علي ضروري "
ابتسمت من جديد وهي تضم الجوال بحالميه .

في الجهه الاخرى .. استلمت الرساله وهي على فراشها .. ارتفاع درجه الحراره اقعدها في الفراش
رجعت جوالها تحت المخده .. و تجهمت لالم جسدها .. انهكها التعب والمرض .. وانهكها التفكير الصعيب
في مثل حالتها .. ردت على تساؤلات الجميع بنعم و صح وإيماءه الايجاب .. واكتفت بإقناعهم .. وهي ضائعه
لم تكن هناك فكيف وصلت الى هنا ... تعرف اي نقطه توقف وصلت اليها ..فكيف بها تفتح عينيها وهي تحت سقف بيتها
حيره انهكتها ... لتزيد من اتعابها .. تجهمت لافكاره مشمئزه غريبه تسيطر
عليها و تتحاشاها متوسله من الله ان يتلطف بحالها ويرحمها .. و يستر عليها .. طفحت دموع من عينيها
لتقيس بها مدى حراره جسمها و خوفها الذي بلغ اقصى مراحله ...



*******************************


دق جرس الباب لاكثر من عشر دقائق وبث الانتظار الطويل فيه الخوف .. استعجل البواب ليفتح
بمفاتيح الاحتياط ... فتحركت قدميه بسرعه وحذر يطرق على كل باب يواجهه ... دفع باب الحمام ...
ليرى ماكان يخشاه .. صديقه ملقى على الارض ويبدو في حاله مزريه ..رمى بشماغه على السرير
ورفع اكمام قميصه ..اقترب منه ونادى بخوف : ناصر .. ناصر
فتح ناصر عيونه وابتسم و تكلم بهمهمه غير مسموعه
زفر مطلق و رفع يده لجبين صاحبه .. وتكلم : انت من متى على هالحاله ؟ يااخي كنت تكلمت
البارحه ماكان فيك شيء ... فتح الدوش على الماء البارد .. و رجع يحمله ..
دفعه ناصر بلطف رافض فكره الاستحمام ... لكن مطلق اجبره بعدما رماه داخل المرحاض ..
صرخ ناصر لبروده الماء .. تركه مطلق لفتره في الحمام . .. دخل المطبخ وفتح الثلاجه ..
اشمئز من الرائحه .. و خرج بسرعه ..
رجع لصاحبه .. وخرجه من الحوض ولفه بمنشفه كبيره .... ساعده حتى سريره ..
وقف على راسه وقال بعصبيه : ايش هالقرف اللي انت قاعد فيه .. يااخي قل للبواب ينظف البيت
والثلاجه فاضيه... و الصحون مكومه في الحوض .. وين عايش انت ؟
رد ناصر بضعف : الله يخلي المطاعم .. وضحك وهو يرتعش .
تنهد : يالله البس .. علشان تمشي معي .
التفت له ناصر وتدثر في نفس الوقت : مايحتاج اروح المستشفى كله تعب بسيط ..
مااعطاه مطلق اي رد اكتفى بأنه طلع له بنطلون جينز و فنيله كحليه ... ورماهم عليه و لبس شماغه وعدل ثوبه
و قبل يطلع قال بأمر : خمس دقايق تكفيك تلبس ملابسك .. اذا مالبستها بكيفك بدخل انا و البسك ...
قفل الباب خلفه ليسمع كلمات ناصر الغاضبه منه ..
: مو كل شيء بكيفك .. انت شايف نفسك ..مغرور و ماعندك قلب ...
ابتسم مطلق وهو يستند على الجدار ... وطالع ساعته و انتظر حتى انفتح الباب
وقال وهو يسند صاحبه : انت دائما دقيق في مواعيدك ..
احتج ناصر : مطلق الله يهديك .. ماكان لها داعي ..
مطلق : اول شيء بنروح المستشفى وبعدها على الطول البيت .. بتعقد معي حتى تتعافي وبعدها تقلب وجهك ..
ناصر بإنفعال : تعرف بعض الاحيان اكرهك ..
لكنه في النهايه اقتنع لانه يحاول جزافا مع مطلق ..
ابتسم مطلق وقال بهدوء : سبحان الله في شيء مشترك بيننا ..


***************************


خرج بعد صلاه الفجر بعد ليل سهر طويل ... اظناه التفكير و انشغال البال ...
لم يطق الصبر ... وزن ثقيل من الهموم قد جثم على قلبه .. وشطر عقله الى نصفين..
مابين هذه او تلك ... ضاع في اختياراته واختيارات غيره ... ورضخ بدون مقاومه ..
لان هذا ما حكم به عقله ....
جلس في مكان بعيد عن الانظار ... سافر بأفكاره مغتربا فيه عن حقيقه الواقع ..
يأمل من حياته ان يجد الراحه ... ان يجد السلام بعد معترك شرس ..
قرار جده قد اوقعه في العذاب ... ماكان سيفعل هل سيتركها على ناصيه الطريق ؟
هل سيدعها للشبهات .. و لاصحاب الضمائر السوداء ..
لقد فعل .. ما اوجبه ضميره .. ذلك الوخز الاخلاقي الصغير الذي اوداه الى الرذيله في نظر جده ..
اخطىء .. وان كان تصرفا سليما .. لكنه في النهايه ركبته الاخطاء ..
زاره طيف من الالوان .. و عبس في وجه الواقع الذي جعلها غيوم سوداء في وجهه..
مااراده اصبح محالا .. و تعسفا على مايريده الغير ..
حنق كبير حمله على فتاه قادتها المشيئه وسار في طريقها .. لما طرفت عينه على كومه السواد الملقى
على جانب طريق لم يسر فيه يوما .. لما لم يدر ظهره و يمشي كسائر البشر الغير مباليين ..
اليوم هو بدايه الشقاء ... جده لن يترك فرصه للمفاجآت.. حرص على الكمال بحسب العرف والتقاليد ..
سيدوي هذا الخبر بين اهله .. يصعب عليه التفسير والشرح مايقول ؟ وقد اختار هو اسم فتاة قد احبها
من اول نظره ..
سيبدأ بـ شقيقه روحه البعيده تلك .. يعرف في اعماقه انها ستكون سعيده لانه اختار صديقه عمرها الوحيده
لكن سيساورها الشك .. وستهاجمه بطريقتها المعتادة .. وسيعلنها للجميع .. ويصمت .
فكان الله في عونه وسهل امره ...


*********************************


انقضى الوقت ... ومرت الساعات بدون قيود ...دخل البيت و التعب هاد حيله ... هم صاحبه قد اثقله واشعره بإنهاك
المشاعر .. وهو الذي لم يعتد ان يقرن كل شيء بالعاطفه .. عدوى صاحبه قد انتقلت إليه .. تلك الرهافه التي تصيب
قلب المريض قد مست قلبه و ارهقته ..
حال صاحبه لم يرضى به ... في قاع المراره يرضى بالعيش .. و يمثل السعاده وكأنه يملكها ..
استقبلته والدته بأسلتها الملحه .. مابين لهفه و وشفقه .. يلهث لسانها بدعاء صادق من صميم القلب بالشفاء بالذي
شغل مكانه الابن الاخر ..
طلع جناحه .. لحاجه الاسترخاء من بعض سويعات قد قضاها في ازقه المستشفى .. وان لم يحبذ تلك الرائحه النفاذه
التي تجعلك مريض ولو كنت في رخاء عافيتك وكامل صحتك ..
استرخى على اريكته الوثيره .. وانشغل بالافكار و ان تخللتها الهموم....
" تسمم غذائي " ذلك ما علل مرض افضل اصدقائه ..وجعله طريح الفراش .. استعجب من رده فعله البارده
وابتسامته الهادئه .. وكأن الطبيب قد بشره للتو بأنه سليم ومعافى .. نظرات عينيه تقول له " ماذا تتوقع من حياتي " ؟
وصلته الفكره ..قد استحسن المرض ليودع الحياه من بابها الضيق ... همس لافكاره صاحبه معترض طريقه
ملقي عليه بعظه قد جاد بها قرآننا الحنيف و زرعها رسولنا الحبيب في نفوس المؤمنين ." ولاتلقوا بأنفسكم الى التهلكه "
اكتفى بالغضب يتأجج داخله و ناقضه الهدوء الذي اكتساه ...ولم يرتاح مطلقا للاطمئنان الذي حاول الطبيب ان يبعثه في قلبه
فخوفه اصبح يتعاظم فنصب نفسه ولي امره ووالده العطوف ... وتعامل معه كشخص فقد رشده واصبح غير مسؤؤل عن
الحياة التي بين يديه .. حتى يقضي الله في امرهما ...


*******************


خرجت من حجرتها .. بعد ان ملت في معاوده الاتصال ولاتلقى مجيب.. انشغل بالها به وبصاحبه ..
وقفت مكانها وذهلت .. جالس بإسترخاء .. عيونه مركزه على نقطه بعيده و يبدو عليه الشرود ..
اقتربت وقلبها تتصاعد دقاته ..خوف من القادم همست بحذر : مطلق ..
استجاب فورا ولكنه لم يعطي جوابا اكتفى بالنظر .. جلست وسألت بخوف : دقيت عليك اكثر من مره ولكن مارديت
طمني كيف صار ناصر ؟
انعقدت حواجبه وجاوب بشرود : بخير ..بخير ..
مدت يدها بدون اوامر عقليه ولامست خده.. فانصاعت ملامحه بلين تحت نعومه يدها .. و اختفت تلك القسوه التي
كانت تومض في عينيه .. ارتاعت من نظراته وسألته بلطف : مطلق .. فيك شيء ؟
مسك يدها و ثبتها على خده .. اخذ نفس عميق من صدر ضايق : ودي انام .. حاس اني تعبان .
وقفت بسرعه و شدت يده : طيب روح ..نام على السرير ..
رمى بشماغه .. و قال : لا ..بنام هنا حتى يأذن الظهر .. .. لازم اروح الشركه . ..
جلسها مكانها وارتخى راسه على فخذها و اغمض عيونه بدون مقدمات
وكمل بهدوء وكأنه يغط في نومه : عندي شغل كثير ....كثير
عجبت لامره ..يتصرف دائما بعفويه ... تضخ في قلبها السعاده ..
لايفصح عنها بالكلمات .. يفضل صمت المشاعر و تترجمها الحواس بدون عناء منه ..
بعض الاحيان تحتاج لتفسيرها لترضي فضولها و تغذي غرورها ولو قليلا بوجود شخص تهتم لامره
وتريد ان يهتم بها بطريقه واضحه... تفهم معانيها بدون ان تتوغل في المجهول و تحلل هذا او ذاك ...
تخللت شعره بأصابعها بلطف .. وابتسمت لافكارها المتغزله في كيان رجل هو الوحيد الذي شعرت نحوه
بمشاعر جارفه وان كان ذو مزاجيه متصلبه ..فلقد راق لها رغم كل شيء .
دخلت سمر بسرعه ..وعلى طول اشرت لها ليلى بالهدوء .. ابتسمت سمر واخفت استغرابها ..وان شعرت بالخجل ..
اخوها بشكل غير مألوف .. ماعمرها شافته نايم بطريقه بريئه ..
همست : خير وشفيه مطلق ؟
اشرت ليلى بإستحياء على راسها واوحت لسمر بأنه مصدع ...
عجلت في فكرتها علشان تتخلص من فضول سمر وترتاح من إلحاحها ...
تنفست الصعداء ..لخروج سمر و رجعت لخيالاتها المصنوعه من ظلال تقبع تحتها بكل اريحيه ..
و تساءلت هل كل النساء مثل حالها ؟ يشعرن بأن بركان عواطف هائل يخمد ويثور داخلها ..
يارباه كم هذا محير ..كم كبير من المشاعر لاتستطيع فصلها عن بعضها البعض .. قلبها يرتعد بين جوانحه
دبيب يسري في عروقها و يجعلها ترتعش..
هل حال كل النساء مثل حالي ..اما انا مستثناه من بينهن ..؟
هل تفصح الواحده عما يعتلي بداخلها ..لمثيلاتها ؟
هل بالامكان ان تفسر مشاعري الدخيله تلك بمعاني واضحه تضعني على الطريق الصحيح
ما بال كل افكاري تسأل نفسها ولا تجد جوابا يسد فراغاتها العميقه ..
لحظه... بلحظه ..
سأفكر جيدا ..هل احتاج لورقه وقلم ..لاشرح مابي وافسر كل شيء على حدة
ام سأحتاج ااستشاره صديق ليفتيني في امري .
حراره تلهب جسدي ..و قشعريره تهز عمودي الفقري ..و نسائم تجعلني ارتجف في عز الدفا
هل هي علامات الحمى ؟
حمى !!! اي حمى تلك تصيبني فقط عندما اراه من بين البشر ..
فقط عندما تقع علي عيناه ..اود لو اكون زهره ..يمر بقربها و يشم شذاها
اريد فقط ان يراني زاهيه بروعه الربيع و خيالاته البديعه ...
عندما اسمع صوته ..او اشتم رائحه عطره العابثه في الاجواء تصيبني هزات لا يقيسها احد سواي ..
غرور ..هل هي من اعراض مرض جسدي ام نفسي
استعشر الغرور ..و تصيبني ملكه حواء عندما ارادت ان تملك الجنه و آدم بين يديها لابد الابدين ..
رجل متكامل ..تملأه العيوب لو تعلمون ... في نظري كاملا و لو امتلأ بالثقوب
اواه يارباه ....فأني غارقه في حبه حتى النخاع ..
غارقه في بحر عواطفي ناحيته .. كم هو مؤلم ذلك الشعور .. تشعر بأنك لاشيء امامه
قوي وعاصف وهالك للاعصاب ... مدمر اذا احتل القلب وعبث بخيوطه جميعها ..
هزت رأسها بعنف ..واغمضت عيونها وكأنها تريد ان تطمس تلك الافكار العابثه براحه بالها ..
ابتسمت لتمحي ما دار في عقلها ... انفاسه الرتيبه الهادئه دليل على نومته العميقه ..سعدت لراحته
وان شعرت بالخدر والجمود في اطرافها ... لكنها لم تتحرك فأنست للنوم رفيقا لها معه ...



****************************


لم تعلم كم من الوقت قد مضى وهي تلوذ بالنوم في مساحه صغيره .. لكنها استيقظت وحيده متعرقه
خائفه .. بعد كابوس قد اطبق عليها ... التفتت حولها لتجد نفسها بمفردها .. لهثت انفاسها .. وصعبت عليها ..
سمعت صوت الاذان.. فاارتاحت .. وارتخت على الكنبه .. فخرج مطلق من الحمام .. عاري الصدر و حاط منشفه
تصل لركبته .. وقطرات الماء تشق طريقها من اعلى جسمه ... طالعها بريب .. وجهها شاحب وجبينها مضبب بالعرق
وانفاسها متسارعه ... اسرعت خطواته بخوف وسألها : علامك ... وشفيه وجهك ؟
اغمضت عيونها و اشرت له على تنفسها .. وقف بإرتباك .. و دخل الغرفه ... حاس في الاغراض بفظاظه
ابتسمت لانه مايعرف مكانه لكن في النهايه شافته يركض حافي ناحيتها ... اول ماناولها البخاخ استخدمته على الفور
انتظرت حتى يسري مفعوله ... و ابتسمت له بإطمئنان ..
سألها بلهفه : كيف صرتي ؟
وقفت وابتسمت له : الحمدلله انا طيبه الحين ..
جات بتمشي من جنبه لكن مسك يدها : ماتبين اوديك الطبيب ؟
: لا مايحتاج .. هذي حاله ضيق تنفس عاديه .. اذا كان كل مره بتوديني المستشفى اذا تعبت .. عز الله شاب راسك ..زياده .
رفع حواجبه وشد على يدها مع طيف ابتسامه على وجهه : زياده ... قصدك اني شبت يامدام ..
ضحكت بخفه واخفتها بيدها ... و احتجت بعدها : لا ابد .. انت شيخ الشباب .. لكن تعبير على انك بتتعب ..
غرق في ضحكتها المغريه ... و تأملها .. حاولت تنسحب من يده .. لاحظ عليها الخجل بعض الشيء ..
شدها ناحيه جسده ..لتختفي في ثنايا جسده العاري .. احتضنها بكل رقه .. ..
وقال : لاتخوفيني عليك مره ثانيه ... عض شفاته وكأنه ارتكب غلطه فادحه .. و ارتعشت عضلاته
ادعى القوه وهي بين يديه وانه غير مبالي .. كعادته ..يبني قشوره الصلبه حول نفسه..
شهقت بإثاره مكبوته .. و تفاجئ سيطر على مشاعرها ..لاول مره يعبر عن عاطفته بصراحه ..
انتعش جسدها و خرجت متاعبها من مساماتها الواسعه .. وان تقلصت عضلاته ..تعرف انه شاق عليه الاعتراف
فهي كما تعرفه.. رجل صعب يحسب لكبرياءه الف حساب ..مبطن بمئات الخلايا المتصلبه التي لاترق بسهوله ..
تركها بسرعه و قال بحده يحاول يكون فيها عادي ... : عن الدلع .. بتقوم الصلاه وانتي مأخرتني .
ابتسمت من خلفه .. وان ازعجتها طريقته الفظه .. لكنها في قراره نفسها ان مايفعله اويقوله يزيد من حجم
ما تكنه له في قلبها ولا يتنقص منه ..



*************************


كما اعتقد بالفعل .. اصبح محط انظار الجميع .. الجده والاخوات .. وحتى سلطان المذهول الذي تركه قبل
ساعه .. لم يترك اي اثر للتعاسه .. خبأها كلها لنفسه ولن يشاطرها مع احد غيره ..
ابتسمت سلوى و قالت بلهفه : والله زين مااخترت يا سعود ..ربي يبارك لك ان شاء الله ..
هند بفرحه : ياي .. يعني قريب بيكون فيه زواج عندنا ..
سلوى : ان شاء الله .. وزواج مين ..سعود بن احمد بن عزيز السلطان .
عبست الجده و اكتفت بالصمت..
تكلمت العمه فاطمه بعد سكوت طويل : الله يقدم اللي فيه الخير .. لكن قبل يومين نويت انك تاخذ بنت عمك
ويش اللي جرى لك ؟
فأعقبت عليها الجده وكأن فاطمه اعطتها تلك الانطلاقه السريعه : ليش يايمه وشفيها بنت عمك ؟ مااقول
ان نجمه فيها خلاف .. لكن خبرني يا ولدي وشفيها .. سمعت عنها شيء .. ولا هي ماتريدك ؟
ارتجفت يديه .. و تيبس حلقه .. شعر برغبه في الهروب ..
تدخلت سلوى بطريقه دفاعيه : بسم الله ..وشفيكن ؟ ويش تفرق نجمه عن الثانيه .. كلهم بنات ناس و محترمات
لكن النصيب .. ريهام ماشاء الله ماهي بايره كل يوم يتقدم لها واحد ...
قاطعتها الجده : البنت لولد عمها ... وين بتروح عنه ؟ هو احق فيها
سلوى : ليش ؟ هي قطعه ارض ولا نعجه تسوقونها بدون شور .. البنت عقلها في راسها وتعرف تقرر ..
تدخل سعود بهدوء مع ابتسامه عرفان اهداها لاخته : يا يمه .. البنت ماتريد تتزوج الحين حتى تخلص جامعتها
وانا مستعجل ودي اتزوج بسرعه .. وعلى قوله سلوى ويش تفرق نجمه عن الثانيه .
شد من قبضته كنهايه يتمناها.. لما لايسهلون عليه الامر .. ويتركونه يمضي في تعاسته بمفرده ..
سألته سلوى : قلت ل ليلى اكيد طارت من الفرحه ..
: لا باقي ..قلت اخبركم انتم بالاول .
نطت هند لعنده وقالت : الله يخليك .. انا بقولها الخبر .
شدتها سلوى من شعرها وقالت : لا انا الكبيره .. واعرف اتصرف .
ودخلت الثنتين في نقاش حاد ماله اي نهايه ..
فصل سعود بينهم وقال : ولا واحده منكم .. انا اللي بخبرها ..
طالع جدته وقال بإحتياج : وانتي ياجدتي .. ماودك تسمعيني دعوى يسر لها القلب وتشرح الخاطر .. يعني ماتبيني اتزوج
ابتسمت الجده بحزن و قالت بصدق : لا والله ياولدي .. اني فرحانه لك .. انا من لي غيرك ياسند ظهري .. جعل يومي
قبل يومك ياولد الغالي .. ربي يسعدك ويهنيك ..ويرزقك بالزوجه والذريه الصالحه ..
قامت فاطمه قبل يسمع مباركتها ...
ابتسم بتفاؤل محاول ان يطرد غمامه اليأس و التشاؤم التي ظللته .. هو رجل لاتعسفه الظروف سيكون مثل غيره
لن يموت ان لم يتحقق مايريده .. الزواج بعض الاحيان ليس لتحقيق غايه او طموح يرتجيه .. او نهايه تقليديه لقصص
الحب .. ما كان يريده لن يظهره الزمن عيبآ و عارآ على رجولته ..
بل وسيله في بعض الاوقات للراحه والاستقرار والعيش فيما يرضي الله .. فالرجال جميع ينهجون نهجه ولايبالون ..
وهو ايضا لايبالي .. و الدليل القناعه بعد ان همس لنفسه برخاء ينعش روحه : الله يكتب اللي فيه الخير .


************************************



عوض الساعات التي انقطع فيها عن العمل ... و كد حتى الثانيه عشر والنصف ... ولم يبالي
لم يخطر بباله انه سينغمس دون ان يدرك الزمن ..
تأفف بإنزعاج لانه خرج عن وقت الدوام الرسمي و اخل بنظام الشركه وان كان المتواجد الوحيد مع
مدير الحسابات والسكرتير ..
ارخى نفسه على الكرسي بتقلص وارهاق .. .. بعد اعطى الاذن لمدير الحسابات بالانصراف ..
دخل طلال : استاذ مطلق ... الوقت تأخر ..
دعك جبينه و قال بتعب : دقايق اراجع بعض الاوراق المهمه .. انت تفضل روح البيت ..و اعتذر عن تأخيرك .
ابتسم طلال : لا ابدا مافيه مشكله .. لكن بكره جدولك مزدحم .. فيه موعد مهم مع مهندسين المشروع لازم تحضره
لانه تأجل اكثر من مره .
رفع رأسه بإبتسامه مرهقه : شكرا ياطلال.. تقدر تروح .. نلتقي بكره بإذن الله .. مع السلامه .
: مع السلامه ..
انتظر حتى انقفل الباب .. وطلع جواله اللي قفله بعدما دخل الشركه .. .. انهالت عليه الرسايل

آنَا آحبّك " ,
وَ لِـيْ فِي شُوفِتِك غِيْر آلعُمِرْ عُمْرِيْن ,
آنَا مِنْ كِثْرِ مَا آشْغَلْنِي خَيَآلِكْ ,
بِيْنُهُمٍْ سَــآرِح

ارتفعت حواجبه بدهشه و غيظ .. بعيد عنها في تلك الساعه .. ود لو يرى معاني تلك الكلمات حتى يستكين
قلبه عن النبض المجنون ان يفهم كيف تكون رسم الكلمات على لمح المشاعر ...
انتفضت حواسه و.. ابعد الجوال عن مرمى يده .. فأنتفض قلبه برنين رساله اخرى
شد قبضه يده و اكتفى بالتحديق ... و خانته قوته القصوى.. ممسكا بجواله .. يحاول تنظيم انفاسه وضبط اعصابه
كرجل راشد لا تخونه ثقته في نفسه ..

ليه ما ارتآاح الا وانت جنبي !!
ولما عني تروح اتعذب واعآااني
بكل صراحة عنك انا مليت اخبي
بجد ابيك وما ابي انسآن ثاني ..~


ودي تعرف عن مدى احسآسي وحبي
بس كل ماجيت اعبر ما امدآني
ابغى اقول انك سكنت { وسط قلبي }
واني اتنفس عشآانك موعشآني ..


ارخى عضلاته المشدوده بإتسامه كبيره .. تظهر اسنانه و تخفي حقيقه مايشعر به ..
هل حقآ كانت ستجرؤ ان ترسلها وهو امامها ... او تتفوه بالحقائق بدون عناء
لكن الا يعرف معنى تصرفاتها.. انصياع حواسها و خجلها وهي بين يديه ..
لؤلؤه عينيها الراقصه و مزيج المشاعر فيها ..

"آنا آحبك "
ماذا تقصد بهذه الكلمه .. وهل تعنيها ؟ هل تجدني شخصآ محبوب .. تفتقده و تشعر بغيابه
قام من مكانه .. مسير الخطوات بقوى عقليه خفيه .. يداري شعوره بالامبالاه كالعاده ..
يرافقه شوق للقياها ... ألم تكون معه طيله النهار .. ألم ينم في حضنها .. و كأنها ملاكه الحارس
لم تغب عنه .. صحيح هو يفقد تذكرها في غمره الانشغال
لكنها تعود وتطل عليه بصورتها الروعه ..هناك خيوط تجذبه نحوها ..كل مافيها يشغل بالها ويؤرق افكاره ..
اشتد طوله في لحظه تعقل و تدراك نفسه ... لوهله جرفته مشاعر مراهقه لم يدرك معناها .. ليس هو
يشعر بأن روح غريبه قد لبست جسده .. وغمرته بالضياع في واقع هو من رسم خطوطه الثابته ..
ومشى في دروبه الواضحه بدون علامات فارقه او مفترق طرق تضيعه في متاهات مجهوله ..


*******************************


قطعت الغرفه بالذهاب والاياب حافيه ... بروده اعترت جسدها العاري تقريبا تحت الحرير القاني
وسماكته الشفافه... ضربت رأسها بقبضتها .. وشتمت نفسها.. غبيه .. غبيه ..
يعني لازم ارسل رساله ... اصلا تعرفين انه مابيرد عليك .. وانتي هنا آكله نفسك بالشكوك
يارب حاسه اني تسرعت .. مالها داعي من الاساس ارسل ..
طلعت مذكراتها و استلقت على السرير .. راقبت الساعه ... وعقرب الدقائق قد استقرت دقاته على رأس الساعه
الواحده تمامآ.. تأففت بضجر و كتبت على رأس الورقه....

" دقات قلب "

ابتسامه عاشقه
و قلب يخفق بألحان شاديه في فجر كل ليله
لا يعرف السكون او الركون ..
انتظار متواصل و لحن يعزف على اهبه الاستعداد
عيون عمياء تطارد وهما او اسرابا
او حتى حلما كضوء شارد ... في سراديب الظلام
يبني قصورا في غباب الظلمات ..
و يمد جسوره في عالم الخيالات المرسومه على لوحه بيضاء بلا وعي و ادراك
همسه لا تنسى
و صوره حفرت في الذاكره
حلم عنيد ... محارب لا يعرف الهزيمه
قاسي لا يهاب الدموع و لا يجثو عند خيانه المشاعر
يسكن متربعا على ضفاف قلبي
مسيطرا على جيوش المشاعر المرهفه ..




مع كل كلمه كتبتها .. اغرقت عينيها بالدموع ... لما تتأثر بما تكتبه ؟ و كأنها تمتحن صدق كلماتها
ابتسمت لنفسها و استرخت بهدوء على صفحه مذكراتها التي مهما كتبت فيها لاتصف ما تشعر به
لاتعلم كم من الوقت قد مضى ... لم تشعر إلا بالدفتر قد سحب من تحتها ... فأفاقت من احلامها
اتسعت عيونها وجلست بسرعه .. اعترتها تلك الرعشه لتهز مكامن قوتها وضعفها ...
ابتسم على شكلها المسكينه .. رغم ان ظل عشر دقايق يتأمل فيها ..وهي طبعا ماحست فيه ..
رمى بجسده المنهك مع اهه طويله على السرير وقال : غريبه سهرانه لها الوقت ..
ناظرته ...رومقت دفترها بسرعه وحاولت تأخذه وهي ترد عليه : ما جاني نوم ...لكن توي كنت بنام ..
رفع الدفتر فوق وابتسم : لها الدرجه الدفتر مهم عندك ؟
جاوبته بسرعه و بتذمر : دفتر مذكراتي .. اكيد مهم عندي .. ارجوك رجعه لي ..
رفع حواجبه بغيظ : ما عندي مانع خذيه بنفسك ..
حاولت تصل له لكن كان يرفع يده ويرواغها .. ففقدت توازنها و طاحت على صدره ..
تأوه بألم مع ضحكه ... قالت بإنزعاج على شكلها ..قربها منه جعلها مرتبكه : تستاهل .. اعطني الدفتر بسرعه
لف يده حول خصرها وثبتها على صدرها : وشفيك ترتجفين كذا .. بردانه..
توهج وجهها بالحمره .. و قالت : شوي .. بتعطيني الدفتر ولا لأ ؟
رفع خصله خلف اذنها ومرر يده بتكرار على ملمس شعرها وقال : خلص .. لكن في الاول تقولي ليش هو مهم لك ؟
حركت اصابعها على ازرار ثوبه وجاوبته بإبتسامه خجوله : لان فيه كل لحظات حياتي .. و ذكريات طفولتي ...
استغربت صراحتها العفويه معها والتعامل بدون حواجز لكن كل هذا جعلها مرتاحه .. و شفافه..
هز رأسه بإقتناع وقال وهو يحاول يتفح الدفتر ..: اوكيه ..بفتح على اخر صفحه اشوف ويش كنتي تكتبين ..
صرخت بخوف : لا ..
طالعها بفضول ملح .. فأكملت برجاء : هو عادي طبعا ..لكن .... الصفحه الاخيره ماتخصني ..
اتكى على يده وابتسامه غامضه على وجهه .. فحب يرحمها وقال : طيب .. خذي دفترك ...

وقف و مد يده بالدفتر وقال بجديه سيطرت على كلماته : كان بإمكاني اني اقرا الدفتر .. لان مافي اسرار
بين الزوجين .. لكن بترك على حريتك ..
بان عليها التردد فرفع الدفتر وقال : كلامي صحيح ..؟
خطفت الدفتر بسرعه : صحيح .
: انا باخذ لي دوش .. لاتنامين ابغاك في موضوع خاص

عدلت نفسها واخذت مكانها في السرير وتمنت يجيها النوم ..لكن حاسه اليوم ان ماعندها اي رغبه في النوم بتاتآ
غريبه ماجاب طاري الرسايل .. حست بخيبه الامل .. يعني مااهتم مثل العادة .. اهم شيء مايعرف اي شيء عن
مشاعري ناحيته .. لازم اكون عاديه معه .. يعني بيفرق شي ياغبيه .. الحال مثل الحال مايتبدل ولا يتغير ..

ماذا تحاول ان تفعل ؟
هل ستتخطى ألسنه النار التي اوقدتها بنفسها و تدعي انها تجيد القفز من فوق الحواجز ببراعه ..
حمقاء..هاهي توقع نفسها في شرك افكارها الساذجه ..
هو رجل لا تقيده املاك خاصه ..ولاتحرره منها كلمات موثوقه ...
هل كانت تريد ان يأخذها بالاحضان ويؤكد لها انه علامه مسجله و ابديه لها.
هل كان سيهز رأسه ويقبل بشكل عادي ؟ ألم تعرفه كفايه
والم تعلم ان هناك شتان ما بين حواء وادم في كم وكيف العاطفه التي تحتويهما ..
ماذا تريد..؟ يختلف البته عما هو يريد ؟ ولن يقول ..
جلبت لنفسها خيبه امل و ألم انكسار لعواطف لا تعرف الاستقرار داخلها ..


ابتسمت لخروجه السريعه ..و قلبها يخفق .. شكله رجع له ذكرى شخص حبت تطمسها كلها بمعالمها ولكن ماقدرت ..
تخدرت حواسها .. و طافت عينيه على تقاسيم وجهه .. وعلامات رجولته الطاغيه ..
مازال يقرأ تلك التعابير التي تذهب و تجيء على صفحه وجهها ... دعك راسه بإرهاق واضح عليه
سألته : انت بخير ؟ كملت بتوبيخ : شعرك مبلل والغرفه بارده ... جفف شعرك بسرعه
تنهد بتعب ..ارتاح على مسند الكرسي و تجاهل كلامها ...
تأففت .. اخذت المنشفه واقتربت منه .. و جففت شعره ... وهو مغمض عيونه و مسترخي ..
ابتسمت لما شافت اساريره انفرجت ولانت ملامحه المرهقه ..
سأل بهدوء : ليلى ...كم مقاس جزمتك.. قالها بطريقه عاديه ..فاجآتها
تركت تجفيف شعره ...و جاوبته بشك : مقاس ؟
: ايه مقاس ..
رجعت خصله وهميه لخلف اذنها .. .. و دارت نص استداره : 38 .. ليش تسأل ؟
وقف لها و دخل سريره وقال بإبتسامه راحه : حاجه في نفس يعقوب ..
اقتربت و عندها فضول كبير ... و سألته بإلحاح : طيب قول لي بسرعه ... بتشتري لي يعني ؟
ضحك وغمض عيونه متجاهل إلحاحها ... : بكره اقول لك ... إلحين تعبان ..
... تنرفزت من بروده و عدم اهتمامه ... وهزته : لا .. ماعندي صبر حتى باكر.
مسح عيونه بإرهاق : انا تعبان ... قفلي على الموضوع ..
قاطعته بحزم وكأنها تنتقم من لامبالاته معها : لا.. مابقفل عليه ..
رفع حاجبه الايمن دليل على تغيرمزاجه : ماتلاحظين انك اعطيتي الموضوع اكبر من حجمه ... سألتك سؤال
وانتي جاوبتي عليه ..
ردت بإنفعال مع ابتسامه خجوله : لا ابدا ... بتقولي ولا والله ما اخليك تنام ..
ضحك وسحبها ناحيته وقال : انتي متى خليتيني انام ... دائما مزعجه ..
شهقت و ضاقت عيونها و قالت بسرعه : حرام عليك ...
لف يده حول خصرها ... وقال وعيونه مغمضه : خلاص ..بقولك ..ناصر شاف واحده يوم العزيمه .. و ماعرف عنها
غير رقم الحذاء ..
استغربت ... طالعته بجديه وقالت : طيب ويش يبي منها ؟
: الاخ يقول انه حبها من اول نظره ... حتى انه شبها بـ سندريللا
ضحكت ليلى وقالت بإعجاب : سندريللا .. شكله رومنسي .. والله ياحظ اللي تتزوجه...
فتح عيونه ... وطالعها بتفكير ... فبادلته النظره بإستفهام .. : وشفيك ؟
: قفلي النور ... ودي انام ..
استغربت تغير نظرته ... كأنه متضايق ... قفلت النور .. وواجهته .. واستمعت بهدوء لانفاسه
وكأنه غط في نومته ... ابتسمت وكأنها تذكرت شي

( ليلى :سمر عن اللقافه ماتشوفين البنت ..ادخلي ياوداد ماعليك منها .
وداد : كل كوم واللي شافني طايحه كوم ثاني ...ياني اعتفست و تفشلت ..
ليلى .. : مين شافك ؟
وداد : والله ماادري ..لكنه عديم ذوق و قليل ادب اكيد ..قعد يضحك علي ولا همه شيء ..)

اقتربت منه وهمست له ..: مطلق ..اظن اني اعرف من اللي شافها ..
لوت فمها وطالعت السقف ورجعت تبتسم ... فكرت في وداد ..
وداد طيبه وحنونه ... و اظن انها تنفع لناصر ..
يعني ناصر محتاج لواحده مثل شخصيتها ...
سمعت صوته يقول لها : انتي ماودك تنامين ...
اتكت على يدها و قالت : كنت تسمعني .. اقولك اعرف سندريللا اللي يدورها الامير ..
تنهد بتعب وقال بدون اهتمام : خلاص بكره ..كلميني عنها .. نامي
نادته بإهتمام : مطلق ...
تبسم في الظلمه .. طول الوقت كان يراقبها ويدعي النوم ... بالفعل مزعجه
كيف ولا وقد نبض عرق مزعج في صدغه .. عندما امتدحت ناصر تركت له كل الحظوظ ..
وهو عن منأى عن عالمه ذاك الرومنسي ... المخادع
سلب كل تفكيره من اجل حذاء .. ما دهاه ؟ و ما سبب اهتمامها ؟
رفع نفسه لمواجهتها ... و قال بخبث : انتي ماتسكتين .. لكن عندي طريقه فعليه تنفع معك ..
ستدعي انه اجتذبها هو .. لكنها سلمته نفسها .. مبطنه تلك اللهفه التي اشتعلت في عينيها ..
فأطبق على شفتيها مقبلآ بشغف .. واحتوى روحها قبل الجسد .. متكاسلآ
متجاهلا ذلك التعب الذي ارخى عضلات جسده ..
نهمآ على المشاعر التي احدثت نقلة فوريه في حياته ...
لاتهمه سوى متعه اللحظه ... هي و هو ولا احد سواهما
لا سندريللا ولا الامير العاشق الذي ندم اشد الندم لذكره قصته الغبيه ..
فانسدل الليل في ساعات الفجر الاولى وكأنه للتو قد إبتدأ ..





القاكم ...فكونوا على الموعد
دمتم بخير اعزائي




كبرياء الج ــرح 29-12-10 02:40 AM

البارت التاسع والعشرون :






بدايه يوم قد سطعت فيه شمس الارض من المشرق ... و على بلاد الشرق قد بدأت معترك الحياه
من اجل الحياة ... هكذا تسير الايام برتابتها المعتادة ... نتقاسم مع الاخرين حياتنا .. و نعيش
وفق المعقول لاإفراط أو تفريط ....

منتعشه ... نديه في صباحها الباكر .. وكيف هذا وقد اصبحت لياليها تسقيها من الشهد الكثير
و لحظاتها معه لاتقدر بوصف كلمات او جمله معاني جزيله ... لن تتقاسمه مع احد ..
لاتعطيها حقه ذلك الينبوع الذي تفجر داخلها كان هو مصدره الحقيقي ....
اصبح ينسل يسيرا بدون عناء الى قلبها ... كل يوم تكتشف شيء جديد ..
لم تكن مخطئه عندما اعتقدت انه رجل يختلف عن سائر الرجال وسوف تقسم بأنه غيرهم ..
ولو وضعوا الجنس الذكوري في مواجهتها فلن ترهق نفسها البته ..
فمن غير الانصاف ان تشمله بالمقارنه ..
هاهي انفه الحب قد شمخت في سماء دنياها ... راقيآ بأجمل المعاني و اصدق المشاعر ..

خرج بسرعه وهي تلاحقه بعزم ان تنهي الموضوع الذي اسرها طيله الليل حتى انهاه هو بطريقته الخاصه
: مطلق .. لحظه ..
راقب الساعه وانتظر وصولها .. ابتسمت : مطلق ... بتقول لناصر عن البنت ؟
: اوكي اذا رجعت ..
تنهدت ومشت معه لحد السياره ..: ليش مو متحمس لصديقك الامير ؟ اكيد بتتحسن حالته ؟
كشر في وجهها وقال : والله كرهت قصه سندريللا بصراحه .. الله يسامحك يا ناصر .
: هذا لانك مو رومنسي ......... و ضحكت عليه رغم امتعاضه .
طالع ناحيه الملحق و بأمر اشار ناحيه البيت : ادخلي البيت بسرعه ..

اخفت ضحكتها و اطاعته دون نقاش ... لانها تصل لنقطه تشعر فيها بأنه لايحتمل المناقشه ..
يبدو جدي الملامح .. عاقد العزم دائما على الا يتخطى حدوده القديمه الباهته التي يقفز من فوقها
في بعض الاحيان ويعيش المجازفه ...

راقبها حتى اختفت عن انظاره وشق طريقه ناحيه الملحق .. دخل متذمر من قصه سندريللا والامير
في باله بيتخلص من الموضوع كله مع صاحبه .. علشان يريح راسه ويريحها بعد .
اول مادخل شافه نايم على الكنبه ..التلفزيون شغال ... ابتسم على شكله .. و تذكر ايام الجامعه
والسهر مع بعض ... قفل التلفزيون ... واقترب منه ..
هزه بشويش ..لكن ناصر قام مفزوع .. جلس بصعوبه ... و تنفس بإرتياح لما شاف مطلق ..
ارخى راسه على الكنبه وقال : مطلق .. انقذتني من كابوس فظيع ..
تنهد مطلق بضجر وهو يجلس وقال : خير ان شاء الله ..
انعقدت حواجبه وقال بتمهل وهو يتذكر : شفت سندريللا ..
وقف مطلق وقال : يا ذا السندريللا ناشبه لي نشبه ... قول بسرعه انا مشغول ..
كان يلاقي صعوبه في التذكر .. لكنه قال بعد مدة : شفتها كانت واقفه قدامي لابسه فستان زهري ...
كنت ألبسها نفس الحذاء اللي معي ..... و فجأه ابتسمت ..و تركتني ...
ناظر مطلق بإستغراب و كمل : غريبه .. سندريللا ما تترك الامير لما يلبسها الحذاء .. صح يا مطلق
تجهم مطلق ... و قرر ان يخفي عليه التطور الجديد في قصه سندريللا و معرفه ليلى لشخصيتها ..
الحذر من الوقوع في الصدمه والارتداد بعد كومه من الخيالات المزعجه ..
عدل شماغه وقال بإستعجال : ماادري عنها .. يمكن راحت تجيب فردة الحذاء الثانيه ...
رغم ان مأساه صاحبه لا تفرح ... لكن ضحكه ناصر ابهجته على الاقل ...
وقف ناصر بصعوبه ومشى ناحيه غرفه النوم .: صراحه مافيك خير .. تيسر لشغلك ودي انام ...
وقبل يدخل كمل بتذمر :ايه تعال ... يااخي طفحت من كثر السوائل ..... قول للاهل يجيبون شيء يسد جوعي ..
ابتسم مطلق وهو يفتح باب المحلق .. وقال بدون يطالعه : نحن نتبع اوامر الطبيب ... مع السلامه
كشر ناصر في مكان مطلق الخالي .. وقال بقهر : مسوي فيها حريص .. .. لو بيدي دخلتك مستشفى المجانين
و قول بعدها نتبع اوامر الطبيب ...


*****************************


جلست مع خالتها والابتسامه ماتفارقها .... تأكل بشراهه غير معتاده ..
ولم تنتبه للاعين المعجبه التي تراقب ...
رفعت رأسها فجأه ... و اكتسى وجهها بحمرة مفرطه ....
نطقت ام مطلق : الله يهديه مطلق كان افطر قبل يمشي..
و كأنها حست بشيء ... ترمي بكلمات الاشتياق الواضح والملموس ...
جاوبتها : كان مستعجل ... يقول عنده شغل كثير ...
: الله يقويه ... إلا خديجه ارسلت لناصر الفطور...
ردت بحزن : والله حالته تحزن .. كل وجباته شوربات ..
: ربي يسعده ويرزقه بواحده مثلك ...
ابتسمت ليلى وجاوبت بتفاؤل : ان شاء الله واحدة احسن مثلي . ..
قاطعتها رساله الجوال ...فتحتها... وابتسمت .. كانت رساله من نجمه
تبلغها بأنه ماعندها رصيد وتنتظرمكالمتها ...
دقت عليها بلهفه ...وانتظرت حتى ردت ..
ليلى : صباحك فل ..
نجمه بصوت متعب : من وين الفل ياحظي ..صباح الخير
حست ليلى بتغير صوتها : خير يانجمه وشفيه صوتك ؟
:تعبانه .. مسكتني سخونه و مابتفارقني ..
: ألف سلامه عليك يالغاليه .. انا اقول ما رديت علي.. والله اني مقصره في حقك
: اكيد مقصره ... إلتهيت في بعلك و تركتي صديقه الطفوله ..
ضحكت ليلى و قالت : نجمه عن اللقافه ... مريضه و لسانك باقي طويل ..
نجمه : اذكري الله ... لاتحسديني ..
ليلى : لا إله الا الله ... الله يعين خالتي ام صالح عليك ..
: الله يعينها صح .. البارحه صالح قال اني في ضيوف بيجون عندنا الليله .. وهي مسكينه ما ارتاحت .
ليلى بخباثه: لايكونون خطابه ..
ضحكت نجمه وهمست بصوت منخفض : من فمك لباب السما... لكن والله ما ظنتي ..
ليلى : استحي يابنت وقومي ساعدي امك... مافيك الا العافيه .. وكلميني اذا راحوا ضيوف اخوك
نجمه : خير ان شاء الله ... يالله ما اطول عليك ... سلمي على سموره .. مع السلامه..
: انتبهي لنفسك .. مع السلامه..

ابتسمت و قالت بصوت مسموع : الله يرزقك يانجمه ويسعدك ان شاء الله ..
تدخلت ام مطلق : هذي رفيقتك ..
: ايه هذي هي .. تقول انها مريضه شوي ..
ام مطلق : ربي يعافيها ..
ليلى بصدق : امين يارب ..





*****************************




دخل زياد بسرعه .. اليوم تأخر عن شغله على غير العاده ...
لكن سيارته تعطلت دون سابق انذار في منتصف الطريق ..
واضطر انه ياخذ تاكسي وعلق في الزحمه بعدها ...
اول مادخل .. ضبط شماغه وسأل طلال : بدأو الاجتماع ؟
ابتسم طلال وقال : صباح الخير استاذ زياد ..تأخرت ..
تنهد زياد : الله المستعان .. سيارتي تعطلت ..
طلال : من حسن حظك ..تأخر الاجتماع شوي ... لكن تفضل غرفه الاجتماعات ..
ارتاح زياد و انشرحت اساريره ..فجلس بإرتخاء وقال : الله يبشرك بالخير ... ويش سبب التأخير ؟
طلال : الاستاذ مطلق ..
بحلق زياد فيه بعدم تصديق وقال : خير ان شاءالله ...
بمجرد انتهاء الجمله دخل مطلق .. بشخصيته الفريده .. اعطى نظره سريعه للاثنين وقال بأمر
: طلال .. استدعى الجميع لغرفه الاجتماعات .. ..
ناظر لزياد وكمل : تفضل معي استاذ زياد .. اعتذر عن التأخير ..
ابتسم زياد بتوتر ..: لا ابدا مافي مشكله ماوصلت الا قبل خمس دقايق..تعطلت سيارتي في الطريق ..
و اخذ يتكلم براحه .. وفي داخله اعجاب كبير بشخصيه مطلق .. مسيطر ومتواضع
هاله من القوه و الخبره والثقه بالنفس محيطه به ... مما يكسبه هيبه واضحه تجعل الاخرين تحترمه ..
ولاتخافه ....
اول ماجلس .. انطلقت نغمه جواله ... أغنيه لإحداهن نانسي عجرم ام أليسا رفع فيها مطلق حواجبه
بإستنكار لتلك الكلمات المزعجه للاسماع ....
ارتبك زياد وضغط على انهاء المكالمه بسرعه مع ابتسامه اعتذار ...
:بإمكانك انك ترد على المتصل ... عندك وقت ..
لكن زياد غير رأيه ... لما شاف المتصل سلطان ... ارجى الرد لبعد الاجتماع
اغلق جهازه وقال : مايحتاج ... هذا واحد من الشباب ... بكلمه بعد الاجتماع ..

تشاغل مطلق بالاوراق اللي معه ... في انتظار بدء العمل .. .. فأعلن جواله حاله الطوارئ
اخرج جواله.. ليرد بآليه : نعم ...
تكلم بأريحيه وهو يوقف : هلا يمه .. آنا في المكتب ... خير في شي ؟
اقترب من النافذه و كمل : على راحتك ... ماعندي مشكله .. خلاص ... مع السلامه ..
قفل جهازه ... وظل واقف مكانه لحتى انفتح الباب و دخل طلال معلن بدء الاجتماع ..




******************************





جلس لوحده .. بعدما قلت اجتماعاته مع جده.. عنده احساس ان علاقته بجده اصبحت فاتره بعض الشي
يقضي الوقت الكثير مع سلطان و كأنه بطريقته يعاقبه على ذنب كان مقصده و نواياه خيره ...
تأفف ..لمهمه قادمه صعبه بعض الشيء .. وده لو يرمي بحله الادعاءات و الخداع قليلا و يرتاح ..
تردد انه يكلمها وينقل لها ذلك التطور المريب .. هل ستفهم و لا تنبش في الخفاء او تحمل شيئا من الشكوك في دواخلها
لكنها ليلى ؟! الوحيده القادره على فهمه و تفسير مشاعره .. تستطيع ان تقدر موقفه و تحترم رأيه مهما كان ..
انتظر لحظات حتى امتلك شجاعه يسيره و اتصل بها ..
ابتسم تلقائيا بمجرد سماع صوتها .. .. ليرميه الشوق عند جاده الحقيقه ..
تغلغلت كلماتها بلهفتها : هلا بقلبي وحياتي وعمري ..
ضحك سعود و غارت عينيه بحزن الاشتياق : الله الله .. شوي علي .. هلا فيك يالغاليه ..
ليلى بذلك النفس الطويل : سعود يالغالي .. اخبارك واخبار اهلي ؟ وحشتوني كلكم
: تسلمين يالغاليه ..كلنا بخير وعافيه .. انتي كيفك .. وكيف مطلق معاك ؟
ابتسمت تلقائيا و قالت بصدق : والله كلنا بخير .. ياعلني فداك يالغالي والله وحشتوني ...
رق صوتها .. حاجه الانثى مهما عاشت وطال بها العمر .. حاجه تتداركها النفوس المشتاقه .. نذور الحياة
لابد منها ..صله فطريه في القلب ومن القلب وإليه تعود .. شوق لاتدفنه الايام وان شق عليهم اللقاء ..
لكن ذاك انبئته حواسه بخوف فطري على من يحبه قلبه .. انفتحت ابواب عقله لرهافه احاسيسها ..
اخته القريبه الى مسكن فؤاده ... يقيس مدى احتياجاته بمدى بعدهم عن بعضهم البعض ..
رصد توتر صوتها و نداءات قلبها الصامته ...
: ليلى .. ليش البكا ؟ فيك شي ؟ لاتخوفيني عليك ترى والله مايردني عنك الا لسانك ؟ الحين اركب السياره و ..
قاطعته : فديتك ياخوي .. مافيني الا كل خير .. لكن مشتاقه لكم كلكم .. جدي وجدتي و البنات .. طمني عليهم ؟
سعود :كلنا بصحه وسلامه لاتنشغلين في احد .. الله يهديك يا ليلى .. كان ودي اقولك خبر يشرح الصدر
لكن الله يهديك عكرت مزاجي ..
ليلى : الله يسعد ايامك .. قول ويش عندك ؟
تنحنح مدعي السرور لكنه يحاول ان ينقي صوته من نبرات التعاسه : اخوك قرر يخطب ويتزوج قريب اذا ربي يسرها ..
كان صوتها عادي .. لم تتفاجئ ..
: انا عارفه انك نويت الزواج ؟ لكن متى جايين تخطبون ريهام ؟
كمل بإلتزام : الله ان شاء الله
اندهشت من تعارض كلامه : كيف الليله ؟ انت هنا ولا في الديره ؟
: لا انا في الديره ... لكن اللي اخطبها موجوده هنا ..
التزمت الصمت حتى يفهمها بوضوح دون مقاطعه ...
ضغط بأصابعه على جبينه التي استحالت قطعه من الجليد ...: اللي ودي اخطبها هي ... هي ...نجمه ..صديقتك ..
كل اللي سمعه في الطرف الاخر شهقه صدمه او مفاجئه غير متوقعه ابدا.. وفقا للظروف والاسباب
و النصيب الاكبر وفقا لاختياره هو .. لم تتوقع التطور المثير للجدل في حياة اخوها ..
ساد الصمت طويلا .. وبدأ حوار طويل بين الاخوين لايفهمه سواهما ....




*******************************



سحبت يدها بسرعه عن الصينيه الساخنه ... بدون انتباه منها عادت الى جاده الصواب ..
بعد ان اغرتها الافكار في الانحراف قليلا..
كانت مشتته الفكر وضائعه ... اتصالها مع اخيها غير مزاجها ..وتركها تدور في مدار واسع من الاسئله
و الخيالات الممتده بدون اي اجوبه ..
دوامه كانت تتناصفها ريهام ونجمه ... ابتدأ بريهام .. وغير رأيه ..فجأه ؟
السبب بيكون سلطان اكيد ..يمكن عرف ان سلطان خطبها قبله وتراجع عن الموضوع ..
بعدما سلمت امرها واقتنعت فيها كإختيار ورغبه من سعود ...رجع و قلب توازنها و يختار
الوحيده المفضله عندها والاختيار الامثل والاول عندها لاخوها الوحيد ...
ما تقدر تصف شعورها بالتحديد .. مزيج من الفرحه و الفضول والراحه وعدم الاقتناع وبعض الرضا
لنفسها ولرفيقتها لكن .. خوف و استفهام كبير على اخيها ...
ماتنكر ان نجمه المفضله لها و كانت تسعى اقترانها بسعود .. لكن في الاول والاخير مصلحه اخوها
وسعادته فوق رغباتها ...
قال لها ان في اسباب ثانيه مايقدر يقولها .. وهي ماتقدر تخاطر وتكلم نجمه .. ودت هي لوكانت السباقه
في البدء و تخاطبها مباشره ... لكن هي غير واثقه من الاسباب ... خايفه تتورط في شيء ما تعرفه
ولاتفهمه ... بتترك الامور تسير بهدوء بدون تدخلها و في النهايه بتشوف النتائج ..
دخلت اريام صبت لنفسها الماء بعدما سلمت عليها ..
طالعت كيك الشوكولاته بإعجاب وقالت : لمين هالكيك ...شكله لذيذ ..
ابتسمت ليلى وخرجت من صمتها : صراحه للتوائم ... بمشي مع خالتي عند وفاء .. لي مده ماشفتها
ودي اسلم عليها ..
اخذت لها لعقه من الشوكولاته : الله يعينك عليهم ... تراهم مثل الغراء لاحبوا شيء مايتركونه .. طالعين لخالتهم سمر
مصلحجيه ...
ليلى : على قلبي مثل العسل ... بترك لك قطعه لو تبين انتي وسمر ..
ابتسمت اريام وقالت : مشكوره ...
دخلت خديجه .. : مدام .. ماما كبير تقول في روح عند مدام وفاء ..
: طيب .. انا خلصت .. اطلعي وجيبي عباتي ..
طالعت اريام : وانتي ماودك تمشين معنا ؟
: بتطولون هناك ..
: والله ماادري .. على حسب .. لكن اذا غيرت رأيك تعالي انتي وسمر ..
جات خارجه فسألتها : كلمتم مطلق .
ابتسمت ليلى تلقائيا : اكيد .. واحنا بنخرج من البيت من دون شوره ..



****************************



جلست في زاويه ..بعيده عن صخب التوائم .. تفكر ..في الاونه الاخيره
شغلتها امور كثيره .. اولها قصه سندريللا و ناصر .. و بعدها قصه اخوها و خطوبته المريبه ..
لازم تتخلص من الامور العالقه لها هنا ...و بعدها تكون قريبه من اخوها و تعرف كل الحكايه ..
جلست وفاء جنبها و سألتها : خير يا ليلى .. من ساعه جيتك وانتي جالسه لحالك ؟
ليلى : لا مافيني شي.. لكن كنت افكر في امور شاغلتني .
وفاء : كيف امورك مع مطلق ؟
ابتسمت وردت بعفويه : الحمدلله .. امورنا تمام التمام ..
ردت وفاء الابتسامه وقالت : ربي يسعدكم و يحقق امانيكم ...
اكتفت بالابتسامه الخجوله مع ابتهالات الاماني لمثل تلك الادعيه ...
انصرفت وفاء وتركتها لافكارها تحاورها من جديد .. لكنها فكره طرأت في بالها و بدأت في تنفيذها
لحقت وفاء .. وسألتها : وفاء .. ودي اسألك ؟ وداد مرتبطه ؟
ابتسمت وفاء و ردت : لا .. ليش تسألين ؟ عندك لها احد ..
ارتاحت مبدئيا وقالت : تقريبا
اقتربت وفاء منها و همست : تتكلمين جد .. من هو ؟
: ناصر
عبست وفاء ورددت :مين ناصر ؟
: ناصر صديق مطلق ... اقولك تعالي احكي لك القصه كامله
ضحكت ليلى لما تذكرت مطلق وتذمره من حكايه سندريللا وسط تعجب فاتن ..
فكملت : والله انها قصه ...



*****************************



دخلت البيت بسرعه .. خائفه و واضح عليها التوتر .. اخذت نفس طويل ورسمت ابتسامه عريضه
ونادت بصوت عالي : اريامو .. اريامو ..
خرجت خديجه من المطبخ : منو فاتن ؟
كشرت في وجهها : لا خيالها .. اخلصي علي وين اريام
ردت لها خديجه التشكيره وردت بإستهبال : وين يعني .. اكيد في غرفتها ..
طلعت بسرعه الدرج قبل تتوقف في منتصفه وتشوف اريام على راسه ..
اريام : خير يافاتن .. اتصالك خوفني ..
راقبت المكان و سألت : وينها خالتي و زوجه اخوك المحترمه ؟
: طلعوا زياره لوفاء ..
جلست على الدرج بدون اهتمام و لوت فمها بفكره طرأت في بالها ..
قعدت اريام جنبها وطالعت وجهها .. وقالت : واضح انك مو طبيعيه ..
فاتن : مافيني شي ... حاسه بالوحده . ..
: وحده ..غريبه ؟
طالعتها بإستغراب وقالت : ليش غريبه ؟ انتي ما تحسين فيه لان عندك اخوات ..
ردت عليها ببرود : الامر عادي ..
وقفت ونفضت عباتها : على قولتك الامر عادي .. المهم انا جائعه .. اعملي لي شي اكله ..
اريام : طيب روحي غرفتي وبلحقك على طول ..
طلعت الدرجات المتبقيه بسرعه .. و كملت دون اهتمام حتى وصلت للاعلى .. رمت بنظره من فوق
كتفها للاسفل .. واتجهت بسرعه مع التفاتات حذر ... ودخلت المكان الوحيد ..و مبتغاها الرئيسي
رمت بشنطتها بسرعه على الكنبه ... و دخلت غرفه النوم .. عضت شفايفها و نظراتها تتركز
على السرير الكبير .. اقتربت ولامست ستائره المخمليه بهدوء ..
لا تنكر تلك الكومه السوداء في قلبها اتسعت حتى اصبحت فجوه هائله لاتسدها اي شي
ولا حتى تلك الضغائن المتراكمه ...
لم تكن لنتسى ابدا ... اشتعل ذلك في قلبها ولم تجد له حلاابدا ..
كل يوم تمني نفسها بأن غدا نهايه احقادها ..لكن يبدو ان الصله بينهما تزداد قوه و صلابه ..
تنفست بهدوء و حبكت افكارها .. اسرعت في تنفيذ خطتها بشكل اسرع و ادق .. و ايضا اوضح
بغيه الانتهاء بالشكل الصحيح المرغوب ...
ابتسمت بخبث لانجازها الرائع و تمنت بأن تصيب في رميتها للمره الاخيره .. وان تسهل لها
الخطوات الاخرى ..
خرجت من الغرفه بدون اثر وبهدوء كبير وحرص على المتابعه بشكل عادي دون اثاره اي ا نتباه..
ونفضت عن يديها ... بإبتسامه رضى .. وسارت بشموخ متناسيه تلك الاثار خلفها التي لاتتضح
للعيان تكون خفيه ..متسخه و ذات رائحه كريهه .. دنيئه مثل احقادها سامه تقتل صاحبها قبل ان تخرج منه .
والاهم لاتخفى على من يعلم خائنه الاعين وما تخفي الصدور ..




********************************



لعبت وضحكت .. وماانتبهت ان الوقت مضى بسرعه ..
ركضت لجوالها و تذكرت انها قفلته ...
ضلت تفكر وهي تتأمل شكلها في المرايه.. بنطلون جينز اسود .. وبلوزه بيضاء طويله وضيقه ..
خافت تستقبل اي شي من نجمه ولاتعرف كيف تصرف الامور لمصلحه الجميع ..
سمعت وفاء تناديها من غرفه النوم .. فقامت لها ..
وقفت على عتبه الباب ..
مدت وفاء بالجوال لها وقالت بإبتسامه : تفضلي يامدام زوجك يبغاك ضروري ..
عضت اصبعها و اخذته منها بهدوء .. مع ابتسامه خجوله ...
ردت بهدوء : الو .. مطلق ... انتظرت لحظات حتى كلمها بهدوء
: وينك انتي ؟ ادق على الجوال يعطيني مغلق ؟
: اه .. خالص شحنه .
مطلق : طيب ماعند وفاء شاحن ..
تنهدت وقالت بصراحه : الحقيقه انا قفلته ... ؟
ماسمعت صوته لكنه رد عليها بهدوء اكثر : وليش ؟
طالعت ناحيه وفاء المتشاغله بملابسها .. لكن تعرف انها تسمعها فقالت : بعدين اقولك ..
حبت تغير الموضوع وسألت : انت في الشركه .. ترجع تتغدى ولا مشغول ..
ضحك على طريقتها العفويه في الاسئله : لا انا مشغول حاليآ .. لا تنتظروني .
ظلت ساكته ... لفتره ..فاستشعر القلق في صمتها ..
فتكلم برسميه لما دخل طلال عليه : اكلمك بعدين .. مع السلامه ..
انتظرت شوي و بعدها قفلت ... كان ودها تقول عن اللي مضايقها .
و تعبر عما اعتلى القلب من هموم ... لكن يبدو ان الظروف لاتسعفها
ابتسمت في وجه وفاء و خرجت بهدوء ..
و انشغلت بوقتها موزعه وقتها بين اللعب مع التوائم او الجلوس مع خالتها و وفاء ...
و تجنب التفكير بخطوبه سعود .... لنجمه رغم ان الوقت ضيق الخناق عليها ..
ماقدرت تتحمل ... فتحت جوالها .. وانتظرت .. لعل في رساله او اتصال يفاجئها ...
طلت سمر من خلف الباب .. وبصوتها المزعج : ليلى ..نحن هنا ..
ليلى :بسم الله .. من وين جيتي من انتي ..
ابتسمت سمر و جلست جنبها : من الفضاء الخارجي .. من وين يعني ؟ من البيت اكيد
والله زهقت لحالي .. قمت اخذت بعضي و جيتكم ..
تأففت بضجر فلاحظت سمر عليها وسألتها : وشفيك شكلك مشغوله ؟
: لا قاعده انتظر اتصال من اخوي .. إلا تعالي وين اريام ؟
: مارضت تجي معي ... تقول تعبانه ... انسه فاتن هدت حيلها بالسوالف ..
قلبت ليلى عيونها وردت بإمتنان : الحمدلله ماكنت موجوده ..
سحبتها سمر من يدها : امشي خلينا نجلس برى والله الجو حلو ...
اخذت جوالها معها.. وطلعت معها كان الكل جالس .. والبنات يلعبون في المراجيح ..
الجو شوي بارد و ملابسها خفيفه عليها .. لكن رغم كذا جلست جنب خالتها ..
غمزت لها وفاء وقالت : ليلى .. مادق عليك مطلق ؟
ليلى : لا مادق .. ليش تسألين ؟
ضحكت وفاء : سامحيني يا ليلى .. انا دقيت عليه وقلت له يجيب معه عشاء جاهز ..
وصراحه قلت انك انتي اللي تبينه ..
ابتسمت ليلى وكأن الفكره اعجبتها و سألت بفضول : ويش كان رده ؟
انقطع الكلام فجأه بدخوله المفاجئ.. : طبعا وافقت .. جلس جنب امه وكمل بعدما انحنى عليها بقبله احترام
: والله خفت من جوعك تاكليني وانا نايم ...
ضحك الجميع بإستثناءها .. بينما اكتفت بالابتسامه .. مع كلام العيون الطويل ...
تنحنح مطلق تحت سيطرتها الصامته و انتهز الفرصه : ياله انتي وياها .. جهزوا العشا تراني ميت من جوعي ..
وقفت ليلى مع البنات لكن استوقفها فجأه : لا تدخلين المجلس .. ابو نايف وولده ...فيه .
: ان شاء الله ..
وقبل تدخل ناداها .. لكنه وقف و اقترب منها تحت انظار والدته ..: ويش هالملابس اللي لابستيها ؟
طالعت ملابسها بشكل اعتيادي وهمست بشك : وشفيها ملابسي ؟
كرر جملتها بإستخفاف فغطت فمها تكتم ضحكتها وكمل : مالقيت الا هالجينز الضيق تلبسينه...
: حسبت انه مانطول في الزياره ...وكنت مستعجله ..
طالع ناحيه امه .. وشافها اخذت راحتها و استلقت مكانها .. فسحبها من يدها لمكان بعيد وفاضي
وسألها بجديه : اي موضوع كنتي بتكلميني عنه ؟
: اجله بنتكلم فيه في البيت ..
: لا .. اساسا جيتي بدري علشان افهم ..
ابتسمت و حركت اصبعها على ازرار ثوبه وقالت : مافي شي مهم ... كنت مشغوله على سعود
:وشفيه سعود ؟
: بيخطب ..
ضحك وقال : وكل هذا علشانه ..
هزت رأسه بقلق وقالت : لا الموضوع مو كذا .. سعود بيخطب نجمه ..
: طيب ؟ وين المشكله ..
: مطلق .. خايفه ان سعود مااخذها عن رضى .. لانه في الاساس كان يحب ....
ابدى عدم التأثر وتكلم بجديه : حتى الحين مافهمت سبب المشكله او سبب انزعاجك ...
مسكت يده برجاء : مطلق افهمني ... هو قال لي قبل عن واحده كان يبيها ... يعني يحبها .. وفجأه بيخطب غيرها ..
ابتسم بسخريه : يا بنت الحلال ..بلا حب بلا كلام فاضي .. سعود عاقل وما يتأثر بالتفاهات ..
مشى بشكل عادي و تجمدت قدميها عن الحراك وهي ترقب خطواته الواثقه بدون احساس بها ..
كلام فاضي .. و تفاهات .. وجنون يدك ابواب التعقل ان كان محبا ويملك تلك المشاعر ..
صدمت به .. او بنفسها او لاتعلم بمن اصطدمت بالفعل ...
اهي مشاعرها التي قفزت بخوف عندما رأت شبح الواقع .. و عفاريت الحقيقه التي اطلقها بسهوله
لا تعبير بعدها ... صمت و خفوت وخفقان بدأ بالهدوء ... وذبول مفاجئ بعد ربيع كان قد عمر في القلب
وطال امده تعتقد هي ...

وٍنٍيًتِ مٍنٍ َقِلبُيً تِلوٍعُتِ عُقِبُگ
سِلبُتِ ليً َقِلبُيً وٍ جَرٍحِگ سِرٍقِنٍيً
أَقٍِوٍل َقٍِلبُيً تَِقٍِوٍل وٍشُ عُآدُ َقِلبُگ
وٍإنٍ جَيًتِ أبُخٍفٍيً آلحِبُ جَرٍحِگ َفٍضَحِنٍيً



************************************



لم يخفى عليه تلك الحاله الذهنيه الغائبه .. حضور جامد وابتسامات اشبه بتكشيرات باهته في وجه الجميع
تدعي الوجود وهي غائبه ..
كان يوقن في قراره نفسه ان هناك شي وضع في مكانه الغير مناسب ...
كرجل راشد و متعقل يفهم صيغه المشاعر التي تبحث عنها الانثى وتقدسها ... لم يتجاهلها لكنه في الحقيقه
اخطأ في صياغه الكلمات بطريقه تجعله واضح و شفاف ..
كان بالامكان ان يتحكم في دوران الكلمات التي خرجت بحده .. وسيفهم هو ولا يريد ان يعلم او يتأكد بالفعل انه
جرحها ... صحيح مازال يعتقد انها تفاهات و خزعبلات الفارغين ... و مازل متأكدا من ذلك
فصديقه قد صدع رأسه بحب من اول نظره وسندريللا الضائعه .. وهاهي ترثي حب اخيها وتضحيته من اجله
و الى اخره من تلك الامور التي لايحب السرد فيها مطولا .. لانه بإختصار لايفهمها بالشكل الصحيح
ماذا يقول لها لكي تهدأ ؟ ياللهول وياللمصيبه ... ومسكين اخوك ضحيه ؟
كان لابد ان يثبتها على ارض الواقع ..لكي لاتزلزلها الظروف ...
دخلت الغرفه ورمت بعباتها على الكنب بإهمال .. تحت نظراته المترقبه ...
ظلت فتره ... في الحمام وبعدها طلعت ... كان لابد ان يهدي من ثورتها الصامته ..
مسك يدها بسرعه ولفها ناحيته ..
سألها بهدوء : ممكن تفهميني سبب زعلك ؟
تعجبت في امره .. يرمي بكلمات قاسيه في وجهها وفي النهايه يسألها ..
ردت بمزاجيه غير قادره على العطاء معه : مافيني شي .. من قال اني زعلانه ..
رد بثقه : انا متأكد .. لكن كيف تبيني اخذ ردة فعل واضحه ... تبيني مثلا اقول اخوك مسكين و يحتاج مساعده ...
عقدت ذراعيها على صدرها وقالت بهجوميه : وانت تعتبر الحب كلام فاضي و يخص المجانين ...
رفع حواجبه بدهشه ..إلتقى معها في مكان غير واضح .. كان يبحث عن رده الفعل فنسي الفعل تماما
غاضبه من اجل تلك الكلمات ..
ضحك بسخريه : كنت اعتقد انك زعلانه لاني مااعطيتك حلول في مشكله اخوك ... وليش اقول عنها مشكله
الامر عادي جدا ..انتي مكبره الموضوع ... الحب ماهو سبب للزواج ..
: لكن تعتقد انه تفاهات ..
رفع اصبعه بتفهم : لا انا ماقلت انه تفاهات .. الحب اللي يسبق الرابط يعتبر مضيعه للوقت و كلام فاضي ..
تنهدت بتعب لكن رغم كذا ارتاحت : يعني تؤمن بالحب بصفه عامه .. ؟
ابتسم بسخريه : والله ماادري عن الحب اللي تتكلمين عنه بالتحديد .. لكن علشان اريحك اوكي انا معك ..
رجعت لنقطه البدايه ... وحست انها دخلت مكان مظلم مافيه اي نور ...
: مطلق .. انا ماودي انك تريحني .. ممكن يكون لك رأيك الخاص .. لكنك تحبطني صراحه .. سعود اختار
واحده وحبها بمحض ارادته ... وبين يوم وليله اختار واحده ثانيه .. انت ماتفهم المشاعر الخاصه .. هو ..
حركت رأسها بتوتر تبحث فيها عن الكلمات المناسبه ...
فقاطعها بجديه و جمود : وانتي تفهمين المشاعر الخاصه ؟
ابتسمت وهي تطالعه بأمل : اكيد افهمها ... انا امرأه ابغى احب وانحب ... وانا ...
سبق اعترافها الخطير ... بجملته المعبره في ملامحه القاسيه : وانتي اكيد عرفتيها قبل الزواج ؟
وانغشت بالظلام في عينيه و مادت الارض تحت قدميها ... ماذا يقصد ؟
ماله اي داعي يذكرها و يزعج اسماعنا فيها ..
قبل الزواج ... حب قبل الزواج ... تلك التفاهه التي تسبق الزواج .. كان يعتقد انها عاشت قصه ليلى العامريه
التي اماتها الحب والهوى على مااعتقد ... من يظن نفسه ؟ واين ؟

شعر بنبض يكاد يفتك برأسه ... اشتد فكيه لذكرى فارقته طويلا وعادت تحتل نصف دماغه الان ولايرى سواها
"انا احبها و هي تحبني"
وعادت تلك الاوهام تحوم حول نفسه ... وهاهي تصيغ عباراته بطريقه وكأنها تسرد فيها ذكرى ولحظات حب
لم يعيشها هو و تصفها له بكل اريحيه وهو احمق احمق احمق ... سمح لنفسه ان يقع في محظور افكاره
ويعبث معها بدون تخطيط ..

تجهم ..في وجهها وادار ظهره لها >>> يعارض تلك الرأفه التي ارتسمت في ملامحها .. واشتدت وتيره
الصمت حتى ضاق به ذرعآ.... وده يخرج من نفسه فكيف بالمكان وهو معها ...
: تكلم معي بوضوح ؟ ضحكت بإستخاف وكملت : لاتخليني استعجل في فهمك ؟ ...
انطلق صوتها من العمق .. حتى ظنت ان داخلها ركام و دخان ... اصبح خوفها رمالآ متكدسه تخفي امالآ جمى ..
لن تنطقها حتما لن تخبره بمدى ضعفها .. بمدى حبها .. وبمدى امتهان مشاعرها .. معه هو ..
طالعها وعيونه خاليه من المعاني ... : افهمي اللي ودك تفهمينه .. في اشياء في حياتنا ماننساها حتى ولو حاولنا
مثل قصص الحب قبل الزواج ...
اغمضت عينيها رغبه ان تعيش الحلم .. لا.. سترضى به حتى ولو كان كابوسآ .. جحيمآ مطبقآ عليها بالعذاب
سترضى به .. عن تلك الدقائق التي تقضيها معه الان ..عن تلك الحماقات التي يتفوه بها .. وتجعلها تعيسه لحد لايطاق ..
: إنت مجنون ...

شد على فكه بقسوه .. و احتدت نظراته فعبث به الحِلم و ماد به التعقل بعيدا ... واكد قولها بفعله السريع
بحركه واحده .. جرد التسريحه من كل شيء عليها .. فانتشر عطرها في المكان وامتزج بنفاذه عطره ليعلن
تمازج و تناقض غريب .. حده وهدوء وتصارخ رغبات ...

ارتمى دفتر مذكراتها بطريقه قدريه .. تحت قدميه ولتكون النهايه هناك .. حيث وقع بصره على مااخفاه القدر له
حتى الان ... ما أتمن نفسه عليه اصبح خيانه عظيمه ...
ارتعدت مكانها .. ولاول مره وفي لحظه غمرتها كلها بخوف كبير .. قبل لحظات كانت ستغامر وتخطو خطوه للامام لكن الان
ودت لو تعود للخلف بخطوات واسعه تبتعد فيها عن لحظته الشيطانيه المخيفه وتختفي عن الانظار و تبتعد بأقصى سرعه ..
بعيدا حيث لاترى مثل تلك النظرات ... او تعود لها .. في زمن قادم ..
التقط دفتر مذكراتها بوتيره بطيئه مصروعه و متردده .... ومات كل شيء على باب الحياة وابى ان يتواصل معها
في اي لحظه من اللحظات .. ندم فتك به بقسوه .. و خيبته في نفسه اشد وطئا من خيبته فيها ...
لان الصدمه اشد واقسى مما كان يتوقع ... او حتى يتخيل ..
ارتفعت نظراته الناريه الجوفاء إليها ورفع دفتر مذكراتها بطريقه آليه : انا مجنون بالفعل.. لاني ارتكبت اكبر غلطه في
حياتي .. اني تزوجتك ..

شهقت بخوف .. وعلقت نظراتها في صوره مبتسمه ضاحكه ... فأنتقلت مابينه وبين الاخر برجاء وخوف ... وتوسل
ان يقف عند تلك الثانيه ويعود بتعقل ... تعقل من اجله ستهديه حياتها كلها ...
لكنها عرفت ان المصائب بعض الاحيان لاتأتي فرادى ... ففي حالتها جاءتها تواليآ لاتعرف التمهل ولا الشفقه
كانت ومازلت تصارع البقاء من اجله فقط .. فغرقت في اليأس حتى اخمص قدميها ...

غطت فمها بيدها المرتعشه بخوف شل كامل جسدها : اقسم يا مطلق ........
صرخ بعنف : لاتقسمين .. شفت بعيني اثبات كلامك ... الحب والحب والحب ... و انا الزوج المخدوع ..
اقترب بخطوات سريعه ..فتراجعت خطوة للخلف لم ترغب ان تخطوها ...
استشعرت حراره جسده ..و سخونه انفعاله .. حتى ماتراه في عينيه عادة قد اختفى و استحال انه كان موجودآ
من الاساس ...خافت انه يفقد اعصابه و يمد يدها عليه وقتها تضمن انها دقائق حياتها اصبحت معدودة ... او ينهي
حياتها بما لم يكن في الحسبان ...

؟؟؟؟؟؟؟

فـ ختم على كل شيء بكلمه ... طمس بها وجودها وغمرها بالتعاسه والعذاب ... ستعيش مجرده منه ومن الحقيقه ..
مثل ما بدأ معها بقسوه ... .. انهاها بتلك القسوه .. وجردها من روحها النديه لتصبح خواء و فضاء وبعثره هواء
وحمل ثقيل زاد من هلاكها و القى بها في طوفان حياه غادره لاتعرف الرحمه .. او بالاصح قلبه الغادر
الذي لايعرف الرحمه ولا يحمل ولو جزءا يسيرا من حب .. تكدس في قلبها وكله له لاغيره ..
ودعته لاخر مره ... برجاءات وصراخ مكتوم و حلم وأد قبل ان ينفض انفاس الولاده ... ومات كل شيء
على اعتاب الضياع .. واختفت النقوش التي زخرفت بها البدايه ... واندثرت الذكريات ..و فقدت في الضباب .


والأمَانِيْ الليْ رُوينَاهَا أمسَتْ " جفَافْ " !!
والله ضآآآآيقه يا بشرْ / وضآق فيني هالصبرْ
ومَا تغيّرْ أي شيّ !
هَذا إنتْ و هَذا آنا ..
و بِيننَا [ كُومَة مآسِيْ ] !


جَرحْ / يَأسْ / خُوفْ /
ألمْ

ا
ح
تِ
ض
آ
ر !!

و / انتهـــــــــــــــــيناآآآآآآآآآ









القاكم بكل مودة

كبرياء الج ــرح 04-01-11 02:38 AM

صباح الخير للجميع ... اعتذر اني نزلت البارت في غير موعده لكني ملتزمه بعمل غدا بيشغلني عن تنزيله
ارجو معذرتكم ...
وملاحظه للمتابعات الجدد بعد الترحيب فيكن عزيزاتي .. موعد تنزيل البارت يوم الاربعاء من كل اسبوع
القاكم ...





البارت الثلاثين ..




شهقت بخوف .. وعلقت نظراتها في صوره مبتسمه ضاحكه ... فأنتقلت مابينه وبين الاخر برجاء وخوف ... وتوسل
ان يقف عند تلك الثانيه ويعود بتعقل ... تعقل من اجله ستهديه حياتها كلها ...
لكنها عرفت ان المصائب بعض الاحيان لاتأتي فرادى ... ففي حالتها جاءتها تواليآ لاتعرف التمهل ولا الشفقه
كانت ومازلت تصارع البقاء من اجله فقط .. فغرقت في اليأس حتى اخمص قدميها ...

غطت فمها بيدها المرتعشه بخوف شل كامل جسدها : اقسم يا مطلق ........
صرخ بعنف : لاتقسمين .. شفت بعيني اثبات كلامك ... الحب والحب والحب ... و انا الزوج المخدوع ..
اقترب بخطوات سريعه ..فتراجعت خطوة للخلف لم ترغب ان تخطوها ...
استشعرت حراره جسده ..و سخونه انفعاله .. حتى ماتراه في عينيه عادة قد اختفى و استحال انه كان موجودآ
من الاساس ...خافت انه يفقد اعصابه و يمد يدها عليه وقتها تضمن انها دقائق حياتها اصبحت معدودة ... او ينهي
حياتها بما لم يكن في الحسبان ...

صرخ بجفاف بهت فيه لون وجهه : هذي خيانه .. ويش تبيني اعرف اكثر من كذا ؟

فـ ختم على كل شيء بكلمه ... طمس بها وجودها وغمرها بالتعاسه والعذاب ... ستعيش مجرده منه ومن الحقيقه ..
مثل ما بدأ معها بقسوه ... .. انهاها بتلك القسوه .. وجردها من روحها النديه لتصبح خواء و فضاء وبعثره هواء
وحمل ثقيل زاد من هلاكها و القى بها في طوفان حياه غادره لاتعرف الرحمه .. او بالاصح قلبه الغادر
الذي لايعرف الرحمه ولا يحمل ولو جزءا يسيرا من حب .. تكدس في قلبها وكله له لاغيره ..
ودعته لاخر مره ... برجاءات وصراخ مكتوم و حلم وأد قبل ان ينفض انفاس الولاده ... ومات كل شيء
على اعتاب الضياع .. واختفت النقوش التي زخرفت بها البدايه ... واندثرت الذكريات ..و فقدت في الضباب .
" خيانه " " خيانه "
تهشمت عند كلمته .. واعتبرتها حد جارف للانهايه ..
قابلت عنفه بهدوء حذر واقتربت : انت تتهمني بشي مالي يد فيه ..
ناظرها بجنون ... رفع المذكرات بيده .. وحذفه على التسريحه بدون اهتمام ..
وتهشمت قطع الزجاج قدامها ... يحمل اجزاء من صوره ضائعه .. محطمه للقادم الغريب ..
بالكاد قدر يخرج انفاسه كالنيران من صدره ..
مايدري يحط حرته فيها و لا في نفسه ...كانت قريبه منه لدرجه الخطر ..
ملامح وجهه المنفعله .. متصلبه .. وعرق في جبينه يكاد ينفجر من شده الغضب ..
وكان الخطر نفسه ... والخوف يلازمها ..
صرخ بغضب شديد : اتهمك .. اتهمك .. الصوره قدامي ويش تبين اكثر ..
" صاحب الحق صوته اعلى " جمله رنت في رأسها ولاتدري عن فاعليتها في مثل حالتها
: اقسم بالله يامطلق .. مالي علاقه فيه ..
تجاهلها وكأنه ابد ماسمعها ... ولم يبالي بقسمها العظيم ..
صرخ في وجهها بحده : ماانسيتيه صح ؟ تكذبين على نفسك ولا علي ..
انتفضت مذعوره وتمنت من اعماق قلبها .. ان نامت ليلتها اليوم بسلام فإنها لن تنسى لحظاتها هذه ..
شمخت ما تبقى لديها من قوه : مطلق .. انت تهين كرامتي ؟ انا معك ..ماعمري فكرت في احد غيرك ..
اقترب منها فتراجعت خطوه للخلف ..حتى ان حراره مشاعره قد شعرت بها قبل ان يلمسها
انتفضت بين يده .. لم تمانع لمساته .. لكنها خافت منه في الواقع ...
لم تكن تلك لمساته المعروفه بل قبضات من حديد ... يحرق بها جلدها ويؤذيها ..
كان يريد منها ان تصرخ ان ترفض الالم .. لكنها زادته سوءا واشعلت ماتبقى من رماد الامس
لكن هو من اصخب جسده بإستنفار جميع الحواس ..
ضرب بقبضه يده على الباب بدون وعي منه .. بل غضب اعمى البصر والبصيره ..
تراجعت للخلف بهلع جمدها ..
شعرت بكل ضربه على الباب فيها هي ...
خافت على هلاكه من نفسه ..
خافت ان الغضب يهشمه بدون رحمه ..
خافت ان يؤذي نفسه بما لايستطيع دواءه غدا..
مسكت كتفه وقالت برجاء: مطلق ... الله يخليك ...
دفعها وناظرها بإحتقار .... شد على اسنانه و قبض على يديه بقوه .. متجاهل نبض الالم الذي تورم في امشاط يده ..
همس بهلاك و قسوه ..: تعتقدين بطريقتك بترك له ... لاوالذي خلقني .. بتعيشين معي مثل الجاريه
وبعلمك كيف تخدعيني مرة ثانيه ..
حاولت تفتح فمها لكن فعلته اخرستها .. امتدت يده بقسوه نحو شعرها وشده حتى كاد ان يقتلعه من جذوره
او فعل وكفى ...
و قال بنبره جافه مافيها رحمة : لاتفتحين فمك .. كرهتك وكرهت كل شيء فيك ... ماابغى احس بوجودك معي
فاهمه .. .. دفعها بقسوه لترتطم بالجدار وانصرف ...
وتركها لنهش الاوهام و طعنات الالم الموجعه التي تباغتها من كل مكان ..

" ادركت تلك المقوله الضائعه في صفحات الكتب ان ساعاتنا في الحب لها أجنحه .. وفي الفرآآآق لها مخالب ... "
ومابقي من العمر اكثر من ما مضى ... واندثر .. في ثواني معدوده تختفي اثر السنون..
في ساعات الفقد والالم يعيش المرء اضعافآ وينحني قوس الحياه بشيخوخه قد هدت حبائل صبره وقوته ..
وهي ضائعه في اللامعقول ... لو كانت تسمع بمثل قصتها ماكانت الا لتخاف ان يحدث لها مثلها وتدعو ربها
أن يبعد عنها الشر والشرور ... لكن كان ماكان وانتهى ..

لكنه بالفعل حدث ...لم تتوقف الدموع و سيل المشاعر المنجرفه .. عدم التصديق مازال ساريآ ولم تفصح عن الحقيقه
تأملت الصوره وقطعتها لاجزاء صغيره بدون تأمل .. اللي شلت نصف عقلها ... كيف وصلت لهنا ؟ ومين ارسلها ؟
صوره سلطان .. اللي عمرها ماشافته إلا بالصدفه ..
لكن كيف جات صوره لغرفه نومي .. ولدفتر مذكراتي بالتحديد ...
شك واهانات و تجريح و قسوة فظيعه ماتصورتها ابدا.. لو حلفت لثلاثه ايام متواصله ما بيصدقها ابدا ..
اجهشت بالبكاء بحرقه .... في زاويه مظلمه .. تجاهلت رنين جوالها .. ونست كل شي حولها ..
ضربت خدها .. بحيره وكلمت نفسها بصوت مسموع ...
والعمل ياليلى ؟ وين اروح ..ياربي رحمتك
ويش اسوي ؟ ياربي ..
حسبي الله ونعم الوكيل ...حسبي الله ونعم الوكيل ..

قامت بسرعه .. فتحت الانور ونفضت سريرها و قلبت الادراج .. خايفه يكون في شي ثاني يفاجئها
تحسست الالم في شعرها .. ومسحت دموعها بإرتعاش .. دارت حول نفسها بضياع ..
وارتعبت من نغمه الجوال ... كانت نجمه تدق ... شكلها عرفت بخطبه سعود ..
لكنها مشلوله عن الكلام ومصدومه من اللي صار وماتقدر تتكلم ..
اخوها في مرحله مهمه في حياته وماتقدر تعكر عليه بمشكلتها .. او بالاحرى مصيبتها
حست بالاختناق ... و وجع كبير في صدرها ... و ماتت عندها رغبتها في الحياة .. بدون ارادة استسلمت ...
هدها التعب حتى استرخت على ارض الغرفه البارده ... كالتي سرت بين جوانحها
الان وانسلت من يدها عناقيد الامل في بلوغ ماكانت تطمح إليه ... و رفعت الرايه للخضوع .


**************************


لم يحتمل البقاء ولم يستطع ان يواصل في المواجهه وهو على الطرف الخاسر ..
تداركته الاماني و لاامل في اللحاق بها وقطف ثمارها .. وفاتته محطات الحياة الرغيده ..
و انصدم في مدى حماقته .. و نسيانه لامر مهم ...
اخذ سيارته و مشى بدون هدى .. مقهور .. و الغضب سيطر عليه ... ضرب المقود بقوه ..
متجاهلا كل نبضات الالم في جسده .. يده التي هد عظامها بضربات متواليه .. ام عزمه الذي مات ..
صرخ بشده .. حتى حس بالالم في حباله الصوتيه ... و رضخ للصمت بعدها وكأن شيئا لم يحدث ..
لأول مرة يشعر برغبه في البكاء بصوت عالي ... ويعبر عن مشاعره بالطريقه الصحيحه ..
كان يظن انها مثل غيرها .. بتقنع في حياتها وتخبي مشاعرها ..و تدعي انها زوجه مخلصه وصادقه
وفي النهايه كانت تخدعه .. و تخفي حبها بين خصائصه هو .. و تحت سقف بيته ..
خدعته بسهوله وهو اغتر بوجودها معه متناسي الحسابات الاخرى ...

... آآآآه يامطلق ..
ارتكبت اكبر غلطه في حياتك .. غلطه انك تعلق حياتك بإمرأه وتعتبرها شيء مهم فيها
لكنها كانت مهمه ؟ شي افتقدته و احتجته ..
ارتوي لما اشوفها وألمسها .. و احس الرضى ..
ارتاح بوجودها قربي ...
اآآه يامطلق .. انت السبب ؟
تخليت عن تماسكك .. و كشفت كل اوراقك لها .. وهزمتك بسهوله
لكن الوقت ماانتهى ..
بتدفع الثمن غالي .. غالي بقدر المهدور ..كرامتي و عزه نفسي كرجل ..



**************************


تلك الليله المشؤؤمه لاتنسى ابدآ ...
كل منهما عاش في كابوسه الخاص بعيد عن الاخر ...
ليلى .. سجينه بريئه لاتملك من الحق سوى الكلمات .. ولاسبيل الى الفرار ..
ليس لديها من الحلول مايكفي إما الرضوخ .. لحياة ذليله توعدها بها ...
او المقاومة تدارك الاخطاء بسرعه وايجاد المسرات ..فكلامها شائكا وصعبآ ...
وعادت لها تلك الكلمات التي حفرت بجلافه داخل قلبها .. يكرهها و سيعتبرها كجاريه ...
كم هو صعب ذلك حقآ ....

طلع الفجر عليهما بعد ليلى طويل مليئ بالارق .. تتغنى فيه الكوابيس و تمرح فيه الهموم بدون قيود ..
هي استيقظت من غيبوبه موت جزئيه بشبح لها .. غير واعيه بنضوج لما حدث ...
وهو متعب على جميع الحواس .. يجلد نفسه بـ سياط مؤلمه .. لايريد ان يفرط في المزيد
ويخسر الان دوره هو ليضع قوانينه كلها ويتدارك حياته ويعيش بإلزام وفق مايريد .. وان انسلت
من بين يديه خيوط القيادة واتسعت فجوه الذل .. ألا ان تمرده يأبى ان ينهار ويسمح لاحد ان يسخر منه مجددآ .

انتظرته في كل دقيقه وكل ثانيه ... و تمني النفس لعله يرجع بعقل اخر لكن كل ساعة تمر .. تثبت شكوكه فيها
لكن كل ساعه مرت عليها .. تموت الاماني ببطء .. و تنخدع اكثر في كل لحظة مرت عليها ..
دخلت خديجه وانبهرت بتعجب على حال الغرفه ... لكنها ما تكلمت غير بالمطلوب مع نظرات الاستهجان الواضحه ..
: مدام .... ماما تقول تعالي افطري معي ..
تنهدت بتعب وبالكاد وقفت .. مالها اي شهيه في الاكل او الشرب او بالاصح حتى للحياة ..
لكن ايمانها يبعثها على الصبر ... هذا ابتلاء وعليها الاحتساب .. و اللجوء الى الله ليفرج عليها همها ...
بتحل مشاكلها بصمت وبدون إثارة ... اذا خرج الموضوع من سيطرتها بتكون المشكله اكبر ..
حست بدوخه .. جلست مباشره فاقتربت خديجه بخوف منها : مدام .. انت في مرض ؟

حاولت ان تبتسم لكن الالم في كل مكان ... و وقت التظاهر صعب عليها
حركت رأسها بلا.. و دفنت وجهها بين يديها وقالت : خلاص .. خديجه روحي انا بغير ملابسي و ألحقك .
مشت خديجه بتمهل وهي تراقب المكان حولها وعلى راسها علامه استفهام كبيره ... قبل ان تقفز من سؤال
ليلى المفاجئ : خديجه .. في احد دخل حجرتي البارحة ؟
بانت ملامح الخوف على خديجه .. وقالت بتوتر : لامدام .. انا مافي يدخل جناح انتي .. والله مدام ...

عضت اصبعها و دارت حول المكان .. بينفجر رأسها من كثر الاسئله
مين اللي تجرأ ودخل حجرتي ..؟
مين غرضه يخرب بيني وبين مطلق ؟
انا متأكده ..هذي صورة حطتها يد قاصدة الخراب ...
انا عادة ما اخرج من البيت ... وهذي انحطت في دفتر مذكراتي .. يعني كل يوم افتحه و اكتب فيه...
سألت خديجه بجديه : فيه احد جاء البارحه عندنا ؟
لما ماسمعت رد من خديجه .. استسلمت وخارت قواها على الكرسي محدثه صوت مزعج والتزمت
الصمت .. لكن خديجه قطعته فجأه : مدام .. هذي فاتن .. يجي امس عند اريام ..
وقتها حست بشيء ينفجر داخل رأسها ..
فاتن و مطلق ..
مابتكون مصادفه .. وجود الصوره في حجرتي .. لاني ماقفلتها مثل العادة ..
هي بدون شك .. هي تعرف كل شيء عني ..
هي الوحيده القاصده تدمر حياتي .. دائما كانت تحاول تخليني اتراجع او تزرع فيني الشكوك ..

>>>مطلق انسان شايف نفسه يعني معتد بنفسه زياده عن
اللزوم يحب يكون هوالافضل دائما والمسيطر و متعلم على كذا
يعني اكيد ما بياخذ واحده مثله تحط راسها براسه .. ..<<<

>>>لاتنسين اننا كنا بحكم المخطوبين ... اظنك تعرفين ؟<<<<

>>>>لا انا مؤمنه بالنصيب ..مثلما باعدك عن سلطان و تزوج واحده غيرك <<<

>>>> اساساً هالمكان المفروض يكون لي .. <<<<


كل كلامها لي وتصرفاتها كانت تثبت انها تطمر الشر لي ..
وتنتظر الفرصه .. كن كيف اعرف بدون ما اظلم احد ...

يارب اعني يارب .. ماابغى اظلمها ...
يارب تعرف اني مظلومه ومالي قوة ...
يارب اانصرني على من اراد بي شرآ ...
حسبي الله ونعم الوكيل في اللي كان السبب ..
حسبي الله ونعم الوكيل ...


سألت خديجه : انتي متأكده انها مادخلت حجرتي ؟
: مدام انا مايعرف كنت في المطبخ ..
: طيب خلاص روحي ..

رغم الحيره .. الا ان الامل موجود .. الامل بالله اكبر دائما ..
و مادام هي على حق ... فلاتخاف لانه لابد من يوم تبان في الحقيقه ...



************************



البارحه .. اعلن للجميع عن صدق قراره ...
و خطب نجمه اخيرا ... او جده خطبها له ..
ما ينكر الفرحه اللي شافها على وجه صالح ..
ابدى ارتياحه مبدئيا .. و اعطى جواب مؤقتا حتى يشوف رأي البنت ..
والمهله بينه وبين نجمه .. وهي بتحدد القرار والحياة القادمه الجديدة ..
كان بيدق على اخته و يخبرها .. لكن اكيد نجمه كفت ووفت ..
دخل سلطان وابتسم مباشره : صباح الخير يالمعرس ...
طالعه سعود بنظره يعني اسكت ...
سلطان : هيه ياابو الشباب اعطنا وجه .. يعني خلاص خطبت وتكبرت علينا ...
سعود : الله ماحلاك وانت ساكت ..
ضحك سلطان : متوتر .. خايف ترفضك ... ماعليك انا ضامن الموافقه ...
سعود : اقول اقلب وجهك ..قال ايش خايف ... إلا افكر الامور زادت تعقيد
احتمال انقل الرياض .. وجدي مصمم الا اتزوج قبل تبدا الدراسه .. وانت شايف ماباقي الكثير ..
سلطان : ما تلاحظ ان جدي معزم على زواجك .. اللي يشوفه يقول هو اللي بيتزوج ...
رد عليه بهدوء : يعتقد ان هذا افضل لي ... يقول انه مو ناقصني شي.. وظيفه و بيت وناقصني الزوجه ..
سلطان : وهو صادق .. ياشيخ اعقلها وتوكل .. بكره او بعده بالكثير يجيك الرد وان شاء الله خير ..
وبعدها ابدا بتجهيزات الزواج ...
ابتسم سعود ومارد عليه وكمل سلطان : وانا خلاص شكلي بودعكم ... ابوي دق علي يقول انه يحتاجني في المعرض ..
سعود : عاد انت تدلع انت ووجهك ... تارك ابوك يحوس لحاله ... يااخي حس بالمسئوليه .
سلطان : يا شيخ
فتره نقاهه ... العمر يخلص والشغل مايخلص .. لكن انا خلاص عزمت بأبدا حياة جديده ..
حتى اني افكر اكمل دراستي ..
سعود : الله يعينك ..
وصله صوت نغمته المخصصه لليلى ...فقام لجواله الموصول بالشاحن ..
: صباحك خير ...
عبس للحظه وسأل بخوف : سلامات يالغاليه ؟ علامه صوتك ؟

هب الاخر .. و اشتغل لديه رادار السمع ليبلغ حاجته ...
تدفق لديه الادرينالين .. لوجودها معه بشكل غير مباشر ..
و عبث به الاحساس بأنه ليست على مايرام .. وشعر بالغضب فجأه لانه غير قادر ..
انتبه لهدوء سعود .. فكان معه في كل صغيره وكبيره وانتبه ان يبحلق في سعود بشكل يثير الشك ..
ادار ظهره وتشاغل بجواله ...
فانفرجت اساريره فجأه بضحكه سعود ..اللي سمعه يردعليها بوضوح
: لا تتوسطين ولاهم يحزنون... يعني بتوافق علي لانها صاحبتك .. ما عليه اخوك قلبه جامد
ما بينهز على رفض بنت ..
: يصل ان شاء الله .. لا ماعندي غير سلطان ..
: خلاص اوكي .. اكلمك بعدين ..
قفل منها و ظل يفكر ... فباغته سلطان بسؤاله : عسى ماشر يا سعود ؟
سعود : لا مافيه الا الخير ... تقول انها تعبانه شوي .. علشان كذا انشغلت عليها ..
تنهد سلطان .. وسأل بدون انتباه : كيف زوجها معها ؟
انتبه سعود لسؤاله المبطن و تدارك الموقف بسرعه .. : مطلق ..رجال يعتمد عليه .. انا واثق فيه
و واثق انه بيسعدها ويريحها ان شاء الله ..
كرر سلطان من وراه : ان شاء الله ..
وتجاهل مطلق .. وتخيل لو انه هو من كان زوجها ماذا سيفعل من اجلها ؟؟؟


***************************


انتفضت بعدما ذكر اسمه ... وكأنه برجعها لنقطه الالم .. واستعجلت في انهاء المكالمه
كانت ستشعر بالخيانه لانه كان قريب منها عبر اخيها وهي لم تحتمل ...
حاولت بشتى الطرق انها تكون عاديه .. وبصوت مريح .. وسعيده ..
لكن اخوها شك في صحه كلامها .. ادعت المرض ..لكي تريحه واخترعت بعض من الاكاذيب
كان يجب ان تكون عاديه .. وتعيش وفق الموجود ..
ان تركن مشكلتها وحياتها الخاصه على جنب وان تتعامل مع حياة الاخرين بطريقه اخرى ..
وبالاخص المقربون لديها...
فليس لهم علاقه بما وقعت فيه .. ولايستحقون ان تقاطعهم او تعاملهم وفقا بمتغيراتها ...
ستضغط على اعصابها وعلى نفسها حتى لاتبين شي من متاعبها ... ستضحي براحه بالها من اجلهم فقط ..
كانت بتدق على نجمه ... لان الحاحها الواضح من خلال عشر مكالمات لم ترد عليها وعلى ثلاث رسائل
تطالبها بالاتصال عليها .. كان يضعها في مأزق حذر ..
لكن قلقها المتزايد على مطلق .. وعدم عودتها اتعبت عقلها وارهقت اعصابها ..
قاربت الساعه على منتصف النهار .. وهو من ليله الامس مارجع للبيت ..
خوفها يتزايد مع كل تجاوز لعقرب الساعه .. حتى انتصفت .. و عاد هو بطريقه عاديه
و كأن شيئا لم يكن ... بدى بحاله مزريه .. عينيه ذابله و محمره تحيط بها هالات من السواد
و ثوبه مجعد بطريقه لم تعتدها في مظهره من قبل ... وخوفها الذي تعاظم من بقع الدم .. ذكرها بأيامها تلك ..
دخل الغرفه ..بهدوء وتناول حقيبه ملابسه تحت انظارها .. وقد تسمرت مكانها
تنفست براحه اخيرا لكن مايفعله امامها يجعلها محتاره .. و خائفه
كانت بتسأله لكن ماقدر صوتها يخرج من عمقه.. إلا مهزوز
: مطلق.. انت بخير؟
مااعطاها رد ..فزادها ذلك ذعرآ ...
كانت بتصرخ فيه ..
يا رجل عد لنقطه التعقل ..
لاتظلمني و تخنقني بشكوكك ...
ليست لي قدره على ان اكون محرومه من مشاعرك ..

سألته بهدوء : مطلق .. ارجوك .. خلينا نتكلم و نفهم بعض .. انا ...
ضرب باب الخزانه بقوه اخافتها و ناظرها باشمئزاز ..
قال : ماقلت لك ماابغى اسمع صوتك ...
مااستسلمت له و قالت برجاء : اقسم بالله يامطلق انا مالي دخل في الصوره ..
اصلا مااعرف كيف وصلت ..
غمض عيونه و همس بكم كلمه وكأنه يطلب الصبر والاحتمال ..
وتكلم ببرود : اسمعي يابنت الناس .. الصبر له حدود .. وانا رجال تحملت الكثير
اصعب شيء على الرجال .. انه يعيش غافل و زوجته تلعب من وراه ..
حست بالظمأ والجفاف فجأه .. وتقطت سبل الامل .. و مارتجته سابقآ اصبح محالا
تحت وقع كلماته و نظره عينيه الصريحه لها بالاتهام ..
همست بألم : انت تظلمني يا مطلق... وربي ماعرفت رجال غيرك في حياتي ...
رمى بأغراضه والتفت لها .. والشرر يطل من عيونه ... واقترب منها
: لاتحلفين .. مابصدقك ..
بكت بصوت مسموع : طيب مادامك ماتصدقني اتركني .. اتركني .. مااقدر اعيش مع شخص يشك فيني ..
ضحك بألم واضح و قال بقسوه واضحه : اترك .. اترك .. هذا اللي تبينه ..تحلمين ...
مثلما قلت لك بتعيشين معي مثل الجاريه... بدفعك الثمن و اخذ حقي منك ببساطه...
صرخت فيه : مالك حق تعاملني كذا ... اذا ماتبيني طلقني ... انا اللي اطلب فرقاك .. ماعاد لي خاطر
اعيش معك ...
اشتدت يده وبهت لون شفايفه .. و ماكان منه كردة فعل ...
إلا ان اصخب الصمت بصفعه احتلت جزء كبير من وجهها
فتهاوت امامه على الارض من شدة الالم .. وقوتها ... و تهدل شعرها على وجهها
لم يكن منه الا ارتعاشات الغضب ... وهي ارتعاشات الخوف والالم و الصدمة ..
والحزن العميق ... حزن على مامضى .. وحزن على القادم ...
لم تعد تشعر بشيء في شق وجهها الايسر .. خدر جعلها تنتفض طالبة اليقظه ..
ولم تدمع عينيها لوهله تستجيب لعقلها .. هل هذا واقع يحدث معي حقا ؟
لن يصدقها .. ولن يكون...
وان فعل .. ففي قلبها مات شيء .. وهو يختنق ..
خرج ببساطه دخوله .. و تركها لأهواء الحياة

قفل الباب خلفه بعصبيه .... و تنهد بقهر .. لم يكن ان يريد ان يعاقبها بتلك السهوله
كان يريد من تعذيبها شي يسيرا بطيئا و متلذذا فيه ..
لكنه لم يشعر بالراحه... و لم يخفف ذلك العبء الثقيل على صدره ..
كل الذي سبق وفكر فيه تبخر .. عن طريقه العيش معها ..
اول خطوه كانت ان ينقل ملابسه كلها للحجره الاخرى .. وان يبتعد عنها بقدر الامكان ..
ان يتجاوز اماكن وجودها و يتركها وحيدة ...
بسط يده التي احمرت من شده صفعته... و قبض عليها بشدة ..
وارهف السمع ... فما وصله إلا الصمت ..
فلم يمنع نفسه من الخوف عليها .. وتأنيب نفسه
وإن كره لحظات شفقته التي لاتستحقها .. فمشى على وخزات ضميره بدون مبالاه .
عاد متصلبا خشنا.. لايقف عند فواصل الرقه والحنان ...
غير ملابسه ... وخرج من البيت ...
فتعقبه الاخر بنظرات الاستفهام .. ولاحقه حتى موقف سيارته ..
مسكه ناصر بصعوبه : مطلق .. انتظر لحظه
ناظره مطلق بنفاذ صبر : خير ياناصر .. ماعندي وقت ..
: وشفيك يارجال .. من البارح متغير .. من ساعه طلعتك وانا انتظر.. وين كنت ؟
تنهد مطلق : ناصر .. انا مو فاضي لك ..
شد ناصر عليه بعصبيه: وشفيك .. موفاضي .. مو فاضي .. كلها كلمه و السلام .. وشفيك يامطلق ؟
يااخي على الاقل ريح بالي .. من البارحه مانمت .. القلق اكل عقلي وفي الاخير تقول مو فاضي
ابتسم مطلق بألم و ربت على كتف صاحبه وقال : يعطيك العافيه ياناصر .. اعذرني ياخوي
عندي مشاكل في الشغل .. طلعتني عن طوري .. اذا لقيت وقت بقعد معك ..
تجاوزه ودخل سيارته بينما ناصر ردعليه : بروح بيتي ..؟
ناظره مطلق بتحذير : احذر تروح ... بيتك يبغى له تنظيف .. .. وناقصه اشياء كثيره..
وسكت لما تذكر قصه سندريللا والحاح ليلى عليها ...
وكمل بصوت اعلى متجاوز صوت المحرك : خليك .. بيننا كلام .. و مشى في طريقه بسرعه ..
مااخفى على ناصر ... ملامح التعب على صاحبه او حتى لغه الهروب الواضحه
في مشكله .. ومشكله ماتخص العمل ابدا ..
انتظر حتى اختفت السياره من قدامه .. ورجع طريقه للملحق ..
قبل يحس بشيء غير طبيعي لاحظه اكثر من مرة ...
و تعدى الامر محض الصدفه ... لابد انه يعالج الامر بنفسه ويهتم فيه ..


*******************************



اخذت لها حمام بارد ... وتركت نفسها تدور في الضياع
تحس وماتحس هذا افضل ...
صلت الظهر ودعت ربها برجاء متواصل انه يفرج همها ..
من صبح ماحطت شي في بطنها .. وماعندها الرغبه في الاكل
عندها مهمه ثانيه ...
تكلم نجمه و تترك الحياه تستمر بطبيعتها ..
تنفست بهدوء ... وابتسمت لعل الكلمات تصطبغ بها .. وتصدق فيها ..
دقت على نجمه التي باغتتها بهجومها الصريح
: ليلى واخيرا ... من البارحه ادق عليك ماتردين .. ليش ماقلتي لي ؟
وليش مارديت على اتصالاتي ؟
ليلى بهدوء : اولا السلام عليكم
: وعليك السلام ... بسرعه تكلمي ..
ليلى: بسم الله نجمه شوي علي .. ماعندي قدرتك في الهذره صراحه
في البدايه اعتذر لاني ماقلت لك .. قلت سعود تعرفونه زين .. وماهو غريب عليكم
و في الاول والاخير .. القرار لك .. وسواء قلت لك او لا فما بيغير حاجه صح ..
نجمه براحه : صراحه.. ماصدقت ساعة قالوا لي ... قلت اكيد ان الحمى اثرت على حاسه السمع عندي ..
و كنت اتمنى انك خبرتيني من قبل ..
ابتسمت ليلى وردت : المهم في كل هذا قرارك انتي ... وثقي تماما اي قرار تاخذينه بكون معك فيه ..
نجمه : يعني اذا رفضت اخوك ماتزعلين ..
ادعت العصبيه : انسي ان لك صاحيه اسمها ليلى..
ضحكوا مع بعض وبعدها قالت نجمه : صراحه سعود .. رجال والنعم فيه .. ماينعاب ..
واكيد قالك عن الموقف اللي صار بيننا .
سألتها ليلى : اي موقف ؟
ضحكت نجمه بخجل : اسفه ياليلى ماقلت لك عنه ... لاني ولله كنت مستحيه من نفسي ..
لكن اسألي اخوك هو بيحكي لك .
ليلى : من صدقك انت ... لا والله طالت وشمخت .. طيب يانجوم تخبين علي .. وانا احكي لك كل شيء..
نجمه : لا والله .. لكن الموقف محرج ..
: مصيري بعرفه ... المهم انتي شو قررت ؟
: اصبري انتي .. خليني اثقل شوي على اخوك .. ويش بيقول عني ؟ مصرقعه على الزواج ..
ضحكت ليلى : ياحبي لك يانجومه .. انتي وين والركاده وين ؟ اخلصي علي واعطيني ردك ؟
:بتسمعينه من اخوك .. وضحكت بخجل
عرفت ليلى عن موافقتها .. ماخفى عليها اعجاب نجمه في سعود من قبل .. ولها الحق
مو لانه اخوها .. لكنه بالفعل الرجل المناسب واللي تتمناه كل بنت ..
: . ان شاء الله ..ربي يكتب لكم الخير والسعاده ..


انتهى الاتصال .. وارتاحت مبدئيا .. مع ان فرحتها ناقصه إلا انها حست بالسعاده لاخوها
رمت جوالها على جنب .. و ضغطت على عيونها تمنع رغبه في البكاء ..
مع تلك الوخزات المتنمله في وجهها .. و الالم الموجع في قلبها ..
تحسه وتدركه .. وليتها تضع يدها عليه وتطمسه و للابد لترتاح ...
تناولتها المشاعر و اخذ كل واحده منها طرف محايد ..
مابين الخوف والالم والضياع .. والحزن ان تفقده ليس سواه
سيهون الالم كله في جوفها .. بعودتها الى دفء حضنه ..
دمعت عينيها .. ليس استجابه للالم الجسدي او النفسي الذي تمر به
بل لمجرد الفكره بأنها ..ستفقده .. وتفقد اجزائه الصغيره المبهجه ..

اه يا قلبي الكسير .. لماذا وقعت في غرامه ؟
لما لم تنبض بعيدا عن حدود حبه وتكتفي بالحياه وحيدا ؟
لماذا ارغمتني على ايجاده وملأه في مساحات حياتي الشاسعه
لماذا هو ؟ من يحفر في قلبي شغفا وحبا و ألما كبيرا..
اواه ياقلبه الجامد ...
بثثت شكواي إليه .. فذاب الجليد ..
واشفق الصخر علي .. ولان الحديد
إلاهو .. متحجر .. لايقيس سوى نبضاته

ضممـتـك حتى قلت نـاري قد انطـفت فـلـم تـطـفَ نـيـرانـي وزيـد وقـودهـــــــــا.


لهثت انفاسها بدعاء خالص على الذي لاتخفى عليه صغائر الامور ..
متوكله عليه وصابره .. من يفتح لها من جوف الظلمه باب من نور ..
و يختصر لها المسافات بـ كن فسيكون ..

لله ابــشــكــي (حــيــرتــي ) لله رب الـعـالـمــيــن
وامــد لــه كـفـي (دعـــا) يـــالله عـفــوك ياجـلـيـل
يامنتـهـى (الشـكـوى) إلـــه العـابـديـن الصـابـريـن
يـالله (عونك0فزعتـك) همـي عـلـى قلـبـي ثقـيـل

*************************


مرت الايام سريعا... وغابوا الجميع في غمره ساعاته و دقائقه ..
متخفين عن الجميع .. بأشياءهم العاديه الممتلئه .. و في دواخلهم صراخ يتردد صداه في الفراغ
هو قضى لياليه متجابها مع النوم لعله يغرقه في سبات طويل ..
اعتزل حجرته و ابتعد عنها .. وان بحثت عينيه عنها ..
وهي لاتريد الاستيقاظ من نومها ..
عادت الحياة تسير بركاده ممله غير طبيعيه .. ولا لون لها ..
ماعادت تطاق ابدا ..
اصبحا يتجنبان بعضيهما كالغرباء .. لايتصادفان وان فعلا فإنهما يتجنبان بعضهما كالصرعى .
هي اهملت روحها و جسدها ... حتى اصبح للناظر جسدا خاويه بدون روح ..
في غيابه .. تملأ فراغه بحاجاته .. .. تقضي وقتها في اسعاد نفسها بالاهتمام به او تعذيبها
تتلوى جائعه محرومه منه ... لا ليل يحاصرها النوم فيه متوسده الراحه .. إلا وتحتضن مخدته
تعبء فراغه وتبكي ضياعه بشوق ..
رتبت فراشه .. و اخذت ملابسه ... و ملأت انفاسها برائحه عطره ..
لا متعه في ذلك .. إلارغبه في العذاب .. عذاب يسعدها ...
لاتنكر اشتياقها له .. فهو جزء من ذلك العقاب الذي يسحقها به ..
اصطدمت بوجهه القاسي فتيبس حلقها ..
هاجمها كالعاده : ماقلت لك من قبل لاتدخلين حجرتي ... اتركي اغراضي لحالها اظن في خدامه ..
ردت بهدوء : كنت بنظفها ..
رفع حاجبه بقسوه وكمل : ولا اقولك .. كملي شغلك .. لانه مافيه فرق بينك وبينها ...
لم يتوانى في جرحها وهو الذي يقرأ بسهوله دلالات الالم الواضحه على وجهها و يرتجي بعدها الراحه
ليبدآ مجداا وينال منها بشتى الطرق ...
غامت عينيها ... و انجرحت روحها من جديد .. وادركت انه لافائده ..
لا فائده .. لا فائده ..
ذلك الجوع امتلأ بالهراء .. هراء مشاعر لامعنى لها لديه ..
وان اليأس قد ادركها وهي تدعي ان بصيص الامل قريب ..
مس قلبها ومزق تلك العاطفه ...
لن تحتمله ابدا .. ولن تعيش فيه ..
ذلك الالم تحول لرغبه جسديه يجب ان تخرجها ..
رمت بملابسه رغبه منها في الهروب ... لكنه ادركها .. بقبضته القويه على يدها ..
مستشعرا بروده يديها و ارتعاشتها ... لكن رغم كل هذا .. تجاهل و مضى في تجريحه لها
: زعلت .. وليش الزعل ؟ هذا وضعك الطبيعي ؟
ماقدرت تطل في عيونه .. لم تعد لها الرغبه المطلقه ..
همست بصعوبه : خليني اروح ...
رد بحده مظهرا حقده : تعودي على وضعك من اليوم ...
ابتسم لملامح الالم .. و حرر يدها .. فانطلقت من قدامه بسرعه ودخلت الحمام ..
ذلك الصراع النفسي غرس اشواكه في جسدها وانتهك عافيتها بسهوله قصوى ...
معدتها بدأت تقلب عليها وهي فارغه .. لكن الالم وجد طريقه .. حول رغباتها الى صرخات عذاب ..
وصلت لاسماعه فاقترب من الحمام .. تتنازع لديه الرغبات بين المضي والتجاهل ..
مابين كل شهقاتها .. صرخه ألم يتلوى فيه جسدها .. و تقفزالدمع من عينيها ..
وتبكي بصدق ..لانها وحيده .. وحيده ..
جلست على ارض الحمام البارده ... واجهشت بالبكاء .. قدره لم تعد تحتملها بمفردها ..
تنهد بتعب وهو ملاصق لباب الحمام ... عدم الرضى عن مايقوله او يفعله
لكنه بهذا يشبع رغبته في الانتقام منها ... ولايتذوق منها سوى المرارة..
فداس على نداءات قلبه وتجاهلها ...
و مضى في عقابه .. غايته ان يغرس مديه الخداع في قلبها ويجرحها حتى تكره حياتها ..
ففعلتها ليست هينه .. ولن ينساها ابدا ... فذلك شرخ في كيان رجولته .. يترك اثارا لاتمحى ..



****************************



ابتدأت الاستعدادات للمدرسه ... الجميع انتفض بعد شهور الاجازه والراحه ..
و تداركوا نزف الوقت بإعداد العدة والاستعداد ...
ليلى .. وفقدت تلك الرغبه في اكمال دراستها .. لكنها رغم ذلك واصلت.. قبولها كمنتسبه
جعلها تتحفز لمواصله امالها .. وان اجحفتها الظروف ...
و شغلت نفسها بالقادم ... اخوها واستعداده للزواج .. و انشغالها مع نجمه في الاعداد ..
بعدما صار الامر علني ... وتم التحديد .. اصبح لابد من التفرغ ..
دخلت سمر بعدما مشوار طويل في السوق وارتاحت على الكنبه جنب امها
: والله انهد حيلي ... كلما قلت خلصت .. تطلع لي حاجه جديده ..
ام مطلق : والله من حبكن للسوق .. الود ودك انتي واختك لو تعيشين فيه ..
ابتسمت سمر للفكره ..وقالت : ياليته صدق .. ويش رايك ياليلى ؟
ناظرتها ليلى بإستفهام .. لانها ماسمعت الكلام ..
فسألتها سمر : سلامات ياليلى.. احسك متغيره هالايام ؟
ليلى بنظره لخالتها ولسمر : مافيني الا العافيه .. ويش كنتي تقولين ..
سمر : كنت اقول لواني اعيش في السوق ؟
ابتسمت ليلى : وانتي ناقصه ..تزيدين هبال ..
ضحكت سمر بإستخفاف .. وقالت : بايخه ..
تجاهلتها ليلى و بعده ابتسمت وهي تقول : صحيح ماقلت لكم ان اخوي سعود خطب ... و ملكته
ان شاء الله بعد اسبوعين ..
شهقت سمر بعدم تصديق : تتكلمين جد .. مين اخذ ؟ الله يسامحك ياليلى انا ماقلت لك احجزيه لي
جاتها ضربه من امها : عن قله الحياء .. و كلمت ليلى بإبتسامه : بالمبارك يايمه ..ربي يتمم عليكم ان شاء الله
: يبارك في عمرك يالغاليه ...
سألتها سمر ويدها على مكان الضربه : ومين المنحوسه اللي اخذها ؟
: نجمه ..
سمر : نجمه ماغيرها ؟ ياحبي لها .. اجل تستاهل ؟ الف مبروك ان شاء الله ..
لكن ياليتك قلتي لنا قبل شهر على الاقل علشان نجهز انفسنا ..
ضحكت ليلى : اووف ياشهر .. الموضوع كله ماله اسبوع ..
سمر : وليش العجله ياحافظ ؟
ليلى : خير البر عاجله ..
دخلت اريام فطالعتها ليلى بسرعه .. وحست بالنقمه منها ...
جلست اريام وسألت : ويش السالفه ؟
سمر : تدرين ان سعود اخو ليلى.. بيتزوج قريب
اريام : صدق . .. مبروك
كملت سمر بلهفه : وبياخذ نجمه ..صديقه ليلى الروح بالروح ..
اريام : حلو .. يعني بيكونون قريبين منك ...
ارخت ليلى ظهرها ..لاحساسها بالالم فجأه .. و قالت : ان شاء الله ..
تأملتها اريام .. و كأن شيء ما واضح ومقروء في وجهها
لكنها تجاهلتها رغم ذلك ...

كان البقاء معهم .. جهدآ بالغ .. يأخذ منها طاقه هائله .. معهم جسدا خاويه تنصاع
لتلك اللحظات مجبره و لاتستدير الى نفسها إلا اذا انفردت بها و بقيت وحيده ...
دخلت المطبخ .. بعدما انفضت تلك الجلسات البارده ..
تأملت كوب الماء .. قبل ان تشربه دفعه واحده .. فهو ما يسكت جوعها في الايام الماضيه
تبعتها اريام .. و ادعت انشغالها ..
سألتها : تمشين معي السوق ؟ بما ان ملكه اخوك قريب قلت اكيد تحتاجين شي ؟
ناظرتها بإستغراب لكنها ماقدرت تتفاعل مع سؤالها
فردت ببرود : مالي خلق اروح اي مكان صراحه .. حاسه اني تعبانه ..
جلست اريام مقابلها : واضح عليك .. .. تنهدت و سألت بهدوء : ليلى ممكن اسألك سؤال بصراحه
بما اني مااحب اللف والدوران ... انتي ومطلق بينكم مشكله ؟
رفعت ليلى راسها لها و بدت مهتمه بمنحى الكلام ...
ادعت بكذب : لا .. ليش تسألين ؟
ابتسمت : ماادري احسكم متغيرين بالمره... مطلق صار معصب ومشغول كثير ويقضي اوقات طويله برى ..
وانتي ... وانتي حالك مقلوب ...
: عادي .. الحياة الزوجيه كذا .. مافيه اثنين مرتاحين في الدنيا لابد من المشاكل ...
ابتسمت اريام وقالت وهي توقف : حتى ولو كان فيه .. ماكنت بتقولين لي صح ؟
جاوبتها ليلى بدون تردد : صحيح ..
كان في اتصال في العيون ... وهجوم واضح من طرف ليلى ... كانت في داخلها تحمل اللوم عليها ..
جزء كبير من اسرارها الخاصه ... قد سربته للغير .. وهذه تجاوزات لاترضاها ابدا...
طلعت اريام وبقيت هي مكانها ... تقول لاحظت انه معصب و مشغول .. يعني الامور واضحه
للجميع ...
طيب الى متى يا ليلى ؟
الحال ما تطمن ولاترضي احد ؟
بتبقين وحدك الى متى ؟ مافيه احد يقف جنبك ويساندك في مشاكلك ؟
مهما يكن .. لا تتوقعين ان الحال يستمر ؟
بكره يتغير .... هو حتى الحين يتحملك بإعتبارك خدامه له ..
الى متى بترضين بالذل لنفسك علشان ترضين غيرك ..

ريحت راسها بين يديها ... و فكرت لو لجأت لامها كيف بتكون رده فعلها ..
لو تشكي لها همها كيف بتحتضنها ..
لو تقول يمه مالي معه في الصبر حيله ...
يايمه .. ابتليت في الحياه ببليه مالي فيها يد ..
و مالي فيها لا حول ولا قوه
ويش اسوي يايمه ؟
اتحمل الى متى ؟ ولمين يايمه ؟
لاتقولين اصبري ... وتحملي .. طبع حواء الحنون ..
لاتقولي .. يابخت من نام مظلوم ..
والله يمه .. زاد حالي سوء وقاربت المنون ..
صعب يمه احساس الظلم .. واني اكون مظلوم
يمه ابي اسألك .. وين انا ؟ وين كنا ووين صرنا ؟
يمه .. وين حضنك وقت ادوره بلهفه
يمه .. وين القاك مني ..
يمه .. بنتك ضايعه في دنيا ماتدري كيف ترضيها
يمه .. الحقيني قبل تاخذني في غمضه عين ...

رجعت بلمسات على كتفها ... لم تنتبه لنفسها او تدرك انها تبكي بدون احساس
ارتاحت ان خديجه الوحيده اللي شافتها .. كانت مرتاعه المسكينه وواضح عليها
سألت بشفقه : مدام .. انتي تعبان ؟
ابتسمت ليلى ومسحت دموعها بسرعه وقالت : شوي ياخديجه... راسي مصدع ..
خديجه : خلاص مدام .. انتي روحي ارتاحي .. انا يجيب حبه صداع و مويه ..
: يعطيك العافيه .. مايحتاج خلاص .. توي اخذت لي حبه ..
وقفت ومشت مثل المسيره لغرفتها...
نامت على سريرها مدثره بأحزانها ...
تساوم نفسها على الصبر والتحمل ..
لكن ثقافه التفاؤل .. تفرض علينا نعيش بتوازن كأن نبسط كفوفنا او نقبضها بشده ..
تلك الفرضيات التي تفتح في العقل افاق اخرى ..
من تزرع في انفسنا روحا جديده نشطه ..
لايأتي شيئا بمحض المصادفه او عبثا ..
ايمان .. ينعش الجسد و يجدد الروح ..
غدا .. يوم جديد .. لابد فيه تطلع الشمس ..
لابد يضيء الكون .. و تفرح في يوم ..
وتضحك من قلبها ..و تنزاح الغمه عن حياتها وتعيش مرتاحه ..
ابتسمت .. لتخيلاتها التي رسمتها لنفسها ..
متفائله بغد اجمل ... نعم غدا اجمل ..

فتح الباب عنوه ... ولم تعود الى الواقع .. تعرف انه عاد ليجعلها متعذبه ..
عاد مجددا لموعد العقاب .. كما حدده هو ...
سترد له الدين .. ستكون هي الافضل ..
إلتفتت له بإبتسامه ... فلم تخفى عليه تجهمه العميق
لن تسلم من صراعاته الدائمه ..
ولن ترتاح من صراعها مابينها وبين نفسها ...

ارتد على نفسه .. وازداد غضبا ..
منها ..لابتساماتها و ماسببها؟
تبدو مختلفه .. مرتاحه ومتقبله الوضع ...
ومن نفسه .. لانه اشتاق لها وإلى رسم الابتسامه الجميله التي تكون على وجهها
وتشرق لها محياها ...
ترك الباب مفتوح ... وجلس على الكنبه بعد ما شغل التلفزيون ومع الثواني ارتفع صوته
وكأنه يصارع افكاره ان تهدأ ... متشاغل بأوضاع سياسيه لا تنتهي ..
جلست وراقبته بهدوء ...
اشواط طويله تفرق بها عنه ... ويبتعدون فيها عن بعض ...
آآآآه ياطول المسافه ..
ويا بعد الطريق ..
الدروب اللي جمعتنا ليه ضاقت ؟
وليه قلوبنا صارت تخاف ؟
والسبب صوره .. صوره احرقت كل شيء جميل بينهما ...
كان الحنين إليه من يجعلها حزينه . ...
وقفت على اعتاب بابه بدون ان تطرقه .. لانها تعرف الجواب مسبقآ ..
ماتلومه .. ولا تزيد من عتابه شي ..
حال ابن ادم .. ماتنكرها عليه ..
تعذرت له .. وانتظرت الفرج ..


"الحنين"
اللي وقف بي عند بابك ..
اشبع اشيائي غرابه ..!
كيف تقدر ..؟
تبعد بلحظات عني ..؟!
وتملى اشيائي كآبه ..


طال صبره و تململ مكانه ... تذكر ناصر وانه طول اليوم مشغول عنه ...
قام بعدما غيرملابسه ... لكن سبقته قبل يطلع ونادته برقه
مااستجاب لها ..
قالت بهدوء : ودي اتكلم معك ؟
رفع يده بإهمال وقال : مو فاضي لك ..
رفعت رأسها و قالت بعزم : لو صار ولقيت صوره معك ؟ ويش بتكون رده فعلي ؟
رفع يده بعنجهيه : لا تقارنين ...
ابتسمت بألم : وليش ؟ لانك رجل ؟ انا في حالتي خيانه وفي حالتك حق من حقوقك ...
طالعها بإستنكار .. مع الحاح للانتقام ..
ابتسم هذه المره وببرود لانه استطاع ان يرى نقطه ضعفها :
: لاتتكلمي عن حقوقي ... بتتعبين ؟ ..
كملت بنفس القوه : وانت في مثل حالتي .. لاتتكلم عن حقوقي بتضيع فيها يامطلق ..
لم يفهم ماتعنيه بالضبط .. كانت بذلك تريد ان تساومه وتجرحه
لكنها خائفه مرتعده تدعي الثبات والقوه ..
اقترب وهمس : مافي مقارنه ... بيدي من بكره اتزوج عليك .. لكن انتي تحتاجين مني كلمه .. كلمه واحده
ارتعشت لتمتعه في تعذيبها ... و لنطق الانتقام في عينيه
يساومها على راحه بالها ..يريد ان يزعجها بشتى الطرق ..
ماخفى عليه ملامح الغضب والرغبه الشديده في البكاء ..
انطفى شيئا داخله واشعر بقليل من الرضا ..
ليلى : بتكون فاتن اكيد ؟؟
قال بسخريه : ممكن ...
وخرج بشكل عادي ... تنفست بصعوبه لتجاهله ..
ستأكلها الغيره حتما .. لن تهنئ بشيء بعدها
و وبخت نفسها لمضيها في مثل هذه المحادثه الكريهه .
لم تأتي بفائده منها سوى تعكير مزاجها ااكثر .. وخوفها من ما لاتعلمه ولا تتوقعه منه ..



وبخ نفسه على الاستمرار في التجاااهل ؟ و تستر بالغربه دواء غير شافي لكن مخففا للالم ...
دخل عند صاحبه ...رغبه في الهروب والتفكير بدون انقطاع ..
قابله ناصر اثناء خروجه من المطبخ و قد بدا متعافيا ..: هلا والله بالقاطع ..
مارد عليه .. جلس بتثاقل و غاب في التفكير
لاحظ ناصر عليه شروده واستشعر الالم على ملامح وجهه فسأله : في مشكله ..
هز رأسه بلا .. وضغط على عيونه بتعب واضح ..
لما لاحظ الصعوبه الواضحه في عدم قدرته على الكلام .. إلتزم الصمت ..
لكن وقتها تكلم مطلق : لا تسكت .. تكلم ..
ناصر : ويش تبيني اقول ..
: قول اي شي .. لاتسكت ..
ابتسم ناصر وقال : خلاص .. احكي لك قصه سندريللا ..
غمض عيونه بقوه رغبه في النسيان والاختفاء ...
وصرخ عقله داخل رأسه.. لا ارجوك .. مابي شي يذكرني فيها
مابي صورتها و لحظات شقاوتها معي ..
مابي اذكرها بشي ... بالكاد انسى اللي تمر من قدامي ..
كل شي حولي يذكرني فيها ..
لاتعذبني يارفيقي ..
تنهد بتعب وقال بإستسلام : احكي لي قصه تحكي عن الخيانه ..
ضحك بمراره وكمل : مافيه قصه تعرفها كذا صح .. تعتقد انت ... لكن انا اعرفها ...
تأمله ناصر بصمت وبعدها قال بتحكم : طيب اسمعها ؟
ناظره مطلق بحده : ما بتعجبك .. انا متأاكد ..
مال ناحيته و شابك اصابعه وقال بتفهم : لا عادي .. هي راحت ولا جات قصه ..
يعني بدايتها ... كان يامكان في قديم الزمان وسالف العصر والاوان ..كان فيــ .....
كمل مطلق بصعوبه : زوج مخدوع .. ظن انه يعرف كل شي في الحياه .. ملك اللي يبيه.. لكنه كان يدور على شي
مفقود ماعمره حس بوجوده ... ولما امتلكه تغيرت حياته ... وتغير هو ... وبعدها انقلبت الموازيين ..
ضحك بقوه ...حتى نضحت عيونه بالدموع ...
دموع رجل قهرته الظروف ... ظن انه يوم لن تنال منه ابدا
دموع لاتبلغ غايه قصوى من الضحك وعدم التماسك ..
دموع شعر بحاجه لذرفها تحت اي سبب ..
كسرت شوكته الحياه و مرغت كرامته في تراب الخيانه...
سلبت اعتزازه بنفسه و محت شخصيته و بات مجردا من كل شيء...
تامله ناصر ووعى على مشكله خطيره قد وقع فيه صاحبه ..
ماحب يتدخل اكثر .. الامر واضح

قطع ضحكاته بستار من الجلاده فجأه وقال : ودي اسافر يا ناصر ؟
سأله ناصر : وين بتروح ؟
جاوبه بدون مبالاه : اي مكان ..
صمتوا لفتره .. وبعدها سأله ناصر بوضوح : بتحكي لي عن مشكلتك ؟
ابتسم مطلق : لا تعتبرني مريض عندك .. وتقعد تستجوبني .
رد ناصر له الابتسامه : افا يامطلق .. انت مريض .. والله انك عن اكدع دكتور.. لكن ملاحظ عليك انك تعبان ؟
تنهد بإرهاق ورفع رأسه للسقف : والله تعبان .. تعبان .. حاس بروحي بتخرج من جسمي ..
: لهذه الدرجه ؟ طيب قول لي ؟
: انتهى كل شي يا ناصر ..
جاوبه ناصر بجديه : مافي شي ينتهي كذا ..ببساطه ..
ابتسم مطلق و استلقى على الكنبه وقال بنعاس : اظن ان زواجي اكبر مقلب اكلته في حياتي ..
تأكد ناصر من صحه افتراضه انه يعاني مشكله في زواجه ..
ناصر : لكن انا اشوف ان الزواج احلى شيء صار لك ..
طالعه مطلق بدون مبالاه : لا تغرك المظاهر ..
ناصر بإبتسامه : الا معك .. المظاهر لها معاني ثانيه ..
: لا تهتم ..
هز رأسه بتجاوب و سأله : مطلق .. كان في شيء ودي اقوله لك ؟
انتظررده ولما لاحظ عليه سكوته الطويل .. طالعه
ولاحظ انتظام انفاسه .. نايم بهدوء
و كأنه ما صدق تطبق جفونه وينام ..
يهرب من كل شيء .. بالنوم .



الى الملتقى الاربعاء القادم ان شاء الله
دمتم بخير






كبرياء الج ــرح 12-01-11 07:54 AM




القلب حملني أمانة
توصل للغالي في مكانه
صباح الخير
يامن بقلبي عالي شانه












البارت الواحد والثلاثين :



واصبح الصبح عليهما ... كما امسى ليلهما ولافرق في النور والظلام ..
فكليهما في حالتيهما سواء ...
نام في الملحق .. وهي نامت على كنبه الصاله .. في انتظاره .. ولكن اليأس تخللها كما فعل البرد بها ..
ألم في معدتها غير مزاجها على غير عادتها ...
فتحت جوالها واتصلت على اخوها ...
:صباح الخير ..
رد سعود بصوت ناعس : هلا ليلى ..صباح النور..
: وشفيك لسى نايم .. ياله ياعريس وراك زواج ..
تأفف : خلاص ماصارت ولا زواج الامير تشارلز عاد ..
ضحكت : افا .. ومين هذا تشارلز جنبك ؟ إلابسألك شنو صار على العروسه . ؟
: وانا ويش دراني عنها .. صالح قال لي انه بياخذ اجازه ..
ليلى : خلاص حبيبي ... انا بكلمــ .....
لحظه لم تدرك الوضع .. انخطف الجوال من يدها بسرعه ارعبتها ...
بلغ كل شيء الذروه ... لم تعد تستطيع الصبر ومهادنه الاتهامات بقلب بارد ..
راقبته عن قرب وهو يتكلم بجمود بعدما سمع صوت سعود وكأن شيئا لم يكن
: هلا بالعريس .. اخباركم ؟
سعود : تسلم .. كلنا بخير .. وانت علومك ؟ كل مااسأل ليلى عنك تقول مشغول ؟
ناظرها ببرود و كمل : بالفعل مشغول .. ادري يا سعود اني مقصر معك .. من الحين اقولك
اي شيء تحتاجه تراني موجود ..
سعود : الله يخليك ... هذا العشم والله .. ماتقصر يابو غانم ..
مطلق بنظره لليلى المنفعله : خذ اختك .. اكيد ودها تكلمك ..
ورمى الجوال بشكل عادي ... و دخل الحمام وهي متجمده من طريقه المستفزه ..
كلمت اخوها واتفقت معه ... وقفلت الجوال ورمته بعشوائيه..
وانتظرته حتى خرج ...
مسح وجهه المبلل بالمنشفه .. و عليه نفس الملامح البارده وكأن اللي صار شي عادي .
قالت بإنفعال : تصرفك غايه في السخافه ... سعود ماهو طفل تمر عليه الحركات بسهوله
رد ببرود : وان يكن ... خليه يعرف عن انجازات اخته العظيمه ...
قالها بسخريه وهو يتجاوزها ويخرج من الغرفه .. تبعته بعصبيه اكثر ..
قالت بحده : انت تهين كرامتي ..؟ تجاوزت كل الحدود ..
ناظرها بسخافه واعطاها ظهره : واللي عندها كرامه .. تخفي صوره واحد وهي على ذمه رجال ..
ابتلعت ريقها بصعوبه وقالت : للمره الالف اقولك .. ماهو انا اللي يعمل كذا ..
رفع يده ينهي كلامها وقال : انتهينا ... مافي اي شي يغير قراري ..
صرخت بحده هذي المره متجاوزه حد الصبر : لا ماانتهينا ..تحسبني بدون اخلاق ... تعاشر واحده منحطه ..
تجرحني بصمتك مثل ماتجرحني بكلامك ... ماودك تنسى .. ولاتخليني انسى البدايه المره ...
ارتفع صوته فوقها بصخب : ومين اللي ينسى ؟ اكبر مقلب اخذته يوم تزوجتك .؟ وعلى كذا تحملت الاهانه و كملت
معك ..لكن مافيه نفعه مع امثالك ..
احمر وجهها من شده الانفعال وابت ان تخضع لتجريحه : تقول انك اخذت مقلب لما تزوجتني .. وانا كمان
لاتعتقد ان الزواج منك اكبر سعاده لي ... ماتدري عن الرسايل اللي ارسلت لي تشككني فيك او كلام فاتن لي
انك بتاخذني لاني مو في مستواك .. على كذا ماصدقت ...قلت التجربه خير برهان ...
شوي شوي وصادفت انك لك عشيقه قريبه .. فاتن ولا نسيتها ..
صرخ بإنفعال : ايش الخرابيط ..اللي تقولينها ؟
كملت بغضب : اكيد خرابيط .. وانا قلت كذا .. ماصدقت .. لكن انت تصدق كل شيء تشوفه ..او اللي تبي تشوفه
انت اناني .. ماتفكر الا في نفسك ..طيب عمرك فكرت ان الصوره انحطت علشان تخرب زواجنا .. ؟
فكرت انه ماضي واني بالفعل حبيت سلطان .. .. وانت الحاضر والمستقبل .. فكرت تغير شيء من اللي صار ..
فكرت تخليني احبك مثلما حبيته ..
بان الغضب على وجهه فاقترب منها خطوه محذر : ماابغى اسمع ...اي كلمه في هذا الموضوع .. . لا تتجرأين
ابدا وتذكرين اسم اي رجال في وجودي ..
كانت في كلمه تقولها تغرس خنجر في قلبه ... حقيقه و صراع مع المشاعر .. كانت تهز رجولته و تحمله مسؤليه كل
شي.. كان ينتفض من ان قلبها دخله احد غيره وفكرت فيه بسهوله وهو الثاني .. الثاني في حياتها ..
المرتبه الاخرى الغير مهمه .. احتياطها الوحيد الموجود ..
كملت بألم غايه تقهره : سلطان كان في قبضه يدي ...
ارتفع صوتها بقهرتزيد عليه ناره : كان قريب مني لدرجه كلمه ... كلمه ... لكن انا ....

انكتمت انفاسها رغم كل شيء ... قاطعها بقبله مؤلمه قاسيه جافه خاليه من المشاعر و مؤذيه ..
خلصت نفسها بصعوبه بعدما دفعته بقوه ...متراجعه بدون ادراك حتى ارتطمت بالجدار خلفها ...
لهثت و كأنه قد سقطت من الهاويه بحبل رفيع ؟؟
اعتلى الالم ليقرأ بدون تعقيد على صفحه وجهها المصطبغه بالحمرة .. وتساقط شعرها بطريقه
فوضويه عليها ...

صارع قوته لاعنآ استعجاله الذي يوقع في الاخطاء المتكرره : لا تذكرين اسمه قدامي .. لاتذكرين اسمه ابدآ ..
ارتعشت يدها ومسحت زاويه فمها بشيء من الالم .. ولم ترفع نظراته له .. صدمه و وجع من تصرفاته ..
بقعه الدم الظاهره .. هزت قلبه القاسي و خارت كل قوته عند هفواته التي صرعت مشاعرهما على مذبح النكران ..

جمعت قوتها قبل ترفع رأسها له و تواجهه : ماندمت عليه ابد .. قد ندمي على اني حبيتك وصدقت ان حياتي تغيرت اخيرا ..

و ارتجفت بوضوح امامه ..وانهزمت وكيف لا ؟

لقد عانت الامرين في كل اللحظات .. ولكن في لحظاتهما هذه عانت مرارة عمر بأكمله .. ولم تحتمل
قاست مسافاتها لتهرب بأكثر من خطوه ..
ارتعش صوتها وحاولت ان تتماسك بثقه بعد ان شدت طولها و واجهته : اسمعني يامطلق اذا كنت بتعاملني بطريقتك المذله
اتركني ... اتركني فاهم ... و خرجت بسرعه ..

حس ان دمه وصل لاعلى قمه في رأسه وبدأ يفور بحراره عاليه .. شد من عضلات جسده .. حتى كاد ان ينفجر بركانآ
لم يتوانى لحظه في اللحاق بها .. وتحطيم ماتبقى من احتماله الذي لايطاق ..
ماكانت في غرفتها ... دق على باب الحمام .. ولكن ماجاوبته ..
بصوت غاضب : ليلى .. ليلى .. افتحي الباب ..
انتظر لحظه .. ودق على الباب بقضبه يده ..
و نادها بإنفعال اكثر اتضح في نبره صوته : افتحي الباب لا اكسره على راسك ..
رجع خطوه للخلف .. يحاول يهدي من انفعالاته .. لكن تجاهلها له اكبر محفز للغضب ..
انهال بقوه يضرب على الباب بدون وعي : للمره الالف اقولك بعيد عن احلامك .. اني اترك بتضلين معي حتى تموتين ..
وكررها بصخب اكبر بطرقه على الباب مشدد على اهميه كلامه.: حتى تموتين فاهمه.. حتى تموتين ..
حط جبهته على الباب و استسلم لانفعالاته ولصمتها ورفع يده وقد وخزها الالم .. ولم يعد يحتمل ... لم يعد يستطع تحريكها ...
هدأت انفاسها بعدما اكتسحه الضعف لهدر قوته كلها .. وانتظر حتى خروجها لكن يبدو انها معاندته
فخرج بعدما صفق الباب خلفه بقوه اهتزت لها جدران الغرفه ..

كانت تنتفض بخوف .. داخل الحمام .. اسوأ مكان ممكن اي شخص يلجأ له .. و لجأت تحتمي فيه ..
صوره الوحش الخارجه منه تفزعها كلما تذكرتها ... طرقه على الباب جعلتها مذعوره لحد الموت ..
اطبقت يديها على اذنيها .. رغبه منها في الهروب وعدم مواجهه غضبه الكاسح لكل شيء ..
كطفله مدثره في مكان بعيد عن الانظار ترتجي الامان ..
يكفي مافعله بها قبل لحظات والان يزيد عليها بإنفجاراته المتكرره ..
وانتظرت حتى يهدأ .. لاتعلم هل وصلت للمائه في عدها .. ام هي تعيد وتزيد في تكرير ارقام لترغم نفسها
على الشرود عن وضعها الحالي ..

رفع رأسه بشموخ تحت وطأه الالم وكأن كل الذي مر ..
كان مجرد مشهد من فيلم سينمائي عن يوميات زوجين مملين ..
مرت كل كلماتها امامه ولم يحصيها .. بل لم يفكر فيها اكثر من تلك الكلمه " حبيتك "
و ماالحب في قاموسك ؟
وتلك الكلمه التي تكاد ان ينطلق فيها مثل الصاروخ .. " اتركني "
لو تعلم اني اترك روحي ولا اتركها ..
لن ارضخ لاهواءها ..
شد على شعره بخشونه حتى اقتلع بعض منها في يده .. و اطلق تنهيده حسرة ولوم
فداحه خطأه كلفته الكثير ومازل الباقي في الطريق يسير الهوينا...
رمت عليه بوابل من الشكوك ... قد اصبح يشك في نفسه ..
كثير من الامور التي لم يفهمها ...
يكاد دماغه ان ينفجر .. يفسر هذا ويحلل ذاك .. يبسط ويعقد ..
ماذا كانت تريد بكل هذا ؟
ان اسامحها واتغاظى .. وامضى معها بدون حساب من تظنني احمق لايملك من القدرات الكثير ..
لن انسى ذلك المجنون وهو يخبرني بأنه يحبها ... يحبها هي دون غيرها ..
وهي لا تفتأ ان تعترف انها كانت تحبه ... اقسم اني لاجعلك تكرهين حبك ذاك ..
ولتعيشي مجبره على تقبل الوضع ... معي انا ليس سواي ..
انعقدت حواجبه .. و تمهل في تفكيره .. قالت رسائل .. تشككها فيني ..
اي رسائل .. تتكلم عنها .. و فاتن هذي وراي وراي ..
ابتسم لغرور رجل قد مسه فجأه ..رغم كل هذا استطاعت البسمه ان تجد طريقها ..
لايكون قصدها تشتت تفكيري عن الصوره ...
مااعتقد .. انا مو غبي عندها ..
لكن افهم . ايش قصه الرسائل .. فاتن وبين قوسين " العشيقه " ..
تنهد بتعب .. دوامه الافكار هذه لاتروق له ..
من قبل كان ينغمس في دهاليز رقميه مزعجه لكنها محفزه على الاقل ..
لكنه الان يحلل رغبات انثى مابين هذه وتلك ..
اعاده الالم النابض في يده .. تحول لونها للازرق .. واقتنع ان الالم من كل النواحي قد بلغ حده الاقصى ..



********************************



خرجت بعد مرور ساعه على الاقل بعدما تأكدت من خروجه .. و في كل خطوه تخطوها نزيف لطاقتها ..
لكن رغم هذا .. استطاعت ان تجابهه وتريح عقلها من المحاسبه.. ليس هناك احد افضل على الاقل ..
اذا كان يعتقد انها كانت تحب سلطان فاليعتقد ذلك .. لم يعد يهم ..
طالعت شكلها في بقايا مرآه .. و عبست .. لعقت شفتيها بقليل من الالم .. واستردت قبلته المؤذيه
كما تفعل شكوكه ..
جلست على السرير .. وضمت نفسها .. وتساءلت الى متى بيظل يشك فيها ؟
بتطول الحاله ؟ ارخت رأسها على ركبتيها و سألت نفسها .. لو قالت له اني احبك بصريح العباره
بيغير شيء من كل هذا ... لكن قالتها له .. وضحت له انها انسانه غير معه .. مختلفه ..
ضحكت على حالها .. تكذب على نفسها او عليه .. مابيفهم اي شيء .. كان كل شيء يمر من قدامه بصوره
عاديه .. ماينتبه ان حبها تنطق فيه عيونها لما تشوفه ..
مايفهم معنى تخبط انفاسها .. و تسارع دقات قلبها وهي معه ...
صخر .. جلمود .. ما يحس ابدا ..
كل اللي يهم كبرياءه .. البرواز المصنوع بزخرفه مبهره حول صوره رجل مكتمل ..
إثبات الحقيقه ماعاد تهمها ... اصلا مافي اثباتات وان حاولت ..
لجأت الى صديقتها الوحيده ..
و ماقدرت الا تبتسم رغم كل شيء ... عند سماع صوتها .. ماتقدر تعكر مزاجها وهي مقبله على حياه جديده
بتحتفظ بكل شي لنفسها و تقاوم .. هي الوحيده المسؤوله عن حياتها ..
صباحها كالمعتاد ... لا جديد فيه ..
تقضي وقتها بصمت .. حتى مع والدته .. تهرب من نظراتها بتشكيك
كأنها تعلم شيئا او تحس بالقليل من التوتر السائد بينهم ..
ابتسمت وسألتها لتشتيت فكرها : خالتي .. ودي اسألك سؤال ؟ مطلق في صغره كيف كان ؟
فرحت تلك وكأنها لم تصدق خبرا في سرد تلك السير الغير ممله لها ..
: والله يابنتي .. مايختلف في كبره .. ابوه الله يرحمه كان يعتمد عليه .. ربى رجال حر .. علمه علوم الرجاجيل
ووصاه بالعلوم الزينه ... الله يرحمه غانم كان دوم يقول مطلق رجال البيت من بعدي ..
ضحكت ام مطلق رغم تجعد وجهها بحزن : ربي يحميه ... كان دوم يهتم فينا ...
حتى بعد مامات ابوه .. صار يعامل خواته مكان ابوه .. شال اللي ماتقدر تشيله الجبال وهو صغير ..
ماعاش مثل الباقين .. ولاتحمل من احد يشفق علينا حتى ولو كان خاله ... شد على نفسه و اجتهد .. والحمدلله
ربي رزقه من واسع فضله ...
وانتفضت تلك الذكرى بدمعه ..قد افاقت من مهد الحنين ...
ابتسمت ليلى .. بحب لذكرياته المحببه الى قلبها .. و تخيلته في صغره ..
سألت بلهفه : خالتي .. في له صوره وهو صغير ..
ام مطلق بوناسه : فيه عندي صور له مع خاله في رحله للبر ومع خويه ناصر ... لكن والله يابنتي اني مااذكر وين حطيتها
ابشري فيها بدور عليها .. مير انه مايحب احد يشوف صوره ودوم يهاوش خواته على الصور ..
ضحكت و كأن تلك الغمامه الممطره قد رحلت ..
جاوبتها بشقاوه : ماهو بكيفه .. باخذها يعني باخذها .. لكن انتي لا تخبرينه ..
ام مطلق : ربي يسعدكم يابنتي .. ويبعد عنكم العين والحسد ..
ارتاحت ليلى لدعوتها .. وقالت: ايه والله ياخالتي .. ادعي لنا دوم ..
همست بينها وبين نفسها : يانحن محتاجين لدعوه في ظهر الغيب ...
جات خديجه تركض ومعها الهاتف ..
: مدام وفاء يبغى انتي ..
ناولتها السماعه مع ابتسامه ..
ليلى : صبحك الله بالخير ياام نايف ..
وفاء : صباح النور والسرور .. فديتك ياليلى .. لاتقولي ام نايف احس اني عجوز ..
ضحكت ليلى : وليش بتاخذين عمرك وعمر غيرك ؟
ابعدت السماعه عن اذنها وضحكت بتواصل لانزعاج وفاء منها ..
وفاء : ليلى .. اصبحي مثل خلق الله واسلمي من شري احسن لك ..
ليلى : كنت امزح معك .. وشفيك والله انك اميره البنات .
وفاء بغرور : ايه خليك كذا .. .. ايش حلاتك ؟ المهم الله يهديك نسيتيني .. اعوذ بالله .. ايه صح
كلمت وداد عن ناصر .. لكن ماقلت لها سالفه سندريللا هذي ولاخبرتها عنه بالتحديد قلت انه من طرف ليلى
ليلى بتوتر : ماكنتي قلتي لها من طرفي .. خايفه تتحسس مني ..
وفاء : لا ماعليك منها .. وداد ابدت تجاوبها معي ... اساسا انا لو قلت انها من طرفي بترفض على طول
انتي ماتدرين كم رفضت شخص من اللي اعرفهم ..
ليلى : طيب .. الله يقدم اللي فيه الخير ... المهم اتصلي عليها وقولي لها تجي الليله .. كان ودي اتصل عليها
لكن ما بوترها زياده.. خلي الامور تمشي بشكل عادي ..
وفاء : خلاص اتفقنا ... الليله موعدنا .. والحين الله لايهينك اعطيني اصبح على امي ..
ناولت ام مطلق الهاتف .. وفكرت بحماس في قصه سندريللا والامير ..
واسترخت بهدوء .. وهي تخطط كيف بتقول لوداد ..؟




*********************



نقر بأصابعه بتفكير عميق على سطح المكتب ... و تأمل يده الاخرى الملفوفه بالضماد ..
جروح متورمه عجلت في زياره المستشفى ... وحمد الله انه لم يصب بكسر يؤنب نفسه عليه ..
لم يحبذ تهوره .. لكن اين العقل من كل هذا ؟
كل كلماتها له في الصباح ... ترن في راسه و ما انتهت ..
حاس انه ضايع في دوامه من الشكوك ..
بالتصريح و لا بالتلميح .. سلطان كان في حياتها و مازال ..
لغضب بداخله يزيد نارها اشتعال .. وما يظنها تنطفئ ...
انعقدت حواجبه ... بإشتباك افكاره ..
آآآه يالقهر ..
كل هذا يصير من وراك وانت مثل المغفل ؟
ليش تطول من عذابك وتقهر نفسك اكثر ..
ايش التناقض هذا اللي فيك يامطلق ؟
تبيها وما تبيها ؟
تقولك اتركني وانت متمسك فيها ..
صرخ بداخل عقله .. ما بتركها حتى يقضي الله اجلي .. و تترك روحي جسدي ..
المسأله .. تفسرها عناد ولا تملك ... ولا رد اعتبار .. ولا القضيه مالها اساس عندك ..
اتركها لو ماتبيك .. ليش تجبرها ؟ وتجبر نفسك على حال ماترضاه ..
غمض عيونها واسترخى على الكرسي ..
صارح نفسك على الاقل يامطلق ..
ويش هي بالنسبه لك ..
حدد موقفك منها ... و وضح ويش تبي فيها ..
تقول كانت تحبه ؟ وهو يحبها .
ضرب المكتب لانزعاجه لهذا الاستنتاج .. بيده المصابه ..
و تجعد وجهه بألم ..
قلب يده بوجع ... بينما دخل طلال .. عليه ..
سأله وعيونه على يد مطلق : المهندس زياد موجود .. و ناصر ..
رفع مطلق راسه و سأل بإهتمام : ناصر .. هذا ويش جابه..
قام من مكانه وتجاوز طلال ..سمع ضحكه ناصر المعروفه ..
اقترب منهم وسلم عليهم .. وبعدها قال لناصر بتأنيب : وانت ويش جابك ؟
ناصر بنظره بريئه متبادله بين مطلق وزياد : افا .. يامطلق .. هذا استقبالك لي ؟
مطلق بنظره سريعه مقروءه لناصر و مبهمه لزياد ...
: ادخلوا المكتب ..
زياد بنظره ليده : سلامات ...
ابتسم مطلق ورد عليه : الله يسلمك .. ناظر يده وقال متعذر : اصابه طفيفه ... الحمدلله ..
سأله ناصر عن قصد : كيف اصبت فيها ؟
طالعه مطلق بحنق وقال وهو يشير لزياد بالجلوس : قفلت باب السياره على يدي ... المهم انتظر يا ناصر
حتى اخلص شغلي .. وبعدين افضى لك .. و رماه بنظره متوعده سريعه ...
ابتسم ناصر المتشاغل بقلم الحبر ... في نبره حكيه وعيد ..
يعرف ان كذبته ماانطلت عليه وان جيته اساسا له علشان يفهم ..
واضح مزاجه المتغير .. و انقلاب حاله المستتر فيها بالتجاهل ..
يظن انه مايلاحظ عليه ..
انتهى من شغله مع زياد ... ابتسم مطلق وهو يصافح زياد بخفه بيده المصابه
مع حذر زياد معه وقال بموده : اسعدني تعاملي معك مهندس زياد ... افتخر في وجود مهندس سعودي من ضمن الكفاءه ..
جاوبه زياد بتواضع : الفخر لي انا .. بصراحه استمتعت بالشغل معك ...
ناصر بضحكه: افرح يازياد .. اول مره واخر مره تسمعها منه ...
وبنظره عتاب لمطلق كمل : هذا وانا رفيقه الوحيد ماعمره قال نصف الكلام اللي قاله لك ..
ضحك زياد ..بينما برر مطلق: لاني قاربت على الانتهاء في شغلي معه .. كان لابد ان اثني على اخلاصه في العمل ..
زياد : الف شكر استاذ مطلق ... ان شاء الله في اعمال ثانيه تجمعنا ..
مطلق بإبتسامه : اكيد .. مافي غنى عن خدماتك ..
قاطعهم ناصر : خلاص عاد .. ماصارت .. انتهوا ..تراني بديت اغار ..
ضحك مطلق بينما استأذن زياد و ثقته في نفسه زادت .. على اثر امتداح مطلق له ..
وزاد في المقابل احترامه لمطلق .. وتقديره لشخصيته الرائده ..
رجع القلم مكانه وسأل بجديه : الحين وقعدنا لحالنا ؟ تفضل قول ؟
مطلق بنظره استفهام : ويش اقول ؟ ماعندي شي اقوله ؟ إلا انت تعال ويش جابك ؟
: لا تتهرب من السؤال .. هذا اللي في يدك من ايش ؟
مسح وجهه وقال : لاتكبر الموضوع .. مثل ماقلت لك ..
ناصر : يعني المفروض اصدقك .. عذرك مادخل دماغي لكن على هذا بسوي نفسي صدقتك ..
وأسألك من جديد ويش اللي شاغل بالك ؟
تنهد مطلق بملل وقال : والله انك فاضي .. مافيني شي ..
انتظر ناصر .. لكن واضح عليه انه مافي فايده من اصراره ..
سأله يستفز بروده : في مشكله مع زوجتك ؟
ارتفعت نظرات مطلق واستقرت بجمود على ناصر ..
بينما برر ناصر : مافي مشكله مالها حل ..
علق مطلق بإقتضاب : لا تتدخل ياناصر ..
ناصر : الوضع متأزم لهذي الدرجه ..
حدجه مطلق بنظره غاضبه ..
بينما التزم ناصر الصمت ..
فهم ناصر المعنى .. حساسيه مطلق ما كان لها معنى
على العكس اثبتت انه في مشكله بينه وبين زوجته ..
وان الحدود مرتفعه لاقصى درجه .. و ممنوع الاقتراب ..
وقف ناصر وقال : على راحتك ..
انقهر مطلق من نفسه .. فقال بسرعه : اجلس ياناصر .. لا تواخذني لكن والله اعصابي تعبانه .
ابتسم ناصر : ماعليه .. لو مااعرفك كنت زعلت منك وعلى العموم من حقك .. ياله اشوفك .. ..
مطلق : ارجع البيت ..
ناصر باحراج : خلاص يامطلق مالها داعي .. ماقصرت معي ربي يطول في عمرك .. كفيت ووفيت ..
قاطعه مطلق : يكفي .. ماابغى اي زياده في الكلام ...
ناصر : لا في هذي اسمح لي .. الناس ويش يقولون عني ؟
مطلق بحده : والناس ويش دخلهم .. اخ وقاعد في بيت اخوه وين المشكله ؟
ابتسم ناصر بفخر انه يمتلك صديق شحت الدنيا تجيب مثله ..
كمل مطلق بإنزعاج منهي الجدال: لاتوتر اعصابي ارجوك ..
رفع ناصر يديه بإستسلام : خلاص .. اللي تامر فيه ... انااستأذن .. بمر بيتي واشوف اوضاعه ..
وخرج بإبتسامه .. مع ملامح الرضا على وجه مطلق ..
اخر شي كان ناقصه .. انه يزيد اوجاعه بالخصام مع صاحبه الوحيد ..



**************************



لوْ للمّواصلْ ذنبْ والهَجر
غفرآنْ
بقطعَ جميّع الناس واذنبْ
بـ شوفكـ . .
يامِنْ جمعّت بـ داخلّي " عدة أوطانْ "
زآد | احتجاجَ شعّوبها . . مِنْ
ظروفكـ !

تأملت نفسها برضى ..رغم محاربه الهموم لها .. لكنها ابت ان تنهزم بسهوله رغم كل الصعاب ..
فستانها البنفسجي الطويل والمخصر بشكل ملفت .. يذكرها بأول يوم قضته في بيته ...
لبست سلسله ذهب ناعمه بسيطه كانت من اخوها ... تحمل حرفه .. مررت اصبعها على نحرها بشي
من الاعجاب .. . خرجت من الحمام بعدما انتهت من زينتها ... و طلعت من حجرتها بعدما قفلتها ..
و قربت من حجرته .. لكنها توقفت .. ماتبغى تعذب نفسها في حضوره وغيابه .. لعل الدقائق القادمه
تنسيها قليلا من تواجده الدائم في عقلها ..
عتبت جناحها ورجعت خطوه ... و طالعت الساعه بقليل من القلق .. وكأنها لم تعتد وضعها بعد ..
نزلت بسرعه ... ودخلت المطبخ تشوف نتائج شغلها وبعدها طلعت بإبتسامه .. بمجرد دخول التوائم
جلست في مستواهن و فتحت يديها لهم .. .. سلمت عليهم بحب ..
قالت بموده : الله ايش هالحلاه ...
دارت اروى بفستانها قدام ليلى وقالت: انا احلى وحده ..
ابتسمت ليلى وقالت : صراحه كلكم حلوات .. تشبهون الاميرات ..
شهقت ريما بفرحه و ركضت لامها وقالت : ماما.. انا اميره ..
:اكيد انتي اميره ..
ضحكت وفاء وهي تسلم على ليلى بحراره .. ومااخفت اعجابها بليلى ..
وفاء : ماشاء الله تبارك الرحمن... حصنتي نفسك زين ..
ردت ليلى : لاتخافين اخذت احتياطي .. وانتي كمان ماشاء الله عليك .. اللي يشوفك يقول ما خلفتي من قبل ..
ضحكت وفاء و كأنها ماصدقت خبر .. وقالت : صدق .. الله يجبر خاطرك .. ياني تحطمت من رياض ..
يقول لي انحفي .. وارجعي مثل اول ..
تبسمت ليلى .. وغبطتها بعض الشي .. فسألت : يعلق عليك ؟
: اكيد لو مايتدخل في كل صغيره وكبيره .مايرتاح .. ايه والله ذكرتيني فيه ..
ونادت خديجه .. ترسل الشاي والقهوه له في المجلس ..
فكرت ليلى بحساسيه .. وقارنت نفسها بوفاء ..
مطلق مايعلق على شكلها ..لا بمديح او عكسه حتى ولو كان من باب المجامله او الغلط ...
نزلت سمر وهي تتثاوب وجلست على الدرج .. فعلقت ليلى عليها بعتاب
: ها ياانسه سمر .. جمعت كل الصلوات في وقت واحد... يااختي الله يهديك تعرفين ان تاخير الصلاه
اعظم من تركها ..
عبست سمر وهي ترد : ويش اسوي بالنوم ؟ مو قادره حتى افتح عيوني ..
ليلى : هذا ماهو نوم ..إلا الشيطان يوسوس لك .. لكن لو تعوذتي منه وقمتي صليتي كنت طردتيه من راسك ..
تدخلت وفاء وهي تاكل تمر : كيف حالك سموره ؟ ماتقومين تسلمين علي ؟
سمر بتعب : مالي حيل .. وحالك اعرفه شوي وانتي داقه علينا ..
تبادلت ليلى نظراتها مع وفاء وكأنهم يقولون لبعض .. مافيه فائده .
دخلت وفاء و ليلى في مجلس الحريم ..
ام مطلق بلوم : ليلى يابنتي .. الله يحرسك .. البسي شيء على راسك .. ترى العين حق ..
وفاء بسرعه : اذكري الله بسرعه يمه .. تراني اعرفك عينك تطرق كالبرق ..
ام مطلق بإحراج : ماشاء الله لاحول ولا قوه الا بالله ... انا اذكر الله من غيرك .. وهذي ليلى مرت الغالي
كيف احسدها ؟
و كلمت ليلى : قومي يمه .. ارفعي شعرك ولا خذي لك شيله على راسك ..
ابتسمت ليلى .. وقالت : خلاص .. ابشري ياخاله .. الحين اقول لخديجه ..
دخلت سمر بعدما سمعت الحوار وقالت بلقافه : طيب يمكن زوجها يحسدها ؟ وين تروح منه وهي قاعده في وجهه
اربع وعشرين ساعه ..
ماقدرت ليلى الا تحس بالحزن من الواقع مقارنه بكلام سمر ..

الحزن في غيبتك له لون داكن ..
مات قلبي ويحسبوني الناس حي

كنت عايش إيه فـ غيابك / ولكن ..
فاقد إحساسي بحياتي وكل شي

وفاء : سمر عن طوله اللسان ..
ام مطلق : لا هذي مايقص لسانها الا هو ... خليه يجي بسلامته .. والله لاعلم عليك ..
سمر بخوف : ايه اشتغلت استخبارات ام مطلق ... اقول يمه مع السلامه و وداعيه يااخر ليله تجمعنا ..
ضحكت ليلى على شكل سمر وقالت لام مطلق : خلاص ياخالتي سامحيها علشان خاطري ..
ارسلت سمر قبله في الهواء لليلى وقالت : والله انك كفو .. انا اقول زين مااخترت ياام مطلق
ام مطلق بفخر : هذي مرت الغالي معزتها في قلبي مثل معزته ..
وفاء : خلاص يمه .. الغالي والغالي .. صرت احس نفسي في سوق .. وانا وخواتي بضاعه رخيصه ..
دخل بهيبته الواضحه وقال : محشومه يالغاليه .. مافي نفيس وغالي جنبك ..
ابتسمت وفاء و حست انها طايره بكلامه .. سلمت عليه بإحترام .. وطبعت قبله على رأسه ..
تحمل الكثير من المعاني .. وتبعتها سمر ... بينما هو انحنى على والدته مجرد من هيبته متواضع امامها ..
ليلى ومن لحظه دخوله تجمدت .. حاسه بنفسها اشاره مرور .. في كل شي بوجوده يهجم عليها ..
عطره .. انفاسه .. صوته .. حتى قلبها معه هو .. يدق وكأن شيء بداخله يريد الخروج و الحريه ..
فكيف اذا شافت نظراته و عيونه .. وامتلت احداقها بشوفته كله ...

ماقدرت تسيطر على انفاسها إلا بمشقه .. حبت تشاركهم احاديثهم .. لكن خافت يحطمها .. ويكمل صباحه
اللي ماقدر ينهيه .. انزوت مكانها صامته .. حتى سمعت خالتها تسأله بخوف : وشفيها يدك يمه ؟
مباشره وبدون تفكير ارتفعت نظراتها إليه لتلتقي به .. و لتبدا بينهما لغه العيون المبهمه ..

تعامل مع الوضع عادي .. و كأنها غير موجوده معهم ... و ظل يحاور نفسه ..
لن ينكر وجودها الا بقصد منه .. فكيف ينكرها هي ؟
يشعر بها .. حتى لو تقصد المرور من امامها .. ولم يبالي بها ...
لكنه نوعا من العقاب تكرهه حواء حتى الموت ...
لم يتعلمه من احد ... لكن شعر بأهميته بالفطره .. او بالتحديد طريقه الرجل في كيفيه تعذيب المرأه ..
او بصراحه عقول الرجال لاتفكر كثيرا في تعكير مزاج النساء .. فالاسباب لديهم متعدده ووفيره ..
و تأتي اسرع من البرق ..
هذا الذي فكر فيه مطلق ونظراتهم في خط متواصل ..
رد ببرود وهو يقلب بيده : مافي الا الخير .. تعورت في مكان الشغل ..
عضت شفاتها .. وارخت نظراتها .. ماقدرت تتصل معه اكثر ..
ام مطلق : قومي يا سمر .. جيبي ل خوك شي ياكله ..
قامت ليلى بسرعه : انا ياخالتي بروح اجيبه .
وقفت سمر معها .. و مرت بنظراتها عليه .. ولكن كان بعيد عنها ..
فتحاملت على نفسها .. وطلعت ..
بينما عيونه تتبع خطواتها .. بل تحاوطها من كل جهه
مابالها اليوم مزدانه مثل قمر المساء ؟
جميله .. وكأنها ترسل لي برساله عبر الاثير .. ماذا يفوتك ؟
ما بالها و قد احتلت جزء كبير من المكان .. وكأن لا احد سواها ..
ماذا تريد ان تثبت من كل هذا؟
اكانت تعتقد اني سأرضخ تحت جاذبيتها ..
او استسلم لسحرها ..
اتظنني سأعود عن قراري .. ؟ ابعد عن الاحلام ماتتمناه..
سأل وفاء : فيه احد بيزوركم الليله ؟
وفاء : وداد و جود .. مافي احد غريب .. ليش تسأل ؟
: لا عادي .. اشوفكم كاشخات على اخر طراز انتي والمدام ..
دخلت ليلى بالشاي والقهوه ... و تبعتها ليلى بصواني التمر والحلا ..
فعلقت وفاء : انا عني دوم كاشخه .. و زوجتك من غير ما تتزين ماشاء الله عليها حلوه..
ابتسمت بخجل لوفاء .. و انحنت تصب الشاي ..
وبدون انتباه منها ..رفعت صحن الحلا له .. فتعلقت نظراتهم .. لكن هو كان ابعد مايكون معها في خط متصل ..
علقت نظراته في نقطه لامعه لايرى سواها ... نقطه من لهب اشتعلت في بؤبؤ عينيه .. تكاد تحولها الى قطعه محترقه ..
تعرف .. تلك النظرات وتعرف ماهيتها ...
تدلى ذلك الحرف أمامه .. .. و صرخت عروق جسمه كلها وانتفضت .. نقطه ابعد ماتكون في نار مستعره لاتنطفأ ..
لم يعد يطق صبرا في احتمال ماتريده ...
هل تقصد ان تشعل الفتيل وتحرق الاخضرواليابس ؟
تتصرف بوقاحه و تستنفر جميع حلولي ...
دفع الصحن بلامبالاه ... لتتناثر محتوياته على فستانها ...
قال بإنفعال : ماتعرفين اني مااحب الحلو...
بهتت ملامحها .. و زاد جراحها ..
ماكان تصرفه غريب عليها ؟ لكن ماتوقعت انفعاله بالطريقه المريعه قدام الجميع ..
حست ان الصمت يطبق عليها .. وان الجميع صاروا تماثيل ويكتفون بالمراقبه ..
تهدج صوتها بعض الشي.. لكن كبريائها لم يسمح لها بأن تنهار امام الكل ..
قالت بإعتذار : اسفه .. مااتنبهت ..
تدخلت ام مطلق تلطف الجو : ماصار شيء يامطلق .. هذا بدال ماتقول تسلم يديك ..
ماقدر يتحمل الخداع زياده .. فقام بسرعه .. متجاهل كل شيء ..
نفضت بقايا الحلا من على فستانها .. ساعدتها سمر ..
فعلقت : وشفيه ؟ كل هذا تعصيبه ..
ابتسمت وردت : ماعليه .. اكيد انه تعبان علشان الشغل .. بروح اشوفه ..
ماطالعت في احد ... خايفه احد يشوف الدموع اللي تجمعت في عيونها ...
بالكاد وقفت .. و تحاملت على نفسها وخرجت ..
وفاء بإستغراب : وشفيه مطلق ؟ اول مره اشوفه معصب كذا ؟
ام مطلق بضيق : الله يهديه .. ويصلحه .. كسر بخاطر البنت ..
طلعت الدرج بسرعه .. و قفلت على نفسها الباب ..
ضغطت على خدودها بقوه .. تمنع نفسها من البكاء ...
قبل ينفتح الباب عليها و تقابل وجهه وعيونه الثائره .. كان ينتظرها على احر من الجمر..
قال بحده : إلى متى .. وانتي تتمادين في وقاحتك .؟
ناظرته بإستغراب : مطلق .. انت عن ايش تتكلم ؟
اقترب منها بسرعه وقبض على سلسلتها .. وقال : وهذا اللي معلق في رقبتك .. بأيش تفسرينه ؟
شهقت بخوف .. ومسكت قبضته وقالت : استهدى بالله يامطلق ... هذي هديه من اخوي ..
رد عليها : وتبين اصدقك بسهوله ..
ضحك و شد من قبضته .. فقالت برجاء : هذي هديه سعود .. ولايهمني اذا صدقتني او لا ..
توتر فكه بضيق و شد السلسله بطريقه عدائيه من رقبتها... صرخت بخوف وألم وهي تشوف السلسله بيده ..
ناظرته بعدائيه .. وقالت : مااقدر اتحمل اكثر .. هاتي السلسله ..
بإستخاف مضى من جنبها .. بدون الاهتمام برغباتها ..فمسكت كتفه .. : اعطني السلسله يامطلق ؟
رفع حاجبه وسأل بإنزعاج : مهمه لهذي الدرجه ؟ تعلقين حرفه ؟ وكأنك تبين تكونين قريبه منه ..
تبين الخلاص مني بأي طريقه ...
ضحكت بمراره: لا .. مو معقول تفكيرك .. افكر اني اكون قريبه منه .. هذا الجنون بعينه ..
انفعل لبرودها وهو يرفع السلسله قدامها : وهذا ايش ؟ فسريه لي ؟ مجرد انك تاخذينه وحتى لو كان لاخوك
اكبر تصريح على مشاعرك ..
علقت الدموع في اجفانها .. وارتعش فكها رغم احتمالها .. هزت رأسها بتعب ..
وهمست : تعبت منك يامطلق .. ومن شكوكك ؟
ضمت يديها قدامه برجاء وسألته : قول لي إيش اللي تبيه مني واسويه ؟ ايش اللي يريحك ؟ تبيني اموت وتفتك من
شكوكك .. بأي طريقه اثبت لك ان كل شي مجرد اوهام .
ابتسم مطلق بسخريه : يعني بتاخذيني على قد عقلي .. تحملي عمايل يدك ...
كملت بتعب : لا.. لا .. ابدا علشان ارتاح من تعذيبك لي .. إلى متى تبيني اتحمل ..؟
صرخ كرد اعتبار عن نفسه فقفزت مذعوره : وانا الى متى تبيني اتحمل ؟ تحسبيني مااتعذب ؟
زوجتي تحب واحد غيري وانا واقف مثل الابله قدامها ...
لهثت انفاسه قدامها .. واشتعلت عيونه بذلك العذاب المعنوي الذي يعانيه بصمت ..
كان ودها تصرخ بأنه تحبه هو .. وانه الرجل الوحيد في حياتها ..
صرخت فيه بيأس : هذي اوهامك .. انت .. ومالي علاقه فيها ..
وساد الصمت .. عينيه لم تزيد الى غوره في عمق المجهول .. وهي تعبت حتى اليأس من الاستمرار ..
يكفي على الاقل لهذا اليوم ..يكفي .. استدرات بعدما ملت الوقوف في وجهه ..
فمسك يدها .. وقال بأمر : انا ما انتهيت منك..
طالعت يده .. فنفضت يده بقوه حتى المتها ذراعها : يكفي .. انا انتهيت ..
و طلعت بسرعه .. اخذت نفس عميق وابتسمت ابتسامه عريضه.. كتمرين تخفي فيه ما تبطن ..
مابتسمح له يخلط كل شي في حياتها .. بتعيش وفق ماتريده هي ..
القرار في يده يا انه يستمر او ينتهي ..... عملت كل شيء تقدر عليه ..
حتى بدأت تحس بروحها تتقلص داخل جسدها . .. و تنتفض طالبه الخلاص بأي طريقه ..


***********************


حملت الاكياس .. و مشت بتمهل وتحت ضغط كعبها العالي ..
همست بخوف : جود .. تعالي ساعديني ..
استدارت لها جود بعدما مرت من جنبها .. وتأففت ..: ماتشوفيني شايله الصينيه في يدي ..
قالت بخوف : جود .. حاسه ان الكعب بينكسر .. رغم انه جديد ..
ردت جود بخبث وهي تتركها : وزنك زاد علشان كذا بينكسر ..
عصبت وداد عليها و مشت بسرعه ناحيتها : امشي من قدامي .. احسن لك ..
ضحكت جود : امي دخلت وانتي تمخترين . .. اصلا شو هالغباء .. ليش لابسه كعب
يعني تحسبين نفسك بتطولين زياده ..
بعصبيه ردت : جود .. مو فاضيه لك .
تركتها جود وهي تسرع في خطواتها قصد عنها ..
نادتها وداد برجاء .. لكنها طنشتها .. مشت بسرعه وفي غمضه عين حست ان
الكعب علق في حفره صغيره .. فدفعت جسمها للامام .. و ماتوازنت فطاحت على ركبها ..
صرخت بألم وهي تسب في جود ..
استدارت .. بسرعه ناحيه رجلها بعدما طالعت حولها ..
الكعب انكسر بعدما انحشر في الحفره الصغيره ... تأملت الحذاء بنقمه ..
قبل تسمع الصوت خلفها : سلامات يا اختي ؟
شهقت بخوف .. وقالت وهي تضبط العبايه وتحاول توقف
: لا .. مافيني شي ..
حست بالفشله والقهر من جود .. تأملت حولها بضياع و ماقدرت ترفع نظرها له ..
سأل : تحتاجين مساعده .. ؟
جاوبته بفظاظه : لا ..
اخذت الاكياس بسرعه. رغم الالم في ركبتها الا انها تحملت كم خطوه تمشيها ..
راقبته بطرف عينها .. يحاول يمسك ضحكته .. واضح من اهتزاز كتوفه ..
اكيد بيضحك ..شكلها وهي تمشي بحذاء عالي والثاني مكسور تحفه ..
ويش مشكلتك مع الاحذيه ياوداد ؟
شفقت على نفسها .. و ساورتها رغبه في البكاء ..
هي من دون شي متألمه من السقطه القويه .. بالفعل شكل وزنها زاد .
لا والاخ يزيدها عليها ..
استدارت بعصبيه بعدما شافته جامد مايتحرك من مكانه
: عسى ماشر ؟ شايف الوضع عاجبك ؟
رفع حواجبه بإستنكار : وانت ويش دخلك ؟ انا مرتاح مكاني ؟
ردت عليه بقهر : والله انك ماتستحي .. ..
تحسس من جملتها بعض الشيءوان كانت فيها بعض الصحه ..
وجوده حولها مثير للشبهات .. و يخدش الحياء بعض الشيء .
رد بأسف : السموحه يااختي .. ماقصدت .
التزمت السكوت بعدما سمعت رده .. كانت تعتقد انه بيرد عليها بمثل طريقتها ..
استدرات ببطء ومشت ناحيه البيت .. واستقبلتها ليلى المنتظره والمستغربه تأخرها ..
بعدما سلمت عليها ليلى سألتها : وشفيك تأخرت ؟ جود قالت لي انك كنت وراها ؟
بوزت وهي ترفع رجلها .. وكعبها المكسور..
همست لليلى : انا حاسه ان هالبيت في شي .. موقفين مع نفس الشخص ونفس الحادثه ..
لا صراحه صرت اشك ...
ضحكت ليلى وهي تفكر في عنوان .. "قصه سندريللا و الامير .. الجزء الثاني .. "

وقالت بصوت عالي : بنااااات .. سندريللا جات ..
ماقدرت وداد الا تضحك ..رغم انها تحس بتأنيب الضمير .. على انها ماسوت شيء ينزعل منه
لكن كانت قاسيه معه بطريقه لم تعتدها مع الاخرين .. هو حاول يقدم المساعده ..بطريقته هو
المفروض مااعطته وجه وتركته ...


*************************


دخل و شكله معصب و جلس بدون كلمه ... على غير عادته
ناصر بشخصيته المحبوبه.. محب للضحك و العلاقات الاجتماعيه ..
وكأنه طفل سرقت من لعبته او اخذت حلاوته عنوه ..
سندريللا كما توقعها .. حفظ شكلها ورسم طولها .. وتلك النبره المستفزه ..هالمره اعطته بالجزمه على راسه ..
والمشكله جلس جنب مطلق .. ومطلق قنبله موقوته في اي لحظه بتنفجر في وجه الجميع ..
يحتفظ بشعله من نار في جيبه و يكاد عقله ان يحجز هناك معها ..
ملتزم الصمت ومحترم نفسه و اللي معاه ..
ابو نايف بنظره لهم ... مااعجبه الوضع ..
ضحك وهو يميل على ابنه : شوف خالك و ناصر .. يذكروني بالبنات لما يزعلون .
ابتسم نايف و قال : خالي .. في مبااره في الدوري الاسباني .. تبي تتفرجها معنا ..
تكلم ناصر نيابه عن مطلق : في حريقه الدوري الاسباني .
ماقدر مطلق رغم انزعاجه الا انه يتأمل صاحبه الثائر .. فوكزه و همس
: سلامات .. وشفيك ؟
ناظره ناصر بدون اهتمام : مافيني شيء.. مليت من بيتك ..
رفع مطلق حاجبه مستنكر كلامه وقال : طيب ويش ماسكك .. ضف وجهك ..
تأمله ناصر وقال بهدوء ماسك اعصابه : اسكت ..دام النفس طيبه .
مطلق : من كفخك ؟ شكلك اخذت علقه محترمه ..
تفاجئ ناصر من كلامه الصحيح وقال بدفاعيه : والله انت المتكفخ .. شوف وجهك كيف صاير ؟
ابتسم مطلق و رد عليه : لايكون سندريللا احلامك كفختك بالحذاء اللي معك ..
وكزه ناصر بقوه وقال : مالك دخل في سندريللا .. خليك في الجميله والوحش .
ناظره مطلق هالمره بعصبيه : ناصر..
ناصر : خير ...
مطلق : اطلع برى ..
ناصر بضيق : تطردني من بيتك ..
وقف مطلق وقال : اطلع برى ابيك ...
كل اللي صار .. على مرأى من ابو نايف وولده ..
همس ابونايف لولده : الله يسكنهم مساكنهم .. اقول دق على امك وقول لها سرينا ..
خرج مطلق وناصر يتمشون جنب بعض .. بهدوء يراقبون كل شيء بصمت و كل واحد
غارق في همه .. لكنهم متواصلين على الاقل بعد التنافر الموجز قبل قليل ..
وقف قبال بعض فقال مطلق و رأسه مرفوع للسماء الداكنه قد بدأت نجومه تسطع ..
ولو الاضاءه القويه لكان رأها بوضوح ..قال بهدوء : كانت محتفظه في صورته طول الوقت ..
ناظره ناصر بتفاجئ و ماتكلم .. رغم ان مطلق بدى وكأنه يدور على شي في السماء ..
فكمل ببرود : تقول انها مالها علاقه فيها .. لكن مااصدقها كل اقوالها وافعالها تثبت العكس ..
تنحنح ناصر وكأنه قدام مشكله خطيره ... يحترم مشاركه مطلق لامر حساس مثل ذلك ..
لو هو مكانه كان حس بالخجل من معرفه اي شخص فيه ..
قال بهدوء : يمكن صحيح ؟
مااخفى عليه توتر فكيه .. رغم انه مبعد النظر عنه .. لكي لايسبر اغواره ويفهمه اكثر ..
لكن بطبيعه ناصر و دراسته العلميه في مجال علم النفس ..كان قادر على اخذ مطلق
لابعد من ذلك ..
مطلق : مااصدق ..
ناصر بحكمه : طيب في ايش تفكر ؟
تنهد مطلق و ترك ناصر بعدما انتقل من السماء الى الارض منقبآ عن حلول تصل به الى المراد
: مافي اي شيء محدد .. الوضع عادي .. وبيظل عادي .. رفع راسه لصاحبه وسأل بجديه :
لو انت مكاني ياناصر ويش بتسوي ؟
ناصر : والله القرار محير .. ممكن اعطيها فرصه ..
مطلق بإبتسامه سخريه : فرصه .. اختيار صعب ..
ناصر بهدوء قضى في امره : طيب طلقها وارتاح ..
كالنصل غرز في قلبه .. شراره كهربائيه سرت في جسده من اعلى نقطه الى اسفلها..
جرح يشعر به يدمي ولا يتوقف .. لااحد سواه يشعر به ..وعلى هذا يكابر في الالم ..
قال ببساطه بعدما شمخت عينيه لاعلى : تشوف النجوم يا ناصر ..
رفع ناصر عيونه للسماء و كمل مطلق بجديه : ابعد من النجوم اني اطلقها ..
ابتسم ناصر وكأنه وصلت لمركز الاحساس واتصل معه .. ليس غريب عليك ياصاحبي ..
: ليش ؟ تبي تسامحها و تعيش حياتك ؟
مطلق :ماتهمني .. بكذا او كذا بعيش حياتي . ..
ناصر : طيب مثل ماقلت لك اعطيها فرصه .. ممكن ماضي وانتهى .. وممكن مثلما قالت انها مالها علاقه ..
وقف مطلق في مواجهته وقال : وكرامتي يا ناصر ؟
ناصر : لاتقول كرامتي .. انت اعتقدت من البدايه انه كان في شيء مخطط بين الاثنين ..وماصار
وعلى كذا تحديت نفسك واخذتها .. فلا تقول كرامتي ..
انزعج مطلق من كلام صاحبه وان كان حقيقه .. والتزم الصمت ..
فكمل ناصر والابتسامه على وجهه : ليش ماتعترف يا مطلق ؟
ناظره مطلق بإستفهام فسأله من جديد : ليش ماتعترف انها غيرت في حياتك وانها اصبحت شي مهم فيها ؟
مهما كانت اخطائها .. فإنت ماتحاسبها على العكس تحاسب نفسك ... ماهو عيب اللي تحسه يامطلق ..
تجاوزه مطلق : هذي تفاهات .. مااخذها بعين الاعتبار ..
واجهه ناصر بالحقيقه : طيب اذا كانت تفاهات .. ليش ماطلقتها ؟
ارتد مطلق عليه ..و اقترب منه و كأن ذلك اللسع زاد المآ ... والفوهه تتسع ..
شد على قبضته وقال بتهديد : طلقها وطلقها ..اذا عدت هالكلمه علي .. بأكسر وجهك ..
رفع ناصر حاجبه مستنكر غضب صاحبه وفي نفس الوقت مبتسم لانه فضحه ..
مشى ناصر و قال بصوت عالي مردد ابيات نزار قباني .. بطريقه استعراضيه

أنا عنك ما أخبرتهم .. لكنهم
لمحوك تغتسلين في أحداقي
أنا عنك ما كلمتهم .. لكنهم
قرأوك في حبري وفي أوراقي
للحب رائحة .. وليس بوسعها
أن لا تفوح .. مزارع الدراق

التفت مطلق حوله .. وبطريقه سريعه اهدر غضبه على صاحبه ..
ليس غضب من شيء عمله هو او ذاك ؟ بل من نفسه التي اخفت حقائقها ومشى متجاهلا اياها ..
بحركه سريعه طرح ناصر على الارض .. وهو يلهث بأنفاس شقت عليه ..
بعضها من بركان القلب تخرج حراتها بأي صوره تريد ... اعمى البصيره والبصر ..
احرقته تصبب الحمم المتفجره .. تصله شرارات من نار ونور ..
يريد الظلام سترا وستارا و مهربا خفيا .. بعدما يقول كفى تعود له الحكايه من جديد ولابد من سردها ...
كان صراع ودي لا يخلو من بعض المشاعر .. يعرفان بعضهما لحد الامتزاج في جسد واحد ..
وجه واحد لعمله واحده .. ابتدأ الصراع على انظار طفلتين ابتدأتا بالنحيب و الصراخ .. في تصورهما
عراك كبار حقيقي ومخيف ...



***************************




في نفس الوقت استفردت ليلى بوداد لغايه تلحق بها ويجب ان تدركها
ليس من اجل نفسها .. تحقيق غايه لتصل به الى غايه مهمه .. مطالبها ان تسعد اشخاصا اخرين
كل ماتريد ان تسعده هو عبر ذاك .. ولتحقيق الامنيات باع طويل في الطرق ..
تكلمت وداد بحذر : قالت لي وفاء انه من معارفك ..
ابتسمت ليلى وجلست مقابلها : لا مو من معارفي صراحه .. تنهدت وقالت بصراحه : هذا الله
يسلمك صديق مطلق الوحيد ..
وداد : صديقه ؟ مين ؟ لايكون هذا اللي قاعد عنده .. خبرتني وفاء عنه ..
ابتسمت ليلى لكشفها ماتخفيه .. وقالت : ايه هو .. ناصر ..
وقفت وداد وقالت بتوتر : لا لا..لا .. دمه ثقيل .. وطينه ..
ليلى : والله الكل يمدح فيه .. اصلا اكبر شهاده له انه صاحب مطلق ..
ابتسمت وداد واخفت اعجابها الماضي بذاك .. وقالت : لا الله يستر عليك .. إلا هو ..
ليلى : وداد ؟ ناصر رجال مافي منه .. عندك خالتي .. تعتبره مثل ولدها ..
اقتربت منها وقالت : لاتحكمين عليه بمجرد انه صار لك موقف معه .. اساسا هو في كل مره يحاول يساعدك
وداد بعصبيه : يساعدني ..في كل مره يضحك علي وتقولين يساعدني ..
ضحكت ليلى و مااخفت استمتاعها : صراحه يا وداد مين اللي يشوفك ومايضحك .. يعني نفس الموقف
مع نفس الرجال ..
وداد : ايه اضحكي .. والله تمنيت الارض تنشق وتبلعني .. لا من الفشله قلبت عليه المسكين .
ليلى بصراحه : طيب ياسندريللا ..
مسكت وداد يدها وقالت : لحظه لحظه .. ويش قصتك انتي و وفاء في سندريللا هذي .. حاسه ان وراها سر ..
ابتسمت ليلى وقالت : تعرفين قصه الامير مع حذاء سندريللا .. .. الله يسلمك هذي قصتك
مع ناصر ..
بحلقت وداد فيها بدون تصديق واشارت على نفسها وقالت : انا سندريللا ..
ضحكت ليلى ... قبل تقاطعهم .. سمر في دخولها المفاجئ ..
: ليلى .. الحقي .. البنات يقولون ان مطلق و ناصر يتضاربون برى ..
شهقت ليلى بخوف .. وبدون احساس او وعي عقلي بما تفعله ... تجاهلت النداءات حولها ..
شافت الجميع تحت متجمعين عند الباب .. حطت يدها على صدرها تهدي من نبضاتها المصروعه ..
نادتها سمر و لكنها مااستجابت لها .. فوقفت في نص السلم .. قبل تشوف ابتسامه وفاء وهي مقبله عليها
: راحت عليك مصارعه حره .. ولا اجمل ..
سألتها بخوف : ايش صاير ؟
اقتربت سمر منها وقالت : اسم الله عليك ياليلى وشفيك ؟ كنت امزح معك ؟ كانوا يمزحون مع بعض ..
ضربتها ليلى وقالت : والله مت من خوفي .. الله يهديك ياسمر ..
وداد من اعلى الدرج : هذا الحب وعمايله ..
ابتسمت ليلى واخفت بعض المراره التي ابتلعتها .. لاتنكر تحبه و تخاف عليه وتهتم به ..
لكن اين هو من كل هذا ؟؟؟
ناظرتها ليلى وقالت : باقي ماخلصت منك يا سندريللا ..
ابتسمت وداد واخفت اعجابها بنفسها و ان بث فيها بعض الغرور لكن لم تمنح ذلك الامر الجديه ..
كانت اول خطوه سريعه للاعلى اتخذتها ليلى .. قبل ان تدوس على طرف فستانها الطويل .. وتتعثر به ..
كانت سقطه مائله ... حاولت تتماسك .. لكن انزلقت يدها .. وضرب رأسها بقوه .. ماكان منها الا ان اطلقت
صرخه ألم ممزوجه بضحكه ..
ضحكت سمر وحاولت تساعدها ... اقتربت وفاء منها وقالت بخوف : سلامات .. ..
قامت ليلى بصعوبه .. قبل تحس بإنسياب ساخن من اعلى حاجبها الايمن ..
سمر بخوف : ليلى.. فيك دم ؟
ابتسمت ليلى وهي تتلمس الكدمه الداميه : مو مشكله جرح بسيط .. بحط عليه كماده بارده ..
نزلت بسرعه .. غير مباليه بنبض الالم في جبينها واعتراضات وفاء ذات الخبره ... تلك الحركه اثرت عليها ..
فتوقفت فجأه لكن الدوران لم يتوقف من حولها .. مسكت رأسها بألم .. ولم تستطيع المقاومه اكثر ...
تكومت على الارض كقطعه من القماش... غائبه عن الوعي والجميع حولها مستنفرون
تراءى لها ألوان و اصوات كثيره .. وفي حلمها القصير بقايا واقع .. و فتات أماني ..
ابتسمت بسعاده و تمنت لو تبقى طويلا في حالتها تلك .. عندما امتلأ صوته في عالمها اللاواعي ..
تلك الحراره استشعرت بها من خلال جلده السميك فوصلت الى قلبها ليبدأ يضخ الدم بشراهه ..
تنهدت براحه اخيرا... ستنعم به ولو قليلا وتدعي الغفوه ... و رثت نفسها بشقاء .. بحضن طال البعد عنه
مزقتها الوحشه و ادركتها الاشواق مهروله.. ولم تصبر ..تمنت ان تبقى طويلا.. طويلا ..



انكشفت اوراقه للجميع .. بدون قصد فهم البعض مايريد ان يفهمه بطريقته والبعض الاخر
عاد بذلك الى خوف انساني طبيعي .. لايتعدى الاهتمام بشخص معني ..
ماباله يدور في حلقه وهي مركز الحياه فيها .. هنا او هناك هي كل مافي الامر ..
كيف يهرب منها .. ويعود إليها في نفس الوقت ... لامفر ولا حل من الاساس ..
تدراكه الخوف حتى اصبح كالطفل في مشاعره لايخفي شيئا ...
استنجد الجميع به .. وهو اراد من ينجده ..
لايعلم ماذا حدث له بالضبط ؟ خوف من فقدانها .. ليست بتلك السهوله
لم ينتهي منها بعد .. عاد لها رجاءاتها قبل قليل " تبيني اموت وترتاح مني "
لا لايريد ذلك .. خلاصي ليس بموتك .. وراحتي ليست بفقدانك ..

لما تبتسم ؟ هل تستعد للرحيل .؟ ماذا ترى في غفوتها تلك ؟ هل هو معها الان وتحلم به ..
مخطئه .. استيقظي ... لن ترحلي من دوني .. ولن تدركيه ولو في احلامك فأنا لك بالمرصاد
عودي إلي .فأنتي لي ؟
لن تكوني لرجل سواي ولو في عالمك الخفي وتعديت خطى الامنيات بأن تكوني معه الان .. ..

كم من الوقت مضى وهم يتجادلون حولها ؟ لكن المكان غير مألوف لها ..
فتحت عينيها ..وحدقت .. على ازواج من العيون ..
الممرضه المتفانيه في تنظيف جرحها بصمت و ذاك .. من كانت معها في رحلتها القصيره ..
لم يكن يرتدي شماغه كالعاده .. بدى بسيطا وعاديا جدا .. وصغيرا في عمره ..
سأل للاطمئنان : تحسين بشي ؟
حاولت تلمس مكان الكدمه.. رغم احساسها بالالم في نفس المكان ..
إلا انها جاوبته :شوي ..
انتهت الممرضه من عملها وقالت : الطبيب بيمر عليها ويطمن على حالتها اكثر ..
مشى مع الممرضه حتى الباب .. وتكلم معها بالانجليزي .. استغربت ليلى ..
الممرضه سعوديه ومايحتاج يكلمها بالانجليزي .. ياترى ايش يقولها ؟
ممكن يشكرها ؟ ولا يقول لها كلام حلو ؟
ولا يازعم اني اعرف اتكلم لغات ..
ولا فيني شي خطير ... ومايبني اسمعه ..
رجع لها فسألته بدون تردد : ايش كنت تقول للممرضه ؟
اقترب من الستاره .. وقال بدون يطالعها : مافي شي مهم ..
اخفى عليها بأن طلب حضور طبيبه بدلا من الطبيب .. ماباقي إلا هي ..
رجال يكشف عليها ..
زمت شفايفها بضيق .. و ماقدرت تمنع نفسها من الفضول او الغيره ..
اندق الباب .. ودخل الطبيب ..
ضاقت عيون مطلق بتقييم حذرعليه .. وسأل نفسه : هذا سعودي ولا سوري ..
بدى صغير في السن و وسيم .. مافي مقارنه في نظر مطلق ..
تقدم مطلق بسرعه ناحيته وقال له : ممكن لحظه لو سمحت ..
تراجع الطبيب بإرتباك و انتظر خلف الستاره ..
رمى لها علبه المناديل وقال بضيق : امسحي اللي على وجهك ..
انصاعت لامره مقره بأحقيته و فعلها للصواب .. كادت ان تنسى انا بكامل زينتها ..
لم تستطع ان تخفي الكثير فبعضها عالق .. ولكن الحقيقه فعل رباني زين به وجهها ..
رمت بالطرحه على وجهها تستره ..
اقترب منها الطبيب و احتار ..: من فضلك اختي اكشفي .. خليني افحص عيونك ..
سمعت تأفف مطلق .. فناظرته و كأنها تستشيره بدون سؤال .. لكنه لم يجيبها فزادها حيره ..
فهم الطبيب سبب حرجها فقال لمطلق : لازم نتأكد انها مااصيبت بإرتجاح في المخ يأثر عليها ..
هذا فحص عادي للاطمئنان ..
كان وده يقول مالها داعي .. لكن الضروره تحتم عليه الانصياع بصمت ..
اشار لها بحركه من راسه ... فرفعته ببطء .. نظرات مطلق لم تكن عليها ابدا ..
بل على ملامح ذلك التي احمرت خجلا .. بدى وكأنه يريد ان يتوغل داخل رأسه ..
ماذا يفكر فيه ياترى ؟ هل يقول بأنها جميله ؟
هل يعتقد ذلك ؟
انتهى كل شيء .. بضحكه من الطبيب ... طالع ناحيه ليلى المبتسمه وحس انه ببنفجر في اي لحظه
لها عين تضحك باقي ؟ لا شكل المدام مستانسه بالقعده هنا ؟
قال الطبيب : الحمدلله هي بصحه جيده .. ومافي تأثير للضربه .. ممكن تحس بصداع لفتره قليله ..
لكن اذا حسيتي بأي شيء ثاني مثل الغثيان او زغلله في العين ارجوك زوري المستشفى ولاتهملي صحتك ..
اشار لمطلق المتحجر وخرج .... بينما مطلق واقف مكانه وياويل اللي يقرب منه ..
كان ينفث رياح من نار .. بتصيبه جلطه قلبيه او دماغيه لا شك في ذلك.. هذا مافكر فيه ..
جهزت نفسها وقاومت الالم .. وانتظرته يتحرك من مكانه ..
سألته : مطلق فيك شيء ؟
جاوبها بإستخاف : لا والله .. باقي تسألين ؟ اشوف الجو عاجبك هنا ..
قلبت عيونها بإمتعاض على مايقوله .. فقالت بإستغباء : وشفيك ؟
مطلق بغضب : كل هذا وتقولين وشفيك ؟ ماباقي الا تاخذين رقمه ..
انقهرت من كلامه .. فزاد الم رأسها اكثر .. كرهت اللحظه اللي تشاركتها معه ..
جاوبته بغيظ : تعرف نسيت اخذه ..
كان وده يسطرها بكف على وقاحتها...
اقترب منها ومسك يدها بقوه وقال : اقسم بالله العظيم ... لولا حالتك هذي لكنت علمتك االادب ..
نفضت يده لكن كان ممسكها بشده فجاوبته بمثل الغضب : ان متأدبه من غيرك .
كانت تنتفض بين يديه .. شد علي يدها بقسوه لترتطم بصدره .. .
: لا تتعدين حدودك ياليلى .. تراني ساكت وصابر ..
ردت عليه بحده : مافي احد جابرك تتحمل .
وابتدا صراع الاعين .. داحس والغبراء على مر اللحظات فقط ..
انهالت عليهم جميع المشاعر فتدراكهم الوقت ..
سحب يدها بعنف خلفه ... ظل ممسكها بشده .. غاضب لدرجه الانفجار..
صابر ومتعدي حدود الصبر والتعقل وعلى هذا هو متحمل ..
كانت دقائقهم كالدهر تمر عليهم ..
لم تتحمل اتهاماته و سياط قسوته .. لن تعطيه الفرصه في تجريحها مره اخرى ..
ستقاومه لكي لايثني ثقتها بنفسها ... ويهبط عزيمتها للقاع كما يفعل دائما ..
تلك التي تدور في رأسه إما ان تزول او تزول هي بنفسها ...


من قال لا كرامه لا في الحب او الحرب ..
اخطأت ياهتلر .. في بعض الاحيان لابد من الكرامه لكي ينتصر الحب .. و نكسب الحرب ..




الى الملتقى احبتي
دمتم بخير

كبرياء الج ــرح 19-01-11 06:51 AM



بسم الله الرحمن الرحيم


احبتي في الله .. تحيه معطره إليكم من القلب مكانها ..
ترحيب كبير بالجميع .. سعاده جمى تجمعني بكم وانتم من رواد متصفحي ..
ردودكم اقرأها بتمعن واستفيد منها .. فتواصلي معكم جسر لاينقطع بإذن الله ..
اعذروني بما لاقدره لي عليه ...ليس بمقدروي انزال بارتين في الاسبوع لانه لدي
بعض الالتزامات تضبط وقتي ...
اشكركم .. من الاعماق .. فأنتم سبب رئيسي في تقديم ماهو لائق .. و مبدع ..
تفضلوا البارت .. قراءه ممتعه للجميع مقدما ,,




الجزء الثاني والثلاثون :



وعندما ينتصف الليل .. ينتهي الحلم .. وتتدراك سندريللا دقائقها بعدما يقع الامير في حب مجهوله
لايعرف لها هويه يصل بها إليها... ويبدأ في رسم احلامه على صفحه كالرمال تبدو .. في اي لحظه
تختفي .. لايعلم لما هي من بنات حواء من اسرت قلبه ولا احد سواها ممن يقابلهن في روتين عمله
كانت عاديه .. حاده .. عفويه .. ابتسم لنفسه و لرسم خيالاتها .. لم يراها في الحقيقه .. لكن اهواء عبثت
بقلبه وسلبت لب عقله في العوده والتفكير بأن تلك مجرد وهم ..
ازداد ابتسامته وتذكر مواقفها المحرجه التي تقع تحت ناظريه .. ..و تنهد بألم ..
ولما الالم يا ناصر ؟ ألست مرتاح و تعيش حياتك بكل ظروفها ..
الست محاط بالذين يحبونك ؟ ويهتمون بشخصك ؟ ام لعلهم يشفقون عليك وتضيق بهم الحياه بوجودك ..
طلع محفظته و تأمل صوره زاهيه كزهوها في قلبه .. انحنى تقوس حاجبيه و تجعد جبينه بكثير من الطيات
كتلك الاحزان التي تعتصر الفؤاد ومالها الا الانفراد في حبسها وتركها تعاني ..
قبلها كطفل فقد والديه للتو ... او ليس طفلا حقا ؟
كما كانت تقول والدته .. بتبقى ولدي الصغير المدلل ولو صار معك عشرين ولد .
ضحك برعشه .. للذكرى .. وهطلت دموع اشتياق و لوعه فراق ليس لها الا ان تذرف .. وكيف يمنعها .. ؟
حتى اخر عمره سيظل يذرفها ولن يخجل ...
دعى بنبره مختنقه .. امتلأت بالغصات ..
اللهم اني اسألك ان تجعل لهم بيتا في الجنه ..
اللهم هون عليهم .. وخفف عنهم عند الحساب ..
اللهم اجمعهم في جنه عدن مع النبيين والصديقين والشهداء ..
ومااصعب الحياه دونهم .. ويارب لاتذق احد ما ذقته ..
دخل مطلق وان كان في حاله عصبيه لاتدرك .. لكن الصوره الماكنه عليه صاحبه تركته يوقف مكانه
ولايتحرك .. يتلمس صوره وكأنه يريد ان يحشر نفسه فيها .. و لمعه عينيه بالدموع لاتخفي حالته ..
حزين هو .. وبعيد انا عنه ..
حس ناصر بوجوده .. فأسرع لمسح دموعه و رجع محفظته وقال بصوت رخيم
: مطلق .. اخيرا جيت .. ها طمن كيف زوجتك ؟
كاد ينساه في غمره مشاكله .. اه ياصاحبي سامح تجاهلي .. والله لم يكن عن قصد مني ..
جلس مطلق و بعثر شعره .. : طيبه .. كدمه بسيطه ..
ابتسم ناصر .. وجه صاحبه مقلوب .. يبدو انه احد جولاته الصراعيه مع زوجته ..
استرخى ناصر جنبه .. والتزموا الصمت ..
لكن مطلق ظل يفكر فيه .. كواجب اخوي منه على الاقل ..
ضرب فخذ ناصر وقال بإبتسامه غابت عنه طويلا : ها اخبار سندريللا معك ؟
طالعه ناصر بنقمه وقال بعدما صرف انظاره عنه .. وتشاغل بتغيير القنوات ..
: مافي شي اسمه سندريللا ..
التفت مطلق ناحيته وقال : طيب.. احكي لي يا ناصر ويش يصير في النهايه ؟
ابتسم ناصر وقال : في القصص الخياليه .. تكون نهايتها .. كالتالي .. تزوجا وعاشا حياه سعيده للابد ..
وفي الواقع .. حط عقلك في راسك تعرف خلاصك ..
ضحك مطلق لانه اقتبس واقعه هو .. : لا هذا مو انت .. اعرف انها معششه في راسك .. لكن ابشر بعزك
يا صاح ..
ناظره ناصر بإستغراب .. وسأله : ايش تقصد ؟
استرخى مطلق وتنازعت افكاره .. هل يخبره ويعلق امالها في مقصله الواقع و يخاف بعدها التحطم ..
يسعد قلبه و يتدارك احزانه بقليل من الامل و العوده للحياه بإنتعاش ..
ام يخفي عليه ما لايريده هو .. لكنها انانيه يامطلق ... هذا حلمه و سندريللا خاصته وليست لك ..
فأنت تملك مفاتيح لتحقيق .. سلمها له فدعه يعيش كل طقوسه ويتحمل مسؤليه نفسه ..
قال بهدوء : انا سألت ليلى .. عن موضوعك خاصه ؟ وبعدما اجرت المدام تحقيقاتها الخاصه ..
عرفت هويه سندريللا ..
قفل ناصر التلفزيون و بحلق في صاحبه بدون تصديق .. وابتسم ابتسامه عريضه اشرقت لها وجهه فيها
نقم مطلق على نفسها ساعته .. لانه فكر لمجرد التفكير انه بيخفي على صاحبه ..
قال بلهفه : احلف يامطلق ..
ابتسم مطلق و رفق بحاله صاحبه : وليش الحلف ؟ يعني ماتصدقني ..
ناصر بسرعه : لا .. ضحك بعدها على تعابير مطلق فقال بعدها : لا ماقصدي .. اعني ممكن تحاول ...
قاطعه مطلق : لا مااكذب .. هي قالت اني عرفتها .. وقالت لي اخبرك ... واكيد تنتظر صافره الانطلاق ..
تنهد مطلق و كأنه تحمل جزء كبير من الهم والمسئوليه .. اي احتكاك بينهم .. بينفجر الوضع ..
وقف ناصر و دار حول نفسه مثل المراهق وقال : والله اني احلم ..
ضحك بسعاده و قال وهو يشد يد مطلق : روح اسألها من هي ؟ ولا اقولك قولها تبدا بسم الله .. و تخطبها لي ..؟
مطلق : تعوذ من الشيطان .. الصباح رباح .. مااقدر اكلمها في هالوقت المتأخر..
ناصر بخيبه : ليش ؟ يااخي والله مااقدر انتظر .. خلاص قول لها من هي ؟ ودي اعرفها ؟
مطلق بجفاء .. : ناصر .. ما ودي اكلمها ..
سأله ناصر : يااخي تنازل عشاني .. انا ادري انكم متخاصمين .. مطلق هذا معروف ماانساه طول عمري .
اخفى مطلق النزاع الحاد الذي صار بينهم .. وصلت لحد لايرغب في مواصلته ..
بعدما كل اللي قالوه لبعض .. يرجع ويكلمها عادي ...
مطلق : نسيت انها تعبانه .. اكيد اخذت علاجها ونامت ... ماودي ازعجها بالاسئله ..
تنهد ناصر بأسى وجلس بتذمر على الكنبه ... فشفق مطلق على حالته ..
وقال بيأس : خلاص .. بأسئلها .. اصلا الشرهه علي من قالي اخبرك في الوقت هذا ..
ابتسم ناصر : تسلم ياصاحبي .. بسرعه تراني انتظرك .. ولا اقولك ارسل مسج ماعندي صبر صراحه ..
ابتسم مطلق له و جاء يطلع .. سمع ناصر يقول له : انتبه لاتزعلها .. مرتك جميلها في رقبتي ..
هز مطلق راسه بإستخفاف .. وقال بصوت منخفض : هذا اللي ناقصني ..
تجاهل ضحكه ناصر خلفه .. ومشى بأقل من مهله.. لايريد رؤيتها بعد وابل الاتهامات والتجريح
في وجه بعضهما البعض .. كاد ان يمزقها بين يديها ويهشم كل شيء في طريقه ..
غضبه لم يكن في محله .. لم تكن مقصوده .. ..
ليس هو من يجابهه .. يختلف عمن يريد هو وعم من كان في الماضي ...
اختزن انفاسه ....فالثواني الممتلئه بالمشاعر المحتقنه تمر طويلا ولا تنتهي .. ..
ودخل بهدوء .. وفي عقله اما ان يهمل مايريده صاحبه
او يبقى على عناده ولايرضخ لها ...



************************



كانت و مازالت تحاول ان تتدارك افكارها وان تسبقها في خطواتها ..
هل تصدق بذلك وتؤمن به ؟ هاهي احلامها قد تحولت الى واقع ..
لماذا عندما تمنت ذلك واصبح في منالها اصبح صعب التحقيق .. وحقيقه مخيفه ..
الم تعلم من قبل ان الخيال يختلف عن الواقع ..
وان ماتقرأه من عالم مغاير بكل حالاته يختلف عن عالمنا ...
هل هو خوف من الحلم ذاته ؟ لانه في قراره انفسنا كل تلك الروايات مجرد ترهات ...
ولا صله لها بواقعنا .. وان كان بعضها ينفث فينا اماني بأن نعيش مثلهم ..
هي غريبه حقا تركيبه الانثى وصعبه الارضاء .. بهذه او بتلك .. لا تقتنع ابدا وتظل متخوفه
ققم الاحلام كالسراب لا تدرك .. وهميه المنال .. صعبه الاستيعاب ..
كان هذا مايدور في ذهنها وهي تكتب بعض من اسماء روايات قد علقت في ذهنها ..
جميل الحب ؟ لكن كيف نصله وان عرفناه هو حقيقي ام لا ؟
دخلت جود .. وقالت: توي كلمت سمر و طمنتني على ليلى ..
وداد : الحمدلله ... والله خفت عليها...
ابتسمت جود وهي تغطي نفسها باللحاف : شفتي مطلق .. احسه خاف عليها.. حتى نسي ان في ناس في البيت ..
ماردت وداد .. و كملت جود : من حقه يخاف عليها ... الدم كان مغطي وجهها.. ويش رايك انتي يا ود ؟
جاوبتها وداد : في ايش بالتحديد ؟
ضحكت جود وعدلت جلستها : لا تتذاكين علي .. تعرفين عن ايش اتكلم .. اصلا انتي كنتي اقرب واحده منهم
واكيد شفتي كل شيء ..
وداد بضجر : خلاص ياجود .. اكيد بيخاف على زوجته .. ويش الجديد يعني .... ارجول لاتزعجيني
قفلي النور ونامي ...
قفلت جود النور .. متستره على اختها...
وداد وسط الظلام وبعدما عم الصمت .. قالت بهدوء : جود .. في اعتقادك قصه سندريللا ممكن تصير حقيقه ؟
جود بضحكه: سندريللا وحقيقه ... وانتي الصادقه حتى اذا تحققت ماتتصدق بيقولون خيال و مافيه فرق...
ابتسمت وداد لاحساس بالسعاده ..لن تحرم نفسها منها على الاقل .. سندريللا ليست بحلتها القذره
لكن بتلك الطريقه التي سلبت فيها قلب الامير وامتلك قطعه منها ليستدل بها عن طريقها وبحث عنها
في ارجاء البلاد ... بحث عنها لك كيف ... كان صريحا ..مع نفسه ومع الاخرين واخبرهم انك سندريللا
ضائعه بالنسبه له .. ويريد الوصول اليها بطرق معروفه ..
ردت بغرور : ممكن .. لكن انا اصدق صراحه .. صحيح مااعرف الامير .. لكن على الاقل هو يعرفني
ويعتبرني سندريللا .. ويطلب ودي في قصره يا جود ... ايش رايك انتي ؟
لم تنتظرطويلا حتى انغشت عينيها بضوء مفاجئ و تواجه اعين جاده صريحه .. تواجه جود بشخصيتها
الحقيقيه الواقعيه ... تنتظرها لكي تضع النقاط على الحروف ... وتختم القصه ..ب النهايه .


*****************************


اصطدم بالظلام في حجرتها ... تراجع خطوه للخلف .. راميا بعبء صاحبه جانبا ..
لكن استحثته اصوات همهات منها ... تثاقلت خطواته بالقرب من سريرها .. .
حتى فصلت بينهم تلك الحرائر ... حرصه و تعقيبه على الاهتمام بها .. كان مايقوده
يخاف ان يجد جديد في حالتها .. و تدهور يبعثر بصحتها ..
فتح النور الخافت بقربها .. و اقترب منها حذرا .. بعدما رفع الستائر ..
انعكس الضوء على وجهها الشاحب .. بدت متعبه و غائبه في النوم ..
تطلق شهقات خافته وكأنها تبكي .. اتبكي حقا ؟
لكن ماتلك اللامعه الملتصقه بجفونها ؟
غمض عيونه بقوه يطمس فيها رهافه احساسه و ذاك المسمى بالشوق ..
اتعرف مالشوق يا مطلق ؟ ايهزك الوجدان حقا ؟ و يناديك القلب بمشاعر صارخه..
ان التفت لها واعطيها القليل من وقتك .. كف عن الاستداره والتجاهل .. و واجهني ..
حاكى رغبه عقله ان يستدير و يسرع الخطوات ويهرب من مخدعها وخداعها ... لكنه توقف و اطاحه
الاشتياق .. ليجلس بالقرب منها .. .. غطاها باللحاف .. لكي لايصيبها البرد ..
و رضخ لمشاعره لاول مره منذ تلك الحادثه .. لم يقنع نفسه بالتجاهل دائما ..
مسح وجنتها البارده .. فارتعشت وكأنها تسيقظ من نومتها ... لكنها لم تفعل
بل زادت تلك الحشرجه المكتومه من صدرها ..
عجب من نفسه .. اين تلك الوعود الحازمه ؟ وسياط الجلادين التي اهلكت
نفسك بها ؟ ما اغربك حقا ؟ كتله من المشاعر تجرفك في طريقها ..
كانت تعاني في حلمها ... تصارع من اجل الاستيقاظ ولا تستطيع ..
ربت على وجنتها يوقظها من غفوتها ..
: ليلى .. ليلى .. قومي ..
قامت مفزوعه و مخطوف لونها ... تلفتت حولها .. حتى تسمرت عليه ..
ناظرته لدقائق .. و دفنت وجهها بين يديها .. و تعوذت من الشيطان ..
سأل بإهتمام : تشتكين من شي ... ؟
نفت بحركه سريعه من راسها .. كانت مازالت تخفي وجهها عنه ..
قبض على يده يمنعها من لمسها ...
قال : قومي توضي وصلي .. ترتاحين اكثر ..
رفعت راسها له .. فكانت عينيها دامعه مثقله بالكثير مما لايعرفه .. حزينه و خائفه
وكأنها قد خاضت معركه خاسره .. افقدتها الكثير ..
همست بضعف : خايفه ..
بدت طفله .. تحتاج لحضن كبير لتتحصن فيه وتنعم بالامان ..
ان يعود عليها ببعض ما خطف منها ...
كلمه تبعث الطمأنينه .. او لمسه تمحي ملامح الخوف ..
كان قريبا منها لدرجه يمكنه ان يغمرها بحضنه ..
لكنه تحصن بكبرياءه .. وابعد نفسه عنها ..
قال : تعوذي من الشيطان .. ليش الخوف ؟
اعتصرت اصابعها وهي تحاول ان تمنع ارتجافها الواضح..
: ماادري ..
مطلق بنبره دافئه : قومي صلي ركعتي و تعوذي من الشيطان .. بترتاحين ..
تبادل معها في الكلام .. بشكل ودي
وكأنهما لم يخوضا صراعا شرسا قبل ساعات ... كادوا يقطعون فيه بعضهما .
بالكاد تزحزح من مكان .. قيد شبر استطاعه .. تنازعت رغباته في البقاء
ونشر الامان في حالتها هذه .. لكن مازال عقله يسبق قلبه بأشواط طويله ..
ويأبى ان يرضخ و يهدأ على الاقل ..
همست بأسمه بحزن فاستدار لها مذعنا .. .. لاحظ عليها الارتجاف من اهتزاز شفتيها ..
انسلت دمعتين من عينها ...فرق قلبه لها .. فلم يكن بمقدوره ان يمنع يده من مسحها ..
مسكت يده.. كحاجه منها تطلبها منه ..لكن انعقد لسانها ان تطلبها بصوره صريحه
ودت لو تدفن وجهها في كتفه .. وترتاح .. لكنه كان بعيدا عنها .. خلف اسواره العتيده
اكتفى بالصمت .. لم يكن يستطيع ان يفعل شيئا .. انتظرها ان تفعل ..
اهلكه ذاك الصبر وتلاحم المشاعر .. شعر بأن قلبه قد خدعه ..
وان درعه قد اختفى فجأه ..وان نبض يهز كامل جسده ولايسيطر عليه ..
لكن في لحظه استرد شخصيته الضائعه .. فومضت عينيه بذلك النكران من جديد..
و عاد تنهال عليه الذكريات .. وبقايا صوره ... ومرآه مهشمه .. وحطام من ملامح رجوليه باهته ..
تركت يده .. بعدما افتقر لديهم الاحساس ان تترجم بشكله الصحيح ..
لاهو شعر بها .. ولا هي استطاعت ان تلجأ إليه..
فقدت تلك الحاسه ان تستثير فيهم بعض من مشاعر مستعره لم يخمدها الاهمال ..
تركت يده بهدوء .. و انسحبت .. تصلي لربها ..
العلي القدير .. فاللجوء إليه لاتصيبك بخيبه امل او انعدام الرجاء ...

ادرك نفسه .. بعدما قرأ ما اعتقد انه فهمه منها ..
تلاحق قبل ان تنال مشاعره الاغماضه الطويله ..
يعتقد ان صلب ولم يعد هشا سهل الكسر ..
يعتقد انها لن تنال منه .. ولن يخضع عندها ..
لكن لما يشعر بالحزن و الغربه فجأه ..
لما يشعر بالغضب منها .. وعدم الرضى من نفسه ..
تجاهل نفسه .. و تجاهل صديقه ..
وهرب ..







****************************



حبست نفسها في حجرتها .. تمني نفسها بسماع خبر يثلج صدرها و يعيد رونق حياتها ..
كانت خائفه بعض الشي من الفشل .. لم تجد مستعا من الوقت في التفكير
اتعلنها صريحه لكي ترتاح .. لكن لابأس في الانتظار ...
اريام كانت عاديه او حذره معها فيما يخص اخوها ... انتظرت و حاولت الدخول خلسه
بينهم لكن لافائده ..
لابأس .. غدا اوبعده سيأتي الخبر الاكيد ... لابد من عنوان رئيسي يتصدر الاخبار ..
هو وهي .. سيكون لهما الختام ..
ابتسمت بخبث ... و تلازمت ابتساماتها مع اغنيه تعرف فيها المتصل ..
للمره الثالثه يدق عليها ..
تأففت بإنزعاج .. شعور بالضجر منه .. ورغبه في تبديله ... اخذت ماارادته منه و ولم تكمل معه
الوعد .. فهذه طباعها ماان تمل من لعبتها ترميها دون الاهتمام ...
ردت : هلا وسام ..
سأل بعصبيه بعدما اهملته : وينك انتي ؟ ادق عليك ماتردين ؟
: اسفه حبيبي .. لكن في مشكله في البيت .. وماكان لي اي مزاج صراحه اتكلم مع اي احد ..
تغيرت نبره صوته وقال بتحبب : افاا وانا اي احد ياغلاتي .. انا عندك بإشاره منك ..
فاتن بزيف : تسلم يا عمري ..
سألها : طيب متى اقدر اشوفك ؟
اخفت امتعاضها منه وقالت بحزن : والله ماادري ... هذي الايام صعبه يا حبي ...لكن بنكون على اتصال ..
كان منزعج في نبره صوته : خير .. متى ماانتهت مشاكلي دقي علي .. مع السلامه ..

طالعت الجوال .. وقالت : الله لايسلمك ان شاء الله ... ماباقي الا هي ..
رمت بجوالها و تركت نفسها تحلم .. بكره اذا صار او صار ايش بتسوي ..



**********************




ثبطت عزائمها .. و تركت كل شيء وفق ما يخبأه لها القدر .
فالامل الطويل يجلب لها التعاسه ..
ستبدأ اليوم تحضيرها لملكه اخوها ...بعدها مااشترت فستانها و لا الهدايا الخاصه فيها ..
ولاتطمنت على تجهيزات نجمه ..
قامت بنشاط .. اخذت حمام دافئ .. وتوضت وصلت ... لبست جلابيه عسليه .. وخرجت ..
كانت بتمر على حجرته .. لكن اكيد انه طلع بدري حسب عمله ..
قفلت الباب ... فلما سمعت نغمه الجوال ..رجعت ودخلت .. والتقطته بسرعه وهي تبتسم
سعود : صباحك خير ..
ليلى : صباح النور والسرور ... يابعد عمري ياسعود .. توي كنت افكر ..
سعود : والله انا محظوظ ... المهم انزلي ابي اشوفك ..
ليلى بعدم تصديق : وين انزل ؟ لايكون انت هنا ؟
سعود : بسرعه .. انزلي لك خمس دقايق ..ولاامشي ..
قالت بإنفعال : لا تتحرك من مكانك ..
مسكت طرف جلابيتها وبدون اهتمام ... ركضت بفرحه ..فرحه جات في وقتها
واسعدتها ..
فتحت الباب بسرعه و خرجت .. كان اول شيء شافته هو ظهره .. يحرك سبحه في يده ...
عرفت الكم الهائل من الاشتياق .. لكل شيء فيه ..

عساك بخير
جيت أصبحك بالخير
ياخير هالدنيا ومنبع حلاها
يافخرها
يافرحها
والتباشير
عساك بخير
ياصباح الخير
ياوجه الخير

رأس مالها .. و عائلتها كلها متكومه فيه... عز رجولي زاخر و فخر يصل للغرور ..
من لها اخ مثله ؟ من لها غمده اذا صل سيفه ...
ركضت له كطفله صغيره .. تستقبل والدها .. وترتمي في احضانه ..
رجع للخلف بضحكه وهو يضمها ...
ليلى : ياهلا والله بريحه هلي .. ياهلا فيك يالغالي ..
ماتركته .. عبرت عن اشتياقها بكل اريحيه ..
جاوبها : هلا فيك ياالغاليه .. شوي شوي علي .. والله خنقتيني ...
ابتسمت وهي تشد من عناقه وتقول : مشتاقه لك .. مشتاقه لك والله ..
سكت لمااستشعر نبره الحزن في صوتها لكن لخوفه سأل مترددا
: يابنت الحلال .. اتركيني شوي خليني اخذ نفس ..
تركته وهي تمسح دمعه طفرت من عينها ..
وبالفعل كما توقع دائما ... كان يترصد الالم في كل نواحيه .. لما شعر بالخوف فجأه ؟
تركزت عينيه ... على ضماده جرحها ..
و سأل بخوف : عسى ماشر ؟ وشفيه راسك ؟
ابتسمت بتوتر .. وقالت: جرح بسيط .. البارحه طحت عن الدرج ..
لاحظت عليه انه عصب فقالت تحاول تخفف عنه
: مافيني الا العافيه .. والله بسيط امس رحت المستشفى وتطمنت ..
سأل بعصبيه : ليش مادقيتي علي وخبرتيني ؟ تتساهلين في كل شيء يخصك عادي يالنسبه لك ..
التفتت حولها ..وقالت تهديه : سعود .. تعوذ من الشيطان... ليش تكبر الموضوع .. مافيني الا العافيه ..
يعني ادق عليك واخوفك على شيء تافه ..
ابتسمت لما شافت سكوته وسحبته من يده وقالت : ادخل المجلس .. وطمني عنك و عن الاهل ..
وبدأت في الكلام و الثرثره التي هو لم يعتدها .. مازال متوغلا في توقعاته ..
ولم يتفوه الا بالمطلوب منه ...
ظلت كل وقتها معه فسألته : بتتغدا معنا .. اكيد .
: السموحه .. عندي اشياء لازم اشريها ... يعني بكره بالكثير برجع الديره ..
ليلى : لا والله ماتطلع من بيتي .. حتى بتنام عندنا .
ابتسم لاخته .. تتكلم مثل والدته .. : من صدقك انتي ... باقي مازرت امي ولا خبرتها ..
سكتت لما جاب طاري امه .. تشاغلت بأصابعها وقالت بفقدان : وحشتني والله ..
جدي مابيسمح لها تحضر اكيد .
هز رأسه بإيجاب . .. و اقتنع بذلك العذاب المؤبد ولن يتغير ابدا ..
ضحكت بعدها .. ليتفاجى سعود فيها و سألها وعلى وجهه ابتسامه : ضحكيني معك ؟
: ياحبي لك ياسعود ... بتتزوج قريب ..
رفع حاجبه وقال :بدري توك استوعبت ..
ليلى و كأنها مثل ماادخلته في بوتقه الحزن كانت ستخرجه منها
: لا .. لكن فرحانه .. اخوي الكبير بيتزوج .. ومين بياخذ ؟ نجمه المجنونه .
رجعت له سيره مايحب يدخل فيها فقال : في هذي صادقه نجمه المجنونه ..
ضحكت وسألته بإهتمام : صح .. خبرتني ان في موقف صار بينكم ..
بحلق عيونه فيها وارتفع ضغطه منها ...
خربت علي اجمل احلامي .. و سرقت مني فرحتي
تتجرأ و تصرح ببطولاتها .. او تخبطاتها بالفعل ..
لها عين ..تجاهر بمواقفها العظيمه معي ..
صبرا جميل والله المستعان ..
وقف وقال مشتاغل بالوقت : بعدين احكي لك .. الحين عندي اشغال بأقضيها ..
قاطعته بجديه : وبترجع ..
ابتسم ورد عليها : اكيد برجع .. وين افتك من حنتك الله يهديك ؟
: ربي يعافيك .. بسوي لك اللي تبيه ...
سعود : يعني رشوه ...
ضحكت وهي تتأبط يده .. وتمشي معه : هذا من زود حبي لك والله.. روح بالسلامه
بانتظرك .. لاتتاخر علي ..
لبس نظارته الشمسيه وقال : ابشري يا ام سعود .. وضحك وتركها ..
وقفت تتأمله .. ارتاحت نفسيا و نسيت كل الكدر ....
اه ياخوي .. لو تدري في بعض الاحيان بالكاد اعرف اني اتنفس ..
من كثر الهموم ضاقت علي انفاسي ..
ظلت تفكر في كل شيء مر عليها .. الجو هادئ .. و الصمت لايخلو من بعض الاصوات
لكنها بمفردها الان .. هذا ماتحتاجه . ان تفكر على مهل في القادم ..
حالتها مع مطلق لا ترضيها ابدا .. والحل في يده هو ..
تنهدت .. وكأن التفكير فيه بحد ذاته يعتبر ضيق لها ...
كل شيء في وقته حلو ..
الحين ماهو وقته .. وقت سعود ونجمه ..



************************



مافعله ليله البارحه ... لم يكن من طباعه ..
شعور بالحنق من نفسه .. يكاد يبتلعه.. مالفرق بينه وبين غيره ..
لم يفعل شيئا يحاسب عليه بصوره ظاهره .. لكن محاسبه القيم اذا انتقصت .. محاسبه نفسه ..
اصبح يفعل اشياء لم تكن تخطر على باله من قبل .. و يتفاجئ بنفسه ..
لن ينكر انه اشتاق لها .. ولم يصرح بذلك الا في غيبتها...
كان يريد ان يسد ذلك الفراغ .. و يهدم الصروح المشيده بينهما ..
سينسى او يتناسى بالاصح .. لان لاكائن مكانه ينسى ابدا ...
قرر بأنه سيمضى في زواجه بالطرق المطلوبه... و سيوضح لها من الان ..
كل النقاط المهمه .. و لتقبلها مرغمه ..
ان اتناسى يجب عليها ان تنسى كليا و تمحي ذاكرتها من وجوده ..
غاب عن عمله في حضوره .. حتى كاد الجميع يجزم بأنه مصاب بإنفصام الشخصيه ..
فرحب بالخروج بأٌقل الخسائر .. كانت عودته باكرا .. مصدر استغراب الجميع ..
واولها هي ..
ابتسمت .. حقيقه انها سعدت بحضوره.. تفاجئ في ابتساماتها واستشعر بشيء مبهم فيها ..
اكانت تعي مافعلته ليله البارحه ام انها مازالت غائبه في اللاوعي ..
كانت واقفه قريب منه ..فسألت : اشوفك رجعت بدري من الشغل ؟
رد عليها ورمى الشماغ طرفه : تعبان شوي ..
اخفت خوفها .. و قالت وهي تطوي شماغه : سلامتك ..
راقبها بصمت .. وازداد تعبه تعب...
اغمض عينيه .. فسمعها تقول : ماقلت لك سعود جاء زارني ..
ماقدر الا يبتسم لها فرد : وينه ؟
ليلى : قال عنده اشغال .. ينتهي منها و يجي بسرعه ..
ماقدرت تخفي فرحتها لانه يتبادل معها النقاش على غير مااعتادوه ..
وبالاخص بعد ليله البارحه .. واطلاق النار المتبادل ..
مطلق : الله يحيه .. انا بطلع حجرتي بنام شوي ..
راقبته وهو يرقى الدرج ..
كان واضح .. عليه التغير ..
ماقدرت الاتخاف .. تغيره غريب .. حتى في نقاشه وهدوءه ..
ان شاء الله خير ..


********************



كان رنين جواله هو الذي يخرجه عن صوابه ..
طلع الجوال .. و تجهم ,,
رد بإنزعاج : يا اخي انت ماتعرف تهدا .. يعني واحد مارد عليك إلا يرد غصب ..
ضحك ناصر وقال : تستاهل .. وليش ماترد ؟
مطلق : تعبان .. ويش تبي انت ؟
ناصر : ياسلام .. وتقولها ببساطه .. وانا من البارحه انتظرك ... ابي اعرف ايش صار معك ؟
تنهد مطلق بملل : ماخبرتها .. كانت تعبانه ..
ناصر : لا والله .. وإلا من لقي احبابه نسي اصحابه ..
تنرفز مطلق من لاشئ وقال : يااخي ..والله انك ازعاج .. خلاص بعطيك خبر مجرد مااسألها
دخلت ليلى ولاحظت عليه .. انزعاجه .. فانتبه لها ..
انتظرت لحظات .. فسمعته يرد : خلاص ياناصر .. الحين ارد عليك ..
قفل الجوال وتأفف .. ادعت انها ماتهتم .. دخلت الحجره لشيء وخرجت بسرعه .
وقبل تطلع قال وهو يشير للجوال : هذا ناصر ..
كمل بعد ما فك ازراره العليا : يكلمني عن البنت .. انا خبرته انك عرفتيها ..
ماقدرت تخفي استياءها .. لان اليوم هو نفسه اللي صار فيه المشكله ..
فقالت بإختصار : كانت وداد .. اخت طلال اللي يشتغل عندك ..
تنهد براحه وكأنها مااهتم بشخصها .. فكمل : الحمدلله .. واخيرا ارتحت منه ..
ابتسمت .. وقالت : ان شاء الله تكون من نصيبه ..
سكت لان مافي شيء يقوله .. ولما تذكر ليله البارحه ناظرها بفضول ..
ازدادت ابتسامتها فتفاجئ فيها .. سألها : ليش تبتسمين ؟
ماانكرت فضولها فردت عليه بتفكر : احس الاثنين مناسبين لبعض ..
ابتسم وهو يعقد حواجبه في نفس الوقت .. ومامنع نفسه من سؤالها ..
: طيب احنا مناسبين لبعض ؟
ناظرته بفضول .. واستغراب و ضياع .. كانت كل افكارها تقول
لماذا هذا السؤال فجأه ؟
حقا يبدو متغير و غريب ؟ هادئ على غير عادته
هل ياترى نحن مناسبين لبعضنا البعض ؟
يظن هو النقيض البعيد .. لكن هناك توافق ومزيج ..
ممكن الظروف صبت لهما حالات استثنائيه .. تغير طباعهم ..
لكن لو تغير الحال هل سيكونون مناسبين ..
وقف ومشى بتمهل ناحيتها .. وقال : ودي اعرف ليش مهتمه في امرهم ؟
ردت بسرعه : انا ماكنت مهتمه في امرهم .. انت سألت وانا جاوبت ..
اقتنع في جوابها لكن لديه حاجه يجب ان يقضيها ..
فسألها بهدوء و عينيه لاتستقر على نقطه معينه في وجهها
: طيب انا سألتك فجاوبيني ... احنا مناسبين لبعضنا ؟
كانت خيبه الامل الوحيده هي جوابها الوحيد ..
ما تظن ان الصراحه تزعج احد .. اصبحت حصينه على الاقل من كثره الالم ..
جاوبته : ماادري .. اظن الجواب عندك انت ؟
تأملها وكأنها احتار في جوابها ..
اخفى احباطه وقال : مااظنه يهم ..
هزت رأسها بتوافق و قالت : لاتخاف .. ما ظنيت العكس ..
استفزته .. انتصرت عليه فجأه
غريبه .. كل يوم بشي جديد فيها ..
اشتد طوله في مواجهتها .. و قال : واثقه .. ؟
ابتسمت وردت : اكيد ..
تجهم و توترت اعصابه وهو يقول : وثقتك هذي قبل او بعد عملتك ؟
لابد من الحزن في مثل حالاته .. لابد ان تعبر عن ألمها ..
ألم يكفها حتى الان ...
ابتسمت بألم عبرت به عينيها : لاقبل ولابعد .. ماله داعي كل دقيقه والثانيه
تذكرني بشيء مالي يد فيه .. لكن تبي رأيي بصراحه.. انت السبب ..
تركت مواجهته و لكنها تذكرت شيء فاستدرات له وقالت بتماسك
: مطلق .. في يوم بيجي وتقتنع انك انت السبب .. وان في اشياء ضاعت منا بكل سهوله ..
و بعدها تركته ببصمه وداع و كأنها راحله ...
غير قادر على التعبير.. موجز المشاعر .. وهالك القوى ..
لاكلمه .. ولا حركه .. وانفاسه رتيبه منتظمه .. تزداد رويدا حتى اصبح كالفحيح ..
تصل للاسماع محذره ..
غير قادر على التفكير بسهوله .. ماذا كان يريد منها والى ماذا توصل ؟
كان يريد ان يعوض عن المفقود .. لكنها فجاءته بحزم غير طبيعي منها ..
ماذا تقصد ؟ ولما هي هكذا مرتاحه و هادئه وعلى غير عادتها ...
تنهد بحيره .. وقلق بدى يسري في نفسه .. ولايعلم ماهيته ؟..
اكانت باالامس تهذي و تلتمس مني الحنان فأوصدت جميع نوافذي في وجهها ..
حتى لم تعد بحاجه لي ..
هل اكتفت من وجودي .. و تداعى لديها ذلك العزم من اجل نفسها من اجلي ..
مابك حزين ؟ مابك يا مطلق ...


خفقان قلبها واضطراب مشاعرها .. و حاله من البؤس قد انتابتها ...
و صراخ وجدان لم يجد طريقه للخروج ..
لاحياه هي فيها.. ولاحياه ترتجيها من كل هذا ...
شعرت بأبواب قلبها قد اغلقت .. وان لحظه الانتظار قد دامت طويلا حتى اصبح الامر مأساويا ..
ملأت رئتيها بهواء .. تزيح فيه رغبه في البكاء .. و تواصل طريقها بعزم ..
دون إلتفاته منها .. رغم ان قلبها يؤلمها وروحها باتت يائسه ..

طيب النوايا .. ترفع الآدمي فوق
وأنا .. مطيـّب نيتي .. وأنت .. خابر ،

وأكبر دليل إني معك وافي و ذوق
شفني على كثر الخطآ / منـك صابر

مدري متى أو وين أو كيف أو ليه
أنا وعيت وشفت نفسي أحبك !!!!



******************************




استطاعت ان تنهي كل شيء ... على قدوم اخوها ..
كان كل شيء يسير بالطريقه المرغوبه ..
نازعت روحها على امتصاص القوه .. و اكتملت لوحتها الفنيه المبهرجه .
و مرت الساعات بوجل على دقات قلبها المتخبطه ..
و تسربت الاماني حتى ذبل كل شي داخلها و استحال شتاء قارس ..
دخلت على امه .. وابتسمت ..
قفلت الباب .. وقربت منها وقالت : عساك بخير ياخالتي .. حبيت اطمن عليك ؟
ام مطلق : ربي يعافيك يابنتي .. تسلم يديك على الغداء ..
جلست جنبها وقالت بتوتر : خالتي .. السموحه منك .. ودي امشي مع اخوي عند اهلي ..
صدمت ام مطلق فمسكت يدها بحنيه وقالت : عسى ماشر .. يابنتي ..
ماقدرت تمنع دمعه خانتها في امتثال قوتها .. فمسحتها بخشونه كعقاب لها ..
ورغم كل شي ابتسمت : خير ان شاء الله .. تعرفين ان ملكه اخوي قريب وودي اكون معهم ..
ام مطلق : لكن باقي لها اسبوع يايمه ..
ليلى : ماعليه يايمه .. ودي اساعدهم هناك .. ونجمه تحتاجني في هالوقت ..
ام مطلق واحساسها بدى يتغير : مطلق سمح لك ؟
هزت رٍأسها بإيجاب وهي ترسم دوائر على اللحاف ..
ابتسمت ام مطلق تبعد احساسها السيء عنها
: ماعليه يابنتي .. روحي ربي يحفظك .. وان شاء الله نقابلك ليله ملكه اخوي ..
ليلى وهي تقبل رأسها : ان شاء الله ... على خير ..
قامت وهي تقول بفرحه مغصوبه : سلمي على البنات ..
قبل تخرج نادتها ام مطلق وهي تخرج ملف قديم .. : خذي يايمه ..
اقتربت وسألت : ايش هذا ؟
: هذي صور مطلق .. احتفظت فيها من يومه صغير .. وكل صوره ياخذها احفظها له هنا ..
ترددت ليلى انها تاخذها .. لكن تحت نظرات ام مطلق الملحه اخذتها .. و احتضنتها
وقالت : بحتفظ فيها ..
وددت داخلها .. سأحفظها في قلبي .. حتى ولم يكن بي حاجه لها
فهو في قلبي .. و مااقساه من عذاب ...
ابتسمت ام مطلق بحنان كبير وقالت : خذيها يابنتي .. ربي يخليكم لبعض ..
مشت .. خطوات اخيره .. معدوده حيث كل شيء قد شارف على الانتهاء ..
كتبت له رساله .. اخيره .. كتبتها بماء الدموع و نقشتها في قلبها كلمات داميه
وانتهى كل شي .. كل شيء .. في لحظه تغمرنا الذكريات ولا نلحق بركبها .. فلقد ذهبت .
لبست العبايه .. وانتظرت حتى دخل ..
فصدم من وقوفها .. عبر عن حيرته بنظراته و انعدم لديه صيغه السؤال ..
كراحه له وخلاص لها .. سهلت الموقف .. حقيبه ملابسها .. و انتظار المودعين
وملامح مسافره .. غارقه في الحزن حتى الحضيض ..
قالت بتهرب من نظرات عينيه : بمشي مع اخوي ..
عقد ذراعيه بحزم على صدره يمنع ارتجافه الغريب : من دون اذني ؟
ناظرته بإستعطاف ان يرحم حالها : انا استأذن منك الحين ؟
مشى حولها مطرقا رأسه للارض : وتنتظرين القرار ؟ ...
ابتسامه صغيره تحركت بها شفتاها وهي ترد
: في الحالتين انا انتظر القرار .. و مافي احد مرتاح ..
ناظرها بتركيز متصلبا .. اشار بيده ناحيه الباب
: خذي راحتك ..لكن حطي في بالك ..بترجعين ..
اطلقت انفاسها اخيرا بعيد عنه بعدما شعرت بالضيق في مواجهته ..
وتحررت .. على مسافه بعيده منه و قيودها بيده هو ..

وصلته الفكره سريعا ... فكما امتلك الدنيا يوما ... اليوم فقط بل تلك الدقيقه التي مرت
سريعا .. فقدها من بين يديه .. وهو صامت .. حائر .. و مضطرب المشاعر ..
وما اقسى الضياع وانت تطلب الهدى ..
ومااصعب التعبير عن المشاعر اذا تكالبت و قست على صاحبها ...
تنحى جانبا .. مشيرا بيده لها بطريقه استعراضيه .. بعدما
عبرت عما تريده ... واجابها هو بالصمت .. و السكوت الطويل ..
وتركها تمضي في طريقها .. وهي تسقط في خطواتها
كل لحظه جميله وكل ذكرى هانئه قد مرت ..
كل همسه ارتعشت في اذنها .. وكل لمسه حفرت في جسدها ..
وكل فرصه للحياه .. بأن تعود و يدركها من جديد..
يظن انه مرتاح وان ثقل الهموم قد انزاحت ..
وان السعاده بابها مفتوح على مصراعيه ..
هاهو مفتوح يامطلق .. فانطلق .. و اركض نحوه ..
تجمد مكانه .. وارسل نظره لكل شيء حوله .. وضاع
ضاع في كبرياءه .. وبقايا حلم
و سرمديات رجل لايفتأ يذكر نفسه .. بعرش كسرى وقيصر ..
طالت اغماضه الفراق .. و تسربت الحياه من تجاويف الندم ..
و انتصر الكبرياء مضرجا بالدماء .. ميتا ينفض الحياه ..



****************************



وفاء بنبره جاده : وداد تتكلمين جد ؟
وداد بضحكه : خلاص عاد .. قولي لهم ... لكن اسمعي ودي اقولك لاتخبرينهم عن موافقتي .
ارتفعت زعروده مبحوحه من الطرف الثاني .. تركت وداد اكثر خجلا ...
وفاء : مابغيتي .. الله يهديك .. طرقت ابواب العنوسه ..
وداد بعصبيه : عنوسه في عينك ... هذا وانا باقي ما تخطيت الخمسه والعشرين .
وفاء : والله .. علي . .. المهم الف مبروك ياقرده والله يأست منك ..
وداد : باقي ماوافقت تراني .. يعني شكليا بعد ..
وفاء : الله يتمم على خير .. هذا بفضل الله ثم ليلى .. اللي ماقصرت ..
وداد : صح .. وينها ؟ ادق عليها يعطيني مغلق ؟
وفاء : راحت لاهلها .. صراحه ماكلمتها .. لكن امي خبرتني .. المهم ياحلوه
بخبر مطلق وامي .. و الامير المتيم .. واعطيك خبر ..
ضحكت وداد بنشوه وقالت : ان شاء الله خير ..
قفلوا من بعض ...
استدارت لجود المتجهمه في وجهها : لاتقولين تسرعت ياوداد ؟ اتبعت حدسي وانتهيت ..
جود : الموضوع ماانتهى ..في وقت ..
جلست وداد و قالت : ممكن ..لكن لو انتي في مكاني شو سويت ...
ما امداها قالت السؤال الا ضحكت بقوه .. ..
: انا خايفه انك تبلغين عليه الشرطه ..
ابتسمت جود .. : لا ممكن اخذ الموضوع بمنتهى الجديه ..
وداد بصراحه : جود .. تعتقدين اني استخفيت في الموضوع .. و اني مجرد مراهقه ماتفكر بواقعيه
لا .. لكن هي فرصه ممكنه جوابها بيدي يا لا او نعم ..
ما ردت عليها جود .. لكن ابتسامتها زادت وكأن عدم الاعجاب بكلامها هو الرد الواضح
وداد بنرفزه : جود .. ليش ماتقدرين تفرحين علشاني ... او حتى تتظاهرين بالفرح ...
مو شرط كل مره تنتقديني وتسوين نفسك فاهمه الدنيا صح ...
خرجت من الحجره منفعله ...
بينما تنهدت جود .. ما تقدر تتقبل شيء غريب عنها ..
من ناحيه العقل والقلب ... فالعقل ينتصر دائما ..



**********************



مرت ثلاثه ايام وكأنها دهر بالنسبه لها .. .. وانتهى سبات المشاعر ..
تصعب الحياه عند الانتظار.. عند عقده الامل التي تنفك بنسمه رقيقه ..
تنتظر اجلها معه .. لم يكونوا قد وضعوا النقاط على الحروف وبصموا على الورق
كنهايه اكيده ... سمح لها بالذهاب مع اخيها.. كفرصه
فرصه للتفكير فرصه لمحاسبه النفس .. فرصه لاستدراك الفرص قبل ان تختفي ..
واخفت الحقيقه انها هربت منه .. هربت من القادم بأن لاتتحمل نتائجه ..
كانت خائفه حتى الموت من النهايه المؤكده ..
كادت ان تخنق الحياه مابقي من امل .. إلا قليل ..
ضحكت على مسامع اخيها .. و ابتسم رغم حيرته و شكوكه نحوها
إلا انه سعد بإستعاده بعض مما فقده فيها ..
من ذلك اليوم وهي تسير مثقله الخطى .. وحيده .. باكيه معظم الوقت ..
تخفي احزانها عن الجميع ..
كلما سألها ... ضاعت به في متاهات اجوبه .. لايجد اي قناعه فيها ..
ولكنه يحاول رغم كل هذا ..
ضربته على كتفه وقالت : اللي ماخذ عقلك ..
ابتسم وهو يطوي شماغه : والله مافي غيرك ..
ردت بفخر : اسكت لاتسمعنا نجمه .. والله تغار
جاوبها بصراحه : خليها تولي .. من الحين قولي لها .. معزتك في قلبي ما تتغير ..
وكزته وقالت : اقول انتم كذا يالرجال ... وبعدها تسحبون علينا ..
ضحك .. و مشط شعره بأصابعه وقال : انا عني عند وعدي .. لكن ماادري عن مطلق ..
انعقد وجهها على طاريه فسألت بإنزعاج : ايش دخله مطلق ؟
سأل بإهتمام : انت علامك .. من ساعه جيتنا من الرياض .. وانتي ما تجيبين طاريه ..
وان سمعت اي سالفه او سألناك عنه .. تحججت بألف حجه..
استدارت تبي ترجع ولكنه مسكها
وقال : ليلى .. انا اخوك الكبير .. وتهمني مصلحتك .. يعني اذا كان مافي احد سألك ..
هذا لانهم يحسبونك هنا علشان ملكتي ..
ابتسمت و اخفت الامر كالعاده : طيب .. هذا هوالسبب الحقيقي ..
سعود : و السبب الثاني ؟
جلسته و قالت بحزم : اسمع .. مافي شي ... ممكن متضايقه لانه مايدق علي ..
تعرفه اذا اشتغل ينسى نفسه وينسى كل اللي حوله .. لكن هو ماقال شيء . .. ولا كان متضايق .. صح
تنهد .. وقال : طيب دقي عليه انتي ... ولاتتغلين عليه ..
حركت شعرها بغرور مزيف : لا ياحبيبي .. خليه هو يدق علي ... و يتذكرني .
ناظرت ساعتها وقالت بكذب: اخرتني الله يهديك .. بروح اشوف تجهيزات حرمك المصون ..
قال بملل : باقي ما صارت زوجتي ..
ناظرته بخوف وقالت : من غير شر ان شاء الله .. وشفيك كذا متشاءم ..
هتف بسرعه : ماقصدي ..
ليلى بضيق : ادري انه ماقصدك .. لكن الملافظ سعد ...
حاول يضحكها فقال بروح دعابه : سعد ولاسعود ..
ضحكت ... و اقتربت منه لغايه: سعود ..ودي اسألك سؤال ؟
ليش غيرت رأيك عن ريهام بسرعه واقتنعت في نجمه فجأه ؟
تنهد بتعب .. اعادت له سيره الالم ..
كيف يخبرها ؟ كيف يقول ان جده ارغمه على الارتباط بها ..
درءا للمفاسد و الالسن العابثه .. والقلوب المريضه ..
وان كل شيء صار صدفه .. صدفه غريبه غيرت مجريات حياته ..
على غير ما خطط لها ..
ابتعد في تفكيره حتى تناسى وجودها .. تأملته ليلى و تنبأت بعدم الرضى من اخوها ..
اعادت عليه بجديه : سعود.. انت تبي نجمه ؟
ناظرها .. بشفافيه .. غير قادر على التستر وراء الحقيقه
هو ليس مثلها .. تبطن نفسها بملايين القشور وتدعي غير ماتشعر به ..
وتساءل في نفسه ؟
هل تفهمين كل شيء دون ان تنطق شفتي ..
دون ان اجرح الصمت واضيع في متاهات الكلام ..
لم انسى تلك .. فصورتها مازالت محفوره في ذهني .
فكيف انساها .. وهي وقوس المطر ألوان ممتزجه بصوره رائعه ..
و بعثره الهواء يعزف حولي اغنيه تذكرني بها ..
روحي تنزف يااختي ..
فقدت الكثير وحتى بدت اعاني من فقر مغدق ..
احمل اطنانا من الهموم منذ نعومه اظفاري ..
ماعدت ارغب من الحياه .. إلا الحريه ..
وان اسير بدون هم خفيف .. نابضا بالحياه ..
لكن بمفردي ..



*******************************************




صرخ بإنفعال : طلال ..
دخل طلال المذعور ونظر لحاله مطلق البائسه ..
مطلق بغضب : وين القهوه ؟ ساعه علشان تجهز ..
طلال والحيره الشيء الواضح عليه .. نقل نظره بين سطح المكتب وبين مطلق ..
: استاذ مطلق .. القهوه قدامك..
رجع مطلق للخلف بتهالك .. و دعك جبينه بتعب واضح .. واشار له بالانصراف ..
فخلي المكان .. ليبدأ من جديد يمزق روحه و يسلخ فكره بالكثير من المشاق ..
و يقطع اشواط طويله مرهقه ..
نقر بأصابعه على المكتب ..
وحشه مشاعر .. وظلمه حالكه يقبع تحتها .. ولانور في طريقه يرشده
امتلأت الذكريات بغيابها .. و جشن الروح يغني ..
و فاضت كل تعابير الحياه .. بشوق لها ..
اصبح يتلمس الوجد في بعدها .. ويحن الى قطعها الصغيره ..
يتيم من صورتها لكي يتلمسها في ارق الليل الطويل ..
وقف .. و توجه الى نافذته المحبوبه ..
لاتعذب نفسك ... وتهلك روحك بما لا طائل لك عليه ..
ذهبت من تلقاء نفسها وستعود ..
لم تكن تقصد بذلك الفراق..
بل هدنه .. او اجازه قصيره ..
انتظر .. انتظر فحسب ..
صرخ في نفسه بصوت مسموع : الى متى ؟
طالع جهه الباب حرص من ان يسمع احد هذيانه اليقظ ..
وابتسم فجأه ..
متشمتا من حاله .. هازئا بضعفه الغريب وقد كان مسيطرا عليه ..
رفع رأسه بشموخ .. واعتلى صخره اليأس ..
ليس انت يامطلق ؟ من تندب حظك كالنساء
و تعاني لوعه الفراق ...
ويهزمك الشوق بغته..
هذا اختيارها .. فليكن لها ..
وقتك للتدخل لم يحضر بعد ..
دعها في معركه خاسره مع نفسها .. وترقب اثارها ..
اكانت تعتقد مني تبتع خطواتها .. ووشم ابيات الشعر على كل جدار القاه ..
اتحسبني مثل ذاك المجنون .. فقد عقله على اثر محبوبته ..
عد لنقطه البدايه .. فالعد التنازلي لم يبدأ بعد ...



******************************



الابتسامه لم تفارق محياه .. والسعاده شرعت له بابآ في الخفاء ..
والحلم قريبا سيتحقق الى واقع ..
يوم من الايام سيكتب القصه و سيجني على اثرها الكثير ..
ليست امرآ غريبا.. لكنه لم غيرمتوقع ...
ضحك مع نفسه ..
من شده ابتهاجه لايقدر على ضبط نفسه او حتى تفكيره ..
كان الامر اكثر من مبهج ..
استحال عقله الى ماكينه .. تنتج بسرعه هائله ..
ابتسم على زغروده ام مطلق ... تشاركه الفرح بطريقتها ..
وان وقف مطلق متفرجآ صامتا على وجهه نصف ابتسامه ..
لايستطيع ان يتوغل معه اكثر في احزانه ..
سيكفيه الان المشاهده وهو يترنح في ذكرياته ..
ذلك مااختاره .. فليصبر على جرعات المراره ..
ام مطلق بفرحه : الله يرزقكم ياعيالي ... اسمعني يمه يا ناصر
من الليله بخطب لك بنت صالح .. و الله يقدم اللي فيه الخير ...
ناصر : الله يخليك لي ان شاء الله ... والله من دونكم ماادري ايش اسوي ..
ام مطلق : انت من غلاه ولدي مطلق واللي يسعدك يسعدني ..
تدخل مطلق : خلاص بكره .. انا وياك نروح بكره ونخطبها من اخوها ..
شد ناصر من قامته .. و ضبط شماغه والابتسامه تزيد وسامته ..
: ابشر ياعمي ..
مطلق بملل : انا برجع الشركه .. مشغول ..
ام مطلق بتذمر : علامك يمه ؟ توك رديت .. ؟
وقف ناصر معه وقال : لاتلومينه ياخاله .. البيت من دون المدام ما ينطاق ..
ابتسم في وجه مطلق العابس ... فمسح ابتسامته على الفور .. لان لامجال لدى مطلق لردها ..
مطلق : عندي شغل مهم ..
وقفت ام مطلق بصعوبه ومشت ناحيه الباب ... وقالت له بتذكير
: اسمعني يايمه... لاتنسى بكره ملكه سعود .. بنتوكل على الله من بدري ..
رفع عيونه بضجر ... ناحيه السقف
: ماني بناسي .. بكره يصير خير ..
خرج بسرعه .. قبل ان تطبق عليه بسيرتها ويختنق امامهم ..
ادركه ناصر على عجل ..
: مطلق انتظر ... بكره كيف تروح نخطب البنت وانتم معزومين على ملكه سعود ؟
ضغط على عيونه بتعب فكمل ناصر بإتبسامه انتصار
: خله الليله نخطبها من طلال ..
طالعه مطلق بدون اهتمام وقال : خلاص اتفقنا .. بعد صلاه المغرب نلتقي .
خرج ناصر لسيارته الموقفه برى وهو يغني ...
فلاحظ نفس السياره البيضاء .. له مده وهو يراقبها .. لكن الامر زاد عن حدود الترقب
مشى بتمهل ناحيه السياره .. قبل يلاحظه السائق وينطلق بسرعه ..
استغرب ناصر .. وراقبها وهي تنعطف بسرعه مصدره اصوات مزعجه ..
ردد الرقم اكثر من مره ... واخذ الجوال واتصل...
: الو .. السلام عليكم .. كيف حالك يابو ؟
ضحك وبعدها قال بجديه : اسمع .. طلبتك في خدمه ؟
دخل السياره .. وكمل حديثه بعدما ارسل نظره على سياره
مطلق الماره من جنبه بسرعه .. بدون التفاته منه ...


************************************


عترف::للذكريات أحساس... ثانــي
حتىلو أطول مواقفها...ثواني
وأعترف ؛؛هاضت وسط قلبي لحونه
يوم هز الورق متعمد!!... غصونهـ

.............


من آذان الفجر .. قامت و بدت جولاتها وصولاتها في البيت ..
بكل حماس وبدون اهه تعب .. تشتغل من قلب ..
فرحه اخوها الكبير تتشاركها مع الجميع ..
هذا سعود .. سعود الغالي .. حبيب الكل ..
ريحه ابوها .. مركز الحب .. و القلب النابض بالحنان ..
دخلت حجرتها بعدما انتصف النهار ..
سعود طلع وماتدري وين راح .. تدق عليه لكن مايرد ..
سألت سلوى المتشاغله في شعرها
: ادق على سعود.. مايرد علي ؟
سلوى بدون اهتمام : اكيد مع جدي ..
رجعت تدق عليه ..وهي ترد عليها
: لا .. جدي توه جاي .. يقول انه ماشافه ..
ناظرها سلوى وقالت : طيب يمكن راح يودع العزوبيه ..
ليلى بنرفزه : سلوى .. عن المزح .. اخوك طلع من بدري وما رجع ..
والله خايفه عليه ..
سلوى : يابنت تعوذي من شيطان .. وين يروح يعني ؟
دقت عليه للمره الثالثه .. ووقفت بتوتر .. فانفتح الخط
فقالت بسرعه : سعود .. الله يهديك ليش ماترد ..
مافي رد .. فتوترت زياده ..
: سعود .. رد علي ..
رد عليها بسرعه : سعود .. طلع شوي وراجع ..
انتظر لحظه تتعرف على صاحب الصوت ..
انكمش قلبها .. وزادت نبضاته .. واغلقت الجوال بسرعه ..
توترت من صوته .. وتعذبت من ذكرى اسمه ..
كل تلك اللحظات .. مرت امامها ..
حين تدفن نفسها في الدقائق السريعه.. تعمل بجهد على نسيانه ..
لم يتصل عليها ولا يرسل ولا يجيب طاريها..
راقبتها سلوى من المرآه وسألت
: من رد عليك ؟
بصوت معذب لايفهمه احد : سلطان ..
تكلمت سلوى بشكل عادي : قلت لك مافيه إلا الخير .. الا انت افكارك شطحت بعيد ..
لفت على الكرسي و كملت : اهل زوجك مابيحضرون الملكه ؟
ناظرتها بشرود وقالت : ماادري .. مافي احد يكلمني .
سلوى : اكيد .. مقفله جهازك طول الوقت .. كيف يكلمونك ..
ناظرت اختها بشك .. فواجهتها ليلى بعصبيه
: خير .. ليش تناظريني كذا ؟
سلوى : حاسه ان في شي وانتي مخبيه عنا ؟
همست بحذر وهي تقرب منها : انتي زعلانه من زوجك ؟
ردت ليلى مدافعه : ومين قال ؟
سلوى : يااختي .. حالك مايطمن.. قولي ..قولي .. لاتخبين علي انا اختك ..
ايش صار بينكم ؟
ليلى بإبتسامه : ياشين اللقافه .. اقول شوفي شعرك ابرك لك ..
قامت من مكانها وطلعت للصاله .. لتتواجه بنظراتها مع عمتها و جدتها
وكأنها قاطعتهم .. ويبدو ان الموضوع يخصها ..
قالت جدتها بنبره شك : زوجك جاي ؟
تأففت بقهر : وشفيكم علي اليوم ؟ شغالين تحقيق وكأني مسويه جريمه ..
كل هذا لاني قعدت عندكم اربعه ايام ..
توترت الجده من غضبها الغير طبيعي منها
: لاوالله يايمه .. العين اوسع لك من البيت .. لكن قلت عزمناهم وماندري بيحضرون ولا ؟
تنهدت بتعب وكأن كل الاعمال طلعت بآثار تعب واضحه...
: ماادري ياجدتي .. اذا حضروا حياهم الله واذا ما حضروا بيكفهم ..
ودت تهرب منهم وتقاطعهم .. حشرت نفسها في زاويه بعيده عنهم..
الضغط زاد عليها .. لدرجه لم تستطع احتماله ..
كانت تهاود نفسها على الصبر و الاعتياد على الوضع ..
و تتأمل بالمفاجآت المتوجه بالمسره ..
ارتسم على وجهها ملامح فتاه وحيده حزينه باكيه .
تملأ فراغاتها بالحنين المعجون بغلظه مع الالم ..
اثارت تلك الذكريات والشوق الدفين .. شعورا بالغثيان .
ركضت ناحيه الحمام .. لتفرغ ماصب في جوفها من عذاب ..
اي اشواق تلك تترجمها الاجساد وتعذبها ..
و تتقلب الارواح فيها على جمر الفقد والفراق ..
ما آقسى قلبه على الحنين ..
ما آقسى قلبه ..
كررتها بألم .. وهي تنازع رغبه في البكاء ..
غسلت وجهها مرارا و تكرارآ ..
ثم دخلت حجرتها بخطى متعبه.. واستلقت على سريرها مباشره .. متلحفه حتى ذقنها
اقتربت منها سلوى بخوف : ليلى .. وشفيك ؟
ردت : مافيني شيء .. لكن اتركيني لحالي شوي ..


***************************



السعاده لم يجد لها طريقه للتعبير عنها ... سوى الصمت
حزن غلفه .. و غربت شمس الفرح البادئ على ملامحه..
ارتفعت زغروده من الطرف الاخر .. واتبعتها بأخرى .. وتلاحقن بأخريات ..
مجرد ملكه بسيطه .. لما كل هذه الضوضاء .. ؟
اقترب سلطان منه وهمس : ماشاء الله .. معازيم جدي كثيرين .. هذا وهي ملكه
كيف اذا صار العرس ؟
رد سعود ببرود وهو يطل على المفارش خارج البيت ..
: نصهم يحضرون .. بعزيمه وبدون عزيمه ..
عدل سلطان شماغه وقال : بروح اتمصلح مع الشيوخ .. يمكن يزوجوني من عندهم ..
ابتسم سعود .. ونظراته تتابع اقتراب سياره ..
نزل الدرجات الثلاث .. متجاهل سلطان ..
ترك مسافه فاصله بينه .. وابتسم لما خرج مطلق من السياره ..
قال موجه كلامه لاهله : تفضلوا من الباب الرئيسي ..
هتفت ام مطلق : مبروك ياسعود .. ربي يتمم عليكم ان شاء الله ..
رد عليها بحبور مصطنع : يبارك في عمرك ان شاء الله ..
وتوجه ناحيه مطلق بإبتسامه كبيره .. وفرحه من اجل اخته بعدما لاحظ عليها التدهور ..
: هلا والله .. وينك يارجال ؟
صافحه مطلق بمحبه .. وبارك له ..
قال : السموحه على التأخير .. كان واجب اقف معكم ..
رد عليه وهو يأخذه معه : المهم انك جيت ..
اخذ نفس طويل .. وهو يسلم على كل من يصادفه ..
رفع يده بصوته الجهور يسلم على الجميع ..
و انقادت خطواته مباشره ناحيه كبير العائله .. الذي وقف بكل هيبه في المنتصف
واجلسه على يمينه .. وامتدت نظراته على الصف الطويل الجالس امامه ..
حتى انتهى بالطول الفارع .. والحله البهيه .. الهاله الشابه المتأنقه ..
وابتدأ ذلك الصراع الدفين .. والحرب الهوجاء الصامته ..
سلطان بنظره ثاقبه ناحيته .. لاخر وهله كان يشعر بالسعاده لانه لم يقدم ..
لانه ظن في قراره نفسه ان مكوثها طول تلك المده .. هي فاتحه خير له ..
لكن ماقدم حتى بعثر امانيه .. وبعثر ثقته العمياء ..

اما مطلق .. ود لو تقصر المسافه ويطبق على خناق ذاك حتى اخر نفس
اخر نفس تلفظ فيه ذكريات مريره .. وصوره له مرغت بكرامته التراب ..
بالكاد ابتلع غصته .. الذي استحال الى صخور .. و صرف نظراته للبعيد
حيث لايرى سوى نفسه في ظلمه من الليل الحالك ..
هكذا صور نفسه .. واغترب بعيدا عن الواقع .. بالكاد يتدارك غضبه ..


ابتعد سلطان عن جمعه الناس وجلس لحاله ..
اقترب زياد منه وسأل : وشفيك ؟ انسحبت من المجلس ؟
رد بصراحه : فيه ناس جيتهم ضيقت صدري .. فعفت المجلس منهم ؟
زياد بنظره مستفهمه : مين هم ؟
سلطان .. بحركه تهميش من يده .. تجاهل السؤال ..
جلس زياد جنبه وقال : والله شوفه الناس .. شهوتني في الزواج ؟
ابتسم سلطان : صار ايسكريم الله يهديك ..
ضحك زياد .. تلك الضحكه الشبابيه الصاخبه ..
توجهت لهم الانظار .. مابين مستنكر و ضاحك و معاتب ..
سلطان يهمس له : الله يفشلك .. طيحت البرستيج ..
زياد بضحكه مكتومه : ام البرسيتج اللي طاح .. الحق وشيله ..
سلطان : اقول امش .. شوف جدي كيف يطالعنا .. ماباقي الا يشوتنا ..
امش قدامي مادام النفس راضيه ..
مشى الاثنين جنب بعض .. يهمسون بتعليقات على بعضهم بعض
مستحضرين روح الدعابه .. و عادين العده لانواع الانبساط ..



**********************


بعد اذان العصر .. واهل القريه بدأو في الحضور ..
امتلأ المكان بالصخب والصراخ و الزغاريد
مابين جلسه كبار و همسات شابات .. و شقاوه اطفال ..
انحشر المكان حتى يكاد يلفظ اصحابه ..
دخلت المطبخ .. و استنتدت على المغسله بإرهاق يكاد يقصم ظهرها ..
وقالت بأمر : هند ..اخرجي و قدمي القهوه ..
هند بضجر : والله تعبت ياليلى ..
قاطعتها سلوى : ماسويت شي .. امشي قدامي احسن لك ..
انصاعت هند متذمره ...
تأملت نفسها في صينيه التقديم اللامعه ...
صوره باهته تعبر عن داخلها اكثر من ظاهرها ..
دخلت سلوى بصوره مباغته .. فزعت لها ليلى
: ليلى.. احزري من جاء ؟
رجعت تتأمل نفسها في الصينيه .. فكملت سلوى بحماس
: أهل زوجك ..
طاحت الصينيه من يدها مصدره صوت رنان مزعج ..
فضحكت سلوى : الله كل هذا شوق ...
تأملتها ليلى .. وقلبها تبدأ خفقاته بشكل مخيف .. ويخرج من جسدها
ليتركه خواء .. فارغ الا من اصداء فقط ..
سمعت صوت سمر الضاحك يقترب من المطبخ ..
رسمت ابتسامه اشبه ما تكون بعرض اعلان عن معجون اسنان ... واستقبلتهم
و اندمجت معهم على احسن مايكون .. وداخلها يصرخ يتخبط يريد الهروب
يريد الابتعاد بدون قيود ..
كانت جنب ام مطلق .. متبادله معها الاسئله والاجوبه بشكل عادي .. مبعده ذاك بكل
حذر عن حواراتها .. استأذنت الجميع .. ودخلت غرفه نجمه ..
ابتسمت لجمال صاحبتها الجالسه بحذر .. تخاف من فقدان تلك الهاله الجميله ..
فستانها الازرق .. بلمعته البراقه .. عاري الكتفين .. وشعرها البني المرفوع بشكل جميل ..
يبرز ملامح وجهها .. وعينيها العسلتين تبرقان تحت ظلال رسمت بطريقه فاتنه ..
نجمه بإعجاب : ياسلام ياست ليلى .. ماباقي الا تجلسين مكاني .. بالله قولي مين
العروس انا ولا انتي ؟
طالعت شكلها خلف صاحبتها في المرآه ... و تأملت نفسها .. ويدها تنساب على طول
فستانها الفوشي .. ابتسمت وقالت : هذا فستان ملكتي ...
تأملتها نجمه بإستحسان ولايخفى على صاحبتها ان حياتها معكره و ضبابيه ..
فقالت ليلى بعدما جلست على الكرسي : توه جاء..
سألتها نجمه : مين ؟
شدت قماش فستانها : مطلق ..
ابتسمت نجمه لها ومسكت يدها : لو تقولين لي وشفيك ؟
ابتلعت لعابها بصعوبه وناظرت لصاحبتها .. وعدم قدره على الاحتمال ..
عدم الاحتمال في منع دموعها ان تتجمع في عيونها و تنسحب بسهوله
كرهت ذلك الصراع بين كن او لاتكون ..
فقالت بحزن كبير : تعبانه ..يانجمه تعبانه ...
عبرت نجمه عن حزنها ببريق قد تألق في عينيها .. و شدت يد صاحبتها
وقالت : سامحيني .. والله ماكان قصدي اتجاهلك ..
ضحكت ليلى : اكيد لازم تتجاهليني وتتفرغين لاخوي ..
وقفت و قالت بتشاغل : المهم .. تبين شي.. بنزفك بعد اذان المغرب .. فكوني مستعده
تأففت نجمه وقالت : يعني لازم انحكر لحالي .. ارسلي لي وحده من البنات ..
ليلى: ادري عنك ماتصبرين عن الحكي ؟ خلاص برسل لك سمر ..
قفلت الباب خلفها .. و تنفست .. بصعوبه .. و طلعت مبتسمه ..
قابلت سمر .. فخبرتها .. ودخلت المطبخ ..
دخلت ريهام ... وقالت : تحتاجين مساعده ..؟
ابتسمت ليلى : ريهام .. حياك ادخلي .. السموحه ماجلست معاكم .. لكن والله مشغوله
ريهام : معذوره ماعليك ..
ليلى بإبتسامه : انتي اخبارك ؟ يعني مانسمع منك بالمره .. ونسمع من اريام ..
ريهام : حالي على حطه يدك ..ماتغير ..
استدرات ليلى للمغسله وغسلت يديها وسألت بحذر : حتى خطوبه سلطان لك ..
طال الصمت من طرف ريهام .. التفتت لها ليلى .. فلاحظت عليها ابتسامه غريبه ..
ليلى : انااسفه اذا كنت ازعجتك ...
قاطعتها ريهام بمراره : ماصار شيء يا ليلى ...
تنقلت نظراتها في ارجاء المطبخ وكملت : مايبيني .. ..
اقتربت ليلى منها بصدمه و انعدمت عندها كلمات المواساه ..
ابتسمت ريهام بشكل عادي : مافيها شيء صح .. لكن كانت رغبه اهله مو رغبته ..
فبلغ اخوي عن رفضه .. فتقبلته بصدررحب .. ضحكت في نهايه كلامها ..
ليلى بحزن : ربي يعوضك باللي احسن منه ..
همست ريهام بصعوبه : يبدو انه عقاب .. على اللي سويته فيك .. يبدو ان اللي كان بينك
وبين سلطان اقوى مماكنت اتخيل ...
ردت عليها ليلى بألم : ما كان بيننا شي ...
ازدحم المطبخ بالبنات .. فانقطع التواصل الا من العيون ..
انسحبت ريهام بهدوء ..
اختنقت ليلى بالمكان وضاق عليها تنفسها ...
تقول رفضها .. رفضها ..
لماذا يصر على الانتهاء بشكل تراجيدي مثير للجدل ..
لماذا يخلق التساؤلات و يضيعنا في متاهات لانعرف لها نهايه ..
مابك يارجل ؟
لما لاترحل و تترك الجميع بسلام ..
لما لاتنسى و تركب القافله نحو الحياه ..


***************************


ارتفعت الزغاريد .. و ازداد الصخب بخروج العروس ..
بعدما اعلنت الموافقه وبدأ العزف على اوتار النغمات ..
و اصطفين الصبايا برقص يناسب اعمارهن .. وليلى مبتسمه ..
لابد لها الان من ذلك .. لابد لها من الانغماس في غمره الافراح ..
راقبت الجميع .. وقد امتلأ المكان بالصخب و الضحك ..
والسعاده وهي المهمه ... السعاده ..
راقبت الوجوه الباسمه .. وابتهلت بالدعاء لله ان يكمل عليهم فرحتهم ..
لاحظت تجعد وجه جدتها وان ابتسمت .. اقتربت منها وقالت بصوت عالي
: وشفيك يا يمه ؟
ارتعشت يد العجوز وهي تمسك بحفيدتها
: الله يرحم ابوك .. ؟ كان ينتظر ذا اليوم .. ..
ليلى : جدتي الله يخليك .. ترحمي عليه .. ولاتزيدين علينا .. اذا كنتي
ماتقدرين تتحملين ايش تقولين عنا ؟
هزت راسها بإيمان وقالت : الله يرحمك يااحمد ...
كررتها من بعد جدتها ... وتخيلت لو كانت امها و ابوها موجودين ..
كيف تكون فرحتها ..
وجهت لها نجمه ابتسامه خوف .. فطمأنتها ليلى بتربيته منها ..
و ماهي إلا لحظات حتى بقيت نجمه وليلى لحالهم في المجلس ..
رتبت فستانها وقالت : بيدخل ويلبسك الشبكه وبعدها يخرج ..
ارتعشت يد نجمه قدامها وقالت بخوف
: ليلى والله خايفه .. شوفي يدي كيف ترتجف ..
ليلى : عادي .. سعود مابياكلك ..
اغمضت نجمه عيونها وبسرعه فتحتها على صوت الباب ..
زغردت ليلى على دخول سعود ... و استقبلته بأاحضان دافئه ..
وقبله على رأسه ..: ألف مبروك يالغالي .
تجنب النظر للجالسه قدامه .. : يبارك في عمرك ان شاء الله ..
دخل الجميع على اثر دخوله .. جدته وعمته والبنات .. وام نجمه
والاخريات يتلصصن من خلف الابواب .. مطرقات السمع ..
يتهامسن فيما بينهن .. بدأن لائحه الانتقاد و الملاحظات ..
سلم على الجميع بصبر طويل يكاد ينتهي .. يقدمونه نحو الهاويه
ويتفادونه ككبش مذعور ..
جلس جنبها كالتمثال .. ولا إلتفاته منه نحوها .. حتى ذلك اللون الذي يضي
اصبح يمقته اشد المقت .. وحتى صاحبته
قربت منه ليلى الشبكه وحثته .. فأطاعها كآله متحركه لاتقبل التفاوض ..
كل شيء مطبق بحذافيره ... افعل هذا ولاتفعل ذاك ...
ارتعشت يده وهو يحاول إلصاق ذلك العقد و الهروب .. كل افكاره تحثه
على الهروب .. قبل ان يعترض ويصرخ عاليا برفض قاطع على بؤسه الدائم ..
تنفس مطولا .. فارتفع رأس تلك .. والتي ليست بأفضل حال منه ...
تشعر بخدر في قدميها من كثره هزها .. وقلبها يدك بجنون ..
ناظرها بسرعه و ابتعد .. قبل ان يعاود التوغل في عينيها .. صفحه كنقاء العسل يستطيع
ان يرى نفسه فيها بوضوح ... مهما كان ضد مشاعره .. فهي حسن إلهي لابد ان يطريه ..
انتهى اخيرا من كل شيء ... وارتاح من الضوضاء حوله .. يجزم انه قد اصاب
بالصمم من اصواتهن التي مازلت ترن داخل اذنه ..
تركتهم ليلى على مضض .. كانت خائفه من تلك المشاعر المضاده والتوجس المخيف
لاتعلم .. هل سيطول صمت سعود كما اخبرها .؟ ام انه سيفجرها غاضبا ؟
نصحته بالتروي و قبول الوضع ... لكن هل نصيحتك ستثمر خيرا ..

تركت الاثنين متنافرين من بعضهم .. طالع ساعته ..فلاحظته نجمه
دارت نظراتها على المكان واحساس بالملل ينتابها ..
الى متى ؟
هذا لوح مايحس ؟
رتبت خصل شعرها المتطايره بفعل الهواء الجالسه امامه ..
وانتظرت حتى كادت تصرخ في وجهه .. دمك ثقيل .
لولا الحياء الذي يرغمها على تنصع الحياء ...
تنحنح فابتسمت كـ فآل خير .. و ابتهلت داخلها .. اخيرا بينطق .. اخيرا
لكن رجع لصمته ..
فقررت المبادره .. رسمت تلك الابتسامه الجميله وقالت بصوت رقيق
: اسمي نجمه ..
رفع رأسه لها .. وابتسم بسخريه .. فاكتسى وجهها بالاحمرار فجأه
ليس خجلا منه .. بل من نفسها .. ودها تختفي لحظه ولا يسمعها احد تقول كذا
اسمي نجمه؟ اسمي نجمه ... غبيه غبيه ..
بالله في واحده تقول لزوجها اسمي نجمه
وين قاعدين ؟ في مدرسه
الله لا يفضحنا ..
قال بإستخاف : تتكلمين جد .. توي ادري ..
طالعته بغضب وصنعت ابتسامه : ما يضحك ..
هالمره قدر يشوفها بالكامل .. وجهها المتسدير وشفتاها الصغيره
و عينيها تلك التي شدته كالمغناطيس ..
ملامح تذكرها في يوم اغبر قرر مساعدتها فيه ..
لاحظت صمته ومراقبته لها .. فشعرت بالخجل العارم منه ..
اشغلته تلك المتطايره .. والتي ازعجته .
حرك خصلات شعرها بفوضويه .. قبل ان تعلق احداهن في ازرار كمه ..
شدها بدون انتباه .. فصرخت بخفه : اي شعري ..
حاول يفكها .. لكن الوضع تأزم ..حرك يده برعونه فتألمت اكثر
فقالت بألم : لحظه .. انت بتقطع شعري ..
صرخ فيها : طيب ايش اسوي ؟ لازم اقصها ..
شهقت بخوف وقالت وهي تحاول تبعد يده الثانيه عن شعرها
: لاتلمسه .. اصبر شوي ..
تأفف بملل وطالع جهه الباب : انتي دائما المصايب على راسك ..
ردت عليه : وانا ويش دخلني .. انا قلت لها تعلق فيك ..
قال بحزم : انتظري لحظه ..... حاول يفك شعرها شوي ..
فقالت مهدده : ياويلك اذا قطعت شعري ..
ابتسم بخبث وقال : باقي ياويلي ... طيب يانجمه..
شد كم شعره بقوه منتقم منها .. انتزعها من جذورها ..
فصرخت بألم ودعكت مكانها ..
راقبته بقهر وهو يوقف متحرر وفرحان
: انتهت المهمه .. نفض يده مبتسم .. وطلع من المكان ..
انقهرت نجمه منه ... قامت من مكانها ماسكه فستانها
وتمشي بطريقه خشنه لاتمت بصله للاناث ..
قابلت ليلى قدامها فصبت جام غضبها عليها
: اخوك .. دمه ثقيل .. وماعنده ذوق .. و غبي ..
ومشت كم خطوه ورجعت لها وكملت : ومايستحي ..
ذهلت ليلى .. من الغضب الهائل في عيون نجمه ..
و شعرت بالفضول .. عن مادار خلف الابواب المغلقه...



**************************


تسرب المعازيم و خف الضغط إلا من الاهل
عمها و خالتها و اولادهم ... وعائله زوجها ..
حاولت ليلى مع نجمه انها تعرف سبب ضيقها لكن كانت مصره على رأيها ..
كانت كاشخص اخذ مقلب للتو ..
مسكت ظهرها بألم وهي تسترخي على السرير ..
ربعت نجمه بفستانها على السرير وفي يدها صحن من كل صنف تحبه ..
ابتسمت لها .. وقالت : لو سعود شافك بيغير رأيه فيك على طول ..
تجهمت وهي تقضم لقمتها : ارجوك .. لاتكلميني في اخوك .. ياني اخذت مقلب فيه ..
ليلى بإهتمام : وليش تقولين كذا ؟
نجمه بحزن : ماادري احس صدمني .. كان في عيونه شيء غريب .
ليلى بحذر: ايش قال لك ؟
نجمه : مافي شي .. لكن ماتوقعت سعود كذا .. ابتسمت وتابعت
: رسمت سعود في خيالي غير ممكن على حكيك انتي .. لكن اظنه معي بصير مختلف .
دخلت سمر وضحكت على شكل نجمه وجلست جنبها ..
: امحق عروسه ... ايش ذا ؟
نجمه بدفاع : مااكلت لقمه واحده من الصبح كله علشان الاستاذ سعود ..
وجهت لها ليلى نظرات معاتبه .. فأكلت قضمه كبيره .. وسكتت .
سمر وهي تشاركها الاكل : صح .. ليلى اخوك ينتظرك ..
قامت بصعوبه .. و قالت : نجمه تبين تمشين معي ...
حركت شفايفها بلا .. فهمت عليها ليلى و مشت ..
واخيرا عم الهدوء المكان ...
دخلت الصاله .. لكن المكان خالي .. شافت باب الحوش مفتوح ..
فطلعت له .. وهي تبتسم ..
كان واقف و يديه في جيبه .. يطالع في السماء وقد برقت فيها نجوم واضحه ..
لم يكن سعود ... .. بثوبه الرمادي .. و الغتره البيضاء ..
ادركت نفسها بخطوه للخلف ... لكنها تجمدت مكانها بإلتفاته سريعه منه ..
تسمرت قدميها .. فبعثت نظراته البرد في جوفها .. فتوالت الارتعاشات ..
حتى شعرت بقدميها تغوصان و تكاد تهويان ..
استدار بكامل جسده .. و الهواء يعبث بطرفه غترته ...
توقف الزمن لحظه عندهما .. اخرسته تلك المشاعر .. وجاءت عكس ما يظن ..
ما الذي قاده الى هنا ؟ اهو الشوق حقا
ام عساه تلك الظنون التي يريد ان يعكسها ...
تأملها وكأن الذي مر عليه دهر ...
كانت بتلك الحله التي يتذكرها بضبابيه صعبه ..
يا الله كم يشتاق إليها ...
ذلك ماصرح به ..قلبه ..
وصعدت به روحه الى فضاء واسع فسيح ..
انهارت الاسوار الوهميه و انخلع الستر بعباءته السوداء الكاذبه ..
وانكشف ماخفي عليه و عظم ان يصرح به ..
وبات شفافآ خاسرآ .. غاضبا من نفسه ..

هبت تلك النسائم لتزحزهما من المكان قليلا .. وليتذكرا ان هناك من يشاركهم خلوتهم
الهواء و القمر والنجوم والليل بأسره ..
ابتعدت بنظراتها بعيدا .. تخاف ان كل تلك القوى قد تنهار بدون حصانه ..
وان عقائد عزمها تنحل الواحده تلو الاخرى ...
وانها على حافه الهاويه حيث لا طائل لها على الصبر ...

خرج صوته من العمق الدافئ : كيف حالك ؟
ابتسمت وهي تهز رأسها بإيجاب .. دون ان تتفوه بكلمه ..
لم يرضه ذلك .. يريد ان يسمع صوتها ...
تنحنح وقال : مبروك ملكه اخوك .. عقبال الزواج ان شاء الله ..
جاوبته : الله يبارك فيك ...
اخذ نفس طويل .. برضى تام عن نفسه ..
قيم ما تلبسه بنظره سريعه .. و سره مارأى .. رغم ان هناك حرق بداخله
بأن احد رأى حسنها قبله ..
ضمت نفسها ... فلاحظ ذلك واتخذها فرصه للاقتراب...
سألها بإهتمام : بردانه ؟
ابتسمت وهي تطالع السماء : الجو بارد شوي ...
اومأ براسه ناحيه : اكيد بتبردين .. وانتي لابسه شيء ..
رفعت حاجبها مدهوشه من كلامه ..فقيمت فستانها بسرعه ..
: وشفيه فستاني ؟
حرك اكتافه بعدم رضى : مافيه شيء ... اقتربي اشوف نوع القماش ..
اقتربت منه وهي تمد طرف القماش ناحيته بسذاجه ...
امتدت يده بإبتسامه ومسكت طرف القماش ... لكن ذلك لم يكن غايته ..
بل هي .. احاط خصرها بيد واحده وقربها منه ..
شهقت بخوف .. و ناظرته بعيون مصدومه ..
لفحت وجهها انفاسه الحاره ... غير مسيطر على نفسه ..
صدريهما يعلو ويهبط في نفس الوقت .. اخفضت ناظريها خجلا وخوفا منه..
إلتفتت حولها وقالت بخوف : مطلق .. ارجوك لايشوفنا احد ..
خرج صوته عميقا .. كأنفاسه الخارجه من جوف بركانه ...
: واذا .. بيقولوا متزوجين .. مشتاقين لبعض ..
سألها بلهفه دفينه وانفاسه قد ألهبت اذنها .. كادت فيها ان تغيب عن الوعي ..
: ما اشتقتي لي ؟

اغمضت عينيها .. لتغفو قليلا في لحظه إثاره المشاعر التي لاتستطيع كبحها
وكيف لا تشتاق إليه ؟ وهي لم تهنئ يوما بالنوم منذ تلك الحادثه البائسه
كيف لاتشتاق إليه ؟ وقلبها يتعذب حتى يكاد يجف من الدماء ..
كيف لاتشتاق إليه ؟ وروحها قد سافرت بعيدا عن جسدها واغتربت في مهجرها ..

فتحت عينيها بذلك البريق الذي يبحر فيه وحده .. وتأملها مطولا ..
كان يستطيع ان يعرف الجواب من تلك النظره ..لكن يريد ان يسمعها ..
لكن خافت ان تتفوه بالحقيقه حتى يرتاح ..فـ هل تجد الامان وراحه البال لاحقا ..
اكتفت بالصمت ..
شعر بالغضب منها ومن صمتها .. كاد يعلنها في وجهها وهي تتهرب منه ..
قال بهدوء حذر : ليلى تذكرين ..الليله اللي جيتي فيها حجرتي .. اعطيتك وعد وقتها ..
ناظرته بحزن وقالت : ايه ...
ارتفعت نظراته بتفكير عميق للسماء وقال
: وعدتك .. اني مااترك ابدا ... وانا دائما اوفي بوعودي ..
شعرت بدمعه ساخنه قد انسلت من عينيها وخطت طريقها بسرعه..
: وهل وعودك تتضمن معاملتي كجاريه في بيتك ؟ وان تهينني دائما .؟ وتعاملني بإحتقار ؟
تجعد وجهه .. لتلك الذكرى ..
فقال مدافعا : انا مااستغني عن املاكي ابدا ومهما كانت الظروف ..
حاولت تتملص من قبضته .. كانت منزعجه و ضائعه .
إلى متى ... املاكه .. قطعه فريده .. ثمينه .. لايستطيع الاهتمام بها الا لكونه تخصه فقط ..
صرخت في وجهه وهي تنفك من حصاره ...
: جيت كل هذي المسافه علشان تذكرني بأني مجرد املاك .. كسياره او عقد زمرد او فله ..
شي تقدر تلمسه كل وقت و تتمتع فيه متجاهل ان عنده مشاعر واحاسيس ..
اخذت نفس طويل لتكمل بعده بحده مكتومه ..
: ليش ما اقدر اعتبرك من املاكي .. ليش ما تقدر تهتم فيني لشخص وتعتبرني مهمه ..
مثلما اعتبرك انا ..
مسحت دموعها بطرف اصبعها وكملت بنحيب مكتوم
: ليش ما تقدر تحبني مثلما حبيتك .. حبيتك بجنون ..
حتى نسيت نفسي معك .. لكنك ماتستحق شي مني ..

طالت انفاسها و انسحق قلبها حتى الحضيض .. ولم يدركه صمته الطويل ..
ادلت بإعترافها .. و شعرت بالاختناق اكثر .. لم يكن شيئا يسيرا ...
فعجبت لامره ... مسحت دموها بسرعه و كادت تنصرف ...
إلا انها احكم قبضته على معصمها ..
قال بغضب : انا مااغير رأيي تحت اي ضغط ياليلى ... انتي لي وبتبقين لي حتى اموت ..
حاولت تدفعه بقبضتين بدأ يصيبها الفتور ...
: لاتقرب مني ...
تمردت بإنفعال .. لاول مره تعلنها للجميع .. للصبر حدود ...
تقصد ان يتحداها ويقف عند رغباتها .. فاقترب منها اكثر ..
زفر بحده : اشوف لسانك طال في غيابي ... شد من قبضته حتى يكاد يحطم معصمها ..
و كمل بغضب جارف : ولا قرب حبيب القلب منك قواك ..
اتسعت حدقتا عينيها .. حتى كادت تلك الشعيرات الدمويه ان تنفجر فيها ....
فدفتعه بقوه .. بكل ماكان فيها .. بكل ماصنعه هو فيها ..
كل قسوته و عذاباته .. تكتلت لتصبح قوه تجابه قوته ..

انتفخ صدره بتلك الانفااس اللاهثه .. وكأن شيء لم يكن ..
شعرت بقلبها يهوي الى القاع ويتحطم الى مئات الاجزاء ..
واصداء سقوطه صراخ عذاب و ألم لاينتهي ..
بالامس .. دفن روحها تحت الظلام .. واخفى بقاياها تحت الثرى ..
لم يسمع دقات قلبها .. واشاح بوجهه عن احساسها ..
و اكتمل يلففها بالصخور ..

اطلقتها في وجهه بكل قوتها : طلقني ..
استدار وناظرها بصدمه . ... ليس من ردها فقط ..
بل من تلك الملامح المتصلبه المشدوده ... القاسيه
وذلك البريق اللامع .. الذي يعميه ..
كانت قوى تشع من عينيها ...
اصرار .. ورغبه جامحه .. وتحدي لايوصف ..
اشتعلت فيها حراره لاتطيقها .. حراره تكاد تحرقها و اياه .
اشاحت بنظراتها و همست بحزم بالغ .. : طلقني ...
وغمرهم الليل في سواد حالك .. عميت الابصار
وتاهت المشاعر في دروبها ..

اغمض عينيه بغضب .. شعر به حتى سرى ألم قاطع بين اسنانه من شده ضغطه عليها ..
وقال بتحذير : ليلى .. ادخلي احسن لك ..
واجهته بعناد : قولها .. وريحني ..
ازداد بركانه ثورة فقال بغلظه : ادخلي ... ولا تختبري صبري ..
صرخت فيه متجرده من خجلها ذاك : قولها .. ماعاد تهمني ..
اقترب منها خطوه غاضبه .. فتعثرت متراجعه للخلف كرده فعل مباغته لم ترغبها
سينهي من عذابها وينتهي على الابد ...
لن يعود ويدور ذاك الامر في رأسه الا في ابشع كوابيسه ...
سيصلب قلبه .. ويرميه في جحيم من التمرد والتعنت الرجولي الذي لايرتخي ..
وليكن مايكن ... و ياصبرك ياقلبي على القادم

: ليلى ... انتي ...

اغمضت عينيها لاستقبال سهامه الغادره تلك ..
ليمتزج الالم ويصبح مكونا رئيسيا مع دمها ..
حتى غدا ..لاتنتظر فرجه النور في حلاكه قلبه ..
ليست نهايه العالم ..نعم ليست نهايته ..
غدا يوم افضل .. سأعيش به او بدونه ..


الجثه الضمأى التي اودعتها
بالامس والوجه الكئيب الشاحب
الان ينفجران نارآ حيه
ويسابق الاعصار روحي الصاخب

ماخلته صخرآ إليك وجيبه
ماخلته صمتآ أليك نشيده
القبر ضج وضاق تحت عواطفي
والطين حولي لن اطيق ركوده
هذا الرماد حذار من اعماقه
فوراءه جمر نسيت رعوده
يامن حسبت النار طينا خامدا
ونسيت اعصار الصبا و خلوده

هذي العيون حذار منها .. انها
خلف الجفون عميقه اغوراها ...
هذا الفؤاد حذار من غفواته
فوراء رقدته الحياة ونارها ...


قصيده " قبر ينفجر " من ديوان " نازك الملائكه "




دمتم بخير
وبالتوفيق للجميع في الاختبارات .. قلبي معاكم
كان الله في عونكم جميع ..
ألقاكم الاربعاء القادم .
.

كبرياء الج ــرح 26-01-11 08:06 AM





بسم الله الرحمن الرحيم ..

ومضه ..

امضي على مهل .. بالكاد ارسم للحرف خطه ودرب يسير فيه برتابه معهوده ..
اكاد احترق شوقا لارى ماتريدون ان ترونه .. واصل إليه .
لكن خطوه خلف خطوه ..ترسم طريقآآ واضحا ..
ومعنى دقيقا,, وتعبيرا جليلا .. يصل الى القلوب وتلتهمه العيون بإدراك و تميز ..
اعاني من لحظات نقص فيها قيمه ابداعيه .. واتدراك نفسي بزخرفه بسيطه ..بالكاد تعجبني
وتؤرقني ان لم تصل الى مبتغاكم .. امهلوني وقتا يجود علي بشكل ابداعي زاهر ..
و سدوا الخلل البادر مني بصبركم ....

كونوا بخير اينما كنتم ...




البارت الثالث والثلاثين :




اطلقتها في وجهه بكل تحدي : طلقني ..
استدار ونظر إليها بصدمه . ... ليس من ردها فقط ..
بل من تلك الملامح المتصلبه المشدوده ... القاسيه
وذلك البريق اللامع .. الذي يعميه ..
كانت قوى تشع من عينيها ...
اصرار .. ورغبه جامحه ..
اشتعلت فيها حراره لاتطيقها .. حراره تكاد تحرقها و اياه .
اشاحت بنظراتها بعيد وهمست بحزم بالغ .. : طلقني ...
وغمرهم الليل في سواد حالك .. عميت الابصار
وتاهت المشاعر في دروبها ..

اغمض عينيه بغضب .. شعر به حتى سرى ألم قاطع بين اسنانه من شده ضغطه عليها ..
وقال بتحذير : ليلى .. ادخلي احسن لك ..
واجهته بعناد : قولها .. وريحني ..
ازداد بركانه ثورة فقال بغلظه : ادخلي ... ولا تختبري صبري ..
صرخت فيه متجرده من خجلها ذاك : قولها ..
اقترب منها خطوه غاضبه .. فتعثرت متراجعه للخلف كرده فعل مباغته لم ترغبها
سينهي من عذابها وينتهي على الابد ...
لن يعود ويدور ذاك الامر في رأسه الا في ابشع كوابيسه ...
سيصلب قلبه .. ويرميه في جحيم من التمرد والتعنت الرجولي الذي لايرتخي ..
: ليلى ... انتي ...

اغمضت عينيها لاستقبال سهامه الغادره تلك ..
ليمتزج الالم ويصبح مكونا رئيسيا مع دمها ..
حتى غدا ..لاتنتظر فرجه النور في حلاكه قلبه ..

ابتسم بتمرد وقال : انتي تحلمين ..
وضح خط ابتسامته العنيده التي حفظتها عن قلب .. على وجهه المنحوت بعجرفه .

هدأ الشوق و واراه السكون .. وارتاح الزمان النهم في اعينهم ..
تلاشت حرقه الاحلام في لون العيون و اختفت ..
ذاب الهوى ذاك في جوف الظلام ..
وبلعت الظلمه بقايا اسرار و مشاعر متخبطه ..
كشف نقطه ضعفها .. وساومها عليه .
اكان ذلك تهديد ام قرار نابع من عمق الالم ..
لكن لما ارتعشت و خافت حتى الموت من نطق شفتيه ..
ودت لو تغمض عينيها وتهمس بأمنيه .. ان تختفي هي او هو ..
تركت المكان بعدما انتفضت كلها ..
جاهدت من اجل نفسها حتى انتقصت ماادخرته
تتنازع مابين ماتريد و تدعي انها تريده ...
سيطرت عليها رغبه في العويل والصراخ ورثاء حالها ..


طرقت الباب بقوه .. لتشخص ابصار نجمه و سمر بخوف ..
ملامح ملتهبه .. وجه احمر متضرج بدماء منفعله .. عينيان خامده الضياء ..
باكيه . مزمهره بوعيد قادم ..
دخلت الحمام وقفلت على نفسها الباب ..
اقتربت نجمه وهي تسحب فستانها خلفها
: ليلى .. ليلى .. وشفيك ؟ ليلى ردي علي ؟
ارتفع صوت بكاءها حتى سقط قلب نجمه من الخوف ..
وليس بكاء بل رثاء وهجاء لذاتها المصروعه .. و غضب من خوفها الدفين..
سمر بخوف : ايش اللي صاير؟ لايكون فيه شي .؟
نجمه .. وهي تطرق الباب بعنف : ليلى الله يخليك .. افتحي الباب ..
لم يصلها الى شهقات وصراخ مشدود باكي ... ونداء لاخيها يتردد في اصداء المكان..
نجمه : ليلى .. افتحي الباب .. ليلى ...
رجعت مكانها على السرير ودورت على جوالها ..
كلمت سمر بطريقه سريعه ...
: سمر .. روحي قفلي باب مجلس النسوان .. بقول لسعود يجي ويشوف اخته .
اقتربت منها سمر مذعوره : صاير شي بينهم ؟
نجمه : ماادري ياسمر .. بدق على اخوها ونشوف ...
انتظرت يرد على اتصالها وهي تراقب سمر تخرج بسرعه ..
جاها صوته : هلا ليلى ..
تلعثمت لكن قدرت تنظم كلماتها : سعود ..
: مين معي ؟
لوت شفايفها بطريقه مستنكره ...لو في حاله تسمح لها كانت تعاملت معه بطريقه ثانيه..
: انا نجمه ..
سعود : خير يانجمه .. مااسرع ما اشتقتي لي ..
ردت بسرعه بدون تفكير : من زين الوجه اشتاق له...
كان بيقاطعها لكنه سكتته بطريقتها ....
: اسمعني .. ليلى حالتها حاله .. دخلت الحمام وتبكي بصوت عالي.... وماادري ...
خرق طبلات اذنيها بصرخه خوف : ليلى وشفيها .. ...
نجمه : ماادري .. توقعت انك كنت معها..
سعود : انا جاي .. شوفي لي درب ..
رمت الجوال لما انتهى الاتصال ..
رغم نقمها من طريقته المستفزه إلا ان حال ليلى صرف تفكيرها .



مطلق .. جلجل الاعصار بداخله .. و ماتت الالوان من وجهه وامتعض
مات عرق الحلم فيه .. وتلاشى ..
اقتفى اثر في ممرات الضياع .. وضاع مثلها ..
عروقه التهبت بالدم .. و عينيه اثقلت بالصمت العميق ..
كانت و ماتزال تردد تلك الكلمه التي لو امكن محوها من عقلها ..
تزيد ناره لظى و استعارا .. ولايظنه ستنطفىء ..
تجعله قاسيا متمردا .. يهوى العذاب ممارسآ محترفا له ..
يصد كل نسمه رقيقه تمر اليه .. لكنها تجرحه ..
تدمر صبره .. تغرقه في بحر من المشاعر البكماء ..
مازالت الذكرى .. تضج وراء احاسيسه كلها ..
صرخ مناديا لنفسه ...
ان نمت المحها تسير معي .. ألمسها .. اقبلها .. احرق ثلج عذريتها ..
واكتفي بالابتسام معها ..
اتقاسم الليل في فراشها .. و اشعر بحرارتها ..
تظل تحفر في روحي الوالهه بجمالها ..
انها معصوبه في دمي .. في عروق احلامي الحبيسه ..

فكيف انساها ؟
كيف اتركها ؟
كيف اكرهها ؟

تابع بنظراته المعذبه .. خطوات سعود المسرعه ناحيه البيت ..
فتوجس القلق والخوف .. فأدركه حدسه بإتباعه .. لكنه توقف فجأه .. بلمسه من
ذلك الكبير .. .. مسح على لحيته البيضاء الوقره وقال
: بتمشي بكره انت وهلك ..؟ مالك روحه في هاليل ؟
ابتسم مطلق و اعتدل في جلسته .. هاهي فرصه تأتيه ليمكث قربها.. فلينتهزها ..
: السموحه ياعمي .. عندي اشغال .. لكن بشوف الاهل .. وان شاء الله خير ..
تفاجئ من نفسه .. وكأنه يهرب من عنق الزجاجه ليدخل قعرها ..
كانت في عيني العجوز .. كلمات يكبحها .. اراد بها الترويض في وجه مطلق ..
لكن الوقت لم يسعفه .. اقتراب احفاده الاخرون منه .. جعله يبتلع كلماته مؤقتا..
اخافته نغمه جواله .. ليستقبل اتصال من اخته الصغيره ..
صمت .. ثم استيعاب ..ثم صدمه جعلته متجمدا حتى شعر رأسه
وقف بسرعه متجاهل نظرات الاخرين نحوه .. وبالاخص ذاك المترقب .. يبحث عن
نار يلتف حولها ويزيدها استعارا بدون انتباه منه ..



مشى سعود بسرعه .. توقف على عتبه الباب .. تراجع للخلف بخطوه .. وامامه فتاه
لكنه عاد وتذكر ..صاحبه اللون الكريه .. هي زوجته ..
دخل وقفل الباب خلفه .. ارتدت تلك الى الوراء و اقشعر بدنها بخليط ممزوج من الخوف والخجل ..
قال بإنفعال : وشفيها ؟
لعقت شفتاها وجاوبته : ماادري عنها ؟
صرخ في وجهها و كأنها يطلع حرته فيها ..
: كيف ماتدرين عنها ؟ يعني هي كذا من حالها صارت تبكي ..؟
احتدت نظراتها عليه وقالت بنرفزه
: اسأل نفسك .. انت كنت معها ..
سعود بإستغراب : كنت معها؟ انا ماشفتها ..
لانت ملامح نجمه وقالت
: ماادري .. ..
انفتح الباب .. و وقفت ليلى على العتبه ..
ليراقبها الاثنين بإندهاش .. اغتضان وجهها بالالم الواضح ..
مسحت انفها .. وهي تتجاوزهم .. وقفت في منتصف الحجره
وقالت بإصرار : سعود .. طلقني منه ..
تجمد سعود من كل شيء فيها ... وقال بدون تصديق
: ليلى .. ايش قلتي ؟
عقدت ذراعيها على صدرها بطريقه دفاعيه تخفي فيها رعشتها
: اللي سمعته .. طلقني من مطلق .. ماعاد ودي اعيش معه ..
تدخلت نجمه برجاء ...
: ليلى .. تعوذي من الشيطان ..
اعترضت ليلى بيأس : ما عاد لي صبر معه.. كرهت حياتي كلها بسبته ..
صرخ سعود .. ليقف بوضوح .. وينقل نظراته بين الاثنتين ..
: ايش الحكايه ؟ واحده تتكلم وتفهمني ؟
حاولت نجمه تنسحب ...
فاعترض بحده : وين رايحه .. خليك هنا ؟
وقفت بأدب .. رغم نظراتها المحتده على زوجها المتسقبلي ..
رافق اخته حتى السرير و قال بهدوء ...
: ليلى .. حبيبتي .. خبريني ايش صاير معك ؟
مسحت تلك الرطوبه حول عينيها وجاوبت بعقده اعتلت جبينها...
: ما عاد ودي اعيش معه .. خله يطلقني ..
اخذ نفس طويل وقال بعدها : طيب .. فهميني على الاقل .. ايش اللي صاير معك ؟
ليلى بتثاقل : مافي شيء..
حدق في وجهها المكتئب .. ليقرأ علامات الالم بوضوح...
رفع بصره لنجمه بإستفهام .. فهزت رأسها بلا و طالعت السقف بدون مبالاه ..
تنهد بتعب : يعني اروح عند الرجال واقوله طلق اختي .. واذا سأل عن السبب
اقوله .. مافي سبب محدد .. اختي فجأه قررت انها ماتبيك ..
نظرت له بحزن كبير : دخيلك ياخوي .. لاتزيدها علي ..
قام و اتضج الانفعال عليه .. وقال : طيب فهميني ؟ الرجال فيه شيء ..ضربك .. قصر عليك في شي
قولي و ريحي قلبي ...
حدقت نجمه فيه بخوف .. والصقت نفسها على الجدار ..
ليلى بألم : واذا كان فيه اسباب .. يكفي انا وياه عارفينها .. ومانقدر نكمل حياتنا بسببها ..
سعود بصدمه : يعني مقررين الطلاق انتي وياه ..
تدخلت نجمه بهدوء : سعود ... اتركها ترتاح شوي ..
صرخ فيها : انتي لا تتدخلين ..
زمت شفايفها بألم وردت عليه : لاتصرخ في وجهي .. اصلا الصراخ كله هذا ماينفع
اعطاها وقت تفكر و تهدآ ... اكيد صار شي بينهم وتعبت اعصابها بسببه ..
رفع حواجبه وقال بفظاظه : مابقي الا انتي .. تعلميني كيف اتعامل مع اختي ...
احمر وجهها بغضب .. استغربت عدائيته الواضحه اتجاهها ..
لم يضع اي اعتبارات لكونها زوجته .. او تلك الاعتبارات التي يضعها اي شخصين
للتو يتعرفون على بعضهما البعض ... الاحترام المتبادل .. الحياء و بعض من التقدير ..
منعت ارتعاش فكيها امامه وقالت : انا ما اعلمك .. لكن انصحك ..
تدخلت ليلى بعتب : سعود ..
نظر لها بيأس وقال بإقتناع : بترك على راحتك .. وبعدها بنشوف ..
و مشى بخطوات واثقه بدون التفاته لنجمه المتماسكه ..بقناع مزيف من القوه
جلست جنب صديقتها وقالت : قابلت مطلق .. صح ؟ ايش اللي صار بينكم ؟
سحبت نفس قصير قبل ان تجيب ببرود : مثل العاده .. مافي جديد .
تنهدت نجمه بقله حيله .. إلتفتت لها ليلى وابتسمت بمراره
: ما ننفع لبعض يانجمه .. الشك دمر حياتنا .. كل شي خطأ بيننا ..
نجمه بإبتسامه متفاءله : اعطي نفسك فرصه ياليلى .. هذي مشاكل عاديه بين كل زوجين ..
ضحكه قصيره خرجت من جوفها اشبه بإنتحابه ..
: اي مشاكل عاديه .. وهو كل الدقيقه والثانيه يذكرني بشيء ماسويته ولافكرت فيه ..
مطلق رجال مجنون ... الشك دمر عقله .. و خرب حياتنا ..
تنهدت بألم واضح وقالت بتفكير متطلعه الى شيء بعيد .. بعيد ..
كانت نجمه الوحيده المدركه لصعوبه التعبير .. في داخلها يأس لحال صاحبتها
ذلك التأزم الذي اصبح بحجم المنطاد سوف ينفجر ..
: احس بروحي تتعذب .. ما يحس ولو نصف الاحساس باللي في قلبي .. انا اتعذب
يانجمه .. اتعذب ..
نجمه : لكنك تحبينه .. لابد يجي يوم ويتغير ..
هزت رأسها بنفي مثقل بالاسى و الخيبات ..
تطلعت لها بعذاب .. هذا هو العذاب بعينه يا صديقتي ..
سأقطع العضو الموبوء واريح نفسي ..
سأدفن قلبي و ارقد هواي تحت تراب الايام والسنين ..
لقد عشش الصمت في خرائبي منذ عشقته ..
و انكرتني الحياه خلف الخيال .. والتفكير .. ودهاليز الاحلام الفارغه ..

احبه .. نعم احبه .. بل بالعشق اذيت نفسي ..
احبه حتى نقشت اسمه على نقاء قلبي .. وعذريه عواطفي ..
حياتي عطشى .. وانا بقرب ينبوع ماء متدفق ..
متخبطه في الظلام وفي يدي شعله من نور ..
لاتدركني الافراح حتى ينقض البؤس ينهش في الجراح ..
ماذا افعل ؟
او ماذا اقول ؟
تكويني ناره كل مرة .. حتى حولتني الى رماد نثرته الرياح على ضفاف الموت ..
تنهشني الالام .. حتى افرغت جسدي من علامات الحياه ..
وهو الامر الناهي .. ينصرف الى تعذيبي بأقسى مايكون
ولايفهم لغه الحياه ... او الجمال والاحلام ..
ولغه الحب في قاموسه .. نكران .

مسكت يد نجمه بأسف وقالت : اسفه يانجمه خربت عليك ليلتك ..
تأففت نجمه وابتسمت .. وان كانت ابتسامتها في غير محلها
: يا شيخه ... الرجال مناحيس .. مايخلون الواحد مرتاح .. إلا وينغصون عليه ..
ليلى : والله سعود مو كذا .. تراه طيب و قلبه كبير .. لكن يمكن ازعجته بمشاكلي ..
لاتاخذين على خاطرك منه ..
نجمه بإقتناع : ماعليك .. انا وسعود نتفاهم اهم شي الحين .. هو انتي ..
ابتسمت ليلى .. وداعبها الكرى .. لا ليس هو ..
بل الخنوع للواقع الذي لاطائل لها فيه .. بلا تمرد او مجازفه ..
اذا ثقل يومك ثقل جفناك بما لاطاقه لك به ..
تلجأ لتلك الاغفاءه القصيره .. الاشبه بالموت .. و ترجو الا تعود منها ..

ومن الاعماق تصاعد صوت مخنوق
يهتف في حزن في جزع كيف ابوح ؟
ليت الجرح المظلوم الى الليل يبوح ..
قد يثأر لي مطر و رعود و بروق ...


عندما تشتد بنا الالام .. نرى مالايراه الاخرون .. نعتقد اننا قادرون على تخطي كل شي
لكن ليس هذا مايحدث حقيقه !!!

للمره الثالثه يحسب خطواته جيئه وذهابا .. و يخترق ساعته بنظره سريعه مكرره
ينتظر .. وينتظر حتى فجر الانتظار اعصابه و اهلكته ..
انتبه لخروج سعود .. اقترب منه و سأله : خير ياسعود وشفيها ليلى ؟
وقف سعود في وجهه وعيناه سيل من الاتهامات ..
: انت خبرني وشفيها ليلى يامطلق ؟
رفع رأسه متبصرا وحذرآ ...
: خليني اشوفها..
سعود بهدوء : ماتقدر تشوفها .. حالتها صعبه ..
مر من جانبه وتابع : اول مره اشوف ليلى بحالتها هذي ..
حدق في وجه مطلق المكتئب .. ليقرأ علامات التعاسه بوضوح ..
فركز على الحاحه : صار بينكم مشاكل ..
تنهد مطلق و احتدت نظراته على سعود وبهدوء غريب
: سعود .. لو سمحت ابغى اشوفها ..
تغيرت ملامح سعود.. و اصبح اكثر جديه..
: مطلق .. ليلى تبي الطلاق ..
اتسعت عينيه بما يشبه الفراغ الكبير ..
وانعدم اللون منها .. وثارت ثائرته بعواصف هوجاء ..
وادرك ان تلك الساعه سيجرف كل شيء امامه ..
سيرجئ الامر بسياسه هادئه ..
سيدعها .. لتدرك ان المساومه معه .. طويله الامد
ولاتنتهي برضى الطرفين في العاده ..
دعك جبينه بكثير من القلق .. وقال بحزم
: اعط اهلي خبر اني بمشي يا سعود ..
سعود بإنزعاج من طريقته البارده
: وليلى ؟
برويه نطق : بيننا اتصال ياسعود ..
سعود : ايش اللي صار و تغير .. وايش اللي سويته لها علشان تقرر بقرار خطير مثل هذا..
زفر بغضب : الموضوع بيني وبينها ..
اقترب سعود بما يشبه طريقه هجوميه ..
: هذي اختي وماارضى عليها ابدا .. وتهمني سعادتها اولا واخير ..
همس بحكمه متماسك الاعصاب...
: وانا زوجها .. وسعادتها من سعادتي .. اعطني وقت ياسعود
تهدا الاوضاع و نرجع نتكلم ..

وطلع ... يخرج ما كتم بداخله من زفرات حرقت صدره ..
دخان بركانه حجب الاضواء عنه ...
ماتت الفاظه جميعها على شفاه الصمت ..
وانطبق الالم بفكين شرسين .. علقا في جسده ...
سادت الظلمه روحه في جمود السكون ... و جمود قلبه الذي هدأ فجأه ..
وكأن الصدمه اسكتته ...
لماذا الان ؟
لماذا تريد الخلاص مني بهذه البساطه ؟
آآنست بقرب ذاك .. ولم يعد يهمها وجودي .
أحنت لقصص الهوى الماضيه .. و اعلنت اني عائق في طريقها ..
آآآضاقت ذرعا بي و بحياتي ..
ماذا توقعت ؟ بأني سأطلق سراحها بكل عفويه
وألوح لها بيدي مودعا ببساطه ...
ااتنازل عن حقي لمجرد انها لاتريدني ..
اي غبي ظنتني ...
واي متساهل في حقوقه احبت ان تتلاعب عليه ...
ألم تعلم مافي جوفي لها .. دون ان انقب عنه ..
ألاترى مافي عيني من تردد نحوهاا ... دون ان اترجمه..
اي افق ذاك الذي اسبح فيه ولااستقر ..
واي نكران يحيط بي .. ويقيد افكاري ..
ويسقطني في هاويه الذكرى تتقاذفني فيها الاشباح ..
اغرقت حقاآآ .. ام ضعت سدى ..
أم انك لم تجد الدرب الواضح .. وظللت الهدى ..
لا مهرب من الجراح .. فلقد مرت على القلب وناح ..
جرح يصرخ كالجوع البائس .. كا الصوت الصارخ ..
كالريح الغاضبه .. وانا بائس لاحراك ..
هي احجيه في نفسك ففك شفرتها برويه .. يا رجل
وصدق بها .. فهي هويه في النهايه ..
تنهد بتعب لاول مره يشعر به .. من تخدر عضلاته المتصلبه
و ألم رأسه النابض .. وتراخي اجفان عينيه المثقله بالسهاد..
يشد من قبضتيه على مقود السياره ... ويمضي في طريقه
تارك ليلاه خلفه .. وبعض منه هناك ..


أغضب أغضب لن أحتمل الجرح الساخر
جرح قد مرّ مساء الأمس على قلبي
جرح يجثم كالّليل المعتم في قلبي
يجثم أسود كالنقمة في فكر ثائر
جرح لم يعرف إنسان قبلي مثله
لن يشكو قلب بشريّ بعدي مثله



********************************



دخل طلال بإبتسامه حجره اختيه .. ومباشره استلقى على فراش وداد ..
جود بنظره له : قوم الحين تسمعك موشح عن فراشها الوثير ..
تكى على يده و قال : ماعلي منها .. إلا هي وينها ؟
جود وهي تقلب الصفحه في كتابها ..: عند امي ..
طلال وهو يقرأ اسم الكتاب " الكيمياء العضويه " .. ابتسم وقال
: يااختي حالك عجيب .. البنات في الاجازات يصيبهم فقدان ذاكره عن موادهم وكتبهم
وانتي ماشاء الله تتسلين في كيمياء .. وكرر بسخريه : كيمياء عاد ..
جود : احاول استرجع المعلومات ..
طلال وهو يرفع المخده .. ويضحك بصوت عالي .. روايات عبير وكم وافر من روايات احلام
ناظرته جود وضحكت مثله ..
طلال : هذي كيف تنام تحت الكتب هذي ..
جود : لزوم طقوس النوم والاحلام السعيده ..
ضحك طلال ومسك روايه وقرأها اسمها بصوت عالي " موعد مع الغرام "
دخلت وداد .. شهقت بدهشه .. وجرت بسرعه ناحيه سريرها
خطفت الكتاب من يده وقالت
: طلالوه .. قوم من فوق فراشي .. كم مره ... !!
قاطعها وهو يتوسد يده : ادري بتقولين كم مره قلت لك لاتنام على فراشي ..
الله عاد ياريش النعام ...
بسخريه ردت : مالك علاقه .. ريش نعام ولا ريش دجاج .. قوم بسرعه ..
جلس وقال : الله يعين رجلك عليك بكره .. وين بينام المسكين ؟
احمرت خجلا وهي ترد بصوت منخفض : طلال .. عن اللقافه ..
حك شعره وقال بمسؤليه : اكيد امي قالت لك عن خطوبه ناصر لك ... اسمعي يااختي
انااعرف الرجال .. ماشاء الله اخلاق و رجوله و ماعليه كلام .. لكن ماودي ادخل في
حياتك .. اللي تبينه بيصير .. والرأي رأيك في الاول والاخير .
ارتعشت اطرافها فجلست على طرف سرير اختها .. و همست بخجل
: الله يخليك لي ياخوي ..
تدخلت جود وهي تقلب الصفحات بدون اهتمام ..
: فيه روايه اسمها " حلم سندريللا " نازله جديده في الاسواق ..
بحلقت فيها وداد بدون تصديق ..
فقال طلال بإبتسامه : وشفيك ؟ انعديت من وداد ياجود ..
تجاهلت نظرات وداد و قالت بجديه لاخوها
: لا .. لكن القصه مثيره..
طلال بشك : طيب ... ويش علاقتها بخطوبه ناصر ؟
وداد بتوتر : ماعليك منها .. ماعندها سالفه ..
جود بسخريه : خليني اكمل ..
تحدتها وداد بنظراتها .. : كملي ياجود ..
تدخل طلال بتساؤل وهي ينقل نظراته بين الثنتين
: وشفيكم ,.. تتكلمون بالالغاز ..
جود بدون اهتمام : مافي شي... الموضوع غايه في السخافه ..
قام طلال وقال : وداد .. خذي وقتك .. وربي يسهل عليك يااختي ويسعدكم جميع ان شاء الله .
وداد تخفي حنقها على اختها و تبتسم في وجه اخيها
: وياك ياخوي .. الله يرزقك ويحفظك ..
تحملت خروجه .. حتى ثارت ثائرتها على جود ..
بغضب : اقسم بالله انك في غايه السخافه .. ويش قصدك من كلامك ؟
جود : قصدي واضح.. انك ترجعين لعقلك .. و تفكرين صح في الوقت الصح ..
وداد بقهر : بالله الحين وشفيه ناصر.. يعني لو خطبني من دون قصه سندريللا ذي .. كان غيرت
رأيك فيه ؟
جود بإستفزاز : انتي حالمه وسخيفه لابعد درجه.. بكره لو واحد ارسلك رساله مع حمام زاجل
ولا رمى لك ورده .. بتتعلقين فيه ..
شهقت وداد بصدمه : جود .. هذا تفكيرك فيني .. تحسبيني سخيفه علشان اعلق في كل رجال
يمر من جنبي ...
رمت الكتاب على السرير و واجهتها ..
: ود .. تهمني مصلحتك يااختي .. مابيك تتورطين في حلم صنعتيه اوصنعه لك رجل يحب التلاعب
بالواقع .. ويضحك عليك ..
احمر وجهها من فرط الصدمه وقالت بأسى ..
: ماتوقعتك كذا ابدا .. كان ودي تدعين لي و تتمنين لي السعاده .. مو تتفلسفين على راسي
وتسوين فيها مصلحه اجتماعيه ..
اقتربت منها وكملت بمراره .....
: انا اختك الكبيره .. وانا اللي ساهمت في تربيتك بشكل كبير
وحسافه اذا كان تعليمك العالي ماعلمك التواضع و الاحترام ..
تركتها ومشت حتى وصلت الباب ومسحت دموعها المتساقطه.. وقالت
: تعرفين ياجود .. ساعدتيني في اتخاذ القرار .. انا موافقه على ناصر .. في البدايه كنت
متردده .. بعيد عن هوسه بقصه سندريللا.. لكن هالمره انا موافقه عناد فيك .

وتركت اختها مفجوعه من قرارها .... حاولت اللحاق بها .. لكنها جمدت ..
اهو ندم .. ام لا مبالاه لمصير اختها ..
ام هي صدمه ان تكون مخطئه وهي لاتعلم ..
او صائبه ولااحد يعلم بها.. ولا يعيرها اهتمام
تأملت كتابها .. على صفحه خاصه ..
هناك تفاعل وانفجار .. ونتيجه لم تكن في الحسبان ..
حسابات دقيقه .. واوزان ومعايير على خيط رفيع ..
اذا دخل الخطآ بينهم انهار البنيان وفشلت التجربه ..
وهذا ماتخافه .. بعيد عن العواطف فتلك دعابه ..




***************************



إلتزم المسجد في ساعات الفجر الاولى .. وانتظر .. قرأ ماتيسر من القرأن
واهتدى بفضل من الله عز وجل .. واستكان قلبه بذكر الله ..
" افلا بذكر الله تطمئن القلوب "
هدأت عاصفته الهوجاء ..و حمد الله على سلامته وسلامه عائلته
قيادته المجنونه كادت تودي بحياه من يعزهم .. لكن فضل من الله ورحمته
اهتدى الى الصواب .. واستعاذ به من الشيطان الرجيم ..
استرخى مستندا .. وغمض عيونه بهدوء ..
قبل يفتح عيونه على لهاث شخص قربه ..
ناصر : وينك يارجال ؟ ياني قلبت عليك الرياض ؟
مطلق بهمس : خير ياناصر ..
ناصر : خالتي دقت علي تقول ان فيك شي ؟
رجع يسند راسه ويرد : مافيني شي.. ارجع البيت ..
ناصر بضحكه : ليش مسجد ابوك .. هذي مساجد الله ..
اقترب اكثر وقال بجديه : مطلق .. ليش ماجبت مرتك معك ؟
نبض عرق في جبينه و قد طمر ذكراها بالاجبار ..
لاحظ ناصر عليه فماارتاح و سأله ..
: ليش ماتخبرني .. لايكون طلقتها .. ؟!!!
تنهد مطلق وقال : يااخي ماتحترم المكان .. اسكت اسكت..
امتعض ناصر .. و استند بجابنه وقال
: طيب ريحني قلت كلمتك السحريه ..
مطلق بنفاذ صبر : لا .. ماطلقتها .. ارتحت .
ابتسم ناصر وقال : ايه ارتحت .. لكن ماقصدي هذي .. قصدي كلمه احبك ..
فتح عيونه على وسعها و شعت ببعض مما جادت به الجراح الخفيه ..
اهي عقده اللسان ما اوقعته في عدم الفصاحه ..
أألجمه الكبرياء و حبسه منفردا في غابه موحشه ..
تنهد ورجع يسترخي بتمثيل : صلى ركعتين شكر ياناصر .. لاني ماسك نفسي غصب
عن ذبحك ..

ضحك ناصروارتاح .. .. وانشغل بالنقرعلى اصابعه يسبح الله .. ويستغفر رب العباد ..
وتبعه مطلق .. ذاكرين الله .. مهللين له في ساعات يكون فيها اقرب للانسان
من الانسان .. دعوات لا تخيب بإذنه ... ورجاء بما ليس لديهم سواه ..

((ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقي ثلث الليل الآخر،
فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له، حتى ينفجر الفجر))

"اللهم لا تحرمنا رؤية وجهك الكريم بسوء فعالنااللهم نسألك لذة النظر الي وجهك الكريم.
اللهم ان قعدت بنا اعمالنا فان في القلوب شوق عظيم لرؤية الرب المتعال"

"اللهم إنا نسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم في غير ضراء مضرة ولافتنة مظلة"



****************************



يلفها ظلام دامس ولا احد غيرها .. وهي تقف محدقه فيه ولاحراك ..
نهضت مفزوعه متعرقه ..لتتأمل نفسها جيدا ..مازالت كما كانت ليله البارحه ..
كانت نايمه في حجره اخوها .. وحولها اخواتها .. والصوره عن ألف معنى..
اخذت جلابيه جهزتها من قبل و دخلت الحمام .. اخذت دوش على السريع و توضت
طلعت وكومت فستانها في الزاويه بدون اهتمام ..بعد ضيق شعرت فيه بسببه
افترشت للصلاه .. قبل تقاطعها سلوى :
: ليلى .. البارحه زوجك واهله رجعوا بعد العشاء على طول ؟

لم تكبح رعشه البرد التي سرت في عروقها .. ووخزه الندم .. ليس من اجله
هو بل من اجل عائلته !!
حاولت عدم الاهتمام رغم شحوبها الواضح من التفكير ..
رفعت يديها لتكبيره الاحرام ..فقاطعتها سلوى مجددا ..
: ليلى .. الموضوع وصل للجهات المختصه .. جدي عصب لكن سعود هداه .. ليلى
خبريني ايش الحكايه ؟
تنهدت ليلى .. والتفتت ناحيه سجادتها المفروشه .. كبرت بصوت مسموع محاوله انها
تبعد كل شي وهي تقف بين يدي الله .. ..

مااصعب الحياة ..حين علينا مواجهه صعابها بأنفسنا .. وحين تعجز عن مشاركه الاخرين
احزانك .. يتلقفك الاسى والوحده وتبدأ في رثاء حالك حتى الهلاك ..
ماتذكرته ليله الامس .. لم يكن شيئا كثيرا .. لقد وصم على حياتها بالنكران ..
ذهب وتركها بكل بساطه .. بلامعنى جعلها وحيده ..
أليس هذا ماكنتي تريدنه ؟ وتحاولين اثباته منذ البدايه ...
لما الحزن متوغل في قلبك لرحيله ..
اتركيه يذهب بدون اسف عليه .. مثلما فعل لك ..

اكملت وردها من القرأن الكريم.. قبل تدخل ريهام .
ريهام بإبتسامه : صباح الخير ..
ليلى بدفء : صباح النوروالسرور .. ان شاء الله نمتم زين ..
جلست على طرف السرير وقالت : اساسا مانمنا .. سهرنا حتى قبل الفجر .. نجمه هذي
فاكهه الجلسه ياحظ سعود فيها ..
ابتسمت ليلى وحمدت الله ان اخوها اختار المناسبه له .. حتى ولو كان من اشد المعارضين عليها ..
ليلى بقناعه : الحمدلله .. الطيبون للطيبات ..
شردت ريهام مع افكارها.. وبعدها رفعت رأسها بمسحه من الالم على وجهها ..
: نسيت اقولك .. ترى كلهم يفطرون تحت .. الجو عائلي تعالي افطري معنا ..
ليلى بشحوب واضح : مالي نفس اكل شي.. روحي انتي وافطري وبالعافيه عليكم ..
وضح التردد على وجه ريهام .. فتأملت الحجره.. وقالت : هذي حجره سعود ..
ليلى : المسكين .. احتليناها عليه امس .. لكن علشان عين تكرم مرج عيون ..
ريهام : الله يوفقهم ان شاء الله ..طيب انا نازله تبين شي ؟
ليلى : سلامتك ..

المكان هادئ بعد خروج ريهام .. تنهدت بتعب .. والالم ينخر عظامها ..
بل ينخر قلبها ويجوفه .. افترشت الارض وتوسدت يدها.. وعينها على سفره الضوء
تحت عتبات الباب ... فداعبها النوم مجددا وكأنه يغيبها عن يومها ..
ادركت ان ايامها لن تمر بسهوله ... وان الجروح تحتاج لوقت طويل لكي تشفى ..
وان البؤس سيرافقها في حياتها .. هو واقع لابد من تصديقه وتحمل مسؤليته ..
سمعت صوت سعود .. فلجأت الى النوم .. تهربآ من المسائله .
ليست في مزاج يسمح لها بالاخذ والعطاء مع اي احد ..
تريد ان تكون وحيده .. تجمع شتات نفسها وتملك القدره على مواجهه الاخرين ..
فتح الباب .. ولم يدخل .. راقب اخته النائمه .. و بعدها قفل الباب بهدوء ..
لتتبعه خطواته .. فتحت عينيها بعده .. و استدرات للجهه الاخرى ..
محاوله النسيان ..
ستطوي صفحه مطلق والحياه معه بأي طريقه ...
لابد لها ان تكون في كامل قوتها لتستعد للقادم ..



*****************************





للمره الثالثه .. تناديها امها وهي سارحه مع افكارها ..
ام نجمه : نجمه.. وينك يابنت ؟
نجمه بإستعجال : جايه ..يمه .
ابتسمت الام :
: الله يسعدك يابنتي ... ماادري ايش اسوي بعدك ؟
نجمه بإبتسامه و ان كان داخلها ضياع ..
: لو تبين يايمه .. بقعد واخدمك لنهايه عمري ..
ام نجمه بحزن : لاوالله يابنتي .. ربي يسعدك في حياتك ..
هذي سنه الحياه .. كلكم بتتزوجون وتروحون ...
جلست جنب امها واحتضنتها ..
: ربي يخليك ياامي ويحفظك ..
دخل صالح وقال
: نجمه .. تعالي .. زوجك بيبك ..
بحلقت فيه بعدم تصديق : نعم .. مين ؟
صالح بفظاظه: سلامات ..صمخا ماتسمعين اقولك زوجك ..
اصطبغ وجهها بالحمره .. غضب وقهر منه .
لم تنسى ماحدث لها ليله البارحه .. وذلك الاحباط الذي لم تتوقعه ..
: خير ويش يبي هذا من صباح الله خير ؟
صرخ صالح في وجهها بغضب :
: استحي على وجهك في وحده عاقله تقول عن زوجها كذا ..
تخصرت وقالت بعناد ..
: مالك علاقه .. انا مجنونه .. قول نايمه ولامصدعه ..
مسك يدها بقوه .. وقال بعصبيه
: بتمشين قدامي ... ولاااكسر راسك ..
تدخلت امه وهي تفك يده عنها ..
: صالح بالرفق على اختك ... ..
طالعت لبنتها بحنان وقالت : وانتي يمه يانجمه روحي لزوجك ..
تأففت نجمه .. وقالت : علشان خاطر امي .. ولاانت يالتيس
مالك خاطر عندي ...
عصب صالح ..فشد شعرها بقوه ..صرخت صرخه وصلت لاسماع
سعود .. فقام من مكانه ... وبعدها رجع ..
انتظر لحظات حتى دخل صالح معصب عليه ..
سعود : خير يا صالح في شي ؟
صالح بنكران رغم عصبيته الواضحه..
: لا ابدا سلامتك ..
انتظر لحظات .. حتى دخلت المجلس .. بهدوء .. وان وضحت الرجفه في الصينيه..
نطقت السلام وجلست في المكان البعيد .. في الزاويه ..
وعم الصمت .. بين الثلاثه .. فجأه
تأففت نجمه بصوت مسموع و حطت يدها على خدها دليل الملل ..
وقف صالح وقال : بجيب جوالي وراجع ..
وكأنه يعطيهم فسحه من الوقت .. للتحدث
وجه نظرات حاده لنجمه : قومي قهوي زوجك ..
قامت مرغمه ..على خروج صالح .. ارتخى سعود في جلسته وراقبها ..
قال بتهكم : تعالي اعطيني كفين علشان ترتاحين ..
نظرت إليه بشكل عادي وقالت : خير ويش قلت ؟
تحاول بشتى الطرق تجاهله ...
انتظرها حتى قربت له فنجان القهوه . ..تناوله منها
: شكلك مغصوبه ..
ابتسمت بشكل فظ وقالت : تبي الصراحه .. ماكنت فاضيه .. اصلا ماكنت متوقعه
زيارتك المفاجئه ..
رشف قهوته دفعه واحده رغم سخونتها .. ورد بتهكم
: لاتخافين .. ما هو شوق اللي جابني ..
بلعت لعابها بغضب وقالت : والمطلوب مني ؟
سعود : ابي اعرف اشفيها ليلى بالتحديد .. ؟
نجمه بإستنكار : وانا ايش دراني روح اسألها ..
اخذ نفس طويل : تبين تقنعيني انك ماتعرفين عنها شي ..
رفعت اكتافها بتجاهل .. و سكتت .. وتشاغلت بأظافرها قدامه ..
دعك ذقنه .. بنفاذ صبره ووقف ..
قالت بتشاغل : سلم على ليلى ...
مشى بخطوات طويله وجلس جبنها بتثاقل ..وظل يتأملها كأنها لوحه قدامه ..
رفعت نظراتها له .. فصب الخجل في دمها .. كان يستمر في النظر في عيونها
وكأنه يثبت صورته في صفاء عينيها المتأججه بالعاطفه ..
قالت بدفاع : مااعرف شي عنها .. وان عرفت تحسبني بخر كل شي عندك ..
لاحظ علامات واضحه لخدش على رقبتها .. فلامسها برقه ..
قفزت مذعوره للخلف من حركتها وطالعت جهه الباب مباشره ..
ابتسم وقال : وشفيك .. ليش خفت كذا ؟
عقدت حواجبها ..وقالت : انا مشغوله تبي شي .. قول بسرعه ..
ضحك .. فترددت ضحكاته في المجلس الكبير ...
سعود : ياحليلك يانجمه اذا تصنعت البراءه ..
بحلقت فيه بدون تصديق وكررت كلماته بدون استيعاب ..
: تصنعت البراءه ..؟؟!!!

حاولت ان تكون جاهله و تقليديه .. و تمضي بدون ان تمعن النظر في كل شيء ..
حاولت ان تكون مثل ماكانت امها تقول لها وتحكي لها قصص تشيب لها شعر الرأس .
عن خنوع المرأه .. وتشبيهها بتلك الفارغه الرؤؤس .. تتبع الراعي ولا يسمع لها سوى
صوت بطونها ...
قهر الرجل ليس امر عاديا يمر على الانثى ..
وحواء عن حواء تختلف كصب المعدن في قوالب مختلفه ..
هي لم تكمل تعليمها صحيح .. ولم تختلط بمن لديهن باع طويل مع الرجال ..
لكن نظراته سامه ...فيها بعض من الاسرار تجهلها .. لايمكن المرور عليها بسلام ..
ليس هو الشخص من رسمت خيالاته يقف قربها ..
وابتسمت عندما يحل اسمه في كل مجلس ..
هناك امرا ما يجعله مختلف ويجعلها بائسه .. لكن ماهو ؟!!


********************************





دخل الجناح .. ورمى بنفسه متهالك على السرير .. وليته لم يفعل
كان يظن ان سلطان النوم سيطبق اجفانه على الفور.
لكن ماان استنشق رائحتها حتى انتفضت افكاره وهاجت مشاعره ..
استدار مبتعدا عن مكانها.. لكن عبقها نفذ الى خلاياه ..
و ايقظ سبات عاطفته .. و اصابه شجن من الذكريات ..
اخطأ عندما فكر في اللجوء الى فراشها ابتغاء الراحه ..
فتلك الراحه المنشوده اصبحت امنيه ..
امنيه تتعمق في جوفه وتصبح غايه لاتدرك ..
انتفض متأففآ .. وترك المكان بأكمله ..
طرق الباب خلفه بقوه ... دخل مكتبه
واسترخى على الكنبه الجلديه الطويله ...
متأمل السقف في انوار شبه خافته ..
وفكر في مصير شخصين معلق في كلمه ..
كلمه واحده لها طرفين حادين كل واحد منهما مشحوذ ببراعه و شده ..
نام على جنبه .. وارخى اجفانه ..
وتلك الافكار لم تهدأ .. بل على العكس زادت شراسه على اعصابه ..
جلس .. وامسك رأسه ضاغطا عليه بشده ..
تذكر صورته الحسنه ونظراته البارده ..
وشبابيته البهيه ..
ابتعد في افكاره حتى حد المقارنه بينه وبين الاخرين ..
وهو الرجل المغتر بنفسه ..
من الظلم ان يقرن الاخرين به ..لان لاطائل لاحد معه ..
و من غير الانصاف ان يفعل ذلك ..
رجل لاترضيه انصاف الحلول .. ولايتسغني عما يريده الا بأمر من الشديد القوي ..

اخذ شماغه في يده .. وطلع من الجناح بأكمله ..
ونزل الدرج بسرعه قرر يطلع من البيت .. قبل ماتناديه والدته .
لبس شماغه .. و توجه ناحيتها .. كان وجهها مايتفسر .. يبدو عليها الضيق
ربتت على المكان الخالي جنبها وقالت ...
: تعال ..ابيك في سالفه ؟
كان يعرف انها بتحاكيه عن ليلى ..
رد في عجله : بعدين يمه .. مشغول الحين .
قالت بصرامه واضحه ..
: اقولك تعال .. العمر يخلص والشغل مايخلص
ابتسم مطلق .. لاول مره امره تتكلم معه بطريقه منفعله
تذكر طفولته وشخصيه امه المتحكمه بكل زمام الامور ..
قبل يتحمل مسؤليه عائله بأكملها ..
جلس جنبها .. : خير يالغاليه ..
والدته : الخير في وجهك .. ياولد غانم .
تجعدت عينيه بأبتسامه كبيره .. قرب منها محاول انه يقبل رأسها
لكنها دفعته برفق ..
مطلق بإستنكار : افااا ياام مطلق .. شكلك زعلانه ..
والدته : وشفيك على بنت احمد ؟
دعك جبينه بحيره .. والتزم الصمت يجد فرصه للتفكير ..
رجعت تسأله بحكمه : انتم متزاعلين من بعضكم ؟
تنهد وبعدها قال : مافي شيء بيننا ..
: كيف يمه مافي شيء بينكم .. وجدتها لمحت لي البارحه ان حالها ماتسر احد
تقول انها زياره .. طيب ليش ماردت معانا ...
اشتدت قبضته بقهر لا يصل إلى مركزه ويتسأصله بكل قسوه ..
نظر لها بتركيز وثقه ..
: اسمعي يمه .. مافي اي شي بيننا ..حبت تظل مع اهلها شوي .. ارتاحي
انتي بس ولا تتعبي نفسك ..
ام مطلق برجاء : والله ياولدي مادام انت مرتاح انت وخواتك والله اني مرتاحه ..
ربي يصلحكم ويهدي بالكم ...
اقبل مطلق عليها وقبلها بحب عظيم ..
مطلق : الله يخليك لنا .. طيب يمه .. توصين شي بطلع .
بحنان : ترفق بحالك ياولدي ..

وكأنها ترسل له رساله مبطنه .. ان اشدد من ازر نفسك وتحمل
لكن اتحمل ماذا ؟
اتحمل تلك النار التي تشتعل بجوفي .. حتى احس بحرارتها تخرج مع انفاسي ..
حينما اتذكر بأنه اقرب مني لها ...
اتحمل صخورا قد جثمت على قلبي .. وزادت من اثقالي ..
ااتحمل شوقي لها ... اشعر ان حواسي لا فائده لها بدونها يا امي
وكأني مصاب بالحمى ..
ااتحمل ان افكر بمجرد التفكير ان افقدها ..
تحسب نفسها قطعه ثمينه اخبأها في صناديق تحت الارض .. لكنها اغلى من كل هذا
مابالها تغضب وهي في راحه اليد .. اشفق على انقباضها وانبساطها مخافه الانفلات ..
اريدها ولا اريدها ..
تقول انها لاتريدني .. فمارغبتها تلك الا زياده في تملكي لها .. وتمسكي بها .

كيف اقولها لها ؟

أشهد أن لا امرأة ً

قد أخذت من اهتمامي

نصف ما أخذت

واستعمرتني مثلما فعلت

وحررتني مثلما فعلت



************************************



أصابها الكسل والخمول .. وارتخت عضلاتها بألم قد اصابها ..
بعدما ذهب اخر الضيوف .. وان كانت من ضمن عائلتها ..
فمزاجها لايرحب بوجود اي احد ..
دخلت المطبخ .. قابلتها سلوى بإبتسامه
: هلا والله ... بالاميره النائمه.. مابغيت تصحين الله يهديك ..
استندى على الثلاجه وردت بكسل ..
: البارحه تعبت تعب.. احس اني نمت مثل المخدره..
سلوى بلوم ..: من البارحه ماطب شي بطنك ..
اقتربت .. منها وقالت : جايعه ..و نفسي في شي ساخن .
فتحت سلوى الفرن بإبتسامه عريضه ..
: شبيك لبيك .. البيتزا بين يديك ..
ليلى بفرحه: ياحبي لك ياسلوى .. الله يخليك لي .
سلوى : مسويه معجنات تونه وجبنه و بيتزا واصابع جوز الهند .. وعزمت نجمه تجي عندنا ..
تقول مشغوله .. عاد اذا خلصت شغلتها بتجي ..يعني جلسه بنات تسر الخاطر ..
ليلى بإعجاب لاختها : والله مافي منك ثنتين في العالم كله ..
سلوى بفخر : ادري ادري .. قريت الخبر في الجرايد ..
ضحكت ليلى على دخله عمتها ..
فاطمه : اخيرا صحيت ياليلى .. لاتكوني حامل يابنت وغاطه في النوم .
شحب وجه ليلى .. وخافت من كلامها وكأنها تحذير لها
انكرت بشده : لا .. مافي حمل اوشي .. لكن كنت تعبانه ..
ساندتها سلوى : البارحه ما جلست مسكينه علشان كذا كانت تعبانه ,
فاطمه بعتب : كلنا اشتغلنا .. وانتن ماقصرتن معها ..
تأففت ليلى وخرجت من المطبخ ...بكلمه قدرت تغير مزاجها وتقلب كيانها
" حامل " لا ياليلى .. النوم ما هو دليل على الحمل .
الله يسامح من كان السبب .. انا مو ناقصه مطب ثاني في حياتي ...
كفايه مطلق بحد ذاته ..
يارب سترك ..
رددت جدتها بريب خلفها : يارب سترك ورحمتك ..
تصنعت ابتسامه و اقبلت على رأس جدتها .. تقبلها بحب
الجده بلوم : وينك يايمه ماشفتك من البارحه ؟
ليلى : السموحه يمه .. لكن التعب هاد حيلي ..
الجده : البارحه ماكان في احد راضي عنك .. حتى جدك اول مره اشوفه معصب منك ..
كملت بحنيه لما شافت وجهها المتغير : علامك يابنتي ؟ ليش حالك متغير كذا ؟
ريحي بالي يايمه ولا تزيدين تعبي تعب ..
مسحت انفها وقالت بحزن: مافي شي ..
قاطعتها بحده : لاتقولي مافيك شي .. انا عاتبه عليك .. حماتك تروح حتى ماتودعينها
ولا تتعذرين لها .. جدك يقول زوجك راح ضايق صدره ماتهنى لافي عشاء او مجلس .

تأففت .. بضيق .. يعني كل هذا الموشح علشان خاطر الاستاذ مطلق
لو تدرون ايش سوى فيني ؟ ماكنتم حتى استقبلتوه في بيتكم..
قامت بسرعه .. وقالت بإنفعال: ويش تبوني اقول لكم ؟ احترت معاكم ..
تدخل سعود بصرخته عليها ..
: ليلى .. ترفعين صوتك على جدتي .. هذي غريبه منك ..
ضمت شفتيها بتوتر ونقلت نظراتها بينهم ...
: ماتشوفهم .. كل هذا لاني قاعده معكم .. ياليتني اموت واريحكم مني ..
ومشت من قربه فمسك يدها .وقال بحنيه
: علامك ياليلى ؟ ايش اللي مغيرك ؟
تأففت بأنزعاج وافلتت يدها منه وتركتهم ..
الجده بحزن : والله عين وصابتها ..
سعود يجلس ويحب راس جدته ..
: لاتزعلي منها يمه ... بينها وبين زوجها خلاف بسيط .. علشان كذا تعبانه نفسيتها ..
الجده بخوف ..: خير ان شاء الله .. ويش الخلاف اللي يترك الرجال مرته فيها
ولايكلمها ؟


حك سعود راسه بحيره .. لو تدري انه يدور في دائره معاهم ولاهو فاهم شي
حتى زيارته لنجمه .. مااستفاد منها الاوجع الرأس .. والندم .. وبعض من شرارات
تجعله يبتسم رغما عنه ..
استرجع ماصار بينهم .. تلك العينين سرعان ماتحولت الى لون غائر مضمحل
لايقرأ فيه سوى الصدمه .. ..
كررت كلماته : اتصنع البراءه . ليش شايفني ماعندي اخلاق ؟
سعود بدفاع : اعوذ بالله .. وانا اخذ واحده بدون اخلاق .. شهادتي فيك مجروحه ..
وكشر في وجهها بأبتسامه مزيفه ..
وقفت .. قدامه بعصبيه ..: ياشين زيارتك اللي ترفع الضغط .
مسك عضدها وهزها : لاتصرخين في وجهي .. انا ماني واحد من اخوانك ..
حاولت تفك اصابعه .. لكن شد عليها ..
نظرت له بعمق وسألته سؤال يدور في بالها .. تحرضها نظرات عيونه
المبهمه والمليئه بالاسرار ..
: سعود .. انت مغصوب علي ؟
تركها بقسوه لتعود للوراء .. لكن نظراتها لم تتغير بل كان هناك مزيج من الانتصار فيها .
سعود : مغصوب ؟ مسكينه كل هذي صدمه اني اخذتك ..
نجمه بإبتسامه : لاوالله مصدق نفسك .. والله انت اللي مسكين .. كنت برفق بحالك
يا الشين .. شيبه مين بيرضى فيك غيري ..
استفزته لاخر حد.. لاول مره يعقد مقارنه بينها وبين اخواته ..
كانت ذكيه و متمرده و مقامره في الاخذ والعطاء ..
يشعر بأنها تستخرج منه اشياء بالكاد يعرفها عن نفسه ..
تثور ثائرته معها ويهدأ .. يجد نفسه مزيج ونقيض معها .
لاتعرف الهدوء او الاستسلام ..
لايهمها شي ولا ترضى بالانسحاب ..
سألها بهدوء محاولا اخفاء نفسه ..
: ليش قلت عني اني مغصوب عليك ؟ سامعه شي ..
تحدته بنظراتهاوقالت بجرأه...
: لا .. لكن مافيك شي يدل انك تبيني .. كانك اخذتني علشان ترضي غيرك ..
كتف ذراعيه بأبتسامه : الله يااستاذه نجمه .. فهميني كيف يعني ؟
اقترب منها ومسك يدها قبل تتكلم وجلسها قربه ..
كانت تلك الحركات العاديه .. قد سلبت جرأتها منها ..
كيف تغيرت .. كانت ثائره قبل قليل ولكنها خمدت بسرعه ..
هي تعرف ان هناك شيء ينغص عليها ..
لاتستطيع ان تفهم لما يفعل معها ذلك ..
ولما يتصرف بغرابه ..
جاوبت بتردد : اللي اسمعه من البنات .. في فتره الملكه .. يكون غير تصرفاتك ..
معاملتك ونظراتك لي غريبه ..
ارتخت اعصابه و كأن نظراتها تلك قد المته ..
لم يعتد على ايذاء الاخرين بقصد او بدونه
وان فعل فإنه لايتردد في الاعتذار لهم ..
لكن هناك شيئ صحيح في بعض مما قالته .
لايستطيع ان ينسى .. بأنه مرغم عليها..
قال بهدوء ..: انا اعتذر ... اذا تصرفت معك بخشونه .. ماقصدت اكون لئيم ..
لكن الظروف تحكم علينا نتصرف بطريقه مختلفه .
ابتسمت له وردت : سبب مقنع ..
اقترب منها وقال متناسيا كل شي ..
: تعرفين احلى شيء فيك .. عيونك ..
ارتفعت حمره الخجل الى خدودها ولجأت الى الصمت ..
ضحك عليها وقال بكبرياء مزيف .. وهو يقرأ تغير ملامحها الخجوله ..
: ياحليلك مصدقه نفسك ..
زمت شفايفها بعصبيه ..وقهر ..
فوقفت شالت صينيه القهوه وقالت بفظاظه ..
: خلصنا .. قهوه وشربت و كل الكلام اللي كان يقرقع في قلبك قلته وما قصرت
والحين اعطيني مقفاك عندي شغل ..
ضحك عليها ... و قف بجانبها وقال ..
: ماتهونين علي يابنت سالم .. اروح و خاطرك مكسور ..
رفعت حاجبهاوقالت رغم رعشتها من نظرته: والله يالرجال ماينعرف لكم ..
ضحك منها .. على دخله صالح .. في الوقت المناسب ..
فخرجت على استحياء تحت نظراته الودوده ..


***************************



انغشت السماء بظلام دامس ..وحل الليل بعدنا اغلق الجميع ابواب منزله
الخارجيه .. وهدأت القريه إلا من القلائل ..
استكان الجميع في منازلهم .. وهي استكانت في زاويه حجرتها .. بعد ان صلت
العشاء و قرأت القرآن ..
اعتصمت عن نظرات الجميع .. وابتعدت عنهم .. تنازلت عن جلساتهم المسائيه الدافئه
مازالت وحيده بينهم .. وكأن شيئا لم يكن ..
كل همومها بسببه هو لاغير ..
حولها الى حطام هشيم .. لا نفع لها ..
مازال شعورها بالندم لمعاملتها لجدتها بفظاظه لم تعتدها هي ..
يجب ان تكون قويه .. فكيف ستخبرهم انها تريد الانفصال عنه ؟
تنهدت بحيره .. على طرقات رتيبه على الباب ..
توجست خوفا .. تعرف طارقها جيدآ ..
فتحت الباب وشرشف الصلاه عليها ..
جدها بتلك النظره التقيميه : تعالي ابيك في المجلس ؟
كانت تريد ان ترفض .. لكن تعرف انه لقاء لابد منه
تبعته بصمت .. .. كان دخل قبلها وجلس في منتصف مجلسه كالعاده
اشار لجلوسها بطرف عينه ..
قال بنبره معاتبه فيها بعض الحده ..
: علامك يابنت .. مااشوفك يوم بحاله .. كل ماسألت عنك قالوا نايمه؟
حركت الخاتم في يدها بتوتر.. وان كان الاسف واضح على وجهها لكن ما استطاعت
ان تنطقه شفتيها ..
سأل بحكمه : في شيء مضايقك يابنتي ؟
مسحت ضبابيه غطت عينيها وقالت بإقتضاب : ..
: لا ..
اعتدل في جلسته وقال : اسمعي يابنتي .. يوم انك تقولين مابك خلاف
ماهو باين عليك ..انتي عند اهلك .. مين بياخذ حقك لو اشتدت الدنيا عليك ..

رفعت عينيها له برجاء .. اصاب قلبها بحاجه لم يدركها احد سواه
رأتها في عينيه لم تكن عتب او هجوم او دفاع عن حقوق مجهوله
كان يمهد لها طريقها .. ويسندها في الحياه ..

نطقت بهدوء : الله يخليك لي يابوي ..
ابتسم لها بمحبه وقال : ماتنضامين يابنتي وانا حي ..

صرخ شيء بداخلها .. و ارتوى عطشها .. و انقشع ليلها
ببصيص من الامل ...

مسح على لحيته .. وسأل : انتي متضايقه مع زوجك ؟
طالعها ينتظر ردها فقالت بإستسلام : بيننا خلاف ياجدي ..
تنحنح يطرد غصه .. وسأل بإهتمام وهو يخفض صوته ..
: وخلافكم ماينحل بينكم ؟

هزت رأسها بلا .. محاوله قدر الامكان ان تمنع شهقاتها من الانزلاق من حنجرتها
وفضح ضعفها .. الحقيقه صعبه ومؤلمه وهي لاتستطيع ان تجرح قدرته على الاحتمال
فالامر شاق و مرير .. و عليها اخفاء نصف الحقيقه .... .
انتظر لحظات ثم قال بعدها بصوت دافئ ..
: اسمعي يابنتي...الزواج مثل الزرع .. اذا اهتميت فيه نما وزاد وجاد ..
واذا اهملتيه مات ... الزواج ماهو لعبه .. يحتاج منكم الصبر والتضحيه
اخذ نفس قصير ممعن النظر في وجهها المغتضن ..
: يابنتي .. اذا كان اخطأ في حقك قولي لنا .. ناخذه لك ..ومافي خلاف ماله حل .. بعون الله .
ابتسم وكمل بحكمه : وانتم بعدكم في بدايه زواجكم... والحياه قدامكم لاتستعجلون ..
ياما صارت بيني وبين جدتك خلافات .. لكن ضبيه اصيله .. مافي مثلها بين الخلايق .
تنهدت بحسره وقالت : وانت بعد يا جدي مافي مثلك رجال ..

ابتسم .. وقال : وانااشهد ان مطلق رجال في الخير والبركه .. لكنك عندي عزيزه
وغاليه ... وتهمني سعادتك ورضاك .. مايصير الا اللي فيه المصلحه لك .

انكمش قلبها .. و تصلب لسانها ... لما لاتخبره الحقيقه ؟
انه اهانها و عاملها بقسوه .. وحتى انه ضربها ..
اكنت اتمدحه عندما تعرف حقيقته ؟
ااه ياقلبي لما لاترضى ان تزلزل صورته في اعين الغير..
لما لاتتركه يتقلب على جمر القهر وتتركه يتحول الى فحم لا لون له ..
لما قبلت الهوان على نفسك .. و تحاملت على جراحك ..
وادعيت انك بخير .. خالي من الهموم والجراح .
استكان غضبها ذاك .. و هدأت فجأه ..

او هو ارتياح بأن ذاك هو من سيقود الدفه ..
ويريحها من عذاباتها .. ليطلق رصاصه رحمته .. وينهي تلك المسيره القصيره .
لقد تخلى عنها .. رحل تاركا اياها دون ان ينهي مرارتها ..
رحل وتركها تتشارك مع الليل سواده وظلمته ..
تنتظر النور وان كان ساطعا ويعمي عينيها ..
تنتظر.. وتنتظر حتى اصبحت تتقن تلك اللغه الصماء ..
شر لابد منه ...
قضاء ستنهي محكوميته .. لكن لاتعلم متى؟
فالجميع يظنون انهم متفقون على انهم متخالفين ..
ومضوا في اتجاهين مختلفين .. على ان يعودوا
لنقطه البدايه لاحقا..
لكن الصحيح انهم متفقين على غير اتفاق ..




*********************************



خرجت بعد حديث ملت سماعه .. حديث روتيني ..
حديث ينبع من قلوبهم لكن قلبها مغلق عن استقباله ..
وعقلها لايتقبل اي كلمات تعزيه .. او دعم معنوي ..
هي تحتاج لمن يفهمها.. ويقدر مشاعرها ..
جلست بعيدا تتأمل ليل يشببها بالتمام .. نجومه بعيده كأمانيها ..
وقمرها تغطيه سحب .. ويبدو انه كمزاجها الان ..
سمعت صوت خطوات بطيئه وكأنها صاحبها يحاول اخافتها ..
ابتسم سعود .. وجلس قربها .
: كنت بخوفك ؟
رجعت تتأمل النجوم مبعده كل حواسها عن الاخرين ..
تنحنح ثم قال ..
: مطلق كلمني ؟
التفتت إليه حتى شعرت بألم قاطع في رقبتها من شده الالتواء ..
ولم تجرأ على النطق خافت ان تفتح فمها و تسمع دقات قلبها من خلاله ..
انتظرته حتى يخبرها .. ويهدأ من روعها ..
استغربت نفسها.. أليس هذا ماتنتظره ؟
أليس الخلاص مرادها و طموحها ..؟
أليس الانسلاخ من حظها العاثر معها .. رغبتها الدفينه ..
ابتعدت بنظراتها عنه .. تتجاهل تفحصه الدقيق ..
وتهرب هي من فخ مشاعرها التي وقدت في عينيها ..
كانت تلهث بداخلها .. وتعكس صفحه زائفه مخادعه لرغباتها
همست بهدوء : بخصوص ؟
انتظر لحظات بعدها قال بهدوء يفجر قنبله في وجهها ...
ويقيس مدى الضرر ..
: وافق على انه يطلقك ..
ابتلعت غصه بحجم الكون كله .. وتوقف الزمن فجأه
واختفى الجميع من حولها..
أغمضت عينيها مطولآ .. حتى ادركت ان نارآ اشتعلت في جوفها
وان دموعها تحرق اجفانها ..لن تحفظها طويلآ ..
لقد تخلص منها بسهوله ؟
رماها كم تفعل بالقطعه الباليه .؟
ادركت ان الحجر الذي رمته في الدوامه .. لم توقفه
بل حولته الى فيضان .. و اعصار يجرف كل شي في طريقه ..
واعلنت الاستسلام .. انهمرت عينيها بدموع الشوق والحرمان
والفراق .. والالم ..

لكل شيء جميل طوق لحظاتها معه ..

خدعها عندما ردد تلك الكلمات على اسماعها .. وانتشت بها دون ان يعلم
عندما يقول انتي لي .. فهي له وترضى بأن تكون له ..
لكنه تمرد الانثى عندما تريد ان تمنح مساحه للتحرك بخفه فيها ..
مااجمل ان يطوقك شخص وتعلم بأنه يهتم بك ..
لكن مااصعب ان يوهمك بأنه يحاصرك بذراعيه وفجأه
يرميك بيديه الى قاع الوجع ..
مسح سعود دمعه منها بصمت مثلما .. انهارت مشاعرها بصمت
وقال بمواساه : مو هذا اللي تبينه .. ليش زعلانه ؟
لم تعد قادره على النطق .. الفجأه اخذت كل الحروف ..
وسرقت لغه الكلام ..
عاد عليها الكلام بجديه ..
: كنت اعطيك فرصه للتفكير .. مطلق لاكلمني ولاهم يحزنون ..
قلت تاخذين لك بروفه قبل مايقرر مطلق ..

ناظرته بصدمه اوجع من ذي قبل .. وتاهت في ملامح اخيها المبهمه
ارتعشت شفتيها وترقرق الدمع في عينيها ..
: ليش تقسى علي ياخوي ؟
وصلت تلك العاطفه المشحونه بالحزن على حال اخته ..
: ماني بقاسي عليك مثل قسوتك على نفسك ؟ انا ابغى منك الصراحه
علشان تريحي حالك وتريحينا ؟
مسحت دموعها .. و اخذت نفس طويل وكأنها استردت الحياه بعد انقطاع طويل
وقع الخبر لم يكن صحيح .. استبشرت وفي نفس الوقت خافت ,,
خافت ان تعلق امالها بسراب يجعلها تضيع مره اخرى في دهاليز الاحلام ..
جاوبته : المسأله بيني وبين مطلق ..
بدى على سعود الضيق ..
: المسأله فيها شيء ماتقدرين تقولينه ؟ صحيح ؟!! مد يده عليك ؟ تجرأ ولمسك ؟
ماانكرت لكنها لم تسعفه بالاجابه الصريحه ...
: الله يخليك ياسعود .. لاتزيد مواجعي ..
سعود : قال انه بيتصل .. لكن مااتصل .. وانا اعز ماعلي كرامتك وكرامتي
مادقيت عليه ولا كلمته .. انتي عزيزه اهلك ياليلى .. مانرخصك ابد
حتى لو ماقلتي .. يكفي انك لجأت لنا .
ابتسمت لاخوها بموده ..واحتضنته ..
: الله لايحرمني منكم جميع ..
سعود : الايام الجايه بتحدد مصيركم .. الله يريح بالك .. ويسعدك
هذا اللي نبيه كلنا .. حتى لو عارضنا رغبتك . .. ومطلق ماهو مضيع طريقنا
يعرف البيت ويدله .. ومتى ماجاء حياه الله ..
ابتسم ابتسامه كبيره ومسح دموعها بمحبه وكمل بتمعن ..:
اهم من كل هذا.. ان اخر شي تبينه هو الطلاق ياليلى .. وهذا اللي اتضح لي .
ومشى وتركها .. بعدما رمى تلك الحقيقه الموجعه ..تركها تناجي الليل والقمر ..
تأخذ نفسآ طويلا مرتاحا بعض الشيء .. مدركه ان تلك العقبه يجب ان تتجاوزها
لابد ان يأتي فيه يوم تدفع الثمن .. حتى ولو لم تكن مذنبه .. لكنها الحياه في بعض الاحيان
لاتكون منصفه .
نقائض رغباتها تهدد راحتها وتنقض معيشتها ..
اكان هناك بصيص امل وهي طمسته في قعر الظلمه لكي لاترى النور .
ركضت ناحيه حجرتها ... وطلعت جهازها المغلق .. فتحته وهي تلهث بحماس
رساله تكفيها .. رساله تنعش روحها .. رساله تهدأ دقات قلبها ..
لكن لافائده .. .. وردتها رسائل من الجميع
وداد .. وتخبرها ان حلم الامير سيتحقق ..
سمر .. وشوق تبعثه من خلال الكلمات ..
إلا هو يبعث عبر السكون خيالات وهم واشباح تسيطر على عقلها ..
ارتخت عضلاتها .. و استلقت بتعب على فراشها بعدما رمت جوالها طرفها ..
اغمضي ياعيناي ..لا امل .. نامي وبدون ألم ..لا امل ..



**********************************


غيابك هد فيني الحيل

اول ليله من بعدك .. عانقت الحزن فيها
خايف لايطول بعدك.. مدري كيف اقضيها

صار الوقت مايمشي .. وانت بعيد عن عيني
وطول بالسهر رمشي
صار الوقت يشقيني
مره اتخيلك وياي .. ومره اتذكرك غايب
وينك اظلمت دنياي
ومن شوقي انا ذايب

غيابك هد فيني الحيل
اثر فيني فاجأني
والله وشفت منه الويل
ليله وبس اتعبني .. اول ليله من بعدك
الله يستر من الجاي

اخاف دموعي تفضحني .. واخاف انك بعد مو جاي
وتنسى وماتذكرني .. تنساني ؟! ماتذكرني

" منقول "


دخل بسيارته في صبيحه يوم مشرق .. على طريق متعرج غير معبد
ولم يجد اي صعوبه في تجاوزه .. يسوق بمهاره عاليه وبراحه ..
رغم انه كلما اقترب تزادد نبضات قلبه في التسارع..
وكأنه طفل .. تأخر عن موعد الطابور ..
لم يتقبى الا الوقت القليل لان يصل ..
ابتسم لكلمه طرقت اذنيه بحده قبل ساعات ..
" إنت مجنون "
زادت ابتسامته لرفيقه وهو يضع يده على كتفه ..
ويقول بحزم : استودعك اهلي بعد الله ..
ظهرت اسنان ذاك في ابتسامه كبيره .. وهو اعلم بتلك الملامح العنيده المقاتله
: وين العزم ان شاء الله ؟
ضحك وكمل : بتسوي اللي ماسواه قيس بن الملوح ..
احتفظ بصمته مده من الزمن وبعدها قال بتحكم كبير في ملامح وجهه وفي كلماته
: بتكون اخر فرصه ؟ امي الله يحفظها اكلت راسي بإلاسئله ..
بنهي المسأله كلها وارتاح واريح ..
ناصر : لاتيبس راسك .. ولاتستعجل .
مطلق : بنشوف ..
ابتسم ناصر .. وسر بداخله لذلك التطور الصغير في صاحيه
لقد آذته تلك الحسناء .. واصابته سهامها وان كانت غيرماهره في ذلك ..
يبدو عاديا غير مهتما .. لكنه خجول من فضح مشاعره للغير ..
دور ناصر على مؤازته ..شد على كتفه وقال ..
: روح .. وانتبه لنفسك .. واهلك في الحفظ والصون ..
تمهل في خطواته نحو سيارته وفي يده رزمه ملابس قد اعدها تحسبا لاي طارئ
لم يعد له طاقه على الصبر بالفعل ..
انكشف الغطاء .. يريدها حقا .. يريدها ..
مستعد للتغاضي عن كل شيء وفتح صفحه جديده وان تعهد بألا ينسى
لانه مامضى لايمكن نسيانه ..
لكن سيفعل اي شي مقابل ان يستردها إليه ..
تحول مفاجئ للغير .. لكن مع نفسه تلك الدقائق التي قضاها في اعتابها
قد حطمته كليا وامتحنت قوته الحقيقيه ..
عودته كان لابد فيها ان يمسح تلك النعومه التي التصقت بشفتيه ..
وان يتحرر من رائحتها التي تعمقت في تشققات جسده .
ان يتعود على غيابها كان لابد له من ان يمسح ذاكرته مسحآ شاملا ..

توقف فجأه على اثر كلمات موجهه نحوه ..
ناصر بضحكه : مطلق .. تحتاج ديوان شعر تراه عندي..
استدار مطلق .. وكأنه لم يسمع شيء .. متجاهل ضحكات ناصر الساخره ..
من حقك ان تسخر ياصاحبي .. فكم مره ستراني انقاد خلف مشاعري ؟

رغم انه بدأ يبتسم لنفسه في مرآه سيارته .. نسف شماغه .. ومسح على ذقنه
نادما استعجاله ذاك .. الذي لم يسمح له بالحلاقه و ترتيب نفسه كالمعتاد ..
ذهبت بعقله تلك الحسناء ؟
خرج ..واغلق سيارته .. الجو كان هادئ .. لم يتبقى الا القليل ويرتفع اذان الظهر
حرك مفتاحه بتوتر وهو يمشي بتمهل ناحيه البيت .. وتردد في الدخول ..
هو بشخصيته القويه النافذه والمتحكمه .. يصيبه التردد في رؤيتها ..
كم هذا ظريف يامطلق ؟
دخل البيت من بابه الكبير .. وتوجه مباشره للمجلس .. لكن المكان خالي
فكر انه يتوضأ ويخرج للصلاه .. ااكيد بيلقاهم في المسجد ..
رمى بشماغه .. على الكنبه ودخل الحمام ..



بعد معركه شرسه بين الاثنتين سلوى وهند ...قررت تمسك بزمام الاموروتبعد نفسها
عن المشاكل .. دخلت المبخره .. ووقفت في منتصف المجلس .. تتأمل الابخره المتصاعده للسقف ..
امر معتاد عليه .. جلب له شيئا من البهجه .. هذا ماكانت تفعله قبل زواجها؟
لفت انتباهها الشماغ ؟ استغربت سعود مادخل .. ناظرت بجهه ناحيه الحمام مغلق ..
واستراحت ... مسكته لتعلقه في مكانه الصحيح ...
وتوقفت فجأه .. ارتعشت يدها تلك التي تحمل الشماغ ..
هبط عليها جمود غريب .. بالكاد عقلها يستجيب .. اما قلبها فقد انتفض مكانه
هو .. قريب .. هنا .. تلك رائحه عطره التي تتغلغل الى مسام فؤادي فتعرفه على الفور
هو هنا قريب اشعر به من خلال قلبي ؟
وضعت يدها الاخرى على قلبها .. راجيه ان يستكين مكانه او لعله يهدأ حتى تتريث ولا
تنخدع .. لعله خيالات حاكتها افكارها ..
قربت شماغه من انفها .. ليكتمل الجنون .. و يذهب مابقى من تحكمها ادراج الرياح ..
فانفتح الباب .. لتتواصل حاله من الهيستريا..قد اصابت اثنين .. يبدوان كالممسوسين
تأججت عواطفهم في مآقي اعينهم وغاصت كلماتهم في اسفل حناجرهم ..
لم يوجود منطقآ لا للحرف او لمشاعر احترقت بدون ان يتلاحقوها ..
تأمل شماغه بما يشبه احتضانه منها .. و نظر إليها ... بحنان وشوق ..
شوق انتحبت فيه ليالي عن قمر مفقود ...
شوق صحراء لقطره من المطر ..
شوق .. للمسه منها او حتى إلتفاته تحن فيه على قلبي ..
شوق ..تدفء به جسد عارٍ يكاد يخلو من اعصاب حسيه .. مدركه للحياة .

ادرك نفسه بسرعه فمسح قطرات ماء قد علقت بشعره بيد واحده .. خرج من عتمه
المكان.. وهي لاحراك حتى عينيها لم تعد تحركها وكأنها تمثال ..
راقبها.. شعرها المربوط بشكل مرتب المتدلي على ظهرها .. وجلابيتها الواسعه تدثر ملامح
جسدها .. لكنها شاحبه .. هزيله .. عيناها ضاحلتان غارقتان في حزن يسبح فيه ...
امتعض من نفسه ومنها .. وزادت حرارته جحيما ..
ذلك الوشاح الملقى على عنقها بدون اهتمام ...
الاتفكر بوجود شخص يدخل عليها فجأه ..
اتريد ان تقتلني هذه الغبيه ؟
ستفجر اعصابي يوما ما؟ و سترديني ميتا .. لااحتمل ان يراها احد غيري ..


قطع الصمت بحده خرجت من فمه .. كان يريدها ان تكون بنره مؤنبه لكنها غيره لاتحتمل
: يعني تطبقين المثل ... اذا غاب القط العب يافأر ..
ارتفعت حواجبه .. بينما تقوست حواجبها بعدم فهم .. بالكاد خرجت من جمودها ذاك
بنبرته الخشنه .. وكأن كلماته افقدتها متعه رؤيه وجهه القريب منها ..
اوثق ازرار اكمامه .. وتقدم لها بخطوات ظنها استغرقت دهرا لها ..
سيشبع نفسه في رؤيتها عن قرب ... اتصل معها بلغه عيون مبهمه .. و امتلآ صدره برغبات متنازعه
احتبسها بل اعتصم بكبريائه .. حتى لاتعرف مشاعره مخرجا..
ابتسم بداخله لتوهج وجهها رغم شحوبه .. قريبه منه لحدود الانجراف الخطر ..
لم تستطيع النطق ؟ حتى على اثر كلماته المبهمه لم تعد تعرف للحروف مخرجا ..
احتبس انفاسه .. وهو يرفع ذلك الغطاء ويحميها من نظرات الغير لها ..
وضعها برفق اعلى رأسها ولفه حوله يخفي رعشه اصابعه ...
فانحنى رأسها بخجل .. لانها تعرف مغزى كلماته الان
لم تكن متساهله في نفسها لكن الشرود وعدم الانتباه هو من نال منها ..
مازالت يده اعلى رأسها .. متردده في النزول بأي طريقه ..
اينساب بها على خدها ... دون اهتمام ويدعي انها عرضيه ليسترد ذاك الاحساس الجميل ..
ام يعيدها بخيبه اليه . وهذا مافعله .. رغم انه تحجر مكانه ..وفقد السيطره على عقله
اخذ الشماغ من يدها الممسكه بها بشده ..
ابتسم .. وقال بتهكم : اذا كان هذا كله شوق .. فانطقيها تكون افضل ..
تركت الشماغ بسرعه وكأنها ملسوعه .. بل هي بالفعل كذلك .. كلماته كانت محرجه
رفعت نظراتها له بتحدي .. كانت ستقول له انها لم تشتاق له .. لكنها كاذبه
والكذب على مالم يعتادوا الكذب واضح ..
استترت بإهمال له .. اقترب من البخور .. يملأ انفاسه به .. وهي تراقبه بإعجاب خفي .
وبدأت في التساؤل لماذا عاد ؟
ماذا يريد .. اسوف ينهي تلك المسأله العالقه بيننا ؟
اسينهي عذاباتي ام سيعلن بدايتها ؟
لم تحتمل الصمت فنطقتها مباشره في وجهه ..
: ليش رجعت يامطلق ؟
نظر لها بألم .. وانصبغت ابتسامته بذاك الالم الغريب ..
ضبط من شكله .. ومشى ناحيه الباب مهملا سؤالها..
لكنه في النهايه اجابها ..بإلتفاته منه
: رجعت .. علشان احط النقط على الحروف ..

وضعها بالفعل .. في نقاشه الذي لم يتعدى الحوار فيه الخمس دقائق
اشبعت ناظريها به .. فانفجرت افكارها متساءله و متخوفه ومتعطشه
تهالكت على اعتاب قوته التي لايقدر على هزها احد ..
كم هو مؤلم ايذاء من نحبهم ؟

شمخت برأسها بتحدي و ساندت عصاره من القوه المقتوله ..
: حط نقاطك بسرعه يامطلق .. و تيسر الله ييسر لك ..



البَقَاء مَع شَخْصٌ اَنتَ حَقًّا تُحبهُ ‘حَتى لَو كُنتَ تَعلَمُ اَنّكُم لآتَستَطِيعُونَ البَقاء مَعاً
كَـ اللّعِب تَحتٌ ¬{ المَطرِ , مُمتِع !
لكنّكَ تَعلَمُ انّكَ سَــ تَمِرضٌ !



ألقاكم

كبرياء الج ــرح

كبرياء الج ــرح 02-02-11 08:52 AM



بسم الله الرحمن الرحيم ..

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ...


في القلب حرى .. وفي نفس العربي حاجه لابد ان يحققها ..
لم يكن ودي ان انزل لكم بارت وفقآ لحال امتنا الممسوسه .. انتهكتها الفتن و عاثت ارضها بالفساد
وهلكنا ياقوم .. نسأل الله السلامه في الدنيا والاخره ..
من ثوره تونس .. حتى سيول جده وكشف الخيانات تحت ستاره الجمال الزائف .. وحتى انتفاضه مصر العربيه
ويا لحالك ياامتي من حال الى حال .. و كلما قلنا غدآ سنصبح افضل .. نزداد سوءا ..
تشاغلنا بالامس بفلسطين المسلوبه و السودان والعراق .. ويارب استر على الباقي ..

لكن يؤخذ علي ككاتبه لاني لم انوه ذلك من قبل .. فاعذروني .. شد على ايدي بعضكم .. فغدآ علمه عند الله
لكن الظاهر مكتوب .. امريكا تكشر عن اسنانها واسرائيل اللعينه تحد مخالبها للانقضاض كل ساعه ..
اللهم اشغلهم بأنفسهم .. واحسن خاتمنا واجمعنا في خير ..
انفخوا في ارواحكم .. خير وامل من اجل الغد .. سألقاكم الاسبوع القادم .. وارجو ان تنفرج اسارير
كل عربي مسلم .. على وجه الارض ووننعم بالسلام والرخاء ..

في امان المولى .. بدعاء خالص من القلب الى كافه القلوب البيضاء ..





الجزء الرابع والثلاثون :


تمالكت اعصابها النافره بمفردها بعيدا عن انظار الاخرين.. هذا ما كانت تحتاجه ان تتخلص
من غيوم قد ضللتها لايام ... و تحاملت على نفسها ذلك الضعف الكريه الذي دك
اوصالها .. الذي جاء مجددا ليغزوها ويحطمها كليا ..
لكن لن تسمح لها بأن يثنيها ويصيبها في مكامن ضعفها ويغرقها في حزنها من جديد
لن تطلب منه حريتها بل ستأمره على تنفيذها ..
لن تسمح له بأن يسلبها المزيد من روحها .. يكفيه ماامتصه منه وتغذى بسببه ..

ضربت خديها بلطف تعيد له الدماء على صوت جدها .. واخذت لها نفس طويل ..
الوقت مر مسرعا .. والاحداث تتوالى .. سيضعها هي الوحيده بين قوسين
تلك الدقائق ستمر عليها طويلا وهو في الجانب الاخر منها ..
رتبت ملابسها .. و انتظرت ثواني تسترد فيه صوتها الطبيعي ..
حتى سمعت سلوى تناديها .. انتظرت تحتى دخلت هي ..
سلوى بإبتسامه : احزري مين اللي جاء ؟
ليلى بدون عناء : مطلق .
سلوى : ماشاء الله حزرت على طول ..
لاحظت عليها .. هدوءها وعدم استغرابها .
جلست جنبها وسألتها : تدرين انه جاي صح .. بترجعين معه ,,؟
طالعتها ليلى .. وبدون جواب .. خرجت من الحجره مباشره
لتقف في وجه اخوها ..
سعود بهدوء : زوجك موجود في المجلس ..
تكت على الجدار وقالت ببرود مصطنع : طيب ايش اسوي له ؟
سعود بإستغراب لطريقتها .. ورغم كذا ابتسم .. تجاوزها وقال لسلوى
: لو سمحت ياسلوى جهزي لنا الشاي والقهوه ..
استند بجانب اخته وقال : اليوم ننهي كل شيء ... خليك مستعده .
بلعت غصه متصلبه .. وواجهته بنظرات زايغه ..
: انا ماعندي مشكله ..
سعود بجديه وبصوت منخفض : المشكله لاهي عندك ولاعنده المشكله عند جدي ..
ارتعش صوتها بداخلها ففضلت الصمت تحت نظرات مترقبه .. تكشف العمق
قبل الظاهر ..قررت الانسحاب بقناع القوه .. متشاغله بأعمال كثيره في وقت ضيق ..
اعتصمت المطبخ .. مفضله الحراره التي تلهيها عن غيرها من الامور..
كانت تشتغل بآليه دون ان تحس او تلتفت ..
هند بضحكه مستفزه وهي تدخل المطبخ : ليلى .. الحقي زوجك مقطع الضحك
في المجلس مع جدي .
مسحت العرق و كرهت اختها في لحظه تناست فيها وجودها في العالم ..
اقتربت وهي تمسح وجهها ليحمر بشكل مفرط : خير يا هند ؟
الجده من الصاله : يابنت اذكري الله .. لاتحسدين الرجال ..
عاندت من حولها ..لن تفكر فيه..لن تفكر فيه ...
جلست ليلى بقرب جدتها متحاشيه النظر لها .. حتى وقت رفعت لها فنجان القهوه
كانت عاديه .. ضمت ركبتها واسندت راسها عليها ..
فاطمه :زوجك جاء .. ناويه ترجعين معه ؟
رفعت نظرات بارده .. تركتها بعدما اعطتها معنى واضح من خلال عيونها ..
فاطمه : شفتي ياعمه... هالبنت ورا راسها شيء ؟ صدق من قال العرق دساس ..
الجده بحده تنهي شكوكها : اسكتي .. لااسمع كلمه منك ..ليلى عندها جدها واخوها يحكو في امرها .
طل سعود والابتسامه على وجهه ..
الجده : ياعساها دوم هالضحكه ..
اقبل سعود عليها وقال : تسلمين لي ياغاليه .. ناظر عمته وقال ..
: عمتي ماعليك امر .. قولي للبنات ينزلون الغداء ..
لوت فاطمه فمها وقامت على مضض ...
بينما سعود ناظر حوله وسأل ..
: ليلى وينها ؟
الجده : راحت غرفتها ..روح يمه شوفها والله هالبنت حالتها حاله .
تأفف سعود لحاله اخته .. وبنرفزه رد ..
: انا رفعت يدي من حياتها .. هي لو تتكلم كانت حلت كل المشاكل .
اشارت له جدته بالاقتراب وهمست له ..
: مطلق ماقال ايش بينهم ؟
رجع يتأفف بشكل متوالي ..: اصلا الاثنين لايقين على بعض ... الاخ جالس
هناك ولا طرى عليه يسلم عليها .. بنشوف ويش نهايتها معهم ..
وعلى انتهاء جملته .. سمع صوت جده ..يستعجله بالغداء ..



**************************

يـا نــاس أنـا مـابــي دفــا قــلبـي مــن الحــب اكـتفــى
ويــن العـشـــق ويــن الـوفـــا ودانـــا

يـا قــلبـي يكــفـي مـاجــرى الجــرح تــوه مـابـــرى
مـاجـانــا مـن الـدنيــا تــرى كـفــانــا



احتضنت نفسها بتوتر .. لم تستطيع ان تمنع الخوف عنها ..
موجود لايفصله سوى جدران .. مضى مايقارب الاربع ساعات على وجوده
وهو لاصوت ولاكلمات ولارده فعل .. حتى سعود الغاضب منها ومنه
اصبح محايدا .. لا يقترب منها ..
كل الظروف تقف الى جانبه وهي منفيه هنا ..
ارتجفت بخوف لنغمه جوالها .. ففتحته على طول.. : آلو
نجمه : بسم الله .. وشفيك افجعتيني ؟
ليلى بإرتباك : نجمه ..
نجمه : عيون نجمه ..
ابتسمت ليلى براحه وقالت ..
: تسلم لي عيونك ياحلوه ..
نجمه : خير .. ليش صوتك كذا ؟
ليلى بحزن : مطلق هنا ..
بعد صمت سألتها : وليش خايفه ؟
تنهدت ليلى .بأسى .. : مااعرف ؟
خايفه و خايفه وخايفه ... ماادري ايش ناوي عليه .. ودي انتهي من كل التعب ؟
نجمه بصراحه : مافي شيء بدون تعب .. الحياه كلها على بعضها متعبه ..
تأففت ليلى وسألت بيأس ..: والحين ايش اسوي يانجمه ؟
نجمه برجاء : لاتصرين على الطلاق .. ارجوك ياليلى .. لاتسوي شيء ماتبينه
اعطي نفسك واعطيه فرصه ... ماتدرين يمكن جيته فيها خير ..
قامت وناظرت نفسها في المرآه .. وركزت على عينان ساهيتان غائبتان ..
تحاول عبثا ان تشفط بعضا من القوه العشواء ..
جاوبت بشرود : مطلق .. مايحب يخسر يانجمه .. حتى لو يبي يرجعني بيثبت لنفسه
ويثبت لي انه مايعرف الخساره..
كملت بتوسل مريب : خليني انهي على المسأله بنفسي .. بما باقي من كرامتي عنده
و انتهي .. مابنتظر حتى يهيني زياده .. كفايه ماجاني منه .. كفايه .
نجمه : الله يهديكم .. خلاص انتي هدي نفسك ..
بعدم احتمال على المواصله.. انهت اتصالها بداعي عمل وهمي ..
جلست بتثاقل على فراشها ... وادركت انه من الصعب ان تتخلى عن كل شيء وتتمسك بوهم
فهو لايساوي شيئا اامام حياتها .. فقد كان بمثابه سحابه بيضاء في افق احلامها
سرعان ماتحولت الى غيمه سوداء كئيبه ..
فهي كمن تحاول ان تشعل النار بالثلج .. و وتخمده بالكلمات التي لا رجاء منها ..
كان تفكيرها مازال مضمحلا وهي تلبس ملابسها استعداد لرؤيته اذا حان الوقت ..
تنوره غجريه بلون اسود .. و بلوزه حمراء بأكمام طويله وفتحه مستديره .. تكشف اعلى
صدرها .. مررت يدها على عظام ترقوتها النافره ... النحول بدأ يطرق جسدها طرقآ ذاويآ
مارست ماتريد بشكل ميت لاحياه فيه .. لاطاقه لها بتغطيه وجهها بخافي عيوب بشره باهته
وشاحبه و هالات سوادء مخيفه .. يكفي انه سيرحل ,...فلتكن بأي صوره وتنتهي .
رسمت عينيها بكحل اسود .. يظهرها بشكل اخر ..
صبغت شفتيها بلون احمر باهت لايختلف عن لون شفتيها الطبيعي .. بطعم الخوخ .
اعجبها تذوقه مرار وتكرارا وكأنها تجد في ذلك تسليه وملهاه عن عملها ..
فتحت هند الباب وقالت على عجل ..
: ليلى جدتي تقول تعالي ؟
ببرود جاوبتها : ليش ؟
هند : ماادري .. توها طلعت شكلها بتروح عند جدي ..
سألت على عجل : ومطلق ؟
هند بشك : اظن انه مشى .. سمعت سعود يقول لجدتي انه بيمشي بعد اذان العصر ..
تنفست بعمق وكأن انفاسها قد ضاقت عليها فجأه .. رحل مجددآ وتركها ..
اسندت جبينها على يدها ... تتروى قليلآ .
اهكذا مايبدو عليه الامر .. اترك الامر بيد جديها ورحل ..
اهذا مايريدان مناقشتها فيها .. او هذا ماجاء من اجله ..؟
ان يتركني وحيده في صحراء ... ويصبح امري على طاوله المداوله ..
لاتأسفي على حالك .. انتي من تركت الحبل على الغارب
انتي من تساهلت في حق نفسك .. فلا تبتأسي ..
بالكاد سحبت قدميها .. سحب ترغم فيه بتذليل كل شيء على المهد .
فــ وقت المخاض قد بدأ .. والنزف مازال مستمرا ..



************************************



اكتشاف رائع و سر يأبى الوضوح .. خفي عليه و ادركه الجميع
اليوم يطرحه صريع الذكريات .. الحلم يتهاوى على عتبه الانتظار ..
لابقاء له على ارض ليس لها قرار .. ايخاف من تفكيره المضمحل لهذه الدرجه ؟

قاتلته على حين غره .. في عيناها وميض مشتعل من فتنه حواء الشرسه
تلك الرغبه التي تحرضها على التحرر ..
كان قريبا منها .. كان سيشنق الكلمه على مقصله الاعدام .. كانت على لسانه لكنه
غير قنوع بها ..

" يريدها ولا يريدها "
وايهما يامطلق تختار السبيل ؟
عناء يتكبده للوصول الى غايته وهدر لسيل من المشاعر .. ؟
ولا طاقه تبذل بالطريقه التي يريدونها لو كان عليه الامر .. لسحبها من
يديها واحتضنها .. بكل مشاعره و لتعرف انها مكانها هو هنا .. بين ذراعيه .

وبخه ذاك العجوز .. واعطاه درس من دروس الحياه ..
الصبر . ..التضحيه .. الاحترام .. التنازلات ..
وهو لايعلم شيئا عن الحقيقه ؟
ألم تخبرهم ؟ وكيف تخبرهم ؟ بل كيف تجرأ على اخبارهم ؟
ليست قصه تحكى قبل النوم ؟ او لمجرد لتمضيه الوقت في جلسه سمر عائليه ؟
اتريد مني ان ادعها فالتفعل هي ؟ وحينها سأتركها ..
الجميع يتسألون عنها ؟ ولايعلم عنها سواي ..
اخيها الحانق علي من نظراته المبهمه وان بدى عاديآ ؟
والجد المتذمر من جيل لايقدر تلك العلاقه الوثيقه ولا يعرف التصرف ..
يعتقد انه جيل هش .. هامشي .. رخو برخاوه الحياه التي يعيشونها ..
هل تريد مني التمثيل على حسابها ؟ سأفعل .. فهذا ماتريده
سأمثل امامهم وان احزنني ان اكون غير مقدرا لهم ..
فهم في مثاليه عاليه من الاخلاق والتسامح ..


استغرق وقت طويل في التحديق الى فنجان الشاي الذي لم يصل الى شفتيه
وكأنه يقرأ شيئا ما .. او لعله يجد شيئا يخفيه عن الجميع ..
استخرجته الجده بدهاء منها : عسى الشاي اعجبك ؟
بالكاد التفت لها .. محاولا ايجاد اجابه مناسبه ..
: معلوم اعجبني ..
لم يكن سواها هناك .. بعدما خرج الجد في جولاته المعتاده على مزرعته
الجده : علامكم ياولدي ؟ كل واحد حاط في قلبه وساكت ؟
استخرج سبحته العزيزه ليفرغ فيها بعض من التوتر ..
: الله يسلمك ياعمه مافينا شي.. لا تتعبين نفسك فينا ..
الجده وعلى على وجهها الحزن ..
: الله يهديك ياولدي .. انت تتكلم عن بنتي .. ليلى في حاله مايدرى بها الا الله
انتكست صحتها .. مادري ايش بلاها .. لانوم ولااكل ولا جلسه تسر الخاطر مثل اول
انا ادري ان بينكم امور ماتحبون نعرفها .. لكن ياولدي كل شي ينحل بالسياسه .

مطلق وانتفضت حواسه .. بسماع امور لم تسره .. لقد رأها .. لقد ساءت حالها كثيرا
واختلفت في كل شيء ..لكن ان تتأزم الحاله و تعود بما هو اسوأ ..
زاده ذلك اصرار وقتاليه على نيل مايريده ... لكن لايستطيع ان يعطي وعودآ فارغه
لايقدر عليها ..إلتزم الصمت .. حتى سمع صوتها بنفسه .. وابتهج وان كان اناني
في مشاعره لكن لم يمنع تلك المفرقعات من التفجر داخله ...
سرح في تفاصليها الصغيره .. و جلبه ذلك الاحمر للحياه .. نقطه الارتواء ترتكز على شفتيها
وان اعتلى جبينها تقطيبه دهشه .. لم يمنع نفسه من الابتسام و السرور .. والنهوض من اجلها .
سيدعي التمثيل امامها لكن كله رغبه .. كله رغبه في الوصول إليها ولمسها .. وان تحجج بوجود
تلك امام ناظريه فهذا مايريده ان يمنع اي رده فعل عكسيه لما يريد ان يهدي نفسه به .

تسمرت خطواتها على اعتاب الصدمه .. كان في كل خطوه تزرع اسمه في الارض وتدوس عليه
بكل ألم .. كانت تكثرمن الاعذار والاسباب و ترتسم على ملامحها كل علامات الموت والفقد ..
لكن ماإن واجهته اختفى كل شيء بداخلها و انعدم الهواء فجأه من حولها ..
كانت تدخل بثقه ان هناك قاضيان عركتهما الحياة واصحبا قديرين عندها ...وهما جديها ..
تطلعت الى ابتسامته والى خطواته القريبه القادمه .. و ارسلت نظرات مستفهمه ضائعه الى جدتها
لكن لافائده .. كانت متفرجه مستمتعه ..لاتدري عن سوء الحال .
امسك ذراعيها بطريقه يشدها ناحيته .. ارتسمت على وجهه ملامح داهيه يجيد التمثيل بل يحترفه
كانت تحيته عميقه قبله متعطشه تتوغل في وساده خدها الذابله ..
ارسلت تيارات من الارتعاشات على طول عمودها الفقري ..فارتعشت بين يديه متجاوبه له ..
سألها وكأن شيئ لم يحدث بينهما منذ فتره : كيف حالك ؟
كل معاني الرجاء والتوسل مكتوبه في عينيها .. اغتالت فرحته بلقاءها .. كانت بائسه .. ومعدومه المشاعر
فـ لم يزيد من تعذيبها ؟.. خلصت نفسها بسهوله بعدما ارتخت قبضاته ..
وردت ببرود : الحمدلله .
جلست بجانب جدتها .. التي استهلت الحوار .. بطريقه قد اثر فيها اللقاء القصير المليء بالخداع
: الله يسعدكم ياعيالي .. ويرزقكم بالذريه الصالحه ..
تطلعت بعذاب الى خطوات جدتها .. وقد تركتهم لبعضهم .. ينثرون الملح على الجراح ..
رجع مكانه .. متمالك اعصابه التي بدأت تضعف .
زفر بنفس مرهق .. وقال : طلباتك يابنت الناس ؟
عينيه لم تتطلع إليها .. يخاف ان يستسلم الى ذلك البؤس الذي تجسدها و اصبح يعذبها ويعذبه .
ويستجيب لرغباتها بدون تمهل منه ..
تشابكت يديها بتوتر .. وقالت بصوت هادئ منخفض ...
: الطلاق ..
اصدر اهه طويله وبعدها طالعها بجديه وسأل وعينيه تنتشر في مسرح وجهها ..
: وغيره ؟
ليلى بصبر : مابي غيره ..
رفع حاجبه وقال متهكما : متأكده .. ماتبين غيره ؟ خلينا ننهي كل شيء في جلستنا .. لانها بتكون
اخر جلسه بيننا ..
شدت على يديها اكثر و تطلعت اليه بنفس النظرات .. وقالت بألم يقطع احشائها من الداخل ..
: مابي شيء .. ارجوك انهي المسأله بسرعه ؟
ضم يده ووضعها امام فمه .. محاولابشتى الطرق ان يحتمل ماتقوله بهدوء يكاد يفجره ..
: اشوفك مستعجله ..على كل حال انا كمان مستعجل ..لكن عندي شرط ؟
تركت يديها لتمسك بطرف تنورتها بتوتر ..
: شرط ؟
مطلق : ايه شرط ؟
اغمضت عينيها بحزن يكاد يميتها : تفضل قول ايش عندك ؟
وقف مستعد ينهي النقاش .. وناظرها بتحدي
: قولي لاهلك الحقيقه .. كل شيء صار بيننا ؟ من نقطه البدايه حتى النهايه ؟
وقفت ضده وقالت بصدمه ..
: تبيني اقولهم شيء ماصار .. ؟ شي من المستحيل تصديقه ؟ شيء من صنع خيالك ؟
صرخ فيها متجاوزا كل الاعتبارات ... مخدر الاحساس ساعتها ..
: والصوره من صنع خيالي .. و شوفته لك ايام ملكتنا من صنع خيالي ؟
رمى بسبحته على الارض وكمل بقهر اسود فيه وجهه وتراجعت فيه للخلف ..
: وجيته عندي واعترافه بحبكم لبعض .. من صنع خيالي ؟
ألجم لسانها .. وكادت ان تعمى من شده بحلقتها فيه بدون فهم ..
كيف ومتى ولماذا ؟
اصابها الصمم .. وغرفت في بحر المستحيل ان تؤؤل الامور لهذه الدرجه من المراره ..
كانت انفاسه تزيد .. ويصعب عليه حتى التنفس .. اقترب منها
وضرب على صدره بغضب بدون اهتمام بنفسه ..
وبين كفتي عفريت قد وضع مصيــــــــــره ...
: انا مجنون .. مجنون .. مجنون .. وانتي الوحيده العاقله .. ماتعرفين شعور
اني كل يوم اموت و انا اشوف زوجتي تحب واحد غيري .
انخفض صوته بضعف قد مس جسده واعصابه وانتهى به ..
: تعرفين كيف اتحمل اشوفك وانتي تحبين غيري ؟ صعب علي ان اعرف شعورك ناحيتي ؟
وصعب اقول انتي لي و في الحقيقه انتي ابد مو لي ..
غرقت عينيها في حزن على حاله .. وادركت انها هناك مالم تعلمه ..
ان هناك سببا لكل شيئا بينهما .. عراقل وضعت في طريقهما ولم يتجاوزوها ؟
مر خطآ اسودا غارقا بدمع شديد الملوحه بشده حزنها .. وكأنها غطست فيه كلها
ولا منفذا لها .. وراتخت تلك الشده اعلى كتفيها ..
كيف ستخرج الان ؟ بل اين الفرار من كل هذا ؟

تقوس حاجبيه بأسى على حزنها .. وان كان بسببه ..لم يكن ان تصل الامور
لحد الاعتراف .. لكنه ارهق من الكتمان والتحمل .. هل تعذره الان لم يصب
الزيت على النار بلا اهتمام بماحوله ؟..
لما يشرب قطرات من البحر مستسيغآ طعمه وبجانبه عذوبه ماء دافق ..
مسح دمعه سوداء قد وجدت طريقها على خدها .. وثبت يده عليها بلطف
وبصوت هادئ مستسلم : لاتبكين ..
انحنى رأسه ليمعن النظر في عينيها ... لتزيد اتعابه اطلالآ ..
وكمل بنبره اسف : الغلط غلطي من البدايه .. آسف ماكان من حقي اخرب حياتك
اخذتني العزه والكرامه .. و غاب عني العقل في لحظه غضب .


شهقت حتى كادت روحها تخرج من جسدها .. مازال يتخبط في اخطائه لكن ليس مطلق
بكبرياءه المعهود .. وغطرسته الواضحه ..
مازال يفهم الامور على طريقته و يفكر بأنها كانت تحب ذاك حبآ اسطوريا جليآ
لكنه يعتذر لها .. يعتذر في النهايه .. والمخيف انها النهايه ..
اهو حزين من اجلها هي ؟ وهما على اعتاب الفراق ...
الان بت اسفآ حقا .. كيف تأسف وقلبي قد جن جنونه بسببك ؟
ابتعد عنها حازمآ وقال : بكلم اخوك وجدك وانهي المسأله بشكل ودي ..


القى بيده بجانبه .. و طالها زفير حار من رئتيه .. استدار هاربآ .. تاركآ .. مودعآ ..والاحرى راحلآ
وهي تنتفض .. تنتفض .. تنتفض .. حتى شعرت بأنها على اعقاب الموت ..
اغمضت عينيها مطولآ تتمنى الرحيل معه .. او بدونه حيث لايكون موجودا في العالم
وهي غير موجوده .. حيث لاخرائب في طريقهما ولا هموم ولا خيالات مشيده في الهواء
يكفي هو وهي ...

ارضي بالمقسوم في خيره وشره
خلني انعم بحبـــــك يامـــرادي

لم تعد ترى شيئا امامها .. في ضبابيه غطت عينيها .. و سلبت كل مافيها ..
والرجفه في قدميها تجعلها تمور ... و تدور وتغوص في اللا معقول ..
اين تلك القوه والتحدي والاصرار على الاخلاص ... ؟
همست بإسمه حتى خشيت ان صوتها لم يدركه .. لايمكن ان ينتهي بذلك الشكل ..
إلتفت لها .. مستطلعآ الصوره لاخر مره ..
اغمضت عينيها بشده لكي تنهمر الدموع بغزاره ..
اطلقتها في الهواء مع بقايا أمل .. : مطلق .
ماذا كانت تريد منه الان ؟ الم يقل كل منهما ماعنده ..
ألم تفرغ جعبتيهما بعد؟
انتظرت حتى استقرت عينيها الدامعتين عليه .. بما اعتلى النفس وباح بما ضاق به
القلب حتى تفجر براكين دماء .. وهواء .. واستراحت لانه سمعها ..
همست بما تحدت ان تنطقه مجددآ .. بما ضاق به الوجدان ..
تعرف انها على على هاويه الانهيار وعلى شفير جرف خطر ..
لكن اتقوله الان قبل ان يفوت الاوان ام يموت في قلبها للابد ..
قلبت اجفانها وسقطت بهدوء .. يتلاحقها بخطواته المتعثره .. ويضمها بأمان قبل ان تخدشها
الارض .. مابين جناحيه تسقط فاقده للوعي .. وعلى نبضات قلبه السريعه قد استقرت ..

يا لهول الموقف في قلب رجل اعتاد على بناء الحصون والقلاع وسجن المشاعر
ويا لصعوبه الادارك على قلب لم يرهف لوجله حِسان ..
ويا الله على صرخه رجل تخرج من صمت الحياة .. لتقتل السكون وتحرك الجمود بزحزحه كبيره
لشيئ قادم .. اهلكهما حتى ظنا ان القلب لن يعود وينبض مره اخرى ..
اطلق اهه طويله .. وصوت ضميره يناديه بأن ابتعد .. وخلص نفسك .. ابتعد ..



*********************************




خرجت من بيتها .. ومعها اخوها الصغير محمد .. اليوم على غير عادتها
مازارت خالتها ام سعد ... عاده تزورها قبل الظهر .. لكن اليوم زياره سعود
لها قلبت مزاجها وغيرت عادتها ..
للتو انهوا صلاه العصر .. وهي تسير متجنبه زحمه الرجال ..
قبل يفلت اخوها من يديها .. ويركض بعيد عنها .. لحقت عليه وهي تناديه
بصوت منخفض ناقم ...
وقف على جهه يلعب فيها الاولاد كره قدم .. مسكت يده ..
وقالت وهي تلهث : اعنبوا ابليسك .. قطعت نفسي .. لاتتركني مره ثانيه .
استدارت لتتصطدم بوجه غاضب .. تراجعت بصدمه للخلف .. وشدت قبضتها
على يد اخوها الصغير ..
سعود بغضب لاول مره يحسه ..: انتي ماتستحين ؟
شدت مسكتها للعبايه وقالت : وشفيك .. عسى ماشر ؟
سعود : لا والله وباقي لك عين تسألين .. يعني تحسبين كل مره تسلم الجره ..
نجمه : سعود .. تكلم ولا ابعد عني ؟
مسك عضدها و مشى بها ناحيه البيت بعصبيه واضحه من انفاسه ..
نفضت يده بقهر .. وهي تطالع حولها ..
وقالت بإنزعاج : انت نسيت نفسك ..كيف تمسكني بالطريقه هذي ؟
سعود : وانتي نسيت نفسك انك متزوجه .. كيف تخرجين و تستعرضين نفسك
قدام الرجال لاحيا ولامستحى .. ولا باقي مطلعه صوتك .. وكأن اللي حولك
خرفان مايسمعونك ؟
ارتفع ضغطها من طريقته فقالت بهمس غاضب : مالك حق تكلمني بالطريقه السخيفه
هذي .. كنت انادي اخوي وصوتي ماكان طالع ؟ ويش اسوي اخلي الولد علشان
حضرتك ؟
تركته وسارت مسرعه .. ناحيه بيت ام سعد ..
لحقها وقال بعصبيه : وين رايحه في هالوقت ؟
نجمه وبعدها تمشي بدون اهميه له ..
: عند ام سعد ..
مسكها وادارها ناحيته .. صرخ في وجهها بصوت عالي..
: اقسم بالله ان مارجعت البيت بالرضا.. لاكون رادك له بالغصب ..
حاولت تدفعه لكن ماقدرت .. فانطلق اخوها يبكي بخوف .. من مشهدهم
نجمه بإذعان لصرخات اخيها المتواليه : والله لومااخوي .. ماكنت رجعت ....
مشى معها رغم تأففها .. دفعها ناحيه البيت و.. فانزعجت من طريقته لها ..
نجمه : اخر مره اسمح لك تعاملني بالطريقه هذي .. لاتحسبني سهله ياولد الناس ..
نفض الطرحه من على وجهها .. ليشوفه ... كان احمر من شده الانفعال ..
وعيونها متأججه بغضب كبير ..
سعود بنفس النبره : ماعلي منك .. انااخر مره اسمح لك تخرجين من البيت من غير
شوري .. انتي متزوجه ولانسيت .
زمت شفايفها بغيظ .. لان كل كلماته فيها صحيحه وصادقه .. وهي قبل ذلك سمعت
درسآ تربويا دينيا من والدتها لكن احبت ان تغامر دون ان تأخذ رأي احد ..
وتتصرف بطبيعتها المعهوده ..
نجمه : وان يكن .. ماعلي منك .. ذاك الساعه لكنت في بيتك اصدر اوامرك .
قبض على ساعدها بغلظه ..
: لا تخليني اتهور وامد يدي عليك ..
نجمه بتحدي : لا تهور .. والله في سماه لاردها لك .
ضحك بسخريه منها وقال يحاول يسكتها ويجرحها بأي طريقه ..
قدرت عليه بسهوله و خرجت النقيض الاخر له ..
: والله انك بلشه .. هي امي داعيه علي يوم مشيت في طريق كنتي فيه ..
ترك يدها وعدل شماغه بطريقه عاديه .. بينما هي مقهوره لاقصى درجه ..
نجمه : ايش قصدك بالطريق اللي كنت فيه ؟
سعود ببرود : طريق الندامه .. قلت اساعدك واكسب فيك اجر ..لكن طيب النوايا
ماله في الدنيا نصيب ..
كان بيخرج بعدما رمى لها بنظره غريبه .. اقرب للاشمئزاز .
مسكت يده وقالت بإستفهام : ايش قصدك فهمني .
سعود : مايهم ..
نجمه بإلحاح : عندي يهم ..
سعود بتردد : انا اللي شلتك وجبتك لباب بيتكم يوم اغمي عليك ..
انصدمت بقوه الحطام من اعلى الجبل .. وتغلغل الالم لديها حتى شعرت بقواها تنهار امامها
صرخت بعصبيه ظاهره في ملامح وجهها ..
: وبعد كل هذا الكلام .. ايش اللي تقصد تقوله ؟
قفل الباب بعصبيه وقال : اسكتي ..
نجمه بنحيب : اسكت وليش اسكت .. ليش تزوجتني ياسعود ؟
شد قبضته وقال بصعوبه : وهو يهم ليش اتزوجتك ..
صرخت فيه بقهر :ليش تزوجتني ياسعود ؟ ..
توترت اعصابه وشعر بالخوف فجأه من حالتها ..
: تزوجتك علشان جدي ..
وصلتها المعلومه بكل هدوء فجلست على الارض وانتحبت بشده
ظلت تبكي بصوت عالي .. منهاره ومخدوعه ..

كانت كالحمقاء تنزف له كأحسن عروس ..
كانت كالحمقاء عندما بنت في اسرارها بيت لهما ..
كانت كالحمقاء عندما فكرت انه هو الرجل المثالي .. والمحبوب .
لكنها خدعه .. خدعه .. و درس فكاهي في الحماقه ..والسذاجه
صورتها هي على احسن مايكون .. وهو استتر بالاخلاق والقيم وان كان مخادعآ ..
ابتلع ريقه بصعوبه وانحنى عليها ..وهمس برقه : نجمه .. اللي فات مات ..
ناظرته بشراسه .. وقامت بسهوله ..
وقالت : ماهو انا ياسعود .. انا مو رخيصه ولاسهله علشان تنغصب علي .. مابيك النفس
عافتك .. النفس عافتك .. حللني منك .. ..
كظمت انفاسها المقهوره وظهرت له كـ ند مستوفي الشروط ..
نعم انثى .. لكني لست سهله ..
نعم انثى تحب !! .. ولكني لست مطمعآ لاصحاب القلوب الضعيفه ..
..لست من ادثرهم ببلاده عواطفي ..
ولست من يصنع لهم تماثيل فخافه على حسابي
لست من يصنع لهم تيجانآ من دموعي ..

انا نار وبركان وهدير موج غاضب ..
انا قمه و شموخ و صرح عالي ..
انا انثى .. بمخلب و ناب و سم قاتل .. لا تهزأ بها .. تسلم دائما ..
كن عونآ لها فتعينك ..
كن سترآ لها فتغطيك بل تحميك ..

مسحت دموعها بشموخ انثى لاتهاب الرجال ..
وبصوت حازم : طلقني ياسعود .. طلقني ..

سعود في رده فعل ليس لها سابق في حياته .. لم يتوقع ولم يعتقد نهايه الامر
سيقر بينه وبين نفسه انه استهان بها ككل انثى جاهله في القريه ..
واستهان بها بالذات .. كان يظنها مثل غيرها .. تخنع بصمت و لاتهتم كثيرا ..
ككل من اعتادت العمل في البيت بسكات و انخفضت رأسها بضعف ..دون صوت
او حلم او حتى رغبات ..
من شعرن بان الخلاص بيدي الرجال امثاله .. وان حريتهن مرادهن بأي طريقه تكون ..

شعر بالخوف . .. والحزن .. لم يكن يعتقد ان امره سينتهي بطريقه لم يخطط لها ابدا
غيرمحسوبه هي التوقعات ..غير مدرك للعواقب .. فما له غير يومين ... او اقل من ذلك ..

حاول ان يكون صبورا غير مباليا بإنفعالها .. لكنها مسكته .. بقوه
وقالت بتحدي : والله ماتطلع حتى تنطقها وتريحني ..

سعود في حاله لايحسد عليها .. حاول ان ينطق بكلمه لطيفه تداعب مشاعرها
عساها تلين لحظتها .. ما إن فتح فمه ..
حتى سمع صوت صفعه .. قريبه منه .. نظر متفاجئ للجهه الاخرى..
ليطل في عينين غاضبتين تشبهان عيني التي امامه ..
نجمه في صدمه تحجرت من هول الصفعه ..لقد كانت قويه مزعجه .. مؤلمه

ام نجمه بغضب : ماعندي بنت تطلب الطلاق .. وهي ماطلعت من بيتي بعد ..
نجمه بصدمه : يمه ..
سحبتها ام نجمه ناحيتها وقالت بعتب: انا قلت لك لاتطلعين من غير شور رجلك ..
لكن انتي ماتسمعين الكلام ..
وجهت نظره مهزومه .. له .. وقالت : انتي مو فاهمه الموضوع ؟
ام نجمه تدفعها قدامها مع نظرات اسف لسعود ..
: وماودي افهم الموضوع .. امشي قدامي ..

بالكاد دفعت نفسها .. والالم محتل كل جزء من جسمها ..
اهانه .. ونقصان كرامه .. و ذل لم تتوقعه في حياتها ..
كانت ستنهي كل ماشعرت به من خزي امامه ..
وتنهي عذابه .. لن تعيش مع شخص لايريدها ولم يختارها هو ..
لن تعيش معه وهي تعرف انه يكيد لها و يكن لها الحقد .. بأنها السبب في تدمير حياته .
لكنه وعد زرعته في روحها المتمرده .. ولن تيأس من تحقيقه ..
لن تجعل الذل يختال في مسرح حياتها .. وهي تتفرج عليه .



**************************************




حشر في زاويه وادركته المنون في غيبات الاماني .. بل في اختفاءها ..
وهو لايعلم ماالعمل ؟
ايدخل كمنجنيق يدك الحصون .. ويقلب الارض على اصحابها ..
ام يعلن هدنه واستراحه محاربين يهون القتال فيه الى اخر الانفاس ...
او يرفع الرايه في مثل حالته ..لامفر ولاهروب .. ولاقرار شافيآ يهدي القلوب ..

منذ حملها وادخلها .. تنازعن عليه بنات حواء .. و قررن انه لاعلاقه له بها
والتفتن حولها .. بعدما نبذوه خارجآ .. و لاصوت يأتيه سوى ارتباكات و رثاء
وبعدها عم الهدوء .. وبدأت الاستنتاجات ..
دار حول نفسه بعدما مل قياس الصاله التي يمكث فيها .. قطع السبحه الي بيده
يلفها كامله في دوره غير محسوبه ..
دخل سعود متأففا .. يخاصم ذباب وجهه .. يصفق الباب خلفه و يرمي عليه دعوه صماء ..
وقف سعود وانعقدت حواجبه بإستغراب لحاله مطلق ..
مطلق براحه بعدما رآى بصيص من النور في سعود ..
: جيت والله جابك .. ادخل وشوف ليلى .. طاحت علي في المجلس ولا احد طلع وطمني عليها ..
سعود بخوف ..: ليلى ..
دخل بسرعه و صوته يعلن حاله من الخوف الذي مسه ..
وقف على عتبه حجرتها ..وعلى طرف سريرها .. جلست جدته ويدها على صدر ليلى
تقرأ المعوذات .. راقبها ..كان واضح عليها التعب .. والارهاق ..
سأل بهدوء بعدما قرب من جدته : ايش صار لها ؟
الجده بحزن : والله ياولدي ماادري عنها .. ماشفت الا زوجها حاملها بين يديه مثل الورقه .
مسكت سعود وقالت بيأس : هالبنت اصابتها عين ما صلت على النبي .
سعود ويده تحيط بكتف جدته وقال : ياجدتي الله يهديك .. البنت تعبانه ..ماتاكل ولاتشرب مثل الناس .
تنهد بتعب .. ليس نقصان في كميه التعب اليوم .
فـ قبل قليل فجر قنبله ظنها لن تفجر الا بعد حين ..
سعود : بروح اطمن مطلق عليها ..
الجده بلوم : الله يقطع الشيطان .. إلتهينا في البنت و نسيناه .. قوله انها بخير ..
تنهد سعود وقال بإستسلام : كان الله في عون الجميع .. والله ماحد مرتاح في دنياه ..
الجده بحنان : وانت علامك بعد ؟ وشفيكم ياعيال احمد كبرتم وكبر همكم معكم ..؟
ماقدر الا يبتسم .. وهو يتخطاها ..
كيف و لايكبر معنا .. فنحن بعض من كل همومنا ..
هو حال البشر .. لايتعدى يوم ويتخطى همومهم الا يجب ان يتعدوها هم ..
هي حال الدنيا يا اماه .. فلقد وضعت الهموم لتصعب علينا الحياه .. ولندرك لما وجدنا فيها اساسآ ؟


طلع سعود له .. رغم كل شيء تحامل على نفسه الا تزيد همومه
ففي قلبه حرى منه .. له يد في كل هذا ؟ يعلم ذلك ؟ فاخته لاتنكسر بدون سبب ؟
مطلق : طمني عليها ؟
سعود ببرود : جدتي تقول انها بخير ..
مطلق بعصبيه غير مبرره : جدتك تقول انها بخير .. وانت ايش تشوف ؟
تقدم سعود خطوه غاضبه منه وقال : انا اشوف انها منكسره و تموت قدام عيني .. والسبه حضرتك
ماادري ايش سويت لها .. لكن انا واثق ان فيها شي .. ؟ ارتحت الحين ؟ هذا اللي تبيني اقوله لك ؟
مطلق .. ويزفر انفاسا امتلأت في صدره .. كان غاضبا من نفسه .. و يتمنى ان يفرغ
ذلك الغضب في اي احد كان ...لكن الان مشغول بها ولايريد ان يتشاغل بشي اخر غيرها ..
جاوبه بهدوء : خليني اشوفها ..
تنهد سعود بأسف وقال : السموحه يامطلق .. حالها ماعجبني .. لاتلومني هذي اختي ..
مطلق : انا مقدر الوضع .. وانت بعد يا سعود لاتلومني ..
كان بيسأله سعود .. عن السبب لكن اكتفى بالسكوت ..
لايريد ان يسمع مايؤرقه و يرهق تفكيره .. فلقد وقع الان في حفره حفرها بنفسه ..
ابتسم سعود بألم .. مالهم يدورون في دائره واسعه .. جدرانها تعلوهم ..
وهم حيارى ..سكارى .. في متاهات الدنيا يضيعون ويغامرون بحياتهم ..
مطلق بلهفه غير متزنه : شوف لي درب ياسعود .. وخليني اطمن عليها ..
سعود بضحكه : انا لو قلت لك موشح عن حالتها الصحيه ماتبي تصدقني .. لازم تشوفها
عيونك .. ابشر يالنسيب وحتى في راسي فكره علشان نرتاح من الحاحك ..
ابتسم مطلق بإمتنان .. وادار ظهره .. علقت انظاره في مكان يرسمه هو في افقه
بحيره يجدها في كل درب ..
سمع نداء سعود له .. فدخل مخفض الرأس .. يقوده قلب يتصارع مع شرايينه واوردته
وخطوات بالكاد يحصرها بينه وبينها ..
كاد ان يتراجع .. يخاف ان يظهربصوره يستغربه الناظر في وجهه ..
يخاف ان تقرأ في صفحه ملامحه كلمات اخفاها عن نفسه ..
حتى وقعت عيناه عليها .. تلوذ بالنوم بعيدا عن صخب صدره النابض بدقات قلب مجنونه ..
الجده وهي توقف مستنده على يد سعود .. معلنه صمتآ مستغربا .. تخرج بهدوء تاركه الفراغ
يتوسد مكانها .. على فراش ليلاه .. وهو الذي لايعلم اي جمود ثبت قدميه ...
مضت دقيقتان .. وهو على تلك الاستقامه .. ينظر لها من بعيد .. يعلو صدرها من بين الفينه
والاخرى .. انتفاضه انفاس صاعده .. وتستقر بهدوء ..
اقترب .. بعدما تداركه الوقت وهو لم يشبع منها ..
جلس على السرير .. ليلتمس فراشها المحسود عليها .. يخبآ رائحتها في تجاويف قطنه
و ينعم بملمسها بعيدا عن الاخرين ..
ابتسم واصابعه تجد طريقها تلقائيا ناحيه يدها .. ولتذوي صلابته حينها .. ويطلق نفسآ مستسلما
لاهثا .. وهو يلثم اصابعها برقه لم يعتدها ..
همست بإسمه .. ليرتعش قلبه الصلب ويفتت بعضآ من قشوره .. وكأنه يجدد الصبا ..
بالكاد حافظ على رباطه جآشه و تحكمه في خلايا عقله .. وعن ماذا ؟
عن زوجته .. ان لايمس رقتها .. او يلثم شفتيها ورقبتها .. او يهمس في اذنها مطالبا يإستيقاظها
لكي تروي عطشه وهي واعيه له ..
كلمتها له تجعله انسان ااخر بعيد عن رغبته .. يعشق ان يفعل لها شيئا تحبه ..
يضحي براحته من اجلها لو تريد ..
اقترب منها .. لامس خدها وخاف ان يخدشه برعونه ذقنه الخشن .. كاد ان يهمس في اذنها
كلمات ينحتها في الصخر ويتستخرج جودتها بإخلاص .. .. .. لكنه خشي ان لايفي بوعوده
ابتعد على الفور .. باسمآ لذكرى تناسب مثل هذه الكلمات .. اخبرها بها
في ليله لم ينساها .. في ليله كانت بين احضانه .. كانت ليلاه بدر كامل في ليله دافئه ..




***********************************




ظلت تبكي في زاويه كانت تعشقها وتلجأ إليها في طفولتها ..
عندما تعاقبها والدتها او تتشاجر مع احد اخوتها ويكون لها نصيب الاسد في الضرب ..
علقت مابين حائطين يطبقان عليها .. تكاد تختنق .
لاتستطيع التوقف عن البكاء او حتى التفكير...
تحسست تلك الصفعه المؤذيه.. لتنتحب بصوت اعلى ..
غير ممكن ومستحيل .
كيف امكن ان يحدث ذلك ؟
تذكرت ليلتها تلك .. والشكوك التي جاورتها على فراش المرض ..
و في النهايه طلع منقذها الفارس المغوار.. سعود .. ينهي ما ظنوه بالعار ان يحدث
كيف فعلوا ذلك ؟
بل كيف سمحوا لانفسهم ان يقرروا شيئا لم يكن لهم ولايخصهم ؟
بل ذاك الاحمق المستتر بأخلاقه الرفيعه .. الاستاذ المثالي والصوره الكامله للرجل الخلوق
كيف يسمح لنفسه ان يخدعني و يغتال براءه فرحتي بإقتراني به ؟
مسحت دموعها بخشونه والتفتت لافكارها برقه ..
طيب يانجمه انتي دائما كنتي تتمنين لو يتطلع فيك او يجيب طاريك على الاقل ..
نسيت يانجمه انه الوجه الدائم لفارس الاحلام .
لكن كل الذي فعله لك هو معروف .. اصمتي واقنعي بالواقع
هزت افكارها برعونه .. بينما تطلعت للجهه الاخرى المحايده ..
كيف ترضين بشخص مجبور عليك ؟
كيف تسمحين لنفسك تعيشين مع شخص مايحبك ولا يهتم فيك ..
انتي ضحيه .. عرف وتقاليد ..واضحيه لألسن كانت قادره على قطع رقاب و ارزاق ..
لكن حتى هو ضحيه .. وان كان رجلا,, لماذا نعتقد ان الرجل محرر من قيودنا ..
لا للاسف فالرجل مصلوب كالارض .. له مالها وعليه ماعليها ...
لكن كان قادر يتخلص مني بسهوله .. كان بإمكانه بخبرني بطريقه غير مباشره وان شاء مباشره
كنت سأحزن وقتها صحيح ..لمده واعرف ان ذلك هو الصواب .. لكن الان اشعر بأن لاقيمه لي مطلقا
سخرمني بكل سهوله .. كان بإمكاني ان ارفض واسد الطريق .. وانتهي من كل هذا العناء ..
والان فهمت مغزى تلك النظرات .. وتلك الكلمات المدسوسه بسميه بين كلامه ..
كم هذا مؤلم حقا .. لكن سأستآصل الالم ولن اجعل له مكان في حياتي ..
لن ارضى بالحال ولو فعلت مالم يفعله الاخرين ..


*************************************



ليلى وبالكاد تبلع اللقمه الصعبه .. و تتذمر من عقوبه قاسيه
يجرعونها الطعام كأقسى عقاب لها .. لا تجد طعمآ له او مذاقآ ..
تحدق فيها سلوى كجلاد ينهال على المجرم بسياط من العذاب ..
وجدتها كحارسه فوق رأسها تتأكد ان الطعام يجري مجراه الطبيعي حين يدخل فمها ..
دفعت ليلى بالمعلقه الاخيره وقالت بتوسل ..
: الله يخليكم كفايه .. والله شبعت .
الجده : ماهو على كيفك يابنت .. اذا طاوعناك زياده ومشينا على شورك بنشوفك ميته بيننا .
ارخت رأسها على المخده وقالت ..:
يمه .. الله يخليك لاتجبريني على شيء ماابغاه .. كفايه اللي اكلته .
تنهدت الجده بتعب .. ومسكت رأسها وقالت ..
: الله يهديك يايمه .. انتبهي لعمرك .
شدت على نفسها وهي تنهض بصعوبه .. وتسير متثاقله الخطوات ..
بينما سلوى تبتسم وهي تحرك الملعقه في الصحن..
ليلى بهدوء : وانت علامك تبتسمين ؟
سلوى : والله حالك عجيب ياليلى .. انا ادري انك زعلانه من زوجك .. لكن سبحان الله
ماتطيحين الا وهو موجود .. ياعيني على الرومانسيه
ضربتها ليلى بلطف وقالت ..
: ياسلام .. والاغماء رومنسيه .. كل اللي حسيت فيه دوخه ..
سلوى بضحكه مشعه من عينيها ..
: والله لو تشوفين شكله .. وده ينفينا من الارض و يقعد معك .. لكن المسكين شافنا
متجمعين عليك ..سحب عمره وطلع .
وخزتها الكلمات .. وذكرتها بتلك اللحظات المؤلمه ..تشعر بها اشد من غرس الخناجر في الجسد
لاتستطيع ان تنسى تلك الكلمات والانفعالات الواضحه ؟
تنهدت بأسى .. وقالت : وينه الحين ؟
سلوى بتعاطف : والله مدري .. ساعه طلع من عندك .. خرج من البيت .. يمكن رجع ؟!!
اغمضت عينيها بألم .. وسألت مجددا بهدوءها المريب ..
: وجدي وينه ؟
سلوى : في المجلس مثل العاده .. ياهو عصب لما درى عن طيحتك ..
و ظل يهاوش كل من يوقف في وجهه .. يقول انه مدلعك ..
ابتسمت .. وقالت واجفانها متثاقله ترغب في النوم ..
: سلوى .. ودي انام ..
غطتها سلوى بحنان اخوي .. وقفلت الانوار والباب بهدوء خلفها ..
حدقت في الظلام .. لتتساقط دموعها بألم ..
سلطان زاد همومها اثقال لاتحتمل ..!!
كيف له ان يقطع شريط حياتها منذ البدايه ... ؟
كيف له ان يغلق ابواب كانت مشرعه لها بأمل ؟
كيف تلوم ذاك وهو يرى اثباتات بصريه هدت حبائل صبره ..
ولا اعلم لماذا اخفى علي مثل ذلك الامر؟


يكفي انه مازال يعتقد انها تحبه .. وانه افسد حياتها بدخوله فيها ..
مازال يظن انها مسلوبه المشاعر لـ سلطان ؟ وانه آسف من اجلهما ..
كيف يظن مثل ذلك وهي التي وهبت له اجمل ماقد يوهب ؟
مشاعرها وروحها وقلبها .. كانت له هو ..
لماذا اوقفته ؟ لماذا لم تتركه يمضي في طريقه ؟
لما لم تصر على الانفصال .. ؟
ايعجبها الحال الان .. بعد اعترافه الاخير اصبحت مشلوله القوى على التفكير
لااعلم ماهو الصحيح ؟

تنهدت بحيره وسط ظلمه بدأت تسود روحها .. ماذا تفعل ؟




****************************



مشت بكعبها العالي .. بجوده دافنشيه .. واثقه الخطوات في بيت عمتها
والجوال بإكسسوراته الملونه في يدها ..
تأففت بإنزعاج : ياللا رغوده ماصارت عاد ...؟
رغد : اطلعي مافي الا انا وامي في البيت ..
ريهام : لا والله .. كنت عارفه انك تسحبيني سحب ..
رغد : اقول لايكثر ادخلي واسكتي .
قفلت الجوال .. وبالكاد .. دخلت لشيء ما في نفسها ..
انقطعت رجلها تقريبآ عن منزل عمتها..
لتلك النظره المتساءله في اعين الجميع ..
يقولون من " باعنا بعناه ولو كان غالي "..
وتظن ان هذه المقوله قد انطبقت عليها .. تلك المتغيرات لاتجيئ عبثآ ..
اخذت لها نفس عميق ترسم على وجهها ابتسامه فتاه لايهمها شيء ..
خطت خطواتها بسرعه .. الهدوء يعم المكان .. هدوء مزعج .. هدوء يطبق على الانفاس .
طلعت الدرج لحجره رغد مباشره .. رغم انها ارتاحت لعدم وجود احد في طريقها ..
إلا انها لم تمنع نفسها من ان تشعر بالضيق ..
قفلت الباب خلفها .. ونظرت لرغد بقليل من الحنق .. كانت ترتدي بنطلونها من الجينز
وبلوزه بيضاء ..
طرقت ريهام على الباب وقالت: نحن هنا ياآنسه .. ياللا قدامي .
ابتسمت رغد وردت بتشاغل : هلا ريهام .. تعالي اجلسي حتى اخلص ..
ريهام: رغد .. ياللا يابنت ..والله تأخرنا .. تعرفين عندي اشياء كثير اشتريها ..
ومايمديني ..
رغد : خلاص ماصارت اكلتيني بقشوري ..
ابتسمت ريهام وسألت : إلا وين عمتي مااشوفها ؟
: يمكن في حجرتها ..
التفتت ريهام حولها .. وقالت :بيتكم هادي بالمره .. ؟
رغد بإبتسامه : اكيد هادي .. مافي الا انا و اخوي المبجل سلطان ..
عضت شفايفها .. لشيء لابد ان تشعر به ..
فانسحبت بهدوء : انا بنزل وانتظرك في السياره ..
كانت تهرب .. تهرب من نفسها ..
تهرب من اسمه و ذكراه و حضوره .. في منزل يضمه جسدا وروحا ..
لم تعي انها تركض ولاتهتم .. بسرعه خاطفه .. استدارت لكي تنزل الدرجات وتمضي في طريقها ..
شهقت بخوف .. شهقه عاليه تخترق الاذان .
كان امامها .. يقابلها في صعوده .. يزم شفتيه ويصفر بدون اهتمام .. ويلف سلسله فضيه طويله
حول اصبعه ... حتى عندما توقف يلمحها .. مازالت شفتيه على وضعها ..
كانت ترتعد .. وعيناها زائغتان بملامح الخوف .. غير مسيطره على جيش من المشاعر
قد بدأ يتسرب من قبضتها .. ظنت انها احكمت قيودها .. لكن يالقلبها الخائن ؟
وذاك على وضعيته ..يراقب و يشده الفضول ليعرف من ولماذا ؟
انحنى بطريقه تجعلها تمر من امامه ... فهبت كالريح و كالعاصفه ..
تنفض اطياف عباتها السوداء خلفها .. مازال يتأمل شرودها المخيف ..
افعلت شيئا ؟ لكن من هي ؟ استدار ليتابع طريقه والفضول يدور في عقله ..
فقابل رغد في طريقه .. ابتسم ليمحي الغرابه من ملامحه..
: سلطان .. جيت بدري ماهي عادتك؟
رجع السلسله لجيبه وسأل بإهتمام : وين رايحه هالوقت ؟
احكمت لف الطرحه على رأسها : بنروح انا وريهام السوق .. تعرف الجامعه على الابواب
وبعدنا ماشرينا شيء ..
سلطان بعدم تصديق .. في البدايه ارتاح لمعرفته انها ابنه خاله .. لكن مابالها ؟ وكأنها
رأت شبحا امامها ..
قال بسخريه : وشو .. عيدي ايش قلتي ... بعدك ماشريت شي .. حجرتك شوي وتنفجر
من الاغراض ؟
ضربته على كتفه بلطف وقالت وهي تتجاوزه : لايكثر .. ياللا انا ماشيه توصي شيء ..
ضحك وهي يجاوبها : ايه .. ابغى ..ساعه .. وعطر .. ومحفظه جديده .. و, ,,,
صرخت من تحت بغضب : اقلب وجهك ..
ابتسم .. لكن صوره بؤبؤ عينان يكادان ينطقان ذعرآ او ماذا ؟ عاد مجددا إليه .
اهذه ريهام ... اهذه من كانت ستصبح يومآ زوجتي ؟ لكن لما خافت بتلك الصوره
اتفاجآت بي .. وبوجودي .. ام ان جروحآ قد تفتقت لديها .. اتكرهني لتلك الدرجه ؟
ألا تطيق النظر الى وجهك .. لو تعرف اسبابي لقدرت ماانا عليه ...
ابتسم بسخريه .. اي حال انت فيه ياسلطان ؟ لكن يبدو ان فرجك قريب ..
وان حلمك ليس ببعيد .. يبدو ان كل شيء سيتغير .. اشعر بذلك .. اشعر به .




**********************************



شعر بألم في جسده .. ارتخت عضلاته ... و صرخت عظامه بألم ..
وهو يصعد الصخور ... حتى يصل لمبتغاه.. او هو ليس مبتغى
بل تحدي لنفسه ان يصل لاقصى درجه يستطيعها ..
لم يكن يظن انه سوف يتعب بسهوله .. كان يعقد الرهان على قدرته على التسلق
بدون ألم في قوته الجسديه ..
وصعد على الصخره واستقام حيث يكون هو اعلى من كل شيء يعتبره تحته ..
ابتسم .. رغم انفاسه المتلاحقه لصعوبه الارتقاء ..
جلس وترك شماغه جنبه ... و دفعات من الهواء القوي قد مرت به .. فاستيقظت احاسيسه
و جاشت ذكرياته .. كلها .. ايام الطفوله والمراهقه البالغه .. مرت نظراته بشكل عام على المكان
على الاعشاب المخترقه لتجاويف الصخور .. لكهوف صغيره .. للمسات ناعمه بارده
لاحجار كبيره .. و الاجمل من كل هذا احساس بالحريه .. يتعمق لديك في وحدتك .
هنا كان يبتعد عن مشاكله .. عن حسرات الحياه .. .
هنا كان يجد نفسه .. احلامه و امنياته .. و الالامه التي ينحرها على ضريح صخرته الصلبه ..
هنا وجد تلك الصغيره .. وهنا لاول مره ينبض قلبه الفتي .. وعرف مايشعر به الشباب ..
وهنا دفنه عندما اشتدت عسرات الحياه وتناسى وجود المشاعر ..
وهنا الذكريات كانت .. واصبحت مجرد ذكريات تستحضرها الاماكن .
انتظر طويلا .. يهدأ نفسه ويجد حلآ سريعا.. لم يكن الانفصال من اهمها ..
بل اعتبره حلا من الحلول ..
طالت غيبته عن البيت .. وهو يطل عليه من بعيد ويتخيلها تقف في الجهه الاخرى
تنظر إليه ..
ماذا يفعل اذا عاد ؟ هل يطالبها بالعوده ويرتاح ..
تنهد بتعب طويل .. طويل شق صدره ... وانهكه ..
اااه لو تعلم .. ماذا فعلت بي ؟
وماذا تنوي ان تفعل بي ؟
استهل رحلته في النزول وهو يرمي حجرآ من اعلى مكان وصل اليه ..
وينظرإليه ويتصور نفسه مكانه ...



*******************************




اقشعر جلدها بحكه غريبه .. تزعج مرقدها ..
لم يطب لها المقام وهي لم تسمع اسمه بين افواهمم او تسمع صوته ..
او ذكراه ..
تريد ان تسأل وتطمأن لكن هناك شيئ كبير يمنعها ؟
سعود يدخل ويخرج ويرمي عليها بنظرات مبهمه ..
لاسؤال ولاجواب ولاطلب يضم اسمه وذكراه ...
اين ذهب ؟ اسدل الليل ستاره .. وعاد الجميع من الصلاه ..
الا هو ؟ ليس بينهم .. اين ذهب في تلك الساعه وهو لايعرف المكان ؟
نهضت مثل المفزوعه .. ونفضت لحفاها القطني .. عنها ..
دلكت يديها بكثير من التوتر ..
دخلت سلوى .. فسحبتها بسرعه وقفلت الباب خلفها
سلوى بخوف : عسى ماشر ؟ وشفيك ؟
ليلى بتوتر : جاء ..
سلوى بإستفهام حقيقي : منو اللي جاء ؟
ليلى : مطلق وينه ؟
ابتسمت سلوى وتنفست براحه .. : خوفتيني .. والله ماادري ..
ليلى وهي تجلس على السرير بتعب ..
سلوى اقتربت منها وقالت : الحين اسأل عنه ؟
اندق الباب ففتحت سلوى بسرعه
سعود بنظره متبادله بينهن ..
قال برجاء : سلوى لو سمحت ..نظفي غرفتي ؟
سلوى .. : ابشر ياخوي .. لكن الحين اسوي قهوه لجدتي .. خليني اخلص ..
وقفت ليلى وقالت : انا بنظفها ..
اعترض طريقها بإبتسامه مبهمه ..
: انتي لا ؟ مابنغاك تطيحين علينا ؟ استردي عافيتك الشغل ماهو طاير ؟
ليلى بتأفف : ارجوك ياسعود ... مليت من نومه الفراش ؟
تخطت سعود .. فاقتربت منه سلوى بإبتسامه شقيه
وقالت : ليلى تعاند .. لكن الشوق فاضحها
رفع سعود حاجبها وقال : وانتي ايش دراك ؟
تنهدت سلوى : آآه من نار الحب ياخوي ..
سعود بعصبيه مزيفه : لاوالله .. اشوفك سلخت الحياء مره وحده .
ضحكت سلوى وهي تمر من جنبه وتسرع الخطى ..
: ماعليه امون ياسوسو ..
سعود : سوسو في عينك ..


*****************************




حجره سعود .. وصف لها بعيد عن الاخريات ..
في الجزء العلوي المكشوف من المنزل .. بعيده عن الصاله ومجلس النساء
وهذا مايريح التصرف فيها .. والاجمل انها تطل على حوش المنزل من اعلى
ويمكن الجلوس فيها براحه .. وهذا اللي سوته ..
ابتعدت عن الجميع .. وجلست على كرسي يفضله سعود ..للقراءه ..
كانت انوار بعض المنازل تظهر لها من مكانها .. والهواء بارد بعض الشيء
ضمت نفسها .. وتساءلت اين يوجد الان؟
اطلقت شعرها ببعض الحريه .. تطلق انفاسها مع نفحات هواء قويه معاكسه ..
تنفض شعور القلق والحيره .. وتنهدت بيأس لفكره انه ذهب وتركها ؟
لما لاتفكر بهذا ؟ ايكون قد رحل دون كلمه مثلما فعل المره الاولى ؟
آآآآآآه .. اطلقتها بحرى وعذاب ضمير ..
مااصعبك يامشاعر عندما لانجد تفسيرآ منطقيآ لك ..
لن تبكي ؟ ليس حلآ البكاء ... سيعود فثلما يقولون الثالثه ثابته ..


وقف خلفها لايفصله سوى خطوات قصيره ..
يتأملها بهدوء .. تبدو شارده من نظراتها .. غائبه عن حاضرها ..
فمنذ تركها ملقاه على سريرها بدون وعي ..وهي تتصور له في خيالاته ..
مالذي يطاردها ؟
تنحنح ليعيدها إلى واقعها .. ويكون معها حيث تكون ..
لمت شعرها بدون التفاته منها .. وقالت بعجله ..
: لحظه ياسعود باقي مانظفتها .. إلا اسألك مطلق جاء ؟

لم يمنع نفسه من الابتسامه .. وقال ..بصوته العميق الدافئ .. براحه قد استقرت على قلبه
على الاقل سآلت عنه واهتمت به.. ولو ظاهريا على الاقل ..
: انا هو بشحمه ولحمه ..
لم تنظر اليه يكفيها صوته فقط ..بعث فيها كل شيء .. وابل لايحتمل من المشاعر
و اهتزازات جعلت قلبها يهتز كالورقه ..
يا الله على رائحته .. كم تنفذ بدون استئذان.. يستحسنها العقل و يقبلها القلب ..
لاحظ عليها تلك الوقفه الثابته .. فاقترب هو .. ونظره شامخ لاعلى ..
ستاره سوداء كحال قلبه المغتم ..
سأل بهدوء : كيف حالك ؟
مرت بأصعبها على حافه السور .. واجابته بمثل هدوءه ..
: بخير .. تنفست براحه الان ...بعدما رأته بقربها ..
واصابتها بعض من الطمأنينه لانه لم يتركها ..
استدار ناحيتها .. وهي مازالت تتأمل اصبعها يمر بخشونه على تعرجات السور ..
ظل يحدق طويلآ .. تلك الكلمات التي اراد صياغتها لها ضاعت ..
شدت على خصلات شعرها المتمرده .. الراقصه على طرفي رأسها ..
ولم تتفوه بكلمه .. عقلها يناشدها ان تتكلم ؟
استدرات له بسؤال قد ظهر لها فجأه من العتمه..
وارتفعت بهدوء على طوله .. وانصدمت بنظرته تلك ..
فلم تخجل او تهرب منها . .. بل انغمست فيها برخاء ..
على اطلال الهوى اعترفت بالاشواق ..
تنهد بألم وهو يغوص في صفاء مهدب بالاحزان ..
ادار رأسه مرغمآ .. وقال بدون ان تسأله ..
: تمشيت شوي في القريه .. ابتسم وكمل : و طلعت الجبل . ..
ابتلعت ريقها واظهرت ابتسامه مرحبه بتبادل الحديث ..
: الجو حلو للطلعات ..
كمل بنفس الابتسامه : في اشياء كثيره حنيت لها ..في نفس المكان ..
لم تمنع الفضول من سؤاله : وانت جيت من قبل ..
ابتسم بشجن متخطيآ كل حدود الكتمان ..
: في ذكريات محتفظ فيها .. عشتها في هالمكان ..
استند بجسده الطويل على السور ونظراته تمتد للبعيد .
بينما سألت ليلى : اول مره ادري انك جيت هنا من قبل ..
ناظرها بلوم وقال : لاتحسبيني من اولاد المدن .. تراني جاي من قريه ".... "
تكون في الناحيه الثانيه للجبل ..
استندت على السور بظهره .. وكمل : في اشياء كثيره مانعرفها عن بعض .
انحنى رأسها بقبول لتلك الحقيقه .. فلعبت تلك النسمات الليله المختبئه بخصل من شعرها
حتى وجد طريقه للفرار ...
تشاغلت بخطوط يدها تاركه تلك الخصل تلعب بأعصاب ذاك .. يتقلب مكانه ولو رأته ..
اقترب مخترقآ كل القوانين .. وتلك الحدود الضيقه .. معلنآ انه رجل غريب كل ساعه
اعاد تلك الخصل بهدوء ..حول اذنها ..شاكر الله على تلك النسمات التي ترافقت مع رغبته
لقد لمسها اخيرآ .. كم ساعه .. ويوم ودقيقه مرت وهو لم يتمتع بذلك الملمس ؟
كان يجب ان ترفع رأسها وتواجهه بنظرها .. لكنها لم تستطيع .. غمرها ملكه من ملكاته الخاصه
الخجل .. حتى غطى الاحمرار كامل جسدها ..
ابتسم .. وياله من شقي .. ينتظر كالطفل حدثآ مهما .. كالذي اشعل فتيل مفرقعات ناريه مثيره
وينتظر بفارغ الصبر انفجارها .. مازالت يده على اذنها .. مسد بها على شعرها المتطاير
مدعيآ ترتيبه وهو كاذب من الاعماق .. متشاغل بعمله ...

سمع وقع الخطوات خلفه ولم يزح يده .. تجمد مكانه
وسعود ينقل نظراته بينه وبين ليلى مبتسما يخشى البوح وفضحهما..
سعود : ماعليه السموحه .. قاطعتكم ..
مطلق وهو يعيد يده لجيبه : لا ابد ماقاطعتنا ..كنت اتكلم مع ليلى عن رحلتي القصيره .
سعود وهو يحدق لاخته بشقاوه .. وهي تستر خلف مطلق بخجل ..
: كنت بقول تمشي معي لصلاه العشاء .. على البنات مايجهزون الحجره ..
ناظر اخته وقال : على فكره ياليلى ... هذي حجرتكم مؤقتا .. حتى تقلبون وجيهكم .
ضحك ومشى..
تركها متخبطه في كلماته .. معقول مكان يضمها وتضمه .. تبقى معه ..
لاابد .. لايكون اخذ موقف ايجابي من وقفتهم مع بعض ..
يحسب علاقتهم رجعت بشكل عادي ..
تحركت من مكانها بتوتر .. فسأل مطلق العارف بتقلب ملامحها فجأه
: كان قلتيها في وجهه ؟ ماتبين تقعدين معي في مكان واحد ؟
رعشت اهدابها بقلق و توتر .. وقالت بدفاع لكن بتردد
: لا تفهمني خطأ يامطلق .. انا احاول ..
قاطعها بلهفه لسماع ماتقوله : تحاولين ايش بالتحديد ؟ فواصلنا كثيره ياليلى ..
ابتسم و سأل بجديه : اذا انتي مصره ؟ ..
نظرت له بإستفهام : مصره على ايش ؟
وقف بجانبها مبتعد عنها : على الانفصال ..
قبضت على يدها بحيره ألمتها .. و تمزقت في قراراتها ..
تأملته بأنظار طفل تتأمل ان يفهمها .. ويسبر اغوارها بسهوله
ليعرف هو ماتريد هي ان تعرفه عن نفسها ..
اليس هو من يريد ذلك ؟ ليس المسأله تعنتآ .. ولا رغبه جامحه
هل يريدها هو ان تستمر ام لايريد ؟
تنهد حائرا.. وقال وهو يخطو لتركها ..
لكنه فاجآته بسؤالها : مطلق .. قبل كل شي .. انت تبيني ؟
ابتسم لسؤالها.. رغم رعشته طالت قلبه ويديه ..
ماذا يبوح لها ؟ وماذا يعترف ؟
ايكسر ايقونه صمته وجموده ويعترف بكل سهوله ..
ايقول جئت لاني رجل حاسم لااحب ان اترك امرآ يخصني معلقا في الهواء دون البت فيه ..
ايقول لها لقد جئت لكي لاادع فرصه لغيري يحقق مبتغاه على حساب كرامتي لنفسي .
او يقول من اجل عائلتك وعائلتي قد قدمت لك ..

اما كان منه ان يقول ..
الشوق من اعتصرني إليك ..
الشوق من اطفأ افراحي الكاذبه ... واعادني إليك مذنبه او جارحه ..
عدت إليك ...
اني اموت تحرقآ وتعطشآ ... اني اذوب في ظلالك الغائبه ..
لم يبقى مني إلا رجع اصداء وشحوب لرجل مهدود على مسارح الكبرياء .. لوتعلمين ؟
الشوق إليك كالليل الطويل بلاضياء ...
كالجرح الغرير بلا شفـاء
كالنار في جوفي تأبى الانطفاء ..

"بعض التعطف مستحيل ان يطوف به ارتداء
يبقى يمزقني وانت بعيده لاتدركين ..
و انا انتفاض صارخ في حسرة ..: هل ترجعين ؟!!!





********************************



: يمه .. يبه ... ابشركم ..بحقق حلمكم ياغوالي ..
مسح دمعه خانت رجولته وكمل في الظلمه امام قبرين .. قديمين ..
: قريب بتزوج يمه .. بنت بأكون متأكد انك بتختارينها لي لو كنت معي ..
همس بألم للقبر: وانتي معي يمه .. لاتزعلين .. بظل على وعدي
مابنساك ياغاليه..
ضحك للقبر الثاني : وانت يابوي .. مابخيب املك .. بكون مثل ماتبيني ..
ناصر ولدك اللي ربيته على الاخلاق والفضيله ..
قام ونفض قميصه ..و قال : سامحوني .. بدونكم فرحتي دوم ناقصه ..
لكن الحياه مثلما قلتوا لي من قبل .. ماتنتهي عند الموت .

وقف لاكثر من دقيقه .. متخيلا حياه غير هذه..
ومتصورا لو كان هذا القبرين شخصين ماثلين امامه ..
تعوذ من الشيطان .. و قاد خطواته .. نحو سيارته المصفوفه بعيدا ..
وموجه انوارها ناحيه القبرين ..

جاءه اتصال من طلال .. ويبشره بموافقه شقيقته ..
وهو امر فتح له باب جديد في حياته .. سعد لها من الاعماق ..
وان نغص لوحدته .. ووجوده منفردا في عائله هو اخر افرادها ...

كان يرغب في الاتصال بصديق حياته ..لكن ذاك اغلق الهاتف
ليمنع استقبال اي اتصال..

ابتسم وفكر ان شاء الله الفرحه تكون فرحتين ..
تنزاح الغمه من عليهما ..ويعود مع زوجته لكي تستمر الحياه ..
وهو سيكون له باع طويل مع زوجته ..

حدق بجديه .. فيه مسأله التحاليل .. ان شاء الله تمر بسهوله
و نمضي في تفاصيل الزواج ..

ابتسم لنفسه .. ومضى في طريقه .. مرددا مع كاظم الساهر عبر المذياع
أحبيني بلا عقد
أحبيني بلا عقد وضيعي في خطوط يدي
أحبيني لأسبوع لأيام لساعات
فلست أنا الذي يهتم بالأبد
أحبيني أحبيني
تعالي وأسقطي مطرا على عطشي وصحرائي
وذوبي في فمي كالشمع وانعجني بأجزائي
أحبيني أحبيني
أحبيني بطهري أو بأخطائي
أحبيني وغطيني أيا سقفا من الأزهار يا غابات حنائي
أنا رجلا بلا قدرا فكوني أنت لي قدري
أحبيني أحبيني
أحبيني ولا تتساءلي كيف ولا تتلعثمي خجلا
ولا تتساقطي خوفا
كوني البحر والميناء كوني الأرض والمنفى
كوني الصحوة والإعصار كوني اللين والعنف
أحبيني أحبيني
معذبتي وذوبي في الهواء مثلي كما شئتي
أحبيني بعيدا عن بلاد القهر والكبت
بعيدا عن مدينتنا التي شبعت من الموت
أحبيني أحبيني




*****************************





كادت ان تفر هاربه .. خائفه .. ممزقه بين الحنين والكبرياء تائهه .. من تنقذين ؟
حطام زواج ام هويه ساخره او نكهه حب خالصه..؟ ام بقايا كبرياء و كرامه هادره ..
كادت ان تصرخ لا تتكلم .. يكفي صمتك فهو اجابتك الدائمه عن كل الاسئله ..
كادت ان تصرخ انطق فالصخر كاد ان ينطق بجانبك ؟

استدار لها .. بوجه جاد و قلب ساخط على حال لايعجبه ..
متأملا ملامحها المعذبه ... صرخ قلبه وعقله و حواسه .. " رفقآ بالقوارير "
ورفقآ بها .. من اجل نفسك .. ارفق بها ..

استندت على السور .. وودت لو تمضي او تسقط نفسها من اعلى
او لعل مطرآ ورعود وبروقا .. تمهد لها طريقها في الهروب .

همس بصعوبه مخفيآ ظاهريه معانيه بسهوله : بتكونين معي ...

بتكونين معي ؟ !!
بتكوين معي ؟!!

كيف تفسر هذا ؟
عقدت حواجبها كطفله ..صعبت عليها الفهم .. ماذا يعني ؟
كالذي يقول لها .. من اتى اولا الدجاجه ام البيضه . ؟

ابتسم لتلك العقده الجميله .. وضاع في كلمته مثلما ضاعت هي ؟
وشعر بالخجل .. اتعرفون كيف يكتسي الخجل رجلُ ؟ تصورا ذلك معي ..



القاكم بخير
كبرياء الج ــرح

[/RIGHT]
[/COLOR][/SIZE][/FONT]

كبرياء الج ــرح 23-02-11 12:29 PM





بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ..

احبتي في الله ,,

تحيه عميقه من القلب الى الجميع ... مهداه بأجمل الاماني والتحايا
تقدير لشخصكم الكريم ... لكل من هتف معي بالدعاء الصادق وتواجدت معي ..
شكرآ لله الباري المنان علينا بعفوه ورحمته تعالى ... قبل اي مخلوق ...
شكرآ خالص لمن وقفت بقربي بدون ان استشعر ذلك ...
شكرآ من القلب لمن قدرت موقفي و ساندتني ... بكلماتها و دعائها
الحمدلله الذي لايحمد على مكروه سواه ...
الحمدلله الذي من علي بالعوده اليكم ... مع كامل امتناني واعتذاري للجميع ,,,

والحمدلله الذي جعل يوم عودتي بيوم اقترن بفرحه وطن وعوده مليك مفدى
ابوي الغالي ... ابو متعب حفظه ربي و عافاه من كل مكروه ..


تفضلوا البارت قراءه ممتعه ..مقدمآ مع باقه حب لبوحه >>> الله يخليك ترى الافكار عند بعضها







البارت الخامس والثلاثين :


كادت ان تفر هاربه .. خائفه .. ممزقه بين الحنين والكبرياء تائهه .. من تنقذين ؟
حطام زواج ام هويه ساخره او نكهه حب خالصه..؟ ام بقايا كبرياء و كرامه هادره ..
كادت ان تصرخ لا تتكلم .. يكفي صمتك فهو اجابتك الدائمه عن كل الاسئله ..
كادت ان تصرخ انطق فالصخر كاد ان ينطق بجانبك ؟

استدار لها .. بوجه جاد و قلب ساخط على حال لايعجبه ..
متأملا ملامحها المعذبه ... صرخ قلبه وعقله و حواسه .. " رفقآ بالقوارير "
ورفقآ بها .. من اجل نفسك .. ارفق بها ..

استندت على السور .. وودت لو تمضي او تسقط نفسها من اعلى
او لعل مطرآ ورعود وبروقا .. تمهد لها طريقها في الهروب .

همس بصعوبه مخفيآ ظاهريه معانيه بسهوله : بتكونين معي ...

بتكونين معي ؟ !!
بتكوين معي ؟!!

كيف تفسر هذا ؟
عقدت حواجبها كطفله ..صعبت عليها الفهم .. ماذا يعني ؟
كالذي يقول لها .. من اتى اولا الدجاجه ام البيضه . ؟

ابتسم لتلك العقده الجميله .. وضاع في كلمته مثلما ضاعت هي ؟
وشعر بالخجل .. اتعرفون كيف يكتسي الخجل رجلُ ؟ ..

لم يقل نعم اريدك .. او انتي لي مثلما اعتادت ..
كيف تفسر هذا " بتكونين معي "

حتى هو امتعظ وبان عليه الحيره .. كيف يفسر لها ؟
بتكونين معي ... بأي صفه ..سأكون ...
زوجه مسلوبه القوى .. تسير خلف زوجها .. ام ماذا ؟
نريد ان نخرج من تلك الحفرة العميقه .. لكننا نحفر وينهل علينا ترابها ...
حك شعره بمزيد من الحيره .. و ظل ينظر لكل شيء حوله الا هي ...
هناك دغدغه مشاعر ..ازعجته .. وجعلت قلبه كالمضخه التي لاتتوقف ..
يسمع حتى لهاث انفاسه .. وكأنه يستعد للركض .. يريد ان يضحك ان يصمت ..
ان يبقى لحظات مع نفسه ... حتى يوضح ماذا يريد ؟

تأملته بعين ضيقه .. لاتخفي ارتباكها هي ايضآ ..
مالهم يتصرفون كطلفين لايجيدون الاعتراف بصراحه ؟
حزمت يديها بشدها على خاصريها وسألت بهدوء ..
: بأي صفه بكون معك ؟

تأملها بإبتسامه .. فحنقت لتلك الروعه التي تفعلها ابتسامه بوجهه ..
و انفعلت .. هي تنسلخ من شده الحراره تحت ناظريه وهو مستمتع ..
الكلمه التي ينطقها تحتاج دهرآ لتخرج من فمه ..
وان نطقها تجد صعوبه في فهم معانيها ..
عيناها تنطق بلغه غريبه لااجد لها ترجمه محدده ..
رفرف شعره ... على اثر نسمه هواء رافقت نداء سعود له .
حدق فيها.. لايخفي السعاده التي ناصرته تلك اللحظه
هرب من المواجهه .. كان سيبوح بالحقيقه ورب البيت ..
لكن تلك النسمات ذكرته برهافه قلب نابض بين جوانحه .. لم يعلم انه قلبه فـ ذعر اشد الذعر .
قال وهو مازال مبتسما : بأي صفه تبين تكوني انتي فيها .. انا موافق .. والحين اسمحي لي
بروح اصلي ..
نزل الدرج بهدوء .. فتهاوت يديها بإستسلام .. و اسندت رأسها للخلف تتأمل نجوم براقه
ارتعشت فجأه .. مغمضه عينيها تستحضره امامها .. لمساته الفقيده التي انتحبت على جسدها
تواقه للقاء المنتظر .. و بعيده كل البعد عن دقائق لذيذه تقضيها معه ..
مسكت رأسها بأصابعها البارده .. و حاورت افكارها بأن عودي الى الصواب ؟
لدينا مشكله الان .. كيف سأقضي ليلتي معه ؟ كيف ...!!
لااستطيع ان ابقى معه في مساحه ضيقه .. لامهرب فيها منه ..
لن ارضي غيري مجرده من رغباتي .. هل ادعي وانا بين عائلتي ؟
نزلت بسرعه لان المكوث في الخارج جعلها كقطعه من الجليد او لايكفيها حضوره القطبي معها ..
اغتسلت وتوضت للصلاه .. بين يدي الله تبث شكواها.. وتلجأ له ليهديها الى الصواب ..
دخلت سلوى وجلست على الكرسي .. وجهها احمر ويبدو عليها الغضب ..
انتهت من تسبيحها واستغفارها .. و طالعت اختها ..
سألت : خير ..ليش وجهك معفوس كذا ؟
سلوى وهي مازلت منزله راسها و تتأمل حركه رجليها ..
: مافي شيء ..
ليلى : سلوى ... قولي عارفه انك زعلانه ؟
سلوى وهي ترفع راسها : امي ..
فكت ثوب الصلاه و جلست جنبها : وشفيها امك ؟
سلوى : امي ..جايبه لي عريس ؟
ليلى بإبتسامه : وهذا اللي مزعلك ؟
سلوى : ايه مزعلني .. ماودي اتزوج .
ليلى : ليش ؟
سلوى بقهر : ايه ماودي اتزوج ..وشفيه الزواج زود عن البنت ماتعيش مع اهلها ..
ليلى بحنان : ياحياتي .. الزواج سنه الحياه .. ليش انتي خايفه ؟
وقفت سلوى .. ولم تستطع ان تخفي تلك الدموع التي تساقطت .. وجهها الدائري المحتقن بالدماء
وعيناها الصغيرتات تبرق فيها الدموع كطفله صغيره ..
: يااختي مابي .. مابي .. لا والمشكله تبيني لواحد ماادري منين قرعه ابوه ؟
ضحكت ليلى وقالت : طيب مين تبين ؟
سلوى بنرفزه : مابي احد ؟ اساسا ليش اتزوج .. ماشفتك مرتاحه في حياتك ..
سكتت ليلى ..خنوع ورضى بكلمات تلك .. لكن كان من الممكن ان تعيش مرتاحه
لو مايظهر اسم سلطان على سطح حياتها .. لو ما شكوك زوجها القاتله كانا عاشا بسلام ..
سلوى بندم جلست جنب اختها وقالت : دخيلك لاتزعلين .. لكني معصبه من امي ..
بتزوجني بكيفها .. ومايهمها انا موافقه او لا ..
مسكت يدها برفق وقالت : لاتخافين ..مع احترامي لامك انت بنت احمد ولد عزيزالسلطان
ومادام راس جدي يشم الهوا.. مافي احد ينجبر على شيء مايبيه ..
ماتعرف كم كلماتها بعثت روحآ و طاقه وصبرآ بل قوه كبيره لدى سلوى.. اتضحت من اساريرها
المنفرجه... وابتسامه وصلت حد اذنيها و انتقل شعاعها الى عينيها ..
ضمت اختها بكثير من الحب ..
ليلى من بين ضحكاتها : خلاص .. لاتذبحيني ..
سلوى بحب : الله يخليك لي .. يااعظم اخت واكدع اخت ..
وضحكوا مع بعض ... قامت سلوى وقالت : والله ان مطلق هذا اكبر مغفل في حياته ..
رفعت حواجبها بإستغراب وقالت : هذا جزى المعروف تسبين زوجي .. وليش تقولي عنه مغفل ؟
سلوى بضحكه : الحين صار زوجك ؟.. اقول عنه مغفل .. لانه مايعرف قيمتك ..
ابتسمت ليلى وقالت : شكرا على المدحه لكن اخر مره اسمح لك تسبين زوجي ..
سلوى بشقاوه : وينك يامطلق .. تسمع ...ياللا قومي معي بنزل العشا الحين ..
وبالفعل نزلت العشا .. .. وكالعاده يجلسون كلهم على سفره واحده .. حتى جدها وسعود
الجد وهو يجلس بجانت زوجته .. ويوجه نظرات لليلى ..
الجد بحزم ولغايه في نفسه : قومي يا ليلى .. وتعشي مع زوجك ..
حركت عيونها بإضطراب على الجميع وتوقفت على سعود .. وكأنها تطلب مساعدته
تنهد سعود ..وقال : انا بروح ياجدي خلي ليلى تتعشى معكم ..
الجد يجلسه بمسكه واحده من ثوبه ..
: اقول اجلس انت ...واحده و تتعشى مع زوجها انت ايش حاشرك بينهم ؟
ضحكت سلوى بصوت منخفض بينما سعود قال ..
: افا يابو احمد.. هذا وانا ولدك الكبير تقول عني كذا ..
الجده تساند زوجها : وهو صادق .. قومي يابنتي وتعشي مع زوجك .. عيب ويش بيقول عنا ؟
مانعرف الواجب .. وانهت جملتها بلقمه تأكلها بهدوء ..
تشاغل الجميع بالاكل .. إلا الجد وليلى .. بينهم نظرات اقرب ماتكون لكشف الباطن ..
قامت ليلى على مضض .. ولحقتها سلوى ..
سلوى : روحي انتي وانا بجهز له العشاء..
ليلى بقهر : ليش جدي يعاملني كذا ؟
سلوى بتشاغل : يمكن ملاحظ عليكم شي ..
تأففت بإنزعاج واضح .. اقتربت منها سلوى وعينها على الباب
: خلاص ياليلى.. اسمعي كلام جدي .. ترى اذا زعل ما يعرفك حتى ..
ليلى بإستسلام : طيب امري لله ..
سلوى بإبتسامه : بتروحين لزوجك بها الوجه ..روحي تكشخي شوي ..
ليلى بضيق : توه شافني .. ماله داعي اساسا اتعدل له ..

بداخلها ضيق .. كيف سيهتم ؟ اشعر به يراني مجرد مرآه لكل تصرفاته
لو يبوح بما يفعله بصريح العباره ؟ لو يمتدحني بالخطآ .. او يجاملني على الاقل
لكنت شعرت براحه بأني مع رجل لديه احساس .. وقد انعم الله عليه بقلب كسائر البشر .

ضحكت سلوى وتركتها لــ همها ...لايوجد احد يفهم مالذي في قلبي
نار تكويني .. ولهيب مشاعر لا اسيطر عليها ..
عندما اكون قربه انسى كل شيء .. اود ولو اتحطم في حضنه وانسى كل شيء
والله اني سأنسى .. فقط لو مد ذراعاه لي ..كنت سأودع الماضي .. وانسى .




******************************





كانت تبكي وتنتحب بلادموع .. كانت ترتعش و تصرخ و تموت من العذاب
بلا صوت .. حواسها تستغرب اي قوه تلك التي تملكها ؟
و هي تستغرب اي جمود ذاك استوعب هزاتها ؟
كتمت انفاسها .. بضحكه عاليه كادت ان تنفجر ..
ضربتها رغد وهي الاخرى مازالت تضحك ..
رغد : اسكتي .. فضحتينا .
ريهام وهي تضحك و تحاول تمسك نفسها ..
رغد بإحراج : ريهام .. خلاص عاد ماصارت .. تفركشت في الدرج وطحت ..
ريهام وهي تتنفس بهدوء وتتمالك نفسها..
: والله مااقدر انسى.. صراحه شكلك يضحك ؟
ورجعت تضحك .. بينما رغد يبدو عليها الاحراج والضيق ..
كملت ريهام : لا واللي زاد الطين بله .. ابو الشباب فاتح يدينه .. على اساس بيساعدك ..
رجعت رغد تضحك لكن بخجل ..
: الحمدلله لحقت نفسي قبل مااطيح عليه ..
ريهام : ايه والله رحمتيه ..؟
ضربتها رغد بنقمه ..: ايش قصدك ؟
ريهام وهي تفرك مكان الضربه : وجع .. ايش هاليد ..
فجأه نفس الشاب بنظارته الطبيه يمر من جنبهم بصمت وفي يده كتاب ..
ريهام بضحكه صامته ..تأشر على الشاب ..
رغد ودموع الفشيله بدت .. تتجمع في عيونها .. تركت ريهام ومشت عنها ..


*************************


كلها سبع درجات اصعديها في اقل من ثانيه ... ارتعشت الصينيه في يدها
وهي مازالت تفكر كيف تصعد له ؟
سحبت نفسآ طويلا ثم دفعته خارجاآ بسرعه .. و طلعت ,,
كان ينظر بإتجاه بعيد .. من نظره عينيه .. يبدو متعمقآ .. مغمورآ بالغرائب ..
ارتدى ثوبآ على طراز مغربي بني اللون .. استغربت من وين له الثوب ؟
فمقاسه يختلف عن مقاس سعود ..
تنحنحت تطرد الخجل .. التفت لها ومازال عاقدا حاجبيه و ذراعيه على صدره بحزم
نظر ناحيه الصينيه و إليها وانفكت تلك العقده اخيرا ..
فقال بأسف : ياليتك ماتعبت نفسك .. قلت لسعود اني مااشتهي الاكل ..
شعرت بذلك الخدر من نظراته .. فحاولت الانسحاب .. بهدوء ..
لكنه قبض على طرف الصينيه وقال ...
: وين رايحه ؟ ابتسم مجددا .. وقال بحنان غريب ..
: مادام تعبت نفسك .. ماراح اردك .. وين ودك نتعشى هنا ولا داخل ..؟
ارتعشت اطرافها وقالت بخوف ..
: لا هنا افضل ..
لم يمنع نفسه من الشعور بالخيبه .. شعر بخوفها وهي لم تنطق به ..
قرب طاوله خشبيه منها .. و طلع كرسي واحد ..
حك شعره بتوتر .. وقال : مافي الا كرسي واحد ..
ابتسمت بعفويه .. فغرق فيها دون وعي ..
: ماعليه اجلس انت و تعشى .. انا مالي نفس اكل ..
قال بضيق : ليه لهذي الدرجه اسد النفس ..؟
رفعت يدها بعفويه وقالت : لاوالله حرام عليك .. لكن مو مشتهيه اكل ..
ضحك بخفه على رده فعلها وقال ..وهو يجلس ..
: اجل مابحط لقمه حتى تاكلي معي ..
شعرت بالانفعال لانه قادر على اللعب بأعصابها ... رغم انها هادئه
ومرتاحه ؟ والمشكله انها كذلك أليس من الارجح ان تتعامل معه بطريقه اخرى ..
قال بهدوء وهو يتمعن في وجهها : مايحتاج تفكير .. هي واحده من الثنتين ..
يا نجلس على الارض وناكل او تجلسين على فخذي .. وربت على فخذه بإصرار مع
ابتسامه قاتله مهدده لكيان انثى تود الفرار منه ..
شهقت بخجل من قوله .. وقالت بتوتر ..
: لا مايحتاج انا بجيب كرسي من تحت ..
راقبها تمشي بإرتباك .. وابتسم .. واستغرب من نفسه لما يجد الابتسامه
تقفز الى وجهه في كل حين عندما يواجهها ولا يجد صعوبه في اطلاقها ..
الهذه الدرجه يشعر بأنه مرتاح وهو لايعلم ..

انتظر حتى وصلت وجلست قباله .. ويالراحه التي يجدها ..
ألم يقل انه غير مشتهي الاكل ؟و يشعر بأنه متعب و مهدود الاعصاب
والان يأكل كرجل لم يذق طعامآ في حياته .. يسرق بعض النظرات و يبتسم
وان كان الكلام بينهم معدومآ الا انهم يأكلون بهدوء غريب ..
ايكمن في الليله الساحره والهواء العطوف علينا بنسائم تجعل قلبي يرفرف ..
وهي .. وهي ...نعم هي ..
ألعله الاجواء تفعل في قلوبنا كفعل السحر بها ؟
ام هي لها سحر خاص .. مالي ارقب شفتاها .. واعلى وجنتيها .. وانفها ..
وآآآه ياااهدابها .. ظلل من نعيم تحته ارق .. ارق يغرق فيه حزن ..
مالي انا الهث ؟ ومال قلبي يستدعيني لاستحضر آيات تسقط على براحه ..

لم تستطع ان ترفع ناظريها إليه .. هناك جاذبيه قصوى تشدها نحوه
توقف عن الاكل .. اعرف انه يحدق إلي .. لماذا لم اجلس على جانبيه
لماذا جلست امامه ؟ الن يسمح لي بدقيقه استراحه .. او فسحه ضيقه من التنفس على الاقل

وفجأه ... عطس .. و كررها بعطسه اقوى ..
فزعت من تلك العطسات المتواليه .. بعد صمت دام طويلا ..
كان ترتجف . .. مزيج من الخوف والضحك اصابتها .

ناظرها بإبتسامه وعيونه تلمع بدموع من شده العطس .. وضحك ..
ماقدرت إلا تضحك .. صعب تمسك ضحكاتها وكأن اي شي لم يكن ..
قال وهو يمسح انفه : خوفتك ؟
اجابته بإيماءه .. فكمل : شكلي اخذت برد .. لاني تسبحت وطلعت برى على طول ..
امتعضت من تصرفه .. فقالت : الجو بارد .. كان لازم تاخذ شيء على راسك ..
فرك عيونه .. وقال بندم : كنت مشغول بالتفكير .. وماانتبهت لنفسي ..

رجع يجلس على الكرسي وهي واقفه مكانها ..
كان لابد يقرأ مالذي في عيونها من يأس وتحطيم .. شعرت بالحنان والندم من اجله ..
وكرهت نفسها .. لماذا تشعر نحوه بتلك المشاعر التي اختصرها عليها ؟ ..
وعاملها بنكران لذاتها و جحود .. وقسوه لم تنساها ..

شالت الصينيه وقالت بجمود : تحتاج لشي ؟
استغرب تلك النظره المتبدله ..رغم كل شيء فيها والذي بينهم ..
لم يمنع الغضب الذي يسيطر عليه .. : لا .. ماقصرت .
نظرت له بتلك النظره البارده الغير مباليه ..
تنهد بألم في رأسه .. صداع بدأ يتغلغل في ثنايا دماغه
ويزعجه .. تأوه بتعب .. ودخل حجره سعود .. ياليت طلب منها حبوب صداع
.. يبدو ان بيصاب بحمى... ارتخى جسده على الفراش ..
وكيف يطلب منها .. ؟ ايشعر بالحاجه لها ...
لن يحتاجها ولن يطلب مالم تشعر به ...
حتى انها لم تخاف عليه .. او تطلب منه الاهتمام بنفسه ..
ابتسم لرنين ضحكاتها الرائعه .. مازالت داخل عقله ..
وعيناها التي تنسدل اهدابها بقدره الهيه جميله ..


************************************



استرخى بجسده على الفراش .. ليسمع صوت فجأه .. امام الباب حائره
ضائعه. .. و حزينه ..
فتح الباب ويراها امامه .. تبدو الدموع في عينيها .. ملابس قطنيه في يدها وكأنها لاجئه ..
ستموت من الاحراج ... جدها كان يترقبها هذه الليله.. يعرف مايدور بينهم وبالاجبار
يريدها ان تعترف وهي ترفض وترفض ولاتدري لماذا ؟
كان يقف لها .. وينتظرها كأحد الجواسيس ...يالذلك العجوز ألديه طاقه من اجلها
ايناكفها في راحه بالها وماترغبه ...
الجد بهدوء وقد رفع عكازه ليستند عليه : وشفيك نزلت ؟
ابتسمت بتوتر : كنت جايه بالصينيه ...
الجد بحزم : وجبتيها .. ياللا عند زوجك ..
ليلى بتوسل : ودي انام مع البنات ياجدي ..
تدخلت سلوى بفظاظه : يبه .. مطلق ملحق عليها .. خليها عندنا الليله
بدى وجهه صارم وهو يأمرها : اقول اسمعي شوري واطلعي عند زوجك .. عيب الرجال ينام من حاله .
سلوى بتادل النظرات مع ليلى : وهي ويش بتسوي له ..بتقرى له قصه قبل النوم ..
الجد بصرخه غضب : سلوى .. ليش ترادديني .. ماخذه طبع امك لابارك الله فيك ..
سلوى بخوف تراجعت للخلف .. واحمر وجهها بضيق وانصرفت
اقتربت ليلى من جدها بإبتسامه ودوده : جدي فديتك .. اعصابك .. حقك علي انا غلطانه
باست خشمه وابتسمت في وجهه ..: الله يخليك يابوي .. لاتزعل ولاتكدر خاطرك ..
انا كان ودي اسهر مع البنات واطلع بعدين ..
الجد بهدوء : يابنتي المره السنعه ما تترك زوجها في بيت ماله احد الا هي ..
رجعت تتدعي بتلك الابتسامه الباهته : وانت صادق ..لكن لاتقول عني ماني سنعه .
ضحك الجد و قال وهو يمسح على راسها : الله يحفظك يابنتي .. والله انتي مافي مثلك بين الحريم .
ابتسمت له رغم الشوك الذي تشعر به تحت قدميها ..

فهم مطلق مااعتلى وجهها من احراج واكتفى بالصمت ..فأفسح لها المجال للدخول ..
دخلت الحمام مباشره .. مستتره به .. وتنطق ماعصى عليها النطق به امام جدها
بكت .. وبكت وبكت ..حتى شعرت بالجفاف في حلقها .. والم في عينيها .
اخذت جوالها الملفوف في البيجامه القطنيه .. التي اخذتها بدون اهتمام من خزانتها
ودقت على نجمه ..اكثر من مره .. وفي كل مره .ماترد فيها . تبكي زياده ..
ماتقدر تواجهه .. وهي ضعيفه.
ماتقدر تكون معها وهي مو واثقه في نفسها ولا مشاعرها ..
تحتاج لدعم معنوي .. لشجاعه .. لوقفه صادقه ..
تحتاج لشخص يفهمها ..
طولت في الحمام .. تسبحت و لبست بيجامتها و غسلت وجهها اكثر من مره وطلعت ..
كان نايم على الارض ومعطيها ظهره ... انفاسه هادئه .. شكله نام من مده ..
ارتاحت مبدئيا .. لكن مازالت يوخزها الندم والشفقه على حاله ..
مهما يكن ماكانت تود انه ينام على الارض .. لو خيرها كانت فضلت نومه على السرير
قبل يكون زوجها هذا ضيف عند اهلها .. وما يصح تعامله بالطريقه البارده ..
تنهدت بألم ... ودخلت فراش اخوها على مضض منها بعدما قفلت النور..
وقتت جوالها على اذان الفجر .. و اغمضت عينيها العصيه على النوم .. فكل يومها نوم ..
لكنها تشاغلت بأنفاسها وبتقلباته على فراشه .. فودعت النوم من اضيق باب لها
متنهده بقهر على حال وضعهما غريبين في حجره واحده ..


*********************************


سعود

قلب الجوال بين يديه بحيره .. لا يعلم كيف يتصرف في الورطه التي وقع فيها؟
محتار وضائع .. وذلك الهدوء الذي يجلس فيه ستنقلب عاصفه هوجاء تقلب كل شيء
مارأه في عينيها .. لايستطيع ان يخمد بسهوله ..
تلك الانثى الغريبه .. ليست بعاديه ... كل التناقضات فيها .. قويه لكنها برقه الياسمين ..
صلبه لكنها عود سهله الكسر .. شرسه ومخالبها حرائر ورد ..
عقدت حواجبه بآلصفعه التي اصبحت معلمه على خدها .. تألم من اجلها ؟
وندم انه كان سببآ رئيسيـا في ايذائها ...
لكن مالحل الان ؟ هل اخبر ليلى و تدخل كوسيط بيننا ؟
ام احل الامر بطريقتى ؟
احقآ تفكر يا سعود .. يا لغباءك
انت ستنهار امامها ؟ ولا تعرف كيف تتصرف ..؟
ياليتني اخذت رقمها من ليلى .. وتفاهمت معها بالطيب ...
تأفف بضجر .. الكل ضده .. نجمه و جده و حتى مطلق المستولي على اهتمام الجميع
اففففففففففففففففففف .. متى يأتي الغد وارتاح ؟


*******************************


نجمه

على اضاءه جوالها في مكانها المعتم مازالت تبكي بصمت
كانت تقرأ الاسم وتزيد كم دموعها ..
تعرف انها تحتاج اليها .. لكن لاتقدر على العطاء وهي تفتقده .. بل في امس الحاجه اليه
الى كلمه تطفىء لهيب غضبها
الى لمسه تحتوي خوفها ..
اسفه ياصديقتي ..
لكنني مصدومه ومفجوعه في اخيك ..
اليوم عرفت معنى قهر الرجل لك .
ذقت بعضآ من جروحك المره ..
قدرت صبرك على الالم ... لكني لست مثلك ..
تعرفينني .. صحيح .. نحن صديقات لكننا نقائض بعضنا منذ الصغر ؟
لا ابرح انا والصبر معا في مكان واحد ..
ولا اطيق الانتظار .
ولاتهمني النتائج و العواقب ..
لكن في امري هذا .. اشعر بالقيود و السلاسل تضيق بمعصمي ..
والاقفال قد وجدت مكانا على فمي ..
قلبي يستصرخ بداخلي .. و عقلي انتهكت كل افكاره ..
لااعلم اي عقاب ذاك عندما اقترنت به..
قفزت فكره بغيضه في عقلها ...
معقوله ليلى عندها علم بالموضوع ؟
لا ..لا ابدا
ليلى تحب اكون سعيده .. واللي سواه اخوها غايه في الغباء ..
ياليتني رديت عليها .. وبردت الشكوك بداخلي .
كانت بتدق عليها لكن غيرت رأيها ..


*****************************



لم تغفل عيناه ... مسمرآ نظراته لشيء لايتجسد امامه ..
لايجد راحه بوجودها و تنهداتها المتواليه .. و ألم رأسه النابض ..
استلقى على ظهره .. وفي غمره الظلام لا يجد الا نفسه امامه ..
حاول ان يغمض عينيه ويستسلم للنوم لكن الالم يزعجه ..
قام ودخل الحمام .. تحت انظارها ..
غسل وجهه بالماء اكثر من مره .. وتأمل نفسه جيدا في المرآه
من هذا ؟ رجل بهالات سوداء وعينان متورمه محمره و ذقن غير حليقه في منزل لايجد فيه راحته
يناكف رغاده العيش مع امرأه لاتريده ... امرأه هي زوجته ..ياللسخريه
ابتسم لسخافه موقفه .. وسخرمن نفسه كيف اتبع اهواءه و نال مالا يرضيه ؟
طلع ..سحب مفتاح سيارته وخرج من الحجره ..
استفاقت من تمثيلها على خروجه .. وتساءلت الى اين ذهب ؟
كانت الساعه متأخره ..
يمكن لم يغلبه النوم .. او لم يجد الراحه..
ناظرت فراشه بلوم لحالها هي .. وقلبها المسكين ينتحب على كل شيء لا يعجبها ..
وقفت ومشت بحيره .. وين راح في الوقت هذا ؟ ومعه مفتاح سيارته ..
واجهت نفسها .. لايكون رجع وتركني مثل العاده ..
تأففت على دخوله ..
استغرب وقوفها قدامه وكل اعتقاده انها نائمه ..
شعرت بإحراج عارم يكتسحها .. كيف تفسر وقفتها تلك ؟
قفل الباب .. وتقدم منها .. بل على الارجح تجاوزها .. حط مفتاحه على الطاوله الصغيره
وقال بدون يناظرها : حسبتك نايمه ؟ ايش اللي قومك ؟
فتحت فمها لإلتقاط بعض من الهواء .. قلبت عينيها بحيره ..
لكنها جاوبت بتوتر : دخلت الحمام ..
إلتفتت له .. وسألت : انت اشفيك طلعت ؟
ابتسم له ابتسامه ميته .. ورفع علبه العلاج ..
عقدت حواجبها بخوف واقتربت بدون تردد ..
: راسك مصدع .. ليش ماقلت لي .. اجيب لك حبوب ؟
رفع رأسه وابتسم بسخريه وكأنه ينتقم منها على اهمالها له ..
: ماحبيت ازعجك .. قلت اكيد نامت ..
لم يكن يريد ان يرفع رأسه لها .. يحاول بشتى الطرق الا تقع عينيها عليها مره اخرى
حلتها الملائكيه ستنطق بعذريه وطهاره وجهها الخالي من المساحيق وشعرها المفرود على ظهرها ...
وهو اصبح يشك في نفسه يخاف ان يفعل شيئا ويندم عليه لاحقا ..
اعادت خصله الى شعرها وقالت : بجيب لك ماء .
تنهد وهو يتبعها بناظريه ... جلس على السرير يشد على رأسه من ألم شديد .. فأعاد
جسده الى الخلف .. يسترخي لحين عودتها .. اغمض عينيه ..
حتى دخلت بهدوءها المعتاد ... اكتسحها الخوف وهي تراه في شكل يقطع قلبها .
واضح عليه التعب ولايختلف اثنين عليه .. خرج نداءها بصوت مبحوح .. لم يجبها فيه ..
اقتربت اكثر بصوت بدآ يخرج بشكل واضح ..
لما هي خائفه ؟ لم ؟ مابك ياليلى .. رؤيته ضعيف تعتصر قلبك ..
مابك ..؟ لا تحتملين تعبه امام عينيك ؟ فكيف بك تحتملين فراقه ؟
ارتجف الماء في يديها .. فتناثر قطرات عليها ... ام لعلها الدموع ..
لم أنا متأثره بشده ؟ الامر عادي .. تماسكي لاتجعليه يرى ضعفك وانكساراتك ..
تحملي .. و اصلبي طولك وقلبك امامه ؟
نادته بصوت احد ..فقام مفزوع .. عيناه جمره ملتهبه .. يبدو انها الحمى .. مدت له
بالكأس ... تناوله بصمت مع حبتين صداع دفعها قبله ..
ناولها الكأس مع ابتسامه متعبه ... : تعبتك معي ..
تركت مكانها لتستوعب انفاسها فسحه من الهواء .. : ما في تعب ولاحاجه ..
كان بيقوم فقاطعته بتردد : خليك نايم على السرير بما انك تعبان ..
مسك راسه وابتسم : لا مايحتاج .. افضل النوم على الارض ..
تركها و رجع لفراشه ... فجلست مباشره على سريره متجه ناحيته
رفع نظره اتجاهها وسأل : ماودك تنامين ؟
رفعت نفسها على الفراش وضمت ركبتها لصدرها ..
: مافيني نوم .. طول اليوم وانا نايمه .
ابتسم وهو يغمض عيونه ويردعليها : وانا لو ما راسي يعورني كان سهرت معك .
راقبته بهدوء ... وبالاخص حركه صدره مع التنفس .. وهدوءه ذاك ..
احساس بالحنين يصخب قلبها .. يطالبها بأن تكون قربه ، بجانبه ، معه ..
آآآآه لو تنزاح تلك الغمه .. آآآه لو يعود الزمن للخلف ولاتكون للهموم وجود من الاساس ..
لكانت الان تنعم بالنوم بقربه ..
رجعت لحوارهما الذي ازعجها هذا الصباح ؟ بتكونين معي ..
هل يعني انه يريدني حقآ ؟ هل هو مستعد لتجاوزالعقبات تلك ونسيانها وكأن شيء لم يكن ..
هل هو جاد ؟ لم ؟ وكيف ؟ ومتى ؟

تنهدت بصوت مسموع .. على اسماع ذاك المتربص بوجودها النافذ ..
يدعي انه يغيب في خدره دواء لايجد له مفعول حتى الان ..
لكنه معها ؟ يحاول ان يثبت نفسه بمسامير من القوه والصلابه .. لئلا ينهض
ويحتضنها بقوه ..
قال وهو يتأهب للنوم : غمضي عيونك .. واقري المعوذات ونامي ..
ليلى بإبتسامه : انت كل ماتقول بأنام ... اتفاجئ فيك صاحي .
رفع نظره لها ليقشعر بدنه لابتسامتها و ينام على جانبه
: وين انام .. انتي من جهه والنور من جهه و الحمى من جهه ..
ضاقت نظراتها عليه وقالت : بالفعل باين عليك المرض . .. تستاهل مين قالك تطلع
وشعرك مبلل ؟
استند على يده وقال بسخريه واضحه مع ابتسامه رائعه.. غير مستثني الوحده فيها ..
: آآه ياامي .. يارب تحفظها وتخليها لي ... وقت مرضي ماتقول لي تستاهل ..
وينك يايمه عني ..

احتقن وجهها بغضب غير مبرر لها .. وان اصاب هو منطقه حساسه لدى المرأه
لامانع في ذكر امه شيء طيب .. لكن عندما يذكرها ليجعل زوجته في مقارنه غير عادله ابدا معها ..
فأين الام من جنس حواء كلهن ... فالكفه لاترجح الا لها وتزيد ...
ليلى بضيق : وانا ويش قلت لك ؟ لاتسوي مثل الاطفال امي وامي ...
ضحك بصوت عالي ... خافت احد يسمع صوته ... واختفت ضحكته لتحل اهتزازات
شخص اصابته هستيريا ضحك فجأه ..
توهج وجهها بخجل مفرط .. و لجأت الى سريرها لتستتر من سخريته الواضحه
واخير طلع صوته ببحه من شده الضحك .. : احلام سعيده ..
غطت نفسها باللحاف حتى ذقنها ... لاجئه للسكوت في حالته ..
ابتسمت بخوف وهي تتعرض لاصداء ضحكاته ..
لايهمها لم يضحك عليها ؟ و علام يجدها مضحكه ؟
يكفيها انها رأته في اقل من دقيقه سعيدآ...
و آآآآآآآآآآآآآآه ياقلبي ما اغربك حقآ ..



**********************************



جلست على وجبه الافطار وهي لا تريده .. بل لاتعلم لما استيقظت مبكرا
كانت ستمشي قليلآ وترسم .. كالعاده .. لكنها الان محطمه كليآ ..
زياد وهو يجلس على الكرسي ناحيتها ويصب لنفسه حليب
: سلامات .. وشفيه وجهك كذا ؟
استندت على الكرسي و قالت بتعب : مواصله .. مانمت .
زياد : وليه مواصله .. مو على اساس انك بتنظمين وقتك ؟
امها : الله يهديها .. شوف وجهها كيف صاير .. هالات سوادء ..و شحوب
هذي مو ريهام اللي اعرفها زين .
ابتسمت ريهام بسخريه
فقال زياد بضحكه : ايه والله يا ريري .. قومي واخذي لك حبتين بطاطس و باذنجان وقشريهم
وحطيهم على وجهك ..
كشرت ريهام في وجهه : ياسخافه دمك على الصبح ..
ابو زياد : اشفيكم على حبيبه ابوها ..
الام : جاك محامي الدفاع .. يالله رفعت الجلسه
ضحكوا جميع ..
ريم بزعل : افا يابوي وانا وين رحت ..
الاب بسياسه : وانت بعد حبيبه ابوك ..
زياد : ريم لاتصدقين ...ترى يصرفك ..
ابو زياد : اقول زياد .. افطر و تيسر لشغلك لايجيك علم مايسرك .
ضحكت ريم .. بينما زياد ياكل بصمت وهو يوزع ابتساماته ..
ام زياد وهي تقترب من ابو زياد ..و تكلمه بهدوء
زياد : اصبري يمه حتى نطلع وبعدها تغزلي في الوالد على كيفك ..
احرجت ام زياد و قالت : وانت ايش دخلك بيننا .. وبعدين انا كنت اكلمه عادي مو اغازله
ضحك الجميع ماعدا ريهام المبتسمه ..
ابو زياد : واذا غازلتني انت ويش دخلك .. ولا غيران منا ؟
زياد : اما عاد اغار منكم .. مصيري بتزوج و اغازل زوجتي قدامكم ..
ام زياد بإبتسامه رضى : يعني تبي تتزوج .. من الحين نخطب لك رغد بنت عمك
وقف زياد وقال : ماشاء الله عليك يمه .. العروسه جاهزه على طول .. اقول انا تأخرت
على الشغل .. مع السلامه
ريم : وهذا يمه وجه زواج ..
ابو زياد : اذا كان يبي يتزوج بيقول لنا .. المهم ياريهام اذا خلصت فطورك تعالي ابيك .
ريهام وهي توقف معك ..
: خلاص يبه انا خلصت ..
ريم : وين خلصت وانتي مااكلت شيء
ريهام بإختصار : الحمدلله .

جلست في مكان بعيد مع ابوها .. تنحنح الاب بصوت هادئ
وقال بحنان : يابنتي انا عندي موضوع ودي افاتحك فيه .
ريهام : تفضل يبه ..
ابو زياد : انتي يابنتي كبرت و كل يوم يجيك مين يخطبك .. وانتي اللي تردينه
و ترفضين بحجه الجامعه ..
ارتبكت ريهام على سالفه الزواج وفي الوقت هذا ..
كمل : و بإختصار يابنتي .. خطبك واحد اشهد له انا بالاخلاق واعرف انه رجال من ظهر رجال
ريهام تقاطعه بخوف : لكن ماودي اتزوج .
ابو زياد : خذي وقتك وفكري .. انا بكون معك في اي قرار اخذتيه .. لكن في هذا الرجال
بالتحديد فكري فيه ..
لجأت الى الصمت و والدها يتكلم ويتكلم .. ويتكلم وهي لاتسمع ولاترى سوى شفتان تنفرجان
وتنطبقان على بعضهما وبعض من اللمسات الحانيه .. وبعدها ..بقيت وحيده وحيده كما كانت

يتساءلون لما هي شاحبه .. ولمَ الهالات رفيقتها السوداء .. !!
ولمَ انت لست انت .. ولمَ الهذيان صوتك و الاحلام عبوسك ..!!
ولمَ ،ولمَ ،ولمَ ... وما اكثرها من تساؤلات .. !!
وانا ايضا اتساءل لما انا هكذا ؟

لمَ اقف في المكان الخطأ و الزمان الخطأ .. ولمَ اتخذ موقفآ مغايرآ عن الحقيقه
ولمَ انا غبيه .؟ ولمَ انا اعشق بصمت ورويه وغيري يعشق بجهور وعصيان ؟
ولمَ انا اتعذب وغيري لايفعل ؟
ولمََ لااستطيع النسيان ؟ ولمَ ...ولمَ .. ولمَ ..
ولمَ هو بالتحديد ولمََ انا ... و آآآه ياسلطان سرقت قلبي وقطعته بسهوله
وآآآه ياحب لم يكتب له البدايه .. ليموت مبتورآ .. مخذولآ.



*****************************


كانت اول من استيقظ في البيت .. من بعد اذان الفجر وهي تشتغل في المطبخ
تصرف الوقت .. وتنتظر .. ويا لتناقضها ... تتهرب منه و تتلهف الصدف لرؤيته ..
اشتعلت بخجل غريب اصابها ... وكأن كل غضبها قد زال فجأه ..
لكن في الحقيقه غمرتها دقائق معدوده اشعل في روحها حماس لتتعرف على رجل غريب
ليس من كان معها من قبل ؟
ابتسمت وهي تتذكر يده البارده .. يوقظها لصلاه الفجر .. بالكاد استطاعت فتح عينيها
نامت لوقت متأخر .. وبالكاد استيقظت .. ومازالت ابتسامته على وجهه .
و بأعين شبه مفتوحه سألته : كيفك الحين ؟
جاوبها برضى وبنشاط : لا الحمدلله .. طيب ..
نزلت من السرير .. وهي تتثاوب ..كانت تتصرف بعفويه .. وكأن علاقتهم ستبنى من جديد ..
قبل تفتح الباب ..سألت : تبي شيء..
بخيبه شديد وضحت على وجهه .. : ليش ماتبين ترجعين مره ثانيه ؟ ..
قالت وهي طالعه بدون تنظر فيه : ماادري ..
قفلت الباب قبل ان تسمع رده فعله .. اخفت ترددها عنه فهي متأكده انه يجد المتعه في حديثها
لكنها لاتنكر انها مازالت خائفه .. لم يتحدثوا عن مشاكلهم و ماسوف يحدث لاحقآ ..
عادت الى واقع على صدى نقر على الشباك .. اكيد هذي نجمه
ابتسمت لكم ما إن رأت وجهها حتى تجهمت ..
نجمه بإبتسامه باهته : صباحك خير ..
ليلى بشك : هلا ..صباح النور.. وينك انتي البارحه طول الوقت ادق عليك ماتردين ؟
نجمه : كنت نايمه .. المهم ايش كنت تبين ؟
ضحكت ليلى وقالت : عادي .. كنت ابي اسولف معك ..
اقتربت نجمه وهمست : ايش صار بينكم .. ؟
تنهدت ليلى بحيره وحكت لها كل اللي صار بينهم ...
نجمه بإبتسامه : والله احسكم مثل الاطفال .. اللي يتضاربون و يتصالحون في نفس الوقت .
ليلى بإبتسامه صغيره .. متردده ..
: والله يانجمه .. ماادري ايش اللي يصير ..مرات اقول خليك متمسكه برأيك .. و مرات اشوف
تصرفاته فيلين قلبي عليه .. واحس لو قال انسي .. برمي كل شيء ورى ظهري وانسى ..
نجمه بعناد : إياك تغلطين وتندفعين وراء مشاعرك ..
ليلى بإصرار : لا ابدا.. افكر بحالميه ممكن .. اللي ذقته مع مطلق مااقدر انساه ابدا..
نجمه وهي تتنهد بألم .. وبداخلها حسره ممتلئه بعذاب للتو شعرت بها ..
فهي كالبركان الذي يغلي من الداخل وينتظر لحظه الانفجار ..
ليلى بصوت عالي : هييه انتي وين سرحت ؟ لايكون في الحبايب ؟
ضحكت بإستخاف وقالت : ليلى .. الله يلوم اللي يلومك والله اني حاسه فيك ..
و تأوهت بألم طويل .
ليلى بصوتها الدافئ الحنون : علامك ؟ وشفيه صدرك ضايق ؟
نجمه بإختصار : من هالدنيا ... كفانا الله شرها .. تمهلت في حديثها لتنطق بعدها في عجل
"يالله انا بروح عند شغل في المطبخ كلميني اذا صار جديد ..

تركت ليلى دون توديع .. دون ابتسامتها المشاغبه و قفزات حواجبها المداعبه اثناء كلامها ..
لم تكن تلك صديقتها التي تعرفها .. هناك في الامر ريب و إلتباس يجعلها خائفه
بأن الامر لاتتعدى مزاجيه يوم كئيب بل هناك مايثير الفضول ..

و ككل صباح تجتمع العائله على الافطار .. برائحه القهوه ونعناع الشاي و خبز الذره المطحون
والسمن .. و نثائر الزنجيبل في الحليب .. و جلسه عائليه ترد الروح ..
تتخللها همسات وديه .. و نظرات لها معنى ..
فضلت ليلى الفصل بين الرجال و النساء لغايه في نفسها ... لاتريد ان تجتمع به مرة اخرى ..
يكفي ذلك العشاء الذي لم تذق منه شيئا ,,,
ولما انتهت من كل شيء .. جهزت الشاي والقهوه .. ومرت على غرفتها .. لتنظر الى نفسها
نظره غير مباليه بإدعائها .. رتبت شعرها المشطور الى نصفين .. و تأملت وجهها الخالي من كل شيء
.. وخرجت .. حامله صينيه معبقه بالنعناع والهيل والزنجبيل .. مبتسمه ..
لكن اين ذهبوا ؟ المجلس فارغ .. ولااحد يوجد هنا ..
اين الجميع ؟ تأففت بملل صاحب خيبتها .. وحتى كادت ان تخرج من المجلس
حتى خرج لها في وجهها كا المارد ... فجأه .
ابتسم وهو يطالع للصينيه دون ان يطالعها ..
: جاء في وقته .. حطيه على الطاوله ..
تشاغل بغسل يديه .. في وقت هي ودت لو تكون طبيعيه بحته دون رعشه او مشاعر متضاربه .
دخل بريحه عطره المسكره .. فتماسكت وهي تصب القهوه له ..
و تمدها له .. فب هذه اللحظه جلس و اخذها منه ..
سألت بهدوء : وين سعود وجدي ؟
رشف القهوه بسرعه و قال : طلعوا قالوا في عمال في المزرعه ولازم يكونون معهم .
سكتت تدور على شيء تتكلم فيه .. وهو يراقبها بإبتسامه ساحره .. لاينسى ليله البارحه
و ضحكته المرحه على غضبها المباح ..
كانت كقطه صغيره تتلاعب بخيوط من الصوف حسبته افعى غادره ..
امرها بهدوء : ليش واقفه ؟ اجلسي ؟
كانت منقاده للجلوس لكنها ردت عليه بتردد : مااقدر عندي شغل ..

طالعها بغضب خارج عن ارادته .. الى متى لايجد متسعا معها للحديث .. لن يدوم الحال طويلا
سيعود الى عالمه ويجب ان ينهي تلك المسأله بسرعه ..
قال بغضب مكتوم : اقولك اقعدي .. ماصارت تتهربين مني كل مابغيت اجلس معك ..
جلست بهدوء لكن عيناها لم تكن هادئه بل ناضحه بالضيق ..
شفط من حوله نفس طويل يهدأ به صبره .. ترك الفنجان على الطاوله امامه وقال بجديه
: اسمعي .. مافي احد يسوي اللي سويته .. تركت اهلي وشغلي و جيت وراك ..
جيت احل مشاكلي معك .. لكن انتي ماتنعطين وجه ..
عضت شفاتها بقليل من الالم المغموس بمهاره في الصبر الغليظ ..
وقالت بحرى : مافي احد جبرك وتجي علشاني ..

زمهرت في عينيه رياح غاضبه .. لاتعرف ايه مزاج صباحي سيمر عليها ..
الا يكفي المراره التي يتجرعها هنا .. ترك ماله و اهله من اجلها هي ..
قتل عزه نفسه ليحضى بها .. لم يفعلها شهريار في زمنه لينال قلب شهرزاد ..

فقال بكبرياء مسحوق : مافي احد جبرني ..صحيح يابنت احمد .. والحين وفي هالساعه بتقولين لي اذا تبين
الطلاق من جديد انا حاضر و قايم باللي تبينه ..

وقف بعصبيه .. وهي مغموره بكل العواطف .. مابه ؟ لم تغير فجأه ..
اهتزت شفتيها بغيظ من تلك العنجهيه الواضحه .. هل سيعطيني مااريده
بل يملي علي ماقاله سابقآ في احلامي ستكون نهايتي .. في احلامي سأنال مرادي ..
لاتنكر خوفها وتضارب ساقيها في بعضهما البعض .. مجروحه ، مخدوشه بسببه
وقفت له ..تفتح فمها فيخرج هواء حار صارخ بالكلمات الميته ..
لعقت شفتيها لتذوق مراره الالم فيها ..

: لاتخليني على ذمتك ولو دقيقه واحده ..
و غامت في وجهه كل غيوم سوداء شاحبه .. و تهدلت اسارير البارحه
واصبحت كعتمه الليل سامده .. اهي الاحلام التي انعش بدايتها بضحك انس به
ام لعلها الكوابيس تخادعه في حله بيضاء ناصعه ؟

استصرخته بعذاب : قولها وريحني لا تذلني كل دقيقه والثانيه .. انت ماتبيني .. المسأله ماهي عناد
ماهو كبرياء .. يكفي ذل وهوان ارجوك ... مافي احد يقبل باللي تسويه .. مافي واحده ترضى
تعيش مع شخص مايبيها ويتمنن بوجودها معه .. الزواج ماهو كذا .. احسان ومعروف ..
لكن ماشفت منك غير الكراهيه و الحقد .

مسح على ذقنه الخشن و مشى خطوات هادئه .. قريبه منها وهي التي تظن انه الفراق ..
لم يكن سوى ضائعا ؟ مترددآ على اعقاب الخساره مقامرآ .؟
لايجد به كلمه يسد به باب الريح العنيده .. ويفرج تلك الغمه السحيقه التي اودته في عالم من السراب ..
رفع ناظريه اليها .. ليراها بصوره اخرى .. وعلق بهدوء غريب ..
: من قال اني ماابيك ؟

ارتجفت تحت نظراته الهادئه .. وهي التي اعتادته هائجاآ ...ثائراآ .. يحبتس انفاسها من الخوف
لكن الان كان متلاعبآ بأعصابها .. يعزف على اوتار هادئه و ينعم بسكينه تجعلها حائره ..
تأوه وعيناه تسقطان على الارض كشخص ينقب عن شيء ثمين .. واكمل ..
: انتي تعرفين الظروف اللي انحط زواجنا فيها ... ماتقدرين تلوميني ؟ لو انتي مكاني
لجنيت من كثر التفكير .. بنسى او اتناسى .. صفحه جديده تبدينها معي .. ولا !!!

رفع نظراته الان بعزم مبغوض .. وحزن اخفاه بمهاره ...
لكن عيناه غادره كتبت نثرا على صفحتها معاني ..بليغه الاثر ..
اكمل بمثل الهدوء المزعج وبنبره اسره...
: واللي خلقني ياليلى بمثلما دخلت بيتكم .. لاخرج منه حامل ذنبك
على ظهري .. ومافي احد بيلومك .. .. و لا مخلوق يقدر يغلط عليك ..

جلست بهدوء .. انهكتها ساعه صباحيه صاخبه ممتلئه بالعذاب .. ألم تكن مستعده لكل هذا؟
والان حانت ساعه الانفجار ؟ قنبله موقوته وضعت في دربهم ولامفر منها ؟
هيا .. اي قرار تريدين؟ فراق الاسى والعذاب معه .. او فراقه هو .. لابتغاء نعيم حياه بدونه
واي حياه غدآ سأعيشها مع قلب ناقص .. قلب مشطورلنصفين ..
تكللت ملامحها بحزن سرمدي .. و دوامه حيره هو سببها .. يقف على رأسها كالقمم . وينتظر ؟
ماذا تريدين ؟ اخبريه بذلك ؟

عيناها السوداوان ناطقه بالالم حتى اجمه ... و يالقسوه القلب حين ينظربأمل ولايجد من يدثر خوفه ؟
هاهو يفعل ..تألمه عروق ذراعيه من شد و قبض تكاد الاعصاب فيها ان تستصرخ الارتخاء ولو قليلا

شردت قليلا في فكرها الضائع وقالت وكأنها بالكاد تجد الحروف لتصفها بإتقان لتكون جمله مفيده
: تثق فيني ؟ تنسى او تتناسى مايهمني ؟ الاهم تثق فيني ... .؟ هذا انا اللي ابيه ..


وفي فكره آله حاسبه عمليه .. واحد تزيد عليهاواحد وتنقص منه واحد كم تصير ؟
لكن فلسفه الواقع المنطقي .. بدايته شرط واخره نور .. فما هو القرار ؟
وهو ماذا يقول .. مطلق و تأتي هيا بجانبه .. منبوذ ذاك الارعن بذكرياته القبيحه ماذا يصبحان ؟

رد وعيناه تنطق بحزم : الثقه ما تجي كذا بمجرد وعد ...
ابتسمت لكلامه المنطقي فانتهزت فرصتها لتريح ضميرها امامه ..
: صحيح .. الثقه ماهي مجرد وعد ... لكن مثلما وثقت فيك يوم .. كان لابد تثق فيني ..
سلطان صفحه قديمه انطوت بخيرها وشرها .. والله العالم ان كل اللي صار معي كله افتراء ..
انا بديت معك حياة بغض النظر عن كل شيء .. لكن انت مااعطتيني فرصه اكملها معك ..
قفلت كل الابواب في وجهي ..

ظهرت تلك العروق النابضه اعلى رقبته .. وكأنه يقاوم ذلك الاسم ..
قال بجديه واضحه : انتهينا من سلطان .. اسمه لاينذكر قدامي مره ثانيه ..
طلبت الثقه مقابل النسيان وانا عند وعدي والحياه بابها مفتوح لنا ...

تدثرت بالصمت.. والقنوع و تنهدت بإستسلام .. وكيف لا ؟ وقد جربت كل اسلحتها معه

مبلغ الحياه ان تطلب ماتتمنى ؟ هي تريد الثقه وانا اريدها ؟
تناقض صحيح .. لو كانت تحب ذاك لطالبت بالطلاق حتى اخر رمق ..
لو تفكر فيه صحيح .. لما انتهزت فرائصها وطلبت مثلما طلبت ..
تهمها حياه تجمعها معي ؟ احقآ مثلما تقول تحبني ..
وهل ياترى ذلك الحب الذي نطقت به .. مازال حيآ نابضآ ام ميتآ يعاني ...
هي تريد الثقه وسأمنحها الثقه .. وستكون لها .. وستكون لي ..
اريدها هي .. و اتمنى من الله ان يبلغ بي مااريد ..

تأملها بهدوء وهي تنظر إليه بهدوء مثلما فعلوا من قبل ..
هدأت العاصفه .. وتوجهت بعيدا عن دربهم .. قطعوا نصف المشوار ولم يتبقى الا القليل للانتهاء ..
هز رأسه بتوافق و لم يفصح بقول المزيد .. كالذي يفعله دائما مع بني جنسه من الرجال على طاوله
مستديره ..يسمونه بالسياسه و الحنكه العمليه ..

لكن معها وبينه وبين نفسه كان سعيدا .. و مبتهجا ..لكن لايعرف كيف يفصح به حقيقه ..
و اسف على عمره قضاه بين ورق ومال ومكاتب وسراديب الذكريات .. ولا يعلم
اي صوره يكون فيه ضاحك و سعيدا بحق ؟




*********************************



جلست بمفردها وهذه هي حالها لايام .. كانت تريد ان تنعزل بعيدآ عن الجميع
وتفكر بدون تأثير في قرار قد اتخذته .. قرار مصيري لحياه جديده ستعيشها ..
تراود الشكوك نفسها .. سرعه في اتخاذ القرار .. و عدم مشاوره الاخرين فيه
لكن من تخبر .. تلك المعتليه القمم ؟ تنظر للجميع بدونيه علم وكأنها الافضل
ام اخيها الموافق و المقتنع في قرارها دون ان يعرفه حتى ..
او والدتها التي تتمنى لها كل الخير .. ولاتتوغل في التفاصيل .
دخلت جود عليها و جلست قبالها .. وقالت بضيق ..
: الى متى مقاطعتني ؟ و ماتبين تتكلمين معي ..
وداد بهدوء : مالي خلق اتكلم مع احد ..
جود : وليش ؟
تأففت في وجهها: كذا من راسي مالي خلق اتكلم مع احد .
قامت و تركت اختها .. لكن جود لحقتها بغصه فقدان ..
جود : انتي زعلانه من ذاك اليوم ؟
وداد بإبتسامتها الهادئه :كنت زعلانه .. وبعدين رضيت من نفسي ..
جود بحزن : انا اعتذر منك لو اغلطت في حقك ..
وداد : لو ..لو .. حتى اعتذارك خالي من الذنب .. انتي اغلطتي صحيح .. لكن مايهمني الاعتراف بغلطك .
مسكتها جود وقالت : لاتعاتبيني على رأيي .. انااشوف ناصر كذا .. ولاتقدرين تغيرين وجهه نظري فيه
وداد بدفاع : ابقولك بعد اليوم لاتتكلمين في شيء ماتعرفينه .. بيني وبينك وانتهي الموضوع خلاص
و ناصر لاتدخلينه في مشاكلنا .
جود بإبتسامه مستفزه : الله من الحين تدافعين عنه .. حيلك حيلك ..باقي ماشفتي خيره من شره .
وداد : لو احد يدري عن الحياه اللي بيعشها في المستقبل .. ماكنت شفتي الا الكل فرحان و مرتاح البال .
تنهدت بأسف وتركت المكان ... لجود التي تضرب اخماس في اسداس
حقائق لابد من ادراكها .. وهي لاتعلم اين السبيل ؟
مابينها وبين اختها قطعت حبل من الموده .. حبل سري كان يجمعهم ..


*******************************

في اليوم الاخر ..

بعد تلك المواجهه.. لجأوا الى الصمت و حوار خفي في ادمغتهم
هو اختفى في عرائش افكاره وهي التي توسدت فراشها بعيدا عن الضوضاء
لتنعم بتفكير هادئ .. وتتساءل هل هي مرتاحه ؟
هل تشعر بالرضى عن قرارها ؟
هناك شيء مختلف لو كان لايريدها لكان اطلق سراحه تلك الكلمه الملعونه واراحها ؟
سهله على الرجل ان يقولها في قمه غضبه .. وهو نار مستعره لاتنطفئ ..
لكن هدوءه ذاك جعلني محتاره في امره .. اضاعني مجددا في متاهاته لاخرج وانا متخبطه
مابين الصحيح و الخطآ ... واي فعل شنيع ارتكبته في حق نفسي ؟
استيقظت على اذان الظهر .. لتتوضى و تصلي وتلجأ الى ربها ..
اكثرت من الدعاء و الاستجاره برب العباد .. الذي ليس لمخلوق سواه ..
هند وسلوى في سباق على الباب .. و ضحكات متعاليه تلك تسحب يد الاخرى
سلوى وهند في نفس الوقت : ليلى .. عندي لك بشاره ؟
ليلى وهي ترتب مفرش الصلاه .: خير ياريا وسكينه ؟
سلوى : اولا ايش تعطينا ؟
هند :سعود قال لنا .. انه بنطلع للمزرعه الحين ..بيذبحون ويشووون في المزرعه
وقفزت بفرحه .. بينما سلوى كملت عنها : ياللا بسرعه نجهز الاغراض ترى جدتي تحوم فوق
روسهم تبي تغير رايهم ..
ليلى بإبتهاج .. على الاقل تغير جو .. لها مده طويله ما خرجت لمكان مألوف وتحبه ..
: ايه والله صادقه .. ياللا نمشي ونجهز كل شيء ..
وبالفعل .. لاول مره الثلاثه يتفقون على شيء .. انتهوا وكل واحده لابسه عبايتها وجاهزه
دخل سعود وضحك على اشكالهم ..
: صدق ان النسوان عقولهن مثل عقول النعاج .. الحين من كذب الكذبه وصدقها ..
ليلى وهي تطالع البنات ..
: سعود .. الله يخليك لاتحطمنا .. جهزنا كل شيء .
سعود : وانا ويش دخلني ... الاوامر العليا صدرت..
تأففت سلوى : يااخي مايصير .. تكسرون بخواطرنا ..
ضحك سعود وقال : روحي انتي وياها وغيروا ملابسكم .. انا تعبان ومالي خلق ذبايح و شواء في عز الحر .
ليلى بعزم : طيب ياسعود .. انت من يوم تزوجت كبر راسك علينا .. لكن الحين اوريك في جدي
لاخليه يكسر خشمك ..
سعود بضحكه مبهجه لروح اخته الغائبه ..
: ورينا شطارتك يا حلوه .. اعلى مافي خيلك اركبيه .. و حرك حواجبه بإستفزاز
عضت شفايفها بحيره .. وطلعت .. و هي اساسا ماعندها شيء غير التوسل .. والرجاء
تصنعت الدلع بقليل من الخبره ..
دخلت مندفعه محضره كلمات كافيه لخضع كل رجل في طريقها .. تعتقد هي ..
لكن ما إن رأته يجلس في الزاويه الاخرى وفي يده فنجان الشاي مبتسما لحكاوي الجده ..
توقفت مكانها باعثه الانظار إليها ..
الجد : علامك ياليلى .. عسى ماشر يابنتي ؟ ليش لابسه عبايتك رايحه مكان قريب ؟
خمدت ثورتها تلك ... فانطلقت قدميها تطلب جوار جدتها ويا نفس تمني ماتشتهين ..
قالت بخجل واضح : لاياجدي ... لكن البنات قالوا لي ..بنروح المزرعه ..
الجده : ماله لزوم روحتنا .. اخوك يقول انه تعبان ..و ما له شده على الذبايح ..
ارسلت نظره خجوله لذاك و بعدها قالت بصوت خفيض لجدها ..
: الله يخليك ياجدي لاتكسر بخاطري .. جهزنا كل شيء .. وماباقي الا رايك ..
الجد بإبتسامه : وش هو له رايي .. شورك عند زوجك ..
وهذا الذي لم تكن تريده ... ان تنحصر معه في كفه واحده ..
ماكان منها الا اليأس .. قذفوها في وجهه .. فتطلعت له بنظره بعيده .. فابتسم
ابتسم .. بإنتصار.. عادت اليه مجددا ..
قال مقاطع بصوته الرخيم : اجل من بعد شورك ياعمي .. خلينا نونس صدور بعض الناس
ونكسب فيهم اجر .. ومادام اعطيناهم وعد ..بنوفيه . ولا اشرايك ؟
ضحك الجد و قال بحكمه : شورك وهدايه الله .. ها يا ضبيه .. ويش رايك انتي ؟
ابتسمت ليلى ببراءه وهي ترى اخيرا .. تباشير لتلك الرحله ..
الجده : شوفوا سعود اذا وده يمشي .. توكلنا على الله ..
تدخلت ليلى بحنق على ذلك المدلل ..
: جدتي .. حرام عليك .. تونا نقول لاتكسرون بخاطري .. وانتي تدارين سعود .. اذا ما وده يمشي بكيفه ..
مطلق وبإبتسامته الجريئه : وهي صادقه ياعمه .. لاتكسرون بخاطر زوجتي .. اذا ماودكم في التمشيه
كلها بكيفكم .. لكن عني باخذ زوجتي و اونس صدرها ..

غطست في الخجل كلها ..تحت انظار جدتها وجدها .. حنقت عليه وعلى جرأته الزائده
اي لعبه سيلعبها امامهم ؟ هل هو جزء من التمثيل ؟
نظرت إليه بتحدي ليرفع حواجبه بغرور وكأنه يقول مارأيك الان ؟

وعادت منتصره بروح جديده ..اتقول انها سعيده ؟ ومبتهجه ؟
لوكان هو ليس معها هل ستحافظ على انتعاشها.. ؟
.. ولكن بداخله تشعر بهزيمه ولاتعرف لماذا ؟
هل هي خائبه الرجاء بأن يكون يكذب عليها ويدعي من اجلها ؟

وفي الطريق ... اتبعت بنظراتها سير سياره الوانيت التي يقودها سعود وهما خلفه ..
لم تشأ بأن تكون معه .. لكن كان لابد من ذلك .. هي في الامااام و سلوى وهند في الخلف ..
ومابين همساتهن وغمزاتهن لها .. تشاغلت في مشاهده المزرعه ..
مده طويله لم تقضها هنا .. مده طويله جدا .. تلك الارض التي شهدت صخب طفولتها وبراءه
حياتها .. كانت فيها الكثير من الذكريات ..

كان الممر الى المزرعه غير الباب الرئيسي المفتوح لها .. يكون عاده مكشوف على القريه
فاتخذو الطريق الاخر .. طريق غالبآ ماتمر منه السيل .. باب اخر يأتي من الخلف ..

" تصورا معي المنظر ... فهذه الارض حقيقه واقعه وتوصف بشكلها الدقيق لايام طفله مكثت فيه طويلا..."

جنه خضراء ورائحه عبقه بكل ماتجود به الطبيعه .. نخيل تجتمع في صفين متوازيين .
لاتجد الشمس لها فسحه لتنفذ من خلالها .. تحتها لاتشعر بحراره او صقيع البرد
متكاتفه .. وكأنك تدخل عالم اخر ... تتشابك فيها الحشائش بشكل جميل .. وتنفرش الارض
ببساط اخضر.. يخلو بعض الاماكن منه .. ليفسح بملمس ناعم من التراب .. اعشاب صغيره
نديه .. في كل زاويه تجد نوعا غريبا من النباتات .. بعضها معروف والاخر لايوجد له مسمى
و الاكثر الصبار .. النوع المختار الاجود في المزرعه .. نخيله الباسقات .. اعلاها ثمر و اسفلها ثمر
و الطيور تجد الرزق فيها .. والبئر السوداء العميقه .. بئر جوفيه دائمه بإذن الله .. لاتنضب مياهه
في جنباتها صفوف احجار وضعها بني البشر لتماسك تربتها محافظه عليها من الانهيار .. بنت بعض
الحمام اعشاش لها هناك في تجاويف البئر ..
الناظر اليها يشعر بخوف من شده عمقها .. في قعرها نداءات امتلأت في المكان
صراخ اطفال وارتعاشات خائفه من السقوط .. وخوف متلازم لابد من الحذر .. بئر وقور ..
مشيد بعزم رجال ضحوا من اجل استقراره .. ومن خلف عالم النخيل تنبسط الارض الخضراء
لزراعه الذره و العلف ... و ماتجود به الارض من بعض الخضروات .

ابتسمت وهي تسحب هواء منعشا مشبعا بذكريات جميله .. وكيف لا وقد لازمها في مكان مثل
هذا اوقات طيبه قضتها في كل شبر فيه .. وقف جنبها وسحب هواء مثلها ..
نظراته تطل على كل زاويه بعيده ...
قال بإعجاب : ماشاء الله .. مزرعه متعوب عليها ..
ليلى وعيناها لاتغادر برهه فسحه المكان امامها ..
: اللي يحب الارض لازم تعطيه .. جدي كل حياته هنا .. ربي يطول في عمره ..
نظرت له بنشوه ..: شفت البير .. مثل اللي في مزرعتك لكن اعمق منه ..
نظر لها بإعجاب لنشوه تألقت في عينيها..: ايه شفتها ... لاتقربين منها ..
ضحكت وقالت : انا اصلا حافظه درسي .. من يومي صغيره ما عمري قربت منها ..
ضحك لخوفها ... فتراقص قلبها طربا على اصداء ضحكاته ..
سكت للحظه يتأمل فيها وهي وسط جنه تلائمها حسنآ وجمالا .. هناك شيء ما يجعلها
تثبت في مكانها ولاتتحرك .. تتناسب والمكان في بهائه و هدوئه الاخاذ ..
تنحنحت تطرد غصه قد وقفت لها في حلقها .. و تنبهه بوجود اشخاص اخرين حولها
سمعت نداء هند لها .. فتجاوزته تمشي بسرعه .. وابتعدت عنه محاوله ان تصمت دقات قلبها
الصاخبه .. .. ابتعدت عن مدى انظاره و حرم منها ولو من بعيد ..
وانشغل كل منهما مع الاخرين ...

راقبته وهي تقطع الخيار .. كان يجلس بعيدا .. على بساط قد افترشه سعود ..
لم لاتمل النظر الى تلك الشعيرات المتحركه بحريه في الهواء الطلق ..
ما لـضحكاته تجد صدى كبيرا .. في جوفها .. تختزنها بسهوله و تمتلآ دقائقها الصغيره بها ..
سلوى بضحكه وهي تجلس جنبها : اكلتي الرجال بعيونك ..
ليلى بإرتباك : من قال لك اني اطالعه ..
ضحكت سلوى .. وهمست : شوفيه قام يكلم في الجوال .. قومي قومي .. شوفي من يكلم ؟ ..
دفعتها ليلى وقالت مدعيه دون اهتمامها وهي ترسل نظرات حارقه بعدما بثت سلوى سمومها
داخل عقلها ..
: اقول روحي عني .. خليني اخلص السلطه ..
ويالفرحتها العارمه .. وهو يستدعيها ..
تطلع اليها والتفت حوله قال مؤنب : ليش نزلت عبايتك ؟
شدت احكام الثوب على راسها وقالت وهي تسحب بلوزتها وكأنها تستر نفسها رغم سترها ..
: جدي قال مافي احد .. خذوا راحتكم ..
لم يعط بالا لكلام جدها وقال بإهتمام : حتى ولو .. ماتدرين من ينط لنا في اي دقيقه..
دعكت ذراعها وهمست : طيب خفض صوتك .. ولا تبي تفضحنا وبس ..
رفع حواجبه استنكار لكلامها وسحبها من ذراعها رغم تشبتها بمكانها
: ابي افضحك .. اذا غرت على زوجتي و ماابي احد يشوفها .. تكون فضيحه ..

مجرد كلمه بعثت فيها احاسيس مختلفه .. " يغار " ..
صدرت منه عفويه او اندفاع فضح صدقه .
سأدثر بالاغطيه لمجرد ان تقولها امامي ..
سأخفي نفسي عن عيون البشر و اجعلك الوحيد الذي تراني ..
افترت ابتسامه عن ثغرها لم تستطع كبحها لمده اطول ..
طالتها نداءات من جوفها ان تحققي وارتاحي ..

راقبها بهدوء و عرق في صدغه يكاد ينفجر منها .. لما لايلمسها بهدوء و يرتاح
تجرد من كل القوه امامها.. تتعالى عليه في غفله منه .. ايغفر لها و يمضي بدون اهتمام
ام يعلق على الامر كضروره ..
وفجأه تلين ملامحه وتختفي تلك المتجعده اعلى جبينه .. وهو يرى ابتسامه خجوله ترسم
على شفتيها المغريه ..
اخرج نفسآ لايحتمل من صدره ونظر من فوق رأسها لمن حولها ...
كبحت ابتسامتها .. وتطلعت اليه كطفل ينتظر التأنيب .. مخافه ان يثور في وجهها ..
: ليش ناديتني .. تحتاج شي ؟
انحنى لمستوى طولها وقال : احتاج شي .. والله حاله .. حتى نسيت عن اللي ابي اقوله .
ضرب على جبينه ..و قال : توه ناصر كلمني قال انهم وافقوا عليه ..

مسكت ذراعه بعدم تصديق .. فأصابته دوخه من ذلك الانفعال .. لمساتها تبعثر صبره الطويل ..
وقالت بفرحه كبيره : صدق .. اخيرا تحقق الحلم ..والله من يصدق قصه سندريللا و الامير تكون واقعيه .
ضحكت وهي منفعله من شده فرحتها بذلك الخبر ..
فأتبعت بحماس دون مباليه بإلانفعالات على وجهه ..
: متى صار كل هذا ... اكيد وداد كلمتني على الجوال لكن لقيته مغلق .. كيف ناصر اكيد فرحان صح ؟!!

في لحظه وده يعتصرها بين يديه حتى يشفي غليله من حماستها و فرحتها الكبيره للامير المزعوم
يا حظ غيره فيها .. ويا شين حظه معاها ..
غمض عيونه بتعب وقال : روحي ياليلى .. روحي ..
سألته بعد قوله : وشفيك ؟ يعورك شيء ..

كان وده يصرخ فيها و يطلع الحره المتفجره داخله ..
هذي بارده ماتحس ولا انا حولتها مثلي قطعه جليد ..
ولا ماتحس باللي جوفي . وكيف تحس وانت عمرك مانطقت ...
الله يسامحك ياناصر ... قصتك هذي جابت لي الهم والغم ..
مااستفدت من وراك الا بوجع القلب ..


ادرات ظهرها له بقهر ... قبل يمسكها بهدوء ويلفها ناحيته ..
: انتي ما صدقت اقولك روحي تروحين ..
ليلى بضيق : ترى تعبت من مزاجيتك .. مره تعالي ومره روحي ..
رفع حاجبه لها وسحبها بهدوء رغم اعتراضها ..
: مطلق .. اهلي بيفقدوني ..
وبدون اهتمام التفت مطلق ناحيه اهلها وقال بصوته العميق
: ياجماعه .. ارخصوا لنا شوي ..بتمشى مع مرتي ..
وامتقع لونها من شده الخجل .. واصوات التعليق خلفها والضحك عليها بدأ يرتفع ..
قالت بضيق : هذا اللي تبيه انت .. تبي تحرجني وبس ؟
ضحك عليها وهو يبتعد فيها عن مكانهم ..
تركت يده .. وقالت بعصبيه : قول ايش عندك ؟
مطلق بإنفعال : بتسكتين ولا اسكت بطريقتك ..
تراجعت خطوه تحت نظرته .. تعرف طريقه اسكاته لها ؟
ليس المكان ولا الزمن المرغوب .. ولا حالتها تسمح بأي شيء خطير معه ..
تنهدت وقالت : خلاص بسكت .. لكن ودي اعرف انت ليش مزاجي .. كل شوي بلون
احترت معاك ؟
مطلق بإبتسامه اخفى فيها مايشعر به ..
: واانتي يهمك .. كل اللي يهمك هو الامير ناصر وسندريللا ؟
ليلى : عادي .. كنت فرحانه علشانه لانه يستاهل ..
جلس على صخره كبيره و مد بصره قدامه .. دون يعطيها اي كلمه .
وكأنه بالفعل متضايق من شي بداخله ..
وهو مايستاهل كلمه تعطف فيها على شقى حاله
لمسه تحن فيها عليه وتدثر همومه ..
انتابها احساس قاطع بالندم وتأنيب الضمير ...
جلست جنبه وقالت : آسفه .. ماكان قصدي ازعجك ..لكن ماعرفت اللي تبيه يامطلق ..
تطلعت ناحيه المكان نفسه بنظراتها .. وانتظرت كلمه منه ..
سأل بهدوء : ليلى .. ودي اعرف انا مهم في حياتك ...
نظر لها برغبه شديده وكمل : انتي تبيني ولا مجبوره علي بحكم الظروف ...

تمنعت عن رؤيه وجهه ..بحجه اشعه الشمس الساقطه عليها ...
ومسكت طرف بلوزتها المطرز .. ولفته حول اصبعها ...
واحتارت هل تخبره الحقيقه ؟ التي طالما سمعها منها ولم يصدقها ..
للتو خرجوا من عنق الزجاجه .. ولا تعرف مالحال غدا او بعد غدا ..
طالعته بعينين شبه مغمضتين من اشعه مسلطه عليها ..
وهمست بخوف رغم جمال الاحساس المتفاقم داخلها ..
: لو كنت تعتقد اني اخذتك مجبره على شيء .. فإنت غلطان ..
كانت كفيله بأن تهد اسوار حصنه .. في الظاهر ليس لها معنى كبير
لكن على الاقل شعر بالرضى .. غمامه قد بدت تسحب نفسها رويدا رويدا ..

تنهدت تمنع دمعه من الانحدار وهي في شجن من المشاعر ..
رفع رأسها بأصبعه .. وتأملها .. مكتفي بالنظر فقط ..
يشعر بطوفان مشاعر لايجد له تفسيرا ..
لايجد له معنى واحدا ولايجيد الاختصار فيه بسهوله ..
ابتسم لتشرق الشمس من جهته ..
: طيب .. جواب دوبلوماسي ..بنقبله من حرم المدير مطلق الغانم لكن ابغى برهان ..
ليلى بخوف من طلبه : برهان ؟
مطلق : تقولين لي شيء صار لك وماخبرتيه احد من قبل ...

ابتسمت فجأه وقالت : لا مايصير .. في اشياء صارت وماخبرت احد فيها لانها ماتخصني ..
غمز لها وقال بشقاوه : يعني حياتك كتاب مفتوح ..
عضت اصبعها وناظرته بشك : لا .. لكن مثلما قلت من قبل ...
سكتت فجأه وابتسمت ابتسامه واسعه مفرطه .. تلهب في دواخلها مشاعر حاميه لم تخمد يومآ
فتسرب في نفسه غيره شديده لتلك الالوان المتماوجه على وجهها ..وانتظرها على احر من الجمر لكي تنطق
وتريح دماغه و قلبه المتمرد بين ضلوعه ...
قالت بلهفه وحماس كبير غير مباليه بأي شي حولها
: اتذكر في طفولتي ... صار لي موقف مع نجمه ...
ضحكت بشغف وكملت : يومها كان اليوم مغيم .. و انا ونجمه طلعنا الجبل .. اتذكر يومها هي طلعت
قبلي ..لاني اخاف من المرتفعات وقتها .. المهم طحت وتعورت رجلي ..
تطلعت ناحيه الجبل من بعيد وابتسمت بحنين لايام مضت ..
فقال بشك : طيب .. كملي ...
ليلى بخجل وتردد : اتذكر يومها اني خفت .. خوف ماراح انساه طول عمري تخيل بنت وحيده في يوم ماطر
.. حسيت كل قصص جدتي بعيشها حقيقه ... وفجأه يطلع لي منقذ .. مثل قصص الخيال ..
ضحكت بنشوه وهي تكمل : اتذكر انه حملني على ظهره مثلما كان يسوي سعود معي ... والله اني ادعي له دووم
.. اللي سواه معي جميل حملته طفله بتتذكره طول عمرها وماتنساه....

وانتهت قصتها القصيره وهو ... ابعد مايكون معها ..
ريح جوفه ومطر ليل طويل ..
وحلم .. لم تبعثره السنين كما ظن ...
وآآآه يازمن ..
عدت واستنهضت الهمم ..وبنيت جسر الوصل للذكريات والقمم ..
متهادي الخطوات .. و على صوت النغم تغنيت بالاحلام منفردا..
وآآآآه ياصدف
تجمعنا و تلف فينا الحياة ..
مع بعضنا يوم المطر ..
يوم الحنين .. في لحظتها غاب الانين ..
التقت العيون بالصدف .. وهي الان اقرب ماتكون ملكآ لي ..
القلب كان يسأل ؟ اين ديارها الان وهو محتار ؟
تلك الطفله الصغيره الباكيه .. هي امامي .. بجسد انثوي مكتمل الحسن والبهاء ..
يالغبائي ..
الان اراها هي امامي .. تلك الصغيره البرئيه ..
في عيناها ارتعاشه الخوف والبرد في يوم ماطر شديد ..
لما لم امعن النظر فيها اكثر واستدل عليها بسهوله ..
على مرأى العين وملمس اليد ..
ضجت ضحكات داخله ... ودارت الدنيا به ..
ووجهه خال من المعالم ..
جمود .. وصمت وسكون .. ورجل صاخب بداخله
يرقص طربا فرحا .. نشوه و غرورا ..
اكتملت حله دنيا بالنسبه له ..
كان وده يصرخ ويقفز امامها مشيرا لنفسه بالبنان
انا هو .. انا هو ذاك الارعن المتمرد
ذلك الرث القبيح .. هذا انا ..
ذلك المدثر بالبلاده والصلابه .. للاسف هذا انا ..
لكن انعقد لسانه في عفويه لم يعرفها منه ..
وتلعثمت الكلمات قبل ان تخرج ..
نطق الفؤاد بين جوانجه .. ولم يصل لاسماعها
و آآآه ياحيره و الم ووجع يغتال فرحتي ..
لم يستعصي ذلك السهل اليسير و يمتنع ..
اتخاف ان لاتصدقك ..
قالت انها لن تنساك .. طفله لم تنساك فكيف بها هي الان ؟
لكن هو ام انا ..
شتان مابيننا .. هو ام انا ؟

اي مطلق منهما .. شاب في غمار المراهقه في عينيه مرح طفل .. تنتابه سقم الحياه وهو في عمر الزهر ..
ام من اخذت الحياه منه كل نطفه شوق و حب و فرحه في عمر اشتدت به الايام رعونه وقسوه
.. ومابقي الاالصمت ينتحب الفرقا داخله ..

وآآآآه يازمن .. غدرت وتمثلت امامي بالكمال .. وانا متعلل بالنقص .
شوهت تلك المزايا الحسان و افتريت علي بخيلاء وزيف ..
تكلمت امامه ببعض كلمات وانصرفت بعدها ... ترسل له النظر من بين الفينه والاخرى
وهو يغمض عينيه على اصوات الحنين .. غائب فيه مدثر برحله سنين .؟
تراوده رائحه المطر .. و قلب صغير ينبض بين جوانجه .. و لمسه ناعمه برئيه عذراء ..
قد تحسست مواقع خشونته ...



****************************




في امسيه ليل طويل لبعضهن ... بسطن مالذ وطاب على المائده امام شاشه التلفزيون
و تنهدت بتعب لتعب قادم سمر وهي تستند على الكبنه دون تجلس عليها ..
: ياني شايله هم المدرسه ..
اريام وهي تاكل بطاطس : هانت يابنت... اخر سنه لك في الثانويه .. إلا اقولك شفتي المكياج الجديد
اللي اشتريته ..ألوانه خيال ..
سمر بتكشيره : ياحظكم تحطون مكياج ..
ضحكت اريام بإستخفاف ..
: اللي يسمعك يقول ماتحطون شيء .. وانتي كل يوم حاطه لي قلوس وبودره ...
ضحكت سمر على دخله فاتن بعبايتها المزركشه ..وسكتت فجأه ..
فاتن بنظره واسعه و ابتسامه ناصعه ..
: هاي بنات ..سبرايز ..
سمر بتكشيره : وشو اللي سبرايز .. وانت كل يوم ناطه لنا ..
اريام توقف وتعطي سمر نظره بمعنى اسكتي ..وتسلم على فاتن
فاتن بإمتعاض : سمر ..وشفيك ياحبي ؟ لي مده طويله مازرتكم ..
ناظرت حولها وقالت : وين الناس ؟ خالتي و ليلى ..
سمر : والله حركاتك مكشوفه ..الحين تبين تقنعيني انك ماتدرين ان ليلى عند اهلها وان امي نايمه في هالوقت .
تخصرت وووجهت نظرات حاده ..: خير ياسمر.. اشوفك قاعده لي على الوحده ..
سمر تترك مكانها وتجلس على الكنبه وتحط رجل على رجل قدامها .. و تتمطى في كلماتها بدون اهتمام فيها ..
: لاني ما احب حركاتك البايخه ...
اريام بحده تقطع النقاش : خلاص انتي وياها ... اتركوا حركات الاطفال .. والله تذكروني في رؤي وريما ..
سمر بتمثيل : اسم الله على بنات اختي .. يصيرون مثل هذي .. واشارت لفاتن بإشمئزاز .
فاتن بإنزعاج :لا عاد لحد هنا وخلاص ياسمر ... انا مااسمح لك تغلطين في حقي وانا ساكته ..انا عارفه
ان هذا مو كلامك كلام ست الحسن والدلال .. ليلى خانوم ..
سمر بقهر : لا تتكلمين في شخص ماهو موجود ...وليلى عمرها ما تكلمت فيك .. احترمي نفسك والبيت
اللي انت قاعده فيه ...
وطلعت سمر من الصاله بعدما احتد النقاش و النظرات ..
فاتن بقهر : اقسم بالله اختك مريضه .. الحين اللي اشوفها يقول ذابحه لها واحد ..
اريام تجلس وترتخي وتقول ببرود : انتي كمان تستهبلين .. تعرفين ان ليلى ماهي موجوده ..
تنهدت براحه وكأن كل اللي صار مجرد مشهد من مسرحيه سخيفه ..
: ادري .. وان شاء الله ماترجع ..
اريام وهي تقلب العصير بمصاصه طويله ..: لا تتعشمين خير في مطلق ... حتى لو انفصلوا
استحاله ياخذك ...
فاتن بدلع وغرور : وليش ان شاء الله ؟
اريام بصراحه قاطعه : اعرف مطلق ... واعرفك .. مستحاله تصيرون لبعض ..
التفتت لمشهد غنائي في التلفزيون وكملت ببرود : انتي ما تنفعين حق اخوي يا فاتن ..
ناظرتها فاتن بنفس البرود رغم انها مقهوره ..
: ادري .. لكن احب العب على الحبلين ..على قولتهم ..
صريحه اطلقتها مليئه بالبغض والسموم ... لم تجد حصن واقي فنفذت الى كل شيء جميل و دمرته ..

رفعت اريام حواجبها دليل الاستغراب والاستهجان ..لكنها فضلت الصمت وهي تراقب
حركات ماجنه في اغنيه تملأ شاشه عريضه .. وكأن الدنيا بهتت ملامحها وسلطت الضوء عليها
وانتهى كل شيء في اقل من دقيقه قد مرت .. متغاضين عن العبره والفائده ..
حلال وحرام تؤام مختلف .. ملتصقين جنبآ الى جنب ..رغم الاختلاف الواضح ..
لكن عبثا يرون ... اولا يرون .. او يرون ولايهتمون
ويا لضياع الوقت في معصيه الخالق ... تقارب الساعه بعد منتصف الليل والناس يتهادون سكارى
وبلا عقل ... وانسلت الدقائق حسرة وتحسفآ ... وياحال ابن اادم اذا عاثت به الدنيا و ضيعت
دربه القويم ...


************************************



من بعد رجعتهم .. ماشافته بعدما رجعوا من المزرعه ...
استغربت امره وانشغلت عليه ... وندمت اشد الندم على انها قالت له سر مايعرفه غيرها
وغير نجمه ..
لاتعلم فيم كانت تفكر وقتها ؟ واي ثقه بادلتها معه ..
هل اصبح يشك فيها ؟ ويجزم بأن لديها اسرار اخرى خطيره ..
مثل منقذها وسلطان .. واخرون يختالون في ساحه عقلها ..
ضربت جبينها بحسره .. كيف وثقت فيه ؟ كيف ..
ليش تغير فجأه ؟ جامد حتى ابتسامته اختفت ..
لاحول ولا قوه الا بالله ..
يارب صبرني ..
" ياحي ياقيوم برحمتك استغيث اصلح لي شاني كله ولاتكلني الا نفسي طرفه عين ."
سمعت صوت خطواته اخيرا .. وتشاغلت بإدخال ملابس سعود في دولابه ..
دخل وظل واقف على الباب ... عملت روحها ماانتبهت له لكن وقفته طالت ..
ناظرته من خلف باب الخزانه .. كان واقف وفي وجهه علامات حيره .. وارتخاء
كالمصدوم او الضائع .. مثل شخص يحاول يتذكر شيء او يريد ان يفعل شيء لكن لايستطيع ..
سألته بهدوء : فيك شيء يامطلق ؟
انتبه لنفسه من يقظه عينيه .. بعثر شعره بحركه سريعه وقال بإبتسامه بارده ..
: لا مافي شيء .. لكن يمكن استغربت وجودك هنا ... ماشوف جدك واقف لك بالعصا تحت ..
عظت شفاتها ... يعني اكتشف امرها .. بيحسسها بالندم والاحراج بأي طريقه
تجاهلته بإرداتها وقالت : تبغى عشا ؟
نزل قميصه و الفنيله الداخليه قدامها .. فانحرجت وتظاهرت بترتيب الملابس من جديد ..
: لا .. مااشتهي اكل ...ابي اصلي و انام حيلي منهد ..
ابتسم على خجلها .. اقترب منها .. متظاهر بعدم اهتمامه ..و دور على ثوب بين ملابس سعود
: شوفي لي ثوب البسه ماجبت لي ملابس كثيره .. باخذ لي شاور ..
ارتطمت ذراعه العاريه بخدها ... فشهقت بخفوت .. و تراجعت للخلف ..
ناظرها بسرعه ملاحظ تلك الصبغه الحمراء في عنقها و خدودها
.. وقال بإدعاء : وشفيك ؟
ابتلعت لعابها بصعوبه وقالت بخجل مبعده النظر عنه
: مافيني شيء ... احم ..قلت تبي ثوب ..اصبر شوي .. ...
لكن الاصرار لديه بلغ حلم اخر .." ان يلمسها من جديد " ان يفعل ..
ان يقنع بأنها له بالفعل .. .. بأنها ستكون له دون حواجز ولا مبررات يختلفون عليها ...

تمنت لو تحشر نفسها في الخزانه .. و تتنفس بهدوء .. غير قادره على التنفس والله
ماذا هناك ؟ هل يريد ان يحشرني بين يديه للابد ..
ألم اعتد عليه .. ام ايام الصوم التي ولت جعلته متعطشآ وجعلتني لااقوى على النظر إليه ..
آآآه ياقلبي اهدآ ... اهدآ .. ليس هذا الا اختبار ..
اهدآ فليس هناك خيار ... اهدآ قليلا ارجوك ... سيبتعد ..لحظات ويبتعد ...
قلبت الثياب ولاترى الا الوان فقط .. طلعت له ثوب مغربي خفيف بقبعه خلفيه .. وازرار كثيره
وقالت وهي متجنبه النظر فيه بدون ملابس ..
: خذ هذا .. واسع ومريح ... مدته عليه لكن ترك يدها و الثوب معلقه في الهواء ..
احتاجت تعرف سبب تأخره فركزت عليه ... فلاحظت ابتسامته الصغيره على زاويه فمه ..
: ماتقدرين تناظرين فيني و تتكلمين عادي ...
طوت الثوب بين يديها وقالت بصعوبه : لا ..قصدي ايوه .. تبي الثوب ولا ارجعه ..
سحب الثوب المطوي بين ذراعيها بشده ... فانسحبت له كلها في غفله منها وجدت طريقها نحوه ..
وذراعها اليمنى قد انبسطت على مكان نبضه ... على موطن الحياة و مركز الانعاش ..
ارتجفت عيناها مليئه بالمشاعر وناقصه حنان .. واخفضتها برهبه تلك البؤره العميقه .. وذلك الوجه القريب
اي دنو اكثر سيوقعها في شوق جارف ... تخافه ... وتخجل منه .
بإحساس عجيب مغري لذيذ كتمت انفاسها حتى لايسحبها هو بل خوف ان تشهق من حراره وبروده امتزجت
..ويده تتحسس طريقها .. ليسندها إليه ..

شعر انها كتله نابضه من الاحاسيس .. مرتجفه .. رقيقه .. ناعمه .. صارخه بالجمال و تصرخ له بالذات
وهو متماسك بصعوبه ...برجوله طاغيه .. ورغبات تعذبه .. وحلم ماضي يؤرقه .. ورقه رابحه ضاعت
و بالكاد وجدها ..
تلك اللحظه التي لم يحسب حسابها هو ان قلبه يدق كطبله فقدت السيطره على قارعها ..
للحظه تخيلها تلك الصغيره .. وانه سيكشف سره ... ولم يستطع ..سوى ان يتروى في افعاله ويرى رده فعلها
لعلها لاتطيق قربه و لاتريده ... ابتسم لذعر عفوي عذري نطق في عينيها ... اطبقت جفنيها لتنعم بهدوء
و صرخ هو لاتتركيني .. فأنا الان شاب قد صعدت الدماء الى رأسه .. واستشعر بالحنين لايام قد ولت هاربه
ولكنها عادت برضى منها .. لكن لااعرف كيف اتصرف معها ؟

و يا صبر ايوب .. ويافسحه الامل امتدي لي وانتشليني من عمق السخط وادركي مشاعري الضائعه ..
دفن رأسه في عنقها ... لايحاول غير الاسترخاء .. في واحه عطريه لم تتصنعها من اجله .. بل وجدت
فطره ...


يا إلهي ... قلبي سيجن .. سيتوقف .. سأموت .
لهثت انفاسها بقوه .. وارتجفت و انفاسه قد وجدت مخبآ لها في ثنايا عنقها ..

لثم رقبتها بخفه ... وصعد الى خدها لتصطدم بشعره الكثيف .. ارتفعت يدها بعفويه وكرده فعل بأنها
مازالت على قيد الحياة .. و غاصت في شعره .. ترغمه على البقاء .. للاستشفاء و للارتواء غايه
كانت ترجوها منذ زمن ..

سقط الثوب من بين يديهم .. وسقط الخجل ..والكبرياء وسقطت بعض اللاشيء من مجرد مشاعر بلا هويه ..
وانكشف الغطاء .. وانمحى سراب ظنوه حاجز ..
ضغط عليها لتقترب منه ااكثر .. ليدمج روحها في روحه .. وتتحد مشاعر من كل شيء ..
لا وجود لقانون اخر للجاذبيه .. ولا تفسير للسقوط المريح مثل الذي يحدث بينهم ..

همس بعمق وثقل مشاعر افحمت حتى صوته ...
: ما اشتقت لك ...
توقفت يدها على عنقه عند قوله بصدمه كلمته ...
ليستدرك بسرعه : بس "شوقي " اعدمني ..وان صابني شيء والله انه من اسبابك ..
وختم قوله بقبله عميقه على خدها مفعمه بالمشاعر ... دغدغه مضحكه اصابته ..

واضحك ياناصر .. واضحكي يامكتبتي المليئه بتقدير لكتبك .. واضحك يازمني العزيز
قول سمعته .. سرقته .. حفظته ولااعرف في اي ذاكره ادخرته ..
انا لااعرف ان اصف كلمات جميله ..رقيقه حساسه ... شاعريه بمعنى الكلمه
لاقول ولا فعل ...
لم تكن في هاتفي .. او رساله ورقيه او كلمات وجدتها صدفه في كتاب شعر و قصيده ..
بل انها رساله وجدت طريقها بين يدي .. وانا اتصفح جوال سعود ...
ووقعت ..موقع من القلب .. وسرت فوقها بدون مبالاه ..
لكن قلبي ادركها فنطقها عقلي وحفظها لساني عن ظهر غيب ...

فجأه ... ارتفع الاذان بالمسجد قربهم ... وكأن المؤذن سامحه الله وغفر له ..
قد خرج متأخرا مضطربا لاهثآ .. فنداءه للصلاه صرخه اخافتهم حتى الموت
ليفترق الجسدان بذعر ... هي ترتعش ..مسلوبه القوى .. متهالكه .. و ستموت من الخجل ..
ضبطت شعرها .. واعادت تلك الخصله الوهميه الدائمه كحركه توترها ..
وهو لاهث .. يتصارع مع نفسه .. مسيطر بصعوبه على اهواءئها ..
لولا نداء الصلاه ..لوقع كل منهما صريع للحب والعشق والهوى بدون علم انه كذلك ..
كاد ان يضحك من تلك العلامه التي ارتسمت على عنقها و خدها ..
ياللمسكينه ستقع ضحيه عمل لم اقوى عليه ..

قال بتماسك : بكره بنرجع الرياض ..
هزت رأسها بإيجاب و قالت بإرهاق لم تبلغه بعد : انا بنام مع البنات .. اذا ودك في شيء نادي علي ..
وخرجت تركض .. تلهث ..تستتر .. وتنعم بالراحه بعيدا ..رغم انها لن تجده مماثله لتلك التي بين يديه ..
و مشروخه بصمت ... أكان كل هذا مقياس لمدى حاجه ام احتياج ام دعوه لكشف الحقائق ...

انصدم من قولها ... بعد كل هذا أتهربين ؟..
اهو عقابك الجديد... بعد لهيب الاستعار تتركيني رماد ..
اهو اسلوب جديد .. لتفضحيني امام نفسي ..
لتكشفي الخفاء بحله زاهيه ..
توافق في رساله مبطنه على العوده ولكنها تهرب ..
وانا من سيطفئ حرقتي تلك .. آآه ياصبري تعال واجلس بجانبي .. ونس وحدتي في دقائق
وعلمني كيف اكون محترفآ لك من جديد .

آآآه ياامرأه علمتني كيف اشتاق ..
كيف احرق الثلج .. كيف ارسم كلمه على الهواء
كيف انطق المشاعر .. كيف اصهرها و اكونها بين يدي ..

آآآه من امرأه .. ألهبتني بنيران بارده
و نفثت في روحي شجن الحياة ..

آآه منها .. جنيه جميله .. رقيقه .. سحريه..
بداخلها ألف معنى وكلمه وعاطفه ..

تجعلني رجل .. غائب في سكرات لذيذه
معاند على العوده .. مربوط بقوى سحريه ...
ليتني اعرف معنى واحد من تلك الطلاسم التي تدور في قلبي ..
ليتني اعود مثلما كنت متحكمآ..

تنهد بحيره وارتمى على السرير .. يبحث عن سر دفين ونجوى ملاذ يهرب فيه من نفسه
خائف لو يعلمون .. وخائف هو و يخفي خوفه بخيلاء صلابه مزيفه ...


*********************************************



ألقاكم بموده

كبرياء الج ــرح 02-03-11 01:28 AM


صباحكم روعه ..
صباحكم رضى من الرحمن ..


جئتكم في غير موعدي ..

احبتي في الله ...
سعادتي لاتوصف و يارب لك الحمد والشكر حتى ترضى..
الحمدلله على كل حال ..
الحمدلله الذي جعل بعد العسر يسرا ..

للتو انهيت اتصالي .. مع صديقتي
ضحكت فإ بتسمت الحياة مجددا ..
يارب اسألك ان تجعل الضحكه على شفاهها دوما ..
.. مهما كانت اعباء الصداقه ..فعندما تكون من القلب محبه في الله ..
فإن جانبا من الحياة يشرق ... ويسطع بريقه في دنيا لم تعد معالمها معروفه ..


إليكم البارت بعد الفاصل

كبرياء الج ــرح 02-03-11 01:31 AM




البارت السادس والثلاثين :



في صباح اليوم التالي .... يوم الثلاثاء ...
اسرعت السياره مبتعده عن ديارها ... والصوره الاخير التي تراها في انعاكاسات المرآه
هو اخيها الواقف خلفها وفي عينيه انكسارات كثيره صعبه النطق .. كالذي بجانبها ..
كتله من الاسلاك الالكترونيه تسير طريقته في التعامل .. وتجعله لايفرق عن آله صماء تحاكي الحقيقه ..
انقلاب يتبعه صخب وانقلاب وثوره لا تعرف لها كلمات مناسبه ..
كل الاحداث تتوالى .. لم تعد تفرغ لتفكر بنفسها لبرهه ..
او لم تعد تريد ان تفكر وتطلع بإستنتاج يخيب امالها ..
خائفه ياحظ ان تكشر في وجهي بطريقه مأساويه تقتلني هذه المره ؟
خائفه ان تغتالني براءتي و تهدر ماتبقى لدي من كل شيء .. كرامه وحب و حياة بدأت تخطو للخلف متراجعه ، نادمه .
خائفه من بدايه خاطئه .. وقرار خاطئ .. ودقات قلب نبضت في مكان خاطئ .. ولشخص خاطئ ..
خرجت اهه طويله من بين اضلعها .. وكل ماحدث لها يسير بدون ترتيب و يقفز امام ناظريها بعشوائيه ..
هي ام مطلق ام ناصرونجمه ام سلوى الحائره في امر امها المتعنته ..
ام حال دنيا ابت ان تفهمها ..
و آآآآه ياحال ..تتغير من سيء الى أسؤا الاحوال ..

اسندت رأسها على مقعدها وارتخت اعصابها المشدوده .. من كل شيء صار ..
تلك الرحله الى المزرعه عادت بعواقب سيئه وكأنها معاقبه على الاسترخاء و الهدوء ..
اتحفها سعود واخيرا بالخبر القاتل ... لقد فجر السر المؤقت بزمن مهدور ...
ادركت صداقتها وهي على شفير الانهيار .. لكن رياح الجفاف قد كانت اسرع منها ..
آآه ياسعود .. ماذا فعلت بي ؟ اغمضت عيناها في اعصار من اللحظات العاصفه ..
انتظر يومآ كامل ليخبرها .. يوم كامل ليفتت عناقيد الامل و يحطمها بسهوله ..
حتى خطت بخطوات سريعه متجاهله كل شيء حتى زياره بعد اذان العشاء ...
الى بيت صديقتها تلتمس عذرا .. بأن تسامحها

اخفت نجمه وتجاهلت .. الى متى كانت ستحتفظ بشي تعتقد هي الوحيده انه مجرد سر ؟
ليلى بإدعاء عن ام نجمه وهي تسلم عليها ..
: السموحه ياخالتي جيتكم في وقت مثل هذا.. لكن كان ودي اجلس مع نجمه قبل مااراجع ..
نجمه بشهقه : ليلى ..بترجعين ...؟ ليش يادبه كنت خليك حردانه عندنا شوي ..
ضربتها ليلى وقالت لامها : شفتي ياخالتي .. ؟ تبيني اقعد قدامها طول عمري ..
ام نجمه بنظره لها معنى لبنتها ...: الله يحيك يابنتي في اي وقت .. وصويحبتك ماعليك منها
ماتقول هالكلام من قلبها ..
نجمه بإستخفاف : إلا اقوله من قلبي ...ياقرده خليك من زوجك واقعدي هنا ..
ليلى بإبتسامه ذات مغزى : وقت تتزوجين وتعيشين مع زوجك بتعرفين ليش مااقدر اقعد هنا ..
تركتهم ام نجمه .. فسحبتها نجمه لغرفتها ... خافت الانتظار والتراخي كما خافت شراسه الاستعجال .
قالت بأسى كبير وبدون مقدمات : اسفه يانجمه على اللي صار بينك وبين سعود..
نجمه وهي تتأمل ملامح صاحبتها وتخاف ان تدرك الكدر في معالم صامته ..
قالت : مو انتي اللي لازم يعتذر ..
ليلى بنفس النبره الحزينه الضائعه : لايروح تفكيرك بعيد ...سعود مايقصد يهينك لا والله .. هو قال لي كل شي من البدايه .. قصده خير والله ..
وتألمت تلك ..بل زراها الالم كضيف غثيث لا يقدر اي شيء ..
ماكانت تخافه .. سطع في وجهها كالشمس الحارقه ..
صديقتها كانت تعلم ولم تخبرها ... كانت تخفي عني مالااستطيع انا ان اتحملها عنها ..
كانت تحبك مع اخيها قصه شيقه وتبرزها في المقدمه ..
لم تختفي تلك الدموع بل ظهرت بسرعه ..فكبحتها وقالت بإبتسامه باهته..
: لاتذكرين شيء وانتي بتودعيني ...خليني غافله عن اشياء كثيره علشان ماانجرح ..ولا اجرحك .
ليلى بحزن ودموع بدأت تتجمع في عيونها ..
: سامحيني والله نيتي خير ... اصلا انا قلت له عنك من زمان ..انتي نصيب سعود ..
قامت بإنزعاج غير قادره على التماسك ..
: ليش ياليلى ... ترضينها لنفسك ولا لاخواتك ؟ ليش ماخبرتيني ساعتها ؟
ليش ماقلتي لي ولو بالاشاره .. سعود مايصلح لك ولاانتي ماتصلحين لسعود .. كنت رفضت
والله كنت رفضت وما زعلت من احد .

بنفس النبره الحزينه الباكيه ..: نجمه والله مادريت الا قبل الملكه بيوم ... لاتلوميني الله يخليك ..
باغتتها الدموع واستحلت جزءا كبيرا من عينيها ...وابت ان تتكلم وهي مصدومه .. مقطوعه الوصل
ومهجوره بعيدا عن كل شيء ..لا اخ يفهمها او صديقه مخلصه صارحتها في الوقت المناسب
ولا زوج تستند عليه بدون شكوك او ريبه ..
بهدوء و خيبه : هنت عليك ياليلى..
ليلى وهي تمسك يدها وتعيد بحراره كلماتها ومشاعرها ..
: نجمه .. ماهنتي علي والله .. علشان خوفي عليك ماقلت لك .. اللي سواه جدي خوف عليك وعلى
سعود من كلام الناس .. الناس ماترحم والله بتاكل وجهك قبل عرضك ..
صرخت بحده تاركه يد ليلى تنتفض ...
: ماعلي من الناس .. علي من اللي بيوقف في وجهي في بيت واحد ..يطالعني وهو ماهو طايقني
.. اخوك مايبيني .. حتى لو يبي انا ماعاد ابغاه ... عفتكم كلكم يابيت الشيخ ..
كلكم.. كلكم .. ياعيال عزيز السلطان ..
زفرت بها كلمات حاده مع انفاس قاطعه توشك ان تحرق وجه ليلى ... بعيون دامعه حمراء مفرطه القسوه
تراجعت ليلى للخلف بصدمه لرده فعل لم تكن تعتقدها ابدا منها ..
: ماكنت اظنك يوم بتصيرين كذا .. عمري ما تخيلتك غير نجمه اللي اعرفها .. سامحيني يانجمه
لاني احبك و اتمنى لك الخير سكت ..لاني عرفت ان هذا الصحيح سكت عنك ...
سامحيني وسامحي اخوي وبيت الشيخ على قولتك .. اذا قررت في يوم تنهين كل شيء ..

وغادرت سقمآ في وضع آثم .. مزري .. اقتحمته افكار سوداء غابره ..
تركت خيوط مدلاه من بعض امل و بعضها تساقط المآ وخوفآ وضياعآ ..
تأوهت للمره الثانيه ... وهي تتابع خطوط صفراء تلك التي توضع على ناصيه الطريق ..
بسرعه تمر ولاتحصيها ,, وهي تريد ان تفعل لتبتعد عن كل شيء حولها واوله من يجلس
قربها .. والذي قاربت ان تجزم انه ذلك المدعو بالسائق الالكتروني ..

وتابعت نقاشها البارد لليله بارده مضت بوهن . ..
الذي لم تستفد منه سوى تقدير المزيد من العذاب والندم و موجآ كاسحا من الدموع ..
ارتمت في حضن اخوها ما إن رأها متعثره الخطى ..
: اشفيك ياليلى ؟ لايكون معنده على الطلاق ؟ اذا تبيه من الله .. وراها قبيله بنات يسدون عين الشمس ..
رفعت رأسها لتنساب دمعتها بسهوله ..:
: اياك تطلقها ... اياك ياسعود . .. حاول بكل الطرق لكن اما الطلاق لا ..
مسحت دمعتها واعقبت: الله العالم ان مقصدي خير من كل شيء ..
سعود ينفخ نفسا بارد : يعني انا اللي كنت قاصد ... الله يقطع ابليس اللي وداني في طريق عمري مامشيته .
رجعت تبكي بصوت مكتوم .. فحضنها سعود ..محاول تهدأتها ...
: مغصوبه والله .. لاني ابي رضاكم انغصبت على السكوت ..لكن الحين ماادري ايش اسوي ..
سعود بهدوء : خلاص ياليلى.. ماهي نهايه العالم .. اللي صار صار .. ان شاء الله بكره ربي يحلها من عنده ..
ليلى : وانا كيف اصبر .. احس بالندم ..ما اقدر امشي وقلبي متردد للحال ياخوي .
سعود : وليش تندمين ؟
ليلى بيأس : بعد كل اللي صار ماتبيني اندم ... خايفه من بكره ..ومصدومه من الحال ..
سعود : هونيها تهون وانا اخوك .. وتفاءلي خير ان شاء الله تلاقينه ..

انقطع حوارهم .. بنحنحه قريبه كانت لمطلق .. سلم عليهم ..
ناظر دموعها بصمت ... مسحتها بسرعه ودخلت البيت دون ترد حتى على سلامه ..


مالكم يا معشر الرجال ...لايهنآ لكم بال و لاتهدآ لكم سريره من سرائر انفسكم الغريبه الا برؤيه
دموع انثى مقهوره او بقايا امل منثوره ...
ما لكم لاتحسنون عشرة بل تحيكون ضغائن او مشاعر مسمومه خفيه ..؟
حتى الاصم بقربي يستشعر مشاعري بإحساس عميق وانت لاتدرك شيئا ...
من تلك الرحله التي جزمت انها اصابت الجميع بمس شيطاني والعياذ بالله ..
الكل انتفض و اهتدى لطريق اسود ..غريب ..

مطلق .. شخصآ متحرك.. بائس عاد ... ليس ذاك من كان ينثر الابتسامات والضحك من قبل
كان وجهه بلا الوان ولاملامح مدلوله .. صمت و بياض ناصع لدرجه العمى ..
وحتى في تلك الدقائق السريعه المجنونه المحمومه بالمشاعر ... تناست بسهوله .. وكأنها نزوه
و تسرع وصدى لرغبات جسد فقط ..
هل تردد في وضعيه زواجنا وادركه الضمير بأخطاء متكرره ؟ وشعر بالندم لعودتي معه ..
هل اخطآ في اتخاذ قراره ... الم يعد يريد تلك العوده الحميده المبغوضه
هل تراجع عن وعده .. هل قرر انه لن يستطيع الصبر ولا المساومه معي ..
هل وهل ..وهل ...

آآه كم عدت اكره نفسي مع كل الذي يدور بداخلي ...اصبحت اشك حتى فيها
وهو لايساعدني ابدآ ... سأعلل غيابه الحاضر .,,بإنشغاله بأهله و شركته واموره الخاصه
كما ادعى وهو يخطفني في عجاله من بين اهلي ... سأصبر وارى ..
وارجو ان صبري ينمو ليصبح شجره كبيره مثمره .. غدآ او بعد غدا اجني ثماره ...




**************************




بلغه تأوهاتها الحاره من عمقها ... محتار ومكتوف اليدين ..
لايستطيع ان يفعل لها شيئا ... موجوع من نفسه ومنها ؟
بصمت على وجهه بذل لن ينساه في حياته ؟
سمعها .. سمع انتحابها لاخيها وشكواها التي غرست فيه جرحآ كبيرا ..
سمع كل كلمه قد اختالت بها على الالامه ..
تدعي انها مجروحه ... وانا رجل أأقبل ان اكون مجروحآ ؟
تدعي انها مجبوره .... وانا رجل مجبور على سد فيضان جارف بمفردي ؟
اي قوة املكها ؟ بل اي صبر لدي امتحنه ؟
شد على قبضه المقود .. واليد الاخر وجدت رأسه ليستريح عليها ونظره معلق في خط اسود طويل ..
وتلك اللحظات تسرق طعم اللذه التي عاشها معها لدقائق ..يسترجع ببؤس كلمات قد استرق السمع فيها .

تبكي بصوت مكتوم ...
: مغصوبه والله .. لاني ابي رضاكم انغصبت على السكوت ..لكن الحين ماادري ايش اسوي ..
سعود : خلاص ياليلى.. ماهي نهايه العالم .. اللي صار صار .. ان شاء الله بكره ربي يحلها من عنده ..
ليلى : وانا كيف اصبر .. احس بالندم ..ما اقدر امشي وقلبي متردد للوضع ياخوي .
سعود : وليش تندمين ؟
ليلى : بعد كل اللي صار ماتبيني اندم ... خايفه من بكره ..ومصدومه من الحال ..
سعود : هونيها تهون وانا اخوك .. وتفاءلي خير ان شاء الله تلاقينه ..
ودخل حينها ... لمح دموعها في عينيها .. و ادرك ان وقت الاستجواب قد انتهى
فلقد سمع كل شيء... والان هو ملزوم بالايفاء بوعده معها ليس اكثر .
سأل سعود يخفي ألم كلمات اخترق قلبه : وشفيها ليلى ؟
توتر سعود وقال : مافيها الا الخير ... دلع بنات . .. تعال اجلس وتقهوى معي .. قالت لي ليلى
انكم رايحين بكره ..
وحينها تحولت عينيه الى سواد مضمحل بكبرياء معجون بغلظه حزن لا يطيقه ...
عرف سبب دموعها فبطل عجبه وقنع ...


تنهد بألم ... مغصوبه .. وندمانه .. و مصدومه .. والمزيد المزيد الذي يؤرق القلب والعقل ..
مجبوره من جدها واخيها على اتباعي ... لوعلمت قبل ان اطلق سراح وعودي .. لكنت عدت منصفآ معها
ولست خاسرآ ,, على الاقل .
ماذا تقول عني الان ؟ او ماذا اقول عن نفسي ..؟

مبهوت من كل شيء .. اخشى اني اصبحت دميه متحركه لاهواء انثى ... تسيرني كيفما شاءت
يالغبائي الشديد ... سرت خلفها حتى تريني ان الدواء والداء شبيهان ..
اتنتقم الان ...سرت خلفها بوعود رجل لايمكن ان اخلفها ...وغايتي هي ..هي من دون كل شيء ..

ماهي الا لحظات حتى عاد بها الى واقع كاد ينهيه ..صرخه محشوره اخترقت اذنه .....
ففتح عينيه على وسعها بصدمه ... متدارك في لحظات الفقد .. كل شيء ينتهي .. كل شيء ..
اما الان ام لاحقآ ... فمصيره النهايه ..



************************************************




بكت ...بكت .. بكت ... حتى خشيت على نفسها العمى ..
لا ليل مضى قرير العين .. ولا اشرقت لها شمس وديعه مسالمه ..
خطفت نظره من تجاويف باب صدآ ... وهي تراها قد تركتها وحيده ..
تركتها مع شروخ الم و تناهيد عذاب ... وكتمت نحيبها وهي ترسل نظره اخيره لها ..
استترت خلف الجدار ... ولكن تلك المشاعر الصادقه اين تخفيها ؟
لم يكن ذنبها ؟ وان كان فهي صديقتها .. واي ذنب ارتكبته سوى انها تسترت علي واخيها ..

خلاصه وفاء ومحبه سنين ..
و ثمره لم تجف او تذبل او يصيبها الخمول ..
آآه ياصديقتي ...
لم يكن بمقدوري ان انسى .. او اسامح وقتها ..
اعذري قلبي المتمرد .. واعذري عاطفتي الكاسحه التي تغلب على عقلي ..
لااستطيع ان افكر بأن ذلك من مصلحتي ...
ستعذرينني حتمآ ,,, لانك تعرفين دمي الحار اذا فار
كما اعرف قلبك الكبير و طيبتك ..
فــ همي والله عظيم ... و الحيره تجعلني مشتته مابين الصح والخطآ ..

خاطبت عقلها .. ماذا تريدين يانجمه ؟ هل تريدين قصه حب يتغنى بها الناس جميعآ
هل تطلبين مستحيل مضى اوانه ...
واي حال ستكونين عليه .. لايختلف عليه رجلان ياعزيزتي ...
ستبقين في منزل محاطه بأولاد و منشغله في تربيتهم .. فلايهم الرجل من يكون ؟
ارضي بسعود ودعي عنك الكبرياء ... فالصحيح هو مافعله ..
لم لا تقبلين كل شيء بسهوله و تنسين ؟

لكن قلبها تدخل ... اتقبلين بذل تعبرها نظره مهزومه ..
اترتضين لنفسك امتنان منه حتى الموت .. اي ارث ستدفعينه من كل هذا
انكسارت كرامه وانتغاص حياه كريمه ...

تنهدت بألم ... على صوت اخوها عبدالله ..
عبدالله بزيه العسكري : يابنت ..وشفيك تعالي سلمي ؟
قامت له بسرعه ..وعانقته بلهفه ..
: عبدالله .. يابعد قلبي .. واجهشت بالبكاء .. وهي تردد : اشتقنا لك ..
عبدالله ذلك الاخ الاوسط .. اسلوب جلف يحمي طيبه قلب كبيره لاخوته ..
: ليش تبكين ؟ ماهقيت كلها محبه ...
ضربت كتفه وهي تتركه .. و تملأعينها بنظره عميقه بإفتخار .. الزي نفسه يجلب الفخر
فكيف بمرتديه ؟ على الرغم ان عبدالله نحيف .. وطويل .. ويحمل نفس ملامح نجمه الا لون بشرته
الداكنه بحكم عمله .. وعينيه السوادء ... إلا انها تشوفه احلى عسكري في العالم ..
: والله اني احبك يادب .. اصلا من تلاقي وحده زيي تعطيك وجه ..
عبدالله بإبتسامه : والله فيه اللي احسن من وجهك ... اقبل على امه المتعثره في جلابيتها
تسوق الخطآ لتشم رائحه وليدها الحبيب ...
: هلا يمه ... هلا فيك يالغالي .. طولت علينا عساني مابكيك يابعد عمري ..
نجمه بضحكه : مادام فيها الغالي ... و بعد عمري .. لاوالله رحنا وطي ..
عبدالله هويلف يده حول امه ..
: كيف ياالغاليه ... السموحه .. ماقدرت اجيكم بدري ..
طل في اخته وقال بإبتسامه : مبروك يانجمه .. وامسحيها في وجهي يااختي .. طول الفتره كنت معاقب انفرداي ..
على العموم قدرت اكلم صالح واتفاهم معه قبل الملكه ..
نجمه بقهر : انا والله اللي قايلته من قبل .. اعنبوا ابليسك اركد .. مدوخ هالمساكين معك
والله الفضل لله ثم لهم مااعطوك شلوت وطيروك ..
ام نجمه : فال الله ولا فالك ... ولدي مافي اعقل منه لكنهم اكيد مترصدين له ..
ضحك عبدالله ورفع حواجبه بغرور ..
فقالت نجمه بقهر : ايه .. ماكبر راسه الا من هالحكي .. المهم انت ياحبيب امك ..
جبت هدايا تسر الخاطر .. ولا جيت بخشتك ذي وبس .
عبدالله وهويجلس : خليتها عند الباب ...
ركضت نجمه .. تاركه امها و عبدالله يتكلمون ..
دخلت الاغراض الكثيره بصعوبه ..
فسمعته يسأل امه : متى مشى صالح ؟
نجمه : اليوم الفجر .. توكل .... طلعت ملابس كثيره .. و قفزت تتصنع الفرح وقلبها ينتحب ..
عدم قدره على التمثيل ..فهي لاتجيده ..
طلعت جوال بكاميرا لونه زهري ... و بحلقت فيه بدون تصديق ..
سألته : لمين هذا ؟
ابتسم لها وقال : شوفي التعليقه اللي عليه وبتعرفين ؟
التعليقه عباره عن نجمه بيضاء كبيره ... وحولها نجوم صغيره بيضاء ..
صرخت بفرحه وقالت : وناسه تسلم لي ياخوي ..اخيرا تحقق الحلم .. بروح اتفشخر به عند ليلى ..
خلاص ولت ايام العنيد و جوال الكشافه ...
كانت بتخطو خطوه .. فذكرتها امها ..
: اركدي وانا امك ..الهديه طيرت عقلك ..ليلى توكلت على الله وراحت مع زوجها ..
عبدالله : ايه صح ... شفت سعود برى وخبرني .. يالله خيرها في غيرها .. عندك الدبه سلوى والملسونه هند .
ابتسمت بالغصب وقالت : لاتسمعك سلوى .. والله تطبخك على نار هاديه ..
عبدالله بضحكه : ماعلي منك ولامنها ... وكل مااشوفها بقولها الدبه ..
ام نجمه بعتب : عيب وانا امك .. ايام كنتم بزران تقولها كذا ... الحين البنت صبيه و يجيها خطاب من كل ديره .
امتعضت ملامحه وقال : الله يوفقها .. يالله يمه ..بروح اغير ملابسي .. وارجع ودي في ذاك الفطور
من تحت يدينك ياالغاليه ...
ام نجمه : روح يمه ... وابشر باللي تبيه .
ناظر نجمه وهي تقلب في ملابسها وتطلع كل شيء لوحده تجربه على جسمها وترجعه ..
صامته على غير عادتها .. تعمل بآليه وتداري غصه وقفت ومنعتها من الكلام ..
جميله تلك الهدايا ورائعه .. لكن اين المسره في كل هذا وقلبي يتألم ؟



****************************************




تعالى صوت الفرامل ... ليخترق الصمت بحده ..ويقطع السكون بفوضويه ..
سيطره فعليه صعبه على أله متحركه تسير بسرعه .. ومع شخص شارد ..
تجاهل صوت بجانبه ... اغمض عيونه رغم الغضب .. رغم القهر .. من نفسه
في لحظه كاد ينهي حياته وحياتها ... راقب الناقه المهجوره وهي تقطع الشارع
و تنهد براحه ممزوجه بعتب .. و ناظرها يطمن عليها ... كانت منحنيه على نفسها
دون اصدار اي صوت ... وقتها شعر بقلبه يقفز من مكانه .. نابض بخوف لاول مره يشعر به نحوها ..
سأل وهو ينحني ناحيتها : ليلى .. انتي بخير ؟
طلع صوتها مكتوم : مافيني شيء .. ..
رفعت راسها .. وكملت بصعوبه : الحمدلله جات سليمه .. انت بخير ؟
تنهد وهو يرفع الغطا عن وجهها .. رغم اعتراضها ..
وجهها احمر ومتعرقه ...واعلى جبينها .. كدمه مزرقه منتفخه .. تأكد ان الصوت كان صارد من ارتطامها
بالزجاج جنبها ...
قال بقهر وهو يشير لوجهها : وهذا اللي فيك وتقولين مافيني شيء ... اقسم بالله انك ترفعين الضغط .
حرك السياره يبعدها عن منتصف الطريق .. وطلع وقفل الباب بغضب ..
بالفعل الكدمه مؤلمه .. رغم بساطتها .. تحس بصداع من اثرها
راقبت انفعاله وسكتت مجبره .. عيونها زائغه من الالم ..
فتح الباب من جهتها .. و اقترب منها وسأل : ايش تحسين فيه ؟
اخذ منديل من طرفها ... ومسح وجهها ... بينما رأسها على المقعد ..
تتنفس ببطء .. قالت بإبتسامه شاحبه وهي تراقب انفعالاته المبالغه : ليش زعلان ؟
زفر بحده وهو يحدق في موقع الكدمه : الحين اسألك ايش تحسين فيه ؟ تقولين ليش زعلان ؟

لمعت دموع في عينيها ... دموع ألم من خشونته الواضحه
و تلك المتكوره اعلى رأسها تزيد من الضغط عليها وتحرج صبرها امامه ..
جاوبته ببرود : انا بخير ..لاتخاف ...

مسح على وجهه وتعوذ من الشيطان .. ونظر لها بحنان ..رغم الغضب المشتعل فيه عينيه ..
قال : تسألين ليش زعلان ..بغينا نروح فيها .. وبعدين ليش مالبستي حزام الامان ؟ يعني لازم تزيدنها
علي ... ؟
عقبت على كلامه : اللي ماخذ عقلك ..؟!!
تنفس بعمق وتجاهل كلامها ..كان اي كلمه تأتي في باله يقولها بلا تردد ..
يعاتبها ويمزق حنانه بكل شراسه ويعود ويرأف قلبه لها .. كان يتكلم لمجرد العتب ..
الحنق ..القهر والغضب .. و الانفعال من كل شيء حوله ..واولها هي .

ربط حزام الامان بسرعه ... وقال : اذا حسيت بأي شيء ؟ قولي لاتسكتين ؟
ابتسمت وعيناها مغمضه ... لمس خدها بنعومه و رسم ابتسامه مجبره ... ففتحتها على الفور
: لاتنامين ... خليك معي .. كلميني ؟
همست بتوتر : انت مشغول بأفكارك ؟ خليني انام احس اني تعبانه ؟

ضبط شماغه بدون مبالاه رغم احتجاج قلبه .. لو تعلم بأنها هي من تشغل تفكيري
كان يريد ان يهزها حتى توقن انها هي من كانت ستصبح سببآ في نهايه حياتهم ..

لكه قال ببرود : على راحتك ... المهم اذا حسيت في شيء خبريني ؟ اغلق الباب و رجع مكانه
يسير بشكل عادي ... تلك الفاصله .. بعدها فاصله .. وتظن ان النقطه تأتي في النهايه
وتبدأ مثل المعاناه ولا تنتهي ..

تجاهلها .. كانت تظن انه سيعانقها ليطفئ الالم .. و يحتوي حزنها ..
كانت تظن انه سيقول .. سلامتك من كل شر .. او ضمه مطمئن ..
كانت سترى الخوف في ملامح جاده .. واحتواء حقيقي ..
آآه ياالم رأسي ..واآآآواه يا قلبي ..
آآه يانوم اسرق لحظه تعلقي بك وخذني اليك .. ارجوك
دثرني ببلاده لا اكون فيها متأمله في عالمه الحجري ..
آآه يانوم .. اطفئ غضبي .. و ارمني في متاهات حلمك و اضعني هناك
ماعدت اقوى انك اكون متكامله .. ومتيقظه ...
رحب النوم بها ... فاتح ذراعيه لها دون سواه .. من يسرق لها نظره حريصه من بين الفينه والاخرى
حريصا كل الحرص .. ان يعيدها سالمه .. مثلما اخذها .. فتلك غايته الان .
متجنبآ كل شيء الان ...



************************************


جلست سمر بعيون ناعسه جنب امها في بيت الشعر .. شربت القهوه على مضض ..
كشرت وهي ترجع الفنجان : يارب لك الحمد .. ويش هذا ؟ خديجه حسبي الله على ابليسك
ايش هالقهوه معك ..
ام مطلق وهي متوسده جبنها ..قالت : بدل ماتسبين قهوتها روح تعلمي وسويها ..
تنهدت سمر وقالت : الله يالدنيا ياام مطلق ... وينك ياليلى ..؟
عبست ام مطلق تمنع دمعه نازحه .. نطف قلبها برؤيتهم من جديد مع بعضهم
تدعو لهم كل يوم ليرجعون سالمين .. تنتظر وعيناها على سدة الباب ...
سمر بحزن : يمه .. ايش صاير بين مطلق وليلى ؟
ام مطلق : مافيه الا كل خير ..
جلست مبتهله وهي تتابع بعيناها عجلات قريبه منها ..
سمر بقهر : والله يايمه ... ماظنتي السالفه بينهم بسيطه ..
ام مطلق وهي تقوم بصعوبه : قومي وارحبي بااخوك ..
سمر : يمه .. اسم الله عليك وشفيك ..؟ وقفت مع امها .. وخافت لدرجه انه خيالاتها جمح بعيدا عن الواقع
حيث قصص تفطر الفؤاد عن امهات يفقدون ابنائهم ويتصورون خيالاتهم امامهم ..
ام مطلق بإبتسامه اخفت كل العبوس .. متهلله الوجه مشرقه ..
قالت والسياره توقف في مكانها : جاء الغالي .. ياعساني ماذوق حزنه ..
طالعت سمر بهلع .. وفجأه صرخت بفرحه كبيره وهي تشوفه ...
سبقت امها .. وهي تستقبله ..
ابتسم مطلق في السياره وهو يشوف والدته ... وقال لليلى المتيقظه بصمت
: شوفي المهبوله ..؟ شعرها يكفي ..علشان الواحد يهج ...
ضحكت ليلى .. وانسلت خارجه معه ...استقبل اخته بالاحضان وتركها ليرمي نفسه في احضان غيره
سمر وهي تحضن ليلى : ليلوه يالقاطعه .. اعنبوا شرك مافيك خير .. دقي اسألي .. طمنينا ؟
ليلى بإبتسامه : خلينا اخذ فتره نقاهه منك شوي ..
ضربتها سمر بموده وقالت : مقبوله .. لكن والله لك وحشه .. اشتقنا لكم ..اثاريكم فالينها معك بعض
واحنا هنا ننتظر على احر من الجمر ...
ابتسمت ليلى وهي تتابع بناظريها .. ذلك الالتصاق الامومي .. لايدري اي موضع يقبله
كتفيها ام ذراعيها ,,خديها ..رأسها المبارك ... ام كفيها ..
اقتربت تنتظر شحنه اللقاء ان تنتهي ..
مطلق بمحبه : سامحيني يايمه .. سامحيني ..
ام مطلق بغصه دموع : ماسويت شيء ياوليدي اسامحك عليه ... ربي يرضى عنك ..
اعادها بلهفه واحتياج : قوليها يايمه وسامحيني ..
قبلت خده و قالت : مسامح ياوليدي .. عسى يومي قبل يومك ..
دمعت عينا ليلى ..وقتها ..لاتعلم لم ؟
اهو احتياج عميق لامها وشوق النفس التواقه لحضن دانه الدنيا ..
ام هو وحشه للتي امامها ..ام هو حراره الموقف وشجن العاطفه الصادقه التي لايشوبها شائبه ..
شعرت بالاسف و الحزن لانها سبب في ذلك الفراق القصير الذي لم يكن بيدها ؟

دفنت نفسها في احضان ام مطلق ... ومطلق مبعد النظر .. يصد بظهره متشاغل بضبط شماغه ..
لكن الحقيقه ..لايريد ان يرى احد طفلا راكضا لاهفا لامه وضحت صورته في عينيه ..
و يقرأ مشاعر قد اتسمت بشفافيه وصدق ...
ومن جهه اخرى .. احزنه نحيب تلك في احضان امه .. و تمنى لو بيده ان ينتحب ليريح بعضآ مما في قلبه .
سمر : والله انكم تحبون الافلام الهنديه .. شاروخان انت ومرتك ؟ ادخلوا البيت انشويت من الشمس ..
مطلق وهو يلف يده حولها : غريبه .. مع انك حاطه مضله على راسك ؟
سمر بضحكه لليلى : لا ..صرنا ننكت بعد ... ليلوه ايش سويت في اخوي ؟
ليلى وهي تمسك يد خالتها وتقول بإبتسامه : شوفيه مثل ماهو ..مافي شي تغير .

من بين السطور قد وضعت معنى واضح ... دست بين كلماتها .. مايفهمه هو ..
تفارقنا ..تصالحنا بعد خصام او تعاهدنا .. فأنت مثل ما أنت ..
ذلك الفضول في اكتشاق المزيد عنك .. مات بأسراره وخفاياه ..
إلتفت لها بإنتباه و كأنه مقتنع بكلامها ..
نزلت عباتها .. وجلست على الكنبه .. ويدها في يد ام مطلق ..
همست لها بود : عساكم بخير يابنتي ؟
جاوبتها بمثل الهمس : الحمدلله على كل حال .. تطمني ياخالتي امورنا تمام .
سمر بشهقه وهي تطالع في جبين ليلى..
: سلامات ياليلى ... ايش اللي صار لك ؟
تلمست ليلى الكدمه بألم وقالت : الله يسلمك .. بسيطه الحمدلله .. كـ ,,,
قاطعها مطلق وكأنه يوضح لها انه مايحتاج مبررات منها ..
: طلعت لنا ناقه في الطريق .. لولا ستر الله لكنا انقلبنا .. الحمدلله الذي لايحمد على مكروه سواه .
ام مطلق بخوف : بسم الله عليكم .. الحمدلله على سلامتكم يايمه ..
ليلى ومطلق بهدوء : الله يسلمك ان شاء الله .
ضحكت سمر وقالت : والله شكلك توحفه ... علامه الجوده ..
ليلى : لاتشمتين .. ترى بتجيك مثلها ..
وقف مطلق .. وقال : اسمحي لي ياامي .. بطلع اخذ شور وارتاح ..
ام مطلق : روح يايمه وخذ مرتك معك ارتاحوا ...
سمر بلقافه : وين تروح ؟ خليها شوي يامطلق ..
مطلق ببرود : شوفيها عندك لو تبي تقعد كيفها ...
ليلى بإبتسامه مرغمه ..تخالف توقعاته ..
: اسمحوا لي .. راسي والله مصدع ..شكل الضربه مأثر فيني .. باخذ حبوب وارتاح ..
سمر : اوووه منكم .. اشفيكم صرتم ثقال دم ..روحي لكن الوعد الليله يا هانم لاتنسين ..
ليلى وهي تلحق مطلق ..المستمع بإهتمام و المدعي بعكس ذلك ..تأشر لها بنعم ..


رمى بشماغه .. وفصخ ثوبه على السرير .. ودخل الحمام ..
لحقته ببطء .. حاسه بنزق وضيق .. وحر ..
شافت ملابسه فامتعضت من اسلوبه .. اخذتها وعلقتها في مكانها ..
و دورت لها شيء خفيفه ومريح .. طلعت لها بيجاما قطنيه زهري ..
جلست على السرير .. حاسه بتعب .. و صداع يفتك براسها ..
ضغطت على جانبيه بشده ..لعل الالم يخف ..
واسترخت على المخده ..فتذكرت اخوها ..وعدته تطمنه على وصولها
بالكاد وقفت .. طلعت جوالها .. و ظلت تكتب رساله حتى تصله ..
انتظرت حتى ارسلت الرساله .. ووصلت الجوال بالشاحن ..ورجعت مكانها تنتظر خروجه ..
اغمضت عيونها .. .. على طلعته ..

انتبه لها ..وهي نائمه على جانبها ومعطيه ظهرها له ..
قال والمنشفه على راسه : ليلى .. تبين الحمام ؟
نزلت رجليها بتعب..وتباطئت في مشيتها ..
ماانتبهت له .. وهو يقرب منها .. مسك ذراعها فشهقت بخوف ..
مطلق بخشونه : وشفيك انتفضت .. ماني ماكلك ..خليني اشوف الكدمه .. ؟
اطلبي من خديجه تحط لك كماده ثلج عليها ...

تنفست بصعوبه .. وهي قريبه منه ..رائحه عطر مابعد الحلاقه زادت صداعها
وجسده العاري ملتصقه فيه قطرات تكاد ان تجف مكانها ...وبعضها قرر الانزلاق للاسفل
لتمتصها منشفه قد اوثقها على خصره ..
صعد الدم الى وجهها وما قدرت تمسك نفسها اكثر .. سحبت يدها منه بهدوء ..
وقالت : خلاص ..خليني اروح .. مالي شده اوقف كثير ..
سحبت نفسها بصعوبه ناحيه الحمام ... و تجمدت اطرافها للمسته وهي تدعك مكانها
شافت شكلها في المرايه .. بالفعل واضح عليها التعب .. والكدمه مكانها واضح وبارز
دخلت تحت الدوش مده طويله ... وانعشت جسدها المرهق برائحه الفراوله ..
شعور بالرضى والتحسن ..ماينقصها الا مخده ولحاف وسرير يضمها ... وهو ؟
تنهدت بتعب .. شكل السيد في راسه حب ماطحن بعد ؟
تأوهت وهي تتذكر بيجامتها على السرير ... اصابها الخجل لفكره انها تطلب منه
اصلا مافيه غير هذا الحل ؟ بتبقى محجوزه وماعندها الا تطلب منه مرغمه ...
انتظرت دقائق وبعدها فتحت الباب .. نادته بصوت خجول ..لكن لاحياه لمن تنادي
شكله طلع ...
: يووووه .. انا ناقصه ..
ماكان في حل الا انها تلف نفسها بمنشفه عريضه .. مأتمنه نفسها بأنه طلع من الحجره
خرجت بسرعه ..غير عابئه بالموجود قربها ..
تلك المنشفه لا تستظل .. ولاتأتمن .. يصل طولها الى مافوق ركبتها .. ويكشف اعلى صدرها
كانت تمشي على رؤؤس اصابعها ...
فسحرته اكثر .. و انجذب لها كالمخدر ..
رافقها بنظراته من الوهله الاولى لخروجها .. غير مهتمه .. تطير كالفراشه .. تبدو منتعشه كزهره
تسخر كل شي حولها ليتفاعل معها .. لم يجلس الا ليطمأن عليها ... يخاف ان يصيبها مكروه
وهي في الحمام ...
وده لو يقرب ..لو يدفن وجهه في شعرها .. لو يستنشق بعض ماعبق في جسدها ..
ابتلع ريقه بصعوبه ... وهي تجفف شعرها امام المرآه ...
رفعت الهاتف وطلبت من خديجه ماء وحبوب صداع ومعاها كماده ... وضحكت ضحكه
دافئه .. وكأنها تتذكر شيئا ما ..
اقتربت من النافذه .. فانتفض كالمارد .انتفض الرجل الشرق ..انتفضت غيره غير محسوبه .
خرج من سجن افكاره .. خشيه ان يراها احد بتلك الهيئه ..مستبعدا ذلك القماش الثقيل و النافذه العاكسه ...
و كل شيء .. فقال بضيق : ليش واقفه عندك ؟

شهقت بخوف وارتدت للخلف ... مسكت اعلى المنشفه بهلع .. وراقبته وهو يتمهل في خطواته نحوها
حتى وصل ..وهي خائفه ..محرجه .. و متخاجله .. استرجع عقلها الباطن ..كل شيء حدث ..
ماذا فعلت ..هل انكشف جزء من جسمها امامه ؟ لماذا لم تراه ..؟ كان عليها الانتباه لوجوده

شد على طرف الستاره .. : واقفه تستعرضين قدام الشباك ؟ تحسبين ان احد مابيشوفك ؟
بهتت ملامحها من كلمته المهينه فقالت معيده بدون تصديق ..: استعرض ..
بعثر شعره بتوتر وهو يراقب شعرها .. وارتجافه عيونها .. و حتى شفتيها ..
واشتعل لظى نار بداخله .. وهو يقاوم نفسه .. وبالكاد يثبت قدميه حتى شعر بألالام في اصابع قدمه .

قالت بضيق : شكرا ياسيد مطلق ... هذا اللي قدرت عليه .. استعرض مره واحده .. لمين استعرض
للجدار .. انا اولا ماكشفت الستاره .. كانت وقفتي عاديه .. فلاتسرح بأفكارك بعيد ..

في كل لحظه وكلمه تقولها .. كانت تدفن بداخلها ندم .. وحسره .. و تقاوم ..
جنت على نفسها بإرادتها .. لم تظن ان الانقلاب سيكون بهذه السرعه ..
لكن لن تتفاجئ بعد الان ؟
مشت متجاوزه عنه وعن نظراته المخيفه ..خوف من كل شيء ..شكلها المفضوح .. و قربه المميت منها
خوف من يسمع سمفونيه تشارك فيها قلبها و اسنانها وساقاها في الارتجاف ..
خوف ان تستسلم له وهي متناقضه في رغبتها ..

مسك اصابعها التي وجدت مكانا بين اصابعه ..
قالت هاربه منه وهي تدرك الخطر القادم .. : من فضلك اتركني ..؟
مطلق بصعوبه يجدها في الكلام : واقفه عندي بالشكل هذا وتبيني اترك ؟ وين عقلك ؟
قالها بإبتسامه خبيثه ..
زغرد الخجل على خديها ..لكنها مجروحه منه ..لقد اذاها بالكلام ..
كانت تحاول التخلص منه .. لكنه قوتها امامها لاشيء ...
شدت على اطراف المنشفه وعيناه قد استقرت على مكان في صدرها .. ابتسم لكشفها الامر
فقال : ليش خايفه ؟
ارخت نظراتها لموضع قدميها .. تحرك اصبعها الكبير يداعب سجاده وثيره تحتها
وقالت بشفافيه : خايفه منك ؟
ورفعت نظرها مجددا لتسقر في جويفاء عينيه .. تصديقا بالقول وقناعه منها ..لن تهرب
لن تهرب بعد الان .. الحقيقه هو مايقال ..
لن تصمت في وجه الالام المتبختره بخيلاء على مسرح حياتها ..
الصراحه دواءها و شفاؤها ..
والواقعيه المره فخ لابد منه ... يجب الوقوف في وجهه .

وكملت بهدوء ورجاء ان يفهمها : ارجوك افهمني نفسيتي تعبانه ..تقدر تصبر علي ؟

تركها بخشونه .. وكأنها جرحته للمره الثانيه .. لكن هو من جنى على نفسه ..
قال بكبرياء : الامر عندي سيان .. لكن اعرفي لو ابي حقي ..باخذه بكل الطرق ..

ومشى كالطاووس .. خارجآ من الحجره بأكملها ..يرتاح من قربها
وهي تتريث لجوله اخرى ..رغم النقاط النازفه منذ البدايه ..
لاتقبل الخساره .. بل الخساره لم تعد تقبل بها ..
يكفي حتى الان .. لن تعيد نفس الموال السابق

احتدت ملامحها بقسوه وتعجب .. الامر لديه سيان ..؟!!
وتريد ان تأخذ حقك مني بالقوه .. ؟ احقا تقول ؟!!
اعدتني من هناك بأماني وسرعان مابعثرتها ورميت الحطام في وجهي ..
لن اغفر لك ابدا ... ولن اتراخى لهمجيتك الدائمه ..
لن اريق مشاعري بسهوله على الارض وابكي على المسكوب منها ..
بحق ... سأدفعك ثمنه ..بذكاءي وانوثتي ..فنقاط ضعفك واضحه ككل الرجال ..
سأريك اي منا سيضعف امام الاخر ..
فـ قلبي الان قد وهبته لك ..ومن الصعب استرداده .. لكن سأحظى بقلبك بدلا منه .



******************************




زفر بعصبيه .. عينيه جاحظه وقلبه يرجف بهول ..
احتجز نفسه بين كتب العمالقه والفلافسه الذين اصيبوا بالجنون بين جدران ضيقه .. واقلام مبدعه ..
يقطع مسافه بحرقه واعصاب هالكه مستجيره الاختباء بعيدا عن ثوره انتفضت فيها كل عواطفه ..
وقف في المنتصف ..يخرج حممآ قد حرقت رئتيه ..يكابد الالام في سبيل الحصول على لذه معها ..
ماذا تسمى تلك اللعنه ؟
مسح وجهه مستعيذا بالله ... و جلس على الكرسي .. يحاول يجمع اكبر قدر من الافكار التي تخص
عمله ... لكن صورتها البريئه تمثلت امامه .. كل شيء فيها يراه الان بوضوح .. ولا ينالها
و ايضآ صوره مجعده .. منكمشه ضعيفه .. لنفسه .. يحتقره .. يمقته ويتمنى لو يزيله ..

مالذي يحدث ؟ لماذا قبلت العوده معي وهي لاتطيق قربي .. اكل ماتدعيه كذب وهراء واصداء خداع
كيف كل ذلك تمثيل ؟ ارتجافها بين يدي .. و رقصه مشاعر فاضت من عينيها امامي .. توهجها وانطفائها ..
همسها وكلماتها وقتالها المتواصل , ... كل ذلك ادعاء ..

نفض الورق بعصبيه شديده ..لتتطاير بعضها يتابعها بنظره حتى تستقر على الارض ..
تلك الرحله القصيره لها .. تماثل رحلته هو مع انثى بدأت تحتل سكونه .. و تحطم جموده ..
وتفحم تمرده عليها .. وتطفئ ثورته في حياة راكده ..
دائما معها يخطئ ويندم ولا يعود .. ويكتشف كم من الصعب ان يعود مسالمآ بعيدا عنها ..؟

استلقى على اريكته الجلديه الطويله .. وامتدت يده تخفي عينيه .. وتمنى ان كل التعب النفسي
بنال من جسده و تريحه .. و تخمد ثورته .. لعله يجد السكينه في عالم بعيد ..



********************************



دخل حجرة اخته ... و تأمل فراشها المرتب .. وتأوه بضيق وندم ..
اخر مره ودعها فيه كانت عتبانه عليه .. و ماخذه منه موقف .
بالفعل وجودها مهم في حياتها ..
استرخى على فراشها الناعم ...فدخلت سلوى بملابسها ..
ابتسمت وقالت : سلامات .. مضيع سريرك ياحلو ؟
استند على السرير و مسك كتاب ديني على الكومدينه .. ورد بملل ..
: طفشان .. ماعندي شيء اسويه ... جدي راح المزرعه .. وصراحه وزني نقص من كثر ما لاحقته ..
سلوى : ياليته انا .. كان نقصت شوي ..
طالع جسدها وقال : انتي حلوه كذا .. ابغى زوجتي تكون مليانه .
ضحكت سلوى : ويش اللي مانعك .. ترى مابيننا وبينهم الا طوفه .. قولها ومن بكره تشتغل بمساعدتي طبعا ..

ضحك على حالهم ..آآه لو تدري .. ان حتى بيتهم مااقدر ادخله بسبب هالمجنونه تسوي شي وتفضحنا
سألته وهي ترتب الملابس وتدخلها الدولاب ..
: ايش صار على نقلك ... سمعت امي وجدتي يقولون ان هند بتروح عند عمي ..اذا ماجاء نقلك ذا الترم .
استلقى وحط يده على بطنه ..وقال : يبدو انه كذا .. اففف والله هم ..
سلوى : وشو اللي هم ... تعوذ من الشيطان .. اذا ماجاء نقلك ذا الترم انتظر الترم الثاني ..
وهند بتروح عند عمي مؤقتا ...
جلس وسأل بهدوء يغير الموضوع : سلوى .. ايش رايك في نجمه ؟
ناظرته سلوى بتعجب وجاوبته : بدري ..الحين تسأل ؟ تركت الملابس من يدها وقالت بخوف ..
: وشفيكم ... صاير شيء بينكم ؟
سعود بنبره متوتره : لا .. عادي ..يعني حرم السؤال .. ماصار ولا شيء ..
قامت وجلست على سريرها المقابل له ..
: ياخوي .. اذا كان عندك شيء بتقوله ؟ طمني يمكن اقدر اساعدك ..
ضحك سعود يخرج من جو مشحون ..
: والله ياسلوى تنفعين مصلحه اجتماعيه .. مافي شيء .. لكن يمكن ابغى اتعرف على زوجه المستقبل اكثر .
سلوى بشك : لو كان كلامك صحيح .. بقولك الطيبون والطيبات .. واذا كان الموضوع شيء ثاني ..
سعود : شي ثاني زي ايش مثلآ ..!!!
سلوى وهي ترجع للملابس وترتبها بدون اهتمام رغم ان وجهها متوهج بإنفعال ..
: مثل قصه ريهام .. لايكون باقي في راسك وانت تكذب على نفسك وعلى بنت الناس ..
ناظرته وقالت بجديه : خليك صريح مع نفسك ومع غيرك ... ريهام ماكانت تصلح لك ..
سعود بفضول .. جلس وملامحه مشدوده بإهتمام ..: ليش ؟ وشفيها ؟
ترددت سلوى .. واتضح عليها .. لكنها لجأت للصمت .. احترام لوعدها مع ليلى ..
سعود بفضول كبير : سلوى ليش سكتي ؟ مادام انها ماتصلح لي اكيد فيه شي .؟
سلوى بتردد : يعني تفكر فيها .. وانت متزوج بغيرها ؟
سعود بنرفزه : اوووووه علينا .. انتي فاتحه تحقيق معي ..ايه افكر فيها قولي وخلصيني ..

سلوى بخوف واضطراب .. رغم وعدها لليلى .. لكن ابد مابتسمح لاخوها ينجرف وراء مشاعره
و هي السبب في افساد خطبه صديقه من قبل .. اذا كانت خاربه خاربه .. على الاقل تخرج بإنقاذ
فرصته مع نجمه ..
قالت بخوف : ماتزعل ..و لا تقول لاحد ..
سعود بهدوء وقلبه يدق بعنف : اتفقنا ..
سلوى : ريهام .. كانت .. كانت ... رفعت راسها وقالت بصوت عالي : يارب سامحني ..
سعود بتسرع : خلصيني وقولي ..
وبإندفاع : ريهام تحب سلطان ....
قالتها.. نصف الحقيقه تكفي .. نصف الحقيقه تكفي لانقاذ ماتبقى من الحطام ..

ضجيج ..ضجيج ... وصخب افكار متضاربه وفجأه.... خط صمت طويل .


*****************************




كبس النوم عليها وكأنها لاول مره تصادف مخده ولحافآ وفراشآ دافئ ..
أوقعت تحت تأثير حبه دواء ام ان الهلاك النفسي ..ارخى جسدها حتى اصبحت تنام كالاموات ..

شهقت بخوف .. مفزوعه ..لم تصدق عينيها والساعه تشير الى السادسه مساء .. تأكدت من ساعه
الحائط .. استغفرت ربها ودخلت على طول تتوضئ ..
لاول مرة تصير معها .. تأخر ثلاث فروض مرة واحده وبدون سبب .. يارب اغفرلي ..يارب اغفر لي
لهث لسانها بالدعاء والاستغفار .. وفي صدرها ضيق وعدم رضى ..لتاخيرها الصلاه ..
حملت اللوم لنفسها وكل من معها في البيت .. معقوله حتى مايطمنوا عليها ..نائمه اكثر من ست ساعات
ولاحياة لمن تنادي ..
صلت فروضها.. والنوافل ... وجلست تستغفر ربها .. .. حتى سمعت اذان العشاء ..
فصلت بقلب طاهر و خشوع .. و توسل لرب العباد يغفر زلاتها ويهديها للطريق المستقيم ..

انتهت من الصلاه .. فتذكرت مطلق ..لايكون حتى هونايم مثلها .. دخلت غرفه نومه
المعتاده ... ماكان فيه احد ... وحتى المكتبه ..
انقهرت من طريقته .. يعني قام و تركني نايمه .. الله يسامحك يامطلق ..
كانت بترجع لسجادتها ... حتى سمعت دق على بابها .. من اول ماشافت الشعر الظاهر ..ابتسمت
: هلا سموره ادخلي ..
طلت سمر بوجهها وقالت بإبتسامه كبيره : مساء الخير ياحلوه ... ويش هالنوم معك حشا ولانومه اهل الكهف ..
ليلى بعتاب : الله يهديكم يابنات .. ليش ماصحيتوني للصلاه ..
دخلت سمر وقالت : انا مالي دخل فيك .. حاولت فيك .. شوفي كم اتصال على جوالك .. وخديجه دقت عليك .
ومطلق حاول فيك لاذان الظهر ..وفي الاخير قال خلوها تنام شكلها تعبانه ..
يعني مطلق اقترب منها ..
فقالت بهدوء متناسيه الموضوع : وين مطلق ؟
ناظرت سمر ساعتها الزرقاء : والله ياطويله العمر .. من ساعه ماطلع لاذان الظهر .. مارجع البيت
شكله حول للشركه ..اكيد مشتاق الاخ .
كشرت ليلى باستياء وقالت وهي تمشي بمهل راجعه لسجادتها.. : كان الله في عونه .
لحقتها سمر وقالت : بتسهرين معي الليله ؟
جلست ليلى و فتحت القرآن .. :بشوف .. خليني اقرا القرأن .. وبعدها يصير خير .

فتناست كل شيء ..نفسهاومطلق وكل من حولها من مشاغل الدنيا ...
وانغمست في ذكر الله ... بين يديه تتلو اياته العظيمه ..ترجو جنته و نعيمه وتخاف عقابه وجحيمه ..
متأمله بدعاء صادق و شغوف بان تكون من اهل الجنه ..وعلى ضفافها جالسه ..
حينما ينسى صاحب الهم همه ..
تنسيه انهار الجنه و اطيارها ..
وحورها ونسماتها مامر بها من شقاء الدنيا وعذابها ..
فيقول العبد " وعزتك وجلالك مامر بي بؤس قط
هناك فقط ..
لاتعب !
لا هم !
لا غم !
لا وصب !
" اسأل الله العظيم ان يجعلني واياكم ممن يحطون رحالهم ضفاف الفردوس الاعلى ووالدينا والمسلمين اجمع "

فبكت ..ليست دموع دنيا شقيه ..
وليست مطلبا من مطالبها ..ولا لاحد من اجلها
بكت من خشيه الله .. بكت من عظمته تعالى ..
بكت انغماسها في دنيا مغروره لاترضي احد .. تلهي العبد لدرجه النسيان عن طاعته عز وجل ..



*************************


سعود ...

شعر بأن ستارة سوداء قد غطت عينيه .. وانسدلت زاويه مشرقه من حياته
تلك الملائكه الملونه التي كان يطاردها قد تحولت اشباح رماديه باهته ..
اهذا كل مافي الامر ؟
اكانت تحب غيري ... ؟هل سبقني احدهم الى قلبها ؟
هل يعقل من يكون .. سوى صديقي وابن عمتي ...
كيف بكل هذا .. يدور حولي وان لا اعلم شيئا ..
الان بت مقتنعآ ان حكمه الله عزوجل في علاه ..اعلى من كل شيء .
اوصد بابآ في وجهي وفتح ابواب كثيره .. وان كنت غير مبالي .. فلا اعتراض لحكمك يارب العالمين ..
نادى المنادي لصلاه العشاء .. فقام مبتسمآ .. خجلا من نفسه لويعلمون ..عاند قدره .. واي قوه كانت لديه ؟
وان شعر ببعض الرضا .. لانه لم يجازف .. فالاثنين مقربين لديه .. والتفريق بينهما صعب .
ارتضى بحبكه الهيه قدريه .. وقنع بالنصيب لاول مره... و بالاخص تلك التي باتت تحمل اسمه
ناقصه العقل .. اقتنع بأنه قد كان مخير من البدايه ليس مسير على نهج حياة كما كان يعتقد ..


قابل عبدالله في المسجد ..وبين سؤال من هناو جواب من هناك ..
وشد و سحب بينهما ممن يسبق احدهما الاخر للعشاء ..
لكن عبدالله بإصراره و عناده العسكري شد على يديه .. طالبآ زيارته وهو في حيره من امره
كل شيء تدافع له .. بكاءها و اخر صوره لها ..
سعود : ماله لزوم العشاء بذا الوقت وانت ماجيت الا اليوم ؟
عبدالله بإبتسامته الجذابه : يارجال تعال .. صالح اليوم راح ومافي الاانا في البيت .. ومنت غريب البيت بيتك
و بعدين فرصه تشوف المدام ترى اجازتي يومين و تنتهي ..
ابتسم سعود وهو يبسط شماغه .. ليجد متسعا من الوقت ليفكر فيه .. لكنه في الاخير واجه الواقع لامفر ولاهروب
: ابشر ..لكن قبل بعطي الاهل خبر ..
عبدالله : حياك الله .. انتظرك ..
وافترقا على موعد اللقاء ..
وفي طريقه ..يقيس خطواته ..في كل خطوه يحسب قولا .. جمله .. يحبك تصرفآ مستقبليآ ..لم يقدم بعد .
يشد ويرخي وفي ملامح وجهه .. يتنبآ بالقادم ..بين سهلا ممتنع وصعب يسير ..و هدوء يسبق العاصفه .
وقف على عتبه بابها المفتوح بترحيب له .. نادى بصوت جهور قبل ان يخطو للداخل
: ياعبدالله ..عبدالله ..
عبدالله بمثل الدرجه : حياك ..يابو احمد ادخل ..

وتلك تصلبت حواسها وفقدت مهامها لسماع صوته ..
و تشنجت يدها على يد الهاوند .. تدق حبات من الهيل وكأنها حجاره ..
بصخب كبير ... تفرغ بعض من عصبيتها ..
هناك في قعر مجوف من الحديد الصلب لايتسع لكم هائل من مشاعرها العاصفه ..
ابتسمت بإستخفاف .. لضيف اخيها المنتظر .. اتصنع من اجله قهوه بجوده عاليه وهو الذي جعلها رخيصه ..
اهذا هو من يحتسب له الف حساب .؟
شمرت عن ساعديها ..وانتفضت الانثى الجنيه بداخلها .. لاتحسب للقادم حسابآ او يرف لها جفن ..
وابتدأت عملآ قد انتهت منه بالفعل .. لكن لغايه في نفسها .. وصلا لاسماعهم صخب عالي اشبه برنين جرس

تلقائيا ارتسمت على وجه سعود ابتسامه .. ذكرته بجرس مدرسه و طفل شقي يوهم الجميع ..بأن عليهم
الانصراف .. في ساعه مبكره من دوام مدرسي طويل ..




*********************************



انغمس في العمل .. دون ارتواء منه او اكتفاء هارب من خيبه امل كبيره مدفونه في حنايا رجل
لايعرف للخسارة معنى او كلمه صريحه .. لكن في حالته معها شعر بأنه مهزوم ومخذول ..
قدرة انقلبت عليه رغم انه كان يمسكها بحكمه .
ذلك العمل المتراكم .. قد انهاه لساعات متواصله من التعب والارهاق .. وهو الذي لم ينم الا ساعتين في اليوم
بعث بنظره مرهقه الى اكداس اكواب الشاي والقهوه.. وبقايا الاكل الجاهز ..
تثاءب وهو يمد يديه للاعلى .. كحركه تنشيطيه لعضلاته الخامله .. تثاقل على الكرسي يمسح عن عن عينيه
النعاس والتثاقل ..
فزغ من صوت النغمه الصادره عن جواله .. فابتسم تلقائيا ..وهو يفتحه
: هلاوالله بالعريس ..
ناصر بضحكه رغم عتابه : هلا فيك .. ايه اضحك علي بكلمتين حلوه .. يالظالم ترجع ولاتدق ولاتطل علي
ولاتشوفني حتى .. ياااخي قول صويحبي حي ولا ميت .
مطلق يحرك ظهره المتصلب بألم : يا شيخ والله ماعندي وقت .. حتى نوم مانمت مثل الخلق .. خلها على ربك
الا قولي وين انت ؟
ناصر : ساعه دريت من خدامتكم انك رديت رجعت لشقتي ..
مطلق بضيق : من سمح لك تطلع ؟ كنت انتظرت حتى اشوفك ..؟ يااخي حركاتك مالها داعي .
ناصر : اقول خلاص عاد .. مادامك رجعت بالسلامه ماعاد له لازم اقعد في بيتك .. و ثانيا نسيت .. انا رجال
مقبل على الزواج ..ولازم اجهز بيت العمر .
قفل مكتبه و طلع وهو يضحك : ايه عاد من قدك .. ياالعريس .. على خير ان شاء الله .. إلا تعال حددتوا الملكه ؟
ناصر بفرحه واضحه في صوته : لا والله ماتكلمت فيها .. كنت انتظرك ..وتكفى يامطلق تكفى .. و على قولتهم
تكفى تهز الرجال .. ابغى الملكه الخميس هذا ..
مطلق بجديه : اقول اعقل احسن لك .. ويش يوم الخميس ..؟
ناصر بقهر : وانا ماانتخيت الا فيك .. عدو الفرحه .. يا اخي انا حر ابتزوج بالوقت اللي ابيه ..
مطلق : طيب .. ازعجتنا تكفى وتكفى وفي النهايه تقول انا حر .. بالله عليك متى يمدي الناس تجهز نفسها
وتستعد تراها ملكه ماهي لعب عيال ..
ضحك ناصر وقال بإستسلام : امرنا لله .. ابشر يابو غانم .. لكن كلم طلال .. وحدد معه .. والله يخليك خلها
الاسبوع الجاي .
شغل سيارته .. وقال : خلاص نتكلم بعدين ..
ناصر بلهفه : متي تعطيني خبر ؟
مطلق : اقول اركد .. وقت مااكلم الرجال بعطيك خبر ؟
ناصر بضحكه : الله يصبرني عليك ..المهم طمني عليك ؟
مطلق بحذر : بعدين اكلمك .. مشغول بالسواقه ..
قفل الجوال ورماه على المقعد الثاني ..
تأفف يدفع بلاء جثم على قلبه .. وجعل عقله كالساعه تدور بلاتوقف ..
اي حال تريدني ان اقوله لك .. فأنا لااعرف.. مشتت مابين نداءين ..
نداء خفي اصم و نداء يضج بصوت عالي ...نداء قلب وعقل ...

لاتزيد همومي يا صديقي .. فجذوة من النار قد اوقدت في صدري ولن تخمد ..
اشعر بحرارتها واستلذ بقربها رغم استعارها المستمر ..
تداعبني شرارتها المتطايره .. وتهمس لي بأن اصبر ؟ فمفتاح فرجي في قعر ظلمه حالكه بعيده ..
ياصديقي .. آآخبرتك ان تلك الصغيره التي بللها المطر .. كانت بين يدي لفتره ظننت ان من المستحيل
ان اقنع بهذه القصص الخياليه و اانفي وجودها ..
ساعدني .. فصاحبك يغرق .. يغرق ..يغرق .
في محيط من المشاعر ..و على كل هذا لايموت .. بل يتنفس تحته ..
و ينتظر .. ينتظر .. حتى يمر قارب انقاذ .. وينتشله من القاع ..
لا اعلم والله لا اعلم .. لما استصعبها على نفسي و اتمرد على الحال ..؟
لا اعلم اي حيرة تتملكني اتجاهها ؟
والى اي متمزق ستعصف بي ؟
فلقد اصابني سقم الحنين فلا استشفيت منه ..
رعشه سنين عجاف .. قد اخمدت في قعر الحياة .. ولم اكن اظنها نابضه ..حية .. تستقر في جوفي بثبات ..
استبشر سعدآ .. فلقد اصبحت مثلك ؟ !!
ممسوس القلب والعقل في آن معآآآآآ !!!!!


*****************************************



تجبر خطوه عنيده .. وتسحب خطوه مستجيبه .. تزينت وتعطرت و حملت في نفسها اعباء ببهجه مقبله .
ضحكهم واصواتهم العاليه .. تجعلها متوتره ..و ضعيفه ..
سمت بالله وسحبت نفس و ارغمت روحها على المسيروالتقدم.. واول خطوه للداخل .. كأن نور المجلس
قد غشاها .. اغلقت عينيها فجأه .. فاهتزت الصينيه في يدها .. متعثره الخطى .. ففزع عبدالله وهب لمساعدتها
بإبتسامه شقيه على محياه ..
: اوف ..اوف .. واخيرا صارت المعجزه ؟.. نجمه مستحيه .. هذي المفروض يضمونها للمعجزات السبع ..
ابتسم سعود .. بتلذذ وهو يقيم تلك المتمرده الحسناء ..
فنطقت تدافع مهمله وجود ذلك عن قصد : لا ماكنت مستحيه ..تعثرت في السجاده ..
مازال مبتسمآآ يا لسخافه .. فكرت فيها نجمه وهي ترمقه بنظرات حاده ..
عبدالله بعتب : نجمه .. قومي سلمي على زوجك .. كل ذا خجل ؟
قامت مرغمه .. وبالكاد تلامست اصابعهم .. وكأنها مصافحه اشبه بلمس الماء او الهواء ..
عادت الى مكانها هادئه مستكينه .. تراقب بصمت وتترقب للانقلاب في ساعه مبكره .
سعود بإبتسامته الجذابه : كيف حالك ؟
بنبره هادئه مستغربه منها : بخير .. والحمدلله ... انت كيف حالك هذي الايام ؟
راقبها بصمت .. قرأ معنى واضح في عينيها واستدرك نطقها المغزى ..
فهز رأسه مع قوله : انا بخير .. لكن هالايام مشغول البال .. في امر شاغلني ومحيرني ؟
نجمه بخباثه مقصوده : الله يهديك .. ويريح بالك .. اهم شي ترى راحه البال ..
سعود متناسي وجود عبدالله .. حرب صامته .. تقوم رحاها بالكلمات واسلحتها ألسن قاتله لاتعرف الهزيمه ..
بإبتسامه مثيره جاوبها : والله انتي اللي شاغل بالي ..
توهج وجهها .. فابتسم برضى لانها اصاب نقطه ضعفها ..قلب عليها الطاوله فجأه ..
عبدالله يقطع بينهم بإحراج : ياجماعه .. تراني عزوبي ومالي نيه على الزواج الحين ؟ لكن شكلكم بتغيرون رأيي .
ابتسم سعود وغمز لنجمه بدهاء : والله انصحك في الزواج .. لكن بشرط .. تكون واحده مثل نجمه ..
شهقت بخجل واضح .. واستدرك عبدالله شهقتها بضحكه عاليه ..
مستمتعين عليها وهي تأن .. وتكاد تنفجر بأنين عالي وحاد ..
اعاد كلامه بجديه : صراحه امور النقل هي اللي شاغلتني .. كنت اقول اذا نقلت بعجل بالزواج ..
تجاهل شحوب وجهها فجأه .. فمضى في كلامه : تعرف صعب اعيش في بيت لحالي مع اختي الصغيره ..
لم تعد تحتمل لعبه بأعصابها .. و المضى على مشاعرها بدون وقفه ترقب او استراحه ..
علقت بحده : لكن انا ماابغى اعيش معك ..؟
اسود وجه احدهم .. والاخر اصبح ابيض كالثوب الذي يرتديه ..
بحلق الاثنين فيها بشحوب خوف و صدمه .. و انتظار للقادم ..
اخافها الوضع فعلقت بتشرح و بصرها يتناقل بينهم ..
: قصدي اني مابي اترك اهلي واعيش في المدينه ..
تنهد عبدالله بإرتياح : الله يهديك يانجمه .. هذي سنه الحياة .. ماتدرين يمكن كلنا نترك الديره
هذا الموضوع كنت افكر فيه كثير ... صراحه تعبت من السفر والغربه ..
وبالاخص امي اذا تزوجت بتقعد من حالها ... وهذا صعب وانا اخوك ..

اصابها شجن الذكريات .. و مراره الرحيل ..
و ألم الفراق .. ألا يكفي ان كل شيء ماخوذ منها ..
حتى المكان .. حتى المكان .. حتى الاريج في منبت اقدامنا .. بيروح ..
ونحن بنترك صدى ضحكاتنا لمين ؟ مين يسكن جوفنا ؟
اي جدار نرسم عليه احلامنا .. ويخبأ احزاننا ...

لم يخف على سعود لمحه الحزن التي تلونت في وجهها ..
نطقت بدون وعي : ما اتخيل نفسي في غير ديرتي ...

لم ينطق بكلمه مواساه و شفقه او دعم معنوي .. كان ممعن النظر في تلك التي تسمى زوجته
تلك الفتنه التي تحيط بها دون علامات الجمال المميزه .. وبالاخص تلك العينين مزيج من الشقاوه
والهدوء ..لاتنحي بسهوله .. تساءل في نفسه ؟ كيف اعيش مع نار وانا شخص يهوى البعد عن النيران
وان طاب لها الاحتراق ؟ كيف يرضى بالشمس الحارقه قربه في عز الدفا ...
فلما استقرت نظراته في جوف عينيها .. كشف العناد والاصرار .. فابتسم يقنعها هيهات ماتريدين
هيهات ... قفزت من مكانها متذمره مهزومه .. لم تدرك ان كل خطوة كانت خطأ في خطأ ..
ليتها لم تدخل عليه ... ولم ترى فيه وجهه ..




****************************




مقرمشات ، عصائر ، باسكن روبنز بنكهات مختلفه .. يتقدم الطاوله الصغيره الممتلئه
جلست على اريكه كبيره مع سمر في الصاله العلويه و اريام على على جهازها .. على وقت استهلك صبرها ..
ليلى بنظرات متعاقبه على مؤشر الساعه .. تلتهي في فيلم لاتعرف ماهيته .. اهو رعب ام رومنسي
ام مجرد ترهات متحركه ... وصلت لقعر علبه الباسكن روبنز بالشوكولاته و فكرها مشغول ..
صرخت بصدمه : لا ااااا خلص ...
سمر بضحكه : وانا والله اللي قايلته من البدايه .. من ساعه تاكلينه و عيونك على الساعه ..
كشفت سرها و استهجنت : لا والله اعجبني ..
اريام تقاطعهم: ليلى خذي حقي .. ؟
استرخت ليلى والملعقه في يدها و نظرها على حضن سمر ..
: لا مشكوره .. انا ودي في شوكولاه ..
ماكملت جملتها الا سمر تحتضن علبتها .. وتبتسم بخوف ..
: عشم ابليس في الجنه .. ما بتاخذين حقي ..
تنهدت ليلى .. ورمت ملعقتها بصوت مزعج على الطاوله ..
وقالت بتعب : لا خلاص .. الله اكبر على شرك .. شكلك حسدتيني عليه .. معدتي قلبت علي ..
ضحكت سمر وقالت : سلامتك ...

اما هو كان واقف على عتبه الباب .. مستند بيديه يبتسم بتعب .. يلم بناظريه الجميع
رغم انه يتجاوز النظر عنها بالذات .. لكن من لايستطيع الا يراها... يجبر عينيه على التعود دون ان يتمهل
على تفاصيلها ...
سمر بإبتسامه : حيا الله الشيخ ... والله حماتك تحبك .. تعال شاركنا ..
انتفضت ليلى وصوبت نظراتها نحوه...بدأ قلبها يهرول اليه و يحتضنه ...
مطلق : وين اشارككم ... مااشوف غير سرير قدامي ..
اريام : اصلا شكلك خالص من التعب ..
ابتسمت ليلى ابتسامه بارده ذات معنى .. وقفت بصعوبه استعداد لمجازفه مشاعر لم تمتحنها يوم
قالت وهي تقترب منه : الله يعطيك العافيه .. احط لك العشا ..
المشكله يناظر منطقها ويتألم ... متجاهل كل اندفاعته .. في تجاهلها .
ناظر اخواته و كأنه في شيء مكشوف فيه .. من بحلقتهن الواضحه .. احرج من وقفته
فتحرك لجناحه وهو يرد عليها بنبره هادئه...
: لا ماودي فيه ...
لحقته بخطوات متباطئه متردده ... تدفع قلبها للامام .. و تحزم قرارها بحكمه .. و اصرار .
دخل غرفه نومه فرمى شماغه على الكنبه المفرده ... وقفت ومسكت قبضه الباب ,.
وقالت : تأخرت .. خالتي دقت على جوالك لكن كان مغلق ؟
اخفت عليه انها هي اللي دقت عليه .. و تجاهلت الحاح مصر داخلها ..
ناظرها ببرود وهو يتبع ثوبه بشماغه .. : كان خالص شحنه .. وماانتهبت له ..
ليش في شيء صاير ..
اقتربت تجر خطواها المتردده ..شالت شماغه و ثوبه .. وعلقته في مكانه و استدارت له
: لا .... مافي شيء ... لكن شفناك تأخرت .. قلنا نطمن ..

رمى عليها نظره مبهمه و دخل الحمام ... سمعت صوت الماء .. وانتظرت ترتب افكارها
خرج مرتدي بيجامته ... كانت تتابعه بنظراتها .. كان واضح عليه تجاهلها .. برود مصطنع .
ورد متأخر : كان عندي اشغال كثيره ..

اقتربت لتذيب الثلج و هو متشاغل بنفض لحافه .. ليدخل في فراشه .. رفعت نفسها اليه و لمثته برقه
ودفء .. قبله استقرت في تجويف خده الايمن ..
فرفع حاجبيه مندهشآ ... متعجبآ .. صارخآ .. ابتعدي عني ....و لكن اقربيني ؟!!!
لاتلمسيني .. لكن كوني مني .. واسكنيني ؟!!

قالت بصعوبه : اذا كنت زعلان مني على اللي صار في الظهر فأنا اسفه ...!!!
تعتذر وهي ليست مذنبه .. تعتذر عن شي وهمي ..
تعتذر عن سبب هو افتعله و ضخمه ..
تجمدت اطرافه .. وتيبس فمه .. تقترب منه بإرداتها .. اهي اشاره ام ماذا ؟
ماذا يرى ليرى ؟ او ماذا يسمع ليسمع ؟ مامعنى الصبر ليصبر معها ؟
اتبعته بقول بوجه يضئ خجلآ و ارتعاشآ .. وعينيه معلقه في رعشه اهدابها..
: والله ماكان قصدي .. وقفتي كانت جدآ عاديه .. لكن الله يهديك كبرت السالفه و قلت كلام ازعجني ..
لمعت عيناها بدلال مثير جعله يستصرخ السلوى فيه ..
جلس بإرتخاء وتعب .. وارهاق مشاعر اجلسته بالاجبار ..
يا إله الكون .. ماذا يفعل او ماذا يقول ؟ لما يشعر بربط في لسانه او قيود في يديه ..
واحتباس حراري يكاد ينفجر في قلبه ..


ابتسمت بخجل وخوف .. تكاد تفضح مشاعرها .. وتنسحب بإنهزام ..
لاتقدر على مواصله تعبها ..ذلك ولو كان بإرداتها ...
مسك اصابع يدها برقه ... تكاد تختفي في صلابه يده .. فشهقت بخفوت لم تصل الى اسماعه؟
ذلك الداء يعود اليها من جديد ؟ رعشه لا تتوقف .. وقلب مفرط في دقاته ...
قربها من شفتيه .. و قبلها برقه .. تكاد تناقضه ... وتقسو عليه ..
وقال بإبتسامه براقه .. صافيه : المفروض انا اللي اعتذر ... لكن الغيره ضربت عقلي و صرت ما افهم شي ..

تأملته بغربه مشاعر .. تكاد تبكي .. تكاد تصرخ .. تكاد تقفز من الفرح ...
الهذه الدرجه الغيره تبعث في المرأه فرحأ مدسوسآ هائلا..؟
اكان هذا كل الامر ؟ غيره ...
احقآ تغار علي .. احقا تقول ... ام هو مجرد قول لتنال الصعب بكلمه يسيره ..
اخيرآ خرجت من صمتها .. ويدها وجدت مكانآ في حضنه .. برعشه عينيها التي تجاوزت غربه معه ..
: ما صار إلا الخير ...

اي مشاعر جًم يستطيع تفسيرها ؟
صقيع و سخونه تناقض لمساتهما ؟ اختلاف كبيرفي كل شيء
ليست اول مرة يملسها .. لكنها الاولى في احساسه المتنامي داخله ...
قد غرقوا في اعين بعض لامحاله .. واستعصى على النطق ان يبوح بكلمه ..

سحبها ناحيته حتى اصبحت مقابله له و بالقرب الشديد منه.. لاتستطيع ان ترخي نظراتها فتقع عليه ..
اكان يبتسم ام يضحك ؟ اكانت تلك العينين تلمع ام انها لمحه النعاس .. قد داعبت صفاءها ...
اكان تصور ام مداعبه ..ام مجرد حلم مصنوع بمهاره ..
اقترفت خطأ في الاقتراب.. ليست القادره على العوده الى الخلف او المضي .. و الاستمرار بتلك الروح الصلبه
التي انهارت عند لمساته .. كل شيء غادرها فجأه .. لاقوه ولا جلاده و لا ظاهر صلب بلمسات انثويه براقه ..
قال بصوت دافئ يخرج من حميم ساخن ...وكأنه يهمس بحذر مخافه الجماد ان يسمعه ..
: ابسألك سؤال واحد ... انتي جيتي بإرداتك او مجبوره علي ؟

بعد كل هذا تقول مجبوره ؟
شعرت بأن الفضاء الجميل الذي كانت تسبح فيه .. قد تحول لظلام لانور فيه
سقوط مبرح مؤلم على الارض .. بصدى واقع ..

نظرت الى عمق عينيه لتعرف سر السؤال .. لم تشعر بالحزن او الصدمه لسؤاله ..
شعرت بتلك الفرصه السريعه المنتظره ... سؤال في وقت غريب.. اهو سر حيرته و ضياعه ؟
قالت بهدوء : ليش انت شاك في قراري ؟
حرك شعره باليد المحرره الاخرى .. مع توثيقه يدها بإحكام ..
: لا.. لكن حاجه في نفس يعقوب ..
قالت ببرود محكم : قلت لك من قبل مافي احد يقدر يجبرني على قرار انا ماابيه .. حتى لو كنت انت ..
سؤالك يخليني استغرب .. كانت الشكوك تدور في راسك رغم انك وعدتني بالثقه ..
سحبت يدها و كملت بحزم : انا وافقت افتح صفحه جديده معك بعيد عن كل شيء ..

رد بلهفه وهو يبحث عن يدها الاخرى و يطبق عليها ..
: الثقه مالها علاقه في الموضوع ..
ارتعشت شفتيها بحزن وقالت بدفاع : كيف ماتكون لها علاقه ؟ وانت تسألني سؤال محير ؟
كنت عارفه ان فيك شيء متغير .. كنت قاسي .. و جاف معي .. كذا بدون سبب ..

غطت وجهها بيدها .. واجهشت بالبكاء بدون سابق انذار حتى نفسها خانتها ..
اتخذته وسيله لارهاق قلبه ... فدموعها تبسط لديها اهوال كل رجل .. فهي قيمه كالالماس ..
و مؤثره و شديده البأس .. حيلة قديمه فعاله فريده من نوعها .. تبسط كل شيء امامها ..
وتعقدها في نفس رجل هو بالذات مليئ بالعقد ..

جذبها ناحيته .. لتستقر في حضنه ... يحاول ردع تلك الثغره التي اتسعت ..
يلوم نفسه على مايفعله او يقوله و يضعه في الخطآ بدون استباحه منها ..
قال بتوتر : اقسم بالله ماكان قصدي ياليلى... خفت تكونين ماتبيني .. او مجبوره علي من اخوك او جدك ..
حسيت انك بعيده عني .. ما تبين قربي .. شيء خلاني اعتقد انك تكرهيني ..

زادت تلك الكلمات وتيره نحيبها .. و قد احاطها بذراعيه مواسي ..مغلفآ اياها بأسف عميق من جوفه ..
لاتعبره الكلمات او يجيد صياغته بالافعال ...

احمق لو كان يظن ذلك ؟ اكرهه .. اكرهه
اي خطأ ارتكتبه في حق نفسي باللحاق به ..
لقد اوقعني في شراكه من اول نقطه .. فلن تحسب الا ضدي ..
لو يعلم فقط كيف يستطيع يكره المرء نفسه .. كيف يكره روحه ..

ارخى قبضته المحكمه حولها ... واجلسها بجانبه .. وقد اغتضن وجهها بإنفعال المشاعر المتداركه ..
كان يتأمل وجهها بملامح بائسه .. ممتلئه بالاسف و الحنين .. ممتعض من نفسه .. وساخر منها ..
مسحت عينيها من دموع قد علقت في اجفانها ...
تغيرت نبره صوتها من اثر البكاء ..: لو كنت تظن كل هذا فإنت غلطان ... انا جيت معك بإرادتي ورغبه مني .
ابتسم للمحه الخجل التي اعترتها والتي يعشقها فيها .. مسح على خدها برقه وقال بيأس..
: حقك علي .. انا اسف .. اناانسان معقد .. مااقدر اتغير بسهوله .. ايش اسوي بنفسي ؟
وضحك برقه تتخللها خيبه وحزن ...
رفعت نظرها له برهافه احساس ... وهمست ..
: مطلق ..

كادت ان تعترف اني احببت اكثر رجل مليئ بالعيوب .. وقبلت به ..
رجل مليئ بالعقد و المتلازمات .. فرضيت به ..
رجل احببته بكل مافيه .. فقنعت به ..
رجل في صراع معه على دوام الحال .. فامتزجت معه ..
رجل احط راحلتي عنده ..وابيت الرحيل إلا إليه ....

تأملها بعينين معجبه .. ولم يشأ الاقتراب اكثر ..
فقال مقدرا لمشاعرها الجارفه في لحظه صراع ..
: لو تبين تكملي سهرتك مع البنات روحي .. تراني تعبان .. وواصل حدي من النوم ؟
ابتسمت لعرفان لتقديره لها ولرغبتها ... فوقفت وقالت .. بهدوء : تصبح على خير ..
مازال يتابعها بنظره حتى اختفت من امامه ...
تنهد براحه ..راحه وجدها في واحه من الطمأنينه وراحه البال ..
كل الشكوك تبخرت من عقله .. الصراحه داء لكل دواء ..
لو لم يفتح نقاشآ معها.. لكان الان يفتح رأسه من كثرة الضغط ..
رمى بجسده متهالك على السرير .. يدفن رغبه قد اجتاحته بأن يضمها بين ذراعيه ويشم اريج الزهر من شعرها
وينام ظانآ بنفسه انه في حديقه ربيع لا ينتهي ..
دفن الحنين بعيدآ .. حنين الى شرنقه حسناء في ابهى حله ..

لن استطيع ان اخلص نفسي فهي آسره في هيام امراه ممغنطه كل مشاعري ناحيتها ..
ابتسم براحه .. واغمض عينيه .. على صوره جميله لليلاه .. افتقد التجول في مفاتنها الحسان
و جمالها الباطن .. و شفافيه قعر قلبها وعيناها ..
بت مأسورا في دنيا اعيشها فقط في بياض عينيها وسوادها...



****************************



الساعه الواحده والنصف بعد منتصف الليل ... مازالت الهموم تتآكل معها و تضطجع النوم قريره العين
وهي التي لم تهنى بشيء منذ تلك الحادثه ... كبلوها وألجموا فمها ورحلوا فرحين بإنجازهم ..
للمره الاخيره .. تطالع رقمه و تلغيه ... الحاح بداخلها ان تطفئ نارٌ ملتهبه ..
خرجت بهدوء .. المكان الوحيد البعيد .. هو الحوش .. طبعآ حوش الغنم ..
تأملت الغنم بحسد .. بعضه نايم والبعض يحدق في الظلام لمجرد التحديق ..
دفعت نفس متوتر ... ودقت على الرقم .. انتظرت رنه .. ثنتين .. ثلاثه ..
حتى كاد اليأس يقتلها .. لكن انفتح الخط بسرعه بعدها ..
سمعت صوته الثقيل واضح انه نايم : آلو .. مين معي ؟
... حنقت عليه .نايم ومتهني وانا اللي اتقلب على جمر القهر و قله الحيله ..
همست بصوت متوتر وعيونها تراقب المكان : هذا انا نجمه ..
لاحظت ان صوته تغير .. وكأنه تنشط ..سأل بلهفه : خير يانجمه .. فيكم شيء ؟
للحظه حست بالندم على خطوتها ... لكن تابعت بتوتر ..
: لا مافينا الا الخير ...
سمعته يهمهم بقول لم تسمعه لكنه رجع صوته اكثر وضوح ..
: طيب ليش داقه هالوقت .. ومن وين جبتي الرقم ؟
تنهدت بملل وقالت بنرفزه : بفتح معي تحقيق... جبته وخلاص ..
ضحك بكسل وقال : طيب .. لاتعصبين ؟ طلباتك يا مدام ... لاتكونين داقه علي علشان اقولك كم كلمه حلوه
او اسولف معك سوالف العشاق ... تراني نعسان ومالي خلق ...
ضحكت بقهر وشدت على اسنانها بقهر من اسلوبه ..
: لا والله غلطان .. اللي يسمعك يقول قيس بن الملوح على غفله ... والا عاد الكلام اللي حافظه ..
الحين قاعده او برهان وتشرح لي واحد زايد واحد يساوي اثنين ..
ضحك مره ثانيه فارتفع ضغطها منه . ..
فقال مستانس بالجو : مادريت ان دمك خفيف ... المهم طلباتك ياحلوه ؟
تمتمت من بين اسنانها بكلمات سب ..لم يسمعها .. اوثقت الجوال على اذنها وقالت ..
: دقيت عليك ..لاني رافضه اكمل التمثيله اللي تسويها قدام الناس ...
انتظرت لحظه تسمع رده ... فقالت بصوت مضطرب ..
: هيه .. انت تسمعني ... ولارجعت تنام ..
وصلها صوته هادئ ومتحكم : طيب .. ويش تبيني اسوي ؟
زفرت بقهر وقالت بعصبيه : كيف ايش تسوي ؟ ابيك تطلقني ؟ كيف تتزوج واحده ماتبيك ؟ واحده ماتواطنك
واحده تكرهك يا اخي تكرهك ؟

لهثت انفاسها .. بألم ما تتخيل المراره التي تتجرعها عند كل كلمه ..
صح بتحزن امها واخوانها ... بيزعلوا على حالها مده من الوقت
ويمكن ينسون او لا ... لكن اللي تعرفه انها ماتقدر تصبر على شيء ماتطيقه
تصبر على ذل ماترضاه ... تصبر على جميل ما كانت تتمناه حتى ولو فيه مصلحه نفسها ..

قال ببرود : طيب .. مو كل اثنين يحبون بعض ...
طال الصمت .. تجد فكره وكلمه مناسبه .. كانت تحدق في اعين معزه .. وكأنها تريد الحل منها
فجأه قطعت صمتها بثغاء منها ... وكأنها تخبرها بالكلمه المناسبه لتقطع كل شيء ..
اشتدت اعصابها وقالت بحده : صراحه ماعندك كرامه ... انا اقولك ماابيك وانت تقولي مو كل اثنين يحبون بعض .


سمعت انفاسه الطويله .. وكأنه يحاول كبحها ...
قال يقطع حده الصمت وحده الكلمات ..: الصباح رباح .. بكره نتفاهم .. وقفل الجوال في وجهها ..

هدأت ملامحها .. وهي تجلس في مكان مظلم ...
تتجاهل وخزات الندم و نوبات الضمير ... كتمت نداء بداخلها بأنك تعجلت في كل شيء ..
شمخت برأسها للاعلى .. وكأنها تثبت لما حولها انها قويه ولايهمها احد ..
ورجعت وارخت نظرها .. للارض .. بحزن وألم .. و وحده .. وكأنها تقنع نفسها بانه لاداعي للمكابره بمفردك .
التقطت اذنها صوت قريب .. وولاحظت فيه حركه ... حتى بعض الغنم تحركت اذنيها بترقب
وبعضها قام من مكانه .. متوجس بحذر ..
وقفت بخوف متراجعه لداخل البيت ... تجول بنظراتها ارجاء الحظيره ... تعوذت من الشيطان بصوت مسموع
تراجعت للخلف .. تحث الخطوات على الاسراع ... لكن فجأه ... اتسعت عيناها بخوف يكاد يخلع روحها من جسدها
اطبقت يدآ قويه على فمها تكتم صرخاتها .... والاخرى تسحبها ناحيه مكان معتم بعيد ... بعيد حيث لاصوت يصل
ولا عين تراهم ..غير عين الباري جل في علاه ... لكن العقول وسخافتها في تضييع المنطق ؟

امتدت يدها بعنف ... تحاول عبثآ ان تستجمع قوه قد خارت بسبب الخوف .. تحركت بعنفوان ولكن ماتحاوله
شتات و ضياع للقوه ... فالجسد الهائل خلفها يبتغي الصعب ويتلذذ به .. انفاسه تصلها كدب لاهث يبحث عن فريسه
احكام مطبق على جسدها الصغير .. لا مقارنه في قوه تستشعرها ...
طفرت الدموع من عينيها ... دموع خوف .. صدمه .. ألم .. تذكرت جوالها اخر اسم .. سعود .. فتحت الاتصال ..
لكن ابعد ما تتمنى اخذ الجوال من يدها ورماه على كومه من القذاره ... فاليستمر في الاتصال الى الابد ..
ذاقت الدم في فمها ... وانجرحت حبالها بصمت .. وهدوء ..و انتفض قلبها بدعاء للخلاص .. امل مابعده امل ..
لكن اي خلاص ... فيا روح مابعدك روح . ..بقعه سوداء في ثوب الطهاره ..
رعب مابعده رعب .. و هلع يكاد يسقط القلوب من مكانها .. ورجفه تصل لعمق الحياة .. وتسلب منها الامل ..

لا خيال يحسب بعدها ولا واقع تريد ان تعيشه بكل فرضياته لا فرح ولا حزن ولاصدمات ..
تريد ان تختفي ... الموت ما تتمناه ولا شيء غيره ... يارب خذ روحي ..لاسؤآ التوقعات .. خذ روحي ياربي ..
اطلقت صرخه مدويه مكتومه ... ويده العابثه بأمان جسدها قد تسللت خلسه على صدرها ...
فانتفضت انثى جريحه ...بريئه .. استصرخت كل كائن حي على ارض الخليقه ... استنجدت بالاحلام والكوابيس ان تطبق على احبائها واهلها .. فتسيرهم عقولهم ان تعالوا انقذوني .؟!!!
ذهب كل شيء ... كل شيء وعينيها قد وجدت طريقآ في الظلام ... ماتت الحياة عند فصول
البدايه ... طارت الطيور .. وانتهت كل الحكايه ... حكايه ان الحياة تضيع عند كلمه اسمها " اغتصاب" ...


***********************************



اخذت مكانها ف سريرها بعدما توضت وصلت ركعتين وقرت صفحتين من القرآن الكريم ...
سمعت صوت انفاسه المنتظمه .. كان نايم وهادئ .. وسط الظلام اقتربت منه ..
حتى صارت معه وجهآ لوجه ... ابتسمت له .. وهو في عالم من اللاوعي ..
لمست وجهه بطرف سبابتها برقه متأمله تفاصيله القريبه... اعطته ظهرها ...واقتربت منه حتى التصقت به ..
لتستشعر دقات قلبه و دف جسده في برد هائل ... تدثرت معه .. واغمضت عينيها بإستسلام للنوم.

آآآه ياقلبي .. كم هو صعب الالتقاء معه في نقطه بعيده المدى ؟
آآآه يالهيبي .. ياناري الدافئه ، ياحلمي البعيد ، ياسارقي ...
آآه من قربك المشتعل و ودك الغريب ..
يامن سرقت ارتواءي في قعر عينيك ... و بعثت في جنتي الجفاف .. ولم اهتم
اشعلت في جسدي حرائق لوعة واشتياق .. فعرفت معاني الصبر واليتم ...
ارغمتني على حبس روحي .. حتى تصلك رسالة انت لاغيرك ..

أحبك ..
كلمه اقولها .. اجسدها .. افهمها .. وابعثها ..
لاتصد رجاءي وترميه في الظلمات ..
لاتقطع املى وتصيبه بالعقم ..

احبك .. هل تراها في عيناي ؟
في قلبي ..
في ابتهالات نفسي ..
في ومضي ووجداني ..
في ملامح وجهي .. ورعشه اجفاني ..
في روحي و الآمي ..
في لظى جسدي القريب منك .. في حرقه دموعي ..ونبض عروقي ..

و آآآه ياحبك ...
كم هو مر ؟
كم هو غُر ؟
كم هو صعب النسيان ...




>>ابسالك ؟
لو قلت لك ان الحنان اللي بقلبك يخلي النسمه عطر ....
وان العذاب الللي بعيونك يعلم الناس الشعر...
ولو قلت لك احبك كثر هموم البشر ....
وكثر السهر ...
ولو قلت لك انك اقرب من عيوني للنظر ...
شنو يكون ردك ؟؟؟؟ >>

ابتسمت في الظلام ..و قد جاء الرد سريعآ....
يده اليسرى لا اراديا قد وجدت طريقآ لها ... كحزام طوق خصرها يحميها ..
استقرت هناك .. في مكان مابين جوانحه حيث لاتدري هي .. تذوب في دمه ..
وتشارك قلبه الرقص على دقاته ...!!!!!



وللجزء بقيه ... ألقاكم الليله في مفاجآه تنال اعجاب الجميع بإذن الله


كبرياء الج ــرح 02-03-11 06:22 PM








البارت السابع والثلاثين :



هدأت ملامحها .. وهي تجلس في مكان مظلم ...
تتجاهل وخزات الندم و نوبات الضمير ... كتمت نداء بداخلها بأنها تعجلت في كل شيء ..
شمخت برأسها للاعلى .. وكأنها تثبت لما حولها انها قويه ولايهمها احد ..
ورجعت وارخت نظرها .. للارض .. بحزن وألم .. و وحده .. وكأنها تقنع نفسها بانه لاداعي للمكابره بمفردك .
التقطت اذنها صوت قريب .. وولاحظت فيه حركه ... حتى بعض الغنم تحركت اذنيها بترقب
وبعضها قام من مكانه .. متوجس بحذر ..
وقفت بخوف متراجعه لداخل البيت ... تجول بنظراتها ارجاء الحظيره ... تعوذت من الشيطان بصوت مسموع
تراجعت للخلف .. تحث الخطوات على الاسراع ... لكن فجأه ... اتسعت عيناها بخوف يكاد يخلع روحها من جسدها
اطبقت يدآ قويه على فمها تكتم صرخاتها .... والاخرى تسحبها ناحيه مكان معتم بعيد ... بعيد حيث لاصوت يصل
ولا عين تراهم ..غير عين الباري جل في علاه ... لكن العقول وسخافتها في تضييع المنطق ؟

امتدت يدها بعنف ... تحاول عبثآ ان تستجمع قوه قد خارت بسبب الخوف .. تحركت بعنفوان ولكن ماتحاوله
شتات و ضياع للقوه ... فالجسد الهائل خلفها يبتغي الصعب ويتلذذ به .. انفاسه تصلها كدب لاهث يبحث عن فريسه
احكام مطبق على جسدها الصغير .. لا مقارنه في قوه تستشعرها ...
طفرت الدموع من عينيها ... دموع خوف .. صدمه .. ألم .. تذكرت جوالها اخر اسم .. سعود .. فتحت الاتصال ..
لكن ابعد ما تتمنى اخذ الجوال من يدها ورماه على كومه من القذاره ... فاليستمر في الاتصال الى الابد ..
ذاقت الدم في فمها ... وانجرحت حبالها بصمت .. وهدوء ..و انتفض قلبها بدعاء للخلاص .. امل مابعده امل ..
لكن اي خلاص ... فيا روح مابعدك روح . ..بقعه سوداء في ثوب الطهاره ..
رعب مابعده رعب .. و هلع يكاد يسقط القلوب من مكانها .. ورجفه تصل لعمق الحياة .. وتسلب منها الامل ..

لا خيال يحسب بعدها ولا واقع تريد ان تعيشه بكل فرضياته لا فرح ولا حزن ولاصدمات ..
تريد ان تختفي ... الموت ما تتمناه ولا شيء غيره ... يارب خذ روحي ..لاسؤآ التوقعات .. خذ روحي ياربي ..
اطلقت صرخه مدويه مكتومه ... ويده العابثه بأمان جسدها قد تسللت خلسه على صدرها ...
فانتفضت انثى جريحه ...بريئه .. استصرخت كل كائن حي على ارض الخليقه ... استنجدت بالاحلام والكوابيس ان

تطبق على احبائها واهلها .. فتسيرهم عقولهم ان تعالوا انقذوني .؟!!!
ذهب كل شيء ... كل شيء وعينيها قد وجدت طريقآ في الظلام ... ماتت الحياة عند فصول
البدايه ... طارت الطيور .. وانتهت كل الحكايه ... حكايه ان الحياة تضيع عند كلمه اسمها " اغتصاب" ...




الاحداث تتوالى في ليله مرعبه ... أغلقت عينيها بإستسلام مخيف... حتى وصلت لاسماعها صوته المألوف ..
غير مسيطر على انفعالاته ترددات خوف و توتر ...
: هذي صوره من الصور اللي صعب على عقلك الغبي تخيلها لو تركتك مكانك ذاك اليوم ...
ارتدت روحها بنشاط غريب .. ادركت بوعي يترنح .. صوته ..صوته ... ارتخت يده تلقائيآ .. لكنه همس
بخوف في اذنها حتى لا تكون رده فعلها غير متوقعه وفاضحه طبعآ ..
: هذا انا سعود ..

اهذاك تصلب في رقبتها ام شعور بالالم خدرها و جعلها كالمشلوله ... فك اللثمه حول وجهه .. وهي تدور ببطء شديد
لتشاهد ذلك المقطع المسرحي الساخر .. لممثل ابدع ولن تصفق لابداعه ابدا ..
نطقت عيناها بالالم والخديعه ... لم تتصور كيف كان الفرج في خرم ابره صغير .. وهي التي تحشر نفسها فيه
للهروب ... شحبت ألوان وجهها بشحوب موتى في قبورهم ... اكانت قبل قليل تتخيل نفسها في قبرها ..
قبر الموت وفي قلبها نبض الحياة ..
همست والارتعاشات تهزها كاملآ : ليش ؟

اي قرار اتخذه على نفسه و ادرك انه في قعر الخطيئه والذنب لكن لم يدركه الا مؤخرا...
جعلته يختصر المسافات في شرح درس مطول لا تفهمه .. بل عصت ان تفهمه بسهوله وبالطرق الوديه .. فوضح لها بطريقه تكاد تكون اكبر خطأ فعله في حياته ..راقب خوفها المطل من عينيها ...ضمت نفسها امام عينيه .. فرفع بصره نحو فمها الذي بصم عليها بإحمرار جاف من ضغطه الشديد عليه ... لكن مايفعل هي من احرقت اعصابه وحولته الى كتله متفجره في وجهها ..

بإختصار مجروح قالها : لان ماعندي كرامه ...
بحلقت فيه بدون وعي منها .. تجمعت دموع الغضب والخوف والالم وقهر في عينيها .. وهي ترى سعود بملامحه
الهادئه قد تحول لشخص اخر .. قاسٍ و حاد النظرات ..
اكمل بإنفعال : بدال ماتحمدين ربك على نعمه الستر .. والعفاف .. تتنكرين لها ..
تعتقدين اني كنت راضي في البدايه على العكس حاولت .. لكن مافيه فايده ..

ردت بصوت خائف مرتجف : لكن مو بهذي الطريقه ..؟!!
هدأت ملامحه وهو يجبيها : ماكان في غيرها لاصور لك ايش ممكن كان يصير لك ؟
انا رجل حملت بين يديني بنت ماتكون لي لا من قريب ولابعيد .. اللهم انها بنت جارتنا ... كشفت وجهها .. و حملتها بين يديني .. قولي بالله عليك اي رجال ثاني بيمر ويشوف بنت قدامه .. ايش بيسوي .. عندك اكثر من احتمال .. ؟!!

قبض على يده وهو يقرب منها خطوه : واي رجال ثاني في موقف جدي .. ويش بيكون رده فعله ؟
تقدرين تتخيلين ولا عقلك مقفل ماتفهمين شيء .. تعتبرين نفسك مذلوله و مجروحه .. وانا بدون احساس .. حتى انا ماابغى واحده ماتبيني ولا انا ابيها من الاساس ... لكن بعض الامور قدريه ..
لحكمه من الله .. لاانا ولا انتي نقدر نسوي فيها شيء..



تنهد بتعب .. وبقهر اهلكته هذه الفتاه .. جعلته يخرج من قاع الصمت ..ويصرخ فيه بحده ..ليست من طباعه
لكن تعهد على نفسها قطعه بأن يركب لها عقلا فعالا جديدا ..لفتاه اصبحت من املاكه .. رغم امتعاظه..من تصرفها

ارخت نظرها بتعب .. تلك الدقائق سلبت منها قوه و جعلت جسدها خامل متألم ... تمنع التفكير في الصحيح

والمفروض وماذا يجب ان يقال ؟
هو واقع صريح ... وهي لاتحتمل الواقع الذي يجبرها على شيء ...
هو كلام سليم و منطق صحيح لكنها لاتطيق سبل السلامه على سبيل راحه بالها ..

جلست القرفصاء واجهشت بالبكاء .. كـ طفله صغيره ضربها احد المتنمرين في طريقها الى البيت ..
او اخذت منها قطعه حلوى عنوة ...
ابتسم بسخافه موقف في ليل سرمدي وفي حظيره غنم .. وهي معه تبكي طبعآ ..
اقترب منها .. وجلس مثلها .. امتدت يده ليواسي لكنها نفضته بقسوه .. ونحيبها يزيد ..
فجلس هادئآ بقربها ... حتى رفعت عينيها الملتهبه بالدموع .. وقالت بصدق لاتطيق اخفائه ....
: بغيت اموت من الخوف ... تمنيت الموت لحظتها ولا احد يلمسني غيرك؟
وبكت بإنفعال اكثر ... وهي تخبأ وجهها بين يديها ...
همس بندم رغم انه ليس ندمآ مطلقآ لمجازفته .. لكنه ندم بأن ذلك الشعور لايتمناه لا لها ولا لغيرها من بنات المسلمين
: انا آسف ... ماقدرت اوصلك الا في هذي الحاله ..
مسحت دمعه ساخنه منتحبه وسألت بصوت مرتعش ..
: كيف دريت اني هنا ؟
ابتسم و انتقلت عيناه .. لبعض الاغنام المحدقه ..وقال .
: سمعت صوتها ..وعرفت انك هنا .. وتأكدت بالفعل لما شفتك جالسه ..
هدأت ملامحها المنفعله .. مسحت وجهها بخشونه .. تخفي ذعرها ..
وقف وقال بصوت منخفض جدي: ادخلي البيت.. لايفتقدونك ..

كادت ان تنسى نفسها معه .. يالصعوبه الموقف .. الان اليست تفهم !!!
تخاف ان يراها احد مع زوجها في بيتها في وقت متأخر .. ولم تخف ان تلتقطها يد حقيره في ذلك اليوم
وهي في حاله يرثى لها .

كادت ان تهم بالدخول بعدما القت عليه نظره سريعه .. لكن الباب قد فتح .. تجمدت مكانها
لو ان اخوها او امها شافوهم مع بعض .. سحبها بسرعه .. ناحيه الظلمه في مكان اكثر سترا لهما ..
ملتصقين ببعض لدرجه الاحراج ... هي خائفه حتى الموت .. وهو كذلك .. لافرق بينهما ..
حشرها في الزاويه اكثر .. والخطوات تقترب .. اشار لها بعينيه ويده تعود مجددا لفمها ليكتم شهقاتها المذعوره
حتى لحظه الحسم .. كادوا ان يقعون في بئر من الذنوب ...

تجمدت اطرافها .. ورجعت تلهث بالدعاء بصمت و صدق .. خلاص ترجوه ؟ يالخوفها المتعاظم كل دقيقه
سعود من قبل والان يبدو انه اخوها .. و الان سعود من جديد .. ملتصق بها لحد الخطوره .. مازالت ترتعش بذعر
ولكن هذه المره من تلك المشاعر التي اجتاحتها ... مشاعر تدغدغ قلبها في غير وقتها ..
دارت عينيها تتبع الخطوات العائده .. ابتسم بخوف بالقرب منها .. متناسي تلك الوضعيه بينهما ..
سحب يده عن شفتيها الساخنه .. و تجمد مكانه .. رغبه يريد ان يشعر بها ..
ان يفهمها وهو قريب منها بغير شروط تعلقت نظراتهم في الظلام ...
همست بذعر مبتسمه و رجفه تجتاحها من جديد : الحمدلله .. مرت بسلام ..

لا ..لا ..لم تمر بسلام ... الان اشد وقعآ من قبل .. انفاسهما تتخاطب بلغه مبهمه والاعين تشدها خيوط الظلام لتلتقي
في بؤره النور ... ولغه الاجساد مفهوم بيولوجي منطقي صعب تفسيره .. والاثنان غائبان بعيدآ ..
ارتعش صوته وهو يدنو منها ويسألها بتوتر ..
:والحين تبين الطلاق يا نجمه ؟

كانت تريد ان تتصور ان مايدور بينهما هو نوع من القتال .. هذا ماتريد ان تقنع نفسها فيه ؟
لا وجود للمحظور بينهما صحيح .. هو شيء لايتعدى المعركه بالاعين .. لاتريد ان تخفض النظر ولاهو ..
رغم انهما بالكاد يريان بعضهما البعض .. ارتفع صدرها بأنفاس قد عذبتها طويلآ ...
فأومت بحذر بنعم .. تتحداه في كل وقت وفي كل صوره وفي كل مكان ..

ضحك بخفه لتبتسم تلقائيا له ويالغرابتهما ,,
أليس التسلق من قعر المخاوف صعب ؟
ألم يعيشوا مشاعر تغنى عن الف ابتسامه ؟ وويفكرون في اعاده النظر في تلك اللحظات ..؟
اصبح على شفير الانهيار وهو يقرب من وجهها .. ....
يالغبائه .. الا يعرف ان يقبلها بسهوله ويشفي فضول الرجل بداخله ؟
قال بخفوت اكثر : طلاق مافيه يانجمه ... واعلى مافي خيلك اركبيه ..

لحظه صمت .. لايريد ان يجرح اي شيء ..حتى شفتيها المرتعشه.. يكفي حتى الان .. وحتى مايريد ان يفعله معها
قبله سلسه تعسرت عليه .. وتلك الفارغه الرؤؤس قد انجذب نظرها اليهم .. و اعادته الى صوابه بثغائها الممل .
ابتعد عنها مجبرآ ...
وقال بجديه: .. ادخلي بسرعه .. اول ما توصلين .. دقي علي اوارسلي رساله بسرعه ..

لم تكد تطلق لخطواتها السبيل حتى سارت مبتعده .. اخذت جوالها ودخلت على رؤؤس اصابعها بحذر وخوف ..
وهو بمثلما دخل .. عاد مجددا كمراهق عبثي طائش .. متسلق للجدار .. ومتلثم كالاشرار ..
ابتسم لمغامره شيقه ممتعه بكل مافيها.. حتى الخوف ....
هل يفهم احد .. انا ابن الثلاثين .. مدرس نفضت عن ثوبي غبار الشقاوه والعبث وارتديت حلل الرزانه والوقار
وتحكمت بعواطفي وعزلتهاعن منطق العقل ... هل بصدق مايحدث لي ؟

لقد قلبت موازيني و اطلقت لعقلي العنان بدون حدود ... فتاة صاخبة .. مجنونه عنيده مزعجه ومرهقه وتالفه

للاعصاب لكن بعيد عن كل شيء .. هناك شيء ما فيه يجعله يأنس بالحاله التي وصل اليها ... !!!!




*************************



يوم مشرق جديد .. أطل بروح جديده و نسمات خير و نفحات من الايمان .. واطلالات تفاؤل للاستبشار ..
وكالعاده روتين لا يتغير له إلا بالشديد القوي ... ركز على تعديل شماغه بطريقه حرفيه ..
و قلبه يتقافز فرحآ وسرورآ ... لحلم عاشه واستكان به .. لقد استيقظ وهي بين يديه ..
نال ماكان يتمناه وهو يلقي الجسد المنهك ويغمض عينيه ... ليفتحهما بحركتها الهادئه ..في حضنه .

خرجت من الحمام .. ووجهها شاحب.. لاحظ اصفرار ملامحها .. ترقبها وهي تمسح وجهها بمنشفه
وتصحبها معها الى فراشها ..
سألها : وشفيك .. تعبانه ؟
اقترب خطوة منها ينتظر جوابها ... قالت بضعف رغم ابتسامتها المتوهجه ..
: معدتي مضطربه .. البارحه اكلت ايسكريم .. شكله اثر علي ؟
قال بجديه : طيب .. جهزي نفسك بوديك المستشفى ؟
بهلع ردت عليه : لا مايحتاج .. الحين بشرب حليب دافي واتعافى بإذن الله ..
جلس على طرف السرير و رفع خصله من شعرها بدون تردد كالعاده ..
: اذا حسيت نفسك تعبانه دقي علي ؟
ابتسمت له بإمتنان لعطفه المطل من فضاء عينيه ...
: مافيني الا كل عافيه .. .. المهم انت بتتأخر الليله ؟ ..
تألقت عيناه بلمعه بريئه ... امتدت يده لكبكه الذهبي ..فتشاغل في وضعها وهي تراقبه بصمت ..
: بشوف .. .. الشغل علي متراكم .. و ممكن ما ارجع بدري ..
نهضت تقف بالقرب منه تاركه ذلك المرض يتنحى جانبا عنها ...
امتدت يدها وقاطعت عمله .. تفعل هي ماودت ان تفعله من قبل ..اخذت الكبك من يده بيدها المرتعشه ..
ابتسم بإعجاب وقلبه يؤلمه لعدم التعبير عن اعجابه بصراحه مريحه ..
كان محدق فيها وهي مخفضه البصر تركز في عملها معه ... يعرف انها لن تنظر له ولو تمنى وحتى ولو طلب
فالخجل قد قرع طبوله ابتداء من اذنيها ...

تنفس بهدوء و هو يرفع خصله طويله قد ظللت وجهها المنحني ... وبخ نفسه الحائره ..
اخبرها كم انت مشتاق لها ... اخبرها كم هي مهمه في حياتك ؟
انطق .. زحزح الصخره الجاثمه على قلبك .. لاتخف فجدران اربع تطبق عليك وتحميك ..
قولها كعباره عاديه .. كأمر القيه عابرآ او مسافرا .. شيء ارميه ولاتهتم اين يقع ؟
ضمت يديها من الخلف وقالت بإبتسامه هادئه ..
: كان ودي ازور امي اليوم .. اذا ماكان عندك مانع ؟
تدارك نفسه العابثه وقال متجاوبآ : ممكن مااقدر .. كلميني بعد العصر وبشوف ساعتها ؟
لحقته بإلحاح : اقدر اروح مع السواق .. خديجه معي طبعآ ...
طلع من الجناح وهي تلحقه بخطوات سريعه تجاريه فيها ..
رد بجديه : لا .. قلت لك من قبل يا انا اخذك يا مافيه ...
كشرت في وجهه كالاطفال وقالت بتذمر : مطلق .. عادي اشوف البنات يطلعون مع السواق طول الوقت
وقف قدام الصاله الجالسه فيها والدته وقال بصوته الرخيم .. متجاهل الحاح ليلى ..
: يمه .. انا طالع توصين على شيء..
الام بنظره عميقه : تسلم يايمه .. نبي سلامتك .. لاتطول علينا ..
مطلق بنظره لليلى ويرد لامه : ان شاء الله .. دعواتك ياالغاليه ..
تركها تلهث له بالدعاء ... وهو مبتسم و ليلى مازالت تتبعه ..
ليلى برجاء : مطلق .. لا تتجاهلني .. تراني تعبت منك ..
ناظرها بجديه ممزوجه بإنتقاد واضح ساخر ..
: تعبتي مني يامدام ... ليش ؟ انا قلت لك ألحقيني ..
اقتربت منه وقالت : انت مشغول اكيد وما بتفضى لي .. خليني اروح مع السواق .. و اريح راسك من همي ..
مسك ذقنها بأصبعيه وقال بإبتسامه مسيطره ..
: ومن قال انك هم ... وان كنت هم .. فهو احلى هم في حياتي ..

تقافزت مشاعر بداخله .. اخيرا نطق .. اخيرا نطق ..
يافرجه الامل كم هذا مريح ..
عضت شفاتها السفلى .. بحرج لكلامه .. تشعر به ... تشعر بشي يأتيها منه ..قوة مشاعر وعاطفه حاميه
وانجذاب صاعق .. لايتفوه ولا يتكلم لكن تستشعره ... تحس به من بين خلجاته وفواصل كلماته
في عمق عينيه رجل اخر .. في لمساته بطل اخر .. حلم اخر ...
دنا منها ..متجاهل وضح النهار ..شمس خجوله .. ونسمات رقيقه .. و العالم الاخر المطل بأعين تسرق لحظات
ليست لهم ..
متجاهل المجتمع الذي يطبق على اثنين بجدران اربع بحريه محدوده .. .. هو مطلق الحازم المنطقي .. الجاد
افترت شفتيها عن ابتسامه وهي تنظر له بالكاد .. بسبب اشعه دافئه قد وقعت على عينيها ..
فسبق الزمن وسبق عقلها للادراك ... ليلثم طرف شفتيها مخطئا التصويب بسرعه خاطفه ... وسط دهشتها ..
ابتسم لشهقتها المكتومه وحركتها المتوتره وهي تبحث عن دخيل متطفل اكتشف سرآ ... وهما يخفيانه امام العلن ..
قال مودعا بإبتسامه جريئه تراقصت على شفتيه ..
: كلميني بعد العصر .. اذا مافضيت بقول السواق يوديك ؟ اوكي ..

لوح بيده مودع .. وتركها غارقه في مشاعرها .. غارقه .. غارقه .. تنشد طاقه ..صبرا .. واملا كبيرا يغطيهما
تناشد الصبر لجر قدميها والارتماء على سريره حيث تدفن نفسهاا في وثيره الشوق و لحاف الامل
تعبق به رائحه الرجوله ..
تنهدت كعاشقه اهلكها العشق .. عطر شذي الرائحه ينسكب على الجراح .. جميل ومؤلم ...
تفاجآت بتواجد اريام قدامها ... ووجهها احمر توجه نظرات خجوله لليلى ... فوقعت صخره على رأسها
وغطست في الاحراج .. رأتهما .. مقطع كان لابد من شطبه او تشفيره في غرفه النوم على الاقل ..
ارخت نظرها و سارت متخاجله من جرأه رجل وضعها بين قوسين " انت لي "


*********************************



للمره الثانيه .. تضع السكر في الشاي دون اهتمام بالمكيال المحدد له ..
لم تغمض لها عين ليله البارحه ... تضاربت افكارها و وتخالطت مشاعرها ..
اعتصرت كل شيء حتى حلمها و اوهامها ...وغابت ..
لم تستغرب نفسها .. سجدت سجده شكر على النعمه التي هي فيها .. وممكن ماقدرتها الا في لحظات
رعب عاشتها ؟
تنهدت بتعب ... لكنها ابتسمت بعدها .. فتحت جوالها على الرساله ..
" سامحيني قبل تنامين .. ماندري بكره ينكتب لنا عمر .. "
تركته ..بدون رد .. حتى اتبعها برساله مهدده .. " بتسامحيني ولا انط لك مره ثانيه "
سلمت بالامر و ارسلت له رساله محذره " اذا فيك خير نط .. بتلقى قدامك عبدالله "
رد عليها " اذا كنتي قدها قولي له "
ابتسمت بعفويه وردت للراحه و السلام اخيرا " اخمد ..يمدحون النوم بدري يا استاذ "

وبعدها توقفت الرسايل ..
صرخ عبدالله فيها وهو مكشر : نجمه لابارك الله فيك ويش هالسكر في الشاي ..
نجمه بخوف وهي تذوق : وشفيه ؟ اول ما ذاقته تجعد وجهها ... لكنها ضحكت ...
ام نجمه بتوبيخ : اعنبوا شيطانك من بنت ... لو كان عندي زواره ولا جاتنا مقهويه الحين.. وذاقت الشاي
والله لتموت في مكانها ..
كانت مازالت تضحك ... تضحك ... وفي فلسفتها الضحك نوع من الصمود .
لكن بعض الاحيان الضحك تعبير لمدى حزن قد اعتلى قلب الانسان و يعبر عنها بالضحك ..
رجع عبدالله يبوخها : وشفيك انتي ناويه تذبحيني .. هذا عسل مو شاي الله يهديك ...
وقفت نجمه وشالت الصينيه والابتسامه على وجهها : السموحه والله ماانتبهت ... بسوي واحد ثاني .
ام نجمه : اكيد ما تنتبهين ... وانتي طول الليل سهرانه على الجوال اللي معك ...
نجمه بإحتجاج : ايش اسوي ماكان عندي غيره اتسلى فيه طول الليل ..
عبدالله وكأنه تذكر شيء : ايه صح .. البارحه ماسمعتم صوت ؟
جاتها رجفه غير طبيعيه .. فتركت الصينيه وجلست بخوف .. وقالت بإستفهام ..
: صوت .. انا طول البارحه سهرانه ماسمعت شيء ...
عبدالله بشك : والله ما ادري ..صحيت ابغى الحمام الله يكرمكم .. فسمعت صوت في الحوش
ام نجمه ببساطه : لايروح فكرك بعيد .. هذا الغنم ..
نجمه بضحكه مزيفه : ايه والله عند امي غنم فريد من نوعه .. تخيل في ليله صحيت و لقيت بعضها في المطبخ
يااخي مجرد مانفتح الباب لها او ننساه إلا عينك ماتشوفها الا هاجمه على البيت ..
عبدالله بإبتسامه وكأن الشكوك بدأت تذهب ..
نجمه وهي توقف من جديد وتأخذ الصينيه معها ... تنهدت براحه و قلبها يدق بقوه ..من الخوف ..
مرت عليها كل اللحظات المخيفه في لحظه .. وحمدت ربها انها خرجت منها بسلام .
سمعت دق على الباب .. كشرت وجهها ..وهمست لنفسها ..
: يووووه .. يالله صباح خير .. من الغثيث اللي جانا الحين ..
سمعت عبدالله يرحب بطريقه مضحكه ..
: ياهلا والله ... حياك ياعمه .. ادخلي ..
الجده ضبيه : هلا فيك ياسويد >> " لقب او بالاحرى ذمة للشخص الشديد الاسمرار "
قالتها الجده بطريقه وديه محببه .. لم تغضب عبدالله ..
عبدالله قبل رأسها بإحترام وتجنب النظر للخلف .. معها واحده من شكلها الخارجي عرفها على طول
وتقصد الوقوف طويلا دون الاهتمام بها ..
عبدالله : كيف حالك ؟ عساك طيبه ؟ وكيف العم ابو محمد ..
الجده : كلنا بخير .. وانت ياولدي كيفك ؟ ويش هالشغل اللي معك .. يخليك تبطي عن اهلك حتى ملكه اختك
ماتحضرها ..
عبدالله : والله ذبحونا بالشغل .. ادعي لي ياعمه ان الله يريحني ..
قربت نجمه بإبتسامه تهلي وترحب بطريقه محترفه ...
وقالت : لا تصدقينه .. تراه كان معاقب ..
عبدالله بنظره جاده محذره .. لها ..
ام نجمه وهي تقرب و تحزم ثوبها على راسها بإحكام ..
: انا امك يا صالح .. تهرجون عند الباب وتاركين عمتي واقفه .. اعنبوا شركم من عيال ..
حياك ياعمه .. المجلس دونك ..
ضحك عبدالله وقال : هذي نجمه .. ماتعرف الواجب ..
نجمه وهي تراقب البنت الواقفه بملل خلف الجده و بعدها ماعتبت الباب ..
نجمه : سلوى يابعد قلبي .. سامحيني والله ماانتبهت لك ..
همست بصوت منخفض ناقم : ماانتبهت .. والله عاد من صغري ماتشوفيني ...
عبدالله رجع يقول بصوت متهكم ساخر : نجمه تحتاجين افتح لك الباب الثاني ..

عرفت قصده نجمه فوجهت له نظره تحذيريه مثله .. وحتى سلوى فهمت عليه ..
قصده انها متينه وقاعد يتمسخر عليها ...يعني مابتدخل الا بفتح الجهتين كلها ..
ارتسمت عليه ابتسامه وهو يتركهم ..

سلوى بقهر : اخوك شكله مابيعقل الا بحجر على راسه .. اعنبوا طبعه صار قد الحيط
ولايحشم احد .. اقسم بالله حركته بايخه.. بالله يانجمه انا دبه لدرجه يفتح الباب بكبره ..
نجمه بإبتسامه مهدئه : ماعليك منه .. ترى حتى انا مايخليني من حالي لازم ينكد علي .. الا قولي
وينها هنوده وامك ليش ماجات معك ...
سلوى وهي تنزل عباتها وتجلس في غرفه نجمه : اليوم سافروا مع سعود ..
ناظرها بإستغراب : سافروا ؟ غريبه ..
سلوى بإبتسامه : وشو اللي غريبه ؟ نسيت ان هند عندها جامعه ؟ بتروح تسكن مع عمي .
جلست نجمه وحست بالضيق ماتدري ليش ؟
يمكن لانه سعود ماقال لها انه مسافر .. طيب حتى لو درت انه بيسافر .. كانت ماقالت له شيء
ليش هي متحامله عليه ؟
سكتت سلوى وقالت بتعب : نجومه .. ودي استشيرك في موضوع خاص ؟
نجمه : موضوع خاص .. فيك انتي ..
سلوى بلمحه حزن : ايه فيني انا ..
نجمه بجديه وقفت وقالت : طيب لحظه .. بروح احط التمر والقهوه لامي و ارجع لك ..

بقيت سلوى مع نجمه لقبل اذان الظهر .. على الرغم ان جدتها رجعت قبلها ..
اخذت راحتها لان بوجود امها تنغص عليها كل جلسه و زياره مع احد ..
لبست العبايه وقالت : والله يانجمه محتاره امي الله يهديها عنيده ..
نجمه : انتي لاتستسلمين لاحد .. مثل ماقلت لك هذي حياتك انتي .. وثانيا احمدي ربك
عندك جدك واخوك .. اصلا ماادري كيف امك تفكر تحسب ان جدك بيعطي بنته لاي واحد كان .
سلوى بإبتسامه متفائله : ان شاء الله خير .. المهم انتي لاتقطعيني تراني صرت وحدانيه ,,
مثلت انها تبكي .. فحضنتها نجمه : ياحبيتي تعالي لحضني ..

ضحكوا بعدها .. وقالت سلوى بإمتعاض : شوفي لي درب .. اكيد اخوك العله واقف يبي يناكدني
نجمه : مو لهذه الدرجه والله عبدالله مافي منه .. على الاقل احسن من شيبان ماادري شايب اللي ناويه
امك تزوجه لك ..
كشرت سلوى في وجهها وقالت : ويع ... مالت عليك انت واخوك و على شيبوب معك ... اقول شوفي
لي طريق احسن لك ..
طلعوا مع بعض وماانتبهوا له... فسمعت صوت عبدالله من فوق غرفته .. وهو داخل قفص للحمام ..
وكأنه يترصد خروجها في اي لحظه ..
قال بصوت عالي : نجمه .. سمعت في الاخبار ان الدببه قاربت على الانقراض ... لكن اشوف حولك واحد
خليني ادق عليهم يلحقونه قبل يهج ..
سلوى بقهر من تحت غطوتها ماقدرت تتحمل ..طالعت نجمه بغضب ثم قالت ..
: مالت عليك يا السحليه ..اصلا لويشوفونك بيقولون انك بشري نادر .. فيك شيء من السحالي المنقرضه .
ضحك ضحكه عاليه استفزت سلوى ...
التفت لنجمه وقالت : هذا اللي بتقولين عنه مافي منه ...والله انه شيبان احسن منه بميه مرة ..
تركت المكان بعدما غصت بالدموع ..
نجمه بقهر لاخوها : صراحه انك ماتستحي على وجهك .. يااخي عيب .. الحين هي ويش سوت لك ..
عبدالله بألم من داخله لكن يمثل : كنت امزح معها ..
نجمه : اقسم باله انك بايخ .. من تكون لها تمازحها .. لو واحد قال لي اني دبه حتى ولو عن طريق المزح
لافتح راسه نصين ...
عبدالله بنرفزه من حاله : خلاص عاد .. اغلطنا ومنك السماح ياست نجمه ..
نجمه : والله اللقافه في دمك .. هي بتلقاها منك ولا من غيرك ...
وتركته ... لكن عبدالله نزل من مكانه بحركتين بطريقه رشيقه .. و لحقها ..مسك يدها وقال ..
: وانتي تعالي .. وشفيها هي .. وثانيا من هذا شيبان اللي احسن مني ؟
تخصرت نجمه بضيق وقالت بعفويه ..
: هذا واحد متقدم لها ...
تغيرت ملامحه واسود وجهه اكثر وقال بحده وبتعجل ..
: انا ولد ابوي .. بتاخذ واحد غيري وانا موجود ..
رفعت حواجبها بتعجب و عينيها تنزل و تطلع على طوله وكأنها تقول له بصوت مسموع
" سلامات يابو الشباب .. مين انت بالنسبه لها "



**********************************



دقت على جواله اكثر من مره ولكن مايرد عليه ...
تأففت وهي تقفل جوالها وتجلس ...
فقالت لها ام مطلق : روحي يايمه مع السايق .. وانا بكلمه ..
ليلى : مااقدر ياخالتي .. لانه هو قال لي بيكلمني اذا مايقدر يجي ..
ام مطلق : الله يهديكم يايمه ..
دق جرس الباب الخارجي فقالت ليلى بنرفزه غير متوقعه ..
: خديجه .. روحي شوفي مين ؟
وجلست ..مقهوره من تطنيشه لها ..
مايكفيه بروده داخل البيت بيزيدها عليها ..
يعني حتى دقيقه واحده ما قدر يكلمها فيها ويخبرها ..
هذي مشكله طيبتي معه ..
دخلت خديجه وقالت : مدام .. هذا اخوك في مجلس رجال..
وقفت ليلى بخوف وقالت : سعود ..هنا ..
مشت بسرعه : خير ان شاء الله .
ماقدرت تفكر في شيء محدد .. دخلت المجلس .. و وقفت على العتبه
تشوف في ملامحه شيء مقروء .. لكن ابتسامته محت كل شيء من شكوكها
سعود : وشفيك ؟ تصمنت مكانك ..
ابتسمت وهي تقرب منه تسلم عليه ..
: صراحه فاجأتني .. قلت فيه شيء لاسمح الله.
سعود بإطمئنان : لاتتفاجأين ..ولا شيء .. هذي رجعتي من الديره .. جبت هند وعمتي وخليتهم
عند عمي .. وجيت اسلم عليك ..
ليلى : تسلم ياخوي .. خلاص بتقعد هند مع عمي ..
سعود : مافي الا هذا الحل .. حتى انقل هنا او قريب على الاقل ..
ابتسم سعود لملامحها رغم تعبها الواضح .. وقال : كيفك انت وزوجك ؟
ليلى بهدوء رغم غضبها من مطلق : كلنا بخير ... كنت ناويه اروح ازور امي بعد العصر
لكن مطلق الله يهديه مايرد على جواله ..
سعود : خلاص .. انا بكلمه .. جهزي نفسك .. بتروحين معي ..
ليلى بتردد : لكن ماادري عن مطلق ..
سعود وهو يوقف : ماعليك خليه علي انا .. وثانيا تعالي انتي مابتروحين مع واحد غريب انا اخوك ..
ليلى بإبتسامه : على رايك .. بجيب عباتي ..
دخلت البيت وخبرت ام مطلق .. اخذت جوالها .. وارسلت له رساله ..بأنها راحت مع اخوها ..



******************************


رمى الورق ..على الطاوله الكبيره بعدما انصرف الموظفين في الاجتماع الطارئ الثاني
وانتبه للوقت .. قارب اذان المغرب ..
دخل ناصر بوجه بشوش : السلام عليكم ورحمه الله ..
طالعه وابتسم ورد السلام بحماس .. واول ماصافحه شد ناصر عليه لدرجه الضغط
ناصر : قلت امرك واسلم عليك .. مادامك ماتسأل ولا تتصل ؟
مطلق بإبتسامه : و الله كنت في بالي .. قلت امرك على اذان العشاء .. والله مشغول
توي خلصت الاجتماع . .
ناصر : ماعليه .. مارديت علي ياشيخ ؟
ضحك مطلق وهو يأخذ مكانه ويفتح الدرج ويطلع جواله ..
: تقول مريت تبي تسلم وتسأل ؟ الله يرحمها ...
جلس ناصر قباله وقال : يااخي ويش اسوي .. تركتني معلقآ مابين السماء والارض ..
رفع حاجبه متهكم وهو يشوف كم الرسايل والاتصالات الوراده ..
قال بهدوء وعينه على الرسايل ..
: ابشر بعزك .. كلمت الرجال وقال لي بيعطيني موافقه اهله بكره ولابعده ..
تنهد ناصر بتعب وقال : بكره ولا بعده ... الله يصبرني .
انعقدت حواجب مطلق .. وهو يشد على الجوال ويضغط على ازراره ..
فانتبه له ناصر وسأله ..: عسى ماشر ؟
مطلق وهو يدخل الجوال في جيبه : لا مافي شيء .. يالله نمشي ..
ناصر : ايش رايك نروح كوفي .. نشرب لنا شي ..
مطلق بتعب : مافيني حيل والله ... تعبان .. خلها وقت ثاني ..
ناصر بإبتسامه : اشوفك مستعجل ..
مطلق بتوتر : مستعجل .. ابي اصلي العشاء و انام ..
ضحك ناصر على رنه جهازه ... بينما مطلق تجاهل مغزى كلامه ..
رفع سبابته و مطلق قدامه للانتظار ..
رد ناصر بحماس : هلا يا بو الشباب .. وعليكم والسلام .. اخبارك ؟
انتظر لحظه يسمع فيها الرد ثم اعقب ..
: وينك ؟ تأخرت علي ؟
: بالله عليك .. ارسله على جوالي ...
: لا مافيها اي شيء .. لكن فضول وانا اخوك ..
تغيرت ملامحه و اصبح اكثر جديه وبعدها قال ..: الله يعطيك العافيه .. الموضوع بيننا ..سلام .

قفل منه وقال لمطلق : هذا واحد من الشباب طلبت منه مساعده ,,
مطلق : مساعده .. خير فيك شي وانا ماادري ؟
ناصر : لا مافيني شي .. كنت طالب منه خدمه .. اعطيته رقم سيارة واحد وكنت ابي اعرف صاحبها .
المهم .. امشى خلينا نروح نصلي .. وبكره تراني عازمك على العشاء وان شاء الله ترفض ..

مطلق بإبتسامه ابعد ماتكون من قلبه ... ففكره مشغول بتلك .. وعدها حتى مضى الوقت متخطيآ عليه
دون ادارك متناسيآ طلبها في العوده والاتصال ...
رغم انه لم ينساها فكيف به يتجاهلها ؟ كانت مازالت ترفرف بين جوانحه
و لمستها العطره حبيسه داخل نفسه .. فكيف به ينساها ؟
شعر بالحنق على نفسه وعليها .. وغضب عارم على مرورها البارد على الاستئذان منه ..
فهي ابعد ماتكون مهتمه به كازوج .


*******************************



كان الوقت متأخر لما رجعت من عند ا مها ... كانت نشيطه و فرحانه بدرجه غير متوقعه ..
وبالاخص لم خبرتها انها زوجها تغير معهم لانه بدى يتعالج ..
طالعت سعود المشغول بالتفكير وقالت : كيفها نجمه ؟
ابتسم على طول وناظرها : بخير ..تسلم عليك ..
ليلى بإختصار : كذاب ..
ناظرها من جديد وضحك وقال : قويه ياليلى كذاب مره واحده ..
ليلى : انا اعرف نجمه وفاهمتها زين ..الله يهديها .. لايكون مصرة على الطلاق ؟!!
سعود بنظره متابعه رغم تكتمه على الموضوع الا انه مايقدر يجزم انها نست الموضوع
نجمه انسانه عنيده وصعبه المراس و مستحيل يعرف تفكيرها ...
لكنه قال بجديه : نجمه تعودت ان اللي في راسها يصير واللي يعطيها وجه يغلط .. انتي طنشيها
وبتشوفينها معك ..

ليلى بحزن : اذا نفع معي .. ترى ماينفع معك انتم بتتزوجون قريب و ماهي معقوله تعامل زوجتك
بهذا المنطق ...
ناظرت قدامها وكملت : اصعب شيء على الزوجه ان تعاملها ببرود ولكأنها موجوده جنبك ..

فهمها سعود وقال : لازم تعذرينه ..
ناظرته بإستغراب وقالت : من هو اللي لازم اعذره ؟
سعود : مطلق ..
ابتسمت بقهر وقالت : لامعذور من غير ما يتكلم..

لفتت انتباهها لناحيه الشارع وناظرت في كل شي يومض ويتحرك قدامها متجاهله
الالم الذي تحس به ... ذلك التجاهل جعلها تشعر بأنها غير مرئيه له .. حتى وقفت السيارة ..

سعود : سلمي عل زوجك ...
ليلى : ليش ماتبي تنزل معي ؟
سعود بأسف : والله مااقدر ..بشوف هند يمكن ناقصها شيء ؟ وبكره تراني راجع ..
ليلى : دق علي قبل ماتروح ... سلم على عمتي وعلى الجميع .. و لاتنسى نجمه ..
اقتربت منه وقالت بإبتسامه : لاتنسى تشتري لها هدية ..
سعود : هديه ولنجمه ... اقول روحي لزوجك الله يستر عليك ..
ليلى بهدوء : خذها مني .. ترى الواحده ترضى عن زوجها لما يدلعها ...
ابتسم سعود وقال : وشفيك ؟ صايره فيلسوفه فجأه ..
ليلى بخجل :اقول توكل .. في امان الله ..

مشت السيارة من عندها وهو يلوح لها ... طلع جواله وكتب رساله بيد واحده
" توي شفت واحده ذكرتني فيك .. فحبيت اقولك وحشتيني ياوحشه "
ارسلها والابتسامه تاخذ عرضها على وجهها متصور شكل وجهها على اثر الرساله ..

دخلت البيت فهجمت عليها سمر ...
: ليلوه يالخاينه تطلعين مشاوير من وراي ..
ليلى وهي تدفعها قدامها : وين مشاوير.. زرت امي انا وسعود ؟
سمر بإبتسامه : ايه هين ...يالله ياحلوه اطلعي لابو الشباب ... شكله مولع ..
اقتربت منها وهمست بشويش : سمعته يقول لامي من سمح لها تطلع من دون شوري ..
اخذت نفس يقويها ... معقوله بيخترع مشكله بسبب وبدون سبب ..
ايش ذنبها ؟ حاولت تكلمه بشتى الطرق لكن مايرد عليها ...
قالت بثقه مزيفه : سموره روحي نامي بدري ... تعودي على النظام الجديد .. نظام الدجاج ..
سمر : الشرهه علي .. واقفه ابغى احذرك من اعصار مطلق القادم ..

رفعت حواجبها بمكر وهي تبتسم لملامح سمر المقهوره ..
قلبها يدق بعنف وهي تقرب من الجناح ... ليش خائفه ماتدري ؟
يمكن لقصه انها ترجع لنقطه البدايه .. عدم الثقه من جديد ..


كان جالس في مكتبه ... يمر على رسايله .. بهدوء ويقرأ كل رساله بتمعن
وبالاخص رسالتها قرأها اكثر من مره وماقدر يمسك اعصابه انه يزعل ..
حتى هو ماعرف سبب ضيقه ؟ راحت مع اخوها افضل ماتروح مع السواق
تجاهلها رغم عنه .. خبرته امه انها كانت متضايقه لانه اخلف بوعده معها ..
طيب كان مشغول ؟

سمع صوت الباب فرمى بجواله ومسك كتاب .. كتاب عن "الشيوعيه في روسيا "
عقد حواجبه بإستغراب .. من وين جاب هذا الكتاب ؟

فتحت الباب بهدوء ووقفت عليه ...رفع نظره لها ورجعه للكتاب مرغم
سمعها تسلم عليه .. فرد بهدوء متجاهلها ..
انتظر حتى سمع صوتها من جديد ..
: متى جيت ؟ كنت احسبك بتتأخر مثل البارحه ؟
تنهد بقهر ورمى الكتاب بدون اهتمام فيه وقال تارك الخداع على جنب ..
: وعلشان كذا اخذتي راحتك وطلعت من دون شوري .. رغم اني قلت لك اني برد عليك ؟
دخلت بهدوء وتصميم .. فناظر ملابسها بسرعه .. وبالاخص البلوزه الحمراء والبدي الابيض
كانت مشعه باللون الاحمر ووجهها صافي ..خالي من المساحيق الداكنه ..
قالت : لاتلومني .. انت وعدتني .. انتظرتك طويل حتى اتصال ماتذكرتني فيه ..
رجع للخلف ويده متشابكه قدامه ..
: وهذا عذر انك تخرجين من غير اذني ؟ تصرف مثالي من زوجه مثاليه ؟
رمت بعباتها على الكرسي قدامها وقالت بضيق له اكثر من مبرر ..
: لاتحطني شماعه لاخطائك ... كنت لازم ازور امي .. اتصلت وارسلت لكن لاحياة لمن تنادي ..
قال بصوت متحكم هادئ : هدي اعصابك واخفضي صوتك ...
ابعدت خصل قصيره على وجهها بطريقه خشنه وقالت بتعب ..
: لا مابخفض صوتي .. لا تقيم تصرفاتي و تمسكني على اخطاء تافهه .. انت تجاهلت وجودي
تجاهلت ان لك زوجه تحتاج اشياء كثيره .. مو كفايه ان اهلي بعيدين عني .. تجي تزيدها علي
بتصرفاتك معي ..
رفع حاجبه بإستهجان لاندفاعها الغاضب ...وقال بهدوء ..
: اولا كنت مشغول .. وجوالي على الصامت .. وثانيا : انت تعرفين ان الخروج بدون اذن الزوج
امر واجب في الدين إلا في الضروره .. اذا ماكنت تعرفين ؟

مسكها من يدها الموجعه .. قدر ينال منها بسهوله وهدوء مثل المعتاد ..
توترت انفاسها .. وصعب عليها الوقوف .. تحس بالاحتراق داخلها ..
احتراق من كل شيء .. ذنب واعترف بالخطأ .. هرمونات نشطه لا تعرف التقدير ولا الصواب بجسدها
و ألم من بروده المعتاد ... وتجاهله لها ..
يارب سترك ؟ لماذا كل هذا التناقض .. حال في الصبح وحال في المساء ولا استقرار ابدا ..

تركت المكان بسرعه بدون كلمه ... دخلت غرفتها .. و جلست مباشره على سريرها ..
تحدق قدامها بدون كلمه وبدون دموع وبدون شي ..
تريد ان تكون بردآ قارسآ و حجرا متصلبآ ,, تريد ان تكون معه كل شيء بدون احساس ..

لحقها بهدوء .. يضرب اخماس في اسداس .. هو مثلها ..
كان حائرا بسببها ..متوترآ من اجلها
مستعجلا .. راكضا ..لاهثآ .. من اجلها هي ..
فلما وصل ؟ رمى بسهم في غير مكانه فغير مجرى كل شيء
راقبها .. لاتحرك ساكنآ ..
اقترب منها وقال : الموضوع جدا سخيف .. انا كنت متضايق من نفسي مو منك ..

شد على شعره بخشونه حتى اقتلع بعض منها في يده .. و اطلق تنهيده حسرة ولوم على نرجسيته نحوها
فداحه خطأه كلفته الكثير ومازل الباقي في الطريق يسير الهوينا ..
اومض الفشل في وجهه ان يلحق بها و يقدم اعذاره لها .. ويقول لها ..
خفت اكون شي ولا شي في حياتك ...
خفت تكوني معي بدون احساس .. ابيك لي كلك ؟.. حسك ووصفك وكل شيء فيك ملكي ...
كل الضياع في وجودك امل .. وحياة ..

تطلعت له بحيره ..فكمل : لا تناظريني كذا .. انا وعدتك وماكنت عند وعدي ...
ابتسمت بإحراج من اعترافه المبسط ..فقالت معترفه .. مثله ..
: وانا غلطانه لاني مااستأذنت منك ... لكن بصراحه كنت متضايقه لانك تجاهلتني .. حسيت كأنه
مالي اي قيمه معك .. فحبيت انتقم منك ..
رفع حواجبه والابتسامه تداعب شفتيه .. لامس وجنتها اليمنى بإصبعه وقال ..
: انتي قبل كل شيء امانه عندي .. و زوجتي ولازم اكون على قدر من المسؤليه معك ..
وقصه الانتقام خليها على جنب .. لانك مو قدي ..

ابتسمت رغم انها كانت تحتاج لجواب اكثر من ذلك .. يرضي غرورها الانثوي بداخلها
ويدعم ثقتها بنفسها .. لكن قبلت بالتغيير الطفيف الحاصل معه راضيه بحياتها بذلك .

قرب وجهها منه ولثمه وقال بشغف ..: لا تزعلين ..
بدون انذار ... وبدون مقدمات .. وبدون فواصل لعمل اخر ..
كان جريئا كالمعتاد .. غير مهتم بالتفاصيل التي تعقده ..
استقرت عينيها على شفتيه حيث نطق الكلمه بجوراحه كلها ..
همت ان تطوقه بذراعيها .. و تعلنها حريه مشاعر بدون حدود .. وطوق كامل من الحب ..

انتظرت ان يبتعد عنها ككل مرة ... لكنه كان يتمعن في تفاصيلها الدقيقه بلمساته الحنونه
ارخت نظرها بخجل وقالت بهمهمه غير واضحه ..
: لو سمحت يامطلق .. بصلي العشا ..لاني بعد ماصليت ..
سحبت نفسها بصعوبه من بين يديه ...
غمض عينيه بقوه .. يحاول ان يهدا ..يستجمع قواه مجددا .. يصبر اشواط اخرى
يحتملها وهي امامه .. يهاود صبرها وينتظرها ..
اشوقه الان لا يحتمل ؟
اشوقه الان لم يعد يطيقه .؟
ثلاثه وثلاثين من السنون مضت ..جافه ..ساخطه .. مبرمجه .. هادئه لحد السكون .. لحد الموت
والان في لحظاتك معها اصبحت عكس ذلك ..
متفجر .. شغوف .. ولاهث لدرجه لانقطاع الانفاس ..
اي مارثوان تجري فيه ولا تصل خط النهايه ؟
اي جائزه تسعى اليها ولا تحصل عليها ابدا ؟ ..
رمى بجسده متهالك على السرير ... يفكر في نفسه .. في رجل غمر رجل ..
في رجل خفي .. تهالك ..ضاع .. مات .. فـ مطلق الان .. رجل جديد .. رجل لايعرف من هو ؟!!!



***************************


صرخت فيه بحده لاتطاق ..
: عبدالله.. تراك جبت لي الصداع ..
عبدالله وهو يمسك يدها ويقول برجاء .
: ليش ماانتي راضيه تصدقين كلامي ؟ اقولك انا ابيها لي ..لي فاهمه ؟
نجمه : لا والله .. المفروض اصدقك ... شغال تقطع في البنت على الروحه والجيه وتقول الحين
انك تبيها؟ ..
عبدالله بإحراج : كنت ابيها تنتبه لي ..
ضحكت نجمه وقالت : والله من صدقك انت ...!!واللي يبي ينبه بنت انه موجود يقول لها كلام مزعج ويضايقها ..
افهم ياسيد .. البنت تحب الولد الرزين العاقل .. الهادي اللماح .. الذكي .. مو دفش مثلك ..
عبدالله بتهكم : حيلك حيلك .. عاد فيك كل الصفات اللي قلتيها عني .. مافيك ولاحاجه من اللي ذكرتيهم
واشوف سعود اخذك ..
نجمه بعصبيه : لا والله ويش شفتني عندك ؟ صدق على شينه قواه عينه ...
تأفف عبدالله وقال بهدوء : نجمه .. انتي اختي الوحيده .. اذا ماساعدتيني مين تساعدين ..
نجمه : الله يهديك ياعبدالله .. والله فاجأتني .. ايش تبيني اقول للبنت ..؟ هي من غير شر
ماتطيق سيرتك .. تبيني اقولها .. سلوى ترى اخوي يبي يتزوجك ؟
تأففت وقالت : طيب خلينا منها .. تعرف امها .. معقده وصعب احد يتفاهم معها... اذا مااهتمت
في بنتها وتبي تزوجها لواحد هي ماتبيه .. انا اشوفها صعبه ..
عبدالله بتذمر : يعني بتقفلينا في وجهي بدون ما تحاولين ..
نجمه : انا بحاول ... وبحاول .. لكن جهز نفسك لكل الاحتمالات .. سواء هي وافقت وانا شاكه صراحه
في موافقتها .. او لا .. فعندك امها واخوها ...
تنهد عبدالله وقال بصراحه : تعتقدين انها تكرهني ..
نجمه بإبتسامه تواسي فيها اخوها ..
: هي ماتكرهك .. لا هي ماتطيقك بس..
رفع حاجبه وقال بتهكم : ياسلام ويش فرقت يعني ؟
نجمه بضحكه : سلوى ماتعرف تكره اي شخص .. لكن انت كنت تجرحها من يومنا صغار
ودوم تعايرها بمتنها ... يمكن تكون مجروحه ولكن ماتصل لدرجه الكره .
عبدالله بصدق : والله ماكان قصدي اجرحها .. كنت ابغى الفت نظرها .. يعني اتذكر يومنا صغار كانت
تقول لي دائما يا اسود.. وماكنت ازعل .. وحتى الحين ..
نجمه : اها قلتها انت ..صغار .. والله يشهد .. ماعمري سمعتها تعايرك بهذا الاسم .. حتى لما تجرحها
وقفت عبدالله وقال بعصبيه ..
: خلاص قفليها .. انسي الموضوع كله .. بتتزوج خليها تتزوج .. ماعلي منها ..
نجمه بهدوء : من اولها استغنيت .. انا قايله من البدايه .. الموضوع ماهو سهل .
مسح وجهه وقال بيأس : يالله .. هي خاربه ..خاربه ... انسي الموضوع ..

خرج من عندها مكتئب و حزين ..
صحيح هي قست عليه .. لكن كان لازم يفهم الحقيقه الغائبه عنه ..
تأففت بهم .. يعني هي ناقصه هموم ومشاكل .. يكفي اللي فيها ..

سمعت نغمه الرساله .. فاخذت جوالها وهي تستلقي على فراشها
فتحتها و بحلقت فيها بقهر .. عظت شفاتها وهي تعيدها بصوت مرتفع
" توي شفت واحده ذكرتني فيك .. فحبيت اقولك وحشتيني ياوحشه "

فأرسلت له رساله بإنفعال شديد وغيره قاتله لم تشعر بها ..
: " عسى وحش يجيك في ذا الليول وينتفك تنتيف ياللي ماتستحي على وجهك ."
رمت بجهازها بحقد .. تفكر فيه وتفكر في الواحده الغير مسماه ..
التي اشعلت نار من الغيره التي تكاد تنفجر بداخلها ان لم تفصح عنها ..


*****************************************


جلست مع اخوها .. وقدمت له الشاي ..
ابتسم طلال .. وقال : اليوم كلمني الاستاذ مطلق .. وقال انهم يبون الملكه الاسبوع الجاي ..
شهقت بخوف وقالت : ليش مستعجلين ؟
طلال بهدوء : الرجال مستعجل .. لانه وحيد وماعنده احد .. وخير البر عاجله يا اختي ..
ردت : لكن مااقدر مايمديني..
طلال : إلا بيمديك .. عندك اسبوع .. خذي راحتك فيه ... بكره بعون الله بنسوي التحاليل
ونتوكل على الله .
وداد بإذعان : اللي تشوفه ياخوي ..
مسك طلال يدها وقال : لا مو اللي اشوفه .. انتي ايش قرارك ؟ والله انا مابي الا رضاك ..
ابتسمت وقالت بخجل : انت كلمت امي ؟
: ايه كلمتها .. و ماعندها مانع .. وقالت لي اكلمك واشوف رأيك ؟
وداد : اللي تشوفونه ياخوي انا موافقه عليه ..
طلال : على بركه الله .. بدق على ناصر واخبره .. والله اني فرحان لك ..ربي يسعدك
يااختي .. لو كان الوالد حي .. كان فرح لك ..
وداد بإبتسامه حزينه : الله يرحمه .. والبركه فيك ياخوي ..الله لايحرمني منك.. وعقبالك
تنحنح طلال وقال : الله يسمع منك ..عاد شدي حيلك انتي و اختاري لي واحده .. تطيح الطير من السما ..
ضحكوا مع بعض .. على دخله جود ..
جلست قدامهم وتناقلت بنظراتها بينهم وقالت ..
: ضحكوني معكم ..
طلال بفرحه : باركي لاختك .. ملكتها يوم الخميس الجاي ..
شهقت بصدمه ..: وليش كذا مستعجلين ؟

نظرت وداد بأمل ... ان تسمع تلك الكلمه بروح البهجه والسعاده ..
ان تزيل اوشحه الضلال التي قد ظللتها ..
واوهام رمت بذورها في عقلها ونمت بشكل عشوائي ..

" مبروك " صعبه النطق يا اختي
اخرجيها من خلف قلبك ..سأسمعها ..
سأزينها .. بالفرح .. واغطيها باألوان السعاده ..
ارسليها .. لي .. جامده فسأحي نبضها في قلبي ..

لاتجمدي دقاتي .. فالخوف يعتريني ..
لا تهزي ثقتي في نفسي .. فالفشل يترقبني ..
فالتشاؤم بابآ اسود طرقته افكارك واحتلتني ...

كانت نظره بارده اخيره .. واخرى يائسه .. كيمياء لاتفهم .. ولن تفهم ..


****************************



صلت العشاء .. و قرأت وردها المعتاد .. اربع صفحات من القرآن الكريم بعد كل فرض
لتتمكن من ختمه في شهر .. تعود لنفض الغبار عن كتاب الله .. وعدم هجره ..

هدوء جعلها تدور في جناحها مثل الضائعه .. مطلق طلع ...
وهي محتاره في امرها .. في مايجب عليها وعليه ..

دخلت مكتبه .. كان دافئ .. و مظلم .. خرجت بسرعه ..
احساس بالخوف من اعين تتربصها في الظلام ..

ابتسمت بخجل بينها وبين نفسها .. و مشت بتمهل تقفز في خطوه وتتمهل في الاخرى .
فتحت خزانتها .. على المنطقه المحظوره لديها منذ ايام طويله ..
لمسته برقه .. و عظت شفتيها بإدراك للوقت الصعب ..
وضعت يدها على قلبها تقيس نبضاته ... منذ الان بدأ يترقب بعنف ..

تعجلت في خطواتها تخبأ نفسها بداخل الحمام على صوت الباب الخارجي ..
استحمت .. وعلى رائحه الورد الفواحه انتعشت ..

واخيرآ لبسته على مضض منها .. اشبه بفستان طويل .. يختلف برقته وحريرته المتناهيه على الجسد
واحساس مرتديه بأن لاشيء يستر الجسد على طوله ..
اخذت لها نفس طويل .. قبل تفتح الباب بإحراج .. لكن الحجره فاضيه على غير ماتوقعت ..
اسرعت ناحيه التسريحه .. اول عطر وصل لمتناولها رشت منه .. وعلى عجل رتبت غرتها
على جبينها .. بشكل عشوائي .. وكمجنده في الحرب وقفت في منتصف الحجره تنتظر
فكرت بعسر .. اين رأت المشهد هذا من قبل ؟ زوجه في ابهى حله ... تنتظر زوجها ؟

مرت دقيقه .. وتبعتها اثنتان تتخطيانها على مهل .. ومرت الثالثه بتأفف .. والرابعه تهالك استعدادها
والخامسه اشعرتها بالملل ... وكأنها خمس ساعات في الانتظار ..
نفخت في شعرها امام عينيها ..وجلست على السرير .. تدفئ اطرافها المكشوفه البارده ..
الساعه العاشره .. اين عساه ذهب ؟
تأففت .. على دخلته ... فتجمدت ... وكأن تيار من القطب قد دخل معه ..


يد على مقبض الباب .. والاخرى على ازراره العلويه ..
يرى جزءا ناقصآ منها ... جزءا كان له الدور في التشويش على عقله .
جزء من ظهرها المكشوف قد تعلق ناظريه به ..
ابتلع لعابه بصعوبه ... وهو يتعامل ببروده ازاء الموقف .. ما حجته ؟!!
لم يرها كلها .. لم القشعريره بدأت تتراقص على جسده ..
مشى ناحيه خزانته بشكل آلي .. اخرج بيجامته ..
وقال بهدوء متجنب النظر لها ..: كلمني طلال يقول انهم حددوا الملكه الخميس الجاي ..
قبضت على اصابعها المخدره .. وابتسمت تلقائيا ..
استترت مكانها .. وقالت بعفويه : الله يتممها على خير ان شاء الله ..

سرق نظره لها ... كانت كتلك الليله .. ليله بحله بيضاء مزدانه بالنجوم ..
حتى في جلوسها .. كانت تشبه عروس لم يقترب منها ساعتها .. وهي لم ترفع رأسها له
في جزء من الظلام قد كانت منه .. وهو الظلام كله فيه ..
تقوس حاجبيه .. لم يعد لديه الرغبه في التقرب و الصد .. يكفي حتى الان ..
بل حتى الخوف من ان يخيب ظنه مجددآ .. ويحبط من محاولاته الفاشله
لن تدعه ترى شخصا .. اخر غير ماهو معروف عنه .

اخذ البيجاما على طول دخل الحمام .. هدأت من نفسها واعادت خيوط بيجامتها المدلاه الى مكانها
لم تعتقد بأنه غير مبالي .. او يصد بإرداته .. وان القرار عاد ليكون إليه ..
خرج .. يدفع نفسا قد ضاق في صدره ..
مازالت على نفس الوضعيه .. تدراك لهفته لرؤيتها .. وصد مجبرآ
سأل بهدوء : بتنامين ؟
تعلثمت في كلماتها ولكن اجابته بفتور على سؤاله الغريب
: شوي وانام .. وانت ؟
رد على الفور : لا .. بشوف الاخبار شوي .. تصبحين على خير ..
تركها .. بدون تصديق منها ..
معقوله تركني .. حتى وجهي ماناظر فيه مثل الناس ..
قامت من مكانها و انعكست صورتها على المرأه .. و تنهدت بيأس وهي تستدير في كل الاتجاهات
متأمله نفسها ..
وقالت بهمس لنفسها .: اكيد .. .. مسوي فيها ولايهتم .. طيب يامطلق .. وين تروح مني .؟

مشت بخطوات سريعه .. وعينها على الباب مرهفه السمع .. لصوت التلفزيون .. تفكر في فرصه
في خطه تجيب فيها راسه بدون ما تزعج نفسها ..
ابتسمت بإثاره .. دقت على وداد .. وبصوت عالي وضحكات مرتفعه ..
باركت لها .. واشتغلت المزح بطريقه تثير ازعاج مطلق ..
خرجت وفي يدها الجوال مدعيه انهاء المكالمه .. وليتها لم تخرج ...
في الاساس نظره مركز على الباب .. والطاقه المهدوره هي الصوت المزعج الصادر من التلفاز
و من نقطه الارتكاز من عينيها حتى اخمص قدميها .. مشى متمهلا’ .. غائبآ في ثنايا جسدها
جائعآ .. و متغربآ بعيدا حيث مرافئ العاطفه البعيده .. حيث الامواج الهادره والعمق السحيق
و الارتواء ..على شاطئ فسيح .. حيث يجد نفسه غريبآ .. منفيآ و جاهلا ...

خرجت مندفعه متناسيه تلك الحرائر التي تلبسها التي تظهر مفاتنها بدقه .. فقلبت عينيها بغباء لايوصف ..
اسرعت في الجلوس بجانبه تستر نفسها .. وتستر خجلها المفرط ..
كانت مجازفه .. استهلكت كل قواها وهي في البدايه .. ورغبتها الان هي الانسحاب والهروب ..
لم تعد تريد الثأر منه بأسلوب انثوي مغناج .. يفوق قدرتها على الاحتمال ..
لا مزيد من التنكر .. فأنا لااقوى على الادعاء بما ليس في طبيعتي ...
هل هو امر عادي ؟ اعرف .. لكنه صعب .. هو من صعبه علي ...
استهلك قدرتي في مجابهته ككل انثى وامراءه وزوجه ..
جعلني مستثناه بينهن في كيفيه التعامل ..
هل لكل امرأه في الوجود رجل مثله ؟
لا .. لكان الان ارتفعت نسبه الانتحار .. والتجمد في حراره الصيف الحارقه ..
صراحه اشيد بالاعتزاز بنفسي .. كان يجب ان اترشح لجائزه نوبل للسلام ..

كان كلاهما صامتآ .. مدعي اللامبالاه.. و ينتظر الاخر ..
قالت بآليه مطلقه : قلت لناصر .. عن موعد الملكه ؟
وضع يده خلف على ظهر الكنبه .. وقال : لا ..
ابتسمت بقصد منها لاثاره ازعاجه بعدما عرفت نقطه ضعفه ..
: لا حرام عليك .. ماتدري يمكن ينتظر المسكين ..
نبض عرق اعلى صدغه .. لكن تجاهلها ..
: مو مشكله .. ينتظر ..
تراجعت للخلف .. مع ابتسامه مثيره ..
فقالت وهي تضغط على الجوال ..متجاهله رده ..
: اكيد .. بيطير عقله من الفرح .. والله اني فرحانه له ..
ناظرها بسرعه كرده فعل سريعه ... وقال بنرفزه ..
: وانتي ليش مهتمه فيه ؟

اتسعت عيونها بتفاجئ من سؤاله وقالت بهدوء
: مطلق . .. لو قلت لك اني مو مهتمه اكون كذبت .. استدارت له وكملت ..
: تعرف ان الموضوع كان يهمني من البدايه .. و صعب ادعي ان الامر عادي ..
انا الوحيده اللي كنت اعرف صاحبه الحذاء .. يعني لي الفضل بعد الله .
تكلم بتزمت : الامر عادي واكثر من عادي ..
ضحكت وقالت : الامر عندك عادي .. لكن انا اشوفه في غايه الرومنسيه ..
اظن ان صاحبك نقيضك .. مثل ماهي نجمه تناقضني في كل صفاتي ..

بدى مهتم بكلامها .. وان ازعجه.. ماتلمح إليه .. وان اخفى حنقه على صاحبه الذي ازعجه
بتلك القصه السخيفه ..
: كيف ناصر نقيضي ؟
عضت شفتها السفلى .. كتأزم للموضوع الذي صب في غير ماتريد ..
: خلاص انسى الموضوع ..
كانت بتقوم قبل يمسك يدها .. ويلمس نعومتها ..
: ليش انسى ؟
ابتسمت بحرج وقالت بتلعثم: انا خايفه اذا قلت شي بتزعل مني .. وانا مااقدر على زعلك ..

وابتسمت عينيه .. بعلامه من التجاعيد التي تجمعت حولها ..
جعلت قلبه ينهض من سباته .. وتستفيق مشاعره التي اخمدها قبل قليل .
وثار بركان عواطفه .. بإبتسامه خجوله قد ارتسمت على شفتيها ..
مازال ممسكآ بأصابعها .. يتلاعب بها بين فجوات اصابعه ..
يخيل ان الصمت هو موسيقى قلوب تعزف عل مسامعهم ..
و ان الكلام في الاعين .. نثرآ من كل الكلمات.. يقطف من كل نظره معنى ..
ضغط بسبابته على وريدها النابض في معصمها ..
مفكرآ برويه في القادم .. الصعب ..


سحبت يدها .. وقالت بهدوء يشوبه الخداع ..
: ودي انام .. تصبح على خير ..
وسحبت نفسها بخفه تكتم ضحكه من حاله وجهه بعدما شعرت بالرضى اخيرا.. ...
و هو للمره الاخيره يكاد ينفجر من الغيظ .. انسلت اصابعها من بين يديه بسهوله ..
تعثر في الاولى والثانيه وصعبه ان يتقبل الثالثه .. فوقعها اشد وامر .. قام من مكانه مثل المجنون ..
غير متقبل الهزيمه على الدوام ..
فتح الباب .. لتكون هي امامه .. تسرح شعرها ..
كانت متفاجئه .. من ثورته الهائجه .. اكانت ترتدي الاحمر الثائر ام ابيض السلام ؟
ناظرته بعفويه وسألت : خير يامطلق فيك شي ؟
اقترب بخطوات وقال: انتي ايش اللي تفكري فيه ؟
تعجبت من امره تخفي ابتسامتها : سلامتك .. ليه فيه شي ؟

توقف وعض شفاته بقسوه .. وضع يديه خلف ظهره لضبط اعصابه .. وعينيه ترصد كل حركه تقوم بها ..
تحركت من مكانها بخفه .. بعدما انتصرت عليه اخيرآ .. الان ستنام قريرة العين ..

لكن ابعد من النجوم ماتتمنى ... وصل اليها في اقصر من خطوتين ..
رده فعل سريعه .. جريئه .. اقرب ماتكون للمخاطره واللعب بالنيران ..
شهقت بخوف وهي تنجذب تلقائيا .. بحيث يكون ظهرها الى صدره ..
التفت يده حول خصرها الدقيق ..
ابتسم اخيرا وهي بين يديه ... اكانت تحسب ان صبر ايوب لدي ..
فأن فتيل .. نار .. احتراق .. ورماد ..
همس بخبث وهو يقرب من اذنيها .. وقد ارتفعت انفاسها ..
: تعتقدين ان كل مره تسلم الجرة ...
اغمضت عينيها بإستسلام ..لانفاسه الحارة التي وزعها على عنقها .. حاولت ان تفك يده التي قيدتها ..
تحب ان تلعب بكرات النار حتى اشتعلت كلها في وجهها ..
لمس طول عمودها الفقري .. بيده ... فسرت قشعريره في جسدها كله ..
وهو ليس بأفضل حال منها ...
ادارها ناحيته .. وتأمل وجهها الباهت من الخوف ..
لامس شفتيها ومازالت تلك الابتسامه على شفتيه ..
: لاتعلبين معي فأنا مثل النار احرق كل شيء قدامي ....
كتمت نفسها الغاضب بعدما اكتشف تلاعبها معه ...
ودت لو تمحو ابتسامته ... وثقته الطاغيه عليها ..

رفعت رأسها بشموخ متمازج مع دلال ... وقالت
: اذا كنت انت النار فأنا الماء ..
ضحك بشده .. متعجبآ’ من امرها .. ومعجبا فيها ..
مر بيده على عنقها .. لترتعش و تتضح مكامن ضعفها .. لكن رغم هذا مازالت تعانده ..
وقال بتهديد : يعني تطفيني مره واحده ...
رفع حاجبه متهكما ... محاورا مبدع .. و مقاتلا لينا ..
مرت بأصبعها على صدره بسرعه وقالت بإبتسامه مثيره
: ايش رايك انت ؟ افضل اني ارويك شكلك عطشان ..
مازال يضحك ..في وجهها وهي ترتجف من اثر ضحكاته المميزه
فقال وهو يحزم يديه على صدره باد العزم على مشاكستها ..
: اتحداك ...

مازالت حرب سلميه تقوم رحاها بين الاعين .. يتناقلون سهام من المشاعر
كل على ضفه الاخر ولا مهزوم بينهم ..
اغمضت عينيها .. ورفعت نفسها على اصابع قدميها لتصل اليه .. داهمته بـ قبله سريعه
كانت اول قبله هي تفتعلها من اجل نفسها ومن اجل تحدي قام على اطنان من المشاعر

ايقول انه تعجب ؟ انبهر .. ام تخدر ..
لمسه من زهره نديه على شفاه غليظه ..
اوقعته في ما لايريد او يريد بشده .. متناسي حاجات نفسه ومهتم بها لاغير ..
ابتسمت بخجل وعينيها تهرب منه ..
ترنحت في وقفتها وهي تدوس على طرف بيجامتها الطويله ..
فأمسكها بإحكام .. بعدما رأى وميض الامل يشع من ناظريها ويطل عليه بشعاع يغشي عينيه .
ابتسم .. يحاول ان يختصر كل شيء .. في ابتسامته الصامته
رفع رأسها نحوه وقال بصوت عميق دافئ منفجر بالمشاعر ..
: جننتيني معك يابنت الناس ..

ضحكت تلقائيا من قوله ..
كادت ان تقول له كاذب .. فأنت من بعثتني الى ارض مفادها الجنون ..
الى ارض لاروح فيها ... انت سيدها ..
كل جوانحي صارخه بعنفوان المجانين ...
اتقتلني بقولك هذا ... اترميني في بحرك المظلم العميق ..

لا ضير عندي ..
حبك جنون .. وكرهك جنون .. وغضبك جنون ..
احترفت الجنون على يدك فأصبح في قمم الفنون ..

حملها برقه تتهادى في الهواء مابينها وبينه نبضات متشاركه ..
تعلقت به بعفويه كانت بإنتظارها .

فضحكت .. شعور ما غزاها مفاده فرح .. هناك حيث الاستقرار ..
مابين يديه في قعر حضنه وعلى دقات قلبه ... مكانها الافضل في العالم ..
غرق في ضحكتها .. وغرق في قبله طويله .. عميقه .. دافئه كمشاعره ان لم تكن ساخنه ..
اسكتها بها ..
و غرقا في الظلام .. حيث الليل ..
وغرقا في السكون .. حيث لغه العاطفه تترجمها الاجساد ..
وغرقا في المشاعر .. احاسيس مجرده من الواقع المحسوس حولهما ..
غابا كليهما في سكره من المعاليم المجهوله ..

هي حواء ... فراشه في دنا ادم .. قدم الكثيرولم يجد الا القليل المرضي في حياته
غير قنوع ... إلا بها ..
مد وجزر .. وسفينته في عباب البحر متمرده ...
ليله من الف ليله وليله ..
لم تكن شهرزاد غير ليلاه ..
وهو لم يكن سوى مطلق ...




**************************************


كانت حركته كثيره ... يفكر في كل شي دفعه واحده
يحاول يشتت انتباهه عن لحظه التي انتظرها طول العمر ..
دق على مطلق .. يحاول عبثآ ان يجد الاجابه عن حيرته ..
مطلق : ناصر .. هذي ثالث مره تدق علي .. يااخي جاي والله جاي
اغير ملابسي بس و تلقاني عندك ..
ناصر بهدوء : مطلق ... تشوفني جاهز لحياة جديده ؟
مطلق بحيره من كلامه : ايش هذا السؤال الغريب ؟
ناصر بضحكه متوتره : ماادري .. احس اني اندفعت فجأه .. وماقدرت افكر في شيء واحد بالتحديد
مطلق : مجرد توتر .. صفحه جديده في حياتك وبديت تفتحها ..
ناصر : انت صار لك مثلي ؟
كاد يضحك من فرط ذهوله ..
هو نفسه كان منقادآ للظروف .. غير راغبآ في التوغل
لو قال ان الصدف من جعلته رجلا متزوجا .. لم يكن ليصدقه
رد عليه بحكمه : لاتتعب نفسك بالتفكير الكثير .. خليك طبيعي .. استبشر خير في حياتك
والله يوفقك ..
ناصر : تعرف ايش اللي اتمناه .. ان ابوي هو اللي يخطب لي .. وامي هي اللي تزفني لعروستي

صمت .. جعل مطلق .. حزينآ من اجل صاحبه
لايعرف كلام يعزيه فيه و يستر احزانه بها ...
مر هو الشوق الذي يوصلك تحت الثرى ..
تفقد وتنتحب الفقد طول عمرك ..
لا دمعه تعزيك .. ولحضن غريب يدفيك ..
صمت هو عن الف كلمه ..
قال بعدها ناصر بهدوء مستسلمآ للحزن ..
: لا تتأخر علي .. انا انتظرك ..

تنهد مطلق منزعجا من نفسه ..
الم يكن عليه الوقوف بجانبه ودعمه بكلمات حتى ولو كانت ليس لها قيمه عنده ؟
ألم يكن عليه ان يعانقه عناق الاباء .. بدف وافتخار ..
تنهد مرة اخرى مستسلمآ وحزينآ من اجل صاحبه ..


*************************************


يوم ..وليله من ليالي تكتب في مستقبلها بحبر خفي ..
حلم بدأ يزف .. والحان بدأت تعزف ..
بدايه .. مرتعشه .. غير واثقه وهزيله ..
مازالت الصرخات بداخلها .. تمنعها من البكاء والفرح ..
وحيده في الظلام تسمع حكاياته الممله ..
دخلت وفاء بفستانها الاحمر .. وابتسمت بإعجاب لرفيقتها
وفاء : ماشاء الله عليك ياوداد .. والله قمر ..
قمر بحلة برتقاليه .. فستان هادئ جذاب .. يبسط كل الامور في الاناقه
وداد برعشه لاتكاد تخفيها حتى تظهر مجددا ..
: الله يخليك ..
ابتسمت بخوف وقالت : وفاء .. حقيقي اللي انا فيه ؟
وفاء بإبتسامه : لا خيال .. اكيد خيال .. الا عاد قصه الجميله والوحش .. تراها كثيره عندنا في السعوديه
ضحكوا مع بعض ..
لكن اعقبت وفاء بهدوء : وشفيك خايفه ؟ في عيونك كلام كثير ..
ابتسمت .. كان ودها ان تخبرها مافي قلبها بكل صراحه
من جود .. ناصر .. هي نفسها وما تعانيه ..من تخبطات .
قالت بخوف : خايفه ..صحيح .. خايفه اكون استعجلت وخايفه اكون دخلت حياة مو قدها ..
صعبه علي .. مااقدر اوجهها ..
وفاء بلين : تعوذي من الشيطان اولا .. و ثانيا تعالي انتي ادرى ان الحياة صعب تخمينها
والاكيد فيها ان مافي شي مضمون ... عيشي وفق المعطيات .. عيشي حياتك بقرار منك .. ترى الحياه الزوجيه
مثل اللوحه الفنيه ... تكون بيضاء ناصعه في البدايه ... انتي وناصر بتبدأون بالتلوين بطريقتكم ..
وعاد شوفي كم لون بتاخذون فيها ..

تنهدت وداد ببعض الراحه .. فأكملت وفاء :
ناصر نعرفه ... لو في شك واحد في المليون انه مايناسبك كنت انا اول من وقفت في وجهك وقلت
لك ارفضيه .. توكلي على الله .. ولاتخلين الشكوك و التفكير في بكرا يرهقك .. فكري في يومك هذا
وعيشيه بكل مافيه ..

ابتسمت وداد وقلبها يتمنى الحياة المرغوبه .. راحه بال و انس وسعاده وكل هذا صعب المنال
وفق خطوط الحياة المتشابكه ..لابد من استخلاص خط واحد والمشي عليه ..
الشي الاكيد والدرب الواضح للجميع .. المعروفه نهايته .. هو طريق الاتصال مع الله ..
علاقه لاتفتأ ولا تنتهي .. علاقه تتوسد فيها كل شيء وتذل لها النفوس بكل رغباتها
هناك تجد الراحه والنعيم ... هناك تجد الانس والسعاده ..
هناك في قلبك وبين جوانحك ... تأنس بالحياه ..
تدعو برجاء لرب العباد " اللهم اتنا في الدنيا حسنه وفي الاخر حسنه وقنا عذاب النار "
وبعدها تقنع بأن حكمه الله عزوجل فوق كل شيء ..



***********************************************


اكان اسبوع ذلك الذي مر عليها ... سبعه ايام تحسب من افضل ايام السنه التي تقضيها
تحفر ذكرياتها بكل مافيها في باطن عقلها وتتجرد من كل ماضي هو مؤلم ..
رمت برداء الصبر والعلل اخيرا... وازدانت الحياة بمباهجها الجليه في عينيها ..
سرها "رجل " مفاهيمه غريبه .. عقيمه .. معدمه ..
هو كل مافيها ... معلقه بين سماء عقله الصافيه و ارض قلبه الخاويه ..
كانت تعتقد لاحياة فيه ؟

لم يتفوه ببنت شفه .. لا مشاعر ... ولا معاني صريحه .. ولا غزل معني مكشوف ..
لكن .. لمساته معنى .. نظراته مغزى .. و كلامه دلائل .. حياة في احضان الموت تعتنقها
تتشبت بها وتكتفي بها ..
اغلاق ابواب مشرعه على ماضي اسود ..مريب ..
اثنين .. ابتدأ الحياه بنقائضهما يعيشانها .. كيفما هي ..

رفعت فستانها الاصفر الملوح ببعض الخيوط الذهبيه والمتمازجه مابين اللونين الاخضر و البني ..
ملفوف بشكل ثنيات على جسدها .. مستدق من الاعلى و مفتوح من الاسفل بشكل مثير ...
يلتف حول عنقها .. ويكشف كتفيها ..
شعرها بلونه العسلي الباهت .. بشكل قبه منخفضه مزين بشريطه ذهبيه ..
و مكياجها الهادئ المناسب لها ..
دخلت سمر بفستانها الازرق القصير .. وشعرها الكيرلي البراق بلمعه ذهبيه
: ليلى .. خلصت ؟
حملت حذائها العالي .. و ناظرته بعدم رضى .. وقالت ..
: خلصت .. لكن والله ماله داعي الكعب هذا .. مااقدر امشي فيه ..
سمر : إلا له داعي ...ناسيه ان فستانك طويل ..
ليلى بتعب واضح : لا احس اني تعبانه ومااقدر اوقف على حيلي كثير فيه ..
سحبت كرسي .. ووقفت عليه .. محاوله اخراج صندوق حذاء جديد .. منخفض الكعبين ..
تأففت سمر وتركتها ..
ليلى : سموره بالله عليك امسكي الكرسي ..
وفجأه ترنح الكرسي وهي تستقيم على اطراف قدميها للوصول الى الصندوق ..
فصرخت بخوف .. لكن يديه التقطتها بسهوله ..
مطلق : انتي مجنونه ؟
كانت محموله بين يديه .. ابتسمت بخوف وقالت ..
: كنت احسب المهبوله اختك معي .. لكن تركتني .. طيب ياسمر .. مشكور
حاولت تنزل لكن ماسمح لها .. كى
قالت بخجل : مطلق .. ممكن .. تتركني ؟
رفع حاجبه بشقاوه وقال : ممكن اترك ؟ امممم ..لا
عضت شفتها بإحراج وعينها على الباب ..
: مطلق .. نزلني .. الحين واحده من البنات تدخل ..
ابتسم وقال : بس هذا سببك .. ارتاحي ..قلت لهم يروحون مع السواق وانا اوصلك بنفسي ..
شهقت بخوف منه ... و حاولت تفك نفسها لكن ماقدرت ..
نادته برجاء : مطلق ..
ابتسم بغرور وقال وهو يقرب منها : بالله ... كل هذي الزينه علشان ملكه ناصر ..
ابتسمت ويديها تتشبت بكتفه ..: لا مو عشانه .. علشان نفسي ..
ضحك .. وقال بهدوء : اجل ريحتيني ... استريحي مكانك ..مافي روحه ..
شهقت .. وهو ينزلها .. وقالت : اكيد تمزح معي ..
مشى ناحيه الباب اخذ المفتاح .. وقال بإبتسامه مصره ..
:لا ابدا .. ماامزح .
ناظرته بدون تصديق .. و بالاخص وهو يدخل الحمام ويتركها
طلع راسه من الداخل وقال ..
: تعتقدين اني مجنون او مريض .. لما تروحين بالفستان هذا .. ؟
حست بلحظه انها محتاجه للبكاء منه .. ومن بروده معها
وبعيد عن النشوه التي شعرت بها و تجاهلتها بأنه على الاقل قد رأها بعين رجل ..
اقتربت منه اكثر .. وهو مدهوش منها اكثر واكثر ..
تلك الثانيه التي وقعت عينه عليها .. وهي واقفه .. ترنح قلبه و هوى ..
و جف حلقه و اختفى عزمه وكل شيء فيه ..
كان يحاول تجاهلها بكل الطرق ..
ليلى بهدوء : الله يخليك يامطلق .. لاتمزح معي مزح ثقيل .. انا ماعندي غيره
و ثانيا وشفيه الفستان ؟
رفع حواجبه وتغير وجهه وهو يناظرها من فوق لتحت وقال بجديه ..
: بإختصار .. انتي تلفتين النظر زياده عن اللزوم ..
ليلى بحيره : طيب .. الوقت مو مناسب للانتقاد .. هذي ملكه صاحبك معقول ما تروح ..
رفع نظره بخداع وكأنه يفكر .. لكن قال بهدوء :
عادي ... حتى هو ماحضر ملكتي ..
ورجع للحمام ..
تنهدت بيأس .. و بتعب منه .. معقوله يكون صادق معها ..
جلست على السرير تنتظر خروجه ..
خرج وهو يصفر و ينشف شعره المبلل ... رماها بنظره قبل ما يفتح خزانته ..
: اشوفك لابسه الفستان ..ليش تنتظرين شي ؟
ردت عليه : انتظرك ..
مطلق : لاتحاولين ؟!!
ليلى : يعني كل شيء يروح كذا .. المكياج والفستان والتسريحه .. ؟
لما ماجاها رد منه .. وقفت و مشت ناحيته
كان يبتسم ببرود ..
فقالت بغصه : لاتخليني ابكي .. واخرب مكياجي .. انا جالسه اجهز نفسي من اسبوع ..
تجي الحين وتخرب كل شيء علي ..
ضحك .. واستدار ناحيتها بسرعه .. شفق على حالها .. ووجهها احمر من الغيظ
فاقترب منها وقال ..: ماتهون دمعتك علي .. يعني ناصر هذا واقف لي في البلعوم
امرنا لله .. امشي من قدامي ..
ابتسمت اخيرا .. و قالت : الله يخليك لي .. اقتربت منه اكثر وقالت بدلال ..
: اصلا لوانت ذكي .. كنت عرفت ان كل اللي سويته علشانك انت مواحد ثاني ولا حتى انا ..
ابتسم بتألق وهو يحضنها .. ويقرب وجهه منها ..
: تحسبينك بتضحكين علي بكم كلمه ..
مسكت خصله من شعره متوهجه بخجل ..
: انت حر .. تصدق او لا .. المهم البس بتتأخر على الناس ..
كانت بتمر و ترتاح اخيرا ..
رفع حاجبه بدهاء وقال : لا تعالي .. ابيك في شي ..
اقتربت منه بعفويه ليحتضنها بقوه .. و بقسوه حتى يقبل عنقها بشغف ..
يريد ترك بصمه على هزيمته عندها ..

لاعليكم .. دقائقكم .. سنين عمر طويله
و تباشير حياة كـ قطرات المطر على عناقيد الامل .. تكون جميله و منعشه
لكن لابد لها من نهايه يا الجفاف .. او السقوط .. لكنها انعشت الروح قبل الرحيل ...
في نسمات ريح الهوى .. ستطيرون معها
على بساط الحياة ..ستكونون ..
غدآ او بعد غدآ .. لابد ان تجد الحياة فرجه في عتمه السواد ..
لابد ان تخرج الانفاس من تجاويف الاختناق ..
فللجميع له نصيب الاسد ..
سعود .. نجمه .. مطلق .. ليلى .. الامير الحالم وسندريللا
و بعض المجاهيل تجد طريقها ..

****************************************

ان شاء الله تعجبكم المفاجآه ...

ألقاكم .. فالقادم احلى بإذن الله



كبرياء الج ــرح 09-03-11 07:38 PM





مساءكم خير جميعآ ..
اعتذر عن تأخرى .. لكن للتنويه فقط .. احبتي في الله بما اني وصلت للاجزاء الاخيره
يحتاج مني جهد و وقت كبير ..
انامااطلب منكم المزيد من الوقت لكن الصبر لاني ان شاء الله
لن اتأخر عن تنزيل البارت في الموعد المحدد .. لكن ان تأخرت التمسوا لي العذر .. رجاء ..
وبصراحه الاتصال عندي ضعيف فأمهلوني الوقت ..

طابت لكم القراءه بإذن الله
القاكم ..





الجزء الثامن والثلاثين ..


مرت الدقائق .. وقلبه يدق بعنفوان .. سعيد ولا يخفى على احد ذلك ..
وان تصاعدت حراته و ادمعت عيناه بعيد عن الجموع .. لكنها فرحه عمره .. لابد ان يعيشها .
ومالدموع في لحظات الا نقصآ وفقدآ تعبر عما في جوفه .؟
شد مطلق على يده بإبتسامه ..بعدما كتب الشيخ العقد وانتهى .. وارتفعت التبريكات والتهاني له ..
: مبروك .. ياناصر ..بارك الله لكما وبارك عليكما ..
ناصر بفرحه : الله يبارك فيك .. والله احس اني بطير من ارضي .. مطلق دق على اهلك
شوف متى ادخل لها ؟
مطلق بنظره جامده : الله ماحلاك وانت ساكت ..
ناصر بلوم : ليش اسكت .. ابغى اشوف زوجتي ..فيها شيء ؟
مطلق بهدوء : شوف عندك الباب .. ادخل .
تأفف ناصر : يااخي انت ويش جابك جنبي .. الحين تبي تقنعني انك ماشفت حرمتك يوم كتبت عليها
مطلق .. حركاتك مو علي ..
مطلق بإبتسامه : اعقل ..ترى العقل زين ..
ناصر : خليت العقل لك ؟ مستكثر علي جلسه مع حرمتي ..
تأفف مطلق و اخذ الجوال ودق على وفاء ..
: وفاء .. اخلصي علينا ..الرجال يبي يشوف حرمته ..
ناظر ناصر بطرف عينه .. بعدما اشرقت ابتسامه وزادت حركاته ..
تنهد وهو يقفل .. ويقول بهدوء : انتظر شوي ..
ناصر بلهفه : شوي يعني كم .. خمس دقائق .. عشر او ربع ساعه .. كم يامطلق .؟
تنهد مطلق بملل .. وقال و جهازه يدق ساعتها .. وفاء تتصل
: قوم انقلع .. ادخل ..لااشوف وجهك شهر كامل بعدها .
ضحك ناصر من قلبه على شكل مطلق المنزعج ..
شد على كتفه بقوه وقال : السموحه ياصاحبي .. لكن لاتلوم قلبي ..
واشر على قلبه بلهفه وضحت من تعابير وجهه الحالمه ..

تأفف مطلق .. و مازاده كلام الا قهر ..
يكفي عقل وقلب تلك مأخوذ بمصيرك ..
ويكفي اني محتار في امر وشاك في ابتساماتك ..
توخزني ضحكاتك واشعرها بها بعيده عن قلبك كل البعد ..
ويكفي اني اقارن بين يومي ذاك ويومك هذا .. وبينك وبيني
واجد الكثير من الفروقات ..

رجعته ضحكه ناصر مع طلال ..
ناصر وهو يرفع حواجبه بسعاده : فرجت ..فرجت.
ابتسم مطلق وهو يشوف صاحبه ..
حياة جديده بتنكتب له .. حياة بيكون فيها خارج اسوارها
الله يسعدك ياناصر ويعوضك خير في حياتك ..



***************************




بدأت تسير بخطوات هادئه ..رقيقه .. امها معها و ام مطلق تقودها حيث ابنها الاخر
و تلك الزغاريد تعلو بدرجاتها المتفاوته ..
تتجنب النظر الى المنتقده ... حريصه كل الحرص على الكمال العجيب الذي ترغبه
كذلك الكمال الذي تحدث عنه افلاطون في مدينته الفاضله ..
مسكت طرف فستانها بشده .. و قد بدأ نور الصاله المتواجد فيها ناصر يعمي بصرها
اغمضت عينيها .. تدعو بخير للقاء المرتقب ..
و خطت منقاده تحثها ايدي الغير .. لم ترفع رأسها .. مطلقآ ..
جاذبيه قصوى تشدها للاسفل ... تشعر بالالم في رقبتها ورغم هذا لاتبالي ..
لم تكن معهم في كل مايجري حولها .. قلبها وعقلها وجوانحها تنتظره هو ..
هدأ الجميع .. وعم الصمت ظنته دهرآ حتى نطق ..
لامس عقلها الغائب بصدف قد مضت بينهم .. صوته في ذاكرتها لم يغب ..
ابتسامته في لقاءات محفوره في ذاكره الايام .. ضحكاته الرنانه ..على طرائف جمعتهم ..
وحضوره مبهج .. يجعل دبيب ابتسامه تشق طريقها الى شفتيها بصعوبه ..
همس بنبره متوتره : ألف مبروك ..
حركت شفتيها .. ولاتعرف هل قالتها ام لا .. هل سمعها ؟
او هل نطقتها بطريقه صحيحه ؟
انقذها طلال .. بكلماته المتداخله لرفع الحرج عنها
كانت يتكلم بهدوء عام .. تتخلله فترات صمت كثيره ..
حتى تلك اللحظه .. حيث خرج الجميع وبقيت هي معه ..
جلست بإرتخاء رغم ألم يتقاسمه جسدها ..
قال بهدوء مرح : ماتبين تشوفيني ؟ يمكن مااعجبك ؟
ارتفع رأسها بإحراج .. لكن لم تواصل حتى عينيه
كمل بصوت مرتعش خافت يخاف ان يسمعه احد اعترافه الخطير
: كنت افكر فيك كل يوم .. اخذتي عقلي من اول لحظه شفتك فيها .

رفعت رأسها تلقائيا .. من جاذبيه كلماته ..
يالسحر العاطفه عندما تسخر الكلمات وتبوح بالمعنى مباشره ..
ابتسم برضى .. و هو ينتقل من عين الى اخرى بأعين منتشيه بفرحه
وجهها الصغير المستدير .. و عيناها .. عالم اسود مليء بالمشاعر ..
متأجج بالعواطف .. ترتعش في بياض سائد ...

قبضت على يديها .. و قد ذابت في ابتسامه قد ارتسمت لتلائم وجهه
لكنها خافت فجأه ؟ عادت لها تلك الوساوس بحله شيطانيه
تذكرت ثعلب ماكر بإبتسامه جذابه ..
خاطبت عقلها بتوسل .. ان كفى ارجوك ..

لم تستطع الكلام .. غصه قد تصلبت في حلقها تكاد تميتها ..
لامس يدها برقه وهي بعيده عن وعيها ..
فانتفضت مذعوره مكانها..
ناصر : ليش خايفه ؟ لايكون شكلي يخوف وانا ماادري ..
بدى شاكآ للحظه من بشاعه نفسه ..
اجبر ابتسامه عفويه ان تجد طريقآ الى شفتيها .. فانشرح صدره اخيرا لابتسامتها
وقال : ماقصدت اخوفك .. لكن ودي اسمع صوتك اذا ماكان عندك مانع ..
ابتسمت مجددآ .. واستغربت نفسها ؟ مال الابتسامات تجد طريقها بسهوله
سأل بمتعه : خلينا نبدأ من جديد .. انا ناصر .. ممكن اتعرف عليك ..
مد يده بثقه .. هدأت نفسها ومدت يدها برحابه صدر لتعارف قد سرها ..
بعد مداولات مع افكارها قد ااتخذت قرارها ..
كانت صوتها هادئ ناعم : انا وداد ..
كتم ضحكته وهو يسألها بشقاوه : تعرفين انك حلوه ؟
قلبت السالفه مزحه كبيره من طرفه ..
ضحكت وهي تحاول تسحب يدها .. لكن ناصر قبض عليها ..
ناظرته بخجل .. فتعلقت اعينهم في سماء فسيحه من الكلمات ..
كان الخطاب واضحآ للاعين ..
يرسل ناصر كلماته على اجنحه من الصدق والوداد .. لعلها تصل قلبها بدون ادنى تعب ..
: اجمل يوم في حياتي .. هذا اليوم ..
كان الصمت هو ردها المتوقع ..
فقال مستغلا كل فرصه للحديث معها ..
: لا مو هذا اليوم .. في اليوم نفسه اللي شفتك فيه في بيت مطلق ..
اقترب منها .. فتوجست منه خوفآ .. ولم يبالي ..
: كنت اقول انك مثل الطيف صعب الاقيك .. الكل قال عني مجنون ..
استدليت عنك عن طريق مقاس حذاء ..
ابتسمت بخجل على حذائها المفقود حتى الان ..
دق جواله .. فتنهد متذمرا من لحظه الفراق القصيره ..
واسم طلال يومض في الشاشه ... اشاره بالرحيل .
ماطل في الابتعاد عنه متجاهلا رنينا مزعجآ ..
قال بهدوء : اعطيني رقم جوالك ..
تلعثمت في الرد : مو حافظته ..
طلع .. قلمه من جيبه .. و على راحه يدها كتب الرقم ...
امسكها برقه .. وقال : .. ارسلي لي رقم جوالك على الرقم هذا .. بنتظرك ..
وقف ويدها في يده بدون ملل منه .. حدق فيها مطولا .. وقبل راحه يدها بشغف
قال بصدق وعينيه تراقب ملامحها البريئه ..
: الله يقدرني واسعدك يا ودادي ..

تعلقت فيه بعقلها و قلبها .. و يدها مازالت معلقه في الهواء ..
وشيئا منه قد تسرب في خطوط يدها..
اي شكوك مازالت تسري بعد كل هذا ؟
يالي من حمقاء .. اكان علي ان اعسر اجمل لحظات عمري ..
هل كان يجب ان اعقد نفسي منذ البدايه ..
دخلوا عليها البنات ..
وبدأوا وابل الاسئله .. كيف شكله ؟ ماذا فعل ؟ ماذا قال ؟
وهي بعيده عنهم .. اخذ جزءا من قلبها معه ورحل ..
قبضت على يدها برفق.. تحجبها عن الاخرين .. تحفظ ما فيها
وتعيده على نفسها ...

لكن لم تنسى ان توبخ نفسها على عمل لم تقترفه فعليآ لكنها سمحت به ..
دقائق معدوده احتلت جزء كبير من تفكيرها ..
شيء جميل بدأ يتسلل داخلها ..

تسللت الى قلبي ..
واخبرتني انه الحب ...
اتمنى ان لايكون هذا مجرد حلم ..
يصر قلبي على ألا انساك ..
يلح علي ان اتمنى منك المزيد ..
يالي من حمقاء حقآ ..
حبك ارسله لي القمر
لذلك اشعر معه بالالفه ..
رغم ان لقاءنا كان مقدرآ ..
ولكنني لم اعلم انه سوف يصبح حبآ >>> منقول



**********************



كانت توزع الضحكات و الابتسامات .. للجميع دون استثناء
والاعين تدور وتلف معها معجبه .. و مهتمه ..
جلست بتعب في مكان بعيد .. رغم ان المكان ممتلئ على الاخير بالبنات
من نفس سنها و اصغر واكبر .. إلا انها مااستأنست بأحد قريب منها ..
تشاغلت سمر واريام في الرقص و الضحك مع صديقاتهم ..
وهي تعبانه من غير سبب محدد .. ومشتاقه ..
ابتسمت بينها وبين نفسها .. للموقف قبل ساعات مع مطلق ..
تحسست عنقها برعشه لمساته وكأنه حاضر معها الان ..
جلست وفاء بتعب جنبها وقالت ..
: ليش مارقصتي معنا ؟
ليلى بإبتسامه : لا دخليك .. مااعرف ..
وفاء بنظره للبنات : يعني انا اعرف .. مع الخيل ياشقرا ..
ضحكت ليلى ونظرتها توقفت على فاتن بفستانها الاصفر القصير ...
تجمدت نظراتها عليها وقالت بضيق : وهذي ايش اللي جابها ؟
سمعتها وفاء وقالت بدون فهم ..
: مين .. قصدك فاتن ؟ اكيد معزومه ..
مسكت كتفها وادارتها نحوها ..
سألتها : وشفيك ياليلى .. فاتن مسويه شي ؟
تأففت وقالت : بكون معك صريحه يا وفاء .. فاتن ماحبيتها .. حركاتها وكلامها لي .. ماتعجبني ؟
وفاء : ماعليك منها .. هي تقصد تزعجك .. تعرفين انها كانت مرشحه تصير زوجه مطلق قبلك ..
فأي شيء تسويه تقصده به تغيظك ..
مسكتها وفاء من يديها وسحبتها لتوقف: طنشيها وتعالي ارقصي معي ..
ليلى بإحراج : ما اعرف والله ما اعرف ..
بدت تنغمس في المجموعات وكل الذي تجيده هو تحريك يديها ..
اقتربت منها فاتن .. وقالت بصوت عالي ..
: ليلى .. تفآجات انك موجوده ..
ليلى بشموخ : ليش ... ياحبيبتي ؟ كنت متوقعه غير كذا
فاتن وهي تقرب منها تتمايل بجسدها على انغام الموسيقى
: لا .. اللي وصلني انك متخاصمه مع مطلق ..
توقفت عن الرقص وقالت بإنزعاج ..
: لاتصدقين كل اللي تسمعينه ..
تركتها و طلعت من المكان كله ..دخلت تشرب ماء تبرد على قلبها ..
دخلت وراها .. متصنعه البرود ..
قالت : شكلك زعلانه مني ؟
رفعت ليلى حاجبها : لا .. وليش ازعلك منك .. انا ماازعل الا من الناس اللي احبهم ..
ابتسمت فاتن بغيظ : يعني انتي ماتحبيني ..
وصلها صمت من ليلى فجاء الجواب مثبتا الادعاء
فقالت بدلع : وحتى انا مااحبك .. واظنك تعرفين من قبل ؟
ليلى بهدوء وذكاء : اكيد اعرف ..ساعه اخذت مطلق .. وانت تكرهيني ..
بحلقت فيها فاتن بحقد واضح .. و خلعت القناع بدون مماطله ..
وبصراحه : ماكرهتك .. قد كرهي لمطلق .. المثالي و الشهم
مدت لسانها بإزدراء لذكره بصفات متعاليه ..سخيفه في نظرها ..

توقفت عن الشرب .. ممسكه بالزجاج تكاد تحطمه ..
لم تتفوه بكلمه ردا عليها .. نطقت عينيها بما ضاق به قلبها عن كتمانه ..
و اتضحت خطوط الحقد على وجهها .. بدون عناء ..
همست ليلى بخوف من كم الكره الواضح ..
: لكن هو ماوعدك في شي ..
فاتن بضحكه سخيفه : لا ابدا .. ماوعدني .. لكن اهانني يوم اختارك ...
انا كنت قريبه منه ... قبل ما .. حركت اصابعها في الهواء قدام ليلى ..
قبل .. ما يطير لك ..
تنفست لليلى بصعوبه تحت وميض الشك ..
فقالت بصوت منخفض : وكرهك له يوصلك لتخريب بيته ..

كانت ملامحها جامده .. لكن ابتسمت بخباثه تعبر عن صدق شكوك الاخرى لتوقعها في وحل
ممتلئ بالاوساخ .. كانت خائفه من اثم الظنون .. و تأنيب الضمير .. من اتهامات عبثيه
فطيبه قلبها لاتجرح احد غير نفسها .. لكن ماكانت تخشاه وترفضه قد وقع .

اكملت بغصه كادت تخنقها : انتي اللي حطيت صوره سلطان .. في غرفه نومي صح..
ابتسمت فاتن وهي تمر من جنبها وتدفع كتفها بقصد .. وتقول ببساطه شديده
: عندك دليل انه انا اللي حطيت الصوره .. يكفيك اوهام .. انا مجربه الحب من طرف
واحد .. صعبه النسيان .. لو تعرفين قد ايش عندي صور لمطلق ..
اقتربت وهي تتنهد بعذاب مزيف : انا حاسه فيك .. اكبر عذاب انك تحبين واحد ما يدري عنك .

لم تنكر .. لم تحتج .. ولم ترفض ..
اثبتت ماحاولت جاهده رفضه وتفاديه ..
لم تبلغ الصبر المدفون .. لم تحكم سيطره مشاعرها في اوامر عقلها ..
كل الصورالكئيبه مع مطلق قد مرت بها .. و الدموع التي ذرفتها ..
وجع الالم الذي نخر في قلبها .. وجع جسدي نالته منه ..
سهر الليالي الموصومه بالتعاسه والقهر ..
هم تصاعد في حرقات الايام الماضيه .. ومازال الالم معسور في رحم النسيان ..

صفيح من نار .. سخونته ..قهر .. لوم .. و انحطاط
اصابع يدها قد اومضت بإحمرار ملتهب على خدها الايمن .. وهي فاغره الفاه مدهوشه ..
فاتن بجنون .. من هول صفعه قد آلمت كبرياءها .. قبل ان تشوه بياض خدها
وهي تنتفض : .. اقسم بالله لادفعك ثمنه غالي ..
دفعت ليلى بقوه على الحائط .. لترتطم الاخرى بدون مقاومه منها متجاهله الالم ..
حطام من الخديعه والصبر والالم ..
دخلت اريام في لحظه .. لتأخذها صعقه الموقف .. فاتن بهجوم على ليلى ..
اندفعت بعصبيتها تهدر بكلماتها المزعجها ونعيقها العالي .. محاوله التستر على فعلتها ..
أريام بذهول : فاتن ..ليلى ... وشفيكم ؟
فاتن : شوفي حرم اخوك المصون .. مدت يدها علي .. تحسبني بأسكت لها ..
أريام لنظره لليلى الهادئه .. للحظه شكت في كذبه فاتن .. ليلى تضربها .. مستحيل
: ليلى .. ايش اللي صاير بينكم ؟
ليلى بنظره عاديه خاليه من المشاعر ..كانت مصدومه من الحقيقه بقدر ماهي راضيه
شيء من الاعتزاز والثقه قد امتلأت داخلها.. شيئ هي موقنه انها لم تفعله ..
لكن ارتاحت لان كل شكوكها لم تكن ظن .. بل صدق محض ..

زمهرت تلك بحده : اريام .. وشفيك انتي صمخا ماتسمعين .. اقولك صفعتني .. ؟
اريام : طيب ايش اللي صار ؟
فاتن بإفتراء : زوجه اخوك ..قاعده تتبلى علي وانا ساكته لها .. قلت غيره نسوان اكيد
لكن الموضوع يصل لحد الاهانه هذا مااقدر اسكت عليه ..
ناظرت ليلى ببرود و ابتسامه ممزوجه بشرخ في كبرياءها .. لكنها منتصره
على الاقل هذا ماتشعر به رغم الانحطاط الذي وصلت اليه ..
: اسمعي ياليلى ... اللي بيته من زجاج لايرمي الناس بالحجاره ..

وطلعت من المكان بخيلاءها الزائف .. و شموخها الكاذب ..
تركت ليلى تناضل مابينها وبين نفسها ..
نار اشعلتها فاتن في قلبها ..
اتستمر بوصم الشمع على الماضي .. و إغلاق بابه بإحكام ..
ام تنفجر و تصرخ بكبرياء .. انثى مهزوزه ..
في كل ثانيه ونه .. ألم .. دمعه ..
امسكت بالحقيقه بين يديها كـ جواهر ثمنيه تخاف ضياعها
لكن اين تضعها؟
اين تحميها من اعين السارقين ؟


مطلق .. اسمعت مادار بيننا.. ؟
كنت انت الماضي الذي دق مسمارا في نعش تعاستي ..
مازلت ابحث فيك عن رجاء العوده وترى بنفسك ماغاب عنك رغم جمال يومي معك..
تلك التعاسه وصمت في روحي نقصآ ..فقدآ ..وضياعآ ..وانا راضيه ..
اشعر بالوجع بداخلي .. يامعذبي
اتحسس مواضعه بنفسي .. واصمت ..
لعل الصمت دواء لصرخاتي ..
لعله يحتويني بعيد عن صخب الحياة ..



***********************************



جلست على الارض بعدما انتهت من غسيل وكوي الملابس..
فتحت جوالها .. وتنهدت بملل ..
لارساله ولا اتصال ..له اسبوع مقاطع ..
عضت شفاتها السفلى بقهر .. و تمتمت مابينها وبين نفسها بوعيد قادم ..
" طيب يا سعود "
حركت تعليقه الجوال بتوتر ..
حتى استقبلت رساله بصوره مفاجئه قبل تسمع رنتها ..

"محتاجه لك "

ذل كبريائها عند احتياج بشري ..
كانت تعتقد انها صلبه غير قابله للانكسار عند اي عاطفه ..
كانت تظن ان الصداقه قد ضلت طريق الوصال .
ادارت وجهها لكل شيء ..
للحنين والذكريات .. لسمو المشاعر التي تعبر بإحساس صادق ..
غير مستعده الان .. للعوده
غير جاهز لمصالحه نفسها ومصالحه الاخرين ..
لكن الحقيقه التي لاتريد ان تصارح نفسها بها ..
انها لاتريد ان تكون السباقه لا في المصالحه او التنازل ..
بعض القيم قد تصبح رمادا ... مثلها مثل التراب بلا معنى ..

تركت جوالها .. ينتحب على نداء اجوف لصديقه قد لجأت إليها
في وقت هي في امس الحاجه لها ..
في وقت .. لا تصيغ فيها كلمات تدثر القلوب بدفء ..
تختفي فجأه .. وكأنها لم تكن موجوده من قبل ..

تجاهلت ذلك الصراع داخلها..
وحدقت لشاشه التلفزيون .. بدون اهتمام بها ..

دخل صالح ..جلس جنبها ..
وقال: نجمه .. قومي سوي شاي ..
تأففت وقالت بإنزعاج : تعبانه .. توي انتهيت من غسيل ملابسك ..
صالح : وانا ايش دخلني ؟ هذا دورك في الحياة .
للحظه كرهت اخوها ..ولنظرته لها ..
نجمه : ياسلام وانت ايش دورك في الحياه .. تاكل وتشرب و تتهنى
وانا لي التعب والشقا .. يعني ايش لازم اكون في حياتي علشان
القى الاحترام ؟
صالح بسخريه : خليك سنعه .. وقومي سوي شاي وبعدها احترمك .
نجمه : بعد اللي قلته .. مابسويه
صالح بعصبيه :اقول قومي .. لأقوم عقالي على ظهرك ..
نجمه بقهر من اسلوبه : ماني قايمه .. واعلى مافي خيلك اركبه ..
ذكرتها الجمله.. بسعود فجأه .. فانقهرت اكثر ..
صالح بغضب مسكها من شعرها بقوه .. فصرخت بألم منه ..
قال بلهجه متنمره : نجمه .. عن طوله اللسان روحي سوي الشاي احسن لك ..
نجمه : والله ما اسويه ..واترك شعري يا حيوان ..
بدى الدم يغلي في عروق صالح .. و ماانتبه لنفسه وهو يضربها بقسوه ..
صرخت بألم .. متجاهله وخزات الدموع في عيونها ..
ماتبي تبكي و تظهر ضعفها قدامه..
دخلت امه مفزوعه من نومها مسكينه وبالكاد سحبتها من بين يديه ..
ام نجمه : حسبي الله عليك من ولد ذبحت اختك ..
من بين انفاسه قال بعصبيه ..
: باقي ما شفيت غليلي من لسانها الطويل .. انا تقول لي حيوان ..
نجمه بنرفزه : ايه حيوان .. وهو فيه واحد يعامل اخته بالقسوه هذي ..
لو ابوي موجود ماقدرت ترفع صوتك في وجهي حتى ..
هدأت ملامح ..صالح .. واختفى كل الغضب فجأه .. ..
عدل شماغه على راسه وطلع من البيت ..
ام نجمه بعدما تعبت من الوقوف ..
: حسبي الله عليك من بنت .. ليش ماتسمعين الكلام .. انتي لازم توجعين
قلبي عليكم ..
نجمه : وهذا اللي قدرتي عليه .. ماشفتيه كيف ينافخ علي ..
و يضربني كأني جاريه عنده ..
ام نجمه بحزن : الله اعلم وين راح في هالليل..
نجمه : روحه بدون رده انشاء الله ....
صرخت فيها ام نجمه بعصبيه : اسكتي لابارك الله فيك .. تدعين على اخوك
ماتعرفين قيمه الاخ ... يوم طاح ابوك هو اللي شالك وعزك عن الناس ..

نجمه : لا مابدعي عليه .. بدعي على نفسي .. الله ياخذني وافتك ..
ام نجمه : الله يهديك يابنتي ..

كانت تبكي .. ودخلت وقفلت على نفسها في المطبخ ..
تبكي كعادتها بدون صوت ..
وكأن الايه انقلبت عليها ..
محتاجه لصديقها عمرها ... ياللسخريه
كما تدين تدان .. كتبتها في دماغها " محتاجه لك " ياليتها تصل بدون تعب .

افزعتها نغمه الجوال .. فحدقت في اسم المتصل لاكثر من مره دون ترد عليه
ارسل رساله على جوالها ..
" اذا مارديت تراني في اقل من دقيقه بكون عندك "
طنشته للمره الثانيه .. و جوالها يومض بإسمه من جديد ..
فأرسل رساله " انا عند الباب ... افتحيه "
هذا كان ناقصها..
هذي المره هي دقت عليه . ..ففتح الاتصال مباشره
: يعني لازم الواحد يستأذن قبل او ياخذ موعد مسبق علشان يكلم مرته .
بنبره مرتعشه : نعم يا سعود .. تبي شي ..
سكت لدقيقه وسأل بهدوء : اشفيه صوتك ؟
المشاعر تحتج عند السؤال ..
بعضها يصمد والاخر ينهار بسهوله ..
نجمه : مافيني شيء ..
سعود : تعبانه ..؟
نجمه بإنزعاج من الحاحه ..
: سعود انا مو قادره اتكلم اكثر .. تبي شيء قبل اقفل .
سعود بسخريه وضحت في صوته ..
: في بنت تكلم زوجها بالطريقه هذي .. احمدي ربك اني اكلمك ..
صرخت فيه بصوت باكي ..
: الحين تبي تكلمني .. لك اسبوع ماتدري عني .. ولاتسأل عن احد
ضحك سعود : وهذا اللي زعلك.....

في وقت ثاني كانت ضحكت منه .. واعتبرتها اسخف دعابه سمعتها في حياتها
لكن الوقت هذا ماكان يسمح لها بالتفكير مرتين قبل تقول ..
: انت ماتهمني .. زعلت ولا رضيت بكيفك .. انا بنام رجاء لاتزعجني باتصالاتك .

قفلت الجوال في وجهه وعلامه استفهام كبيره على راسه
وابتسامه محبطه على شفتيه ..
كان يعتقد ..يعتقد فقط .. لمجرد الاعتقاد لا اكثر تمنيه للنفس و بعث الامل فيها
بأن تغييرا طفيفآ حاصلا فيها .. لكن يبدو انه لافائده .


****************************



استمر الصخب .. و ارتفعت الاصوات بغناء .. و بكلام و نقد وفن وحركات .
و ازدحمت كل الافكار في عقلها .. وانهارت تعبآ ..
شوطآ طويلا من الانتظار قضته في دقيقه ...
تأملت شاشه الجوال .. التي ماتفتأ من انطفائها حتى اعادت لها الضوء
تتبصر في الامل رأفه بعد الرحيل ..
كانت تظن ان صديقتها ستقطع المسافات الطويله وتداري حاجتها المتفاقمه مع الايام .
هي وحيده .. تحتاج لمن يفهمها بدون ان تتكلم ..
تنهدت .. بعد قياس طويل من المشاعر المرهفه .. ولاحياة في البعد هناك
حيث الوجع مزروع في تربه خصبه ..
شعرت بالتعب فجأه .. غير قادره على الوقوف اكثر ..
حتى الابتسامه جهد مبذول كبير .. لاتستطيع التكلف فيه ..
حراره خنقت انفاسها .. و المعالم حولها بدأت تغيب تدريجيآ ..
اظطهاد لكل الشغب المتواجد حولها ..
مشت بترنح لزاويه تعزل فيه نفسها .. بعيدا ترجو الهدوء والسكينه
لحقتها وفاء وسألتها : ليلى وين رايحه ؟
ليلى بتعب واضح في وجهها : الزحمه خنقتني .. ابشوف لي مكان هادي .
وفاء وهي تقرب منها و تمسك يديها ..
سلامتك .. وشفيه وجهك اصفر .. ؟
ليلى بإبتسامه مرهقه : مصدعه .. اليوم كله مانمت ..
غامت عيونها بضبابيه لم تعد قادره على معاكسه التعب و ادعاء القوه
استندت على الجدار بتمايل .. وقالت ..بصوت منخفض ..
: ما اقدر اوقف اكثر ياوفاء .. حاسه بتعب فظيع ..
وفاء وهي تمسكها من كتوفها ..
: بسم الله عليك .. تعالي معي ابوديك حجره البنات ترتاحين ..
كانت تسحب نفسها سحب .. حتى ارتخت على سرير و اراحت عينيها ..
خاطرها احساس بأن كل عضله وعظمه في جسدها تنتحب ..بألم ..
غير صراع نفسي على الدوام مع افكارها وهمومها المتجدده ..
تريد الهدوء والنوم
تريد حجرتها و سريرها .... وتريده هو معها ..
دخلت جود وقفلت الباب ..
سمعت صوتها تسأل .. لم تهتم بما حولها ..
همس و وشوشه كلام ...
لكنها نادت بإسمه الوحيد الذي تريده الان ليس سواه ..
هو من تجد لديه غايتها .. وان كان بعيدا عنها ستجذف حتى تصل إليه ..
هو من سبب عذابها وراحتها ..
طرائق نقائضها كلها تجدها فيه .. منه وإليه تنتمي ..
لاعزاء في فقد الكثير و تجده هو بجانبها ..
اعتقلت لحظه في ذل مشاعرها ..
تحبه .. تحبه .. تحبه .. وحبه مثل العذاب ..
مثل العلقم ..دواء ..
مثل العطر المسكوب على الجراح ..

سمعت مكالمه وفاء .. عرفت انها تكلم مطلق ..
على الرغم انها تريد قربه الا انها لم تريد ان يبتعد عن صديقه في وقت مهم له
تكلمت اخيرا بجهد بليغ : وفاء .. مافيني شيء .. لاتقولين لمطلق ..
رفعت وفاء السماعه عن اذنها وقالت ..
: شكلك تعبانه .. خليه يوديك المستشفى ..
ابتسمت ابتسامه باهته .. : الحين اقوم .. كنت محتاجه راحه ..
وفاء وهي ترجع الجوال لاذنها .. انعقدت حواجبها بإستغراب
وقالت : قفل الاتصال ..
دخلت سمر بعصير و معجنات في صحن .
سمر وهي تقرب من ليلى : سلامتك ياليلى .. جود قالت انك تعبت ..
قربت وفاء من ليلى و ناولتها عصيرالبرتقال بعدما سندتها ..
وفاء : خذي اشربي .. يفيدك اكيد انك مااكلت شي علشان كذا تعبت ..
حاولت تتذكر متى اخر مره اكلت فيها وتعبت من التفكير
شربت العصير بدون مقاومه منها.. ..
سمر : كيف صرتي الحين ؟
ارتاحت ليلى مبدئيا وحست بالتحسن ...
: الحمدلله .. اصرت احسن .. انتم خلاص لاتضلون هنا..
روحوا شوفوا وداد و جود اكيد يحتاجونكم ..
وفاء : انا بطلع برجع اشوفك ..
ليلى : ماله داعي ..شوي وانا الحقك ..
سمر وهي تجلس جنبها : ماعليك ياوفاء انا بعقد هنا ..
اصلا كذا ولا كذا انا تعبت من الرقص والهجوله ..
ليلى بإبتسامه : ماشاء الله عليك ياسمر .. طلعت حرتك في الرقص .
سمر : ايه والله ..احنا متى يصير عندنا ملكه او زواج .. خلينا نطلع الكبت اللي فينا شوي .
طلعت وفاء .. وظلت ليلى مع سمر .. ماكانت تتكلم كثير .. اغلب وقتها تراقب الحجره
ومحتوياتها من كتب و صور .. وسمر تقلب في جوالها .. بعدما استلقت على سرير وداد .
فجأه قامت مفزوعه على رنه جوالها ..
قالت بإبتسامه خوف : بسم الله عليه .. خوفني .. الواحد يقعد رايق ومبسوط وفجأه ..
ليلى بهدوء : طيب ردي اول على الاتصال بعدين تكلمي ..
سمر بإبتسامه شقيه : شكلها الحاسه السادسه اشتغلت عندكم .
ردت بهدوء .. وبعدها تغيرت ملامحها بجديه ..
:هلا مطلق .. ليلى مافيها شي .. والله شوفها قدامي قاعده تكلمني ..
تجعد وجهها وهي تنقل نظراتها بين الجوال .. وليلى
: بسم الله .. وانا ويش قلت .. اقول لك شيء خذها و طلع حرتك فيها ..
ابتسمت و هي تعطي الجوال .. لليلى وتهمس
: كان الله في عونك ..
ليلى : هلا مطلق ..
كانت كلماته لها وقع حاد في اسماعها .. بدايه مباشره لا ترتيب لها ..
: البسي عباتك ..واطلعي انا برا انتظرك ..
ليلى بهدوء : مطلق .. تعوذ من الشيطان .. كيف اترك الحفله توها بدت ..
انتظر وقت يأخذ نفس طويل فيها.. و كأنه يحاول انه يكبح غضبه بأي طريقه
: بتطلعين ولا ادخل انا ..
ضحكت بإستغراب .. : صادق انت ..؟ عقدت حواجبها وسألت ..
: وشفيك انت ؟ ليش معصب ؟
مطلق بصوت متحكم : انتي ليش تحبين تجادليني .. قلت اطلعي وانتهى الموضوع .
ظهرت عليها علامات الإنزعاج .. كانت تظن انه بيدق يطمن و يسأل عنها وعن احتياجها
لكن طريقته في السؤال والاهتمام كانت مبطنه ..غريبه ومثيره للازعاج .
خرجت من دائره الوضوح واصبحت مبهمه ..
ردت عليه بجهد : وانت ليش تلكمني بالعصبيه هذي ؟ كل شيء عندك اوامر ..
الكلام اخذ وعطا حاول تتفاهم معي بهدوء ...
تأفف وقال يتصنع الهدوء : انا هادئ .. اطلعي لي بسرعه انا انتظرك .
ليلى : مطلق ..لحظه .. طيب ليش تبيني اطلع ..
مطلق بعصبيه : كيف ليش ابيك تطلعين .؟ انا حر زوجتي وابيها وين المشكله في هذي .
مره واحده قولي لاهلي يطلعون معك ..
وقفل الجوال في وجهها ...
طالعت شاشه الجوال بإستغراب لتغيره المفاجئ ...
كان منفعل ومعصب لاخر درجه ...وهي تجهل السبب..
عجزت تفهم الرجل هذا ؟ عجزت واستسلمت ..



*************************



تأفف وهو يرمي الجوال في المقعد الثاني ..
ويرتخي في مقعده ... يفكر بتمعن و يتذمر من نفسه للمره الالف بعد المليون
و يعيد يسأل نفسه ؟لماذا ؟ و كيف ؟
هل كان عليه ان يخالف رغبته ؟ ومايريد ان يفعله في الحقيقه ..
لم كل هذا التطرف في مشاعره ..
لما تحيك مؤامره مع نفسك وتدعي السلام ؟
لماذا تلصق جراحك بكل جرح تلقاه وتغض الطرف عن الشفاء ..

دقيقه تلك المهاتفه السريعه .. اخبروك انها مريضه ..منهكه .. تعاني ..
فلما قفزت حواسك كأسد ثائر .. ؟
لما انحصر كل تفكيرك فيها ؟
تتذكرها فجأه وتترصد ملامح التعب التي لم يفهمها هو حين اذا ؟
لما اختفت كل معالم الاهتمام في خشونه خدشت انوثتها ؟

اعترف يامطلق ..
على الاقل كن صريحآ بينك وبين نفسك ..
عباءتك الليل وهي نجمه فيه ..
و سويداء قلبك نار من اجلها ..
اعترف ان الخوف هزك في كل ونه ألم تخرج منها ..
وان لم تسمعها .. يدركها قلبك قبل اوان ..
ان شيئا ما اعتصر فؤادك عند مساس الضر بها ولو من بعيد ..
مالذي حدث لك ؟
تعابيرها سهله مقروءه .. فلم تعسرها وتدعي الصلابه ..
اخرج من اغصان الشكوك الكثيفه و اسمح لبصيص النور ان يتسلل الى قلبك ..
رغم كل المراره الماضيه التي مايزال طعمها في فمك .. كالدم
عانق لحظات جميله لاتدرك في القادم ..
لحظات مضيئه تعانق حياتك معها ..
الحياة التي لم تشعر بها الا معها .. وبها ..
الحياة يا مطلق التي تنشدها .. هاهي بين يديك ..
لا تخنقها دونما حياة ..
تنهد بتعب .. و بألم .. من اجلها ..
ومن اجل انهاء الصراع الشرس بداخله ..

(الحقيقة صرخة بملايين الإيقاعات
و الموعظة ندب آحادي رتيب…)…


كانت ربع ساعه .. ينقر فيها بأصابعه على المقود في انتظارها ..
طرق على الباب المجاور له .. جعله ينتبه ..
مال ناحيه الباب وفتحه ... دخلت و قفلت الباب بإنفعال واضح ..
سأل : وين الباقين ؟
جاوبت بآليه : بيرجعون مع وفاء ..
انتظر لحظه .. والتفت حوله وسأل : وانتي ليش معصبه ؟
ردت بهدوء : لامعصبه ولا شيء .. اساسآ ليش اعصب ..اعطني سبب علشان اعصب ..
ابتسم وهو يحرك السياره ..
قال بهدوء : بنمر المستشفى اولا .. وبعدين ..
قاطعته : ليش المستشفى ؟
هدأ السرعه عند منعطف ورد بإسترخاء :
سلامتك ان شاء الله .. سمعت انك تعبانه ..
غمضت عيونها بتعب من تعذيبه لها
: الله يسلمك ياحبيبي من كل شر .. انا بخير الحين ..ماله لزوم المستشفى .

زادت ابتسامته على نطقها كلمه حبيبي ..
شعر بها تتغلغل في قلبه بدون عناء ...

مسك يدها بسرعه .. ناظرت في يده .. وقالت
: اترك يدي .. ؟
شدها اكثر ناحيته : وليش اتركها ؟
برجاء : شوف الطريق احسن لك .. ماتقدر تسوق بيد واحده ..
رفع حاجبه .. وقال بإبتسامته ..
: كل هذا خوف .. ماعليك افديك بروحي ولايصير لك شيء ..
على حلاوه كلماته التي تنتشي بها .. إلا ان وخز في قلبها لفكره فقدانه ..
احتد صوتها بنبره معاتبه : يعني انا خايفه على نفسي .. ليش ماعندي احساس ؟
ارتعش صوتها فجأه .. فعظت شفاتها تمنع ضعفها من الخروج للعلن وفضحها
شعر بها فترك يدها على الفور ..
قال : كنت امزح وشفيك صايره حساسه زياده عن اللزوم ؟
ظلت صامته طول الفتره .. تراقب فقط وتشغل نفسها بما حولها ولا تهتم به تحاول جزافآ
وهو ينظر لها مابين الفينه والاخرى ويتوعدها في حسابات اخرى ..
توقفت السياره .. و خرجت منها بصعوبه بسبب ثقل الفستان ..
طلع بسرعه ... والتفت لها تعاني بسببه ..
وقف قدامها .. وسألها : تحتاجين مساعده ؟
قدرت تتنفس اخيرا بعدما ازالت الغطا على وجهها ..
: لا مشكور ..
رفع حاجبه لوجهها المتوهج بمشاعر كثيره .. التعب والحزن والغضب ..
وبخطوه واحده ..رفعها بين يديه .. متجاهل صرخاتها الوديعه ..
: مطلق .. نزلني .. نزلني ..
مطلق وهو يمشي : وانا ماشلتك علشان انزلك ...
ليلى : الله يخليك .. نزلني طيب عند الباب..
مطلق بدون رد .. وهو يطلع الدرج .. ويبذل جهد مضاعف على نفسه ..
حتى فتح باب الجناح برجله ودخل ...
وقتها قال بهدوء بين انفاسه : والحين انزلي ؟
نزلت بخفه .. لكن يديها مازالت تلتف حول عنقه لغايه تصبو اليها
انتظر لثانيه .. يحاول ان لايسأل ...
دفنت وجهها متجاهله تلك الاصباغ التي عليها ..
تلك الحاجه الملحه وجدت مكانآ تختبئ فيه ..
وجدت ضالتها اخيرا ..
ضمها بيد واحده والاخرى تمسح على شعرها ..
: .. انا اسف اذا عصبت عليك ..
همست دون ان التفاته لاعتذاره : كنت محتاجه لك ..
اغمض عينيهاودفن وجهه في عنقها ..
: انا معك لاتبكي ..

كانت تريد ان تخبره بمكائد فاتن و رغبتها الجامحه في تدمير حياتهم
كانت تريد ان تخبره ان صديقه عمرها قد تخلت عنها عندما افصحت عن حاجتها..
كانت تريد ان تخبره انه محق ؟
هو معها في كل وقت .. بكل تفاصيله الدقيقه .. و اجزائه الممله .. في كل لحظاتها
فرح ، ترح ، صمت و صخب ...
تكره كل شيء فيه وتحبه !!!

ابى انا يتركها وهي بين يديه ..
تنهد بيأس ..وهي تنتحب بصوت منخفض ..جسمها يرتعش بشهقات حاره تخرج من جوفها
ولاتعبر عنها الا بها .. تجردها من صمتها و تجعلها حزينه ..ضعيفه..
سأل متألم لألمها وان كان يعرف انه جزء منه ...
: مين زعلك .. ... ابتسم بمرارة وعقب : طبعآ غيري ؟
اراحت رأسها على كتفه ..
وقالت بوتيره هادئه تقصد بها ازعاجه : انت ثم انت ثم انت ..
ابتسم بألم و يمسح على ظهرها بلطف ...
: انتي تبين تريحين نفسك ولا تعذبيني ؟

ضحكت بخفه على دعابه اطلقها على حالهما ..
هل حقآ عذابها هو جزء قاسٍ من تعذيبه ؟

رفعت رأسها عن كتفه ومسحت دموعها .. وقالت ..
: حتى الحين مافهمت ليش اخذتني من الحفله ؟
رجع رأسها لكتفه و رجع يحضنها بعمق اكثر ..
: قالوا لك انك تعبت .. وبصراحه مليت من ناصر .. الرجال تملك و استخف زياده .
رفعت نفسها مرة ثانيه وسألته بإهتمام : يعني خفت علي ؟
رجعها للمره الثالثه لحضنه وهي تتعلق فيه اكثر .. وقال كاذبآ ..
: لا .. قصدي مليت من ناصر وحفلته الغثيثه ..قلت ليش اجلس زياده ..
رفعت نفسها و مسكته من كتوفه وقالت بإبتسامه متلاعبه ..
: ليش يجيني احساس بعض الاحيان انك تغار من صاحبك ؟

فتح فمه ليتكلم .. لكن لم يجد كلمه يدثر بها خيالاتها الصحيحه ..
لم يكذب احساسها او يدعي غير ذلك .. وان كان كذبا ..
اكتفى بالابتسامه خير برهان لظنونها ..
غطت فمها تكبح ضحكه متشاغبه .. تأملت بريق عينيه ..
يحاول عبثآ ان يهرب من تحقيق ملزم ..
ربتت على خده بلطف .. فمالت عليه وقبلته بخفه ...
تركت اثر احمر الشفاة عليه ..
وقالت بلهفه صدق قرأت في صفاء عينيها ..
:انا ماقلت لك من قبل اني احبك ...

كاد قلبه ان يهوي الى القاع .. او هوى وكفى ..
لاتقوليها .. فأنا لم اعد احتمل نارك ايتها الساحره اللطيفه ..
لم اعد اطيق صبرآ حتى اضمك مره اخرى وامزجك بين جوارحي ..
لاتألمي قلبي .. بتلك الكلمه ..
لاافهمها بالشكل الصحيح .. ولا اعرف كيف اعيدها لك ..
هل تحبينني ؟..
كيف احببتني ؟
انا جلف .. و صخره جلمود قاسيه لاتكسر ولاتشرخ ابدأ
ان شيء محسوس وعكسه كذلك ..
انا طوفان هادر لايعرف التوقف ..
انا ذلك الوحش في قصتك ياحسناء ...


اختفت تلك الابتسامه المغامره على شفتيه .. واصبحت خط مستقيم شاحب
عينان تسقطان في المجهول ..ولاتعبران الواقع ابدآ ..
تكاد تسقط في جوفها غريقه ..
محيط .. محيط .. محيط ..
لامناره هناك ولا مرافئ في انتظارها ..
ولاعلامات حياة على وجهه ..
قحط وجفاف ..
وعمق للحضيض .. وللاسف ..
انتصبت بهدوء .. ترفض ان تغمس روحها في مدافن اليأس ..
فغدآ يوم اخر ..
غدآ ستأخذ نفسآ طويلآ قبل ان تغوص مجددآ ..


******************************


فؤاده كالساعه لاتتوقف .. يدق حتى مل من نبضاته المسموعه
يحرث الشقه ذهابا وايابا ..
يقبض على جواله بشده .. يبتسم بينه وبين نفسه ..
لان ماتمناه اصبح حقيقه ..
الساعه الثانيه والنصف وهو مازال في انتظار رساله الرحمه ان تبعث له ..
كان ينتظر .. بشغف وصورتها ماثله امامه ..
كم ابهجه اللقاء بعد ايام طويله من السهر و الحيرة ؟
جاءته الرساله اخيرا .. " هذا رقمي .. وداد "
اتسعت ابتسامته ورمى بنفسه على الاريكه .
ومباشره دق عليها .. انتظر لنهايه الرنه .. حتى انفتح الاتصال ..
ناصر : السلام عليكم ..
كان صوتها بعيدا مرتعشآ ..: وعليكم السلام ...
ناصر : لو تأخرت دقيقه زياده ... كنت دقيت على طلال .. و اخذت رقمك .
سمع انفاسها المضطربه وقال ..
: اشتقت لك ...
زادت وتيره انفاسها بحده .. و تنبأ بخجلها ..من سماع كلماته لها ..
ابتسم وهو يقول : السموحه ..ثقلت عليك العيار .. لكن مااقدر اخبي مشاعري اكثر ..
وداد : لا عادي ..
ناصر : ما تعرفين الليالي الطويله اللي سهرتها وانا افكر فيك ..
وداد بصوت خجول : ناصر ..
ضحك وقال : عيون ناصر ... لو تدرين ماني مصدق ان حلمي صار حقيقه ..
سألت بتعجب : انا حلمك ..
ناصر براحه : اكيد .. عندك شك ..
وداد بتوتر : لا .. لكن ...
ناصر بصدق ووضوح : انا ماقلت لك ..انك اخذتي قلبي وعقلي من اول لحظه شفتك فيها ..
هدأت وداد .. ولم تجد ما تقوله له اكثر من ذلك..
في الاساس لم تعد قادره في مجابهته بكلماته المؤثره ..
ناصر : انا صريح ياوداد .. واللي في قلبي على لساني على طول ..
حس في ترددها وصمتها الطويل المرتعش ..
حس بخلجات قلبها المتوتره ..
لحظه .. مابين العقل والقلب حسابات ..
في الحياة من الاساس حسابات اخرى ..
تجاربنا مع الاخرين تمنحنا درس للقادم ..
الخذلان والصدمات الصغيره والموجعه ... بعضها تمضي بدون اهميه
والاخريات تمر متثاقله نتفحصها جيدآ ونهتم ..
نتعلم منها ونستفيد ونفيد ...
تجعل منا اناس اخرين .. فاهمين .. ذوا خبره و ادراك ..
العلاقات ليس شيئا سهلا يسيرا ..
بعضها كذلك والبعض الاخر معقد لحد الاستحاله ..
ولسنا كلنا ساذجين لحد الفكاهه .. لنوسع الحياة بمجرد كلمه وان كانت صحيحه ..
او نفتح مغاره الكنز .. بمجرد مفتاح مزيف ..

نطقت بيسر : لو قلت لك اني خايفه ..
بإهتمام واضح : خايفه مني ؟ ..
جاوبته بدون تردد لسكينه شعرت بها ناحيته ..
: خايفه.. من الالم ..

شعر بقلبه يذوي عند رقتها ..
أليست كـ ياسمينه .. تخدشها النسمه الرقيقه ..
تخاف السقوط بخشونه على ارض الواقع ..
وتهاب اقدام العابرين ان يمروا عليها ..


قال بتفهم : انا ماأضمن لك الحياة .. لكن أضمن لك نفسي .. اوعدك يا وداد .
ابتسمت بينها وبين نفسها برضى ..
وهمست .. لاداعي للتفكير في غدا او بعده ..
ستعيش اليوم بما فيه .. وتترك القافله تسير ..
سمعت صوته فإبتسمت اكثر ..: ودادي ..

ابحرت معه في ليله .. ليست كتلك التي تقرأها في عبير او احلام
ليله عاشت فيها ماكانت تتمناه .. واكثر
من قال ان الفارس على الحصان الابيض مجرد وهم لانثى حالمه
او هي احلام ورديه لطفله تكبر رويدآ رويدا .. وتمحي الصوره ..
فعلا .. في حاله وداد .. فناصر فارسها .. المنتظر وحلمها المسكون في قلبها ..
فالحمد لله حمدآ كثيرآ مباركآ كما يليق بوجهك وعظيم سلطانك .. على نعمتك .

********************************


يوم بعد يوم .. والليالي تتوالى.. وقمر في ليله كامل ..
بدر شهي المنظر بهي الطلعه ..
اماسي العشاق في ليال طويله متعاقبه ..

تسطع بعده نور الصباح .. وشمسه المتعاليه .
ضياء كون و ألوانه الزاهيه ...
رموش الاماني المتطايره ..
زهاء الارواح النديه .. المسافره ..
ويبدأ الوكب .. مابين الذهاب والاياب ..


ويأتي الصباح ..
لـ ..يعاود الكل ترتيب احلآمه ..
من جديد !


}رباااااه ..
سقيآ أمل ...
لـ .. جميع احلامنآ المبتوره ...


انتفضت مذعوره .. لكابوس اطبق عليها ..
و غاثت نفسها .. فزعآ و غثيآنا مريرا وقف في حنجرتها ..
اسرعت للحمام .. تستفرغ ما جوفها ..
قام مطلق من نومه لما حس بفقدها ..
وسمعت صوتها من الحمام .. قام لها بسرعه
وقف على الباب .. وناظر لها ..مستنده على الحوض ..
تنتفض كعصفوره جريحه ..
سألها بخوف: وشفيك ؟
مسحت جبينها واشرت له على بالابتعاد ..
راقب ارتعاشتها و وقفتها المترنحه ..
اقترب منها .. ومسك خصرها بيد واحده .
قالت بإنزعاج : اطلع برى .. مابيك تشوفني كذا ..
قال ويده الاخرى تمسح جبنيها بالماء البارد..
: ماعليك مني .. خذي راحتك ..
زادت ارتعاشتها .. والالم في صدرها يزيد ..
وهي تدنو من الحوض .. بدقائق عسيره شعرت فيها بإنقلاب معدتها
و اختناق انفاسها ..
غسل وجهها بالماء البارد وحملها برشاقه للسرير ..
استلقى بجانبها بعدما اراحها على الفراش .. مسح شعرها برقه
: شوي وتجهزين نفسك .. بوديك المستشفى يعني بوديك ..
شوفي وجهك كيف صاير ؟
ادارت ظهرها له و قالت بإنهاك .
: تعب خفيف ماله داعي نروح ..
ادراها ناحيته بحده وقال ..: كل شيء عندك ماله داعي .
انا قلت باخذك ..لو اضطريت اني اشيلك شيل ..
المشكله فيني انا من قال لي اخذ شورك ؟
حاولت انها تبتسم .. لكن حتى هذه مشقه لاتطالها ..
قالت و عيونها مغمضه : يمكن تتأخر عن شغلك ..
قام منرفز منها : في ستين داهيه الشغل وصاحب الشغل ..
دخل الحمام و اقفل الباب بعنف خلفه ..
تنهدت بتعب .. على المزاج العكر ..
لم الاستغراب ؟ فكل هذا وليده ليله شاحبه قضتها .
كلمه وقفت لها واعلنتها في وجهه.. ومازالت في انتظار عودتها إليها ..
فجرتها بدون مقاومه منها ..
تعبت في اختزانها في قلبها .. والتعب زاد اضعافا بعد قولها
ماذا كانت تظن منه ؟ وانتظرتها منه يومآ او بعد يوم ..
هل كان سيقول لها وانا ايضا احبك ؟
يكفي .. تعذيب لنفسك ...
فالحب خطان متوازيان لايلتقيان ..

الحب خطان متوازيان
إنك ساحر وشرس
تخشى اطمئناني اليك :
تتوهمه فخا …..
وتخشى هربي منك :
تتوهمه لا مبالاة

****
يا رفيق الحزن , الهارب من دربي
متل طائر هجر الحدس
وحمل البوصله …..فضاع …..

****
تقدم مني بلا ذعر
وشاركني مهازل الذاكره المشروخه
وانتفاضه الشرايين الضجره
في مدن منسيه
****
آ ه لا تذهب , لا تحضر
لا تقترب , لا تبتعد
لا تهجرني , لا تلتصق بي
لا تضيعني , لا تؤطرني …..
ولنطر معا
في خطين متوازين لا يلتقيان
لكنهما أيضا لا يفترقان !000
إنه الحب !…

!…>>> من قصائد غاده السمان


كل هذه الافكار مازالت تعصف بها وهي في صاله الانتظار في المستشفى
اخذوا الامر بتهويل عظيم وهي مجرد نزله برد .. وليس اكثر ..
تحاليل من هنا و اخرى من هناك .. الكثير من التعقيد ..
اذهبي هنا و تم تحويلك الى المكان الفلاني ..
ملت من الانتظار وتلك الرغبه في النوم قد عاودتها مجددآ ..
نادت الممرضه بإسمها .. لمحت مطلق يراقبها بنظراته .. وهي تدخل بعدما ان
اطمأن من جنس الطبيب المعالج .. " انثى " للاهميه فقط ..
استرخت تستمع لتلك النصائح العظميه .. و الابتسامه تفتر من بين شفتي طبيبه
في الخمسينات من عمرها .. لتفجر المفاجآه في وجهها ...
: " مبروك " انتي حامل ...
شعرت بأن المكان قد اطبق عليها وان الهواء قد سد منافذ اذنيها ..
سألت بإبتسامه غبيه : لو سمحت عيدي اللي قلتيه .
الطبيبه : قلت مبروك يااختي انتي حامل .. ..

ماهو الشعور بداخلها بالتحديد ؟
اهي شرارات الفرحه الغامضه التي تطايرت بداخلها ..
ام مازالت الصدمه تسري في عروقها ولم تأتي برده فعل مباشره واضحه ..
فجأه .. غطت وجهها بيديها واجهشت بالبكاء ..
بكاء صادق يعبر عن كل مافيها ..
بكاء كان لابد ان تذرفه قبل الخطوه القادمه ..
سألت الطبيبه بخوف : في مشكله يااختي ؟
رفعت رأسها بإبتسامه : لا ..
ضحكت بخفه وقالت بدون تصديق : انا حامل ..
هزت الطبيبه برأسها بنعم .. و هي في حاله استنكار لحاله ليلى ..
مسحت دموعها وقالت : شكرا.. الله يعطيك الف عافيه ..
وقفت الطبيبه : مبروك ثاني مره .. لاتنسين انتبهي لنفسك
و واظبي على متابعه حملك عند طبيبه مختصه ..
ليلى بإبتسامه رغم الدموع : ان شاء الله ..

كان قلبها يدق بعنفوان كبير .. بلهفه وشغف وحب يتعاظم في كل دقيقه ..
هناك جزء منه ينمو في احشائها ..
هناك روح تتقاسم كل اجزائها معه ..
راقبت مطلق .. ينظر للارض بتفكير عميق .. و يحرك سبحته العزيزه عليه بين يديه ..
ابتسمت .. يالـ حبها العظيم لهذا الرجل ؟

انتبه لها وتقدم منها .. سأل : خير ايش قالوا عندك ؟
مسك يدها ومشت معه ..
شعرت بغصه ان تخبره بذلك بيسر ..
تخاف الان من رده فعلها ..
ان ترقص طربآ في ازقه ممتلئه بالناس ..
ام تعانقه بلهفه وتخبره بالامر المبهج ..
همست وهي تميل ناحيته بإثاره : حامل ..
توقف وقال بدون تركيز : ايش ؟ انتي ...
همست بحشرجه دموع وبإبتسامه صغيره وعينها تراقب انفعالاته ..
: انا حامل ...

شعر بالخدر في تعابير وجهه .. شي مشدود شاحب ..
لاشيء .. هناك..
لا ابتسامه .. او ومضه في غرائب عينيه .. او ارتعاشه اهدابه .
كأنه استحال الى تمثال ..
حتى شفتيه اصبحت اكثر جفافآ ..
ابتلع غصته واعاد الكلام على نفسه .. حامل .. حامل هي مني
اي غرق اتنفس فيه ..
واي فرحه اغص بها ..
واي توق تصعد به روحي وتلامسه بجنون ..
اسمع صدى ضحكتي داخل قلبي و لااعرف كيف اخرجها
كيف افتح فمي .. و اطلقها ترافق الهواء ..
سأصبح ابآ عن قريب .. طفلآ هو مني واريده كله منها ..
ارتفع صدره بأنفاس هائله.. متوتره .. .. وترك يدها برفق ..
فرحته انسته كل العسر الذي تولد في حياته ..
فرحه جهل كيف يظهرها ..
فرحه خائفه من العلن تخاف الاندثار..
ضوء هائل ينعث من قلبي و يتسلل كالظلال دون ملامح ..
ومشى .. تركها خلفه مذهوله ..
مفجوعه من رده فعله و خائفه ..
ومكسوره في شموخ افراحها ..
تعثرت في خطواتها وهي تلحق به..
تكاد تجزم انه نسي وجودها ..
كل شيء فعله بعشوائيه .. بآليه ..بغرابه تثير الشك ..

سألت بألم : مطلق وشفيك ؟
خرج من صمته بحذر واجاب ..
: مافيني شيء ؟
انفجرت من الغيظ في وجهه .. لم تعد تطيق الاحتمال
: كيف مافيك شيء .. هذا تصرف شخص زوجته حامل ؟
كان بيرد عليها قبل تتكلم : يعني مو فرحان .. ليش ماتبيني احمل ؟
التفت لها بحده وقال : من قال كذا ؟
وابتسم ...: بالعكس انا فرحان ..لكن كل السالفه اني كنت مندهش ..
صرخت بحده تخرج فيه من رزانتها المعهوده
ترفض الخنوع تحت سيطره ابتسامته ولين ملامحه ..
: وهذا شكل واحد فرحان و مندهش ..ليش ؟
قال بحذر شديد : اخفضي صوتك .. ترانا في الشارع ..

التزمت الصمت.. بدموع صامته .. قد خارت قواها فجأه ..
اهلكها بروده و هدوئه ..
قبل تطلع مسكها من يدها وقال بحنان :
انا بالعكس فرحان بالحمل ... الموضوع اني ماتوقعت ولا فكرت في لحظه انك حامل ..
الحمدلله .. ربي رزقنا .. مين يقدر يرفض نعمه من الله ..

حست بشيء يسقط للقاع ... ابتسامه يسيره ماتت بكل هدوء على شفاة الصمت
ماتت في شتاء قلبه وكلماته متجمده.. وتعبت فجأه ..
تكلمت ببرود غير مقتنعه برده ...
: الفرحه ماتت ..كل شيء يوصل عندك يموت فجأه.. مثلما مات حبي لك ..

وخرجت .. وخرجت روحه معها ..
تأمل مكانها بفراغ .. بفراغ بحجم السماء في قلبه ..
لم يكن يقصد ..يالسوء حظك ..
اهكذا توقع نفسك في اخطاء لم تكن تتوقعها ..
اطلق تنهيده عاليه .. منهكه ..
كانت سيتبعها ويتوسل الصفح .
يقول انه ارعن في الحب ..
في وصف الكلمات ..
في تحديث المشاعر .. في نسجها ..
في البوح بها ..
سامحيني .. سامحيني ..
غبي انا معك بالدوام ..
غبي بحله بهيه وعقل راجح .. وقلب كقلب طفل لا وجه له ..



**********************************



يسعد صباح الورد يا ريحة الورد..
ويسعد نهار اللي تعنى وشاله..
يسعد صباح العين والرمش والخد...
ويسعد صباحك كاش ما هو حواله...
يفدونك العدوان جد ورا جد ...
وتبقى لنا زاهي في كماله..


باقه من الورد الاحمر .. اريجيه زاهيه المنظر بين يديها ..
اجتمعوا حولها بنات جنسها من معلمات الروضه ..
وهي تحتضنها منشيه بفرح ... كبير
ومابين نظره حسد و غبطه و عدم اهتمام ..
كانت هي السيده الاولى .. في كل شيء ..
كم مر .. عليهم .. مجرد ايام وكأنها سنين برفقته ..
لن تبدلها بأي كان ..
احتضنت الباقه كملك ممنوع الاقتراب منه ..
وارسلت بلهفه لعلها تعانق قلبه ..

صباح الكلمة الحلوة
صباح بليا حدود
أحبك ياترى تسمع
أحبك وانته المقصود
حبيبي كيف ابشرحلك
وشرحي للأسف مفقود
صباح يبتدي منك
لأنك نسمته اللي تسود
صباح يحتويه الكون
لأنك فيه انت موجود


ابتسمت .. لتعليقات قد طالتها من الاخريات ..
وهمس لسانها بخوف ..
"اعوذ بالله من كل كلمات الله التامات من شر ماخلق "


غردت روحها مع نغمته الخاصه ..
فتحت الاتصال بدون تأخير ..
لتسمع صوته المحبب .. : صباحك سعاده ..
اجاتبه بخجل : صباح الخير ..
ناصر : وصلك الورد ..
وداد : مشكور عليه .. احلى ورد شفته بحياتي ..
انتفض قلبه وهمس بعمق : وحشتيني .
كانت ضحكتها ردآ على اشتياقها له ..
فامتزج مع روحها .. وقال بدون صبر ..
: يابنت .. خفي علي .. ترى قلبي مايتحمل ..
ابتسمت لرومنسيته المفعمه بالمشاعر ..
وحينها همست له بصدق: الله يخليك لي ..

توقف عن الكلام .. و ابتسم برضى ..
وارتاح .. ذلك النقص قد امتلئ وفاض بحنان امراءه سكنت روحه وقلبه
وابدلت تعاسته افراحآ وبهجه ..
وانغمس معها بحديث في المستقبل ..
ماذا ينويان ان يفعلا ؟ في كل شيء .. في كل شيء في حياة ..


**********************************



نجمه ..

تثاؤبت في صباحها الباكر .. لاعمال يوميه كأشغال شاقه واجبه ..
وناظرت امها وهي تجلس على بساط في ظل فسيح .. كعاده صباحيه .
ويبدو عليها الغضب ..
جلست على طرف البساط ..
وقالت بأسف :يمه انتي زعلانه مني ؟
ام نجمه بدون تناظرها : الله يسامحك دنيا واخره اذا زعلتيني .
نجمه : مادامك قلتي كذا يعني انك زعلانه ..والله يايمه ماقصدي ازعلك
لكن انا بشر عندي احساس .. لما اخوي يقول عني ان وجودي للخدمه بس
صراحه شيء يقهر ..
ام نجمه: الله يهديكم يايمه .. اللي يحز بخاطري ان اخوك سافر وهو زعلان ..
نجمه بندم: نحن دايم نتخاصم مع بعض ونتراضى من انفسنا .. ماتعرفين طباعنا ؟!!
دق الباب الخارجي .. فتأففت وقالت ..
: هذا اللي ناقصني .. مالي خلق اقابل احد ..
ام نجمه : اششش عيب واناامك لااحد يسمعك ..
قامت وهي تتأفف وتدعو ربها انا مااتكون واحده من الجيران ..
اول مافتحت الباب .. تفاجآت بولد صغير في السابعه من عمره
مد لها بكيس هدايا .. وقال ..
: استاذ سعود .. يقول الدرس بدأ ..
رفعت حواجبها.. بإستغراب و الولد يجري بسرعه من عندها ..
قفلت الباب .. ومشت ناحيه امها وهي تقلب في الكيس
ام نجمه : مين كان عند الباب ؟
نجمه : ولد .. اعطاني الكيس يقول من سعود ..
امها بإبتسامه : افتحيها.. شوفي ويش فيها ؟
نجمه بتجهم ..تخفي سعاده صغيره تتراقص داخلها .
فتحت الهديه .. ولقيت صندوق .. فتحت الاول وتفاجآت في الثانيه
وصندوق داخل صندوق حتى وصلت لصندوق صغير ..
قلبها بدأ يدق بعنف .. عضت شفاتها بترقب ..
فتحت الصندوق .. لتتفاجئ بوجود رساله صغيره ..
مكتوب على ظاهرها " الى زوجتي العزيزه "
كررتها بموسيقيه اكثر "زوجتي العزيزه "
ابتسمت مبدئيا .. لتفتح الرساله .. و تبحلق عيونها في المكتوب
حتى كادت ان تحرقها بنظراتها ..
" اذا كنت ما اهمك ..فإنتي ماتهميني .. رضيت ولازعلت بكيفك "
نجومه .. كما تدين تدان .. هذا اول درس .. كيف تعاملين زوجك بإحترام ؟

شهقت بصدمه .. شالت كل علب الهدايا ..
وقامت بسرعه متجاهله .. نداء امها لها ..
دقت على جوال سعود بعصبيه ..
فتح الاتصال وقال : هلا حبي .. صباح الخير ..
سألت : ايش الرساله التافهه اللي ارسلتها لي ..
سعود : اي رساله ؟
نجمه : بالله ماتعرف اي رساله ..
ضحك سعود وقال : قصدك الدرس ..
سمعت صوت الجرس فاعتذر سعود..
: حبيبتي .. الدرس الاول بدأ .. مع السلامه .

صرخت بقهر وهي ترمي الجوال على فراشها ..
: حبيبتي .. طيب ياسعود ..

شدت شعرها من الغيظ .. عكس سعود الفرحان والمرتاح
اخير برد قلبه من نجمه .. وبدأ يفكر في الدرس الثاني .



****************************


وقفت على عتبه الباب .. تراقب ابوها يقرأ بهدوء
كم مر من الوقت وهي تعزل نفسها ..
تستدرك في لحظات خطوات عصيبه عليها اتباعها ..
عليها ان تطوي صفحه الماضي ..
تطويه بلانسيان .. فالامل الوافر فيه قحط ..
لن تنسى ولو ارادت .
عليها المضي في حياتها ..
نادت بصوت منخفض : بابا ..
ارتفع رأس ابوها عن الكتاب .. وقال :
ريهام.. ادخلي ..
ابتسمت و قالت : ما بي ازعجك .. جيت علشان اخبرك ...
اخذت نفس طويل وكملت : اني موافقه ..
ابتسم والدها بفرحه .. فردت له الابتسامه ومضت ..
منعت دمعه ان تنهال من اجل ذاك ..
فحياتها الان ستقترن بأخرى ...
عليها الكف عن التفكير في الماضي .
دخلت حجرتها و جلست مكانها بهدوء دون اثاره ..
دقت على اريام ..تخبرها ان تحتاج تشوفها اليوم
بعدما اعتذرت عن الحضور للجامعه ..
لكنها ماردت.. فأرسلت لها رساله و قفلت جهازها ..
فكرت تزورها في البيت ..
تنهدت وهي تستلقي و تقفل النور ..
وتهرب من التفكير بالنوم ..

********************************


انتهى من مواعيده المبكره ..على الظهر
وخرج بسرعه من المستشفى ..بعدما تذكر موعده المنسي منذ ايام ..
انشغل في تحضيرات الملكه .. وتناسى امر مهم بالنسبه له ..
قرأ العنوان بوضوح..ووصل له بعد نصف ساعه بالسياره
وصل لعماره من سبع طوابق ..
راقب موقف السيارات و انتبه للكابرس البيضاء .. اقترب وقرأ اللوحه و تأكد منها .
تقدم منه بواب العماره المصري ..
فسأله بعدما سلم عليه ..: لو سمحت مين صاحب السياره هذي ؟
البواب :دي للاستاذ وسام العامر ..ليه في حاجه ياسعاده الباشا ..
ناصر بثقه : لا ابدا ..اشار للمبنى وسأل : العماره هذه عزوبي ولا عوائل ؟..
البواب : لا .. دي للعزابيه .. عايز حاجه ..
ماقدر ناصر يرضي فضوله عند الاسئله هذي ..
فسأل : طيب .. وسام موجود ؟
البواب : اه .. هو موجود .. لكن اكيد نايم زي عوايده ..
ابتسم ناصر وناوله بطاقته .. وقال ..:
: لوسمحت .. اذا شفته قول له يكلمني ضروري .
البواب : طيب اقوله مين ؟
: قول ناصر .. وهو يعرفني ..

غير وجهته للبيت بعدما ادى نصف المهمه ..
لازم يعرف مين يكون وسام ؟ وايش سره ؟

دخل الشقه بعدما اشترى له الغداء .. دخله المطبخ مباشره ..
نزل شماغه و رماه على الكنبه .. توقف مكانه وهو يشوف مطلق قدامه
جالس على الكنبه و راسه في الارض ..
ناصر بخوف : بسم الله خوفتني يارجال ..
مطلق بدون مايطالعه : ماكان عندي مكان ثاني اروح له ..
اقترب ناصر وجلس قبالته محافظ على رباطه جأشه ..
: خير يامطلق ؟ فيك شيء .. احد من اهلك فيه شي ؟
رفع رأسه .. مبتسم .. يريح بها شكوك صاحبه ..
: لا الكل بخير .. لكن...
رجع يقلب يده ويتأملها بهدوء .. هز رأسه برفض وبعدها وقف ناحيه النافذه
سأله ناصر بهدوء : صاير بينكم شيء ؟
رد عليه بسؤال : انا تغيرت ياناصر ؟
ناصر بدون فهم : كيف ؟
مطلق بإلحاح دون ان ينظر الى صاحبه ..
: انا اسألك .. ملاحظ علي اني تغيرت ..
ابتسم ناصر وهو يوقف قربه ويطالع للخارج ..
: لا .. يعني في بعض الاحيان ..
تنهد بحيره .. فلجأ ناصر للصمت والانتظار ..
قال وعيونه تبحر في مكان ليس بقريب .. منهم .
: أحبها ..
وبدون تركيز من ناصر للكلمه ذاتها ..
: طيب .... ناظر صاحبه واعاد الكلمه من ناحيته : تحبها .. مين هذي ؟
مطلق بهدوء : احس اني اغبى انسان على وجه الارض ..
ضحك ناصر بعدما فهم كلامه ..
وقال : علشانك تحبها .. تقول انك اغبى انسان .. يااخي عادي .. كل رجال يحب مرته
انا هنا اموت في زوجتي .. امر طبيعي ..

تنهد مطلق وناظر صاحبه ..
نظرته عميقه ... تملؤها الغموض ..
مدثره بالعديد من المشاعر الخائفه ..
تلك الحده القاتله فيها اختفت ..
تلك الشراره الناريه انطفأت ..
هل تغير ؟ نعم ..
لما لم تخبره بالامر الجلل .. كم هذا مضحك ..
هل الحب يجعل الانسان مرهفآ هكذا ..
مبهمآ .. يقطع الالاف المسافات وهو لايتحرك قيد انمله .
هذا مطلق ؟ آلا تفهمون ..
ليس بشرا عاديآ .. شيئا منه ينتمي للحجر ..
في قلبه تعويذه لاتكسر ابدا ..
لايعرف سر الدخول الى عالمه ..

قال بهزيمه .. وضحت من انتكاسات رايه الحرب ورفرفه الخذلان في دهاليز عينيه ..
: .. لاني مااعرف اقول كلمه احبك بسهوله .. مااعرف اوضح مشاعري بدون تعقيد
خايف من التغيير .. خايف من مشاعري الجديده وخايف اني مااعرف نفسي بعدها ..
هز رأسه بيأس ونظره يشرد للبعيد..
وكمل : تعرف ليش اقول اني اغبى انسان على وجه الارض ..

هز ناصر رأسه موافقا .. ولو امعن مطلق في ملامح صاحبه
لعرف انه يسخر منه .. بحركه واحده يثبت كم هو غبي حقآ ..
بصراحه ان ناصر مقتنع اشد الاقتناع ان صاحبه ..
غبي وعنيد وجاهل .. وصعب المراس ..
اشفق على قلب امرأه تجابه رجل مثله .. ليست ليلى فقط
كل انثى على وجه البسيطه .. تواجه رجل على شاكله صديقي الاحمق العزيز ...
يعتقد ان تلك الرواسي في حياته لن تتزحزح بسهوله ..
وان كانت كذلك.. فلن يحركها من مكانها الا هو بنفسه .. لاغير ..

وآآه يامطلق ..
كل ذلك الثراء والزخم الشبابي الفاخر ..
تطمر نفسك في رمال بارده ..
وتشتهي قطاف الكلمات في صحراء قلبك ..
كلمات .. كلمات .. من اشجار الحياة ..
رثه كانت بالنسبه لك ..
وحبك جديد.. صافي كالنهر في مرآه الجليد ..
كلمات .. كلمات .. كلمات ..
مهترئه .. كأزياء عتيقه بللها المطر ..
وحبك نضر ..شرس .. شمسي ..
حاول .. حاول ..
اصنع الفاظ جمى واقطع اللجام ..
انسج مشاعرك بلا حسبان وصيغها بأمان ..
ولاتيأس ..
فـ حبك عنيد مثلك .. فلاتيأس .


القاكم

كبرياء الج ــرح 29-03-11 05:55 AM


السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ..

سلام .. تحيه من الرحمن
تحيه اطيب من كل التحايا .. معطره بالورد والريحان ..


{ الشوق’ } .. مآ يرحم ولآ فيه .. ( حيلـه )
لآ جآك’ مآ يقبل’ .. تصآريف’ و أعذآر ..!!

لآ جآك’ حمّلك’ ~ الحمـول’ .. الثقيلـه
حتى لو انك’ ( جآمد القلب ) تنهآر ..!!


في البدايه .. اعتذار مبطن بالود و الاحترام .. لكل من صافح روايتي برده واطلالته المبهجه
و عاتبني عتاب الاصحاب .. لايخلو من اللوم والتأنيب .. وساندني في الغياب وهم كثيرون ..
غياب مفاجئ غير مبرر لديكم .. ولكنه لدي مبرر و تحت الضغط ..
لن اصيغ الاعذار الا بقول صادق .. أصابني واصاب جهازي خلل فني .. اخرني عنكم
وألجمني عن الكتابه لايام طوال .. شعرت خلالها بالظمآ لفقداني لكم والله .. لمنتداكم بشكل عام
ولروايتي بشكل خاص .. ولكم احبتي لمن كنتم معي .. و رافقتموني حروفي و كلماتي ..

بمجرد ماانتهيت من الكتابه احببت انزال البارت لكم في غير موعده .. فلقد دفعني الشوق للعوده اليكم
اعتذر مجددا للاخلال بالموعد .. لكن بمااني طرقت ابواب النهايه لااجد مفرآ الا ان القاكم وقتها ..
لاتحرموني ردودكم .. واقول بصدق اني اشتقت لكم جميعآآآآ


قراءه ممتعه ..



الجزء التاسع والثلاثين :





أحبك, أحبك, أحبك
أعرفك جيداً على حقيقتك
وأحبك

لا واحه لي غير قحطك
لا امان لي غير غدرك
لا مرفأ لي غير رحيلك
لا فرح لي غير خيانتك
لا سلام لجرحي غير خنجرك

أحبك , كما انت
افتقدك , كما انت
أقبلك كما انت …

فلينفجر القلب بلحظة اعتراف : تعال
ما زلت أحبك
أكره كل ما فيك
وأحبك !…>>>>غاده السمان


مضى الوقت مليئا بالدقائق المجنونه .. فرح وصخب و تهاني تصل حدودها للسماء ..
وهي تتقاسمها مع الجميع بدون استثناء .. بمجرد سماعهم الخبر .
وخاصه تلك الرؤؤم التي بدأت بالبكاء الصامت المؤثر ..
تلوح السعاده المبشره على وجهها .. وتمتنع عن التصريح بها اكثر من ذلك
عذرتها ليلى .. وقدرت صمتها الطويل ..
وهي كانت تحتاج للصمت .. لتختبئ هي نفسها من مايعتصر قلبها من ألم ..
ألم شعرت بالمخاض فيه .. هزلت روحها بعد ذلك الاحتكاك القصير معه ..
لكنه طويل .. ومديد بطول ايام العذاب واضعاف اضعافها قضته في ثانيه .
وانعزلت بعيدآ عن الجميع في حاجه للراحه ..
هدرت انفاسها بصخب منزعجه من تسارع قلبها ... فانكبت على نفسها هازئه من الحال
تبكي .. تبكي .. تبكي فرحتها تلك التي ماتت على شفاته الصامته ..
تبكي خدعه حاكتها حول نفسها ..
كان يجب ان تفهم انه رجل مختلف ... رجل ليس كمثل غيره من الرجال ..
رجل لايتأثر بالمشاعر الجمى التي تحيط بها ...
رجل لايفهم ان الافصاح عن عاطفتها اكبر تحدي قامت به ..
اكبر مجازفه غامرتها في حياتها ..
واعظم خدعه سايرتها منذ البدايه ..
كانت تعتقد ان الاماني المنثوره على ارضه الجرداء .. ستنبت زهرآ ..
لكن للاسف .. ان دمها على شوكه النابت مازال نديآ ..
كانت تظن ان سحابه حبها .. ستمطر حبآ مضاعفآ ..
لكن ماظنته مطرآ .. قد اصبح طوفآن هادر .. غادر .
مازالت ترتجف من هول مافيها من ألم .. ولم تعد تسيطر ..
ولم تعد ليلى بدواخلها تحاكي الواقع بالمنطق المطلوب ..
مايجب او لايجب .. لم يعد يهم ..
للمره الثالثه .. تنظر الى اسمها بين الاسماء ..
وتناشدها بصمت .. ان اوقفي قربي ياصديقه ؟
لم تشأ ان ترسل رساله مفادها ان محتاجه لك ..
هي مجروحه منها .. لكن الجرح لايماثل ماتشعر به الان .. فهو اكبر ..
ماهو الوقت الان ؟
وما الحاجه للسؤال ؟ هل يهم ..اكان فجرآ ام مساء ..
هي محتاجه وكفى ...
لم تنتظر طويلآ .. حتى ضغطت على الاسم بإتصال ..
وانتظرت .. انتظرت .. اختفت رنه وعادت مرة اخرى ..
وحينها .. اصبح الجو مدعومآ بالصمت ..
انتظرت حتى تبدأ تلك .. او هي تكون البادئه ..
لكن ماتسمعه كان صوت انفاسها ..
فارتعشت شفاتها بحزن وهي تبكي ..
وهمست بفرحتها المغتاله : آآآنا حامل .
و مازالت تبكي .. يحتضن الاثير شهقاتها
و صديقتها .. تستوعب بمشقه ماتقوله ..
او لم يكن هناك وقت لتستوعب ؟
او حتى تعطي لرده فعل عن ماتقوله ..
في اي وقت .. عند سماعها الخبر ..
تظن نفسها انها ستقفز من الفرح .. وتصرخ بعالي الصوت معبره ..
لكن الان .. وقت اخر و حاله اخرى وظروف مصاحبه مختلفه ..
علامه استفهام وخوف كبيره .. تتمثل على وجهها ؟
وألم .. ألم .. من الخذلان.
كانت دعوة للاحزان ان تعالي ؟
ان استقبلينا بضيافه مرغوبه .. فنحن نهرب بها إليك ؟



***************************



شعور بالخجل قد اعتراها ... وهي الرفيقه الدائمه ..
لكن في لحظه شعرت بأن كل غضبها منها لاقيمه له .. وليس له اي معنى ؟
سألت بخوف : ليلى .. حبيبتي .. وشفيك ؟ صاير لك شيء ..
لم تجبها سوى انتحاباتها الصامته ..
نجمه : ليلى .. الله يخليك ردي علي ولا تخوفيني .
ليلى ببحه بكاء : وينك عني ؟ ياقسوه قلبك يا نجمه .. كنت محتاجه لك ..
احتقن وجه نجمه بغضب من نفسها ..
لكن ليلى استغلتها على الاقل .. هناك شخص مذنب تستيطع ان تطبق عليه
و تخرج بعض من غضبها عليها ..
: عمري ما توقعت انك انانيه .. لدرجه انك تنسين اللي بيننا .. و تتجاهليني .
نجمه بهدوء خجول : انا اسفه .. ماقصدت اخذلك في وقت كنت محتاجه لي ..
لكن لازم تقدرين اللي انا فيه ..
ليلى بصوت هادئ بعدما ارتاحت من نوبه البكاء ..
: اقدر .. انتي ماتفهمين شي ..
تنهدت وتغاضت عن التوبيخ
وسألت :كيفك يا بنت .. وحشتيني ؟
رجفه شوق انتابتها فجأه و شعرت برغبه في البكاء هي الاخرى
لكنها ضحكت تداري بها غصتها ..
: أنا بخير .. انتي كيفك ؟ وتعرفين انك توحشيني كل يوم يمر علي
ليلى بإبتسامه : لا ..في هذي صدقتك ..
نجمه بروحها الشقيه : مبرووك ... واخيرا صرت خاله ... وصرتي ام .
تنهدت ليلى : الله يبارك فيك ... وعلقت بخيبه : لكن ابوه ما يبيه ..
نجمه بصرخه غير متوقعه ..: كيف ؟ وليش ؟ ماهو بكيفه ؟
ليلى بدفاع بعدما انجرفت في الوصف .
: لا .. ماقال انه مايبيه .. لكن ماحسيت بفرحته ..
نجمه بهدوء : كيف ما حسيت بفرحته ؟
ليلى : ما ادري احس ..انه مافي شي يتفسر .. لحظه قلت له الخبر
كان انسان ثاني .. مو مطلق اللي اعرفه .. كان جامد .. لاضحك ولا ابتسم
ولا حتى قال مبروك ولو مجامله على الاقل .
نجمه : طيب قال شيء .. ؟
ليلى بحيره : قال انه فرحان ..لكن انا ماشفت الفرحه على وجهه .
نجمه بإبتسامه : دائما الرجال كذا .. لا الفرح ولا الحزن يبان في وجيههم ..
بالله عليك من يكره ان يكون عنده اولاد .. هذا نعمه من الله من يكرهها .
لاتبالغين في رده فعلك .. بعض الناس مايعرفون يظهرون فرحتهم .
ليلى : تعتقدين اني بالغت في رده فعلي .. كل اللي ابيه ان يتفاعل معي الخبر ولو شوي ؟
نجمه بحكمه : شفتي رجال ينط من الفرحه ولا يصرخ بعالي الصوت مثل البنات
ولا يرقص مثلآ دائما هم كذا .. المهم والله فرحت لك .. اخيرا بتصيرين ام .. إلا خبرتي سعود .. ؟!
ليلى بإبتسامه : ليش سعود بالذات ..ليش ماقلت اهلي كلهم ؟
نجمه بإحراج : لا سؤال عادي .. .. المهم متى تخبرينهم ؟ اكيد بيفرحون .
ليلى : الليله ان شاء الله ... لكن سعود مسؤليتك .. لوتبين خبريه انتي ؟
كشرت نجمه و قالت : لا .. ياحبيبتي .. خبريه انتي ..
ليلى بتفهم : مو مشكله .. شكلك مانسيت الموضوع.
نجمه : صعب انسى ... لكن يمكن اتفهم ..
ليلى بصدق : انتي تعرفيني صح يا نجمه .. واذا كنتي رافضه .. فأنا مستعده
اتكلم مع سعود واتفاهم معه .
.. اخذت نفس قصير وسألت : على ايش تتفاهمين معه ؟
ليلى بتردد : اذا كنتي ماتبينه .. اكلمه علشان تنفصلوا بهدوء وهو يتحمل المسؤوليه .

وهنا وقتها تدخل عامل ثالث مؤثر .. خفقات قلبها تزداد ضراوه
اصابها الخوف و الحيره .. ضمت يدها على نبض قلبها ..
واستغربت خوفها .. و كم المشاعر الهائله .. التي جرفتها فجأه ..
بدون حسبان ... جهل سيطر على مداركها ..
ترنحت فجأه على ارضها الثابته ..
وخارت عزيمتها على تجاهل شخصآ يدخل بعنفوان .. وانسيابيه ..
وهي تصد بإرادتها ,وتدعي بأنها في حاله سبات .. كالعاده .


************************



لاول مره يجلس على كرسيه في مقر عمله
ويشعر بأنه لايفهم شيئا ..
عقله وقلبه و افكاره كلها ليست معه ..
مكتبه يضج بالاعمال المؤجله والاوراق المهمه ..
وهو حائر .. قد مل صمته الطويل و هدوءه العجيب في ضجه من الحركه حوله .
من بعد خروجه من شقه ناصر المبتهج بالخبر الجديد ..
ورده اتصالان من والدته و من وفاء ..
لم يكن هينآ عليه ان يسمع فيها والدته تؤنبه على تقصيره
بأنه لم ينقل لها الخبر السار بنفسه ..
يكاد يسمع دقات قلبها المبتهجه من خلال الهاتف .
ابتسم لعتابها الودي .. الصريح .. ولايستنكر عليها ذلك
وهوالابن الوحيد لها .. ومن يحمل اسم العائله .
فرح لسعادتها .. و اخفى مرارته مبدئيآ . ..
متوضعآ في مكانه .. بائسآ ..
متبعدا عن اسم تلك وسيرتها .. والسؤال عن حالها ؟
ويستغرب من نفسه يحاول تجنبها وهي ليست ببعيده عنه .
على عرش قلبه قد وجدت مكانها وفي مساحه عقله الممتلئه قد اخذت حيزآ لها فيه ..
وهو مازال يدور حول نفسه ..ينسج خيوطآ وهميه ..لاقيمه لها .

دخل طلال و وجهه مخطوف لونه ..
طلال : استاذ مطلق .. فيه مشكله ..
انتفض مطلق من افكاره الحالمه .. وركز انتباهه لطلال ..
: خير ان شاء الله .. ايش المشكله ؟
طلال : صار حادث في موقع البناء ..
وقف مطلق ومشى ناحيه طلال ..
وسأل وهو يخرج من المكتب : فيه مصابين ؟
طلال : ثلاثه .. واحد منهم في حاله خطره .
اخذ نفس طويل .. وقال بتحكم .. بعدما اخذ جواله وسبحته على عجل
: انا بروح المستشفى اشوف حالهم .. وبعدها بمر على الموقع
كلم زياد ... ابغى تفسير للي صار ؟ وخليك على اتصال معي
طلال : ان شاء الله ...

كانت الازمه فرصه .. للخروج من حالته الصعبه ..
انتبه لكل التفاصيل الدقيقه .. اطمأن على صحه المتضررين
و اتجه لكل الامور الغائبه عنه ... تدارك كل مافاته ..في لحظه انتباه .
رغم ما انتابه من تأنيب الضمير ..لاغفاله الكثيرمن الامور مؤخرا ..
لكن على الرغم من الصعوبه .. استطاع السيطره على الامور بإحكام .



*****************************



في عصريه هادئه ... اجتمع الكل في جلسه ..محتفلين بإبتهاج بالخبر السار ..
ليلى وانواع الدلال من كل النواحي انصب الاهتمام من ام مطلق و وفاء و سمر وحتى اريام ..
وان كانت تتعامل ببرود فطري .. غيرمقصود .
اتصلت على اهلها وخبرتهم ..
ابكتها جدتها بدعواتها الصادقه .. و اضحكتها سلوى بتعليقاتها المفرحه..
واخجلها جدها .. بمباركته لها .. ولم يتبقى الا سعود .. تنتظره بفارغ الصبر ..
تمنت تكون بينهم ساعتها .. لكي ترى مدى سعادتهم في الوجوه ..
جلست بين الجميع ... متناسيه ما صار ..
وفاء : ليلى .. من بكره بنراجع عند دكتوره نساء وولاده .. كنت اروح لها
في حملي الثاني .. ماشاء الله عليها ... الكل يمدحها.
ليلى بإهتمام : مو لسى بدري .. باقي انا في شهوري الاولى ..
وفاء بتنبيه : لا ..لازم تروحين من بدايه حملك .. نسوي فحص ونطمن مره واحده .
وتصيرين تراجعين كل شهر عندها و تتابعين الحمل معها ..
ابتسمت ليلى .. وقالت : مشكوره ..ماتقصرين يا وفاء ..
وفاء : ولو... وانا في ذيك الساعه اللي اخدم فيها عيال اخوي ..
سمر بغمزه لليلى : ابتدينا الدلع .. يحق لك .. امي من جهه و وفاء من جهه
ناظرت خديجه وهي شايله صواني الحلا والموالح .. وعلقت ..
: حتى من خديجه .. اقول ليلو لايكبر راسك علينا انتي وولدك ..
ليلى : الله اكبر على ابليسك .. حتى في هذي بتحسديني ..
ام مطلق بحب واضح: ومن عندنا غيرها .. ندللها .. هي غاليه مرت الغالي ..
ربي يرزقهم بالذريه الصالحه ..
الجميع .. : امين ..
انصتت برفق الى نداء قلبها وتطلعت ناحيه الباب .. لعلها ترى طيفه
رغم حنقها منه ومن هدوئه المضجر معها .. منذ الصباح وهي لم تراه
ترجو بأن يعود و يجبر بخاطرها ولو بكلمه ..
يعيد إلحام ما حدث .. ففي حالتها سترضى بأي شيء لمجرد انه يأتي إليها .
تدخلت سمر : ليلوش .. ايش بتسمينها اذا كانت بنت ؟
ابتسمت ليلى : بدري على الاسماء ...
كشرت سمر في وجهها .. لكنها ابتسمت و اقتربت من ليلى ..
: ليلو .. اذا كان ولد سميه .. مهند .. واذا كانت بنت ..
علقت اريام ببرود : لميس ..
ورفعت حاجبها .. وكملت : اكيد بتقولين لميس او نور .. معروفه .
سمر : لا .. ماكنت بقولها .. لكن وشفيه لميس حلو الاسم ..
ليلى بإبتسامه تنقلها بين الثنتين ..
سمر بإبتسامه دعائيه : ليلو .. ايش رايك ؟
ليلى بتفكير : امممم .. صعبه سموره ... الشور ماهو لي من حالي ..
سمر : اجل لمين .. للحكومه ..
ضحكت ليلى : لا .. نسيتي ابوه .. هو اكيد بيقرر عني وعنك ..
سمر : وانتي مالك راي يعني ؟
للحظه تحسست من الكلمه .. والتزمت الصمت .
قبل تنقذها وفاء : سمر الهبله .. قصدها القرار يكون مشترك ..
تشاغلت ليلى بجوالها .. وتركت الباقين في حواراتهم العقيمه ..
ركزت على اسمه .. مضى منتصف اليوم وهو لااتصال ولا رجع للبيت ..
سمعت صوت وفاء تتكلم في الجوال .. وكأنها قالت شيء عن مطلق
انتبهت لها الجميع .. وملامحها متغيره ..
وفاء بعدما انهت الاتصال : كنت اكلم وداد .. كانت واعدتني انها تجي اليوم
لكن تقول ان طلال انشغل ..صار حادث في موقع البناء ..
ام مطلق : يارب سترك .. لايكون مطلق فيه خلاف ..
سمر : يمه تقولك موقع البناء .. ومطلق مايروح هناك كثير ...فلاتخافي .
اريام : لكن اكيد في عمال تأذوا .. ماقالت لك التفاصيل ياوفاء ؟
وفاء : لا ماقالت شيء ..
ليلى بخوف : كلمي مطلق .. انا ماعندي شحن ..
اتصلت اريام .. لكن مايرد ..
وفاء بإطمئنان : اكيد مشغول .. بيدق علينا اذا شاف نفسه فاضي .

وعادوا الى حوارتهم العاديه وكأن شيئا لم يكن .
تطلعت إليهم بإستغراب .. لما لم يشعروا بها ..
صفيح ساخن .. قد كوى قلبها ..
وعقلها غادر الى تشعبات كثيره ..
لما تشعر بالخوف عليه .. رغم بواعث الاطمئنان من حولها ..
لم قلبها دائما يتعلق به و يغادر معه اينما كان ..
لاتشعر بالراحه الا بوجوده قربها..
لم لاتعتد حبها .. فيصبح امرآ عاديآ .. بسيطا لاتعقيد فيه .
شيئا .. لاتلتفت اليه كل مره .. ولا تنصت الى نداءاته الحثيثه .



*****************************


جلست نجمه مابين الجده و امها في زياره عصريه طارئه سعت لها بكل الطرق
غمزت لسلوى الجالسه مقابلها .. لكن سلوى استصعب عليها الفهم الا بصعوبه .
بعدما ابتعدوا عن الجميع ..
نجمه : عيوني طلعت وانا اغمز لك ؟ وانتي شغاله تاكلين طول الوقت ..
حشرت بلقمتها وهي تحاول ترد وفمها مليان ..
ضربت نجمه على ظهرها برفق .. فزجرتها سلوى ..
: خلاص .. حشا مو يد هذي .. خلاص اقولك ..
ابتسمت نجمه وهي ترمي نفسها على سرير ليلى ..
: اللي يشوفك يقول ماعمرها ذاقت طعم الاكل .. يابنت خفي على نفسك .. بتنفجرين .
وقفت سلوى قدام المرآه و لفت نفسها تراقب جسمها بحسره ..
: والله تعبت يا نجمه كل ماقعدت لحالي فكرت بالاكل ..
شكلي بعمل لي ريجيم قاسي .. ايش رايك انتي ؟
نجمه : وانا معك .. صراحه بكره شيبوب اذا شافك بيغير رأيه على طول ؟
ضحكت سلوى وجلست على سريرها ..
: تكون جات من ربي والحمدلله .. لكن اكيد بيكون عنده فكره عني .
نجمه بتردد وهي تقلب كتاب شعر قديم ..
: امك باقي على رأيها ؟
تنهدت سلوى بقهر : والله صارت معانده اكثر .. تقول فرصه ما تتفوت ...
نجمه : طيب شيبوب هذا .. ايش يشتغل ؟
سلوى : والله ماادري بالتحديد .. امي قالت لي ان عنده محلات .. و ..
قاطعتها نجمه : طيب .. انا نفسي اعرف انتي ليش رافضه ؟ غير ان عمره كبير ؟
سلوى : عمره كبير .. مايكفي العذر هذا ؟
نجمه بهدوء : لا مايكفي .. عندك سعود اكبر مني .. وعلى كذا قبلت فيه .
للحظه حست برغبه في الضحك .. ..
في الاساس لو كانت تدري عن ظروف زواجها كانت تغيرت وجهه نظرها .
هزت رأسها ..تركز في حوارها مع سلوى ..
فتكلمت بحده غريبه : يعني .. انتي رافضه ؟
سلوى : رافضه رفضآ قاطعآ .. انا ناقصه هم .. كفايه امه تجيب المرض تبين اخذ ولدها .
يااختي كذا مابيه ..
ابتلعت ريقها بصعوبه وقالت وهي تتصفح الكتاب كمجله امامها
: طيب .. اخوي عبدالله يبي يتزوجك .. ايش رايك ؟
كان السكوت .. هو الجواب الوحيد ..
نجمه ..تبتسم في انتظار لحظه الانفجار ..
تعرف ردها مسبقآ لكن كان لابد لها ان تسأل ..
لا تلومها على ماتفعله او تقوله ..
فهي بالكاد تطيق اخوها ...
فكيف بهذه اذا حدث ما استحالته ان يحدث ان تتحمله ..
انتظرت مطولا لتسمع صرخه استهجان
او كلمات حاده تقطع دابر الصمت و تمزق الهدوء ..
وتبدأ في هجاءه و ذمه و تعداد مساوئه ..
لكن تلك اللحظه المنتظره قد طالت ..
رفعت نجمه نظره مستفهمه .. فاندهشت لملامح سلوى .
كان وجهها المستدير .. قد اصبح كتله من الاشتعال ..
سألتها بخوف : سلوى .. بنت وشفيك ؟
ابتسمت وكملت : والله ادري انك ماتطيقينه .. انا قلت له كذا .. لكن كان لابد اسألك ؟
علشان ارتاح من الحاحه ؟ بنت خلاص .. سؤال و اغلطنا يوم سألناك ..
قامت وجلست جنبها .. و لفت يدها حول كتفها ..
: والله عبدالله مو شين للدرجه هذي .. صح دمه ثقيل و لسانه متبري منه .. وعنيد
و اخلاقه مقفله بالمره .. وماعنده ذوق .. لكنه طيب وقلبه كبير ..
تنهدت وقالت براحه :
عارفه ان بينكم ثارات وحرب داحس والغبراء .. ومستحيل توافقين ؟
قاطعت سلوى ثرثرتها بهدوء: انا موافقه ..
نجمه بتسرع : انا عارفه من اول ...... سكتت تسترجع الكلمه في عقلها ..
فصرخت بحده غير مصدقه : ايش تقولين .. موافقه !!!!




******************************



مشى متثاقلآ نحو جناحه .. في ساعة متأخره من الليل ..
تستقبله الظلمه والهدوء .. ترافقه ظلال متحركه ..
انغمس في اعمال شركته معوض كل التقصير الذي مضى ..
عقاب يظنيه على نفسه دون رحمه ..
ادرك مافاته .. وما سقط بالقصد في لحظات كانت طويله ومرهقه جدا ..
ألم فتك برأسه .. وتعب طاله لحد الاغماء ..
احتضنه الصمت .. ولفحه البرد بمجرد دخوله .. رمى بشماغه على الكنبه
وجلس عليه .. احتضن رأسه بين يديه يضغط بشده عليه ..
تنهد بإنهاك قد استبد بجسده .. الخالي من الغذاء طيله اليوم ..
ناظر ناحيه حجره النوم .. وتذكر البؤس الذي كان ينتظره ..
مازالت جملتها تطن في رأسه مثل الرنين كلما تجاهلها لبغته ..
" الفرحه ماتت ..كل شيء يوصل عندك يموت فجأه.. مثلما مات حبي لك .."
تأفف منزعجآ من كل شيء حوله .. حتى من نفسه .. ومنها هي ..
يا لعقل النساء حين تعقد الامور ؟
يردن ان يفهمن الامور بطريقتهن .. ولامجال هناك للنقاش .
ويا لعقد الرجال حين تزيد غلظه وصلابه ؟
كان من اليسر ان تفهم اني سعيد ...
اي افكار استحوذتها عندما لم اظهر لها مدى فرحتي بالخبر .
واي زمر نفسيه تراكمت في نفسك وابت ان تنصاع تحت حمى الظروف ..
كان من الممكن ان تظهر بعضآ مما اعتلى قلبك وتشاركها فرحتها تلك ..
اتلومها الان ؟ ام يجب ان تلوم نفسك اولا ؟
انت الملام على كل مايحدث لك .. فتنحى جانبآ عن التحليل والتمحيص في الحلول .

دخل الحجره بعد دقائق حاسب فيها نفسه بالمزيد من العناء والقهر ..
يحاول ان لايصدر صوتآ .. خشيه من ايقاظها.. وخشيه من مواجهتها ايضآ !!
كانت الانوار مضاءه .. فتوجهت نظراته صوبها مباشره ..
تنام في وضعيه غير مريحه ... كومه من المناديل المستعمله بجانبها ..
و تقبض على جوالها بيدها اليمنى والاخرى تحت خدها ..
متكوره على نفسها وبعيده عن الدفء في بروده متوسطه .
مسح وجهه بإنزعاج .. مدقق النظر الى تفاصيلها الصغيره ..
وغير محتاج للتدقيق .. فالشحوب واثر البكاء مازال واضحآ ..
والدلائل منثوره امام عينيه ...
سحب نفسه بصعوبه .. دخل الحمام ينعش جسده المنهك بالماء البارد
ويتناسى قليلآ .. ما واجهه اليوم من مصاعب نفسيه وجسديه .
ترك المنشفه على كتفه .. بعدما طلع .. و اقترب منها يعدل وضعيتها في النوم ..
رفع اللحاف عليها .. و اخذ الجوال من يدها ..
" سيد قلبي " احد الاسماء التي توقفت عليها ..
فضول غيور جعله ينتصب و يتلصص على خصوصياتها ..
ابتسم .. ودفع نفسآ غليظآ قد جثم على رئتيه ..
ترك جهازها بعدما عرف تسميته على الاقل عندها...
تثاؤب وهو يطفئ الانوار .. ويجد مكانه هناك ..
هناك حيث نبذ السعه و اختصر على نفسه المسافات ..
حيث ترك مساحته تنتحب .. تاركآ النعيم .. مستغلا دقائق غفلتها
ليقترب منها ..
قبض على يدها اليمنى .. ورفعها الى شفتيه .. لثمها برقه.
تنهد مستسلمآ لرائحتها ولنعومتها بين يديه .. ..
وبسطها على خده .. ليجد سلواه فيها ...ويكتفي .
قد اصطحبه النوم معها .. لمكان خالي من الكوابيس والهموم المزعجه ..
لاواقع يفرض عليه ان يكون مختلفآ ... بمقادير موزونه .
لارغبه له في العوده .. حيث عليه ان يكون واضحآ وصريحآ وفي غايه الشفافيه .


*****************************


استيقظ فزعآ .. ادركه الوقت متأخرا وهو غائب في غياهب النوم ..
كان بمفرده في السرير .. عبث بمحتويات الكومدينه بحثآ عن الساعه ..
التاسعه والنصف .. تأفف منزعجأ لتأخيره.. و لنسيانه ضبط الساعه ..
حين خرج افتقد وجودها قربه في ساعه مبكره .. ارتدى ملابسه على عجل
وعند خروجه صدم بما وجده في الخارج .. كانت نائمه على الكنبه في الصاله
امام التلفاز ..
شعر بالغضب منها .. الهذه الدرجه لم تعد لاتطيق قربه ؟
اغلق الباب خلفه بقوه ليزعج نومها الهادئ .. وبالفعل نجح ..
استيقظت فزعه .. راقبته بأعين شبه ناعسه .. وقد تناثر شعرها على وجهها ..
رتبت شعرها و عدلت من وضعيه جلوسها ...
قال بحنق مستتر بتجاهل بارد وهو يزرر ثوبه ..
: كان بإمكانك تنامين في سريرك ؟ انا مااشخر ولا ارافس في نومي ..
ابتسمت ببرود وردت ..:كنت اتفرج وغفيت .. وماانتبهت لنفسي .
رمى بنظره ساخره على المخده واللحاف ... وفهمتها مباشره
جلست بشكل مريح تراقبه ..فسألته بهدوء : ماتبي فطور ؟
رمقها بنظره مبهمه ورد : لا .. تأخرت .. كان من المفروض عليك تصحيني ؟
عندي اجتماع مهم ؟
ابتسمت بسخريه .. وعقدت يديها على ركبتها..
: في اشياء كثيره تتوقعها مني ؟ في المقابل مااتوقع منك اي شيء ؟
مزاجه معكر لدرجه لاتسمح له بتبادل الاتهامات .. انتفخت اوداجه بغضب مبطن ..
ورد بسيطره : كوني اكثر وضوح وتكلمي معي بصراحه ؟
رفع يده يمنعها من الحديث وكمل : لاتقولين لي عن الموشح .. اللي سمعته امس
عن رده فعلي .... ارتفع صوته وهو يقول مؤشرا بيده ويضربها بالثانيه بشكل عرضي بحده ..
: مافي احد في العالم يسمع انه بيصير اب و يزعل ؟ اذا كنت مابيه قلت لك تتخذين
احتياطاتك مسبقآ قبل كل شيء ..
توهج وجهها بأحراج وعصبيه فوقفت مقابله .
: ما شاء الله ... على الاقل تتذكر اللي صار ؟ على كل حال انا بتناسى الموضوع
ما اظن انك فاضي لي ولسخافاتي ..
صرخ بعصبيه : ماتلاحظين انك اعطيت الموضوع اكبر من حجمه ؟
انتظرت لدقائق تحدق فيه وتفكر .. بأن ماتقوله او تفعله لايجد نفعآ ..
هزت رأسها بيأس :مافيه فايده .. الكلام معك اكبر مضيعه للوقت .. روح شغلك
اكيد في ناس يحتاجون وقتك الثمين .. فلاتضيعه معي ..
ابتسامه تعجب و ذهول ارتسمت على ملامحه ..
وقال بعدم تصديق : الحين صار الكلام معي اكبر مضيعه للوقت .. ؟
حط يده على قلبه يمثل قسوه الالم من كلماتها ... وقال بتراجديا مميزه ..
: صراحه صدمتيني ؟!
وان شعر بالجرح معجون بمهاره مع بروده المعتاد في مثل هذه الظروف
ذبلت عيناه الشاحبه بتعب جسدي ونفسي قد اظنى تفكيره .. و انطفأ ضوء وجهه فجأه
وهو يتأملها بشوق قد انتحبت فيه مشاعره ولم تقوى على الاتصال الصحيح ..
همس بتعب : بتأخر الليله ؟ انتبهي لنفسك ..
ترك لها المكان بكبره .. وهي مخنوفه في زاويه .. تتأمل المكان حولها بتوتر
لم تكن رسالتها مقصدها انها لاتطيق قربه..
كانت تجافيه .. تعاتبه بطريقه مستهلكه قديمه ..
فهي منذ وقت استيقاظها بالقرب منه ..
قد هدأت وارتاح قلبها بعد ليل قلق قد اظنت بالتفكير فيه ..
كادت ان تطلق قدميها خلفه وتلحق به ..
تخفي احزانها بعيدا عن كل شي ..
ترمي همومها في دورب النسيان وتمضي معه ..
كنمط حياة .. واسلوب عيش تحاكيه ..
لابد ان تتجاهل ..
ان تنسى.. ان تتنازل ..
كغيرها من بنات حواء .. لاستمراريه الحياة بكل الطرق والحالات ..
جلست على الكنبه بإستسلام ... ورمت برأسها على المخده متنهده .

تدري وش معنىّ
............. [ أ ف ق د ك ] ... !
و إ إ تحلى ب / الس?و و و ت

أختنق ما اتنفس ,,
" أتألم " ,, د و و ن صوت ... !
ما أتكلم بس ,
..................... من د آ آ خل
[ أ م و و و ت ]




**********************************


لأن كلام القواميس مات
لأن كلام المكاتيب مات
لأن كلام الروايات مات
أريد اكتشاف طريقة عشق
أحبك فيها .. بلا كلمات


ارسلتها وهي تعض شفاتها بخجل ..
كان قلبها ينبض بإثاره .. وهي تنتظر رده ..
دخلت جود : يا لله صباح خير .. يابنت خفي على الرجال ..
ترى الثقل صنعه ؟
وداد ببرود : خلينا الثقل لك ؟ الا انتي وشفيك اليوم متأخره .. ماهي بالعاده
ماعندك جامعه ؟
جود : إلا عندي ولكن متأخره شوي ..
وصلتها رساله وظلت تضحك ..
سألتها جود وهي تناظرها من المرأه : ضحكيني معك ؟
وداد بإبتسامه : ناصر ارسل لي رساله ضحكتني ..
جود : طيب ..مضمونها ؟
رفعت حواجبها بغيظ ..: لا ياحبي .. هذي اسرار ..
تعالى رنين جوالها بجانبها .. وفتحته على الفور ..
ناصر : صباح الورد ..
ابتسمت وهي تجيب بخجل : صباح الفل ..
ناصر : وحشتيني .. ودي اغمض وافتح عيني و اكون عندك ..
لكن وين ؟ اليوم عندي زحمه مواعيد ..
همست بعيد عن اختها : مو مشكله .. اهم شيء راحتك .
ابتسم .. لكن اختفت ابتسامته بدخول مريض مكشر و معقود الحاجبين
قفل الدنيا في وجهه ..
فقال مودع بهدوء : اوكي .. بكلمك .. انا مشغول الحين .
تنهدت وهي تقفل الاتصال و تناظر الجوال بحسره ..
جود بإبتسامه سخريه : هااا .. مااعطاك وجه
وداد : لا .. ياماما .. مشغول شوي ..
جود : اكيد مشغول .. مو مثلك ..لاشغل ولامشغله ..
وداد : اشوف مااحد كلمك لما تأخرت عن الجامعه .. جيت الحين تحاسبيني ؟
التفت جود وسألتها : ود .. ابغى اسألك سؤال لكن ماتزعلين مني ؟
وداد : قولي .. والله يستر منك ..
جود بإبتسامه : ماتجرأت وسألت ناصر عن علاقاته قبل ؟
تغيروجه وداد .. وقالت بعصبيه ..
: جود ..ايش هالسؤال ؟
جود بإبتسامه اشبه ماتكون من تحدي ..
: سؤال عادي .. ليش زعلت ؟ يعني في كثير لهم ماضي ..
مثلا انتي .. كنتي تحبين واحد .. ؟..
وقفت وداد ووجهها احمر من الغضب ..
: انتي كيف تسمحين لنفسك وتسأليني مثل السؤال هذا ؟
كانت تضحك بإستخاف : حلوه .. ياود .. الحين صار سؤال سخيف ؟
ولا قولي الصراحه انتي خايفه من الحقيقه ؟
وداد : خايفه... وليش اخاف .. سواء فيه او لا مايهمني ..
انتي قلتيها ماضي .. ماضي .. تفهمين ..
جود بإختصار بارد : ارجو ذلك..
طلعت من الحجره بعدما اخذت عباتها والشنطه ..
وهي تخفي مراره صراحتها
لم يكن له اي داع ذلك السؤال ..
مابك ياجود ..
لم انت حانقه على غيرك ..
ألا تعترفين لنفسك على الاقل ؟
هل تحسدينها ... هل تشتعل نار الغيره في قلبك ؟
لانك لست مثلها .. فهي كالزهره الشذيه في صيف حار ..
يلتف حولها الجميع ..
وانتي تقفين بمفردك .. تكتفين بالمشاهده ..
انتي وهي شتان مابينكما ..؟
تعقلي وتوخي الحذر فهي اختك ..
اختك من تقارنين نفسك بها بغبطه .. او يتعدى ذلك بقليل ..
ماتشعلينه في قلبها لايجوز ..
انتي اختها .. اختها .. فتعقلي .


***********************


كانت تمشي في البيت من غير هدى .. تدخل الحجره تتأملها و تطلع
في اشياء كثيره في رأسها ..لم تجد لها حل ولم تجد لها سبيل للتصديق..
سلوى فجرت المفآجآه في وجهها ... ما لم تتوقعه اصبح مفروضآ عليها ..
كانت تضمن الرفض و تضع الرد مسبقآ في فمها في اي اتصال لها مع اخيها ..
لكن الان تغيرت مجريات الامور .. واصبح شاق عليها التفكير في القادم .
اخرجها رنين جوالها من شرودها ..شاكره التدخل في الوقت المناسب ..
قبل تسمع صوته : السلام عليكم ..
تنفست بعمق .. وردت بآليه : وعليكم السلام ..
ثانيه صمت اتبعها بصوته الضاحك : زعلانه مني؟
هزت رأسها بإستهبال وجاوبته ..
: ابدآ ... اساسا ليش ازعل ؟
سعود بنره هادئه : قلت يمكن زعلت من المقلب ..
على العموم خبرتني ليلى عن كل شيء .. ليش ماقلتي لي انتي ؟
اهتز الجوال في يدها و نقلته للاذن الثانيه .. ارتجف صوتها وهي تجيبه .
: عن اي شيء اقولك ؟
سعود : تسوي نفسك ماتدرين ؟
نجمه بتردد : عن ايش تتكلم ..؟
سعود : عن حمل ليلى .. قالت لي انها خبرتك قبل الكل ..
كان من الممكن تقولين لي ولو برساله ؟
تنهدت براحه .. لكن في نفس الوقت انعقدت حواجبها بحيره ..
حيرة من نفسها .. دهشه تملكتها من عواطفها ..
هل هدأت عاصفتها الهوجاء و قبلت بالواقع اخيرآ ..
سعود : اقول ماينفع الكلام عبر الجوال .. بزورك بعد صلاه العشاء ؟
نجمه بإندفاع : لا ..
سعود بهدوء : وليش لا ؟
وقفت نجمه بتوتر .. حركت يدها بعشوائيه حولها .. وكأنها تبحث عن جواب
: مافي احد في البيت .. يعني مافي رجال بيكون معنا ..
سعود : وانا غريب .. يكفي مادام امك موجوده..
نجمه : لكن الوقت مو مناسب ..يعني لو جيت مثلا في العصر .. كان افضل .
سعود : ليش مهتمه بالناس ايش يقولون عنك ؟ على كل حال مايهمني احد
انا بزور زوجتي واللي عنده مشكله يتكلم معي .
نجمه بتوتر : حتى انامايهمني الناس .. تعال عادي ...
ضحك سعود وقال : غريبه يانجمه .. توقعت انك ترفضين بطريقتك الهمجيه ..
عصبت نجمه من كلامه وقالت : اذا ماودي اشوفك بقولك بإختصار .. مابي اشوفك ؟
و ثانيا تعال .. ايش قصدك بطريقتي الهمجيه ؟
سعود بهدوء مستفز : بكون معك صريح .. انتي ماعندك اسلوب في الكلام وبالاخص معي
لدرجه تحسسيني انه مافيك ولا انوثه ..
شهقت بحده .. و قهر .. لاول مره تحس بأن احد قدر يلجمها
و ماتقدر ترد او تدافع عن نفسها ...
قالت بهدوء غريب : اذا ماكان فيني ولا انوثه على قولتك ..مافي احد ضربك على يدك
وقال لك خذني .. .
ماانتظرت جوابه على الفور قفلت منه ..
ظلت تحدق في الفراغ لمده غير قصيره ..
تشعر بألم غريب داخلها .. مثل الوخز ينقر قلبها ..
شيء يحفز دموعها..
ليس مثل كل مره احد يقول لها انك عاديه واسلوبك جلف
ومافيك رقه البنات ..
تذكر سمعتها مرة من سلوى .. و قالتها ليلى بأسلوب هادئ
" نجمه .. تصرفي مثل البنات .. واتركي عنك التمرد "
مازعلت منها ..على العكس تفردت بأسلوبها عن باقي البنات ..
كانت مميزه عنهم ..
لكن .. لماذا شعرت بروحها تذوي عندما سمعته يقول ذلك ؟
لم شعرت بالجرح فجأه ؟
هل تحتاج لاثبات انها زاخره بالانوثه ..
هل الصوت الخشن والبشره الجافه و الاعين القويه المتحديه
علامات توضح عكس انوثتنا ؟
لكني هكذا .. كيف اكون وانا اعيش بين افراد من الذكور
كيف اكون غير ماانا عليه الان .
هل يثبت كل هذا انني لست انثى رقيقه ..
فزعت من رساله قادمه لها ..
" بمرك بعد صلاه العشاء ولايهمني الناس "
تأففت بضجر وهي تضرب رأسها براحه يدها ..

*******************************************


كان على اعتاب شركته .. بعدما شارفت الشمس على المغيب ..
يوم كامل لم يتناول فيها إلا السوائل .. اكواب معدوده من الماء
و اقداح من القهوه و الشاي ..
لم يخفف ذلك من صداعه الشديد .. فكيف تهدأ وقد تكالبت عليه الظروف
وحراره الشمس في موقع البناء .. بعدما الحادثه تلك سعى لسد النقص بنفسه ..والمتابعه بحرص .
استرخى بداخل سيارته .. يفكر كيف قاد نفسه في غمه تعبه الى الشركه ؟
المفروض يوصل لبيته يأكل شيء يسد فيه جوعه و ارهاقه ويرتاح ..
وصل زياد للشركه .. وطلع من سيارته على عجل ..
انتبه لمطلق بداخل سيارته .. طرق على الزجاج ..
ففتحها مطلق بعدما اخرجه من وحدته ..
زياد بإبتسامه : السلام عليكم ..
مطلق : وعليكم السلام .. اشوفك رجعت ؟
زياد : نسيت الجوال في المكتب .. انت وشفيك ؟ شكلك تعبان ؟
مطلق بإبتسامه متعبه : بالفعل .. عندي اوراق بوقعها . .. وبمشي .
زياد : تطلع معي ..
طفى محرك السياره .. واخذ جواله .. كرد مباشر..
واول قدم وضعها على الارض ..شعر بنفسه يترنح ..
او ان الارض تدور حول نفسها فجأه ..
لدرجه افتقد فيها قانون الجاذبيه .
عاد واتخذ مكانه وقال بصوت متحكم :
اطلع انت .. بمر البيت فيه ورق ضروري لازم اخذها .
اغمض عينيه بلامبالاه .. وتصنع القوه في غمره ضعفه ..
وسحب نفس طويل .. يحاول ان يكون طبيعي ..
هادئ .. يخفي رغبه في المكوث طويلآ بمفرده ..
والنوم ولو على ارض صلبه ..
لو يعلم ان شحوب وجهه قد اصبح امرا واضحآ ..
كان يتنفس بثبات .. حتى شعر بالضعف والاعياء يهز مكامن قوته واحتماله ..
وحتى قدرته على التمثيل والادعاء .. قد اختفت ..
مواجهه الضعف في امر لم يعتده صعب عليه ..
وشاق عليه ان يظهره للاخرين ... ويطلب منهم العون لمساعدته .
حرك سيارته .. بعيدا في سرعه هادئه للغايه .. ولم يعد يستطع المواصله
اول شخص اتى في باله ..في ازماته الدائمه .. انتظر مغمض العينين حتى يجيب الاخر
ناصر : هلا مطلق ..
مطلق بهدوء : انت وين؟
ناصر : توي دخلت البيت .. ليه في شيء ؟
مطلق : تعال لي انا عند الشركه ..
كان صوت ناصر ناطقآ بالخوف ..
: مطلق ..وشفيه والله خوفتني ؟
مطلق بإختصار : مافي شيء .. انت تعال وخلاص .
لم يكن يعتقد ان اخر عهد له باليقظه .. في لحظه يمقتها اشد المقت ..
هي صوره وميض السيارات من حوله ..
ولون المغيب على نوافذ المباني الزجاجيه .
حينها عرف معنى ان يكون الشخص ضعيفآ ومستسلمآ وخائر القوى ..
وقد استقر رأسه على مقود السياره ..
متجنب مؤقتآ الشعور بالالم لحين استيقاظه .


**********************



تنهدت .. ووقفت تتأمل نفسها في المرآه ..
كلامه يدل انه لايراها جميله .. ليست انثى في نظره
ايلزم الجمال والصوت الناعم ..دليل الانوثه فقط ..
فتحت خزانتها .. ومن غير تدقيق على الاطراف المكشوفه
شفاف او خلافه .. ضيق او عكسه ..
كانت تهمها الاثبات .. الاثبات لم ؟
لاي نظريه او برهان ؟
والاهم لمن ؟
لزوجها اتعلن من اجله الصراع بينه وبين ذاتها المختفيه .
لم تكن تحتاج لتلك الاقنعه ...
هي انثى .. تحتاج ان تكون انثى كامله في عين رجل هو زوجها
زوجها الذي يظنها خاليه من الانوثه ...
ارتدت ملابسها بعيدا عن تحفظها المعهود ..
تركت الحريه لشعرها لينسدل بنعومه على ظهرها ..
و فعلت مالم تفعله من قبل ..
" ان تكون شخصآ اخر من اجل شخصآ اخر "
ان تكسب ودآ و غايه مطلوبه .. ليست كم اعتادت
امرآ منفيآ من ضمن قائمه حياتها ..
اول ماطلعت ... بحلقت فيها امها بدون وعي ..
: بسم الله عليك يابنتي .. ايش صار لك ؟
ابتسمت نجمه وهي تتجاهل النظر في عين امها ..
: مافيني شيء .. سعود اتصل .. وقال انه بيمر ..
ابدت امها امتعاضها واضحا ..
وهمست لها مخافه ان يسمعها احد بين اربع جدارن مطبقه عليهما
: كان قلتي له .. مايجوز مابه رجال بالبيت ..
نجمه : اذا جاء قولي له انتي .. انا استحي ..
ام نجمه بإبتسامه ذات مغزى ..
: من متى تستحين ؟ لسانك بطولك ..
انعقدت حواجبها بحيره مرة اخرى ..
وفكرت بصوت مسموع ..
: حتى انتي تقولين كذا ؟
دارت حول نفسها .. وسألت امها ..
: يمه ويش رايك فيني ؟
الام المتشاغله بالخياطه .. ترمي نظره عابره عليها
وتعود الى عملها ..
: مابك خلاف ..
وقفت بإحباط : كيف يعني مابي خلاف ؟ يعني انا حلوه ؟
ابتسمت وقالت : زينه ..
وقفت بصمت متذمره .. فأعقبت والدتها لارضائها ..
: والله انك زينه البنات وقمرهم ..
ابتهجت و انقعشعت غمامه كدرها .
واحتضنت والدتها بحب كبير ..
:الله يخليك لي يااحلى ام بالدنيا ..
على الاقل امها ترى ذلك .. ستكتفي بذلك حتى ترى الاخر ..
ماذا يقول فيها .. ؟
بخرت المجلس .. وعملت القهوه و الشاي ..
صلت العشاء .. وانتظرت وعينها على الباب ..
مرت ساعه وهي تجلس على عتبه باب المجلس ..
نادتها امها .. وقالت بتعب ..
: يابنتي دقي عليه .. مايصير يجي والوقت متأخر ..
نجمه بقلق : يايمه .. باقي بدري .
ام نجمه وهي تتثاؤب :
والله يابنتي النوم طبق علي .. ومااقدر اقعد معكم .
تأففت نجمه .. وهي اكثر واحده متذمره من التأخير
اخذت جوالها .. واتصلت عليه ..
سعود بصوت ناعس ..: هلا نجمه ..
رفعت حواجبها بإستغراب وسألت ..
: وينك انت ؟ مرت ساعه من وقت الصلاه ..
ببرود جاوبها : اسف .. انشغلت .
فتحت فمها .. متفاجئه برده البارد والهادئ
هي اقل ماتكون على نار مشتغله وهو ولا هو موجود ..
قالت بصدمه : انشغلت .. ؟!!
سعود : ايوه .. انشغلت مع جدي .. معاملات و صكوك ومدري وشو
لايكون انتظرتيني ؟ ..
انتظر بإنصات شديد لانفاسها التي وصلتها حرارتها من خلال الجوال
وابتسم لانتصاره الثاني على التوالي ..
بحذر : نجمه .. علامك ماتردين ؟
نجمه بغضب مكتوم : كان المفروض تكلمني او ترسل رساله تخبرني فيها
انك مو جاي .. ؟
سعود : حقك علي .. لو تبين اجيك الحين جيتك ..ومايردك الا لسانك .
نجمه بتوتر : لا خلاص ماله داعي .. اساس مادقيت عليك الا علشان اقولك
لاتجي دامك تأخرت ..
سعود : اهاااا ... وانا حسبتك دقيتي علشان تسأليني عن سبب تأخري
على العموم ... لي موعد ثاني ... حقك علي مره ثانيه ..
نجمه بهدوء غريب : لا .. ماصار الا الخير .. يالله اجل باين على صوتك
انك تعبان .. اخليك تنام .
سعود بإستفاقه غريبه : كنت تعبان .. يوم سمعت صوتك راح التعب كله .
تلعثمت نجمه .. ولجأت للصمت فجأه..
فضحك سعود : اظنك تدورين لكلمات تسبيني فيها .. ماسكه نفسك بالغصب صح .
انصدمت من توقعه فيها .. فحست برغبه في البكاء فجأه ..
رجع وقال : تصبحين على خير ..
انتظر ردها للثواني بعدها قطع الاتصال ...
تنهدت .. بخيبه اعترتها وسيطرت على افكارها ..
رغبت في الانفراد بنفسها ولو قليلأ للتفكير ..
و للتسلح بالقوه مره اخرى بعدما واجهتها هزات متتاليه في ثقتها بنفسها .



***********************
من كان يظن ان مطلق بجبروته و سطوته
يجلس بجانب رفيقه وهو خائر القوى .. مهدود الاعصاب ..
مغمض العينين ... في ملامحه سواد التعب ..
ناصر يسوق السياره ويرمي نظره وتلحقها اخرى مترقبه
: خليني اوديك المستشفى ..
مطلق : ماله داعي .. محتاج راحه ..
ناصر بحده خرجت من صمته الطويل ..
: محتاج ..راحه بال .. اكل .. نوم .. تفكير سليم على الاقل ..
ضرب على المقود وخرج من رزانته المعهوده .
واعقب منفعلآ : كفايه تعقيد .. يكفي تعذب نفسك على شيء تافه .
شوف نفسك كيف صاير ..
مطلق بهدوء : رجاء .. ارحمني من فلسفتك الزايده ..
ناظره ناصر ببرود .. وانشغل بالسواقه .. يستشيظ غيظا من تصرفات ليس لها اي مبرر .
تنهد مطلق وقال بصوت منخفض ...
: كل اللي فيني إجهاد .. من البارحه ما اكلت شيء ..
اذا كنت عطلتك عن شغلك .. بإمكانك تنزل وتاخذ اجره .
ناصر : لا ماعندي شغل .. اصلا موعدي معك انت .. انت مريض رسمي .
مطلق .. والله احترت فيك .. انا اعطي حلول للناس كيف يواجهون حياتهم
إلا انت .. مافهمت علتك .. يااخي عيش حياتك بشكل عادي ..
التزم مطلق الصمت .. و السياره تدخل الفيلآ ..
طلع .. متحامل على تعبه .. وقال وهو يقفل الباب و يطل من النافذه ..
: ارجع بسيارتي ..
ناصر : لا مشكور .. باخذ سياره اجره ..
استدار مطلق ومشى في طريقه .. تارك صاحبه يتأمل ظهره
بشيء من الاسف .. والخيبه والشفقه ..
توقف مطلق وقال بإبتسامه شاحبه ..
: مشكور ياناصر .. تصبح على خير ..
ضحك ناصر .. وقال : انتبه لنفسك ..
اشر له مطلق بحركه عاديه .. غير مبالي بما قاله ..
.. بينما وصل لاسماعه .. اصوات الضحك و الصراخ ..
ليس لديه اي رغبه ان يرى اي احد ..
اول مافتح الباب .. عم الهدوء المكان ..
اضطر لزرع ابتسامه مجبره على شفتيه ..
لتنقاد له فتيات بنفس الطول ..
اروى : خالوا .. خالوا ..
مطلق : عيون خالوا انتي ..
لم يبذل جهدا في احتضانهم .. كان الامر شاق عليه ..
ادركته وفاء على اصوات بناتها ..
: مطلق .. غريبه جاي بدري .
ابتسم مطلق : ماالغريبه إلا الشيطان ..
ضحكت رغم توترها من ملامح اخوها المجهده ..
اقتربت منه وسلمت عليه ..
همست بصوت متوتر : وشفيك شكلك تعبان ؟
مطلق : شوي مصدع .. إلا وين امي ؟
وصله صوت امه .. فانقاد إليها محتاج حاجه باطنه معقده ..
لايعلمها سواه..
ام مطلق بخوف : وشفيك يمه ؟
مطلق بحذرشديد : علامكم الليله .. كل اللي يشوفني يٍسألني وشفيك ؟
انتهيت من شغلي بدري .. ورجعت فيها شيء هذي ..
ام مطلق وهي تشده من يده ..
: لا والله ابركها من ساعه يوم انك تجي وتجلس معي .. وتاكل مثل خلق الله .
سمر بإبتسامه : والله جيت في وقتك .. وفاء مسويه ذاك المحاشي .. تاكل صوابعك وراهم .
وفاء : والله و مافي اطيب من اكلها وهي سخنه ..
اشتهيتك معنا من البدايه والحمدلله انك رجعت بدري اليوم .
ابتسم وهو يرمي شماغه طرفه .. تأمل المكان حوله ..افتقدها ..
حس بالنقص حوله .. رغم انها رفيقته لكنه شعر بالحنين لرؤيتها ..
ام مطلق بنظره حكيمه : سمر .. يمه قومي و قولي لليلى تحط العشاء ..
سمر تكلم بنات وفاء ..: يالله ياحلوات مين يسبق ويقول لليلى ...

كانت ترتب ملابسه ..في الخزانه الخاصه فيه ..
دخلت سمر والبنات بضجه هائله من الصراخ والضحك ..
ليلى بخوف : الله ياخذ شيطانك انتي وياها ..وشفيكم ؟
اريام بتأتأه غريبه : خالو ياخاله ..
ضحكت سمر وهي تجلس على السرير ..
: لو تقعد يابكره ماتفهمين عليها .. بعلك جاء وهو تحت ويقول الحقي علي ..
ليلى بذعر : سمر عن اللقافه .. ايش اللي صار ؟
سمر : والله انك خوافه .. مافي شيء امي قالت لي اقولك ان مطلق جاء
ودعوه للجميع بتناول طعام العشاء .. هذه كل الحكايه ..
هزت رأسها قبل تطيح على السرير اثر مخده طايره من ليلى ..
ليلى : اعوذ بالله من شرك .. وجع طيحت قلبي ..
تنهدت براحه .. و قالت بصوت هادئ متفاجئ ..
: انزلي انتي وخذي شلتك .. شوفي بدوا يقلبون حجرتي ..
انا بغير ملابسي وانزل ..
طالعتها وقالت : ليش ؟ ملابسك حلوه .. توك كنتي لابستها بيننا .
تأملت ملابسها .. بدي ابيض فيه رسومات باللون الوردي ..
وبنطلون حرير وردي ..
ليلى بخجل : تتكلمين ..
فما لاحظت ابتسامه سمر قالت بإحراج : اقول اقلبي وجهك ..
ضحكت سمر وهي طالعه .. لكن قبل تخرج ..
: اقول ليلوه عن حركات الاغراء لاخوي تراها معروفه ..
شهقت ليلى و طلعت وراها .. بينما سمر تضحك بصوت عالي ..
تسمرت مكانها وفي وجهه .. ارتخت عضلاتها الضاحكه واصبحت حزينه فجأه
هالها مظهره .. والهالات السوداء التي ارتسمت تحت عينيه .. وكل هذا
الصمت المحفور في جوانبه .. جعلها تذعر من اجله ..
شيئا ما جعلها تخاف الوقت مهدور سدى في الضيق ..
تذرف دموعآ صامته ..خفيه ..

سمر من خلف مطلق : جاك سي سيد .,,وريني اللي عندك ؟
التفت لاخته وقال بإبتسامه هادئه ..
: انتي ماتتركين عنك اللقافه ..
سمر بشقاوه : لاابدا ..
مادمت اكتشفت ان مواهبي تطلع اجيال واجيال لن اتوقف ابدا ..
مطلق بنظره عابره ليلى يشفي فيها شوقه ..
: مواهبك خليها بعيده عن زوجتي ..
سمر بضحكه .. ترفع يدها و تنسحب تدريجيا ..
: ترى زوجتك ملقوفه بالفطره لكن انا اعطيتها فرصه تطلع اللي عندها ..
ليلى بتحذير : سمر ...
ابتسمت سمر وغمزت لليلى ..
وقالت :خلاص بنطم يالله ياحلوين .. لا تتأخرون عن العشاء ..
ابتسم وهو يدير رأسه نحوها .. ليراها تقف مبهوته ..ثابته .
قطعت الصمت الدخيل فجأه وهي تتنحى جانبآ ..
: قلت انك بتتأخر الليله ..
>> كم يكره هذا السؤال ...
رد عليها وهو يدخل : انتهيت بدري ..
ابتسم ابتهاجآ لانها تحدثت ببساطه لاتشوبها شائبه ..
فأتبعت بتوتر وهي تتبعه : شكلك تعبان ..
مرت سحابه كآبه على وجهه وغض الطرف فجأه
: تعب عادي .. باخذ لي دوش وانزل ..
نزل ثوبه بسرعه .. فقالت بحنان بالغ ..
: اذا كنت تعبان .. بجيب لك العشاء هنا..
ابتسم واجابها وعينيه تطوف في وجهها ..
:وافوت على نفسي جمعه عائليه .. لا باخذ دوش وانزل .. انزلي انتي قبلي..
عضت شفاتها بإحراج وتردد .. كانت تريد ان تتحدث معه بحريه مطلقه
خاليه من التوتر .. كانت تريد ان تعتذر عما بدر منها في الصباح ..
: مطلق .. بخصوص اليوم في الصباح .. أنا .. مــا
قاطعها بتنهيده خرجت من اعماقه بائسه ...
وقال بإختصار : انسي ..
توسلته بنظره حزينه .. فأشفق عليها من نفسه المجحمه في الخطأ
فقال بتفهم : اظن تعادلنا ..
ابتسم لها بعدما اختصر لها كل المسافات للوصول إليه ..
ردت له الابتسامه .. وطال حديث الاعين الصامت ..

مدينه من الركام ..خلفها
ركام من الاحزان والبؤس والشقاء ..
وهو امامها...
كانت تعرف ان كل وعودها كاذبه ..
وأن حبها له متدفق كالنهر لاينضب ابدا ..
ضيعت كل الطرق وحفظت طريقها معه ..
هو جنونها النابض الارعن ..
نومها المتوقد ..
واستسلامها اللذيذ ..
ما جدوى كل شيء ..
ان امكنني النسيان ..
ان امكنني التصالح مع نفسي ومعه ..
لما نهدر الوقت سدى وايدينا تضيع في الفراغ
واحضاننا تنتحب للقاء مجددا ..

تلقائيا واستجابه لنداء عميق داخلي ..
يصرخ ..يلهث ويزمجر غاضبآ ان كفى ..
فتح ذراعيه لها ..
للمضي للامام ..
للغفران ..
للشوق والاماني .. والدفء في فرقه شتائي الاجواء ..
للحب الهائل الذي يجمع بين قلبين ..

غرد قلبها في حديقه مظلمه ..
في واحه غناء زاهره ..
حلمآ يطفو على وجهه ..
مخلوق تعشقه .. لاتبدله بأي شيء اخر ..
انصاعت غير متردده ..
تشتاق إليه ..كل ثانيه تمر .. وكل دقيقه تعقب ساعات قادمه ..
التفت يدها حول عنقه .. بينما تشبث بها كالغريق
كالمسافر في رحله شوق بعيده ..
كالنور في سويداء الغيوم ..
الصمت ..حليف لهما ..
ومشاعرها حديث القلوب ..
غير مجديه الكلمات ان تصاغ ..
لم تكن لتسمع حتى ..

استنشق رائحه شعرها .. وقد وصل الشوق ذروته لها ..
لم يفارقها ايام وسنين .. كانت ساعات تحسب دهورا لديه
قلبها غاضب من قسوته... من فجوته السحيقه بينهما ..
من لعنه الحب الهالكه ..
تركت له وجعا محفورا ..
يالقسوتها حين تغضب ..
اغلقت باب حبها في وجهي وتركتني متعذبآ ..
مستنكرا ألمي بكل عنفوانه ..
وهائمآ في دروب الضياع ..
همس بصوته الاجش المشبوب بالعاطفه ..
: اشتقت لك ..
واغمض عينيه متوسلآ البقاء طويلآ هناك ..

مرير هذا الاحساس
بشوق ناري لا يهدأ …
لا اللقاء يطفئ وهج نيرانه
ولا الفراق…
دوما دوما افتقدك
باستسلام كوكب
لمداره حول الشمس ..

دمعت عيناها بتأثر عاطفي فطري ..
وهي تجيبه بصدق اشتدت فيها معانقته
: انا اسفه قسيت عليك .. ........
قاطعها : اشششش... لاتقولين شي .. احضنيني وبس .

مابه .. لم يثير الحزن في قلبي فجأه
أليس جميل من كل انثى ان تشعر بكم العاطفه تلك ؟
الن تفرح بقوله ..بإشتياقه ..بأفعاله الصريحه ..
انا انثى ترضيني بعض الحلول او انصافها
لكنه رجل ليس ككل الرجال ..
هو مطلق .. قلب نابض يبدو كالصخر بين جوانحه ..
هو مطلق .. من احببته بكل مافيه ..
لم يبدو ضعيفآ .. يبلغ من الجهد القمه ومنهار فجأه
رفعت نفسها لتتأمل وجهه بأناملها الرقيقه .
وقد اغرقت عيناها بالدموع ..

سألها وقد بدأت ابتسامه مرحه تغزو شفتيه
: لو قلت لك انك اجمل شيء صار بحياتي ..تصدقيني ؟
وان زعلك عذاب بالنسبه لي ..
اجهشت بالبكاء وهي تطوقه من جديد ..
: افديك بعمري ولا اشوف نظره عذاب في عيونك ..
غمرها بحنانه و قد بدأ يرتجف من اثر كلماتها ..
غيرمعتاد على مواجهه المشاعر بصراحه..
شعر بإن جوارحه ستنطق ..
سيعترف بالسر الذي انفجر ينابيع حاره بداخله ..
أجابها وقد قبل عنقها بعمق ..
: لاتعذبيني .. قلبي مايتحمل دموعك ..
رفعها ومسح دموعها .. وقال : لاتخليني اشوف دموعك مره ثانيه ..
مهما يكن لاتبكين ..قبل عيناها برقه ..
واكمل ليرسم ابتسامه على شفتيها النديه
: ولا صدق الحمل يخلي الواحده حساسه زياده ..
ضحكت .. : ممكن .. لازم تتحملني ؟
غرقت عيناه في ابتسامه صادقه ..
: انتي روحي ..كيف مااتحملك ..
طبع قبله اعلى جبينها و دخل الحمام وقد تجددت روحه
بطاقه هائله ...طردت تلك السلبيه من جسده ..
وعاد نشيطآ ..مليئا بالكثير من العاطفه ..

وهي مكانها ..
يزرعها في الارض بكلماته المنتعشه
كما تنبت زهره في شق صخره ..
يعيد بها من اول الطريق .. فتنسى كل شيء
اليس هو قلبها هكذا ؟ لاتزيد من اوجاعه بمضي الوقت
لكن حبها له وجع هائل ..
وجع مؤلم ولذيذ .. ممتع وصعب ..
كيف به يجدد كل خلاياها في لحظه ؟
وهي التي ظنت ان الحياة معدومه معه بجداره ..

لقد اطبقت علي زهرة حبك المفترسه
وغرست اشواكها في روحي
وامتصتني بكليتي …

فلينفجر القلب بلحظة ذل : تعال
اني أكره كل ما فيك ..
وأحبك , أحبك , أحبك .


****************************




دخل شقته بعدما اوصل صاحبه ..
علق شماغه وتوجه مباشره للمطبخ ..
فتح الثلاجه .. وشرب ماء . ..
اخذ الكوب معه .. و جلس قدام التلفزيون يقلب القنوات
ركز على مباراه كره قدم .. طلع جواله وابتسم
اتصل عليها .. لكن لارد
الساعه ماتعدت العاشره ..
اتصل مره ثانيه ..
وداد بصوت منخفض : هلا ناصر ..
ناصر بإبتسامه : وينك ؟ ادق ماتردين ؟
وداد : كنت مشغوله ..
استغرب ناصر من نبره صوتها ..
فسألها : وشفيه صوتك .؟ كأنك زعلانه ؟
ردت عليه بسرعه : لا مافيني شيء .. انت كيف كان يومك ؟
ناصر وهو يسترخي على الكنبه ..
: اليوم كان عندي زحمه مواعيد ..
ضحك فجأه .. فسألته : وشفيك تضحك ؟
ناصر: جاتني فكره علشان اشوفك ..
تغير صوتها الى مرح ..
: اهاا اتحفني يالله ..
ناصر : ويش رايك تاخذين موعد عندي ..
شقهت وداد فاعقب بضحكه شقيه ..
وداد : اسم الله علي .. بتدخلني مستشفى الامراض العقليه ..
ناصر : بعيد الشر عنك من المرض .. لكن الطبيب النفساني
مو ميزته يعطي علاج وبس .. يستمع للناس ويفهم عليهم ..
شوفي عندك في اروربا الطبيب المعالج النفساني مثل الصديق .. اي شيء يكدرهم
في الحياة يلجأون له ..
وداد بجديه : كلامك صحيح ...لكن مو مبرر لزيارتك يادكتور .
ناصر بإبتسامه : صراحه احبطتيني .. يعني انا باختصر لك كلمه احبك
بموعد بيننا وانتي تصدين ..
اختفى صوتها .. فعرف انه خجلها ..
قال بعدما ازعجه اتصال ثاني في نفس اللحظه ..
: ودادي .. جاني اتصال ثاني برد عليه و ارجع اكلمك ..
وداد : اوكي .. انتظرك .

رد ناصر : هلا ..
سمع صوت الرجل وكأنه في فضاء .. لان الصدى يرجع له
: السلام عليكم ..
ناصر : وعليكم السلام ..
: انت ناصر...
ناصر بجديه : نعم .. اي خدمه ؟
ضحك الطرف الثاني ..
: انت اي خدمه .. لانك انت من تدور علي ؟
وقف ناصر و قال : مين معي ؟
: انا وسام ... تركت بطاقتك عند البواب .. نعم انا اسمعك ؟
ناصر بتوتر : ماينفع نتكلم في الجوال ... تقدر نلتقي بكره
وسام : متى ؟
ناصر : الموعد اللي تبيه ؟
وسام : مادام اللي ابيه ويش رايك في هالوقت ؟
طريقه استفزت ناصر .. متلاعب و ابتزازي
ولايخفى عليه انه ذكي ..
استنتاج وصل له ناصر في طريقه لمقهى معروف
رغم تعبه ويومه الشاق .. و طاقته الكلاميه المستنزفه ..
لكن وصوله لمنتصف الطريق ..هو الحاح بالنسبه اليه ..
ليس له سابقه في الفضول ... زاد ذلك لمجرد التحدث مع شخص ك وسام
هناك في الامر ريب .. و شكوك تدور على الامر برمته .

دخل المقهى .. المكان غير ممتلئ .. جلس على طاوله بمفرده
بعدما رمى بنظره متفحصه للباقين ..
تأفف .. بعدما مرت عشر دقائق .
سمع صوت خلفه : دكتور ناصر ..
استدارناصر ليواجه شاب في منتصف العشرينات ..
حلته رفاهيه .. وبذخ واضح .. نظره عينيه مشعه بدهاء ..
يرتدي بنطلونآ من الجينز و بلوزه بنفسجيه مفتوحه الازرار من المنتصف
لم تخفى على ناصرتلك الاساور التي تملأ معصمه ..
جلس و وضع اغراضه بشكل عشوائي على الطاوله ..
ارتخى في جلسته و حدق في ناصر ..
وقال بسخريه : لاتقول ان الوالد ارسل لي دكتور علشان يعالجني
هو اول العارفين انه يحتاج له قبلي ..
هز ناصر رأسه بفهم .. قدامه شخص صعب متمرد .. والوصول الى مبتغاه
ايضآ صعب ..
مال ناصر ناحيته وقال : لا ابدا .. لفضول اللي جابني لك ..
رفع وسام حاجبه و ابتسم بسخريه..
: الفضول بخصوص ايش ؟
تردد ناصر في البدايه وحس بسخافه الموضوع .. لكن قدر يقول
: بخصوص بيت مطلق الغانم ..
اتسعت حدقتا عينيه وهو يناظر ناصر ... وشحب وجهه ..
صار يلتفت حوله كثير .. ويبتلع لعابه تواليآ ,,
سأل بعدما اثار شك ناصر من تحركاته الكثيره ..
: مين مطلق الغانم ؟
بسرعه ردد ناصر رقم سيارته قدامه ..منتبه لكل حركه يقوم بها الذي امامه
بحكم عمله يدرس كل التفاصيل المهمه بفسيولوجيه دراسيه بحته ..
اندهش وسام واتضحت عليه معالم الخوف
: انا مااعرف واحد بإسم مطلق ..
ناصر بهدوء اعصاب ..
: انا ماجبت رقمك بالصدفه .. مال ناحيته اكثر وقال ..
انا اعرف وانت تعرف .. فما له داعي اللف والدوران .
مسح على ذقنه وقال بعصبيه ..
: انا مااعرف شيء عن اللي تتكلم فيه ..
ناصر بهدوء يرجع ويسند ظهره ويراقب تقلبات الفتى
الذي تأكد من انه يخفي شيء .. خلف كل هذا .
ابتسم ناصر : ما تعرف .. وجودك قدام البيت لاكثر من مره
مو صدفه .. الامر كان مشكوك فيه .
وسام بنرفزه : انت اكيد مجنون .. الشارع ملك ابوك يوم انك تتكلم كذا ؟
ناصر : ماله داعي تعصب .. انا اتناقش معك .. وجودك قدام بيت مطلق
فيه سبب اكيد .. انا في البدايه كنت شاك .. لكن الحين انا متأكد ..
رفع حواجبه بثقه ...
وقف وسام وقال بغضب ..
: اسمعني .. انا مااعرف شخص بإسم مطلق ومااعرفك .. وثانيا.. اجلس في المكان اللي يرحني
وامشي في الشارع اللي يعجبني .. واذا كان عندك مانع وريني اللي عندك ..
تأمله ناصر بدون كلمه وراقبه كيف يجمع اغراضه ويمشي بسرعه من عنده ..

دخل وسام السياره وقفل الباب بعصبيه ..
عبدالعزيز يرفع السيجاره من فمه وينزل رجله عن المنضده وكأنه للتو انتبه لدخوله ..
: وشفيك ؟ من هو ذا ناصر ؟
وسام : طفي الزفت اللي معك ..
نفذ عبدالعزيز امره بدون مناقشه .. اساسآ ليس بيده حيله
فهو مجرد تابع له .. منقاد له بصمت .. بلغه المال يصبح له مثل الخادم ..
وسام بعصبيه: يقول انه شافني عند بيت اريام ..
عبدالعزيزبصدمه : لايكون اخوها ..
وسام : كيف اخوها ياغبي .. البطاقه ماكانت معك اسمه ناصر ..
عبدالعزيز : طيب ايش قالك ؟
وسام : ماادري عنه .. قال انه شاك فيني ..
عبدالعزيز : دق على خويتك واسألها..
تأفف وسام بإنزعاج : وانا انتظر في حلولك اللي زي وجهك ..
ادق جوالها مغلق .. مسويه فيها العفيفه بنت الكلب والله مااخليها
في حالها ..
عبدالعزيز : ايش ناوي عليه ..
ابتسامه ماكره قد ارتسمت على وجهه .. جعلت الاخر يصنع مثل الابتسامه
: وين تروح مني ؟ كل شيء عندي مثبت بالصوت والصوره ..
وبكره بنشوف ..لاجيبها عند رجلي مثل الكلبه ..

ضحك وسام منتشي بإنتصار في معركه لم تبدأ بعد
يعتقد ان الفوز حليفه وليس غيره ..
مستعد للمفآجات ولأسؤها .. ذئب ماكر .. مخادع
لكنه في الحقيقه اشبه بعجل يضطرب خوفآ من المواجهه..

تأمله الاخر بشي قد بدا يسري في دمه ..
الخداع .. المكر .. والحيله .. واصعبها الخيانه
كلها تعلمها منه .. درسآ درسآ ..
لكن مالفرق ؟ ليسوا اوفياء لاي شيء
لا للدين ولا لغيره فكيف يعرفون قيمه الوفاء ..
ابتسم بسخريه.. يجاري الاخر في خططه
وفي حساباته خطط اخرى ..
وحياة اخرى ..
سيسلخ عنه قشره عبوديه المال التي اصبح من اجلها كالكلب
يلهث خلف كل مبتغى ولاتهمه القيم ولا المبادئ
ألم يضحي بكل شيء في حياته.. فما له و للاخر
سيعيش من اجل نفسه .. من اجل نفسه فقط .


*************************


اتخذ مكانه في السرير .. بعد ماانتهى من عمل موجز في مكتبه.
ابتسم بسرور .. ورضى لانه قضى وقت محبب اليه مع عائلته ..
دخلت .. ومباشره ابتسمت له .. لكنه لم يبتسم بل ظل محدقآ بها
وهي تتحرك في ارجاء الحجره ..
كأنها تحاول ان تجد عذرا عن الاقتراب منه ..
تشحن الجوال .. تبحث عن شيء مفقود .. تنظر لنفسها في المرآه
تضع كريمات الليل على بشرتها ..
تستهلك الوقت كله في سخافات بالنسبه له
تشغل نفسها عنه بأي طريقه ..
وهو يستهلك الوقت في النظر اليها ..
يتوق بشوق الى الاقتراب منها ..
متجنبآ النوم ..رغم انه يحاصرها ويطبق على جفنيه ثقيلآ ..
همس بإسمها .. فالتفتت إليه مباشره ..
ابتسم ... كان يعرف انها تتهرب منه ..
لكنها معه .. قريبه معه لحد تكون ملاصقه له حتى بأفكارها ..

قال بهدوء : تعالي ...
تحركت بهدوء ناحيته وعلامات الاستفهام تحوم بوجهها .
وقفت بالقرب منه متردده .. لكنها جلست بعدها ..
سأل : ماودك تنامين .. ؟
حركت تلك الخصله الخياليه .. وقالت ..
: إلا .. لكن عندي اشياء بسويها و انام ...تبيني اجيب لك شيء ؟
مسك يدها .. .. حرك اصابعه بين اصابعها بنعومه ..
كان مفكرآ يقرأ في خطوط يدها .. طلاسم لها معنى..
سأل وهو مازال يقلب يدها بين يديه ..
: بسالك سؤال .. لو رجعك الزمن للخلف .. بتغيرين شي في حياتك ؟
ابتسمت بتوتر من سؤاله الذي جاء في غير موعده ..
كانت تريد ان ينظر اليها لتعرف سبب سؤاله ..
اجابته : ليش تسأل ؟
رفع رأسه لتقع عيناه في عينيها ..
: مجرد سؤال ؟ بتجاوبين عليه .. ؟!!
احنت رأسها بتفكير .. .. ثم رفعته بسرعه بإبتسامه كبيره
وكأنها تعود بالفعل للزمن الماضي ..
قالت بحالميه : الزمن اللي يمضي مافي فايده منا نرجعه ..
ولانبكي عليه .. لكن فيه شيء واحد لو رجعت لايام طفولتي
بقول لك .. بسأل الشخص اللي ساعدني عن اسمه ..
التصق حاجبيه لاستنكار اجابتها ..
وقال مترددا : ليش ؟
مازالت ابتسامتها تجد متسعآ مضيئا على وجهها
وكأنها بالفعل تود الخوض في آله الزمن والعوده لتلك اللحظات
لتسأل هذا السؤال ..
اجابته بإختصار وحذر : فضول ..
شد على يدها وقال : ليش تتذكرينه ؟
اختفت ابتسامتها وشعرت بالخوف ..لصراحتها الواضحه
: انا ماتذكرته .. انت سألت شيء عن الماضي وانا جاوبتك ..
سحبت يدها وقالت منزعجه ..
: لاتخليني اندم لاني قلت لك ..
ابتسم وقال وهو يستلقي مكانه بفخر .. متجنب النظر فيها
: ماكنتي قلتي لي ..
رغم وخز الغيره الذي بدأ يدب في قلبه ..
من فارق سني لنفسه ولشخصه ولكيانه هو ..
ليس رجلآ غريبآ ..
شعرت بالحنق منه ومن تصرفاته ..
اوقعها في الخطأ بخيوطه المتلاعبه بقلبها الغبي ..
إلتفت ناحيتها وهي مازالت واقفه في مكانها ..
لاحظ اشتداد عضلات وجهها .. فابتسم متلاعب بإعصابها
قالت بضيق : انت تقصد تضايقني بأي طريقه ..
رفع حاجبه و لجأ للصمت مستمتعآ بلذه تعذيبها .
اعادت عليه بتمرد : انا غلطانه اللي اتكلم معك ...
ضحك .. وهو يسحب يدها ويشدها ناحيته .. لكنها مانعت
ورفضت فسحبت يدها بشده ...
فقام من فراشه متعثر ولحقها .. مطوق خصرها بيديه الثنتين
ورفعها بسهوله .. وهي تصرخ ..
: مطلق ...نزلني والله لاصرخ واجمع عليك البيت ..
ضحك اكثر وقال ..
: مايهمني .. اصرخي ..
تحولت صرخاتها الى ضحكه .. وهي تدور معه ..
: مطلق نزلني .. والله دوختني ..
نزلها بسرعه وقال بعدما مسك وجهها بين يديه ..
: لاتحسبيني زعلت منك .. او من صراحتك معي ..
على العكس ثقتك فيني تسعدني.. ...
قالت بخيبه : لكن تصرفك يعكس قولك ؟
اقترب منها وقال : افهميني لاني .. .. اغار .. عليك !!
اأغارعليك حتى من ولدي اللي في بطنك
فكيف بشخص شفتيه قبلي وتتذكرينه ..
احنت رأسها وابتسمت بخجل : سؤالك ذكرني فيه ..
رفع رأسها بيده وقال : اسمه مطلق .. تذكريه ولاتنسيه ابد .. مطلق ..
ابتسمت له بحب ..يكاد يفطر قلبها من هوله و حجمه وعنفوانه ..
وخاطبت عقلها ..
ايحتاج ان يذكرني به ..
ان يثبت اسمه في عقلي ويحفره على جدارن قلبي ..
هل تحتاج لان تقارن نفسك بفتى يغلى الدم في عروقه لمرأى فتاه تنتحب ..
هل تريد ان تخبرني بأنه انت وان لم تكن هو ..
تجبرني على صناعه وجهك في كل الوجوه التي قابلتها من قبل ..

اتذكرك .. في وجدي هاله من طيفك البراق ..
في عيني رسم الملامح لاتختفي ..
احفظك كلك .. اسمك وملامحك. ... ووصفك ..
ليس هناك احد منك وفيك مثله في الوجود .


اقتربت منه بدورها وهي التي ترتجف خجلآ وحياء
وهمست بصوت يكاد يختفي ..
: انت الوحيد في حياتي .. اللي ماتروح من بالي ومااحتاج
احد يذكرني فيك ..

اشتعلت نار الشوق في عينيه ..
واعيته كلماتها المنثوره برقه على شغاف قلبه ..
وضاء الامل في عينيه ..
لاداعي ان يخبرها انه ذاك من اشتد ساعده وهي على ظهره
من لامس عذريه ملمسها ..
شاب خاطر بحياته في خوض مياه هادره..لم يعد له وجود
الا بشخص كامل .. هو منه .. وكله فيه .
ذاك اختفى في طيات الذكريات .. موصوم بعرفان فقط
هو لها ..وهي له ..
فلايجب استحضار الذكريات فيما ماليس له وجوب في ذلك ..
ضمها بين قلبه وجوانحه و يديه .. و حملها في عينيه
وتوجها على عرش قلبه ..


لم (( أقع )) في الحب
لقد مشيت إليه بخطى ثابتة
مفتوح العينين حتى أقصى مداهما ؛
إنا (( واقف )) في الحب
لا (( واقع )) في الحب



*******************************



دخل شقته وقد اخذ من التعب كل مأخذ ..
لايرى امامه سوى مخده ولحاف .. بالكاد سيطر على نفسه في السياره
وبمجرد دخوله لشقته حتى تعالى رنين جواله ..
تأفف منزعجا قبل ان يبتسم ..
ناصر : هلا ود .. اعذريني انشغلت ونســ..
قاطعته بإنزعاج : اللي ماخذ عقلك .. المفروض قلت لي قبل ماكنت انتظرتك
ابتسم وهو يرمي نفسه على سريره ..
: يابنت الحلال والله انشغلت ..
وداد : مايهمني انشغالك او كان مع مين ؟
ناصر بجديه : ودادي وشفيك ؟ اقول كان عندي شيء ضروري ..
وداد بصوت مخنوق : انشغلت ونسيت اني انتظرك .. بالله مع منو .. ؟
جلس ناصر وقال بحرص ..
: والله الموضوع كان مهم وماقدرت اخره ..
سمع انتحابها الصامت .. مسح وجهه بإرهاق ..
وقال بحنان : وداد .. وشفيك حبيبتي ؟ كل هذا ضيق اني ماكلمتك ؟
تعالى نحيبها .. فقال : والله ماقصدت .. اساسا انا انتظر اللحظه
اللي اكلمك فيها ...
تنهد وكمل : كان في مريض في مشكله ولجأ لي ..
وداد : ناصر تقول الحقيقه ..
ضحك مستعجب منها .. ومعجب بصوتها المدلل .
: لا اكذب عليك ..
وداد : ناصر ..
رجع ظهره للخلف وارتاح على سريره ..
: والله كان موضوع خطير .. انتي ايش تحسبين ؟
تعتقدين اني بكذب عليك .. ؟
وداد : ناصر. .لايكون تحب واحد قبلي .. او حتى بعدي .
انتظر لحظه .. يحدق في السقف ويستوعب كلامها
فانفجر بضحكه صاخبه .. اخرجته من طور التعب ..
اهذا كان مايشغلها ...
اهذا ماابكاها ...
احتى الان لم اوضح لها .. كم هي غاليه على قلبي ..
ألم اجيد صياغه مشاعري بشكل صحيح ..
يالي من احمق ..
ماذاانتظر ... ؟

كان مازال يضحك ولا يسمع خلاله الا صرخه استهجان بإسمه ..
مسح عينيه بدموع من فرط الضحك ..
وقال بعدما عم الصمت بينهما ..

: ماني على كثر المشاغل بناسيك؟؟؟
صدقني ما انسى من توده عيوني......
اظما لشوفك واتسلى بطاريك......
واروي عروقي من مطر ذكرياتك .....

:ودي .. انتي كل شيء في حياتي .. لاتفكرين من قبلك ..
انتي الوحيده اللي اخذت عقلي وقلبي .. فلا تتعبين نفسك
وتفكرين ان فيه واحده ثانيه في حياتي ..

انتظر ردها .. فضحك مجددا .. وقال :
تعرفين ودي اشوف وجهك الحين ..
همست برقه : تصبح على خير ..
صرخ بصوت فوضوي ..
: لا لا لا ... بعدما هديت حيلي في رضاك وانا تعبان ..
لازم ترضيني انتي بعد ..
بصوت مرح اجابته : تحمل ماجاك .. علشان عمرك ماتنساني .
ناصر بلهفه : انساك .. وين انساك وانتي ماتتركيني لحظه ..
هتفت بخجل : ناصر .. خلاص تصبح على خير ..
ابتسم وقال : تصبحين على خير .. لاتنسين احلمي فيني ..
اخر ماسمعه ضحكتها الرقيقه التي اسكرته ..
تنهد مطولا ... مفكرآ في ذلك اليوم الذي سوف يقدم
متى سيلقاها ... تكون على مرمى يده ومرأى عينيه .


اما بالنسبه لوداد ..
فلقد اخذ منها الغضب على اختها كل عرق نابض ..
هي التي زرعت بذور الشك في عقلها ..
وهي التي مازالت تغذيها بأفكارها المسمومه ..
دخلت الحجره بعصبيه دون طرقه ..
لتنتفض جود مذعوره ..
: بسم الله .. ايش اللي صاير ؟
وداد بعصبيه : اللي صاير انك انسانه متخلفه و غيوره وحقوده ..
جود بدون فهم : وليش كل هذا ؟
وداد بخيبه : لانك مو اخت .. ابدا تصرفاتك ماتوحي بأنك اختي
بسببك كنت بخرب علاقتي بناصر ... بسبب افكارك اللي حطيتيها في راسي
صرت مثل البلهاء ..
جود بدون مبالاه بعدما فهمت السبب ..
: انتي كبيره وعاقله و مو من السهل احد يتحكم فيك ..
وداد بحزن : لكن انتي اختي .. دائما كنت احترمك واقدر رأيك
لكن ليش عند ناصر تحاولين تزرعين الفتنه بيني وبينه .
جود بكبرياء مزعوم : القضيه ماهو ناصر بالتحديد ..
كل الحكايه انك عمياء في بعض الامور تحكمين بمشاعرك..
جلست وداد وقالت بهدوء : هذي حياتي ياجود ..
لو شعرت اني في لحظه امشي في الطريق الخطأ .. بطلب النصح
وحتى لو وقعت في الخطأ .. فأنتي اكثر العارفين ان الخطأ نوع من التجربه
والدروس المجانيه في الحياة ..
مسكت يد اختها وقالت بموده ..
: فرجاء يااختي .. لو تبين تنصحين انصحي دون تجريح
ولا انسي ان اللي بيننا اخوه .. فأنا مااقبل تمشيني بأفكارك الخاطئه ..
جود بإستهجان : كيف تعرفين انها خاطئه .. انتي ما جربتيها ؟
وداد بإبتسامه مريحه ..
: ولا انتي جربيتها... وهذا هي الحياة .. احنا مانعرف جوده اي شيء الا بعدما نجربه
انصحك ياجود انك تتعقلين في الحكم على الناس
لاني متأكده مافي احد بياخذ واحده تعامله كما يعامل السجين ..
كل شوي تفتيش ...

هزت رأسها بتأكيد امام اختها : فهمتي علي ...

لاول مره ترتاح .. تشعر بكم هائله من الطاقه الايجابيه المتدفقه داخلها
عبرت عن رأيها بكل سهوله ..
لايهم ان كانت جود على خطأ ام على صواب ..
ناصر .. حياتها المستقبليه ..فبالطبع ليس مخلوقا كونيا نادر الوجود لايملك عيوبآ
وهي كذلك ليست خاليه منها ..
ستعرفه .. وتتعرف عليه اكثر وهو كذلك .. ستكتشف عيوبه و حسناته تدريجيا
ستتعامل معها بطريقتها ..
هكذا هي طبيعه الحياة... نعيشها وفق متطلباتها وظروفها .. نستيطع ان نخلق لنا
بيئه تساعدنا على المضي .. بمساؤنا و مميزاتنا ..
ولا نغلق الباب على انفسنا .. مدعين اننا نعلم كل شيء دون الخوض فيه ..
ومكتفين بالتبصر فقط ..


**********************************


تنفس الصبح ... و غردت الطيور تعانق الاغصان ..
وابتسم النهار في بدايته .. والشمس بدأت تزف لتعتلي في ساعات كبد السماء ..
استيقظت مبتسمه وهي تشعر بحراره انفاسه على عنقها ..
عاد للنوم مجددا من بعد صلاه الفجر وكأنه لم ينم يومآ هكذا ..
فكرت براحه لحالهما الان ..
فالمد والجزر يجعل الرحله ممتعه على رغم من الصعاب ..
شعرت بيده تتسلل ليحيط بخصرها ..
ابتسمت و قالت بهدوء..
: صباح الخير يا كسول ..
مطلق بخمول : صباح الخير يانشيطه ..
استدارت له لترى وجهه ..
: ماودك تروح الشركه اليوم ؟
رد بصوت ناعس : عندي شغل كثير ..
لامست ذقنه بأصابعها وقالت ..
: ياليت تاخذ اجازه اليوم من الشغل ..
فتح عيونه واقترب براسه منها ..
: ليش ؟
ابتسمت للتعلق نظراته بثغرها الباسم ..
: انا عارفه انك ماتطيق تترك الشغل .. لكن ودي نقضي اليوم مع بعض ؟
قبل ثغرها بلطف ورجع يضع رأسه على المخده بأريحيه ..
: ..ودي اكون معكم على طول .. لكن تعرفين شغلي ..
وخصوصا الايام هذي الضغط زايد علي شوي .
تأملته بهدوء واصابعها تتلمس ذقنه .. فقالت بخيبه ..
: ماتلاحظ ان وقتنا مع بعض قصير ..
ابتسم و داعب انفها : مو بكيفي والله .. لكن وعد مني
مجرد ما يخف الضغط .. نروح كلنا المزرعه ..
ابتسمت بفرح : والله اشتقت للمزرعه .. و بالاخص سرور .
ضحكت فجأه .. ودفنت نفسها في حضنه .
سألها بإبتسامه : ليش تضحكين ؟
ليلى بخجل : تذكرت شيء ...
بعثر شعرها بيده وقال : مابتقولين لي ؟
رفعت نظرها له وقالت : لا .. خاص فيني ..
رفع حاجبه .. وقال بغرور .
: مافي خصوصيات بيننا ..
ليلى بحرج : شرط اذا قلت لك ماتضحك مني ..
اومأ براسه موافق على الرغم من ابتسامته المتلاعبه على شفتيه ..
قالت بنبره حزن : تذكرت لحظه كنا على ظهر سرور ... لحظه مااقدر انساها
لحظه اتمنى ارجع واعيشها معك مره ثانيه ..
تأملها بحب عميق لايعرف كلمه تعبر عنه وهو يقترب منها مقبل رأسها ...
: وليش حزينه ؟
رفعت رأسها له مباشره .. وبصدق واضح اشتعل في ضوء عينيها
قالت : .. مابي حزن وانت معاي .. يكفي انك جنبي .. هذا اللي ابيه ..
رفعت نفسها واحتضنته ... شاركها الاحتضان بعمق ..
يربت عليها برفق .. وحنان .. يود لو يحفظها داخل روحه ويأتمنها
من كل شيء حولها ..


دونما توقف .. دونما توقف
منذ عرفتك
وانا احترف حبك …
ومهنتي الشوق إليك ..
والحزن راتبي…
وحتى حين اتوهم انني ارتويت من نبعك
وابتعد بشفتي عن بحيراتك
يستعر شوقي إليك
كغابة تعصرها النيران..


*****************************************



كانت تفطر مع امها .. وامها بين كل لحظه والثانيه تسألها
سؤال يجعلها غاضبه من نفسها و منه ..
ام نجمه : علامه ماجاء البارحه ؟
نجمه : ماادري يمه ..قال انه انشغل مع جده ..
تنهدت وهي تضع اللقمه في فمها بدون شهيه ..
وتأملت الشمس المنكسره ظلالها على الشجره .. والارجوحه المتهدله تحتها ..
ابتسمت ..بمجرد النظر لها ..
سمعت صوت رنين جوالها من الداخل ..
ام نجمه: قومي شوفي من المتصل ..
تأففت نجمه وقالت : مالي حيل .. خليه يدق بعدين اشوف مين ..
ضربتها امها على فخذها ..
:قومي يابنت لايكون واحد من اخوانك به خلاف ..
نجمه : طيب .. طيب ..
قامت منزعجه ... واول مامسكت الجوال انقفل الاتصال .
ارتاحت بعدما شافت اسم المتصل ..
وعند خروجها افزعتها النغمه تعود من جديد ..
اخذت نفس طويل ... وفتحت الاتصال ..
سعود : صباح الخير ..
نجمه بهدوء : صباح النور ...
سعود على عجله ..
: انا عند الباب .. افتحيه بسرعه .
نجمه رفعت الجوال بإستغراب تشوف الساعه
: ليش ماداومت اليوم ؟
سعود : لاتخافين ياابله نجمه .. انا مداوم لكن متأخر شوي ..
تفتحين الباب ولا امشي .
ركضت وهي تجاوبه : خلاص جايه..
قفلت الجوال .. وفتحت الباب .بسرعه ..
دخل وقفل الباب خلفه .. ناظرها من فوق لتحت .. وابتسم
استغربت من ابتسامته .. لكن بعدما فهمت .. كان انتهى الاوان ..
تقف قدامه بقميص نوم زهري قصير الاكمام .. وطويل يسحب معها على الارض ..
شعرها مرتب بطريقه عشوائيه ..
فكرت بخوف . .. اكيد عيوني منفوخه .. ووجهي بشع ..
احنت رأسها محاوله اخفائه ...
فقال : ماودك تدخلين ولا نوقف هنا طول النهار ..
نجمه : لا .. حياك تفضل .. امي جالسه في الحوش ..
مشى ناحيه امها ... وهي خلفه تتبعه بهدوء وخجل ...
وكل امنياتها تشوف نفسها في المرآه ..
سلم على امها .. وجلس .. وهي واقفه تناظره بعين مريبه
ام نجمه : بنت .. وشفيك .. روحي جيبي الشاي لزوجك ..
انتبهت لنفسها ولوقفتها مثل البلهاء .. لكن مستغربه من زيارته المفاجئه ..
بسرعه البرق ... دخلت المطبخ .. تجهز كل شيء وهمها لايفوتها شي بينهم ..
خرجت متعثره بقميصها ... وبضحكته العاليه التي سمعتها .
رجف قلبها من هول القادم .. واول ماقربت الشاي عنده
وقفت امها متحججه بالشغل ... ناظرتها بشك ..
قال مبتسم : امك تقول انك البارحه انتظرتيني على احر من الجمر ..
انسحب لون وجهها الطبيعي وقالت بتوتر ..
: مين امي ؟ لا لا .. امي تبالغ شوي ..
ضحك سعود وهويقرب منها ..
: ليش خايفه طيب ؟
نجمه بإدعاء : من قال اني خايفه ... لا ...
تنهدت وقالت : تبي الصراحه .. متفاجئه من زيارتك ؟
سعود .. بهدوء : لا تتفاجئين ولا شيء .. جيت اقدم لك هذي ..
فتح علبه صغيره فيها سلسله ذهب ابيض ..
ارتجفت يدها وهي تحاول تاخذها ..
: هذي لي انا ..
ابتسم : اكيد لك .. اجل لي ؟
قام من مكانه وقال : يالله انا تأخرت .. مع السلامه ..
تبعته وهي مازالت متفاجئه .. وقالت :
سعود .. ليش ؟
رفعت الهديه قدامه وسألته : ليش الهديه ؟
ابتسم وهو يلبس حذائه ويجيب بتهكم .
: كيف ليش ؟ اذا ماتبينها هاتيها ...
مد يده ياخذه قبل تضمها بيديها ..
فأعقب كلامه : مالها سبب .. حبيت اهدي زوجتي هديه بدون مناسبه او سبب
اذا لقيت لها سبب كلميني يا نجمه ..
اقترب من الباب و هي تتبعه بخطى هادئه ..
ابتسم لها مجددا .. ومد يده مصافح لها ..
: اشوفك على خير ..
بالكاد وعت على تصرفها وهي تمد يدها بالمقابل ...
قبل ان يسحبها عنوة اليه .. و يقبلها قبله صباحيه متعطشه .. وطائشه ..
ألهبت شفتيها و جعلتها كالمخدره .. تركها بإبتسامه خجوله ومنتصره هو ايضا
ومشت بخطوات حالمه .. تتحسس شفتيها التي تشارك قلبها في النبض و الاحساس ..
تقف امام المرآه .. ترى نفسها وهي منتشيه بمشاعر غزتها على حين غره ..
وقاتلت عزمها وتمردها الطويل .. و القت بها على فراش ندي من الورود حيث
احلام رافقتها الى مكان سري .. غايه في الجمال ..


ولا ’ صبحـك ، يصافحنـا و يـذكـرنابـ / صـبـاح الـورد
وانـا اللـي صبحـي اغليـته لأنـه صـافحـه .... كـفـّك ... !
أقـولك شـي .... ؟!
لا ... هـوّنـت
اخـاف اعاتبـك بالـ : رد .... !
تعـوّدت انثـر ورودي عـلى صبـح ٍ لمـس | طـرفـك | ... !








ألقاكم بموده ... كونوا بخير
[/COLOR][/SIZE][/FONT]

كبرياء الج ــرح 06-04-11 05:45 AM






البارت الاربعون :






في بعض الامور يجب تركها جانبآ ...
تبادل الحب وكلمات العشق .. ليش شرطآ قسريآ في نجاح العلاقه الدائمه ..
حاجه ملموسه في بعض الاحيان للشعور بقيمه الحياة ..
البعض يتمسك بها كطوق نجاة من روتين يسحب حياتنا للقاع ..
والبعض الاخر .. ليسد فراغ ولتطمأن نفسه بأن له مكان من الإعراب ..
فالكلمات لها سحر خاص فقد وجدت للتلذذ بطعم السعاده لمجرد من ان تخرج من الافواه .
بعضها صادق معني ...
والاخريات كلمات واهيات مخادعه ..لكن لا احد يبالي ..

ليلى ..
اتقول انها استسلمت ...
ام يأست ...
ام مازالت في انتظار تلك الكلمه السحريه
التي ستضيء دربها مع مطلق ..
ام ان بعض الافعال تصدق ولاتحتاج الى كلمات تفسر فحواها ..
تشعر بها ولا حاجه الى صياغه المعاني خلالها ..واكتفت بها ...
اقرأت المضمون في سواد عينيه ...
اسمعت دقات قلبه التي ترجمت مشاعره بكل صدق ..
اادركت انه يقول ويقول ويعترف بما ابى ان يطوع به لسانه ..
ام قيمته لديها اغنتها عن الاعتراف بالحقائق المطلوبه ...


مطلق :
ااعاشق انت ام مغترب مازلت ..
اتجد صعوبه في مصارحه نفسك بأنك تحبها ..
وان حبها غير حياتك ...
اعاد لك مااضعته .. ما تركته في حياة سابقه
ااشعرت بأن الحياة قيمه وفريده معها ..
اعرفت قيمه الزمن المهدور ..
اتواجه نفسك الان .. بأنك ضعيف امامها ..
خائف من فضح اسرارك ..
على كونها اجمل سر تمتلكه في حياتك ..
لكن مازلت تعاني مع نفسك... ومعها ..
عقيم في حبك المردود ..
وبعض العقم في يده الشفاء ..
طريقك طويل .. فإختصره بكلمه ..



وداد وناصر ..
طائران محلقان في سماء صافيه من الود والمشاعر ..
يتبادلانها بكل اريحيه وبلا اسوار تعيق الوصول . ..
الطيبون للطيبات ... ذكر حق .. لانستعجب حصوله في عالمنا الضيق الافق ..


نجمه وسعود ..
قطبين .. يحملان بين جوانحهما قلبآ نابضآ ..
يهتف بالكثير من المشاعر وتدثره بالبلاده ..
حتى الان يهاودون الظروف على هواهم ..
حذر .. وخوف .. وتربص .. وعدم فهم واضح للامور ..
واختفاء مبطن لنبض المشاعر ..
هي ماتسود علاقتهم حتى الان ..




*************************************


بعد مرور شهرين ...



مسحت على بطنها ... وقد بدأ يبرز بشكل واضح ..
ابتسمت .. وهي تحن على طفلها بنظره وكأنها تراه ..
قد طرقت شهرها الرابع ... وقد بدأت تعاني من صعوبه الحمل ..
بالكاد كانت تستطيع الاكل ... وان اصبح في بعض الاحيان تتناوله اجبارآ ..
قد اخبرتها والدتها ان الامر نفسه قد عانت منه ...
وضع ليس يشبه اوضاع النساء كافه .. توارثت بعض مما لديها ..
حتى ظنت ان حملها اصعب حمل بين النساء ..
استلقت على السرير بتعب .. متجاهله الطرق على الباب ..
قالت بخمول دون إلتفاته منها ..
: خديجه .. مابي غداء قولي لخالتي اني بنام شوي ..
تكورت على نفسها .. دون لحاف ..
وعيونها بدت تطبق بنعاس ..
لكنها انتفضت عندما شعرت بلمسه على كتفها ..
حانت من التفاته سريعه لتبتسم ...
: ماحسيت عليك ؟
تأملها بتدقيق وقال بتوبيخ متجاهل علامات الشوق المضيئه في وجهها المجهد
: ليش ماتبين تاكلين ؟
عدلت جلستها قدامه و اخذت شعرها على جنب ..
: مالي نفس .. اذا جعت بنزل اكل ..
مسك يدها وقال بنبره حازمه ..
: ماهو على كيفك امي تقول انك ماافطرت زي الناس ..
الحين اقول لخديجه تطلع لك الغداء .
ليلى برجاء: لا يامطلق .. الله يخليك انا مابي انت انزل وتغدى بالعافيه عليك ..

تأفف منزعج منها .. فانتابتها رغبه في البكاء..
كل شيء تجده مؤثرا ... يضغط على اعصابها ..
هرمونات الحمل الناشطه تجعل جسمها ينتفض بألم ودونه ..
حتى الجدال ينهكها ...
لاحظ مسحه الحزن التي اعتلتها ..
فخالطه هو ايضآ ..
يشعر من اجلها بالحيره
لم يكن يظن ان الامر معقدا لهذه الدرجه ..
لم يراه في وفاء .. اكانت تتعذب مثل صغيرته هذه ..
او كانت وهو لم يبالي او لم يرى بالشكل الصحيح ..
ام الحمل مختلف معها .. حيث يقيس كل ونه الم قبل انطلاقها ..
يرى جسدها يذوي امامه.. و تعبها يزيد ..
وهو لايفهم .. لايفهم ..
لايستطيع ان يحصر كل متاعبها ..
ولايستطيع ان يدعها تتعب مجددا ..

اقترب منها : على راحتك .. لكن اذا مااكلت شيء اذا صحيت
ترى ياويلك مني ...
ابتسمت وهي تضع راسها على صدره دون استئذان ..
ممتتنه بعرفان لحرصه عليها ...
وان خاطبت دواخلها انها تريد المزيد .. المزيد
المزيد الذي تستجديه برأفه ... ان يبوح به ويطلق مكنونات نفسه
دون كتمان او حذر ..
مسح شعرها بعدما قبله بكثير من العطف ..
تنهد بعمق .. لتتخبط نبضات قلبه مرارآ ..
يالهذه الانثى التي احضرت روحي الغائبه بهاله ضوء ..
وجعلتني احارب نفسي العصيه ..
وهي لم تفعل شيء .. سوى انها تحرك عصاتها السحريه في وجهي
و تسلبني صقاله شخصيتي .. و تعيد تكويني من جديد ..
وهي تبتسم مستمتعه ..
ان تشعر بأنها حية .. وان الدماء تجري في عروقها
وان قلبها مازال نابضآ ...
وكل هذا على صدى نبضاته القويه ...

همست بنعاس : مطلق ..
اجابها وقد توغلت اصابعه في شعرها ..
: نعم ..
قالت بغمغمه غير واضحه ..
: لاتروح وتتركني ..
ابتسم وهو يجبيها ويمسح وجنتها ..
: بكون معك .
انتظمت انفاسها وهو يريح نفسه دون ان يحركها ..
يستنشق عبير شعرها بهدوء .. ويغمض عينيه بوضعيه غيرمريحه له ..
لكن لايهم .. الاهم هي بالنسبه له ...



******************************




شعرت بيد ثقيله تهزها في قيلولتها بعد الغداء ..
وهي لم تكد تغمض عينآ .. بعد سهر طويل ..
تأففت بإنزعاج : يمه الله يخليك باقي على اذان العصر ..
صرخ بصوته الفوضوي : قومي يابقره ..
انتبهت للصوت ..و فتحت عيونها بصعوبه ..
: عبدالله خير .. ويش اللي جابك .؟
قرب راسه لها .. بمعنى اعطيني تحيتي المعهوده
لوت شفاتها وهي تقبل رأسه ..
: حمدلله على سلامتك .. متى وصلت ؟
ابتسم وهي يتربع جنبها بملابسه الداخليه ..
: الله يسلمك .. بسرعه قولي .. يالله قولي ..
تأففت وهي تربط شعرها .. بربطه صغيره.. فهمت مقصده واحبت التمهل في اجابتها ..
: ويش تبيني اقولك .. والله انك فاضي معني نفسك على هروج مالها معنى ..
عبدالله كل مره تدق علي اشرح لك بالتفصيل ايش اللي صار ..
شد شعرها و انتثر على كتفها ..
: لا تلعبين بأعصابي .. قولي بلا منه .
ناظرته بحنق وقالت : متخلف .. خلاص ..ايش اقولك .. ماانتهينا من الكلام كله في الجوال
ماخليت لك ولا همسه ولا تعبير في وجهها ماوصفته لك .. البنت قالت موافقه و انتهينا ..
عبدالله بشك : ليش وافقت علي ؟
رفعت حاجبها بسخريه : والله مادري رغم ان مافيك ولاحاجه صاحيه .. لكن ماادري
يمكن المسكينه قارنتك بشيبوب و شافتك ارحم منه ..
هب واقف ينتفض بغضب ..
: انا ولد ابوي .. تبي تاخذني استبنه لغيري ..
ضحكت نجمه على وصفه نفسه بإستبنه وقالت وهي ترجع تستلقي ..
: هذا اللي عندك استبنه .. ماعندي مشكله ..
رجع جلس وهو يقول بضيق ..
: انتي ايش رايك ؟
رفعت نفسها وقالت بجديه ..
: انا مالي دخل فيك .. قلت تبي البنت وفقعت مرارتي فيها.. ساعه اشوف راي البنت وتوافق
تقول ايش رايك انت ؟ اسمح لي اخوي اني اقولك انك لعاب و ماعندك سالفه ..
حدق عبدالله مفكر وقال :
يمكن تحبني ... ؟!!!
ضحكت نجمه بسخريه وقالت :
ماادري .. كل شيء جايز .. لانه من كان يصدق ان عبدالله الثور يحب ..
ضربها على راسها ضربه ألمتها .. فصرخت مستنكره ..
رجع لمكانه هادئ وكأنه ما عمل اي شيء .. بينما نجمه ترميه بنظرات حاقده ..
قال بتخطيط : خلاص .. كلمي سعود ..
شهقت بخوف : ايش سمعني .. والله انك تحلم .. انا مالي دخل فيك ياحبيبي تبي تتزوج
تبي تطلق .. تبقى عزوبي .. انت حر ...لكن تبيني اخطب لك .. من مين ؟ من سعود
كفايه وهقتني مع بنت الناس ... لكن سعود من سابع المستحيلات ..
عبدالله : اعنبوا مافيك خير ... هذا وانا اخوك ..
نجمه : مافيني خير .. مافيني شر .. مايهمني .. روح مثل الرجال واخطبها من جدها
و اترك عنك حركات النسوان اللي مالها داعي ..
كان بيمد يده عليها .. فمدت يدها قدامه تحمي نفسها ..
: والله لو لمستني مره ثانيه ... لاقول لامي ..
حك شعر بتفكير وقال مهمش تحذيرها
: انا ماعندي اجازه الا ثلاث ايام .. ولازم اسوي شيء؟
تنهدت نجمه وقالت : توكل على الله .. روح لجدها واخطبها واللي فيه خير ربي بيجيبه .
وقف .. وقال : ايه صح نسيت .. قومي نزلي لي الغداء ميت من جوعي ..
تأففت بإنزعاج : يااخي المطبخ عندك اغرف لك غداء .. والله اقول خذ القدر كله ..
والله يلوم اللي يلومك وقتها ...
عبدالله بجلافه : اقول قومي .. هذا اللي ناقص .. اغرف غداي بنفسي ..
نجمه بسخريه : الله يرحمها ياملازم اول ... الخدم والحشم عند رجليك ... اقول اقلب وجهك ..
ابتسم فجأه وهو يستند على الباب المفتوح نصفه ..
: إلا ماسألتيني عن العذر اللي اخذته ؟
كشرت في وجهه وقالت : قول اتحفني .. بعد شجره العائله اللي ماتوا نصهم ... بسبتك
من كثر ما تفاول عليهم بالموت .. ربي رحمهم منك .. واخرهم ابوي ..
رفعت راسها ويديها بصدق وقالت : رحمه الله عليك يابوي ..
كرر خلفها نفس الدعوه لكنه ارتجف جسمه بضحكه هستيريه صامته ..
: لا هذي المره .. غير ..
نجمه : لايكون تفاولت على امي ولا اخوانك ..
عبدالله برجفه مضحكه : فال الله ولافالك.. انا ادعي على امي و العيال ..
نجمه وبدت تصيبها عدوى الضحكه نفسها وبحماس هتفت ..
..: طيب قول ..يالله قول ..
عبدالله : قلت ان اختي انفجرت المراره عليها ...
وهي في العنايه المركزه .. وحالتها خطيره ..

شهقت بخوف و رمشت بغضب و بعدما اصابها شحوب مفاجئ من هول ماقاله
.. بينما تراقبه يمسك بطنه من شده الضحك ..ويزيد من غيظها ..
صرخت بصوت عالي : يمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه ..
بينما هو خرج من عندها ..يضحك .. وميت من الضحك ..
وبالاخص ان توقعات الجميع ان اخته مودعه من ملامح العزاء التي رسمها عل وجهه
حين اخذ العذر من رب عمله .. ورحمك الله يانجمه ..


********************************


عندمااستيقظ كان وحيدا... بحث عنها فلم يجدها في الجناح ..
استحم وتوضآ مستعدا لصلاه العصر ..
سمع ضحكاتها من المطبخ .. فابتسم تلقائيآ ..
كانت تجلس مقابل خديجه واريام ..
اريام التي لم تكن تتبادل معها الحديث الا اقتضابآ ..
اصبحت تتحدث معها بأريحيه وبدون حواجز ..
دخل .. والقى السلام عليهم .. يمر بنظراته على الجميع
ويتوقف عليها وفي يدها ملعقه وصحنا مليئا بسلطه الفواكه وكأنها تواجه صعوبه
في تناولها .. .
ضاقت عيناه متفحصآ .. وقال بهدوء بعدها لاريام..
:وينها امي ؟
اريام : في المجلس ..
غضب فجأه : امي في المجلس وانتم هنا .. ليش ماتجلسون معها..
تدخلت ليلى بإبتسامتها المهدئه ..
: كانت نايمه .. فما حبينا نزعجها وجينا هنا ..
رمت بنظره لاريام التي تراقب اخوها ..
حرك شماغه بتوتر وقال لخديجه ..
: الحقيني بالقهوه والتمر المجلس ..
اريام بهدوء بعدما طلع اخوها ..
: وشفيه .. وكأنه زعلان ؟
ليلى بهدوء : شكل نومته ثقيله ..
تحركت من مكانها وقالت : هاتي ياخديجه انا باخذها معي ..
تأملت شكلها في مرآه الممر ناحيه المجلس ..
رغم شحوبها الا ان الفستان الازرق كان يعكس رونقه على بشرتها البيضاء
كان جالس وفي يده الريموت .. و يبدو مشغوفآ بما يراه
القت نظره سريعه على مايشاهده .. فانعقدت حواجبها فجاه
هذا مهتم بالاخبار ..او الفتاه الجميله التي تلقي الاخبار ..
تنحنحت وهي تجلس على طرفه و هي تود لو تجلس مقابله لتمنعه من المشاهده
همست بلطف : تعوذ من الشيطان ..
رفع حاجبه متعجبآ لكن فهم ماارادته ان يفهم دون كلام ..
دخوله عليهن ثائرا بعض الشي كان سبب لذلك ..
وبالاخص انه لم يلق بالا لها بالتحديد ..
ابتسم وهو يتعوذ من الشيطان ..
ناولته القهوه وعينها عليه .. يتناول تمرة و ويتسلى بتلك التي على الشاشه
عظت شفاتها وهي مازالت تحدق به ..
خرج من صمته مبتسمآ : حيلك على شفاتك ...
انبتهت على كلامه فابتسمت بإحراج ..
: خير .. ايش قلت ؟
قال وهو مازال يحدق في الشاشه باسمآ ..
: اقول شفاتك اذا ماتبيها .. تراني ابيها ..
توهج وجهها بإحمرار .. و لامست الصينيه بأناملها محرجه ..
جراءته تزيد عن حدها .. تجرف مشاعرها وتجعلها مبتدئه في كل شيء ..
تعب من مراقبتها من بعد .. يودها الان قربه .. والان ..
قال امرآ : قومي من مكانك وتعالي هنا ..
وربت على المكان بجانبه .. استجابت له بمرونه غير ابهه بما يريده ..
لكنه انشغل مجددآ بما جعلها تشعر بمثل الحريقه تشب في جوفها ..
بحثت عن التحكم بنظراتها .. وهبت واقفه تمد يدا بطرفه لتقبض على الريموت ...
بعد ان قبض هو على خصرها ..
سألها : نعم ..يامدام .. اظن انك تتعدين على ممتلكات غيرك .. ؟
ابتسمت بخجل وقد اصابتها ارتجافه من اثر لمسته ..
: كنت ابي اغير المحطه ؟
رفع حاجبيه متهكمآ : وليش تبين تغيرين المحطه ؟
شعرت بأنفاسها تضيق .. وهي تقترب منه ..
ماذا بها ؟
هل هي اول مره يلمسها بها ..
لم تكن الاولى ولن تكون الاخيره .
لم ... ارتجافه الوريدالى الوريد ..
وانحصار الانفاس .. و عقده الكلمات ..
تضرج وجهها بالقاني ... وهي تحاول التملص منه بخجل ..

ونست سؤاله .. فنظرت إليه ساهمه في جوف عينيه الرائعه ؟؟
: ايش قلت ؟
ابتسم وقد اصبحت وشيكه ان تجلس في حضنه ..
تلاعبت باعصابه هذه الجنيه الزرقاء ..
جميله لحد الهلاك ..
توهج وجهها دعوه لاستباحه طهرها الوضاء ..
وهو لايحتاج لدعوة قط ..
فجاذبيتها تكفي لان يحترق فيها مرغمآ ...
قال وفمه يهمس في اذنها ..
: كنت ابي اقول لك انك احلى ماشافت عيني ..

نبض عرق خجل وقد لثم اذنها بقبله حارة جعلتها ترتجف اكثر
فقالت مزمجره من غير سبب وكأن الذي قاله مدعاة للسخر ومجرد من الحقيقه ..
: الحين احلى ماشافت عينك .. بعد ما عيونك شبعت من المذيعه ..
اتسعت عيناه بإستغراب ورمى بنظره على التلفاز ثم عليها ..
كادت تموت من شده اعياءها من المشاعر التي انتهكتها وهي بين يديه .
آآآه لو يخلصني للحظه لاجمع قليلآ من التحكم بالنفس ..

تأملها صامتآ معجبآ .. ضاحكآ .. مبهورا و فخورآ لوتعلم
يراها من بين كل الملايين .. تنظر له بحب وتنطق به ..
استثنته من بين كل البشر و انهالت عليه بإفراط
من جود مشاعرها .. وكرم عاطفتهاالكبيره
كم هو محظوظ بها ..
آآه لو تعلم من هي بالنسبه لي ؟
اتقارن نفسها بهن .. يكفي انك الانثى الوحيده التي دخلت حياتي ..
انثى استثنائيه .. وضعها القدر في طريقي منذ الصغر ..

.. تحركت منزعجه من صمته الطويل ...
وحدقت في عينيه .. وهي على وشك الانفلات ..
ستبكي لا مفر ..
ستدمع عيناها .. لا شك في ذلك ..
ستنهار الان بين يديه وهذا واقع لامحاله ..
سترتمي هي في حضنه .. و تنهال من تلك العاطفه حتى تثمل وتنام ..

قال بعدما طرق رأسها بأصبعه .
: تفكيرك لايروح بعيد .. انتي الوحيده اللي اخذت كل مافيني ..

ارتجفت شفتاها ... عند بوحه المكنون ..
عند صدقه الناطق من سرب عينيه ..
عند كم المشاعر التي لاتشعر بأن قلبها سيتحمله ..
فهو بحجم قبضه الكف .. كيف يتحمل حب بحجم الكون .. ويطوله ورب الكون ..

ارتخت عضلاتها وهي تحني رأسها ..
تحاول ان تكون متجاهله .. عاديه .. صبوره .. و متحكمه في عواطفها ..
رفع رأسها بيده .. لينحني قوس حاجبيه وترق نظراته نحوها ..
متسائلا عن سر الدموع..
سر الجموح في وسط معركتها الهادئه .
سر الرجفه في وغل العيون الناعسه . ..

همس بحنان يشوبه الخوف ..: ليش الدموع ؟
عادت واحنت رأسها .. وهسمت بثقل يكاد يخلع فكيها ..
: احس اني اعيش في حلم .. اجمل شيء في حياتي .. اخاف انه حلم ..
ابتسم مشغوفآ بحبها ويكاد ينطق لولا غبائه الكبير ..
اردفت بصوت باكي وهي تحرك خاتم زواجها في يدها بتوتر ..
: اخاف يوم اصحى ويكون كل اللي صار حلم ... اخاف السعاده اللي اعيشها معك
تكون مجرد وهم ..

شعر بمشاعرها .. وشعر بحرقتها ..
ودوره الان ان يرتجف لحد المرض ..
آآآه اين اذهب بها ..
آآآه اين اخفيها .. عن عيون الناس .. عن عيوني انا ..
اين ادثرها بعيدآ عن قلبي الاحمق ..
فمثل هذه تحبني .. وكيف ؟
فأنا لم ارد لها ولو بكلمه ..
اشعر بجميع الكلمات تتصاعد مزدحمه في رأسي و عندما اريدها
تتلاشى من امامي ..
فأقف حائرا ابحث عن كلمه ضائعه.. تدعمني في مواجهتها
تسد فراغها وتملأني .. فكلي ثقوب وفراغات والله يعلم ..

مسح وجنتها بيده المرتعشه ..
وقال : انا مو حلم .. انا واقع .. واقعك انت ومصيرك ..
ألمسيني .. شوفيني ... واحلمي فيني ..
غرور و تملك حتى في في افكارها ..
يريدها لاتفكر بسواه ولاتشغل بشاغله صغيره او كبيره كانت ..
رفعت نظره راقصه إليه متأججه بالكثير من العاطفه .. وابتسمت ..
مسح دمع قد تعلق بجفنيها متمردآ .. من فرط عاطفه اكتسحت وقارها ..
وقال بهدوء : عيشي حياتك اليوم ولاتفكرين ببكره ايش بيكون ..
لاني بكون دائما جنبك ..
لاني بكون دائما جنبك .
لاني بكون دائما جنبك .
لاني بكون دائما جنبك .
وهذا ماتتمناه ابد الدهر .. هو ان تكون بجانب رجل عشقته حتى اصبح
من الصعب ان يعشق احد اي شخص ..
ابتسمت وهي تتراجع بإرتباك .. وهي تسمع صوت والدته ذاكره الله
تأملها ويكاد لسانه ان ينقط بكلمه من اعلاه ..
فهمس بإسمها منتشيآ بمشاعره : ليلى ..
استجابت على الفور .. فنداء القلب لاصوت له
استعد لكي يقولها ويكسر الصخره الثاقله على قلبه ..ويرتاح
: انآآآآآآ آ ...
فأغمض عينيه متنهدآ بعدما .. تعالى صوت الحق في المكان ..
فهب واقفا يملآ ناظريه بصورتها الجميله ..
: انا بمشي اصلي .. انتبهي لنفسك ..


******************************


قاده الشوق إليها وفي رأسه مخططات لابد ان ينهيها ...
ابتسم لنفسه ... اول خطوه هو رؤيتها ..
لقد منعته الرزانه والثقل المرغوب من الناس عنها
وهو اشد ان يكون اكثر المجانين توقآ بها وبرؤيتها ..
سمع صوتها الذي يهمس بتحيه .. كانت ارق تحيه سمعها حتى الان ..
نهض مستقبلا .. وابتسم لارتعاشها الواضح
ياالله .. كم هي جميله . ..والخجل يكسوها ..
احتى الان لم تعتد على رؤيتي ؟!
ماإن مسك يدها حتى استضافتها يده القويه بإحكام ..
وهو يميل عليها بجرأته المعتاده ويقبلها برقه .. تكاد تخفيها من الارض ..
كان يود لويخطف شيء من توت خديها .. و ينعم ولو قليلآ .
سألها وهو يجلسها بقربه .. بل ملاصقه له ..
: كيف حالك ؟
اجابته برقه وهي تعيد خصله ناعمه متمرده مزعجه عن عينيها ..
: الحمدلله بخير .. انت كيفك ؟
اقترب منها وعينه على الباب .. وقال بشغب
: طيب ..لكن مادام اخوك الثقيل فوق راسي يبدو اني بمرض ..
ضحكت برقه واصابعها تجد مكانها بين فراغات اصابعه ..
: اسم الله عليك من المرض ..
حط يده على قلبه وقال
: وانا اقول اني مستعجل لا وربي لو تأخرت دقيقه بكون استخفيت ..
سألته مباشره : مستعجل في ايه ؟
جاوبها بإبتسامته المرحه ..
: في زواجنا ... خلاص انا نويت ..
شهقت بخوف و سحبت يدها بسرعه من يده ..
: ليش مستعجل ؟ تونا ملكنا ..
ناصر بجديه : اسمحي لي .. ثلاث اشهر ... مده طويله
وانا صراحه ماحس بالراحه .. يكفيني عذاب ..
ابتسمت ابتسامه مغلفه بالذعر .. وكأن الاقترب يجعلها اكثر توجسآ
مسك يدها وقال بحنان وكأنه فهم معاني خوفها ..
: اسمعيني يا ودي .. انا ابيك ومحتاج لك .. لكن اذا كانت رغبتي تخالف رغبتك
فأنا ماعندي مانع انتظر.. وانتظر .. وانتظر.. اهم شيء عندي تكوني راضيه ..

ابتسمت ..
يالله كم تحبه ؟
أمثله لايحب .. بل اني اموت في هواه ؟؟
او لاا يعلم كم اني اموت فيه وفي رقته الرجوليه الفاحمه ...
التي تشعرني بأني لست مخلوقه معه بل ريشه تطفو على نسمات رقيقه ..
او ليس بي شوق ليجمعني به ..
او ليس بي توق لملاقاته دائمآ ..
بل بحجم الارض.. ان اكون قربه و دائمه معه ..
لكنه الخوف العذري الانثوي ان ابتعد .. ان ابتعد عن عشي الدائم
عن عائلتي .. عن وداد الساكنه المنتظره ..
لكن لم الخوف ؟ ومثله بجانبي ..
وقلبه يعانقني .. وحبه يطوقني .
فالخوف يتلاشى ويهرب بعيدآ عند حبه الصادق ..

اعادت يدها مكانها في تجاويف يده .. وقالت بخجل وجرأه. هامسه ..
: لو تدري ان رغبتي اني اعيش معك للابد .. ومايهمني غيرك احد ..

رقص قلبه اليتيم على وجع الامس و فرحه صبتها في جوفه ..
كان يريد ان يعانقها .. لكنه يخاف عليها من هول تحطيمها ..
رفع يدها الى فمه ليلثمها برقه ممزوجه بحب كبير ..
كبير .. وعظيم ورب البيت في كل دقيقه يقضيها معها ..


************************************




" اخاف يوم اصحى ويكون كل اللي صار حلم ...
اخاف السعاده اللي اعيشها معك تكون مجرد وهم .. "

مازالت تلك الجمله ترن داخل رأسه..
ويستعجب نفسه ..
او ليست تلك جملتك التي تخاف ان تنطقها ..
او لست تخاف ؟ او لست غير واثق مازلت ..
اي معترك يقضي على احلامك ..
ويزيد من شكوكك ..
هل تبالي الان ؟ ام نسيت ذلك الماضي الملعون ..
اتخالها لاتثق بك.. متوجسه في مشاركتك الحياة ..
ام انها تعيش بلا رغبه معي ..
تنهد منزعجآ ..من حومه الافكار حول رأسه ..
لاتفكر كثيرا ..
فالتفكير لايجدي ..سوف يعيدك الى بدايه الارق والعذاب ..
توقف .. لابد من التمهل ..

نقر بأصابعه على الطاوله .. وعينيه تراقب حركه طفلين يعاكسان
رأي والدهما في الدخول للسياره او البقاء طويلآ ...
ابتسم وهو يرقب بصمت ..
متخيلآ نفسه مكان ذلك الاب الذي يرمي بنظره شرزا
لابنه ويتبسم لابنته .. مابين شد وارتخاء يبقى من اجلهما ..

شعر بلمسه على كتفه فأستدار ليجد ناصر ينظر لنفس المكان ..
جلس مقابله وقال : لايقه عليك الابوه ...
مطلق بتهكم : ليش كنت شاك ؟
ابتسم وهو يطلب من الموظف المطلوب ..
سأله : ايش صار معك ؟ اتفقتم ؟
ناصر بإبتسامه مريحه ..
: ليش انت شاك ؟
رفع مطلق حاجب متهكم لتقليده وقال بجديه :
اذن .. نتوكل على الله ..
ناصر بتنهيده ارتياح : واخيرآ ..
مطلق : على بركه الله ... ومن الحين اقولك تكاليف الصاله والذبايح علي ..
ناصر : لا تفكر حتى .. هذا زواجي انا .. لاتتعب نفسك فيه .
ابتسم مطلق وقال : هزلت .. اخوي يتزوج وماتبيني اتدخل ..
سكت ناصر لانه اكثر العارفين بصاحبه ..
عنيد .. وفي .. وغير متنازل ..
إلتزم الصمت متأثرآ كالعاده وان اعتاد مواقف صاحبه الصادقه
اخي .. او ليست تتصدع الجبال عند الاخوه ..
فما حال قلبه .. اخ دنيا .. ناله الرضى منه ..
مكسب .. للحياة .. وفاء واخلاص .. قيمه لا تتقارن بأغلى القيم ..
لم يخفى على مطلق ما بدى بصديقه ..
فسأل من جديد : متى نويتوا الزواج ؟
ابتسم بإنتصار واشار بسبابته والوسطى ..
: بعد شهرين ياطويل العمر ..
هز رأسه متعجب ومبتسم منه ..
: رقم قياسي ..كيف قدرت على شهرين .. والله انك داهيه ..
ناصر : كنت صادق .. صادق وبس .

تمعن في الكلمه ... الصدق ..
سهله .. و صعبه في نفس الوقت ..

اخرج جواله من جيبه على اثر الاتصال الذي ورده .
: هلا..
رمى بنظره لناصر .. وكأنه ارتبك من اثر اتصالها المفاجئ .
: كيف ؟
رفع يده لناصر بالانتظار ..وقام من مكانه يخرج للشارع بعيد عن الزحمه ..
سمع صوتها الرقيق ..
: اسمعني البنات بيروحون لوفاء .. ؟ وانا ابمشي معهم .. بعد اذنك ؟
ناظر الساعه وقال : هالوقت ؟ ماتحسين ان الوقت متأخر ..
اجابته بتوتر : بكره الخميس .. و في جمعه بنات عندها ..ها ايش رايك ؟
سمع احتجاج البنات حولها .. وابتسم ..
عرف ان الجميع تركها في وجه المدفع .. وتركها تتلعثم في كلماتها
قال : اساسا من اعطى البنات اذن بأنهم يروحون .. قولي لهم استريحوا
سمعها تضحك على البنات وتعيد نفس كلامه لهن بلهجه متأمره ..
.. فضحك لضحكتها الشقيه .. وهو يسمع احتجاجاتهن المتكرره ..
فقالت : خلاص ..حبيبي .. انتهت المهمه ... مانبي نشغلك زياده إلا بمناسبه
الشغل مين معك ؟

يا لهذه الغيوره الشقيه... او تقول لي حبيبي علنآ .. و تتجاوزني بعدها ..
اجعلتها اعترافآ صريحه متكرره لاتملها ابدآ ..
فما زلت اقول .. امثلي ينحب ؟

اجاب متلاعب بأعصابها : وانتي يهمك من معي ؟ ..
تبعت قوله لحظه صمت .. وبعدها اجابته بثقه ..
: اكيد يهمني .. واكيد اللي معك ناصر ..
توها قالت لي وداد انهم حددوا موعد الزواج .. مبارك عليه ..

ابتسم مجددا .. وعيناه تعود الى حيث مكانه
وناصر يبتسم له بخبث .. لقد اطال بمكالمته ..
قال مقاطعا : خلاص .. حبيبتي شوي وانا راجع ..

انهى الاتصال مباشره وهو يعود ...
حاول بكل الطرق ان يشغل ناصر بالاسئله ..
حتى لايطرق الى حياته المغموره بالاسرار
ويكشف اي احد منها ..
وبالاخص ان مطلق ..شاعر .. عاشق .. والاهم غريب عن الامس .
وهو يعرف ان صاحبه لايحتاج لتفسير ففي الوجه والعيون علامات واضحه ..
وهو اعلم الناس بشرح المكنون ..

********************************




كان يتصل عليها .. في بعض الاحيان تجيبه والاخرى تتركه يتحراهاا كهلال ..
هل تغيرت.. نعم تغيرت ..
قد اصبحت قليله التمرد .. وان كان في دمها الا انها تتنازل في نهايه المطاف ..
وان قلت الاحتدامات بينهم .. بسبب شبه انقطاعه عنهم ..
هناك تغير طفيف .. اصبحت مقتنعه ..
اظنها تعتبرني شيء من المسلمات في حياتها
شيء لامفر منه ..

سمع ردها اللاهث : ايوه ..
ابتسم : خذي نفسك .. ماني بطاير ..
ضحكت وقالت : ماسمعته كنت مشغوله مع عبدالله ..
سعود : مشغوله في غسيل ملابسه ولا كويها ..
اجابته بحذاقه : اخوي .. اشيله فوق راسي لو يبي .. وشلون على الغسيل والكوي ..
هز راسه متوقعا اجابته ..
و اصابته الغيره من تصرفاتها نحو الجميع .. والعكس معه هو بالذات .
تنهد بحزن .. فسألته حينها ..:وشفيك ؟ ليش ضايق صدرك ؟
سعود : غريبه حسيتي فيني .... قبل كنت لو اموت من الحزن قدامك ما تلتفتين لي .
نجمه بتردد : عادي ...لو تبي سوي نفسك ماسمعت سؤالي ..
سعود بألم : بتمنين بالسؤال علي .. على العموم مشكور ماقصرت ..
كنت بأقولك ... ليش ضايق صدري من غير ماتسألين .. لكن مافيه فايده
دق الماء وهو ماء ... ليش اتعب نفسي معك ..
كانت تستعد للاجابه بكبرياءها .. وان غصها صوته الحزين ونبرته المليئه بالالم والوحده
: اذا كنت بتقول لي شيء ... لاتاخذ رأيي يا سعود .. تكلم وانا اسمعك ..
صرخ منزعج : اتكلم للجدار ولا اتكلم معك .. بتحسسيني انك فضاء يسمع ولا يرد ابد
صرخت بمثله متناقضه : طيب مادام انك مااخذ عني صوره اني جدار .. ماتسمع
ليش اتصلت .. ليش تعبت نفسك يااستاذ ؟
وبنبره منزعجه : تعرفين .. كل يوم اقول بكره بتتغيرين .. بتصيرين احسن
بتحسين فيني .. لكن للاسف .. كل يوم اعترف لنفسي اني ندمان اني اخذتك ..
واني غلطت في حقك وفي حقي .. لانك بسهوله ماتستاهليني ...

لم تحتمل اكثر مايقوله ..
انه يؤذيها حتى الصميم .. يجرح كرامتها بهديره المبالغ ..
وهي التي ارتضت هذا النمط من الحياة مرغمه ..
اجاء الان ..يعترف بجميله الابدي ويوسمه بعار على حياتها..
يسلخ هدوءها الذي ارتدته من اجله ..
يحطم كبرياءها المزعوم ..
ويغتال فرحه صغيره كانت قد رفرفت له هو ..

لا ورب الكعبه لن ارضاها لنفسي ..
فـ لتمت حياتي كلها وتصبح اقصوصه تتدوالها السن الجميع
الا كرامتي لاتهدر .. طيله حياتي .. وهو يشعرني بأنه صاحب فضل علي ..

صرخت بحطام امل : انت قلتها .. انا مااستاهلك .. ومادام انت متكرم علي يااستاذ سعود
وتحس نفسك متمنن علي ... لا تعذب نفسك زياده وتمثل دور الضحيه ..انهي كل شيء بكلمه
فأنا ما استحقك .. لوعندك ذره كرامه باقيه انطقها .. وريح نفسك من همي..................

توقفت للحظه تجمع انفاسها .. و تهدآ من ثورتها ليبدأ هو ..
: كرامتي اني عزيت نفسي وعزيتك عن القيل والقال .. لكن مايثمر فيك المعروف
النفس عافتك .. وانا ما ارخص نفسي للي مايبني .. وكرامتي فوق كل شيء ..
بإنفعال ارتفع صوته : انتــــــــــــي ........

سُحب الجوال من يدها فجأه .. في لحظه حاسمه ..
وسحبت جزء من روحها ..
وسقطت منهاره القوى ..
لم تعد تسمع شيئا .. ولا تريد ان تسمع ..
افعلا اطلق عليها رصاصه خالتها رصاصه الرحمه ..
اانهى ماكانت تطارده فيه ان ينهيه ..
ااخيرا فكت لحام زواجها الصدئ ..
والاهم من كل هذا ؟
هل ارتاحت؟
هل شعرت بالحريه في سجنها الفسيح ؟
مازالت تسأل وتسأل ولا تجد الجواب الشافي ..

تجمعت الدموع بكل المعاني .. ونظرها تعلق بنظرات اخيها الذي سقطت يده بجوالها
على جانبه .. وفي عينيه مائه سؤال بإنفعال وغضب و رفض .. لماذا وكيف ؟
لم تستطع سوى ان تطلق نشيج معذب و هموم قد بدأت تتجمع في عقلها .
وقد اخفت ندبه مافعلته بين يديها . .. وكتمت ضيق من فعلته بها ..
قد اصبح الامس وسعود .. اطلال تبكي عليها حتى الموت ..لو شاءت .



*******************************


دخل البيت بعدما صلى العشاء في المسجد ..
واول شيء تبادر لسمعه مشاجره معتاده بين سمر واريام ..
ابتسم .. وهو يقترب منهم ..
كالعاده الشجار على من يمسك فيهن الريموت ...
تنحنح وبدى جديا وبالاخص عندما رأى تلك النظره العاجزه من والدته ..
قال : وبعدين معك انتي وياها .. انا كلما دخلت لازم اسمع اصواتكم المزعجه
وبعدين ماتستحون .. تتناقرون فوق راس امي .. يالله انتي وياها قدامي على فوق ..
صرخ بحده : بسرعه ...
سمر بخوف ورجاء : خلاص ..يامطلق التوبه .. بكره الخميس ونبي نسهر ..
مطلق بإنزعاج : لا .. سمر .. اريام على فوق مباشره ..
ام مطلق برجاء : خلاص ياولدي خلهم ..
مطلق : لا ياامي ماتشوفي الواحده مطوله لسانها فوق راسك ولا ادب ولا احترام ..
اريام : هذا كله من اختك الهبله ..
سمر بضيق : الهبله انتي ..
مطلق : خلاص انتي وياها ..
ام مطلق : علشان خاطري يايمه ... تعال اجلس جنبي .. واترك خفيفات العقل ..
سمر بهمس لاريام: راحت علينا ..صرنا انا وياك خفيفات عقل ..
جلس جنب امه ... بينما اريام وسمر يطالعونه بحذر
وبأمر : حطي على الاخبار ..
تأففت سمر وهمست في اذن اريام وضحكوا مع بعض ..
سأل وعيونه على الشاشه : ليلى وينها ؟
جاوبته سمر مكشره ..: راحت تنام ..
ام مطلق : الله يعينها مسكينه .. مسكتها اللوعه واستفرغت كل اللي اكلته عالعشاء ..
مطلق بخوف : وليش ماكلمتوني ..
اريام : هي رفضت ..
ام مطلق : وانت ايش تسوي ياولدي .. الحامل كذا . الله يعينها ان شاء الله ..

وقف بسرعه .. بينما سمر واريام ابتسموا لبعض ..
قالت اريام بصوت اقرب للهمس ..
: والله مطلق طاح وماحد سمى عليه ..

صعد الدرج بسرعه ..وتوجه لغرفه النوم ..
كانت معطيته ظهرها .. رغم ان الاضواء شاعله ..
اقترب منها .. لامس كتفها العاري بلطف قبل ان تستدير له ... وتمنحه اجمل ابتسامه
تمعن في ملامحها الذابله .. وبالاخص عينيها الغارقه في الالم ..
واثار الدموع لم تجف من مقلتيها بعد
سأل بإهتمام : ايش صاير عليك ؟ البنات يقولوا انك تعبت ..
بصوت ناعس : تعب عادي ..
مطلق : قومي خليني اوديك المستشفى ..
لامست ذقنه برقه : لا حبيبي .. مايحتاج.. هذي ايام صعبه وتعدي ..
كل الحوامل مروا فيها من قبل ... إلا انت تعشيت ؟
ابتسم لها .. ولامس شفتيها برقه ..
: ارجعي نامي ..انا متعشي من زمان .
اعادت له الابتسامه وقد انهكها التعب والنعاس ..
: تصبح على خير ..
مطلق وهي يمسح شعرها بعدما اعادت رأسها الى المخده
واستسلمت للنوم الذي تسلل الى عينيها ..: تصبحين على خير ..
تحرك من مكانه داخل للحمام .. يفك ازرار ثوبه ..
قبل يسمع همس اسمه ..قال بآليه ..
: ..تبين شيء ؟
نطقت بكلمه ناعسه .. رقيقه .. طالما سمعها ..
تدخل روحه .. ويتردد صداها داخله كثيرآ ..
لا يجد سوى حفظها في صميم قلبه ..
" احبك "
يا لصعوبه هذه الكلمه ...
اشعر بالخدر اعندما تنطقها
و وعندمااريد ان انطقها انا ..
تصدم بقلبي وتعود إليه ..
ولوتعلم انها تخترقه لتتخطى كل شيء وتمر من خلاله ..
يالفلسفه الرجال عند كلمات العشق ..
يعتقدون انها تعريهم من رجولتهم وتسلخ خصاله الحميده كلها ..
يجزمون انها سر من اسرار الضعف .. ويبالغون في اخفائه ..
يحمون كبريائهم .. و يختفون في اوشحه من الجلافه وعدم الاحساس ..
ينحتون من الصلب قلبآ قاسيآ ويدعون اللامبالاه ..
ويمضون متجاهلين .. يريدون امتلاك كل شيء .. حتى قلوب بنات ادم
ويهيمون بكل خيلاء .. معاندين لغه المشاعر الصارمه ..

تنهدت وهي تغمض عينيها و تتجاهل دمعه قد تدحرجت بخيبه امل كبيره ,,
اصبح المكان خاويآ لايتسع لخيبه واضحه مترقبه ..

كانت مخطئه عندما اعتقدت ان السور العالي قد بدأ يقصر ..
وان قلبه الصلب بدأ ينبض بحب متبادل بينهما ..
اخطأت عندما ظنت ان كلمته العفويه .. التي خرجت في لحظه استعجال ..
قد عنت له مثلما كانت تعني لها الكثير .. وكانت ذا مقصد واضح وتصريح بالحب ..
حبيبتي >> لقد لامست السماء بها .. و تعلقت بسحب كونيه حالمه
لاتخشى فيها السقوط ..
ربيع قلبها .. وزهاءه عندما تشعر بمعنى ان يحبها هو ..
كان مازال قلبها ينبض بصخب و الان قد عادت لها كلمه نطقتها بصدق
وانتظرت ان تعود لها بصدق من بين شفتيه ...
لكن للاسف عادت لها الكلمه منتحبه و متوشحه بالعزاء والرثاء ..
وتختبأ مجددا في قلبها .. مفضله الكتمان و الاختفاء للابد ..



*************************



تأفف منزعجآ وقد استيقظ متأخرا على غير العاده ..
لا يلام فقط اسهرته تلك المتطلبه .. بلائحه لاتحصى بما يجب ان يكون اولا يجب ..
ابتسم وهو يقرأ رسالتها ..

طريقي عينك الحلوه
وبيتي صدرك الدافي
ظلامي غيبتك عني
وصبحي وجهك الدافي
"صباح الخير"


لم يكن لديه وقت للرد .. حمل حقيبته الخاصه ..
وجواله في يده .. حتى كوب قهوته لم يتناوله ..
تصاعد رنين جواله وهو ينتظر المصعد ...
: هلا ..
: السلام عليكم
ناصر : وعليكم السلام ..
: الدكتور ناصر ..
ناصر وهو يدخل المصعد ويضغط على الزر المطلوب .
: نعم .. معك ناصر .. مين معي ؟
بصوت متوتر : تقدر تقول فاعل خير ..
ناصر ومشاعر مختلطه .. ركز في كلامه ..
: ايش الحكايه يا فاعل الخير ؟
: الموضوع مهم وحساس .. واي رده فعل غير المطلوبه .. بينتهي كل شيء .
ناصر بحركه واحده وسريعه .. وقف المصعد .. و ترك حقيبته
وقال بإهتمام : انت بتقول ايش الحكايه ولا اقفل ؟ انا مو فاضي لحركات الاستهبال هذي .
بضحكه سخريه تصاعدت من الطرف الاخر ...
: لا ابدا يادكتور هذي بعيده كل البعد عن حركات السخريه ... هذي فيها مصلحه عامه
والاهم هذي فيها شرف ..
توتر ناصر وتصاعد الخوف لقلبه ...
استرسل الطرف الثاني .. : ناصر .. بإختصار شديد .. ان بعقد معك اتفاق ..
زادت حده التوتر لدى ناصر .. : اي اتفاق ؟
: اتفاق .. يعني تقول اخذ وعطا .. و انا متأكد ان كلا الطرفين بيكون راضي ومرتاح ..
صرخ ناصر بنفاذه صبر : انت تقول اللي عندك ولا اقفل في وجهك ؟
: ناصر .. مو من مصلحتك انك تعصب .. .. اذا كنت تبي تسمع .. خليك هادي ..
الموضوع مو سهل لاعلي ولاعليك ..
بلغ الخوف ناصر وقال بنره متحكمه ..
: طيب .. تفضل انا اسمعك ..
: انا اتصلت فيك بخصوص مقابلتك مع ... مع .. وسام العالي ..

وكأن احد ما ضرب رأسه بمطرقه ..
كان يعرف ان الامر اكبر مما كان يتوقع ..
الان بات يخاف اكثر من الاقتراب ..
لان الامر اصبح اكثر رعبآ بالنسبه اليه ..

ناصر : ومن انت .؟ وكيف تعرف اني قابلت وسام ..
: مايهم من انا .. ولايهم كيف عرفت .. انا اعرف كل شيء دار بينكم ..
قاطعه ناصر : اكيد انك مقرب منه .. هو ارسلك لي ؟ ايش يبغى مني ؟
: لا ابدا .. اساسا وسام مايعرف اي شي .. ومن مصلحتك انك تتكتم على الموضوع
ولا تخبر احد فيه ..
ناصر بعصبيه : انت قاعد تلف وتدور ليش ماتدخل في الموضوع ..
: انا مستعد ادخل في الموضوع ... لكن شرطي السريه التامه ..
ناصر بهدوء مخيف : انا موافق ..
: انت كنت تبي تعرف العلاقه في وسام و مطلق الغانم ؟
استند ناصر وقد بدأ شيء من الاعياء يطغى عليه ..
بينما كمل الاخر دقائق الصمت ..
: وسام على علاقه بأخته .. اللي اسمها اريام ..
بصوت حاد قاطع .. يكاد ان ينفجر رأسه فيه ..
: ياكلب .. ياواطي .. ياحقير .. ..
: انا قلت لك من قبل العصبيه مافي من مصلحتك .. خلك رايق معي علشان نتفاهم ..
ناصر بحده : نتفاهم ياكلب .. انت لو رجال ماجبت سيره بنات الناس .. انت ماعندك كرامه
ماتستحي على وجهك يا خسيس ..
بسخريه : انا ماجبت سيرتها بشيء من تأليفى .. البنت ماشيه على حل شعرها .. تخرج وتتواعد
مع وسام ... وعلشان كذا كان يوقف عند باب بيتها ينتظرها .. لاتسوي فيها كرامه وعزه نفس
والبنت ماهي متربيه من الاساس ..

اغلق اتصاله بصدمه مريعه تكاد فيها ان تنهي حياته ..
تجمد .. لاحركه ولااحساس غير الخوف .. و الالم.. والفزع ..
وكأنها طعنه نقطه الحياة ..قد اسكتته ..
اهتزت قدميه وهويجلس في زاويه المصعد ..
لم يعد يقوى على الوقوف .. تلك الصدمه هزت جسده كله ..
.. متصوراسوء الافكار .. ومجسدآ بها اسوى االاحداث التي يمكن ان تحدث ..
كل الصور والافكارتدافعت فجأه ...
صوت ام مطلق .. وحنانها البليغ قد استبد بقلبه وجعلها يلهث بخوف لما يمكن
ان يحدث لها من تأثير ماسمعه هو ...
ومطلق .. سيموت.. بعد ان يميت اخته..
سيفقد عقله .. سيجن حتمآ ولاشك في ذلك .
انا اكاد افقد عقلي وانا لست اخاها بالدم ..
بل شعوري ناحيتها تستوجب ان اكون اخآ بديلا ..
ياربي استر علينا بسترك ..
يارب اسألك الستر يارب ..

شد على رأسه مفكرا ..
و اخذ كميه وافره من الهواء حوله في مكان ضاق بإنفاسه ..
وخاطب نفسه ..تمهل ياناصر .. لاتستعجل ..
كل الخيوط في يدك ..
يمكنك حل كل الامور بنفسك .. ولن يعرف احد ..
اهدأ ياناصر ..
تعرف ماهي نهايه هذه القصص ؟
سجن وقتل وعار ولا للقصه بقيه لاتنتهي ابد الدهر ..
مرت عليه قصص مثلها في عيادته الخاصه ..
لم يكن يعتقد ان مثل ذلك سيكون قريبآ لهذه الدرجه
ضغط على زر الصعود مره اخرى .. متوجه الى شقته
لا عمل ولا احد سيقف في طريقه الان ...

دخل شقته ورمى بكل شيء .. فك ازرار ثوبه العلويه
والجوال في يده .. يبحث عن حل ..
لحظه .. اقال انه اتفاق ؟
اخذ وعطاء ..
يريد شيء .. يريد شيء بالتأكيد ..
لم يكن فاعل خير .. بل صائد جوائز ..
شخص يلعب بمصائر الناس
لعن الله من هم على شاكلته ..
من يتجارون بكرامه البشر ..
تمعن في رقمه .. سيبدأ ..
سيخطو خطوه يعتقد انها للامام وصحيحه
سأرى ماسيحدث .. لن اتوانى عن اي شي ..
سأبدا بالاصلاح اولا ..
وبعدها سيكون معها حديث اخر ..
لاني لن انسى ولن اصمت ابدا ؟

اغمض عينيه على تردد الرنين في الطرف الاخر
ويصر على اسنانه .. رُد .. رُد ..رُد ...
بينما االاخر .. ينظر للرقم بعين منتصره ..
وسط سحب دخانيه تشابه افكاره السوداء ...
ابتسم .. فخورآ بإنجاز لا يقارن بأي انجاز وسخ عمله من قبل ..
رمى بسيجارته مقهقه بلهفه للقادم .. ومشجع نفسه على المواصله
بدهاء ثعلب بشري ... وقلب ميت .. وضمير مختفي تمامآ ..
يتشارك مع الشيطان كل مافيه ..


ردد في الظلمه حيث ينتمي والجوال مايفتأ يهتز بين يديه ويشع في الظلام ..
: والله مانت هين ياعزوز ...


*********************************

انتهى الاجتماع الثاني ... وبعد استراحه الغداء مع بعض العملاء
دخل مكتبه .. مسك بعض الاوراق ويركز فيها .. وفي نفس الوقت
ينتظر الرد على اتصاله ... لكن لارد ..
تأفف وهو يستند على كرسيه والاوراق في يده ..
تركها وهي نايمه و واضح عليها التعب .. لم يعتاد ان يراها بالحاله الصعبه ..
عادة هي اول واحده يشوفها واخر من يشوفها ..
شعور بأنه يفتقدها مسيطر عليه ..
ابتسم لفكره جاءت في باله .. رمى بالاوراق وهو يوقف لنافذته المحببه ..
لابد ان ينفذها ...
تراجع للخلف على رنين جواله .. رد دون ان يهتم باسم المتصل ..
فتهلل وجهه عند سماع صوتها ..
: هلا مطلق ..
مطلق بتماسك : ليش مارديتي ؟
تلعثمت وهي تجيبه : كنت بعيده .. ليش بغيت شيء ..
عقد حواجبه بإستغراب لنبرة لم يعتدها في صوتها .. كانت بارده جدآآ
اجاب بتوتر : لا .. دقيت اطمن عليك ..
سمع صخب و تحطم زجاج وصرخه ارتفعت من بين شفتيها. ..
ارتفع حده صوته : ليلى وشفيك .. ابش صار عندك ؟ ..
اجابته بعد مهله قصيره : انكسر الصحن من يدي ..
سمع جلبتها مع خديجه .. وبعدها هدأت ..
فقال بإنزعاج : انتي ايش دخلك المطبخ ؟ انا ماقلت لاتسوين شيء ..
ليلى بتعب : مطلق .. كل اللي سوتيه اني شلت صحن .. وليتني شلته الا انكسر علي ..
وتهدج صوتها بحزن بلغ قلبه ..فتهاوى بألم ..
اكان هذا من اجل قطعه من الزجاج ..
اتبكين على قطع متناثره لاقيمه لها ..
تمنى ان يكون قربها ليضمها الى صدره ..
ويرى عينيه لتهدأ نفسه الحائره ..

سأل ويده تقبض على الجوال .. وكأنه يود لو يحطم شيء ليشعر بالرضى
: لايكون اذيت نفسك ؟
اجابته ببرود يكاد يقتله ..
: لا .. ماصابني شيء..
تمهل لحظه قبل ان يسأل بحنان ..
: ليلى .. فيك شيء .. ؟ احس صوتك متغير ؟ انتي تعبانه ..!!!
اعقبته بدقيقه سكوت قد استشعر من خلاله ان هناك خطب ما بها ..
اجابته بنبره حاولت ان تمزج فيها بعض من المرح ..
: لا الحمدلله انا بخير.. لكن فيني نوم ..ماعاد اشبع نوم طول الوقت ..
ضحكت.. لكن ضحكتها لم تمس قلبه كالعاده
يشعر بالفضاء الواسع قد امتد بينهم ..
اردفت : بتتأخر ..؟
رد ببرود : لا .. ما اظن ..
صمت كلا منهما. .
وبعدها قالت : على خير ان شاء الله .. يالله مااعطلك عن شغلك .
في امان الله ..

انتظرت للحظات قبل ان تغلق الاتصال .. و وهومازال ينتظر
الهاتف على اذنه .. وكأنه ينتظر شيئا ما ..
اغمض عينيه .. وكأن اليأس قد دب فيه ..
وضع جواله بهدوء .. وارتياب من كل شيء حوله ..
لكنه عاد و ارجع سبب برودها الى تقلبات مزاجها بسبب الحمل ..

اخذ نفس عميق .. اخذ جواله و سبحته ..
وطلع من المكتب و وقف يكلم طلال ..
: طلال الغي اي مواعيد لي اليوم .. عندي شغل ضروري ..
طلال : ابشر طال عمرك ..
تركه باسمآ ... لفكره قد استحسنها ... لعل في ذلك يرضى و يهدأ باله .


********************************



امسكت بالمبخره .. و قد اخذتها الافكار بعيدآ تحشرها في زوايا
مثلما تفعل سحب دخانيه عطره .. تتراءى لها كسحب تطير في السماء
ابتسمت .. لأشياء كثيره كانت قد تذكرتها في بيت جدها..
هكذا كانت تفعل في مجلسه .. تحدق لاركانه .. و تضيع في الاحلام ..
بقيت ساكنه مكانها ..متجاهله حشرجه في مجرى تنفسها قد اصابتها بسبب البخور ..
كحت متأثره وهي تغطي فمها بيدها .. قبل ان تمتد يد قويه وتقبض على يدها
وتمسك المبخره ..التفتت لمطلق جنبها ..وعينيه تعبر عن الغضب ..
ناظرها بضيق : وشفيك انتي .. ناويه تذبحين اللي في بطنك ؟
مازالت تكح .. زادها ذلك الم في صدرها وهي التي كانت تظن
انه يخاف عليها.. كم جرحها ذلك في الصميم ..
ليته لم يقولها بصوت عالي .. ليته اخفاها عني ..
لقد بدد كل ظنونها .. وافصح عن خوفه الكبير ألاآآ هو ابنه المنتظر ..
خرجت متعثره .. وقد تركته منتقدآ خلفها ..
ينتظر ردآ تصاعد مع الدخان الذي امتلآ في المكان ..
تحامل على غضبه ما إن رأها شارده تغوص في كومه من الدخان
الا تعرف مما تعانيه هي .. ؟
الايكفيها ماهي فيه لتزيدها على نفسها بمشاكل تنفسيه قادمه ..
لحق بها .. و في عيونه عتب و ضيق يحاول جاهدا ان يخفيه ..
مازالت متأثره .. وقد امتلأت عينيها بفائض دموع ..
هدأت انفاسها وهي ترمي له نظره عابره ترى فيها حاله ..
سألها بآليه تكاد تخرجه عن السيطره ..
: انا ما قلت لك لا تسوين شي ؟ ليش تتجاهلين كلامي ؟

ارتجف فكها وهي تحاول جاهده ان تخفي مافيها ..
مسحت دمعآ اعتقد ان سببه هو اختناق دخاني ليس اكثر
انما هي لديها اكثر من سبب لتعوز اليه سبب الدموع ..
يكفي انه جرحها للتو ...
سحبها ناحيته و ضمها إليه .. بحب و حنان ..
يعلم داخله ان اغلظ عليها بتصرفه ..
لكنه يخاف عليها ..
يريد ان يحميها حتى من بواعث وهميه تتراءى له
في ملامحها الصامته ..
في صوتها البارد ...وفي عيونها الراكده ..
مازالت يديها مرتخيه على جانبيها ..
لاتجد عائدا عليها من اظهار ضعفها وحاجتها الان ..
ولافائده من سكب الدموع ..
رفعها عن حضنه متمعنآ في وجهها
يريد ان يفهم سبب البرود الغريب الذي هي فيه ..
هل هي حاله اخرى من حالات الحمل ؟
هل يجب عليها ان يتفهمها .. ان يستسلم لها دون كلام ..
سأل : وشفيك ؟ حالتك غريبه اليوم ...
تركت حضنه ...مشوشه وخاليه الفكر ..
وجاوبته بدون ان تنظرفي عينيه حتى ..
: تعبانه .. !!!
وتركته .. مازالت يديه تحتوي فراغ كان يحتوي جسدها فيه ..
تجهم .. لحاله متناقضه قد صارت عليها ..
كان الله في عونه وهو ينتظر متى ينفرج غمتها بحمل ثقيل اثقل فكره بها ..
صعد خلفها مباشره .. يستشيظ غيظآ من اسلوب لايفهمه ولايريد ان يفهمه
فبالامس كانت حالتها عاديه وافضل من ذلك ..
كانت شفافه .. ظاهر وبراقه .. لكن ماحالها اليوم مالذي ابدلها ..
فتح الباب .. ليصادفها خارجه من الحمام .. تجفف وجهها الشاحب ..
وقفت تنظر اليه لبرهه قبل ان تبتعد عنه ..
شد يديه على خاصرتيه منتقد اسلوبها ..
سأل بحذر ..
: فيك شيء ؟ صاير معك شيء .. ؟
تركت المنشفه وهي ترفع اللحاف للاستلقاء ..
وتجاوبه بكل هدوء : مافيني شي .. كم مره تبيني اقولها لك ..
مطلق بثقه : واضح عليك انك متغيره .. فيك شيء مااقدر افهمه ..
ادارت ظهرها له وجلست على السرير كانت تريد ان تضحك على قوله
فهزأت منه في داخلها .. انت اساسآ متى فهمتني ..لتستغرب لكنها اجابته بلامبالاه :
: يتهيآ لك ..
صرخ بإنفعال : كيف يتهيآ لي .. تشوفيني مجنون ..
ناظرته بخوف من انفعاله المفاجئ ..
: مطلق الله يهديك ..يعني بتطلع سبب نتخاصم عليه ...
حنيت للمشاكل .. انا مافيني حيل .. قلت لك مافيني شيء ..
لاتخترع اي سبب علشان تزعجني ..
كانت الصدمه على وجهه من تأثير كلماتها ..
قال بخيبه : انا حنيت للمشاكل .. والا انتي .. احاول اتقرب منك وانتي تبعدين
قالت بضعف : مابي منك تتقرب مني ... !!!
صدم من صراحتها .. فأردفت : انا مزاجي متعكر .. وحالتي النفسيه اتعبتني ..
فأرجوك اتركني الحين لوحدي ...
تجنب النظر فيها بعدما سمع ما اردات ان يسمعه ..
: مافي مشكله .. ابقى لحالك .. وانتبهي .......
قاطعته منزعجه : لاتخاف .. بنتبه لولدي .. مو هذا اللي تبيه ...
حدجها بنظره مقهوره من انزعاجها الواضح ..
: لا واضح انك تعبانه .. انا بمشي قبل تسمعين كلام مايسرك ابد ..



توقف عن الكلام غاضبآ .. .. لايود ان يزمجر و ينتهك عذابها الداخلي ..
عندما لاحظ ان حالتها لاتسمح له بأن يجعلها منزعجه اكثر ..
كان يريد يقول انه خائف عليها .. ومشتاق إليها .. ويهتم بأدق تفاصيلها ...
وان مايبحث عنه .. هي نظره الحب في عينيها التي شعر بأنها اختفت او خفتت ..
لم يعد يراها .. تطوقه بتلك المشاعر .. وتحمله بعيدآ حيث عالم يشع جمالآ معها ..
شعر بالخوف و الغضب والغيره من نفسه ومنها ..
مالذي حدث لها ..
اغلق الباب خلفه .. لتنهارهي في لحظه على اعتابه ..
قذقت بالمنشفه على الباب الذي انغلق للتو ..
و انهارت على السرير تبكي ..ولاتعلم لم تبكي ؟
خاطبت روحها .. مابك .. ألم تتنازلي عن حقوقك العاطفيه معه ؟
ألم ترتضي ذلك من البدايه ..
لم اتيت الان تطالبين بما لاطاقه لك به .. ولا امل في انشاده ..
ماترينه في عينيه ليس حبآ بل خوفآ على من سيحمل اسمه لاحقآ ..
زينه الحياة التي يرتجيها .. لديه المال فيأمل بالبنون لتكتمل الصوره ...

اخمدي حبك او اخفيه في اعماق قلبك .. ولا تحلقي مع امالك المستقبليه
فحبك مشدود من طرف واحد ..
اقتنعتي به ورويتيه حتى لم تعيدي تطيقي الالم الذي تحصدينه منه ..
تحملي .. فالحب هو اذى .. منذ اودعتيه قلبك بصدق. ..فـ تحميله ..


******************************


استرق نايف نظره الى خاله الذي مازال يحدق في الفراغ ...
معقود الحاجبين ومكفهر الوجه .. .. وكأنه يعطي اشاره بممنوع الاقتراب ..
سأل نايف وهويقرب منه ..
: خالي .. اصب لك قهوه ؟
حدجه بنظره .. جعلته ينتفض مذعورآ وكأنه ارتكب جرم ..
مطلق : روح لامك قول لها مطلق يبيك ؟
نايف بخوف : ابشر ..لكن ليش فيه شيء ..
حدجه بنظره اقسى من ذي قبل ..فهب نايف واقفآ .. يوبخ نفسه على غبائه
دخل البيت بعدما نادى امه بصوته العالي ..
ليلى بشهقه خوف استترت خلف ام مطلق ..
سمر بدفاشه : وراك يالثور ..وراك .. زوجه خالك معنا ..
رد عليها من الخارج : طيب يالبقره .. وين امي ؟
وفاء : خير يانايف ... انا هنا ..
سمر بضحكه: وين الخير ..؟ ماتشوفينه مدرعم فوقنا .. الرجال يتنحنحون
او ينادون قبل يدخلون البيت .. ياساتر.. يا اهل البيت .. يا حريم .. مو انت
يالثور .. امي ... وقلدت صوته ..
ضحكت ليلى بخفه على سمر .. بينما وفاء ردت عليها ..
: سمر .. الا نايف مااسمح لك فيه .. هذا بكري .. سندي .. ربي يخليه ..
ام مطلق بعتب على سمر ..
: عيب وانا امك تقولين عنه ثور .. صاير رجال احترميه وعزيه ..
نايف بفرحه : الله يطول في عمرك ياجدتي انتي وامي ..
ياليتك قربي كنت حبيت خشمك ,,ايه كذا علموها كيف تحترمني .؟...
سمر : اقول اقلب وجهك ..
تأفف بإنزعاج وهو يضرب جبهته ..
: الله يقطع شرك ياسمر ..نسيت اقول لامي .. خالي مطلق يبيك ضروري ..
وانتي ياسمور البقره .. حسابك بعدين...
وفاء بإبتسامه : ابو غانم يبيني ... وانا في ذيك الساعه لما يجيني استدعاء من القائد الاعلى ..
ضحكت سمروهي تكمل الجمله : للقوات المسلحه ...



تابعتها ليلى بنظراتها .. واقشعر بدنها برغبه كبيره في البكاء ..
لم يكلف نفسه عناء العوده للسؤال عنها وعن صحتها ....
حتى وهو يعرف انها متعبه و تتحامل على نفسها ..
كفايه مكسور خاطرها ؟
حريص على ولده .. وهي ؟
اليس لديها احساس او مشاعر ..
أليس لديها قلب يحتاج ان احد يفهمها دونما كلام ..
بعيده عن الديار .. وحاجه تتفاقم بشوق في قلبها لمن هم ساكنوها ..
نجمه ، سعود ، سلوى ، و جديها قبل اي احد ..
وحتى والدتها .. قريبه منها لكن لاتشعر بأنها ابنتها ..
ليس جحود منها ..بل تشعر بأن الايام التي ابعدتهم
بنت جدار بينهما .. لاتستطيع فيه البوح بصراحه معها ..
هل النضج و السنين .. يعوض عن حنان الام ..
هل تعتقد اني لست بحاجه لها ..
ويأتي هو ويزيدها علي ..
لا تريد منه سوى عاطفه .. سوى كلمه صادقه ..
سوى مشاعر متبادله .. تشعر فيها بأنها ذات قيمه
وليست مبتذله ...
اكان منها ان تتنازل عن كل شيء..
الحب والاحترام وحتى الحنان بدأ يشح فيه عليها ..
لاتستطيع ان تكون مثله وتجازيه بالمثل ..
يالقسوه قلبه ..
اي حرمان اعيش فيه تحت ظلاله ..
يشح علي بكلمات تجدد روحي .. وتبعث الحياة فيها من جديد ..

تنهدت وهي تمسح على بطنها .. لتلفت انتباه كلآ من ام مطلق و سمر ..
احاطتها ام مطلق بيدها .. وربتت على ظهرها بحنان ..
جعل ليلى .. تشعر برغبه كبيره في البكاء ودفن نفسها في حضنها ..
ام مطلق بنبره دافئه حنونه ..
: علامك يابنتي .. من ساعة جلست وانتي ساكته ؟ تحسين في شيء ..
ارتجف صوتها وهي تجيب بإبتسامه شاحبه ..
: لا ياخالتي .. مافيني شيء ..
زاد احتضان ام مطلق لها وهي تقول بنفس النبره التي تجعل قلب ليلى يبكي من شوقها
لجدتها التي تفعل لها مثلما تفعل ام مطلق ..
: والله يابنتي اني حاسه عليك .. ادري عن تعب الحمل .. هونيها وتهون وانا امك ..

وآآآه يا امي اين انت ..
لماذا لاتسمعين قلبي حين يناديك ..
اغروقت عيناها بالدموع فلم تحتمل .. اكثر ..
جسمها كله يرتعش .. و لسانها تخدر ..فليس لديها مايقال ..
رمت نفسها في حضن ام مطلق منتحبه ..
وتلك العجوز اعتصر قلبها ..
لشيء تجهله اشد الجهل لكنها تفهم ان زوجة غاليها تعاني من امر ما ..
حاجه لابد منها .. عسر ويسر وانقلاب موازيين ..
احتضنتها وسط ذهول سمر .. التي شعرت هي ايضآ برغبه في البكاء
متأثره بليلى ..
مسحت على شعرها وقالت : وشفيك يايمه ؟ مطلق مضايقك .. تشتكين من شيء
اهلك صاير عليهم خلاف لاسمح الله ..
نفت كل ماقالته .. تحرك رأسها نفيآ وقلبها يؤلمها ..
ام مطلق بنبره باكيه هي ايضآ : علامك يابنتي لاتقطعين قلبي عليك ؟

دخلت وفاء .. و اختفت ابتسامتها على اثر الموقف ..
حاولت تمنع مطلق من الدخول خلفها ...
لكن لم تفلح .. تعلق ناظريه بصغيرته المتشبثه في حضن والدته وتبكي
تسمر مكانه .. وقلبه يرجف .. يرجف .
كـ طفل راكض ..لاهث .. مسافه طويله هي التي يريد ان يصلها ..
كان يريد ان يصل هناك .. وينتشلها من حضن والدته
ليخفيها في حضنه .. ليدثر احزانها .. ويخفف الامها التي يجهلها ..
ألم اقول ان هناك خطب ما ؟

اه ياصغيرتي .. اقتليني .. لافهمك .. لأريحك ..
لأحمل بعضآ مما يؤرق عيناك الجميله ...
لاتبكي .. فجروحك تدمي قلبي .. وتعذبني ..
لا تخفي نفسك إلا بداخلي ..
فلتسمح لي امي ان اغار منها الان ..
فهي التي تمنحها ببعض من عطفها الفطري ..
وانا مالدي غير التأمل و معاتبه النفس ..

اغرسي شوكك في جسدي يازهرتي ..
سأحتمل غضبك .. وعنفوان جراحك ..
سئمت صمتك ... وعلامات الانتظار الباديه على ملامحك ..
كرهت هروبك .. رغم قربك مني..


تراجع للخلف بخطوات هاربه ..
لايريد البقاء .. فألمه سيصبح غضبآ جارفآ ..
سينهكها حتى تعترف .. حتى تسقط بين يديه مهزومه ..
وهو لايريد .. لايريد ان يخنعها .
لايريد ان يزيد جراحها ..


آبعِدالهًمٍ!
وحِط رآٍسَكْ فِووًقْ صٍدريً
منٍ عذآ آٍ بكْ ضآإٍيق في الِوسيَعهْ!

وآلله يعلِمْ " همِيً همِكْ "
وانتْ تدِريٍ!
لكْ عرِوقيْ ولكِ اناِ قلَبيّ آبييييعه

ولآ تأأألمٍ. .مِدمْعكِ هِدِ فِينيْ الصبرٍ= (
ومٍنْ انيِنكْ استِوت فيِنيَ الوٍجيييييعِه

نآمٍ وآحلِمَ . . وٍالمِوآجعِ خلهآِ تسرِي فيْ " عظِآآآآآمِيْ "
وكلٍ اِوصَآلِيْ جَميعِه


لحقته وفاء ونادته بصوت عالي بعدما رأت اكتساح الضيق على ملامحه
شعر بنفسه يختنق .. يختنق .. يختنق ..
كل شيء يطبق على نفسه .. متناقض المشاعر ..
يريد ان يفهم ..لكنه يخشى من الالم على نفسه ..
لايريد المفاجآت .. لتنفجر في وجهه صارخه ..
تجاهل كل شيء .. ومضى في طريقه ليترك لها مساحه تختلي بها بنفسها ..



**********************************




استغربت خروجه السريع بسيارته .. خرجت من سيارتها بكعبها العالي
يهتز خلخالها في ساقها .. تنظر شرزا الى سيارته الراحله ..
اشارت للسائق بالانصراف ..
ادارت ظهرها غير مباليه .. اخرجت مرآتها الصغيره من حقيبتها ..
تنظر لنفسها مرآرا وتكرارا ولاتمل من صورتها ...
وتوقف مكانها عندما صادفت وفاء في طريقها تمشي و تبدو متوتره
تحاول الاتصال بمطلق لكن لاجدوى. ..
ألقت التحيه عليها ولكنها لم تجب .. اعادت عليها بصوت عالي
وفاء بنظره غريبه لفاتن : فاتن .. ايش جابك الحين ؟
فاتن بضيق: وشفيك يافاتن .. اعتبر هذي طردة ..
وفاء بسرعه تتدارك خطأها :
لا والله مو القصد .. لكن تفاجآت في زيارتك هالوقت ..
وفاء وهي تدخل ..
: ماكنت ناويه اجي صراحه .. لكن اريام الحت علي ..
وفاء بتوتر : اهاا .. طيب حياك الله .. لو تبين اريام اصعدي لها فوق ..
فاتن بإبتسامه : بسلم على خالتي قبل ..
حاولت وفاء ان تثنيها .. لكن لم تستطع ..
تعرف حساسيه ليلى ضد فاتن ..
تكاد تصل العلاقه الى مالايحمد عقباه ...
توقفت فاتن والابتسامه بدأت تبهت و ليلى قد توسدت فخذ خالتها و تبدو نائمه ..
سمر بتكشيره تقف امامها وتخرجه وتغلق الباب خلفها ..
: نعم ..يا فاتن تبين شيء..؟
فاتن بشك : وشفيها ليلى .. ؟
سمر بكذبه : تعبانه شوي ..
اقتربت من سمر وهمست : متأكده .. لاني شفت مطلق خرج معصب .
سمر بضيق : لا . ارتاحي .. مافيه الا الخير ..
تأففت وكملت : اظن تعرفين غرفه اريام .. ولا تحتاجين توصيله ..
فاتن بإبتسامه غريبه ..
: لا يالغلا .. مشكوره ..
صعدت الدرج برشاقه .. وقد بدأ شيء من الراحه ينساب داخلها
فرصه لاتعوض ..
ابتسمت لنفسها .. وهي تدخل حجره اريام التي لم تكن في حجرتها ..
رمت بجسدها على السرير وهي تضحك بخبث ..
هناك امر ما اسعدها في كل هذا ..
الامر لايحتاج للشرح .. فكل شيء واضح للعيان ..
والان حان دورك يافاتن .. فالصلح خير ..

ضحكت وهي تكتب رساله نصيه ..
تبتسم مع كل كلمه تخرج من روحها السامه . ..
مغذاه بمشاعر من الحقد .. والحسد ..


**************************************


كان يقود سيارته من غير وجهه يعرفها .. الاهم انه بعيد
يفكر .. محاول ان ينسى صورتها الباكيه ..
اتصل على ناصر .. بعد الحاح منه ..
يريد ان يقضي الوقت مجاهدا في النسيان ..
مطلق : ناصر وينك ؟
ناصر بصوت متوتر .. : انا في المستشفى ليش ؟
مطلق بتنهيده : لا مافي شيء ..
ناصر : مطلق .. خير صاير معك شي .. صوتك مو عاجبني ..
مطلق بضيق .. لايريد ان يظهر كم هو ضعيف ..
: لا .. عادي مجرد ضغوطات ..
ناصر وقد بدأ الشك يساوره ..
: متأكد .. لايكون فيه شيء ..
تأفف مطلق .. لم يكن ناصر هو الحل الامثل للجوء اليه
فهو لايريد من يكشفه ويعريه من افكاره ..
لكن ناصر متخصص في كشف الخفايا ومعالجتها ..
مطلق بحده : يارجال مافيه شيء .. خلاص .. بقفل ..سلام .
رمى بجواله دون اهتمام وهو يتنهد بحسره ..


تحسس جيبه .. واخرج علبه صغيره ..
تنهد وقد صنع كل الافكار ليهديها لها ..
ابتسم وهو يتخيله في اناملها الرقيقه ...
اراد ان يصنع من اجلها سعاده .. ان يشتريها .. ان يجلبها ولو كانت مستحيله ..
ان يرى فرحة غابت عنه كثيرآ ..
تنهد بلهفه لرؤيتها ..
وتساءل في نفسه ..
كم مضى .. ساعه ونصف وانت تدور في الطرقات بغير هدى ..
الى متى تهرب ..
اذهب اليها .. اكشف جروحها وداويها ..
لاتتوقف عند دموعها ..
احتضنها .. و اجعلها تسرد حكايتها ..
اعترف لها بحبك.. بمشاعرك ..
فنظرة عينيك لا تترجم بكلمات ..
وافعالك لاتصرح بحبك لها ..
لم تفهمها.. فهي تحبك .. تحبك .يااحمق ..
كن عاقلآ واحتويها ..



همس بإنفعال ..بحبه لها وهو يلف المقود بحركه سريعه تصدر صوتآ مزعجآ ..
و اثرا واضحا على الطريق ..
سيعترف لها .. لكي يرتاح هو .. ويخفف من الحمل الثقيل الذي يحمله طيله الوقت ..
يكفي انها اذا اعترفت بحبها .. يهتز قلبه ويدمي لانه يجمد عند اعترافه لها ..


توقفت سيارته على اعتاب البوابه ... وجمد مكانه ...
بلغ به السيل الزبى .. وهدرت الساعات المتواليه بقادم جديد ..

خرج من سيارته .. وحاجبيه معقود بحيره .. وغضب ..
ويا ليـــــــــل اعزف على ناي الانتظار ..
وانت تطرق باب جديد ..وقصه قديمه..
وتعاد الحكايه من بدايتها .. و تنهال كل الذكريات بمرارتها و قسوتها ..
بما فيها من ذل وألم ودموع.. غضب وسخط و جراح متكرره ...

اشتدت قبضه يده .. و غامت عينيه ..بغباب ذكرى يمقتها اشد المقت ..
شعر بفرقعه اصابعه من شده الضغط ..
مازال يتأمل وجهه الحسن وهو يقف مشدودآ .. واثقآ امامه ...
في حله بيضاء متباهي ...
دفع نفسآ مجبرآ في طريقه .. ليصبر .. ليحتمل وجوده
ليمشي على سلوم العرب ..
ضيف هو مهما يكن .. في قعر بيته ..

وقف على مسافه مترين منه ..
وسأل بحدة تكاد تفتت الصخر : انت ويش جابك هنا ؟

ابتسم ذاك .. متأمل بحرى الماثل امامه وقلبه ينزف بمراره وغيظ منه ..
الان .. ومنذ الدقيقه التي اقف فيها في وجهك .. ستراني فيها كثيرآ ..
لقد صبرت حتى انال منك بلحظه صياد .. وهاهي فرصتي قد اتت إلي ..
فلا تسأل .. يكفي اني اقف ثابتآ .. متماسكآ امامكـ ,...

ويالمصائب .. التي تأتي متدافعه .. ولا تتأنى ..
متصاحبه .. تخشى الانفراد ..
مشتابكه كـ شبكة العنكبوت .. فتنهال على صاحبها بدون شفقه ..
وياقلب حالك يامطلق ..
كنت في حال وغدوت في حال اخرى منافيه ..
مجهول .. في كل مواصفاتك ..
مازال حبك حتى الان مجهول في بدايته ..
فكيف ترأى للنهايه درب من دروب الشك .... ويتبع ....


لا تحرك جرحي الماضي الأليم
و لا تحسب ان طول بعدك طهره
كل جـرح يهون يالجرح القديم
و كل شيء قد مضى معك اذكره



ألقاكم ..بكل الشوق
دمتم بخير

كبرياء الج ـــــــرح

كبرياء الج ــرح 13-04-11 12:32 PM





الجزء الحادي والاربعون ..





. . رحت ( متضآيق )
و جيت لگ رآيق ,
گني على صدة مشاعرگ ’’ أدمنت . .
. . . . بردآآآن. .
أبدفآ من شعورگ دقآيق . .
ولو أحترق عادي مآدآم السبب { أنت }






وفي الخارج .. قامت الرحى بين عملاقين ..
احدهما الغلظه صفته.. و الصلابه ظاهره .. ورجم من الجنون نظره عينيه ..
قلبه جمرة لظى .. حارقه ..ناريه .. ومتفجره .. و الاهوال عالمه السرمدي ..
والاخر ليس بأحسن حالآ منه ..
لا تغركم ..ليونته الخارجيه .. فهو فتي .. العشق دثره بملايين الاغلفه .
قلبه عنفوان شاب ... اماله لاتنقطع .. علاماته ..هدوء وصبر وبرود بحجم السماء ..

وقف على مسافه مترين منه .. يرميه بنظرات تقدح شررآ ..
سأله ليمتلأ صوته في المكان ..
: انت ايش اللي جابك ؟
اجابه بهدوء يخالف مايبطن .. يريد ان يهوي بذلك الوجه ويضربه حتى الموت .
: اللي جابني كرامة بنت خالي وكرامتي ؟

سأله ساخطآ .. وباالكاد يتحمل نفسه ثابتآ ...
: علامها كرامه بنت خالك يوم انتخيت لها يا النشمي ؟

تجاهل سخريه الاخر يناطح عزائم مطلق ويزيد من غضبه ..
: انت ادرى .. ؟ ماهي مراجل اذا تعديت على بنت وحيده بعيده عن اهلها ؟

تجهم مطلق واقترب خطوه وسأل بإنفعال ..متجاهل الاتهام وراء كل هذا .
: وانت ويش دخلك ... هذي زوجتي واعاملها بالطريقه اللي ابيها ؟

توتر سلطان وخرج من تعقله وقال ثائرآ ..
: تهمني سعادتها .. ولا اسمح لاي شخص يذلها و يهين كرامتها حتى ولو كان زوجها .

لايحتاج للوقت ليفهم .. ولايحتاج للوقت للتروي والصبر
فكلها عبث وخواء وتلاعب بالاعصاب ليس اكثر ..
في الماضي .. ندم على انه لم يحطم انفه كما حطم قلبه ..
في الماضي .. ندم على انه لم يصرعه وينهي حياته بين يديه ..
والان عاد يتغنى بما مضى ..
اقال نداء القلب والكرامه ؟؟ ..
فليمت قلبي الان وليتوقف نبضي ان لم اسكن هذا الرجل القبر هو وقلبه ..
لم يحصي احد تلك الخطوات السريعه الواسعه .. التي شد فيها
على خناق سلطان .. دفعه بسخط على الحائط ..
وهمس بغضب عارم : انت ماعندك كرامه ؟ لازم اوسخ يديني فيك علشان تفهم ..
حاول سلطان التملص من قبضه مطلق ..
فقال مبتسمآ ليضغط على نقطه ضعفه اكثر .. تلاعبآ بأعصاب ذلك المدمر ..
: لو هي عندك من الاساس .. اعطني نصها ..

اقترب نايف يلهث بعدما شهد الاحتدام ..
مسك يد خاله وقال بخوف ..
: خالي .. تعوذ من الشيطان .. مايصير كذا ..
استغل سلطان تلك الانقاذه السريعه.. فدفع مطلق بلكمه على فمه ..
اعادت مطلق الى الخلف .. وقد بدأ الدم يسيل من اسفل شفته ..
فصرخ نايف .. وهو يرى مالايريد ان يراه ..
خرج المارد من قمقمه ... انفجر الهدوء و ابتعدت الرزانه راكضه ..
وقال بغضب : لو فيك خير يا النذل مامديت يدك على بنت ..
تقاويت عليها من ورا اهلها ياقليل الشرف ...

***************************

إبتسمت بخجل وهي ترى الجميع يحدق فيها ..
وفاء وهي تقرب منها كأس الماء ..
: ماقلت لكم ان الحمل مو هين ماحد سمعني .. يطلع الاول والتالي ..
ام مطلق برأفه تنقط من قلبها الكبير ..
: الله يهونها على الجميع يايمه ... انتوا في عز المستشفيات تقولون كذا
ويش عاد تقولون عنا زمان .. الواحده يجيها الطلق في وسط بيتها .
سمر بخوف : الشر برى وبعيد ...
وفاء بضحكه وهي تناظر بناتها .. جالسين بهدوء وكأنهم يشاهدون مسرحيه
: فديت بناتي مافي احسن منهم ... لما تشوفينهم تنسين كل العذاب اللي شفتيه
في فتره الحمل ..

ضحكت برقه .. و اخفت بصرها في قعر الكأس ..
يحسبون انها متعبه من ضغط الحمل وتعبه الغير محتمل ..
يعتقدون ان انهيارها هو احدى عواقبه المضجره ..
هذا افضل.. ذريعه واضحه .. و عذر لابد من التحجج به ..
لامبرر لها غير ذلك .. خوف من القادم .. وألم لم تكن تتوقعه ..
لا تعلم لما انهارت فجأه .. واستباح الضعف كل ذرة طاقه فيها ...
كانت لا تطيق ان تنتظر وتختلي بنفسها ..
حيث هناك يضمها الصمت والبروده .. . .
يأست من تصنع البلاده والتجلد بالصبر وهي واهيه .. ضعيفه
تكاد تنسى نفسها في غمره من الافكار الساخطه ..

خرجت من صمتها ... بجرس البيت المتواصل ..
وفاء بخوف وقد بدأت المخاوف تتجه ناحيه مطلق ..
: خير ان شاء الله ...
وقفت مع سمر ماعدا ليلى و ام مطلق ..
ام مطلق وهي تمسك يدها ..
: اسمعيني يايمه .. ماكان ودي اقول هالكلام قدام البنات
لكن اذا كان في خاطرك تروحين عند اهلك وتبقين معهم طول فتره حمالك ....
قاطعتها ليلى بخجل : تسلمين ياخالتي .. الله يخليك لي ..
لكن ابد ماكان في خاطري هالشيء .. كنت متضايقه شوي .
ام مطلق بإبتسامه : الله يحفظك يابنتي ويهون عليك ..

دخلت سمر بوجه شاحب ..
: ليلى .. في وحده برى تقول انها تبيك ؟
وقفت ليلى وهي ماسكه كوب الماء .. بإستغراب سألت ..
: مين ؟
سمر بخوف : ماادري تقول انها خالتك .. رغم اني مااتذكر اني شفتها من قبل .
خرجت ليلى وابتسمت على الفور.. رغم ان ابتسامتها لم تجد الترحيب عند خالتها
سألت بخوف لما فكرت بأسوأ للظروف التي تقود خالتها إليها : خالتي ؟
اقتربت منها خالتها متفحصه .. واحتضنتها وقالت ..
: سامحيني وانا خالتك ... جيتك في وقت غير مناسب ..
ماقدرت تنسحب من حضنها العميق ..متفاجئه ..من كل شي
الزياره .. ووقتها .. تصرف خالتها الغير معهود
فقالت بتوتر : هلا فيك ياخالتي .. ايش اللي صار ؟ لايكون اجدادي فيهم شيء ..
خالتها وهي تحدق في وجهها .. وتهمس لها تحت انظار الجميع ..
: لا مافيهم الا كل خير ... ودي اكلمك .
ليلى بتراجع : حياك ياخالتي .. ؟
وفاء بهدوء : ليلى .. ادخلي المجلس انتي وخالتك .. خلينا نضيفها .
ام سلطان بنبره محرجه ..
: السموحه .. جيتكم غفله .
وفاء بإبتسامه : لا والله .. الله يحيك في اي وقت ..
تبادلت سمر ووفاء نظرات مبهمه .. بعيده كل البعد عن فهم الموضوع
ليلى والرجفه بدأت تهز جسدها ..
: البيت بيتك ياخالتي .. تفضلي معي المجلس ..
ام سلطان وهي تسحبها من يدها .. وتدخل معها ..
جلست بوهن معها وقالت بصوت منخفض ..
: ادري انك مستغربه من زيارتي لك .. وادري اني مقصره في حقك ..
ما ازورك ولااطمن عليك حتى بمكالمه .. ماعندي عذر ..
قاطعتها ليلى بود : الله يخليك ياخالتي .. ماتقصرين .. انتم اهلي مالي غناة عنكم
وان كان على التقصير حتى انا مقصره في حقكم ..
ابتسمت ام سلطان ومسكت يدها وقالت ..
: لكن اللي جابني اليوم خوفي عليك ساعة اني دريت انك محتاجه لاحد قربك جيتك من غير ما اشور احد . ..
ليلى بإبتسامه مترددة ...
: مافهمت عليك ياخالتي ؟
ام سلطان بوجوم ونظره متفحصه ناحيه الباب ..
: لاتخبين علي .. اذا كان زوجك مايعاملك زين .. قولي لا تترددين
ولاتخافين .. حنا هلك .. تهمنا مصلحتك ..

تراجعت بعدم فهم .. بعدما سحبت يدها بغلظه من يده خالتها ..
: خالتي .. .. ايش الكلام اللي تقولينه ؟
ام سلطان بتردد بدأ يتسرب الى ثقتها ..
: الكلام اللي سمعتيه .. انا في البدايه كنت شاكه لكن ساعه طاحت عيني
عليك عرفت انك في حاله ماتسر ... شوفي وجهك وجسمك كيف صاير ..
متغيره بالحيل .. مو بنت اخوي اللي اشوفها قدامي ..

رمشت عينيها وكأنها تريد الاستيعاب .. لكن اين في وسط كم من المخاوف
لاتستطيع حتى الوقوف ...
قالت برجفه من كلام خالتها ..
: خالتي الله يهديك .. كل الكلام اللي تقولينه ماله معنى .. انا الحمدلله بخير وصحه ..
قاطعتها : وزوجك مايمد يده عليك .. ؟ يعاملك زين ؟ قولي يايمه لاتستحين ..
فتحت فمها متفاجئه من حجم الخطأ الواضح..
فوقفت بعصبيه وقالت : خالتي .. مين وصل لكم الكلام هذا ؟ انا بخير و مرتاحه
مع زوجي .. وهو ماعمره مد يده علي ..
شعرت بالاحراج لانه قد ضربها بالفعل لكن كانت ظروف اخرى ..
وقفت ام سلطان مستغربه وقالت ..
: والكلام اللي وصلنا ؟
ليلى بحذر : اي كلام ..
ام سلطان : الرساله اللي وصلت ولدي .. تقول انك متعذبه مع زوجك واهله ..
جلست ليلى بوهن .. واحساس كبير يتفاقم بالخوف من كلمات خالتها
رفعت رأسها لها وقالت بحزن ..
: كذبه ياخالتي والله كذبه .. حسبي الله ونعم الوكيل .. من اللي وده يخرب علينا ..
ام سلطان بإحراج : اذا كان كذا فأنا مرتاحه ان مافيك خلاف .. وخايفه عليك
في نفس الوقت لان في احد مايبي الخير لك ..
جلست جنبها واحتضنتها وقالت ..
: ماصار الا الخير .. عذبني ضميري لتقصيري وممكن هذا جزاتي اني مقصره في حقك
لكن حتى لوكان الموضوع افتراء .. فأنا مرتاحه لاني شفتك و سمعت بإذني انك بخير .



**************************




نبض عرق انتقامي لكل الطرفين ... لااحدها سيخسر إلا مايظنه فوز بالنسبه له ..

اندفع سلطان مشحونا بالغلظه والقهر ناحيه مطلق ..
الذي تفاجئ بضربته الثانيه .. وفجرت شفته السفلى بالدماء ..
وذلك الذي جعل مطلق يتفجر قهرآ وغضبآ ....
انتشل نفسه من هول الضربه الاخرى .. متجاهل طعم الدم الذي تسرب داخل فمه .
حاول نايف التدخل.. فزجره مطلق بعدما استطاع دفع سلطان ليرميه ارضآ ..
وبضربه قاسيه وكأنه هشم انف سلطان .. قبضت يدين على خاصرته
ورفعه بالقوه .. رغم ان مطلق في عز غضبه لم يستطيع سوى ان يوجه
ضربات قاسيه لسلطان الذي استسلم للضربات ..
ناصر بفزع : مطلق .. تعوذ من الشيطان .ذبحت الرجال ..
مطلق بأنفاس لاهثه : اتركني ياناصر ..
ناصر بصرخه لنايف : نايف قوم الرجال وطلعه برى ..
قام سلطان بصعوبه يمسح الدماء من على انفه بشماغ استحال لونه الى الاحمر ..
وقال بهدوء: ماني طالع الا وهي معي ..

واي ذرة تعقل حينها ...
وقفت كل الكلمات في رأسه وتحجر عقله ..
ولا سلام بعدها .. حرب بسوسيه قد ابتدأت للتو ..



************************************



كانت تستمع لحديث خالتها .. و كل الكلمات لاتجد اذنآ تستمع بها ..
وضعت يدآ مرتجفه على صدرها ..
حاولت تهدأ نبضات قلبها المتدافعه عندما تذكرت مايجب عليها تذكره ..
: خالتي وين سلطان؟
ابتسمت وهي ترد : تركته في السيارة .. قلت اني باخذك معي .. لكن بعد اللي قلتيه
فما له داعي ابقى ..
ارتعشت وهي تمسك يدها وقالت بثقه ..
: مشكوره ياخالتي ماتقصرين .. لكن سلطان لزوم يفهم ان هذي حياتي حتى ولو كنت اعاني فيها ..
ماله احد يتدخل فيها دون استئذاني .. والله يحفظ جدي واخوي .. بعد الله مالي غيرهم ..
وسلطان في حسبه اخوي .. لكن هذي حياتي انا .. وسواء وصلته رساله او احد بلغه بأني
مو مرتاحه مع زوجي.. ماله حق يتدخل مادام انا ماتكلمت ..
هزت ام سلطان رأسها بإيجاب .. وتفهم .. و وصلها المعنى مباشره دون الخوض في الشرح
فاحتضنت ليلى وقالت : الله يسعدك.. ويرزقك ..
طالعت بطنها البارزة وابتسمت وقالت : علشان كذا حالتك متغيره .. ربي يرزقك يابنتي
وسامحيني على القصور ..
ليلى بإبتسامه رغم الخوف الذي تعاظم بداخلها ...
: الله يسلمك ...يارب .. خليك معنا .. مومعقوله اول زياره وتطلعين من غير حتى ما تتضيفين ..
بإحراج ردت عليها : لا .. والله عيب .. جايه من غير موعد .. ومضايقتك ..ان شاء الله وقت
ثاني ازورك ..
ابتسمت وهي تمشي معها .. متجاهله نبضات تكاد تحطم قفصها الصدري ..

الكل حدق في ليلى متساءلين ...لكن و ماادراكم ما حال ليلى الان ... ؟


******************************


كادت عينيه ان تخرج وصاحبه وزاد معتركه معه ان يتركه
لينال منه ..
تهدج صوته منفعلا : انت صاحي ولا مجنون .. تبي تاخذ زوجتي قدام عيني ..
ناصربإنفعال : سلطان اخرج ... تراني ماسكه بالقوه ..
مطلق بصوته الغليظ امتلأ فيه الحي كله ..
: ناصر .. واقسم بالله لو ماتركتني لاكون ذابحك الليله ..
نايف يمسك سلطان ويسحبه بقوه ..
سلطان بنرفزه واضحه : امي بالداخل .. بتاخذ ليلى ونمشي .. ..
ناصر بصعوبه : سلطان .. عيب عليك اللي تسويه .. خذ امك واخرج من البيت .
مطلق بألم كبير يمزق جسده من هول مايعتريه من غضب ..
: اتركني ياناصر ... خليني على الاقل افهم ايش يبي ..
دفعه ناصر وصار قدامه مثبت يديه على صدره وقال ..
: مطلق .. خليك عاقل ...
صرخ مطلق فيه مستعجب وقد توثق بتلابيب ناصر ؟؟
: كيف تبين اكون عاقل واللي قدامك يقول بياخذ زوجتي ..
ناصر بهدوء : خليني احاول افهم ايش اللي يبيه ... يمكن مرتك دقت عليهم
يمكن عزمت خالتها ... فيه اسباب كثيره مانقدر تفهمها وانت بذا الحاله ..

حاول ان يهدآ .. ان يعطي مجالا للاعتقاد .. للظنون .. لما يعقل ان يكون ...
لكن ذلك الذي امامه لايجعله يستكين لحظه ..
لايلتقط اي فكرة متعقله و لايستطيع ان يجد فسحة له ..
ناصر وهو مازال يمسك بمطلق ويوجه كلامه لسلطان ..
: اخرج ياسلطان ... لي كلام معك برى .. اخرج ياولد الناس .. اخرج .

سلطان بنظره حقوده على مطلق .. خرج متعثر .. يمسح بقايا هزيمه
و ألم اوجع كرامته .. وبقع من الدماء تناثرت على حلته البيضاء ..
وامل قد اقطتعت جذوره من اصلها ... ولامجال لها لتنمو مجددا ..

ناصر بأمر لنايف : خذ خالك وروح المجلس .. ولو تموت يانايف ماتخليه يطلع ..
نايف بنظره لناصر وكأنه يقول تبي تتركني معه .. عز الله بتبكي علي امي الليله
دفعه مطلق بعنف وقال برفض : ابتعد ياناصر .. انا مو بزر عندك ..
انا ابفهم .. المجنون هذا ايش ناوي عليه ؟
ناصر بحزم يكاد ينفجر في وجه صاحبه..
: كيف بتفهم وانت ماتشوف قدامك ؟
كان بود ناصر لو يبتسم ولو لحظه لكن ما سعى إليه لاهثآ كان اعظم واهول ...
اردف برجاء : مطلق .. ارجوك اعقل لو ثواني .. خليني افهم من الرجال .
لوحسيت في لحظه انه جاي ناوي مشاكل .. بكسر وجهه بنفسي ..
تأفف وهو يدور مكانه .. شد شعره للخلف .. كان يمشي مثل المجنون
عيونه على الارض .. يبحث عن هدوء منشود .. وصبر منضود ..
لكن من اين ؟ وكيف ؟


مسح الدماء على شفته لتعود تنزف من جديد ..
وهو يمشي كالضائع .. حافي القدمين .. منقطع الانفاس ,,
لايستطبع السيطره ابدأ على نفسه .. يعود ذاك ويقر ان الامر تعدى كل الحدود ..

"لو فيك خير يا النذل مامديت يدك على بنت ..
تقاويت عليها من ورا اهلها ياقليل الشرف .. "
المقصد وراء كل هذا ؟
مالذي اخبروه عني .. زيارة خالتها المنقطعه عنها في وقت لاينفع للزياره .. مشكوك فيها ..
وهو .. يعود ويواجهني .. بقوى عجيبه ليس امرا عادي ..

نايف وهو يرقبه بخوف .. وحذر ..يقظم اظافره .. و يوبخ نفسه على هذه الزياره المشئومه ..

تحرك ناحيه ناصر الذي خرج مع سلطان ... فوقف نايف في وجهه .. وهو يرتجف حتى الموت
يعرف ان خاله عصبي وحاد الطباع .. لكن عمره وحياته ماشافه بالصوره المخيفه اللي هو عليها الليله
همس مطلق بنفاذ صبر : لوتبي حياتك .. ابعد عن وجهي ..
على الفور استجاب نايف .. و سلم بالامر الواقع ..
وفكر .. وهو ينسحب للخلف.. محتاج للمساندة في مثل وضعه ..
هي واحده من الثنتين .. اليوم يايستقبل المعزين في خاله .. او يزوره في السجن ..


**************************************



كان الجميع يحدق فيها .. ينتظر اجابه .. تغيرت نظراتهم الى فضول وتساؤل..
وهي مازالت تستمع الى صراخها بالداخل ..
مناجاتها لهم .. ان ساعدوني فإني اغرق في بحر من الخوف والهموم ..
لكن خوفها ليس من كلماتها المتراميه والغير مفهومه ..
هي اسم شخص قطع حدة الصمت وجعلها ترتعش حتى الموت ..
" سلطان "
رفعت نظرها لوفاء وقالت بشحوب الموتى ..
: وين مطلق ؟
وفاء وهي تقرب منها وتسألها برجاء ..
: ليلى فهمينا ايش الحكايه ؟
مسكتها ليلى من يدها المترجفه والبارده ..وسألتها : وين مطلق ؟
وفاء : ما ادري .. بعدما شافك تبكين .. طلع من البيت ..
تنهدت بخوف وقالت بصوت اقرب للهمس ..
: شوفيه .. لايكون برى شوفيه ..
وفاء بخوف : ليلى .. فهميني ..
ليلى : بعدين ..الحين شوفي مطلق ..
تحركت وفاء من مكانها مجبره ..
تدخلت ام سلطان : ليلى ..انا بمشي .. والسموحه ياجماعه ...
جيت اشوف بنت خوي و امشي ..
ام مطلق بإبتسامه : حياك الله في اي وقت .. لكن من العيبه في حقنا
انك تطلعين من غير ضيافه وهذي اول زياره لك .
ام سلطان : كثر الله خيركم .. لكن والله مستعجله ..مرة ثانيه ان شاء الله .
ام مطلق : على راحتك .. و حياك الله متى ماجيت ..
ام سلطان بنظره لليلى .. عانقتها فيها وودعتها ..

اقتربت سمر منها وقالت : ايش تبي منك خالتك ؟
ليلى بإقتضاب : تتطمن علي ..
رفعت سمر حاجب استغراب .. وفضلت السكوت على اثاره الجدل في امور خاصه ..
شعرت بالدوخه فتمسكت بيد سمر كرده فعل عندما دارت الارض بها ..
سمر بخوف : ليلى ... ويش فيك .. ؟
ليلى بإغماضه طويله : حاسه بدوخه. ..
سمر بحرص : تعالي اجلسي وارتاحي ..
تركتها ليلى وقالت بإرتجاف غير طبيعي .. وقد شحب وجهها ..
: لا .. بشوف مطلق قبل ...
سمعت صرخه وفاء .. فوخزها قلبها .. ماتخافه .. اصبح وشيكآ .
وفاءوهي تركض وقد اغتضن وجهها بخوف ..
: يايمه الحقيني .. نايف يقول ان مطلق تضارب مع واحد ..
ام مطلق قادت خطواتها بترقب و هي تلهث بالدعاء لابنها ..

تعثرت ليلى وقالت برجاء .. : وينه .. وينه ؟

نزلت اريام مهروله وخلفها فاتن بملامحها العاديه الهادئه ...
اريام : ايش اللي صاير .. ايش هالاصوات اللي برى . .. ؟
ناظرت ليلى واقتربت منها لما لاحظت شحوبها .. و ارتجافها
: ليلى .. وشفيكم ؟
مسكت اريام بقوه متجاهله الم ضج في معدتها ..
وهمست بألم : اريام الله يخليك شوفي مطلق ..
اريام بنظره غريبه .. لم تجد حل سوى اتباع الاخريات
حيث تعالى الضجيج و الاصوات في الخارج ..
وهي مكانها ... تتجاهل كل ألم نطق في جسدها ..
وتحاول الثبات وسط عاصفه هوجاء من اشباح المخاوف ... والضياع ..

مشت ليلى ..بهدوء ..تاركه كل شيء على جنب ..
الاهم هو ... الاهو هو ..
خطواتها القصيره مقطوعه بأنفاس قاربت على الانتهاء ..
حتى اصطدمت بتلك الاعين ..
اعين لاتنسى وميضها .. مشتعله بأحقاد دفينه ..
تنهدت مستسلمه .. يكفي ...يكفي .. لم اعد قادرة ..

تنهال عليها الافكار السوداء وتسيطر عليها الهواجس ..
إلتقى الاثنين ... وعاد كل شيء منذ البدايه ..
ذاك الالم ... والنكران .. و ألوان الخديعه ..
والقسوة المره التي التي نقشت على جلدها .. لم تنساها ..
ولاتريد استرجاعها بأي شكل كانت ..



******************************


لم يتمكن من محادثته للحظه ... رأه يوليه ظهره وينصرف
و يلجمه ناصر رغم تعنته الواضح ...
مرت والدته من قربهم .. ودخلت سيارته ..
وكأن كل شيء لم يكن من قبل ..
هي نظرة اخيرة .. مستسلمه كانت من سلطان لم يفهمها مطلق كما يجب ...
استفزته بما يكفي ....
اعتصر رأسه بيده و كأنه يكاد ينفجر ..
رمق نظرات غاضبه على ناصر الذي رفع يديه استسلامآ ..
ناصر : لو تبي تضربني .. اضرب .. لكن ماراح ترتاح وانا عارف ..
زفر بقهر و مشى خطوه للخلف ... وبعدها هجم على صاحبه يحشره في زاويه
وعينيه مشتعله بغضب لامثيل له ..
لاول مرة يشعر به ناصر .. و يتوجس خوفآ منه .
مطلق بهدير غاضب : لو تركتني اشفي غليلي منه لوشوي .. ماكان راح وتركني اموت بقهري ..
ابتسم ناصر : ماكفاك اللي سويته فيه.. ناوي تذبحه انت ..
ناصر ببرود وكأنه غير ساخط من تصرف صاحبه .. علق على نظرات مطلق الناريه ..
: اهدأ .. اهدأ ... الثوره كلها مالها داعي ... الرجال عنده سبب .. ....
مطلق بنظره نازفه من القهر ..رفع يده ناصر بسرعه ..
: كيف ؟ ايش تقول انت ؟ عنده سبب .... يدخل بيتي ويقول لي بكل بجاحه انه بياخذ زوجتي ..
اعقب ناصر بسرعه : الرجال وصلته رساله تقول ان مرتك ماهي مرتاحه معك .. وانك تعاملها شين ..
علشان كذا جاب امه وجاء .. يعني ثار دمه الرجال وتسرع في قراره ... مانقدر نلومه ..

تراجع مطلق للخلف يمشي حائر .. مشتت الذهن وضائع ...
رساله .. موجزها انه يسيئ معاملتها ..
لااحد يعلم مالذي ايحدث مابين جدرانهم المسكونه سوى هي وهو ..
راقبه ناصر بصمت .. وشفقه .. يكاد يجن المسكين ..
ياللغيره التي تحتل قلبه و تفجره ..

رفع نظره عابره لناصر وقال : مين المرسل ياناصر ؟ مين؟

رفع اكتافه متسائل و اكتفى بالصمت ...
تنهد مطلق و توقف مكانه .. اقترب ناصر منه يحاول تهدئه اعصابه .
: تعوذ من الشيطان .. الامر كله سوء فهم ..
ابتسم مطلق بسخريه وحزن وردد..: سوء فهم .. سوء فهم ..
مسكه ناصر من كتفه و قال بحزم ..
: لا تفكر في اشياء مالها داعي .. الرجال وضح وجهه نظره .. ماكان عنده نيه
انه يخرب بيتها ابدآ ... هو جاء على اساس رساله خوفته .. انت الحين لاتفكر في سلطان
واللي سواه ... فكر من اللي ورى كل هذا ...

تعالى رنين جواله .. فاخرجه بعصبيه و قذفه بدون اهتمام لاقرب حائط يقف في وجهه ..
وناصر مازال يتابع كل حركاته بصمت ...
تنهد متعذبآ .. و حرارة قد تسربت بين مسامات جلده واحرقته ..
يكاد يسقط من شدة الاعياء وهول ماعاناه في دقائق قليله..
عاد له ذلك العاشق من جديد .. ليحتل افكاره ويرجع يسيطر عليه ..
وهو الذي لم يغب من باله إلا انجازآ عظيمآ سار إليه ..
لكن الان ..ماذا ؟
ماذا يفعل ؟
ماذا يقول ؟
هل ينسى او يتناسى ؟
هل يعقد معها اتفاق للشهرين المقبله وتنفجر قنبله اخرى تتردد صداها في عقليهما للابد ..
كيف يواجهها من جديد وقد سقط شيئا من عينيه ...
يكاد يجزع من نفسه .. فكيف لايجزعها هي ..

يــ الله مااقسى هذا العذاب ..إلى متى سأحتمله ؟
و كيف سأطيقه ايام اخرى وانا بالامس قد انقشعت غيومه السوداء عن وجهي ..

رفع رأسه ..وهو يسمع نداءات والدته المنتحبه ..
غمغم بينه وبين نفسه ببال طويل .. و صبر ينشده بالتوسل الى خالقه ..
ومشى مطأطآ الرأس .. يلعق دمه ويخفيه بمرارة عن اعين تتربص بخوف عليه ..
تاركآ صااحبه يواسيه بالقلب قبل النظر ..
يدعو له براحه البال والهناء ...

خرج ناصر يزفر تعب طويل ... طويل .. فما عاناه اليوم يكفي لينام شهرآ كاملآ ..
ذلك الاتصال البغيض الذي تركه معلق مابين السماء والارض ..
لم يرد على اتصالاته .. تركه يتقلب على نار من الاوجاع ..
و صاحبه الذي بث الخوف في قلبه .. بمجرد اتصاله
وقد هاله انه قد علم بما علم هو قبل ساعات عن اخته ..
لكن ماوجده هنا .. اعظم .. ابتسم وصوره مطلق لاتذهب من مخيلته ..
ينهال على سلطان بالضرب و في النهايه لم يرضيه ذلك ..
لن يرضيه إلا انفاس اخيره يودع فيها الحياة ..
عادت مجددا تغزوه المخاوف .. متخيلآ مطلق في ابشع مايكون ان علم عن اخته ..
رفع نظره للسماء .. يدعو بصمت لرب الكون ..
الذي يعلم الغيب وماتخفي الصدور ...



*******************************************



دخلت وفاء و ان كان الهدوء واضح عليها ..
سألتها ليلى : وينه ياوفاء .. ؟
اقتربت منها وعينها على فاتن المترقبه بصمت غريب ..
وهمست : موجود برى ..
تخطتها بعجله فمسكتها وفاء بحرص وقالت ..
: لا تخرجين ... ؟!!
ليلى بإستنكار : ليش ؟
وفاء بتردد : حالته حاله .. متضارب مع ولد خالتك .. ماقدرت اشوفه
لكن نايف بلغني ... امي راحت تشوفه ..

خرجت آهه طويله من بين شفتها ..
هذا ما كانت تخشاه ؟
فأردفت وفاء تبتسم لتخفي ذعرها ..
: مافيه شيء يخوف .. لكنه معصب و مايبي احد يكلمه..
انا ماقدرت اكلمه حتى الجوال مايرد علي ..
دمعت وهي تتشنج بيأس ..
وهمست لقلبها .. ألم اخبرك انه حلم الذي تعيشه ..
حبك يا قلبي جعلني ..ميته والحياة تدب فيك ..
آآه ماهذا الخوف والتردد ..
لم انا هنا واقفه ... لم لا اركض إليه واحتضنه واداوي جروحه ..
آآلجمتك الصدمه ... ام خائفه ان يعود الماضي يومض في عينيه ..
عاد لها ذلك الاحساس بالغثيان .. والاعياء ..
تركت يد وفاء وهي مبتسمه بشجاعه .. رغم الخسارة الواضحه
التى تلثم ملامحها الرقيقه ...
: بطمن عليه .. !!!

ابتسمت وفاء وهي تتأبط ذراعها وقالت ..
: بمشي معك .. ؟ شكلك ماتقدرين تمشين خطوة ...

فهمتها وفاء .. تحاول ان تقف معها فمنظر اخيها لايشجع اي احد على الاقتراب منه
حاولت ان تفهم منه لكنه لم يبالي .. بل لم يكن هو من تعرفه من قبل
بتحكمه بأعصابه و هدوءه وسيطرته .. روى لها ابنها ماحدث ولم تكن لتصدق
ماقيل ؟
لن تحاول ان تعرف الان .. ففي الوجوه علامات اختصار واضحه
و الجو مشحون بما يكفي ..
شفقت على ذلك الشحوب المخيف الذي ارتسم على وجهها الغض
و سايرت مشاعرها بأن تقف معها .. فهي تعلم مالاتعلم ...

كادت ان تكذبها .. لكنها توقفت لتشنج اصابها ..
وكأن صغيرها يرفض خداعها.. و شجاعتها الفارغه..
فتجاهلت كالعاده .. كلها شوق لرؤيته ..

كانت الاصوات تقترب .. وهي تلهث مكانها
تشد على يد وفاء .. بترقب ...

عينيها متزعزعه .. متربصه .. تريد ان تراه وتخاف ..
تريد ان تقترب وتحثها خطواتها بالهروب والاختباء ...

دخلت ام مطلق تسمح دموعها وتسندها سمر الضاحكه بعيون دامعه
سمر بضحكه : والله شكلنا يضحك .. نبكي ولا ندري ويش السالفه ...
لحقتها اريام : يبدو الامر سوء تفاهم ..
قفلت الباب ... وانغلق باب قلبها وهي تحاول ان تخترق الصلب والخشب
لتراه فقط .. لتشبع ناظريها الظمأى بملامحه ..

وكأن الجميع شعربتلك الهاله الحزينه التي احاطت بها ..
فاتن بخطواتها السريعه : طمنوني على مطلق ؟
اريام ببرود : طيب ..
و بنظره عابره رمتها فاتن لليلى : الله يجازي من كان السبب ...
قاطعتها اريام : فاتن ..حبيبتي .. الجو مشحون مثل ماانتي شايفه..
انا اقول روحي البيت ..وبكره تعالي ..
تجهمت فاتن ورمقت اريام بنظره ..
ولاحظت ان الجميع موافقين على كلام اريام .. من صمتهم الطويل ... فانسحبت .
بعدما ألقت نظرة على الجميع ... تحمل الكثير لليلى بالذات ..


******************************



كانت تريد ان تراه .. حتى وهي تجلس بينهم بإرتياح
يبثون فيها كل كلمات الراحه وتهدئه النفس ..
يصفون مااصابه .. ضربه بسيطه هنا وخدش هناك ..
تومئ لهم . .. وتنتظر ..
تنتظر فرجه ان يحل ؟!
نتتظر فسحة امل ان تطل عليها ؟!!
تساءلت بغضب اين هو .. هل يريد ان يعذبني ..
هل هي وسيله لمحاسبتي لشيء اجهله..
لتنال من صبري مجددآ ..
لم يعد هناك حصانه ضد جراحك ... فهي تخترقني بسهوله وتبعثر بكل امالي فيك ..
وقفت ومشت بسرعه وان كانت خطواتها اقرب للركض ..
لحقتها وفاء الاكثر حرصآ عليها .. و الاعلم بالسر الخفي الذي يحمله اخيها ..
مسكتها بسرعه وقالت ..
: ليلى وين رايحه الله يهديك ؟
ليلى بتلعثم : ماعاد فيني صبر .. ابي اشوفه .. ليش يسوي فيني كذا .. ودي اطمن عليه ..
ابتسمت وفاء وقالت : طيب هدي نفسك .. ولاتركضين .. نسيت انك حامل ..
لحظه بدق على ولدي اشوفه وين ؟ وبعدها روحي شوفي حبيب القلب ..

بالكاد تماسكت .. والابتسامه لاتجد مكانا على شفتيها ..
حبيبي لا يهتم بي .. وروحي تحترق ..
حبيبي لايبالي ... وقلبي يتمزق من شدة الالم ..
حبيبي الان وحيد .. يتألم .. يتعذب .. وان كنت سبب عذابه ..
وانا بعيدة عنه ..


يا"عبرة" يلْعْب بْها الْصمْت والْنـْوْح
وتْخفْي شْفايْف صْمتْها ضْيقْة البـْال
الْي متْى صْمتْك يرْدْك عْن الْبـوْح
و الْي مْتى حزْنْك مع الْصمْت رحاْل




*****************************


في حلكه الظلام .. و قمر خجول يطل و يختفي ..
كان يمشي وحيدآ يناجي الليل والقمر .. ويحكي للصخر والحجر ..
ولعل الصمت جوابه الوحيد .. فيكتفي و يأنى بالرحيل ..
جلس على صخرة كبيره .. وحيدآ بعدما شعر بأن انفاسه تختنق وان النوم انكره ..
صاخب الاحساس .. حزينآ .. اهلكته تلك المتعجرفه بكلماتها الناريه ..
أقال انها من قبل لااحساس لها ولا هم يحزنون ...
تنهد منزعجآ .. كان يريد ان ينطقها .. وينهي عليها ..
لكن قلبه اعتصم عنها ..واحجم عن قولها ...
تسلل بعض المشاعر الى قلبه فارتعش .
انه يحبها .. يحبها بحق ..
لامست مشاعره تلك المتمرده ..
اصبحت نقطه ضعفه .. فانهارت حصانته عندها .. ..
لكنها لاتريده .. لاتطيقه .. تستنكر وجوده في حياتها ..
مرغمه على تقبله ..
نهض مجددآ .. يزفر ضيقآ ..
يعود ادراجه حيث كراسته المفتوحه بإهمال ..
واوارق طلابه المبعثره .. وبعض المهام الناقصه ..
سيترك الايام لها وله ...
إلا ان يأتي الفرج ويقضي في امرهما التعيس ...


*****************************


لاول مرة .. يرى اخته بهذا الضعف ..
تبكي ولاتخجل من البكاء كعادتها ..
تبدو ضعيفه .. خائره القوى .. والاهم من كل هذا تخفي سرآ لانهيارها . .
كان يقف مراقبآ لها بصمت .. وهو الذي اعتاد على لغه الايدي بالضرب او الشتم ..
لكن في مثل حالتها الغريبه .. نأى بغضبه و انفعالاته بعيدآ لكي يفهم ..
سألته وهي ترمي نظره عابرة عليه وتخفي وجهها بعيدا عنه..
: ليش واقف هنا ؟ اخرج ابجلس لحالي ..
ابتسم عبدالله : ليش يالبكايه ..؟ عندك دموع زيادة ..
صرخت فيه : مالك علاقه فيني ؟ اطلع برى بسرعه ..
تجهم ورد بضيق ..
: لا والله ... احسن قومي واعطيني كفين ..
رفعت نظره حزينه له ورجعت تبكي ..
فقال بحنان : اافا يانجمه .. هذا وانتي القويه اللي بيننا ..
كمل بإبتسامه لادخال السرور الى نفسها .. : لدرجه اني صرت اشك انك انثى ..
تذكرت كلمات سعود نفسها .. وكأن اخوها زاد جرحها ..
بكت واخفت عيونها بيديها ..
اقترب عبدالله منها وقال يواسي ..
: تبكين علشان رجال .. ؟ والله ماهقيتها منك .. ازهليه وانا اخوك ..
مسحت دموعهاوقالت : صدق ..ّ!!!
تقوس حاجبيه وضرب كتفها بلطف ..
: وانتي ماصدقتي على الله اقولها لك ..
ضحكت .. ومسحت وجهها من اثار الدموع ..
وقالت بهدوء و يدها تلعب بخيط سحبته من لحافها..
: انا الغلطانه ... !!
عبدالله : ممكن... سمعت كل اللي قلتيه ... لكن ماادري عن اللي قاله .. ؟
اغتضن وجهها .. وقالت بحزن ..
: انت زعلان مني ؟
زفر بحيرة قدامها وقال : واذا كنت زعلان .. ماعاد يهم شيء ؟
بدى تبكي بصمت .. تمسح انفها مطأطأه الرأس ..
صحيح لم يعد يهم شيء .. لقد طلقها ... وكفى ..
سألته بصوت منخفض : متى تقول لامي ؟
عبدالله : عن ايش ؟
بالكاد استطاعت ان تنطقها : ان سعود طلقني ...
حدق فيها .. وقال بمرارة ممزوجه بسخط عليها .. وعلى سعود ..
: ماادري .. لكن مو قبل ماتقول لي انتي اللي صاير بينكم ؟
بصوت باكي منزعج : قلت لك انا الغلطانه ...
عبدالله بقهر : يعني بكل بسهوله انتي تساهلين الطلاق .. ؟!!
لم تجبه .. خنقتها الغصه ولجأت للسكوت كـ{حل ..
لكن عبدالله لم يستجب .. قال بإنزعاج وكأنه عاد ذلك المزعج الغير متفهم ..
: اكيد سويت شيء ... انا اعرف سعود ..يحسب حساب الكلمه قبل ينطقها ..
واعرفك زود عنه .. مايهمك احد ولسانك متبري منك ..
انتحبت بشكل يقطع نياط القلب ..
فوقف يرتجف من عصبيته .. قسى عليها وليكن ..
يعرف اخته .. ويعترف في قراره نفسه ان اي رجل سيتربط بها
سيكره نفسه اشد الكر لانها لاتدع مجالا لاحد سوى لنفسها ..




**********************************


لم تكد تخطو للامام حتى تسمرت في مكانها وتوقفت عن الحركه ..
وهو ايضآ ... شد على قبضه يديه وكأنه قراره في الدخول لم يكن صائبآ ..
رمشت عيناها وقد سرت رجفات متواليه على جسدها الغض ..
تنهشها بقايا الهموم وتنهار كل الحصون ..
لم تجد فيه وقتآ ولا كلمه تعترف بها ..
تكاد ترمي نفسها في حضنه ... قبضت على اناملها تخفي رعشه واضحه ..
واستسلمت لنظره عينيه المهزومه .. وبلغت غصه بحجم الالم الذي يعري صبرها ..
غطت فمها بيد مرتعشه وهي ترى ذلك الدم المتجمد في زاويه فمه ..
اصبح كجزء من الظلام .. يحتويه التخفي والكتمان ..
مليء بالخفايآ و يبطن شرآ لابد من اخفائه ..
مدت اناملها الرقيقه ... تريد ملامسه ألامه لتحتوي جروحه و تتحملها معه ..
فما إن لامسته حتى انتفض متراجعآ للخلف ..
لم يرد ان تمس جروحه فيثقب كبرياءه وتنهار عزته الرجوليه وان كان يحتاج
لمعانقه سريعه لتدواي جراحه ..
مازالت كلمات غريمه تصدح داخل عقله .. و مازال عقله ينفث همومآ كالدخان ..
اصبح مثقلآ بها تلك الجراح الماضيه الغرى ..
تراجعت يدها لمكانها ..خائبه .. تنتفض عروقها بشراهه ..
وامتلأت عينيها بدموع يصعب شرح سبب من اسبابها ..
تهدج صوتها و هي تسأله : إنت بخير ؟
شد خصلات شعره المتعرقه التي انهارت على جبهته ..
ورد بجمود رغم سخريته الواضحه ..
: باقي فيني نفس ..
هدأت انفاسها و ان شعرت بخمول مشاعرها .. المهم قد ارتاحت ان رأته سالمآ ..
مسحت دمعه سلبت كل قوتها وخانت صبرها كله ..
تابع تدحرج لؤلؤه على ملامح حسنها .. وتنهد بحرى عذابه وعذابها ..
و غص بالالم الدفين وغضب قديم بدأ يخطو الهوينا نحوه ..
سأل : ليش تبكين ؟
قالت وهي ترفع اكتافها حائره .. : ماادري ليش ابكي بالتحديد ..
احنت رأسها واكملت : ابكي عليك و لا على نفسي ..
سحب نفس عميق .. يبحث عن نقطه بعيده ليشتت ذهنه فيها..
وقال : لاتبكين على احد .. انتهى كل شيء ..

بالفعل انتهى كل شيء ..
حتى دموعها قد انتهت وهي تستعد لفصل جديد من الدموع والاحزان ..
ضمت يدها و انهالت عليها بالضغط ..
مشت خطوات قصيره ناحيه الحديقه .. فتبعها على الرغم من غضبه النابض
وكل تصوراته القديمه والتي استحدثت للتو ..
رفعت رأسها مصممه على انهاء كل شيء على ارض الحدث ..
ماتريده وما لاتريده سيتم تداوله على طاوله المفاوضات ..
بتصميم واضح في عينيها رغم الارق و الدموع ..
: متأكد ان كل شيء انتهى ؟
ركز في عينيها وقال ..
: بالنسبه لي انتهى كل شيء .. لكن ماادري عنك ..
بنبره هادئه قاطعت تهكمه ..
: ماكان له داعي كل اللي صار ...
إلتقى حاجبيه وقال متأهب للهجوم ولايهمه من الخصم امامه ..
: ماله داعي ؟!!!!... ..
فيه رجال يجي بيتي و يسوي فيها الناطق بإسم حقوق الانسان .. ويعلمني كيف اعامل زوجتي ..
تبيني اكرمه واحسن ضيافته واعامله بإحسان وكأن شيء لم يكن ..
اكمل بحرقه و بنبره اعلى ....
: فيه رجال يطالبني بكل بجاحه بزوجتي .. وتبيني اوقف له واتبسم وكأنه يقول
لي نكته ...
اخذ نفس عميق وهو يدور حول نفسه و العرق يزيد متلألأ على جبهته ..
اخذت نفسآ مضطربا وهي تقترب منه وعينيها تنطق برجاء ..
: الامر ما يحتاج للانفعال .. خالتي وصلها كلام وحبت تطمن علي بنفسها ..
يمكن سلطان ...
اسكتها بنظره شرسه وصدح بإنفعال يقترب منها بخطوه واسعه ..
: لا تنطقين بإسمه قدامي ... ولا تدافعين عنه .. يكفي اني متحمل نفسي ..
بنبره مهزوزه تقدمت خطوه...
: انا مااادافع عن احد .. انا اللي يهمني هو انت .. تخيل لو صار شيء لاسمح الله
صرخ بإنفعال : خايفه عليه لهذه الدرجه ..تعرفين كان ودي لو اذبحه بيدي وارتاح منه ومن شره ..
انخفضت عيناها بإسى .. وقالت خائبه من انفعالاته المؤذيه ..
:هذي اللي قدرت عليه .. خايفه عليه ..
رفعت عيونها الدامعه له واردفت ..
: بقولها بصراحه خايفه عليك وعلى نفسي .. خايفه ان كل شيء ينهار في لحظه ..
ماله داعي كل مرة تبدأ نفس الحكايه ..

تنهد منزعجأ من انفعاله المكرر في وجهها و رأف لحالها ...
وهو الذي يعرف كم هي شديده الرهافه وسهله الكسر ..
لكن لايستطيع الاحتمال ..
أدار ظهره لها وقد بلغ به الانهيار حتى اصبح رفات لرجل صلب ...
وبهدوء اعلنها في وجهها ..
: لاتخافين على احد ... والحكايه ماانتهت علشان تبدأ ..

وكأنه يلامس سطح الماء بأصابعه ..
تتساقط منها قطرات ماتلبث ان تجف ..
يالهذا الحال .. ألا تنتهي تلك القصه اللعينه ؟

ظلت واقفه مكانها وقد ألجمها بكلماته القاسيه ..
ايقول حقاآآ بأنها الحكايه لم تنتهي بعد ..
وكل هذا ماحاله .. كل هذا ماتفسيره ..

همست بضعف يكاد يفطر قلبها ..
: اناني .. وبتبقى اناني و مابتتغير... مايهمك الا نفسك .. ترضي كبرياءك ولايهمك احد
لا انا او امك او حتى ولدك اللي جاي ... كل اللي يهمك كيف تكون مرتاح بعدين ..
ماتدري عن العذاب اللي عشته .. قريب مني ولااعرف عن احوالك شيء.. تختصر كل شيء
بكلمه .. ومايهمك العذاب اللي اشوفه منك ..

تنهدت بألم وكنهايه موجزه لعذابها المرير معه وسط معترك ساخن من المشاعر ..
بينما ينظر لها بجمود .. فعينيه لاتنبض بشيء سوى الصمت واللجوم ..
يكاد ينشطر فؤاده عند سماعه لبحة صوتها الباكي .. او مدامعها اليسيره المجروحه..

استسلمت واعلنتها حرة .. طليقه.. لم يعد يجدي شيء ..
فالسراب هو امل ان اعيش مع شخص مثله ارتجي الحياة منه وهو يفتقر لمعناها ..

علق على انتقادها : ما دام الموضوع يتعلق فيك اكيد بكون اناني ..
ومايهمني احد غير نفسي .. لانك شيء لي .. ملكي انا .. وماارضى لاي شخص يتعدى على املاكي .
صرخت عروق جسدها مستنكره تلك الجمله البغيضه ..
: لاتقول اني شيء لك ... صرت اكرهها اذا قلتها .. تحسسني اني معك جسد بدون روح ..
مالي قيمه ولا حتى معنى .. اللهم انا زوجه بالاسم ..

ابتسم متهكم على قولها : الحين صرتي تكرهينها مني ...قبل اذا سمعتيها مااحتجيت عليها ..

اقتربت منه بعدما اغتضن وجهها بغضب شديد ..
:لا تتعامل معي ببرود يا مطلق ... ولاتستفزني ... ماتدري عن اليوم اللي مريت فيه ..
رفع نظراته لها وقال مستفهم بإلحاح يطل من عينيه ..
: قولي عن يومك الطويل .. تكلمي .. انا ودي اسمع .. تحسبيني مااحس فيك .. ماادري عن تغيراتك
المتقلبه .. ماادري عن انهيارك و دموعك .. داري وساكت ... وقاعد اانتظرتك ..

حضنت اكتافها .. وسحبت نفسآ عميق ...
لاتجد لكلماته رمزا او حتى معنى واضحآ ...
لكن قلبها يدق والدماء تعود لجريانها النشيط ..
وانفاسها تتصاعد بأريحيه و كأن ماقاله بعث فيها روحآ جديده ..

يالتقلبات هذا الرجل ..
ويالقلب هذه الانثى ..
كلاهما يناقض نفسه ..
احدهما يطيل في الكلام ويفصح في المعنى ولايجد راحه لدى نفسه ..
بينما الاخر يتغنج بملك هو له .. و لايرى احد غيرها في دناه ..

و الاخر .. يختصر كل الكلمات ويشح في اظهار المعاني الفصحيه ..
وعلى هذا يجد راحه يمتلك فيها الدنا بما فيها ولايهمه احد ..

قلبها كمحيط .. يتسع لكل شيء .. لجميع النقائض والمتلازمات التي حلت برجل
اقترنت به .. تنسى وتتناسى من اجله هو .. لاشيء يقف في طريقها سواه .
لايكتمل حبها الا به .. وهو لايعرف للحب معنى او كلمه سخيه على بينه ..




***********************


بجسد متعب .. رمى نفسه دون حتى ان يغير ملابسه ..
اليوم .. لن ينساه ابدا... ولو خيروه ما هو الشي الذي تريد ان تطويه من حياتك ؟
ليقول هذا اليوم بخيره وشره ..
وان صار يشك في الخير الذي جناه اليوم ..
تصاعد رنين جواله وباالكاد استطاع اخراجه من جيبه ..
اجاب وهو مغمض العينين يستعد لنوم طويل ..
: ناصر .. حبيبي ؟
فتح عينيه وفر النوم على عجل .. وابتسم مستمتعا لتلك النبره اللطيفه
: ناصر .. ليش ماترد علي ؟ ناصر لاتخوفني عليك ..
اجابها بحب كبير ..
: الله لايحرمني منك ياودادي .
وداد بلهفه ..: ناصر . وينك اليوم كله ادق عليك ولاترد .. و هاتف البيت مشغول
لايكون فيك شيء ..
ابتسم مجددا وكأنه يرى تلك اللهفه تومض في عينيها ..
: لاتقلقين علي ؟ كنت مشغول في المستشفى ..
قاطعته : ناصر .. اليوم ماداومت .. دقيت على المستشفي قالوانك ماداومت ..
ضحك ناصر .. بإستمتاع معها ..
: والله اثارك مو هينه .. مسوي تحري من وراي ..
خفت صوتها وهي ترد ..
: لا والله مو سالفه تحري .. قلقت عليك ..
رد عليها .. : الله يخليك لي ..
اغمض عيونه بحزن واردف ..
: لو تدرين كيف انا محتاجه لك .. ولحنانك ؟
حاس بالضيق و الهم .. .. و مافي احد جنبي .. اشكي له ..
بنبره لطيفه تشوبها الحزن ..
: سلامتك ياقلبي .. ارمي علي همومك خليني اتقاسمها معك ..
احكي لك عن اللي مضايقك يمكن اساعدك ..
ناصر بإختصار : الدنيا هذي مين منا سلم من شرها ...
وداد : هونها تهون .. وتوكل على ربك قادر في لحظه شاء يغير حالك ..
واسأل الله لك ان يفرج همك و ييسر امرك ويريح بالك ..

ابتسم مجددا و قلبها ينتفض بيبن جوانحه لدعوه لامست شغافه
و جعلت الدمع يحن للنزول ..
ذكرى الام ..والاب..
ودعاء صادق عند مرأى الضيق و رسم الهم في العيون .. اشتاق لسماعه ...
عض شفاته و حواء الخالده الوفيه المعطاءه قد تراءت له بين الدموع
اماه .. قلبي قد ضنى بالفراق مرغمآ ..
اماه .. مالحياة دونكما ...
العين تبكي بلا دموع .. و القلب ينبض بعلامات الحياة وانا ميت من الشوق لكم ...
رحمكم رب العباد .. وجعل الجنه دارا لكم بدون حساب ..

وداد بإحساس قد انتابها لحزنه العميق ...
: حبيبي ... الله يخليك لو تقدر تعال الليله عندنا ..
ابتسم وقال متجاهل ثقل صوته و ترقرق الدمع في مقلتيه ...
: وين اجي عندكم هالحزه ؟
: مايهم الوقت ولايهم الناس لو تبي تشيل همهم .. تعال علشان اتطمن عليك ..
قال متصنع السخريه ..
: علشان طلال يذبحني الليله .. ؟ ضحك في فراغ كبير من الخداع على نفسه وعليها ..
وداد برقه : طلال بيفهمني اكيد ...
ناصر بتفهم : فيك الخير ياحبي ... لكن مايحتاج انا بخير .. شوي مشاكل شغل وارق ..
ضحك واردف بعدها .. : يبدو انني مزجت بين الشغل وبين حياتي االخاصه وصرت اعيش
مشاكل الناس و اتعايش معهم في هموهم ...
تنهدت وداد بقله حيله بينما كمل ...
: لاتخافين علي .. مافيني الا العافيه ..
وداد : على راحتك لك الله يخليك اذا دقيت عليك مره ثاني لا تتركني كذا معلقه بين السماء والارض
اعطيني خبر انك مشغول على الاقل علشان ارتاح ولا اشيل همك ..
ناصر : ابشري طال عمرك .. اي اوامر ثانيه
وداد برقه : ايه .. نام وارتاح واحلم فيني ..
ناصر بحالميه : اكيد ..بحلم فيك لانك اجمل حلم وواقع عشته في حياتي ...
ابتسم على انفاسهاا المتقطعه و اغمض عينيها براحه
وقد بدأ بعض من الثقل الجاثم عليه ينزاح رويدا رويدا ...

وبالاخص تلك الرساله البغيضه التي وصلته من المدعي بفعل الخير
يساومني الان على كرامه اختي ... اختي التي لم تصون نفسها كما يجب ..
اختي التي لا تجمعني بها سواء انتماء و صداقه لاخيها و شهامه رجوليه
وخوف من العار لو يعلم الجميع ...

تنهد متعبآ .. مؤرق الحال و منبوذ الراحه ..
تأمل الرساله ... مائتا ألف ريال من اجل صوره .. اثبات .. من اجل حياة
كرامه وبقايا كبرياء منثور على ارض مدنسه ...
غدآ سينهي كل شيء .. كل شيء منذ البدايه ...



*************************************


تأملت وهو يحاول الهروب منها ... يريد الانعزال بمفرده ..
ينأى بجروحه عنها .. وينبذها وان كانت دواءه وشفائه ...

ترنحت في وقفتها الطويله المتعبه .. وهو مازلا يتناظران بحوار الاعين ..
جلس على الكرسي مديرا ظهره لها كإشاره وقال بهدوء ..
: ادخلي البيت ...الجو بدا يبرد . ..
اقتربت منه متجاهله كلماته ..وقالت ..
: بتدخل معي ...
ناظرها بتمرد وقال : اسمعي كلامي ... بدخل من حالي .. ادخلي انتي قبلي ..
تأففت بإنزعاج منه ... ورجعت تطوي خطواتها عائده.. حتى اوقفها ألم يقطع احشائها ..
احتملت قليلآ لعله يكون عارض بسيط .. لكن الالم زاد وزاد معه دقات قلبها ..
مسكت اسفل بطنها وتأوهت ... همست بإسمه مذعوره ..
هب مطلق راكضا ناحيتها ... وامسكها من خصرها ..
و بخوف جعله يرتعش ..
: ويش فيك ؟ ليلى ...
شحب وجهها واعتلت قطرات من العرق جبينها ... وصرخت متألمه
وهي تشد على ثوبه من الامام ..
تحسس على جيوبه يبحث عن جواله .. فزفر مقهور .. ونادى بصوته العالي ..
سمر .. وفاء .. يمه ... بنات ألحقوني ..
همست بضعف شديد وانتحبت بخوف : ولدي يامطلق ... ولدي ..

هذا مارأه في وجهها ...
ملامح من الوداع واسراب من الاحلام المهاجره
وتراتيل تعزف على ناي الاحزان
وخناجر تطعن في فؤاده ... و دموع تأبى ان تذرف وان بكى بداخله مثل طفل يتيم ...

لامس بشرتهاوقال باسما بشجاعه يبثها فيها ..
: ليلى ... حبيبتي ... خليك معي لاتنامين ...
بصوت ضعيف و شحوب يزداد ..
: مابي انام .. تعال وخذني ...

اغمضت عينيهاوسقطت يديها المتشبثه به ...
فأجفل و هوى قلبه و تقطعت حباله الصوتيه بنداء خرج من عمق حبه ...
: ليلى ....
لعل الاخرين يسمعونه الان ... نداء من القلب اليهم ..
نداء سلب من قوته و عزته وكبرياءه ...
نداء رجل اعتقد ان لاشيء يهزه ..
لاشيء يضعفه ...
لاشيء يجعله حزينآ ...

لكن الان من يرى مطلق في عز خوفه و ذعره و هذيانه ..
يحمل ليلاه ... وكأن ليله قد ابتدأ للتو ...
وذهب كل شيء ادارج الرياح ...



ألقاكم

******************************

كبرياء الج ــرح 20-04-11 02:54 PM





السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ..

اخباركم ياحلوين .... ان شاء الله كل اموركم تمام
ارحب بالمتابعين الجدد ... كان ودي اقف عند كل رد واعلق عليه لكن وقتي قصير ..
فرصه اخرى بإذن الله .. لكن بأمانه ردودكم يبهج قلبي .. وتسر خاطري .. وتعطيني دافعآ للكتابه ..

اليوم البارت قصير واحداثه قليله ... فلاتلوموني ..
لو اقول لكم عقلي مقفل ... و مزاجي في الكتابه معدوم ...
لكن على الرغم من ظروفي .. كتبت بارت وكل نيتي فيه الرقي و الطموح لمستوى اعجابكم ..
اعذروني على تقصيري .. ولاتحرموني طلتكم الحلوه ..

ان شاء الله يعجبكم .. قراءه ممتعه ...:flowers2:



البارت الثاني والاربعون :




بحثت عنك ..
في بقايا الامس ..
في لحظه صمت ..
بحثت عنك ..
في طيات دفاتري ..
على صفحات سنيني ..
بين اسطري ..
في ثنايا حروفي ..
بحثت عنك ..
اعرف اين انت ولكني ابحث ؟
اشغل نفسي بالبعد عنك ..
في نسيانك ..
اسرد امسي المرهون بجراحي ..
لاخر رمق ...

رسمتك للامل صوره ..
عزفتك لحن افراحي ..
واقع جردني منك ...
جعلني بائس.. يائس..
اشرح للصمت معاناتي ..
واسرد حبي المجنون .
اخطو لك للوراء .. وياليتني اعود ساعتها ..
لاكف عن البحث واتوقف ..
اعلم اين انت ولكني ابحث عنك ؟

يذكرني الشعر بك .. وتحادثني ابياته ..
نسمات رقيقه .. تهز غصن يانع اخضر .. تدعوني إليك ..
يحملني الغمام ..
اراك من بعيد .. من قعر ذكراي اليك .. اراك ..
بداخلي وحيد .. في حياتي وحيد ..
ابحث عنك .. وانا اعلم اين انت ؟


كان يجلس في زاويه المسجد روحه غائره من الحزن ..
والالم ينهش جسده .. وحراره دبت في عروقه و اصابته بحمى صيفيه مريعه ...
تأمل بقع الدم و تنهد وسند رأسه على الجدار ...
بصيص أمل حوله لحطام ..
زرعت في روحه ذره اهانه .. و انتقاص كرامه ..
فرح لتعاستها .. سعد بشقائها ..
وكأن عذابها عربون ستدفعه لعذابه من اجلها ..
جاء فارسآ ,, يختال بإنقاذها .. وعاد كسيرآ محطم الفؤاد ..
و منثور الكرامه ...
ألا يكفيها ما حل بي وبروحي بعدها ..
ستنجب له طفل ... وانا الذي بنيت امبراطوريتي معها و تخيلت اولادي منها ..
زفت لي امي الخبر بفرحه ولدت في لحظه مفاجآه ..
وتطلب مني عدم التدخل في حياتها وان كانت تتقلب على نار من العذاب ..
تقولها لي وانا انزف .. وانا اغرق في بحر من دماءي وكبرياءي ...
أاقولها الان .. اكرهها مثلما احببتها ..بذلك القدر الكبير صرت احقد عليها ..
وعلى زوجها ...
راقب بأعين ناعسه ... دخول عاصف لزياد .. ينظر بين المصلين القلائل قبل ان يرتفع اذان الفجر ..
ويرفع جواله لاذنه مرآرا وتكرارآ ... ابتسم وهو يرى انفعالاته الواضحه في حركاته الكثيره ..
و حتى وقعت عينه عليه .. استمرا في التحديق لبعضهما .. رافع اكتافه بسوء حال ..
ويا صاحبي .. لا مزيد من الكلام ..
لا مزيد من العتاب والنصائح الهوائيه التي لااجد لها منفعه سوى لازعاجي ..
لامزيد من الالم و العقاب ..

خذني بعيدا .. خذني لاشفى منها ..
خذني لاتحرر من مشاعري العصيه ..
من قلبي الذي لايريد ان يؤمن بأنها رحلت .. رحلت بعيدا عني ..

فيني مشاعر " وافيه " .. مالها ذنب
.................... عفيَه " عليها " ، تقابلك .. بإبتسامه

هزمت قلبي ؟ ألف مبروووك ، يا الحب !
.................... مافاز ، واحد ما " إعْترف " بإنهزامه

جيتك .. وخلّيت الكرامه ، على ( جنب ) ،
.................... وأقفيت أنا ، خسران : " حُب وكرامه " !


*******************************


أغمض عينيه بتعب لايطاق .. و قلبه يؤلمه دقاته الصاخبه...
طالت وقفته .. و قد شعر بدبيب مؤلم في قدميه ..
قاس كل المسافات طولا وعرضآ .. و الطبيب الذي دخل لم يخرج بعد ..
تأفف ينفث صبرآ لم يعد يطاق ..
مازالت وناتها .. ترافق مسمعه .. وترهف قلبه ..
ومازال نطق اسمه من بين انينها الطويل يحفر في فؤاده ..ألمآ غائرآ

كل شيء تبعثر و تفرق في النهايه ...
لماذا لايجدي نفعآ ان نلتزم الصمت ونرضى بالحياة ..
مالذي تبقى بيدك يامطلق .. وكفى ..
غطى عينيه بيده و استند على الحائط خلفه .. وقد اعتاد على رائحه المستشفى بصعوبه
يحاول طمر ما حدث في الساعات الماضيه .. و سقوطها بين يديه تتلوى من الالم
ألم مجهول سرى في جسده مثل الصاعقه ..
طفله .. وهي .. و هو ... وايهما كان يتحمل الالم ..
اقتربت وفاء منه .. وقالت بشفقه على حال اخيها ..
:اجلس يامطلق .. مايصير كذا .. تبي تطيح علينا انت الثاني ..
مطلق بدون ان يرفع يده عن عينيه ..
: خلينا انا مرتاح كذا ... اجلسي انتي ..
مسكت ذراعه الاخرى و تأبطتها وتسند راسها عليها وتقول ..
: بتكون بخير ان شاء الله ..

بتكون بخير .. يارب اسألك ان تعافيها ..
يارب اجعل بعضآ من ألمها في جسدي سأحتمل ..
سأحتمل .. برضا و قناعه ..
يكفي مايصيبني الان من نهش الضمير و ندم على عنجهيتي معها ..
كنت اعرف انها تعاني .. تعاني .. تعاني وانا امرغها بكبرياءي في عمق الانهيار ..
لن اعيش مع ندمي للابد ..
لن اعيش وصرخاتها تتعلق بأسماعي وتأبى تركي ..
لن استمر في العيش و دموعها تعلقت بخيوط ثوبي .. و تشققات شفاتي .. و بملمس جلدي الخشن ..
و اتجاهل كل هذا ..
يارب ... يارب ..لا اسألك رد القضاء ولكن اسألك اللطف فيه ..

سحب نفسآ عميقآ .. يعظ شفتيه فيها .. ويتجاهل نزف جرحه الصغير النابض ..
ليس غضبآ .. لو تعلمون ..
وليس تعبآ جعله يتهاوى في الحضيض ..
بل رغبه في البكاء هزت اجفانه و مراقد غروره ..
جعلته يهتز من دواخله و يرتعش بفيض من الدموع ...
يمنع عينيه ان تسكب ماسكبته غاليته عليه ..

خرجت الطبيبه فانتفض كل عرق فيه .. من دون كلمه استفسار فالاسئله نطقت من عينيه بخوف ..
الطبيبه : الحمد لله على سلامتها مبدئيا .. هي والطفل بخير ..
تنهدت وفاء بإرتياح بينما مطلق استمر في التحديق بالاخر ينتظر القادم ..
افصحت بهدوء : ما اكذب عليكم .. حاله الجنين غير مستقره ..
وفاء بخوف : في امكانيه انها تخسر الجنين ؟
الطبيبه: مع حالتها وتدهور صحتها ممكن وهذا تمر فيه بعض الحوامل اللي عندهم مشاكل ...
سوء التغذيه .. و الضغوط النفسيه و اسباب كثيره ..
لكن ان شاء الله بنعمل لها تحاليل و نشوف كيف نقدر نحافظ على توازن حالتها مع الجنين .
تنهدت الطبيبه واردفت ...
: بنظطر ان نبقيها في المسشتفى لايام ... . حتى نطمن عليها اكثر ..
وفاء : طيب ..نقدر نشوفها .
الطبيبه : تقدرين ... لكن بدون ازعاج لو سمحتي ..

كل هذا ومطلق مستنفر في حاله صمت و هذيان .. لايقوى على رؤيتها ..
والشوق يملأ روحها وتحثه على المضي إليها ...
وفاء : ماودك تدخل معي ؟
مد قامته المخذوله ... و اعاد شعره الى الخلف بهيبه رسمها بخدعه يريد بها السهل الممتنع ..
ان يكون عاديآ في اسوء حالاته ...
ان يكون طبيعيآ كالمعتاد ...
مشى خلفها .. حتى فتحت الباب ... و ذهبت إليها هادئه .. و هو يقف محجوبآ عنها
لايود ان يرفع ناظره إليها..
لايود ان تتكسر قوته امام اخته وينهار فجأه دون حسبان ..او تصورُ استحالهٌ على نفسه ..
نفخ صدره بأنفاس عميقه وتقدم منها ... تماثل ماتلبسه من شحوب و لون باهت .. تسكن هادئه
وكأنه النوم قد رأف بحالها فاستكانت له ..
همست وفاء وهي تجلس في كرسي مقابل لسريرها ..
: خليها نايمه .. بظل معها ... تقدر تروح وتغير ملابسك وترتاح شوي ..
تنهد وعينه لم تزح عن وجهها ... لامس يدها برقه .. فارتعشت فجأه وكأنها غير راغبه في لمسها ..
فتراجع وقتها وقال بصوت رخيم هادئ ..
: انا بمشي .. بغير ملابسي و اصلي الفجر وارجع لك ..
وقفت وقربت منه : نام لك شوي على الاقل ... والله شكلك تعبان ..
رد بإبتسامه شاحبه ..
: بصلي واغير ملابسي .. وارجع لك .. نسيت ان عندك بنات مايصبرون عنك دقيقه
ابتسمت بدورها وقالت : البركه في سمر واريام خليهم ياخذون بروفه في تربيه البنات ..
وانا خلينا هنا .. انا بفهم عليها مريت بنفس مامرت فيه .. واكيد تحتاجني قربها ..
هز رأسه موافق ومشى بدون كلمه ..


طوى خطواته يعود فيها الى نفسه .. يعزل حيث يحاسب الكثير مما يرتجي تغييره ..
ومما يتمنى نسيانه .. وبالذات ليلته هذه يتمنى ان ينسى كل شيء حدث .. كل شيء دون استثناء ..



****************************

دخل سيارته بعدما صلى الفجر .. ناظر شكله في مرآه السياره قبل يمشي
يعدل من شماغه كنظره اخيره قبل الانطلاق لرحلته اليوميه ..
جفل لطرق سريع على زجاج السيارة الخلفي ..
ناظر خلفه وابتسم ... طلع من مكانه .. وقال ..
: عبود .. افجعتني يارجال ..
اقترب عبدالله مبتسم .. صافحه بقوه وقال ..
: لايكون اصغر عيالك تناديني عبود ...
ضحك سعود .. : احمد ربك ..وين تلقى غيري يدلعك ..
عبدالله : مابي دلعك .. خليته لك انت والمدام ..
ابتسم بتوتر و قال بتلعثم ..
: متى وصلت .. ؟
فهم عبدالله على استداركه السريع واجاب بهدوء ..
: امس .. .. اخذت اجازه اضطراريه ثلاثه ايام ...
سعود : عسى ماشر ان شاء الله ...
ابتسم عبدالله لذكرى العذر الاضطراري ...
: ماشر.. اشتقت للاهل .. سكت ثانيه وبعدها اردف ..
: وصراحه عندي شغله قلت انتهي منها وامشي ..
ناظر سعود الساعه فأعقب عبدالله بإحراج ..
: السموحه .. طولت معك ولا انتبهت للوقت .. يالله توكل على الله .
رد عليه سعود : كان ودي اطول معك .. لكن تعرف الدوام ..
عبدالله : ماعليك وانا اخوك .. عشاك عندي الليله ..
كان قريب جدا من لفظها .. فأدركه عبدالله بمصافحه شديده
وبعدها ترك المكان ..
ملأ فمه بنفس واحد وكتمه لاقل من ثانيه .. ثم اطلقه دفعه واحده بمزيد من التعب و الحيره ..


***********************


أوصل اخته لمنزلها .. بعد إلحاح منه .. ابعد عنها الجميع
واستثنى نفسه من ازعاجها ..
دخل حجرتها المحجوزه لها .. ألقى بشماغه على اقرب كرسي وجده ..
واقترب منها .. وقد دب فيه التعب والارهاق .. لكن كيف يجد الراحه وهي تتألم امامه ..
تأمل وجهها العذب وتنهد ..
كله شوق للمسها .. ألقى بأصابعها على خدها يلامسه برقه وعذوبه ..
فتحرك رأسها ناحيته ... وبالكاد فتحت عينيها ... لتبتسم لوجهه المحبب ...
في غياهب عقلها .. كانت ليلتها مثل الكابوس يهاجم حلمها ..
وكان هو حلمها الجميل الذي اظنى نومها ..

همست بصوتها المتعب .. والذي يكاد يصل لاسماعه ..
: وين كنت ...؟ انتظرتك ...
ابتسم ومال برأسه ناحيتها ... مجرد كلامها معه راحه عظمى لديه ..
يعلم انها تهذي في حلمها وانه هناك يشاركه معها ..
لامس خصلات شعرها .. وقال ..
: انا معك .. ليش تنتظريني ؟
ضمت يده في يدها و كأنها تتمسك به مخافه فراقه ..
ارخت اهدابها لنوم اطبق عليها غير مزحزح ..
وهمست بثقل : ماكنت معي قبل .. لكن الحين بتبقى معي ..

اخرج نفسآ ضاق في صدره وهي تلجأ إليه خوفآ من فراقه ..
او ليست الكوابيس رفيقتها الان .. يكاد يجزم ان الهموم مازالت معها ...
ازاح خصل قصيره قد نامت على جبينها ...

شد على يدها حريص على عدم فراقها ..
يالتعاسه حينما يفتح العذاب ابوابه بألوان الالم ..
ينتظرون القادم ويتلهفون للعوده لما مضى حيث السلام بين جنباته حر طليق ..
يأملون ان يتغير الحال ..
ويا للحال اذا طال و زاد صعوبه ...
ويا للحال يرتجي فيه حسن المآل ويزيد سوءآ ...

قرب الكرسي من سريرها ... و استرخى مادآ قدميه للامام ..
يسند رأسه بيده الاخرى ويتأمل حركه صدرها بأنفاس هادئه ..
ويغمض عينيه .. على نبض عرق في يدها يجد تهويده للنوم ..
يأمل بأن يتغير كل شيء عندما يستيقظ ...



********************


خرج من البنك بعدما سحب مائتا ألف ريال .. رمى بالحقيبه في المقعد الخلفي
ونزل نظارته الشمسيه بتأفف ...
ارسل رساله من جواله وألحقه بالحقيبه .. ظل جالس في سيارته لمده غير قصيره
وكل الذي يفعله هو التحديق .. والتفكير في اشياء قد اصبحت شغله الشاغل ..
وبالاخص امر النقود .. فهي كل ماكان يملكه لزواجه المرتقب ..
تنهد بقيله حيله .. في اعماقه يعلم ان الذي يفعله استسلام لمجرد ابتزاز من شخص لايعرفه
ولم يره شخصيا .. ولم يسمعه سوى في اتصال واحد .. فكيف يثق فيه ..
يأتمن اسراره لدى شخص خائن ..
ضرب المقود بقليل من القوه .. و تأفف بحيرة انهكت اعصابه ..
أغمض عينيه مطولا و حرك سيارته .. يحاول بأي طريقه ان يشعر براحه البال ..
لكن الضغط المتواصل لايوصله الى شيء ممكن وهادئ ...
تعالى رنين جواله من خلفه .. فتجاهله لكن الرنين لم يتوقف
اخذه و رد بدون نفس ..
: هلا..
وداد بصوتها الرقيق ..
: صباح الرواقه ... اشفيهم الحلوين زعلانين ؟
ابتسم ابتسامه مجبره .. لايريد ازعاجها بأموره الشائكه و مزاجه المتعكر ..
: صباح الخير .. زحمه الرياض بتطلع روحي قريب ..
ضحكت بخفه وقالت : شكلك متأخر .. ؟
ناصر : بالحيل متأخر ؟ عالعموم مااقدر اتكلم معك ..
وداد بضيق : وشفيك ياناصر .. صوتك مو طبيعي ؟
ناصر بملل : متضايق من كل شيء حولي ..
وداد بنبره زعل : حتى مني ؟
ناصر بقفله مزاج : اقولك من كل شي حولي .. تقولي حتى مني ...

تنهد و انتظر رد متفهم منها او كلمه تهدأ مافي نفسه ..
فقالت بنبره غاضبه: على العموم اسفه على الازعاج ..

ظل ممسك بالجوال على اذنه و رنه الاقفال ماظل يسمعها.. و انفاسه المسموعه ارتفعت .
رمى الجوال في حضنه و ظل يحدق في الطريق بدون رده فعل صريحه ..



************************


اغلقت الجوال ووضعته جانبا ومسحت دمعه متأثره ..
استغربت طريقه ناصر معها ... لم تظن انها ستتصوره سيء المزاج
بطريقه لا يريد التحدث معها ..
اعتادته محببآ و مبتهجآ .. يدخلها عالم من السلام و الهدوء ..
تأففت بضيق .. لم تكن ترغب ان تتضايق من مجرد مزاج سيء
لكنها لم تعتد ذلك منه ..
اكان يجب ان تفهم انه يعاني .. لايشاركها مشاكله وما يعتربه من ضيق ..
طريقته كانت في مثابه صدمه وهي المدللـه في نظرها لديه ..
رجعت لواقعها بطرق قوي على الباب ...
ناظرت بفزع وقالت : وجع .. ياجود طيرتي عقلي ..
جود بإبتسامه : لا والله .. جالسه ولاهمك وانا انتظرك في السياره ..
ناظرت ساعتها وقالت .. : عجلي بتأخر ..
لبست عباتها على عجل واخذت جوالها في يدها ..
: خلاص جايه .. امشي قدامي ..
وقفت جود قدامها و ناظرت وجهها بتركيز ..
: ليش كنتي تبكين ؟
دفعتها بلطف من قدامها وقالت ..
: ماكنت ابكي ..
مسكتها جود من ذراعها .. وقالت بإلحاح ..
: كأني مااعرفك ياود اذا بكيت .. ؟ ايش صار ..
ازاحت يدها بهدوء وقالت بتصميم وابتسامه مشرقه ..
: ماصار شيء ... لا تخترعين سبب من راسك ...
جود بتجاهل : على العموم على راحتك تقولين او لا .. المهم امشي قدامي تأخرت على الجامعه ..

مشت وداد وهي تتجاهل رغبه في التصريح لاختها .. لكي تجد الراحه والسلوى لديها
لكنها خافت ان تقلب الاوضاع عليها وتستأنس بحالها ..


***********************



رفرفت عيونها في المكان .. تستغرب تلك الهاله الزرقاء الهادئه ..
أغمضت عيناها لتتذكر ماحدث في الليله الماضيه ...
وكأنها اطلقت جرسآ لتنهال عليها كل الاحداث تواليآ وبلا رحمه..
تأوهت بألم وهي تضع يدآ على بطنها ... وانتبهت للنائم قربها ..
ابتسمت عيناها قبل ان تفتر شفتاها عن ابتسامه رقيقه ..
كل شيء يوضع جانبآ همومها و الالامها وكل ما تتشاركه معه ..
وهو يأخذ جانبآ متحيزا .. محتلآ كل مافيها .. ينسيها كل شيء ..
تسعد برؤياه .. ويبتهج قلبها المعتل بوجوده قربها ..
تأملته بعين محببه رفيقه به وبحاله .. وهو ينام في وضعيه غير مريحه ..
يسند رأسه على ظهر الكرسي القصير خلفه ... شعره الكث يلف رأسه ..
ويديه يحزمها بشده على خاصرته ..
حتى في نومه يبدو حازمآ و جادآ ..
هذا مافكرت فيه وهي تتأمل ملامحه الهادئه ...
لكن شيء ما غشاها من ليله البارحه .. تلك الليله العاصفه منذ بدايتها ..
كانت كلها تخصه ولا شيء غيره ..
شعرت بالانهاك لمجرد التفكير ..
تنهدت وهي تريح رأسها على الجهه الاخرى .. حيث النافذه .. والشمس تشرق من خلالها
وتبعث بعض الدفء للداخل ... ترى مالايراه الاخرون ..
فتح الباب لتدخل الممرضه .. وينهض مطلق مفزوعآ .. وتسقط اعينهم في جوف بعضها ..
وقف بسرعه .. وسأل بخوف : إيش صار ؟
تبادلت ليلى النظر مع الممرضه وقالت بهدوء وهي مبتسمه ..
: صباح الخير ...
رتب شعره وقال بإحراج : صباح النور ..
تدخلت الممرضه بإبتسامه ..تخفف مصاب من تراهم ..
: كيف حالك ؟ ان شاء الله طيبه ..
جاوبتها ليلى : الحمدلله .. بخير .
الممرضه : اليوم عندنا اشياء كثيره نسويها .. اول شيء تفطري وبعدها نجهزك ..
انعقد حاجبها بخوف وقالت ..
: فيه شيه صاير لولدي ..
بنظره سريعه لمطلق .. تبادلتها الممرضه معه.
تدخل مطلق : كل شيء تمام.. لاتخافين .. ..
قالت بصراحه والخوف يعانق معالم وجهها ويطل من عيناها ..
:لاتقول لي لاتخافين... كلما قلتها ازيد خوف ..
ثبتت نظراتها عليه وهو يرتجف مكانه من هول ماشعر به ..
من خلال عينيها نطق واسع البيان ..
ولايحتاج اللفصح الكثير ...
لم تعد تثق به ... لقد انحلت تلك العقده البسيطه وتناثرت خيوطها ..
و اانقطع النسيج المتكامل واصبح الامر جليآ غير خفي ..

تدخلت الممرضه بمثل ابتسامتها المطمئنه..
: زوجك كلامه صحيح .. كل اللي بنسويه تأكد من سلامتك وسلامه طفلك ...
تنهدت و ادارت رأسها للجهه الاخرى تداري دموع تجمعت في عينيها ..
خرجت الممرضه على الفور .. وانتظر مطلق لدقيقه ..
وقال ببساطه وهو يقرب منها ..
: فهميني ليش انتي خايفه ؟
نظرت له بقهر وقالت بضيق .. احتدمت فيه كل مشاعرها مع معالم وجهها
لتظهر احتقانها للغضب و الالم في آن معآ’ ...
: ليش خايفه ؟ خايفه لاني بفقد ابني .. بفقد ابني بسببك ..
جلس على طرف السرير غير بعيد عنها .. بلع غصه بحجم الجبال و ضغط على نفسه مدعيآ الاحتمال ..
: ماعندي شيء اقوله ... غير انك تنسين وتفكرين في نفسك ..

أغمضت عينيها بقوه .. وارتفع صدرها بشهقه بكاء واحده قويه ..
جلعت قلبه يهوي الى القاع .. مسك يدها على الفور ...
وقال بهدوء : ليلى .. حبيبتي ...
صرخت فيه في لحظه سريعه والدموع تتناثر على خدها ..
: لا تقول حبيبتي ... لاتقولها .. انت ماتعرف تحب .. ولاتعرف معنى الحب ... !!!

تركت غضبها يرسم ألوانه على وجهه ..
و تدثرت بالدموع من جديد وان بكت بصمت ...
ضم يدها بدفء بين يديه ... فسحبتها مبعده عنها ...
استلقت على جنبها الايسر ... تحاول ان تبتعد عنه في كل شيء ..
اخذ نفس عميق يهدأ اعصابه ويوعد نفسه ان عليه ان يحتمل من اجلها ..
: لاتتعبين نفسك .. اذا بتهمك صحه ولدك لا تتعبين نفسك .. ولاتفكرين في اي شيء يزعجك
حتى انا لاتفكرين فيني .. .. قال الاخيره بتعاسه وشفقه على حاله ..

زاد بكاءها وكأنها يقول لها .. انسيني .. امحيني من حياتك ..
دثريني بالذكريات وغطيني بالغبار كصندوق زمني قديم .. لم يعد فيه فائده ..
سوى لاثاره الشجن والحنين ليس إلا ..
همس بثقل رجل لايقوى على مجابهه المشاعر كثيرا بقلب قوي ..
: اذا ماتبين تشوفيني ... انا اوعدك انك ماتشوفين وجهك طول فترتك .....

انقطع حديثه .. بنظره قاسيه حدجتها به ..
نظره لم يعتدها من حواءه الودود ...

ابتسم يحاول .. ان يكون قريبآ اكثر ..
وقال بروح منخفضه ..
: هالنظره معناها تعال ... ولا ابتعد ..

لكنها لم تعطه جوابآ سوى دمعه انسابت دون مانع على خدها الشاحب ..
اثارت عصبيته وقهرت رجولته .. تجرح قلبه هذه الصافيه وتدميه حتى اخر قطره ..

قام من مكانه وقال بعصبيه : لا تتعبين اعصابي .. ليش تبيكن فهميني .... ليش تبكين ؟

كان عقابه الصمت والصمت والدموع ...
فتنهد بضيق .. و دعك جبينه بحيرة لم تعد تطاق ..
وقرب منها ومال ناحيتها .. وقال بحنان ..
: ليلى .. ماتدرين عن حالي اذا شفت دمعه من عيونك .. الله يخليك لاتزيدنها علي ..

ارتعشت شفتاها المطبقه .. وكتمت حراتها داخلها ولم تبحها كلها ..
تنهد بيأس وهو يجلس قربها ... وتقوس حاجبيه بحزن اصاب قلبه ولم يعد هناك مفر للندب والنواح ..
على حال يختال في اللاشيء صامتآ .. عابثا بدوافعهم و مطلا على الحياة بعنجهياته الفرديه ..

قال يقطع صمت نفسه ويحادثها بعدما لجأت للصمت كحل لها ..
: ماتبين تكلميني .. ؟ على كل حال ...انا بطلع وبجيب امي تكون عندك ..

قام من مكانه .. فلامست اصابعه ..
استجاب لها على الفور .. فلانت ملامحه و استنفر كل مالديه من همم لتعود لمحادثته ..

قال بلين يهاود رغباتها ..
: تبين شيء ؟
مسحت شفتاها وانفها بظاهر كفها .. وهمست بكلمات لم يسمعها ..
مال ناحيتها .. وقال حريصآ عليها كل الحرص ...
: اذا في خاطرك شيء قوليه .. بسمع لك ؟ وابتسم منشرحآ لعل الحال يكون غير الحال..

انتظر دقائق لاستجابتها .. حتى قامت هي بالمبادره الاولى ...
امسكت بمقدمه ثوبه و سحبته ناحيتها .. وهي بالكاد رفعت اعلى جسدها ..
لتعانقه بعمق و قوه ... متجاهله الالم والتعب ..
ولتبكي وقتها بتشنج .. وتضرب ظهره برفق بقبضتها الهزيله ..
و تعاتبه بصوت باكي ..: تبي تروح وتتركني .. ياقسوه قلبك يامطلق ...

احاط جسدها بذراعيه القويتين .. يجد ملاذا غير الملاذ ..
ويجد روحآ غير الروح بين يديها ...
استجاب قلبه وروحه وجسده لها ... و اغمض عينيه مابين النحر والرأس .. يخفي وجهه هناك
يلامس ضعفها ويخفيه .. ويحاول تهميش الذي حدث ... لايهم .. لايهم
كل الافكار الخاطئه والذي حدث في الماضي ويتم تحديثه لم تعد تهم حتى لو كانت صحيحه .. مجرده من الاكاذيب ..
هي التي تهمه .. وهي له ..

همس لها بخفه يداري خوفها ..
: وين اترك روحي .. واروح .. مافي الا مكان وحيد .. تحت التراب اذا راحت الروح ..

لم تعد تقوى على الكلام ..
ولا المشاعر ان ترام .. فالحب اقوى من البوح بالعبارات والاخطر ..
هي ماتشعر به مختلط ... وحاسم وكبير وغير محتمل ..
لكن رغم كل شيء . ..قسوته و عذابه و سطوته .. لاتقوى فراقه والبعد عنه ..


هدأت انفعالاتها .. وهو هدأ قلبه ..
لم يتعدل الحال ...يعرف ذلك..
لم يعودا مثل ماكانا .. يوقنه تمام الايقان ..
والذي انكسر بنيهما صعب تعديله ..
لامناص في التفريق بينهم ..
الحال سيصعب وتزداد الامور ضرواه ..
في الافق علامات ظاهره .. مخيفه .. تنتظرهم ..
والله يعلم عنهما ..
هي بحاجته .. وهو اكثر حاجه منها وان ابطنها ..
سيكون معها بكل الظروف .. وماوعد نفسه به بأن يحتمل من اجلها .. وعد ساري المفعول طويل الاجل ...


*************************



انتظر في المكان المطلوب .. مدرسه قديمه في شارع فارغ...
تثار حوله الشبهات في المكان وساكنيه .. يقابل شخصآ يسلمه ويستلم ..
خاطب نفسه في العوده من حيث اتى ..
في التراجع والتصرف بطريقه افضل ..
كاد ان يتراجع قبل ان يصادف شخصين مثلثمين .. في شارع شبه خاوي ..
تكلم الاول بصوت مرتعش ..
: وين الفلوس ؟
تراجع للخلف .. في لحظه شعر فيها با لندم على قدومه
لكنه قال بحزم يخالف مايشعر به ..
: اعطني الامانه اللي معك ؟
همس الشاب الثاني الذي ابتعد للمراقبه ..
: اعطيه اللي يبيه وخلنا نمشي ..
طلع من جيبه ذاكره جوال و مدها لها ..
ناصر بشك : إنت وسام ؟
ضحك الشاب اللي قدامه .. وقال ..
: وسام ما يحتاج لريال لامني ولامنك .. لكن خذ الصور واعطني الفلوس ..
تردد ناصر .. وقال ..
: ايش اللي يثبت لي ان هذي النسخه الوحيده اللي معك .
التفت الشاب خلفه وقال بعدها ...
: انا عارف انك مو غبي .. بسهل الموضوع علي وعليك .. انا اخذت الصور
من دون علم وسام ... ماراح اجازف بحياتي مره ثانيه مع شخص مثله .. لكن انا انصحك
نصيحه لله لاتقول لوسام عن اي شيء و انصحك انك تنسى كل شيء سمعته وشفته بعينك ..

صرخ الشاب خلفه .. : يالله ياعزوز .. وبعدها سكت وقال بخوف .. : بسرعه .

تقدم الشاب من ناصر وقال ..
: بتعطيني الفلوس ولااروح اتفق مع مطلق الغانم ..
اقترب ناصر وقال بغضب ..
: روح وشوف اللي يصير لك .. انا بعطيك الفلوس .. لكن مااكون ولد ابوي لو لعبت علي
يا عزوز ... تراني اقدر اوصل لك اذا خدعتني ..

ارتبك ودارت نظراته حول المكان .. ناول ناصر الذاكره و اخذ فلوسه
وبدون كلمه بعدها شق طريقه مع صديقه .. مخلفين وراءهم الغبار ...


شد قبضته على لوحه صغيره مزعجه اشد الازعاج ..
فيها فشل و خساره و عار و كرامه مهدوره ..
وخوف من القادم ...

تنهد براحه بعض الشيء و هو يعود الى سيارته .. لايفكر بذاك الشيء في يده
اكثر مما يفكر بالتي تتواجد داخله صوت وصوره ... متوعدآ و راسمآ طريقه في الحساب والعقاب ..




القاكم بخير .. مع ودي


كبرياء الج ــرح

كبرياء الج ــرح 27-04-11 04:57 PM






مراحب ..

اخيرا وصلت .. بعد معترك مع الاتصال ..

حبيت ارد على الاخت غرور انثى .. في مسأله كم المتبقي من البارتات
اذا لم يكن يصل للخمسين فأنه مادونه اكيد ..

ارجو ان تنال اعجابك ..

تفضلوا البارت مع خالص حبي

البارت الثالث والاربعون :


سارت بهدوء ناحيه سريرها .. خطوات قصيره كانت بين نافذتها و فراشها اجهدتها
واشعرتها بالتعب .. اليوم كان شاق عليها .. فحص الجنين و تحاليل شقت على نفسها احتماله..
لولا بقاء الممرضه معها في اخر النهار ... ومطلق الذي ابتعد عنها .. لغايه هي راحتها وعدم ازعاجها ..
جلست على طرف سريرها ... لتريح نفسها ..
ابتسمت بشوق عند سماعها طرق على الباب .. اي احد سيشغل فراغها الان هو شخص مرحب به
طلت الممرضه وقالت بإبتسامتها الشافيه ..
: كيف حالك الحين ؟
ليلى ببسمه امتنان لتلك الابتسامه الطاهره ...
:الحمدلله ..
وقفت ممسكه الباب وقالت .
: عندي مفاجآه لك ؟
استدارت بكاملها متلهفه لتلك المفاجآه ..
دخلت تلك المفاجآه على قدمين .. تصنع ابتسامه رقيقه رغم حزن عينيها ..
تهللت اساريرها وانقشعت تلك الالام فجأه وهي تهمس بصوت شغوف ..
: أمي ...

نصف استداره حول سريرها قطعتها قبل ان تلتقي بوالدتها .. و تحتضنها بشوق ..
همست تلك الحانيه : سلامتك يايمه ...
رفعت نفسها من حضن ابنتها وقالت ..
: علامك يايمه .. ايش تحسين فيه ؟
ابتسمت ليلى و يدها تتعلق بعباءه والدتها ...
: الحمدلله يايمه انا بخير.. لاتخافين ..
مسحت على وجهها وتهدج صوتها حينما قالت لها ..
: كيف ما اخاف .. ؟ وليش قاعده في المستشفى اذا انتي بخير ..
سحبتها ليلى بلطف واجلستها بقربها وقالت بخوف..
: الله يخليك ياامي لا توتريني زياده .. انا من دون اي شيء خايفه ..

انتظرت قليلآ حتى ابتسمت الاخرى بإطمئنان.. تستجيب لمخاوف ابنتها ..
رغم انها زرعت خوفها فيها سرعان مابددتها بقولها ..
: تحملي وانا امك وتغذي زين .. انا عارفه اني مقصره في حقك .. لو كانت ظروفي غير
كان جلستي معي حتى تولدين ..
ليلى وعلامات التأثر بدت واضحه على ملامحها ..
: ماتقصرين ياامي ... والله انا مافيني الا العافيه .. إلاصحيح كيف دريت اني في المستشفى ؟
ردت عليها بإختصار : مطلق ...
التصق حاجبيها بتعجب لما قالته فأعادته بتساؤل .. : مطلق ؟!!!
اكملت الام وهي تقودها الى فراشها لتستلقي وترتاح ..
: ايه والله ماقصر جاني البيت و خبرني ... وهو اللي وصلني المستشفى ..
ناظرت ناحيه الباب مباشره وكأنها تتحرى رؤيته ودخوله عليها في اي وقت ..
: وينه طيب ليش ماجاء معك ؟
والدتها : قال بيتكلم مع الدكتوره و يرجع ؟

تنهدت وهي تعيد ظهرها للخلف .. و تتأمل اصابع يدها بالكثير من التفكير ..

هل يتهرب منها ؟
لم يتحدث معها منذ تلك الانتفاضه الصغيره التي ثارت بينهما ...
ذهب بعدما خمدت مشاعرها و أخمدتها معها ..
هل يفعل كل شيء من اجلها هي ام من اجل طفله ...
هل من اجل هذا جلب والدتها لها ... هل يخفي امرآ يخصني ...
ام لعله يتدارك ضميره بأفعال ترضيني ..

عادت الى الواقع بسؤال والدتها ..
: فيه شيء صاير بينكم .. ؟
اندفعت ليلى في جوابها ..: لا مافيه شيء صار ... ليش تسألين ؟
جلست والدتها امامها وقالت بحنان ..
: مافي شيء ... لكن ودي اسمع منك انتي ... !!

احنت رأسها و دلكت اصابعها بحيره و حرج ..
: مافي شيء اقوله ..
تنهدت امها وقالت بعتب ..
: حتى ولو كان فيه ماقلتي لي .. انا فاهمه عذرك .. طول حياتي بعيده عنك
اكيد مابتقولين لي اللي يضايقك ..

ليلى بنبره هادئه : لا ياامي .. والله .... !!
قاطعتها على الفور : لاتحلفين .. لاتحلفين يايمه .. على راحتك لو بتقولين تلقيني بالدوم جنبك .

رتبت اللحاف عليها تغظ من نظرها الى ابنتها وكأنها تداري علل الزمن و تخبئ ماخبآه هو
وانساها كل ماهو سهل و جميل ...
صعب ان تلومها الان ... فالذي احدثه الزمن البعيد كان قصيآ و واضحآ ...
ليس من السهل النطق وايجاد الكلمات المناسبه ..
ماذا تقول لها عن مايختلجها من هموم ..
ماذا تفسر لها ما يعترك مع دواخلها ويجعلها حزينه ...
لكن هناك سؤال له حاجه في نفسها لابد ان تدركه لترتاح وتستكين مطالبها ...

سألت بخجل : امي .. ابوي قال لك انه يحبك ؟
ابتسمت تلك بمثل خجلها و طغى اللون الاحمر على ملامحها
رغم مسحه الحزن الواضحه ولمعه الالم التي برقت بين الاهداب .
: ويش هالسؤال ؟
ليلى بإلحاح : قولي .. الله يخليك ..
جلست مقابلها وقالت منتشيه بالذكريات الجميله
: بعد كل اللي سواه معي تبيني اقولك هو يحبني ولا لأ ...
سكتت لثانيه وتبعت قولها وهي تنظر للبعيد ..
: بعض الاوقات مانحتاج لكلمه .. كثر ماتحتاجين للافعال .. لكن انا كنت محتاجه لكلمه ..
وابوك .. ابوك .................!!

غصت بالذكريات وابت ان تكمل .. مخافه ان تضيع فيها وتبدأ بالانتحاب ..
ياللشجن حين يهز اغصان الحنين ... ويجعلنا نرتعش حتى العظام ...
حين يجعلنا نسبر اغوارنا ... ونخاف اعاده النهايه رغم انها تمت ... وانتهت ..

شعرت ليلى بوالدتها فاحتضنت يدها .. و بحزن ..
: سامحيني يايمه ... ماكنت اقصد ازعلك ...
اجابتها تلك بعد تنهيده معذبه خرجت من عمق الزمن ..
: مازعلت ياحبيبتي .. لكن ماعاد له لزوم نرجع الماضي .. مانفعتني كلمه احبك ... كل شيء راح وراه .. كل شيء ..

بالفعل .. كل شيء ذهب خلفه ولم يبقى سوى الاطلال تبكيه ..
لم يبقى سوى العتاب و الدموع والحزن .. حبيسه داخل جدران الزمن الهامده ...
وندم ينهش في حياة نابضه ..
والانتظار للقاء في حياة قادمه تجمعهما معآ ... هذا ما تسلى النفس به وتصبرها ..
ونسيان .. امل >> لعل النسيان يجدي ويمحي الذاكره ...


************************



توقف على عتبه الباب .. وانتظر ... انتظر لايعلم لم ... ؟!!
هل خاف ؟
هل شعر بالذعر فجأه ؟
اليوم بطوله يقبع بين زوايا المستشفى .. بعيدا عن عالمه الورقي وقريب منها ...
حتى الراحه لم يتذوقها منذ دخولها ...
ابتعد عن الباب ... وجلس على الكراسي القريبه منه .. واضعآ يديه على ركبتيه ويحدق امامه ..
و اعاد في عقله ماسمعه من طبيبتها . ..

: زوجتك تعاني من نقص الحديد في الدم .. وهذا ناتج من سوء التغذيه .. يا اخ مطلق اذاما تعرف
اخطار نقص الحديد .. فهو يشكل خطوره على الجنين اذا ما اهتمت بنفسها ...لان كل التشنجات اللي تحس
فيها ماهي الا اشاراات رفض و صعوبه تقبل ..
عقدت حواجبها بتهكم : انا استغرب زوجتك تقول انها كانت تتابع حملها .. واكيد خبروها عن المشكله هذي ..

كملت بإهتمام : و لاتنسى الانفعالات النفسيه والضغوطات .. تعرف ان فتره الحمل فتره جدا حساسه
عند المرأه .. تتأثر من اي شيء .. الفتره الجايه بتكون مؤثره وصعبه حتى موعد الولاده ..
هذا .. هذا .. اذا قدرت الاحتفاظ بالجنين الاربع شهور القادمه ...
زوجتك ضعيفه وتحتاج للمساعده .. والاهتمام .. واظن انك الشخص القريب منها .. في الوقت الحالي .


كأنها تقول لها انت المذنب الوحيد في سوء حالتها ..
انت السبب الوجيه في تعبها .. وعناءها الطويل ..
هل اجادل في هذا .. على العكس ..
انا السبب .. نعم واقولها لنفسي بقوه وصراحه .. لكن امامها لا اقوى على مجابهتها ..
كانت تعاني امام ناظري وانا اتجاهل .. وان فعلت وسألت فأنه الواجب والحرص ..
والامانه التي اثقلت كاهلي ..
لم اسألها يومآ هل ذهبت لموعدها مع طبيبتها ؟
لم اسأل عن حالها و احوال حملها ...

تنهد بتذمر على دقائق طويله .. غير مجديه ..
اخرج جواله الجديد .. واتصل على ناصر .. وانتظر الرد ..
ناصر بصوت منخفض : هلا مطلق ..
مطلق : هلا ناصر .. وينك انت ؟
ناصر : موجود .. وين بروح يعني .. .إنت اللي وينك ؟
مطلق : في المستشفى ..
تغير صوت ناصر و سأل ..
: خير ان شاء الله ..
تنهد مطلق وقال بإختصار : زوجتي تعبت ...
اعقب قوله لحظه صمت ..لكن عاد ناصر بهدوءه
: دقائق واكون عندك ..
مطلق : مايحتاج ياناصر .. لا تتعب نفسك .. كنت بقول لك شيء ..
ناصر : تكلم انا اسمعك ..
ارسل نظره حوله .. و كل الكلمات تقف عند بابها هي ..
ابتسم لذكرى مرت عليه فجأه ..
وغير رأيه عن البوح .. لكن رد بقوله ..
: كنت بقول ادعي لولدي انه يعيش حياة اكثر من حياة ابوه ..

و إلتزم الصمت برفقه صاحبه .. و اودع جواله بهدوء في حضنه متجاهل
ان الاتصال مازال قائم.. أغمض عينيه و دعى من قلبه .. لجزء منه ..
ان يحفظه الله .. و ينير الحياة بوجوده ..
ابتسم لاحساس ابوي بدأ يتعاظم لنطفه في عمق الظلمات .. علمه عند خالقه ..

اخذ نفس عميق و وقف يمشي خطواته القصيره .. نحوها ..
والذنب يملأه .. يملأه حتى الفراغ المتكامل ..



*****************************



وضع يديه في حضنه .. و ما كان يراه امامه قد اصبح مجرد الوان ..
وماسمعه قد ازعجه ..
صاحبه يعاني بدون كلمات يفصح عن مايشعر به ..
صاحبه حزين .. بدون رفيق ..
تنهد و تقوس ظهره بقوه لم يعد يستطع بذلها ..
وانا ممزق ياصديقي ..
حائر وضائع .. لاول مره اشعر بأني مراهق قد تورط في عمل متصابي
لم يدرك نفسه فيه ..
مالحال ياصديقي .. ومالحل في رأيك ؟
فخطتي المستقبليه قد اصبحت باهته بعض الشيء وقد اعتركت فيها بعض الخطوط المتشابكه ..
وهمي هو انت .. انت .. ولاغيرك
اخاف عليك واحرص على حياتك .. حتى خلطتها في مزيج منكر مع حياتي لم اعد استطع التفريق فيه ..
اخرج من جيبه ما يخشى فيه عليه وعلى نفسه .. وعلى الابرياء الذين يؤخذون بجرائر غيرهم ..

كره تلك الطهاره الزائفه .. و انخدع في الامل الزائف ..
والكمال الظاهر مجرد برواز للحقاره و الانحطاط ...

قبض عليه بغلظه .. واعتصره بين يديه حتى كاد ان يكسره ..
لكن رفق به ..في وقت حانت منه فكره لشرح الدرس الاول من دروس الحياة ..



************************



دخل حجرتها فصادف والدتها امامه .. غضت الطرف تلك و ابتعدت تحكم حجابها ..
سأل وعينيه تبحثان عنها ..
: كيفها .. ؟
ابتسمت و وعينيها اتجهت خلفه حيث الحمام..
: بخير .. ياولدي .. لاتشيل هم .. توكل وريح شوي مادام انا موجوده ..

حاول انه يبتسم لكن حتى الابتسامه لم تجد طريقآ سهلا..
اجابها : الله المستعان ..
ناظر ساعته وقال : اهلي شوي ويكونون هنا ... انا بمر الشركه وبعدها ارجع اوصلك ..
ام ليلى : الله يحفظك ياولدي .. ويعينك علي .. تعبتك معي ..
حينها ابتسم بصدق ..
: افااا ياخالتي .. انا مثل سعود .. وانتي في مقام الوالده ..
ابتسمت بإشتياق لطيب الذكر .. "سعود "
: الله يخليك ياولدي لاهلك .. ويحفظك من كل شر ..
استدار للخلف مباشره بعد ماسمع قفل الحمام يفتح ..
خرجت وهي تجفف وجهها ... فوقفت امامه لدقيقه كامله ..
ارسلت نظره عابره عليه .. تحجب مافي نفسها له ..
وهو .. يزيد من العتاب عليها واللوم على نفسه ..

ولم يعد يطق صبرآ .. اقترب منها ..
وسألها بصوت منخفض متحكم ..
: ليش ماقلتي لي .... ؟
التصق حاجبيها وقالت بدون علم عن سؤاله ..
: اقولك عن ايش ؟
مسك اصابعها بلطف وشدها ناحيته ..
: ليش ما قلتي عن تحاليلك قبل ؟ كان لابد ان اسأل ؟
فتحت فمها لتجيب لكنها ألجمت .. فغضت الطرف سريعآ ..
قال بعتب : ليش ماتكلمت وقتها.. تعتبرين كل شيء فيك ماله معنى ..
تركت يده وقالت بلؤم بعدما لمعت دموع ندم في عينيها ..
: وانت ليش ماسألت ؟ انت مااهتميت ؟ لو كنت مهتم على الاقل سألت انا اتابع حملي في مواعيده ؟
جاوبها على الفور : انا اعترف اني مقصر معك لكني مهتم و حاولت معك لكن انتي ما تتكلمين .. ؟
تهدج صوتها وقالت بإنفعال ..
: وان تكلمت بتسمعني .. ؟ بتخاف علي ولا على ولدك الجاي ..
رمشت عيونه بصدمه ..مسك يدها مجددا ..
: انتي غبيه .. ولا تتغابين علي ؟
ارتفع صوتها وهي ترد عليها ..
: انا غبيه .. ولا انت ما تحس فيني .. تنتظر مني كل شيء و لكن انا ماانتظر منك ولا شيء .. ولاشيء يا مطلق ..

راقبها وهي تتنفس بعمق .. وجسدها كل متأثر بحركه متسارعه ..
ترك يدها بسرعه وقال بضيق ..
: اذا كنتي تفكرين بطريقتك هذي فإنتي مافهمتيني صح ... فليش اتعب نفسي في الشرح ؟

تدخلت امها بحرج ..
: يا عيال تعوذوا من الشيطان .. وشفيكم ؟
تراجع مطلق .. وكأن شيئا لم يحدث ..
: انا بغيب شوي يا خالتي .. وبعد اذان المغرب برجع واوصلك لبيتك ..

طلع بهدوء .. وليلى مكانها ... تدلك مكان لمسته لاصابعها ..
سألتها امها : ويش صاير بينكم ؟
رجعت لسريرها ببطء .. وقالت ..
: مافي شيء ..
اقتربت منها ولامست شعرها ..
: كل اللي صار وتقولي مافي شيء .. والله حالك غريب ..
شدت اصابعها حتى احمرت .. والتزمت الصمت ..
طالت سكوتها .. فتنهدت امها وهي تمسح على وجهها ..
: الله يهديكم يا يمه .. ويصلح بالكم ..

اغمضت عينيها لذلك التعب المتواصل ..
ودعت ربها بنبض وجل .. وامل كبير

إلهي ..
قلبي بين يديك امنحه صبرآ لاينتهي ..

انفتح الباب على اصوات ضحكات وهمسات ..
سمرواريام .. وحتى خديجه وام مطلق .. ووفاء و التوائم ..

فابتسمت .. وتموضعت وتداركت ما وقعت فيه ..
وفتحت ذراعيها لاستقبال احضانهم ..



************************


استند على الجهه اليمنى ... ونقل المسند للجهه الاخرى ..
تركه عبدالله بمفرده ... في المجلس وقريب منها .. لدرجه التوتر ..
وشعور بالتعب والارهاق من يوم مليئ بالمهام المرهقه ..
و طال يومه بموعد عشاء ملزم منه ..
لايريد الاحتكاك بها .. و روايه مالايريد روايته لاحد ما ..
دخل عبدالله بصينيه الشاي .. وبصوته العالي ..
: حياك الله يا بو احمد.. السموحه تأخرت عليك .. لكن البيت بيتك ..
سعود بإبتسامه مرهقه ..
: تسلم .. ماعليه خذ راحتك ..
جلس قباله ..ومد له بفنجان الشاي ..
: شكلك تعبان ؟
سعود بصراحه : ايه والله .. تعبان ..
عبدالله : السموحه يا بو احمد .. اصريت عليك وانا عارف انك تعبان
لكن انت عارف مثل ما انا عارف ليش اصريت عليك تجي تتعشى عندنا ..
تنهد سعود وصب اهتمامه في زخرفه فنجان الشاي ..
بينما اكمل عبدالله ..
: انا عارف كل شيء .. هي قالت لي .. ولو تدري عن حالتها ..
رفع رأسه سريعآ وكأن قلبه ارهفه بذكر مجنونته تلك ... وعن حالها الذي لن يسره ابدا مهما ظنت فيه .

اردف عبدالله : هي ماقالت لي .. لكن انا سمعت اخر كلامك لها على الجوال ..
ضحك واكمل : من ناحيه انها غبيه فهي غبيه .. و اكبر دليل انها تحسبك طلقتها
وعايشه جو ..

عدل سعود جلسته وقال بإهتمام : وليش مابلغتها عن الحقيقه ؟
عبدالله بصراحه : افهمني يا سعود .. انا عارف ان الرجال منا مايبي واحده بعقليه اختي
عنيده و ماتسمع الا كلامها ..كان لازم احسسها بالندم وثانيا .. انا ابي افهم منك قبل كل شيء ..

سعود بحزم : مو قبل ما اشوفها واتكلم معها .. وقدامك ..
عبدالله : ابشر .. وهذا اللي ابيه انا علشان ارتاح ... ثواني وتكون عندك ...



كانت تقف في الخارج وترتجف من هول ماسمعته ..
اصطدم اخيها بها .. فتجمد الدم في عروقها .. وانهالت عليه بنظرات ناريه غاضبه ..
عبدالله بإبتسامه متوتره ..
: اختصرتي علي الطريق .. اظن انك سمعتي كل شيء ..
نجمه بدون تصديق ..
: عبدالله .. انت تتكلم جد .. قاعد تلعب بأعصابي انت والاخ اللي معك ..
عبدالله بهدوء .. اقترب منها وسحبها ناحيه مكان ابعد عن المجلس ..
: انتي اكتشفتي انك غلطانه .. وندمانه.. و انا قصدت احط النقط على الحروف
وانتهي من غرورك.. واكشف اخطاءك كلها ..
ضمت اكتافها وقالت ..
: ومن انتم علشان تحاسبوني على اخطائي ... ؟
عبدالله بإنزعاج من اسلوبها ..
: اولا قصري صوتك ؟ وثانيا .. سعود ما قال شيء .. ولايعرف انك فهمت خطأ من الاساس ؟
نجمه : طيب .. قوله اني فهمتها بالطريقه اللي ابي ... يعني بالاختصار انتهينا ؟
مسكها عبدالله وقال بعصبيه ..
: نجمه لا تطلعين جني فيك ... وينها اللي البارحه ذبحت نفسها من البكاء ... ؟

نجمه برجفه حقيقه . ..حاولت التخلص من قبضته المؤلمه ..
لم تكن تتوقع انها كل ذلك مجرد خدعه .. الصقوها بها
حينها انسلخت من كل قوتها .. وعرت نفسها من كبرياءها امامهم ..
كانت ضعيفه و مهشمه ..
وهم كانوا يختالون على جرحها بإبتسامات سخريه وهي تتقلب على نار من الونات والعذاب ..
ولاحياة لمن تنادي ..

اجابته بغرور تنامي في ثواني قليله ..
: مالك علاقه في حياتي قول لصاحبك ينهي المسأله اللي جاء علشانها .. اذا كان يعتقد ان المسأله
عندي خدعه فهذا اللي يتمناه ..

لم يجبها الا اطلاله ناريه غاضبه من عبدالله ..
و يد ارتفعت لتهوي على خدها بصفعه قويه ...

اغمضت عينيها لاستقبالها .. لكن طال انتظارها ..
وعندما باعدت اجفانها .. كان يقف بينهما ... يمسك بيد عبدالله و يشد عليها
بصوت حازم لايكاد يخلو من الانزعاج ..
: افا ياعبدالله .. تبي تضرب زوجتي وانا في بيتك .. على الاقل يااخي حشم وجودي ...
تراجعت للخلف واحنت رأسها ..
بينما اردف : اللي تبيه حاضر وعلى العين والراس .. مافي شيء يجي غصب ..

طالع نجمه التي غضت الطرف و انحجبت عنه وألصقت ناظريها بالارض ..
وقال بهدوء : انا مانطقتها يا نجمه لاني كنت متمسك فيك ولاهنتي علي .. ماكان ودي انهي كل شيء في لحظه انفعال ..
تقولي انك انجرحت من خدعه مالي يد فيها والله يشهد .. لكن اذا جيت على كرامتي
يابنت الناس .. تراني ماارخصها واعز ماعلي اموت ولا اخذ واحده ماتبيني .. وتنتظر اللحظه اللي تفتك مني ..

ناظر عبدالله الغاضب .. .. وقال بهدوء ..
: عبدالله .. امانه وعهد ابيك تصونه اودعتها عندك مايحفظها الا الرجال مثلك وشرواك .. ماتمسها ولا تقرب منها
واعتبر كل اللي سمعته ماصار ولاكان .. انا الرجال اشيل عيبي وامشي .. ولايهزني
القيل والقال ... اللي مايبيني مابيه .. والحر ما تهزه رجفه قلبه .. وكلام النسوان ..

رجع ورمى نظره غريبه .. ساحقه .. و مودعه ..
قال بنبره هادئه وعيناه تجول في ملامحها المبهمه ..

: نجمه ..

رفعت نظرها إليه .. لم يتأثر باالاعين الدامعه
ولا بغيمه الحزن التي استظلت على رأسها ..
لم تكن نادمه.. ولم تحسن ان تتصنع دموع الالم .
كبرياءها صوره لاتستطيع مسحها من على جبينها .. لن تتنازل عنها بواقع او حلم ..
وهو كبرياءه ممرغ تحت قدميها ..تطآه ولاتحاسب عليه ..
تنازل وهو الرجل عنه .. وتركه جانبا في حياته كان يريدها وينشدها ..بطيبه قلبه و رهافه احساسه ..
واستدرك في اللحظات الاخيره .. ان الحب ملئ بالالغاز .. ومحفوف بالمخاطر ..
لم يمزج شيئا مما ذكر فيه .. و مضى في طريقه بدون عناء التفكير في تلك المزعجات ..

لكنها اعطته درسآ هاما من دروس الحياة التي لم يتلقها في صفوف الدراسه ..
بأن الحب بحيره جافه .. يستطيع ان يغرق فيها امهر السباحون ..


سحب نفسآ عميقا و ابتسم.. بعذاب وندم طويل ..
: نجمه .. الله يستر عليك دنيا واخره .. انتي !!!! طالق ..


وانتهى الانتظار واختصرت المسافه لنهايه المشوار ..
ويا ثواني متباطئه ..و دقائق مهروله سريعه
عودي الى بدايه الطريق .. واسلكي الاخر
لم نكن نريد النهايه ان تكون بهذه اوتلك ..

وياللبشر عندما تطول عقولهم حسابات اخرى ..
ويتهالكون على امجاد انفسهم ولا حياة لهم ..
يريدون ان يتألقوا كالنجوم في سماء الكون ..
لكن يا للمفاجآه ..
لاحياة لها هناك ..
ولا ضياء لها بين الانجم الكبار ..
والنجم .. كوكب معتم ياخذ ضياءه من انعكاس اشعه الشمس عليه في فضاء خارجي فسيح ..
والشمس حياة .. عطاء و تضحيه و ازدهار متكامل ..
ولااعلم .. ولاهم يعلمون .. ان النهايه وشيكه واقرب ما يمكن ان تكون ...



****************************



انتهت من قراءه جزءها اليومي .. والذي فاتها لعده ايام ..
اسندت نفسها على السرير .. و اتجهت نظراتها ناحيه الباب ..
تترقب بصمت بمفردها ..
الجميع كانوا معها .. .. سعدت بتواجدهم معها ..
وبالاخص والدتها التي تركتها قبل ساعه من الان ..
تأففت لطول الانتظار .. واسترخت على سريرها ..
بعدما تشاغلت بجوالها ..
وفجأه تلقت اتصال جعلها تجفل .. وتبتسم بعدها ..
حاولت ان تكون طبيعيه وهي ترد ..
: السلام عليكم ..
ليلى :وعليكم السلام .. هلا والله بطويل العمر ..
سعود : هلافيك .. اخبارك يالغاليه ؟
ليلى بإبتسامه : مشتاقه لك .. بالحيل انت واهلي .. كيفكم جميع ؟
اجاب متنهدآ : كلنا بخير والحمدلله ...
تغيرت ملامحها على نبره صوته المشكوك فيها ..
وسألت بخوف : خير يا سعود .. وشفيه صوتك ؟
لحظه صمت تبعته رد متلعثم لم تعهده من سعود ..
: ليلى بقولك شيء .. لكن اوعديني ماتزعلين وتفهمين قراري .. لاني ابي مساندتك
ووقفتك جنبي ؟
ليلى بخوف : سعود والله خوفتني .. خير قول بسرعه ..
تأفف .. وقال بإنزعاج ..
: انا اتصلت عليك علشان تسمعي مني ولاتسمعي من غيري بدون زياده او نقصان
ومابي اسبب لك الخوف او الضيق ..
تنهدت .. وقالت بهدوء صعب .. : طيب ..خلاص اتفقنا قول ايش عندك .. ؟
سعود بهدوء : طلقت نجمه ..
جفلت و ارتعشت يدها وقالت بدون تصديق : ايش قلت ؟
اعاد عليها بحزم : انا طلقت نجمه والامر حاسم مافيه رجعه ..
بالكاد استوعبت .. عدلت جلستها وارتفع صوتها بإستهجان لما سمعته
: سعود .. انت تتكلم من عقلك .. ؟ ليش طلقتها ؟ ايش اللي صار بينكم ؟
معقوله يا سعود ..بعد كل هذا الوقت تنهي كل شيء بسهوله ..

ارتفع صوته بقهر ..
: ليلى .. لا تتكلمين عن شيء ماتفهمينه .. ولاتعرفين فيه شيء .. صديقتك هذي
ما تتواطن .. مااقدر ابني حياتي معها ..

ليلى : ومن البدايه .. تخلص على حياتها .. انت وين عقلك ؟ وين سعود العاقل الفاهم ؟

صرخ فيها لاول مره ..
: كل شي ء تتوقعونه مني .. العقل والتفهم والهدوء و الصبر .. انا انسان مثلي مثلكم ..
عندي احساس ومشاعر ..وقبل كل شيء عندي كرامه .. نجمه ماتبيني ياليلى ..
البنت ما هي طايقتني .. كيف تبيني مااقولها وهي اهانتني برفضها لي ..

ارتجف الجوال في يدها وغصت بدموع كثيره .. لم تستطع ان تحجبها ..
او حتى تمنعها ..
اجتاحتها كطوفان غاضب ..

اعقب سعود بخيبه ..
: الله يخليك ياليلى لاتزيدينها علي .. انت اول واحده تعرف بالخبر .. اذا صعبتها علي
ايش اقول عن الباقين ..

همست ببكاء وهي بالكاد تنطق..
: الله يسامحك ياسعود .. الله يسامحك .

اغلقت جوالها ورمته جانبآ .. واخفت وجهها في راحه يديها
تبكي بحرى عن ماحدث ..
لم تتوقع هذا ولم تضعه من ضمن الظنون و ما يمكن ان يحدث ..
لم يكن حرصها على نجمه اكثر من حرصها على اخيها ..
يالقلبك التعيس يااخي ..
ويا لعنادك اللعين يانجمه ..
لقد فتقتم قلبي بأحزانكم وجعلتموني ظنينه الحال وانا في اسوأ احوالي ..

اهكذا ينتهي كل شيء ..
اهكذا هو المآل .. ااي دمار شامل استهويتموه لحياتكم ..
تظنون انكم تفعلون الصواب وانتم في الدرك الاسفل من الاخطاء الكثيره ..



هذا هو حالها ..
اما عن حاله سعود .. فلامتعوس غيره على وجه الارض ..
يبكي بصمت ..
يحتاج لحضن كبيره ليحتوي احزانه العظيمه ..
للتو اطلق رصاصه الرحمه لتخترق قلبه قبل ان يخترق الهواء بينه وبينها ..
ويكاد يجزم انه ينزف .. ينزف .. ينزف حتى الهلاك ..

تهالك على عتبه الباب .. ولا قوه اخرى ستدخله غير رغبه في انهاء الامور كلها .
والانتهاء منها .. لانه الرجل يجب عليه ذلك
لانه الرجل يجب عليه ان ينهي المسأله العالقه و يواجه الجميع بقلب قوي وقناعه كبيره
واقنعه كثيره ...
لانه الرجل يجب عليه ان يفعل
ان لايبكي .. او يرتجف .. او يرتعش احساسآ او حتى انفعالآ

وياللجبال الصامدات .. اجعليني منك هذه الليله ..
احضنيني في صلابه صخرك و عنفوانك المريد ..
واخفيني بين ثناياك ايتها العتيده ..

ابتسم ابتسامه صغيره .. و زادت واتسعت رويدآ ..رويدآ ..
حتى تحولت لضحكه هوجاء .. همجيه
يخمد فيها صرخات الالم بداخله ..

يجُوزَ آضحُكَ .؟
وآنـآ كليُ بقآيآ منُ آلمَ محفَوورُ ..


قُنآعَ ألبسُه ,
حتُىَ مآ أزعُلَ نآسُ تغُليَنيّ ,!


مسح دمع نضحت من عينيه لضحك خدر احساسه وتعالى على مداركه وعقلانيه اصابها الكسل ..
واقتنع بصدق .. ان " شر البليه مايضحك "
ومضى في طريقه .. عازم النيه على الخلاص ..


***********************


وصل للمستشفى بعدما قضى وقته مع ناصر ..
تنهد بحيره .. بعدما بلغه ناصر بالتطور الحاصل معاه ..
قرر تأجيل موعد زواجه لشهرين اضافيين ..
احاطه جو من الشكوك والاستغراب ..
والاخص تكتمه حول الاسباب ..
عجز في فهمه و ادراك مايخفيه ..

مطلق : ناصر .. طيب فهمني ليش تبي تأجله ؟
ناصر بهدوء غريب ..
: حسيت اني مستعجل .. في امور كثيره مافكرت فيها ..
راقبه مطلق بصمت ثم اقترب منها وسأله ..
: وتوك اكتشفت انك مستعجل .؟ ناصر لايكون فيه سبب ثاني ..
ناصر بإبتسامه متوتره ..
: يارجال مافيه الا االعافيه .. عندي امور كثيره ما فكرت فيها الا مؤخرا
البيت والاثاث .. والسياره والمهر ... وامور ثانيه ..
مطلق بإبتسامه صادقه ..
: افا ياناصر .. تقول كذا وانا موجود .. يااخي يد بيد انا وياك ..
ناصر : ماتقصر يا مطلق .. لكن هذي حياتي ولازم اتحمل مسؤليه نفسي ..
ابتسم واكمل : اساسا انا حاطك للمهام الصعبه .. فلاتستعجل ..

ابتسم مطلق .. لكن مازال الشك يساوره في تغيير سريع لقراره
وهو بالامس يكاد يرقص فرحآ للموعد الذي ابتهل في استعجاله ..
لكن قنط بسهوله لامر صاحبه وقنع اذا كان شيء هو يريده ..


مشى بهدوء ناحيه حجرتها .. لايريد المبيت لديها هذه الليله
سيطمأن عليها ويغادر لان من بعد الاحتكاك الذي اثارته في وجهه
سيتجنب البقاء معها طويلا..
فتح الباب بسرعه عندما سمع صوت بكاءها . ..
دخل و بنظره سريعه تبادلها معها .. وبجانبها الممرضه تحاول تهدأتها ..
اقترب بخوف وسأل : خير ايش صاير ؟
مازالت تبكي وهو مازال خائفآ من افكار سوداء تبتسم في وجهه بخبث ..
هزت الممرضه رأسها بنفي بعدم علمها .. وخرجت ..
مطلق قرب منها وسأل بذعر لحالها ..
: ليلى .. ردي علي ؟
اجابته بين شهقاتها ..
: سعود ..
مسك يديها وابعدهما عن وجهها .. ليفاجئ في تعابيره المؤثره وعينيها المتورمه .
: وشفيه سعود ؟
تهدج صوتها .. و رمت برأسها في حضنه الفسيح ..
أغمض عينيه برأفه على حاله الذي يكون منها قريب ولايستطيع ان يعبر عن مشاعره بدون حدود ..
سأل مجددا .. ويده تمسح وجهها المبلل ..
: ليلى .. خبريني .. ايش اللي مزعلك ؟
رفعت رأسها بحده وقالت .. بصوت مبحوح ..
: انتم ؟
رفع حاجب استنكار واكتفى بالانتظار ..
بينما اكملت بإنزعاج: ليش اذا مااعجبكم الوضع .. تنهون على كل شي بدون اهتمام بمشاعرنا
ونحن لو نموت مانقدر نسوي شيء ..

هز رأسه بتمهل وكأنه متقبل كلامها ..
فأكملت بنفس الوتيره ..
: كل اللي يهمكم ... كرامتكم وكأنه ماعندنا اي كرامه ..
اذا سكتنا وتقبلنا الحياة معكم مو معناها انه ماعندنا كرامه ..

قاطعها بسؤال بارد : ليش صابرين اذا ماتعجبكم تصرفاتنا ؟
وبنظره مفترسه وجهتها له ..
: انت اخر واحد تسأل ؟

ابتسم و احنى رأسه .. وسأل بعدها : طيب .. مابتقولين وشفيك ؟
دمعت عيناها مجددا ..
وقالت بهدوء مستجيبه لهدوءه معها ..
: سعود .. طلق نجمه ..
رفع رأسه مباشره وشفق على حالها .. قدر وضعها وفهم صعوبه ماتعانيه
اخوها و صديقتها ..
سأل : مين قال لك ؟
ناظرت ناحيه الجوال وقالت .. بعتب : سعود .. هو اللي كلمني ..
اقتربت منه وقالت برجاء ..
: مطلق .. الله يخليك ودي اروح لاهلي ..
رفع حاجب وقال : ليش تروحين ؟ بتحلين المشكله ؟
ليلى بأمل : يمكن .. يمكن اقدر .. حتى لو ما قدرت لازم افهم يامطلق ..
مطلق بإختصار : بتتعبين يا ليلى ..
ليلى بهدوء : مطلق .. انا بين نارين .. اخوي محتاج لي يامطلق ..
مسكت يده : ماودي اجلس هنا زياده .. كفايه .. ارجوك لاول مره اطلب منك طلب ..
اذا جلست هنا دقيقه ما راح ارتاح ..

تنهد وغطى عيونه بيد واحده ..ضغط عليها
فأردفت : انا اعرف اني تعبتك معي .. لكن علشان خاطري يامطلق لاتردني ..

ناظرها مباشره .. وابتسم ..
وقال بعدما هز رأسه موافق .. : امري لله .. بتقولين علشان خاطرك.. ؟ ماتعرفيـــ .....
توقف عن بوح مشاعره و انتهى ...
واكمل ...:
لكن اوعديني انك تهتمين بنفسك ..

ابتسمت على الفور .. و رمت بنفسها في حضنه متجاهله كل شيء ..
ابتسم براحه رغم المد والجزر الذي تعاقب في يومه الطويل ..
ورغم الضغط الذي يعانيه .. و الالم الذي تصاعد لديه
لكنه رغم كل شيء يرتاح لراحتها و لهدوءها ..

مسح على شعرها وتساؤل بصوت هادئ .
: ماقلتي لي ياليلى .. ليش صابرين علينا مدام ما تعجبكم تصرفاتنا ؟


انتظر جوابها .. لكنه طال . .. وطال
فلم يستعجل .. ولم يتدارك الوقت الذي يمر مهرولا معها ..
لن تقول له الان .. ولن تعترف .. ولن تعيد ماقالته في الماضي ..

همس بإسمها .. ولم تجبه .. سوى انفاسها الثقال ..
ادرك ان النوم قد تمكن منها .. بعدما ثقل رأسها على كتفه ..
احتضنها بعنايه ..

ابتسم .. وهمس بحذر : ليلى .....احبك ..


و زادت ابتسامته .. وكأنه راضي عن اعترافه الغير مباح
مستغل كل الفرص لشعور بالراحه في غير موقعها ..

أغمض عينيه هو الاخر .. وكأنه النوم قد تسلل إليه غير شاعرا بالذنب
لافي الوضعيه الصعبه .. و لا في الحاله الاستثنائيه ..
لاتهمه القوانين النصيه او المسموح و الممنوع .. الاهم ماهو المرغوب ..

غير مستشعر المكان الخطأ والزمان الخطآ ... فالمهم لديه .. هو الشخص الصواب ..



***********************



فتاتان على نفس الطريق ...
كل منها ترسم عليه خطوطآ .. استدلاليه .. احداهما وضعت نقطه لنهايته ..
والاخرى .. وضعت فاصله لتستكمل الطريق بكل ظروفه..

تتشابهان في امور كثيره .. و تختلفان في الوضعيه ممكن ..
احداهما للتو انهت مسأله شائكه .. قد علقتها في مذبحه تنتظر دورها وانتهى بالفعل ..
جربت فيها كل شيء لديها .. إلا ماليس لديها ويرغبه الاخرون بشده ..
لكنه للاسف ليس لديها ..
حاولت التأقلم ..
جربت الاعتراف ..
قاومت المشاعر واهلكتها هي ..
كل شيء كان ممكن لديها .. متاح .. سهل .. يسير مقتدر ..
لكنها متمرده ..ابيه .. صعبه ..
سعت لكل شيء .. كل شيء للخلاص ..
توقعت ان صعود الجبل مثل نزوله ..
توقعت انها ستبتسم بإنتصار اذا انتهت من مغامرتها الشيقه ..
لكن لاشيء من كل هذا حدث لها ..
فالحزن باب طرقته بشده حتى كسرته .. ودخلته بإرادتها .
والالم .. لعبه خطيره استهوت اللعب بها رغم خطورتها ..
والفراق .. مالم تتوقعه .. هشم فيها كل قوه وجلاده اعتقدت انها باقيه ابيه فيها ...
والمشاعر كان لابد ان تعترف قبل ان تقطع عرق الحياة في معصمها ..
لقد احبته .. احبته .. احبته ..

احبته رجل اعترف بها امرأه وقدرها على الرغم من البدايه المتعثره ..
احبته بصمت .. بغموض ... بكبرياء ممزوج بغلظه ...

بكت بعدما ابرحها اخيها ضربآ .. ولم يبالي بالعهد النبيل الذي ااتمنه سعود عليه ..
تهالكت على فراشها .. مريضه .. قريحه الالم .. متباعده كل البعد عن نجمه التي تعرفها ..

وابتسمت بشفقه على حالها .. تهدأ نفسها بأن قري ..
اهدأي ... ولو شئتي موتي يا أنا...

فلا شيء سيعود .. لاشيء ..





اما الاخرى .. للتو انتهت من رمي مجله تمتلأ بصور لفساتين اعراس مميزه ..
كانت قد فتحتها وهي تبتسم .. لكن اغلقتها بعدما صافح الدمع جمال صفحاتها ..

ناصر .. مابدل حالك ؟
وما غير قلبك علي ؟

لقد اصبح الامر جلل .. وصعب الفهم والاعتراف ..

لقد تغير في يوم وليله ..
لم يعد ذلك الرومنسي الذي يمطرها بوابل من المشاعر الشفافه الواضحه ..
لم يعد ذلك الرجل الذي احببته ..

هناك طارق جديد في حياته ابدلها كلها ..
لم يعد يتصل ولم يعطني تصريحآ للبعد او حتى التأجيل الذي ادركني به هذه الليله ..

قطع خيطآ خفيآ كان بينهما .. و استتر بمفرده ..
حاولت ان تقدر لكن الشكوك بدأت تساورها من كل اتجاه ..
وهي التي قطعت نفسها .. بأن ناصر هو اليقين الذي تقطع به كل شك يساورها ..

تنهدت وهي ترمي رأسها على المخده وتبكي بصمت ..
على مسامع اختها التي لم تجد كلمه تهدأ بها مايعتري قلبها الحزين ..


تأمل بأن غدأ يحمل لها عنوانآ اخر ..
عنوانا جميل .. يسعد قلبها ..
فالصراحه يجب ان تعترف .. ان وداد وناصر هما امل وتفاؤل يجعلها ترى الحياة مشرقه
من زوايه تخص هذان الاثنان ..




لاتقطعوا الوعود .. او تتنازلوا عن الصعب المستحيل ..
فاالمدارك سهله والغايات في قبضه اليد يسيره ..
الحلم واعد لبعضهم ..
كل منهم يسير في طريقه معترف بخطأه وصوابه .. مجازف بكل مالديه ..

تغيرت وجوه ابطالنا .. وفتحت صفحات جديده في حياتهم
وماهو متوقع اصبح نادر ومستحيل ..
والعكس في اهبه الاستعداد .. منطلق غير ابه بالرحيل ..

ناثرين اقدارهم على سحابه صيفيه .. يعقدون فيهاا الامل بأن ستمر .. ولابد ان تمر ..




مرة ،
كان حبك ،
وكان حبك شراع مركب الفرح العتيق
ورحيلاً من نهر الظلمات والدم
الى جزر الدهشة وصحو مطر النجوم .
مرة ،
حبك كان عبارة “ممنوع المرور” في وجه قاطرة الحزن ،
حبك
رغيفي في قحط التكرار والسأم …


كان حبنا وعلاً جميلاً ، كالحرية ،
راكضاً كسهم افريقي ملون ،
لكنه حين دخل غابة الشكوك والنزق
علق قرناه في أغصان الحزن الكثيفة .
ورغم كل المرارة التي ما يزال طعمها في فمي
كالدم إثر لكمة متفجرة ،
كانت هنالك لحظات في حبنا ،
لحظات مضيئة عانقنا فيها الطفولة ،
والفرح . الفرح . الفرح .

بعضآ مما اعجبني .... لـ غاده السمان


كونوا بخير .. حتى موعدنا

كبرياء الج ـــرح

كبرياء الج ــرح 04-05-11 10:44 PM




السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ..

سوري ياجماعه تأخرت في انزال البارت كانت عندي ظروف معقده مع الاتصال ..
وعندي مطالبه من بعض المتابعين الكرام عن عدم سؤالي عن متى تنتهي الروايه ..
فذلك يسبب لي التشويش والضغط .. ارجو ان تفهموني ..
وايضآ لا استطيع ان احصر كم المتبقي ... لان بمجرد الكتابه تظهر لي افكار جديده
فبذلك كلما اريد ان انهي افتح خطآ جديدا للمتابعه ..

ارجو ان تتقبلوا كلامي بصدر رحب ... فذلك من اجل الجميع
تفضلوا البارت .. مع حبي








البارت الرابع والاربعون ..






الشجن والذكريات القصيره ... تعذيب مرير ..
اسخف الاوقات من قبل .. والتي لم نلتفت لها .. تصبح دقيقه .. نسرح في كل زواياها بدون تذمر
و إن حان وقت للحصاد ..


استمر الصمت بين الاثنين .. بعض كليمات قد قطعت الصمت لفتره قصيره وعادت مره اخرى
لاجئه الى افواههم ..
هي في عالمها المنفرد حيث تحل القضايا وتفك العقد .. وتنشغل في ماليس لها ..
وتهلك على هموم غيرها ..

وهو في حاله اخرى .. منفيآ تمامآ عن عقلها وافكارها .. يحادث نفسه بأن تحمل ..
هو في عالم محسوب عليها بأن تفكر وتعطي نتائج ايجايبه ...
ليست ملامه ..فالملام هو الوضع التي اصبحنا تحت سيطرته ..
فهي ممن يصنفنون بأن يحترقون حتى الرماد لكي يضيئون لغيرهم ..

تنهد بعدما طال انتظاره وصمته .. لم يشعر بالراحه حتى وهي قربه وفي منزله .
سألت بدون اهتمام لتلك التنهيده ..
: متى نروح لاهلي ؟
اجابها ببرود : اشوف متى اكون فاضي ..
جمدت ملامحها و بإلحاح ..
: مطلق .. انت وعدتني ؟

اجاب بسيطره وهو يسحب بيجامته من الخزانه ..
: وعدتك .. اوكي .. لكن خليني انام وارتاح .. مانمت ثلاث ساعات على بعضها ..
تبيني امشي فيك و انا تعبان .. بكره يصير خير .

أبدت تذمرها من صفقتها لباب الحمام .. رمى بنظره غاضبه على الجماد ..
زفر بقهر من تصرفاتها الطفوليه .. وبالاخص حنق عليها وعلى اخيها الغبي وزوجته ..

انتظر حتى خروجها .. .. فهب سائلآ إياها ..
: انتي ليش زعلانه ؟ من وقت اخذتك من المستشفى وانتي ماده بوزك شبرين ؟

فتحت عيونها بصدمه من كلامه .. وتخصرت قدامه ..
: انا اللي ماد بوزي شبرين .. ولا انت اللي ما تتكلم ولاتنطق بحرف ؟ واذا تكلمت ماتقول شيء يريح ؟
فتح ذراعيه بقله حيله ..
: ايش تبيني اقول ؟ يعني اعطيني خياراتك علشان ارضيك يامدام ..
تأففت : لاتقول شيء .. ولا تنتظر مني شيء ..

ضاقت عيونه .. واقترب خطوه بينما هي تترقب بتحدي ..
وقال : مالاحظتي اني اعطيتك فرصه انك تطلعين عصبيتك علي ... وتمحين وجودي عندك ؟

ارتخت اكتافها .. وردت عليه بهدوء ملامحها رغم الارتجافه التي حلت بها من نظره عينيه الصارمه ..
فأردف ببرود رغم حرق اعصابه من تجاهله لها ..
: انا عارف انك مشغوله علشان اخوك .. ومهتمه في امره اكثر من اهتمامك فيني كزوج ..
لكن لاتمزجين حياتك مع حياته .. فأنا انسان ماعندي صبر ..

اجابته بتمهل : المفروض تقدر وضعي وتساعدني .. ؟

ابتسم في وجهها مجيبآ بإقتناع ..
: انا معك .. لكن لاتحمليني فوق طاقتي .. المفروض انتي كمان تقدرين وضعي ؟

اقتربت منه متوسله : مطلق .. هذا اخوي ..

هدر بصوت غاضب : وانا زوجك ..

تراجعت مرتجفه من صدى صوته المخيف ... فتراجع بدوره متدارك وضعها ورهافه احساسها ..

مر بجانبها مكمل بمثل الهدوء الغريب وابتسامه مريره صعبت عليها لتفهمها ..
: لو لمجرد التظاهر ياليلى .. لا تقللي من احترامي وتعتبرين مالي وجود ..

كانت ستجيب .. لكن صفقه الباب في وجهها كان الرد الماثل امامها بعدم النقاش ..
تأففت و عيينها تدور في المكان لشيء تألفه ..
لقد غرقت في مشكله اخيها حتى اذنيها ..لاتنكر ذلك ..
لكن ماذنبها .. لم يخيرها بينه وبين غيره ..
فـ ذاك ..اخي وانت زوجي .. مالمفروض عمله لكي ارضيك ..


انتظرته .. طويلآ حتى باتت تشك انه لن يخرج من الحمام ابدا ..
تنهدت بيأس .. وتشاغلت بجهازها .. متردده في الاتصال ..
تعرف ان الحال من انقلاب في انقلاب ..
غامرت في الاتصال بنجمه .... لكن جهازها مغلق ..
عضت اصابعها بخوف .. واعادت الاتصال لكن بأخيها هذه المره ..
ونفس الحال.. يرن لكن مامن مجيب ..
قذفت بالجوال قربها .. وغطت وجهها بيديها متنهده بعذاب ..
لم تستطع ان تمنع نفسها بأن تشغل بالها وتشعر بالقلق ..
منتظره بصيص من الامل ان العاصفه قد مرت بهم هناك دون خسائر ..



*********************



استقام تحت هدير من المياه الدافئه ...
مايريده هو استرخاء اعصابه المشدوده التي لم تعرف الارتخاء منذ ايام طويله ..
اصبح كالوتر المشدود .. يصدر رنينآ هائلآ .. قابل للانقطاع في اي لحظه ..
لم تكلف نفسها عناء الاهتمام بي اوان تدير رأسها وتلتفت إلي كما يجب ..
مضت علي ايام لم اعرف فيها طعم الراحه ..
أشعر بأنها كخناجر في قلبي .. و دموعها جمر تتقلب عليه روحي من اجلها ..

مشغوله بأخيها وبمصابه الجلل .. وانا أتلوى من العذاب بقربها ولم تحن منها إلتفاته حتى...
وكل هذا تريد مني ان اقدر موقفها وحزنها و انشغالها الفكري بتلك وذاك ..

قدرت واحتملت وتحاملت على نفسي المتطلبه ... وكل هذا وكفى
وكفى .. وكفى .. وكفى .....


ضرب قبضته على الجدار بقهر على نفسه التي لم تتوانى مستغله كل الفرص في تعذيبه ..
وتلك المتغنجه على جراحي .. اصبحت نقطه ضعفي التي اعذب بها نفسي ..
يا للحب الاحمق الذي جعلني متخاذلا .. متهاونآ في حق نفسي ..
كالدميه اصبحت خلفها .. منقاد في خطواته يسير حثيثآ ...
تضعفني كل ملامحها .. و دموعها جنود تجبرني على الخضوع والاستسلام قبل بدايه المعركه ..

نفض الماء على شعره .. و تأمل نفسه في المرآه ..
يبدو ضائعآ ... لايعرف الانا التي تسكنه ..
متغربآ في دنيا يراها بكل مافيها غريبه .. غريبه لانه معتاد على روتين قديم سيرته بكل مافيه ..
والادهى والامر هي المشاعر الجديده التي جازف في تجربتها و التي اسرته غريبآ ..


************************



صباح يوم ثقيل .. صعب في ملامحهم .. الهموم تطل من اعينهم ..
و الراحه غادرت المقل .. ولم تترك سوى التناهيد ونيس لصمتهم ..
تطلع من الواحد تلو الاخر كالعدوى ..

إلا كبيرهم .. يحدق في الجماد ..يفتت مفردات السكون ..
لاترف جفناه .. ولايحرك ساكنآ ..
منزعجآ لحد القهر .. و مجبورآ على الصمت في حاله منكره لديه كل الانكار .. ..
قيد حفيده يديه ولسانه .. واجبره على الخضوع في ما ليس له يد فيه ..
تهاوت جبروته عند اهواءهم غير مدركين اهميه الحياة التي بين ايديهم ..
وذهب وتركهم .. ذهب وكأنه قال وداعآ و مع السلامه .. ولم ينطق بما ابغض حلاله لديه ..

ويأتي ويخبره بكل فداحه بأنه طلقها ..
ألا يعرفون ما الصواب من الخطأ ...

تشهدت رفيقته بذكر حق قوله في كل وقت و مكان وكأنها تذكره بأن عود الى عالمنا ولا تغوص في الهموم ..
مسح لحيته و كرر خلفها .. : حق دائم لا إله الا الله .. محمد رسول الله ..
الجده : عين ماصلت على النبي .. كان يازينهم مع بعض ..
علق الجد : لا والله ماهي عين .. إلا ولدك ماهو رجال .. يوم انه مامسك لسانه عن القول الشين ..

تدخلت سلوى : جدي الله يخليك لاتكبر السالفه ..
قاطعتها والدتها : سلوى مالك علاقه في كلام الكبار ؟
سلوى بحنق : وشو كلام الكبار .. شايفتني بزر .. سعود اخوي ..
ناظرت جدها وقالت بحنان ..
: الله يخليك يايبه .. تفاهم معه بهدوء وافهم منه .. كفايه انه خرج معصب ..
همس الجد بخيبه : سود وجهي قدام الناس .. ويش تبيني افهم منه بعد اللي صار ..
نطقت فاطمه : السموحه ياعمي .. لكن مافهمت اللي صار مع بنت سالم ..
ناظرت سلوى امها بإستغراب وكأنها لاول مره تسمع منها كلام مفيد ..

بينما كملت امها بهدوء مريب ..
: لزوم تفهم من البنت و من سعود ... يمكن اللي صار بينهم بالتراضي ..
قاطعها الجد بحده ..
: كيف بالتراضي ؟ هي لعبه ولا مزحه يوم انهم تزوجوا قدام خلق الله ...
بياخذني على قد عقلي ولد احمد ... صدق من قال اللي خلف ما مات ..

تهدج صوت العجوز التي صمتت في حوارهم الغير مفيد ولكن حين
ذكروا حبيبها الصغير .. اعلنتها بتأثر
: ترحموا عليه وادعوا له احمد ولد قلبي لاتجيبوا سيرته بالشين ... وسعود ماسود وجهك ..
يقدر يرجع نجمه مير انت لا تثقل عليه بحكيك اللي ماله لزوم ..
.
الجد : ماكبر راسه الا حكي النسوان و دلعك له .. ترينه مانفع احمد يوم انه هج وترك الديره .

سلوى بإغتضان دامع وهي ترقب ملامح جدتها التي اعتصرت فؤادها ..
وهروب امها من مجلس مشحون بكل مافيه ..
: جدي الله يهديك .. تعوذ من الشيطان.

بنظره اخيره وزعها بين سلوى وبين رفيقته التي غطت وجهها بطرف من ثوبها الاسود
وقد خدشها بذكرى الماضي القديم ..
ماضي مازال يسري في عقولهم بمراره الامس وحنين الفقد ..
ماضي لم ينسى خيباته التي عاشها فيه ..
اهلكه الولد وبعده التلد .. و استصغره الجميع .. بعدما صغره ولده من قبل واكمل عليه الحفيد ..

تنهد منزعجآ من ذكره البغيض .. فهب واقفآ مستعيذا من شيطان مارد ..
وخرج متجهآ الى شيخ كبير في سنه ذو حكمه وعلم فقيه ..
في فكره لن يترك غبيان يلطخان حياتها بحماقه لم يفكروا فيها مسبقآ ...
وما انكسر سيجبر على الاصلاح ..


*****************************



يالصباحها الذي مر عليها في غرفه مظلمه ..
تبكي وتنتحب .. و تأن بصمت اثر ضرب مبرح نالته من اخيها ..
وندم يبنض في قلبها المذبوح ..
لم تكن تعلم بأن القوه التي انتابتها .. هي خدعه طالتها وطالت غيرها ..
اندمجت في مؤثرات خدعه لم تكن من صناعه بل حبكه دراميه كانت من اخراج اخيها ..
لكن لمن كان الكبرياء .. ؟ او ليس لها ..
بل لم كان في ذلك الوقت ..
ألم تشعر بالسعاده .. حين قدم اليهم .. ألم تظن انه عاد من اجل استعادتها ..
لم اعادت بعثره امورها بنفسها ..

فتحت عليها والدتها الباب وملامحها تنبؤ عن سوء حالها ..
:تبين تجلسين طول النهار في غرفتك وتتركين علي كل شيء .. اللي تبينه صار ليش تتحسفين عليه الحين ؟

تنهدت بخيبه واكملت بحرى : احمد الله ان ابوك مو حي .. لكنتي ذبحتيه من القهر ..


وخرجت .. لتعود تلك وتمسح دموعها وتدعي بأنها ستنسى .. وستمر عليها الايام تواليآ ..
و ستنسيها كل الهموم ..
ليست الاولى التي تتعرض لمثل هذه المواقف .. فالكل ينسى وهي اولهم ..
ستتابع حياتها و كأن شيء لم يكن ..
او لعله يكون تجربه سـتأخذ مفادها ..
تنهدت بيأس .. كيف تنساه .. كيف تنساه .. وهو يقبع خلفها .. بقربها سيكون
كل الطرق تؤدي إليه ..
كيف تنساه وذكره كالهواء حولها ..

طرقت كلماته الاخيره في رأسها ..
: " انا مانطقتها يا نجمه لاني كنت متمسك فيك ولاهنتي علي .. ماكان ودي انهي كل شيء في لحظه انفعال ..
تقولي انك انجرحت من خدعه مالي يد فيها والله يشهد .. لكن اذا جيت على كرامتي
يابنت الناس .. تراني ماارخصها واعز ماعلي اموت ولا اخذ واحده ماتبيني .. وتنتظر اللحظه اللي تفتك مني .. "


اسندت رأسها على ركبيتها واجشهت بالبكاء ..

لم ياسعود حرقت قلبي بكلماتك .. لما لم تقولها مسبقآ لكي ارتد عن طريقي واعود إليك
متخليه عن كبريائي و عنادي المزيف معك ..

هل الخطأ مسؤليتي الكامله لدي .. ام نحن نتشاركها جميعآ ..
ابتسمت بسخريه على نفسها .. و اقتنعت بصمتها الدائم بأنها من صنعت الخطأ بحبكتها هي لاغيرها .


***************************


جلست مع ام مطلق طول فتره الصباح ...
افتقدت الجلسات معها .. وساعه جلست معها نسيت كل شيء ...
حتى مطلق وخروجه من بعد صلاه الفجر ..
مشتاق للشركه والشغل .. حتى اتصال ما اتصل ..
تنهدت و وبخت نفسها .. توك تقولين نسيت كل شيء .. حتى مطلق ..
كيف نسيت .. وانتي مشغوله فيه وفي اخوك ونجمه ..
تركت ام مطلق بعدما نامت الاخيره ..
و اخذت جوالها وكلها أمل تسمع اخبار طيبه عن سعود ..
اول ما اتصلت ..رد اخوها على عجل ..
: هلا ليلى ..
ابتسمت على الفور ..
: هلا يا قلبي .. طمني عنك ؟
سعود بنبره ساخره ..
: باقي ما فقدت عقلي .. لكن قريب بفقده ..
شهقت بخوف و سألت ..
: يابعد عمري .. لاتقول هالحكي .. اكيد بنلقى حل ويرتاح بالك .
ضحك بسخريه ..
: تحسبيني بذبح نفسي على نجمه .. لا والله يا اختي ... ما فكرت فيها حتى ..
لكن بفقد عقلي من ذا التلاميذ اللي عندي ..
تأففت بإنزعاج ..
: كيف الامور عندكم ؟
رد ببرود : مثل ماانت متوقعه .. جدي عصب وجدتي ندبت حظي ..
لكن بكل الطرق راح يتقبلون ..

ليلى : سعود .. ايش اللي صار بينكم ؟
تنهد مجيب : ما صار شيء جديد .. البدايه كانت خطأ في حقي وحقها يا ليلى .
ما اخذتها إلا علشان الناس .. وهذا اكبر غلط .

اكمل بعد ثانيه توقف : والله مرتاح ياليلى اذا سألتيني .. الزواج بالطريقه هذي كانت مزعجه .
ليلى بهدوء : كان ودي اكون معكم .. انا عارفه ان جدي بيقسى عليك .. لكن الله يخليك
تحمله.. وتحمل عصبيته .. جدي تفكيره قديم ..

سعود : لا توصين عليه ... انا اكثر واحد يعرف جدي .. واعرف طباعه زين ..
لكن المهم لا تتعبين نفسك و تجين عندنا ... ترى زيارتك لنا ماتقدم ولا تأخر ..

ليلى : لكن يااخي..
قاطعها بسرعه : لا لكن ولا غيرها .. اذا صار اي شيء جديد بخبرك ..
سمعت صوت جرس المدرسه ..
: يالله يا ليلى .. بدت حصتي ..اكلمك بعدين ..
ابتسمت وقالت بسرعه ..
: الله يخليك لي يا اغلى اخ في الدنيا ..
قاطعها بضحكه ..
: انا على بالي تقولين يا احلى اخ .. يا اجمل اخ .. مو اغلى .. شكلك تبين تبيعيني .. ؟!!
ضحكت بالمقابل ..
: روح الله يسعدك .. تلاميذك ينتظرونك ..
تنهد وقال : لاتذكريني ...

ابتسمت رغم كل شيء .. حتى بعدما قفلت الاتصال .. واستراحت على سريرها ..
لديها تساؤلات ملحه في التدخل في حياة اخيها واصلاحها ..
لكن لديها جذب من طرف اخر .. وهو ليس ماتريده يجب ان يكون ..

لقد سعدت من اجل الجمع بين صديقتها الوحيده واخيها الوحيد ..
اثنان احبتهما بكل مافيهما و قربت بينهما .. لكن قلوبهم هي لم ترد ..

او ليس هذا حالها مع مطلق ..
الاخرون هم من جمعهم مع بعضهم البعض ..
لكن حتى الان لم تبدو اشاره في الافق لحسن الاختيار ..
لن تقع في الخطأ مره اخرى ... كان يجب ان توافق اخيها في اختياره منذ البدايه ..


************************



انتظر ردها مطولآ بعد اكثر من اتصال ..
عاد مجددا في ارسال الرسائل لكن حتى هذه انعدمت في الرد ..
ارسل لها رساله مفادها " وداد .. لازم نتكلم .. ردي على اتصالاتي "

انتظر متأفف من كل الظروف الصعبه المواجهه له ..
سمع نغمه رساله قادمه ..
: : ماعندي وقت مشغوله حاليآ .. بعدين نتكلم "

تكلم بصوت مسموع .. : هذي تبي تجنني ..

اتصل من جديد .. ينقر على اصابعه بتوتر على المكتب امامه ...
فيه غضب غريب .. يكاد ينفجر ..
غضب من نفسه ومنها ..
لاول عثره في طريق زواجهم تحتج و تصد عنه ..
ألا تريد ان تفهم الاسباب .. الا تريد ان تسمع مني ..

فتحت الاتصال .. لينطق بسرعه بعد شهيق متسارع
: ماكنت رديتي . ؟
بنبره منخفضه : ناصر .. كنت مشغوله ؟
: كنتي مشغوله ولا ماتبين تردين علي ؟
وداد : الله يهديك .. ليش مابي ارد عليك .. كنت مشغوله عندنا حفل في الروضه ..
وما قدرت ارد عليك ..

اخذ نفس طويلآ وكأنه توتر من ردها ...
فهدأ من غضبه : انا اعتذر .. انا معصب من امور كثيره ...
قاطعته : اكيد ... امور كثيره ماااعرف عنها شيء .. مو مشكله يا ناصر انا مقدره الوضع ..

برجاء : وداد ... والله في امور كثيره شاغلتني حتى عن الاكل...
وداد بصراحه : بتقولها لي في النهايه ..ولا تحتفظ فيها مثل العاده ..
اذا ما تقدر تشاركني فيها فاحتفظ فيها افضل ..

انتظر مهله وقال بعدها بهدوء ..
: الليله بزروكم في البيت .. واشرح لك ليش اجلت الزواج ؟
وداد بضيق : هذا اللي قدرت عليه .. تحسبني متضايقه علشان تأجيل الزواج ..
انت غلطان اولا وانا اللي غلطت ثانيآ لاني رديت عليك .. لاتجي الليله لاني
ما اظن في كلام بيننا ..

ناصر : ودادي .. والله ..
قاطعته بنبره باكيه : على العموم انا مشغوله .. اكلمك بعدين ..

وانقفل الخط وهو غارق في تنهداته ..
ألم يتنتهي من تلك المشكله ..
لم غرقت الان في عواقبها ..
ابتهج .. فالعاصفه مرت عليك دون خسائر تذكر .. غير اموال ستعوضها قريبآ ..

سند رأسه على راحه يده ... متسائل
لما اشعر بالخوف .. والحزن على نفسي ..
وكأني في انتظار شيء ما يفاجئني ..


***********************


ارتفع اذان العصر .. بعدما قفل باب السياره بإنزعاج كبير ..
صداع مزعج .. و تعب اعصاب .. و انهيار وشيك ..
غير قادر على تحمل كل تلك الشحنات السلبيه التي طوقته من كل جهه ...
الضغط من كل جهه .. جديه من جهه و ليلى من جهه ثانيه ..
و قلبه من جهه اخرى مواليه للجهات الاربع ..
لم يعد يتحمل كل ذلك الضغط ..
مشاعره قد انتحبت على درب الاعتصام ..
و زال عنه كل التروي .. فأصبح يسبح في نهر من العتمه والضبابيه ..
كان يخدع نفسه بأنه بمجرد ان يضيء دربه الوحيد معها ..
سيرى الطريق بوضوح ..
لكن عبثآ كان يحاول فالظلمه كانت قدره معها طيله الوقت ..
لم لايسعنا فعل شيء في لحظات الحرج ؟


دخل البيت .. لتستقبله سلوى بإنتظارها له ..
سأل مباشره بعدما رأى ملامحها المتوتره .
: خير يا سلوى ايش اللي صاير ؟
ردت مع ابتسامه محببه ..
: مافي شيء .. كنت انتظرك ..
رمى بشماغه بين يديها وقال ..
: و الله صرت شخصيه مهمه .. ساعه الاخت سلوى تنتظرني ..
هزت رأسها بإبتسامه ..
: اكيد .. اكيد .. على العموم يا استاذ سعود .. جدي ينتظرك بعد صلاه العصر
وموصيني اقولك مافيه نوم لانه يبيك ضروري ..
ضرب راسه براحه يده وقال بتذمر ..
: لا الله يخليك .. مو ناقصني وجع راس ..
سلوى : الله يعينك .. كان المفروض تفكر قبل ما تتورط ..

ناظرها بملامح ساخره من الحاله التي وصل لها ..
اصبح الجميع يفهمون في حالته وهو الوحيد الغبي المتخبط فيها ..

تنهد بأسف على نفسه وهمس لها
: المفروض .. والمفروض .. المفروض اني قلت لا في الوقت المناسب
وريحت راسي من كل الهم ...

****************************



انتظرت لفتره طويله .. لكن المفاجآه الكبيره كانت هو ..
تطلعت له بغرابه .. يفتح حقيبته الصغيره و يملأها بملابسه
وهي تقف تنظر اليه بتعجب ..
كل الذي قاله .. كيف حالك ؟ وانا مستعجل ..
كان مشتت .. ياخذ غرض من جهه و يدخل الحمام ويخرج من غير هدى
بعد صمت اطبق عليها ..نادته بإسمه بحده ... ليرفع رأسه مذعنآ لها ..
سألته بإبتسامه باهته ...
: خير وشفيك ؟ ليش تلم ملابسك؟
رد عليها بهدوء : مسافر .. عندي شغله ضروريه في دبي .. يومين بالكثير وارجع .
اقتربت منه خطوه ..
: ومتى كنت ناوي تقول لي .. في الطياره ولا اذا وصلت دبي بالسلامه ..
عقد يديه وسحب نفس طويل ..
: اعتذر .. السفركان مفاجئ .. ماكان في فرصه اخبر اي احد ..
انتظر رد منها .. فراقب حركتها ناحيه السرير .. تجلس وترتب ملابسه بهدوء
وبدون كلمه ..
تنهد واقترب خطوه لكنه تراجع بعدها .. يسحب قميصآ ويتأمله بلا داعي ..
فرفع رأسه مستجيب لصوتها المنخفض ,,
: مطلق .. سلطان لما جاء المره الماضيه كان نيته يطمن علي مع خالتي ..

تشنجت رقبته لموجه من الهدير العصبي على طول عموده الفقري ..
بدون التفاته منه تصاعد صوته بزخم من الغضب ..
: ويش جابك على طاريه الحين ؟

هزت اكتافها بحيره لكنها اجابته بهدوء ...
: كان لابد ان اقول لك .. لاني وقتها خفت منك ..

مطلق : انسي ..
ارتفعت نبره صوتها .. ..
: ماقدرت انسى وانا اشوف تصرفاتك معي .. كل مره تقول فيها انسي ياليلى ..
ارجع واتذكر كل شيء ..

استدار ناحيتها وقال منهيآ على شكوكها ..
: تصرفاتي عاديه .. الوضع اللي كنا فيه كان مشحون ويتطلب منا الحذر ..
انسى اللي صار من قبل .. سلطان اوغيره ماله علاقه في حياتنا .. اهم شيء اهتمي بنفسك..

ضمت قميص له بدون وعي منها .. و تهدلت حاجبيها .. بأسى
وتغيرت نبرتها .. : لاتقولي اهتمي بنفسك ..الحمل هذا متعبني .. متعبني بالحيل .. يامطلق .
غطت وجهها بقميصه وبدأ جسدها يتفاعل مع رعشات بكاءها ..


بعثر شعره بأسى على حال دموعها وما تفعله هي به ..
واقترب منها على عجل و جلس خلفها .. تردد في لمسها ..
لايجد كلمه يشد من عزمها فيه .. سوى انه قال ..
: الحمل ولا أنا ؟ ..

ضحكت برقه .. فتفاجئ منها .. ادارها ناحيته وسأل بإبتسامه قفزت الى شفتيه ..
: توك تبكين ..؟ ليش الضحكه ؟

مسحت دمعتها لتترك اثر احمرارا واضحآ على وجهها ..
ونظرت له ببريق دامع ..
: اول مره تقول شيء صحيح .. انت سبب تعبي ؟

لمحت في عينيه نظره حزينه اثر كلماتها ..
فأعقبت بإبتسامه .. وانامله تحتك بذقنه الخشن ..
: لاتزعل مني .. ؟ تتعبني اذا بغيت افهمك .. وصعب علي افهمك يامطلق ... ؟

زفرت بنفس قصير وبعدها وقفت وقالت بنشاط ..
: خليني ارتب لك ملابسك ... على ماتاخذ لك دوش وتتنشط شوي ..

استرخى على الفراش .. بينما عينيه تراقبها .. بصمت كالعاده ..
انثناءاتها الرقيقه .. و حركاتها التي تنم عن انشغالها ..
كم يتوق للمسها مجددا بدون حواجز او شيء يضني تفكيره ..
لمحادثتها بدون ان يطرأ جديد ويعكر حياتهما ...
بدون ان يفكر يود ان يغرق بدون ان يعمل عقله ...


وهي تحاول ان تشغل نفسها عن فراقه القصير ..
من الان تشتاق اليه .. او ليس كل وقت تشتاق إليه .
فهو معها لكنه في عالم اخر لا تعلمه ..
تتوق لقربه و محاكاته بسلام ...

قطعت الصمت بقولها ..
: كلمت سعود ؟
وقف مطلق واقترب منها مستند على السرير ..
: انا مانسيت وعدي بعد ما ارجع من السفر بوصلك عند اهلك ؟
رفعت نظرها له مع ابتسامه لطيفه ..
: لا مايحتاج .. غيرت رأيي ...
مطلق : غريبه غيرت رأيك رغم انك كنتي مصره ؟
تنهدت وتشاغلت بقطعه من ملابسه ترتبها بدقه ..
: مابغير شيء من اللي صار .. التدخل في حياتهم ما بتكون فيها فايده ..
لازم افرق بين اللي ابيه وبين اللي يبونه هم ..

مطلق : واللي كنتي تبينه تجمعين بين اخوك و صديقتك الوحيده ؟
اغمضت عيونها و قالت بحزن ..
: انا عارفه انهم محتاجين لي ... لكن مافي يدي شيء لهم ..

دنى منها و مد يده يمسح على شعرها برفق ..
: خليك قريبه منهم .. لكن لا تتدخلين في قراراتهم لان هذي حياتهم ..

ابتسمت ليضيء وجهها .. و لمعت عينيها بذلك الحب الكبير
حب اظناها حتى شعرت بالفقر والحاجه ..
حب سحب منها كل قوى و جعلها خاويه ..

قالت بعدما اودعت ملابسه جانبآ ..
: تروح وترجع بالسلامه يامطلق ..
تركت ملابسه على جنب و وقفت ودخلت الحمام واغلقته بإحكام ..
لتستند عليه .. لتبكي بصمت ...
تكتم شهقاتها بيديها الاثنتين ...
كم حملها ثقيل .. ثقيل حتى السقوط ..
صعب وشاق ..
هو وطفله متعاونان عليها وهي يجب ان تكون في كامل قوتها وتحملها ..
لم تعد تعرفها تلك الكلمه ..
تحتاج لمن تستند عليه بأمان خشيه السقوط والانهيار ..

وبعد كل هذا .. سيذهب ويتركها وحيده ..
يتركها للوحده الموحشه التي اطبقت عليها ..
ويتركها للحزن والالم الذي لم تعد تطيقه ..

وضعت يدآ على بطنها و همست لنفسها ...
: يكفي ..ياليلى .. يكفي ...

وقف مستندا على الجهه الاخرى ..
يسمع شهقاتها المكتومه .. ويتصلب اكثر واكثر ..
ماللهروب مفر ودروب يا رجل ..
اهدأ فهي في حاجتك هادئآ ..رزينآ ..
لاتعلل حاجاتك في ازعاجها ..
كن صبورآ من اجلها .. من اجلها فقط ..

فحبك لها غادر .. سحيق صعب الوصول إليه ..
لم يكن شفافآ لها .. ولاتستطيع ان تظهره بدون عواقب ..
لعل الزمن القادم يشفي الجروح ..
ولعل السفر يمحي مامضى ويفتح صفحه من التسامح والنسيان ..

ولعلي اكون شخصآ اخر .. غير الذي انا فيه الان ..

****************************


وقف بعد اذعانآ لمده عشر دقائق ... وقف ثائرا .. مهددآ لكل لحظه سلام ..
صعب ان يتقبل المزيد ..
ان ينحر المزيد من كبريائه و اماله ..
لم يعد يطيق الانتظار دقيقه ..
فكل شيء يطبق عليه ويخنقه ويخفي مابقي لديه من حياة ..

بصوت متحكم ..
: اسف ياجدي .. الا في هذي مااقدر اطيعك فيها ...
ضرب الجد بعصاه على الارض دليل واضح على نفاذ صبره ..
: بتعصيني ياسعود .. بتطلع مثل ابوك .. يوم انها دار ظهره لنا ومشى ..

ابيض وجهه وقال بضيق ..
: جدي انا رجال .. تفهم رجال .. مو كل دقيقه والثانيه تجبرني على شيء ماابيه
واذا مانفع ذكرتني بفعله ابويه لك .. انا قلت لك من البدايه مابيها .. مابيها لكن اجبرتني عليها
وكل علشان الناس والناس ... الناس يهمونك اكثر من سعادتي ..

صرخ الجد ليلجلب بصوته اهل البيت كلهم ..
: سودت وجهي بفعلتك .. سودت وجهي الله يسود وجهك ... تقاويت على بنت يتيمه
منت رجال يوم انك تقولها وانا اللي حرصت عليك ..

مسح وجهها بالكثير من الصبر لكن لم يعد يحتمل ..
: جدي .. نجمه مابرجعها .. حلال حرام .. ماعاد يهمني الا نفسي ..
كفايه ضحيت بنفسي علشانكم ..وانتم مايهمكم الا انفسكم ..

تدخلت سلوى تسحب اخوها من ذراعه ..
:سعود الله يخليك .. هدي اعصابك ماينفع تتكلم مع جدي بالطريقه هذي ..

دفعها بعنف ...
: تعبت يانجمه .. والله تعبت .. تحملت اكثر من طاقتي .. وهم مايهتمون الا في انفسهم
والناس ..

الجد برجفه اهتزت لها عصاته ..
: سبحان من خلق .. مثل ابوك يوم انه اختار امك وتركنا .. نفس هرجه لنا ..
إيه والله اللي خلف مامات ..

كاد ان يبكي من القهر .. فصدح متأثرا ..
: تلومون ابوي على انه اختار الحياة اي تريحه ..مشى مع اللي اختارها قلبه ..
تركم بحسرتكم .. تلومونه وانا صرت مثلكم .. لكن اليوم احس في احساسه
احس انه انا .. مثل ما سويتم بأبوي ترجعون الماضي بفعلتكم معي ..

هدأ صوته وقال : جدي .. لاتزعل مني .. مابي اقولها مره ثانيه وثالثه ..
انا مابيها .. فلا تغصبني على شيء مابيه ..

ارتفع رأس الجد بشموخ وكبرياء ...
وقال بإنفعال واضح ..
: مادامك اخترت ياولد احمد .. بيتي يتعذرك .. لانت ولدي ولا انا اعرفك ...

وتساقطت كل الامثله .. وتداعت كل القمم ..
وتناثرت الدموع على مفترقات طرق ..
كل منهما تؤدي الى احمد الضال ..
ويا للقدر ..
يجمعنا في نقطه اتصال مع الماضي .. ويجدد اللقاء

ويا للقاء ..
عهود لم توفي كمالها ..
ونذور بالكمال لم تتعهد بعد ..
وسناريو متجدد مختبأ في لحظه غضب ..

سعود .. من اختاره ليرجع الى ابيه ..
ليكون ابيه .. ليكون هو في غمره الشباب ..

لم يكن هناك اختيار بين اثنين ..
اكثر من ان اكون انا او لا اكون ..
شخصآ بكامليته .. وليس ظلاله من تسير خلفه ..
من يقول نعم ويبدأ النقاش .. او اقول لأ وينتهي وكفى ..

والان وكفى .. خرج من المنزل يحمل معه حقيقه قد امتلأت بالكتب اكثر من الملابس ..
ينتظره المزيد في الخارج .. والذي لايعلمه ..
يواسي نفسه بأنه فعل الصواب .. وان سقط قلبه على دموع جدته و ملامح جده ..
لكنه يكفي تضحيه .. يكفي .. فلقد خسرت شيئأ من كرامتي وكبريائي بسبب تضحياتي المستمره ..




**********************





ويوم افترقنا
وقفت امام المراه
فلم تظهر فيها صورتي ,
وكان لا أثر لي …
وقفت فوق الميزان في الصيدليه
فلم يتحرك المؤشر
وظل يشير الى الصفر …
وقفت امام قاطعة التذاكر
وطلبت مقعداً في السينما
فلم ترني , وباعت الواقف خلفي …

لقد اطبقت علي زهرة حبك المفترسه
وغرست اشواكها في روحي
وامتصتني بكليتي …

فلينفجر القلب بلحظة ذل : تعال
اني أكره كل ما فيك ..
وأحبك , أحبك , أحبك .




للقصه بقيه .. القاكم


كبرياء الج ــرح

كبرياء الج ــرح 11-05-11 05:12 PM





البارت الخامس والاربعون :




ودعته بتحيه بارده .. وعلى عجل .. وذلك لم يرضيها ..
كل تلك السذاجات التي تفوهوا بها لم تقنع بها ..
وان كانت بسلام .. فما كانت ترجوه لم تصل إليه بعد ..
استرقت بعض من ملامحه الباحثه خلفها ..
لكنها اختبأت بعيدآ عنه .. خشيه ان تفضحها دموعها ..
او تبدو صغيره على تلك اللحظات التي يجب ان تعتادها ..
رحله من رحلات عمله المستمره والتي شهدت اولها .. والباقي في انتظارها ..

كل ماقاله لها : اهتمي بنفسك . ..ورحل بعدها ..

فودعته بإبتسامه تشوبها حزن بليغ عن تلك الحال التي تعلو في مستويات السوء ...
وتقارن مابين الامس واليوم ولم تجد الفرق الا في المكان والزمان..

استلقت على سريرها في ساعه مبكره ..
وتستدير ناحيه مكانه ... لتتلمسه بشوق ... و تأمل في عودته مبكرآ ..

دخلت سمر بإبتسامتها الدائمه .. وبزيها المدرسي ..
: صباحك عسل يا عسل ؟
ليلى بهدوء عدلت من وضعيتها ..
: صباح النور ..
اقتربت منها وقالت ..
: شكلك تعبانه .. ؟
مسحت عيونها وقالت بتعب ...
: مانمت الا متأخره ... كنت انتظر اتصال من مطلق . ..
ابتسمت سمر وقالت ..
: صح النوم ياحلوه ... الحبيب وصل من زمان وشبع نوم حتى.. وانتي نايمه في العسل ..

انتفضت عند ذكره .. وقامت على عجل دون انتباه منها لبيجامتها ..
: سمر انتي صادقه ؟ ليش ماكلمني طيب .. انا انتظرت لكن ماكلمني لايكون صاير عليه شيء ..

توترت سمر على ملامحها الضائعه وقالت لتهدئتها ..
: يابنت الحلال .. اذكري الله .. يمكن ماحب يزعجك .. او ...

كانت تلف وتدور في الحجره بدون معنى ..
قاطعتها بعصبيه : معقوله ما كلف نفسه يكلمني ويطمني عليه ....

حاولت سمر تهدأتها بإبتبسامتها ...
: ليلى .. وشفيك ؟ مطلق بخير .. حتى كلم اريام وقال نقولك انه وصل بالسلامه ..

تناثر شعرها وهي تحاول عبثآ ان تجمعه وترتبه بطريقه صحيحه ..
هدأت من انفاسها المتصاعده ..
وقالت بتوتر : يمكن كان مشغول .. او تعبان صح ..

اقتربت منها سمر ..
: لا تتعبين نفسك .. اكيد مطلق بيكلمك اذا لقى نفسه فاضي ..

ابتسمت بتوتر وجاوبتها ..
: اكيد هذي عادته .. على العموم لا تتأخرين على المدرسه ..

ضمتها سمر وقالت بحب ..
: الحين عرفت انك تحبين مطلق لحد الجنون ..
ابتسمت فدفعتها ليلى بلطف ..
: والله انك فاضيه .. يالله امشي من قدامي ..

ضحكت سمر بغيه ابهاجها ..
وعلقت بمرح : انا اللي فاضيه .. هذا وزوجك مو موجود يا ليلو ... لمن لابسه هاللبس الحلو ..

اكتست ملامحها بخجل ..و دفعتها قدامها ..
:والله انك ملقوفه .. اخرجي بسرعه من حجرتي ..


خرجت سمر ومازالت الابتسامه المحرجه عليها..
لكنها تذكرت مطلق .. فركضت لجوالها ..
تأففت بيأس .. لا اتصال ولا رساله
ترددت في الاتصال فيه .. لكن في الاخير حزمت امرها و اتصلت ..
لتتفاجئ ان جهازه مغلق .

سحبت نفسها من كآبتها .. وتطلعت الى شكلها في المرآه ..
اقتربت اكثر مستجيه لرغباتها ... لمخاوفها لشبح امرأه كانت هي عليها ..

استفاقت روحها من غيبوبه الاوهام ..
أليست الحياة التي تعيشها كفيله بأن توقظها بفزع دون رويه منها ؟
شبح ليلى ...شبح لطفله خائفه ترتعد من ادنى صوت قربها ...
اصبحت تلك التعاسات متكدسه في زوايا حياتها ... ولم تفرغ في ازالتها بعد
بل زادت الكومات وتعددت الاساليب في الاهمال ...
حياتها مع مطلق ومعترك كان الحب طرف فيه .. وهي في الجهه الاخرى من تلك المعركه ..
طرف مهزوم .. يطفو على وجه الحياة ولابد من انقاذه قبل غرقه ..

أين تلك التي تصنع من البؤس ..فانوسآ من الامل والضياء ..
اين تلك التي لاتنصب من نفسها ضحيه .. لترتد لها شفقه الناس و تعاطفهم معها ..
لقد اصبحت مجهده .. مجرده اوشحه متطايره من بقايا نفس و همم و رغبه في الحياة ..

مسحت المرآه بيدها ... وكأنها تمسح ضبابيه قد تجمعت في ملامحها الباهته...
ملأت صدرها بأنفاس كبيره و نفثتها براحه ..
تاركه الفراغات القصيره ... تشغل حيزآ من حياتها ..
متشاغله بتكوين الذات التي ضاعت في متاهات السنين ...
فالوقت مازال مبكرآ .. ولم يفت بعد .



****************************


غسل وجهه مرارا وتكرآرا وكأنه بالاجبار يجب ان يمحي تلك الاتعاب التي رافقت ليلته الماضيه ..
خرج من بيت جده .. متبع اثار خيبه من قبله .. لم يلتفتت الى الخلف ولم ينظر الى عيني الاخرين
لكي لاتنكسر همته وتختفي بقايا عزمه في النهوض بنفسه من جديد ..
اعاد ارتداء قميصه المجعد .. ولم يهتم ..
دخل الحارس العجوز بأقداح من الشاي المتصاعد بخاره ... و بعض من الخبز المعد في البيت
ابتسم سعود وقد انتهى من تجهيز نفسه ...
: تسلم يابو حاتم ليش تعبت نفسك ؟
جلس العجوز النحيل و قال بطيبه ..
: لا تعب ولا حاجه ياولدي .. البيت شوفه خطوتين مني ... الا اجلس و كل مع عمك ابو حاتم ..
تربع سعود في جلسته وتنهد ..
ابو حاتم : ادري ان فطوري ما هو بمقامك ...السموحه منك ياولدي ..
تجهم سعود .. لتصور ابو حاتم و ربت على ركبته نافيآ .
: النعمه الموجوده خير و زياده ... اللهم لك الحمد والشكر .. وانت فيك الخير والبركه ياعمي ..
ابتسم سعود وعلق على نفسه بمرح ..
: تبيني اتشرط باقي .. بصير على قولتهم طرار ويتشرط ..
ابتسم ابو حاتم .وقال . : شده وتزول ...

شده وتزول .. اختفت تلك الابتسامه تدريجيآ من وجهه ..
وتهدل في جلسته مطيع تلك الهاله السمحه من عجوز قال حكمته الاخيره دون ان يعرف الاسباب ..

شده وتزول .. الا تعرف الحكايه من البدايه ..
ألا تعرف قصتي ...
لقد تهت في الظلام ابحث عن مأوى ..
عن ملجآ يضم معاناتي ...
يحتضن احزاني في ليله بارده كئيبه ... انا وحقيبتي الممتلأه بترهاتي ..
عدت من ارضي الاصيله .. لاجد بعض مني رمته السنين على طرقاتي الضائعه ..

وها هنا انا الان ..
بين جدران عاريه اربع .. خاليه الا من بساط قديم .. وسجاده صلاه ممزقه
ومروحه تدور بصرير مزعج .. يأخذنا الى عالم من التقشف الزهيد ..

ورجل .. يحمل في تقاسيم وجهه .. طيبه كبيره و خلق عظيم ..
حارس للمدرسه التي يعمل فيها .. وحارس على حياة تضمه مع عجوز هي له في داره ...

تنهد سعود مجدد لتلك التي اعتلت فؤاده ..
وقال بهدوء : تحملني يابو حاتم ... تحملني لايام وبعدها الله يعين ..
ربت على فخذ سعود .. وشد من ازره قائلا بدون تعليق في الامور الخاصه ..
: الله يعين الجميع ياولدي ... الله يعين الجميع ..


********************************


خرج مسرعآ من الفندق الذي حجز لنفسه فيه ... والذي يراه ينكر ان مطلق هو امامه ..
ليلته كانت عصيبه .. فقد حقيبه سفره وفقد اغراضه ... هاتفه و بعض من ملابسه المهمه الرسميه ..
والذي يرتديه الان ليس بأقل منها ...
قيمص رمادي مفتوح الياقه و بنطلون اسود بخطوط طوليه رفيعه بلون رمادي .. و شعره الكث رغم
عشوائيته الاإن يعطي شكلآ ساحرآ لرجولته ...

الشركه التي يريدها ... تلك التي عرضت مبلغآ هائلا في مشاركته مشروعه الخاص ..
وهو ليس بأقل منها .. اللقاء كان مرتقبآ هناك في مدينته ... لكن لنيه لديه في معرفه كل شيء
سافر بنفسه ... ولن يخفي على نفسه بأنه هرب من مواجهه الارق و التعب الذي تصاعد
في الاونه الاخيره .. و هبت كالعاصفه ترميه من مكان لاخر وهو بداخلها .

تأمل المدينه الدوله .. تلك الابراج التي توحي لنفسك فيها بأن قزم تعيش في قصه خياليه ..
استقطبت كل اهتمامه ونظر لها بإعجاب كبير ... ترتفع بفخر و ليس هناك من يقف في وجهها ..

وما إن وصل .. ارتفع ناظريه امام المكان المطلوب ..
ودخل بقامته المديده .. يمشي بثقه وكبرياء ..سأل عن المدير الذي يبتغيه .. و توجه الى المصعد ..
وما إن دخل المصعد .. لحقت به امرأه تمشى على عجل .. بالكاد تلقط انفاسها اوقفه لحين دخولها ...
ابتسمت له بإمتنان واكتفى بهز رأسه ردآ لها ...
انتظر.. حتى توقف المصعد فخرج منه ... وتلك الانثى ترمقه بإستحسان ..
لكنها استدارت لمكتبها متناسيه ملامحه الوسيمه ..


طال الوقت ومعه النقاش و تبادل الاحاديث ...
المدير العام للشركه الاماراتيه ... بشخصيه عميقه .. هيبه ووقار وتواضع
و روح لطيفه متعاونه ...
: وين جالس يا مطلق ؟
ابتسم مطلق واجاب : صراحه في فندق .. قريب من هنا ..
وقف المدير الاخر ..: خلاص .. ضيافتك عندنا .. وبتقول بعدها تم ...
وقف معه مطلق وبإبتسامه صغيره ..
: تسلم .. ما احب ازعج اي احد ..شكرا للدعوه استاذ جابر ..
ابتسم الاخر وقال بود ..
: اولا انا ناديتك بإسمك رغبه مني في كسر الحواجز بيننا سواء كان بيننا اتفاق على العمل مع بعض
او لا لاني اعجبت بشخصيتك ..فلا بد انك تعاملني بالمثل بدون رسميات ..
وثانيا .. انت في دارك وبين اهلك ..
مطلق : ماحسيت بغير هذا الاحساس ..ماتقصر .. يكفي كرمك وحسن استقبالك لي ..

فتح الباب ليقطع الحديث وبدون استئذان بالدخول ..
دخلت تلك الشاهقه بعباءتها المزينه .. و قالت بدون ان تهتم بالمتواجدين في المكتب ..
: مرحبا ابويه .. كيف حالك ؟
قبلت رأسه واتكأت على المكتب واعقبت ..
: اميه قالت لي انك نشيت من بدري .. عسى ماشر ابو هنادي .. ؟
ابتسم بإحراج وقال برسميه ..
:هنادي في وقت ثاني اتكلم معك ماتشوفين عندي ضيوف ..
استدارت للخلف مباشره .. لتقع عينها على ذلك الذي شعرت بالذهول معه ..
اكتفت بالابتسامه و التحديق في وجهه ... قبل قليل كانت في سحر تلك الايماءه القصيره في المصعد ..

فقال والدها ..: اعرفك على مهندستنا المدلـله .. هنادي..
قاطعت والدها .. وقالت بفخر : هنادي بنت جابر ..
اكمل والدها بإبتسامه .. يعرف طبع ابنته المتفاخره بإعتزاز بوالدها ...
: اعرفك هذا مطلق الغانم .. صاحب شركه ..
قاطعت والدها مره اخرى...
: صاحب شركات مطلق الغانم .. واخيرا التقينا ...
نظرت لابوها وقالت : اسمح لي ابويه .. بعد اذنك اجتماع الشركه بخصوص العقد لازم اكون متواجده فيه ..
قاطعها والدها بحزم وبنظره هادئه ناحيه مطلق : لكن مطلق مااعلن موافقته على شروطنا بعد ...

للمره الثانيه تحدق في مجرد اعين لاترتفع لها بمعنى الاصح.. لم يكن ينظر لها
بل لمكان اخر خلفها ..
نظرت خلفها تساير شكها .. كانت تريد ان تقول ما بك ؟
اتجرؤ على الرفض ..
ام هناك مشكله في النظر الى عيناي مباشره ..

قفزت جفلآ عندما سمعت صوته الرخيم ..
: شكرآ جزيلا على حسن استقبالك ابو... استاذ جابر...
ان شاء الله أبلغك ردي في اسرع وقت ..

جابر : خذ وقتك .. واسمح لي اتصل عليك وادعوك على وجبه الغداء او العشاء ..
اومأ مطلق بإبتسامه مع مصافحه شديده الحراره له ..

رفعت حاجب متعالي .. وتساؤلت لما لم ينطق اسمها ..
مغرور في حله بهيه .. اي رجل عليه انت ؟
حتى كلمه ترحيب بها لم ينطق بها ..
مالجمود المحطم الذي انت عليه ...
عقدت ذراعيها خلف كرسي والدها وظلت تراقبه..

واستدار خارجآ لتزيد من تأملها له .. ولم يغفل عن تلك الحسناء المشعه .. ودخولها العلني الملفت للانظار ..
أليس من الخطر ان تعلن عن جمالها هكذا امام الناس ..

تخيل لبرهه ليلى.. فاشتدت قبضه يده على جانبه ... امعقول ان يراها الجميع .. ويتشاركون النظر إليها ..
لكنه ابتسم لمجرد تصورها امامه .. وهي بجمال تلك .. لا ..ابدا فلتسمح لي الانثى الاخرى التي
تقف امامي وهي بنصف ابتسامه .. فحسناءي تفوقها جمالآ وضياء ... هي اجمل من كل حواء
صادفتها .. وان اقنعوني بأنها لاتمتلك تلك المقاييس بالجميلات ..
فأنا اراها بأنها تفوق الجميع و تزيد عليها بجمالها الهادئ الذي يكتسحني كمحيط ..


خرج بهدوء مثلما دخل ... متجاهل نظرات لم يعتدها من اي انثى اخرى ..
يحتاج للوقت للتفكير .. كما يحتاج الان وفورا محادثه تلك التي تصورت له في جميع النساء ...
واصبح لايطق صبرآ في سماع صوتها الرقيق ...


**************************


كانت تبتسم .. ولما لاتعلم ؟
تزيد من ابتساماتها بكل عمل تقوم به ...
ليس هناك سبب مقنع لتلك الابتسامات التي توزعها حتى للجماد ..
وتخاطب ابنها .. بصوت عالي وكأنه امامها ينظر اليها ...

لم تغب تلك الروح عن ام مطلق .. التي سألتها ..
: مطلق .. اتصل فيك ؟
للتو رفعت الجوال عن اذنها في محاوله عاشره بعده المائه للاتصال به ..
و قد بدا القلق يتسرب اليها ...
ردت وهي ترسل رساله ...
: لا والله ياخالتي .. مادق علي من وقت ماسافر ... البنات قالوا لي انه كلمهم
ومن البارحه احاول اتصل عليه لكن مغلق ..

غبيه ساعه قررت ان تتعامل ضد الظروف وتتصرف بطريقه ايجابيه
هاهو التوتر والقلق يستبد بها ...
ام مطلق : مطلق اذا لقي له شغله .. مايتركها حتى يخلص منها ..

ابتسمت بتوتر و رجعت تتصل عليه ..
وصلها صوت خديجه لها ...
: مدام .. مستر مطلق ..
ألتفت ليلى بحده ..
: مطلق ؟ وين ؟
ابتسمت خديجه وكأن سيدتها للتو اطلقت دعابه تستدعي الضحك ..
: على التلفون ..

وقفت بسرعه ..رغم نداءات ام مطلق لها بالتمهل ..
التقطت السماعه على عجل ...
: مطلق .. مطلق ..وينك ..
ابتسم على الفور لتلك الانفاس المتصاعده .. غير متجاهل نبض قلبه الذي تصاعد معها ..
: انا في دبي وانتي تعرفين ..

هدأت من انفاسها المتسارعه ..
وقالت بعتب : وينك ؟ ادق على جهازك مغلق من البارحه .. ؟ اليوم نفس الحكايه
وليش ماكلمتني ؟ انتظرت البارحه طول الليل ؟ واليوم سمر قالت لي انك كلمتهم .. ليش ماكلمتني ..
انا ماقلت لك تتصل مجرد ماتوصل ؟ قلت لك صح ؟ نسيت ولا انشغلت .... انا متأكده انك نسيت
الشغل هذا ينسيك حتى نفسك ؟

سند رأسه على الطاوله التي يجلس عليها .. مبتسمآ لتلك العريضه الطويله من العتب
وقال بهدوء بعدما توقفت لتلتقط انفاسها ..
: انتهيتي ولا باقي .. ترى ماعندي مانع اسمع البقيه ...
شدت خصله من شعرها من الخلف واخذت نفس هادئ ...
فسألها : كيف حالكم جميع ؟
ردت عليه بهدوء و كأنها ليست من كانت ثائره قبل قليل ..
: كلنا بخير .. انت طمني عليك .؟
مطلق : انا بخير .. ماقدرت اكلمك البارحه .. لاني ماحبيت ازعجك البنات قالوا انك نايمه ..
قاطعته : لا ماكنت نايمه .. كنت انتظرك ..

اخفى ابتسامته بيده .. وكأنه تريد ان تخنقه في زاويه من العتاب الطويل .

قال برويه : لاتتصلين على جوالي .. لان اغراضي ماوصلت بعد من المطار ..
على العموم انا اللي بتصل عليك برقمي الدولي ..

اختفى صوته وهو يفكر فيها من جديد ويود لو يرى نظره عينيها الان ..
جاءه صوتها متلهفآ : مطلق وين رحت ؟
اجابها ..: انا موجود .. إنتي كيفك ؟
اومأت برأسها بنعم وتجاهلت الرد عليه ..
فأعاد سؤالها ... : ليلى .. انتي بخير ؟

ردت بسرعه بإبتسامه .. تأمل ان تصله ..
: انا بخير .. الحمدلله .. انت ؟!!! توقفت تدفع غصه في الخروج وفضح شوقها إليه ..
اجباها بصوت متحكم وكأنه تنبؤ عن ما تواجهه ..
: انا بخير .. كلها كم يوم و ارجع ......

فأعقبت بعاطفه : ترجع لي بلاسلامه ..

توقف كلاهما عن الحديث ... فأعقب بتوتر وكأنه لم يسمعها ولم يعلق على قولها ..
: اليوم قابلت مدير الشركه .. رغم كل شيء مو مرتاح ..

سمعت صوت امه تناديها .. فأخذت التلفون وقاطعته بهدوء ..
: تكلم مع خالتي ؟ ترى حتى هي قلقانه عليك ؟

بالفعل تكلم مع والدته .. وبعدما انتهى..
اخذت الهاتف منها ...
فقال بعجله : انتبهي لنفسك ياليلى ..بتصل عليك الليله ...
ليلى : بنتظرك ... انتبه لنفسك ..

ظلوا لفتره .. تتخاطب انفاسهم اكثر من ألسنهم ..
تتناثر الكلمات على بساط من الصمت الطويل ..
بوح المشاعر تريد ان تطل من اعينهم .. وتسافر عبر الزمن وتحلق في الامكنه كلها لتصل إليهم ...

همست من اجل ذلك التغيير الذي تريد ان تحدثه في حياتها ..
: اشتقت لك ..فلا تطول الغيبه ..

أغمر قلبه بالكثير من المشاعر .. وزادت اثقالآ شداد عليه ..
ياللسانك الثقيل .. ابتلع كم هائل من التردد التي استبد بمشاعره ..
وهمس هو بالتالي : وانا اشتقت لكم جميع ...

ابتسمت بإحباط .. وهزت رأسها بإقتناع و كأنها قد اقتنعت بما يجود به ..
وانتظرته حتى يغلق الاتصال ...
على الاقل نطق ببعض مما تريد .. دمجها من ضمن الباقين
ليست انانيه منها .. اكثر ما تكون مطلبآ لارضائها ..

لكنه اعقب بصوت اشد انخفاضآ من قبل وكأنه خائف في قولها ..
: لكن شوقي لك انتي اكثر ..

وانتعش الزهر على الطرقات اليابسه ..
وفي جوف التعاسه ..قد تفجرت ينبوع امل ظنت انه قد يبس ماءه ..
ادركت بحق ان ثمار الصبر لذيذه مهما طالت وصعب الوصول إليها ...

و كأنه امامها .. قد شعرت بالخجل وتلون وجهها .. و تلونت ابتسامتها بسعاده ..
فشعر بها و تمنى لو كان يراها بالفعل .. ليرتوي منها ..



آه صوتك صوتك !
_ ويتوقف المساء حابساً أنفاسه _
كيف تستطيع أسلاك الهاتف الرقيقة
أن تحمل كل قوافل الحب ومواكبه وأعياده
الساعية بيني وبينك
مع كل همسة شوق ؟!
كيف تحمل أسلاك الهاتف الدقيقة
هذا الزلزال كله
وطوفان الفرح وارتعاشات اللهفة
ومطر الهمس المضيء
المتساقط في هذه الأمسية النادرة ؟!

آه صوتك صوتك ! >> غاده السمان


فختم اتصاله بها .. متمنيآ العوده لها .. العوده الصحيحه التي لم تحن بعد



***************************



توقف بسيارته مقابل البيت .. بإنتظار بأن يعود .. عندما خابره السائق بتعطل السياره ..
خرج متعجلآ من المستشفى متصورآ اسوء الاحوال .. وكأن الشكوك قد اطبقت عليه بفكين شرسين
تلك الامانه قد ثقلت عليه .. وصيه صاحبه الذي سافر فجأه وضعه قاب قوسين او ادنى من الجنون ..

خرجت بعباءتها المخصره و جوالها على اذنها .. وبعض من لثمه تغطي به طرف انفها ..
وصوتها العالي وكأنها لم تكن مع رجل يتأثر بأي شيء ..
استفزته بتصرفها .. فخرج من السياره لايعلم ماذا يفعل ؟
كل الذي يفكر فيه ... هو ما تخيله ان تفعله مع رجل و تقلل من قيمه نفسها ..
وتضع كرامه اخيها في الطين ... وهذا الذي لايرضاه ابدا ..
كان الغضب من يحث خطاه حيث تمشي خطوات قصيره .. ومازال صوتها يصدح في مساحه خاليه ..

وبدون ادراك منه .. سحب الجوال من يدها .. ليرديه على الارض و ينشطر الى نصفين
و معه بقايا قهره الذي تراكم طيله تلك الايام التي مضت ..
صرخت بإستهجان متراجعه للخلف بخوف ..
: ايش هذا ؟
داس بقايا الجوال المحطم بقدمه .. وقال بإنفعال ..
: هذا .. اللي تشوفينه .. افعالك الشينه اللي تسود الوجه ..

تراجعت بخوف اكثر .. رغم انها تعرف ان هذا الشخص اكثر امانا مما كانت تعتقد ..
صديق اخوها .. ايفعل السوء بها وهو في قعر منزلها ؟

بصوت خائف مرتعش: ناصر انت ايش تسوي ؟

صرخ بغضب ..: اسوي اللي ماسواه اخوك ..
لكن حطي في بالك مااسمح لك تسودين وجهه وترمين بكرامته الارض ..

الجمتها الصدمه وهي تتراجع بخطوات متعثره من كلماته الغريبه ..
زاد انفعاله حده وقال : انا اعرف كل شيء عنك وعن افعالك الوسخه يا .....
شد على فكه و قال بعدها ..
: لكن والله ثم والله يا اريام ما بيحط لك حد غيري فأنتبهي لتصرفاتك ... وقولي ناصر قال ..

وترك المكان لها بعدما استعرت في قلبه الكثير من مشاعر الغضب والعذاب ..
اخيرا وجدها امامه .. تتغنج بأفعالها الزائفه و تخادع الجميع ...
لم يصدق بأنه تخطى حاجز الحذر في تعامله مع شقيقات صديقه وكأن امرآ لم يكن ...

وتلك التي بقيت خلفه... ترتعش لحد الموت من تلك الحادثه الصغيره
والان خرجت من قصرها البارد وامتحنت مشاعرها الخوف والهلع
والاكثر من ذلك الصدمه ..
صدمه لاتعرف ما اسبابها .. كلماته موجعه والاقسى نظره عينيه القاسيه
تلك التي تحمل الكثير من الاشمئزاز والقرف ..

ماذا فعلت ؟ وماسبب قوله البغيض ذاك ؟ اي افعال وسخه اقترفتها ..

ماذا فعلتي يااريام ليفجعك بتصرفه الغير مبرر ..
ماذا فعلت انا لانال هذا الكم من الغموض ؟

ارتعشت بدموع خائفه .. و جلست تلتقط بقايا جوالها ..
والخوف بدأ يتصور لها في تلك التي تصورت من قبل لناصر ..
اهي تلك المحادثات الماسنجريه الخفيه مع اجناس مختلفه ..
لكني لم ارتكب جرمآ مفدحآ .. كانت مجرد تعارف لم تطل حياتي بسوء لا من قريب او بعيد ..

لم افقد قيمي .. ولم افقد اهم ماتملك الفتاه .. رأس مالها وكنزها في الحياة .. سمعتها ..
و قصه اسمها التي ترافقها مدى الحياة..

رفعت رأسها بذهول .. يجب ان تفهم ؟ يجب ان تعرف مغزى كلامه المبهم
لكن كيف ؟ كيف اعرف .. بطريقه لاافقد فيها حق من حقوقي معها ...


***********************



وحل المساء بعدما انتهى من يومه الدراسي وهو الان بداخل سيارته... مسترخي على مقعده ..
يستنجد بعض من البروده لكي تريح جسده المرهق ..
شعر بالخجل بالطلب من بعض اصدقائه من يعملون معه ان يمكث لديهم ..
لك واحد منهم لديه عائله و بيت يسكن اليه دون هموم غيرهم ..

جفل لطرق على نافذه سيارته ... فتح الباب على اثره بسرعه وابتسم
سعود : هلا ابو حاتم ..
ابو حاتم : تعال ياولدي اجلس معي ..
سعود بإحراج : ماودي ازعجك يا عمي ..
سحبه ابو حاتم من ذراعه وقال ..
: لا ازعاج ولا شيء .. انت في حسبه ولدي ... اجلس معنا حتى ربي يفرجها عليك ..
ابتسم سعود وقال بهدوء ..
: خلاص انت تامر .. بقفل السياره ..

مشى معه بهدوء لبيت يبعد مسافه قصيره من المدرسه ...
بيت صغير مكون من حجرتين .. . له حوش قصير ..
قطع ابو حاتم الصمت ..
: لا تستحي وانا عمك .. البيت مافيه الا انا والعجوز وبنتي الصغيره ..
سعود : ما تقصر يا بو حاتم .. معروفك مابنساه طول عمري ..
ابو حاتم : الواحد مايبي من الدنيا الا الاجر .. وانا لو مااعرفك واعرف اخلاقك ما ادخلك بيتي .

تنهد تنهيده مع ابتسامه امتنان باهته .. و تذكر اهله .. وبالاخص جده ..
و شعر بتأنيب الضمير لتركهم ..

دخل مجلس صغير بدون باب في حوش البيت المعزول بالاشجار وحوض الريحان والنعناع ..
مكان هادئ .. يساعد على الاسترخاء ..

ابو حاتم : حياك ياولدي ارتاح هنا .. بدخل اجيب لك الشاي والعشاء ..
سعود : لاتتعب نفسك يابو حاتم ..
ابو حاتم : افا ياولدي .. الواجب اكرام الضيف .. والجود بالموجود ..

جلس و تأمل المكان بعمق .. نقيق الضفادع وحشرات الليل من اعلى الشجره
ومواء قطه قريبه منه لايبدو عليها الفزع منه ... كل ذلك جعله يبتسم ... ويسترخي .

اخرج جواله .. وفتحه بعدما اغلقه يوم كامل ..
تردد في الاتصال بليلى ... بما انها الوحيده التي لا تعلم بالمستجدات ..
اعاده مكانه بيأس لعدم تواجد شبكه في المكان ..

سمع صوت ابو حاتم يطلب عونه فهب واقف لمساعدته ..
وقد زادت عليه الهموم لانه اثقل على شخص بطيبه ابو حاتم ...



*******************************

وجبه عشاء فاخره في اشهر مطاعم المنطقه ..
ابتسم مطلق .. لحديث جابر المشوق عن قصص حياته المشوقه ..
كان يتبادر الى ذهن مطلق بأن الماكث امامه ذو شخصيه مصقوله بالتجارب ..
اعجب فيه وفي ثقته الكبيره بنفسه ..
رمى بنظره ناحيه ساعه يده ... يرقب الوقت كدقيقه من دقائقه ..
ينتظر الوقت ان يسمح له بالاتصال بها .. والوفاء بوعده ..
يخاف عليها ان تشق على نفسها وهي في انتظاره
ويشفق عليها ان تعاني وهو لايعلم ايطول هذا الموعد ام ينتظر ..
كان يجب ان يرسل لها رساله .. ويبلغها بالمتسجدات على ان تنتظره .


ايقظه رنين جوال .. اخرج جواله على الفور لكن للاسف لم يكن له الاتصال
بل برفيقه الذي يجلس امامه ...
جابر : دقيقه لو سمحت يا مطلق .. هذا المحامي برد عليه و ارجع لك ..
مطلق بإبتسامه فرج ..
: تفضل .. خذ وقتك ..

على الفور .. اتصل بـ ليلى مستغلا تلك الاستراحه ليرتاح ذهنيآ ..
اتصل اكثر من مره ... لكنها لاتجيب ..
فأرسل رساله .. " ليلى .. انا مشغول حاليآ .. لاتنتظريني .. "
قبل ان يرى تلك الحسناء تقترب من طاولته بإبتسامه صغيره ..
رغم تلك النظاره الكبيره التي تحجب عيناها عنه .. إلا انه عرفها على الفور ...

انهى الارسال ..وضع جواله على الطاوله واستند على ظهر الكرسي بإستقامه ..
وقد صرف نظره عنها بكوب القهوه البارد .. رغم قرعات كعبها العالي الذي يتصاعد دخل اذنه ..

وقد نبض عرق في صدغه ...عرق غاضب ينبض بوضوح ...
ولايعلم لما الغضب في مثل هذا الوقت ؟

جلست بأريحيه وكأنها ليست مع رجل اخر ..
: السلام عليكم ..
رد عليها وقد شرب بعضآ من القهوه ..
سألته وعيناها على هاتفه الذي يومض برساله ..
: وين ابويه ؟
رد ابوها من خلفها ..
: انا هنا ... كنا نترياك .. وين كنتي ؟
ابتسمت تلك الابتسامه الجميله ..
: كنت ويا رفيجتي .. اعتذر عن التأخير ..

جابر بنبره فخوره..لهنادي ..
: هنادي بنتي الوحيده .. ممكن تستغرب كيف اعاملها بحريه ...
قاطعت والدها ..
: انا اقولك .. ابوي كان وده في ولد لكن ربي ماكتب .. فجيت انا ..
إلا خبرني يا استاذ مطلق انت عندك خوات .. ؟

مطلق بملامح هادئه ..
: ثلاث ..
هتفت بصوت حماسي ..
: واو ماشاء الله ... يالله كنت اتمنى يكون لي اخت او اخ .. انت الكبير صح ..
هز رأسه متقبل كلامها فمال ناحيه الطاوله مستند عليها بمرفقيه ..
: تقدري تقولي كذا ..

ابتسمت له لكنه ارخى نظره ناحيه الجوال ... ليقرأ الرساله ويبتسم ابتسامه عذبه
جعلت تلك تحدق له بجرأه دون وعي منها ..

واصدق هوى يا سيّدي " عشق صامت "
// ما هو هوى كذب .. يومين ويرووح !!
عشق القلوب اللي .. على العين بانت
// تبقى عشانك .. دونها .. هم وجروح
إن جيت هانت ( ضيقتي) .. إيه هانت
// وإن رحت هدّ فداخلي هم .. وصروح

رفع رأسه .. ونظر بشكل عادي .. يتبادل الحديث حتى موعد العشاء المنتظر
و هنادي تتشاغل بكل صغيره وكبيره تمر على ضيفها ..
ابدت اهتمامآ واضحآ بعدما شعرت بتلك الهاله من الجاذبيه والسطوع ...
تخطو خطوه الى الامام .. ولاتعلم انها بدايه التعليق في الفضاء الفارغ .



************************


مضت أيام حتى استقر الاسبوع الى نهايته واشرف الاخر على البدايه .. ولم ينتبه له احد
من يبالي .. فا الايام متشابهه لبعضهم ولم يعد احد يهتم ماليوم وما بعده .....
تمر على الجميع اوقاتآ عصيبه .. ليس احد في مأنى عنها ...
ولا غرابه في ذلك .. الحياه هكذا ..

انطلقت نجمه في عملها الصباحي والذي اصبح شاقآ عليها ..
استهلكت الهموم كل ذره كبرياء وطاقه لديها .. و هزل جسدها على اثر العذاب الذي تعانيه بصمت ..

استجابت مسامعها لطرق معروف ومعتاد لها .. فتجنبته لايام طويله ..
لكن الان لم تعد قادره .. يجب ان يفهم الجميع ان كل شيء قد انتهى ..

من مسافه بعيده .. ردت بصوت مهزوز .. وبالكاد ترى الشخص الماثل خلف نافذه صغيره
: نجمه ..سلام .. وينك يابنت ؟ معقوله كل يوم ادق عليك ولاتردين حتى امك ماترد . وشفيك ؟
تنهدت و في يدها سله من الملابس النظيفه قد وضعتها لتكون حجه واضحه لانشغالها
: مو فاضيه ياسلوى .. عندي اشغال كثيره ..
سلوى بإبتسامه ساخره ..
: ويش الجديد .. كل يوم عندنا اشغال .. انتي تتهربين مني ؟ علشان مااسأل ..
لازم تتكلمين يانجمه... البيت مقلوب .. ومافي احد فاهم شيء .. كلنا ضايعين ..

نجمه بتوتر : سلوى .. ارجوك انتهى كل شيء ..
سلوى : لا مافي شيء انتهى ... صارت امور كثيره .. ايش صار لكم يانجمه ..
الله يخليك فهميني ؟ ايش اللي صار بينكم لدرجه الطلاق ؟

ادارت ظهرها وقالت : خلي سعود يفهمك .. الموضوع انتهى بالنسبه لي .
سلوى بحده : سعود ..ترك البيت ..

سقطت السله من يدها وألتصقت يدها بصدرها
حيث قلبها قفز من مكانه ... يصرخ .. يستنجد به ..


بالكاد حركت نفسها بنصف استداره لكي ترى ان كلمات تلك حقيقه وليس مجرد خداع ..
لكن تعابير سلوى الحزينه كانت خيردليل على صدقها ..
اقتربت دون ان تحسب لخطواتها اي حساب .. كانت اشبه بالهروله ..

التصقت بالجدار وقالت بلهفه ..
: ايش تقولين ياسلوى ؟
هزت رأسها ومسحت دموع تساقطت حزن على حالهم ..
: جدي تهاوش مع سعود علشان انه طلقك... وطرده من البيت .. لانه رفض يرجعك ..
صرخت بإستهجان رغم مساسه بمبنت الالم ..
: ليش طيب ؟ هذا قراره هو .. وحياته الخاصه ؟

سلوى بهدوء بعدما امعنت النظر الى ملامح نجمه ..
: انتي اللي تقولين الكلام هذا ؟ هذا وانتي اللي طلقها ؟ الموضوع ماتقبلناه بسهوله
كيف بك انتي ؟ لا تكذبين على نفسك الامر ماهو سهل ؟

نجمه بضيق : الطلاق مو نهايه العالم ..لا انا اول واحده تتطلق ولا اخرها ممكن خيره لنا .. المهم سعود وين راح ؟
سلوى : هذا اللي محيرنا يا نجمه .. ماكلمنا من وقت ما طلع .. و اجدادي حالتهم حاله ..
وانا خايفه عليه ؟

لم تعد تحتمل فبكت بدون توقف .. ونجمه تدور مكانها مابين خوف و قلق وحزن شديد
عضت طرف اصبعها.. وسحبت نفس طويل رغم ارتجافها الواضح .

تعبت من الصمت ..
تعبت من رمي نفسها الى كومه من النار والحرائق متشعله في داخلها .
تعبت من تذكره بحنين يقطع نياط القلب ..
تعبت من الفدائيات التي ضحت بسعادتها من اجلها ..
يكفي ما هدر حتى الان .. يكفي ..

سألت بحزم : جدك وينه الحين ؟
مسحت انفها وقالت بإستغراب ..
: اظنه في المجلس هالحزه ؟ ليش تسألين ..
لفت شعرها المسدل بطوله على ظهرها بلفه دائره كبيره ..
وقالت بعدها بصوت عالي وقد انسحبت من مكانها ..
: بيصير خير ياسلوى .. اوعدك .. كل شيء بيرجع مثل اول واحسن .

وتركت سلوى تنتحب مكانها وكأن كل مافعلته هو التحدث مع الهواء والرد عليها ..
لم تستفد شيئا سوى مضيعه وقتها ودموعها وبعض من طاقتها التي اوشكت على النفاذ ..



***********************




انتظرها في المجلس وهو يطرق برأسه للارض ..
يعد الدقائق لينتهي من عذابه الذي اوشك على الانتهاء .. كما يريد هو .
وزادته عليه تلك التي لم تعرف الرأفه في حالته ..
غاضب هو منها .. وغاضب من نفسه ..

دخل طلال .. واتخذ مكانه ..
: هلا.. يا لنسيب .. علامك متوتر ؟
ابتسم ناصر : لا متوتر ولا شيء ... إلا كيف الشغل معك ؟
طلال : الحمدلله .. تمام .. ان شاء الله يرجع استاذ مطلق على خير و يهتم بنفسه بالشركه ؟
احس انه طول في سفرته هذي ؟
ناصر : اكيد في ظروف منعته ..
صمتوا للحظه وبعدها قال ناصر بنبره حماسيه ..
: إلا مافكرت تتزوج ياطلال ؟
ابتسم طلال وكأنه شعر بالخجل من سؤال ناصر المفاجئ ..
:مافي شاب في عمري مايفكر بالزواج والاستقرار .. لكن واحد في مثل ظروفي .. صعبه شوي
ناصر : وشفيها ظروفك .. ماشاء الله عليك .. شاب خلوق وعندك شغل و بيت وين الصعوبه فيها ؟

تنهد طلال وقال بصراحه ..
: صراحه ... ماودي اغامر واتزوج وانا بعدي ماكونت نفسي ..
ناصر بإلحاح غريب ..
: تشتغل في شركه مطلق وتقول ماكونت نفسك .. انت انوي وتلقى بنت الحلال ..
سخر من كلام ناصر بقوله ..
: ومن تقبل في واحد .. يعيل اهله و مايقدر يستغني عنهم ؟ تعرف بنات اليومين وشروطهم التعجيزيه ..
اخذ نفس طويل وبعدها قال بإبتسامه عريضه ..
: يارجال خليك مني ؟ المهم طمني عنك انت ؟

اقترب ناصر وقال بجديه ..
: انت اذا نويت .. ابشر ببنت الحلال ... !!
غص بكلماته .. فأبتلعها على الرغم من الالم .. واكمل ..
: ابشر ببنت الحلال اللي تسرك .. ؟

طلال بنبره ضاحكه ..
: اللي اعرفه ان ماعندك خوات ... لايكون اشتغلت خطابه واحنا ماندري ؟

ضحك ناصر وقال : هذا جزاتي اني ادور لك الراحه ..
على العموم اذا كنت ماتبي على راحتك .. اهم شيء انك ترغب في الزواج من نفسك ومافي احد يجبرك ..

تصاعد صوت طلال بإحراج ..
: ومن هي اللي تقصدها ؟

ابتسم ناصر واسترخى وكأنه سنارته غمزت في مكانه الصحيح ..
وقال : اخت مطلق الغانم ..

ارتسمت ملامح الدهشه .. على وجه طلال .. و التزم الصمت يدير الفكره ويدحرجها في رأسه
من كل النواحي .. رغم الخوف الذي استبد به من الفكره ..

اما ناصر فقد تنفس بهدوء .. .. وقد تموضع مكانه بإرتياح ..
سينتظر القادم بصبر و ترقب .. وسيهتم بكل الجوانب ..
تلك الفكره سيحرص على تكوينها .. وتجسيدها بجهوده بصمت ..

يجب ان ينتهي من تلك المعضله الحقيقيه ..
يجب ان ينتهي .. وينتصر .



********************************


اي ازدحام مر في يومها هذا .. تتشاغل بأي شيء لئلا تتذكر ذاك البعيد عنها ..
زياره امها .. اتصال مع اختها .. و مع اخيها الذي اغلق جواله منذ فتره طويله ..
وشعرت بالملل بعد كل هذا .. مطلق وكم اتصال عابر كانت معه فيه .
مشغول بما فيه الكفايه .. عقله ممتلئ بالكثير من الامور ..
ولاحيز لها هناك .. وان كان.. فهو بعدما ينتهي من كل اموره العالقه ..
ابتسمت برضا .. لابأس .. ياليلى ..
اقنعي بالقليل ولاتكوني طماعه في الكثير .. الكثير .. مما لاتستطيعن احتماله ولا هو يسيتطع ان يمنحه لك .

انتبهت لاريام جالسه لحالها .. وتحدق في شاشه الحاسوب بدون ان تمسها ..
طرقت الباب بخفه .. :
مساء الخير ياحلوه ...
ابتسمت اريام .. لتخرج من ذهولها ..
: مساء الخير .. اشوفك صاحيه ؟ غريبه عاده من بعد صلاه العشاء تنامين ؟
دخلت وجلست على الكنبه الطويله ..
: ماجاني نوم ... قلت اجي واسهر معاكم .. إلا وينها سمر ؟
اريام : في المطبخ .. اكيد تخترع لها شي تاكله ..
وعادت الى التحديق .. لتغلق حاسوبها بتأفف ..
رمت ليلى عليها نظره عابره ..
حاولت تتقرب منها لكن خافت ان تصدها بأسلوبها البارد ..
لكنها جازفت بسؤالها ..
: خير يا اريام .. اشوفك متوتره طول الوقت ؟
اريام بإبتسامه بارده ..
: لاحظتي .. ؟!!
تشجعت ليلى بالاقتراب منها وسؤالها مجددا ..
: خير فيه شيء اقدرو اساعدك فيه .. ؟
تطلعت لها بملامح ضائعه لاول مره تكون اريام عليها ..
: لا .. مافي شيء.. يعني في امورمزعجتني في الجامعه علشان كذا متضايقه..
ابتسمت ليلى ..
: الله يهون عليك ان شاء الله ..

استجابت على الفور لنغمه جوالها .. وتفتحه بلهفه
: سعود .. حبيبي وينك ؟
تصاعدت ضحكه من الطرف الاخر ..
: موجود يالغاليه .. لكن لايسمعك مطلق وانتي تقولين حبيبي ..
ابتسمت بخجل .
: وينك ياخوي ..؟ دقيت عليك اكثر من مره لكن مغلق ..
سعود : ماكان فيه شحن .. لكن لما شفت رسالتك قلت لازم اكلمك علشان اطمنك علي ..
ليلى :سويت عين العقل والله مشغوله عليكم .. حتى نجمه ...
توقفت عن الكلام .. لكنه علق ..
: ماعليه ياليلى .. هذي ايام صعبه وتعدي ..
ليلى بحزن : كيف اهلي ؟ كيف تقبلوا الخبر ؟ اكيد انزعجوا ؟
تنهد سعود وقال ..
: جدك مهما سويت وفعلت ماراح يرضى .. يبيني اسوي كل شيء على كيفه ..
قاطعته ليلى : الله يخليك ياسعود لاتزعله ..
انقطع صوته لتعود ترجوه ..
: سعود لايكون زعلته .. جدي ما يتحمل .. انت المفضل عنده لاتوجع قلبه مثلما سوى ابوي ..

صرخ بصوت عصبي .. وخرج من بؤره الضوء ليكون الاخ المثالي ..
: جدك اللي تخافين عليه .. طردني من البيت ولارف لها جفن ..
جدك اللي تقولين انه يعتبرني المفضل عنده .. عاملني مثل البزر ولا حسب لرجولتي اي حساب ..
وابوي للمره الالف ماسوى شيء غلط .. اتبع قلبه و ماغلط غلطه حياته مثلي .

اغلقت فمها بصدمه لم تستطع التعليق عليها ..
اقتربت منها اريام بخوف .. : ليلى .. خير فيه شيء صاير ؟

هدأ الاخر بإنفعالات ساخنه مثل حمم بركانيه تحرق الاخضر واليابس في طريقها
تاركآ تلك المساحه الفسيحه من تأنيب الضمير يأخذ من روحه الكثير ..
استنزاف طويل من المشاعر حتى لم يعد يستطع التحكم بنفسه ..

همست بصوت ضعيف غير مصدق مايحدث ..
: ليش ماخبرتوني ؟ ليش تعاملوني وكأني واحده غريبه بينكم ؟
سعود : ايش نقولك .. الموضوع صار وانتهى ؟ ومثل ماقلت تدخلك مابيغير اي شيء ؟

ولم تعد هناك كلمات تقولها في مثل موقفها هذا ..
انتهت تلك القصه الجميله والاحكوكه المتكامله ..
الحلقه المغلقه في حياتها الماضيه قد انفصلت و تقطعت وصلاتها ..
اصبح الخوف من القادم اكثر استبدادا بها ..

بهتت ملامحها حين قالت بحزم ..
: ارجع لجدي ياسعود .. مالك غيره بعد الله .. ارجع له ياسعود واطلب منه يسامحك ..
ارجع لو تبي تحافظ على عائلتنا .. ولاتنسى فضلهم علينا .. لاتزيد مواجعهم ..
فكر واعرف وين المشكله ... كل شيء بالتفاهم يصير ..

سعود بهدوء : بشوف .. اكيد ما بطول في الغيبه .. لكن قلت اخذا استراحه محارب ..
على العموم اتصل فيك بعدين واقولك .. مع السلامه .

ابتسمت رغم الالم الذي سرى في اوصالها ..
ألم اصبح ادمانآ حتى الهلاك ..
كل يوم بصوره مغايره وشكل مختلف .. من كل النواحي يأتي إليها ..
احباء قلبها يعانون .. يتمزقون وحيدين .. فمانفع الراحه لها وهم في قلب العاصفه ..


ارتعشت شفتيها و انذرت عيناها بدموع قد اعتادت ان تبكيها دائما ..
لكن فجأه هبت واقفه .. تمشي بآليه ناحيه حجرتها تلك ..
التي تستوعب جدرانها كم هائل من الدموع و شهقات الحياة العسيره ..
من تحتضن همومها و تفشي لها بأسرارها ..

اما سعود فقضى اوقاته يتأمل نجوم قد اضيئت في ليلته المظلمه .. وتمنى لو ان واحده هناك بين جوانحه
تضيئ وحشته وتهديه الى الصواب دون ألم او حتى عذاب ..

همس لنفسه بألم وقد بدأ يستشعر بعض المسؤليه التي فلتت من يده ..
: انتهت استراحه المحارب .. انتهت .

شعر برغبه في السفر بعيدا .. بعيدا .. حيث سيكون وحيدا لا احد معه هناك ..
صدرت نغمه رساله من جهازه .. ليهز رأسه رفضآ وكأنه يقول ولا حتى وسيله اتصال
تجبره في العوده الى الواقع حيث المراره هناك .

فتح الرساله بعبثيه .. و فتح عينيه على وسعها .. على تلك الكلمات التي ومضت في وجهه غفله ..
لكنه ابتسم بعدها .. ابتسامه للناظرين هي اشبه بإبتسامه ساخره ..
ابتسامه رجل قد استفز و اعلن التحدي في وجهه على ان يتعارك ويبدأ صراعآ

فهل يقبل التحدي المطلوب بين اسطر الرساله ؟


***********************


تبعثرت الاوراق على صفيح ساخن من الاحداث القادمه ..
وماكان بالامس مضمونآ .. اصبح اليوم مستحيلآ او نادر الوجود ..
لاوجود للمشاعر الان .. فالحسابات قد تبدلت ..
والاحداث قد توالت ..
والقلوب قد ضعف نبضها .. وكأنها تنذر بالتوقف ..
دارت دائره الحياة على الجميع ولااحد مستثنى منها .. واصبحوا الان في مواجهه اقدارها ..

بعضهم يبحث عن نفسه في غمه المجهول .. يطارد طيف في دهاليز الحياة ..
والاخر يثبت نفسه حيث توقف .. ولايريد الحراك بعدها ..
اعتقادات انفسهم بأنهم على حق .. وهم على حق .. يظنون ذلك
لابأس .. كل يمشي في طريقه وكل في معتركه الخاص مع نفسه ومشاعره وحتى قيمه ومبادئه ..

وماكان سهلا يسيرا .. اصبح صعبآ مريرآ .. غايه في الهلاك من اجل الخلاص ..
لن اظلم الجميع .. فالبعض من الكل .. يدعون من اجل الاخرين ..
تتواصل مشاعرهم .. على الرغم من كل شيء ..


دمتم بخير
ألقاكم
كبرياء الج ــرح

كبرياء الج ــرح 08-06-11 08:05 AM






سلام من الله ورحمته وبركاته ...
تحيه طيبه الى الجميع ... كيف حالكم .. وحشتوني ...
مشكوره اراده يعطيك العافيه يا مشرفتنا الرائعه
وسوري على التأخير ..

** اثرني احبه **
شكرا حبيبتي على السؤال .. الله يعطيك العافيه .. تسلمين لي انتي وكل من سأل عني ..
القاك ..


البارت السادس والاربعون :





وَ علِّق للحبيب أكبر ( أحبَّك ) .. بالسِمَآء .. وَ إصبر ..
يجي يُومَه .. وَ يرفع نآظريه ..
وَ يذكر أحبَآبَه
. ..
.
.-
.

إبتسم .. إبتسامه واسعه لنفسه على نافذه زجاجيه تعكس صوره زاهيه له وهو في ابهى حله ..
يظن المارون به انه مزهو لنفسه لحد الغرور وقد ارتدى ذلك القميص القميص والبنطال الازرق ..
زرقه جعلت سماره الشرقي اكثر وضوحا .. فبدى وكأنه صوره لاحدى الاعلانات التجاريه ...

متردد في الدخول لاحدى المحلات .. و بالخصوص تلك التي كان يقول فيها سابقآ .. قطعآ ومستحيلآ والبته
و خطآ احمر داكن تحتها لدخولها فقط ... محلات نسائيه ..
لكن ذلك الفستان الاحمر بتفاصيله المثيره ... جعله يثبت مكانه دون حراك .. اغراء من نوع اخر ..
كانت ليلى من ترتديه ... هي من تجعله رائع .. هي من جعلته يبدو كتمثال امامه ..

ابتسم مجددا متخيلآ صدى لضحكات ناصر عندما يسمع بمثل هذا الخبر ..

سحب نفسآ عميقآ و خطا خطوه للداخل ... لتلفحه تلك الروائح العطريه الشذيه .. ولتنجذب
إليه اعين النساء كأنه دخل للتو حديقه فراشات وهو الدبور الغيرمرحب به ...

ابتلع غصه كبيره وبعثر شعره محرجآ ... وقد اقتربت منه احداهن ويبدو انها البائعه ...
: اهلا وسهلا ... تفضل ..
اشارت بيدها ناحيه المكان المزدهر بالكثير من الفساتين الملفته للنظر ....
قاطع تخيلاتها التي تجعلها تعتقد انه يدور كمتذوق و هو لايفقه شيئا في عالم النساء البراق ...
: اشكرك ... لكن لو سمحت ..ابغى مثل الفستان المعروض في الواجهه ...
تدخلت بإبتسامه : قصدك الفستان الاحمر ...

اومأ برأسه .. لتسأله اسئله كثيره .. فيما يرغب و مقاس محدد ..
شعر باختناق من تلك الروائح الانثويه والهمسات التي تعالت حتى اصبح يسمع المديح والثناء مباشره ..
انتظر تغليف الفستان ... و هو يخرج بطاقته المصرفيه .. ويترك جواله على الطاوله بعدما ألقى نظره
سريعه على الساعة ...

قبل ان يشعر برعشه تتسلل الى عموده الفقري لسماع صوتها الانثوي الهادئ الذي عرفه بالتأكيد
هنادي ابنه المدير لاغيرها صاحبه مثل هذا الصوت الممتلآ بالدلال ..
: استاذ مطلق ؟
التفت لها بحده كصوتها الذي اخترق مسامعه ... وتأمل ذلك البريق الكريستالي من عباءتها الفاخره ..
اعقبت وهي تتكآ على طاوله المحاسبه وفي يدها الكثير من الفساتين ...
: اخر مكان اتخيلك فيه ... ؟ فاجآتني صراحه ..
ابتسمت تلك الابتسامه الجميله التي يغرق فيها فوج من الرجال ..
ليجب بإبتسامه متوتره : حتى انا .. ؟
رفع رأسه بشموخ وكأنه بتصرفه هذا يتعالى على مشاعره ..
وأكمل : ما اظن المكان محرم على الرجال ...
نظرت حوله وسألت بفضول ..
: لا ابدا ..اكيد جاي تشتري هدايا .. وطبعآ لإخواتك اذا ماكنت غلطانه .. اذا كنت تحتاج مساعده تراني في الخدمه ..
ابتسم للبائعه وهو يناولها البطاقه ..
: اشكرك .. لكني تقريبآ انتهيت .. .. التفت ناحيتها وكمل بثقه ..
: اشتري هديه لزوجتي ...
فتحت فمها الصغير .. و التفت حولها بتوتر .. هل حقآ ماسمعته ؟
لكنها اعادت قوله بذهول : زوجتك ...
اخذ الفستان .. اومأ رأسه بإحترام متجنبآ النظر الى وجهها المتصلب ..
لكن قبل رحيله سألت سؤالها الاخير ..
: متى تسافر يامطلق ؟
رفع حاجبآ متعجبآ لامرها ... مرة تناديه بالالقاب .. والاخرى تجرده من لقبه وتناديه بصفه عاديه ..
مابالها ؟
ابتسم .. لينبض قلبها بين اضلعها بقسوه شعرت بالالم خلالها ..
: ليش تسألين ؟
اجابت بتوتر : نسيت العقد وموافقتك عليه .. احنا مازلنا مصرين على شراكتك ؟
اومأ برأسه بتفهم و اختصر قوله ..
: بكره .. ان شاء الله .. تحياتي لوالدك ..

لوح بيده وبعدها .. خرج من حيث دخل .. وللتو قد استديرت اعين النساء لامورهن وانشغلن بها
بعد ذلك الانقطاع القصير ..
وهي زفرت من داخلها بخارآ حارآ اذاب قلبها مع شرايينه ...
لمست موضع نبضها وسألت نفسها ..
ما بال حالك ياهنادي قد تغير عندما ترين هذا الرجل ...
تجهمت وقد بدت تطرح على نفسها سؤالا مهم ..
قصده بغدآ يسافر ام غدآ يحضر الى الشركه ويوقع العقد ؟!!!

ألقت بالفساتين بإهمال و تركتها .. بعدما فقدت الرغبه في التبضع بعد تلك الصعقه القصيره التي
صدمتها ... وفكرت بالمغادره .. قبل ان تلوح لها البائعه بشيء لفت نظرها واثار اهتمامها ..




************************************



ياليل لاتبكي فؤادي العليل ..
ياليل احجب عني تلك الاحزان المتوشحه في غياهبك ..
فلم اعد اطيق الصبر في انتظار الفرج ان يحل ..
ليس سوء ظني مني في أمل ينيره الله لي من جوف الظلام ..
لكني بت من الضعف ماعدت اقوى فيه على الاستقرار ...

كتبت الرساله بجهد بالغ الصعوبه ..كل حرف بمعنى ألم وكل ألم بمعنى جرح وتنازل وهزيمه
اقتنعت بها مؤخرآ وان كانت مازالت تعتقد انها ليست سببا رئيسيا بل تشاركت معه الاسباب ..
لقد قدمت الاضحيه الكبيره .. هي نفسها .. وكبرياءها الذي تهشم الى ألف قطعه ..
وقفت في وجه كبيرهم .. مالم تتوقعه هي نفسها .. ومالم يتوقعه احد منها.. ماكان يجب منها ان تفعله
منذ زمن طويل ..
صارعت خجل الانثى الذي يمنعها من المصارحه ..
في وجهه وقفت صامده.. تضع لنفسها قيمه .. بين كم هائل من الرجال ..
من اجله هو ... من اجل عودته قاومت كل الصعوبات وتحدت نفسها بينها ..
لم ترضى بأن يدفع الثمن بمفرده ..

وقفت على عتبه بابه .. تقدم قدم وتأخر اخرى ..
حتى شعر بوجودها فرفع رأسه ثم اخفضها بقوله ..
: ادخلي النسوان داخل ..
ابتسمت تحت غطائها وهي تقترب منه قليلآ ولعل ابتسامتها محرجه اكثر من جرأه اعتقدتها ..
فألح عليها بصوت منزعج ..
: اقولك الباب من هنيا ... انتي من تبين ؟
خرج صوتها مضطربآ ...
: انا نجمه ياعمي ...

هدأ العجوز مكانه وارتسمت ملامح السكون عليه .. ولم يعلق على وجودها فأستغلت الفرصه ..
: جيتك ياعمي علشان اقولك .. الذنب ماهو ذنب سعود .. الذنب ذنبي .. اخطيت في حقه ..
لو انت مكانه كنت سويت مثله واكثر ..

تنحنح العجوز وكأن قولها لم يروق له ..
: ماهو عذر يابنتي .. وماله لزوم انك تجين بنفسك و تخبريني بفعله .. الولد راح من شوره .. فارجعي لبيتك الله يستر عليك .
تنهدت بيأس لكن لم تستسلم ..
: عمي .. سعود رجال مافي منه .. والله انااللي .....
قاطعها الجد : وانتي ندمانه ؟
كانت نظراتها مليئه بالتحدي .. كانت مستعده للكذب لتشعر بالانتصار .. لكنها قالت ..
: الندم جاني من صوب اهلي .. لكن انا وسعود اخترنا و نتحمل ما جانا ... لكن اما انك تطرد سعود علشان يرجعني
فهذي عيبه في حقي .. مااقبلها ولو ابوي سواها ...
الجد بحزم : انتم ماتعرفون مصلحتكم ؟
ابتلعت غصه كبيره من التحمل فتراجعت منهزمه ..وقالت ..
: ولا انتم تعرفون .. انا مابي ارجع لسعود .. حتى لو جاء معك يالشيخ .. فالسموحه منك من الحين ؟

تركت المكان بوقاحتها المعتاد .. ضربت بكل شيء عرض الحائط وعادت متعثره ...
تجاور الجدران الصامته لتخزن دموع الخساره و الخذلان ...

اما عن الجد فأبتسم .. والمشكله انه ابتسم ولم يكن شيئا مما قالته اغضبه ..
شيئ من هذه الفتاه يعجبه .. تلك الروح المعانده .. تذكره بنفسه ..
تنهد مستسلمآ ... ولسان حاله يقول ما عاد باليد حيله يا عزيز ...


شعرت بألم يحيط بجسدها بعد تلك الدقائق التي استهلكتها معه ..
لم ينلها بعده سوى توبيخ والدتها على خروجها من غير استئذان و سكوتها الذي طال وصدع جدارن الكلام .. .
فتهالكت على فراشها وكأن الحمى بدأت تزورها و تلطف عنها مامضى ..
وكأنها ستؤجر عما اقترفته في حق نفسها وفي حق سعود ..
الذي مازال ذكراه ينهش قلبها ويدميه ... وهي تتابع بشفافيه تلك الكلمات التي كتبتها له لعله يفهمها




( هذي المره الثانيه اللي تاخذ فيها قرار خطأ في حياتك .. .. لا تتحجج بي كعذر للهروب
واجه الحياه برجوله .... وارجع لاهلك لانه لو فكرت تشوف مافي شخص يقدر يفرقك عن الناس اللي تحبهم
حتى لو كان الشخص هذا انا ) ............................



******************************



تقدمت منه والغضب يملأه على اهماله لها ايام طوال ..
شعرت بغصه كلمات تكدست في فمها .. ولو اتيحت لها الفرصه لن تعرف الصمت بعدها ...
ابتسم لكن لم يجد صدى لابتسامته لديها ..
ناصر بهدوء : يالله هاتي اللي عندك .. انا جيت علشان اسمعك ..
بنبره غيرمباليه ..: ماعندي شيء اقوله ..
تنهد وقال بعدما اقترب منها ..
: ودادي لاتسوي فيني كذا .. والله كنت مشغول ..
وداد : مشغول .. مافي مشكله عندي .. حتى انا كنت مشغوله .
مسح وجهه بيده وقال ..
: وداد .. ماهو معقوله اول مشكله في حياتنا .. مانعرف نحلها .
رفعت نظرها له ... وقالت ..
: قول لنفسك هذا الكلام .. انا ماكان عندي مشكله اتشارك معك اي شيء .. لكن انت من اول مشكله واجهتك
تغيرت معاملتك لي .. و لجأت لنفسك ..
مسك يدها بسرعه وقال ..
: وداد .. كل اللي يواجهني مشاكل المرضى اللي عندي .. وتعرفين السريه بيني وبينهم .
تأملته بنظره غير مباليه .. او بالاحرى غير مصدقه ..
فأعقب ناصر بيأس ..
: ارجوك .. لاتناظريني بالطريقه هذي .. حتى لو عندي ورفضت اقولك ماتصير مشكله بيننا ..

لم تبالي بكلامه .. فإنزعج من برودها تجاهه .. فترك يدها بجفاء
فاعترف بإستسلام : اجلت الزواج لان ماكان عندي الميزانيه الكامله لتغطيته .. تبين اقولك و تصغر صورتي
في عينك ..
اقتنع بأن مايقوله هو جزء من الحقيقه على الاقل ...

حزنت لتلك النبره الاليمه ..
: ناصر .. ليش ماقلت لي ؟ صورتك مابتغير من حبي لك .. على العكس .. كان المفروض تشاركني كل شيء .. .
ولانحط حواجز بيننا ..
ناصر : وداد انا من النوع اللي مااحب اشارك الجميع كل مشاكلي .. لازم تفهمين هالشي .
جاء دورها لتمسك يده بحنان ...
: انا مو اي احد ياناصر .. لاتحط الفروقات بيننا ... انا مستعده احترم خصوصياتك بشرط ماتأثر على علاقتنا مع بعض .
احتضن يدها بدفء و اقترب من وجهها ..
: الله يخليك لي ... و الحمدلله ربي رزقني بواحده عقلها يوزن بلد ..

ابتسمت واجابت بصوت اكتسحه الخجل ..
: عاد لاتصدق انت .. لاتحسب كل مره بمشيها لك ..

ضحك ورفع يدها لفمه .. لتنظر له بإبتسامه وقد اشرقت زاويه من الظلام كانت تجلس فيها لمده
انحجبت عنها شمسه الدافئه .. راقبت حركته التي لم تخطأ هدفها برغبه من ناصر ..
باغتها عندما سحب يدها ليشدها ناحيته و هي مدهوشه غير مدركه لتصرفه من البدايه
فقد غرقت فيه لامحاله ..

ابتسم بإنتصار وقد اقترب من هدفه .. ثغرها الباسم ومنطقها الجميل كانت كل مداركه هناك
مستغلآ جمال اللحظه لاول قبله في حياته لامرأه عشقها حتى بلغ بها مستويات الجنون ...



***************************


رقص على ازف الانتظار..
هلائك نبضيه تتوالى ..
أمل متواتر في الوصول ... لكن الى أين ؟!!!


مساء لا لون له هناك في الرياض .. جاف وحار و بلوغ من الملل حد الانفجار ...
وجو من الصخب حولها ... وهي ليست بوحيده في ذلك الجو المشحون ...
فأ ريام لاتبدو على حالتها المعتادة ... وسمر منغمسه في مغامراتها الشيقه مع التوائم ..
وهي تشعر بالضيق والاختناق .. تود لو تصرخ غضبآ وقهرا .. و مللآ ..
سألتها وفاء مرارآ واعادت والدتها تكرارآ لسوء مزاجها ... لم يكن بيدها حيله
ذلك الشعور لايطاق ... قبض محكمه من الضيق اعتصر قلبها..

مازال أمراخيها يحيرها .. ويزيد عليها مصاعبها .. لكنها وعدت نفسها بعدم التدخل بمشاكله
لكن كيف لها ان تقتنع وهي منفيه عن مسائل عائلتها لكي تناقشها بأريحيه ..
وصديقتها .. قد قاطعتها لتعاملها بالمثل .. فالحدود الان اصبحت شائكه و صعبه الوصول ..
هي تفهم الاسباب لكنها غير مقتنعه وبالتالي فهي مجبره على قبول ذلك ..
وماصعب عليها .. ذلك البعيد الذي من تركها وحيدها والهموم تحاصرها من كل جهه
وتعتصرها حتى اخر قطره من البقاء ... لم تعد ترى في اتصالاته الشحيحه التي يؤدي فيها واجبه
كافيه و راضيه ... كانت ترى فيه فراغ كامل معدوم التواصل ..
انغلقت على نفسها ... لتواجه كل مايصيبها بعزم .. بدون تدخل احد ..
استجمعت كل افكارها وهي تدخل مكتبته الكئيبة .. تحاصرها كم هائل من الكتب ...
حرصت على طلب كل مايلزمها لترمها الدراسي من مناهجها الجامعيه ..
ستكون جديه وتحرص على مستقبلها ولن تكون ضائعه في شتات الحياة والناس حولها يمضون ..
لقد قرأت مقوله ما في احدى الكتب " اذا كنت جادآ في التغيير فكن بطلآ وابدأ الآن "

ابتسمت وقد احتلت مكتب مطلق الكبير .. واستدركت نفسها بوحشه قد غمرتها وقد اصبح المكان مظلما
فجأه وكأنه لايرحب بغير صاحبه ... استرخت في عمق الكرسي الكبير .. و مسحت بطنها بحنان
وخاطبت طفلها بصوت عال : هذا مكتب البابا ياحبيبي .. ...

عدت على اصابعها كم يتبقى لها من فتره حملها .. اربع اشهر بالكثير و سوف يكون لها طفل صغير
يحمل تقاسيم ابيه الرائعه .. ضحكت بنعومه لتلك الافكار المسالمة ... ونقرت بأصابعها على المكتب المرتب ..
كم تحتاج لدفعه للامام لتمضي بطريقه صحيحه ...
وقفت تختار كتاب بين الكتب الكثيره ... ستختار كتبآ تاريخيه او ادبيه بحته يا أما عن الشعر او قصصيه ممتعه .
لتشغل به وقتها .. لكنها لم تستطع ان تركز ..وكأنها بذلك بعثره الاشواق على اعتاب حبيبها البعيد ..
عضت شفتيها وابتسمت بمتعه قد اجتاحتها .. نقرت بجوالها بأسمه المحفوظ لديها ..
واستمعت لخط متواصل للرنين طويل وبعدها ينقطع .. أعادت الاتصال ولا فائده ..
انطفأت تلك الرغبه في محادثته .. و تركت الهاتف .. على الطاوله لتعاود البحث متناسيه ماحدث ..
قبل ان يتصاعده رنينه هو .. ابتسمت تلقائيا لتلك السرعه في معاوده الاتصال بها ..
هتفت بتسرع : يعني ماتترك عادتك .. لازم تشغل بالي قبل ..
تصاعدت انفاسها وهي تسمع تلك النحنحه الناعمه لانثى ... وصوتها المغري يجيب ..
: انا اسفه . ...لكن مطلق نسي جواله في ............
لم تعد تدرك ما تفكر به او تقوله لكنها سألت بكل خوف ...
: وينه مطلق ؟ وينه زوجي لايكون صاير عليه شيء..
جاوبت تلك متداركه خطأها: انا اسفه اختي... زوجك بخير .. لكنه نسي الجوال في المحل ..
وانا ..... ؟
قاطعتها ليلى بفظاظه وقد بدأ يجتاحها كم هائل من المشاعر الجارفة ..
: وانت منو ؟ وليش جواله معك ؟
انتظرت معها لتلك اللحظه الموجزه .. فسألت بضيق :
: مين انتي و ممكن تقولي لي كيف تتصلين من جواله وانتي ماتعرفينه ؟
اجابتها هنادي بثقه : شفتك اتصلتي اكثر من مره فقلت اكيد بينشغل بالكم عليه ...
على العموم كنت بغلق الجوال ..
ليلى : ايه .. قفليه احسن .. ولاتردين على اي احد مادامك ماتعرفين ..
ضحكت هنادي برقه : هدي اعصابك يااختي .. قلت بسوي فيك خير .. صراحه ما اادري بصوتك هذا
كيف متحمل مطلق يسمعك ؟

فتحت فمها بإندهاش لتلك المتسلطه ...
فقالت برعب حقيقي لتلك الوقاحه التي هجمت عليها
:مالك علاقه في صوتي ........تجهمت لفكره شك سامه اصابت افكارها ..
وعادوت الكلام بنبره قويه : اساسآ كيف تعرفين زوجي ؟ والا انتي اللي تبيعين في المحل ؟
لو سمحت لو قدرتي ترجعين الجوال له بأسرع وقت يكون افضل شيء تعملينه ..
.. عضت شفايفها بقهر .. واغلقت الاتصال ..
وقد تغير مزاجها بالكامل .. وكل الايجابيه التي كانت تغمرها .. .تحولت لقوى سلبيه
دمرت كل نقطه تحول كانت تريدها لنفسها ..
من تكون تلك المتبجحه والتي انا متأكده ان صورتها يفوق صوتها دلالا و رقه ...
وكيف ترك مطلق هاتفه معها .. هل اصدقها .. هاتفها والمحل .. اي حجه قديمه تلك ..

هزت رأسها بعنف .. وقد بدأ تورم دموي يجتاحها من غضب كبير تحمله على مطلق ؟
وما ادراك اين مطلق الان ؟



**********************************



استرخى على الكرسي امام نافذه عريضه... وقد جذبته صوره جميله لاضواء حية للمدينه بأكملها
بينما تفكيره يسافر حيث موطنه هناك .. وحيث يريد ان يكون هناك في القريب العاجل ..
ربت على جيوبه يبحث عن هاتفه .. والتفت ناحيه سريره ... فأغمض عيونه بندم ..
وهمس : الله يلعنك يا شيطان ...
اخذ محفظته و طلع بسرعه ... تذكر انه نسي الهاتف في المحل نفسه .. وخوفه ان يقع في ايدي غير امينه ...
هبط للدور الاول .. و مشى على عجل قبل يستدعيه احد موظفين الفندق ..
استدار له .. فاقترب منه الموظف بوجه بشوش ومد له بكيس صغير ..
عقد حواجبه بإستغراب ... و تناول الكيس ... بدون سؤال .. ليتفاجئ بجواله مع بطاقه صغيره ..
اخذ البطاقه وقرأها بتمعن " مساءك خير ... يبدو من استعجالك نسيت الجوال ..
اسمح لي تراني سيفت رقمي عندك للاهميه فقط .... هنادي "

تأفف .. ورمى البطاقه داخل الكيس بإهمال .... وفتح جهازه المغلق وهو في طريقه الى المقهى
بعدما بدأ شيء من التذمر قد تسرب إليه من تلك الفتاة التي يجدها في كل مكان ... وقد بدأت تزعجه .

استرخى على مقعد في زاويه بعيده ... وقد بدأ نبضه يتسارع لاسم ليلى في مكالماته التي لم يرد عليها ..
فضغط على اتصال على الفور .... لتجيبه من اول رنه ..
: من معي ؟
ابتسم متعجبآ من سؤالها .. فرد ساخرآ ...
: اظن معك زوجك ؟
انتظر سماع صوتها .. الذي اختفى ... فعاد يسألها بحذر..
: ليلى فيه شيء صار عندكم ؟
اجابته بتسرع : ولك عين تسأل بعد .... من هذي اللي ردت على الجوال ؟
التقى حاجبيه ليدرك ذلك الفخ الذي وقع فيه ... فأجاب مترددا ..
: استهدي بالله يابنت الحلال .... لايروح فكرك بعيد ....
هدرت بإنفعال : قولي كيف ؟ واحده ترد على جوال زوجي .. كيف تبيني افهمها ؟
لا وترد وعينها قويه .... ؟

كتم غيظه من تلك الفتاة المدللــه التي جعلت الدخان يحوم حول علاقته مع زوجته ..
: ليلى .. إنت تعرفيني ؟
صرخت بغضب : لا ما اعرفك .. من قال .. قلت لي يومين وترجع وهذا انت جلست اسبوع
و اقولك عن واحده ترد على جوالك وتقول لاتفهمين غلط ...
مسد جبينه بحيره وقال بهدوء رغم مايشتعل بداخله ...
: ليلى ... اللي ردت كانت في المحل ..لاني نسيت جهازي فيه ..

قاطعته بأنفاس لاهثه : اللي كلمتني تعرفك بالاسم .... ومو من المعقوله تكون مجرد عامله فيه .
تنهد للورطه التي وقع فيها وقال بهدوء يحاول تهدأتها ..
: حبيبتي .. تبين الصراحه .. البنت بتكون بنت مدير الشركه اللي جاي علشانها .. كانت موجوده بالصدفه هناك
و جوالي تو وصل ...

انتظر يسمع ردها لكن صمتها كان يكفي بأن يشعره بأنها في حالة سيئه ..
برجاء .. : حبيبتي والله مابيني وبينها أي شيء ...

خرج صوتها هادئآ وحزينآ : لاتقول حبيبتي ...لاني متأكده انك ماتعرف معناها ..

وانهت بعدها الاتصال ... طالع الجوال بدون تصديق بأنها أغلقت الاتصال في وجهه ...
وبعد جملتها الاخيره ... شعر بالجرح والخديعه لحظه .. من تلك الغادره التي دخلت في شقوق علاقته الزوجيه
وزادتها نفورآ و تباعدآ ...

أعاد الاتصال به .. ليفاجئ بأنها قطعت الاتصال .. واغلقت جوالها ..
زفر بقهر .. لتردي الاوضاع بينهما .. لم يكن ينقصه سوى انثى دخيله تفسد عليه حياته ..
يكفي بأنه قدم من هناك وفي نيته ان يخمد تلك الثورات القصيره .. ويعيد بناء ماقد انهار ..
ويجد متسعآ من الوقت للاستراحه والعوده بنيه التجديد والبدايه الصحيحه التي تأخرت كثيرآ ...

ترك جواله وقد اشتعلت دواخله انفعالآ من كل امرأه في الكون ..
هل كان يحتاج بأن تهتز ثقتها به ...
ماذا فعلت تلك لتعلن عن تبجحها بكل جراءه ...

اخرجه رنين جواله ... لتكون اسم هنادي النابض على الشاشه .. عذرا له بأن يصب عليه جام غضبها ..
سمع صوتها الذي يكره نغمته من بنات حواء ..
: مساء الخير ..
اجابها بضيق من تلك الوقاحه ..
: ليش متصله ؟ ما اظن اعطيتك رقمي وسمحت لك بالاتصال بي ..
تهدج صوتها وكأنها متفاجآه ...
: انا اسفه .. لكن حبيت اتأكد من ان الجوال وصلك ... على العموم انا اعتذر ان كنت ازعجتك ..
اجابها بتوتر بلغ اشده لديه ..
: اكيد ازعجتني ... بمجرد الرد على اتصالاتي هذا شيء ما اقبله ابدا ..

هدأ صوتها لترد عليه : اكيد هذا بلاغ من المدام ... على العموم حبيت اسوي فيها خير لكن يبدو انه مايثمر فيها ..
صرخ بحده يقطع فيها فظاظتها ناحيه زوجته ..
: اظن مالك علاقه في زوجتي ... اعترفي بغلطك ولو بينك وبين نفسك .. ارجو انك تعلمت درس على الاقل ..
و رجاء يا اختي .. لا تتصلين علي ... احترامآ لما بيننا بيكون افضل لو مسحتي رقمي ...

انتظر ردها قبل ان يغلق هاتفه ويستند على المقعد زافرآ انفاس غاضبه من كل شيء انهال عليه في لحظه واحده ..
فتذكر صديقه .. لمن يبرد حراته ولو قليلآ ويشعر بالامل بأن اللحظه القادمه تكون اجمل ...
سيكون الاتصال بمثابه العون والمساعده .. فهو اقدر منه على حل الاشكاليه الخطيره التي وقع فيها ..



**************************


خط نار ..
قارب متأرجح في الضباب ...
و ارتعاشات نابضه تهدد بالانقراض ..
ها هنا في القلب ...
تندس مذعوره ..



شعرت بالالم يوخز قلبها ... غيره تكاد تكتسحها كلها وتخلع كل عقلانيه تصبو إليها..
حدقت في شاشه جوالها المظلمة ... و هي غير مصدقه ما آلت إليه الامور مؤخرآ ..
قال لها حبيبتي .. لم يفتعل ذلك لمصالحتها وحسب ..
بل كان يعنيها .. لان مطلق لا يخرج من مآزقه بالخداع ..
لكن كيف تهدآ وقد صبت الزيت على النار للتو ..
ماذا تفعل المرأه التي تعشق زوجها بجنون في مثل هذه الحاله ... ؟
كيف تعالج مشكلتها ولا تدعها تتضخم .. و تنفجر في وجهها بدون هوادة ...
كيف تتناسى ان امرأه اخرى في مكان اخر رأت زوجها وجه لوجه وتحدث معها بشكل عادي .. ؟
كيف يمكنها ان تتجاهل ما رأته في زوجها وتبادلته معه ؟

استصرخت بعنفوان .. وقد نهضت تتأمل نفسها في المرآه ..

و دارت نظراتها حول جسدها التي بدت علامات الحمل واضحه عليه ..
و استنكرت بأن تكون خاليه من الجمال بعد حملها ..
ألم يعد يراها جميله .. هل كان ينظر لغيرها بفتن واستحسان ...
هل تلك الفتاة اجمل منها ..
تنهدت .. بضيق كاد يفجرها ..وجلست بيأس .. وهي تحاول ان تتذكر اخر موقف حميمي بينهما
لكن لم تجد ... فكل تلك الاوقات كان مشحونه بالهموم والمشاكل التي تمر كالشوك بينهم ..

منذ حملها قد ابتعد عنها .. عادت تتأمل نفسها مجددا محاولة ان تعود مثلما كانت ؟
وقفت سمرو سألتها بعدما استندت على الباب الشبه مفتوح ..
: ليلى .. ماتبين عشاء ؟
كشرت في وجه سمر وقالت بتكدر واضح ..
: مالي نفس ..
اقتربت سمر وسألت بعدما انتبهت لملامح الانزعاج عليها ..
: خير ياليلى وشفيك ؟
تنهدت ليلى والتفتت ناحيتها ... وسألت بصراحه ..
: سمر ... أنا تغيرت ؟
ابتسمت سمر بتعجب : كيف تغيرت يعني ؟ مافهمت عليك ..
ليلى : يعني .. صرت بشعه بعد الحمل ...
ضحكت سمر وجلست على السرير مستنده بيدها للخلف ..
: بشعه مرة واحده .. مين اوحى لك بالفكره هذي ؟
ليلى : ما ادري .. مجرد احساس ..
سمر: لا ابدا .. ماشاء الله عليك انتي حلوه ...
لكن في الايام الاخيره تعبتي كثير فمن الطبيعي انك مرهقه شوي ..
لكن لو اهتميت بأكلك بترجعين مثل اول وافضل ...

جلست على كرسي التسريحه وقالت :
: واضح علي صح ؟ الله يسهل علي هالحمل .. حاسه بالملل ومزاجي سيء و موقادره اتحمل روحي ..
صرحت اريام : السبب مو الحمل .. السبب هو غياب مطلق ...

حدقت فيها متفاجئه بأن غيابه ترك اطلالآ في روحها تبكي عليه ..
تزيدها تعب و تخنقها العبرات برحيله ..


همست بنبره حزينه ..
: اشتقت له ..
سمر بإبتسامه : طيب كلميه وقولي له ؟
عادت وابتسمت ..ونطقت بعدها ..
: مافي كلمه توفي حق اشتياقي له ...

استسلمت بخذلان كالعاده.. اين لها ان تقولها له وهو لايفهم شيئآ ؟؟

فتحت سمر فمها لتتكلم و عادت واغلقته وقد ذهلت لمشاعر نطقت بها عيناها الوامضه بالكثير دونما اعتراف ..
لم تستغرب انها حادثتها بكل بساطه واعترفت بهدوء دونما كتمان ..
فهي تجهل تلك المشاعر ولاتعرف كيف تتصرف ناحيتها .. لكن يجب ان تحترمها على الاقل ..
بعض المشاعر صعبه ان تشرح .. كما انها صعبه ان تختبأ طويلآ دونما اعتراف..
ابتسمت .. وقد اصبح مكانه ليلى تتسع لديها ..
فعند سمر مقوله تحب ان تعيدها بينها وبين نفسها ..
" من احب اخي .. وكأنما قد احبني فأحببته بالمقابل "



ليلى ... و مشاعرها تنتحب بإشتياق لحبيب قرر الابتعاد ..
هل يفهم ماتعانيه ام ان الزمن امحاه الدليل ..
همست بإسمه بصمت وكأنها تناديه ليدرك لهفتها إليه ...

اناديك
لفني بعباءة حنانك
ولا تعبأ بما اقوله
او لا اقوله
اناديك
لملم اشلائي الممزقه
على طول عام من الحب والكراهية
لملمها من ليالي القلق
والفراق والإنتظار واللقاء
والشوق والشوق .. الشوق




*******************************


خرج من شقته بنشاطه المعهود .. يبتسم بين الحين والاخر .. لمواقف يتذكرها
اوبالاحرى لتلك الراحه التي غمرت قلبه .. لانه اعاد ما سقط سهوا بينه وبين وداد ...
ولن ينسى صاحبه الذي استشاط غضبآ لطلبه النصيحه التي تضاحك فيها عليه ..
وقع في ورطه بدون حساب لها ... ولايعرف كيف يرضي الطرف الاخر ...

انتبه لورقه موجوده على الزجاج الامامي ... فتحها مباشره وقرأ كلمات اذهلته بخط اليد ..
" انتبه لنفسك ولاتمشي في الظلام لوحدك وطالع خلفك دائمآ "

استدار للخلف مباشره كردة فعل .. مذهول من صيغه مبهمه في رساله خفيه ..
وفكر بشك بأن تكون مجرد دعابه من اي احد ...

جعد الورقه في قبضه يده بعصبيه كبيره وقذف بها بعيدآ ..
مهما تكن تلك الصيغه المكتوبه فأن لم يحبذها اطلاقآ...
سيكون عليه الاحتياط .. ففي عالمه اناس لايفهم عقليتهم بالشكل الصحيح
يتراءون لهم بأنه مجرد ان يفهم مافيهم و يكشف مخاوفهم انه يبتزهم و يثير خوفهم بالطريقه العلميه ..
فيثارون عليه بشكل شخصي .. مما يجعله كعدو لهم . ..

تلقى اتصالآ مفاجئآ من طلال ..
مسك المقود بيد و الجوال بيده الاخرى ..
: صباح الخير ...
طلال : هلا ..صباح الخير .. كيف الحال ؟
رفع ناصر حاجبآ مستغربآ وقال ساخرا ,,
: سلامات يابو الشباب .. تراني كنت عندكم البارحه ؟
ضحك طلال بتوتر .. و اجاب
: صدق .. توي دريت ...
ناصر : تستظرف دمك حضرتك .. ايش شارب من على الصبح ؟
طلال : والله كابتشينو ..
ضحك ناصر وسأل بإهتمام
: قول اللي عندك ياطلال .. المشكله اني فاهمك .. يعني خذها من قصيرها و ادخل في الموضوع على طول ..
طلال بتردد ..
: تعجبني والله تفهمني على الطاير... صح في بالي اقولك شيء ... لكن ماينفع بالجوال ..
ابتسم ناصر لانه فهم موضوعه وقال ..
: على راحتك ... طيب ايش رايك نلتقي على الغداء ..
قاطعه طلال : بشرط انا عازمك ...
ناصر : خلاص .. مافي مشكله .. بيننا اتصال اوكي ..
طلال : اوكي .. ياالله اشوفك .. مع السلامه
ناصر : في امان الله ..

ابتسم لانه الطريق لغايته بدأ يقترب رويدآ رويدآ ...
شعر بنشوه الانتصار قد بدأت تغزو افكاره ... مع تصاعد نغمه البدء في اذاعه اف ام الصباحيه ..


*****************************


فتحات للضمير تشق بوابه الالم ..
تداعبها نسمات الحنين ..
وتفتح نافذه لمجرد الرؤيا ..
غدآ .. مطمح للعبور ..
هناك حيث اللقى ..
حيث رشفه الحياة في ارضها الظمأى ...

.
.
.

ابتسم .. بين جموع لبعض طلبته الصغار .. قد داروا حوله مستمتع بأحاديثهم المتقطعه
لايتحدث واحد منهم حتى ينهال الاخرون في قطع كلامه ..
سعود بنبره حازمه رغم ابتسامته ..
: يالله انت وياه قدامي الفصل ..
تململ بعض الطلبه والقى باللوم على الاخرين ..
راقبهم .. رغم انشغاله بجهازه .. او بالاحرى عن بحثه عن رد مناسب يترجمه لتلك التي ادعت مساعدته
وهي التي اوقعته في حبائلها ...
طيله ليله كان يفكر .. متزعزع الرأي مابين الرد او الامتناع ..
يتصنع ثقلآ زائفآ بعدم الرد .. وكل مطمحه الان يبني كبرياءه من جديد ..
لكن شعوره بإستنزافه لاقصى رغبه في محادثتها وسماع صوتها قد سيطرت عليه .....
استند على سيارته يعيد قراءه الرساله للمره العاشره ..
محاولآ ان يجد كلمات تشفي فضوله وتسد حاجته الملحه في الرد عليها على الاقل ..
فكتب بسرعه لكلمات متدافعه تدفقت من عقله ..

" حطيت لنفسك قيمه كبيره لاعتقادك الخاطئ .. لاتشغلين بالك في اموري ..
ما اظن في سبب يخليك تراسليني فالامر انتهى بيننا ... فأرجوك لاتتدخلين في حياتي بعد اليوم "

ارسلها بدون مراجعه حتى .. او قراءتها مجددا او اعاده صياغتها ...
او حتى لتفكيره بأن الوقت غير مناسب لكي يرسلها ..
كان بأمكانه ان يتجاهل تلك الرغبه الملحه في الرد عليها ويمضي متساهلا
فتحسب له نقطه لصالحه في طريقه نحو التغيير الذاتي .
لكنه التزم بها كرد اعتبار عن كرامته او هذا مايعتقده هو ..
كأبسط الامور يهب مدافعا سواء كانت تحد تلك من شخصيته ام لا ..
ام هي صوره يريد ان تعتقد بأنه لم يعد يهتم بها ولو لمجرد الاعتبار بأنها كانت فيما مضى شيئا قيمآ لديه ..
يدعي بذلك عدم اهتمامه .. استداره للخلف يريد بها المضي وهو بالتالي يحن للعوده ..
لكن الامور التي تختلط فيها المشاعر والاحاسيس بالكرامه والكبرياء فيما يجب ان يكون من عدمه
تصبح حرب عشواء لايمكن الحد فيها ويستهان بها ..
ومن يعتقد ان من يقدم التنازلات هو شخص ضعيف .. مهزوز الكرامه فهو اسوآ اعتقاد يمكن ان تكون
مثل الوثبه الفاشله في خطواته لتكوين حياة متكافئه منصفه للجميع ..

لم يعبآ بما فكر فيه وبما اعتقده وبما كان يكون لديه وجهه نظر حاسمه فيما مضى اورأيا شخصيآ لايمكن البت فيه
او التراجع ... كل شيء لم يعد يهم .. هو يريد ان يكون شخصآ ليس من كان مسبقآ ,,
يريد ان يتغير .. يريد ان يصنع من اخطاءه .. وتجاربه شخصآ اخر ..
شخصآ متغيرآ حتى لو انه لم يتعرف عليه .. .


****************************


بهرجه ألوان ..
وبياض ثلجي ..
وصخب يضيق مابين الاضلع متنهدآ ....



كلآ منا يحتاج لشخص يدفن نفسه بداخله .. وينسى احزانه ليس حالهن فقط بل الجميع ...
لن تخفي شوقها عن احبائها ... هو وهي و هما وهؤلاءك ...
جلاده الحياة تحتاج للتفريغ منها ولو قليلآ ...

وقفت تنظر لنفسها برضى في مرآه الصاله .. بفستان الحمل السماوي وشريطه كحليه مزمومه اعلى الصدر ...
وشعرها الذي امتد على ظهرها بظفيره مرتبه طويله ... وقد لمعت شفتاها بلون زهري ... وخطت الكحل الاسود
بداخل عينها ... وذلك الجوال بزينته ينتحب لو استطاع بين اصابعها المشدوده عليه بغلظه ..

كانت تأمل بأن يهاتفها ويعتذر .. يوضح .. يعطها اهتمامآ واضحآ ... يلقي بالآ بأنها تكاد تلعن كل انثى تقابلها عينه
ألا يفهم مافي قلبها ... نيران و همجيه وثوره تكاد تنسى فيها نفسها ..
نار الغيره ستحولها الى هشيم ... يالجوانحه التي لاتستشعرشيئا مما انا فيه

اخذت لها مكان بعيدآ .. و قبضت على جوالها بيديها .. متردده مابين الاتصال به او انتظار اتصاله ..
فكرت بشك .. وسألت نفسها .. هل تجاهلي له وعدم اهتمامي به كزوجه ..جعله ينظر لغيري .. ؟
اجابت نفسها بصوت مسموع ..
: اكيد .. الرجال مالهم آمان ..

بلمسه واحده اصبحت ترى اسمه جاري الاتصال ... حينها شعرت بالتوتر .. لكنه هناك دافع
أجابها بصوت ناعس ..
: هلا .. ليلى ..
شعرت بالنار تتأجج بداخلها .. نائم و غير مبالي بها وهي ما ان أغمضت عينها إلا انتفضت تتذكر ما حدث ..
: صباح الكسلانين .. غريبه هالوقت نايم ..
سمعت ضحكته فإبتسمت رغم ضيقها منه ...
أجابها متكاسلآ : البارحه كنت سهران ..
سألته بفضول : لوحدك ؟
مطلق : لا ..
انتظرت حتى يوضح الشخص الاخر .. فوقفت متوترة ..
: مين كان معك ؟
بنبره بارده : انتي تحققين معي ؟

شهقت لتلك البروده التي احرقتها ...
فأجابته بحزم : اذا كان ودك يكون تحقيق فأنا ماعندي مانع ..
وضح صوته عندما سألها ..
: ليش متصله ياليلى ... البارحه ماكنت طايقه تسمعين صوتي ... وحتى وصلت فيك الجرأه وتقفلين الجوال
في وجهي ولاهمك احد ... ليش متصله علي تبين شيء ...

اضطربت امعاءها وهي تسمع كلماته التي جرحتها .. لم يفهم مابها حتى الان ..
كان كل شيء عادي مثل العاده بالنسبه إليه ..
منعت نفسها من التأثر ... وقالت بصعوبه ..
: وانت تعتقد ان كل شيء عادي بالنسبه لي ... ترد على واحده و تعطيك اعذار ..
تحسب ان الامر سهل ... انا زوجتك من حقي ازعل ..

قاطعها : لازم يكون سهل .. انا مستغرب اهتمامك يازوجتي .. ليش حليت كل المشاكل المتعلقه بأخوك
وتفرغت لي اخيرآ ؟

صعقت لكلماته التي تزيد حده وتتوغل بدون عناء لتجرح قلبها ..
بهمس : مطلق .. انت تعطي نفسك عذر ؟ انا ماقلت شيء يزعلك .. اي واحده مكاني
ممكن تفكر مثلي واكثر حتى ... فلاتنتظر مني اني ابقى ساكته وكأن الاحساس معدوم عندي .

علق بصوت واضح معللآ : انا قلت لك اسبابي .. ويا انك تثقين في كلامي .. او خليك
في اوهامك ... لكن المهم لاتزعجيني ..

اخفت شهقه كادت تسحقها و تقضي عل كل شيء .. لم يعطها فرصه حتى لالتقاط انفاسها ..
يزيد من جراحها .. وهي التي عللت نفسها بألم صنعه هو .. وفي الاخير كان قاسيآ ,,
يجرحها بدون هواده ..

اتسعت عيناها بخوف كاد يوقف قلبها .. للفكره الصحيحه .. بأن هناك امرأه اخرى في حياته ..
هل ذلك مايريد ان يقوله لي .. ويمهده لي بكلماته القاسيه ...

ترنحت .. وشعرت بصعوبه في تنفسها .. انخفاض في معدل ضغطها جعلها لاتريد ان تبقى مستيقظه ..
وتسمع المزيد مما يجرح فؤداها اكثر .. دمعت عيناها لفكره بأن هناك من تتشاركها فيه ..

: يعني شكوكي في محلها ... انفعالك ماله غير مبرر واحد ...
صرخ منفعلآ رافضآ ان تسحبه معها داخل دائره الشك ..
: ليلى .. فكري بعقلانيه .. لاتكبرين السالفه .. انا وضحت لك كل شيء ..

حاولت ان تتكلم ان تقول كلمه .. ان تعزي نفسها على الاقل بأنها قاومت معه ..
لكن اختفت .. شعرت بالخواء .. لانه ليس هناك مايقال بل العكس .. لن يجدي نفعآ ماتقوله له ...

كانت تمشي بتوتر ..غير مسيطره على انفعالاتها .. شارده الذهن حينما علقت قدمها في طرف السجاده
لتطلق صرخه مذعوره ...وصلت لاسماع ذاك الذي انتفض من سريره بعد تأهبه الذي كان مستعدا فيه
بالاعتذار عن ماقاله ...

انشطر جوالها الى نصفين . وقد سقطت على ركبتيها بشكل مؤلم .. تضع يدآ على بطنها وكأنها تحميه ..
هدأت من انفاسها وهي تجلس بشكل مريح بعد الخوف الذي اصابها ..

ادركتها خديجه بخطوات سريعه .. والتي اطلقت شهقه خائفه لمرأى سيدتها ..
اقتربت منها تسألها : سلامات مدام ...
ابتسمت ليلى.. تلك الابتسامه التي تشعرك بأنك كنت على الهاويه للتو .. و بنفخه هواء كدت تسقط فيها
: الله يسلمك .. تأملت نفسها وضحكت .. وبعدها تذكرت جوالها . .. انعقد حاجبيها بأسف على شكل
جوالها ...
رفعت يدها لخديجه لتساعدها .. فقدمت لها العون بسرعه
: مدام ... لازم يروح مشفى ..
ليلى : لا مايحتاج .. الحمدلله جات سليمه ..
مسحت وجهها الرطب .. وصعدت لحجرتها بعدما التقطت بقايا جوالها ..

رغم ألالم في ركبتيها لكن الان تشعر بالهدوء والراحه .. كادت تفقد طفلها للمره الثانيه
والسبب .. هو .. هو .. هو وبرودته و بساطته المتعجرفه تلك التي تجعلها مستغربه اي رجل هو ؟


وشعرت بالدموع تهددها ..
لكن تأبى ذرفها ..
تأبى ان تخضع وتنهار كل مره بسهوله ..
ستقاوم ..
ستقاوم .. و تعتاد الامر بشكل روتيني سهل ..


مُؤلم جداً ..
أن يكُوْن سبب بكَآئكَـ
ـآلشخص نَفسه
ـآلذي قآل لكَـ في يَوم :
لآ تبكِي فـ دموعَكَ غـآلية !!




******************************




انتفض بذعر .. اصابته حاله هستيريه من الذعر وصرختها مازالت في رأسها
لم يفهم نفسه لم تلك القسوه التي كان بها عليها ..
غيره نساء .. او ليس امر عادي من الممكن احتماله ..
نصحه ناصر بالتروي والهدوء .. ومعالجه الامر بالنقاش .
لكن هو لايحبذ ان يكون ضمن محيط مليئ بالتساؤلات والشكوك ..
قالتها ليس امرا سهلا عليها .. ان تشعر بأن هناك امرأه اخرى في حياتك ..
قالتها صريحه لماذا شعرت بالخوف حينها ؟
هل افحمتك بأمور ستجعلك ضعيف في الرد عليها ..
ألم يكن من السهل ان يسايرها وهي في اضعف حالتها ...
هاتفها مغلق ... مالذي حدث .. ماسبب صرختها تلك ..
مالذي حدث لها ؟

اتصل على رقم البيت لكن لاحياة هناك كان يرجوها ...
واستبد به الخوف حتى رأى نفسه يرتجف لاسوا الافكار حدوثآ ...
رمى هاتفه على السرير واسرع ناحيه الحمام وهو ينزل بيجامته ..
لا مكوث هنا .. ولابقاء لي .. وقلبي يتسارع في خطاه نحو الخطر ...
فمنذ مجيئي والصعوبات تتوالى علي غير رأفه بحالي..
لاخير في لو بقيت مكاني .. لاخير ..
اغمض عينيه بأمل .. ليلى كوني بخير من اجلي ..
من اجلي سامحي غلظتي ..
من اجلي تحمليني ..

فحبك لي هشمني وحولني لرجل يخاف حتى الحب ان يجرفه ..
حبي لك ..شفره بقاءي ..
احبك .. انتظري ان تستقر لديك ...
انتظري رحلتها الغامضه لتصل الى مرفأك ...

انتظريني ..



*********************************



خرج مسرعآ .. متأففا من الحراره العاليه التي لفحته ما إن خرج من المستشفى ..
مطمحه الوصول الى سيارته الموجوده ضمن صف طويل من السيارات ..
تنهد و قد غمد مفتاحها في مكانه ..لكن اصوات فرامل السياره القادمه مسرعة نحوه قد جعلته يجفل ..
تدارك نفسه ودخل السيارة بسرعه و قد مرت بقربه كالريح ..
شعر بالخطر فجأه . .. هناك من يريد ايذاءه
لهجه التهديد في رساله قد وجدها صباحآ بدت تعمل بشكل فعلي ... ام هيي مصادفه تلك ؟
شخصآ متخبط في طريقه لايعلم ان من الخطوره ان يسوق بتلك العشوائيه المجنونه ...

هناك من يريد ايذاءه ؟
ادار محرك سيارته منطلق من مكانه بسرعه ...
لابد ان يتوخى الحذر .. فهناك من يرسل له رساله شديده اللهجه بأن كل مطمحه ايقاع الاذى به ..
استجار بربه القوي الجبار ... يحميه من كيد من يريد به شرآ ..
ضغط على زر المسجل ليرتفع صوت سماءي طاهر بكلمات اجل الله شأنها ..
تدخل الى النفس طمأنينه و هدوء .. ليسكن المرء إليها متجاهل كل بواعث الخوف ..

استجاب لاتصال فوري قد ورده ..
ورد على الفور بعدما معرفه المتصل ..
: انا في طريقي يا طلال.. انت وين ؟

وانغمس في التفاصيل .. منصرف الانتباه عن متتبعه ..
يسير خلفه كظله في لحظه انشغال من ناصر الذي قرر فقط توخي الحذر ... ولا يعلم كيف ؟ّّ!!!


*********************************


مازالت ترتعش تحت كومه من البطانيات التي تدثرت بها ..
تبعد فيها اميال عن البرد بمعناه الفعلي .. لكنها الحمى .. تصطك فيها الاسنان بردآ وكأنك في قعر الجليد
مازالت تدمع .. ودموعها لاتجد فرصه حتى لتجف مكانها ...
تحدق للسقف تعد خشباته المهترئه .. ولسان حالها يقول .. كم عدد الخشبات ؟
في كل مره تحصيها .. تضيع في منتصفها او تقطعها عطسه او نحيب او دمعه زائغه تغير طريقها المعتاد ..
لكن ما تخفيه .. ان ماتجعلها تجفل بإرتعاشه تهز اوصالها وتشعر بأنها تصغر حجمآ في كل مرة ..
هو صورته الاخيره المؤلمه .. وذهولها الموجع ..

رسالته الموجعه التي أغلقت الجوال على اثرها ..
تقول انها مجروحه .. بالكاد شعرت بالجرح الان ..
تقول انها مرتاحه بعد الموقف الذي يشهد لها و تشيد به لنفسها فقط .. لكن بئس احساس تشعر به
فما هو الى الخزي والنكران ..
مازالت تتوغل في الكماليه الحمقاء .. والمثاليه التي جعلتها تستنكر شاعريه كانت لها معه ..

تنهدت .. وقد وجدت دمعه تعبر محيط عينها ..


لم يعد الفراق مخيفا
يوم صار اللقاء موجعا هكذا …

وأيضا أتعذب
لما فعلته بك
بعد أن دفعتني إلى أن أفعله بك

لقد مات الأمل
ولذا تساوت الأشياء …
واللقاء والفراق
كلاهما عذاب
و ( امران احلاهما مر ) …

يقولون : في الليل المنخور بالوجع
تنمو بذرة النسيان
وتصير غابة تحجب وجهك عن ذاكرتي …
لكن وجهك
يسكن داخل جفوني
وحين أغمض عيني : أراك !..


** غادة السمان .




***************************



آه كم أكره أن أحبك
و أن يسكنني كل لحظة ذلك الوجع الغامض بك
و التوق اللامحدود لسماع صوتك…

للمره الثالثه يستعلم عن موعد قريب للعوده الى دياره ..
لكن للاسف كل الخطوط مشغوله الان ..
وقبلها لايوجد رحلات قريبآ فكلها مغادره وهو المتأخر الوحيد الذي صرف النظر عن العوده الى وطنه ..

اعاد الاتصال بليلى متأففآ لكن لافائده ..
اتصل على البيت ..
ليشرق وجهه براحه .. عندما انقطع الرنين ..
: ألو .. ليلى ..
خديجه : هلو سير .. انا خديجه ..
قلب عينيه بصبر كاد ينفذ او نفذ وكفى ...
: خديجه .. وين ليلى؟
خديجه بنبره حزينه ..
: سير .. مدام ليلى تعبان شوي ..

أغمض عينيه بضيق اعتراها .. رمى نفسه لباطن الاريكه التي يجلس عليها في بهو الفندق ..
لتكمل له تلك الحادثه الصغيره التي حدثت لزوجته .. وطبعآ كل ذلك من اخراجه ..
قاطع سردها لتلك الحكايه ..
: اعطيها الهاتف .. خليها تكلمني ..
خديجه : حاضر ..

انتظر لدقائق .. لتعود خديجه لاهثه
: سير .. مدام تقول مافي كلام الحين .. يقول تعبان .

انفجر غاضبآ ...
: كيف ماتبي تكلمني الحين ؟
خديجه بخوف : سير انا مافي علاقه .. هي تقول ماتبي كلام .

هدأ ثورته ليقول بهدوء ..
: اوكي .. اوكي .. خليك معها .. واي شيء يصير كلميني مفهوم ياخديجه ..
خديجه : اوكي سير ..

حرك شعره وسأل : أمي وينها ؟
خديجه : ماما في زياره جيران ..

انهى الاتصال بدون كلمه اخرى ..
و استند برأسه بأريحيه .. يفكر بالعدول عن العوده ..
هي الان تعاقبه بعدما كاد يفقد عقله لساعات ...

شعر بوجود احدهم في محيطه الخاص ليرفع ناظريه مباشره ...
لتلك التي تقف امامه وهي تزرع ابتسامه ترتفع فيها زاويه فمها اليسرى ...
اعتدل في جلسته يقبض على يده بالاخرى وكأنها في ساعة انتظار ..
اقتربت بدون انتظار منها لدعوتها ..ووقفت ليس ببعيد عنه ..
: صباح الخير ...
اجاب بهدوء : صباح الخير ..
سألته بتهذيب : ممكن اجلس ؟
قلب عينيه واشار بيده وكأن حركته تلك الغير مباليه تدل على ان المكان ليس له ليرفض ..
جلست على طرفه الايمن ..
وقالت بمثل تهذيبها : جيت اعتذر لك عن اللي صار ..
كان يتأمل تشابك يديه .. غير ابه برفع نظره لها
: ما انتظرت اعتذارك لي ..
اخذ نفس قصير تتحمل فيها غلظته ..وقالت بوضوح ..
: ما ادري تصورت اني يمكن سببت لك مشكله بينك وبين المدام ..
رفع نظره لها بحده لتقع في نفسها رهبه غريبه ..
: الموضوع مايتعلق انك سببت مشكله لي ... لكن بصفه عامه انتي اغلطت لان
اي بنت محترمه ما تدخل في شيء يخص رجل ماتعرفه .. مهما يكن نيتها ..

احمر وجهها بإنفعال من سطوته الرجوليه .. وتحملت اهانته لها ..
: لكن انا كنت بساعدك ليس اكثر .. اختصرت عليك كل المشاكل اذا طاح الجوال في ايدي غير امينه .

اجابها بحزم وقد صرف نظره لاطفال اجتمعوا حول والدتهم ...
: مايهم .. كان بأمكاني حل مشاكلي بنفسي دون تدخلك ...

اتجه اهتمامها لناحيه نظره هو وابتسمت على الفور .. متجاهله تلك القسوه التي تترجمها كلماته
وسألت : عندك اولاد ؟

ابتسم على الفور متجاهل ايضا ذلك النفور الذي شعر به نحوها ..
: في القريب ان شاء الله بيكون عندي ..

ابتسمت بتوتر بعد ابتسامته التي واقعت في قلبها حزنآ عميق
وبعدما قاله اصابها احباط و يأس .. و كأن شيئ اقتلع من جذوره بداخلها .

عم الصمت لفتره طويله .. تململ مطلق حينها .. و وقف على الفور ..
لتقفز تلك من مكانها تتبع تصرفاته ..

راقبها بغرابه وقال بهدوء: اعذريني .. عندي موعد ..

انصرف وتركها ترتجف مكانها تراقب رحيله الذي احزنها كثيرآ .. وخارت قواها بعدما رمت بنفسها
تضع يدآ على موضع قلبها .. ماسبب تلك النبضات المتواليه ..

أغمضت عينيها بتوسل .. تهمس لنفسها ..
غلط ياقلبي غلط ..
غلط .. لاتدق الحين ماهو وقته ..
الرجل هذا ماهو ملكك .. لاتفكرين فيه ..
نهضت من مكانها عائده من حيث قدمت .. وهي تردد .. غلط ياقلبي غلط ...



********************************


فتحت خزانته وبدأت ترمي ملابسه ولاتصيب بعضها في المكان المناسب
غضب مبطن حملها على عدم التسامح والتجاهل هذه المره ..
شيئا ما جعلها تطفئ لهيب مشاعرها على اشياءه الخاصه ..
كيف يتعامل معها ببروده وهي تغلي .. يحسم الامر بعنجهيته المعهوده المبالغه فيها ..
جلست على السرير بتراخي بعدما اجهدت نفسها ..
هذا مايريده .. ان تكون حزينه وخنوعه ومنكسره .. وهي المتبتخر بفخر على جروحها
وكأن لا رجل في العالم غيره ..
صرخت توبخ نفسها ..: غبيه .. غبيه .. غبيه ..

غبيه لماذا ؟ لانك احببته .. ام لانك وهبته كل مشاعرك دون انتقاص منها
لكنه لم يمس مشاعرك بدونيه .. بل هو تعامل معها بطريقه الرجال ..
الا وهي اداره ظهورهم لامور مهمه .. يعتبرونها هم غير جديره للاهتمام ..
يتجنبون طبيعه الانثى تلك .. طبيعتها المتواتره في البحث عن المفقود
و التوغل في المجهول .. حتى الاكتشاف .. وان كان لايرضيها فغريزتها لاتشعر بالراحه
حتى تضع يدها على موضع الجرح .. واما ان تدوايه او تزيده عللآ ...

تأملت شماغه تحت قدميها .. ورفعته لحضنها تترافق مع رائحه عطره حيث يوجد هو ..
ابتسمت على رهافتها تلك ... للتو قاربت ان تدعو عليه بارئه .. وهاهي الان تحن إليه
بمجرد اطياف بعثتها رائحته المعلقه في ملابسه ..


عادت للخلف حيث تعلق ناظريها بسقفها العالي ... مع افكارها التي حلقت بها في عالم ضبابي
حيث تريد ان تكون هي .. تكون في عالمها بلا زيف او اقنعه بلا هموم تجبرها ان تصير شخص اخر
ان تكون شخصآ مغايرآ لما تريده وتطمح الوصول إليه ...
تتوقف عندما تريد ذلك و تنطلق عندما ترغب في ذلك .. ليس لاحد شأنآ لديها ..


لكن مايفعله هو بها غير منوط بتصرفاتها التي تعاني بفرط في حساسيتها تجاهه..
تتوقع منها ان يعاملها بالمثل .. لكن لن تفلح .. لان رده فعله تكون مغايره لما تريده ..
فهو يتفنن في تجريحها بقصد او بدونه... وهي لاتهوى الصبر على ملاعبته لاعصابها ..
يجب ان تتغير .. يجب ان تكون اقوى .. ويجب ان تجد طريقآ ما في الدفاع عن نفسها ..
ليس ضد احد سوى مشاعرها ... مشاعرها فقط .


.... يتبع

كبرياء الج ــرح 08-06-11 08:09 AM




البارت السابع والاربعون :



فاصله ترقب وانتظار ........ واما بعد ..


كان يراقب .. بصمت ورويه.... ولعل المشهد الاخير ماجعله يرتجف كـ طفل صغير للتو عرف معنى الموت ..
حياة قد انسلت بهدوء خارجه من جسدها ... بدون ازعاج وبدون ضجر قد انتفضت منتقصه الحياة القادمه
لطفله لم تتجاوز ربيعها العاشر ... لم يهم كم بقي وكم من ملذات الحياة لم تعشها .. والتي كانت في انتظارها

سقطت دمعه من عينه وهو الرجل الذي يحاول ان يشد من عزم شيخ كبير جادت الحياة له بطفله صغيره بعد
عمر طويل ... وشباب زاهر .. وصبر كان من ابتلاء نقص في الاموال والانفس ...
وقد سلم مابين الاضلع قريرآ .. راضيآ حكمه من الله جل في علاه .. يحمد الله على ماابتلاه.. وتجف عيناه
قبل ان تنهمر دموعه ... و لايظن ان الدمع يجود الان بعدما شح في الزمن القاصر الذي عاشه طول العناء ..
تهالكت النفس على اطلال ماتبقى .. جلاده عجوز و صبر ايوب
و يا صبر ايوب ...
اسكن قلوبنا الضائعه في لحظات الشتات .. مابين اللقاء ، والفناء فاصله ..
وتهلك النفس حينها ولارثاء يعود بنا لنقطه صواب ...

مسح تلك الدمعه وقد شاح له بين اغطيه الكفن طفله بصفاء الثلج قد استقرت محتضنه نفسها بسلام ابدي ...
و التثم بشماغه وقد حمل نعشها على كتفه متجاور مع والد توسم بالصبر والجلد ... يعلم درسآ لمن خلف ...
ولا احد يخلفه ... هو وعجوزه التي تشاطر معها كل ألوان الحياة .. مابين حلو ومر استساغه وتحمله ..


انتفض سعود لذكر الواحد الاحد وهو يتردد مابين الالسن لاهثه لمستقر قريب .. واجل في علم الرب العظيم
و ياللموت من مهابه حين يأتي .. يحتدم الصراع مابين اريد اولااريد .. و تتجنب الخوض في صراعك مع الحياة
مؤقتآ احترامآ لهيبه الموت حيث يحضر ...
رفع طرف ثوبه لفمه يشد عليه مابين اسنانه ليرتقي للاعلى في تل منخفض ..
حيث مقبره يسكنها الاخرون لحياة الاخره .. وفكر في عجل اين كان واين اصبح الان ...
" وسلام عليكم دار قوم مؤمنين انتم السابقون ونحن اللاحقون "

نام ليله بعدما حدق طويلآ في الليل العشيم ونجومه المبهره .... وقد انقضت ساعاته القصيره متداركه فجرها الندي ..
و لسان ابو حاتم في صباحه المعتاد .. ينشد الرضاء و والخير والتفاءل .. بنشاطه الدائم ..
لم يكن يخطر في ذهنه ولو لحظه ان صباحه سيكون مختلفآ ..

لم يتخيل ولو لمجرد صياغه سوداويه لاسوء الظروف ان يستيقظ على صرخه ام فقدت طفلتها الوحيده
وما جادت به الحياة لتقر عينها اخيرآ نامت وقرت عينها واطبق الجفنين بإنقضاء انفاس الحياة وودعتها
كما يجب .. لا عويل ولا انتحاب ولاشق الانفس .. ماهي الا دموع وداع قد اصمتت لغه الاحزان....
ومابين غمضه عين وانتباهتها فقدتها .. ولم يكن في الحسبان .. ولافائده ترجو بعدها الان ..


توالت ارتجافاته ... ولم يفهم لم كانت كل تلك الكآبه تحوم حوله ..
لم يكن يقتنع حتى يأتي والدها ويخبره بهدوء وكأنه القوى خرجت متلفظه الاستسلام غير عائده ..
لقد ماتت .. ماتت ابنته الوحيده .. اسمها روضه .. للتو قد عرف اسمها .. للتو قد لفظ اسمها ..
وهو الذي يسكن بيتهم ولم يرها حتى .. يالسخريه الحياة عندما يحضر الموت ..
نحترم كل تفاصيل الفقيد الرتيبه و عاديه اموره الروتينيه .. و نقول كان وكنا .. وقد انتهى كل شيء ..

ماتت وسبب موتها مخفي مابين سطور الغيب .. ولايعلمه سوى عالم الغيب والشهاده ..
وبدأت الاقاويل .. وبدأ السرد و الروايات الطويله التي لاتنتهي ..
لدغتها افعى سامه متسلله في ظلمه الليل .. .. ام عين قد اصابت حسنها الفتان .. فتركتها بدون حراك ..
تضخم قلبها الصغير بسبب اللهث و الجري الكثير .. وقوفها الطويل تحت الشمس المومضه
قد اصابتها بحمى ارقدتها للابد ... و ياألسن البشر لاتقر ولاتصمت محترمه وكأنها غير مصدقه ..
وان كان سببآ من الاسباب فالموت لايقدم خياراته الكثيره .. هو يأتي ولايعود إلا بروح صاحبها ..

" انا لله وانا إليه راجعون.. "

هتف بها الكثيرون يزيدون من صلابه رجل يشفقون عليه .. وهم يحتضنون اطفالهم واعينهم تطول النعيم
بولد وتلد .. ويكثرون عليه الحمد والثناء ...
الموت .. درس من دروس الحياة تعلمنا كيف نحترم الحياة والموت بالمثل .. لا لعبه تجار بينهم ولا خدع وخيال
علمي خصب .. فهي حقيقه ايمانيه ثابته .. يامن تقضون بين جنبات الحياة وتنظرون الى الساعه في جدار الزمن
وتقولون .. بقي طويلا .. فأنا صغير والحياة باقيه لي .. ودائمه..
ترهات هي ماتخرج من ألسن الامل الطويل المخادع .. عيش يومك برضى .. وان تعلم ان غدا يمكن ان يكون اخر
يوم تشهده على ارض الدنيا ...

" لله ما اعطى ولله ما اخذ ... "
إلتفت سعود لقائلها .. و تمعن في جودتها .. فلاتحزن ياسعود واخمد ماتشعربه مابين نفسيك ..
لله مااعطى ولله مااخذ ..



****************************

(انهيار .. و هجوم ضبابي كاسح على ملامح الامس البعيد ... )

.
.
.

استيقظت متململه من طرق قد اوقظها بإزعاج لم تعتده ابدآ .. وهي التي لم تغمض عيناها
إلا قرابه الفجر ... قضتها في مشاهده لم ترغبها إلا لتطرد الافكار السوداويه عن عقلها المشغول ...
فتحت الباب لتطل اريام وسمر .. وعليهم نظره تقيميه حذره...
ليلى بنعاس وقد عادت لسريرها ..
لحقتها سمر وسألت :
: وشفيك .. ليش مقفله عليك بالمفتاح .. وليش مانزلتي تفطرين معنا ؟
جاوبت بدون تركيز ..
: فيني نوم ... اخرجي وقفلي الباب وراك ..
تبادلت الاختان النظر لبعضهم ..
لتتكلم اريام بعدما ألقت نظره على جوالها المحطم ...
: مطلق .. كلمني .. كان قلقان عليك .. ؟ يقول انك ماتردين ؟
ردت بسخريه ..
: قولي له اسفه .. كان عقلي مشغول وبالتالي ماقدرت اتواصل معه بالتخاطر الذهني ..
اقتربت اريام لما لاحظت نبره السخريه في صوتها ..
: ليش تتكلمين كذا ياليلى ؟ فيه شيء صاير بينكم ..
أغمضت عينيها بشده حتى ظهرت التجاعيد عليها ..
وقالت بضيق من التحقيق المستمر ..
: لو سمحتم يابنات .. انا تعبانه وودي انام .
تكلمت سمر ببرود ..
: اكيد مطلق مسوي شوي ؟
جلست ليلى وقد بدى على وجهها احتقان مشاعري هائل ..
: انتم ايش تبون بالضبط ؟ اتصال مابي ارد عليه ..واكل مابي اكل ..
اخذت بقايا جوالها ورمتها بدون اهتمام ..
وقفت واكملت بعصبيه ..
: والله تعبت .. تعبت .. احاول ارضي الجميع على حساب راحتي .. تعبت ادور على سعاده من حولي
و الكل مايهتم بوجودي ..

سمر بخوف اقتربت منها ..
: هدي نفسك ياليلى .. والله احنا قلقانين عليك..
تراجعت للخلف وقالت ..
: اذا دق عليكم مطلق .. قولوا له ليلى ماتت .. سافرت .. ماتبي تكلمه .. خلوني ارتاح لو سمحتم
حدي تعبانه ومتضايقه من كل شي حولي ..

اريام بهدوء ..
: هذا واضح ... بنترك ترتاحين .. لكن ودي اقولك شيء ... لاتسوين شيء علشان ترضين غيرك
مافي احد يجبرك على كذا ... فكري بنفسك بعدين فكري بغيرك .. حتى لو كان مطلق ..
ترى مافي احد يستاهل تهدرين صحتك وعافيتك علشانه ..

قاطعتها سمر : اريام وشهو له هالكلام ؟ البنت تبي من يريحها مو يزيد عليها ..
بخطوه اقتربت اريام من الباب ..
: انا قلت الكلام اللي مقتنعه فيه انا ... اذا تبين سوي نفسك وكأنك ماسمعتيه .

خرجت بهدوء وتبعتها سمر التي رمت بنظره شفقه على حالة ليلى ..
وليلى .. باقيه مكانها .. تحدق في اطراف قدميها .. و تتنفس بهدوء تفكر في تلك الانفعاله السريعه
التي ليس لها مبرر غير شبق نفسي قد وصل حدوده معها ..


ثأر عاطفي لم يهلك سوى بصاحبه ..
هذه اول اثار العاصفه .. .وأد سحيق بما تريد تغييره ..
ليست هي من انتفضت مذعنه لرياح التغيير التي ارادتها بكل مافيها ..
احتقن الالم في منابعه و امتص كل مافيها ..

صحيح .. ليس هناك من يستحق ان اهدر شيء مني له وهو لايبالي به ... فالعطاء متبادل لكن في حالة مطلق
فهو فاقده تمامآ وفاقد الشيء لايعطيه ابدا ..
فلا تتأملي وتنزفي المزيد من الوقت ..


مطلق .. وغيره من استبد بعواطفي .. كل استبداد مطلق الحريه ولاحسيب على عبثياته بعاطفتي المشبوبه نحوه
اهلكني جفاءه الطويل حتى عدت غير راغبه في المزيد من حبه ..
حقآ اشعر الان .. بالفراغ ..
مساحه شاسعه قافره لا نماء فيها ..
جلست على طرف السرير ... و قد ارتفع ناظريها للامام بذهول موجع ..
حقآ انه الفراغ .. فضاء شاسع .. لاشيء سوى الهواء العابث فيه .. هواء لايبعث على الحياة ..
بل يفتت كل ذره نماء قد ترسو فيه ..

اتسعت حدقتا عينيها .. هل هي امنيه تمنتها بأن تكون مختلفه .. قد تحققت بأن اصبحت لاتشعر بشيء
يجرفها كالعاده .. شيء بلاقيمه .. لم تعتد عليها ..

خرجت راكضه .. لتقابل اريام على رأس الدرج ..
قالت بطريقه سريعه .. غير متحكمه ..
: انتظريني .. بمشي معك ؟

سألت بتعجب : وين بتمشين معي ؟
ابتسمت .. لتجيب بحماس .. : الجامعه ...


لن تبقى طويلآ تقضم اظافرها حسرة في ظلمه حبيسه داخلها ..
لن تبقى طويلآ تهشم بقايا عزمها و حلمها المارد الذي اختفى في طيات الحزن والحنين .. و نهش الالم .

ولن تبقى طويلآ ترثي نفسها .. وحياتها .. وحتى حبها الذي كان ميتآ منذ البدايه ..
لن تبقى طويلآ .. تتمنى ان تكون شخصآ مختلفآ .. ولاتستطيع ان تفعل ..

الان بدأت انطلاقتها الاولى الان نحو الحياة التي تريدها هي ..



******************************


ماعاد للصبر فيني سبيل ..........
.
.
.

كان من الممكن ان يكون كل شيء عادي وسهل وغايه في البساطه ...
لكن مايشعر به دون ذلك ...
تلك المهاتفه السريعه التي اخبرته فيها اريام بما يستجد .. قد وترته وجعلته لايهدآ في تفكيره ..
هكذا كفرقعه الاصابع تتخذ قرارها ... لاتريد محادثته .. ولاتريد ان تطمأنه على نفسها
اتتخذه عقاب له .. و عقاب مؤلم في ابتعاده عنها ..
ضرب على الطاوله بقبضته بهدوء ... و نظر امامه حيث الارتفاع الشاهق وهو جناحه المتواجد فيه حاليآ ..
اذعن للحظات الاستسلام التي مرت عليه .... الشوق والعتاب و المحاسبه قد اخذت من وقته طويلآ
حتى بات لايطيق ان يبقى منفردآ .. ويحبذ الضخب في حالات اليأس والعتب ...
يناشد ان يكون مرتجلآ في عاداته الطبيعيه وان يظهر بوجهه دون اختفاء ..
او لا يكفي انه اختفى زمنآ غير يسير ..
وانه قاوم رغباته من اجل ان يكون ثابتآ في كل شيء ..

اتصل على من يريد ان ينهي معه كل المسأله ..
فمن البدايه كان قدومه خاطئآ ولايحمل اي صحه له ..
كان يريد الاسترخاء في الحقيقه او بالاحرى الهروب حيث اكتشف انه ضعيف ..
حيث اكتشف ان لديه نقطه ضعف واضحه .. ويخاف فيها ان تنكشف للجميع
وكان هذا اكبر خطأ ارتكبه في النهايه .
الهروب ليس حلآ ومايفعله لايجعل الامور تسير بسلاسه ويسر ... بل تزيد تعقيدا و توترآ
انهى المكالمه بموعد قد حدد في وقته هو ...
ورمى هاتفه على السرير .. مغيرآ افكارها و اتجاهه ناحيه حقيبه سفره التي لم يجلب
معها سوى الشجن والحنين ...


بعد ثلاث ساعات ....
ارتقت بالمصعد حيث يتواجد مكتب والدها وفي يديها تشد على مستند الشراكه الذي حفظت كل كلمه فيه
من شده اهتمامها به .. او بالاصح ماتخفيه عن الجميع اهتمامه بصاحبه ..
ابتسمت وقد شقت طريقها ناحيه مكتبه ... وقد بدى عليها السرور والترحاب للاتصال الذي وردها
من والدها ... كانت في قمه الحماسه ولم تدع يد مخلوق تلمس ما تريد هي ..
اودعت لنفسها كل الاهتمام ... وان بالغت فيه .. ولم تلاحظ ذلك

طرقت الباب لتدخل .. تشق رائحه عطرها النفاذ المكان ليصل الى انوفهم قبل ان تصل هي
ابتسمت وقد رأته جالسآ بحلته الرائعه .. لم تتركه عيناها وقد مرت على ادق التفاصيل فيه ..
بالثوب الابيض والشماغ الاحمر الملكي قد احيط برأسه بصناعه محترفه .. مرت على ازراره الناصعه
وقد كانت تتخطى بمهل على صدره لتصل على اطراف ذراعيه حيث لمع كبك كميه الفضيين بشكل ملفت ..
كانت لاتريد المقاطعه لولا محادثه والدها الغير مجشعه ..
: جيت في وقتك يا هنادي ... الاستاذ مطلق كان على وشك ..........
قاطعت والدها بحماس تعلمه..
: انا اعتذر على التأخير لكن تجهيز الاوراق اخذ مني وقت.. على العموم كل شيء جاهز ..
علق والدها بخيبه امل وقد اومأ برأسه لمطلق قبلها ...
: ما اظن نحتاجها بعد ...
نقلت نظرها بين والدها وبين مطلق .. مستفهمه عن سبب قوله ..
ليعود والدها يتحدث بإبتسامه صغيره ...
: لان الاستاذ مطلق غير رأيه في الشراكه معنا ... لاسباب كثيره اتفهمها واحترمها بعد ..

ركزت نظرها على مطلق وكأنها تلقت ضربه على رأسها او اصصدمت في طريق مسدود فجأه ..
وابتلعت لعابها بصعوبه ورغم هذا لم تستطع ان تتفوه بكلمه واحده تحفظ بها ماء وجهها على الاقل ..
واكتفت بمراقبته وقد اتضحت كل الاجوبه في ملامحه ولم يعد هناك المزيد من التفصيل ..

نهض مصافحآ والدها بود ..
: انا اشكرك على حسن ضيافتك و تفهمك ... وان شاء الله بيكون في المستقبل مشاريع كثيره تجمعنا..

تركت الجمل الباقيه التي هدرت في الهواء ولم تعد تسمع شيئ حولها ... سوى عرض كتفيه الذي رافق
ناظريها حتى اختفه من سدة الباب ..

عادت الى صوابها بجمله قد نطقها والدها بأ هميه وقد لمحت شيء من الاعجاب في عينيه ..
: هالولد اعجبني ماشاء الله عليه .. قلوا امثاله من الناس ..سبحان الله ..
وتشاغل بعدها في الاوراق التي امامه .. غض الطرف عن تلك التي تحدق به وتريد ان تفهم
و تسمع اسبابه هو ..

وقفت وخرجت بدون استئذان والدها .. لتسرع خطواتها حيث تأمل في ان تراه قبل رحيله ..
وهذا مااشعرها بالسعاده عندما رأته قبل ان يغلق باب المصعد الذي اوقفته بيدها ..
لترفع ناظريها حيث شموخه المعتاد .. وتسأله لاهثه ..
: ليش ؟
رفع حاجبه الكثيف لتعيد السؤال بصيغه مفهمومه ..
: ليش رفضت التوقيع رغم انك جيت علشان الشراكه ؟
ابتسم وقال بهدوء : تقدري تسألي مديرك وهو يجاوبك ..
بإصرار : لكن انا ودي اسمعها منك انت ؟

ناظرها مباشره بدون حواجز او تجاهل كان منه اتجاهها كالعاده ..
: ليش مهتمه ؟ انا شخص عادي .. كـان ..

قاطعته بجرأه ..
: لا انت شخص غير عادي لدرجه نتمسك بالشراكه معه .. وانت عارف !!!

رفع رأسه بزهو ليجيب ..
: ماهو ذنبي اذا تخيلتي اشياء ماصارت على ارض الواقع .. عندي اسبابي و راضي عنها ..
واظن في غيري منتظرين فرصه مثل هذي ..


تراجعت يدها بسرعه وهو يقترب من لوح الارقام ... لتكون اخر نظره منه غير مباليه ..
ليطبق الحديد على تصوراتها كلها وهي تعيد صياغه تلك الجمله التي قصد بها امور اخرى كشفت مشاعرها بسرعه ...


********************************

نافذه مضيئه على حياة جديده ...
.
.


كانت مدهوشه من العالم الصغير الفسيح المليء بالاشكال والالوان من طالبات العلم ..
بتخصصات عديده ... تماسكت بصعوبه تمنع نفسها الاعجاب المفرط والدهشه الكبيره ..
لانها كانت متواجده بعيده عن مثل هذه الاجواء ..
اخر عهدها بالعدد الكبير من البنات كانت في ايام الثانويه .. و ان كان العدد قليل وقتها ..

جلست تلتقط انفاسها في كافتيريا الجامعه .. ووضعت امامها عصير فراوله بارد ..
وبدأت بالتدوين على دفتر ملاحظات صغير ..

سمعت صوت اريام تناديا بصوت عالي جذب اهتمام المتواجدين ..
:ليلى .. وينك قلبت عليك الجامعه ؟
ابتسمت ليلى ..
: من حقك تقلبين علي الجامعه .. ماشاء الله كبيره بالمره .. صراحه خفت اضيع فيها ..
ابتسمت اريام براحه واخذت لها مقعد بجانبها ...
: وين كنتي ؟ كل هذا استطلاع ؟
بحماس واضح اجابتها ..
: صراحه استفدت كثير ...رحت المكتبه .. وشفت هناك ملصقات عن معاهد تعليم الحاسب والانجليزي
اخذت هواتفها .. قلت لازم اتعلمها..
اريام بشك : انتي تتكلمين من جد ..
ليلى : اكيد ... عندي رغبه اني اتعلم اي شيء صراحه ..
بهدوء : ومطلق ؟ والحاله اللي انتي فيها ..
ليلى : وشفيه مطلق ؟
اريام : قصدي اخذتي موافقته ..
توترت ملامحها على ذكره لكنها قالت بصلابه ..
: ما بيرفض .. وان رفض راح اقنعه بطريقتي ..

وابتسمت ابتسامه واسعه بعيده كل البعد عن ما يختلجها من مخاوف ...وصد .
على الاقل عندما تنشغل بشيء اخر يكون افضل لها وله ...
لعلها تنسى قليلآ حاجاتها وماتريده منه ..



***************************

توابع متجدده اكتست جسد انسان متعب وروح زاهده ......
.
.




لاتعلم كم مضى من الوقت وهي لم تشعر بالتجدد داخلها ... تظن انها لم تجرب تلك المشاعر من قبل ..
شعرت بأن الدنيا بمسارحها قد فتحت لها .. و هاهي الان تجد نفسها اخيرآ بعد طول البحث والتعب ..
كل شيء كان استكشافآ جميلآ .. صداقات جميله .. مجتمعات تختلط فيها لترى بوضوح كل شخص يصنع
مكانه الخاص بنفسه.. هناك حب واضح للحياة قد رأتها في اعينهم ...
أكلت بشراهه عجيبه ... لاول مره تشعر بالاكتفاء لانها اكلت كثيرآ ..
تجاهلت نظرات الاستغراب من الجميع .. لكن ام مطلق كانت سعيده بالتغير الطارئ غير مهتمه بالتفاصيل
بل النتائج الظاهره عليها ..
تركت كل شيء على حاله .. ستخطو للامام من اجل نفسها ...
استرخت قليلآ على كرسي التسريحه لتعكس المرآه حال هاتفها المهمل خلفها ..
استدارت بسرعه وتنهدت .. تحتاج جهاز جديد ..
: بكره انشاء الله بشتري واحد جديد ....
قاطعتها سمر بدخولها السريع ..
: ايش هو اللي بتشرتينه ..
ابتسمت ليلى وقالت بعدما ضربت كتف سمر بلطف ..
: يقطع شرك .. انتي ما تتركين عنك لقافتك .. شكلي بولد على يدك ..
سمر : صدق .. اجل بدخل الطب .. قسم نساء وولاده بالتحديد .. وكلما شفت واحده حامل بدخل عليها مثل مادخلت عليك
و اخليها تولد بيسر و سهوله ...
ضحكت ليلى ... حتى ظنت انها لن تتوقف عن الضحك ..
سمر بإبتسامه كبيره ..
: اثاري دمي خفيف وانا ماادري ...
مسحت دموع انسابت من عينيها لافراطها في الضحك ..
: الله يسعد قلبك ياسموره ... عليك بعض الاحيان افكار غريبه ..
جلست سمر جنبها وسألت ..
: المهم خبريني .. كيف كان يومك في الجامعه ؟ قالت لي اريام انك بتاخذين دورات حاسب وانجليزي ..
ابتسمت ليلى واجابت بحماس ..
: صحيح .. نويت اتعلم حاسب .. في هالزمن اللي ماعنده اي معلومات حاسب او انجليزي ولو كان ماخذ افضل الشهادات
يعتبر جاهل ..
سمر : صادقه .. علشان كذا انا اؤيد فكرتك والى الامام يازوجه اخي المصونه ..
ليلى : حلوه ذي زوجه اخوك المصونه .. اعجبتني ..
سمر : الله يرجع اخوي سالم غانم بإذن الله .. والله توحشناه .. لاول مره يسافر ويبعد عنا كذا ..
ماادري احس هالسفره وراها شيء ..

تعكر مزاجها بذكره .. فطرأ في بالها بإنزعاج اخر مكالمه كانت بينهم .. وبالاخص على ذكر المرأه الاخرى
التي دخلت حياته .. ارتعشت فجأه و احتضنت اكتافها ...
فسألتها سمر : وشفيك ؟
ليلى : ما ادري حسيت بالبرد فجأه ...
وقفت سمر وقالت بحماس ..
: اسمعي .. شو رايك نروح اليوم السوق .. ونشتري جوال جديد ..
ابتسمت : ياقلبي عليك ياسمر توي كنت افكر اشتري واحد جديد ... والله انك بنت حلال ..
سمر بدهاء : كنتي دقيت على زوجك يجيب لك من دبي ..
ليلى : ما جاء في بالي .. على العموم احتاج اشياء كثيره .. وهي فرصه وجات لعندي ..
اوكي نتفق بعد العصر ..
سمر : وشو بعد العصر يا لبدويه .. مافي احد يروح الا بعد المغرب او العشاء ..
ليلى : حاضر يا انسه سمر .. بتمشيني على كيفك هالمره ..
رفعت سمر حاجبها وقالت : اكيد انا سمر مو حيا الله .. يالله انا بروح اخمد لي شوي ..
وانتي كمان ارتاحي بعد المغامره في الجامعه ...
ليلى بإبتسامه : اكيد ..


اخذت لها دوش بارد .. ريح جسدها المرهق .. ووقفت قدام المرآه تجفف شعرها .. بعدما
لبست بيجاما نوم بيضاء قطنيه قصيره عليها قلوب زرقاء بدون اكمام . ..
انتهت من تجفيف شعرها .. ودخلت فراشها بعدما شعرت بالفعل بالنعاس والتعب ...
وبمجرد ما وضعت رأسهاعلى المخده .. وبدون اي افكار تراجعها غطت في نوم عميق ..



******************************

خطوه عكس التيار .. لمواجهه الرياح القادمه لابد من رفع الاشرعه ....


في حجرتها المظلمه .. والتي اغلقتها بإحكام .. كانت ترتجف خوفآ و ترددآ
وقد اصبحت انفاسها قصيره ومسموعه بوضوح .. لكن ذلك الالحاح كان لابد منه ..
رفعت الجوال الى اذنها وهي مضطربه المشاعر والاعصاب ..
.صعوبه لاقتها من خلال التفكير فكيف بالتطبيق .. لقد شعرت بالضياع و الخوف لايام
ولم تعد تطيق هذا العذاب النفسي الذي يضغط على اعصابها ويفقدها الوقت والراحه ..
مجازفه كانت لابد ان تفعلها لتنقذ نفسها من شيء لاتعرفه لكن تشعر به ان خطر يهددها ..
كتمت شهقتها وقد سمعت صوته يتردد من الجهه الاخرى ..
: ألو .. من معي ؟
ابتلعت مخاوفها و استجمعت قوتها لتنتهي من الامر وكفى هدرآ للوقت ..
: السلام عليكم ..
هدأ صوته : وعليك السلام ورحمه الله .. من معي ؟
لحظه صمت .. بعدها قالت بصوت منفعل . : أنا اريام ..
كان الصمت هو من اجابها فعرفت انه يبحث عن شيء ليباغتها به ..
وبالفعل لم تنتظر طويلآ .. وكأن اسمها طرق في اذنها العديد من التساؤلات ..
: اممم .. اريام .. ولك عين بعد تكلميني ...
شدت على اسنانها بإنفعال .. لكن كل تفكيرها منصب كيف تفهم وترتاح ؟
لاشيء يدعوها للغضب الان .. يجب ان تفهم منه كل شيء .
اجابته بحرص : نعم .. لي عين اكلمك .. مثلما كان لك عين تتهجم علي في بيت صاحبك
وهو اللي مأتمنك على اهله ...
صرخ بإنفعال : انا مااسمح لك تتكلمين عني بالطريقه البشعه هذي ..
ابتسمت بذكاء : لكنك سمحت لنفسك انك تهينني وانا في بيتي ...
اجابها بهدوء و كأنه يحاول مطلقآ ان يتمالك اعصابه ..
: لكن اللي قلته ان اللي جبتيه لنفسك ..
اريام بتعجل : كيف هذا ؟ انت سمحت لنفسك تطلق علي اتهامات رغم انك علاقتك ماتسمح
لك بالتدخل في شؤؤن الغير ...

حاول مقاطعتها فرفعت صوتها تكمل بحده ..
: وعلى الكلام المزعج اللي سمعته انت ماحاولت تفهمني ولاتفهم مني رغم انك مالك حق في الاثنين ..
نجح في مقاطعتها : والحين اختلف الوضع . .. ولا لانك خايفه من رده فعل مطلق ..
ارتجف يدها وصوتها : انا مااخاف من شيء ما عملته ... لكن تعرف يريحني انك تخبر اخوي ..
علشان افهم ولو جزء بسيط .. من الكلام الجارح اللي قلته .. وانا واثقه في نفسي والحمدلله ..

شعرت بالهدوء من ناحيته ... فأرادت ان تنهي المكالمه لنفاذ صبرها ..
قبل ان يقول : و الدليل اللي معي ؟
شدت قبضتها بخوف : اي دليل ؟
: دليل الصوت والصور .....
حينها شهقت بخوف .. انخلع قلبها من محله .. فسقطت على ركبتها من شده الهلع ..
كل مخاوفها اصبحت حقيقه ... الان لاشيء يغطي لا الحقيقه او الكذب المخترع ..
شعرت بغصه الدموع و قد بح صوتها فجأه ...
:اقسم بالله ياناصر مالي علاقه في اي شيء ... ما اعرف عن اي شيء تتكلم ..
ارتجف ناصر على اثر بكاءها المرتفع .. وقد شعر للحظه بفداحه تصرفه ..
اكملت بهلع : الله يرحم والديك ياناصر .. فهمني ايش قصه الصور ..
تلعثم برده : ماادري ماشفتها صراحه .. لكن .. شفت الشاب وتكلمت معه ..
توقف فجأه وكأنه سمع صوت صرخه منها حاولت كبتها ولكن لم تستطع ..
فذهب كل فكره بأنها تخادعه بتمثيليه قصيره ..
فتكلمت بسرعه : والله مااعرف احد والله ... انا خايفه .. خايفه ..
سكتت تحاول ان تتماسك لتقول بعدها بحزم ..
: خليني اشوفها .. ابغى الصور ...
حينها استفاق ناصر من سكره افكاره... ليكشف خدعتها ..
: على مين تلعبينها ؟ تبين الصور علشان مايكون لك اي يد فيها ... تعرفين كم دفعت فيها ؟
علشان احافظ على سمعه اعز اصدقائي الا انتي ماتساوين شيء عندي ...

اريام برجاء : ناصر .. انا الحين اتكلم معك كشخص محتاج .. شخص مظلوم محتاج يثبت حقه ..
لاتحسب خوفي تصور اني اخطأت في حق نفسي .. لا ابدا ... لكن خائفه اني اي شخص ركب لي
صور ماتخصني بقصد يفضحني ويشوه سمعتي ... اذا كنت تبي الضمان ماعندي مشكله
انسخ الصور واحفظها عندك ... لكن لازم اشوف الصور واتأكد بنفسي واقول لاهلي ..

تفاجئ ناصر من كلامها .. فقال مذعنآ لفكرتها ..
: بنشوف .. لكن اعرفي ان اي حركه مخادعه منك بتنقلب ضدك ..
ابتسمت لنفسها براحه ..
: افهم ياناصر ان عمري ماراح اخذل ثقه ربي وثم ثقه اخوي فيني .. ومايهمني في النهايه
رده فعلك او تصورك عني ... انتظر الصور بأسرع وقت لو سمحت ..

قفلت الجوال ورمته بعيد عنها كشيء موبوء .. و خرج كل الضعف الذي بداخلها
بدموع لاول مرت تبكيها بغزاره .. ابتلاء عظيم على الانسان ان يواجهه .. لم تكن اريام تتصوره لنفسها ابدا ..
ولم تكن تعقل لوهله بأن هناك من يترصد لها ويتصيد اخطائها لتقع فيها بكل سهوله ..
سبحان الله عندما يشاء ان يختبر عباده ... فعليها ان تلجآ إليه لاسواه .. فهو قادر على كل شيء ..

و العياذ بالله من بنو البشر اصحاب النفوس الضعيفه و المليئه بالشر والخداع ...
حفظ الله بنات امتنا من كل شر منكر ...


*********************************

امات الحب عشاقآ .... وحبك انت احياني ...


تسلل في ظلمه الليل بهدوء .. وقد حمل حقيبه ملابسه و اودعها على عتبه الباب الذي اغلقه بحرص
لايخفي شوقآ لاهثآ برؤيه الجميع ... ولن يخفي شوقه الملح لها بالتحديد ...
تعثر بأكياس كثيره على عتبه حجرتها ... وهو يدير كرة الباب بهدوء شديد لئلا يوقظها ...
ابتسم كرحالة للتو قد وجد ضالته المنشوده ... كانت نائمه بشكل مريح وقد استولت على نصف السرير ..
و قد خرجت قدمها الاخرى من اللحاف ..
رفع حاجبه تهكمآ على الوضع الذي اتخذته لنفسها وكأن السعه التي وجدتها بدونه قد اراحتها ..
فتح ازراره العلويه .. وهو يتقدم من السرير ببطء ... كانت تغط في نوم عميق ولم تتحرك عندما
اعاد قدمها بداخل اللحاف ... و هبط بجسده في المكان الفارغ الضيق ... ويستند على راحه يده مقابل
وجهها ......

لما يشعر بأن دقات قلبه ستوقظها ؟.. صدره يرتفع بشكل واضح ..
وانفاسه تضيق وتضطرب بقربها ... وقد انعكس ضوء الابجوره بقربه عليها ..
يالشوقه لها ... لم يتوقع بأن ينحصر تفكيره بطوله فيها لاغير ..
كاد يصاب بالجنون لانه افتقدها بإرادته هو وليست ظروفآ من ارغمته ..
يود لو يوقظها ويرى عينيها .. لم يطق صبرآ حتى يلمسها .. كان يقترب من وجهها وغايته واحده ..
لامس شفتها برقه ..بقبله حنونه هادئه .. واعادها بأخرى اكثر شوقآ ... وكل هذا وهي لم تستيقظ
ابتسم بنجاحه في مهمته القصيره ونهض بعدها متجها الى الحمام ...


فتحت عينيها بعد برهه .. تأملت المكان بعينيها ... أكان حلمآ اخر ؟!!
لاجديد فأحلامها تعاد وتتكرر بنفس الهيئه و مثل الشخص الدائم ..
لكن هذه المره مختلفه ... شعرت بوجوده ..
جلست تفكر وعينها تضيق بصعوبه الرؤيا في المكان ...
رائحه عطره تداعب افكارها ... كيف هذا ؟
اسرعت يدها تغطي شفتيها .. تلك الحراره النابضه ليست لمجرد حلم ...
شعرت بالخوف ينتابها .. خوف لذيذ يسري في عروقها ليجعلها تقف ..
ليجعلها تترقب بأن يكون حلمها منذ قليل ماهو الا واقع قريب منها ...

0
تجمدت اطرافها وقد سمعت اصوات بداخل الحمام .. ماهي الا دقائق حتى شعرت بنفسها كتمثال بلا حراك ..
يقف على عتبته يسد الضوء ... ينظر بذهول وكأنه غير مصدق لصحوتها الغير منتظره ...
و الماء يقطر من خصله النائمه على جبهته .. استحم على عجل ليتمكن من النوم بجانبها براحه ..
ابتسم ليقول بنبره هادئه ..
: ازعجتك ؟ !!

في اوقات ماضيه كانت تتصور مشهد اللقاء وكيف سيكون .. بكل الاحوال مثلته في خيالاتها
لكن الا هذا الذي لم تتصوره مطلقآ ... غير قادره على الحركه .. كأن حضوره قضى على كل
خيوط للجرأه و الرزانه ... او حتى العفويه الصريحه ...
لم تتصور بأن شوقها له سيكون ملجمآ لها لهذا الحد ...
مازالت ساخطه عليه لحد الغضب ... و مازالت كلماته المزعجه ترن داخل اذنها
ومازالت تلك الانثى الخفيه بصوتها الناعم يشبك على عقلانيتها ويعمي بصيرتها .. حتى باتت ان خلفه
مسيره من النساء العاشقات ..

تكلم مره اخرى وهذه المره كان صوته اكثر وضوحا ..
: لهذه الدرجه وجودي صدمك ؟ كنت اظن انك بتقابليني بشكل ثاني ..

كانت تريد ان تقول له.. لا لم تصدمني ؟
فلقد كنت دوما بقربي .. ولم تفارقني البته .. بل كنت مدمرآ لي في كل لحظاتي
لم تفارقني للحظه .. تشبثت بذاكرتي ولم تبرحها قط .. حتى بت اهرب من ذكراك بشتى الوسائل ..
فليس الحب بعض الاحيان نعمه .. انما هو سخط ينال من صاحبه بألوان الاذى ...

اقترب منها .. ليقول بصوت بدى منزعجآ للغايه من ذلك اللقاء البارد ...
: بتطولين واقفه كذا ؟ اكمل بسخريه ..
: تقدرين تروحين تنامين .. و اشكرك على مشاعرك المتبادله ...

تأفف و استدار للخروج من الحجره بعد ان اطبق الضيق عليه و من لقاءه الساخط بها ..
مزقه الشوق لكي يلقاها فلم يوخزه بقربها الا الشوك ...لكن يبدو ان تلك المرأه التي تجادل من اجلها تهدد راحتها ..
ولهذا تعاقبه بمثل هذا اللقاء ... ليس وقت الجدال الان .. غدآ سوف يطارحها الكلام ويهدأ من انفعالاتها التي ستنفجر
ان لم يخفف عنها ...

تيبست خطوته وهو يشعر بيديها تتسلل من الخلف لتطوق خصره .. و تلتصق به من الخلف ..
ارتجف من تصرفها .. وبالاخص من بشرتها الناعمه التي لامست ظهره العاري ..
اغمض عينيه بحلم يريده وتعلق به ..
همست بصوتها الناعس الذي بدأ يستفيق .. كما استفاق قلبها من سباته ..
: ما اقدر .. ما اقدر ... ؟!!!!!
كان يريد ان يسألها مستفهما عن عدم قدرتها ...
لكن تسلل صوتها بنعومه إليه كما تسللت موجه من الارتعاشات على طول عموده الفقري ..
: ما اقدر اتجاهلك ..مهما سويت فيني .. مااقدر مااقولك اني اشتقت لك .. وان حياتي من دونك مالها معنى
وان بعدك عني عذاب ما اقدر اتحمله ... .. ما اقدر . .. ما اقدر ...

استجاب لصوتها العذب ولكلماتها الحميمه التي وقعت في قلبه موقعآ شديدآ لم يحتمله
التف جسده نحوها ليحتضنها بشوق .. بألم استباح جسده مثل الحروق التي تكوي قلبه الغليظ ..
يالقسوتها حين تكون رقيقه .. حين تكون صادقه ..
تتصادف ان تكون روقه خريفيه تنقذ غريقآ ..
ان تكون نسمه لتطير منطادآ ضخمآ ...

مازالت ترهقني بمشاعرها الساميه ...تزيد من غضبي من نفسي ..
تعلق بها كما يفعل العطشان بقربه من الماء وجدها في صحراءه العطشى منذ سنين ..
وبصوته الاجش المليء بالعاطفه ..
: انا اسف .. اسف .. ماقصدت ابعد وانتي محتاجه لي .. لكن شوقي هو اللي جابني لك ..
شوقي لك عذبني وتركني بدون عقل ..........
توقف قليلآ ثم سحب نفسآ عاليآ ... من شذاها ....وقال بصوته االمشحون
: سامحيني يا غاليه ..

لم تسمع المزيد يكفيها ماقاله الان .. ألاتنتشي بكلماته وتسكر بعاطفته المشبوبه ..
طوقته بيدين محكمه لن تطيق الانفلات مره اخرى ..
وان شعرت بالاختناق وقد حبسها بين اكتافه القويه واعتصرها كقصبه سكر ..
لكنها مستأنسه بمكانها هناك ... حيث حرارته تترافق الى قلبها في معزوفه طويله مرهفه الالحان..
تكاد تغيب هناك معه .. حيث بؤره من الضوء تسطع في وجهيهما ...
لايهم ماتشعر به لاحقآ ... لكن لن تمر لحظه الان لن تستجيب فيها لمشاعرها ..
لقد عاشت ايام طويله تناولت عذابها بما يكفي .. بما يكفي لتعيشه سنين طويله قادمه ..

لاضير في كلمه احبك في عز الشتاء ..
في زخم رياح خريفيه .. وسقوط الامطار ..
لن تسبب الاسوء مادام متوقعآ .. فهناك حياة ..

بل ستكون الربيع .. لمواسم قادمه ..
فــــــــ زهو الالوان في مشرق الشمس ..
و في مطلع يوم غد .. متجدده بالامل الذي يدعوها للحياة ..

هي تحبه .. لن تنكره ابدآ .. لن تمل سماعه لنفسها ..
ولن تستحيل ان يقولها يومآ ...
فهي تعلم في قراره نفسها بأنها متناقضه .. ستقول اريد ولااريد
ولايهم مااريد .. وبعدها ستقف على ماتريد كما تقف لحظه حياتها ..

لكنها تعترف الان بصدق .. وتقول ,,آآآه مااجمل الحب .. وآآه مااقساه .....



********************************


جلس يتأملها .. ولم يمضي من الوقت الكثير .. بل يعتقد هو بل الكثير .. الذي لم يحسبه
و اصبح محسوبآ الان لو قل الوقت و مر تعداد الزمن ...
ابتسم .. وقد توسد ذراعه بقربها .. وقد بدأت انفاسها الهادئه تداعب صدره ..
اشرقت شمس الصباح وهو مثلما تركها لاداء صلاة الفجر عاد وتموضع مكانه ...
عاد و اعتدل في جلسته محيط بنظره الحجره بعين مستغربه من فوضويتها الغيرمعتاد عليها ..
مشتريات كثيره .. ملابس مبعثره و اوراق متناثره ...
شعربشي من الضيق فجأه من فكره ذهابها الى السوق بدون اذنه ...

إلتفت لخلفه مباشره اذعانآ لمشاعره .. فألتقى بعينيها وبلا تردد

َطــآلعك ~
و ـآتركْنِي .. !
فيَ عِيونكْ [ـأضييييييع ] ..
أصلـآ ضيــآعي في
[ ع ـيييييونك ] ونآآسَه ..

عاد الى مكانه متوسدآ ذراعه وابتسم ابتسامه صافيه خاليه من الهموم ..
: صباح الخير ياكسوله .. في امور كثيره تغيرت في غيابي .. صايره تقومين متأخره ..

شدت اللحاف من تحته لحد ذقنها واجابته بكسل ..
: مافي شيء يبقى على حاله ...

رفع حاجبه وقد رمى بنظره جانبيه على الحجره ... بعدما ألتمس معنى اخر في كلامها ..
و رمى برأسه على مخدته وعقد ذراعيه على صدره وقد حدق في السقف ..
: صحيح .. مافي شيء يبقى على حاله ..

كان يريد ان يقول لها بأنه اختلف عمن كان قبل سنه
مطلق المعروف بجلادته .. لو يعلم احد الان عن رهافه قلبه وعما يحمله ويكتمه عن الاخرون ..


سحبت نفسها من جنبه ... و قد غطت جسدها بغطاء السرير .. وعيناه مازالت تراقبها ..
كانت في طريقها الى الحمام تمشي متعثره بخطواتها العجوله لستر خجلها ..
سأل : الاغراض هذي مين جايبها ؟
اضطرت للالتفات له و الرد عليه بصراحه ...
: أنا ..
أكملت بإستمتاع بعدما رأت تغير لون وجهه ..
: رحنا انا وسمر السوق .. واشتريتها. ..
مطلق بهدوء محكم ..
: ماقدرتي تكلميني وتستأذنين مني او تنتظرين حتى ارجع و اسمح لك ..
ابتسمت بعذوبه ..
: مالها داعي يامطلق كل هالمسرحيه ... انا عارفه وانت عارف ان كل واحد منا ماهو طايق يسمع للثاني ..
فبلاش نضحك على انفسنا ..

رفع حاجبيه هذه المره مستنكرا تلك اللهجه الصريحه التي تتفوه بها ..
فأبتسم متهكمآ وقد رفع رأسه على كلتا يديه ..
: واللي صار البارح افسره بأيش يامدام .. فيلم رومنسي مثلآ ....

احمرت وجنتيها وقد بدأت عيناه الوقحه تجردها من صبرها .. تسمرت على تلك النظرات التي تعريها ..
وقالت بعصبيه : لاتخلط الامور في بعضها .. انت اساسآ مو فاهم شيء ..
وقف ومشى ناحيتها ببطء .. والابتسامه التي تحرق اعصابها مازالت مرسومه على وجهه بإتقان ..
: أنا اسف .. ودي تفهميني الامور بهدوء ...
تراجعت للخلف وقالت : اي امور افهمك فيها ...
تكلم بجديه واضحه : اولا انتي ليش زعلانه ؟ عقد حواجبه بتساؤل وأكمل ..
: اساسآ مين اللي حقه يزعل انا ولا انتي .. ؟
بهدوء اجابت : كانت عندي اسبابي .
عقد ذراعيه على صدره و اومأ برأسه للبدايه ..
: تفضلي انا اسمعك ..
تجهمت وهي ترد ...
:الوقت مايسمح بالنقاش ..
تركته مكانه واوصدت باب الحمام في وجهه بدون كلمه اخرى ..

ابتسمت ابتسامه واسعه .. حتى كادت تضحك ..
ولاتعرف لم بالتحديد .. هل لانها انتقمت منه بطريقه اراحتها ..
او انها تريد اللعب على وتيره هادئه بعد الان ..

تنهدت براحه واندست تحت شلال من المياه الدافئه .. متجاهله غضب الاخر في الجهه الاخرى القريبه منها
يدقق في مشترواتها بشيء من الاستهتار .. حتى وقف مبتسمآ بحذاقه بعدما رأى تلك الملابس الجريئه بملمسها الناعم
الرقيق ... قفز حاجبه معجبآ .. وفكر في الغفران في خطئها الذي في السابق لن يسامح احد عليه ...
اخذ قطعه منها .. واقترب من الحمام .. مبتسمآ ..حتى فتحه عنوه .. لتصرخ من الخوف ..
وقف على عبته الباب الذي مازال ممسكآ به .. وقال ..
: هذا اللي علشانه رحتي السوق من غير اذني...
شعرت بألم في عينيها من بحلقتها الواسعه .. لاتتصور يومآ موقفآ محرجآ اصابها مثل هذا
يقف بكل جرأه ... اسرعت في تغطيه جسدها بستاره شفافه لاتكاد تسترها ..
وصرخت بخجل : كيف تسمح لنفسك وتدخل علي كذا ؟
استند على الباب وقال بهدوء وكأنه لم يفعل شيء ..
: عادي ... مادخلت على احد غريب .. دخلت على زوجتي .
تجمد الدم في وجنتيها ليعطيها لونآ جميلآ ..
: مطلق .. لاتحرجني زياده..
اقترب خطوه و تلك الابتسامه تحولت لضحكه خفيفه ..
: عادي لو تبيني اخذ حمام ثاني ..
صرخت برجاء : لا يا مطلق ... بموت من خجلي لو قربت خطوه واحده ...

ضحك و تراجع للخلف وقد بالفعل يرحمها بعد ما لاحظ ارتعاشاتها الواضحه ..
رفع يديه مستسلم وقال بعدما اغلق الباب لنصفه ..
: ما انتهينا.. للحديث بقيه ياحلوه ..

بمجرد خروجه قفزت للباب وقفلته مرتين .. وانفاسها المحرجه تتصاعد بشكل واضح ..
ضغطت على خدودها المتوهجه .. وكادت تدعو على جرأته لولا لحظه كظمت فيها غيظها الشديد منه ..
لكنها عادت وسألت نفسها .. هناك شيء ما ..
شيء يومض لها وكأن الذي امامها ليس مطلق الذي تعرفه ..
تنهدت بحيره .. وضمت نفسها مرتعشه من موجه هواء ظنت انها دخلت عنوه ....


**************************


مفاجآه لاتسر في جعبه القدر ..........
.
.
خرج مهرولآ من شقته بعدما ورده اتصال من البواب ينبأه عن تحطم زجاج سيارته بالكامل ..
وقف مع بعض ساكني العماره مبحلق في سيارته التي تهشم الزجاج بداخلها واصبحت كومه من الفوضى ..
وبدأ الهمس من حوله وهو يفيض غيظا وحقدا على من فعل بسيارته بمثل هذا الفعل ..
استدار حول سيارته ... غير مصدق حتى الان ..
شخص يدير حوله المشاكل و يزيد من خناقه ..
الان صدق بالفعل ان هناك من يحيك له المصائد ويتربص به ..
الرساله .. ثم السياره .. وغدا سيطبقون عليه الحصار ..
لكن من هم ؟
من له عداء معي و يكيد لي ...
فعلاقتي بالجميع ودوده ولم اتجاذب مع اي احد يومآ نقاشآ حادآ او اتعارك مع احد ما ..

اقترب من احد جيرانه ...
: عيال الحرام كثيرين .. واليوم اللي ماعنده بيت او اهل يدور على الشوراع و يزعج خلق الله ..
تنهد ناصر بحرقه .. فأكمل الجار ..
: كل شيء يتعوض يابن الحلال .. هونها تهون ...

اومأ ناصر رأسه برضى يضرب اخماسآ واسداسآ .. يحمل هم نفسه وهم سيارته الوحيده ..
وترك المكان مفسح المجال للمشاهدين الذين وجدوا عرضآ يتساؤلون فيه عن بشاعه فعل ذلك ...



**************************




ألقاكم مع متغيرات جديده ..
دمتم بخير
كبرياء الج ـرح

كبرياء الج ــرح 15-06-11 05:17 AM



صباح الاحتيـــــاج .. ل تلكـ الجنان
تلكـ التي تجري من تحتها الانهار .. ولا وداع فيها ولا احزان ..
ولاهم حتى ولا ألم ...

اللهم رضاك والجنه ..........






البارت الثامن والاربعون :






احزان كثيره تأملها في وجوه ساكنيها ... جلبت له الكثير من الكآبه ..
استشعر بالوحده حقآ بمفرده ولااحد هناك يعرفه و يؤنس به..
وان كان فا لكل حوله لكنهم متشاغلون بهمومهم وغصات ايامهم ...
قضى مع ابو حاتم حتى شعر بأن الاخر منفي في عالم اخر من التبصر بأحزانه ..
وجوده لم يعد ينفع ...

استرحل همومه معه .. وخرج من المعقل بحكمه جديده في الحياة ...
صحيح كان لابد من التجربه لتصقل تلك المواعظ التي تعلمها ..
لابد له من صياغه بعض الامور التي مضت في حياته بطريقه صحيحه ..
واعاده النصاب الى مكانه المناسب ..

لم يعد يريد ان يثقل على مضيفه ... فيكفي ضيفه الذي حل ثقيلا على القلب ..
" الحزن " وما اشد وقعه على القلب حينما ينفرد بصاحبه ...
غير قادر على النسيان إلا بالصبر والدعاء ...
موت ابنته افقده قليلآ من وعيه الراشد .. فتحمل سعود همه مثلما فعل هو به ..
استرعى اموره حتى تنقضى ايام العزاء ..
وبعدها سيشد همته للبحث عن ماضاع في غياهب المجهول .. ويتمنى ان يجده .

شعر بالحزن من كل شيء حوله .. البعد والفراق زادته اطنآنآ وهو يعيش في هاله من الاحزان ..
وما ظنه يسيرا بالامس اصبح مريرا اليوم بمراره العلقم ... ولم يعد يطيق طعمه الباقي في فمه ..

تقوس ظهره و قد تأمل التراب تحت قدميه في ساحه خاليه من ضجه الاولاد .. بقي فيها بمفرده
متخلي عن حصصه لاتعابه الذي زادت نفسيته ارهاقآ .......

تباعدت خطواته حيث مشى متهالك ..كئيبآ ... هاربآ .. حيث ابو حاتم يجلس في ظل حجرته
وقد رافقه المصاب المحزن ولم يدع مجالآ فيه للعوده ....
جلس بجانبه صامتآ لا يعرف كلمه تخفف عن مصابه .. إلا بالصمت الذي حل مفردات الكلام ..

: يابوك ياسعود ...
رفع سعود رأسه مذعنآ وكأن الذي سمعه كان صوتآ من السماء يخاطره ..
صوت ابيه يأتيه في نهار كامل الوضوح .. غير معقول .

التفت حوله ليرى نظره ابو حاتم الحزينه وهو يمد يده المجعده له .. معيدآ ..
: يابوك يا سعود .. ساعدني اقوم .. بشوف اهل بيتي .. تركتهم بدون فطور ..
ساعده على الوقوف .. شعر بالحزن يترافق معه في خطواته القصيره المتعثره
سعود بشفقه : توصيني على شيء يابو حاتم ؟
ابتسم ابتسامه صغيره تشيد بعرفان لما فعله معه ..
: تسلم ياولدي .. الله يخليك لاهلك ماقصرت يابوك .. ماعاد في شيء نبيه غير حسن الخاتمه .

قبض على يد سعود بقوه ضئيله وبعدها تركه ..
ياآآآه كم للحزن من اثر على جسده الكهل .. لقد زادت سنونآ قاهره على سنينه التي مضت ..

ارتخى سعود وقد عاد ذكريات غابره مع موجه ريح حاره ..
ذكريات ذاك اليوم الذي قالوا فيه ان والده قد مات ..
ذهب لحياة اخرى .. حيث لا وجود له بينهم ..
كانت صعبه .. صعبه .. صعبه ان يتذكر كل شيء ولا يتأثر ..
تذكر يومها حضن جده له .. ونصحيته له بأن لايبكي فهو رجل ..

اوااه ياجدي .. ألا تعلم ان البكاء راحه لمبتغيه اذا اراد ..
اشعر بالثقل جاثم على صدري .. لا استطيع ان افسر مايعتريني من حزن بغيض .
اشعر بأني الوحيد المتألم في هذه الحياة ومن حولي يعيشون بسعاده ..
واني احمل همومآ تسري في جسدي مسرى السم في العروق ...
ولا اعلم ممن بالتحديد ..
أحزان ابو حاتم اصبحت احزاني الخاصه ..
ام ان الموت بعث في نفسي شجن من الذكريات البائسه ...

دخل سيارته في مقصد منه للهروب .. حيث رغب في البعد عن الحزن ولو قليلآ ..
وحركها مطلب للراحه والهدوء لعله يجدها بعيدا ...


*****************************


ذهلت عندما خرجت من حمامها الطويل ... بأن مطلق قد عاد للنوم بشكل غريب
وكأن الانتظار الطويل قد جلب له النعاس بعيدا عن اليقظه ..
ينام مستحلآ مخدتها .. شعرت ناحيته بعاطفه كبيره حين رأته بالشكل العفوي هذا ..
صلت فرضها و ارتدت ملابسها .. وعندما همت بالخروج ..
سمعت صوته العميق القادم من سباته ..يناديها ..
اقتربت مجيبه وهي تربط حزام فستانها الاخضرمن الخلف ... لكنه مازال غاطآ في نومه ..
ابتسمت اكثر وقد حنت لرؤيته قريب منها .. جلست بجانبه في المكان الفارغ ..
ومدت يدها بدون تردد الى خصلات شعره النافره حيث تلاعبت بها قليلآ ...

كادت تبكي من شده حبها له ..
يا الله .. هون حبه على قلبي .. اجعله خفيفآ .. يسيرآ عليه ..
كم اشعر بالالم لحجمه المتعاظم في قلبي ..
و بأن لاحدود له .. ولا عمق يصل إليه ..
يسرح في نفسي .. ويهوى تعذيبي ..
ارجوك .. ارفق بحالتي ..
حبك أليم .. في كل احوالك يؤرقني ..
في بعده وقربه اجد عالمآ غريبآ من المشاعر ..
من كل بد اقاومه لكني لا استطيع ..
لا استطيع ..
فأنفاسي تترافق معه اينما كان .
ونبض قلبي .. يعشق وجوده لكي ينتظم ..

لاتعلم كم من المده غفلت فيها .. لتستيقظ على لمساته هو ..
حينها قفزت من مكانها ويده لم تتركها ...
سأل بحرص ..
: وشفيك ؟
ابتسمت بتوتر لانه كشفها في اكثر لحظاتها ضعف وهو ان تكون معه ..
: مافيني شيء ... كنت ابي اصحيك .. لكنك صحيت من نفسك ؟

سحبها لتجلس مرغمه .. ليقول بعدما استدار لها بجسده ..
: ليش ماتقولين ايش فيك .. تحسبيني ما افهمك ؟

لاحت ابتسامه سخريه على وجهها ولم تتواني في تجريحه وقالت ..
: توي ادري انك تفهمني ... لا واضح من تصرفاتك انك تفهمني ؟
ضاقت عينيه عليها ..
وقال متجاهل نبره السخريه التي سمعها في جملتها تلك ..
: تعرفين ما اطيق اللف والدوران ..تكلمي معي بصراحه ؟
بهدوء وقفت وناظرته بتفكير وبعدها قالت ..
: لو ابي اقولك بصراحه مافي شيء يمنعني .. إلا اني مابي اتكلم معك اساسآ ...

مطلق بضيق من اسلوبها الجديد ..
: ليش تعامليني بالطريقه هذي .. اسلوبك هذا مااطيقه ... فتكلمي معي بدون ألغاز .

جاوبته بحده ...
: البركه فيك علمتني كل شيء ... لاتلومني .

تأملها بغضب و اخفى ثورته بطريقه تجعلها ترتجف .. منذ فتح عينيه و قد رأى تلك النظره الحزينه
التي تعتليها جعلته يحزن من اجلها .. و يوبخ نفسه على اهماله الشديد لها ..
لكنه لم يقصد .. لم يقصد ان يزعجها او يبعث في قلبها الحزن ..

قال بهدوء وقد نهض من مكانه واتجه الى شماغه ..
: انزلي افطري مع امي ... انا عندي شغل ..

زمجرت غاضبه من نفسها لامن هو ...
من تلك الغبيه التي لاتنتظر لحظه جميله إلا وافسدتها عليها ..
ومنه هو الذي لا يتسنى له منفذ الا وعبره هروبآ منها ..

: هذا اللي تبيه ... ياانك تجرحني اوانك تتروح تتركني ..
ماادري ليش ماتعودت على اسلوبك معي .. وانت في لحظه تتذمر مني ومن اسلوبي ..
ليش تبي كل شيء مثل ماتبي انت واللي حولك مايهمونك .. تراني تعبت منك و من صدك لي ؟

انتظر حتى تصمت ... فراقب صدرها المنتفض بأنفاس مشحونه بالغضب ..
وقال بمثل نبرتها : مين يصد الثاني الحين؟ ماتقولين .. انتي ماتسلهين الامور علي ..
كلما سنحت لي فرصه واقترب منك .. تتهربين مني ..

اقتربت منه وقد ضمت نفسها بإرتعاشات متتاليه .. وقد فقدت رغبتها في النقاش معه
واي نقاش يجمعهما في صباح باكر ..

بهدوء سارت نحو الباب متجاهله رده ذاك .. وعبرت في طريقها وهو يتبعها بنظراته
حتى اختفت من امامه ... وهكذا بسهوله مضت بدون كلمه ..
بدون ان يفهما بعضهما .. وبدون ان يضعا لافته توضيح الطريق قبل مفترق الدروب ..
تنهد بيأس و قد رمى بنفسه على السرير .. يفكر مايريد ان يفعله ؟ وما لايريد .
وما اكثر مالايريد الذي اصبح من ضمن اريد ولكن لا استطيع ...


***********************************



هرولت خارجه بسرعه ..متعثره بعباءتها متداركه الوقت قبل اوانها المعتاد
قابلتها ليلى .. في الطريق متعجبه من الهالات السوادء التي تحيط بعينها .. و بشكلها الغريب
الغير معتاد منها ... فهي تحب الاعتناء بمظهرها قبل خروجها ..
سألت : اريام .. وشفيك متعجله ؟
ابتسمت بتوتر : ماودي اتأخر كل يوم وانطرد ..
مسكتها ليلى من ذراعها ...
: طيب اولا كلي لك شيء.. ماينفع تروحين كذا ..
اريام : لا ماودي .. بفطر في الجامعه ..
مشت كم خطوه وبعدها التفت لها وسألت بإبتسامه ..
: مطلق رجع .. صحيح ؟
ليلى : ايه البارحه رجع ..
غمزت لها اريام وقالت ..
: حمدلله على سلامته ... كان ودي اشوفه قبل مايمشي ..
طالعت ليلى لساعتها وبعدها قالت بإنزعاج مخفي ..
: ماادري عنه اذا كان موجود .. قال انه بيخرج ..
استغربت اريام من جملتها لكن ماعلقت ..
: اوكي .. اشوفه بعد الدوام .. يالله باي

تأملتها وهي تنصرف على عجله من امرها ..
قفلت الباب و دخلت بعدها الصاله حيث خالتها موجوده..
جلست جنبها وقالت ..
: اريام طلعت بدون ماتفطر .. وسمر بعدها ماقامت .. والله البنت اللي عندك ياخالتي مالها مود في الدراسه ..
ام مطلق بإبتسامه ..
: والله هذولا بنات اليوم ... ما يروحون المدارس الا حق اللعب . الله يهديهم بس .
ليلى : ايه والله امين ...

اخذت لها لقمه وبعدها كشرت بألم شعرت به فجأه .. حست عليها ام مطلق ..
: سلامتك يايمه ... ويش تحسين فيه ؟
ابتسمت ليلى لها .. : مغص عادي .. لا تخافين .
ام مطلق بحرص ..
: المغص يصيب الحامل كل فتره .. لكن انتي لاتهملين نفسك .. خذي العلاج دوم يايمه
انتي صحتك عليله ما تتحمل ..
استندت على الكنبه خلفها تريح فيه جسدها .. و قالت وكأنها تفكر ..
: اليوم عندي موعد عند طبيبه النساء.. الله المستعان ..
ردت عليها ام مطلق ..
: قولي لزوجك يمشي معك .. ماهو كل مره تاخذين وفاء معك .. ماهو عيب يمشي معك ..
على الاقل يراعيك .
ليلى : والله انه مايقصر ياخالتي .. ظروفه تكون صعبه بعض الاحيان ..

شعرت بحاجه للدفاع عنه ...لئلا تكتمل عند الاخرين نقطه يعيبون فيها عليها ..
بعض من شعائر الحب التي بدأت في مزاولتها بعدما غرقت في حبه ..

ام مطلق بعتب ..
: يايمه انا اعرف وليدي زين .. ينسى نفسه في الشغل كيف ماينسى غيره .. الله يصلحه ويهديه ..
ابتسمت ابتسامه واسعه وهي تكمل ..
: عساني افديه .. اليوم صحاني لصلاه الفجر .. والله اني يوم شفت وجهه صابتني راحه ..
قلت وليدي ماهو متعود يغيب عنا طويل ... الحمدلله ربي رجعه لي سالم .

ابتسمت ليلى وهي تستند على يدها وتراقب ملامح ام مطلق في محبتها الصادقه التي لايختلف
عليها اثنين ... بينما جوالها يهتز بصمت جانبها .. حين شعرت به ..
ابتسمت بالمثل وهي تقرأ اسم اخيها الذي اشتاقت له كثيرا ..
استشرق وجهها لدى سماع صوته ..
: صباحك خير ونور من الرحمن ..
سعود : صباح الخير ..
انكمش وجهها لسماعه صوته ..
:سلامتك ياخوي .. وشفيك مريض ؟
وصلها صوته من جديد وقد تقلص قلبها بحزن عليه ..
سعود : انا طيب ياختي .. انتي كيفك وكيف حملك ؟
ليلى : انا بخير ... سعود الله يهديك ارجع لاهلي .. والله ان قلبي ماهو مطمن ..
سعود بنبره جليه ..
: قريب ان شاء الله .. حبيت اسمع صوتك .. واطمن على حالك وحال مطلق .. عساكم بخير .. ؟
هتفت بمحبه ..
: الله يخليك لي ياقلبي .. كلنا بخير .. اهم شي انت ؟ دير بالك على نفسك ياخوي ..
سعود :الله المستعان ان شاء الله .. المهم سلمي على مطلق ... و انتبهي لنفسك .. ولا تتعبين حالك في مشاكلي
ليلى بحزن ..
: مالي غيرك اشغل بالي فيه .. ياعسى عمرك طويل .. مايهمني في الدنيا غيرك .. امانه ياسعود انتبه لحالك
و اتصل علي .. ولاتكدر خاطرك بكره يزول الهم وتنفرج .. يارب .
سعود : خليها على ربك يابنت الحلال .. يالله انا بقفل .. بيننا اتصال ان شاء الله .

ليلى :في حفظ الله .. الله معك ..

ترنح قلبها على من تحبهم .. مابين الامنيات تهتز واقعيه الحياة بمرارتها المعتاده ..
وماتريد صعب المنال .. اماني معلقه مابين السماء والارض مابين تحقيقها من عدمه ..
ليس لها امل سوى حسن الظن بالله .. ودعاء في خفاء ..ترجو تحقيقه للجميع ..



**************************


شعر بالوقت يمشي بهدوء ورتابه غيرمعتاده .. ألا انه ليس لديه مايقوم به
سوى زياره الاطلال من الذكريات الماضيه ..
شعر بالحنين قد اتصل بجسده .. ليرميه في بحر عميق من الذكرى والانين..
حتى بعدما اتصل على اخته .. لم يشعر بالشبع .. بل قفر الى مشاعر خاصه ..
قفزت له من بين كل شيء .. كل مايخصه استدار حولها في صوره خياليه يشاهدها امامه بدون عبء ..

" نجمه " ماهو حالك الان ..
هل انت سعيده بفراقي مثلما انا اشعر بالعكس ..
اشعر بالخوف من مشاعري المندسه والتي اخفيها بكبرياء تعلمته منك انتي ...
كنت اريدك .. ارغب بك .. لكنك طردتني من حياتك بدون رأفه بحالي المعكوس ..
اي تمرد استحال بقلبك .. واي شفقه انزلتها بقلبي على حال كسير ..

مالي حاجه برفيق الان اكثر مما مضى .. !! ومالي حاجه بذكراك انت بالذات ..
لقد بعثرتي جميع اوراقي و غربلتي دروبي كلها .. ولم اعد افهم ما لها بوصله الزمن لا تساير وحدتي وكفى ..
بعيدون عني بقياسات السنين .. وانا بعيد عن كوني انا ...

هل كان يجب ان ابتعد عن الجميع لاجد الراحه ..
ام الراحه ليس مطلبها الابتعاد والرحيل ..
لم يعد بي عقل صائب يفكر ما الصواب ومالخطآ ..
وما المهم ومالمستحيل ..

اتعبتني ياقلب في دنيا هواك ..
تيهآ ولا ادري متى تلقى مناك ...


رافق اسمها كثيرآ .. و تأمله لمده غير يسيره ..
يعارك اهوائه في التجديف عكس التيار ومواصله المسير مترنحآ في الرغبات ..
ومابين كبرياءه المعتلى هممه كلها ولايهم مايريده قلبه وما يرغبه هو ..

اعاد كل شيء على حاله وهو يستدير للعوده .. مخلفآ كل شيء وراءه
زاد من بعثره الافكار ليس إلا ..
وزادت بالتالي همومه .. و توحشت امنياته في منأى عن الحياة التي يريدها ..



وهناك... في مكان ليس ببعيد .. تنهدت بألم وقد ادارت جنبها بصعوبها
هي الحمى .. تجلدها جلد السوط على الجسد ..
تنسيها كل شيء .. إلا هو ..
وتبكي .. وتعزي بكاءها الا سطوه المرض ..
لكن مازال الندم يجد موقعآ في ج سدها لينهشها ويتعارك مع المرض من اجدى بها ..

قرار أضاع كل شيء .. في طريقه ..
الصحبه الجميله .. والذكريات التي لن تنساها .. والصداقه التي انقطعت خيوطها فجأه ..
و هبه من الرحمن رفضتها بغرور ..
لكني كنت اردد واقول مذعنه لجنوني..
.

سعود ... قلبي ينبض بعدك بوتيره بطيئه ..
وكأنك من كنت تعلمه الانتظام في سبيل الحياة ..
كان ينتظرك طويلآ .. حتى بعث اليأس فيه جرثومه خطيره قتلت كل حياة فيه ..
ومايلبث حتى يتوقف ..
لو استطعت العوده سأقولها لك ..
" سامحني " لو استطعت .
سأسامحك انا ايضآ ... بالمقابل

سامحني لاعيش حياتي بدون كدر على خيارات خاطئه ..
سامحني لاتقبل بأن تكون لغيري .. واكون لغيرك يومآ ...

اطلقت آآآه طويله وامها بجانبها ...
: قومي يابنتي كلي لك لقمه .. لازم تتقاوين على المرض ..
همست بألم ..
: ماعندي شهيه .. ودي انام ..

تركت امها تنصحها و تدعي لها .. وهي تغرق مرة اخرى في غيبوبه المرض الذي يصرعها خائره
مستسلمه .. مذعنه له للنسيان .. و للاحلام .. فقط ..


*******************************



اصيبت بكآبه مفاجئه وانتابتها مشاعر سيئه بعد سماع صوت اخيها ..
جلست تفكر في حل ازمه اخيها المتصاعده ..
لم تعد قادره على التجاهل حتى بعد ان سمعت صوته الحزين .. وهذا الذي لاتطيقه ابدآ ...
سمعت صوته يخرج من المكتب واستعجبت .. قد ظنت بأنه قد تركها بالفعل ..
واستغربت اكثر عن سبب غيابه عنهم ..
وقفت متردده مابين تدخل او لا ..
للتو نشب بينهم نقاش محتد لم يفوز فيه احد ..
كانت تهم في الهروب .. قبل ان يفاجئها بخروجه المباغت ..
ترنحت بعجله .. قبل ان يضبطها من افعالها المتردده ..
كان قد ارتدى ثوب اخر غير الذي ارتداه في الصباح الباكر ..
ففكرت بأنه كان مستعد للخروج .. قبل ان تقاطعه هي ..
سألت ببرودها الجديد ..
:طالع ؟
دخل الحجره قبلها لكن اجابها ..
: ايه .. عندي شغل مثلما قلت لك قبل ...

لوت فمها بطريقه تهكميه .. و اتكأت على باب حجرتها ..
ليرفع ناظريه لها .. فأستفهم من تلك الملامح الجامده على وجهها ..
سأل : تبين شيء قبل ماامشي ؟
عقدت ذراعيها على بطنها البارز .. وبحركتها هذه جعلته ينتبه لها اكثر
حيث اقترب منها ...

كانت متردده تتكلم معه لكن انطلقت فجأه ..
: عندي موعد اليوم في المستشفى .. و عادة وفاء تجي تاخذني ... لكن ابيك اليوم انت تاخذني ..
حدق فيها مطولآ يبحث عن جواب لتغيرها السريع .. فقبل قليل لم ترغب حتى في التحادث معه ..

قلدها في تلك الحركه .. و اقترب برأسه منها .. وسألها ..
: ليش تبيني هالمره اخذك انا ؟ اساسآ كيف متحمله تمشين معي .. مو قبل شوي ماكنتي تبين حتى تكلميني ؟
رفعت حواجبها بقهر من اسلوبه المستفز .. فجاوبته بحده ..
: لانك زوجي .. ومن واجبي عليك الاهتمام فيني ...
مطلق بهدوء : لكن عندي موعد مهم ..
اشارت بأصبعها على صدره بغضب .. وقالت ..
: مايهمني ... موعدي اهم .. اظن الولد اللي في بطني هو ولدك كمان .. وانا مصره انك تاخذني .

ابتسم وهو يمسك بيدها ويرفعها لفمه ويلثمها برقه ..
ارتبكت اكثر من جراء حركته تلك وهي تحاول ان تسحب يدها من بين يديه ..
فقال لها : لو تبين عمري خذيه كله .. يعني جات على موعد .. يرخص لك كل شيء علشان راحتك ..

ارتجفت بخجل وقد باغتها بلطف لم تتوقعه ...
: لا تتمسخر علي ...

اختفت ابتسامته ليحل محلها الجديه .. وهو يسحبها ناحيته ويضمها بصمت ..
لاتسمع فيه سوى انفاسه المتسارعه وكأنه يتعارك مع نفسه ولايجد الحل الامثل ...

وبعد لحظات و بصوت يلاقي صعوبه في اخراجه ..
: المشكله انك ماتعرفين قيمتك عندي ... سبق وقلت لك مااعرف اعبر عن مشاعري .. فساعديني
او تحمليني على الاقل ...

رفع نفسه عن التصاقه بحضنها و وضبط شماغه وعينيها تبحث عن معالم واضحه لتقرآها ...
او حتى عينيه لترى مافيها من معاني .. لكنه احجب عنها الرؤيه بصناعه زائفه لشماغه وبعدها مشى عنها ..
: انتظرك في السياره ...

تركها تحدق في الفراغ وتملأه بالعجب و بمفردات السكون ..
تألق غريب .. وشعور مذهل .. و نبض متواصل جعلها تخاف مع ابتسامه تلتصق بسذاجه على شفتيها,,
شعرت بذلك بوميض يغزوها ويحول ضبابيتها الى نقاء ليس له مثيل ...

شيء مني يريد ان يقفز ان يطير .. ان يضحك بصوت عالي ..
ان يبتسم دونمآ سبب ... هكذا فقط

كتمت فمها وهي تضحك بخفه ..
يكن لي المشاعر لكنه يصعب عليه ان يفسرها ..
على الاقل لم يعترف بطريقه واضحه .. لكن وضع لي حروفه خاليه من النقاط ولن اعجز عن فهمها ..
لايهم متى يقولها .. فأنا وراءك يامطلق حتى تنطقها ويقر فؤادي بعدها ..

تنهدت براحه وقد تملكتها طاقه رهيبه ونشاط فأسرعت تلتقط عباءتها وتهرول
متجاهله انها حامل تخطو في شهرها السادس .. بدون وعي منها ..
فلا لوم عليها .. فما هي الحياة الا شطرنج مشاعر تستبدل فيها خانه لتعوضها بأخرى ...


********************************


ارسلت له اكثر من رساله.. تخابره فيها ان يعجل من ارسال الصور المزعومه ..
وهي مازالت تعاني من انتفاضات خوف وارتعاشات موت في ماتبقى من فراغات الحياة ..

زرعت نفسها في مكان بعيد عن الجميع .. وقاطعت صديقاتها بعدما اكتشفت فجأه ليس هناك شخص
جدير بأن يشاركها مصيبتها تلك ...
كادت تجهش بالبكاء .. وهي وحيده تنازع خوفها .. و تدعو ربها بأن يستر عليها ..
لولا قدوم ريهام في الاونه الاخيره .. وهي ترى انعكاسات لحاله مزريه تعاني منها رفيقتها ..
سألت : سلامتك يااريام .. انتي تعبانه ؟
تنهدت وهي تحتضن جوالها وقالت ..
: مافيني شيء ..
جلست جنبها و قالت ..
:ليش ما حضرت المحاظره ؟
اريام : تعبانه ..
ريهام بإبتسامه ..
: توك تقولين مافيك شيء .. والحين تعبانه ..
احتد صوتها وهي تجيب ..
: ريهام ارجوك اتركيني .. مو طايقه نفسي .. فلاتزيدين علي ؟
ريهام : هدي اعصابك .. شوفي حالتك كيف صايره ؟
التفت اريام حولها وقالت بكآبه ..
: عندي مشاكل ...
الحت ريهام في سؤالها اكثر ..
: طيب .. قولي يمكن اقدر اساعدك ؟
وقفت و حركت شعرها برعشه واضحه لريهام ..
: ما اقدر .. ما اقدر ..
مسكتها ريهام قبل ماتمشي وتتركهاوادارتها ناحيتها ..
: اريام قولي .. والله خوفتيني ..
التفت ناحيتها و بعدها حدقت في ريهام وبالاخص في عينيها ..
وكأنها تبحث عن الثقه والاهم الامان الذي لم تجده في نفسها وتبحث عنه لاهثه
للتدثر قليلآ من خوفها الذي طرق بفولاذيه على حياتها ..

غطت فمها .. وكتمت شهقاتها التي بدأت تظهر جليه واضحه .. والدموع تتجمع في مقلتيها غير قادره على كبحها ..
اتسعت عينا ريهام لتصورات في عقل بشري يطرح الكثير من الخيالات .. حيث ترى اشارات هلع ليس لها تفسير
غير شيء مضمحل يدعو الى النحيب ..

تربص بالواقع حتي يصيده او يصاد هو .... وانتظرت لحظه الاعتراف .. وهي تقود صديقتها
لمكان بعيد حيث لاعين تراهم او اذن تسمعهم غير الباري جل في علاه الذي لاتخفى عليه مثقال ذره
في الارض ولا في السماء ...


*****************************



مازال متجهمآ .. حتى بعدما اخذ اجازه من عمله .. ليقود سيارته لتصليحها كاتمآ غيظه
يساير نفسه بأن من فعل ذلك هو فعل صبياني لايمت بصله بأي علاقه شخصيه .. او احقاد دفينه ..
لكنه كلما فكر بهذا . .. ينقاد عبر سلسله من الاحداث الا ان هناك من يتربص به بالفعل ..
ويقوده الى فقدان اعصابه .. والحرص المبالغ فيه ....

تلقى اتصالين من مطلق .. ولم يستطع ان يجيب لتلك الفوضى الذي خاضها في صباحه الباكر ..
وضع قدمآ على اخرى وهو ينظر الى سيارته التي دخلت في صيانه عاملين محترفين ..
وقد شعر بالملل وهو يحدق .. فطرأ مطلق على باله ... ومباشره اتصل به ..
ليسمع صوته المبهج ...
: هلا والله بالقاطع .. اللي مايتصل ولايرد على اتصالاتي ..
ابتسم ناصر : مشغول يا لحبيب .. الا انت اللي وين ؟ اكيد ماذكرتني حب فيني ..
ضحك مطلق .. ليجيب بثقه ..
: لا ابد وين احبك انت .. صراحه كنت متضايق قلت اكلمك ؟
ناصر : اكيد متضايق لانك ماشفتني ولاسمعت صوتي ..
مطلق : لا في هذا صادق .. المهم طمني عنك ؟
ناصر : ماشي الحال ... وينك انت ماينفع تكلمني كذا لازم اشوفك ؟
مطلق بوتيره منخفضه :في المستشفى ..
اكمل تفاديآ للاحراج ..
: المدام عندها فحص روتيني ... وانا انتظر ..
ضحك ناصر بصوته عالي .. ضحكه شبابيه لها رنه خاص...
: حركاتك يا بو غانم ..قمت تروح عياده النساء ...
اكمل ضحكته الساخره .. ليرد مطلق ...
: اقول ماحلاك وانت ساكت ..
ناصر... : اسكت ..هذا حلمك ياشيخ ... ما كون ناصر اذا سكت صراحه ..
احس جسمي يحكني اذا ما ضحكت عليك .. ونحن في ذيك الساعه لما امسك عليك شيء ..
المهم بتعرفون جنس المولود ولا لأ .. اذا كانت بنت بأسميها انا ...
ضحك مطلق .. ورد ساخرا عليه..
: لا والله .. مو ناقص الا هذي تسمي عيالي ... وبعدين تعال ليش بالتحديد بتسمي البنت ... ؟
ناصر : يااخي احب البنات ... وان شاء الله تكون بنت ماتشبه لك في شيء ...
مطلق بعصبيه مفتعله ..
: باقي .. ماتلاحظ اني اعطيتك وجه قوي .. اشوفك بعدين ..
ناصر بضحكه ..
: مع السلامه .. لا تنسى الوعد ..
مطلق بهدوء اغلق الجوال بعدما لمحها تبحث عنه بنظراتها...
اقترب منها و سأل بعدما مسك يدها ...
: كيف الفحص ؟
جاوبته بهدوء : تمام .. لكن لو يهمك كنت دخلت معي ...

وقف قبالها مباشره مدافعآ عن نفسه ..
: ما قلتي لي كنت دخلت معك .. ؟
همست له بخفاء ... : مو شرط اقول ... يهمني تكون جنبي في اوقات مثل هذي ..

تماسكت وهي ترى انفعالات واضحه عليه .. وكأن المهله التي صمت فيها كان يفكر فيها
ماذا يريد ان يقول لها ؟
قالتها بشيء من المناكده له .. و مبارزته على الدوام وان كانت مسالمه وترغب في راحه البال ..

قبض على يدها .. وسار بها من حيث خرجت .. وهي تحاول عبثآ ان تثنيه عما يريد ان يفعله ..
وفي غفله منها .. طرق الباب ليدخل بثقه ... متجاهل الاحراج الذي يشعر به .. لكن من اجلها
هي سيفعل اي شيء لم يعتده من قبل ...

واول جمله قطعت مفردات الصمت والذهول ..
: السلام عليكم .. انا مطلق زوج ليلى .. حبيت اطمن عليها وعلى حملها لو سمحت ..
اعتذر عن تأخري .. يهمني بصراحه اعرف كل شيء عنها ..

عادت الطبيبه الى مكانها تخفي علامات الذهول التي شعرت بها منذ دخوله العاصف
لن تخفي اعجابها بشخصيته وبثقته المفرطه .. فاستسلمت بإذعان لمطالبه بدون كلمه او اعتراض ...

وراقبت بإعجاب تلك الهاله الحسناء من الخجل التي ومضت في وجه ليلى .. تخفي نظراتها بعيدا
عن الجميع ... لانها اخر ما كانت تتوقع تصرفه هذا .. فجرأته اوقعتها في حبائل مكيده قادتها هي إليه ..


*******************************


قبل المغيب .. صخب و لعب و ضحك .. وليلى غير ليلى ماكانت به من امس انطوى اليوم ..
بما فيه .. لم تدع للخراب عشآ الا وهدمته بتصميم .. ليس هي بمفردها ..
فتلك المقدمات السهله التي يبدأها مطلق .. تجعلها يسيره في خطواتها نحو السعاده ...
سمر بإبتسامه لوفاء ...
: اليوم .. بعض الناس من كثر مايتبسمون بياخذون لهم صوره تذكاريه ..

شعرت بنفسها .. لكن ماحيلتها وتلك الابتسامه تجد طريقها كلما تذكرت مواقفه ..
وبالاخص ذهوله حول كلام الطبيبه الذي اعاده مرارا وتكرآرا عليها ..
وكأنه اخذ دورها وبدأ في نصحها ...

حتى وصلت لتلك النقطه التي اثارت فضولها .. عندما رفض رفضآ قاطعآ في كشف جنس المولود ..
ليجبيها بهدوء وهم في طريقهم بالسياره ..
: ماله داعي نعرف قبل الولاده .. بنت ولا ولد .. كلهم نعمه .. مافي فرق بينهم ..
ومن حينها التزمت الصمت .. او اسكتتها المشاعر التي تزاحمت في قلبها ولم يعد هناك مجالآ لفتح مساحات
اخرى ... فكلها ضاقت .. بل امتلآت بكم هائل من المشاعر التي لم تعد تستطع ان تكبحها ...

وكزتها وفاء لتعود الى واقعها بينهم ...
: بنت .. وين رحتي ؟ لايكون في شيء وانتي ماقلتيه لنا ...
ليلى : لا ياقلبي مافي الا العافيه ...
قاطعتهم سمر : بنات .. ماتلاحظون على اريام شي .. احسها متغيره ..
وفاء : كيف متغيره ... ؟
سمر : صارت ماتجلس معنا مثل اول ... وتجلس بحالها في حجرتها .. ودائما ماسكه جوالها وكأنه بيضيع ..
وفاء بدون اهتمام ..
: من طول عمرها اريام كذا مافي جديد .. حتى لو كانت معك .. هي في عالم واحنا في عالم ..
تدخلت ليلى .. : صادقه سمر .. حسيت عليها .. لكن يمكن عندها مشكله في الجامعه ..

وكان السؤال عن اريام .. جلب لهم اخر من تريد ان تراها ..
شعرت بأن المكان قد اصابته غمامه سوداء حالكه لامطر فيها ولارجاء بل غطتيه عين الشمس
نكايه في اشعتها المرحه ...

القت بتحيتها المعتاده ببرود وهي بكامل زينتها .. وكأنها تريد ان تثبت شيء ببهرجتها الدائمه ...
وقابلت ليلى وجه لوجه ...لترمي نظره الى بطنها البارز .. شيئ ما استدعى ليلى بأن تحتضن بطنها بشكل ظاهر
وكأنه تحميه عنها وعن افكارها السوداء ... و ما ان جلست تلك حتى وقفت ليلى .. تاركه المكان بما رحب لها ..
لكن قبل ان تذهب سمعتها تقول بجرأه ..
: يعني اذا حضرت الشياطين .. فرت الملائكه ياليلى ...
كادت ان تبتسم بل ان تضحك بصوت عالي ... لاول مرة تسمع كلام ينطبق عليها .. لن تدعي بأنها ملاك طاهر
لكن على الاقل تعرف ان نواياها .. بذور شيطانيه .. واسعه الشر ..
اجابتها بهدوء : عندي اشغال اهم من الجلوس معك ...
اطلقت سمر ضحكه مستفزه ... لتلوح لها وفاء بالانصراف بهدوء ..
فابتسمت ليلى بود مبطن بجرأه غير معتاده منها .. وانصرفت عنها شاعره بنظراتها تخترقها بحقد لايخفى على احد ..

انصرفت لشرب الماء ... والصعود لحجرتها التي تركتها مثل ماهي .. غير مرتبه ..
كانت حريصه على ترتبيها بنفسها .. لكن عادت لها توصيات الطبيبه ..يحذرها من الاشغال والمشي الكثير ..
جلست بوهن .. إلا ان الابتسامه وجدت نفسها اخيرا .. بمجرد ما فكرت فيه .. كل تلك التغييرات التي طرأت
عليه .. تريد ان تضحك منه وبالاخص .. توتره الواضح في التعامل معها ..
كان محرجآ وان حاول ان يخفي ذلك بمهاره ... وهي احترمت مشاعره فألتزم كلا منهما الصمت ..

اخرجت من عالمها الصغير على اثر طرقات على الباب ... لتنهض لفتحه ..
لكنه انفتح من تلقاء نفسها .. لكي تكون في مواجهه وجه لوجه مع فاتن .. التي بعثت في نفسها خوفآ مريبآ منها
هل اثارت ذلك المارد بداخلها وجعلته يثور الان في وجهها ...
تحاملت على مشاعر الخوف في وجهها .. وانذرت بحزم ..
: اظنك غلطانه .. حجره اريام في الجهه الثانيه ..
ابتسمت تلك ابتسامه باهته .. وقالت وهي تدخل بجرأتها غير منتظره الترحيب ..
: عارفه .. لكن قصدت ازورك في جنتك الخاصه ..
كادت تفتح باب حجره نومها .. قبل ان تنطلق من ليلى صرخه استهجان على فعلتها ..
: هيه .. انتي وين داخله ؟ مالها داعي تدخلين مكان وانتي غير مرحبه فيه ..
تركت كره الباب .. لتعلق بتبجح ..
: غير مرحبه فيه .. صرتي تعرفين تصفين كلمات .. .. هزت رأسها بتذمر
وتقترب منها بشكل مريب وتكمل ببرود ..
: تعرفين من قبل حسدتك .. على كل شيء .. على جمالك وعلى مطلق وعلى الراحه اللي انتي فيها ...
وحاولت ... بكل الطرق اللي وصلت لها اني اخرب عليكم... لكن في النهايه .. لما افكربيني وبين نفسي
اقول مالها داعي ... مطلق مثل ماقالت امي .. شخص غير مناسب لي ..
ليلى بهدوء .. هدوء مخيف ..
: الكلام هذا مايفيدني .. اخرجي من بيتي ...

ضحكت فاتن بصوت عالي ...
قالت : صراحه احسدك على ثقتك بنفسك .. تعرفين ودي تقولين لي ايش السبب فيه ؟ على الرغم من كل ما صار
الا انكم مازلتم مع بعض ..؟

ليلى : مايهمني كل اللي تقولينه و اللي عملتيه من قبل .. مايخفى علي ان لك يد في كل مشاكلي مع مطلق ..
لكن تبين تعرفين سر .. لاني واثقه في الله عزوجل .. وان كل اللي صار لي ابتلاء و امتحان لصبري ..
فكل اللي تعبت علشانه ماله قيمه عندي ...

بهتت ملامح فاتن وبان الامتعاض عليها ..
: غبيه... تعتقدين ان زوجك راح يثق فيك بشكل عادي .. يشوف صوره عشيقك الاول معاك .. ولايشك فيك ولو شيء بسيط
و لا .. والاكثر من كذا .. ان الحبيب العاشق الولهان .. بمجرد انه يسمع انك معذبه .. يتناسى كل شيء .. و يقف في وجه
زوجك مطالب بحقوقك ...

ابتسمت تلك الابتسامه الصفراء .. وهمست لليلى ..
: لاتحلمين كثير .. ترى الرجال مالهم امان ..

بعد كل ماقالته .. تمنت ان مطلق يكون هنا ليسمع بنفسه بنت خالته الافعى وهي تبعث سمومها في حياتهم
لم تكن جاهله بأفعالها من قبل .. كانت تظن وان اصابها شيء من اليقين ... لكن الان انقطع الشك بخيوط متواصله
من الحقيقه .. هاهي تعترف بنفسها ..

مشت بخطوات وتيده نحو الباب لتفتحه على وسعه ..
: اخر مره اسمح لك تدخلي بيتي ... اقطعي رجلك عن البيت لو عندك ذره كرامه .. و ابتعدي عن اريام لان امثالك
ماله امان .. ..

ابتسمت فاتن .. رغم احتقان وجهها بغضب بارز ... لكنها ماهره في اخفاء مشاعرها التي تغذي الاخرين
و تقوي عزائمهم عليها .. وتمشي بخيلاء .. وكأنها لم تسمع اي كلمه تفوهت بها ..


اغلقت الباب لتهتز اركان المنزل على اثره غضب بالكاد استطاعت ان تتماسك فيه ..
و خوف .. خوف من الايذاء .. وهي بالاخص تعلن عن افعالها النكراء على اسماعها ..
ضمت نفسها بذعر من عاصفه هوجاء حاولت ان تقتلعها من جذورها لكنها صمدت امامها حتى مرورها ..
اصابها الذهول من اشخاص في هذه الحياة هم مثلها ..
امعقوله ان يكون ابليس متلبسآ هيئه انسانيه ... يبعث القشعريره و الهول في نفوس البشر ..

تعوذت من الشيطان الذي حل ذكره في افكارها .. و شمرت عن ساعديها لتصلي ركعتين لله
تجلي فيه مشاعر غريبه سكنتها ... و حمدآ وثناء على ماهي فيه ..


لكن قبل ان تدير قبضه الباب .. عاد الباب المسكين لينفتح من جديد ..
لتطل منه اريام بشحوبها المخيف ..
والتي اثارت الخوف من جديد في نفس ليلى ..لتقول ..
: اريام .. عسى ماشر ؟
اقتربت اريام ببط ء لتهمس بالقرب منها ..
: ليش خبيتي عنا كل اللي صار.
اصاب الذعر قلبها المضطرب ... وفكرت في تلك الافعى
: عن ايش تتكلمين ؟
عادت تهمس من جديد بإنفعال هذه المره ..
: عن كل اللي عملته فاتن فيك انتي ومطلق ...

فتحت فمها بإندهاش ..تحاول ان تتماسك .. فأول مافعلته ان اغلقت الباب بإحكام
وتقترب من اريام لتسألها ..
: مين اللي قال لك؟
اريام : سمعتكم بالصدفه ... مو مصدقه اللي صار ..

ليلى بهدوء : لا تستغربين .. بنت خالتك هذي مجنونه ..

نفت اريام بوضوح ..
: ان ما اتكلم عن فاتن .. بنت خالتي واعرفها انسانه حقوده و ما استغرب تصرفاتها ..
انا اتكلم عنك انتي .. كيف تتهاونين في حق نفسك و حق زوجك و تكتمين امر كان يمكن يسبب
لكم مشاكل كثيره ممكن تصل للطلاق ..................

عادت ليلى وفتحت فمها بغباء .. لم تكن رده فعل اريام بمثل تلك الوضوح ..
كانت تظن انها ستقف بجانب ابنه خالتها .. و عدم تصديقها بشكل مباشر..
لكن الان تغيرت وجهه نظرها في اريام .. فمهما يمكن تخليها تعيش في قصرها الجليدي
الا ان لها قلبآ صادقآ .... وشخصيه صريحه على الرغم من التأثيرات التي حولها ..
في الاخير يمكن الوثوق بها والاعتماد عليها ...




***********************************



خرج من سياره الاجره التي اوصلته الى المنزل على اذان المغرب الذي ارتفع في المكان
فشل في تحقيق مراده وهو ان يعود بسيارته الى المنزل .. فهي تحتاج الى الوقت الكثير ...
تسارعت خطواته لتغييرملابسه .. و حضور الصلاه جماعه في المسجد ..
لكن قبل ان يبصر او يعي تماما ماتلك الخطفه السريعه التي هو فيها ..
شعر بنفسه يختنق .. وقد اطبقت على انفاسه يد غليظه .. قاسيه .. لتبعده عن مرأى الجميع وتحشره
في ملحق المبنى الخالي من السكان ..
حاول ان يرى ذلك الجسد الهائل الذي امامه ... لحظه ليس واحد بل هم ثلاثه ..
انهالوا عليه بالضرب رغم محاولاته المستميته في الدفاع عن نفسه ...
اختنق بالدم الذي تفجر في فمه .. و فتح عينيه التي انذرت بشر على معتديه ..
صرخ بإنفعال : ياكلاب .........

قاوم احدهم فانهالوا عليه جميعهم .. حتى اردوه خائر القوى مليئ بالكدمات الداميه والجراح ..
سقط على الارض .. محاولا ان يبقى متيقظا ولايغيب ..
يريد ان يراهم ويستدل عليهم .. لكنهم لم يسمحوا له حتى..
اقترب منه احدهم وبصوت ثقيل ..
: وسام العالي يسلم عليك .. ويقولك انتظر المفاجآه الكبيره ..

استقر رأسه على الارض .. لايسمع سوى وقع اقدامهم المهروله البعيده ..
بصق الدم من فمه .. واستقرت افكاره بثبات رغم الالم الذي يشعر به ..
والكدمه التي شلت نصف وجهه .. بأنه كان محقآ بأن هناك من يعاديه .. ولكن صرف نظره
او غاب عن فكره مثل ذلك العدو .. كان متربصآ به طيله الوقت ..

حاول الوقوف ... لكن الالم قد اشعره بأنه طحن تمامآ تحت كم هائل من الاطنان
استعان باأنبوبه مياه .. ليقف .. مستندا على الجدار بالكاد يخطو .. ليدخل في بهو المبنى ...
ويشق طريقه بصعوبه متجاهل هاتفه الذي بدأ يزعجه بالرنين ...
وفي نفسه يتساءل بسخريه اين بنو البشر عندما يحتاج لهم ؟
تحامل على نفسه .. متجاهل وخز الالم الذي يشعر به مع كل خطوه ..
ليدخل المصعد متهالك .. يبحث عن مفاتيح شقته .. .
همس : الله لايعطيك العافيه يا وسام ... وقد مسح الدم بشماغه ..

حمد الله على وصوله الى عتبات شقته .. الذي ما إن فتحها حتى رمى بشماغه على الارض
وتوجه الى الحمام ... ليرى ما تركه السافلون على وجهه ..
تراجع بذهول .. من تلك البقع الحمراء والتي بدأت تزرق بعضها بجانب فمه وفي زاويه عينه اليسرى ..
تنهد متألمآ ... واستند على البانيو بتفكير عميق من تربص مخيف .. من انتظار يكره لحد الموت ..
..آ ي مفاجآه سيسحقنا بها هذه المره ؟
ولما تهجم علي ؟ .. هل علم بتلك الاتفاقيه الحمقاء التي قمت بها مع احد من اعوانه ؟ ..

تنهد مره اخرى .. وقد اغفل عن الثمن الذي دفعه .. في المقابل ..
وعن ماكان يريد ان يفعله ... اصابته خيبه امل ...
لم يستفد شيئا ... بل اقتنع انه كان يستحق العقاب لتصرف غير حكيم بدر منه ..


**************************



اعدت نفسها .. وكيف لها الاعداد الذي يليق بها و يستحسنها ؟
تجهمت كثيرآ وهي تختار ماتريد ان تلبسه امامه ...
وضاقت كل الاحتمالات بوجود بطنها البارزه ...لكنها وجدته اخيرآ ..
فستان احمر طويل منقوش بورود صفراء صغيره ...تغطي كتفيها بوشاح شفاف اصفر ...
تربطه اسفل صدرها ... شعرت بالرضا من نفسها .. وهي التي افتقرت بأن تكون متألقه لزوجها على الدوام ..
طلبت ان يحضروا العشاء لها .. بعد استئذان من والدته التي ابدت سعاده في طلبها ..

و ما إن انفردت بجناحها حتى عملت على تنظيفه بمساعده خديجه .. والذي لم ينقصه سوى البخور
والذي لم تسمح به .. لاسباب صحيه .. اكتفت بالشموع المعطره التي وضعت القليل منها ...
و جلست على الكنبه .. تنتظره .. وعينيها لاتفارق الباب .. تنتظره بحراره الشوق الذي اكتسحها ..

سمعت رنين هاتفها في الحجره المجاوره .. لتتسارع و تلتقطه قبل ان يغلق .. كان هو من يتصل بها ..
والتي تجهمت بمجرد سماع صوته ...
مطلق : ليلى .. اسمعي ممكن اتأخر الليله .. لاتنتظريني ..
اصيبت بخيبه واسعه وهي تجلس على الكرسي بتراخي ..
ليخرج صوتها كئيبآ ..
: ليش ؟
تنحنح ليتكلم بجديه اكثر ..
: عندي شغل ضروري ... فيه مشكله لو تأخرت ؟

هزت رأسها بنعم .. ولم يخرج صوتها .. إلا عندما ألح عليها ..
: ليلى .. بحاول اني مااتأخر ؟ نامي انتي ؟
التزمت الصمت .. ليقول بطريقه لينه..
: لايكون زعلت ؟
مسحت جبنيها الذي بدأت تجاعيد الضيق تتجمع فيه ..
: لا ابدآ ليش ازعل .. يالله المهم لاتتأخر على شغلك .. مع السلامه ..

اغلقت جوالها .. وهي تتعارك في رغبتها في البكاء .. بل الصراخ غضبآ ..
كل مافعلته ذهب هكذا ادراج الرياح ..
يالتعب الذي تشعر به والذي لم تحس به من قبل ...
ويالمضيعه الوقت الذي قضته في اهداره لشيء لايستحق ..

ابتسمت سخريه على نفسها ... الآن لا يستحق ..
بل يستحق .. لكن صبرك معه يوشك على النفاذ ...
مازال يسحقك ببروده ولاشيء جديد ..

قفزت روحها بداخلها ... وقد سمعت صوته القريب منها..
: ليش قلت مازعلت .. وكل هذا اللي على ملامحك ايش بيكون ؟

رمشت عينيها لاكثر من مره .. و الجمت بالصمت المطبق ..
ليقول بإبتسامته وهو يستند على الباب بذراعه ..
: ليلى .. تراني موجود قدامك ..اذا كنتي تظنين اني حلم ؟
لاحت ابتسامه و ارخت بصرها غير مصدقه بالانقلاب السريع ..
وهمست : ليش رجعت ؟
قطع المسافه بينهما بسرعه .. ليجلس امامها وقد رفع رأسها بيده ..
: تبين اضيع على نفسي كل هذا ..

رمى بنظره معجبه لها .. فإبتسمت بخجل ..
:يعني كنت تكذب علي ؟
رفع حاجبه محتجآ على الكلمه التي قالها ...
فأردف مبتسم : مو اكذب عليك .. لكن كنت انتظر رده فعلك بصراحه ..
دعكت اصابعها بإحراج ...
: كنت بقولك رأيي بصراحه لان في امور كثيره مضايقتني . .. وكنت اعتقد اني لو قلت لك
بوضح لك الضيق اللي انا فيه .. وهذا اللي نويت اسويه معك .
جلس بجانبها محيط كتفيها بيده ... و كأنه ينتظر المزيد بدون ان يقاطعها ..
فأكملت تلقائيا وعينيها تلتقط اي شيء سواه ..
: اولها.. لاتحسب اني نسيت قصه البنت اللي كلمتني في الامارات ..
قاطعها بجديه .. : ايش تبين تعرفين ؟
ركزت نظرها عليه .. لتلمح التردد او كذبه لكنه كان واضحآ صريح معها ...
: البنت هذي تكون بنت مدير الشركه .. قابلتها صدفه في محل .....
سكت و كأنه تذكر شيء .. وبعدها وقف و مشى ناحيه الباب والابتسامه على وجهه ..
: لحظه نسيت اعطيك الامانه ...
غاب لعده دقائق ليعود بكيس كبير ... ويضعه امام قدميها ..

ليكمل بإبتسامه تتلاعب على شفتيه ..
: وهذا هو البرهان ... تصادفنا في نفس المحل ونسيت جوالي عند المحاسبه وهي اخذتني عني ..
على الرغم من تصرفها الودي الا اني ماحبيته منها وبالاخص لما دريت انها كلمتك ...
انا اعتذر وبشده عن اي ازعاج سببته لك ...

ليلى بهدوء : كنت منزعجه منك ومن تصرفك ... ماقدرت الموقف اللي انا فيه.. و حبيت اسوي اي شيء
يزعجك و يضايقك ..
ضاقت عينيه عليها لتكمل بحذر ..
: مثل تجاهلي لك اذا اتصلت ... و ثانيآ وهذا المهم لي .. وابيك تعرف اني ماسويته علشان هذا السبب طبعآ
واللي يعتبر سبب من الاسباب الهامه .. لكن هذي رغبتي يامطلق .. وانا ابيها ..
مطلق : واللي هي ؟
ليلى بخوف : سجلت في معهد حاسب .. قلت ابي اتعلم شيء وانا ماعندي شيء اعمله طول هذي الفتره ..


جوابه كان الصمت .. فإستهلت كلامها بحماس و قد امسكت بكلتا يديه ..
: مطلق ... ممكن ترفض وممكن توافق .. انت تعرف مااقدر اسوي شيء من غير موافقتك .. لكن ارجوك
احترم رغبتي ...

تنهد .. وهو يجلس بكل اريحيه .. مع ملامح واضحه الجديه اصابت ليلى باليأس ..
لينطق اخيرآ : موافق ... لكن بشرط .
هتفت بفرحه متأبطه ذراعه .. ليكمل بهدوء ..: شرطي .. انك ما تتعبين نفسك .. وبلا كبرياء و عناد ياليلى
اذا حسيت في لحظه انك ماتقدرين تواصلين توقفي ... فهمتي توقفي .

ابتسمت ابتسامه تنم عن سعاده عميقه لايصل اليها احد ... ليس بمجرد موافقته التي كانت تخافها
بل عن كل شي هي فيه الان ... قبلته على خده .. قبله عميقه كمشاعرها.. بدون تفكير وبدون خجل
وبدون مقدمات .. وارتمت على صدره .. تسمع دقات قلبه التي ابتسمت على وقعها في اسماعها ..
والتي اشعرتها بأنها في قمه الحياة ... وقمه السعاده .. وقمه الغرور ..
غرور انثوي ليس له حدود ..بأنها تحب ..
و بأنها من تحبه .. رجل ليس ككل الرجال ...

قنعت نفسها بأنه لاداعي بأن تقول احبك ..
تريد كلمه تبوح بحق عن ماتشعر به الان.
احبك لاتفيه حقها .. فمشاعرها لاتسقط في كلمه واحده ..
ولا معجم للكلمات الشاعريه تكفيها الان ..

ليحتضنها هو بالمقابل .. و كأنها شيء قد يفلت منه في اي لحظه ..
بلا اي كلمه او حروف صاخبه تقطع حبل التواصل الطويل ... كانوا يعبرون عن مشاعرهم بكل بساطه ..
متمنين ان يتوقف الوقت وتجمد الصوره عليهما فقط ...
ابعد كل هذا لاترضيه الافعال لها .. اي كلمه جمدت في الحلق ولايمكنه نطقها ..
ماذا اكثر من ذلك يامطلق ..
احبها .. احبك.. واريدك .. اكل هذا لاتصنعه ملامحك الخشنه لها ..
و بعد كل هذا لاترضى .. ابتسم وهو يدنو ليقبل رأسها العطر .. و يرنو معها في سمو العاطفه
حيث لايغيب سواهما عن مداد البشر و دنو الحياة ..

عدي على أصابع اليدين ، ما يأتي
فأولا : حبيبتي أنت
وثانيا : حبيبتي أنت
وثالثا : حبيبتي أنت
ورابعا وخامسا
وسادسا وسباعا
وثامنا وتاسعا
وعاشرا . . حبيبتي أنت

* نزار قباني .




هناك دقائق تترقب الحسم على اهبه الاستعداد .. تريد الانطلاق بلا رويه
لتصبح من الماضي .. حينها نقول كان ماضيآ بكل مافيه ..

وهناك لحظات دقيقه تتمنى الثبات .. لاتريد ان تكون من الماضي البحت
بل تشرع بابآ واسعآ للمستقبل .. تريد الاستقرار هناك حيث التنعم بدقائقه مجددا وتكرارا بلا ملل او كلل ..

الاعاده تلزم في احياء الثواني الميته ... والفهم الصحيح للامور هو القرار المهم .. .
من كان يعتقد ان النهايه ستكون قاب قوسين او ادنى اذا ومضت فيه اشاره الاعتراف ..
وهاهي على العتبات .. فلا تغفو عندها ...



ألقاكم الاسبوع القادم مع اماني صادقه للجميع بالنجاح
دمتم بخير

كبرياء الج ـــرح

كبرياء الج ــرح 22-06-11 06:41 AM





انقش على كفوف الصباح
(التفاؤل )
وارسم على وجه الليالي ...
ابتسامات :)
لان العمر في كل يوم يتضاءل
وان مازرعت الفرح بيموت بسكاآآآآت ....




البارت التاسع والاربعون :

مساء اليقين ...
بأن كــــــل ما نحلم به ...
سيتحقق يومآآآآآ ...........


مد يده لها في ظلمه سحيقه ... وهو يبتسم رغم خوفها الشديد.. يبتسم بإطمئنان لاتجده ..
برد تصطك فكيها فيه .. و تأبى ان تمسك بيده ..فالمكان يخيفها وهي معه ..
بالكاد تلفظ انفاسها وقد ضمت نفسها ... وهي تنظر إليه بغرابه .. بذهول الى ابتسامته الهادئه ..
كيف له ان يجد متعه و ما حوله يثير الخوف والبرد في نفسي ... ؟

مد يده من جديد وهو ينادي اسمها ... تراجعت للخلف وهي تهز رأسها كطفله صغيره تخاف العقاب ..
وهو يبتسم لها ابتسامه .. تكاد تكون ليست له ... وضع يده على جانبه و مازال ابتسامته معلقه فيها ..

فتحولت ارتعاشاتها الى شهقات بكاء .. وهي تنادي بإسمه .. ولكنه لايجيب .

لتنتفض على اثر اسمها الذي لفظ من عالم بعيد عنها .. فتحت عينيها على وجهه القريب منها
مسح جبينها و هو يلثمه برقه .. لتهمس .. : مطلق ...
اقترب اكثر .. مهدئآ لها ..
: انا جنبك لاتخافين...
رفعت اناملها المرتجفه لتلامس ذقنه .. وتسأله بصوت خافت ..
: ليش كنت تبتسم لي في الحلم ؟

ابتسم بإطمئنان وعينيه تلمع بعاطفه نحوها ...
: اكون في حلم معك ولا ابتسم ..

لم يجد صدى لابتسامه على شفتيها ... بل ملامح زائغه خائفه ..
قال مطمئنا : ارتاحي .. كان حلم ....
همست ورائه غير قانعه بما قاله ..
: صحيح كان حلم ... كان حلم ...

عانقته .. تريد ذلك الامان الذي ترتجيه منه دائما .. ويهبه لها وهو في اسؤأ حالاته
احتضنها بلطف وهو يقبل عنقها ...
في ظلمه الليل الذي بدأ ينعس قمره للتدثر بنوم طويل
وعلى وثائر حبه قد وهب مشاعره لها بدون انتقاص .. ربت على ظهرها
وهو يطمأنها .. دائما بقوله .. بكون دائما معك ... دائمآ معك ....



***************************************



صباحكم ارزآآق .. موزعه بين جنبات الارض
صباحكم سعاده... لايعكرها آآآي شيء .....



كالعاده .. هرولت اريام متجاوزه سمر التي بالكاد تخطو لتصل الى طاوله الافطار
لتناديها والدتها .. وتقف لاهثه .. قائله ..
: صباح الخير ياامي ..
اجابتها تلك الرؤؤم : الله يصبحك بالهنا يابنتي .. وين يمه الله يهديك بدري توك مافطرت ..
اريام : اسفه يمه مااقدر عندي محاظرات مهمه ...
سمر بتهكم : الله من زود الشطاره .. بتخرجين قبل ماتفتح العصافير عيونها حتى ..
ابتسمت اريام .. ولم تعط جوابآ لها بل وجهت لامها الكلام ..
: انا طالعه يايمه .. دعواتك ..
خرجت على عجل لامر كالعاده بعد ان اصبح شغلها الشاغل هذه الايام ..
وماان دخلت السياره حتى .. جلست على كتاب لم تنتبه له ..
: اف منك ياسمر.. احد ينسى كتبه في السياره ..

انطلقت السياره .. لترمي بالكتاب بجانبها ... وبعدها تلقي عليه نظره سريعه
كتاب للشيخ محمد العريفي .." استمتع بحياتك "
فتحته بعفويه .. لتقرأ بإعجاب فكره قد كتبت في نهايه الموضوع ..

( انظر للجوانب المشرقه من حياتك ... قبل ان تنظر للمظلمه تكون اسعد )

ابتسمت وهي تفتح الكتاب بعشوائيه .. لتقع عينها فجأه على شريط لاصق كتب عليه " ناصر " ..
شعرت بأنها تختنق .. الذاكره والصور .. و ناصر ...
ارتجفت يدها وهي تزيل الشريط لترى الذاكره الملعونه و تسقطها في راحه يدها بخوف وكأنها قنبله
جف حلقها وقد بدأت تغص بدموع خائفه ..
لتزيد ارتجافآ لنغمه جوالها الناعمه .. ..
" اذا وصلت النسخه الثانيه بأمان .. اعطيني اشاره "

لم تكد ترى الرساله حتى انغشى بصرها بدموع اجتاحت كل لحظه سكون فيها ..
للحظه شعرت بأن حياتها ليست لها قيمه ...

ارسلت له رساله فارغه فلتكون كفيله بأن تكون اشاره واضحه له ...
قبضت على ذاكره .. كأمتلاك الجسد للروح بداخله .. و ما إن توقفت السياره امام الجامعه حتى
انطلقت تسابق خطواتها تبحث عن امان .. ولعلها تمني نفسها وتجده في اي شخص مقرب منها ..


*********************************




وقف على عتبات بيته مترددآ .. و خائف .. يضع سخط حراته على حجاره صغيره
يدوسها بإنفعال تحت قدميه ...
انتظر طويلآ بعد صلاه الفجر ... يقترب من الباب ثم يعود .. لم ينم ليله .. كل الذي توصل
إليه .. بإن حياته ليست لها اي معنى بأن لم يكن مقرب من عائلته ..
استدار عائدآ الى سيارته ..

ليظهر له ذلك العزيز .. بملامح قطعت قلب طفل كاد ان يبكي ويرتمي في احضان جده
كان ضعيفآ و كأن كل منهما كان يعاني على منتهى نقيض .
ارتفعت قامته .. و ضاقت عينيه ضعيفه النظر .. ليرى بوضوح من وقف امامه بهزاله الموقف ..
ليصلب من ظهره وهو يقول موقنا ان لم يخطآ في التعرف عليه ..
: سعود ..
ابتسم سعود .. بشوق لذلك الصوت القوي الذي يصدر من سيد قريته ..
ليجيب في خجل . : هذا انا ياجدي ..

طلعت من جوفه تنهيده بدت كإطمئنان منه .. ليقترب بهدوء وان باعد النظر عنه ..
ليقول بشموخه المعتاد متجاهل عاطفه الموقف ..
: ماعندك دوام اليوم ؟
اجابه : لا .. اخذت اجازه ..

سخط العجوز بعكازه ..
: ليش اخذت اجازه .. لايكون ناوي تتزوج ..

ضاقت عينى سعود على جده الذي لم يبدي كلمه ترحيب حتى ..
وكل هذا يتهكم من حاله ببرود اعصابه .. ليجيب بذات البرود ..
: على راحتك .. اذا كنت ناوي تزوجني انا ماعندي مانع ..

رمى عليه نظره مباشره .. اوقعت في قلب سعود بعض الخوف من مبارزه ذلك العجوز
فإستسلم مذعنآ لهيبه جده ..
الجد : ادخل .. وقر عين عجوزك ..تراها ماذاقت طعم النوم ولا الزاد ..

تهدل حاجبيه بحزن على حاله الجميع .. و اصابه بعض من تأنيب الضمير .. والندم
ليستدير .. يسير خطواته بخجل .. حين ناداه جده ..
: يا ولد .. تبال
وما ان تواصلوا بالنظرات .. حتى زمجر الجد غاضبآ ...
: اعنبوا ابليسك من ولد .. ماعلموك في المدارس .. تسلم على جدك ياقليل الادب ..

كاد يقع على الارض من رغبه في الضحك .. او بالاحرى السعاده بأنه سيكون مرحبآ به من جديد
في احضان جده ..
اقترب من جده ليرتمي في حضنه بدون حواجز .. فعلاقتهما تتجاوز حدود الحفيد والجد .. بل الابن والاب ..
حب عميق صادق .. يكاد يعتصر عظامه النحيله بين يديه .. يلثم كتف جده بأسف شديد مرددآ ..
: السموحه يبه .. سامحني الله يخليك ..

تلعثم الجد بمشاعره التي بدلت صوته بشي من العاطفه ..
: الله يسامحك ياولدي دنيا واخره ...

هاهنا .. يجب ان توضع نقطه .. نقطه تفصلنا عن مساحات شاسعه من مانريد او لانريد ...
هكذا هي الحياة .. هم معطياتها القيمه فكيف استغنى عنها بسهوله ..

رضيت ام ابيت .. هم ليسوا في خانه الاختيار .. لاتردد في وضع اشاره الاختيار عندهم ..
هم جوهر حياتي . .. وتكويني .. المكان الذي اكون انا فيه بلا زيف او خداع .. او حتى ضياع ..

انا سعود احمد عزيز السلطان .. اقف حيث انتمي .. واريد ان اقف للنهايه حيث اكون ...

ما إن دخل حتى استشرق المكان فجأه .. وكأن الشمس طلعت من جوف البيت ..
سعاده لم يعد يريد ان يخفيها عن الجميع ..وحزن لايريد ان يشعر بها مجددا ..
هي تجربه عاشها ليكتشف ان الانتماء .. اصل ونماء .. قرار واستقرار ..
مكان و وطن .. في احضان من يحبهم ويحبونه بصدق هو الموطن.....


*******************************


ابتسمت له وهو يدنو من والدته ويلقي عليها تحيه الصباح المعتاده ...
وتجلس هي بقربه .. تقرب له افطاره .. وشوقآ في قربه هو ...

منذ اشرقت عليهما شمس الصباح .. و ذراعيها تحيطان بجسده و ذراعيه تحيطان بجسدها
ورأسها مدفون في حنايا صدره .. و كأنها روحان في جسد ..

خاطبها من جديد .. بإبتسامه مازحه ..
: الي ماخذ عقلك يتهنى فيه ..

رفعت حاجبها له .. و كأنه يريد ان تغازله علانيه وتكشف مافي قلبها جهرآ ..
لتحبط مزاعمه قائله ..
: كنت افكر بسعود ..
ابتسم و قد تشاغل بلقمته الصغيره .. يعرف عن حواءه وعشقها الجديد في مبارزته ..
تكلمت والدته هذه المره ..
: يمه يامطلق ... طلبتك طلبه ؟
رفع رأسه ليقول بجديه ..
: انا ولد ابوي .. تطلبين .. انتي تأمرين ياغاليه .. والله لوتبين عمري ماارخص لك فيه .
هتفت الام بمحبه ..
: الله يطول في عمرك يايمه .. لكن بالكعبه .. الله لايحرمك الجنه ياوليدي
خلينا نمشي لمكه قريب ..
اقترب منها مقبلآ يدها ..
: على هالخشم .. على امرك .. نهايه الاسبوع بنمشي لها كلنا .. وبالمره نجدد لشهر العسل
انا وليلى ..

طافت موجه خجل وهي تحدق فيه وقد اسقطها في غفله منها ..
كانت منتشيه بذلك الموقف .. مطلق الابن .. والام الحنون .. ويدها تداعب وليدها ..

لتضحك والدته وتدعو بيدين مرفوعتين للاعلى
.. : الله يسعدكم يايمه .. ويحقق كل امانيكم..

نهض بمجرد انتهاء دعوه والدته .. ينسف شماغه ويعيد ترتيبه ..
: تامرون على شيء ... ممكن الليله اتأخر .. لان شغلي واجد هاليومين .. بسبب بعض الناس ..
ورمى بنظره ذات مغزى لليلى ...

عادت وابتسمت لروح مطلق المرحه التي بدأت تنطلق بلا حاجز ..
وقفت معه .. ترافقه حتى يذهب ويذهب قلبها معه حتى يعود به ..
اوقفها بلمسه منه حتى لاتخطو معه للخارج ..
: خلاص .. ماباقي الا تمشي معي الشركه ..

دفعته بلطف .. : طلعت الحين غلطانه .. مايثمر فيك الخير ..
قبل جبينها ليقول آسف ... : غايتي راحتك ..
اجابته بإبتسامه حنونه .
: هذي راحتي .. اني اكون معك وين ماكنت ..

رافق ابتسامتها بصمت .. و خاطبها بعدها بحزم .. متجدد المشاعر
: تبين شيء قبل ماامشي ؟

ليلى .. : سلامتك .. حاول انك ماتتأخر الليله ..
مطلق : بحاول .. ما اقدر اوعدك والله شغلي متراكم علي .. خليك متسامحه معي الليله ..
ضحكت برقه و اقتربت منه منتشيه بمشاعره مسكره من سحره الخاص ..
: الليله وبس .. و رافقت قولها بقبله سريعه على خده ..

رد لها بالفعل بقبله اعمق وهو يودعها...
لتنتظر حتى تسمع محرك السياره وتدخل بعدها .. عائده الى والدته لتقضي معها بقيه وقتها
كالعاده ..

*******************************




كانت ترتجف بهلع .. و ريهام تحاول ان تهدأها .. لكن تهدأها بماذا ؟
فهي اشد خوفآ منها .. .. فمنذ علمت وهي لاتهنأ بنوم هادئ .. بل اسوأ الكوابيس لابشع السيناريوهات
التي يمكن ان تحدث لصديقتها ..
انتفضت بذعر عندما فتحت قبضتها لترى تلك المهلكه بأعين مضطربه لاتكاد ترى فيها شيء . ..
لتقول اريام بصوت مخيف..
: ريهام والله مو قادره اشوف اللي فيها ... ساعديني الله يخليك ..
حاولت ان تبدو قويه حينما قالت لها ..
: خلاص .. مالها لزوم تفتحينها .. الحين وقدامي لازم تتلفينها .. خليها تروح بخيرها وشرها ..
اريام برجفه ..
: ما اقدر .. خايفه والله خايفه .. خذيها وافتحيها انتي يا ريهام ..
تراجعت بخوف .. وهي التي لاتقوى على تمثيل الجلاده وكأن الذي تطلبه منها امرآ هينآ ,,
: اريام .. تجاهلي الموضوع وكأنك ماعرفتي شيء عنه ؟
بيأس انتحبت : وبعدين ايش بيصير .. ؟!!!
ريهام : مابيصير شيء .. لانك واثقه من نفسك ...
اريام : ريهام .. خلينا واقعيين .. انتي تعرفين في تركيب الصور وكل الخدع في الحاسوب .. يعني
ماهي صعبه يجيبوا صورتي .. وينقلوها على غيري ..

تنهدت ريهام .. و اخذت منها الذاكره بصعوبه .. وهي التي بدأت تنتفض من كل شيء بدى جليآ لها ..
وهمست : خليها بعدين .. الحين ماهو وقته !!!
احتجت اريام : وتعتقدين فيني صبر .. يابنت ماعدت اشوف قدامي شيء من الخوف ؟ الله يخليك ياريهام
شوفي .. اكيد جهازك معك ؟ ارجوك ..

رضخت لتوسلاتها .. فإنقادت مسيره تنفيذا لطلبها .. وهي مابين الفينه والاخرى ترمي بنظره أمل
بأن تغير رأيها .. وتحجب عن رؤيه ما تخافه كلتاهما ..

ابتعدت بحكمه منها عن مرأى الجميع ... خائفه من رده الفعل التي لاتتوقعها ولا تجيد التصرف فيها ..
ابطأ عمليه تشغيل قامت بها يومآ وهي تتوسل صديقتها بنظراتها ... لكن في قراره نفسها هي ايضا
تريد الحقيقه ... تريد راحه البال لها .. فحالها قد تبدل منذ ان علمت ..

وقفت اريام امامها وهي تضم نفسها بخوف وتنظر حولها بذعر وكأنها مكشوفه .. لم تتفوه بكلمه ..
اكتفت بالسكوت ذهولآ وخوفآ من صدمه لم تكن تتوقعها ..

اغمضت ريهام عينيها .. واصبعها يقف على زر فيه قد ترى ضوء الحياة او مسيره للموت ..
ضمت قبضه يدها وهي تكاد تتراجع... لولا ارتعاشه فقدت فيها السيطره لتضغط تلك الايقونه
و تتبعثر امامها ... صور ماشاءت منها الاختيار ... بكل الاوضاع قد تاهت في دنيا اخرى

يا رب الكون .. اهذا مايحدث على ارضك ؟
ياربي .. اسألك التقى والعفاف .. فالحال لاتبعث على الامان ..

شعرت بدافع للبحث عنها .. عن ملامحها .. عن شبه يضيع بين مفردات الصور و علامات الحياة
لم تكن هي .. وليست تستحق .. وان كانت المثاليه لا تتوشح صديقتها..
لكن ليست هي من تندرج ضمن هؤلاء .. الذين سفهوا حقوقهم بسهوله .. رخص قد باعوا حياتهم من اجله .
كم الحياة بشعه .. بالفعل ..

مثل المجنونه تندفع فيها الادرينالين حتى قمه رأسها ..
هي الان من تريد ان تعلم بكل اصرار ...

اخطأءنا كثيره وممكن تقييمها ..فهي تتعالى في المستويات حتى تصل الى غير المقبول وغير المنطقي
وليس هذا فقط .. بل الجرم بعينه ان تخطأي في حق نفسك وحق غيرك . والاهم في حق دينك وانتماءك ..
كل مافكرت به ريهام .. هو ماهي الخلاصه التي يجب ان تستفيدها في هذه الحياة ؟
ومن هذه التجربه بالذات ؟ لم تكن سهله لتتجاوزها بلامواعظ
وان خرجت من عنق الزجاجه .. فالله لم يبتلي اقوام واقوام الا لفائده تذكر و عظه تؤخذ منها ..

توقفت يدها .. وهي عاجزه عن التعبير .. عن القول ؟ّ!!
رفعت نظرها لصديقتها التي شحبت ملامحها .. وسقطت دموعآ خانت توقعاتها هي ....
وتوقعات صديقتها ... التي ماإن علمت من تقاسيم الاخرى شعرت بأن وريد الحياة قد قطع للتو
وستنزف حتى الموت بلا رأفه بحالها لم تتدراك الوقت لتعلم مالذي حدث ؟!!
حتى سقطت على الارض تطويها الامنيات وتندب الحياة على ناصيه الامل ...



************************


لم تنم له عين ولم يرتاح له بال .. ولم تهدأ ألامه التي ملأت جسده ..
و هو يأن مع كل حركه ... و مع كل انه تخرج من صدره .. يتذكر عدوه و يدعو عليه بلا رأفه ..

فزع لمنظره وجهه في المرآه .. عيناه غائرتان و الكدمات بدأت تبرز بشكل اوضح ... ؟
لايعلم كيف صمد في فجره وهو بالكاد يتحرك .. لم يقوى على الالم .. حتى جلب له بعض المسكنات
التي تعينه على نسيان المه ...
ولم يكن هذا مطمحه للنهوض من فراشه .. فهو يعلم انه هذه الالام لم تكن لتستمر لايام طويله ..
بل غايته الانتهاء من عذابه الذي اهلك ضميره و اواده الى قعر سحيق من الكآبه الذي لم يعد
يستطيع ان يهنأ الحياة بسببها ....

ادعى بأنه ترك لها النسخه الاخرى .. ولكنه في الحقيقه بعث لها بالاصليه ولم يعبآ ان كانت هي
او لم تكن هي ... ؟ لم يكن يقوى ان يقامر بما يريده .. لايعلم كيف تذللت له الظروف ..
وهو يدخل بيت صديقه بدون علمه ..
جل مايريده وهو ان يبعد تلك الحقائر التي لم يمت لها بصله من منزله .. ومن نفسه .. وعن مرأى
نظره ومتناول يده ..

حتى انه فكر في اطلاق سراح .. اسراره ومشاركتها مع صاحبه .. فهو احق بأن يعلم مايحاك
خلف ظهره .. خشيه ان يقوم ذلك الحقير بإخباره بأي طريقه .. وحينها يخاف عواقب لاتحمد عقباها ..

رفع هاتفه .. ولكنه اصبح الان خائفآ ... خائف من صاحبه الذي يعرف غضبه ..
خائف من شره الذي سينفجر .. خائف من الظروف التي ستضعه مكتوف اليدين ولايعمل فيها شيء
سوى المشاهده ؟ وهذا مالايطيقه ..
يجب على الاقل ان يفهمه بطريقته بأنه حاول ان يعالج الموضوع لكن يبدو ان الامر انقلب عليه ..

تنهد مستسلمآ لمخاوفه ... وجلس مجهدآ وقد اصبح الالم اشد قسوه ووقعآ على جسده ...


************************


تردد بمقربه من باب بيتها .. وكل امل في ان يحقق مايريد ...
طرق الباب مرارآ وتكرارآ حتى شعر باليأس واقتنع بأن لا احد يسكنه ..

اصيب بخيبه امل بعد تسلحه بالحماس و الاصرار من اجل انهاء مسأله عالقه اشغلته
واشغلت محبيه ....
عاد ادراجه خائب الرجاء .. متهاوي في قاع من الاماني .. للتو سمع النصح من عائلته
وهو يكابر بل يدعي المكابره .. في الحقيقه هويريد لكن يخشى من رده فعلها..
لهذه سيأتي بالامور بالفهم الصحيح لها .. رضا الطرف الاخر هو الاهم ..
شعر بأن هناك احد ما يحادثه .. فألتفت للخلف ليجد ام نجمه ويبدو انها في زياره صباحيه معتاده ..
اقتربت منه وقد غطت نصف وجهها ...
: سعود ... علامك ياولدي ما تسمع نداي لك ؟
هتف بإحراج وهويقرب منها ويلقي تحيته عليها ..
: والله ماسمعتك كنت افكر ... السموحه منك ..
علقت بنظراتها المستغربه وجوده بقرب بيتها ..
فقال سعود متجاوزا حد الحرج و الكبرياء ..
: جيت ابي اشور نجمه .
لم يكمل جملته ..لتقاطعه والدتها بوجه متهلل ..
: الله يكملك بعقلك ياولدي .. لاتاخذ على كلامها تراها جاهل بنص عقل ..

ابتسم برضى .. شعر بأن ذلك الوصف يرضيه ويا ليت نجمه تسمعه ..
عاد وانصت لحديثها المتواصل ... وبعض افكاره ليس معها هي بالتحديد بل بالاخرى .
ألم يكن من الاحرى ان يجلب جدته معه او جده على الاقل ..
لا يوجد احد من اخوتها ليتفاهم معه .. لقد تعجل في امره .. كان لابد من التروي ..

لكن لحظه .. ماالذي سمعه ..
عاد وانصت بإهتمام .. لكلمه عابره قد سمعها ..
و قد بدأ صوتها حزينآ ...
: والله ياولدي هي من يومها واللقمه ماتدخل جوفها... احترت فيها ..
سعود بخوف حاول يخفيه مدركآ تلك الشخصيه المتزنه..
: سلامتها .. إن شاء الله ماتشوف شر .. على العموم متى مارجعوا رجال البيت لي كلام معهم ..
ام نجمه : على خير ياوليدي الله يقدم اللي فيه الخير ..

تركها سعود وهو يبتسم رغم انه لايخفي ذعره من ما اصابها .. لكنه في اعتقاده كان الاثنان متعادلان
في تحمل العواقب و تحمل العقاب .. على الاقل لم يكن احد منهم راض عن فعلته ..

زفر وقد تخلص جزء من الهموم و الجزء الاخر عليها هي ان تخلصه منها .. بقرارها الاخير ...



********************************


تبادل الرجلان التحيه بإبتسامه .. وعلق مطلق على طلال مازحآ الذي كان يجلس على كرسي المدير
: ماشاء الله .. تنفع مدير ياطلال ؟
تلعثم طلال الذي شعر بالحرج ..
: اسف .. لكن كنت ادخل المعلومات الجديده في جهازك .. بما أن في امور كثيره متأخره ..
رفع مطلق حاجبآ وهي يبتسم .
: قصدك يعني اني مقصر في شغلي ؟

هتف بإحراج : العفو .. لكن قصدت ...
قاطعه مطلق ..
: لا تعتذر ولا شيء .. انا صراحه فخور بأن عندي موظف بمثل اجتهادك ... على كل حال ماتقصر يا طلال
والحين كفايه كلام .. واعطيني اهم ماصار في الايام الماضيه وخلينا نبدأ شغل ..
ابتسم طلال واكتسب ثقه بنفسه بعد كلام مطلق .. والذي بدأ بالسرد والشرح و مطلق ينصت بإهتمام ..

حتى تنهد مطلق بإبتسامه ..
: يبدو اني بتعاقب اليوم على اهمالي ؟
ضحك طلال .. وزاد على كلامه ..
: بعدك ماشفت البريد .. ؟
استند مطلق على مكتبه .. واشار بيده .. بمعنى اعطني المزيد
كان طلال مازال مبتسم وهو يضع البريد من ملفات ورزم اوراق امامه ..
حتى تأفف مطلق منزعج ليقول ..
: هذا كله يبى له قهوه تعدل المزاج .. لو سمحت ياطلال وصي على اثنين قهوه وتعال بسرعه ..

قلب الملفات بتركيز .. ايهما يبدأ الاول .
حتى لفت نظره .. ملف صغير .. مكتوب عليه بخط غير متزن .. " ضروري وهام يسلم بيد مطلق الغانم .."
التقى حاجبيه وقلب شفاته بشيء من الاستغراب .. لنوعيه البريد الذي وصله .. بمجرد ما فتحه لم يجد
بداخله الا قرص حاسوب .. لايعلم محتواه ولم يجد رساله توضح مابه .. كاد ان يرميه في سله المهملات
خوفآ من فيروس يتلف ملفاته .. لكن فضوله كان اقوى من حرصه ...

لم ينتظر ليسأل طلال عنها ... ادخلها الى حاسوبه . .. وتشاغل بالملفات الاخرى لحين تشغيله
وبينما هو ينتظر .. صدر صوت من الجهاز ..لينبهه فأدار كرسيه ناحيه الحاسوب و تمعن جيدا
بإستغراب لشخصيه كرتونيه تشيرله بضغط ايقونه تلو اخرى وهو يتبعها بصمت .

حتى ظهر ما جعله يقفز من مكانه .. ويتصبب عرقآ .. و يضخ قلبه دمآ لم يفعل هكذا طيله حياته ....
وكأن مطلق لم يكن له وجود من قبل .. لان الذي كان يتلبسه هو شيطان والعياذ بالله
شخص اخر .. وروح اخرى مغايره تجول في جسده .. نار لظى تحرق كل شيء طيب فيه ..

عاد كالمجنون يقلب .. و يسمع .. و يزيد شحوبآ و قسوه ... حتى شعر بقلبه ينفجر بين جوانحه
ذهول مريع حوله الى صريع صدمه لم يتوقعها في يومه الجميل ...
للتو ودعها .. ولتو صدم فيها ... ولتو ارهقته الذكريات واعتصرته الالام حتى اصبح هزيل القوى
وطريح الجراح .. ضربه قويه بيد قدريه هوت عليه وحطمته .. حتى اصبح مجرد بقايا لرجل كان ....

صرخ صرخه جنونيه .. و انهال على مكتبه بجنون تدارك كل لمسه عقل كانت فيه ..
حطم حاسبه وارتفعت شراره كهرباء في المكان .. واندفع بجنون وسط ذهول الموظفين الذين
تجمعوا على مكتبه واولهم طلال الذي وقف مصروعآ مما يراه امامه ..
خرج من المكان رغم كل شيء ... خرج يريد ان يجد حلا لها .. ان ينهي كل شيء سبب له الالم
وحطم كبرياءه وارهقه حتى خرجت من جوفه لعنه حاقده .. لايريد بها السلام بل حرب دوؤب
غير مؤاتيه للريح التي تهب في حياته غالبآ ..

ركب سيارته وطريقه واحد .. إليها ...ليدق عنقها ويحطم جزيئاتها الانثويه المدعيه ..
وهرائها المعتاد .. لم يكن حبآ ذلك لتؤذيه به؟
لم يفعل لها شيئا .. لم يسبب لها الاذى لترديه قتيل الهوى والعذاب ..
ألم ينصفها من عذابه شيء .. ام لم تكن تعلم عنه ..
كيف لها ان تفعل بي ذلك .. كيف لها ان تعتم على حياتي بكل برود ...

ضرب على المقود .. بيده متجاهل الالم .. او لم يعد يشعر به .. لم يعد يشعر بشيء اطلاقآ ..
لم يعد بشيء .. لا بالحذر او الحرص او الهدوء .. اوحتى العقل ليدرك ان مايفعله هو خطأ
وليس الصواب .. وهو يقف في منتصف الطريق متجاوزه به اشاره حمراء قد ومضت في
وجه لتعلن ثورته ليس إلا ..............



******************************



ضربتها على خدها مرارآ وتكرارآ ... بلطف وبشده ولم يعد يهمها
الاهم هي ان تسيقظ وترى بنفسها ... كانت تبكي .. او كانتا تبكي .. تلك في اغمائتها والاخرى
في صحوتها .. وبين كل شهقه بكاء تسطع ابتسامه في وجهه ..
لتقول بصوت شجاع ..
: اريام .. مافي لك شيء .. والله مالقيت ولا صوره تشبه لك حتى ..
بالكاد فتحت عينها التي لم تريد فيها ان تحيا مجددا ..
لتعيد ريهام بصوت اعلى ..
: قومي وشوفي بنفسك والله مالك ولا صوره .. ارتاحي..

لم تشعر بنفسها وهي تعانق صديقتها وتبكي بصوت اعلى جلب الكثير من الانظار لهن ..
همست اريام بصوت خائر ..
: تقولين الصدق ؟
ابتسمت تلك وقد اشرق وجهها ..
: والله اني صادقه .. شوفي انتي .. صحيح في صور كثيره لكن مالك شيء ..
تساءلت..
: متأكده .. ناصرمايقول عني كذا الا فيه شيء ياريهام ..
اعقبت ريهام بثقه ..
: لا ابدا .. صحيح في اسم اريام على الصور .. لكن ابد ماهي صورتك ..
عضت شفاتها بعدم تصديق .. مما اضطر ريهام انها تقرب الحاسوب منها وتضع في حضنها وهن جالسات على الارض ..
و تحرك المؤشر بحماس ..
: شوفي زين وخليك واثقه من نفسك .. هذي مو انتي .. لا هذي ولاهذي ..ولا حتى هذي ..
كانت تقلب الصور بحماس .. حتى شهقت اريام .. و غم وجهها مجددا وقد استولت على الحاسب
وبدأت تمعن في الصور ..
لم تكن تلك رده الفعل التي توقعتها ريهام من صديقتها .. فأرجعت تلك الصوره الباهته لها شفقه منها على صور
اخريات تهالكن على طرق الضياع ..
فعلقت عليها..
: بدل ما تسجدين شكر لله .. تغمين نفسك على بنات ضيعوا انفسهم بأنفسهم .. مايهمك ..
قاطعتها اريام بصدمه ..
: هذي مو انا .. مو انا ...
ابتسمت ريهام وهي تضرب كتفها بلطف ..
: طبعا هذي مو انت .. ليش مو مصدقه ..
ارتفع صوتها و تلك الهيئه قد اصبحت سوادا في سواد مما جعل ريهام تخاف عليها ..
: انا.اقولك هذي مو انا .
ريهام بهدوء .. : هدي اعصابك يا اريام .. انا عارفه مو انتي ..
مسك ريهام من كتوفها وهزتها واعادت بإنفعال ..
: اقولك هذي مو انا .. مو انا ... .ارتفع صوتها ببكاء .. لتكمل وسط ذهول الجميع ..
: هذي مو انا ... هذي فاتن ......................!!!!

ذهول .. ذهول .. ذهول .. وصدمه لم تكن في الحسبان ...
يقال .. مصائب قوم عند قوم فوائد .. واظنها في حاله اريام مصائب قوم عند قوم مصائب ..

عندما ينجو الانسان من اي شيء كان قاب قوسين او ادنى من خسارته ... يرتاح ... ويعتلي القمه
بإنفراد ويرى بنفسه كيف يتعارك الاخرون على النجاه ولايهمه احد ... لان ماشعر به لايريد
تكراره لامع نفسه او غيره .. فلهذا يصيبه شيء من الانانيه وقد نأى بالنجاه متوحدآ ..

فلهذا شعور الخديعه .. ممزوجآ بالخزي والعار ..
حقد متواصل مع تواصلها رؤيتها لاسمها يترافق مع كل صوره ضاحكه لها .. و يتواصل معها عدم الفهم ؟


ولم ينتهي كل شيء ... اصاب الاثنتان نوع من الهوس في رؤيه المزيد
للتو كشفوا امرآ غايه في النكران .. فذعروا اشد الذعر .. فأصبحوا يبحثون في كل شارده ووراده
خوفآ من ان تكون صوره مندسه بين الصور او اسم تحامل على صاحبه بما لايطيق ..
ولا تأمن خيرا كان لابد منه .. ولا تلقي لومآ على مسمى الحياة .. بل هم البشر
وماتحمله نفوسهم ... !!!!




************************


بمجرد ان اخبرتها والدتها برؤيته حتى قفزت من فراشها و كأن المرض لم يكن بها يومآ
اعادت السؤال مرارآ وتكرارآ .. و كأن الذي سمعته اضغاث احلام او يقظه كان يرافقها فيها ..
ام نجمه بفرحه تخفيها ...
: هذا هو ولد الناس جاء ياعندك .. والله ان سمعت حسك لاقطع خبرك ..
عادت تجلس و تغطي نفسها بعدما شعرت بموجه برد حتى هزت جسدها ؟؟
لتقاوم حتى وهي في قمه ضعفها ..
: يعني تبين ارمي نفسي عليه وكأني ما صدقت على الله ..
نشجت بألم وهي تعاود الكلام بخيبه ..
: اصلا مابيه .. من قالك اني برجع له ..
اصابت والدتها بصدمه وهي تنظر لها بدون تصديق ..
: يابنت اعقلي واعرفي مصلحتك .. سعود مافي منه بين الرجال ..
صرخت بغضب وقد انتشرت بها الالام مجددا ..
: لو كان اخر رجال في الدنيا .. مابيه .. لاتجبروني عليه والله لاكون ذابحه نفسي .
والدتها بهدوء ..
: الله يصلحك يابنتي ويهديك .. اذا كان هذا اللي عندك ما عندي كلمه اقولها الا انك بتندمين وانا امك بكثر شعر راسك .

اسندت ذقنها على ركبتها تمنع رغبه جامحه في البكاء .. او ليس البكاء ماتشعر به دائما بعد فقده ..
لماذا عدت يا سعود ؟
هل ستوسع مساحات جراحي وتلقيني فيها بتهلكه لا اطيقها ...
لماذا عدت ؟
لتحمل جميلآ اخر قد ثقل عليك يارجل ..
لم اعد اريد اي شيء .. اتركني لما انا فيه وارحل بعيدآ او جد بديلآ عني لتكرمه بعطاياك ..

استقر بها امل طفيف لتفتح هاتفها ...حاجه لديها لابد ان تمتلآ وترتاح ..
رغبه منها في معرفه ما يريده هو .. وتطلبه بشده في داخلها ...

وضعته امامها لتتأمل مساحاته الفارغه لامن رساله تنقذ لهفتها ولا اتصال يطبب جراحها ..
تنهدت وقد وجدت دمعة منحدرا سهلا .. لتسقط برويه .. دون ان تمسحها ..
لكن بعد ان سمحت لها حتى انذرتها الاخريات بهطول سريع ..
لتسمحها بخشونه وهي تهمس لنفسها ..
: غبيه ... غبيه .. غبيه ...

كادت تغلق جوالها قبل ان تنذرها رساله بقدومها وتحدق فيها بخوف ..
كلها امل ان تكون منه .. وكلها خوف ان تكون منه .. والاثنان يجتمعان في ان تكون ليس منه ..
بخفه قد لامستها لتفتحها امامها وقلبها يهتف معها في حذر ..
" سلامتك .. ماتشوفين شر .. "

ابتسمت برغم عنها عن تلك الرساله القصيره التي ملأت كل ذره فضول لديها ..
لم تكن كفيله في تحريك موقعها من الاعراب سوى انها شعرت بالرضا ..
على الاقل اراد لها السلامه ..

لم تكد تلتقط نفسآ حتى عادت رساله اخرى تهتز امامها
" اذا كنت صاحيه ابغى اكلمك اذا ماعندك مانع طبعا "

حينها ارتعشت مجددا وغطت بدنها بلحاف اخر .. و قبضت على جوالها بيديها الاثنتين ...
لتكتب بسرعه دون تفكير حتى ...
" امي خبرتني عنك .. لا تتعب نفسك يا سعود .. ولاتحمل نفسك عبء جميل ثاني
انا مرتاحه كذا "

عضت شفتيها وقد بدأت تشهق مع كل كلمه كانت تكتبها .. لم ينتهي العذاب صح ؟
لم تخلص مدته ؟ ما زالت تتمطى جوفه راغبه في الهلاك ليس إلا ...
ادركها الصمت الذي جعلها تبكي مجددا ..
لم تكن هذا ماتريده لكن لن تطيق نفسها ان اعادت الكره بدون احساس ..

سقط الجوال من يدها برنه اتصال وقد اومض اسم سعود في الشاشه .. لينتهي ويبدأ اخر
وكأنه معاند في ردها ..
فتحت الاتصال الثالث و كل الطرفين قد بدأ يسرد ماعنده من صمت و سكون حذر ..
تبادلت الانفاس الواصله احادين طويله ولم ينبس احد منهما ببنت شفه ..

ليبدأ هو وانفاسه تحذرها بأنه في اشد غضبه ..
: انتي ماعندك احساس .. حتى في مرضك ما ينهد حيلك و تستسلمين بسهوله .. تعتقدين اني رجعت
لك علشان اوهامك يا مجنونه .. ابي اعرف انتي متى تعقلين .. لان مافي اي مجنوني مثلي بياخذ بنت مثلك ابد "

كظمت غيظها و سحبت نفسآ تطرد شهقاتها الباكيه .. لتقول ..
: قلتها لك من قبل واقولها لك من جديد .. ماابيك يعني ماابيك ..

اجابها و كأنه يريد ان يضحك ..
: احلفي بس .. يعني طلبت رأيك في اني ارجعك .. صراحه كنت افكر قبل لكن الحين لو بقي لي نفس واحد يانجمه
ما استغني عنك ..

نجمه : يعني المسأله عناد ..
هتف بلامبالاه ..
: احسبيها مثل ماتبين .. باخذك غصب عليك .. لا وازيدك من الشعر بيت .. بتزوج عليك واكوي
قلبك مثل ماكويت قلبي ..


ازدادت مرضآ وبؤسآ على قوله ذاك وكأنها وطأت كومه من جمر ملتهب ..
لتصرخ بعنفوان شعرت فيه بأن حبائل صوتها وصبرها قد تقطعت ..
: ما تقدر ... لاكون ذابحتك يا سعود ..واذبح نفسي وراك ..

لم تعد تشعر بشيء سوى انها تبكي .. تبكي بحرقه .. بصوت عالي و مشاعر قد سحبت نفسها متردده
تعاونت عليها الظروف لترميها ضعيفه هزيله القوى .. و مفرطه المشاعر ..
لم يكن لها حيله في تلك المتغيرات الجديده التي أرقت حالها وعذبت صبرها ..

انصت لها وقلب بين ضلوعه مضطرب .. تبكي ويالبكائها من سحر لديه ..
ياله من ألم يقسو على فؤاده به .. يجلده بلا هوان محتسبآ ضرباته ...
تكلم لتهدأه انفعالاتها ...
: نجمه ماتعبتي .. ؟ !! انا عني تعبت و ماعاد فيني للصبر يابنت الناس ..
من بين شهقاتها عادت تقول بصوت متقطع ..
: لاتزيد علينا .. لا ترجعني شفقه منك علي ..

هذه المره دوره ليتكلم بإحساس متدفع قد تفجرت مكنوناته ولم يعد صبرآ في ان يقوله ..
: اي شفقه تتكلمين عنها.. ؟ اذا كان فيه شفقه فهو على حالي .. من عرفتك وانا حالي مقلوب
افهمي يا غبيه ... يا اغبى بنت في العالم .. احبك .. والله احبك ... ...

زاد بكاءها .. وقد شعرت بأن انفاسها سوف تنتهي ويتوقف قلبها متأثرآ بمشاعره ..
ليهدأ غضبه ويقول ..
: لاتبكي .. لاتبكي .. لاتخليني اندم لاني رجعت و كلمتك ..
لم يكن بيدها ان تتوقف.. تشعر بأن شخصآ ما قد ادركها قبل التعثر والسقوط ..
اجابت بتلعثم ..
: لا اندم .. وخليني ابكي .. مالك علاقه فيني .. ؟
كان صوته مرحآ ...
: والله مشتاق لك .. رغم ان صوتك مايشجع اي رجال في العالم ان يكلمك ..
لكن بليه وابتليت فيها ..

احتجت بعدما هدأت مبدئيا ..
:انا بلوى ... ؟!!!

ضحك بصوت عالي ليكرر ..
: والله بلوى كبيره مالها حل ..

تمردت على مشاعرها لتقول متحديه لها وله ..
: اذا كنت بليه على قولك فأنت عقده .. توقفت تبتلع خجلها لتكمل بجرأه قد سحبتها من عمق الواقع ..
: لكن احب عقده على قلبي ....

وحينها .. توقف الاثنان في عالم لايجمع سواهما
متخبطين في دقات قلب تترافق مع كل شيء متحرك في الكون ..
وامطري ياسماء .. وتراقصي ياغيوم ..
وازهري يا ارض و واعزفي ياريح لحن وشجون ..
واهتفي لكل من الاثنين ..

بدايه مختلفه .. وان كانت متعثره غير واثقه .. ولكنها بدايه ..
بدايه تلامس اصابع وقبضه يدين .. و ابتسامات خجوله ..
نحو طريق طويل .. سيكون شاق وصعب و مستحيل ..
لكنهم عازمون على انهائه رغم كل شيء ..



****************************


مرمر الواقع يسرق شجن الذكريات .... وفجأه ..


هناك من بعيد ... سقطت بقايا صور في يدها .. وكانت تبتسم .. تبتسم و هي تبكي ..
تبكي وهي غارفه في شجن الذكريات وحنين الامس ..

تبكي وهي تحتضنه بحب .. و مازال الحب يجد طريقآ لديها ..
لم تكن تعتقد ان النبش عن الماضي يمكن ان يكون جميلآ هكذا ...
وان حكايات الامس تسرد امامها في صورته الصامته ..
لقد كشفها هو .. فلم لم يخبرها بأنه فارسي الصغير .. فارسي الرجل الذي تقاوى على ظروفي
و حلق بي بأمان ..

اهو مطلق هذا الشاب الصغير .. اهو هذا حقآ من انقذني يومآ وانا اصعد في جبل الضباب ..
اتبع هوى طفولي عابث ..

اهو مطلق ذلك الشاب الذي حملني على ظهره .. اهو من لمسني في الحالتين ..
اكان معي على الدوام .. يرافقني ..

ياقلبي لاتفر من صدري ركضآ ورائه.
ياقلبي .. لا تنفطر من حبه الذي فاض منك ..


لم تتوقع وهي تفرغ حقيبتها الصغيره .. التي خبأت فيها ألبوم صوره طيله الوقت ..
كانت معها .. تحمله في ضيقها وفي فرجها .. لم تنسى ذلك اليوم التي اخذتها من والدته ..

بكت بشوق لرؤيته و الاعتراف له .. بل توبيخه .. كيف يفعل بها هذا ؟
كيف يفعل .. ؟ يا له من رجل مكابر ..
كيف تهون عليه وهي تعيد شريط الذكريات و تدعو لصاحب كان معها ..
بل ملاصقآ لها ..

امسكت صورته .. و ركضت لجوالها ..
لاتطيق صبرآ في مكالمته و اخباره بالسر الذي احتفظ به لنفسه ..
ستفضحه .. ستخبر الجميع .. اولهم نجمه .. واخرهم سعود ..
ستعلم الجميع عن منقذها .. الذي كابد ظروف صعبه لانقاذها ..
ستحكي قصتها بنشوه الفخر ..و بلاخوف ..

انتظرت وقد شعرت بحركه طفلها داخل احشائها .. لكنها لم تبالي
شوقها لسماع صوته هو كل مافيها .. لكن الانتظار لم يحل سوى بالصمت من الطرفين ...

تنهدت بخيبه وهي مازالت تضم تلك الصور التي لن تبعدها عنها ماعاشت ..
حتى ينقطع دابر الانغماس في المشاعر .. بصرخه تصاعدت في ارجاء البيت ..
وهزتها هي .. فتراكضت ناحيته بخوف .. واي خوف بعد زهو وصفاء ..
وكأن هزه ارضيه اصابتها هي لاغيرها ..

وقفت اعلى الدرج تنظر الى وفاء الباكيه .. وقد كانت في حاله غير مصدقه ..
وهي تعلو الصوت بالندب والنواح ..
: صار له حادث ... .. دقوا على رياض .. يمه ..
يمه .. الحقيني يا يمه ..

شعرت بالالم ينخر قلبها الذي كان يتراقص قبل قليل ..
نزلت تخطو بحذر .. وودها تغيب .. تختبأ ولاتسمع مكروه حل بأي احد قريب منها ..
مسكينه ياوفاء .. اهو ابنك .. نايف من اصابه المكروه .. من هو ذلك العليل .. ؟!!!

اقتربت منها وهي تحاول الفهم متجاهله النظر الى خالتها التي كانت في حاله صمت ..
و سألت بلهاث : مين اللي صار له حادث ؟
هلعت من منظر وفاء الحازمه ... وهي تبكي لتقول بصوت باكي والدموع تجد منحدرآ على وجنتيها ..
: مطلق ... مطلق .......................

وعتمه كالليل في وضح النهار ..
واخر العمر .. اخر العمر يحل في لحظه ولانعلمها ..
تسقط في قلوبنا ذعر .. ولانقنع الا بعد مضيها ..

لكن اخر العمر .. هل حل بمطلق ..
هل لامسه لتنتهي سنين حياته بسرعه هكذا ؟
اخر العمر الذي كان يبدو لنا منذ بعض ساعات لايزيد عن مجرد كلمات ليس اسهل المرء من ان ينطق بها
دون ان يحاول ان يفهم لها معنى .. فهي ابعد من ان يحاو ل الذهن مجرد تصورها ..
اخر العمر .. البعيد.. .. المجهول .. قد بلغناه في غمضه عين ...

يارب الطف بعبدك .. ويارب الطف بي ..
يارب لاتفجعني به ..
لا تفجعني به ..

تهاوت على الارض وهي تنشج بالبكاء .. وصوره مطلق الضاحكه في حلمها قد مرت عليها فجأه ..
و نظره حولها .. ولاترى سوى اشباح للحزن متوشحين بالسواد . ..

صرخت دواخلها بدون كلام ..
كفاكم شؤمآ .. وتطيرا بحاله ..
هو بخير .. هو بخير ..
للتو قبلني .. للتو لامسني .. للتو ودعني ...
ودعني .. اكان الاخير منه ........

مطلق .. ألم تخبرني بأنك لن تتركني ..
قلتها لي بالامس .. ستكون بجانبي .. ألم توعدني ؟
مالحل .. هل الجلوس والندب سيسكن قلبي ؟!!! ..
لن تسكن نفسي .ولن يهدأ لي يال ... ؟

همست لوفاء ..
: خلينا نروح نشوفه .. خلينا نروح ...
وفاء ومازالت تبكي ..
: رياض بيكلمني .. خلينا نصبر .. ان شاء الله يكون حادث بسيط ..
هزت رأسها وهي تعيد . ..
: ان شا ءالله .. ان شاء الله .

رمت بنظره لام مطلق التي تحولت الى تمثال .. تكثر من الاستغفار وهي تشد على مسبحتها
.. او ليست هذه لمطلق .. لم كل شيء حولي يحعلني اخاف بشده ..

اي صبر سوف يعتريها الان و هي تشعر بأن خليه في جسدها ترتجف .. لا تشعر بشيء حولها
الجميع في ذهول موجع يفطر الافئده ... وانتظار يفجر كل ذره احتمال لدى احد منهم ..


*****************************


تعثر في نزوله السريع من الدرجات متجاهل المصعد .. منذ ذلك الاتصال السريع
من طلال وقلبه مضطرب في نبضاته ... امعقول مايفكر فيه ؟!!!

دخل سيارته و وبيد مرتعشه يفكر في اي مكان يمكن ان يلجأ إليه ..
اجفله رنين جواله .. ليلتقطه بسرعه لاهثه ..
: نعم ..
كان الصمت جوابه .. و كأن طعنه في جوف فمه افقدته لغه الكلام ...
سقط الجوال من يده ليتدحرج اسفل قدميه .. ينظر للامام كالمصروع ..

اكان القدر اسرع مني ..
اهذا ما حدث .. ... ؟!!!
تهدل جسده على المعقد ويده وجدت ارتخاءه بائسه الى حضنه ..
وهو يحدق في الفراغ ... فراغ الكون في جوفه .. ولا شي يبعث الحياة فيه ..
غير مصدق ما سمع .. قاب قوسين قد اطبقت عليه وخنفت الانفاس الاخيره واعلنت النهايه مبكرآ ...

أين يذهب .. وماذا يفعل ؟
" مطلق " اهذه كلمتك الاخيره التي تنهي بها كل شيء ..
هل انا السبب ؟ اخبرني اريح قلبي .. قل لي هل انا السبب في مصابك ؟
هل كان يجب ان اقاوم مخاوفي ... ؟ هل يجب علي الان ان ارتاح ام اشقى طيله حياتي ؟

خرج من ذهوله بطرق مزعج كان على سيارته .. اشارات لم يفهمها .. سوى انه تدارك الوقت
بعاطفه مريعه اصابته ..
صديقه في غياهب المجهول ..
صديقه في امس حاجاته إليه الان ..

لم يعلم ان سرعته تلك هي نفسها تلك التي اودت بصاحبه من قبل ..
فلتكن .. فلتكن .. اذا كان هذا قدري فلتكن اذا ..
ارضى بقاءي بقربه ونحن اجداث ملقاه في القبور ولا انتمي لحياة ليس فيها .. واتوصم بالشقاء كنهايه بائسه ..

يسير كالشبح في اروقه متواصله .. يبحث .. يريد ان يصل .. ان يرى ...
ان يتدارك الوقت قبل ان يدركه صريعآ ...
حتى وقف .. ينظر بوجوم حول تلك الوجوه البائسه وقد اتشحت بحزن مكتوب بندب على وجوههم ..
قدم رياض نحوه و قد تحامل على نفسه الا يبكي ..
: دخلوه العمليات .. حالته ماتسر ياناصر .. ماتسر ..
بلع غصه جلعت فكيه يرتجف ..
وهمس بثقل : شفته ؟
سحبه ناحيه المقاعد القريبه والتي كان يجلس عليها خاله والذي كان يحدق في الفراغ ولايهتم بالقادمين ..
:الله يتلطف فيه ... ؟ الحادث كان صعب ياناصر .. ادعي له ..ادعي له ..
عاد الى صومعه الصمت و التزم كل واحد منهم مكانه و ألجم بالسكوت مجبرآ ليس خيارآ له ..

و بدأ الهرج والمرج من حوله ... وبدأ ضجيج يرتفع .. التفت حوله .. متسائلا
لم هم صامتون ؟الا يسمعون مااسمع ... !!
ام هو ضجيج لدي انا بمفردي ..
وفجأه شعر بأنه لم يعد يسمع شيئآ .. .لكن يرى مطلق من بعيد يتقرب نحوه بتلك الابتسامه
التي لايصنعها على شفتيه دائمآ ... فأ ابتسم .. ابتسامه صغيره يرد عليه بها ويعاتبه
بتخاطب افكارهم ..
: خوفتني عليك ؟
اجابه مطلق و مازال يمشي ناحيته ..
: انت دائما تخاف ماهي اول مره ... ممكن اكثر شيء يعيبك الخوف ياناصر ..
تغيرت ملامح مطلق ليسأل بلوم ..
: ليس ماقلت لي من قبل يا ناصر ؟
هتف ناصر بخوف : كنت بخبرك يا مطلق .. لكني ....
قاطعه : خفت !!! لازم تترك خوفك .. انت الشخص الوحيد اللي اثق فيه واعتمد عليه .
انت اخوي يا ناصر .. والاخ يغطي مكان اخوه في اي وقت ..

تأمله ناصر بأبتسامه هادئه .. وقد بدى المسير نحوه دهرآ .. متسائلا متى يصل .. !!
: متى ترجع ؟
مطلق : ما ادري .. ممكن ماارجع .. لا تخاف انا عارف انك الرجل المناسب في المكان المناسب ..
كان مازال يبتسم والطرقات تطول و تتغربل بأخرى... و هو يراه ولايراه .. شيئ ما اشبه بالضباب
لم يعد يبصر شيئ.. ولايفهم مالمعنى ... لكن يشعر بالحزن قد تسرب داخله .

عندما وقع على الارض متأثرآ بكل مااصابه قبل يومين و ما اصابه اليوم كفيلآ بموراته الثرى..
اصعب شيء الانتظار على عتبات الموت.. توقن ان النهايه ليس لها الاان تطرق بابك ..
ولكنك تتوارى عنها بإرادتك .. و تتجاهلها رغبه منك ..




ودي اشكي ويسمع العالم شكاي
ودي ابكي وانثر دموعي واصيح
مات خلي واصرخ واسمع صداي ..
صرت وحدي وناظري عنه يشيح ..

آآه يالي همسته كانت هواي
وآآه يالي بروحتك امشي واطيح
ابتسم واضحك و يغاليني بكاي
الغلا تحت الثرى ميت طريح
مات خلي زادت الدنيا بجفاي
والعواصف زلزلت قلبي الجريح
اذرف دموعي في صباحي وفي مساي
ما اذوق النوم وماني بمستريح ..


ضاق صدري حيل وضاقت بي قواي
ولا ذكرته اتلعثم ثم اصيح ...


ودي اشكي يسمع العالم شكاي
ودي ابكي وانثر دموعي واصيح ..


في لحظات الحزن لانستطيع ان نحجب انفسنا .. ولو شئنا ..


انتقص عداد الاحتمال وقد ضاقت حناجر الحياة ..
وعبث الحزن بمكنون الدنى .. حتى غاصوا فيه جميعآ ..
حتى اصبحت ارواحهم تنسكب في اجسادهم مكرهه ..
واجسادهم تسير في دجى الليل ضائعه ..
تعب استبد بهم... حتى صاروا يعشقون السبات الطويل ...
وعروقهم لم تجد نبضآ متواترآ فيها لتحيا بإنتظام ..


هزلت قواهم وهم يصمدون بشموخ ..
واي شموخ ينتحب بأنحناءه طويله .. ليذل على عتبات الرضوخ قريرآ ...

ذهول موجع في مساقط الالم ..
وارتباكات صبر نفذت خلاصته ...
وانتظار طويل .. ممل .. وماذا ننتظر ؟
فرجه للامل في ظلمات سحيقه ...
وهدى للطريق الفسيح لنعبره ..
اماني متناثره .. قد تجزأت بعضها والاخرى تحولت لرماد بعثره الهواء ..
ولااخريات ماتت بسهوله .. وبلا ادنى سبب ..

و ماكان سوى نهايه عاديه .. نهايه طبيبعه لمسرى الحياة .. لمجرى الطبيعه ومسار الكون
هكذا هي الحياة ... وقانون الدنى بما فيه .. ليس لنا ان نغيره ولو شئنا ...
لو بيدنا لتركنا بنو ادم يعيشون ابد الدهر ولقرت عيون احبائهم برؤيتهم ..
لكن بمشيئه من الله قد احتكم لنا الحياة التي يجب ان تكون
بحكمه منه .. فالحمدلله على كل حال كان بيد منه ...


**************************


اتعلمون عندما القلوب تنتفض جزعآ .. كطائر جريح يقاوم الالم ويأبى ان يعيش كسيرآ ..
لكنه في النهايه يموت ؟!!! نهايه قدريه محتمه كان لابد منها لتكمل دوره الحياة ..

مالحال عندما تتأهب لسماع كل شيء إلاكلمه واحده تخشى ان تنطقها .. وتبعدها عن افكارك جاهدآ ...
تترقب مابين الشتات والقرار على ارض الثبات ...
بنبض مرهف .. لاتكاد تلقط نفسآ طويلآ حتى يهدره الخوف بأسرع مايمكن ..
تزم شفتيها بتوبيخ .. كيف ستكون رده فعلها اذا رأته ؟
ستوبخه.. ستنهال عليه بالمواعظ والنصح .. لكنها تريد ان تراه فقط ..
تعود وترتعش وهي تخفيها بحرى الاشتياق لرؤيته بخير .. بأن يكون بخير هو فقط مايهمني ..
تقبض على هاتفها .. للحظه تتمناها .. هو ان تسمع صوته يطمأنها على حالته ..
تنهدت .. تنهيده هي مجموعه تناهيد .. صبر اوشك على الانتحار و خوف يتغنى مرحآ بداخلها
وامان خجول يطل و يختفي ...
كل الاعين تهرب من بعضها .. و كل الوجوه تختفي تحت رداء التأمل والانتظار ...

انطلق رنين هاتف وفاء .. لتجيب بدون صبر وقد تعلقت بها الابصار و الامال ..
: طمني .. ؟
:.................

وحينها زاد النحيب .. وانطلق الصراخ ..
وخلعت روح ليلى لمكان حيث يوجد مطلق .. حيث هو مسجى هناك ..
بعيد عن مرأى البصر .. قد شعرت بالعمى فجأه ..
وبأن انفاسها اللاهثه بالدعاء قد توقفت ..

يارب خذ من عمري واعطه اياه .. خذ بيده وألبسه العافيه ..
يارب انتقص من سنيني و زده على عمره سنين ..
يارب .. يارب ... يارب ..


تعلقت بيد القدر متوسله برجاء لايخيب من دعاه .. لكن افكارها البائسه همست ...

مالفائده ... ؟
لقد ذهب .. و رحل للابد .... ......... !!!!!
لقد أخلف وعده معك .. ذهب وتركك دون ان يودعك حتى ..

ألجمت بالصمت و عاندت تلك الرغبه في البقاء .. و جفت مدامعها .. ليحين وقت الرحيل ...

الصمت ... له مفردات كثيره ... ولكنه مايزال صمتآ .. يشقق جدران الكلمات ويعجزها امامه ..
والخوف .. مهما تعددت صوره .. فهو واضح .. مبصر ومتبصر .. سيد الكوابيس .. ينهال على صاحبه
حتى ينجيه الله برحمه منه ..

والباقي لم يعد له قيمه .. مالمشاعر .. عندما تحين لحظه الحسم ..
و مالترقب .. اذا لم يكن هناك شيء يترقبه وقد قطع شريط النهايه للتو ..

على ارصفه الحياة .. يضيع كل شيء في غمضه عين .. وتحين بعدها التفاته النجاه
ولكن لانعلم من ينجو ومن يغرق رويدآ رويدآ حتى يختفي ....

الفقد .. غربه ومواكب رحيل .. تنزع جزء من ارواح البشر و يفقدون فيها حلقات الوصل ..
ترميهم في في دوامه من البحث .. والبحث عن ماذا ؟
عن تلك الحلقه الضائعه ... فبعضهم يجدها والاخر يعجز ويسلم نفسه للقدر مستميتآ بهواه ..

لكن في النهايه لابد من الاقرار .. مالذي يجب ان نصدقه او لا ...
بعض الامور تنهال على عقولنا بما لايتحمل الضغط .. تكاد ادمغتنا ان تتحول الى صخور
من كثره التفكير فيها ..ولكن بسهوله يجب ان تقنع بها بلا ادنى تعب ..
وهكذا تسير الامور .. هكذا تسير؟ ..
خلاصه الحقائق والمفاهيم ..
" الحياة والموت رفيقان لاينفصلان " ..




لاتحزنوا ...

سيفتح الله بابـاً كنت تحسبه من شدة اليـأس لم يخلق بمفتاح .. !

دمتم بود آل ليلاس .. ألقاكم


**********************************

كبرياء الج ــرح 12-07-11 03:50 AM





عندما تثق بأن الله قريب جدآ ,,,كل الاشياء تصبح >>> بخير
صبآحكم ثقه لا تتزحزح ...
ودعاء لاينعقد إلا بيقين ...
" صباحكم بشاآآرات خير "





خلاصه الى احبائي .. متابعيني الاعزاء ..

أليس الموت هو واقع نعيشه بكل مافيه .. أليس هو تجربه ودرس وخلاصه وإيمان ونهايه قبل كل شيء .
ألا يرغمنا على تقبله .. او ليس هو حقيقه فلم ننكرها ؟!!..

اكان بالخيال او الواقع فهو حقيقه مجرده من الاكاذيب.. الموت مثل ماهو عذاب لنا وصبابه تؤرق حالنا .. فهو رحمه لغيرنا .
اعلم اننا نهرب من الانغماس في الحياة الواقعيه التي تصفعنا بمصداقيتها الشديده بكتاباتنا البعيده عن موجز الحياة
لكن كل المشاعر الموجوده تحل بيننا ونرحب بها وماالموت نرفضه بشتى الطرق ؟!!

أعلم اني احزن قلوبكم و اأرق عقولكم لتلك الفكره .. ... فسامحوني مقدمآ .. واارفقوا بقلمي ..
...>>>>> فلا بد من نور يبدد الحلكه ..



البارت الخمسون .. و الاخيرــ )





اختصارات حياة تلفظ انفاسها على اعتاب الرحيل تكاد تتنفض متمسكه بما تبقى لها .. لكن ريح الواقع
تبعثر مابقي منها .. رحل كل شيء ولم يترك سوى الصبر .. الصبر تلك الفضيله التي يتحلى بها الاموات
تحت المقابر .. وتحت حكم الدود وارضه ..
رقدوا هناك بعيدآ ولم يتركوا سوى حرارة الحزن ونشواه و حرقه الاعين والخدود التي ألهبتها الدموع .


أرجع ، أواه ألا تسمع صوتي الموهون ؟
لن ابقى وحدي في هذا الدرب المجنون ..
هذا الافق المستغلق حيث النجم عيون ..
حيث الاشجار هياكل افكار وظنون ...



مرت ايام وقد اشتدت حبائل الصبر وتصلبت لتنسى تلك الايام الغابره كلها الا ذلك اليوم
يوم اعلنت فقده وانتحبت على ذكراه .. وستظل دهرآ كاملا تفعل ذلك ... ولن يصيبها الندم ما حييت ...
النسيان اكبر نعمه يرتجيها الانسان في وقت المصاب و الهلائك .. يدعو للنجاه من كل امر خنقه حتى الموت
وبعث فيه الاسى لتهلكه على عتبات الانتظار ..

القناعه بأمرمحتم كان لابد منه .. والسير على خطى ثابته هو الفعل الصحيح للامور ..
رده الفعل التي لم نتوقعها يجب اتقاء شرها وان كنا غير قادرين على السيطره على انفسنا وعلى مشاعرنا
التي تجرفنا في امواجها الهادره ولانعلم على اي شط سوف نحط ..

لكن مالنسيان بالنسبه لها .. اتريد ان تنساه .. ؟!! ام ان تكون ذكراه جليه واضحه امام عيناها ..
لن تفعل ولن تفكر حتى في فعلها .. اهواء الناس حريات يخطون بها نحو مايريدون ..
وهي ماتريد ان تكون تحت سماءه العلياء تنشد ذكرى كل يوم وكل لحظه مرت ..
أغمضت عينيها وقد عادت للوراء لذلك اليوم بالتحديد ...
شعرت بالجميع حولها .. اخيها .. والدتها و اخواتها .. وجديها ولكنها كانت وحيده معه ..
وحيده تحدق في عين الالم ... حيث جلس هناك وحيدآ هناك متوجعآ .. متغربآ مع الكثير من الجراح
ومسجى عن عيون البشر .. معه هي في وناته المتحشرجه و واهاته التي مزقت فؤادها ..

في الواقع المرير الذي يرمي بمشاعرنا عرض الحائط .. وعندما تصدمنا الحياة بفقد عزيز على قلوبنا
او اخذ جزء منه وتأخذهم في غفله منا ... ومالموت والحياة عندما تحتسب كل نقطه امل فيها ..!!....
ولا يفصل بينهما سوى شعره رفيعه يقف صاحبنا عليها ...

ننسى كل المخاوف التي تدركنا ونقول ... ما المهم و مالاهم ؟!!!
المهم انه على قيد الحياة ... المهم انه مازال يتنفس ولو كان بمعونه ..
وعندما نكتشف الحياة التي يعيشها نسأل الله اللطف في حالته ..
وما التلطف في حالته .. ؟ هل هو الموت .. الموت اليسير الذي يسلب حياته لكي يريحه ..
الموت الذي يتبعه خيط رفيع طويل تنتهي فيه نبضات وجلات ترصدها جهاز .. كل الاعين تكون عليه .
هل ستدعو له بذالك وقد غطت جسمه الجراح والكدمات وغاب عن الدنيا عقلآ وبقي فيها جسدآ يرثي حاله السيء ..

نعم لم يمت .. لم يتوقف قلبه موضعيا الذي قالوا ان المسأله لا تتعدى سوى الوقت .. لنتهي وقته وتنتهي سويعاته
في حياة دنيا هي فانيه بكل الاحوال ... فناء بما فيه جسد وروح .. ويتوقف قلبه لفقدان الامل بأن ينبض مجددآ ..

سقطت دمعة من عينيها والحال نفس الحال لم يتبدل قط ... اتعود لايام للخلف حيث تكون مشوشه بغباب ذكرى
لاتطيقها .... و اطال الله في حياتهم جميعآ ... لكي تنبذها من عقلها شكلآ ومضمونآ...
مهما بلغ فيها النضج والعقلانيه فهي لاتقبل ان يتركها هكذا ... على شفير الانهيار يتمسك بطرفه كأخر لمسه ..
ستظل تزرع نفسها زرعآ مستميتآ في ارض الامل لعلها تثمر . .. لن تنفى وان انقطعت عنها ارتواءات الحياة
وعطشت وجفت اوراقها ...

شعرت بقلبها ينبض بشراهه عجيبه وهي تلازمه بالدعاء ليصرفونها مرغمه ليست راضيه على تركه
لكن ما يريدونه هو اعطاءها فرصه لكي تتقبل بأنها يجب ان تودعه .. بأن تقتنع جزءا جزءا بأنها تفقده ...
وانقادت بلاحياة تسير معهم جسدآ خاويآ من روح تسكنه ..
وعادت لها ذكرى كل يوم وكأنه تعيده .. او لايعرف احد الحكايه منذ البدايه .
هاهي تطويها الايام وتتعداها الساعات .. فما كانت قبل وما كانت الان ..

. . .



في يوم الحادث المشؤوم .... وبعد ساعات من الانتظار



انطلق رنين هاتف وفاء .. لتجيب بدون صبر وقد تعلقت بها الابصار و الامال ..
: طمني .. ؟
:.................

وحينها زاد النحيب .. وانطلق الصراخ ..
وخلعت روح ليلى لمكان حيث يوجد مطلق .. حيث هو مسجى هناك ..
بعيد عن مرأى البصر .. قد شعرت بالعمى فجأه ..
وبأن انفاسها اللاهثه بالدعاء قد توقفت ..

يارب خذ من عمري واعطه اياه .. خذ بيده وألبسه العافيه ..
يارب انتقص من سنيني و زده على عمره سنين ..
يارب .. يارب ... يارب

و مابين لجج الضياع .. استطاعت ان تجد بعضآ من تعلقها الذي غاب عنها في لحظات وبدأت
تبحث عنه في الوجوه و والسكنات الخفية .. لعلها تجد بعضآ من رثاء النفس و تصم همهات الرحيل التي ارتفع صوتها .
.
.
.

قالوا انه اصيب بجراح خطيره لاتمكنه من الحياة الا سويعات فتعالوا ودعوده و احملوه بعيدآ ان شئتم
وان شئتم ابقوه فما هي الا مسأله وقتيه محتومه ..
حملت نفسها مع الباقين .. تخطو بخطواتها الثقيله التي زادها حزن المصاب جبالآ ..
وياليت قلبها ليس في مكانه ..
وياليته يحل هناك بين جوانحه يكسبه قوه ويعيده الى الحياة بصلابه ..

.. ثمان ساعات في الجراحه المستميته التي تنقذ ما عساها ان تنقذ .. وتدرك الحياة التي كادت تغيب
ومابين هزه اسف و نظره وداع كان الامل في حياة ليست بحياة .. بل اسم قد ينطبق عليه ام يكون العكس ..
ضلوع قد تحطمت وكسور قد تجبر و اصابه في الرأس كانت اشد خطرآ ..

انتظرت مثل الباقين .. و لم يجلب الانتظار الا وعود فارغه و كذب يتداعى بأنه بخير وعلى مايرام ولم يصب سوى بكسور
وعساها تكون كسور فقط مااصابه .. لكن الامر اهول مما كانت تعتقده وهي تعيش في سكرة للامل الكاذب ..
اجتمع احباءها حولها كلهم .. لم تعد تفرقهم مشاكلهم .. ولم يعد احد يلتفت على حياته بل كلهم التفوا حولها يدركون حزنها
ويحاولون عبثآ بث قوه للتحمل لايمكن تحملها من دونه ..

لايمكنهم زيارته .. من بعيد رأته .. من خلف زجاج هناك لامست طيفه وسقطت ترثيه ..
كما سقط الباقين جزعآ و بكاءآ .. ورحلوا يجرون احزان لايطيقون بقاءها ..
انكسرت الام بصدمه حياة موجعه بل قاسمه لكل حياتها وقد غابت عنها تلك الجلاده التي اعتادوها منها
ولا تلام تلك الرؤوم فهو وحيدها ....
ورحلن الاخوات وفي القلب وخزه لغدآ .. للايام القادمه .. ما الذي سيحل بنا من دونك يااخي ؟

و بقيت هي .. تتأمله وتتأمل مطلق الذي سكن فؤادها المحروم ...
لم يكن هو .. ليس بمطلق ذاك .. لايوجد مكان بجسده الا و ابتسمت فيه الجراح متغنيه بمكانها ..
لم يكن هو .. وقد احتلت الانابيت جزء كامل في جسده ولم يعد يعرف من هو ..
لم يكن هو .. مطلق القوي الصلب .. لم يكن هو ذلك الوديع الذي اسكن للفراش بلا حراك ..
الكل من حوله ناطق متحرك الا هو ..

لم يكن مطلق الذي تركني والابتسامه تألف شفتيه .. ذلك الميت الذي امامه ليس بزوجي ..
ابتسمت بصدمه لم تتوقعها وهي التي لبست صلابه زائفه لكي تراه رغم تحذيراتهم لها ...
ونظرت لاخيها الذي لم يتركها لحظه منذ اتصال رياض به ... والذي كان اسرع من البرق في وقوفها بقربها .
وقالت بحزن غير مصدقه ..
: سعود الله يهديك .. هذا مو مطلق .. كيف تاخذني لرجال ثاني الله يسامحك ..
كادت تستدير خارجه تهز الرأس على حاله رجل غريب اسف على مااصابه
لولا قبضه اخيها الشديده على كتفيها .. وقد شحب وجهه بحزن على حالة اخته ..
عادت وكررت وقد بدأت الدموع تنهل بشكل مفرط ..
: سعود .. ماهو وقته ياخوي اتركني . .. بشوف مطلق ..
بصوت ثقيل خرج ناطقآ ,,
: اذكري الله يااختي .. مايجوز اللي تسوينه ..

دفعته بدون اهتمام .. وصرخت غير عابئه بصوتها العالي في مكان اجتمع فيه الكثير من الجنس الاخر ..
: اقولك هذا مو مطلق .. مو مطلق ..
سعود : ليلى .. انتي مؤمنه .. ادعي له يااختي لاتعذبي روحه ..

أغمضت عينيها و انخلع قلبها من مكانه اسف على حالها البائس ..
و ارتخت عضلاتها بألم وقد جذبتها الارض للجلوس عليها دون اذن ..

وآآآه ياروحه ...
وآآآآآه ياروحي .. لما لاترافقينه حيث هو ..
لم لاتتركين جسدي له .. و تسكنين جسده ..
هو لك فارحلي عني ..
اعيديه لي و ارحلي من جسدي .. ..
اي عذاب حل بي .. واي عذاب اختارني ..
واي عذاب ادرك فرحتي واغتصبها ..

ارتجفت بشده رجفه قاسيه وكأن جسدها يستجيب لها وروحها ستغادر ..
وبدون كلمات هدأت لتغيب عن الدنيا لسويعات .. لتنبسط يدها على ارض بارده .. بارده .. ترحب بها
إغماءه لم تشعر بها حين همست لها افكارها .. نامي .. نامي .. فأبستمت لها لانها تريدها ...
هي تريدها ... هي تريدها ... هي تريدها .... ولكن للابد .


************************************


غطى وجهه بكلتا يديه وقد مسح دموعه .. وابتعد عن الجميع في منأى عن عزاءهم له و لمصاب صديقه
وهو ليس معهم ..
لايريد ان يكون رجلآ يتحلى بالقوه والصلابه ويتكلم بثقه مرفوع فيها الرأس ..
لايريد ان يتحلى بالايمان ويسلم الامر بدون ان يكون واضحآ حتى في مشاعره ..

الا يدرك الجمع حوله لما هو حزين ؟
لم سقط مغشيآ عليه من اثر صدمه اثرت عليه ؟
فهو ليس قوي في هذه اللحظات .. لم يكن قويآ قط ..
فلقد كان يستمدها من وقوف رفيق غالي على قلبه .. ذاك الصديق الذي يحل دائما ازماته
و يوسع ضيقاته بكلمه وحيده .. او لمسه تعيد له ثقته بنفسه .
يقولون انه قاب قوسين او ادنى من الموت .. انتظروا غدا او بعد غدا او لعل ساعته تحل اليوم و ينتهي كل شيء
سلموا الامر للباري فلقد رفعنا ايدينا نحن بنوالبشر ..

لايستطيع ان يتحلى بالصبر من اجله فهو لايعرف الصبر قط .. جربه مرة في فقد والديه وبالكاد بلغ حياته
حتى وقته الان ..
لايستطيع ان يسد فراغه .. فهو ليس مثله .. ليس مطلق ..
فذاك الطريح هو من سانده في حياته و اعانه على احزانه
كان خير رفيق في دنياه ... وخير خل لقاه في الحياة ..

رفع رأسه للسماء يدعو بصمت ..
يدعو ويأمل ان يحل الله ما تعقد عليه في اموره كلها ..
لتأتيه رساله اخرجته من تأمله .. ويفكر بإنزعاج بإغلاق هاتفه لانه لايحتمل تلك المهاتفات التي تسأله عن حاله
صاحبه وهو اجهل الناس بها ..

" تحلى بالصبروالامل ... ففرجه الضيق في خرم ابره ... كن حسن الظن بالله .. توكل عليه لن تحزن يومآ
شفى الله صاحبك وانعم عليه بالصحه والعافيه اجلآ غير عاجل "
زوجتك ..

ابتسم .. بحزن .. او ليس لهذا يمني نفسه بأن يكون بخير بعدها ..
وعد ياصبر وتوشحني واسكن فراغاتي الكثيره ..
وامتلآ يا بوح و بعثر سكوني الممتلآ جوفي ..
وتصلبي يا قوه بداخل عظامي و جمديني ..
فاليوم صعب وبعده اصعب ..وبعده لا اعلم مايكون عليه حالي .

الكل يرجو مني طاقه لااجدها .. ولا اعلم كيف ستتمثل بداخلي ..
خوفي ان افقد كل شيء في لحظه فقده هو ..
خوفي ان لا اتحلى بكل شيء هو لي وقتها ..

يارب الهمني الصبر .. يارب الهمني الصبر .



*****************************


توقف امام باب حجرتها ولايقوى على الدخول .. منظرها المصدوم كسرت همته بداخله
وارهقته وكأنه اصبح عجوزآ في ثانيه واحده ...
كل احزانه قد التقت في حزن ملأه وجهها .. واظلمت بداخلها نور حياتها ..
شعر بها تستسلم من اول موقف ..

ابتعد عن الباب و قد شعر برغبه في التعبير عن مشاعره ... ليس سهلا عليه
كانت فجيعه لاتحتمل ... لايعلم كيف تماسك حتى الان ؟
ذلك الاتصال السريع .. و الخبر المزعج الذي هب من اجله الجميع ..
الامر يستحق .. فإستعصاء المشاعر غير ممكنه في هذه اللحظه ..
شعر بالخوف .. لايعرف كيف يتعامل ؟
افجعته اخته اكثر .. وهو لايحتمل تلك الصدمات مرة اخرى ..
فكر في الكثيرين ان يحلو مكانه .. فهو اضعف من ان يلملم شتات اخته..
والدته .. نجمه.. سلوى كانت خياراته الضائعه التي لايجد لها صدى هو انه الوحيد الان في الواجهه ..
كل القرارات التي يجب ان تتخذ في حقها ... بيده هو ..

سحب نفسآ يزعزع فيه غصه تراكمت بحاجه للبكاء .. والابتعاد عن الجميع للصراخ
والاستكان لروحه التي تحتاج لتفريغ الكثير من الهموم التي تراكمت تواليآ ...


ادار كرة الباب .. ليتمهل في رؤيتها مجروحه مستكينه لغيبوبه الحزن التي لجأت
لها .. ليس هناك مايستعجله .. ؟
وقف امام سريرها وعينه على دمعه التصقت برموشها .. هي بالكاد تغفو اذا اصاب احد
مكروه .. فما لها الان تلجأ للنوم حلآ لاحزانها ...

اختي .. كان الله في عونك ..
فمصابك جلل .. لا اريد منك الكثير لتبقي معي في حياتك ..
كوني فقط صبوره .. هذه هي الحياة قد اخذت منا احبابنا في غمضه عين ..
و ليس لنا ان نرفض رحيلهم .. او حتى نعترض .
كوني متفائله و شكوره .. لان الله يأخذ ويعطي .. ولايحرم عبدآ من نعمه قط ...

تأمل وجهها الشاحب ..و هو يقرآ المعوذات ليقر عقلها و تفطن بأن ماتعيشه هو الحقيقه ..
مترنحآ في احزانه هو ايضآ .. يدعو الله ان يسهل عليهم ما اصابهم ..

لتقاطعه الممرضه التي دخلت لتطمئن على حالتها ... فسألها عن صحتها ..
لتجيبه : الضغط منخفض عندها .. رغم انه في خطوره على حملها لكن هي حالتها الان مستقره ..
على العموم الدكتوره بتمر عليها و تتطمن اكثر على حالتها ..

جفل سعود من دخول امرأه العاصف وهي تلهث .. لتقترب من ليلى ..
لتسأل : كيفها .. لايكون صاير شيء للجنين ؟
اجاب سعود وقد ابتعد قليلآ عن السرير ..
: الحمدلله .. كلهم بخير . ..
رفعت رأسها وقد تبادلت النظره مع سعود ومع الممرضه لتقول بسرعه ..
: اسفه .. انا سمر يا سعود .. تقدر تروح ترتاح ان بأبقى عندها .. واذا احتجت لـ.....

توقفت عن الكلام فجأه. . الاحتياج .. هذا هو الحبل الذي التف حول عنقها وافقدها لغه الكلام ..
اخيها في الطرف الاخر وزوجته تشاركه المكان ... ترنحت كل كلماتها ولم تتبقى الا الدموع اجابه
في الفراغ المناسب ..ليفهمها اصحاب الالباب .. بأنه لم يعد هناك حاجه للاخذ والعطاء في المساحات الفارغه ..

اومأ براسه وكأنه سمع الكلام حتى نقطه النهايه وفهمه جيدا .. وانصرف بلا اي كلمه تزيد على الوضع
لانه لايحتمل ...


***************************


رمشت للمره الاولى والثانيه .. و استبعدت تلك الاصوات التي تسمعها بأنها في حياة
دنيا .. لاتريدها .. لعلها اصوات بني ادم وهم يضعوني في قبري و يودعوني ..

تذكرت .. ولعلها تنسى بعد غيبوبه النسيان القصيره .. لكن كيف تنسى .. فروحها تصرخ داخلها
وقلب متوجع .. متوجع ذلك الوجع الجسدي الذي يجعلك تجفل فجأه وكأنه اصيب بنقره ابره حادة فجأه
يدمي .. يدمي .. يدمي ولا احد يعلم ...
إلتفت حولها لتجد والدتها تجلس ملتفه بعباءتها السوداء ساجده على الارض ... وهناك سمر يعلو صوتها تارة
بالقرآن و تارة يخفت بشقهات بكاء لتعود بعدها القراءه ..
إلتفت للجهه الاخرى غير راغبه في التنبؤ والسؤال .. كم نمت ؟
وكم فات من الدهر وانا غائبه عن الحي والميت ؟
و ماذا حدث ؟
هل انتهى كل شيء و صار الزمن ماضيآ كفيلآ بالنسيان ..
ام لعلي في البدايه بعد ...

ارتفع صدرها بـآهه استعصت على الكتمان قد انفجرت في الوجود الصامت و تمردت عليه راغبه في التحرر
من سجونها .. لتنطق بما ضاق الصدر ان يلزم به ..
لتنهض والدتها من على سجادتها فزعآ .. تترجم خوفها بدعاء تصاعد طويلآ ..
:إسم الله عليك يابنتي .. اذكري الله .. اذكري الله يايمه ..
توالت شهقات الخوف التي هزت سائر جسدها وقد سمحت لنفسها ان تضعف .. ان تفكر في حقيقه الوضع
بأن ماحدث هو واقع مجرده من كل الاكاذيب ..
بصوت باكي من والدتها التي انكسرت برؤيه ابنتها الوحيده تصارع الاحزان .. بضعف لايطيقه لا الروح ولا الجسد ..
: ليلى .. اصبري يايمه .. مابعد الصبر الا الفرج..

توقفت عن الحركه .. وحتى الدموع التي اغرقت وجهها قد علقت بين اهدابها متمهله ..
و ليقف كل شيء حولها .. و ليتقدم الصبر ..
متى يأتي الصبر ويتلحف أحزاني ؟
الصبر .. وآآه ياصبر ..
لتصلب مشاعري و تحولها لرفات ان شئت .
لتسقيني من جرعات لاحتمل .. مايمكن ان يقدم إلي ..
لاكون واقفه على ارضك .. لابد ان تمنحي بعضآ مما لديك ..
فأنا كالطيف سرعان ما تبددني الاحزان .
ويبعثرني الضياع في طريقه ..

نظرت في عمق اعين قد اغرقها الحزن من قبل .. بشفافيه رقيقه قد تغلفت بأحزان كثيره ..
كيف احتملت يا امي ؟
كيف احتملت .. كيف امكنك المضي والنسيان ..
كيف نبض قلبك مجددا للحياة وعادت روحك تسكنك ..
أهو الصبر ما تتكلمين عنه ..
هل استوطن ضعفك وحول بؤسك لامل تعيش فيه الاحلام .. .
هل انساك ابي .. هل فعل ..
لكن انا .. لا اريد .. ولا استطيع ..
لا اريد ان اكون اخرى بدونه ..
ليس عصيانا مني اوكفرآ .. فقلبي يأن ياامي .. يأن .. واقسم اني اسمع اناته ..
لا احتمل فقدانه .. هو مني .. بداخلي .. يسكنني .. فكيف اهجره هكذا ..

اخبريني بإختصار .. هل هو بخير ..
هل الم به الالم و سكن به حتى اخضعه ..
هل تحاولون ان تقولوا وداعآ من غير صوت ..
أسلمتم هكذا دون بقاء ..
دون امل او حياة .. اسكنتموه الارض من الان ..

ارتجفت شفتيها لتقول بصوت اثقلته الفجيعه ..
: ودوني له .. ابشوفه ..

تكلمت سمر التي بالكاد نطقت .. والتي اسكتها الموقف طويلآ ..
: ماتقدرين تدخلين له .. هو في العنايه ....
لم تبالي بكلامها .. لتقول بإلحاح اكثر وقد استعدت للنهوض معارضه كل شيء ..
تكاد تخلع الانابيب الموصله بإوردتها .. لتهب امها لمنعها و تهدأها ..
: الله يهديك يايمه .. لك نايمه وقت طويل .. قومي توضي وصلي وسدي جوعك بلقمه .. اذا كان مو عشانك
عشان ولدك اللي في بطنك .. وبعدها ربك يسهل عليك ان شاء الله .

هدأت انفاسها وهي تفكر .. لستند بيدها على والدتها التي لبت طلبها بلهفه وقد وجدت
اجابه سريعه على مقترحها ... لترى ابنتها وقد لجأت للصمت .. والهدوء فجأه ..
تصلي مافاتها .. و تطيل في سجودها وارتعاشات تصاحب شهقاتها الباكيه ..

من غير الله تلجآ إليه بعد ما قلت حيل البشر في انقاذ ما استعصوا عليهم انقاذه ..
وحده قادر على كل شيء .. قادر ان يخرجهم من عمق اليأس الى فسحه الامل ..
فسبحانك ربي ما اعظم قدرتك و مااجل شأنك ..
سبحانك ربي .. ما اكرمك و ما أرحمك على قلوب عبيدك ..
سبحانك ربي .. ما احكمك حين تقدر امرآ ليكون على عبادك ..


هدأت بعد صلاتها ولتسكين جالسه مقره بأنه بين يدي الله في عنايه الهيه تفوق عنايه البشر ..
لتقول بعدها بهدوء عجيب ..
: ودوني له الحين ...
ليسمع الاخرون كلامها بدون احتجاج او رفض .. هذه رغبتها وهذا ماتريده فليكن لها ذلك ..


******************************


لم تبالي مالوقت الان .. ؟
كل شيء تراكم عليها وخذلها الصبر والنسيان الذي كان ترجوه ..
اساسآ من يصبر في هذا ؟
إلى متى تنتظر لتفجع بخبر شديد ... صباح اليوم كان شديدا على المرء ان يتحمله ..
كانت تضغط على الجرس وتركل الباب بقدمها ولايهمها ذلك الواجب الاخلاقي في دخول منازل الاخرين ..
وبمجرد فتح الخادمه لها وهي مذهوله من الدخول العاصف لها ...
لتسأل و قد امتلأ وجهها بكل المشاعر ..
: وين فاتن ؟
اشارت الخادمه بصمت نحو الاعلى لتأخذ الاخرى طريقها بكل ثقه .. وتدفع باب حجرتها
لتقفز تلك الاخرى فزعآ .. وقفت في مواجهتها مواجهه غير عادله .. واكتفت بالنظر اليها لتتساءل
من اي البشر هي .. ليندس الشيطان فيها على هيئه انسان يصنع زيفآ و خرافه لكل من حوله .. ؟!!
هتفت فاتن بخوف ..
: اريام .. خير ايش صاير .. وشفيك وليش وجهك صاير كذا ؟
اجابتها اريام وقد خذلتها قوه لتكشف الخديعه بستار من الصدمه التي الان شعرت بقوتها

كم هو جارح ان تستقبل الضربه الموجعه والقاسمه للحياة من اقرب الاقربين والذي كنت تستدير له
بكل طمأنينه ليغدر بك ويغرز مديه الخيانه في ظهرك ..

استقرت دموعها في تجويف عينيها .. تكبحها بشده .. وهي تهز رأسها بأسف ..
تصارح نفسها بأن من الغير المقبول ان تذرف دمعه من اجلها .. فهي لاتستحق .
لايجب ان تمس براءه دموعها ..بتلك النقطه السوداء التي لطخت بياض الصدق ..
فأمثالها لايستحق شيئآ ...

تقدمت منها .. لتضع كل جروحها و ألمها وحزنها وكل مشاعرها المخدوعه في اشباه انسانه .. وتصفعها بشده ..
صرخت فاتن بإستهجان ..
: اريام .. انتي صاحيه ولامجنونه ؟ وشفيك ....

بحده صرحت بكلماتها ..
: مجنونه لاني وثقت فيك و دخلتك بيتي ... اثاري مو كل قريب يأتمن عليه .. حسبي الله ونعم الوكيل فيك
حسبي الله ونعم الوكيل فيك .. الله .. الله ...
لم تنطق تلك الدعوه التي جرحتها هي قبلها .. " الفضحيه " لم العجله ..
فماهي الا مسأله وقت فقط لكي ينتشر الخبر كالدخان وتغمم الحقائق ويظهر ماتخشاه .. او نصف ماتخشاه ..

تمتمت بأسف شديد .
: والله اني اشفق عليك .. كان الله في عونك ..
تركتها اسفه على مجيئها منذ البدايه .. العقاب والثواب ليس بيدها ..
هي ماتفعل ؟
هل تطفئ تلك الشراره التي اشعلت نارآ لظى بداخلها ولم تنطفى ابدا ..
ام لعلها تنسى ..
لا هذه ولا تلك .. فالامور كلها سيان بالنسبه لها ..
هي من ستدفع الثمن غاليآ .. غاليآ جدآ ..
ان خسر المرء .. علاقه لتحسب لبني البشر بشيء ..
ولاتدر لها بمنفعه منهم ..
اذا خلف الله الارض ومن عليها و حان وقت الحساب ..
فلاوقت للتراجع او مداراه الاخطاء ..

تراجعت بعدما القت عليها نظره اخيره .. و بنبره مخذوله ..
: استغفري ربك .. واتركي عنك تصرفاتك الغبيه .. و عيشي باقي حياتك وانتي مرتاحه ..
رغم اني ما اظن انك بترتاحين يوم يافاتن .. وانسيني .. ولا اقولك انسي ان لك بيت خاله و اقارب
لاني مااتشرف بأن وحده مثلك تكون بمثل اخلاقك ..

استدارت خارجه قبل ماتوقفها فاتن وقد شحبت ملامحها وانسحبت كل قوه كانت تتحلى بها يوما
: اريام .. والله خوفتيني .. ايش اللي صار .. ؟

فتحت شنطتها ورمت عليها السر الذي تعاظم امره وانكشفت خفاياه ..
لتحدق اليه تلك وقد ابتدأ اول فصل من فصول العذاب .. لتتجرعه بمراره اشد في كل لحظه من لحظات فصوله ..
وتهمس اريام وقد استبد بها الندم و شعرت بالتقزز من كل شيء حولها ..
: هذا اللي صار .. شوفيه يا بنت خالي ..

وخرجت .. وقد سقطت عنها اعباء الامس .. وباتت اعباء اليوم اشد واقسى .
بدايتها صدمتان .. الاخرى اقوى من الاولى ..
هي انكتبت لها الحياة .. حياة اخرى لتعيشها بكل مافيها ..
من الامس تعلمت درسآ .. وعبره ستأخذه طيله عمرها ..

وكل ماترجوه الان الخلاص للجميع .. والحياة لاخيها الذي تفديه بحياتها ان شاءت الظروف ..
سحبت نفسآ عميقآ وهي تدخل منزلها .. و ان خفت حزنها لكن دموعها خانتها في هذه اللحظه
هناك مايستحق الان ان تذرفه ..
ان تبكيه وان تتنازل من اجله ..
كم هو موحش منزلهم الان ..
وكأن ضبابآ كثيفآ من الاحزان قد لفته ..
وغمامه كبيره من الظلام قد غطته ..
حقآ .. للاحزان دلائل خفيه .. و علامات ظاهره ..

جلست في الحديقه .. تبكي .. اخيها الذي هو بين يدي الله الان .. ولاشيء غيره تبكي عليه ..
لا مجال لان تكون هي او هم .. فقط هو .. هو ...

تذكرت شيئا هامآ من بين دموعها الصامته .. فهبت الى فعله رغم ان قناعتها تقول بأن لاحاجه بها لفعله ..
فلاحاجه للتبرر للغير مافعلته هي او مافعله الاخرون .. ألم تكن الاساس هي الثقه بالنفس ..
او مالخطآ الذي ارتكبته او سوء الفهم الذي صدر منها او من غيرها ..
لكن لابد من ذلك الامر لتزيل تلك العكره التي اصابت صفو حياتها ..
ولكي لاتمس شائبه اي كانت بمسمى اخلاقها وتربيتها الطاهره ..
فهناك من يستحقون بأنها تتفاخر بهم الان .. عائلتها .. والدها و والدتها و الاهم الان اخيها ..
هو من هيبته تلك تظلل حياتها بأمان .. وبوجوده او فقدانه ستكون له الهيبه مهما حدث ..


****************************


هبط قلبه للقاع وقد اقترب من صاحبه الذي غاب عن وجوده بشكل دارمي بحت ..
دخول مرتقب .. و استعداد حذر .. تعقيم وخلافه .. يقف ناظرآ مستنظرآ للحياة التي بدأت ضئيله جدآ الان ..
لا يفصله عنه الان سوى خطوه واحده ليهزه ويدعوه لمشاركته الحياة ..
لكن هل سيستجيب لهزاته و رغبته له بالعوده دونما فرار ؟!!
ارتجف فكيه وقد نظر له بشمول .. وقد تمزق فؤاده الى اشلاء .. وقد نام مطلق مطبق الجفنين
نومآ لا اراده فيه .. نومآ لا يرتجي فيه الحياة .. حتى الالم الذي ملأ جسده لم يعد يشعر به ..
فما الموت الذي يطلبه اكثر من هذا ؟

استجاب ناصر لتلك الاصوات المزعجه .. ناظرآ بخوف لتلك الاجهزه التي اخذت مكانآ رفيعآ في عالم الطب ..
نبض و طنين و عذاب لايحتمله اي كان ..
وقد امتدت الانابيب لتوصل بجسد صاحبه الذي لو اختار مابين هذه الحياة او الفناء لاختارالاخرى مستجيبآ ..
و مرحبآ ... ليس تهلكه من يريد بها انهاء حياته .
لكنه عجز ان يواجه حياته بمثل هذا الضعف ..
قدره قد خلقها الله عليها واعتاده .. ولن يتقبلها مهما كان ايمانه ..
وان اعتاد .. فيحتاج لوقت طويل .. طويل ولا يضمن فيه الارتداد ..

تنهد .. وقد همس بإسم صاحبه يناديه .. ليتكلم معه ..
: بتتركني .. من لي غيرك ياخوي بعد الله .. لمين تترك اهلك يا مطلق .. ارجع وانا اخوك
كلنا في حاجتك ....

شعر بأن لاحاجه لكلام .. ليس خوفآ من ان يمسه الجنون ..
أو حرجآ ان تقع عين مخلوق عليه ويشكك في عقليته
او عدم حاجه لقول ذلك .. لانه ليس هناك متنفسآ لحاجته ان يبوح بها .. ولن يجد صدى لقوله او اجابه لها ..
بل يأسآ استبد به للحظه قد مرت وتركت اثرها في قلبه ..
يأسآ بأن لاعوده ..
بأن لاطريق للرجوع .. ولاحياة يأملها وقد سكن الموت في حناياه ..

تأمل صاحبه وقد كره نفسه .. لذلك الضعف الذي لايرحل عن قلبه ..
لذلك الضعف الذي تحكم به .. وجعله مهزومآ ..
لذلك الضعف الذي سيطر على عقله واستبد بأفعاله وجعله يقع في الاخطاء رغمآ عنه ..

تهاوت دمعة من عينه لحاله هو قبل صاحبه ..
مقرآ بأن حالته الان لاتفرح ..
لو اتبشر من اجل الغد .. من اجل اعباءه الكبيره التي بدأت تتضح وتنجلي عنها غمه الاحتمال ..

واستدار عائدآ من حيث اتى .. مكتفي بنظره وداع اخيره لصاحبه الذي لم يشعر به حتى ..
متجاهل برغبته نغمه رساله قد صدرت من هاتفه ... يرمي قناع تكمم به و سد مجرى انفاسه ..
و ليسقط معه متهاوي بضعف .. ضعف كان لابد منه ليحاسب قوته التي هربت منه وهو في امس حاجه لها ..
واضعآ رأسه بين يديه وقد احتبس شهقات رجل .. رجل .. رجل .. سيخرج من قمقم المعروف عنه
و يهب نافضآ كل ماهو كاتم وخانق ومبعثر لرباطه الجأش ..
ويعبر عن حزنه بأبسط شيء عند الجنس الاخر ان يذرف ..
دمعه .. كانت هي حكايه حزن أليم قد سكن قلبه .. و بدأ يتفشى فيه كمرض مريع ..


كيف لحياتنا ان تتعلق بدون ادراك بشخص ما .. نعرف بالفعل قيمته ..
ولهذا من المستحيل ان تعود الحياة قيمه الا بقيمه وجوده فيها ..
آآه يامطلق .. نحن الان نبدآ في الانجراف لدوامه الحقيقه ..
الحقيقه المره .. التي هي بإختصار شديد هو فقدانك ..
فقدانك الذي بدايته فقدان عقولنا و أماننا في هذه الحياة المخيفه ..

استرجع صورته الثابته وهو يسمع اصوات قد اقتربت من الدخول .. ليسمح وجهه بطرف شماغه
متلبسآ الثبات والهدوء .. ليقف متأهبآ .. وينظر بثبات لاعين كانت فيها بعض من الهدوء والرزانه .. والقناعه التي يبحث عنها

بدون ان يفقد عقله وإيمانه ...
اومأ مرحبآ .. وبعدها اخفى ابتسامته لتلك التي تتنظر خلفه .. عرفها بسرعه وابدى تجهمآ ..
هو الرجل لم يحتمل فكيف بها هي ..
هز رأسه بلا .. لسعود الذي وقف حائلا بينه وبين مطلق .. وكأنه يقول في كلمات لايفهمها سواهما ..
: الحال ما يطمن .. ماتقدر تتحمل .. ارجع ..
لكن سعود عاد واجاب بخيبه ارتسمت على وجهه .. بأنه قرارها هي .. ولاحيل له في مجادله زوجه تشتاق
لرؤيه زوجها بأي هيئه كان ...

زفر مشاعر اثقلت انفاسه .. وابتعد عن الطريق ... راجيآ بأن تكون هي افضل مماكان هو عليه ..



**************************

مصيبه هـــ .....
لآ غديت بين حلمك و واقعكـ ..
لآ وآقعك .. يحتمل ..
ولآآآ حلمكـ يكتمل ... !!!


كانت تسير بمفردها والناس حولها يمشون .. ويقضون حوائجهم ويتحدثون ..
وهي تحادث قلبها و تتشاطر مع عقلها الافكار لعله ينصفها فيه و يتركها منتصره على الاقل ..
هدوء خارجها وسكون .. بعثره و عواصف تلعب بجنون بداخلها ..
وهي وحيده .. تتلاطم بها امواج مابين الشوق والخوف ..
مابين الصبر والجنون ..
مابين القوه والضعف الذي ارخى عضلاتها و هبط بقلبها القاع ..

نفسآ واحد وشهيق اخر تنشد العزائم ان تهب معها ..
وتتوسل القوه ان تقف امامها ..
خطوه وتتبعها اخرى .. و عوده للخلف و من ثم للامام ..
ولم التفصيل .. وهي الان في وكر تخادعها فيه الاحزان ..

فكرت في لحظه تردد ..
ذرف الدموع عادي في موقفها ..
البكاء والنحيب امر طبيعي ..
الصراخ .. خارج عن العاده لكن مألوف و ممكن حدوثه ..
الوقوع ارضا من هول الصدمه .. يحدث كثيرآ فلا حرج عليها ..
الصمت .. يبدو غريبآ لكنه صدمه في الواقع .. مرض نفسي يعود بالكثير من الالم ..
العوده .. والرجوع و معرفه نقاط ضعفك .. امر عقلاني يجب دراسته بتمهل ..
لاعيب فيه .. ولاخجل فيه من الاساس ..


الشوق والامل .. سلاح ذو حدين .. وحش بهيئه جميله .. يغدر بك في غفله من عقلك الحذر ..
والصعاب ... صعب تداركها إن لم تدرك انك مختلف .. مختلف في مواجهتك لتجاربك ..
متغير بتغير الظروف .. لااحد منا صامد للابد .. ولاحد منا معصوم عن الانحدار فيما هو متوقع منه ..
ليس الخروج عن المألوف امر مستحيلآ حدوثه .. الغير المألوف انك تبقى مثلما انت دونما تغيير ..


شعرت بالغثيان من تلك الرائحه .. تعقيم بلغ حده ليصل لانفها بدون رغبه في الدخول .
كان اشاره بخطوره الموقف ولكنها لم تتراجع ... متحديه الاشارات التي ومضت في طريقها ..
لكنها دخلت .. مصره و مصممه .. كتف بكتف .. مع اخيها تنشده سندآ وهو ينشدها أملا وصبرآ عظيمآ. .
عظيمآ .. لان القوه ستنسحب منه بمجرد رؤيتها له ..

و ما إن دخلت صور لها عقلها بأن الظلام يلتف بها .. وقد نفي اخيها من قربها
وبقيت هي ... وشخص اخر بعيد عن مراى نظرها بوضوح يقبع تحت نور ضئيل ..
لوهله ازعجتها سماع نبضه .. ولوهله عشقت تلك النبضات..
حيه كانت وان سكنت جسد يخيل اليها بأنه ميت .. ميت من النظره الاولى ..
صور مختلفه و الحدث لايتغير ..
أغمضت عينيها لتصدق بإن ماتراه هو حقيقه .. حقيقه .. تخافها كثيرآ .. تخافها حتى الموت
الموت الذي تحاول ان لا تراه وهو يقترب منه رويدآ رويد آ ..
نبض قلبها معه .. بل زادت حتى باتت تسمعها بضجيج عالي ..

هو .. هو ... و إن لم يكن هو .. فالصوره مدهشه
استنساخ هائل لصوره كانت لمطلق بهيئه مختلفه .. فيا سبحان الله ان كان يشابهه حتى ...

مايحدث امر طبيعي .. التفتت حولها تتساءل هل ماتراه امر طبيعي .. !!
بل عكس ذلك .. اقتربت اكثر متجاهله يد اخيها التي حاولت ان تثنيها ..
و مال رأسها بأسف على حاله ليست ما كانت تتوقعه ولو قليلا ..
و هدأت وهي تحاول ان تقنع نفسها بأنه امر طبيعي .. امر طبيعي ..

مطلق .. ذلك الذي رأت صدره العاري لكثير من المرات دون ان تجد ثغره فيه او حتى شيئ يعيبه ..
مطلق ذلك الذي وقف امامها بطوله الشامخ و ابتسامته النادره ..
مطلق . .. مطلق ... مطلق .. واين هو مطلق من كل هذا ؟!!!
سقطت دمعه لتستقر على فراشه وتختفي ..
لا ..ابدا .. ابدا .. ابدا.. الامر ليس طبيعي ..
ليس طبيعي .. ان يكون هكذا ..
ليس طبيعيا ان لا اجد مكانآ سليمآ استطيع لمسه فيه ..
ان لااجد موضعآ دون ان تتمركز فيه الدماء والالم ..


بكت بصوت مسموع و ارتجف وقد استندت على سريره وقد ارتخى جسدها للسقوط بعدما انسحبت
القوه من قدميها اولا ..
تحاول ان تنظر الى عينيه المغلقه وقد ضللتها الجراح .. و احاطت برأسه الضماد .. وبقع وكدمات هنا وهناك ..
لمست يده بدون اراده منه لتعود إليها اصابعها المرتجفه بخوف .. بخوف منه .. خوف من ان تؤذيه وتزيده ألمآ ..
خوفآ من برودته التي سرت في عروق دمه ..
خوفآ من ان الاشاره الاخيره التي تقول لها .. هل لك ان لا تصدقي الان كل هذا ؟

وهمست بإسمه وقد سقط فكيها بثقل لايحتمل ...
رفعها سعود من كتفيها ...
: اذكري الله ... اذكري الله وانا اخوك ..
ارتفع صوتها بصوت باكي وهي تذكر الله ايمانا به .. وايمان بالقضاء والقدر ..
بعدما اصابها بعضآ من اليأس بأنه الرحيل .. الرحيل الذي كانت تهاوده منذ قليل ..
ذلك اللي فغر فمه لينقض على مطلق ويهب للوداع الاخير ..

اوليست هذه الخلاصه .. الايمان .. بأن كل قدر اصابنا هو حكمه وابتلاء من الله جل في علاه ..
ولا مناص من ذلك ...

انطلقت شهقه معذبه من داخلها وهي التي حاولت ان تمنعها بشتى الطرق لكنها لم تستطع ..
اقسى شيء ان تودع شخصآ ما ببطء شديد .. رويدآ رويدا حتى تقتنع بالرحيل الاخير ..
وكأن كل شيء يجف فجأه .. و لا حياة اخرى تعيشها ..


هل سلموا الامر وانتهى كل شيء فلا يسعنا سوى الانتظار فقط تلك الكلمه للنهايه ..
هل مات اخيرآ ..
هل انعدمت حواسه بيننا ..
هل نجرده من الحياة هكذا .. كيف سيقوى قلبي .. كيف سيطاوعه على الرحيل بهدوء ..
لو شئت لارتحلت معه ولن اودعه ..
سأرافقه حيث يكون .. ولن ارضى بفراقه ..


ليلى اي وداع ذلك الذي تنتظرينه بعد .. يكفي ... يكفي ... يكفي ...
يجب ان تصدقي ان مطلق قد استعد للرحيل فأطلقي سراحه لتواصلي الحياة ..
هو معك في كل شيء .. في كل لحظه .. هناك في زوايا حياتك قد وضع تذكارآ ما فيه ..
في قلبك قد وضع حبآ .. قد رأيتي حلمآ في عينيه بأنك تسكنيها ..
ليس حكايه تلك التي ترينها بكل مافيها .. وليس مشهدآ تراجديا محزنآ بل يقطع نياط القلب من الحزن ..
بل هو لايتعدى الحلم .. حلم مبعثر كونته مسارالمشاعر التي تصدم فجأه فتهدم كل شيء في طريقها ..
ولاتضع اي حسبان اوقيمه كانت لها تلك البعثره ..
قوافي تسمعينها .. قوافي تسوقها قوافل الموت ..
مازال اللحن يتردد في ظلام الذكريات ..
تمدين يدك اليها ولاتعودين الا بحفنه منها .. تصيبك بالشجن والحنين ..
ومازال هو يعزف للامس البعيد ..
ومازالت نبضات القلوب تساق الى حواف الخطر ..

ومازلت وما زلنا ؟
أين الاختلاف الان .. الرحيل اليوم ام غدآ ,,,
بل اين فواصل الشبه والاعتراف ..فالروح والجسد على مفترقات الرحيل ..
تتدارك الخطى ...
وتهب كالريح بين قوافل السفر ..
تطايرت ذرات الذكرى .. لتجدد مقبره الوداع .. تفسح المجال هناك لهيبه الفناء .
رتبت قوافي الموت كما يجب ..
وابتدأ الطرق على ابوابها .. متوسله البقاء ..
لكنها مجبوره على الرحيل .. تتردد في الفضاء بعضآ من قوافي الموت ...

فراقك مسمار في قلبي
عذاب أن أحيا من دونك
وسيكون عذابا أن أحيا نعم ..
يبقى أملي الوحيد
معلقا بتلك الممحاة السحرية
التي اسمها الزمن
والتي تمحو عن القلب
كل البصمات والطعنات
كلها ؟



هكذا كانت البدايه .. فقط البدايه .. ولعل الزمن يسرع و ينجو بنا ام لعله يطمسنا في خطوطه الغامضه العميقه
وكان ماكان ولن يكون اين مما حدث خطأ او نكران ...
فمرت الايام تتلوها الايام و تلاحقت الازمان بعدها تتسارع تتواليآ لتكمل دائره اليأس وينقطع الامل ..
ولاتغيير لاي كان .. سوى خطأ في توقعات الاطباء بأن صمد مطلق اكثر مما كان متوقع له ..
وان تنبؤاتهم لم تتعدى سوى اخطاء علميه بحته هذا هو السائد فالارواح لاتؤخذ من الجسد إلا بيد من وضعها فيها ..
طال الزمن او قصر ..


خلاصه القول يااولي الالباب .. فليس هناك شيئا يقال بعدها ..

" يا ايها الذين امنوا استعينوا بالصبر والصلاه ان الله مع الصابرين "



**************************




... < ضع أمنيتك في سجدهـ .. ثم انسها !
و اعلم ان الله لاينساها بل يؤجلها لحينها ..!!


بعد مرور ثلاث سنوات ...

وقت طويل .. قد اتضحت معالمه جليه للجميع ..
قد سكنوا الى الواقع الذي لا مفر منه وساروا مع ركب الحياة التي لانتتظر احدآ ..
هكذا هي الحياة .. وهكذا هو قانون الطبيعه ..
لاداع الى تخزين احزاننا والتوقف عن الحياة .. فهي لن تلتفت الينا متوسله ان نعيش فيها
او تشعر نحونا بالشفقه على قسوتها ..
لم يكن احد متحكمآ في نهايته يومآ .. فالحياة ماهي الا مجرد كتاب ..نعيش صفحاته بترتيب
ولايمكننا اختيار صفحتنا التي نشاءها .
وهذا مافعله الجميع ...


فتح لها الباب لتخرج بصعوبه وقد اثقلت ببطن كبير وبارز ..
اخفى ابتسامه شقيه تراقصت على شفتيه وادعى انه يرى شيء خلفها .. مهملا النظر اليها ..
يعرف كم هي حساسه في فترتها هذه .
لم تعد تحتمل اي جدال يرهقها ..
لايلومها ابدآ .. بل على العكس فهي تتذمر من حنانه المبالغ فيه معها ..
قالت بهدوء لايخفى فيه ابدا نبره غضبها ..
: تقدر تضحك .. لانه بعدين ماعاد فيه ضحك ..
بانت صفي اسنانه بإبتسامه واسعه... وهو يدافع عن نفسه ..
: مااقدر امسك نفسي كلما شفتك ... علشان كذا احبك واموت فيك ..
وقفت بجانبه وقد تنفست بصعوبه من ثقل حملها الذي لم تعتد تطيقه..
: ايه اضحك علي بكلمتين .. اشوف فيك يوم ... ؟!1
ضحك بصوت عالي هذه المره .. وهي تشق طريقها بصعوبه متذمره من اسلوبه الذي يزعجها به ..
لحق بها وقد التفت يده حول خصرها العريض .. قائلا بأسف ..
: فديت الزعلانين .. يعني ترضين اكون حزين ومبوز طول الوقت .. مو كفايه فخر لك انك مصدر ابتسامتي كل وقتي ..
ضاقت عينيها ثم شعت بإبتسامه عريضه .. ودفعته بلطف متجاوزته بخجل ..
: ابعد عني .. تأخرنا على الجماعه .. ايش بيقولون عنا ؟

ابتسم وقد شعر بحب عظيم ناحيه هذه المرأه التي احتلت جزء كبير من حياته واصبحت شغله الشاغل
وعلمته ان الحياة ممكن ان تكون جميله ان جعلوها هم جميله ..
: بيقولون اثنين يحبون بعض .. ومايقدرون على فراق بعض ابد ..
همست له بصوت خجول .. وقد اصبحت حياتها معه شيئا اخر ..
: الله لايحرمني منك ..

فتح باب فجأه ليحدق الاثنان في وجه صغير مستدير وقد تطاير شعره الاسود الكثيف ..
وقف الصغير وفي وجه ابتسامه ... وكأن ذعر لاكتشافه هروبه .. فأسرع عائدا من حيث اتى ..
قبل مايلحق به ناصر ويمسكه وقد ابتسم له ..
: حمودي .. مو عيب .. سلم على عمك ؟
تكلم الطفل بصعوبه ..
: بابا .. بابا ..
ابتسم .. و قد اخفى حزنآ بداخله وهو يتأمل شكلآ ظاهرآ واضحآ لهيئه صديقه ..
شعره الاسود وعيناه السودوان التي تحمل براءه تصهر القلوب ..
و بشره بيضاء ينسبها لوالدته اكيد ... يا الله كم يحب هذ الطفل اكثر من نفسه ...

قاطعته .. وقد رأت منه تحديقه الطويل بالطفل ..
: ناصر .. كنت افكر واقول لو جبنا ولد ماراح تحبه اكثر من محبتك لاحمد ..
ابتسم ناصر وقد حمل الطفل يلاعبه وذاك يضحك مستمتعآ ..
: هذا ولد الغالي .. كيف مااحبه ..

تجهمت وقد اعتراها الحزن هي ايضآ ... من بوحه المباشر ..
هي تقدر تلك المحبه التي يحملها لصاحبه وتعجب بها كثير في معظم الاحيان..
لكنها لن تساوم على حبه لاطفالها ومقارنتهم بالغير ..

ادركها ناصر وقد استشعر عن صمتها المفاجئ ..
: ودادي لا تتعبين نفسك .. الظنى غالي اضمن لك اني احبه اكثر منك بعد ..

ردت عليه بإنزعاج ..
: حتى انا ؟ بحب عيالي اكثر منك ..
ضحك لها وقد انزل الطفل الصغير الذي احمرت خدوده من كثره تقبيله واحتضانه
وقال بصوت حازم بعدما دنى لمستواه..
: حمودي .. لاتخرج من دون ماتقول للماما .. خلاص يا بابا ..
كرر الطفل كلامه مره اخرى وهو لم يستوعب مايقول ..
: ماما ... بابا ..
وانطلق مترنحآ في خطواته الغير متزنه ..
فعلقت وداد ..
: عاد بيفهمك .. .. كررت قوله خلاص يابابا ...

سمعت ضحكات البنات من الداخل فصرفته وقد اصاب قلبها الغيره من اصواتهن العاليه
التي تصل لاسماع زوجها ..
: روح المجلس ياناصر .. بوصي الخدامه تجيب لك القهوه ..

قفز حاجبيه يستفز فيه غيرتها الواضحه .. فرمقته بنظره منزعجه واغلقت الباب في وجهه ..
ليهز رأسه ضاحكآ .. ليدخل ويرى الجميع امامه .. الا صاحبه الذي غاب .. غاب طويلآآ ...

لايعلم لما يذكره كثيرآ هذه الايام. .
لن يدعي انه ينساه .. رفيق عمره كيف به ينساه بسهوله ؟
حنين وشجن قد هزت اغصان الذكريات وتلاعبت بها .. وهو ينظر لها في زوايا مجلسه ..
ليسمع الحوار الذي ارتفع بين ابو نايف و سعود ..
ليبتسم ويدخل متنحنحآ بصوته الجهور ليصرف اهتمام الجميع اليه راضيآ ..


**********************

كلمآ اشتاق لمن آحب ...
أأقول لقلبــــــــــــي ...
إخفق ~ برفق ~
فإن ..
" أحبتي قد سكنوآآ فيـــــــــــهـ "


وقفت امام خزانته لشيء ما تريده ولكن لاتعرفه ..
أغمضت عينيها محاوله ان تتذكر لكن الامر صعب عليها واجهدها فجلست على الكرسي مقابل للخزانه المفتوحه
والتي تظهر فيها ملابسه .. لتحدق فيها راسمه صوره له في كل ثوب قد ارتداه و لم يرتديه من قبل ..


دخلت عليها شقيقتها لتقاطع تحديقها ولترميها الاخرى بنظره بائسه .. ذكرتها بنظره فيما مضى
كانت لها مثل المعاني هذه اسى ممزوج بشفقه قد اغرقت عينيها ..

: ليلى تعالي كلي لك لقمه ..
هزت رأسها رفضآ وهي مازالت تحدق في الخزانه المفتوحه .. لتترك سلوى مابي يدها على التسريحه و تقاطع افكارها
بأن وقفت امام الخزانه وتقول بتوبيخ واضح في معالم وجهها ..
: انتي وبعدين معك .. بتموتين نفسك من الحزن .. بدل ماتدعين له .. تبين تلحقين فيه
وجدت اثرآ محزنا على وجهها لكن القسوه ضروريه لكي تحجب عنك الكثير من الالم ..
اكملت بعتب ..
: بقولك شيء .. تسمعينه او لا فأنتي حره ..انتي في امتحان كبير من ربك ..لانه قادر على انه يشفي زوجك
لكن اعرفي اذا ماكتب الله له الحياة ..فيه حياة ثانيه بداخلك هي اللي بتعوضك عن اللي بتفقدينه ,..



شعرت بأنها تهتز لتستيقظ من سباتها وتعود لواقعها لترى سلوى بوجهها المتورم من البكاء ..
سألت ليلى بخوف ..
: سلوى وشفيك ؟
جلست بقربها وقد اصابها اليأس فجأه ..
: تعبت من امي .. كل يوم وهي بسالفه جديده وعريس جديد .. والله نكدت علي عيشتي ..
ابتسمت ليلى وهي تضم يدها الممتلئه و تهدأ من روعها ..
: انا ودي اعرف بس انتي ليش رافضه كل اللي يتقدمون لك .. والله ان بعضهم ماشاء الله عليهم ماعليهم عيب .
هتفت سلوى بإنفعال ..
: مابي اتزوج .. هذا ماهو سبب كافي .
ابتسمت ليلى والتي شعرت بأن هناك سبب كافي بالفعل لديها لتقنع به و ترفض الجميع
وتهز رأسها بصمت ..
: طيب هدي اعصابك .. اكثر من مره اقول لك مابيصير شيء من دون شور جدي وسعود .
تنهدت سلوى ولكنها لم تشعر بالراحه ..
فانصرفت مستسلمه لبؤسها الشديد .. وتركت ليلى لافكارها تشد نفسها عن الماضي محاوله ان تنسى
لكنها لاتفتأ ان تنسى حتى تسقط قطعه من الماضي امامها لتسرده امامها دون ان تعلم طريقه لايقافه ...

تنهدت وقد عادت للتحديق مجددا .. لتقاطعها نجمه وقد امتلأ المكان بصوتها المنزعج
وقفت امام ليلى تتبادل معها النظرات .. تخاطب موجز مفهوم بين الاثنتين ..
صداقه لاتأتي وتذهب هباء .. صداقه يمكنها اختصار المسافات للتواصل والعوده من جديد ..

كظمت ليلى مشاعرها مكرهه وابتسمت لها ... لتصارح الاخرى بدون مقدمات ..
: وانتي وشفيك حاطه يدك على خدك و تبكين على الاطلال ..
حزنت لتلك الكلمات التي خرجت من فم صديقتها والتي اشعرتها بالفراغ فجأه ..
لكنها اجابتها بهدوء يماثل ماتعيشه اللحظه ..
: كنت افكر بأشياء كثيره ..
قاطعتها تلك بطريقه فوضويه ..
: ادري كنتي تفكرين في مطلق .. اساسآ متى تقدرين تنسينه ومتى تتذكرينه احسك طول الوقت جالسه تتذكرين فيه
وكأنك تعذبين نفسك ... ياااختي ليش احسك غير كل النسوان ..

ابتسمت ليلى و سألت ..
: يالله انتي الثانيه وقولي اللي عندك .. اكيد فيه شيء مزعلك ..
انتظرتها للحظه وكأنها تبحث عن شيء او بالاحرى تحاول ان تكظم غيظها ..
: هو في غيره .. اخوك اللي ذابحني ..
ليلى بهدوء ..
: ايش اللي صاير الحين . . ؟
زمجرت تلك .. بصوت ناقم بالفعل ..
: قاهرني ببروده و رافع ضغطي .. كل ماقلت له شيء عاندني .. مايحب يسمع الكلام .


تأملتها ليلى وتركت مكانها لتوقف بجانبها ..
: انا اشوف انك عنيده .. نجمه .. لازم تفهمين ان الرجال مايحبون الواحده اللي تستغل نقطه ضعفهم وتعاملهم بطريقتك.
هتفت نجمه بدفاع ..
: اي نقطه ضعف تتكلمين عنها .. . انا اساســ ...
قاطعتها ليلى ..
: سعود يحبك .. ومايحب يزعلك .. لكن لاتعاملينه بدون احترام .. لانه في لحظه بينسى حبه لك .

لانت ملامح نجمه .. لتمسح عينيها قبل ان تجتمع فيها الدموع وتحاصرها ..
: والله ماكنت اقصد ان اقلل من احترامه ..
ليلى : انا فاهمه .. لكن لو غيرتي معاملتك اكيد بيتغير .. وقولي ليلى قالت ..
ابتسمت ..لها لتكمل الاخرى ..
: هذا اللي كنتي تسوينه مع مطلق .. انا اقول ...
اسكتتها ليلى بحركه من يدها ..
لكن نجمه لم تقنع ابدا .. لتتحرك خلفها بدون يأس ..
: وانتي ليش زعلانه و حابسه نفسك عن الناس .. ؟ ترى وداد جات و البنات ماقصروا في المطبخ
وهذي ماهي عادتك تجلسين لحالك ..

قاطعتها ليلى بهدوء اصبح طبعآ سائدا لكل مشاعرها وكأنها تحارب ضعفا بهذه الطريقه ..
:الحين انزل .. انتظريني شوي ..
كانت في طريقها الى الحمام .. لتسأل نجمه التي وقفت امام المرآه .. تتأمل نفسها ..
: شفتي احمد في طريقك مع سمر .. تركته معها ..
لوت فمها بحيره وبعدها قالت ..
: مااظن شفته معها لانها كانت في المطبخ مع خديجه ..

تأففت بإنزعاج .. وخرجت تبحث عنها لتجده في طريقها مع وداد ..
ابتسمت براحه وهي تضم وداد وتسلم عليها بحراره ..
: والله هالولد مجنني ..وسمر هذي مافيها خير .. احطه في عهدتها و تتركه يروح عنها
وداد بإبتسامه وهي ترقب حركات ذلك الصغير الذي اسر قلوب الجميع ..
: ماتصدقين وين شفناه انا وناصر ..

تدخل ذلك الصغير وهويشد ملابس والدته ... مثيرآ ضجه بكلامه المتلعثم ..
: ماما ... بابا ناصر .. دا بابا ناصر ..
جلست ليلى لمستواه ويدها تداعب شعره لتشعر بفقد فجأه .. لم تستطع ان تكبحه ..
: قول عمو ناصر مو بابا ..
هتف الصغير بحماس ..
: بابا ناصر ..
ابتسمت بإنزعاج لتعيد عليه ..
: لاتقول بابا .. قول عمو ..

ابدى الطفل تذمرآ واضحآ لتصرخ عليه منفعله ..
: مو كل واحد تشوفه تقول عنه بابا ..
تدخلت وداد بلطف .. تهدأ من انفعالها ..
: ليلى .. هدي نفسك الموضوع مايستاهل ..
وقفت ليلى و هي تحرك شعرها بفوضويه لم تعتدها ..
: لازم يفهم مو كل واحد يناديه بابا .. تعبني ماعاد يعرف من خاله ومن عمه .
علقت وداد بلطف ..
: اكيد بيفهم .. لكن صبرك عليه ..

شعرت بأن الضيق قد احتل جزءآ كبيرا في قلبها لتنصرف تاركة وداد مع طفلها الباكي ..
تحاول ان تبتعد عن الجميع و تخاطب نفسها بأن تهدأ ولو قليلآ ...
ان تتمالك مشاعرها وتعزلها عن الاخرين .


عادت مره اخرى الى حجرتها .. لتقف بعدما سمعت ضحكه نجمه الخجوله التي لاتسمعها كثيرآ ..
وتقف تسمع ذلك الجدال المحبوب بين الزوجين .. ذلك الجدال الذي اشتاقت له مؤخرآ ..
لتطرق دمعه باب لاشتياقها .. مدعيه السلام ولاغيره ..

***************************


أصبح الصوت واضحآ ونقيآ وهي التي تجاهره فجأه بحبها ..
لم يمض على زواجهم الكثير لكنهم على الرغم من ذلك يبدون وكأنهم متزوجين منذ وقت طويل ..
هدأت أنفاسها وهو الذي لم يستوعب ماقالته بعدها ..
سأل بهدوء ..
: ايش قلت ؟
ارتفع صوتها بإحراج ..
: سمعتني اكيد مالها داع اعيدها مره ثانيه ..
ابتسم بإحتجاج ..
: لا ماسمعتك .. عيدي اللي قلتيه ؟
شعر بصمتها للحظه لتنطق بإندفاع ..
: أنا احبك ....
زادت ابتسامته اشراقآ وقد استجار بالجدار ليسنده ومشاعره التي كادت تجن ..
: اممم .. صراحه فاجئتيني .. نجمه واخيرآ تعترف بحبها .
كان ينتظر منها ردآ قاسيآ لكنها اجابته برقه غريبه عليه ..
: لا مفاجآه ولاشي .. مادام فيني نفس بقولها لك دائما حتى تزهق مني وتقولي انت اني ما اقولها لك مره ثانيه .
اشتعل شوق بداخله لرؤيتها .. فهمس لنفسه بأن اصبر على مشاعرك وتمهل في فهمها جيدآ ..
ليجيب بهدوء ..
: وانا مجنون علشان اطلب منك طلب مثل هذا .. ماتقدرين تطلعين شوي ؟
ضحكت برقه وقالت ..
:ليش علشان اصير مسخره للبنات .. خلنا كذا احسن ..
قاطعها بلهفه ..
: لو قلت لك مشتاق لك .. بتختاريني انا ولا البنات ...
شعر بصمتها طويلآ .. عندما تحرك من مكانه ..
ليقول حينها مقتنعا بعذرها ..
: خلاص .. اكيد بشوفك بعدين ..
قاطعته وهي تلهث وقد اصبح صوتها اكثر وضوحا,,
: لا وين رايح ؟ نسيت اقولك اني غبيه لو اخترت البنات عليك .. مافي احد يهمني في الدنيا غيرك ..
فلاتطولها وهي قصيره عندي ..

ضحك لتشاركه الضحك .. وليرتفع اصداء ضحكتان ممزوجتان بجنون وعشق غريب ..
إلتفت وراءه ليجدها تقف امامه باسمه .. متلاعبه بإعصابه هذه الشقيه .. لم ترسي به الى بر قط دون رحله
متعبه ... زفر نفسآ مريحآ واقترب منها خطوات قليله .. تاركآ كل شيء خلفه ..
يفكر في تلك الاتعاب التي ولت .. تلك العقبات التي واجهته في حياته مسبقآ والذي تتوعده بالحضور مستقبلآ
وهي من تكون بقربه .. هي من تكون رفيقته في الحياة .. على الرغم من صعوبه طباعها لكنها بالنسبه
النكهه الذيذه التي يستسيغ الحياة بها ...



**************************



ياليت للصمت صووووووت .. وتسمعني ..
وياليت للخيآآآآآل صورهـ ... وتشوف كيف أغليكـ ....


جلست وحيدة بعدما انصرف الجميع متعجلون ..
اصابتهم حمى الشوق واللهفه لبعضهم البعض .. ازواج وثنائي في دجى الليل متخبطين مخمورين بلذه الحب والهوى ..
وهي وحيده حيث كانت .. حيث تجلس وحيده مع الصمت والافكار .. و زفرات مابين الحين والاخر ..
رفعت قدميها لتسند ذقنها على ركبتيها وتستمع بإنصات لحشرات الليل التي بدأت جولتها الليليه وتسامرها الطويل العقيم ..

انحدرت دمعه من عينها لم ترد لها ان تنحدر هكذا بسهوله .. لكن مالفرق ..
بكل الطرق سوف تبكي من وحشه اصابت روحها وذكرتها بالذي مضى ... نذرت لها عمرها كله .. و هبت لاسترجاع
ما فقدته .. لكن ما ذهب قد ذهب ولا فائده في البكاء على الاطلال غير جلد للروح و انتقام مرير من الصبر الحكيم ..

جاءها صوت من الخلف لينذرها بأن هناك من يسكن معها في وحدتها ..
: ليش جالسه لحالك ؟
اومأت برأسها وكأنها تجيب لنفسها ...
: كنت انتظر..
عاد ليسأل مجددآ ,,
: الليل بارد وانتي تبردين بسرعه .. ادخلي قبل ماتمرضين .
اجابته بهدوء وقد اصابتها بالفعل رعشه برد .
: ما احس بالبرد إلا وانت بعيد عني .. انت الدفا لحياتي والامان .. كيف تبيني احس بالدفا وانت بعيد عن عيني ..
سمعت تنهيده طويله خرجت من جوفه متقهقره .. وتلحقها صوت خطواته والعشب الذي يصدر تحت قدميه ..
ابتسمت وقد مسحت عينيها المبلله .. وسألت ..
: متى رجعت ؟
تسللت يده على كتفها .. تشد عضله قد توترت في حضوره وفي غيابه .. لتزيد ارتجافآ ..
لتميل بخدها عليها .. متحسسه ذلك الدفء الذي كان منه ..

اطال في صمته .. لتلتفت له .. وقد صنعت ابتسامه عريضه ..
ابتسامه قد اشتاقت لها .. لتجد ابتسامه منه .. ايضآ ... تفدي روحها لها من اجل ان تراها دائما ..
وسألت : طولت الغيبه .حمد لله على السلامه . ؟

تعرف انه سؤالها يجد جوابا سريعا لديه .. منذ الحادثه وهو يغطي اسفاره بنفسه ويقضي ماقد فات و خسره ..
من اجلهما يفعل مايعتقده انه صحيح ,, وهي تقبل بصعوبه وتعقد على نفسها بفقدانه في اوقات كثيره ..
تصبيها بعض الغيره وقد رأت ان الجميع مع بعضهم البعض وهي تنتظره وحدها ...
لم تنتظر جوابه .. لتقف على قدميها المرتعشتين .. و تستدير بسرعه إليه .. لتحتضنه بدون عناء
بدون مقدمات .. وبدون تحايآ قصيره كانت او طويله ..
لفت ذراعيها حول خصره النحيف .. متأكده بأنه هو من معه ..
ليس حلمآ من تعانقه .. وتتمسك فيه يائسه ..
ليس سرابآ من تحتضنه وكلها شوق بأن تصير معه ..

شدت من احتضانه .. ذلك الحضن الذي افتقدته طويلآ ..
وشعرت برغبه كبيره في البكاء بصوت عالي .. وقد تغير ما قد تغير ...
تغير شكلآ ومضمونآ .. وهذا مانقوله منذ البدايه ..
رفع رأسها بصعوبه .. سائلآ بلطف ..
: وانتي وبعدين معك ؟ ما اسافر الا وتشغليني عليك ؟

ابتسمت له من بين دموعها ..
: علشان تشتاق لي وترجع بسرعه .
ابتسم ليشرق وجهه في عتمه الليل وكأن الشمس اشرقت فجأه ..
: انتي جنبي واشتاق لك .. كيف تبيني اذا بعدت مااشتاق ..

سقطت دمعه شوق و قد احتوت وجهه النحيل بنظراته المحبه ..
و تلك الندبه اعلى عينه اليمنى .. تذكرها بالذي اظنى فؤادها وسلخ منها صبر كانت توده لو اتى ..
وعادت لها تلك الايام الطويله المعذبه ..

عرف مغزى نظراته تلك فقال محذرآ ,
: لا تتعبين نفسك في التفكير .. الحياة ماهي ملكي ..
اجابته بدمعه اخرى .. قد اعترفت بمكنونها ..
نعم هي تفكر بالحياة .. وتفكر فيه كثيرآ وتخاف من فقده ..
تخاف من الموت .. كما تخاف من الحياة ..
تخاف .. ان تلك الصوره تعاد مثلما مضى ولكن تختلف النهايه ..
نعم هو نقطه ضعفها الوحيده التي لا ترى فيها قوه ابدآ ..

عاد مجددا ليتكلم معها بحزم وقلبه يبنض بشراهه لتلك النظرات التي تجعله يضعف ..
: ليلى .. انا معك .. لاتفكرين في بكره ويش بيصير فيه .. خلينا في اليوم .. عيشي اللحظه ولا تفكرين كثير ..

ابتسمت لوميض عينيه .. وابتسامه تتراخى على شفتيه ..
بقدره قادر عاد الى الحياة .. عاد مجددا لتنبض مابين صدره الحياة الحيه ..
قلب قوي .. وجسد قوي قد اصابه الضعف لايام حتى تغير جسدآ ..
نحل واصابه السقم .. ولم يعد مطلق من يعرف بالنظر اكثر من معرفته شخصيآ ..
نعم قد تغير .. لكن روحه مازالت تعترف بأنه لم تتغير ..
هي تقول ذلك .. لكن من منا لم يصبه بعض من التحول ..
في نظرته .. انكسار .. انكسار ماآن يقدم حتى يطفآ شعله الحياة في عينيه ..
تجهلها هي .. وتخشاها ان تصب حياته كلها ..
في نظرته .. انهزام يخشاه ان يظهر ويعلن الاستسلام ..
لاتعرف الاسرار ولا تود ان تعرف ما معناها ؟
هو هنا بالحس جسدآ والروح قبل الجسد حاضره مستجيبه ..
هو هنا مابين ضلوع صدرها نابضآ متحركآ ..

و مافي الجسد من حياة .. ومافي القلب من نبضات ..
ستحبه .. اليوم وغدا وبعد مليون سنه ..
وستكون له لاغيره ..

أحاطها بذراعيه وقد قادها ناحيه المنزل وسألها ..
: حمودي نام ؟..
ابتسمت لتجيب بمحبه للوالد قبل الولد ..
: نومته بعد معركه معه .. هذا الولد مطلع عيوني .. تأملت عينيه لتقول بلهفه ..
: خالتي تقول انه طالع لك .. وصراحه مااستغربت ..
رفع حاجبآ محرجآ وقال مدافعآ بفخر ..
: فديت ولدي أحمد مطلق الغانم اللي طالع لابوه .. ..

ضحكت لتصمت بعدها فجأه وقد تراءت لها خطوات صغيره قادمه نحوها ..
رفعت نظراتها لزوجها .. الذي ابتسم سعيدآ برؤيه ذلك الصغير الذي اشعل فيه حبآ متفجرا منذ قدومه للحياة ..
واسرع نحوه .. يلتقطه بسرعه بين يديه .. يضمه ويشم رائحته العطره .. ويرفعه ..
وذلك الصغير مستسلمآ له .. يبتسم وكأن نومه تمثيله قد اهداها لامه التي تراقبهما بشغف وبحب عظيم ..

ابتسمت للحياة .. تدعو ربها ان يحفظ اثنين اعز ماتملكه ..
اشار لها بالاقتراب .. ليحتضنهما معآ .. محاوله ان يمحي تلك النظره التي يراها على وجهها ..
لم يحتمل بأن تصاب بنكسه اخرى وقد حمل نفسه عبء هموم قد اثقلتها ..
ماكان في الماضي طي الكتمان .. لن يبوحه لاحد .. رغم ان اللوم والضمير يمزقه .. يمزقه حتى الموت
لكنه بهذا صامدآ ..
لان ماكشفه في الماضي .. ليس سببآ يدعوه للثقه بها .. وبأن ماكان مفتعلآ من الاخرين ضدها اشهار لها بالصدق ..
لقد تعلم منها كيف تحب .. كيف يحيآ .. كيف يعيش بسلام مع من يحبه .. والاهم من كل هذا تعلم منها كيف يثق بها
بدون دلائل واثباتات بصريه تأكد له ..

اقتربت منه تقبله وتهمس له بشوق .. : آآآحبك ..
اعاد لها القبله بلهفه اكبر .. مصرحآ بحبه لاول مره .. وعلى العلن لايخاف احد ان يسمعه ولا يعاب عليه ..
: اظن اني احبك اكثر من حبك لي ..

اشرق وجهها بسعاده ليس لها مثيل .. متجاهلين كلا الاثنين نظرات فضوليه .. ومتلصصه عليهم في ظلمه الليل ..
ضمت من تحبهم بطوق من الحنان والشوق والامان .. وتركت الحياة تمضي .. تمضي عليها
كما مضت على غيرها من قبل ..


وهكذا مضت على الغير .. وهكذا على الحكايه ان تكون ..
على الجميع بدون استنثاء ..


مطلق وليلى ..
الحياه نكسات .. ومن منا لم تحبطه الحياة وتتأذى منها .. تمر علينا امور نجهل كيف نتخطاها ولكن في النهايه
تمضي .. المهم فيها .. ماذا نتعلم منها ؟
مطلق الرجل الاستثنائي .. الصعب .. المعقد .. قد تؤؤل لك الامور الى ماتخشى ان تفضح فيه نفسك وهذا ماحدث
اصبحت رجلآ اخر .. ماإن دخلت حياتك انثى بشفافيه الماء اسمها ليلى .. .لتسكن قلبك وتهديك أعظم هديه كنت تخافها
وهي الحب .. وكأن لسان حالهما قد اختصر كل الحكايه ليقول ...

أراكَ عصيَّ الدَّمْعِ شيمَتُكَ الصَّبْرُ
أما لِلْهَوى نَهْيٌ عليكَ و لا أمْرُ؟

بَلى، أنا مُشْتاقٌ وعنديَ لَوْعَةٌ
ولكنَّ مِثْلي لا يُذاعُ لهُ سِرُّ!

إذا اللّيلُ أَضْواني بَسَطْتُ يَدَ الهوى
وأذْلَلْتُ دمْعاً من خَلائقِهِ الكِبْرُ

تَكادُ تُضِيْءُ النارُ بين جَوانِحي
إذا هي أذْكَتْها الصَّبابَةُ والفِكْرُ

مُعَلِّلَتي بالوَصْلِ، والمَوتُ دونَهُ
إذا مِتُّ ظَمْآناً فلا نَزَلَ القَطْرُ!


سعود ونجمه ..
متضادان كالمغناطيس ...النقيض بعينه .. عفوي كالهواء و مجنونه كإعصار .. اسكن الله في قلوبهم حبآ يكاد يكون تعقيدآ
بليغ التشبيه بنسيج متشابك بألوان خلابه .. كالبحر حياتهم لاتتغير بكثره الامطار ..


وداد وناصر ..
بإختصار هما كشخصيات قصص من القصص الخياليه .. سندريللا والامير .. تلك الحكايه التي تنتهي ..
" وعاشوا في سعاده الى الابد " .....


والاخرون ... مازالوا يتقدمون خطوه للحياة التي يرغبونها هم ..
ريهام .. تزوجت من دون ان تعرف الحب الذي كانت ترجوه .. في علاقه تسودها الاحترام والألفه مع شريك حياتها ..
وهذا هوالاهم بالنسبه لها .. مازال حبها طي الماضي .. تتذكره اذا فاض الحنين وفتحت دفاتر الامس الدفين ..

جود .. مازالت تبحث عما يسمى الحب ذلك الذي يشعر به الاخرون .. على الباب يقف رجلآ ينتظر ردها ..
و هي الان فتحت روايات عبير واحلام تقرأها بشغف لعلها تستشعر بتلك المشاعر التي تجهلها ..


أريام .. مازالت مكسوره من الداخل .. تشعر بالخديعه .. صعبت لها الحياه ان تثق في اي كان .. تعلمت درسآ
مؤلمآ .. ذلك السر اصبح مؤتمنا عليه تدعي عدم معرفته .. وبما ان الفضحيه بإسمها فلايهمها احد سوى عائلتها واخيها الذي

وقف بجانبها وهذا هو الاهم .. من يعرف اريام يصدقها ومن يجهلها يصدق مايراه مفترى فيها ..
ولكنها استفادت ماكان خفي في نفس ناصر اصبح معلنآ الان .. اصبحت ثنائي مع طلال الذي باحت له بسرها
الدفين .. واستقر التفاهم بينهما ..



سمر .. .. تعلمت من الجميع درسآ .. تلك الشقيه .. اصبحت فيلسوفه على غفله من الجميع
تتعلم عظه وعبره دون ان يلتفت لها احد .. اهم اهدافها الان .. ايجاد شريك الحياة المناسب .. ومن غير المرجح للجيمع
ان تكمل دراستها العليا ..

زياد .. مازال يرسم الخطوط في هندسه طويله وعريضه معقده هي حياته .. يود ويرغب و اصبح قاب قوسين او ادنى ممن
يريده ..


سلوى : ما زالت تتعارك مع والدتها.. فيم هو الافضل لها ؟ وهي تعرف ان الافضل لها مخفي في قلبها .. تنتظره ان يبدأ
فيما هو مقدم عليه .. وان خالف توقعات والدتها فهو قد اختارها وهي قد اختارته برغبه منها .. لكنها مازالت تنتظره

سلطان .. ذلك العاشق المجروح ..لم يتزوج .. ولا يرغب في ذلك .. يدعي بأنه نسي الماضي بما فيه .. واضعف اسراره
هي حسناءه التي فقدها في غفله زمن اضاعه فيها .. مازال حبها محفورا في قلبه لم ينساها
ومشكلته الصعبه انه هو لايود ان ينساها بسهوله ....



فاتن .. ليس من الصعب ان اقول انها تهرب .. وممن تهرب في زمن تكاثرت فيه العيوب والذنوب وفي العالم الحر عالم النت
والبلاك بيري والماسنجر صعب ان يخفي الانسان عيوبه مهما حاولت .. يقولون انها ابتعدت لكي تصبح منسيه لكن كيف

تنسى وماان تضع في محرك البحث اسم فضيحه اريام الغانم حتى تنسدل صورها لتعمي البصر وتنقاد الى الحقيقه التي

اخفاها مطلق و اريام عن الجميع .. ومن يعرفها لايجهلها .. عقاب في الدنيا اجلا وعاجل .. وعقاب في الاخره منتظر لمن

لايخشى الله ولايهابه ..


وسام .. ذلك الراقص على معتقدات الاخرون وكرامتهم كانت له النهايه وكل النهايه ..
في جريده ما نقل عن واقع حي مشهود تصادم عنيف على جسر الملك فهد ..
اودى بحياه من كان فيه .. والله يمهل ولا يهمل .





**************************

النهاآآآآيه /

وكان يامكان .. في هذا الوقت .. كنت اتساءل ماالمشاعر التي نصيغها حقيقه .. ومالفرق بينها وبين الزيف ..

الشوق ... هاله من ضوء تحيط بقلب مرهف .. يتطاير كذرات الندى حول صاحبه ..
والحب .. ما أعظمه من حب ... كيف لنا ان نشعر ونتلذذ به ..

قرأت يومآ مقوله تقول .. من لايحب لم يذق يومآ طعم الحياة .. ..
احقاآ ما قيل .. ؟!!! لا اعلم .. فما هي اذن الحياة التي نحياها ؟!!!

و مالحياة التي يجب ان نحياها ...
هل تتعلق ارواحنا بغيرنا .. و تسكن اجسادنا لرفيقاتها ..
هل يكون مسمى الحياة ..رمزآ خاصآ لشخص كائن ما...

مالذي يجعلنا نفكر بأننا اذا عشقنا نهب حياتها بما فيها لمن نحب .... ؟
لن اكون قائله مجرده من واقعيتي .. لكني متأثره بما قد قيل ماضيآ ..
وتلك القصص التي حكيت عن العشق الذي امات الكثير من الاحباء ..
ظنى الفراق و الاشتياق الهب صدورهم حتى اصابتهم حمى اسكنتهم القبور مؤبدآ
لم اكن لاقنع حقآ ... لكني تأثرت .. وتساءلت حقآ هل يوجد مثل هذا الحب يومآ ؟
هل خلق الله اقوامآ ذابت قلوبهم تحت لهيب العشق والهوى ..

قرأت يومآ قصه لجميل بن معمر وبثينه هم من ابطال القصص الذين تعجبت من امرهم و بكيت من اجلهم
وتمنيت بأن تكون نهايتهم اسعد من ذلك .. لكن مالخلاصه التي يجب ان نأخذها
سؤالي الذي تردد كثيرآ ..
هل الحب موجود بالفعل ؟ لااريد ردآ مبهمآ او افتراضيآ او حتى ردا دراميآ عن هيئه سافره لحب هذا الزمن .
لكن هل تلك المشاعر الوجله و الطاهره بالحق تنبض بها القلوب ..

حاولت ان اصور كم هي الحياة غريبه حقآ .. بما اننا نصدق كل مافيها لكننا في النهايه نستعجب
ونتدارك اخطاءنا برفض قاطع لتلك الترهات التي نقولها ..

الكل كان صنع عقلي .. ولاحقيقه لوجود لاحد بينهم سوى مشاعرهم التي بت اشك في وجودها
سوى البعض الذي اوقن اشد الايقان بأنهم موجودون وبكثره و للاسف تتعمق انفسهم في وحل الشر و الخديعه ...


كانت هذه النهايه والحمد لله الذي اعانني عليها ...
.. نهايه روايه كانت كثيرآ جزء مني .. وقد دخلت معترك خطير معها مابين الالتزام من عدمه
اشعر بإنها اثقلت كاهلي كثيرا حتى بت اخاطب نفسي بندم على كتابتها .. لكن الان اشعر بفخر . لاني انهيتها بسلام
وقبلها انهيتها وأنا في عالم ليلاسي فخم اشعر فيه بالامتنان لكل من فيه ..
مشرفات لهن رونق خاص كالفراشات كن في منتدى عطر كليلاس فالشكر لهن على عطاءاتهن المتواصله .. و اعضاء

كلاخوات عزيزات على قلبي .. ممن تشاركن معي جنبات روايتي .. واحببت ردودهن وكن معي على الدوام
اكبر داعم واصبر رفيق في دربي ..

وشكرا خاص " للبنت العنقليزيه " التي كانت بمثابه العرابه في تميز روايتي .. فأشكرها حقآ لانها هي من كان لها الفضل
بعد الله في التعرف على مثل هذا المنتدى الراقي .. كسبتها اخت و رفيقه وكذلك الاخريات ممن تعرفت عليهم عبر بوابه
قصص من وحي الاعضاء .. الكثيرات ممن اخشى ان افقد اسما منهم اذا كتبته .. من كن ظاهرات لي او خلف الكواليس ..

وشكرا ممزوجآ بمحبه لاختي طيف الحلم التي كانت معي في كل شده وراتخاء قد اصابتني وان اكتب روايتي ..
وكانت تسهل لي ما يصيبني من تعقيد ..


وفي النهايه اعتذر عن كل مابدر مني من تجاهل غير مقصود او تأخر او إهمال مني .. سامحوني اذا بدر مني كل هذا ..
احبكن في الله جميعآ .. دمتن بخير وسلامه وسعاده لاتنتهي بإذن الله ..


كبرياء الج ــرح


الساعة الآن 06:41 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية