منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء (https://www.liilas.com/vb3/f498/)
-   -   رسائل محترقة (https://www.liilas.com/vb3/t154547.html)

هناء الوكيلي 18-01-11 07:00 PM

رسائل محترقة
 
http://www6.0zz0.com/2010/12/23/10/367162787.jpg

أحقاً رسالاتي إليك تمزقت !!


وهن حبيباتي .. وهن روائعي ..


أأنكر ما فيهن ؟ .. لا يا صديقتي


عليهن أسلوبي .. عليهن طابعي


عليهن أحداقي ، وزرقة أعيني


وروعة أسحاري وسحر مطالعي


حروفي .. سفيراتي .. مرايا خواطري ..


وأطيب طيب في زوايا المخادع


وأجمل ما غنيت .. ما طرزت يد ..


وأكرم ما أعطت أنامل صانع ..


بأعصاب أعصابي .. رسمت حروفها


وأطعمتها من صحتي ، من مدامعي


وأنفقت أيامي .. أصوغ سطورها


بدقة مثال ، وأشواق راكع


أجيبي .. أجيبي .. ما مصير رسائلي


فإني مذ ضيعتها ألف ضائع ..


ألم تترك النيران منها بقية ..


ألم ينج حتى مقطع من مقاطعي ؟ ..


حصيلة عام .. تنتهي في دقائق ..


وتلتهم النيران كل مزارعي ..


وتذهب أوراقي التي استهلكت دمي ..


فلا رجع موال .. ولا صوت زارع ..


أمطعمة النيران .. أحلى رسائلي ..


جمالك ماذا كان .. لولا روائعي ..


فثغرك بعض من أناقة أحرفي ..


وصدرك بعض من عويل زوابعي ..


أنا بعض هذا الحبر .. ما عدت ذاكراً ..


حدود حروفي من حدود أصابعي ..



نزار





الاحتراق الاول

http://www.liilas.com/vb3/t154547.html#post2605509


الاحتراق الثاني

http://www.liilas.com/vb3/t154547-2.html#post2608265



الاحتراق الثالث

http://www.liilas.com/vb3/t154547-3.html#post2614780

الاحتراق الرابع

http://www.liilas.com/vb3/t154547-3.html


الاحتراق الخامس

http://www.liilas.com/vb3/t154547-4.html#post2622615

الاحتراق السادس

http://www.liilas.com/vb3/t154547-5.html#post2627270


الاحتراق السابع

http://www.liilas.com/vb3/t154547-5.html#post2632507


الاحتراق الأخير

http://www.liilas.com/vb3/t154547-6.html


الرسالة الأخيرة

http://www.liilas.com/vb3/t154547-7.html







هناء الوكيلي 18-01-11 07:01 PM



الاحتراق الأول





مساء ملؤه الحب،
روح كيف حالك اشتقت إليك،
أو تعلمين يا روح أن الحياة تظلمني، لا لا تبتسمي فعلا إنها تظلمني، سأحكي لك موقفا حصل معي الأسبوع الماضي، مع أستاذ الفلسفة، أجل لا زلت أكره الفلسفة، والفلاسفة، لست مثلك يا روح ولا أتمنى أن أكون بالمناسبة مثلك، ألا زلت تحبين ذلك الشخص..؟؟
حسنا لن أتحدث عنه، لكني لا زلت مستغربة، كيف يمكنك قضاء طول الليل وأنت تقرئين كلماته، تعيدينها ترتبينها، وتعطرينها بدموعك، أستغرب منك فعلا
المهم ماذا كنت أود أن أخبرك، حسنا، كنت قد أنهيت امتحاناتي الأسبوع الفارط ليبدأ العد العكسي بالنسبة لي، لا زلت كما عرفتني أول مرة، أرتعش وترتفع حرارتي كلما أنهيت الامتحانات، وهذه المرة قررت أن أفعل كما تفعل باقي زميلاتي، يحصلن على النتيجة قبل أن تعلق، أجل أقسم لك يا روح إنهن يعرفن معدلهن قبلنا بأسبوع..
الأمر بسيط كما شرحت لي حسناء إنها زميلتي بالجامعة والسكن، والغرفة أيضا، أخبرتني أن أتوجه لأستاذي وأطلب منه المعدل فيمنحني إياه..
ساذجة، فعلت كل ما قالته لي..
هل تعلمين ماذا كان الجواب؟؟
لا لن تحزري فالأمر أكبر مني ومنك ومن كل الفتيات مثلنا
ببساطة أخذ ورقة وقلما كان أمامه، وكتب لي:
المعدل= رقم هاتفك
أتصدقين؟؟
أجل أقسم لك أنه فعلها، لن تتصوري كم غضبت يومها، لكني انصرفت بهدوء تام ولم أقل كلمة واحدة، روح أنا يدرسني أزيد من عشرة أساتذة كلهم رجال، تصوري لو أني رغبت أن أعرف معدلي في كل مادة، سأضطر عندها لتوزيع رقمي على أكثر من عشرة رجال..
سأروج لاتصالات المغرب حتما، أستغرب يا روح كيف يفكر بعض الرجال؟؟
وكيف نفكر نحن الفتيات حينما نطلب احترامهم لنا، وننسى أن نحترم أنفسنا..
يومها لم أستطع أن أنظر لنفسي حتى في مرآتي، وحتى في صلاتي، لقد وضعت نفسي
في موقف لم أكن لأتوقعه حتى في كوابيسي..
والغريب أن زميلاتي غفلن عن المقابل الذي سيطلبه مني، وهن يعرفنني، لا اعتقد فلو كن يعرفنني حقا، لكن حذرنني، ألهذه الدرجة يستخففن بالموضوع؟؟
روح آسفة صديقتي صدعت رأسك، لكني كنت أحتاج لمن أفرغ له همي، فقد تعبت من كثرة ما أكلم نفسي في غرفتي .
لقد وصلتني تلك الرسالة على بريدي أعتقد أمس، قرأتها كثيرا، وجدت فيها الكثير من المشاعر، وبكيت حينما عرفت أنها الحلقة الأخيرة من مسلسل، كان لك دور البطولة فيه، وكنت المتفرجة الوحيدة على ما أعتقد، رغم أني أعلم جيدا أنك غفلت عن الكثير من التفاصيل، أعرفك جيدا، أصبحت كتومة جدا مؤخرا،لو تعلمين يا روح كم تمنيت أن ألتقي به، ذاك البعيد، هكذا سميته أنا –البعيد-، كنت فقط أحب أن أعرف ما الشيء المميز فيه، وليس في كل الذين حاولوا تسلق جدران قلبك، لكنهم لم ينجحوا
نهاية غريبة جدا، لم أكن أتوقع أن يفعل بك كتاب كل هذا، كتاب يا روح ؟؟ غيرك وجعلك تقفين أمام نفسك أخيرا، غريبة أنت..
إنها الحياة يا صديقتي لكل منا نصيب من ألامها، سيشتاقك حتما، حتى لو لم يكن يحبك بصدق، أو لكي لا أظلمه يحبك بطريقته، كما أحببته بطريقتك، والغريب الذي أدهشني كيف استطعتما أن تلتقيا طوال المدة الفائتة، فلو حذفنا الأيام التي كنتما تتفارقان وتقسمان على ألا تعودا فسيظل في النتيجة عدد لا بأس به من الأيام التي قضيتماها معا، تلك الأيام كيف عشتماها وأنا أعلمك جيدا، لا يحتمل جنونك إلا عاقل..
لا تفسري ما قلته سابقا، فلا أدري لم قلته، لكن الحمد لله أخيرا ربما ستعودين كما كنت ولو أني أشك في ذلك
لكن ما الذي ستفعلينه الآن؟؟ هل ستعودين للكتابة مرة أخرى؟؟ أم أنك ستعتزلينها، ما عرفته من رسالتك التي أرسلتها له، أنك ستكتبين ولن تتوقفي أبدا، وهي خطوة رائعة منك صدقيني، المهم أتمنى أن ترسلي لي رده يوما ما..
اتركك في رعاية الله
صديقتك دائما
جميلة



هناء الوكيلي 18-01-11 07:02 PM



صباح الخير،
كيف حالك؟؟ أتمنى أن تكوني بصحة جيدة
أي كلمة تلك التي تفسر الإحساس بالضياع، بالوحدة، والاختناق، بالسعادة والراحة، والهدوء، أي كلمة يا جميلة تصفني، وتصف رعشة قلبي داخلي وانكماشه كما الجنين في رحم أمه، أي كلمة هذه التي أجد فيها نفسي وتجد في ترجمتها؟؟
أو تعلمين لا زلت أعتقد أن هناك من الكلمات و التعابير التي لم يصلها عقل بشر، لست أدري وإلا لما قال كل ذي معبر عن مشاعره، أعجز عن الوصف،الكلمة التي تجعل الحروف بلا معنى تجعلك تفتحين فمك وتطبقينه بعجز،
جميلة إنه شعور من نوع آخر يا صديقتي، شعور لم أجربه يوما، بل لم أعرف أنه موجود
في مكان ما من ذاكرتي.
وصلتني رسالتك أمس، وقرأتها بتأني كعادتي، أعجبني بالمناسبة تسميتك له بالبعيد،
اسم مناسب جدا، سأخبرك يا جميلة برده، لن أبخل عليك بقراءة الفصل الأخير،
لقد كتب لي:

أول شيء أحب أن أعتذر على التأخير
لأني لم أكن موجودا
هل تعرفين يا روح وبدون أي مجاملات
منذ أن أحببتك وأنا مرتاح معك في كل شيء، تصرفاتك حركاتك، كلامك، حتى حينما تكذبين
كنت أعرف أنك كذبت..
كانت الابتسامة لا تفارقني وأنا معك، وهذا الشعور لم أشعره من قبل أبدا
رغم أنه كان لي عدة علاقات قبلك، وتعرفت إلى الكثيرات
لكن علاقتنا كانت الأجمل من كل شيء، أجمل حتى من الواقع
أنا الآن أرسل رسالتي فقط، لتعرفي أنه حتى نهاية علاقتنا رائعة،
طوال حياتي لم أتوقع أن أخرج من حالة حب وأنا أشعر بالراحة، قدر هذه الراحة التي أشعرها الآن..لكنك أنت تثبتين العكس دائما وذلك لروعتك..وقد غيرت فعلا الكثير مني ومن حياتي..والأجمل من هذا كله، أني عرفت أنك كنت تكذبين يوم أخبرتني بسفرك، وقد علمت أنها النهاية، لكني انتظرت كيف ستنهينها،
روح حينما أحب شخصا بقدر كبير، يصبح جزءا مني،وأشعر به بشكل غريب، مثلما أشعر بك الآن وقلبك يدق بقوة كبيرة، وتتمني أن تضميني لتذرفي دموعك،
روح ستكون هذه رسالتي الأخيرة، لذلك أحببت أن أوضح بعض الأمور،
أشكرك على كل شيء رائع أهديتني إياه، فقد عشت معك أجمل علاقة حب، ولا اعتقد أنها ستتكرر يوما،
وعلى فكرة أنا من أشد المعجبين بكتاباتك،وحينما أقرأ لك أشعر بشعور غريب،وكأني أعيش في تلك القصة فعلا، بل أكثر من ذلك أحس بكل حرف تكتبينه،
بصراحة أعتقد أنها أجمل نهاية قصة حب على الإطلاق..
وذلك لأنك رائعة فعلا..
أحبك
تذكري دائما أني أحبك


في أمان الله


.
.
.
.
.
.



كانت هذه هي كلماته الأخيرة، لي أو كما سماها نهاية لقصة كتبتها بدمي، ووضع اللمسات الأخيرة عليها،
هل تعلمين يا جميلة لست أدري لم شعرت أنه بالغ كثيرا، في وصف روعتي، ألانه يعلم أنه سيكون يوما ما بطل هذه القصة الخرافية؟؟ أم لأني بدونه أشعر بانعدام الثقة؟؟ أو لست رائعة بالقدر الكافي الذي يجعله يحبني بهذا الشكل؟؟ أم أنه لم يشأ أن يفقد رونق تلك الهمسات الرقيقة التي كانت بيننا؟؟
لست أدري كثيرة هي الأسئلة التي تجعلني أحتار، ماذا لو كانت قصتنا حقيقية؟ فأنا أراها بعين غير التي رآها، أراها ناقصة أجزاءها غير كاملة، مزيفة جدا، وصادقة جدا، فيها من النقيضين ما يجعل الواحد يشك في خرافيتها..
جميلة إن الأمر الذي آلمني كثيرا، ليس انتهاء القصة بقدر ما تقبل نهايتها بصدر رحب،
سمعت ذات يوم أن الرجل حينما يحب بصدق، لا يتخلى عمن يحب، تحت أي ظرف
هراء، مجرد كلمات رومانسية حشو عقولنا بها..
لم أصادف رجلا كهذا في حياتي..اللهم إلا في تلك الروايات المصطفة بعناية بمكتبتي الصغيرة..
أتعلمين لم أقرأ الرسالة إلا مرة واحدة، والمرة الثانية كانت الآن حينما نسختها لك،
أعرف لن تصدقي لكنها الحقيقة يا صديقتي، لأول مرة أقرأ له شيئا مرة أو مرتين
ومع ذلك حفظتها ورسخت بقلبي،
انتهى كل شيء كما ينتهي فصل الشتاء، تاركا وراءه بعضا من كوارثه الطبيعية،
أجل لقد كنت الخاسر الأكبر، في قصتي التي وصفها بالرائعة، والتي أشعرته نهايتها بالراحة، لا لن أبدأ الآن بلوم أحدنا على شيء، فأنت تعرفين أني أنتقد أي شيء
حتى نفسي، وحتى البعيد، وأنت أيضا،
بالمناسبة كفي عن لوم الحياة، وعن النوح دائما وتعليق أخطائك على القدر والحياة والحظ، فلديك نصيب كبير من أخطائك يا جميلة، وجميل أن يخطئ المرء أحيانا، شريطة ألا يتكرر الخطأ..
أعرف أني لست في موقع مناسب كي أنتقدك أو أقوم بدور المرشد في حكايتك، لكني على الأقل أعترف بأخطائي وأتقبلها، لأنها جزء مني ومن كينونتي، لأنها أنا، وليس غيري، أكره أن أمنح أحدا أو شيئا جزءا مني، حتى لو كان هذا الجزء مظلما بقدر كبير،
أعرف أنك عانيت بسبب ذلك الأستاذ وما فعلته بك صديقاتك، اللواتي كنت تقولين عنهن أنهن يستحقن صداقتك، لكن على الأقل قد عرفت أنه ليس كل نصيحة علينا أن نعمل بها..
أحب أن أثرثر معك عنه كثيرا، ربما لأنك الوحيدة التي علمت الكثير من فصولنا، تحبين أن تتعرفي عليه؟؟ تمنيت ذلك كثيرا بالقدر الذي أخفيته عن الجميع، لم يكن حبنا سوى مرحلة جنونية ومن العار أن تظهر في النور..
ماذا سأفعل الآن؟؟ من الصعب جدا أن أعود للوراء وأعيد ترتيب نفسي من جديد، من الصعب جدا أن أطرق باب أصدقائي الذين ابتعدت عنهم كثيرا، مرة أخرى، من الصعب أن يفهمني أحد ويلتمس لي عذر، ماذا أخبرهم؟؟ سينتظرون مني تفسيرا لغيابي، وانعزالي عنهم..سأعود وحيدة يا جميلة، وكم أكره الوحدة، ككرهي لذلك الاندفاع الذي صاحب رسائلنا، ككرهي لكل شيء جميل في علاقتنا -أنا والبعيد-ككرهي لهذا الثرثار بعقلي والذي يرفض الصمت، والذي يحدثني عنه في كل مكان وكل وقت..
في عملي، وسيارة الأجرة، والشارع، والبيت وفي غرفتي الصغيرة التي تحتفظ بالكثير من ذكرياته، حينما أفتح نافذتي الصغيرة، وحينما اسمع صوت القطط الذي أكرهه هو أيضا بالمناسبة، في حياتي العقيمة، وابتساماتي الميتة، وحتى الآن وأنا أكتب إليك..
فراغ
فراغ
فراغ
هذا ما خلفته النهاية وراءها، وهذا ما خلفه رحيل البعيد، فراغ بشساعة السماء، وعمق الألم، الألم الذي يجعلني أكتب بلا توقف،
جميلة لم أكن أحتار قبلا حينما أهم بالكتابة إليك، ربما لأن نصف رسائلي كانت عنه، والنصف الآخر كان مجموعة من القرارات التي، أحشو بها عقلك، والتي سرعان ما تكتشفين أني عجزت عن اتخاذها..
أشعر أني سأحتار في المرة القادمة حينما أهم بالكتابة إليك، فأرجوك امنحيني مفتاحا
أبدأ منه رحلة النسيان، ورحلة الكتابة إليك..
شكرا لك بقدر ما ينبض قلبي باسم البعيد..

صديقتك دائما
روح




هناء الوكيلي 19-01-11 01:51 PM


ألم تنل الرواية إعجابكم؟؟
هل أجمع حقائبي وأرحل؟؟
أم علي التفاؤل قليلا فربما رواتي
ترتدي طقية الإخفاء ولم يرها أحد
حسنا سأتفاءل قليلا وأنتظر لعل
أحدا يعبرني ويقدر هذا الجهد

loubana 20-01-11 02:25 AM


مساء النوور هنووئه

ماشاء الله يعطيك الصحه ....بدايه موفقه ...و تعبيير رائع

..أتمنى لكي كل التوفيق

شكرا بزآآآآآاف ....

**أختك لبنى**

rs-ss501 20-01-11 09:59 AM


.

ترتدي طقية الإخفاء

<< انزلي الروايه و لا تنتظري الردود ..

وسترين كم من قارئ يقرأ لك ..

بصمــــــــــــــت ..


اتمنى لك التوفيق وبداية موفقه ..

اسعدك المولى ..

فـ أنتظار رسائلكـ ..


.

http://www.almlf.com/get-1-2011-almlf_com_499tjscc.gif

.

هناء الوكيلي 20-01-11 11:18 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة loubana (المشاركة 2607522)

مساء النوور هنووئه

ماشاء الله يعطيك الصحه ....بدايه موفقه ...و تعبيير رائع

..أتمنى لكي كل التوفيق

شكرا بزآآآآآاف ....

**أختك لبنى**

أهلا بك ياغالية
سعيدة بردك كثيرا
أتمنى أن أجدك بالقرب
دوما
لك الخير:flowers2:

هناء الوكيلي 20-01-11 01:55 PM


الاحتراق الثاني




مساء الخير روح،
تحية محملة بنسيم حديقتي الصغيرة،
روح، العالم يا صديقتي لا يعزل أحدا، كما لا يقدم لنا الفرح في طبق من فضة، الفرح الذي علينا أن نبحث عنه، بأنفسنا، أنت من عزلت نفسك عن عالمك عن كل شيء جميل فيه..
وجمدت كل شيء حي حولك، فقط البعيد، تصورت أنه السعادة، أنه الفرح، أنه الشيء الكامل في حياتك، بيد أنه كأي شيء يأتي ويروح، كفصل الربيع الذي يليه خريف ينثر أوراقه الخضراء، بعدما يكسبها لونه الأصفر على الطرقات، إذا ما تأملت الآن البعيد سترينه بعين أخرى، هو مثله مثل غيره، ليس فيه شيء لا يوجد فيمن حولك..
طيب أو لم تقابلي شخصا طيبا يا روح في حياتك؟؟ فهمك وما الجديد في الموضوع؟؟
لست لغزا إغريقيا حتى يحتار الناس في فهمك، ويتسابقون في حلك؟؟
أنت عادية بالقدر الذي يسمح لكل من يقترب من لحظات صدقك أن يفهمك..
رسالته جميلة وإن كانت مثالية، أو تعلمين لقد شعرت وكأنها صفحة نزعت من إحدى الروايات الرومانسية التي تقرئينها لسارة كرافن أو آن هامبسون..
لست أدري أحس أنه هو أيضا كذب، حينما أخبرك أنه لم يكن موجودا، مجرد شعور يا روح، أحسست أنه احتاج لبعض الوقت حتى يفكر، هل سيتوقف هنا؟؟؟
رغم أن الرسالة جاءت بشكل عفوي، لم يتصنع فيها ولم يختر كلماته بعناية كما تختار الفتاة فستان زفافها، لم يحتر، لم يكتب ويمسح، ويعيد ويرتب، لغته بسيطة جدا، كبساطة تلك المشاعر التي لفتكما وعميقة جدا كعمق ذلك الفراغ الذي تحدثت عنه، والذي سيشعر به هو أيضا..
أنت رائعة يا روح، أجل لا أتفق معك في الكثير من الأشياء، تلك الشاعرية التي تلفين بها نفسك، وذلك الكم من العطاء غير المحدود لديك، وذلك التمرد على أي شيء لا يناسب أحلامك، وحتى في حبك للبعيد..
لكن هذا لا ينفي أن كل من يقترب منك بصدق، يعجز كعجز ترجمة ذلك الشعور، الذي تفلسفت فيه بالمناسبة كثيرا، أن ينساك..
خطوة رائعة منك..
أهنئك يا صديقتي..
لم يتسن لي أن أخبرك في رسالتي الماضية أن ما قمت به كان رائعا..
اتخاذك لهكذا قرار، هو أروع من حبك وألمك..
سيأتي اليوم الذي تنسي فيه،
صدقيني مهما تأخر هذا اليوم لكنه سيأتي، فلا ليل بدون نهار، ولا شتاء بلا صيف
الحمد لله أنه أنعم علينا عز وجل بنعمة النسيان، وإلا لكان المرء منا لا يزال يقبع أمام قبر والديه..
أجل سيصعب ذلك، فالحب كالسجائر، من الصعب العودة عنها لكن ليس مستحيلا..
وعلى فكرة رغم أني لا أحب أن أسمع النصائح كثيرا، لكن لديك حق، إن تصرف الأستاذ بذلك الشكل، يعني أني قمت بشيء ما غير معتاد، لم تعتده طبيعتي، ولم يعتده الناس من حولي، شيء ما يا روح سمح له بأن يتجاوز حجابي، والتزامي، ويقذف نيته السيئة أمامي بلا خجل، وبلا مروءة..
اليوم كنت بالمكتبة بالجامعة، لم يكن لدي أي محاضرات، أبدا لذلك ارتأيت أن أدخل لهناك
بدل الجلوس في المنزل، أراقب عقارب الساعة التي تمر ببطء كما تمر الأيام من حولي
التقيت في طريقي، ذلك العامل الإفريقي الذي يكنس الممرات ويجمع الأزبال من الحديقة
إنه يتحدث الفرنسية بشكل جيد، اليوم عرفت أنه قد جاء للمغرب قبل ست سنوات، ليدرس الطب، أجل ستستغربين كثيرا، ما الذي يحوله من طالب علمي، إلى عامل..
سأخلصك من تلك الحيرة التي سبقت وأن سكنتني حينما أخبرني بذلك..
لم يتبق له إلا سنة واحدة ويتخرج طبيبا
لا تضعي يديك على فمك اندهاشا، وتتوقف أنفاسك، تابعي القراءة يا روح
أجل جاء هنا ليدرس، والتحق بالجامعة التي أدرس فيها، لكن المصاريف يا روح كما تعلمين كبيرة جدا، فتقدم بطلب ليعمل بالجامعة، وينام فيها وطبعا يستفيد من الأكل الذي تقدمه لنا الجامعة، -نحن الذين لا نخرج من داخل أسوارها-وهكذا فإن راتبه لا يستعمله إلا في شراء المقررات والأبحاث التي يقوم بها..
حتى اللباس فهو معفى منه، فطوال اليوم وعلى مدار السنة يرتدي، في ساعات العمل
ذلك اللباس الأزرق الخاص بهم-هم العاملون-وفي أيام الامتحانات يرتدي جنزا أزرقا باهتا وقميصا أبيضا، وفي فصل الشتاء يرتدي سترة صوفية أخبرني أنها قد صنعتها له والدته
ما أدهشني وهو أن ابن عمي والده من أغنى الناس في قريتي، وقد تم طرده الشهر الماضي من جامعة الأخوين في إفران يا روح..
لأنه ليس أهلا للدراسة فيها، بسبب سلوكه واللامبالاة التي تصاحب شخصيته..
هل رأيتي المفارقة؟؟
جامعة الأخوين، يا روح وما أدراك ما جامعة الأخوين، يأتونها الناس من كل صوب
ليدرسوا فيها، في تلك الساعة جاءتني فكرة، ماذا لو عكسنا الوضع؟؟
بمعنى يصبح العامل ابن عمي، وابن عمي عاملا..
هكذا كنا سننصف ذلك العامل كثيرا، وننصف عمي الذي يحلم بابن يرفع رأسه
وننصف أيضا ابن عمي فمن حقه أن يعرف من أين تولد الحاجة..
أخبرتني في رسالتك الماضية أنك تحتاجين، لمفتاح مني كي تبدئي رسائلك من جديد
إلي..
أخبرك بسر صغير:
كنت أحتار دائما كلما هممت بالكتابة إليك، فكنت أكتب دائما وكما تلاحظين في رسائلي إليك
اسمك، ابدأ باسمك، فيمنحني دفعة من القدرة الكتابية، مع أني لا أعتقد أن المرأة تعجز عن الثرثرة، فهي طبيعتها..
في المرة القادمة أريد اسمي..
ابدئي باسمي يا روح..

صديقتك دائما

جميلة





هناء الوكيلي 20-01-11 01:57 PM

صباح الخير،
تحية ملؤها الحب والتقدير،
جميلة، سرني كثيرا أن أبدأ صباحي برسالتك، التي بعثتها أمس، فهي بالنسبة لي كفنجان النسكافي الصباحي،لها عبق آخر، ونكهة أخرى من عمق الريف..
دهشت حينما قرأت عن العامل لديكم وعن ابن عمك أيضا، رغم أن مثل هذه الأمثلة تكتسح الحياة من حولنا، إلا أننا لا نمل من فغر الفاه كلما حدثنا أحد عنهم..
مضت عطلة نهاية الأسبوع، مرت بشكل خفيف جدا كنسمة الربيع، ارتأت بنات عمي وصديقتي أن نسافر فيها، أجل كسرت الروتين، كسرت قاعدة احتوائي لسريري، ومعانقة وسادتي الصغيرة، خرجت من جديد للعالم، استمتعت بشمسه وهبات نسماته، وملوحة بحره، كم هي جميلة لحظة المصالحة مع العالم الخارجي، ومع الذات، لم يكن صعبا أن أضحك ملئ الفم مرة أخرى..
بصراحة ضحكنا على كل شيء، لم نكن نعرف لم نضحك لكننا ضحكنا، كضحكتي حينما كنت مع البعيد، لا ليس بالضبط، فضحكتي معه كانت تخرج من القلب..
لن أتحدث عنه، سأخبرك عن سفري ذهبنا لأقرب مدينة بصراحة لا يعتبرها ساكنتنا سفرا،
لكن بما أني ركبت القطار وبت في فندق، فبالنسبة لي سفر، على رأي ميري ابنة عمي
تقول لي "يكفي أننا هجرنا مدينة لنعمر أخرى" لديها حق
فقد كان يكفيني أن أكون مع أحدهم، أن أتحدث طويلا عن أشياء لا تخصني وتخص البعيد
أن أسمع أصواتا تختلف عن صوته الذي يرن بأذني طوال الأربع والعشرين ساعة التي نعيشها، لكني تجاهلت ذلك الصوت، تجاهلت حتى ذلك الثرثار الذي كان يتحدث لي عنه،
روح ترى هل يفكر بك؟؟ روح ترى ما الذي يفعله الآن؟؟ هل تشاركه غيرك أحلامه؟؟
روح أجيبيني هل نسيته؟؟ روح...؟؟ روح...؟؟
لم أكن أجيبه يا جميلة أبدا، تجاهلته، بل كنت أضحك وألعب كما لو كنت طفلة صغيرة
حاولت أن أستمتع أكبر قدر من وقتي، وقد كان النادي الذي ذهبنا إليه رائعا كثيرا، لعبنا البلياردو أنا والبنات، -طبعا لم تكن أي واحدة منا تجيده على أية حال-لكننا كنا نستمتع بوقتنا ونحن نستعرض فشلنا في كل لعبة نلعبها، والتي لم أعرف أسماءها بالمناسبة
تنقلنا من مكان لمكان، وكان طيفه يلاحقني، لم أستطع التخلص منه، رغم أني ادعيت
أني لا أشعر بوجوده معي، وغالبت ذلك الحنين الأحمق الذي اكتسح مشاعري فجأة، لأحمل هاتفي وأتصل، مجرد اتصال أكسر به جمود الوقت الذي يمر من دونه، مجرد اتصال لأقول أني لم أقتنع بتلك النهاية الهادئة، أريدها صاخبة متمردة لأمنح تلك المشاعر التي غلفتنا حقها، لكني من جهة أخرى لم أشأ أن أفسد لحظات الترميم الذي يمر بها قلبي الآن..
لم أشأ أن أفسد زينتي بدموعي التي ستصاحب اتصالي..
لا لم أعد تلك الغبية التي تسمع لذلك الصوت الذي يخدعها في كل مرة، لم أعد تلك الطفلة
التي لا تحاسب على أخطائها، من حق قلبي علي أن أساعده و أمنحه فرصة ليلملم بعثرة تلك الأحاسيس التي نثرها البعيد في كل ركن من أركانه...
مازلت أتذكر في إحدى ليالينا التي كنا نقضيها معا، ونسرقها من الزمن، لنختلي ببعض
في سكون الخريف، أو صخب الشتاء، كان قد أخبرني أني أجمل شيء في يومه..
حينما لا أكون معه فيومه يمر بلا معنى..
هل يعني هذا أن هذه الأيام التي سيقضيها بلا أنا، ستكون بلا معنى؟؟؟
هل سبق وأن قلت في رسالتي هذه أني لن أتحدث عنه؟؟
لا تصدقيني أرجوك..
جميلة أعجبتني الفكرة التي اقترحت علي، أبدأ رسائلي باسمك..
كم هو جميل اسمك يا صديقتي...
وكم هي صعبة الحياة بدونه..
لقد أدرجت لك هنا بعض الصور من سفري، فرجة ممتعة
صديقتك دائما
روح








حسن الخلق 21-01-11 07:53 PM

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_12956309351.gif
هناء .. انا كمان سوف آخذ بنصيحة صديقتنا جميلة و سابدأ بإسمك حتى يمنحني دفعة من القدرة الكتابية انا ايضا
مرحباااا يا صديقتى يسعدنى ان التقى بك هنا مجددا

المدخل جميل و اختيارك موفق

دوما مختلفة انت و مبدعة فيما تقدمينه .. اختيارك لعناوين الفصول تعجبنى سواء فى القصة الاولى او هنا .. قصتك هذه المرة مختلفه و لكنها جذابة .. تعتمدين اسلوب السرد من خلال رسايل الصديقتين روح و جميله اللاتى تتبادل الحكايات و الاخبار سواء من الماضى او الحاضر
الحوار تخيلى فقط فانا تخيلت داخل عقلى الحوار الذى دار بين جميله و استاذها و الذى انتهى بصدمتها فيه و لها كل الحق

لا يوجد للان شخصيات محوريه سوى روح و جميله و ذلك البعيد الذى تهفو روح اليه رغم انه وضح لها انها النهاية بينهم .. لكنها ما زالت تربط نفسها به

قد تتضح الرؤية فيما بعد مع تزايد الرسايل .. و يظهر المزيد من الشخصيات

تفاعلت مع حكايه ذلك الطالب الافريقى المجد الذى يضرب مثلا فى الكفاح و الصبر و على الاستغناء عن اى شىء يقف فى سبيل اتمام حلمه و بالمقابل العابث الثرى الذى لم يجرب الحاجة حتى يتعلم ان يحافظ على ما بين يديه .. جميل هذا الموقف و توظيفه موفق

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_12956309353.gif
هناء ما شاء الله عليكى لغتك لا غبار عليها متمكنة و تملكين ادوات الكتابة ببراعة من لغة سليمة و اسلوب بليغ و لكنه سلس
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_12956309352.gif
اتطلع شوقا للاحتراق التالى و حكايات روح و جميلة المتبادلة
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_12956309354.gif
اتمنى لك المزيد من الابداع و التألق دمتى بكل الحب و الود
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_12956309355.gif

halaa47 21-01-11 11:13 PM

salamo alikom okhti bidaya mowafaka okhtak halaa

هناء الوكيلي 24-01-11 05:21 PM

مساء النور يا رفيقة، ينير هذا الدرب المظلم الذي نجتازه،
روح كيف حالك،اشتقت إليك فمنذ مدة لم أكتب إليك، حتى أنك لم تراسليني، لتتقصي أخباري، لا يهم فأنت تعلمين أن قلبي قطعة من بياض، وقد سامحت زلتك غير المقصودة،
لقد سرقني منك الرحيل، يا رفيقة، فقبل أسبوع من اليوم استقريت بقريتنا،أجل لقد عدت إلى هناك، إلى نفس المكان الذي أقسمت ألا أعود إليه، لكني عدت وبقوة أكبر،بتصميم أكبر لأغير تلك الأفكار الرجعية،التي ترسخت بالعقول الأسمنتية لأهل قريتي الصغيرة،والتي ينعم رجالها بالمال، والقوة، والنساء،لكنهم فقدوا أهم نعمة ينعم علينا بها الله عز وجل
ألا وهي العقل ياروح، نفس العقل الذي لم تستخدميه يا رفيقة، وأطحت به في غياهب الجنون،غير مدركة ان للحكايا نهايات، حتى لو كانت ألف ليلة وليلة،قرأت رسالتك أكثر من مرة، آلمني حرفك يا روح، فقد كان بالنسبة لي كالسكين الحافي، الذي قد يغز الجسم دون أن يذبحه،كان جرعة ألم زائدة، وأنا أكاد أسمع صوت بكائك المكتوم، هل العشق مؤلم أم نهايته هي المؤلمة؟ هي المدمرة؟ لست أدري يا روح أحتار فيكي بعض الأحيان،وكأنك لست الانسانة المثقفة والذكية والتي اختارها مدير أكبر شركة لأنها واثقة الخطى، لها استراتيجية واضحة، تعرف ما تريده، لم أكن أعلم أن بك كل هذا الضعف وأنت من تسير مصير شركة كبيرة كاالتي تشغلينها، ربما الحب هو الوجه الآخر للمرأة، داخلك,,
تمنيت لو أنك لم تتوقفي عن الكتابة،لو أنك تحدثت عنه، لكني أعلم أنك تعانين حينما تكونين في حالة اشتياق،حينما تنزفين الحبر دما على صفحاتك البيضاء،حينما تنطقين اسم البعيد،وترتلينه على مسمع من قلبك،فأنت تتأوهين وقتها،وتتوجعين كوجع القطة عند المخاض,-آسفة أعلم أنك ستغمضين عينيك الآن في تقزز وأنت تقرئين هذا السطر،لكني أحب القطط عكسك يارفيقة-هل كانت تلك أولى رسائله إليك؟ لا أعتقد ذلك،من أين بدأت القصة ياروح؟من البداية أو النهاية؟ أيها تركت وجعا بقلبك؟ رسالة الاعتراف أو رسالة الرحيل؟أو هي تلك الرسالة التي صرخ ذات مرة فيها وأخبرك أن تبتعدي عن حياته؟؟
أسئلة لست أدري لم أملأ عقلي الصغير بها، وماهمني أنا بكل هذا الجنون؟ لكن هناك شيئ ما بداخلي، لا أعرف ماهو أخشى أن يكون فضولا ساذجا، حتى أتطفل على أسرارك الصغيرة، والتي خبأتها بذلك الصندوق المخملي، تحت سريرك السماوي، تأملت صورك مرة أخرى، بشعرك الأسود ووجهك الأبيض، وابتسامة ثغر مغري للقبلة السرية، ونظرة عين مشيطنة، تحمل بين أهذابها ثورة امرأة، وتساءلت كيف كنت تفكرين وأنت تسمحين له باقتحام حياتك؟
إن الحياة يا روح قد تجبرنا أحيانا أن نغير بعضا من مبادئنا، وربما كلها دون أن نشعر، فأنا التي أخبرتك مرارا أني لن أعود إلى القرية ها أنا اليوم أجدني بين أحضانها، أسابق الرياح الشمالية، والعقول المتحجرة، اليوم كان هناك اجتماع، بين رجال القرية و مرشح للانتخابات، لبست خماري وتوجهت حيث الاجتماع، ألقيت السلام، فالتفتت إلي كل الرؤوس الكبيرة، وهي تزمجر كما الأسود بقعر القفص،تخطيت رقابهم وأنا أخطو بثبات حتى وجدت مكانا يليق بي كامرأة، وجلست حيث لا يستطيعون أن يتحججوا أني كنت فتنة عليهم، واستمعت إلى نصف حديث ذلك المرشح،بصعوبة وسط التهليل والتصفيق له بغباء، المشكلة ياروح أن غالبية رجال القرية أميون وهو يتحدث إليهم بلغة فصحى، قد جلبها من القاموس اللغوي،حيث أكاد أقسم لك أنهم لم يفقهوا منه كلمة,
انتظرته حتى أنهى كلامه، ووقفت وأنا أستأذنه الحديث، وحينما أذن لي، سألته قائلة:
-ألا تعتقد أننا نحتاج إلى العنصر النسوي في قطاعات عدة بالقرية، لنحقق التنمية التي تفضلت وتفلسفت فيها؟
رمقني بنظرة وكأني دعوتهم للكفر، ثم قال بصوت غليظ:
-يبدو أن ابنة الحاج المعطي،قد تأثرت بالدراسات الغربية، ونسيت أننا مسلمون,,
قاطعته بحدة وأنا أرى به تلك اللهجة المستفزة التي يقذفني بها:
-لكني لم أطالب أن نعتنق ديانة غير الاسلام، لم آتي لأدعوكم لنعبد الأصنام، بل جئت لكي نساهم في التنمية التي تفضلت ووعدت أنك ستحققها، ونحن كنساء نعتبر نصف المجتمع، والذي لن ينهض بنصف واحد,,
انهالوا علي بوابل من الصراخ، والاستعاذة بالله من الشيطان، حتى سارع والدي والذي لم يكن حاضرا، من امساكي بعنف من ثوبي وهو يجرني، متهما إياي بالعصيان والتمرد,,
وعدت مجبرة إلى البيت أعانق ذات الوسادة، إنها القوة التي نفتقدها حتى نستمر
لا أريد أن تنتهي حياتي في هذا المكان، لا أريد أن أنسى نفسي حتى أجدني أجر أربعة أطفال تتقارب أعمارهم،وعلى ظهري حزمة حطب بائسة،أكنس وأطبخ وأنتظر زوجا يتيم المشاعر، لأشاركه الصحن والجسد، وكل مابقي أغلق عليه في تابوت محنط،حتى أحمله معي إلى قبري,,
لا أتخيل أن تكون نهايتي هكذا يا روح، لا أتخيلني امرأة فقيرة الادراك، عديمة الحيلة، مكبلة اليدين، واللسان,,
لم أتعلم لأكون كمزهرية توضع بإحدى أركان المنزل، لتنسى في إهمال، بل لأغير الواقع الذي نعيشه، روح ليتني عشت تجربة مجنونة،ليتني جربت الرقص تحت المطر، ليتني انتظرت رسالة تأتيني ذات ليلة من رجل يستطيع أن يحرك هذا الرماد
الذي يسكنني، ويطفئ لهيب الحرمان بداخلي، فقد سمعت ذات يوم أن الحب يمنح المرأة القوة؟ إني أهذي يا روح أقسم لك أني أهذي، لا أدرك ما أقوله يارفيقة، لا تعاتبيني، على كلامي، فهو كالقطرة الأخيرة من الكأس، وبعدها تتعالى الصرخات،
وتكسر الزجاجات، ليحل السكون في آخر الليل,
سأنتظر أن تبعثي لي من حكايتك مع البعيد فصلا آخر، وكفاك شحا يا روح، فانا متشوقة للقراءة بنهم، لاتخشين علي من الملل، لأني لا أمل من الثرثرة، الهادئة
إلى حين أن تصلني رسالتك أتمنى لك راحة العقل، وإيمان القلب,

صديقتك دائما
جميلة

هناء الوكيلي 24-01-11 05:23 PM

صباح بطهر الندى،
جميلة كيف حالك، يارفيقة آلمني كثيرا هذا الحزن والانصياع الذي سكن أضلعك، لم تكوني يوما هكذا وماعهدتك أنا هكذا بهذا الضعف، وهذه الاستكانة، لا تقلبي عينيك في تأفف، الآن وأنا أسكب بين يديك أسراري كما يسكب الشلال خيره على النهر،لست أدري أيهما صعب كان علي النهاية أم البداية؟ ولا أعلم يا رفيقة عم حكيت لك برسالتي الماضية،
مرت سنة يا جميلة على حكايتي أجل، والجرح لم يبرأ يا رفيقة، والشوق لم تنكسر أجنحته رغم القفص الذي أغلقته عليه،مرت سنة يا جميلة على تعرفنا والحنين لا يزال يطرق باب نافذتي، وصوته لا يزال يخنقني، وصراخ الثرثار يعلو برأسي.
هاجمتني ذكراه يا رفيقة، وخدشت ذلك الجرح الكبير، حتى أدمته، وأعادتني إلى ذلك اليوم حينما أغمضت عيني بقوة، وضغطت على زر "ارسال"وتأملت كل شيء من حولي تلك الجدران الباردة، المطلية بحزن وردي باهت، ومكتبي الصغير، وتلك الصورة ذات اطار أحمر، القتطتها لي صديقتي مروى، في تلك الحفلة، يوم حقق الله قدر أن يدخل البعيد حياتي، يومها شاركتني اليسا حزني، وهي تسمعني ذات الأغنية وكأنها تعدني بمطر آخر معه، أدرك انه محال يا رفيقة أن تعاد الحكايا الميتة، لكنها تبقى مجرد أمنيات أحرق بها سجائر قلبي، انكمشت وقتها بسريري وبكيت، بكيت كثيرا.
لأني أومن أنه لكل بداية نهاية، كان علي أن أضع حدا لهذا الجنون، العبط،وهذا الاندفاع وراء مشاعر جرفتني، وغيرت الكثير من مبادئي، لكن السؤال ظل ينخر بعقلي، هل سيقبل هو بالنهاية؟ألن يطلب تفسيرا لكل هذا؟ ألن أضعف وأتصل به؟ أو حتى أجيب اتصاله إذا ما فعل هو؟
حاولت اسكات ذلك الثرثار اللعين، وأنام فقط أنام، دون تفكير فيما سيقع بعد رسالتي الأخيرة له..
بعد ليل مر كما يمر العمر بطريح الفراش، قضيته بين تقلبات الوجع واستكانته، أشرقت الشمس على تلك الغرفة الباردة، وطردت بعضا من بقايا الظلام بها، لأنهض بجفنين مثقلتين بالحزن،
وأول صوت أسمعه كان كالعادة صوت فري صديقي، الصغير..وهو يغني أو يتحدث إلي بلغته،يخبرني أنه سيحفظ سري لآخر رمق، وبصوت حزين قلت:
-صباح الخير فري..- ووضعت إليه بعضا من الأكل، والدموع تتسارع لتستقر على خدي الميت،بعدما كونت سحابة ضبابية منعتني من الرؤية..-فري لقد انتهى كل شيء أمس، وأرسلت له تلك الرسالة التي وعدتك بها،-وبابتسامة عجز تابعت-هل رأيت لست جبانة؟
"رفعت حواجبي في اندهاش بعدما رد فري بصوته الجميل ولغته التي أفسرها دائما"لا لن
أعود عن قراري يوما، ولن أندم، "وهززت كتفي لأبرر قائلة"دموعي ليست إلا حالة
طبيعية فكما تعلم كانت مشاعر أحسستها، ومن الطبيعي أن أبكي شخصا رحلت عنه..
في تلك الأثناء سمعت طرق والدي وهو يدق الباب، لست أدري لم رغم أنه يعلم جيدا أني أستيقظ على منبه هاتفي، فهو يصر كل يوم على أن يوقظني بنفسه..
-صباح الخير..
-صباح النور، ألم تجهزي بعد ستتأخرين؟؟
-لا لا يزال باكرا سأستحم وبعدها سأصلي إن شاء الله، هل ستخرج الآن؟؟
صب قهوته السوداء كالعادة بفنجانه، وهو ينظر لساعته قائلا:
-لا يزال لدي بعض الوقت، "ثم رفع رأسه ليتأملني وهو يتابع بصوته الدافئ الذي افتقدته
مؤخرا"هل تحتاجين للحديث؟؟
تراجعت للوراء وقتها يا رفيقة، أرعبتني فكرة أن أخبر والدي، بالأمر بعد كل هذا الوقت الذي قضيته في كنف الوحدة، والعزلة التي اخترتها لنفسي، لم أعد تلك الطفلة التي تسرع لتحضن والدها وتودعه أسرارها، أصبحت كتومة جدا، أثرثر مع الوحدة، عن كل ما يخص البعيد، بلعت ريقا وهميا، كابتسامتي التي رسمت، وأنا أجيبه:
-لا ليس لدي ما أحكيه..
وحتى قبل أن يرد هربت من عينيه المتسائلة، هربت من احتمال ذرف دموعي أمامه..
هربت من معانقته من جديد وطلب السماح منه على هذه الفترة التي غبت فيها عنه رغم
حضوري اليومي ووجودي الذي أصبح يعد غيابا..
دخلت للحمام وتركت الماء الدافئ، يخفف علي بعضا من مشاعري التي تكاد تخنقني،
ارتديت ملابسي، وبعدها صليت لأقف أمام مرآتي لكن هذه المرة لم أر ابتسامتي المشرقة
ولا لمعان عيني السوداء، مجرد صورة لفتاة شاحبة، وباهتة..
أين تختبئ ابتساماتنا يا جميلة لحظات الحزن، أين تهرب منا، حين نطلبها ؟
لم أكن في ظرف يسمح لي بوضع زينة على وجهي الكئيب، والذي ستفضحه لكن رسالة المدير جعلتني أغير رأيي، لأرتدي ملابس رسمية، استعدادا للسفر، وللنسيان، فلا شيء
ينسيني الألم سوى الكتابة عنه، أو الإنغماس في عملي.
قبل أن أخرج ألقيت نظرة سريعة على جهازي، أنقب عن رسالة منه، تطفئ هذا اللهيب، لم يصلني منه سوى الغياب الذي بدأ ينثر أوراقي الخضراء، بعدما يلبسها لون الحداد، ودعت المكان، على أمل العودة قريبا..
نزلت بهدوء حتى لا أزعج من لا يزال نائما، تحت ثم مررت على والدتي لأقبلها بعجالة،
وأتمتع بدعواتها كما العادة كل صباح..
-هل ستمرين اليوم على الدكتورة؟؟
جاء صوتها كعادته منذ أن أجرت عمليتها، للحنجرة مؤخرا، مبحوحا وبشكل هامس جدا
-لا أعتقد ذلك سأتركها للغد بحول الله
-حسنا..ربما قد أضطر للسفر الليلة..
-اتصلي بي لا تنسي ذلك..
-حسنا إلى اللقاء..
كنت بحاجة إلى المشي، رغم كعبي العالي، إلا أني غامرت في ذلك الصباح الباكر، حتى محطة سيارات الأجرة، ودسست جسدي المنهك، بالمقعد الأمامي،
قريبا سأبلغ السادسة والعشرين، لتمر سنة أخرى من عمري، وسيزداد إلحاح والدتي
على زواجي، بابن صديق والدي الضابط، تقول عنه أنه طيب الأصل ومثقف، زيادة على
أنه يملك شقة في العاصمة وسيارة، ولديه شقة أخرى في طنجة مما يسهل علينا قضاء
الإجازات الصيفية فيها..
والشيء الرائع جدا هو أنه وحيد والديه، ولن أعاني من مشاكل مع أهله لا قدر الله..
عدت لي الكثير من المميزات، كالعادة كما فعلت مع الخاطب الذي سبقه، قبل أن تكتشف
أنه لا يفارق جلسات القمار أبدا..
لا أريد زوجا يضعني كمزهرية اقتناها من مزاد علني، ودفع فيها مبلغا محترما، ليتركها
على طاولة ما يتآكلها الغبار..
كان الصمت يقتلني، كنار تحرق كل ما يقف أمام جبروتها، وذلك الثرثار الذي يسكن عقلي ويرفض الصمت في كل مكان.
-كم الساعة لديهم الأن؟
تساءل ذلك الغبي الثرثار بخبث، وكالعادة وجدتني ألهث وراءه، قائلة بسذاجة:
-الآن لديهم الثانية عشر ظهرا،
سخر مجددا مني وهو يجيب:
-كنت أعلم أنك ما استطعت نسيانه,,
من الحمق يا رفيقة أن يعتبرني قد نسيته، بعدما زينت له تلك الرسالة الأخيرة، بدموعي وكسيتها بثوب الأيام الماضية التي انتزعتها من جلد السنين، التي تهدر في حب جارف لم تستطع أن تجففه شمس الفراق..
ابتلعت ريقي الناشف، وأنا أتنفس الصعداء، حينما وصلت للشركة وقد كان المدير لحظي المتعثر دائما بجلباب النحس، موجودا، تجاوزت الحارس الذي يفتح لي الباب كل صباح بابتسامته التي لا تتغير، حتى بت شبه متأكدة من زيفها,,
ترى متى آخر مرة ضحك فيها من الأعماق؟
كان العمال كالعادة قد استأنفوا عملهم المعتاد، وهم يتنابزون بينهم، ويضحكون فلوحت لهم
بيدي وأنا أدخل للإدارة حيث تتواجد ثلاث مكاتب، مكتب المدير والذي أقضي فيه معظم
نهاري، كسكرتيرة خاصة، ما بين تجهيز الأوراق اللازمة للتوقيع، وبين ترتيب الملفات
وكذا الكتابة على الوورد والإكسل، وبرنامج خاص بعملي، أما مكتب المبيعات فهو مكتب
مفتوح من خلاله يتم التعامل مع الزبائن، ويتكلف به زميلي حمزة في الأصل، لكني أكون
موجودة فيه أحيانا لأتسلم العهدة منه خصوصا في وقت الصلاة، أما مكتبي وعملي
الأصلي فيوجد في الطرف الآخر من الشركة، حيث زين بابه بإطار ذو حواف صفراء
كالذهب مكتوب بالخط العريض"مكتب العلاقات العامة" دفعته ذلك الصباح بعدما تحدثت
بضع كلمات معتادة مع حمزة، ثم وضعت حقيبتي على أحد الكراسي هناك..
لست أدري لم حينما تتغيم السماء من فوقك، لا تكتمل إلا بالمطر ، دخل يومها حمزة، بعدما توجهت كعادتي إلى البراد أبحث عن العصير، لعله يرطب حلقي الجاف، وهو يقول بنبرة تثير القلق:
-إنه يطلب الوضع المالي للشركة..
ضربت يدا بيد :
-وماذا أخبرته؟؟
هز كتفيه في تخاذل وهو يجيب:
-وماذا سأخبره في نظرك؟؟ حاولت مراوغته وأخبرته أنك تشتغلين على بعض الشركات
الجديدة..
-وماذا قال؟؟
فتح درجا ليأخذ منه ملفا وتصفحه كما يتصفح الأطفال مجلات بها صور كثيرة:
-يريدها جاهزة اليوم..
رفعت الهاتف الثابت أمامي وأجبته وأنا أدير أرقاما حفظتها في مدونتي:

-سأحاول تسوية الأمر قبل...
لم يمنحني القدر فرصة التفاوض،لقد كنت عمياء طوال تلك الفترة عن عملي، لم أشتغل كما يجب ياجميلة مذ أن عرفته، مذ أن كنت،أنتظر بلهف طفلة يخبروها أن البابا نويل سيحضر لها هديتها الليلة.أهملت كل شيء واليوم وفي وقت لم يناسبني أبدا كان علي أن أعمل,,
كان المدير يطلب رؤيتي، وكان آخر من أريد رؤيته في ذلك اليوم أو أتحدث معه،
قلت بتذمر لزميلي:
-ليس وقته الآن أبدا,,
ابتسم في سخرية وهو يجيب:
-منذ متى كان وقته؟؟
تركته وأنا أحاول أن أرتب الكلمات برأسي،قبل أن أدلف غرفته، لكن كل الحروف الهجائية في ذلك الوقت كانت قد تخلت عني، لتتواطأ معه فحروفها الثماني والعشرون، أصبحت تشكل اسمه،تنفست بعمق بعدما أصبحت وجها لوجه معه، ليقول بصوت بائس:
-هل أرسلت لك شركة المنار، رسالة تستفسر فيها عن الأثمان؟؟
ابتلعت ريقي، برعب، لا بد أنهم أرسلوها أمس ولم أقرأها فقد بدا لي هذا الصباح اسم
الشركة من بين الشركات التي كانت تتصدر بريدي الصباحي..
مررت يدا مرتعشة على حاجبي الأيسر وأنا أجيب:
-لم أفتح بريدي هذا الصباح
بدا الضيق عليه وقد فكرت أنه الآن يفكر أن العذر أقبح من الذنب، أجاب بنبرة غاضبة:
-اسمعي عليك الاتصال بهم الآن، وتحديد موعد مع صاحب الشركة، لتسافري إليه
أومأت برأسي وكنت سأهم بالرحيل حينما تابع يقول:
-لا أريد أن نخسر هذه الصفقة، هل فهمت؟؟
ضحكت سرا وأنا أفكر أني قد خسرت صفقة العمر، ليضيع تحت الأقدام، يا سيدي والآن أسعى حتى لا أخسر حفنة مال,,
إنها الحياة يا جميلة ترغمنا دائما على الرضوخ,,
انغمست ذلك الصباح في عملي المتراكم، كان يهجم علي واحدا تلو الآخر، إلى أن جاءني اتصال من المحاسب يخبرني فيه أنه سيسافر معي, ورطة أخرى تضعني فيها الحياة، لست أدري لا أستلطفه ياجميلة، أشعر به وهو يتملق حتى يصل إلي، أكره الرجال الذين يعاملون كل النساء معاملة واحدة،
اضطررت للركوب بجانبه، والاستماع لنكته طوال الطريق، والتي كان يضحك عليها وحده، وصلنا إلى المطار، ومن ثم اتصل بابن عمه حتى يأتي من أجل السيارة، لنطير بعدها إلى أغادير، نفس المكان الذي هربت إليه ذات يوم من البعيد، لأعود وأنا أحمل حبا أكبر له من ذي قبل، مازال صوت مروى صديقتي يرن بأذني وهي تحذرني:
-كفي عن هذا العبث أيتها السهام، سيقتلك هذا الجنون وأنت تعلمين ذلك-لتفتح يديها بعجز وتتابع:- لست مضطرة لهذا الجنون، يمكنك أن تحبي سعد رفيقنا إنه شاب رائع، أو ياسين صحيح أنه له علاقات كثيرة لكن علينا ألا ننكر أنه معجب بك، وربما تتزوجان في هذه السنة,,
قاطعتها وأنا أجيب:
-أنت لم تقرئي كلماته، إنه يحرك كل النساء داخلي، إنه يثيرني كما الشمبانيا، التي تدغدغ الأنف، لن تفهمي ..
لكن يبدو أني للأسف أنا من كنت لم أفهم، طفلة خطت أولى خطواتها,,وهي لم تع أن الطريق مشبعة بالحفر الغارقة، التي لا تجيب إلا الصدى.
لفت شعرها الأشقر وهي تغيظني قائلة:
-هذا ما قلته عن الشاعر الفلسطيني،
تكورت الدموع بعيني، وشكلت كرة ثلجية سرعان ما أذابتها حرارة مقلتي، ثم قلت:
الوضع مختلف,مختلف جدا، كنت وقتها مراهقة وقد..
-وأقسم أني الآن لا أرى أمامي سوى طفلة عبثية، تعتقد أنها كبرت,,
ثم أسكتتني بقبلة على خدي الماطر، وهي تخبرني أن الهوس بهذا السراب لن يتجاوز الأسبوع،
ليتك كنت على حق يا ميري، ليته كان كذلك الهوس بالشاعر الفلسطيني الذي التقيت به في ندوة أدبية دعيت لها، والذي أحب شقاوتي حتى نظم في قصيدة سماها المرأة السابعة، لم أعد أتذكر كلماتها جيدا، كان يقول في مطلعها:
أحببت فيك كل النساء
وعبث الاطفال,,وقبلة المساء,,
لست أتذكر الباقي، كانت طويلة جدا، وقد أحسست بالفخر وهو يسمعني إياها، وانا أختال بفستاني القصير، وشعري الطويل يراقص رياح ذلك الشاطئ يومها,وجميع رفاقي بين مغبط وحاسد لعين، ينصتون إلى كلماته،
لكني لست مراهقة يا جميلة، حبي له كان يختلف تمام الاختلاف عن العبث الماضي،
آه يارفيقة إنه شيء أشعر به هنا، ينبض بين ثنايا الروح، يغرد كطائر حر في فضاء جوفي المظلم، وحده ينير عتمتي، وحده يا جميلة، وحدها كلماته رسائله الماضية ترويني، كقبلة سرقها عاشق تحت السنديانة الكبيرة، في الظلام، لتحمر خجلا وهي تدعي تمنعها,,
كنا نتبادل الرسائل فيما بيننا، بالعشرات، كل واحدة كان لها طعم ونكهة مغايرة، كل واحدة كانت مدينة لا تشبه الثانية، في تفاصيلها، وجدرانها، وطرقها,
لم أعد أتذكر كيف بدأت رسائلنا تزحف إلينا لتخنقنا بها، لكني لا زلت أتذكر لهفتي، وأنا أسارع حتى أختلي بنفسي، لأفتح الجهاز، وأنتظر بشوق الأم التي تنتظر أن تجلب الممرضة طفلها الوليد لتراه أول مرة، وأنا التي أنجبت منه أطفالا كثر، كلهم كانو بالنسبة لي البكر.
رسائلنا السرية يا جميلة لم يسبق وأن اطلع عليها أحد، لكني سأرسلها لك يا رفيقة،
حاذري أن تقع هذه الرسائل التي أبعث لك عنه، في يد شخص فضولي، فأنا كما أخبرتك لا أحب أن أخلد حكايتنا على ورق، فالمشاعر يا رفيقة تفقد مصداقيتها حينما تكتب,
وأنا أسعى لنسيانه، لذلك لن أكتب عن حكايتنا ذات يوم، ولن تر قصتنا النور، فهي سيدة العتمة، ولدت في العتمة لتموت فيها,
أعتذر كثيرا، لأني لم أسأل عنك لكني أصبحت مجرد بقايا روح هائمة بالسماء، سامحيني
صديقتك دائما
روح

حسن الخلق 25-01-11 11:51 PM

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_12881771435.gif
مرحبا مجددا هناء .. ما شاء الله عليكى دوما متألقة

ما زالت الرسائل تتوالى و تتوالى معها اكتشاف المزيد عن حياة الصديقتين

عودة جميلة قريتها بعد ان كانت لا تنوى الرجوع مثير للتساؤل .. هل عادت بهدف اصلاح اوضاع المرأة المهدر حقها فى كل شىء ؟؟
اذا كانت تنوى ذلك فواضح ان امامها الطريق طويل و غير معبد .. صعبة هى ظروف جميله التى
اوصلتها لحد الهذيان فلا يوجد اى فتاة ترضى لنفسها مثل تلك الصورة التى ترسمها جميلة لمستقبل كئيب

روح تلك الصديقة التى انسحبت منها كل بهجة الحياة بغياب ذلك البعيد الذى ملك كل حياتها .. ترى كيف وصل الى تلك المكانة لديها .. ما زلت اتطلع للمزيد من الذكريات عنه
وصل بها الحد الى اهمال كل شىء حتى عملها و وضعت نفسها فى ذلك الموقف الحرج
و ترفض عريس مكتمل الصفات كذلك الذى ترشحه لها والدتها .. لا بد ان تعلم ان العمر يمضى و لا يمكن ان تضيع عمرها فى انتظار هاجسا لديها
جميلة التفصيلات التى كشفت فى رسائل اليوم و كذلك الحوار الذى دار


انتظر البقية كى اعرف المزيد و اروى فضولى
دمتى بكل الحب و الود

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_12930242851.gif

Emomsa 27-01-11 07:25 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هناء الوكيل ... اديبة رائعة ذات موهبة متميزة ... تكتب بالفصحة الشديدة اللهجة البسيطة في الاسلوب لتقفز الى القلب لتأسره ( انا من محبي اللغة الفصحة ... وصحيح كثير يصعب على فهمها الا ان ذلك يزيدني عشقا لها ويكفي انها لغة القرأن)

صداقة بين اثنتين فرقتهما المسافات ولكن لم تتفرق الروح فهما جسديان في روحا واحدة ... يتألمان لبعضهما البعض .....
اسلوب رائع ومتميز شدني كثيرا ...( كما اسمك الموسيقي ما لفت انتباهي )
هناء .... من خلال صداقة امرأتين تطرحين الكثير من القضايا الخاصة بلمرأة والتي يتشارك فيها كل المجتمع العربي بصفة خاصة والمجتمع الشرقي بصفة عامة ........
هناء ..... خطوة جميلة في مواجهة مجتمعها الصغير خطوة جريئة جدا ... وشديدة الشجاعة ...... واعتقد ان هذه الخطوة ستترتب عليها الكثير من تغييرات في حياتها ......


هناء .... عناء روح في النسيان بسببها هي .... صحيح انها بدأت الخطوة الاولى في الابتعاد ولكنه اتخذ الخطوات الاخرى كلها ... كأنه ما صدق انها تريد الابتعاد .....البعيد ... قد لمس روحها .... وسكن القلب والوجدان والعقل ....( فهذه المشاعر العنيفة صادقة ...) والذي زادها انه هو من قطع هذه العلاقة دون اي مبرر سوى انه شعر انه لن يستطيع ان يعطي اكثر من ذلك ......
هناء ... اتصور دايما ان الممنوع مرغوب .... وهذا حال روح ... فلو هي من اكتفت بهذه العلاقة وقطعتها لم تكن ستتعذب مثل الان .... ووسبب اخر لعذابها ومعناتها ... فهي قد اكتفت به عن العالم ... وابتعدت معه عن محيطها وعملها كل شيئ ... وياتي هو ليقول لها .... (انتهينا ) صعب جدا على المرأة وخاصة التي بصفات روح فهي انسانة تملك نفسها في مجتمع يعتقد ان المرأة ما هي الا زينة او وعاء لتلبية الرغبة ... وانجاب الاطفال ......

هناء .... تطرحي من خلال هذه الرسائل الكثير من القضايا الخاصة بنا وتستفزينا لالقاء نظرة اخرى على حياتنا ومجتمعاتنا .... ومناقشتنا في ظل موجه متمردة من السياسة النشطة لدى الشعوب .... كأنكي تقولين لكل امرأة ان الاوان لتصرخي وتقولي انني مسلمة ملتزمة ... ذات حرية ورأي وشخصية .... ولي دور كبير في المجتمع ككل سواء مسلمة او مسيحية ...... ويجب ان يكون لي دور فعال لما يحدث في مجتمعي .....( لانني بكل بساطة صانعة الرجال ...)






هناء الكثير من الكلام والرأي يجتاحني كثيرا ... ولكن احيانا ... لا استطيع الكتابة ..... فلست املك الكثير من ادوات الكتابة والاسلوب ولكن معا لمتابعة بأذن سيكون لنا لقاء اخر ..... وقد ابتعد قليلا عن الكتابة ولكنني ساظل من متابعتك .......

هناء الوكيلي 28-01-11 01:16 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن الخلق (المشاركة 2610100)
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_12956309351.gif
هناء .. انا كمان سوف آخذ بنصيحة صديقتنا جميلة و سابدأ بإسمك حتى يمنحني دفعة من القدرة الكتابية انا ايضا
مرحباااا يا صديقتى يسعدنى ان التقى بك هنا مجددا

ولاسمي رائحة المسك حينما تنطقنيه يا رفيقة، اشتقت إلى تواجدك المبهج ففي روايتي الأولى كنت القارئة التي كنت أخشى دوما أن تسبقني بخطوة، وكأنك تتواجدين معي كلما حملت قلمي، أو أن أحد الأبطال يفشي سري كنت شاكة في الذئب :lol:
المدخل جميل و اختيارك موفق
شكرا لك :flowers2:

دوما مختلفة انت و مبدعة فيما تقدمينه .. اختيارك لعناوين الفصول تعجبنى سواء فى القصة الاولى او هنا .. قصتك هذه المرة مختلفه و لكنها جذابة .. تعتمدين اسلوب السرد من خلال رسايل الصديقتين روح و جميله اللاتى تتبادل الحكايات و الاخبار سواء من الماضى او الحاضر
الحوار تخيلى فقط فانا تخيلت داخل عقلى الحوار الذى دار بين جميله و استاذها و الذى انتهى بصدمتها فيه و لها كل الحق

لا يوجد للان شخصيات محوريه سوى روح و جميله و ذلك البعيد الذى تهفو روح اليه رغم انه وضح لها انها النهاية بينهم .. لكنها ما زالت تربط نفسها به

قد تتضح الرؤية فيما بعد مع تزايد الرسايل .. و يظهر المزيد من الشخصيات
آمل ذلك، أشعر أن الحكاية تستنزف مني الكثير، لست أقوى على السرد، وهي أول محاولة لي الحوار أسهل
لن تكون هناك الكثير من الشخصيات اللهم إلا العابرة التي تمر من فوق الأوراق، لكن الأساسيين أعتقد هي روح وجميلة والبعيد


تفاعلت مع حكايه ذلك الطالب الافريقى المجد الذى يضرب مثلا فى الكفاح و الصبر و على الاستغناء عن اى شىء يقف فى سبيل اتمام حلمه و بالمقابل العابث الثرى الذى لم يجرب الحاجة حتى يتعلم ان يحافظ على ما بين يديه .. جميل هذا الموقف و توظيفه موفق

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_12956309353.gif
هناء ما شاء الله عليكى لغتك لا غبار عليها متمكنة و تملكين ادوات الكتابة ببراعة من لغة سليمة و اسلوب بليغ و لكنه سلس
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_12956309352.gif
اتطلع شوقا للاحتراق التالى و حكايات روح و جميلة المتبادلة
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_12956309354.gif
اتمنى لك المزيد من الابداع و التألق دمتى بكل الحب و الود
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_12956309355.gif

شكرا لك بحجم السماء على تواجدك وتشجيعك آمل أن تنال اعجابك وأكون
عند حسن الظن..انتهيت من الرواية ليست بالطويلة كسابقاتها ولم يبق سوى القليل
بعد

هناء الوكيلي 28-01-11 01:17 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة halaa47 (المشاركة 2610440)
salamo alikom okhti bidaya mowafaka okhtak halaa

أهلا بك يا ابنة بلادي، وسعيدة كوني أول مشاركة لديك
لا تحرميني هذا التواجد الرائع احتاج لرأيك يا صديقة
لك الخير:friends:

هناء الوكيلي 31-01-11 10:38 AM

الإحتراق الخامس

مساء الرضى بما أنعم الله علينا،
روح كيف حالك يا رفيقة، اشتقت إليك واشتقت إلى حروفك، آسفة لأني تأخرت عليك في الرد، فقد أصبحت أتسول الوقت للكتابة، تابعتك بنفس منقطع وانا أسافر معك في رحلة مجانية أهدتني إياها ذاكرتك، استغربت إلى تلك التفاصيل الصغيرة، التي لا تزالين تحتفظين بها، فما أعرفه عن ذاكرتك أنها معطوبة، تسير بقدم واحدة، لكنك تغزلين لي من الشوق معطفا أتدثر به، لا تزالين كأنت، كما عرفتك منذ تسع سنوات يا رفيقة، تجيدين فن الاخفاء، وتحبين أن تبعثي الشوق فينا، وكأنك كنت بحاجة لحجة صغيرة، يهديها لك كرم السماء، حتى تزرعين البعيد، شجرة وارفة الظلال بصحراء، قاحلة، فتصلين لها حتى تنعم عليك بزخات مطرية، تشبع الأرض الجافة.
اليوم ذهبت مع أخي الصغير إلى المدينة، لأسحب مبلغا كنت قد ادخرته للسفر، لكني قررت أن أفتح البيت الصغير، الذي ورثته من جدتي رحمها الله، وأجعله مدرسة صغيرة، أدرس فيها النساء، في البداية لم يوافق والدي:
-يالله رحماك، سوف تفقدني صوابي بعدما تفقدني هيبتي هذه الفتاة
-الهيبة يا والدي نحن من نصنعها، لا تمنح إلينا..وأنا لست بآثمة أسعى للعلم وهو أول ما جاء به الإسلام..
يبدو أن ردي أخرسه، إذ أنه فتح فمه ثم عاد ليطبقه عدة مرات قبل أن يجيب:
-حسنا يا جميلة..يمكنك أن تفتحي ذلك المنزل..
طفت نظرة النصر بعيني، وأنا أمسك ذيل جلبابي، وأحكم خماري استعدادا للخروج، ناديت أخي محمد والذي سعد لتلك الفكرة، وركبت السيارة بجانبه، طوال الطريق وهو يحدثني عن طفولتنا كيف كانت، وعن السعادة التي كنا نعيش فيها..
- أي سعادة تتحدث عنها يا محمد؟
-تلك السعادة التي عرفنها يا جميلة تقاسمناها طوال السنين الفائتة..
قطبت حاجبي وقد بدت ملا محي كئيبة جدا وأنا أجيبه:
-لا أتذكر من الماضي سوى أما أنهكتها الأيام الخاوية، وشلتها ذكريات الماضي حيث كانت تنعم بالحب والأمان والفكر النقي في بيتها، لكنها أشقت نفسها وأشقتنا معها بسبب الحب..
-جميلة لا تتحدثي عن والدتنا هكذا..الأموات يسمعوننا..
نهرته بقوة:
-كف عن هذه الغباوة التي تصبغ عقلك، أي أموات يسمعوننا؟ ونحن نتخبط في قلة الوعي، وكثرة الأطماع..
-بت أخاف منك يا جميلة..بل أعتقد أني أخاف عليك..
لم أجبه فقد كان بي من الألم ما سيجعلني أتقيأ على وجهه، بكلمات لن تمحوها الأيام أبدا..
وربما نخسر هذه الرابطة، التي تجمعنا..ابتلعت غضبي، واتكأت على زجاج النافذة، حتى وصلنا..إلى البنك، سحبت المال وبعدها رحنا إلى المدينة حيث سوقها الشعبي الكبير، تصادفك بباب مدخله الواسع امرأة تفرش الورق، وترى الطالع، اقتربت منها من باب الفضول، لكن أخي نهرني وهو يقول:
-هيا سيرانا أحد ويخبر والدي,,
-دعك مني أريد أن أعرف ما تخبئه لي الأيام,,
في تلك الأثناء أخذت العجوز تناديني وهي تسمي بأسماء الجن، أعتقد قالت لا لة عيشة،
وميمون وهكذا بعض الأسماء وهي تدعونا لتقرأ لنا "الكارطة" ضحكت وأنا أشجع أخي على الاقتراب . فرشت الأرض وأنا أخبرها عن اسمي حتى تبدأ لي القراءة، أما أخي فاكتفى بالنظر إلي بعينين غير مصدقتين، وتارة تبحث عينيه عمن يرانا، كان يشعر بخوف شديد لكني لم أكن خائفة، أردت بعض المرح الجنوني وأنا أسألها :
-أخبريني ماذا تخبئ لي الأيام؟
تأملت الأوراق بعدما صفتها واحدة تلو الأخرى، ثم قالت:
-أنت لست كما النساء، نصف لك ونصف لها، وكلك له..
-ماذا تعنين؟
لم تجبني وهي تتابع:
-تنتظرين حلما يأتيك من الماضي، لكنك أنت من ستسافر له,,
-لم أفهم؟
-ستفرغين الكأس في رمل، ثم تركبين البحر، لكن الطير يا ابنتي أحيانا لا يهاجر..
ومدت يدها المطلية بنقش صحراوي، كاشفة على أسنانها والتي بعضها معدني، قائلة:
-هاتي"الفتوح"
مددت لها بعضا من المال وأنا أنظر لأخي في استغراب، فهي لم توضح لي ما عنته، نصف لي ونصف لها وكلي له,,
وعن أي حلم تتحدث، وأي طير هذا الذي لا يهاجر أحيانا,,
لم أعرها انتباهي، وأنا أحاول أن أستمتع بهذا الصباح الجميل، اشتريت معدات المدرسة،
وسأحاول أن أبدأ الأسبوع القادم بحول الله.
أه يا رفيقة تمر الأيام ببطء كبير، يتعبني الفراغ، فأجد نفسي أحاول ملأه بمناوشاتي أنا وأخي أو حتى زوجة أخي الكبير، والتي اشتكتني أمس لوالدي، وقد نعتتني بالعانس، لا تستغربي يا روح، هنا حينما تكمل الفتاة عشرين سنة تعتبر عانسا، فما بالك وأنا قد وصلت للسابعة والعشرين من عمري، البنات هنا يزوجن في سن مبكرة،حضرت نهاية الأسبوع الماضي عرسا لفتاة تبلغ الثالثة عشر من عمرها، دفع والدها رشوة لكاتب العدل فعقد لهم
لأن القانون الآن أصبح صارما في تزويج القاصرات، لكنه من الصعب جدا أن يطبق وإلا سترينهم يزوجون أولادهم بالفاتحة فقط، والزوج في السابعة عشر من عمره، مهزلة يحضرها كبار القرية، لذلك قررت أن أدرس النساء هنا، أن أبعث فيهن روح الوعي، حتى يدركن أي خطأ فادح يرتكبن في فلذات كبدهن، نفس الخطأ الذي ارتكبه أباءهم فيهن، أتعلمين ياروح الكثير من النساء هنا لا يعرفن، أن يحسبن لدورة الحيض، أو الترتبات النفسية التي تعانيها المرأة في هذه الفترة، سمعت إحداهن تقول أن زوجها لا ينام بجانبها ولا يكلمها أو يمس جسدها في هذه الفترة، وعللت ذلك أنه حرام، لأنه قد ذكر بالقرآن عدم مس المرأة وهي حائض،استنكرت لهذا الجهل وأخبرتها أنه حرمت المعاشرة، ومادون ذلك فهو جائز، ضحكت وهي تتغامز مع رفيقتها :
-أنت يادكتورة تعلمت علما أجنبيا، لن تفهمي أكثر من الفقيه..
وهل تعلمين يا روح أن هذا الفقيه لم يسبق له أن كتب حرفا واحدا، هو رجل أمي لا يقرأ ولا يكتب,
تتعبني الحياة هنا كثيرا، وكأني أجد نفسي قد عدت لأيام الجاهلية،


لكن الحياة هنا صاخبة جدا، تجبرك على التفكير، وإتعاب للأعصاب، وحينما أصل لذروة الغضب تجدينني، لبست جلبابي وخماري، وأركب حمارا قد اشتراه والدي حتى يحمل عليه الحطب،وأخرج لأصافح الطبيعة، حيث المساحات الخضراء الهادئة،أراقب سكون مياه النهر المجاور، أتصفح وجهي في مرآته، الصادقة، ولآ أخفيك سرا إن أخبرتك أني وقتها أستعيد رسائلك لي فأعيد قراءتها مرة أخرى، هل أنت نادمة ياروح؟ على هذا الحب الذي أهديته للبعيد،لو التقيت به الآن ما ستخبرينه؟ هل ستكتبين عنه مرة أخرى؟ روادتني نفسي المتشيطنة على أن أطلب منك أن تكتبي قصتك معه، احكي فيها عن هذا الجنون أخبري العالم بأسره أنك أحببت حبا صادقا، في حين أن العالم كله لم يصدقك حتى من أحببت,
لو أحبك يا روح ما كان تخلى عنك، لست أدري يا رفيقة، لكنهم يقولون أن الحب الذي لا ينتهي بزواج هو مجرد مزحة من القدر، أو جرعة ألم منه أيضا.
أتمنى أن تتابعي لي باقي الفصول فالانتظار يحرقني,,
صديقتك دائما
جميلة





هناء الوكيلي 31-01-11 10:40 AM


صباح نهايات الأسبوع الهادئة، وصوت الحياني العذب، وفنجان حليب باللويزة..
جميلة كيف حالك يا رفيقة؟ سرتني رسالتك كالعادة، لقد كانت متنفسا رائعا يشغلني عن التفكير وأنا أتخيلك تجابهين، مثل هؤلاء الناس، لم أكن أعتقد أنه لاتزال بعض القرى الغبية بالمغرب،تقبع في جاهليتها،فما تنقله لنا عدسات الكامرا شيء مختلف تماما..
أغبطك يا رفيقة على ذلك الجو الهادئ الذي تسبح فيه روحك أحيانا، أعشق الخضرة،وخرير المياه،وكؤوس الشاي وطبق "الحرشة"البدوي، والكسكس المسقي بالحليب،ذهبت مرة مع أخي وزوجته إلى قريتها، كانت رحلة جميلة جدا، رغم أن الجو كان ممطرا، وكئيبا لكني لم أهتم وقد استغرب الجميع من عاداتنا،وكأننا أجنبيون فكيف أخرج وأنا أعانق أخي وكيف أجري وراء الخرفان،أو أحدث الشباب هناك حتى من لا أعرفهم، لكنهم لم يعقبوا على الأقل أمامي، وما اهتممت بهم، طلبت من شاب أن يساعدني على ركوب حصان أسود كالليل، يطلق عليه اسم "الأبهم" فرحب الشاب بطلبي كثيرا، لكني لم أسلم من نظرات بنات جنسي، وهن يترجمن استغرابهن بحركات من وجههن.
أكره الحياة المغلقة، تلك التي يحاول الآخر أن يقنعنا أنها باسم الدين،لكنها بعيدة كل البعد عن الدين،صحيح أننا تلقينا تربية غلط يا جميلة، لكن تلك التربية، على الأقل جعلتنا صادقين مع الناس وقبلها مع أنفسنا.
ليلة أمس كنت بالعمل كانت هناك شحنة علي أن أوقع على وصولها، وأشرف على العمال،فسألت بكر-حدثتك عنه سابقا في رسائلي-:
-بكر هل تعتقد أن الشحنة كافية؟؟
مد لي مجموعة من الأوراق وهو يقول بنبرة حانقة:
-اعتقد أنها كافية إلا إذا كنت ترغبين في احتكار السوق
أنزلت تلك الخصلة السوداء التي تنزل على جبهتي:
-أنا لا أقول لك أني أريد احتكار السوق لكن شركة الهمس تطلب منا شحنة أخرى، وأعتقد
أن الأمر..
-اسمعي نحن نعلم بما نقوم به جيدا..
لوحت بتلك الأوراق بوجهه وأنا أقول بنبرة غاضبة:
-لم تكلمني بهذه الطريقة..؟
ألقى نظرة جانبية علي، ثم تنهد بعنف وهو يقول:
-أرجوك نحن نعلم جيدا كيف تسير الأمور، لا نريد مشاكل أخرى..
رفعت ساببتي أمامه أحذره:
-اسمع يا بكر أنا أقوم بعملي لا أكثر، وحينما اطلب منك أن تزود الطلب فعليك القيام بذلك
"ثم هممت بالرحيل لأعود و أقول"إن كان هناك من شكوى فلا أحتاج أن أخبرك أن تتوجه
لمكتب المدير..
إنها إحدى المعاناة التي لا تظهر إلا حينما، يرحل البعيد عني، فأصبح ضعيفة كغريق يحتمي بقشة، صعب جدا يا جميلة أن تكوني وحيدة يتيمة المشاعر، تحملين داخلك قلبا يئن وعليك-لانك صاحبته-أن تحميه، وتضمدي جراحه، وتسهري عليه، كيف أفعل وأنا لا أجد الوقت، لأختلي بحزني؟
ولأتابع مسيرتي وحلمي الذي سعيت من أجله، علي أغلف نفسي بذرع الصمود، وأدعي أني قوية.
-تبا لهم جميعا..
رميت بتلك الأوراق على مكتبي، بعصبية وأنا أسب في حين سمعت ضحكة حمزة من
ورائي وهو يحمل كومة من الملفات قائلا:
-ألم أخبرك أن بكر أشد ما يكره أن يأخذ أوامر من شخص، إنه لا يحبذ فكرة أن توقعي على
فواتير الطلبات، وتكوني المسئولة عن المخزن أيضا..
أجبته بتذمر:
-أو تعتقد أني راضية أيضا؟ فماذا جنيت من الوقوف في المخزن وتسلق سلالم الشاحنة
سوى ضربة في ركبتي..؟
-هل جهزت جدول الأجازات؟؟
أراحني تغيير الموضوع، فأشرت له إلى ملف أصفر موضوع على المكتب وأنا أجيب:
-ستجده هناك، أرجوك علقه على حائط الإعلانات، حتى يأخذ الجميع خبرا بذلك
أجاب باستغراب:
-حسنا، لكن أنت غير موجودة على القائمة؟
-أجل لن آخذ هذه السنة إجازة
-ولم؟؟
تنفست بعمق و أنا أجيب:
-لقد رفض المدير، لأني أخذت تلك الأجازة حينما مرضت..
عصر جبهته وهو يقول:
-أووه أجل تذكرت لكنك تتعبين وتحتاجين للراحة
ارتشفت من علبة العصير وأنا أقول:
-وماذا سأفعل لقد كنت أريد أن أسافر لمصر هذه السنة لكنه رفض، ثم لا تنس لا زال
علي أن أدفع تقسيط المستشفى بباريس، وأيضا مستشفى والدتي...
طفت دمعة حارقة فوق عيني "الأمور تزداد صعوبة هذه الأيام يا حمزة
بدا مهتما وهو يسألني:
-هل تحتاجين لمساعدة؟؟
كنت أعلم ما يقصده، لكني يا جميلة بحاجة لدعم معنوي أكثر منه مادي،أحتاج لصدر أضمه فأكسره بشوق وجنون،أحتاج لشخص يقف بجانبي يساندني، لست قوية يا جميلة كما أدعي، لست امرأة خارقة، كما يقال عني في عملي، لست باردة المشاعر كما يصفني أصدقائي، ولست قاسية كما يصفني أهلي، ولست طفلة كما يقول عني البعيد،أنا أنثى يا جميلة تحتاج للكثير من الأشياء. أدعيت أني منشغلة بتعديل ثوبي الأزرق الباهت، وأنا أجيبه:
-لا فالوضع مسيطر عليه، ومنحته ابتسامة رضا، حتى أقنع نفسي بهذا .
جميلة الحياة صعبة كثيرا، والقناع الذي ألبسه بدأ يسع وجهي وأكثر، أحيانا يسقط على غفلة مني، فأتعرى أمام الناس.أخشى يا رفيقة أن أضيع وتضيع سنين أيامي، وأنا أجدني أغلق على نفسي في غرفة الماضي،لتصبح الهمسات الميتة، هي هوائي، ورسائله المحترقة هي زادي،وعينيه بئر أرتوي منه..أخشى أن أصبح كأمي،بعد ثلاثين سنة تعترف لي أن ما يجمعها بأبي هو الاحترام، أكثر منه حبا، وأنها تشعر به رفيق سفر اختاره لها القدر حتى يشاركها المقعد الذي بجانبها،كان اعترافها هذا هو سبب آخر لي في أن أسعى لأعيش الحب، الذي تحدثت عنه ووصفته لي ذات يوم، كنت أشعر أنها تخبئ داخلها عشقا
كبيرا لم تطفئه السنين، كنت أعلم جيدا أنها غاضبة من رجل ما غير والدي، لأنه رحل..
كنت أشعر أنها حانقة على نفسها، لأنها وضبت حقيبة الرحيل لرجل كان حياتها، و لايزال شبحه يسبح بجوفها.
لم أكن ممن يجيدون التعامل مع العالم العنكبوتي، فما يربطني به هو دروسي وأبحاثي، وحينما اشتغلت أصبح موقع اليسا هو ما يعنيني هناك، وأحيانا أعبث بموقع الأبراج،
ساقني القدر ذات صباح ممل، إلى منتدى صدفة وأنا لا أومن بالصدف..
قرأت هناك مجموعة من الكتابات الجميلة، والتي راقتني كثيرا، وفي لحظة حماس قررت التسجيل،لكني لم أعرف كيف.
ثم بعدها فجأة ركبت رقم صديقتي، وبعد قليل جاءني صوتها معاتبا إياي:
-هل قتل يهودي حتى تذكرتني؟؟
ضحكت بسرعة وتوتر وأنا أجيب:
-اسمعي ميري، لا وقت لدي هل تعلمين شيئا عن المنتديات؟؟
علت ضحكتها وهي تسألني بخبث:
-هل شاركتي في منتدى؟؟ أخيرا
مددت يدا مرتبكة إلى شعري:
-بصراحة دخلت صدفة لمنتدى، ولا أعرف طريقة للتسجيل، ففكرت ربما تكون لديك فكرة
ما..
-اسمعي ستتجهين للصفحة الرئيسية وهناك شريط فوق، ستجدين عبارة التسجيل
تابعي الإرشادات، وستسجلين معهم، لكن لا تنسي ابعثي لي برابط المنتدى حتى أتابعك..
فمنذ مدة لم تبعثي للجروب أي جديد لك..
ابتسمت وأنا أنهي المكالمة قائلة:
-حسنا ميري اعذريني سأقفل فليس لدي مكالمة دولية..
-حسنا حبيبتي لكن لا تنسي..
وقبل أن تكمل كلامها انتهى رصيدي، وقد ارتحت لذلك
قمت بتلك الخطوات التي قالت لي عنها ميري، حتى ظهرت لي صفحة كبيرة تصدرها
عنوان بخط عريض
قوانين منتدى همس القلوب
قرأت تلك القوانين بعناية ثم بعدها نقرت على لا أوافق عليها، فجاءتني رسالة تقول:
لا يمكنك التسجيل لأنك لم توافق على القوانين..
ابتسمت ثم قمت بضغط اعادة وعدت لأنقر على أوافق..
بعدها ظهرت لي صفحة لتسجيل بياناتي..
الاسم المستعار: لم أتردد لحظة واحدة، وأنا أكتب اسمي الحقيقي،
سهام..
ثم بعد ذلك كتبت الرقم السري، والذي اعتدت استعماله في كل شيء يخصني، حتى
بطاقاتي البنكية، وبريدي، وكذا خزانة أوراقي الخاصة في المكتب، أصبح الرقم
السري جزءا من حياتي، لا يمكنني تغييره أبدا..

هناء الوكيلي 31-01-11 10:41 AM

أنهيت إدخال كل ما طلبه مني المنتدى، وماهي إلا لحظات حتى جاءتني رسالة إدارية تقول:
مرحبا بك سهام معنا، ستجد رسالة خاصة في صندوق بريدك ماعليك سوى أن تضغط على
الرابط لتفعيل عضويتك..نتمنى لك اقامة سعيدة بيننا..
فتحت بريدي لأجد رسالة تطلب مني أن أفعل عضويتي بمجرد النقر على إحدى الروابط،
وأصبحت ضمنهم..ضمن عالم قادتني إليه أقدامي وأنا الغريبة كليا عنه..ضمن عالم
افتراضي وأنا التي لم تكن تعرف إلا الواقع بحياتهاـ تعاملت بواقعيتي، يا جميلة، كنت سهام التي يعرفها الجميع،كنت أرتب ملامحهم، واعتبر كلمتهم صدق، وردودهم شهادة أقروا بها..
تصفحت قسم الخواطر وهمس القوافي من جديد، وقد بدا لي أن عدد المشاركات قد زادت
لدى أصحاب تلك الخواطر..
لم أطق انتظارا،أحيانا نستعجل الموت الحارق يا رفيقة..
توجهت لملف بجهازي تحت عنوان "خواطري" واخترت خاطرة كنت قد كتبتها ليلة أمس..
حينما علمت بقرار ياسر بعدم عودته، مرة أخرى..
حسنا ربما هي مشاعر حزينة لكنها تصفني فعلا وقد بثت فيها كل مقومات الخاطرة..
حدثت نفسي:
-ألا تبدو تافهة مقارنة بما قرأته هنا؟؟
فأجاب الثرثار كالعادة:
-اووووه لا يا سهام، فقط دعي قلمك يحلق في سماء الابداع، وتناسي يوما هذه التعقيدات..
-حسنا سأفعل..
وكانت البداية يا رفيقة، كنت أشعر أن ذلك العالم يأخذني من كل الرفاق، لم أعد أفتح بريدي الالكتروني، حتى لا أستمع للومهم، وفي كل مرة يتصل فيها أحد رفاقي لدعوتي للخروج معهم أتعذر بألف عذر، حتى وجدت نفسي أغرق في ذلك العالم..
رده كان مختلفا، عن كل الردود، يثير جنوني، وهو يجيبني بخاطرة وكأني أكتب عنه،إن تساءلت وقلت:
-كيف رحلت لتتركني أمتص نهد الحنين؟
أجاب:
-كيف أرحل وانا أسكن القلب والروح،تجدينني تحت زر القميص الازرق الذي تلبسين، اغفو تحت أهداب العين حينما تنامين، أفترش شعرك الأسود..
بالله عليك كيف بالرحيل تغنين؟
أجبرني على الرد، لتصبح كتاباتنا رسائل نوصي الوهم أن يحافظ عليها، ويوصلها قبل وقتها، أخبرتك أنه قد بعث لي برسالة يوم عيد ميلادي، أخبرني فيها أنه افتقدني،
بعد وصول تلك الرسالة الأولى منه، بدأت أطوي مسافات البعد بيننا لأكون بقربه، وأنا التي هربت من بداية حب قد يلقي بي من سابع سماء العشق إلى وحل الفراق، والدموع تمطر على أرضي دون توقف..
وفور عودتي، سارعت لأبعث له برسالة سرقتها من بركان مشاعري النشيط،
أتمنى أن تكون بخير
أسعدني السؤال عني، كثيرا
انا أيضا افتقدتك وافتقدت شرب القهوة معك
سهام

ثم بعدها وضعت خاطرة كنت قد كتبتها،والتي كنت أقول فيها:

كنت حينها عائدة لثوي من حفلة عيد ميلادي
حينما قرر أصدقائي الاحتفال به على طريقتهم
تلك الموسيقى الهادئة التي أعشقها، والبحر
والرمال، الذهبية
وكل من نعرفهم ولا نعرفهم كانوا مدعوون
ليرقص الجميع، على أنغام الموسيقى
وتتعالى الأصوات فرحا...بيوم ولدت فيه
بعيدا عنهم في مكان ما كنت تجدني واقفة
اترقب الزمن، وأبتسم بخجل لكل من تصادفه عيناي
وسؤال واحد يشغلني، ويربكني، ترى ما الذي يفعله
الآن؟؟ هل شعر بغيابي؟؟ ترى مالذي فعله حينما استيقظ
ونزل لغرفة الجلوس الصغيرة، ولم يجد قهوته مجهزة،
ولا جريدته الصباحية هل بحث عني؟؟
كم أكره الوقت..كم أكره الانتطار..
وكم كنت اعشق الحفلات سابقا..
لكني الآن لا أشعر بوجود كل من حولي..
لا أنكر أن الحفلة رائعة جدا..
لكني كنت أتمنى أن اكون معك..
ولكنت تخليت عن البحر، عن الموسيقى
عن الهدايا..وعن الشموع ..عن كل شيء جميل..
فقط لاستمتع وانت تقص علي كيف أنهيت
فصول روايتك الأخيرة مع كل النساء..
فقط لاخبرك أن أجمل ما حمله يومي
كانت هديتك...
حينما سمعتك وأنت تهمس لي

افتقدتك..

الآن وأنا أقرأ تلك الخاطرة أحس وكأنها تافهة، لغتها ركيكة جدا، ليست كتلك المشاعر
أبدا التي كانت تحملها..
رغم أنها كانت في السابق رمز سعادتي..
لم يطل بي الأمر حتى شاهدت على بريدي، إعلاما بوصول رسالة
وقرأت بسرعة،لم أمنح نفسي فرصة التأكد..
لديك رسالة من منتدى همس القلوب..
وبقلب سيتوقف نبضه في أية لحظة سارعت للمنتدى..
تصدقي لما وصلتني رسالتك كنت عم اشرب قهوتي
سعدت بعودتك..
نورت المنتدى
.
.
.
سراب الحب

ترددت هل أبعث له ردا؟؟ لكني غيرت رأيي فماذا سأخبره كيف كانت قهوتك بسكر أو بدون؟؟
لم يعد لي ما أكتبه..فاكتفيت وقتها بتلك السعادة وذلك التطور..
بعد ازيد من شهرين هاهو قد قرر أن يتواصل معي اكثر..ويكون أقرب..
ولم أنم حتى قرأت رده تلك الليلة..
هل تعلمين يا حبيبة عمري؟؟
هكذا سميتك..
أحب أن تكوني دائما استثنائية في حياتي..
قبل ان أكتب لك الآن..
محوت من أسطري، ألف حرف، وقتلت ألف
كلمة..
لم تصلك..لم تصفك..
في غيابك تاهت الكلمات..
وانتحرت الحروف..
لتسكن علامات الاستفهام حياتي..
ويحتل الفراغ أوراقي..
لم أكتب شيئا..
خواطري ماتت..
وقصائدي علقت حتى إشعار آخر..
غيابك عني في ذاك الصباح..
غير مجرى الدم في عروقي..
حتى قهوتي..
لم أشربها..
حتى جائتني رسالتك تقول:
ما بالك أيها الأمير..
هادئا..
ما بالك أيها الملك
غائبا..
أو لا تعلم أن القهوة لا تشرب
إلا وهي للسان حارقة؟؟؟
وقتها زارت الشمس
سمائي..
وقتها عادت حروفي
وولدت لأجلك ألف قصيدة
وألف خاطرة..
هذه المرة ستكون استثنائية..
جدا..
اعدك لن ترحلي..
هذه المرة
لن ترحلي
....


لست أدري ما الذي يحدث به نفسه الآن حينما يزوره الحنين إلى رسائلنا، هل يشعر بأن تلك المشاعر كانت تافهة؟ هل يهزأ من نفسه لأنه كتب شيئا كهذا؟ هل يشعر أن كتاباته كانت تافهة؟ هل تطور أسلوبه أكثر؟ والسؤال الذي يقتلني، هل أصبح له حبيبة عمر أخرى؟
أخشى الاجابة يا جميلة، اخشاها كثيرا..
أجبته،

كنت وقتها جالسة في حديقتي الصغيرة
احتسي فنجاني بهدوء كما هي عادتي، كلما زارني طيفك..
حينما سمعت طرقا خفيفا على باب غرفتي..
وفتحته..لأرى من أقلق هدوئي..
فلم أجد سوى الرياح تعانقني..بشوق..
وقبل أن أطردها وأغلق الباب..
وجدت كومة من الرسائل..
الملقاة على الأرض..
حملتها بين يدي..
وقلبتها أناملي بلا اهتمام
حتى توقف قلبي فجأة..فادركت
أن اسمك مر مزينا عيوني..
ككحل عربي..
اصيل..
وعدت أبحث فيها من جديد..
وبارتعاشة الفجر الخجول..
فضضتها..
كانت حارقة كالشوق بين ثنايا صدري..
وكالخوف بين روحي، وقلبي..
كل شيء فيك..مختلف..
كل شيء كنكهة فنجان القهوة الصباحي..
حتى رسائلك مختلفة..
حتى تساؤلك مختلف..
لن ترحلي..
تلك الكلمة علقتها على قلبي...
وزينت بها غرفتي..
حتى وسادتي..
ضممتها إلي..
وانا أسر لها..

لا لن أرحل..

وها أنا يا جميلة جمعت حقائب الرحيل، ووضبت ملابس الغياب، عنه تاركة ذلك البيت الذي جمعنا بصمت، عدت قراءة رسالته الأخيرة ليلة أمس، يا جميلة..وتساءلت:
هل هنا توقفنا؟؟هل هنا شيعنا جنازة قلبينا،
بحبك سهام؟؟؟؟وما أقدر انساك لحظة؟؟ يا عمري والله والله مافي غيرك في حياتي؟؟
أليست هذه كلماته؟؟ ألم يقسم دائما أنه لا يكذب، ألم يحلف
وحياتك..وحياتك يا سهام بحبك..بموت فيك وما بقدر أعيش من غيرك

أهنا ننتهي؟؟
ودفنت وجهي بين يدي وبكيت..
بكيت سنة كاملة من الحب والعذاب، من الشوق ومن الجنون..
بكيت سنة كاملة ودعتها من حياتي، لأعود بلا فائدة..
اللهم إلا ذنوب أثقلت كاهلي...
بكيت سهام التي تغيرت، بكيت سهام التي خانت، بكيت سهام التي ضاعت..
بكيت سهام التي تنكرت لأصدقائها وأفنت أيامها أمام شاشة الكمبيوتر تنتظر اتصاله
بكل عبط، وبكل ماتحمله الأنثى من شوق، لتقتل ثقة أهل كانوا يقسمون على أنها لا تخفي عنهم كلمة واحدة...
نادمة؟؟
لا لست نادمة بقدر ما أنا مستصغرة لنفسي، أحببته كما لم أحب شخصا، رسائله لا أزال أحفظها، ما ألمني هو أين أنا؟؟ وأين نفسي وكيف قمت بكل هذا..؟
ما ألمني هو هذا القلب الذي أفنيته وقتلته عشقا، جعلته يقفل الباب عنه، ويتلوى كالمكلوم، كئيب قلبي بدونه، دموعي لا تتوقف يا جميلة أقسم لك وأنا أكتب الآن إليك تمطر زخات على خدي المحروق، كنت غبية جدا، وكأني امراة تعيش المراهقة في وقت متأخر..
الآن وقد انتهى كل شيء أحببت أن أعيد حكايتي معه..جنوني به..وسذاجتي التي
رافقتني..معه..
لم يكن لي سوى دموعي هي من تشهد علي..وصوت إليسا يطربني" حبك وجع"
وفري صديقي الوحيد الذي يعرف كل شيء وأحمد الله أحيانا لأنه لا يستطيع البوح..
لا أتستطيع ياجميلة أن أكتب قصتي معه، فمن سيقرأني دون أن يحاكمني، دون أن ينهال علي بسوط اللوم، ويقسم ظهري به..
هل هناك من سيسمعني دون أن يلبس ثوب القاضي؟؟ ويحكم بدلائل العقل، ليزج بي في
سجن الخطيئة؟؟
ويأمر بوأدي؟؟
هل سيلومني، يوما؟؟
ويطالب بصفعي؟؟متهما إياي بخيانة أهلي..
ربما الآن هو يقول أنه يحبني..لكن بعد خمس سنوات من الآن؟؟ بعد عشر سنوات؟؟
حينما تكون له حياة أخرى، مع إنسانة أخرى،ويعيد ملامحي ويعيد جنوني ودموعي
واتصالاتي كلما قررنا الابتعاد؟؟
هل سيلومني؟؟
كم سأكره نفسي وقتها؟؟؟
كم سأبخس نفسي حينها؟؟؟
أغمضت جفني أخيرا، وأنا أتأمل فري صديقي الذي لا يزال مستيقظا، يطربني بصوته
الرقيق أو ربما هو يحدثني ويذكرني بمدى غبائي..
تأوهت بوجع، يعتصر قلبي، ويستنزف قوتي..
ككل ليل أقضيه بدونه، كان الحزن رفيقي والدموع تنساب على خدي، مذكرة إياي بألمي
ضممت وسادتي بقوة وبكيت بحرقة، إلى أن أشرقت شمسي..
وكعادة تلك الصباحات التي تأتي بلا هو، تنفست غبار الذكرى، وتحسست أثار الألم،
وشاهدت احتضار قلب، يئن بداخل صدري..
ببطء شديد قمت بكل ما أقوم به كل صباح، الحديث الصغير مع فري، الهروب
من جديد من عيني والدي، ثورتي في ذاك الصباح على أختي الصغيرة، واستحمامي،
لصلاتي، لتغيير ملابسي وتصفح بريدي..
لا جديد..
وحتى لو هناك جديد فأنا لم أشعر به..
بدا لي كل شيء ذاك الصباح يسير ببطء، ويثرثر كثيرا، كثرثرة ذلك الثرثار بعقلي
سائق السيارة، الراكب الذي زاحمني هذا الصباح، أبواق السيارات إزدحام الطريق،
بل حتى يوسف حارس الشركة ثرثر وغامر ذاك الصباح بصمته ليسألني عن حالي وإن كنت مريضة هذا يعني أن حالتي سيئة جدا، ولم ينفع كريم الأساس في تغطية ذلك الشحوب بوجهي..
أخيرا جلست بمكتبي..
لأنعم بالقليل من الصمت الذي أتمناه..وأنا أسأل نفسي:
-لم لا أكتب رسالة لجميلة..
وفتحت فورا جهازي وأنا ذا أكتب لك يارفيقة:
ليت تلك المشاعر ظلت رهينة الورق، ولم أسع لأن تتحرر ذات يوم، ليتني حينما قرأت رده على موضوع بقسم الحوار وقرأت رده الصريح،
هالتني تلك الجرأة في الرد..
وعرفت أني المقصودة:

"حينما يبلغ بك الافتتان بأصحاب الأقلام، حد نكران ذاتك
وتخليك عن كل شيء كرمالهم..
ويصل شغفك حد افتقادهم، في حين انك آخر همهم
حينها فقط، تكون انت وليس غيرك من يتحمل مسؤولية
مشاعرك التي لم تحسن السيطرة عليها..
وفي الأخير مافي حدا يتحمل أخطاء غيره، كل واحد مسؤول عن مشاعره
ولما تقول لشخص افتقدتك لا زم تكون متأكد إنه يستحقها.."


سأتوقف هنا يا رفيقة على أمل اللقاء في رسالة أخرى
صديقتك روح أو سهام كما تشائين.









هناء الوكيلي 05-02-11 01:35 PM

مساء الخير،
روح، كيف حالك يا رفيقة؟ لست أدري عن نفسي لم أعد أسألها عن حالي منذ مدة، تعبت يا روح كثيرا،أريد الرحيل، السفر إلى حيث أستطيع بناء حياتي، تحقيق حلمي،أخبرتك أني سأفتح البيت مدرسة لقد تم ذلك الأسبوع الماضي،لم تسجل سوى ثلات نساء، في الحقيقة يا رفيقة ليس هذا ما يشغلني، هل تذكرين ابن عمي خالد؟
أجل يا روح إنه نفسه من احببته ذات عمر، واعتقدت أني تخلصت من هذا الإحساس العقيم الذي لم يجلب لأرضي سوى البوار، وأني إذا ما صادفته ذات فرصة، سأعلن له بكل حواسي السبعة، أني لم أعد جميلة الطفلة ذات الضفائر التي كانت تصاحبه فترة من عمرها، قبل أن يتخلى عنها وكأنها لم تكن موجودة بحياته،
عاد ياروح، عاد مرة أخرى بذات الأناقة، ذات العطر، ذات اللمحة البريئة التي توحي بها عينيه التي تشبه لون العسل المحروق، ذات الابتسامة التي كانت تخطفني مني، بلا أن أشعر..
توقفت سيارته الرياضية، أمام بيت جدتي، كان يعلم بما أن الباب مفتوح فجميلة هنا،بخطوات ثقيلة تقدم نحونا، كنت أنا ووالدي، نحاول توضيب المكان، وأنا في غمرة الحديث معه، والنقاش الذي لا يهدأ بيننا، أحسست أن عطره يخترق قلبي، أجل لقد تعرف عليه قلبي، قبل أنفي يا روح، القلب له ذاكرة قوية اتجاه العطور، أغمضت عيني بعنف حتى لا أبكي، ذكراه أوقفت نبضي..
-السلام عليكم..
لم أستدر حينما نطق التحية، اكتفيت بسماع والدي وهو يهرع نحوه ليعانقه، لكني تابعت عملي وكأني لم أسمع شيئا، اعتقدت يا روح أني أهذي،وكأني سمعت صوتا شبيها بصوت ميت..
هو لم يمت يا روح، لم نسارع لنقتلهم وهم أحياء، كم نحن أنانيون، فإما تعيش معي أو سأحكم عليك بالموت، وأشيع جنازتك وحيدا دون رفقة، دون أن يبكيك سواي، سوى أشياءك الجميلة..هل يعقل أن ندفن من نحبهم باسم الحب؟؟
أخيرا استدرت، عينيه، أنفه الدقيق، شفتيه المبتسمة دائما،بشرته السمراء، شعره الأسود
إنه هو..لم يتغير يا روح..
وددت أن أرتمي بحضنه، وأبكيه أن أشكيه نفسه، وأخبره أن فراقه كان كما السكين يغز قلبي،
-كيف حالك؟
-بخير..
كذبة يا روح فأنا لست بخير يا رفيقة..
استنشق الهواء بحب، وهو يجيب:
-كم اشتقت لبلدي..
رحب به والدي، كثيرا ثم عرض عليه أن يذهبا إلى المنزل، ليوافقه الرأي وقبل أن يخرج استدار وهو يقول بنبرة أحسست أن لها معنى، أو ربما هي حساسيتي المفرطة اتجاهه هو بالذات:
-لا يزال لدينا الكثير لنحكيه يا جميلة..
ابتسمت بضعف، وأنا أومئ له برأسي..
هل سبق وأن أحسست بأن جسدك لا يقوى على الحراك؟ وكأنك أصبت بالشلل الكلي، فقط هما عينيك ما تتحرك، ودقات قلبك تتسارع حتى يهيئ لك أنها ستصيبك بالصمم؟ أأحسست بهكذا احساس مع البعيد؟
روح أصبح له ابنة يا رفيقتي، ابنة جلبها معه، بعدما انفصل عن زوجته جورجيت، وهل تعلمين ما اسمها؟؟
اقتربت مني في المساء حينما عدت إلى البيت، كان يجلس قبالة الباب إذا ما دخلت هو أول من يصادفك، ابتسم لي وهو يقول باعجاب:
-تبارك الله يا عمي جميلة أصبحت عروسة..
ابتسم والدي وهو يهز رأسه قبل أن يقول بدفئ:
-تعالي يا جميلة لتشربي الشاي معنا..
تقدمت كالمذبوحة متناسية كل ما وعدت به نفسي، بأني فور دخولي سأذهب لغرفتي وأدعي أني متعبة، لكني وجدت نفسي أتقدم نحوهم، وعيني معلقة بتلك الشقراء، التي تتعلق بكتفه، وما إن رأتني حتى تقدمت إلي وهي تقول بالإنجليزية:
-انا أعرفك..سبق وأن رأيتك مع والدي..
احمرت وجنتاي وحمدت الله أن لا أحد يتحدث الانجليزية، وتكور الحديث بحلقي، فشكل غصة تمنعني من إخراجه، فتابعت بمرحها:
-أنا أيضا اسمي جميلة، مثلك..
نظرت إليه بسرعة أستفسر منه، هل ما تقوله هذه الشقراء، صحيح؟
ابتسم لي وكانت تلك اجابة على سؤال ترجمته عيني..
ابتسمت لها رغما عني، والدها يا روح عذبني كثيرا، وهاهو الآن يطلق اسمي على ابنته، يعرف جيدا أني أكره هذه الطريقة، وكان دوما يستفزني قائلا:
-إن لم أتزوجك سأسمي ابنتي جميلة..
أجيبه من بين أسناني:
-وإن أنجبت ولدا..
يقهقه وهو يجيب:
-سأسميه أيضا جميلة..
-لا تبالغ إن لم أتزوجك فكل سيعيش حياته كما يريد..
-إن لم أتزوجك ستعيشين معي كل لحظة..وسانطق اسمك أمام الملأ كل يوم..
حتى لو اضطررت لتغيير اسم زوجتي إلى جميلة..يا جميلة-ويغمز بعينيه-

تبا لهم كل الرجال يا روح، أكرههم جميعا..يستطيعون أن يتعايشو مع الفراق أكثر منا، لا شيء يؤخرهم، عن حلمهم، تزوج وأنجب، وسافر وتابع دراسته، واحتفل بأعياد الميلاد مع زوجته، شاركها فراشه،أحلامه،اشترى لها هدية عيد زواجهما الأول والثاني والخامس
ضحك معها، اعتذر لها، وأخبرها أنه يحبها، رقص معها..
قاسمها حلمنا يا روح، حلم طفولتنا، وانظري إلي الآن..

أنا في السابعة والعشرين من عمري، لا جديد منذ أن تركت له ذبلة خطوبته عند والده، وخرجت باكية، لأحمل في ذات اليوم حقيبتي وأسافر، إلى اليوم، ياروح إلى عودته لا جديد
كل شيء توقف، ولم أدرك أن السنين سرقتني من نفسي إلا حينما عاد..
اعتذرت منهم ثم توجهت إلى غرفتي وفتحت جهازي لأكتب لك رسالة، حينما سمعت دقا خفيفا على غرفتي، شعرت بنبضي قد توقف فجأة، لا أعتقد أن والدي قد يوافق على أن نتحدث أنا وهو بعد كل ما مضى، وفي غرفتي بالتحديد..
فتحت الباب، ودون حتى أن ألبس حجابي، لتتسمر نظراتي أمام جثته وهو يقف مصوبا نظرة فاحصة وبليدة، ومتشدقة لجسدي الذي تغطيه بجامة نوم خفيفة، وشعري البني الذي ينزل بهدوء على ظهري، وبعض من خصلاته تطل وكأنها سعيدة بأن توريه نفسها كيف صارت بعد غيابه، سارعت لألبس جلبابي وخماري، وأنا أقول بكلمات مقتضبة:
-اعتقدتك والدي..
-والدك ذهب لصلاة العشاء..
-كان عليك أن تعلمني أنك..
قاطعني وهو يجيب بسخريته المعهودة:
-ألا يكفي أني طرقت الباب؟
-لا، لا يكفي خصوصا وأني لست معتادة على أن يزورني غريب، في غرفتي..
تجاهل كلمة غريب التي حاولت أن أدسها بجملتي، حتى أشعره بالاهانة، ليقول:
-لم يكن عليك أن تنهي علاقة عمر، من أجل خطأ صغير..
اتسعت عيناي لوقاحته وهو يصف علاقته بالأمريكية، السائحة خطأ صغيرا،فتساءلت:
-أتعتبر الخيانة خطأ صغيرا؟؟ أجل فبحكم العادة أصبحت لديك مجرد خطئ صغير، لدرجة أن تستغل غياب عمك لتقتحم غرفة ابنته..
لم يجب بكلمة، أعتقد أن ردي مسه كثيرا، أعتقد أني آذيته بهذا الرد، فقد بدت عينيه غائمة، تسبح فيها سحابة دمع مدفون، دمع لم يستطع أن يذرفه ربما لكبريائه، أو ربما لانغماسه في الحياة..
روح بكيت تلك الليلة كثيرا، لم يتوقف قلبي عن النزيف أبدا، لقد جرحت قلبي قبل أن أجرح كبريائه، مرت يومين، لم أره فيها، لم يترك لي إلا تلك النسخة عني اللهم إلا اختلاف الشعر بيننا، جميلة، ابنته تشبهني إلى حد فغر الفاه..
لاأستطيع التنفس يا رفيقة، حينما أراها، وكأنها تخبرني أني كنت حية أنبض بينه وبين زوجته..
هل يعقل يا روح؟
سؤال اجابته منتحرة، علقت نفسها بين روح السماء السابعة والأرض السابعة، تصيبني ذكراه بالهذيان، فتكرمي علي برد سريع..أثمل به لعلي أنسى هذا الوجع..
لك الخير..
صديقتك دائما
جميلة


هناء الوكيلي 05-02-11 01:37 PM

صباح نور يغشي قلبك،
جميلة كيف حالك؟ أعلم أنك الآن تحتاجين لتذرفي دمعك يا رفيقة، لم أصدق حينما وصلتني رسالتك وأنت تخبرينني عودة خالد، يا إلهي اعتقدتها حكاية قد طواها الزمن، أحسست بنبض كل حرف ارتعش بين صفحاتك البيضاء، شعرت بك وأنت تتلوين كالمتوجعة، ولا أحد يشعر بك إلا ثيابك، كيف استطعت أن تنهريه؟ إنه الألم يا رفيقة، أحيانا آلامنا تفوق حبنا.
لك الله يا جميلة..
قبل أسبوع من اليوم، كنت مسافرة إلى أغادير، شاركني سفري كالعادة حسام،
لكني لم أكن حاضرة معه يا جميلة فقط هو جسدي، من يتحرك ببطء شديد وسط جنز أسود وكنزة بيج وحذاء ذوكعب عال من لونها، انهرت فوق المقعد بجانبه غارقة في صمت كئيب، خال إلا من حديث الثرثار برأسي، وهو يستعرض أجمل الصور التي ترفض ذاكرتي أن تسقطها من رصيفها، تعلقت عيناي بالطريق بينما تعلقت عيينه بوجهي الكئيب، لم يستطع الصمود أكثر فسرعان ما تفجر لديه سؤال عن حالي:
-ما بك يا سهام؟
-لا شيء..
-لكني أجدك صامتة..
صامتة كلمة عقيمة بالنسبة لما كنت أشعر به وقتها يا رفيقة، كلمة لا تصفني، لا تشبهني،
لا تعنيني، تبرأت مني كل الحروف الهجائية، وأعلنت تمردها رافضة أن تترجم شعوري
أحسست وكأن جوفي قد أخلي من كل ما يملأه، ليسمع فيه لحن الخواء..
بعده أرهقني، جعلني كالتائهة لا أقوى على التنفس، أتلمس ملامحه بيأس،
وكأني أقبض الماء بين يدي، سرعان ما يتسرب من بين أصابعي، ليترك لي الفراغ..
هو ذات الفراغ، كسحابة مثقلة بلا شيء، بطنها لا تنجب المطر..
-سهام؟؟
انتبهت للمحاسب الذي كان يجلب طلبينا، ريثما يتم الإعلان عن الرحلة:
-ماذا هناك يا حسام؟؟
-ما بك تبدين هادئة؟؟
تأففت فقد سمعت هذه الجملة لأكثر من ثلاث مرات منه..
لأجيبه بهدوء:
-لا شيء..
تنفست بعمق وأنا ألقي نظرة على المطار الذي يعج بالبشر مابين المسافرين، وأهاليهم،
وأصدقائهم..
ليت الحياة تكون إيجابية، دوما ليت الحزن لم يخلق وليتني لم أتعرف عليه..
كنت أعلم أن ليت لا تغني ولا تسمن من جوع، فما قد حصل حصل..
طوال الرحلة وأنا غارقة في صمتي، وقد حاول حسام سؤالي بأكثر من طريقة عن
حالتي، لكني كنت أجيبه بكلمة واحدة، لا شيء..
حينما وصلنا ارتأيت أن أذهب مباشرة إلى الفندق، وأرتاح فاللقاء سيكون في المساء
لذلك لا يزال لدي الوقت لأنعم براحتي..

لكني كمن يطلب أن تمطر السماء ذهبا،وما زادني تعبا، أني لم أجلب ما أرتديه للقاء المساء، بالوفد القادم من الامارات، ذرعت المساحة الصغيرة بغرفة الفندق، مجيئا وذهابا،لعلي أصل لحل،حينما وصلتني رسالة قصيرة من حسام، يطلب أن نخرج لتناول البوظة، ريثما يحين الموعد، لم أكن بحاجة للخروج، فمعدتي كانت تتقلب داخل جوفي،وتشعرني بالغثيان، لكني وجدتها فرصة أشغل بها نفسي عن التفكير في البعيد،
وبينما كنت أتسلق جدران الحيرة، بين ذهابي ومكوثي، جاءتني رسالة أخرى من حسام، يقول"الحساب علي يا بخيلة" ابتسمت ثم أرسلت له "أوك".نهضت متثاقلة أجر حزني الثقيل،ثقل سحابة محملة بمطر غاضب، استحممت وارتديت ملابسي، ووضعت بعضا من
أحمر الشفاه، حتى يخفي شحوب شفاه ماتت.
كل شيء يمر ببطء، تواطأت كل الأشياء ضدي، الوقت، الأشخاص، السيارات،
كل شيء يمر ببطء شديد، حتى أنفاسي أكاد لا أشعر بالهواء، يدخل رئتي.
سمعت دقات قصيرة، على الباب فأجبت "تفضل"
أطل حسام بوجهه المضحك، وتلك النظرة المتفحصة، والتي تكاد لا تفارقه كلما نظر إلي،
ليقول بمرح:
-سأنتظر تحت ريثما تنتهين..
ابتسمت في وجهه، وبعد عشر دقائق كنت أنزل السلالم ببطء..
لست أدري يا جميلة لم نتأخر نحن النساء دائما في مواعيدنا، لم يكن لدي ما يؤخرني، فقد كنت جاهزة تماما، لكني تأخرت بعشر دقائق كاملة، كنت أعيد فيها ما التهمه الوقت، في سنة ونصف، أنفقتها في سبيل الوهم.
-بما أننا خرجنا أود شراء ما ألبسه، فقد نسيت أن أجلب معي لباسا للقاء الليلة
هز رأسه وهو يقول بحماس:
-ليس قبل البوظة
ابتسمت لذلك ولسوء حظه أن فكر في تشغيل الراديو..
بينى انا وبينك خلاص فى شى انكسر
مابسالك مين انهزم مين انتصر
صوتى نده لك ماترك عندك صدى
فى شى انتهى بيناتنا لما ابتدى
بعدك انا شو بخاف ما صدق حدا
يمرق على الشوق بهرب على الهدا
بينى انا وبينك خلاص فى شى انكسر
مابسالك مين انهزم مين انتصر

وكأن أحدا ما غرس في قلبي سكينا باردة، جمدت نزيفه، وأشلت أعصابي، تحجرت الدموع في عيني، وكأنها حبات لؤلؤ مكنون، تنزل دون أن تلمس خدي، لتستقر فوق فخدي، انتبه إلي حسام وبهلع تساءل:
-مابك سهام؟
أخرجت محرما من حقيبتي، وأسرعت في مسح دموعي الساخنة، مجاهدة في زرع ابتسامة تساعد في تخفيف الأمر:
-لا شيء يبدو أنها الرياح، سأغلق النافذة..
لم يعلق على جوابي،التافه والذي لم أكن أؤمن به فكيف سيؤمن به هو؟
كانت دموعي تزداد شيئا فشيئا، لم أستطع منعها، بينما حسام كان ينظر إلى الجهة الأخرى، كلما توقفنا عند إشارة مرور، أو يسدد نظرته نحو الطريق، كلما تحركت بنا السيارة.
إليسا تذكرني به، في أي أغنية ترددها، هي خاصة به، حروفها له، تلك المشاعر له..
كل شيء يشعرني بوجوده، وكلما شعرت بهذا الشعور أردت أن أبكي بعمق..
كيف سمحت له باختراق جسدي، واحتلال روحي، والتربع في مملكة قلبي..
كنت أعلم جيدا أن تلك العلاقة، لن تجلب لي سوى التعاسة لكني أبيت إلا أن أندفع بكل
ما أملك من جنون نحو تلك المشاعر..
لم أدرك أن الجولة قد انتهت إلا حينما، وجدت نفسي أمام الفندق، استغربت وقد بدت علي
الدهشة فقال حسام بنبرة غريبة، وكأنه حزن لحالتي:
-يبدو أني لم أستطع أن أغير من مزاجك،"وهز كتفيه في تخاذل وهو يتابع"أتمنى أن
تتحسني في المساء..
وتركني أمام باب الفندق، لم يدخل معي بل توجه إلى "الكافي" بللت شفتي لا يزال طعم
الشكولا عليهما،
ماذا حصل؟؟
حاولت أن أعيد خرجتنا لكني عجزت..تنهدت بعمق وتابعت سيري إلى الداخل، لأتجه
رأسا إلى غرفتي..
فضضت مشترياتي والتي أصر حسام أن يدفع ثمنها فوافقت على مضض، رغم أني كنت
أفضل أن أدفع بنفسي لكني لم أشأ احراجه أكثر أمام صاحبة المحل، والتي كانت متحمسة
كثيرا، ربما اعتقدتنا مخطوبين!
مجرد الفكرة تشعرني بالتقيؤ!
وحينما أعلن الزمن وصول الثامنة التي تنقص من عمرنا، رن هاتفي،كنت وقتها ألتف حول نفسي، فالجيبة البنية، التي تصل لركبتي والقميص البيج، ذو الحزام الذهبي والحذاء
العالي، الذي بلون الحزام يبدو رائعا علي..
يبدو أن ذوق حسام جيد بالمقارنة بما كنت أعتقده..
نزلت الدرج بمهل، فزيادة على أني لم أكن معتادة على لبس الجيبات، فأنظار الجميع
علي، أحرجتني كثيرا..
شعرت بأن دقات قلبي تتسارع بشكل فظيع، وريثما أعيد انفاسي إلى طبيعتها أخذ حسام مهمة التعريف، على عاتقه وقد كنت ممتنة لذلك:
-أقدم لكم الآنسة سهام بناني، المسؤولة العامة لشركة عمر للحديد
كان ثلاثة رجال بلباس رسمي، كنت أتخيلهم سيرتدون ذلك اللباس الخاص بأهل الخليج لا
أعلم ما يدعونه بالضبط، لكنه جلباب طويل غالبا أبيض، ويضعون شيئا على رأسهم،
لطالما سمعت أسماءهم في المنتديات، لكني لم أحفظها..
تبادلنا التحايا، والمجاملات، في محاولة لجعل الحديث يبدو أسهل،قبل أن أشير لهم بالجلوس في ساحة الفندق..تحدثنا عن الجو في المغرب، والمناطق التي تستحق الزيارة، وقد علمت أن أبو عبد الله وهو مسؤول الشركة التي يملكها أبو جاسر، أن هذه ثان زيارة له للمغرب، وهو من اقترح المشروع على المدير، وهو عبارة عن سلسلة مطاعم حول بحر "السعيدية"المعروفة بجمال شطآنها وجوها الجميل، وطيبة أهلها، وقد تعرف على شركتنا من خلال الأنترنت..
أما محمد فهو أخ زوجة أبو جاسر، وقد جاء هنا زيارة وليس عملا، لذلك كان كثير الحديث
والتعامل ببساطة، حيث أنه ألغى الألقاب بسرعة كبيرة، وناداني بسهام، لم أنتبه للأمر إلا حينما نبهه أبو جاسر بذلك، لكني ابتسمت فأنت تعلمين طبيعتي يا جميلة، أكره الألقاب، و"الإتكيت".
أصر محمد على أن نأخذه إلى مطعم يجيد صنع طبق الكسكس، ورغم أني كنت قد وضعت لهم برنامجا آخر، حيث حجزت في مطعم متخصص بالشواء على الفحم، إلا أني وافقت على طلبه واعتذرت عن الحجز، لأكلف الفندق بتدبير مكان بمطعم جيد، وقد كان لنا ذلك بالفعل.
أبدى الجميع إعجابه بالعشاء، وكذا الاستقبال الذي تم استقبالنا به من طرف المطعم، وتلك الطريقة المغربية، الفريدة التي تشعرك بالدفئ دوما، أينما حللت، حاولت الانشغال عن الأكل فأنت تعلمين أن مثل هذه الأكلة بالليل، قد تضر وزني كثيرا، لذلك حينما تحدث أبو جاسر وجدتها فرصة فأنا لم اكن أعرف إذا ما كانوا يتحدثون أثناء الطعام أم لا، تحدثنا عن الأزمة العالمية التي أصابت العالم مؤخرا، وعن مدى تضرر شركتنا أو لا،وعن الحديث عن الأثمان، وجودة الحديد، وكيف أن بعض الشركات لم تستطع الصمود فأعلنت إفلاسها..
كان يستمع إلي وحده، ويهز رأسه تحفيزا لي على المتابعة، أحسست بالإحراج كثيرا وأنا أجدني أثرثر، لكنه قال:
-ماشاء الله يا آنسة سهام، لديك إلمام كبير بالسوق
ارتشفت من اللبن وهو ما يرافق عادة طبق الكسكس كما تعلمين:
-إنه عملي وأحاول أن أعرف عنه الكثير..
بعدما أنهى الجميع عشاءه وأحضر لنا النادل براد الشاي ليصبه لنا في كؤوس يملأها النعناع، سحبت بعض الأوراق من حقيبتي وأنا أحاول أن أعيد جو العمل، قليلا، حتى نستطيع الاتفاق على كل شيء..
اعتدل أبو جاسر وأبو عبد الله، الذي لم يكن يتحدث كثيرا، اللهم إلا تلك الابتسامات التي كان يطلقها بين حين وآخر، أما محمد فقد أخذ حسام على جنب، وانشغل معه بالحديث،
عن الأجواء والطبيعة هنا..
-أعتقد أنكم لن تجدوا ثمنا ولا جودة كالتي تعرضها عليكم شركتنا، لكن طبعا هذا لا يمنع أن تسألوا في السوق، ونحن تحت أمركم..في أي شيء
عدل أبو عبد الله من قميصه وهو يجيب برزانة بعدما ألقى نظرة سريعة على الأثمنة:
-وصلنا عرض من شركة أعتقد اسمها-وألقى نظرة على أوراقه ثم تابع- "الصفاء" وأعتقد أن الثمن كان أرخص منكم..
وكما تعلمين يا رفيقة علي أن أجيد المراوغة جيدا، وفن الإقناع لذلك بدوت هادئة وأنا أجيبهم بثقة أن مقاييس ونوعية الحديد تختلف، عن شركة "الصفاء"والتي كنا نمولها في بداياتها، ونعلم جيدا طريقة عملها..
أنهينا الاجتماع بشكل جيد، وقد تم التوقيع والاتفاق على كل شيء..
وابتسمت له..ابتسمت بعينين دامعة وكأنه الدافع لنجاحي، لنشاطي وثقة نفسي ذلك المساء..
وكأنه يعيدني إلى أيامي قبله، إلى شعلة الحماس التي لم تكن تنطفئ أبدا، وإلى ابتسامة شفتين، لا يذبلهما القحط.
وحينما ودعتهم على أمل اللقاء في الغد بحول الله في الغذاء كانت الساعة تتجاوز الحادية
عشر والنصف..
-سهام ما رأيك أن نخرج للبحر قليلا..
ألقيت نظرتي على ساعتي وأنا أجيبه:
-لا أعتقد أنها فكرة جيدة، تأخر الوقت كثيرا، وعلي أن أرسل اميل إلى المدير، وبعدها أجهز بعض الأوراق لاجتماع الغد..
بدوت وكأني قد حفظت ما سأقوله عن ظهر قلب، فلم يجبني وقد اكتفى بهز رأسه..
أخيرا عانقت وسادتي، وأغمضت عيني.
حينما استيقظت ذلك الصباح، كانت الساعة تشير للسادسة صباحا، فكان أول ما فعلته أن
فتحت صندوق بريدي، لأرى رسالتك والتي قد بعثتها أمس بعدما استسلمت للنوم..
قرأتها وأعدتها مرة أخرى، قبل أن أضم وسادتي من جديد في ذلك الصباح وأطلق العنان
لدموعي، من يراني أقف بشموخ مع العمال، وأشتغل في المخزن، أو أجري اجتماعا أو
أحاول أن أقنع شركة ما بالتعامل معنا، لا يقول أني من أبكي الآن، في تخاذل، بكيت بحرقة
وبصوت مسموع منتحب، وكنت أضرب الوسادة بعنف، لأعترف من بين دموعي:
-اشتقت له، اشتقت له كثيرا..
لم يكن أحد ليجيبني سوى صديقي الثرثار، والذي حثني قائلا:
-اتصلي، أخبريه أنك اشتقت إليه
-لا لقد انتهى كل شيء، لن أذل نفسي أكثر..سيأتي يوم وأنسى فيه..
وابتسمت لنفسي، لأنهض و أستحم..
لم أخرج ذلك الصباح من غرفتي، وحتى حسام لم يتصل بي أبدا..ولم أجد بدا من الحديث
معه..
فتحت الجهاز وتطلعت إلى أولى رسائله....

يا إلهي كم كتبت لك يا جميلة؟ مؤكد ستملين من هذا الكم من التفاصيل المملة التي عرضتها عليك، لست أدري فكلما رغبت الحديث عن حدث أشعر أنه علي أن أخبرك عن الحدث الذي قبله..

سأنتظر رسالتك بشوق الرضيع لصدر والدته، لك كل الخير يا رفيقة
صديقتك دائما
روح

هناء الوكيلي 11-02-11 01:47 PM

الإحتراق السابع


مساء نور يضيئ عتمة قلبك يا رفيقة،
روح، تحاصرنا أخطاؤنا دوما، وكأنها شبح يطاردنا ليل نهار، نحاول أن نجملها قدر الإمكان، لكننا نعجز في آخر المطاف، علينا التعامل معها بصبر، من يقول أن المحيط الذي يحيط بنا ينسى، فليعش في قريتي الصغيرة، حيث ينتشر الخبر كما ينتشر البخور ليلة القدر، عودة خالد إلى القرية،إلى البيت،إلى العائلة، وإلى حياتي، تكاد تخنقني، أكاد أشم عطره في كل نسمة هواء صباحية، وفي ظل كل نجمة مسائية، حتى صورته يعكسها لي القمر بغباء كل ليلة، صدري أصبح ساحة حرب لا يلبث ينعم بالهدوء، أسمع قذائف الشوق تعلن الحرب من جديد، لا يهدأ الحنين فيه أبدا، تهتز عروق قلبي كلما سمعت صوته، وهو يتعمد الحديث بصوت عال، ولا يهدأ حتى يتأكد أنه قد فجر بركانا بمكان ما في قلبي،
قبل قليل يا روح، التقيت به في ردهة المنزل، كان حليق الوجه، فعطر ما بعد الحلاقة، أثملني ابتسمت وبخطوات سريعة تجاوزته، وقد صفعه قب جلبابي الأسود،إلى متى سأقاوم عطره،حبه،عينيه،لمسته؟؟؟
هل أستطيع أن أؤجر رجلا؟؟
لا تضحكي أعرف أنك الآن تضحكين,,
سبق وأن طرح علي هذا السؤال قبل ثلاث سنوات، من رفيقة فرنسية كانت تدرس معي،
اسمها مريا، ذات شعر أشقر ناعم، قصير، يداعب أذنيها في غنج أنثوي فريد،هي مثلك تكره حصة الفلسفة، وتشعر أنها مادة قد خصصت للحديث النسائي، وأن الفلاسفة، فيهم ميزة نسائية، وهي الثرثرة، لذلك وجدت الفلسفة، لست هنا لأناقش ذلك، لكن ذات صباح لم أنعم بنوم جيد في ليله، اختارت مريا وبدون سابق إنذار أن تجلس قربي، وكنت لم أتحدث إليها قبل ذلك أبدا، اللهم إلا تحايا الصباح والمساء:
-أهلا جميلة
باقتضاب رددت:
-مرحبا مريا
التفتت إلي وسألت:
-هل نستطيع أن نؤجر رجلا؟؟
استغربت من سؤالها وقد بدا ذلك جليا على وجهي، فابتسمت ابتسامة أظهرت لؤلؤ أسنانها، وجمال شفتيها الرقيقتين، ثم أعقبتها بدموع ساخنة، وكأن السماء اكفهرت فجأة بعدما كانت الشمس تمرح في ساحتها
-لا يعقل أن يمرح غيرنا في الدنيا، فقط لأننا وفيون؟؟
لا أريد حبا، لكني أريد رجلا لا يطالبني بمشاعري أبدا، أريد صورة تشاركني جمود حياتي، لا أريد أن أكون وحيدة، أسيرة دموع غبية ترفض أن تجف، ترفض أن تصدق أنه رحل، جمع حقائبه ومضى، يبحث عن حياة أخرى، ليدع صاحبتها في العدم، تحيا بنصف قلب، يكاد يصمت في أي لحظة، وياليته يفعل، فسكونه أهون من تخبطه كما من أصابه مس،
هل نستطيع أن نؤجر رجلا، قلبه قد تعطل ذات مساء، ولن يعمل مرة أخرى؟؟
-لا لا نستطيع..
كانت تلك إجابتي العقيمة، لها وتابعت دون أن ترمش لي عين، على مصاب مريا، اتهمتها بالصبيانية، بالجنون، وبالتفاهة..
هل نستطيع أن نؤجر رجلا يا روح؟؟
يكون لنا معطفا يدثرنا من برد غيابهم، من جنون شوقنا إليهم لنسارع لاحتضانهم، لم ألمك يارفيقة، فأن تحبي خير من ألا تفعلي، خير من أن يظل حب البعيد، مجرد ورق، لم تلمسيه، وتعظميه في حكاياتك، وكأنه الرجل المثالي التي تحلم به كل النساء، وعليهن أن يتهافتن عليه، كما تتهافت المراهقات على نجوم السينما,,
جميل أن تعريه، وبعدها تقرئيه، ستجدينه مختلفا، ناقصا، وذلك النقص سيولد رغبة في داخلك كي تنسيه، علمت أنه لم تنته حكايتكما عند الرسالة الأخيرة، ستستغربين من أين علمت ذلك، هل أدعك لحيرتك؟؟
لا، لا تغضبي علمت من خاطرتك التي أرسلت للجروب مؤخرا، كانت عنكما، وشممت رائحة عودتكما فيها، هل أنا مخطئة؟ هل أسبق الأحداث؟؟ حسنا لا عليك يا رفيقة
سأتابع لأعرف هل كانت تلك هي الرسالة الأخيرة أو لا؟
هذا الأسبوع شعرت وكأنه لن يمر بسلام أبدا، خصوصا حينما كنت بعد ظهيرة الجمعة أدرس بعض النساء، واللواتي قد اصبح عددهن الآن خمسة نساء، وشابة في العشرين من عمرها، حينما سمعت طرقات قوية وسريعة على الباب، ارتديت حجابي وأسرعت لفتحه، ففوجئت برجل يدفعني، وهو يصرخ بصوت غليظ:
-أين هي ؟؟
تساءلت بعنف شديد:
-عمن تبحث؟ ليس لديك الحق في الدخول إلى هنا بهذه الطريقة.
دفعني بقوة وهو يقول:
-لقد خربت عقل نسائنا ولن أسمح لان تفعلي هذا بأختي..
حينها خرجت تلك الفتاة بخطوات ثقيلة، وقد بدا الخوف يسيطر على ملامحها، وتكاد تسقط في أي لحظة، حاولت أن أحميها، وأنا أرد عليه بقوة أعلم أني أفتقر إليها:
-أنت لست وصيا عليها، وهي ليست قاصرا، لديها كل الحق للتصرف..
قاطعتني في خفوت، وكأنها تستجدي الصمت مني:
-لا عليك يا أستاذة..أعتذر، سأذهب..
حاولت أن أثنيها عن تصرفها، لكنها خضعت لجبروت أخ ظالم، سيطر على حقها في الميراث، بعدما توفي والدها، ورفض تزويجها لأي من الذين تقدموا إليها، حتى لا يذهب مالهم للغريب، وهاهو الآن يستخسر فيها تنوير عقلها، بالعلم.
شعرت بجفاف في حلقي حينما رأيته يحكم قبضته على شعرها المحجب، ويشده بقوة، حتى يزرق وجهها الصافي، وتتصلب شفتيها الرقيقتين، وتخرج من صمتها آهة، يتيمة تعزيها دمعة حارقة.
هل سأنجح يا روح؟؟
هل أنا قوية بما فيه الكفاية حتى أقف في وجههم وحدي؟
لم أسكت ولم أهدأ خصوصا حينما علمت أنه حبسها في البيت، ومنعها من الخروج، أجريت اتصالا بصديق لي كان يدرس معي، والدته هي عضوة في جمعية، لا للعنف ضد النساء بالمغرب، حقيقة لم تقصر السيدة أبدا، بسرعة حضرت وحضر معها طاقم كبير،ما بين دكاترة نفسيين، ومستشارين اجتماعيين، ودكاترة حقوقيين، تكلفوا بملفها خصيصا، ووكلوا لها محاميا، رفع قضية ضد أخوها، لممارسته العنف ضدها، واستيلائه لحقوقها،
حينما أخذ الموضوع منحى قانوني، تراجع الأخ، ومنحها حقها الإرثي، وتعهد بعدم مسها مرة أخرى.
تنفست بقوة، وأنا أحقق أول نجاح طمحت إليه، رغم المضايقات التي عشتها، ولازلت أعيشها إلا أنني لم أهتم، لا زلت أواصل المشوار الطويل، ولا زلت أسأل:
هل سأنجح يا روح؟؟
هل أنا قوية بما فيه الكفاية حتى أقف في وجههم وحدي؟
إجابة هذين السؤالين متعلقة بقدم المستقبل، قد يركلها ناحيتي ذات يوم، فأنعم بجواب يريح عقلي، وقد تظل معلقة إلى الأبد..
سأتفائل يا رفيقة، فالإرادة هي أقوى سلاح، قد يقهر أي سلاح آخر..
هل تذكرين يا روح، رسائلنا القديمة، حينما تعرفت عليك في تلك الجريدة التي كنت تكتبين فيها، وكيف كنت أول فتاة تراسلك، وقد استغربت من ذلك، فقد كانت تصلك عشرات الرسائل من المعجبين كل صباح، تغذي غرورك وهي تتأنق في اختيار حروف تناسبك لعلهم يحظون برد من كاتبتهم المفضلة، فهناك من عنون رسالته إلى ذات العيون الجميلة، أتذكرينه؟
ذلك الشاب الثلاثيني الذي كان من مدينة الراشدية، والذي أخبرك أنه يشعر أن لك عينين جميلتين، وقد كتب فيهما قصيدة، وهو الذي لم يكن يعرف حتى إن كنت أنثى صدقا، أم لا؟
وهل تذكرين ذلك الذي كان من طنجة، أجل هو البحار بعينيه، الذي يملك يختا، والذي صادف جريدة ذلك الأسبوع وبقدرة قادر، معلقة على طرف خشبة، فقرأ لك وراسلك على العنوان المدون وقد كان عنوان منزلك، أخبرك بهذه الحدوثة وأختم رسالته، بطلب رقم هاتفك، وكيفية التعرف عليك، بل وتجرأ لدعوتك إلى يخته،هل تذكرين ياروح؟ أكثر من ألف رسالة وصلتك في تلك الفترة، وأنا لا أبالغ بهذا، فقد طلبت من ساعي البريد أن يحرق الرسائل القادمة لأنك اكتفيت منهم جميعا،ثم ما لبثت أن تخليت عن فكرة الكتابة هناك كليا،
كنت شغوفة بحرفك، وكنت أحرم نفسي من الفطور حتى أشتري جريدة ذلك الأسبوع،
وكنت ألمح اسمك وهو ماكان يهمني، فأقرأ لك، لا زلت أتذكر مقالة لك، عن بنات الهوى
كانت جد راقية، وكأنك صحفية متمكنة،عنونتها ب سلامي لبنات هوى يرقصن نهارا
حيث تحدثت عن بعض السلوكات التي تمارسنها بنات الهوى، فنشمئز منها نحن النساء، بينما قد نمارسها نهارا ودون خجل مع اختلاف المكان والزمان والغرض، وتطرقت إلى كيف تستعرض التلميذة جمالها وجسدها بلباس ضيق أقل ما يقال عنه انه لباس فتاة هوى، فقط لتحصل على معدل يمنحها جواز الإنتقال من ذلك المستوى الذي هي فيه، وتحدثت عن المرشحات للوظائف، وعن المدراء الذين يصرون على مقياس جسد معين ووجه جميل في سكرتيرتهم الخاصة، وألا تكون متزوجة وعن الكثير من النقاط الجميلة جدا، أين كتاباتك الآن؟؟
هل تعلمين لم ذكرتك بتلك السنوات الماضية؟ لأخبرك أن بعض الناس قد يسعون للتعرف عليك، فقط ليشبعوا غرورهم، وفقط ليضيفوا رقمك إلى أجندتهم، ومن أجل ذلك قد يخترعون لك لغة لم تخلق إلا لك,هم قادرون على تحقيق أمنياتك كمارد مسحت عنه الغبار، فكل الأماني هي أوامر بالنسبة لهم، إلا أن يعودوا إلى القمقم مرة أخرى، إلا أن يكونوا واقعا بين يديك، تلمسينه وتشعرين به.
في انتظار رسالتك لك كل الخير يا رفيقة..
صديقتك دوما
جميلة




]

هناء الوكيلي 11-02-11 01:49 PM

صباح لم ينقشع نوره بعد..
جميلة، هل الغياب صديق للحب، يقدسه لدرجة أنه يمارس أركانه بتعبد، وخشوع؟؟
هل على كل من أصيب بهذا الداء، أن يؤدي طقوس الغياب بكل صدق، ويمر بدهاليزه المظلمة، ويذبح له من دموعه ذبيحة يروي ظمأه، ويشبع غوله الجائع ونتوجع حينما
يقضم بأسنانه قلوبنا حتى يمضغ رهاف لحمها، هل علينا أن نمر بكل هذا يا جميلة حينما نحب؟ هل الحب خطيئة؟؟ هل المشاعر التي تغلف القلوب عليها أن تكون زائفة؟؟ حتى يشعر بك من منحته إياها؟ هل كان علي أن ألا أنجرف، أن أمنع شعورا يتدفق كما الشلال، ليصب بمجرى النهر، كنت وفية جدا، صادقة جدا، غبية جدا، حينما وهبته قلبا لم يكن علي أن أمنحه إياه.
كنت قد توقفت ذات مرة، في حكايتي حينما أخبرتك برده الصريح سأذكرك به، فربما تكون ذاكرتك قد أسقطته سهوا منك.
"حينما يبلغ بك الافتتان بأصحاب الأقلام، حد نكران ذاتك
وتخليك عن كل شيء كرمالهم..
ويصل شغفك حد افتقادهم، في حين انك آخر همهم
حينها فقط، تكون انت وليس غيرك من يتحمل مسؤولية
مشاعرك التي لم تحسن السيطرة عليها..
وفي الأخير مافي حدا يتحمل أخطاء غيره، كل واحد مسؤول عن مشاعره
ولما تقول لشخص افتقدتك لا زم تكون متأكد إنه يستحقها.."

شعرت يومها أن الغرفة اهتزت من تحتي، هل يقصدني بكلامه؟؟
وعدت أبحث عن مواضيعه..
ثلاث خواطر لم أرد عليها..
يا إلهي منذ متى عاد؟؟
استدركت نفسي وأنا أتوجه لأول خاطرة وكتبت، قائلة:
الآن وأنا أكتب لك، بعدما احتلني الحنين
وخنقتني العبارات..
بعدما اكتشفت أنك ودون غيرك..
تستطيع إلغاء قرارتي..
أتساءل ما الذي أعادني إليك
بعد أول عتاب..
أهو الحب؟؟
أهو ذاك الاحساس الذي أثار خوفي مؤخرا
حتى هربت منه..؟؟
لم تسأل نفسك كيف هي الآن بدوني؟؟
هل أبدو لك سعيدة بغيابي عنك؟؟
لم تفكر أبدا قبل لومي وعتابي؟؟
لم فعلت هذا بعد كل ذلك الحب؟؟
لم تسأل لم رحلت؟؟
ولم عادت؟؟
ولم تكتب لي وكأنها لاتكتب شيئا؟؟
بي حزن الليلة عميق جدا..
بي أرق الليلة عميق جدا..
رحلت كي أنساك، لكني وجدتني
أحمل حقائبي معلنة العودة بعد
أول عتاب..
ولأول مرة أترك له ردا تحت خواطري،فقد خفت أن يرد بما يجرحني، بما يفضح مشاعري، أمام باقي الأعضاء،أو يهمل رسالتي له.فأضفت قائلة:
سراب الحب كلمات تفوق التصور، دمت بابداعك
وتقبل مروري على صفحاتك..

وانتظرت كعادتي انتظرت، وأنا أدخل إلى ملفه بين لحظة وأخرى..
لأجده يتنقل حول مواضيع أخرى..أخيرا دخل الموضوع..ظل هناك وخرج..
ارتعشت شفتاي، ألن يرد؟؟
عدت ودخلت للخاطرة، قرأتها مرة وثلاث..
بعدها قمت بتحديث الصفحة، لأجده بجانب اسمي..
هل يعتبر هذا جنون؟؟
أستطيع سماع أنفاسه بجانبي..أستطيع الاحساس بأنامله وهو يرد علي..
ثم قمت بتحديث الصفحة من جديد..
لأر أنه تركني وحيدة مع رده، قائلا:
أنا منذ رحيلك لم أكتب..
ضاع قلمي..
يا امرأة لم تقدر حب رجل
بالنساء كان يقامر..
فداك قلمي..فداك دمي..
فداك نساء السكر والصحو
لكني..يا صغيرتي..
صنعت قلما لي..
تأكدي لن يروقك..
كما لم يرقك الرجل المغامر..
كما لم يرقك حبي لك بطريقتي
الخاصة..
وبعد كل هذا تسألين لم أهاجر؟؟
شكرا للمجاملة، فأنا لا يروقني الحب
المعاصر..
وقهوتي أصبحت أعرف كيف أعدها
بدونك..
فقط ارحلي..
أحسست بغصة تكاد تخنقني وأنا أقرأ كلماته، فسارعت لأكتب:
ببساطة تعلن الرحيل..
تغضب، وتصرخ وتهدد..
تحرق كل الخواطر..
التي شاركناها معا..
كقهوة الصباح..
لست أدري هل أبكي نفسي..
على حب لم يكتب له النور..
أم على رجل أعلن نهاية لحبه..
من أول سحابة صيف تزورنا..
لم أجامل يوما..
لكني خائفة، من الحب..
من عودة قلب كسير..
من دموع تتجمع في مقلتي
حينما تعلن الرحيل..
أو لا زلت لا تعرف متى تخاف حبيبتك..؟
فلتكسر أقلامك، ولتصنع أخرى..
فقصائدك لن تخيفني، فقد علمتني ألا أخاف
من قلم غاضب..
هذه الآن حديقتنا لن أسقيها
سأغادرها بصمت كما طلبت
ولتكتب بعدي ما تشاء..
فليس هناك ما قد يقتلني أكثر
من قولك:
وقهوتي أصبحت أعرف كيف أعدها
تحياتي
جاء رده:
أنا لم أتركك يوما،
ولن أفعل..
عندما اقتحمني حبك
لم أفكر..
لم أقرر..
لم أحسب خطواتي معك..
كيف ستكون..ولا كيف ستنتهي..
عندما سألت الخوف بقلبي..
لم أنتظر جوابا..
وأنا في قمة مرضي، وسقمي..
لم تكوني حاضرة معي..
ولا حتى قهوتك..
ولا جريدة الصباح..
لم أحتج إليك أكثر من يومي ذاك..
قاومت وحدي..
أغرقت وسادتي بدموعي وحدي..
أو بعد كل هذا تلومينني؟؟
بعد أن كنت أقف كل ليلة أمام عتبة
غرفتك..لأعود دون قبلة المساء..
أنا لا أعلن نهاية لحبي أبدا..
فحينما يحب قلبي..
لا يكون كأي حب..أبدا
كلا سأبقى على حبك وعلى عهدي..
إلى أن تبتسم لي عيناك
أو يزورني موتي..
وبعدها
فلتكتبي..على قبري
رجل أحب حد الموت..
.
.
.
.
سراب الحب

لم يتوقف قلبي عن النبض، كان يخفق بين أضلعي، وأنا أشعر به وقد استقر بحنجرتي، فيمنعني من التفكير، كتبت:

قبل الرحيل يا سيدي..
قبل أن تجمع قصائدك..
في حقيبة النسيان..
علمني كيف أنسى؟
علمني كيف أمر على
ملامحك..ولا أهتز..
علمني كيف لا أعصرني
شوقا، في غيابك..
وأثمل برسائلك..
قبل الرحيل يا سيدي
وقبل ان تسحب معطفك
من جسدي العاري، إلا
من عطر أنت نثرته
وقبل أن تلقي بجريدة
الصباح، وعلبة سجائرك
التي بغرفة الجلوس،
وترتدي الرحيل ثوبا
يحجبني عنك..
قف..
رتب فوضى مشاعر
كنت تنثرها مع كل
قبلة مساء..
وبعدها..
ارحل..
فليس بالإمكان أكثر
مما كان..

سهام

رد:
العالم يا صغيرتي..
يا أميرتي..
ويا قطتي..
يبدأ في عينيك..
لينتهي في عمقهما..
وكأن الكون ولد
في مقلتيهما..
أأرحل وكل الأماكن
أنت..
وكل النساء أنت..
وكل الأطفال أنت..
وكل الغزاة أنت..
أأرحل؟؟
وأنت النهر الذي لا يجف
وأنت النبض الذي لا يخف..
وأنت الطفل الذي عني لا يكف..
أأرحل؟؟
وأنت القصيدة التي عجزت
عن إتمامها..
وأنت لولا أنت
ماكنت لأكون..
غرفتك الجميلة،
وسريرك الدافئ..
وستائر عشقك المدلاة
من نوافذ قلبك..
ومساحيق جمالك..
والمرآة..التي تجلسين
أمامها..تمشطين شعرك
الأسود..حتى يغفو كل
مساء على صدري..
وعطر سرقته الملائكة
من جنة الخلد..
لتتوضئي به..
وكل الأشياء الجميلة..
هي أنت..
تبدأ في عينيك..
لتنتهي في عمقهما
وكأن الكون كله ولد
في مقلتيهما..
.
.
.
سراب الحب

شعرت بالاختناق وأنا أقرأ كل تلك الكلمات الآن..
أمجرد حروف جعلتني أفعل كل هذا؟؟
جعلتني أحبه بشغف، جعلتني لا أحمل قلمي إلا له..؟؟
فمذ أن وصلني رده يقول:
مللت الأسوار المحيطة بك ..
يا امرأة قتلت كل النساء..
فكي الحصار..
فأنا رجل بدوي..
لا أطيق يا أميرتي
الانتظار..
أحرقني حبك،
والليلة سأعترف لك
بيني وبينك..
سأكتب فيك قصيدة
بدايتي لعينيك..
ونهايتي لنهديك
لن يقرأنا من اليوم
سوانا..
ولا أريد الليلة
أعذار..

تلك الليلة لم يترك لي وقتا للتفكير، لتصلني رسالة منه..
ترددت قبل أن أفتحها ترى ما الذي سيقوله لي؟؟ بعد كل الذي قيل؟؟
حدثني الثرثار بنفاد صبر..
هيا افتحي الرسالة..
وكعادتي مع كل رسالة لي منه، بيدين مرتعشتين وقلب يدق كطبول الكرنفال
قرأت..لأصدم..واضحك..وأغضب..وأحتار
كان مزيجا من مشاعر لم أعرفها أبدا، لم أشعر بها سابقا وأنا أقرأ الرسالة
مساء الخير..
ليش حاطة امايلك على الملأ؟؟
آسف عادة ما بدخل بالأمور الخاصة لأي شخص
ولأن ما أحمله لك يفوق الطبيعي بقليل..
سمحت لنفسي يا ريت تشيلينه
تحياتي
.
.
.
سراب الحب

أغلقت فمي دهشة وأنا أقرأ حروفه، ماذا يقصد بكلامه؟؟ لكني لم أستغرق وقتا في
التفكير..وكانت أسوأ رسالة وأسوأ قرار وأسوأ لحظة في حياتي
أن كتبت:
عادة لا أقبل أن يتدخل أحد بشؤوني الخاصة، لكني معك ألغيت التفكير من ذاكرتي
ولأن ما أحمله لك فوق الطبيعي..بكثير
لك هذا..
سهام

لم أستوعب ما كتبته إلا بعدما أعدت قراءته في الرسائل المحتفظ بها، بعدما أرسلتها له،
لكن الفرحة وقتها، والوهم الوردي كان قد سرق عقلي، سرق ترددي سرق نضجي فلم
أشعر إلا بسكون تلك اللحظة وكلمات اليسا وهي تهمس..
أجمل إحساس بالكون..
وعلى أنغامها وصلني رده...
روحي لك
ماذا الذي تكتبين
أهو الحب؟؟
أم أن عيوني تخونني
حتى قرأت مالم تكتبي
أم تراه عقلي فسر لي
ما لم تقصديه..
أريحي قلبي..
وأجيبيني..

ابتسمت وأنا أكتب له:
هو الشوق ما يدفعني إليك
حافية القدمين..
أجوب طرقات الحنين..
لأعانق السراب
لن أتساءل صدقني
عن نهاية لحكايتنا..
لن أتساءل أين عقلك أيتها السهام
لكني سأسأل قلبك..
كيفه الآن...
ألا يزال يشعر ببعض مما كان؟؟
أم أنه يغزل صوف امرأة أخرى..

********
حبيبتي..
أنا لا أعرف غيرك من النساء...
ولا أريد أن أعرف..
تكلمت أمام الجميع، وأعلنت حبي لك أمام الملأ
من هي التي اختارها قلبي، عنك
لا أدري قولي لي..
تكلمي..
كل ما كتبت كان لك..
وحدك..
وتقولين هناك امرأة غيرك..
عشقتك حتى طار عقلي..
لا توجد امرأة غيرك في حياتي..
أتدركين ما أقول..

............
كم أحس بالسعادة كلما نطقتها..
وكم كنت أسعد كل يوم بها..
وحينما لا تترك لي قبلة المساء
أحب حينها أن أنتقم لنفسي..
وأثير غضبك..
لأني أحبك حينها أكثر..
اسمع مني اعترافا صغيرا..
أدرك ما تقوله لكني أحب كما أخبرتك
أن أثير فيك إحساس الشاعر القديم..
أعرف أني أتعبك حينها أكثر
لكني أعشقك أكثر وأنت تعترف
بأني آخر النساء في مملكتك
اليوم اكتملت سعادتي ..
ولا يهمني كيف ستنتهي
حكايتنا الصغيرة..
لكنك اليوم..
حبيبي
وأكتفي بشعوري هذا
سهام

توالت بيننا تلك الليلة الرسائل إلى وقت متأخر، إلى أن بدأت خيوط الصباح تظهر من بعيد.. وكانت تلك الليلة الأولى التي أنام عن صلاة الصبح..
فرافق حبي الخطيئة دائما..لم أعلم أن ذلك كان إشارة من القدر على سوء حب أخطو نحوه.
لم أقضها إلا حينما ذهبت للشركة، وبعدها ..
جلست أفكر في كل ما حملت ليلة أمس..
من الصعب على امرأة مثلي، أن تنشر خطاياها كما ينشر العالم ملابسه على حبل الغسيل، أشعر بالخجل وأنا أسرد عليك هذه التفاصيل، التي أدرك أنك لست بحاجتها، ولكني أعجز أن لا أخبرك بها، يا إلهي إني أعري نفسي أمامك؟ فكيف تطلبين أن أكتب قصتنا رواية، يا ويلي سأشعر أن العالم كله سيعرف أني أتحدث عن نفسي، لا أستطيع يا رفيقة.
المهم:
شعرت بسعادة تفوق التصور..
لم أفتح المنتدى ذلك اليوم رغم أن شوقي له كان كبيرا، لكن يومي كان جد مشحون
فزيادة على اجتماع المدير الطويل، فقد دعتنا خالتي إلى الفطور عندها..
يا إلهي لن أراه إلا بعد صلاة التراويح..
وصلت قبل المغرب بدقائق، كانت وقتها خالتي ووالدتي تجهزان المائدة، فعرضت
مساعدتهما لكن والدتي كانت غاضبة مني، فقد حاولت أن توقظني لصلاة الصبح لكني
أبيت أن أستيقظ..
-لم تكن أبدا عادتك يا سهام..
أحسست بخجل كبير فقد أحرجتني أمام خالتي فتمتمت في خفوت وإن كان صوتي يحمل بعضا من التهكم:
-لقد رفع القلم عن ثلاث ومن بينهم النائم حتى يستيقظ..
أثار ذلك غضب الوالدة فقالت مستنكرة لأختها:
-ألم أخبرك أن هذه الحمارة أصبحت عديمة التربية، 'وزفرت بعمق وهي تقول' أستغفر
الله اللهم إني صائمة أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ودفعتني بقوة حتى أتقدم أمامهما
بعدما أعلن الأذان..
تناولت فطوري بغضب، ولم أصلي المغرب إلا بعدما أنهيته، وقبل أن أزيل جلبابي
قلت:
-سأنزل للبيت الآن لدي عمل كثير..
سألت والدتي باستغراب:
-ألن تصلي التراويح؟؟
-سأصليها بالبيت..
"وقبل أن تعارض تابعت" ماذا أفعل العمل لا ينتهي لدي..؟؟
قبلت رأسها وأنا أهمس لها:
-آسفة أمي لن أتأخر عن الصلاة مرة أخرى..
وشكرت خالتي على فطورها..
لا أزال أتذكر ذلك اليوم جيدا، حاولت أن أدخل المنتدى وأرسل رسالة ثم بعدها أصلي
صلاة التراويح، لكني حينما فتحت المنتدى وجدت رسالة منه في انتظاري..
07/09/2009
05h01min
مساء الخير يا روح..
زمان وانتي بالمنتدى؟؟
وانا لحالي... جالس من الصبح
خير في شي؟؟ ليش ساكتة؟؟
2009/09/07
08h30min

مساء النور ..
أنا وصلت الآن لازلت لم أغير ثيابي،
كان يومي جد مشحون بالعمل، بعدها كنت مدعوة
عند خالتي للفطور،ولم أصل إلا الآن..
نسيت أن أسجل خروجي من المنتدى
آسفة

صليت صلاة بدون خشوع، فقد كانت كلماته تقتحم صلاتي لتفسدها، وفور انتهاء تلك
الركعات السريعة التي أختمتها بوتر سارعت للمنتدى من جديد، لكن لا رسائل لا ردود..
فنمت لعلني أستطيع النهوض لصلاة الفجر..
وفي الصباح فور دخولي للمكتب، فتحت المنتدى لأجد رسالته تقول:
2009/09/08
01/11 صباحا

صباح الخير يا ذاتي...
ما نمت غير ساعة واحدة بس
الله يسامحك يا روح..
أنا حاليا بالمكتب رح اخلص
بعض الأوراق وأرجع أحاول
أنام..وانتي بس رجعتي للبيت
طمنيني عنك..
ساعي البريد

…….@hotmail.com
لم أجب على رسالته إلا في المساء، فقد كان هناك اجتماع آخر مطول ذلك اليوم
لأنهي تقريره قبل أذان المغرب، وبعض من الفواتير المعلقة..
بدأت مردوديتي في العمل تتراجع بشكل ملحوظ فقط في يومين..
أخذت أكثر من تنبيه على أخطائي الإملائية، حتى وصل الأمر بالمدير
لتوبيخي واستهزائه من عملي قائلا:
-كيف حصلت على المركز الأول، وأنت لا تفرقين بين الجمع والمفرد في كلمة اجتماع..
تنفست بعمق وأنا أتمتم:
-آسفة لم أنتبه..
أعدت التقرير لأكثر من أربع مرات، حتى خيل لي أن المدير سيكتبه بنفسه..
وفي الأخير، قدمته له..ولم أكن راضية عن عملي أبدا
علي أن أحصل على الراحة قليلا...
وأن أبعد سراب الحب من عقلي وإلا سينتهي بي الأمر عاطلة عن العمل..
وقررت عدم فتح المنتدى، لكن فور وصولي للبيت سارعت لغرفتي ضاربة بقراراتي..
عرض الحائط لأكتب ردا له:
08/09/2009
08h54min

أغلى الناس
كنت أتمنى أرد عليك الصباح
لكني كنت في اجتماع مطول اليوم..
لم أفتح النت أبدا..
لقد أضفتك عندي اليوم
تصبح بألف خير يا نبض قلبي


وفي مساء الغد،

2009/09/09
10h21 min

أنا وصلت الآن من العمل وفاتحة الماسنجر لكن انت لست موجود
عندي..أنا أيضا أستناك ..
لا تعلم كيف مر ليلي ..أمس.. و لا يومي ..
الله يسامحك قلبت حياتي 360 درجة..
سهام

2009/09/09
11/10min
تقلبات الحياة
هي ضريبة الحب..
أنا اوف لاين حبيبي
مابدي أحكي مع احد غيرك
ارسلي لي امايلك وانا بضيفك
أوك حبيبي..

مجرد تلك الكلمة كانت تجعلني أفقد توازني، وأفقد رجاحتي، وأنا ألغي ذلك الصوت الذي
كان يحذرني من التوغل في حب أعلم أنه لن يجلب لي سوى التعاسة...
لكني قاومته بشوق الطفلة لاقتراب العيد..
وأنا أرسل له:
………..@hotmail.fr
لم أستطع الحديث معه ذلك المساء، على المسنجر رغم اصراره فقد كانت هناك مشكلة
ما، ليتم اللقاء من جديد في الغد..
وأتأخر عن صلاة الصبح، وقبل ولوجي لغرفتي أسمعتني والدتي خطابها المعتاد
لكني كنت ملقحة ضد الغضب بلقاح اللامبالاة وأنا أرمي ملابسي على سريري معلنة
عدم مساعدتها في تجهيز مائدة الأكل،بل حتى فطوري جلبته معي
معللة أنه لدي مجموعة من الفواتير التي علي أن أنهيها..
وحينما عاد الجميع من الصلاة، قالت بنبرة غير راضية:
-لقد سألت عنك جميع النسوة في المسجد اليوم..
لم أرفع رأسي من الجهاز وأنا أتساءل:
-وماذا أخبرتهن؟
كانت نبرة والدتي تزداد حدة وهي تجيب:
-ماذا سأقول لهن غير الذي أخبرتني به، لديك أعمال متأخرة..وستلتحقين بهن قريبا..
لم أعلق فقد كنت أبتسم لاصراره على أنه يجب أن يتحدث إلي الليلة على
المسنجر..حتى أنه أرسل لي اميلا جديدا..
كتبت أقول له:
والله عمري ما شفت حدا مجنون مثلك؟؟ خليها لبكرة لا تعصب حالك

رد قائلا:
هههههه لسة ماشفتي من الجنان شي، افتحي الاميل الجديد اللي فتحته لك
وأنا ضفت نفسي عليه إن شاء الله بتزبط ها الليلة ونتكلم مع بعض على راحتنا اتخنقت
من الرسائل..

…..@hotmail.com
الرقم السري:
………….

كان الامايل يحمل كلا من أسمائنا ، ففتحته وأخيرا بدا لي متصلا ليسارع بكتابة
سراب الحب:
كيفك سوسو؟؟
سهام:
هههه بخير والله انت مجنون..
سراب الحب:
لسة ماشفتي شي (وجه يخرج لسانه)
سراب الحب:
ايه سوسو كثير مشتاق لك، جننتيني لحتى فهمتي انه بحبك..
سراب الحب:
سوسو وينك؟؟
سراب الحب:
ليش ساكتة؟؟
كان قلبي وقتها يرتفع وينخفض بسرعة كبيرة، حتى خيل لي أن الجميع سيسمعه
لم أعرف ما سأقوله وكلماته تتوالى كزخات المطر ضاربة زجاج النوافذ..
فكذبت..
سهام:
ولا شي بس بقرا..
سراب الحب:
شو بتقري؟؟
سهام:
خاطرة بالمنتدى
سراب الحب:
لا حبيبي أنا بدي اتكلم معك شوي، سكري كل شي وخلينا نعرف نحكي شي كلمة
سهام:
ههه اوك..قلي كأنك مو من الامارات صح؟؟
سراب الحب:
ايه صح عايش في الامارات
سهام:
اممم شي حلو كنت حاسة انه انت لست إماراتي لانه اللهجة متغيرة..
سراب الحب:
هههه شو اسم هاللهجة اللي بتتكلمي بيها؟؟
سهام:
ههه والله ما اعرف بس لهجة مبعثرة كي تفهم ما أقوله
سراب الحب:
ليش حبيبي احكي بلهجتك
سهام:
لهجتنا صعبة
سراب الحب:
لا أنا بدي أتعلم مغربي بس ما افهم شي كلمة بقلك عليها تشرحيها لي ماشي؟؟
واستغرقنا في حديث طويل دام حتى الساعات الأخيرة من الليل..
ليمر أسبوع، كامل على ذلك الحال..
رسائل قصيرة على الجوال، صباحا والليل نقضيه معا على المسانجر، أدمنت وجوده معي، حتى بدأت أستغني عن حياتي الواقعية شيئا فشيئا، زادت اعتذاراتي لأصدقائي وعائلتي بتحججي الدائم بالعمل، حتى لم يعد أحد يسأل عني، إلا نادرا، وماعدت أسأل عن أحد إلا نادرا..أصبح كل حياتي، أصدقائي وأهلي ونفسي،
زاد حبي له بشكل جنوني، حينما توفيت جدتي ليلة عيد الفطر، كنت معه وقتها حينما أبلغونا أنها مريضة، وقد نقلت إلى المستشفى..
الحكاية تتعبني تفاصيلها الصغيرة، تحرق كبدي، وكأني أقوم بمجهود خرافي، حتى أقاوم الحنين ، ذاك الحنين الذي يسافر بي كل ليلة ويحطني أمام عتبته، أجلس وأنظر إليه من بعيد..
وهو يتابع حياته، من دوني وهو من أقسم أن حياته دوني ليس لها معنى..
سأدعك يا رفيقة لتري الوجه الآخر، لرفيقتك التي وضعت رأسها لتلفيه بحبل المشنقة، لتحاكميها، أنا رهن محاكمة عادلة، رهن قاض لم ينبض قلبه عشقا ذات مرة، رهن عقل لم يصب بجنون العشق مرة ولم يحترق بلوعته، رهن لسان لم ينطق بحروف الحب ذات ليلة، رهن عين لم تذرف دمع الغرام يوما..
فلتحاكميني يا رفيقتي، فلست إلا متهمة هي الجاني والبريئ في ذات الوقت، فإن كنت
أستحق أن أحاكم فلتفعلي يا رفيقة..
فما سينال السوط من جلد ميت؟؟
صديقتك دوما
روح

yasmeenalsham 14-02-11 10:49 PM

مساء الأنوار
اختي هناء جزاك الله خيرا روايتك راااااائعه حقا كنت انتظر البارت بفارغ الصبر
لغه الروايه رائعه وبسيطه القصه جميله جدا وغريبه اشكر لك تعبك على روايتك الجميله وانا بانتظارك

هناء الوكيلي 17-02-11 10:24 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة yasmeenalsham (المشاركة 2629650)
الله يعطيك العافيه اختي هناء روايتك رائعه وافكارك حلوه كتير
انا بانتظارك على نار
جزاك الله خيرا

شكرا لك يارائعة على المتابعة :flowers2:

هناء الوكيلي 21-02-11 12:04 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة yasmeenalsham (المشاركة 2636060)
مساء الأنوار
اختي هناء جزاك الله خيرا روايتك راااااائعه حقا كنت انتظر البارت بفارغ الصبر
لغه الروايه رائعه وبسيطه القصه جميله جدا وغريبه اشكر لك تعبك على روايتك الجميله وانا بانتظارك

أهلا بك يا عذبة انتظريني
سيكون البارت اليوم بين أيديكم
سعيدة جدا بحضورك الرائع:toot:

هناء الوكيلي 23-02-11 10:49 AM



الاحتراق الأخير




مساء عطر تتوضأ به الملائكة عند كل صلاة،
روح، يا رفيقة الوجع!
آه وتتلوها ألف آه!
سهرت ليلة أمس وأنا أقرأ رسالتك التي بعثتها صباحا، أتشرق الشمس على قلب من وجع ياروح؟ أيتنفس البعيد هواءا كالذي تتنفسيه، أينعم با ارواء عطشه، بينما تلفحك حرارة الغياب؟ أيتابع حياته وكأنك لم تكوني جزءا منها؟ أم أنه يحيك من الشوق لك معطفا يقيك برد الرحيل؟ أخشى أن أظلمه؟ فالحكاية يا رفيقة ينقصها مشاعر البعيد، موقفه من كل هذا؟ أيعقل أن يكون بالخبث الذي يجعله يزرع حبه في قلبك الطاهر، وبعدها يتركك تحصدين الخواء؟ أيكون مجردا من المشاعر حتى ينثر سرابا بصحرائك القاحلة، ليوهمك أنها جنة الخلد، أم أنها كانت فعلا كذلك واغواك الشيطان فقضمت من تفاحة الخطيئة؟؟
إنها المعادلة الصعبة، كيف تطلبين أن أحاكمك، وطرف في القضية غائب؟
لا يا رفيقة لست إلا متفرجة تجلس في الصف الأمامي تشاهد أحداث مسرحية أبطالها لا يعلمون نهاية أدوارهم، أو متى.
مر أسبوعي باردا رغم الضجيج الذي صاحب أحداثه، استطعت أن أجمع عشر نساء الآن من بينهن الشابة التي حدثتك عنها، أصبحت الآن تتردد على المدرسة وتتابع دراستها بشكل منتظم، تحدثت هاتفيا مع زميلة لي كنت أعرفها أيام الثانوي، تخصصت في الشريعة الإسلامية وقد وافقت أن تتطوع في نهاية كل أسبوع بحصتين تدرس فيها أصول الدين، وبعضا من القضايا الدينية، التي تختلط مفاهيمها على النساء، كالإرث، والزواج، والوصاية، والمعاشرة الزوجية، ومايترتب عنها من حمل، وحيض ونفاس، وحقوقها وواجباتها نحو زوجها وأبناءها، وقد ساعد هذا في تنوير عقولهن قليلا..
لا تزال الطريق وعرة، لكنني أحدد هدفي، أحاول أن تكون لنا جمعية نسائية خاصة
تحوي، مدرسين، ومحاميين، ودكاترة، وقد تقولين أني لا أتوانى لحظة واحدة في دفع أي باب قد يساعدني، ولا أتوقف عند أي حجر قد يعيقني..
خالد..وما أدراك ما خالد وعودته المتعبة..
كنت أجلس قبل يومين عند النهر أتنفس الهواء، وأزفر الحزن من صدري المعتم، ويداي تعبث بترابه الأحمر المبلل بضفافه، تارة أكتب اسمي وتارة أكتب اسمه وأخرى أكتب اسمك واسم البعيد الذي بالمناسبة لا أعرف له اسما سوى هذا الأخير..
اقترب مني لم أشعر به لكن عطره دائما ما يفضحه، تجمدت الدماء في عروقي، لكني حاولت بجهد يفوق جهدي أن أتابع عبثي لعله يستحي على دمه ويغادر
-جميلة، خالد، أعرفهما جيدا. روح، البعيد، ماذا تعنين بهما؟؟
ألقيت بنصف نظرة غاضبة إليه، ثم أجبت:
-إنهما حكاية صدق وخيانة..ككل الحكايات التي باتت تشعرنا بالتخمة لكثرة تكرارها..
ركع أمامي وهو يقول با ابتسامة وكأنه يثبت لي أن كلامي القاسي، لم يعد يؤرق جفنه:
-تتشابه الحكايات وتتشابه النهايات لكن المشاعر تختلف، ولكل حكاية جماليتها حتى لو قتلتها الخيانة..المشاعر الجميلة لا تموت يا جميلة..-وغمز بعينيه-
تبا له تبا له تبا له بعدد ما أكن له من حب وغيظ في قلبي، بعدد توجعاتي ودموعي وسهري وسقمي، تبا له..
وكأني خالية من المشاكل حتى يعترض طريقي بكل ما يحمله ماضيه من ذكريات..
خطفني من موجة الغضب التي دفعتني، ثم نقلني إلى موضوع آخر وهو يسألني:
-ماذا تنوين القيام به ؟
بدت على ملامحي علامات الاستفهام، فأسهب في الشرح قائلا:
-أقصد مشروع التدريس الذي تبنيته مؤخرا، ماذا تنوين؟ هل ستتخلين عن حلمك؟ والسفر إلى كندا من أجل عالم لا تعرفين إلى أين سيأخذك والأهم من هذا لم يعد عليك بالنفع؟
رحماك يا رب
تنفست بعمق وأنا أزفر من قلب صدري غضبا إن أطلقته سيحرق اليابس والأخضر، واستعذت بالله من الشيطان الرجيم، ثم قلت بهدوء يغلفه حنق كبير:
-خالد..
بدد كل الغضب وكأن الله أنزل غيثه على نار كانت تأكل من خير الطبيعة،وهو يقاطعني قائلا، بحب وصدق،-مجرد إحساس مني يا روح أنه كان صادقا، عينيه كانت تقول ثقي بي هذه المرة-:
-كحبة التمر تلقى بفم صائم هو اسمي حينما تنطقه شفاهك، يشعرني بالرضى والقناعة.
حاولت ألا أنجرف بمشاعري، نحو التيار فأحكمت خماري جيدا على شعري، وأنا أتابع:
-دائما هناك أكثر من خيار..
-لكن علينا أن نختار الأفضل إلينا..
-لا علينا أن نختار الأفضل لمحيطنا، لو كان كل شخص يفكر بحق مجتمعه عليه، لما كان هذا وضعنا..
-إن تابعت الدراسة في كندا، وعدت دكتورة كما كنت تحلمين فستكونين قد ضربت عصفورين بحجر واحد، حققت ذاتك، وساهمت في تنمية مجتمعك..
-حجر واحد لا يصيب عصفورين، إما أن يصيب الأول ويهرب الثاني، أو قد لا يصيبه ويهربان معا..
-جميلة كفاك عنادا، لن تغيري شيئا من قرية ظلت على تقاليدها دهرا،
-لقد غير نبينا من عقول كانت كالصخر، فجعلها تلين بالمثابرة والعزيمة والإصرار..
-وأنت لست نبيا يا جميلة..فقد ولى زمن المعجزات..
-لست نبيا وماادعيت ذلك حاشا لله أن أكون، لكني صاحبة علم وأصحاب العلم هم خلفاء
الله في أرضه، أسعى بعلمي وأحقق المعجزة..
نفض يديه من التراب العالق بهما، ثم تمطى وباابتسامة نهض وهو يقول بمرح:
-تأكدي إن كانت هذه رغبتك سأساندك يا جميلة وسأكون معك،
ابتسمت في وجهه فتابع يقول:
-لم لا ننزل إلى المدينة بعد الظهيرة، جميلة تحتاج لأن تخرج قليلا؟
نهضت بدوري وأنا أنفض التراب العالق بعباءتي، ثم قلت بهدوء:
-الحياة هنا مختلفة عن المدينة، وعن أوربا حيث كنت تعيش، فمن غير اللائق خروجنا معا
لا أريد أن يفهمني أحد بطريقة ليست صحيحة..و أشرت له نحو الطريق وسرنا مع بعض
وكأني أناقض نفسي، مشينا وكانت جميلة تلعب وتمرح بجانبنا، وشعرها الأشقر يشاكس نسيم الهواء الهادئ، بدونا كعائلة، يا لغبائي ويا لغبائك، ويالغباء كل أنثى تشبهنا، كل امرأة تحمل داخلها حبا دفينا،ترفض أن تتخلص من جثته، التي باتت رائحتها النتنة تزكم الأنوف..
-جميلة تحتاج لأم، تحنو عليها، وأنا أحتاج لحب حقيقي يشعرني أني حي..
لا تتسائلي عن دقات قلبي كيف كانت وقتها، ولا عن اضراب معدتي التي أشعرتني بالغثيان، لم اعرف بم أرد، أو بمعني أدق لم أجد صوتي..فتابع:
-أنت تعلمين أني لا زلت أحبك، وأني دفعت ثمن خطئي وأنه نستطيع البدء من جديد
ابتسمت..
هل معنى هذا أني سامحته؟ لست أدري لكني سأترك الأيام لتجيبني.
حينما وصلنا إلى البيت وجدنا بعض الضيوف في انتظارنا، لقد كانت إحدى الجمعيات، التي عرضت علينا المساعدة، وقد قرر خالد المساهمة أيضا بمبلغ كبير عقدت حاجبي وأنا أسمع الرقم الذي نطق به، لكنه أمسك يدي وهو يقول في حب كبير:
-سأقف بجانبك وسنكون معا دائما..
هل تعلمين يا رفيقة لو كنت أملك قطعة صغيرة من موهبتك، في حبك القصة، ومفرداتك اللغوية، لأزعجت العالم بي، ولكتبت وصنعت اسما لي، ولأخبرتهم عن الموت البطيء، الذي نرثه من حب مسرطن، يكاد يقتل صاحبه ألف مرة، وهو حي,,
لم تشعري بالحزن العميق على جدتك، إلا حينما خضت أول شجار على ما أعتقد أنت والبعيد، لا زلت أتذكر حينما قصصت شعرك كعقاب لك على حب موسوم بالخطيئة، ولازلت أتذكر وقع ذلك الخبر علي، شهقت يومها أيعقل أن نصل إلى هذا الحد من الحب؟؟
فقط لأن شعرك كان يداعب وجهك كلما أردت النوم، فتتذكرين غزله المسائي وجنونه به، فقصصته كله، كما يفعل الرجال، يا ربي كيف استطعت ذلك؟؟
سؤال استنكاري لم أكن بحاجة لجواب، لكنه كان كالصرخة بالنسبة لي، أستند بها حتى لا أقع في حفرة الجنون العميقة، لازلت أتذكر وجهك الشاحب، ونحولك المفاجئ، وشحوب ابتسامتك، حينما أرسلت لي صورة لك بعدما أصريت على ذلك، فقد كنت أريد أن أعرف إلى أي مدى وصل بك هذا الحب، فوجدتك على حافة الجنون، يا رفيقة تلك الأيام مضت وها أنت تكررينها الآن،وكأن ما بين الألم والألم ألم يسبح في عمق عينيك،
عانيت كثيرا بسبب هذا الحب، كدت تفقدين عملك أتذكرين، حينما انشغلت بالحديث معه لساعات متأخرة كل ليلة حتى لم تعودي تنعمين بالراحة، وقد استغل رئيس العمل بكر ذلك، فكنت توقعين على شحنات دون أن تتأكدي من مقياس الحديد، وحينما اكتشف المدير ذلك اتهمك بالتزوير، هل تذكرين دموعك وقتها والأزمة التي وضعت نفسك فيها، وتنحيتك من منصبك بل وتحويلك للتحقيق، صرفت كل مدخراتك، وبما أني الصديقة الوحيدة التي تستطيعين اخبارها عن أزماتك دون حرج، سمحت لنفسي بمساعدتك رغم إصرارك على أن الوضع بخير،بعت ذهبك وتخليت عن كل الكماليات التي كنت تنعمين بها، كمراكز التجميل، والسفر، وتناول الأطعمة في المطاعم الفاخرة، والملابس الراقية، بل حتى أنك لم تعودي تصففين شعرك،من أجل أن تتحملي ظروف العيش في تلك الفترة التي كنت فيها عاطلة، لولا أن كرم الله قد نزل وعرف المدير أنها مؤامرة دنيئة من شخص حقود..
ورغم كل العروض التي تلقيتها والمغرية رفضت، وأصريت ألا تشتغلي حتى تظهر برائتك،
كل هذا أنت تعلمينه ولست بحاجة لأن اسرده عليك، لكني أحببت أن أخبرك أن الحب ليس كل شيء..
النوم يداعبني لذلك سأتمنى لك ليلة سعيدة خالية من شبح البعيد، وصباحا مشرقا بنور السماء التي لم تجلب معها وجهه الشامي,,
صديقتك دائما
جميلة














هناء الوكيلي 23-02-11 10:51 AM

صباح مشرق بنور وجهك الجميل يا رفيقة،
جميلة كيف حالك، وحال العائلة اشتقت إلى الحديث معك، فقد مر أسبوعي سريعا، ما بين العمل والروتين اليومي، في نهاية الأسبوع الماضي والذي وصلتني فيه رسالتك، كنت
أتمشى على البحر، أستنشق هواءه يشعرني بالراحة كثيرا، فالتقيت بصديقة قديمة كانت تمارس رياضة المشي، تبادلنا أخبارنا سريعا وسط لهفة الإشتياق للأيام الماضية، عرفت منها أنها تزوجت وأنجبت ابنة من سالم كانت تحبه أيام الثانوي، لا زلت أتذكره فقد كنا نسخر من نظارته الكبيرة، وكثيرا ما شاركتنا السخرية منه، لكنه كان الأول في فصله حيث اتجه علمي، لم أكن أتصور أن حكايتهما ستنتهي بالزواج، اعتبرتها علاقة عابرة لكن سالم لم يكن من نوع الشباب الذين قد يعبثون بمشاعر أنثى، كان شخصا طيبا,
-وأنت أيتها السهام هل تزوجت؟
ابتسمت في ارتباك واضح وأنا أحاول أن أبدو طبيعية، ثم ابتلعت ريقا وهميا وأنا أجيبها في خفوت:
-لا ليس بعد
وقبل أن تسأل تلك الأسئلة المشاعة وتبدو على ملامحها آثار الشفقة سألتها:
-كم تبلغ ابنتك؟؟
-ثلاث سنوات
انحنيت أمامها وقبلت جبينها،واعترفت:
-إنها رائعة حفظها المولى لكما، وجعلها نبثة خير
أمنت على كلامي،وتبادلنا أرقام الهواتف حتى إذا ما سرقنا بعض اللحظات من الزمن، نستطيع أن نلتقي,,
وتابعت مسيرتي، وحدي وقد كانت فرصة مناسبة حتى أعيد الحكاية من جديد، أتذكر حينما كان يصفني بالمجنونة قائلا أني طفلة ويبتسم لي وذلك كلما بدت هستيرية الغيرة إذا ما كتب ردا أو جامل أخرى، -الآن أضحك من هذا العبط-بينما سابقا كنت أستشيط غضبا وأنا أقرأ ردوده لغيري، وما إن نلتقي حتى يقول بتلك اللهجة الشامية:
-إي ياالله سوسو احكي عم اسمعك أنا شو في ثاني؟
فاحاول جاهدة أن أخفي الأمر عنه، وأنا أعاتب نفسي فكما أكتب لغيره، يفعل هو، لكني لا أشعر بنفسي إلا وأنا أنفجر في وجهه بشتى الإتهامات، كان لدي شعور يكاد يصيبني بالجنون، أنه يفعل ما فعله معي في كل المنتديات، حتى أني كنت كلما قرأت قلما يشبهه، أقول أنه هو، كنت أشعر أنه يستغفلني، لينثر كلمات حفظها عن ظهر قلب في صفحة كل
ساذجة مثلي، وهذا الشعور بدأ يكبر ويكبر حتى خنقني وكما يبدو خنقه,,
يا رفيقة مابني على باطل فهو باطل، أحببته بعمق كبير، لكني لم أستطع تجاوز الطريقة التي تعرفنا عليها، والتي رغم تحرري وانفتاحي، إلا أني لم أكن مقتنعة بها،هدوءه وتلقيه لاتهماتي بصمت، كان يعذبني، كثيرا ما طلبت أن نبتعد عن بعض، وننسى كل ما كان ونعود أدراجنا ونبدأ حياة لا تجمعنا فيها الأقدار,,
لكني كنت أعود عن طلبي، وأتصل به لأخبره أني اشتقت إليه، نفس الشوق الحارق يا جميلة الذي أشعر به الآن، ودموعي تمنعني من رؤية واضحة،
لا زال حبه بقلبي بكرا، لم تلمسه يد الغياب ولم تنل منه شفاه الحرمان، لا يزال كما كان
بذات الجمال، وذات الوفاء.
أعدت قراءة آخر رسالة أرسلتها لك حتى أستطيع أن أتذكر أين توقفت في المرة الماضية، هل تذكرين وصلت لوفاة جدتي،
كان قد مر شهر على تعارفنا..
وهاهو العيد قد جاء، لكنه لم يكن كتلك الأعياد التي كانت تحمل فرحة كل سنة فقد اتصلوا
بنا ليخبرونا أن الجدة مريضة جدا، كنت وقتها أتحدث إليه حينما جاءت
والدتي تخبرني بالأمر..
فاعتذرت له، وأسرعت لأرتدي جلبابي ونسرع إلى منزلها..
حينما وصلنا وجدناها طريحة الفراش، لا تتحرك أبدا..
لم أستطع صبرا على رؤية تلك الجدة التي كانت كلما ضاقت بي الدنيا أحتضنها
وتضمني إليها..لتبعثر شعري الأسود وهي تلقي على مسامعي من حكاياها..
ولا تتركني إلا وقد عادت الابتسامة من جديد إلى شفتي..
جاءت سيارة الاسعاف لتحملها، لكن والدي منعني من الذهاب، خصوصا بعدما
عانيت من نوبة ربو حادة..
ذلك المرض الذي ورثته من جدتي، والتي حتى في آخر لحظاتها، قبل أن تدخل لغيبوبة
وتفقد الإحساس بما حولها أشارت لهم بمكان البخاخ
ليسرعوا به لإنقاذي
تقدمت نحوها أقبل يديها في حب وأنا أبكي:
-جدتي أنا سهام أرجوك تمسكي سينقذونك حبيبتي
ضغطت على يدي وكأنها تطمئنني قبل أن يزيحني ممرض من مكاني ويتولى حمل الجدة
على لوح نقال بمساعدة ممرض آخر..
بعد متصف الليل بساعة واحدة، قضيتها في الاتصال بوالدي، حتى انه نهرني من كثرة
الاتصال لكني لم أهتم وأنا أعيد الاتصال بعد خمس دقائق فرد وكأنه شعر بالندم لصراخه
علي أو لندمه لمنعي من الذهاب:
-سهام لا تقلقي صغيرتي سيكون كل شيء بخير، فور سماع أخبار عن الجدة سأتصل
بك..
اجتمع ذلك اليوم في صالون المنزل كل الجيران، فالجدة كانت غالية جدا على الجميع، من أهل الحي،
بل كان صيتها يصل لكل المنطقة التي كانت تقطنها لكرمها وجودها على المساكين
والفقراء..
اتصلت إحدى الجارات بولدها، حتى يأتي ليوصلها للمستشفى، فتعلقت بها وابنة
عمي ميري، للذهاب أيضا معها فوافقت، ورغم رفض والدتي إلا أني أصريت على
ذلك..
لم أستطع الدخول إلى غرفة جدتي، وقد اضطررت لأمنح أحد الممرضين رشوة حتى
سمح لي بذلك..
وبعيدا عن أعين والدي، حيث استغليت ذهابه إلى رؤية الطبيب في مكتبه دخلت..
كانت ممددة على فراش محاطة بأجهزة كثيرة، لم أرها إلا في الأفلام..
قبلت يديها وأنا قول بصوت مخنوق:
-حبيبتي اشتقت إليك كثيرا..
آسفة لم أزرك طوال شهر رمضان، لست أدري كيف تغافلت عن الأمر..
وسمحت لدموعي بالنزول وأنا أقبل يديها وجبهتها في حب..
"لأحدثها قائلة"هيا أيتها العجوز كفى نوما انهضي، ألم تخبريني أنك لن تموتي قبل
أن تطمئني علي..هيا لا تفعلي بي هذا الآن..
هيا أيتها العجوز..
كنت أتحدث إليها وأحكي لها وكأنها تسمعني، ووسط دموعي حكيت لها حكايتي مع
سراب الحب، وأخبرتها أنه الشخص الذي نبض له قلبي..
بقيت معها إلى أن اكتشف والدي غيابي فاتصل بهلع فقلت له أني في الكافتريا وسأصعد
بعد قليل ثم قبلت الجدة ومسحت دموعي لأخرج..
وبعد صلاة العصر يوم عيد الفطر سمعنا صرخة ميري قبل أن يغمى عليها..
كان الجميع وقتها متواجدا، أصريت ألا أترك المستشفى لحظة واحدة، وبقدمين
خائرتين توجهت وقد أصبح وجهي أصفرا سارعت إلي عمتي وهي تضمني بقوة
بصمت..لم أصدق حتى حينما رأيتها مكفنة بثوبها الأبيض..
ولم أصعد إلى غرفتها أبدا، طوال تلك المدة..
ولم أكن أجيب على اتصالات اللهم إلا اتصالاته، معه وحده كنت أتكلم..
وقتها شعرت أنه لم يتخل عني، في تلك الفترة، كان يتصل ويطمئن علي، وحينما لا أجيبه
لأني لم أسمعه أو لأن الهاتف عند أحد من أقاربي، كان يرسل رسالة..
أحسست بوقوفه جنبي...
وبعدما استقرت نفسيتي بعض الشيء وبدأت الحياة تعود لروتينها، وعدت إلى عملي
عدت للحديث معه..
مرة أخرى..
لم أخبر أحدا بحزني سواه..لم أخبر أحدا بشوقي إليها سواه..
وبمدى أسفي أيضا لأني لم أزرها شهرا كاملا..
عذبني ذلك الشعور كثيرا..فكان يسمعني بلا ملل ولا كلل
كان يزرع في أملا بالحياة ويستقبل دموعي بابتسامة...
كنت أبتسم له ببطء، فيهمس لي بحب
بحبك..
سراب الحب:
عارفة اليوم كتبت عنك خاطرة خاصة ليك..
سهام:
أها ثواني بقراها..
سراب الحب:
أوك

هناء الوكيلي 23-02-11 10:53 AM


وتوجهت للمنتدى لأقرأ كلماته لي:
رفقا سيدتي رفقا
ألا يا أميرتي، يا وردتي
من أين بزغت,,
كالشمس كنور القمر
في ليلة عذراء,,
فكي اللغز،قولي شيئا
ساخرا،داميا،قاسيا،عاتيا
لكن بربك..يكفيني صمتا
ألعق رحيق الكلام من شفتيك
كطفل ضائع عن نهد أمه,,
كمارد هارب من قمقم جنية
كراهب عشق قدم امرأة,,
يا ساحرة تلعب بالبيض والحجر
انثري عطرك بين خلايا جسدي
ارسمي وجهك فوق جدران صدري
واعبثي بعروق دمي..واستنزفي
آخر القطر,,كما الكأس..
تمادي في حديث البهت..
وانزعي الصمت,,واظهري
من خلف ستار الليل,,
يا فاتنة،القد والصدر..
يا دفئ الجنوب,,وصقيع
الثلج,,
يا أجمل نقيض خلق
بصدري,,
فثار ضدي..

وابتسمت حينما زين تلك الملاحظة الأخيرة بلون أحمر قان، وخط عريض
خاص وسري للغاية إليك وحدك
أحسست وكأني لم أعرف الحزن أبدا، في حياتي، فقد غمرتني السعادة كما يغمر المطر
الأرض القاحلة..
كانت سعادتي قوية جدا لدرجة تفوق التصور...
بعدها شكرته على الخاطرة، وعلى تلك المشاعر التي خصني بها، وتحدثنا كثيرا حتى غلبني النعاس واعتذرت ففي تلك الأيام الماضية لم أنم كثيرا..
كان كلما حل الصباح تكبر أمام عيني تلك الخطيئة التي اقترفتها..حتى أصبحت تخنقني،
وكلما أثنت والدتي أمام شخص عن تربيتي شعرت بالألم يخز قلبي وأقسم أني لن
أراه..لكن ما إن كانت تحل الثامنة حتى كنت أجدني أصارع الحنين إليه، لينتهي بي الأمر أمام تلك الشاشة في انتظار دخوله للمسنجر..
أدمنت وجوده في حياتي..في حين بدأ يهمل صفحاتي بالمنتدى، لا ردود خاصة، لا
خواطر مجرد حديث على المسنجر..وإصرار على تشغيل الكام كل ليلة..
كثرت المشاحنات بيننا، لأغلق الكام في وجهه بغضب وأقسم على ألا أعود إليه..
لكني أجد نفسي عاجزة عن الوفاء بوعدي..
وفي يوم كنت أتحدث إليه على الماسنجر، كان يشرح لي إحدى قصائده التي كتبها
وأنا أجيبه بحب:
سهام:
على فكرة كانت من أروع ما سمعت في حياتي
وخصوصا البيت الأخير
سراب الحب:
يعني عجبك المعنى
سهام:
أخمرني
سراب الحب:
أيها الساقي كفاني خمرا
سهام:
يعني كفاية اللي كان بينعمل في بقصائدك
سراب الحب:
انتي ملهمتي حبيبي..
سهام:
(وجه خدوده حمرا)
سراب الحب:
يقبرني اللي يخجل
لم أدرك كيف تغير الوضع فجأة، ولا كيف سالت دموعي وقد أحسست بثقل ذلك الذنب الكبير، وأنا ألغي الكام،
تساءل بحيرة:
سراب الحب:
حبيبي شوفي ليش عم تبكي؟؟
؟؟؟
؟؟؟؟

لم أستطع الرد كنت أبكي بحرقة حتى خيل لي أنه سيغمى علي، لم أستطع أن أتحمل
المزيد، كنت أشعر برعب، جعلني أبكي أمامه..
سراب الحب:
والله بتحمل الذنب كل حياتي
يا سهام
كرمال الله
احكي معي
حبيبي انتي روحي

سهام:
آسفة والله الخطأ خطئي
والله أنا اللي آسفة

سراب الحب:
انسي
أنا ماني زعلان والله
المهم تكوني مرتاحة

لا تبكي كرمال الله
امسحي دموعك

خلص
سهام:
ما بقدر
ماحبيت تكون اخر شي تشوفو في دموعي
بس ماقدرت
ماقدرت اتحمل

سراب الحب:
اخر شي بشوفو
؟
سهام
؟؟

سراب الحب:
لا تحكي هيك أنا بحبك
سهام:
بليز مافي داعي نعذب حالنا خلينا ننهيها هنا
وكل واحد فينا يتابع حياته

سراب الحب:
والله لو كنت بعرف انه دمعة واحدة راح تنزل
من عيونك بسببي كنت موتت حالي..

وكم دمعة سالت كم دمعة أهدرت، وكم أهة أشنقت بحتجرتي..
هل الحب دائما هكذا؟؟ هل الحب هو الإحساس الوحيد الذي قد يجعلنا
نتلذذ بغباوتنا اللامنتهية ؟؟ يؤلمني ذلك الشعور كثيرا..ويجعلني أبدو أمام
نفسي كالحمقاء أعلم أني أحببته بكل ما تحمله الأنثى من جنون..بكل ما تحمله
من حمق وسذاجة، سمحت له بأن يتوغل في حد الذل بنفسي...
مرت تلك الأيام علي كما الجحيم، أثور لأي سبب سواء في البيت أو العمل
أو حتى أصدقائي الذين تخلفت عليهم..
لازلت أتذكر تصرفا أحمقا في عملي:
-اسمع سيد أحمد، لا أستطيع أن أرسل شاحنة الشركة من أجل بضاعتين
-لكن تعلمين يا آنسة أننا من زبنائكم الأوفياء، فهل معنى هذا أنكم تتخلون عنا..
-ليس ذلك لكن عليك أن ترسل إحدى شاحناتك أنت أيضا لا تحب أن نخسر
دفنت وجهي بيدي بعدما أنهيت المكالمة أعلم جيدا أني لم أحسن معاملة السيد أحمد
وأنه ربما لن يتعامل معنا مرة أخرى، لكني لم أكن أبدا في مزاج لأفكر في الموضوع..
لم أشعر بنفسي إلا وأنا في المنتدى من جديد، لأتتبع آخر خطواته..
وكم شعرت بالصدمة حينما وجدته يتابع حياته غير عابئ بي..
ألهذه الدرجة؟؟
وكان من الحماقة جدا ذلك اليوم أن أرسل له رسالة على جواله، وأطلب منه
محادثته بالمساء..
ليصلني رده قائلا:
-اوك سهام
كنت أشعر بالخوف والرعب، لذلك لم أمنح نفسي فرصة للتفكير جليا في الأمر..
استطعت في المساء أن أتنصل من موعد مروى والذهاب للقاء أصدقائنا القادمين
من كندا، بعد انتهاء دراستهم هناك..معللة بأنه لدي عملا مهما..
وأول ما قمت به أن فتحت الماسنجر الذي أعطاني إياه..
وانتظرته...
بشوق...
بخوف..
بحنين..
برعب...
ودموع حارقة أحاول إخفاءها، وكم شعرت بدقات قلبي ترتفع بسرعة
لم يبدأ كلامه معي كما العادة، اشتقت لتلك الكلمة كيفك سوسو
لم ينطقها كنت أشعر به وهو ينظر إلى صفحة الماسنجر ربما بفضول، أو ربما
لم يكن وقتها ينظر لكننا حينما يتملكنا ذلك الإحساس الغبي الذي يجعلنا نعتقد
أننا نتكهن تصرفات من نحب، وأنهم الآن يوقدون لنا ألف شمعة شوق حارقة
سهام:
-انت عمرك حبيتني؟؟
كان هذا أول سؤال أطرحه ربما لأنه أكثر الأسئلة إزعاجا من الثرثار،
وربما لأني أتوق لجرعة كذب يزرعها بقلبي، حتى أتمكن من العيش..من الاستمرار
من مبادلة يوسف حارس الشركة تلك الضحكة الصفراء، من تقبل مزاح حسام الثقيل،
من الابتسام بكل حماقة لكل شيء حولي..
سراب الحب:
-ايه ولسة بحبك وحفضل أحبك دايما..مسحت دمعة فرت من عيني، لتظهر لي كم أنا ضعيفة بلا هو..
كم أنا هشة بلا هو..
سهام:
-طيب ليش قبلت انه احنا نسيب بعض
سراب الحب:
-لأنه هاد طلبك وانا ترجيتك كثير بس ما سمعتي
وتوالى ليلتها العتاب بيننا، كم كنت أبتسم بفخر، حينما يخبرني انه اشتاق الي..
ومرة أخرى كسرت تلك القاعدة وضربت بكل القرارات وعدت إليه..
بذات اللهفة، بذات الجنون بذات الشوق الحارق، كنت أتأمل وجهه كل يوم بصمت، فيبتسم لي وتبدو أسنانه المصطفة والصغيرة جميلة جدا، وبجانب شفتيه توزعت شامات لأطلب منه عدم التحرك حتى يتسنى لي عدها، لأضطر دائما للعودة من حيث بدأت، ففي كل مرة كنت أتوه عن العد وسط غزله بي، وكلماته التي كانت تخدر جسدي، وتجعل قلبي يرقص فرحا بين أضلعي.

هناء الوكيلي 23-02-11 10:54 AM


أصبحنا نعرف عن بعض كل شيء، متى نكذب على بعض؟ ومتى نختبئ من بعض؟ ومتى نشتاق لبعض؟
صوره تملأ جهازي لا أنام إلا بعدما أتطلع إليها، وبالمناسبة لازلت لحد الساعة أفعل ذلك كل ليلة’
ذات مرة التقيت جانيتا إنها صديقة كاثرين لا يهمك أنت أمرها إنها يهودية تعيش في باريس، فطلبت منها أن تعلمني كيف أخبره أني أحبه بالعبرية
فلقنتني الكلمة بابتسامة كعادتها:
-آني أوهيف أوتخا,,
لازلت أتذكر حينما عجز عن فهم المعنى، وأخبرته أني حدثته بالعبرية، سارع في لعنة اليهود، وقال استغفري الله لعنة الله عليهم,,
تساءلت هل على حبنا أن تتبعه اللعنة دائما؟؟
وبعد فوات الأوان سأل عما تعنيه الكلمة، لكني رفضت أن أخبره بذلك,
ليجيب بجملته المعهودة:
-اي عنك ما قلتي بلا عبرية بلا أكل هوى صدق اللي قال النسوان عقلهن صغير ما لقيتي من لغات العالم غير العبري لحتى تحكي فيه’
الأحمق!!
لو كنت أعرف لغة لم يتعلمها إنس ولا جن ولا طير قبلي، لحدثته بها، ولو خلقت لغة من أجلي فقط لكان أول من حدثته بها،
وصلنا إلى مرحلة وماذا بعد؟؟
وهي المحطة الأخيرة التي قد يصل إليها أي شخصين، يدعيان أنهما يحبان بعضهما، أعرف لونه المفضل والذي أصبح لوني بالمناسبة،أعرف أغنيته المفضلة، أعرف شاعره المفضل، أعرف إن كان قد حلق شعره هذا الأسبوع أم لا؟ وأنه يتحدث مع والدته الآن التي تصر على تزويجه، بينما الثرثار يكاد يقسم أنه يتحدث مع أخرى، وأعرف أن دولابه المليء بملابسه غير مرتب كما أن سريره وبسبب العمل المتراكم لم يرتب أيضا، كما أعرف أنه لا يحب الأكل الصيني، ويفضل أن يتناول قهوة وبسكويتا أمامي، وقد لا يطعمني منه، وأعرف أنه نادرا ما ينزع التيشرت عنه في البحر، وأنه يفضلني بدون
مساحيق على وجهي، ولا روج على شفاهي، وأن جميع حالاتي ترضيه، وهذا حقيقة بالمناسبة يا جميلة، كان يشعرني بجمالي في كل حالاتي، حتى وأنا استيقظت لتوي من نومي، حتى في حزني،يحبني بذات الحب وأنا في قمة جنوني..
أعرف متى يكتب عني؟ ومتى يكتب عنها؟ ومتى يكتب عنهن؟
وأصبح يعرف عني كل شيء، متى أكذب، وأي نوع من الشكولا أحب، وأني لا أجيد ترتيب المنزل لكني أجيد بعض الأطعمة، وأني أخاف القطط، وأني أفضل الجنز على التنانير، وأحب السهرات والخروج مع الأصدقاء كثيرا، ودعواتهم وأني تخليت عن كل هذا لأني أحببته،وأني أسعى للتخفيف من وزني، لكن دون حمية ودون أن أجهد نفسي في تمارين الرياضة، بينما هو يفضلني مكتنزة، وقد أغضب سريعا لكني أهدأ بذات السرعة، يعرف أني أغار عليه كثيرا، وقد تنقلني غيرتي إلى شك قد يخنقه، وأني أحب النظر إلى وجهه بالساعات دون أن أمل، يعرف أني لم أكن مضطرة لعلاقة نتية، ولست أبحث عن حب ينمو في الظلام، فقد اعتدت النور، وأني ما نزلت إلى قاع الأرض إلا حبا فيه، وأني أحبه كما لم يحبه أحد في الدنيا.
وماذا بعد؟؟
إنه السؤال يا رفيقتي الذي قد يتوصل إليه أي شخصين، وحينما نعجز عن الإجابة عنه، فمعناه أننا هدرنا سنوات عمرنا، وأننا عانقنا السراب، ووقفنا على غيمة سرعان ما أمطرت،لنسقط من سابع سماء، إلى سابع أرض..
وماذا بعد؟
ماذا بعد الحب؟ بعد الجنون؟ بعد العشق؟ بعد الخصام والعودة، والشوق والحرمان، والحضور والغياب؟والحزن والسعادة؟
اختبرنا كل شيء، عشنا كل المشاعر، حتى تكررت بألف وجه ووجه، هو لن يفكر في الزواج قبل أن يحقق ما يطمح إليه، وحتى يحقق ذلك يحتاج لأكثر من خمس سنوات، صحيح أنه قد مضى منها الآن قرابة السنتين، وإن كنت في قمة سذاجتي قد أنتظر رجلا لم يعدني بشيء، وقد يحقق ما يحلم به، ليعانق امرأة غيري فرحا بذلك، هو لن يعدني بشيء حتى لا يتحمل ذنبي، فهل سأربط نفسي وأتحمل ذنبها أنا؟؟ حتى ينتهي بي الأمر بين أحضان رجل، وعقلي وقلبي رهين حكاية الماضي، أو ينتهي الأمر بي عانسا تعيش على ذكرى حب وتخجل من سؤال صديقاتها وهن يسألن "هل تزوجت"هو يحبني لكنه يستطيع أن يعيش دوني، يستطيع أن يتابع حياته ويمر يومه دون أن يسمع صوتي، ويغالب شوقه إلي..
هو لن يبكي من أجلي، لن يعانق وسادته كما عبد الحليم، ويعيد ملامحي، لن ينهض وزرقة تحت عينيه تفضحه، هو لا يزال يحتفظ بأصدقائه، بقائمة اتصالاته، برقمه وبريده الإلكتروني، وكل من عليه، والذي بالمناسبة كان قد أعطاني رقمه السري ذات مرة، أو تصدقين؟ لم أجرب فتحه في أي مرة أقسم يا جميلة، لسببين أولهما هو أنه قد لا يكون الرقم صحيحا، وقد أكتشف أنه كذب علي فيخدش صورته، والثاني قد أكتشف حكاية أخرى تشبهني بذات التفاصيل وأنا أكره أن أكون مكررة في حياة رجل..
وماذا بعد؟
إنه السؤال الذي جعلني أقف أمام نفسي، وأعيد ترتيبها، كان ذلك في الوقت الذي صاحب سفري إلى أغادير من أجل وفد الإمارات حدثتك عن ذلك سابقا، فتأجلت الرحلة، لكني لم أخبره..كان الشوق إليه يحرقني فسألت نفسي ماذا بعد يا سهام؟
وبعدما عجزت عن إيجاد جواب يشفي هذا الوجع، فتحت صفحة الوورد وكتبت، ولأول مرة تستطيع روح، أن تكتب وعلى ذات الأغنية "أواخر الشتا" قررت أن يكون شتائي بلا هو وأن تكون سنتي الجديدة خالية من وجهه وملامحه وحكايته، وأن أسعى جاهدة حتى أغالب الشوق الأحمق، وأعقل نفسي، وأخطو نحو المستقبل من جديد،
أرسلت لك هنا رقم هاتفي الجديد، وعنوان بريدي الجديد أيضا، فقد منحت الرقم السري إلى صديقتي خولة، حتى تغيره، هو والسكايب، وبريدنا المشترك أيضا..
يبدو أني أنهيت حكايتي مع البعيد كما سميته، وأعرف أن هناك من التفاصيل التي سقطت عن ذاكرتي، ربما سهوا وربما عمدا..
إن هذه التجربة أفادتني كثيرا حيث أصبحت أكثر نضجا، وانكسار قلبي جعله يبدو متريثا،
في مشاعره، وماعادت الحروف تهمني وماعدات كل القصائد تغريني،..
هذه الجملة ذكرتني بآخر خاطرة حملها قلمي عنه:
أمتص الحنين من نهد الغياب
لعلني أجد ريحك..
وتنبعث من جسدك المطلي
بصبغة اللامبالاة رائحة
الشوق..
أتراني أطلب المستحيل؟؟
حينما ألعق عرق جبروتك
من جبين الصخر..
لأتمرغ في وحدتي المظلمة
ومن بعيد يبزغ نورك من نافذة
أخرى.
لم تعد الأحلام تجدي، يا طفلي
الصغير الذي لا تنجب بطني
سواه..
ولا السماء أصبحت تجيد إخفاء
الأسرار المعلقة على أبوابها
ريثما يكشف ضوء الصباح
عن فاجعة ما تحمله..
ولم أعد الأنثى التي تجيد
الرقص فوق حبال الصبر
المهترئة..
ولم أعد تلك التي تطرز لك
من دموعها ثوب عيد يجتره
غرورك، في لحظات وحدته
سأغفو يا طفلي بعيدا عنك
وعن ضوضاء صمتك المميت
لأتوسد رصيف الوحدة..
فجوفها أرحم من صقيع
حب يصيبني بالهذيان..
لعلني أسرق من جيب الحب
درهما يغنيني عن فقر مشاعرك
وأغدو فراشة تحمل بين جناحيها
ألوان الربيع..
وأنا اليتيمة التي فجعت في قلبها
وهي تخطو أولى خطواتها..
نحو خطيئة الليل..
لأجل عينيك يوما، ثملت،غنيت، وكتبت
ولأجلهما اليوم، أعلن صحوتي..
فماعادت العيون تملؤُني نشوة..
ولا القصائد تطربني..
ولا الرسائل تغريني..

أخيرا توقفت هذه المشاعر، وسأستطيع استقبال الشتاء، بابتسامة جديدة، وقد اتصلت بأصدقائي القدامى ليلة أمس، ودعوتهم للعشاء، خططت لذلك أنا وصديقتي التي أخبرتك عنها في بداية الرسالة، متحمسة جدا للقاء من جديد، ومؤمنة جدا أن السماء ستمطر علي بالنسيان، وسأطلب من الله أن يغفر لي ذنبي وخطيئتي، وسأتمنى له حياة سعيدة
بقدر الألم الذي عشته بعد الرحيل، وبعدد ما خفق قلبي باسمه، وأن يحقق حلمه الذي يسعى إليه..
سعيدة جدا بالتطورالذي وصلت إليه، سواء في تحقيق حلمك،أو في علاقتك مع خالد، إن الحب الحقيقي يستحق التضحية منا، وخالد قد أبدى حبه لك بصدق,,فلم لا تمنحين نفسك وهو فرصة أخرى لعلها تعوضك عن تلك السنين,,
لم أنس يا رفيقة وقفتك معي في تلك الأيام الصعبة، حيث لم تترددي في مساعدتي أبدا، فأرسلت لي من المال الذي كنت قد ورثته من والدتك، الحمد لله أن مرت ظروفي السيئة، أعترف أنه لا يزال بعض من آثارها لكن الأمور جيدة..
لقد حولت مبلغ عشرة ألاف درهم إلى حسابك، وهو مساهمة مني للجمعية، التي سيتم إنشاؤها في قريتك,,والتي اتمنى من العلي القدير أن يكللها بالنجاح والإزدهار.
أحببت أن أعيد على مسامعك الرسالة الأخيرة التي أرسلتها له، وبهذا أكون وفيت بكلمتي يا رفيقة ورويت ظمأك وعطشك لمعرفة التفاصيل.
لن أكتب حكايتنا رواية، ولن أعري نفسي أمام العالم، حتى يلبس الجميع ثوب القاضي ويحاكمونني، لن أفعل يا رفيقة، لقد أحرقت كل رسائله، وتمتعت بالنظر إلى رمادها والرياح تذروه بعيدا عني، وها هي الآن صوره يا رفيقة المعلقة على جدران دولابي، إن النار تأكلها وتأكل ابساماته، بينما أكتب إليك، ستكون قد تحولت جميعها إلى رماد، لم يعد لي منه أي ذكرى، وشيئا فشيئا سأنساه لم يعد لي عنده من عنوان، حتى إذا ما اشتاق إلي يتصل في عمق الليل وينتشلني من أحلامي، وأعود إليه..
كل منا الآن سيسلك طريقا مختلفا، وإذا ما زارنا الحنين الأحمق..
سنصده بذات السؤال:
وماذا بعد؟
متمنية لك الخير، وفي انتظار رسالتك حتى تخبرينني بما حملته لك الأيام يا رفيقة
صديقتك دائما
روح

هناء الوكيلي 23-02-11 10:55 AM


الرسالة الأخيرة....




مر يومان وأنا أحاول عبثا أن اكتب إليك، وقد فكرت كثيراحتى جافاني النوم، تساءلت كم مرة كتبت عنك بل كم مرة سأكتب عنك في أيامي القادمة؟؟ لست أدري حاولت في البداية أن أكتب كلمة تصفني،لكن النتيجة كانت أني أحملق في شاشة الجهاز وأمسح ما الذي سأخبرك به؟ وأنا الآن كالثملى لا تعي ما تقوله حدثت نفسي أن أتركها للغد لكني أعرف نفسي حينما تكذب علي، اعرفها ككف يدي ..
لا، بصراحة لم أعد أعرفني منذ أن تعرفت عليك..
انتظرتك أمس كثيرا واليوم أكثر ولد هذا الشوق سؤالا بأعماقي إلى متى ستظلين هكذا؟ حياتك مرهونة باابتساماته بحركاته وانفعلاته، وبوجوده وغيابه؟
أتعلم في هذه الأيام التي مضت، والتي بالمناسبة قبعت فيها في غرفتي، أجل لم أسافر فقد كنت أنزوي بسريريزحيدة،ادعيت بالمنتدى أن جهازي به عطل، وأمامك أني كنت مسافرة،والحقيقة أنه حتى في يوم تم اعلامي بتأجيل السفر كان ذلك باكرا، وكان بامكاني أن أرسل رسالة لكني ارتأيت ألا أفعل، أعتذر لأني كذبت،
أتعلم في هذه الأيام التي مضت حاولت أن أشغل نفسي بالكثير من الأشياء التي أحبها، والتي كانت تسكن عالمي قبل التعرف عليك، فقرأت رواية قد اقترحتها علي عضوة معنا هي لا تعرفني
أبدا، فقط قرأت روايتي وأعجبت بها، فاقترحت علي هذه الرواية هي في الحقيقة رائعة جدا، وجدت فيها حكايتنا الصغيرة، رغم أنه لم يذكر بعضا من التفاصيل الغبية التي عشناها، لكني أحسست أنهما ربما قد عاشا شيئا منا، كثيرا ما وجدت فيها مشاعري وإن كنت أجزم أنه لاتوجد كلمة تصف ذاك الاحساس الذي وهبتك إياه منذ رسالتك الأولى والتي كان ردي عليها أني سألغي من حياتي التفكير، كان عنوان الرواية بلا اتجاه، عنوان لوحده يطرح عدة تساؤلات، طبعا لست هنا لمناقشة الرواية، لكني هنا لأخبرك أني حينما انهيتها بكيت، أنت تعرفني أبكي لأي شيء، لكن أتعلم أني لم أبك في حياتي قدر ما بكيتك؟؟ولم أحب شخصا بقدر ما أحببتك؟؟
لكن السؤال الذي أربكني هو وماذا بعد؟؟
كيف سنخرج من هذه الحكاية، هل ستلومني بعدها كما لام حمد فاطمة؟؟
لابد انك ستجد أنه من الجنون أن اربط علاقتنا برواية؟؟ لكن صدقني إنها النهاية التي تنتهي بها قصص كهذه دائما..
حينما أخبرتك دوما أني أحبك أكثر من أي شيء كان؟؟ لم أكذب..أبدا
لكني لم أعد أستطيع الاستمرار..

سألتني حينما اخبرتك عن روايتي إن كنت ذكرتك فيها؟؟ نفيت ذلك، ربما كنت صادقة لكني أغفلت شيئا مهما، وهو أنك السبب الذي جعلني أكتبها، السبب الذي
جعلني أتحدى نفسي فأكتب أكثر من 500 ورقة واغرق في عالم آخر بعيد عنك، كي ، أنساك كنت الدافع الأساسي كلما فكرت فيك فتحت الجهاز وكتبت،
وبكيتك في كل سطر، ودسست مشاعر خفية جدا بين كل حرف وكل كلمة،وضعت شيئا خاصا مني وشيئا خاصا منك، لم يكن بطواعية مني، لك حبك أجبرني على ذلك.
أرجوك سامحني على كل شيء فعلته لك، ذات يوم أرجوك لا تخدش صورتك بعيني يوما
دعها جميلة كما أحببتها وعشقتها، دعك مداد قلمي، الذي أكتب به،دعني أبث روحك في في كل حكاية، ودعني أبكيك بصمت في كل بطل سأنثره,,وأنازع حبك في كل لحظة
أتمنى أحيانا ألا تقرأ هذا الجنون، وأن تمسحه من جهازك، لكن بعد تفكير أتساءل وماذا بعد؟؟؟
سأرحل عن عالمك وأدفن نفسي في عالم من ورق، سأعود لحياتي السابقة،لقاءات مع الأصدقاء وربما أفكر في عرض جدتي وأعود لأسكن عندها، لست أدري لكن ما أعلمه يقينا أنه آخر شيء سيربطني لك رسالتي هذه ،آسفة سأقوم بحظرك ومسح رقم تلفونك، منتدى همس القوافي لم أعد أدخله تأكد لا كعضوة ولا كزائرة,,
سأتابع في منتداي الجديد، هناك رواية جديدة أعمل عليها، ستشغلني عنك، وفور انتهائها سأكتب أخرى وهكذا لن أمنح نفسي فرصة التقاط أنفاسي، كي لا أعود أبدا عن قراري,,
أرجو أن تحترم هذا القرار، وننسحب من جنوننا بصمت مخلفين الذكرى الجميلة التي التي رسمتها لك وعشقتها فيك..
سأحرق كل رسائلك، وصورك التي أملك، ومحادثاتنا..
سأدع النار تتغذى بأشيائنا الجميلة,,
متمنية لك الخير دائما..
وداعا

روح



هكذا أيها البعيد أكون قد ارتكبت آخر جرائمي فيك، وقتلت روحك وشيعت جنازة تليق بحضرتك في قلبي، فاعذرني إن شوهت بعضا من مشاعرنا فالمشاعر تفقد مصداقيتها حينما تكتب,,
إن الطريق الذي سأسلكه في أيامي القادمة، لهي خالية منك، ومن طيفك لذلك أعترف صدقا أن برد الغياب قد يلفحني، لكني بدأت أجيد غزل الصوف من كبة النسيان..
كالحلم كنت زارني في ليلة لم أجد التوضؤ فيها، وتلاوة المعوذتين، وكأني تركت الباب موربا، فتسلل منه الشيطان، حبك كان أضغاث أحلام ومال للأضغاث من تأويل,,
قد لاتعرف حجم الألم الذي سببته لي، فآخر شيء كان لك مني ابتسامة صادقة ووعد بلقاء غد مسوم بالخطيئة،
لكن الأقدار جاءت مطالبة إياي بدفع ثمن ارتشائنا لليل وتكبيل فم النهار عن ذنوبنا,,
عن رقصي عارية فوق أضرحة العشق المقدسة، ولأننا حتى في الخطيئة ذكوريون,,
دفعت الثمن وحدي، وبكيت وحدي وتأوهت وحدي,,
وآن الأوان لأحلم بغد جديد، خال منك,,,
رحم الله فقيد قلبي، وأبدلني خيرا منه,,
السهام

هناء الوكيلي 23-02-11 10:57 AM

عود كبريت، ورسائل وحروف
بطعم الكذبة البيضاء، وبعض من
قبل شفاه ميتة..
كانت وليمة النار..تسد جوعها
لألف عام..
ماعدت الطيبة..
ما عدت الساذجة..
ما عدت الوفية..
تحولت كذبة ما يزيد عن عام
إلى رماد..
تفننت يا سيدي في اختيار
الكلمات..
ما بين حبيبة عمري..
وسيدتي الجميلة..
و ياماكرة..وساحرة..
وسهرت الليالي ترزع
عطرك على صفحات قلبي..
فتخط بحبر الخديعة اسمك
على صدري..
لم أفقد جمالي..
دام المطر..
يسقيني..
لست مستعدة للذبول..
لكنك أحرقت اعصاب أعصابك
على امرأة لم تثملها قبلة
الليل المسروقة..
ها هي رسائلك..
تحترق أمام عيني..
ومادمع قلبي..و لارف
الحاجب الأيسر..
ولا انكسرت اليد اليمنى
تأكلها النار..ويذرو رمادها
الريح
فهنيئا لي يا سيدي
هذه الحياة الرغدة
بلا أنت..
وهنيئا لك هذه الجنازة
الفاخرة لك..
..
هناء






تمت بحمد الله

نلتقي في روايتي الجديدة مسار امرأة

:9965:

رباب فؤاد 23-02-11 02:31 PM

:55:الاول الفيس دا
وبعدين ألف ألف مبروك اتمام روايتك الجديدة
والحمد لله اني اول رد عليها
منذ البداية شعرت بأسلوب مختلف عن رواياتك السابقة، بل مختلف ايضا عن المسودة التي شرفتني بثقتك في وارسلتها الى بريدي منذ فترة
اخبرتك من قبل أنني افضلك في القصص القصيرة لأنني أشعر بك تتالقين بها وتتقنيها
اما في رسائل محترقة، فشعرت بأن كل رسالة هي قصة بذاتها تتأنق بروعة مفرداتك وخواطرك التي رصعتها كفصوص الالماس
بالنسبة للفكرة الرئيسية..فكرة الحب عبر الانترنت..تدركين رفضي لها لأنني اراها امر لا مستقبل له، ولكنك اخبرتني عن رفيقة لك تزوجت بالفعل عبر الانترنت وهذا ما ادهشني، وأدعو لها بالسعادة والتوفيق
ربما كانت تجربتها ناجحة، ولكن ما سقتيه في رسائلك، حتى وإن كان لقصة حب من بنات افكارك، يؤكد أنني على حق، وأن البعيد عن العين لا يمكن أن يكون قريبا من القلب لدرجة تصل الى الارتباط والحب والزواج
راقتني قوة سهام واصرارها على النجاح في مجتمعها، واغاظني اهمالها لهذا النجاح بسبب حب توهمته
لا اريد ان اظلمها ايضاً، فهي كفتاة عذراء المشاعر ضعفت امام من غازل تلك المشاعر وداعبها واقتحمها بجرأة، وليست جميع الفتيات بقوتنا وادراكنا
جميلة وقصة حب تقليدية صُدمت فيها بحبيبها الذي عاش حياته وتزوج وإن ظل يحمل بقايا حبها بين جوانحه واطلق اسم محبوبته على ابنته الوحيدة
ربما كان هدفك من قصة جميلة عقد مقارنة بين الحب بين اثنين وجها لوجه والحب عبر الانترنت وكيف استمر الاول وانهار الاخير...لكنني لا اريد ان افسره كذلك..فربما رفضت فتاة اخرى في وضع جميلة العودة لمن نحر قلبها من قبل
الاحتمالات كثيرة ومتنوعة في عالمنا عدد احفاد ادم، ولكن هذا لا ينفي استمتاعي بكل حرف خطته يمينك
في انتظار جديدك غاليتي
اختك
رباب

حسن الخلق 23-02-11 06:07 PM

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_12881771435.gif
الف مبروك عليكى و علينا يا هناء انتهاء قصتك الثانية

دوما قلمك له مذاق خاص و تنفردين باسلوب و افكار مميزة تجعل قصتك مختلفه و تاخذنا الى افاق جديده لا يطرقها غيرك

فكره هذه القصة و الرسايل المتبادلة بين الصديقتين التى تتمثل فيها القصة كانت جميلة و غير متداولة بكثرة و هذا ما اعطاها تميزا تمازج مع اسلوبك المتمكن و عباراتك الجذابة

فكرة الحب عبر الانترنت .. انا اتحفظ عليها بعض الشىء لان فى غالبيتها تكون وهم و خداع .. لكن لا يوجد رفض بالمطلق لانها فى احيان قليلة تنجح و تكون علاقة سليمة .. لكل قاعدة شواذ .. و قد لمست بنفسى هذا الشذوذ عن القاعدة

لدى صديقة مقربة و قد عاصرت قصتها بنفسى فهى تعرفت على شخص عبر الانترنت و تكلمت معه و كانت حواراتهما فى غاية الادب و الرقى و تعلقا ببعضهما فعلا .. كليهما كان من نفس البلد و لكن مدنهما مختلفه و بينها مسافة ليست بالهينة .. و كانت نهاية هذا التعارف انه جاء باسرته و سافر اليها فى مدينتها و خطبها و تمت الموافقة عليه
و هما الان زوجان و لديهما طفلان .. ليس معنى هذا انى اشجع مثل هذا التعارف بالعكس لا احبذه لانه كثيرا ما يكون مشبعا بالكذب و التحايل ونادرا جدا ان يكون صادق

اشكرك يا صديقتى على مشاركتك لنا هذه الاعمال الادبية البارعة

اتمنى لك المزيد من التألق و بانتظار جوهرتك القادمة
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_12930242851.gif

بياض الصبح 24-02-11 07:24 AM


ألف مبرووووووووووك انتهاء الرواية

إن شاء الله نشوفج قريب برواية جديدة



لتحميل الرواية كاملة


على ملف ورد


على تكست للجوال







yasmeenalsham 25-02-11 08:01 PM

جزاك الله كل خير روايه مميزه ورائعه سلمت يداك وبانتظاار ابداعاتك الجديده

fadi azar 17-07-12 05:01 PM

رواية جميلة ادعو لك بالتوفيق


الساعة الآن 09:31 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية