منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t208333.html)

Rehana 28-11-21 08:47 AM

1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس ( كاملة )
 
https://c4.wallpaperflare.com/wallpa...er-preview.jpg

راح انزل اليكم رواية جديدة وغير متوفرة مصورة في القسم دار النحاس
اتمنى تنال اعجابكم
الرواية للامانة منقولة , بس تم تدقيقها من قبلي



الملخص

جرفت الى شواطئ جزيرة اسكتلندية بعيدة وكانت ايفلون ريفرز يائسة جداً ومشتاقة للعودة الى بلادها لكنها لم تأخذ بالحسبان اسطورة الجزيرة المشهورة ان عروس رئيس العشيرة ستأتي اليه من البحر فاعتبرها سكان الجزيرة عروسة الرئيس والاكثر من ذلك ان رئيس العشيرة الوسيم والثري فرايزر سيلفاش كان يماشيهم بخططئهم ولقد اتخذ قراره على ان يجعل ايفلون عروسه شاءت ام ابت!

Rehana 28-11-21 08:49 AM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
روابط فصول الرواية

الفصل الأول

الفصل الثاني

الفصل الثالث

الفصل الرابع

الفصل الخامس

الفصل السادس

الفصل السابع

الفصل الثامن

الفصل التاسع

الفص العاشر والاخير

Rehana 28-11-21 08:54 AM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
مقدمة

"لا اجد بذلك اية مشكلة ! فقط اعترف ان الامر كله مجرد خطأ وضعني على اول قارب لتبعني عن هنا "
"المشكلة يا ساحرة البحر العنيدة هذا الانجذاب القوي الذي يجمعنا وكلما فكرت بالامر اكثر اجد ذلك لمصلحتك"

Rehana 28-11-21 08:55 AM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
الفصل الاول

شتمت ايفلون وضغطت بقوة على يديها وهي تعض على شفتيها بغضب. لقد حدث ذلك ثانية! كيف يحدث ذلك معها ؟ لقد اعتقدت ولو لمرة ان الحظ قد اعطاها فرصة بدل ان يتخلى عنها ثانية, لقد اعتقدت انه ولمرة واحدة سيتركها تعيش حياتها بسلام. ما الذي يجري معها؟ انها لطيفة مع الحيوانات وهي دائماً تنهض عن مقعدها في باصات النقل لمن هم اكبر سناً او للامهات اللواتي تحملن اطفالهن لكن لا, ان الحظ دائماً يعمل على معاكستها. وهذا المرة ليست مصيبة عادية او كالتي اعتادت على التعامل معها.
هذه المرة مشكلة حقيقية خاصة عندما يضع احد مسدساً في ضلوعك ويصرخ:" سأتعامل معك لاحقاً" وبعدها يدفعك الى غرفتك ويغلق الباب بالمفتاح.
ارتجفت من التفكير ,بعدها تنفست بعمق. امر وحيد مؤكد ان الخوف لن يوصلها الى اي شيء. وان كانت تريد التخلص من هذا المأزق وهي لا تزال حية وبحالة جيدة, عليها ان تحتفظ بشجاعتها وقدرتها على التفكير.
كانت غرفتها صغيرة ومليئة بالاغراض لتتمكن من السير بها ,لذلك جلست على سريرها ولمعت عيناها الخضراوان بالغضب.
كان لديها احساس غامض ومليء بالشك من هذا العمل منذ البداية وكان عليها ان تثق بحدسها.

Rehana 28-11-21 08:56 AM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
كان هناك شيء بالسيد سميث وشريكه, هذا دون ذكر زوجيتهما, واللتين لم تكونا كذلك, لكن في ذلك الوقت كانت في حالة يائسة جداً مما جعلها تضع شكوكها جانباً وتقفز فرحاً للفرصة التي اتاحت لها العمل لتتمكن من الوصول الى انكلترا.
بكل الاحوال, عندما يكون المرء متشرداً في بلد غريب وبدون مال وبدون جواز سفر ,وكذلك بدون اي مكان للاقامة فعندها الخيارات المتاحة محدودة جداً.
لقد حذرتهم انها لا تجيد فن الطبخ لكن السيد سميث اكد لها ان كل ما يطلب منها طعاماً بسيطاً طالما تستطيع تقديم البيض المخفوق وان تشوي البفتاك .
فكرت بيأس وبمرارة, الكذبة الكبرى لم يكن هناك حاجة لطباخ, لقد تعاقدوا معها للعمل ككبش فداء في حال ساءت الامور معهم, والآن بعد ان وجدت ما هم حقاً وراءه فانهم سيعلمون وبصورة اكيدة ان لا تحظى بفرصة للوصول الى الشرطة.
من المحتمل ان يرموها من فوق ظهر السفينة عندما يبتعدون عن الشاطئ. بالنسبة اليهم لن يكون هناك امر سهل, فلقد قامت بعملها وليس هناك احد غيرهم يعلم انها كانت على متن هذه السفينة وان اختفت بصورة غامضة عن وجه الارض فلن يربط امر اختفاءها معهم. لكن من سيتفقدها ليقدم على التحري عنها؟ لا احد تستطيع التفكير به.
حسناً, بامكانها ان تجلس هنا وتحزن وتصبح اشد رعباً كل لحظة تمر وهي تنتظر السيد سميث او بامكانها ان تقوم بعمل ما ينقذها. وقفت واتكأت على سريرها لتنظر خلا فجوة السفينة. كاد ان يحل الظلام لكن كان بامكانها ان ترى حدود الشاطئ بالكاد يبعد ربع ميل. لكن اين هم بكل الاحوال؟ لقد مرت خمسة ايام على مغادرتهم للبرتغال. من المؤكد انهم اصبحوا بالقرب من انكلترا الآن؟
لم تكن فجوة السفينة كبيرة, لكنها هي صغيرة الحجم, سيكون عليها ان تعصر نفسها لكنها تعلم ان بامكانها القيام بذلك. كانت غرفتها من الناحية الخلفية من القارب, واذا لم ينظر احد من ظهر السفينة ستتمكن من الهروب بدون ان يراها احد.
كما وانها تجيد السباحة ولا يبدو ان البحر عاصفاً وقاسياً عليها. لو ان هناك اشارة ما تظهر ان هناك اناس على الشاطئ حتى ولو ضوء من منزل ما... اي شيء. عليها ان تتمكن من الاتصال بالسلطات ولا تستطيع القيام بذلك ان وصلت الى جزيرة صغيرة مهجورة. وان حدث لها ذلك فربما ستموت من الجوع او من التعرض لعوامل الطبيعية.
فجأة رمشت بعينيها, ثم حفتهما وحدقت باتجاه اليابسة, هناكً هناك للمرة الثانية لمعان ابيض يهتز وكأنه لهب شمعة كبيرة.

Rehana 28-11-21 08:56 AM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
انطفأ الضوء بسرعة لكن قلبها امتلأ بالأمل فالضوء يعني وجود الناس والحضارة.
ادركت ان لم تتحرك الآن انه لن يحدث ذلك مطلقاً, بسرعة فتحت قفل الفجوة وفتحت النافذة الزجاجية ووضعت يديها ورأسها من خلال الفتحة, ما ان اصبح كتفاها خارجاً حتى استدارت بقلق ودفعت نفسها بقوة اكثر .
امسكت بيديها حافة السفينة ودفعت بقوة لتتمكن من اخراج كامل جسمها من فجوة السفينة. وللحظة تثبت وركيها في داخل الفجوة فلم تعد تتمكن من الخروج او حتى العودة.
بقيت تضغط على نفسها بقوة وتقاوم وتجرح جلدها بحافة النافذة حتى تمكنت من ان تصبح حرة. على بعد ست اقدام منها ,بدت لها المياة كالزيت وبامكانها ان ترى حركة المياه الخفيفة من على السفينة.
كانت بوضع خطر ,قدميها مازالتا على فتحة النافذة ويديها على ظهر السفينة, اما الخطر الاكبر الآن فهو مروحة السفينة, عليها ان تقفز مسافة بعيدة عنها لتتمكن من ان لا تضرب بها.
رفعت نفسها بقوة الى الاعلى ونظرت الى ظهر السفينة لترى ان كان شاهدها احد .تنفست بعمق ورمت بنفسها من الفضاء.
الصدمة التي تعرضت لها ما ان ضربت بالماء حبست انفاسها ووجدت نفسها تقاوم بسرعة لتصل الى سطح الماء, تشهق وتحاول ان تسترجع انفاسها. المياه متجمدة! أين هي ؟ في القطب الشمالي؟ بدأت اسنانها تصطك وما ارتفعت مع موجة عالية حتى لاحظت ضوء السفينة يختفي مع الليل.
في تلك اللحظة كانت منشغلة البال عن مدى امكانيتها بالبقاء حية في هذه المياه المثلجة اكثر من فرحتها لتمكنها من الهرب, وبيأس شديد حاولت السباحة نحو الشاطئ بعد قطعها مسافة قصيرة خلعت حذائها لتتخلص منه, فمن الافضل لها الوصول الى اليابسة حافية القدمين على ان لا تصل ابداً.
شعرت بتقلص عضلي في فخدها وكادت ان تصرخ من الألم واليأس, بدأت تشعر بالخدر في اصابع قدميها ويديها, وعلمت ان الخدر سيصل الى كامل جسمها حتى انها لن تشعر بأي شيء بعد فترة قصيرة, في تلك اللحظة اصبحت مرهقة جداً وببساطة استسلمت, انها النهاية لكل حياتها.
ببطء اقتربت اكثر نحو الشاطئ وسمعت صوت الامواج المتكسرة على الصخور.
كانت قوتها تنهار بسرعة ولم يعد لديها القوة لتسبح اكثر.كانت الآن تحت رحمة القدر بصورة كاملة. اغمضت عينيها واخذت تصلي بحزن وخوف.
دفعها الموج بقوة الى الشاطئ, بعدها حملتها موجة اكبر من الاخرى ورفعتها عالياً في الهواء ورمتها على منحدر من الصخور .انكفأت المياه عن جسمها وشعرت بألم قوي في رأسها, وبعدها ... لم تعد تشعر بأي شيء.

Rehana 28-11-21 08:57 AM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
اتاها حلم غريب بعد ذلك, كان هناك احساس قوي بدفء وراحة, وكأنها تطير على غيمة ناعمة. ومن مسافة بعيدة سمعت صوت امرأة يقول:"قلت لك انها قادمة, اليس كذلك؟ من البحر ,تماماً مثل كل الاخريات, في النهاية الاسطورة حقيقية."
"تقولين ان غيفن العجوز وجدها؟" كان هذا صوت رجل, عميق وقوي. صوت اعتاد على اصدار الاوامر ويطلب الطاعة والاحترام.
"نعم, على الصخور تماماً قرب المنحدر."
"لكن من اين اتت؟"
"وهل لهذا الامر اهمية؟"
"بالطبع يا امرأة, قد تكون الاسطورة حقيقية او قد لا تكون, انني بحاجة الى براهين اكثر من هذه, عيناها نصف مفتوحتين, هل حاولت التحدث معها؟"
"انها غائبة عن الوعي, لا يمكنها ان ترى او تسمع شيئاً. كل ما تحتاجه هو ليلة من الراحة وستكون بألف خير عند الصباح, ماعدا صداع مؤلم."
لم يبدُ الرجل مقتنعاً بكلامها" هل انت متأكدة ان ليس هناك اية جروح؟ او عظام مكسورة؟"
"بالطبع متأكدة تأكد بنفسك."
امر جيد كل ما يحدث لها هو فقط حلم ,هذا ما قالته ايفلون لنفسها. بعدها رأت وجه الرجل الذي يتكلم. رأته يحوم حولها لم تستطع تحديد وجهه لكن كان لديها انطباع ان لديه شعر اسود وعينان زرقاوان ثاقبتان. بعدها وضع يديه على كتفيها.
عليها ان تقول له ان يتركها لكن يبدو ان اطرافها لا تتحرك كما وانها لا تستطيع ان تتلفظ بأي كلمة. كما وان... هناك شيء ما بلمسته.
اخيراً وقف لكنه تابع التحديق بها, قال:" انها صغيرة في الثامنة عشر او التاسعة عشر."
"وكذلك جميلة جداً, فرايزر انظر الى هذا الشعر الاشقر والى وجهها. تماماً كحورية البحر ,ستكون عروساً رائعة على ما اعتقد." .
اجاب الصوت بخشونة:"نعم ... لكنني بحاجة لا عرف المزيد عنها."
" انها رائعة الفتاة المطلوبةوأقول لك, ما كانوا ليرسلوها لو لم تكن كذلك"
"حسناً, ربما كنت على حق وربما مخطئة, علينا ان ننتظر حتى تستيقظ من غيبوبتها, بعدها سنصل الى حقيقة الامر."
حاولت ايفلون ان تبتسم له وتخبره انها اتت من لندن لكنها كانت متعبة جداً, وببطء اختفت الوجوه والاصوات وعادت الى ظلام شديد في مخيلتها.
عندما استيقظت رمشت بعينيها لتحمي نفسها من ضوء الشمس القادم من النافذة, لفترة بقيت مستيقظة تحدق بالغرفة الغريبة عنها, متسائلة اين هي؟, بعدها تسارعت الذكريات في مخيلتها وارتجفت من الخوف وهي تتذكر طريقة هروبها في البحر. فتحة السفينة, وغطسها في الماء البارد ...صوت تكسر الموج على الصخور. تساءلت الآن كيف كان لديها كل تلك القوة لتمر بكل هذا, لا بد من حدوث اعجوبة كونها انقدت واحضرت الى هنا.

Rehana 28-11-21 08:57 AM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
حاولت ان تجلس, بعدها أنّت من الألم وكأن هناك حزاماً من حديد حول رأسها. بحذر رفعت يدها ولمست الورم في صدغها.
فتحت عينيها ثانية ببطء ونظرت حولها .كانت الجدران والسقف خالية من اي الوان او رسوم واللمسة الوحيدة للجمال في الغرفة هي الوعاء الكبير المليء بالأزهار البرية على حافة النافذة. كانت ارض الغرفة من الخشب, وقد تغير لونها عبر السنوات.
لفت انتباهها صوت حفيف من وراء الباب فقال بصوت عال " مرحباً ؟ مرحباً ؟ هل هناك احد ما في المنزل ؟"
بعد مرور لحظة فتح الباب ومدت امرأة رأسها منه وهي تقول:"حسناً, حسناً! اخيراً استيقظت ." فتحت الباب على مصراعيه ودخلت منه وهي تتابع :"لم يكن هناك أسوء من رؤيتك فاقدة الوعي."
كانت امرأة سمينة عجوز شعرها رمادي وعيناها بلون البندق .ترتدي كنزة سميكة وتنورة تويد طويلة. واول كلمة خطرت على بالها كصفة لها هي الامومة.
ابتسمت لها وهي لا تزال مستلقية على السرير قالت:"مرحباً... كيف وصلت الى هنا...؟"
رفعت المرأة يدها وقالت:"فقط انتظري حتى اضع ابريق الشاي على النار ,ستشعرين انك افضل بعد فنجان من الشاي."
ما ان غادرت الغرفة حتى نظرت ايفلون الى الباب المغلق واخذت تفكر .بدا لها صوت المرأة مألوفاً بطريقة ما. تذكرت الحلم, هل كان حقاً حلم؟ كان هناك رجل ايضاً... طويل... شعره اسود... تجهم وجهها وهي تحاول ان تتذكر التفاصيل, بعدها تخلت عن ذلك.
كان هناك شيء واحد تتذكره جيداً. تهديد السيد سميث انه سيتعامل معها لاحقاً. لابد انهم اكتشفوا هروبها الآن .وماذا سيفعلون بشأن ذلك؟ حسناً, لابد انهم يفكرون انها غرقت, لكن هل بامكانهم المخاطرة هكذا؟ لابد انهم يحاولون البحث عنها ان تمكنت من الوصول الى الشاطئ.
اول شيء عليها القيام به هو ان تتصل بالشرطة المحلية وهم عليهم التعامل مع السيد سميث واصدقائه, بفقدان صبر نهضت من السرير وحدقت بالنافذة .بدا لها المنزل انه بني على تلة ومن هذه النافذة لا تستطيع ان ترى الا الفراغ.
ارض معزولة وتمتد عبر مسافة صحراوية, بدت لها وكأنها لا تشبه اي ارض رأتها ايفون من قبل وتساءلت ترى اين هي, لابد بسرعة عادت الى السرير .حسناً انها في بقعة من مجاهل اسكتلندا. لكن على الاقل مازالت على قيد الحياة.

Rehana 28-11-21 08:58 AM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
عادت المرأة بعد عدة دقائق وهي تحمل كوباً من الشاي."والآن ابقي في مكانك واشربي هذا .وهذا الفستان قديم لي وحذاء منزلي ارتديهم حتى انتهي من تجفيف وكي ثيابك ,عندما تنتهين من شرابك يمكنك ان تأخذي حماماً ساخناً, علينا ان نجعلك تبدين بأحلى صورة عندما يصل الرئيس."
نظرت اليها ايفلون وقد علت الدهشة وجهها:"الرئيس؟ رئيس ماذا؟"
"العشيرة بالطبع, الشاب فريزر سيلفاش, سيد الغزلان والصقور, اذا اردنا ان نعطيعه لقباً حقيقياً." توقفت عن الكلام للحظة لتتابع:"بالمناسبة, يبدو انك فقدت حذائك, سأتصل بالمتجر على المرفأ واطلب منهم ان يراسلوا لك حذاء رياضياً ما هو قياس قدمك؟"
كانت ايفلون قد فتحت فمها من التعجب لكن الآن استعادت استيعابها وقالت:"قياس اربعة, وشكراً سيدة...؟"
ضحكت المرأة من قلبها وقالت:"اسمي كريستي, وانا آنسة, ويمكنك مناداتي بكريستي فقط."
"حسناً, انت لطيفة جداً كريستي, اسمي ايفلون."
"نعم اعلم ذلك."
قالت :"انت تعلمين؟"
"بالطبع, لقد قالوا لي ما اسمك, ولقد وصفوك لي بالتمام." .
احساس بالخوف سيطر على ايفلون "هم؟ هل...هل اتى احد ما وسأل عني؟ شخص غريب يدعى السيد سميث؟"
تجهم وجه كريستي, بعدها هزت رأسها وقالت:"لا يوجد احد هنا يدعى السيد سميث, ومن المؤكد لا وجود للغرباء هنا." ابتسمت لها بمحبة وتابعت:"لا تزعجي نفسك بأسئلة الناس هنا. انت بأمان, وليس هناك من شيء يقلقك."
قالت ايفلون لنفسها: ليس هناك من شيء يقلقها؟ هذا كل ما عرفته في حياتها. سألت متأملة:"هل يوجد مركز للشرطة قريب من هنا؟"
للحظة فقدت ابتسامة كريستي بعض حرارتها بعدها قالت:"اقرب مركز للشرطة في اوبين. وهذا يعني مسافة اربع ساعات بالقارب.نحن لسنا بحاجة للشرطة هنا نحن دائماً بخير من دونهم, والذي يحدث هنا هو امر يعنينا فقط ولا احد غيرنا."
زاد خوفها, اربع ساعات بالقارب, لابد ان هذا المكان معزول اكثر بكثير مما اعتقدت قالت:"لقد ذكرت المرفأ, هل هو بعيد عن هنا؟"
قالت كريستي :"ارتدي هذا الفستان وسأريك إياه."
بعد مرور لحظات كانتا تقفان امام باب الكوخ. من هناك رأت قرية جميلة لصيد السمك تقع على خليج كبير مزدانة بالمنازل البيضاء والمباني الجميلة والنظيفة. كان هناك عدة مراكب صيد راسية الى المرفأ لكن لم يكن هناك اي قارب آلي يشبه ذلك الذي كانت على متنه البارحة.
تنهدت ايفلون براحة, انها بأمان الآن على الاقل.

Rehana 28-11-21 08:58 AM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
سألت كريستي :"ما رأيك, مكان صغير وجميل, اليس كذلك؟"
لم تكن ايفلون بمزاج لتقدر الميزات الجميلة للمكان لكنها تمتمت بتهذيب:"انها رائعة, ما اسمها؟"
"مرفأ سيلفاك." اشارت كريستي عبر الخليج الى منزل كبير مبني بحجارة الغرانيت, وقد اختبأ نصف وراء ظلال اشجار الصنوبر:"هذا منزل الرئيس, ستعيشين هناك من الآن وصاعداً." توقفت قليلاً عن الكلام لتتابع:"في الحقيقة توقعت قدومك من زمن بعيد لكن اعتقد من الافضل ان تأتي ولو متأخرة على ان لا تأتي ابداً."
نظرت ايفلون اليها بريبة ,هناك شيء غريب يجري هنا ,او ربما كريستي فقط هي كذلك, انها لطيفة جداً لكن يبدو انها غريبة الاطوار قليلاً.
عادتا الى الكوخ وحظيت ايفلون بفرصة لتنظر الى ما حولها .مع ان كل ما حولها يوحي لها بالراحة كان لديها احساس غريب انها دخلت الى مكان بعيد عن الزمن. نار تشتعل في موقد قديم ويبدو انها تستعمل للطبخ وتسخين المياه, كذلك تؤمن التدفئة وخزانة قديمة من طراز العهد الفكتوري ووضع عليها اطارات صور فضية.
سألت كريستي بفرح:"ايناسبك البيض مع اللحم المخفف؟"
شعرت ايفلون وكأنها ضائعة او بالاحرى كالغبية وهي تقف في هذا الثوب الفضفاض وتنتعل حذاء واسعاً ايضاً, أومأت برأسها موافقة واعترفت انها تشعر وكأنها لم تأكل منذ اسبوع.
أشرق وجه كريستي وقالت:"شهية مفتوحة علامة جيدة. حسناً, غرفة الحمام من خلال هذا الباب, ما ان تنتهي من الاستحمام حتى يصبح فطورك جاهزاً."
كان الحمام قديم الطراز ,لكن ما ان ارتاحت ايفلون داخل المغطس والمياه الساخنة حتى قررت انه ما داع للانتقاد. يجب ان تكون شديدة الامتنان, خاصة انه قدم لها ضيافة واهتمام كبير.
اصبحت اكثر راحة الآن, اخذت تفكر بخطوتها التالية, ربما عليها ان تنسى كل شيء حول السيد سميث واصدقاءه وتترك الامر كأنه تجربة مرت بها. لا شك ان القانون سيتمكن منهم عاجلاً ام آجلاً.
من المؤكد انها لا تريد ان تراهم او تتورط بأي علاقة معهم ثانية, وان رغبت بالتبليغ عنهم للشرطة سينتهي بها الامر بالذهاب الى المحكمة للاجابة على عدد كبير من الاسئلة المقلقة.
بعد مرور نصف ساعة, كانت تتناول الطعام وتشعر على الاقل انها عادت الى الحضارة وهي ترتدي ثيابها النظيفة. دفعت صحنها الفارغ بعيداً وقالت:"كان الطعام شهياً كريستي, لم اتمتع يوماً بفطور كهذا."
ضحكت كريستي:" بالطبع, استطيع ان اقول ذلك من طريقة التهامك له."

Rehana 28-11-21 08:58 AM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
وتابعت:"لا اعتقد ان الناس في لندن يهتمون ليخبزوا خبزهم, بالطبع البيض من دجاجاتي كذلك الزبدة الطازجة مصنوعة في القرية .كذلك المياه هنا ليست مليئة بالمواد الكيميائية. آه ,بالطبع ,ستجدين فرقاً كبيراً بالعيش هنا في المرفأ سيلفاك."
كادت ايفلون ان تقول لها ان لا نية لها بالبقاء هنا طويلاً عندما سمعت طرقاً قوياً على الباب فشعرت وكأن قلبها يسقط من مكانه.
هل يعقل ان يكون هذا السيد سميث, او احد من عصابته, يبحثون عنها؟
نظرت اليها كريستي مستغربة تبعتها بابتسامة مشجعة, وقالت بصوت عال:"ادخل."
دخل ولد احمر الشعر ويغطي النمش وجهه يبلغ من العمر ثماني سنوات قدم العلبة الى ايفلون وبدأ يحدثها باللغة المحلية لديهم وتوقف عندما قالت له كريستي بلطف:"أين هو تهذيبك جيمي, ايفلون لا تعرف هذه اللغة بعد يجب ان تحدثها بلغتها."
إحمر الولد خجلاً, ابتسم وقال بسرعة :"عليك ان تجربيه وان لم يناسب قدمك سأرده ,واحضر لك غيره واي شيء آخر تريدينه ."
جربت ايفلون الحذاء, ابتسمت للولد وقالت:"انه مناسب تماماً جيمي وليس هناك اي شيء آخراريده."
ما ان غادر الولد حتى صبت ايفلون الشاي.
"سنتناول هذا بعدها سأساعدك بغسل الاطباق, ثم عليّ الذهاب الى القرية, هل تعتقدين ان هناك اية فرصة لي لأجد عملاً هناك لعدة ايام؟" .
اتسعت العينان الغامضتان من الصدمة وقالت:"عمل؟ لكن ... لماذا؟"
كررت ايفلون:"لماذا؟ لأنني لا املك المال, لأجل هذا عليّ ان اقبض المال لأدفع لك عن كل ما قدمته لي وبعدها لأدفع ثمن بطاقة العودة. بالطبع استطيع التنقل بدون اجرة, وهذا سيوفر عليّ..."
قالت كريستي فجأة:"آه, ايتها الشابة المسكينة, انا...انا لم ادرك, فأنت لا فكرة لديك لماذا احضرت الى هنا. وكيف يمكنك ذلك؟ لا بد ان تتساءلي عما كنت اتحدث معظم الوقت."
قالت ايفلون, وهي تشعر بالتعجب من كلام كريستي:"حسناً, انا آسفة كريستي لكن لا اريد ان اكون فظة مازلت لا اعرف عما تتحدثين, لا احد تاحضرني الى هنا. كان ذلك...مجرد حادث."
قالت كريستي بهدوء:"قد تعتقدين انه حادث لكن ذلك كل ذلك كان مخططاً له, لقد قالوا لي. والا كيف تفسرين معرفتي لأسمك وانك اتيت من لندن؟" كان بامكانها ان تلاحظ عصبية كريستي من طريقة كلامها.
فأجابت بهدوء ومنطق:"حسناً, اي شخص سيعرف انني من لندن من لهجتي, اما بالنسبة الى اسمي... حسنا, ربما سمعتني اتلفظ به وانا نائمة ليلة البارحة, هذا هو التفسير المنطقي, اليس كذلك؟"

Rehana 28-11-21 08:59 AM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
هزت كريستي رأسها غير مصدقة:"عليك ان تصدقيني ايفلون, الحراس احضروك الى هنا من اجلنا ,مصيرك هنا."
فكرت ايفلون بصمت, يا للهولل, لقد كانت على صواب ,لابد ان هناك شيئاً ما غريب بشأن كريستي .الحراس... القدر والمصير؟ وهم وتضليل, ربما تعيش بمفردها هنا منذ زمن طويل جداً, لابد ان هناك اسم لهذا المرض المحدد.
تنهدت كريستي وقالت:"آه, عزيزتي اعتقد كلما عرفت الحقيقة كان افضل لك."
ابتسمت ايفلون بحذر ,فمن الافضل ان لا تجادل في مواقف كهذه, عليها ان تجاري وتوافق مع كل ما يقولونه.
قالت كريستي بهدوء:" لقد علمت بقدومك منذ شهرين, قالوا لي الحراس ان انتظر قدومك, لقد اكدوا لي ان التقاليد القديمة ستستمر."
سألت ايفلون باهتمام زائف:"واية تقاليد هذه؟"
"عروسة رئيس العشيرة تأتي دائماً من البحر "أخذت رشفة من الشاي وتابعت"لا يمكنك ان تنكري انك اتيت من البحر, اليس كذلك؟"
بطريقة ما تمكنت ايفلون من عدم االضحك وقالت:"لا, انت محقة بذلك ,اذاً انت تقولين لي انني اتيت الى هنا لاتزوج من... ما اسمه؟"
نظرت كريستي اليها بحزن وقالت:"السيد فرايزر سيلفاش. قريباً ستصبحين زوجته والسيدة الاولى في العشيرة."
قالت ايفلون, وهي تجاريها في لعبتها:"حسناً, هذا رائع, انا متأكدة ان هذا شرف عظيم لي كريستي, لكن هل انت متأكدة ان رئيسك سيرضى بالزواج من غريبة؟"
هزت كريستي رأسها موافقة:"سيتزوج منك بكل سرور فلقد اختاروك الحراس كما ترين. وان كان سيرفض اختيارهم, حسناً, لن يجلب هذا الا المصائب للعشيرة ونحن لن نرضى بذلك, اليس كذلك؟"
قالت ايفلون بصوت رزين:"لا, بالطبع لا نريد ذلك."
ان اخبرت احداً بذلك فلا بد انه سيضحك عليها ويتهمها انها تؤلف ذلك, قالت بيأس:"اسمعي ,بالنسبة الى هؤلاء الحراس الذين تتكلمين عنهم, هل هم جماعة ام ماذا؟ ان كانوا في القرية ربما استطيع الذهاب والتحدث معهم. بامكاننا ان ننهي الامر من دون ان يتعرض احد للاذى."
ضحكت كريستي من كلامها وقالت:"لا يعيش الحراس في القرية, انهم يعيشون في نيفاي."
قالت ايفلون بصبر:"حسنا اين هي نيفي؟هي هي بعيدة عن هنا؟"
"لا يمكنك ان تريها من نافذة غرفة النوم."
فكرت ايفلون للحظة وقالت:"عندما نظرت من النافذة لم ار غير اراض خالية تمتد لأميال طويلة."
هزت كريستي رأسها موافقة وقالت:"نعم هذه هي نيفاي, هناك يعيشون."

Rehana 28-11-21 08:59 AM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
فجأة شعرت ايفلون بشك مخيف وتنفست بعمق:" كريستي ؟من هم هؤلاء الحراس؟"
ضحكت كريستي ثانية :"لم يرهم احد, فهم لا يعيشون مع الناس ولا يثقون بهم, فهم يرون اننا جهلاء وانني وحيدة التي يتكلمون معها. وعندما يريدون التحدث معي يرسلون لي اشارة او ضوء فأذهب واستمع الى ما يريدونه."
شعرت ايفلون بأنها ترتجف وخرجت الكلمات من فمها قبل ان تدرك ما تقوله:"رأيت نوراً ليلة البارحة, لهب عالِ, وهكذا علمت ان هناك احداً ما هنا."
هزت كريستي رأسها وقالت:"تلك النار الشهيرة, اذا رأيتها فهذا يبرهن انك العروسة المطلوبة."
حدقت ايفلون بها بدهشة, اصبحت شكوكها متأكدة. هذه المرأة اللطيفة تخبرها انها اتت الى هنا لتتزوج من رئيس العشيرة وهذا امر لا يصدق؟
بضعف وقفت وحاولت ان تبتسم:"ابقي جالسة وارتاحي كريستي, سأعمل على تنظيف الاطباق."
قالت كريستي بفرح:"نعم, وبعدها سأعطيك فرشاة لتصففي شعرك, لا يمكننا ان ندع الرئيس يراك هكذا, اليس كذلك؟"

نهاية الفصل

Rehana 29-11-21 09:24 AM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
الفصل الثاني

لم تسمع اي واحدة منهما صوت الجيب وهو يقف خارجاً. كانت ايفلون قد انتهت للتو من تمشيط شعرها الطويل الاشقر الفضي وكانت تنظر الى نفسها في المرآة عندما رأت صورة رجل يدخل من الباب.
استدارت ببطء, بعدها توترت وهي تشعر بالاضطراب والاحراج. اذاً لم يكن حلماً معها ليلة أمس. انه ذات الرجل الذي حدق بها في السرير ووضع يده عليها.
كان طويل القامة عريض الكتفين, بدا وكأنه يملأ الغرفة بحضوره القوي. في حلمها ليلة البارحة لم تتأكد من ملامح ووجهه لكن الآن انطبع وجهه في مخيلتها. الانف المتعالي والخدود النافرة كذلك كل ما فيه يدل على كبرياء واضح وثقة عالية بالنفس. يرتدي قميصاً عادياً وبنطالاً بنياً وحذاء طويلاً. اما عيناه فكانتا تحدقان بها وكأنهما اشعة ليزر تخترقها.
اخيراً تحدث بصوت قاسي:"انا فرايزر سيلفاش. سمعت انك الفتاة التي يفترض بي ان اتزوج منها."
آه! كانت تتمنى عندما يصل انه سيأخذها ببساطة الى القرية, ويعتذر منها من اوهام كريستي ويتركها وشأنها, لكن الآن يبدو ان هناك مشكلة جديدة تواجهها.
"

Rehana 29-11-21 09:26 AM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
حسناً, هذا يكفي. لم تمانع ان تجاري كريستي لكنها لن تستمر بذلك معه. قررت ببساطة ان تتجاهله, بعدها فكرت ثانية. هناك خطر ما, حدود قاسية مع هذا الرجل وادركت ان لا احد يستطيع تجاهله.
فقد صبره لعدم اجابتها استدار نحو كريستي وقال:"هل اكلت فتاة البحر الصغيرة؟"
"نعم, وهي تأكل جيداً."
"وهل لديها اسم؟"
"اسمها ايفلون, قلت لك ان هذا اسمها, اليس كذلك ؟"
"نعم كريستي, فعلت." اعاد نظره الى يفلون وبدأ ينظر اليها من رأسها حتى قدميها وكأنه رجل يقرر ان كان كان سيشتري سيارة مستعملة. اخيراً قال:"انها جميلة حقاً, وهذا امر واضح, هل انت متأكدة انها هي؟"
احنت رأسها وقالت:"لا مجال للشك بذلك الآن فرايزر ,لقد قالت لي للتو انها رأت شعلة النار التي قادتها الى هنا." .
انّت ايفلون وبدأت تغرق في بحر جديد من اليأس.لا بد انها في عالم مختلف. هل هم جميعاً مجانين هنا؟
فجأة ارتجفت وابتعدت ما ان حاول ان يلمس وجهها, قال بغضب:"قفي جامدة, اردت ان ارى الجرح على صدغك."
سيطر عليها الغضب بدلاً من الحذر وقالت:"لا علاقة لك بجرح رأسي, ومن فضلك احتفظ بيديك لنفسك.لا احب ان يعاملني احد وكأنني مجنونة في سيرك."
ساد التوتر لفترة بعدها قالت كريستي:"لا تزال المسكينة مرتبكة, فهي بحاجة للوقت لتشعر بالاستقرار."
قال بجدية:"نعم, وعليها ان تتعلم بعض الاخلاق الجيدة. فعندما أسأل سؤالاً اتوقع ان اسمع اجابة. ربما عليك الذهاب لتخبري اصدقاءك ان لا نية لدي ان ارتبط بامرأة لا اعرف شيئاً عنها وتبدو باردة كالبحر الذي احضرها."
يبدو ان التهديد اثر بكريستي واسرعت تؤكد له ثانية:"انها فتاة جميلة ولطيفة جداً فرايزر .فقط اعطها بعض الوقت, فكل هذا غريب عليها."
لم يبدُ على رئيس العشيرة انه تأثر ولو قليلاً بطلب المرأة. بدأ صبره ينفذ, قال وقد تجهم وجهه وقطب حاجبيه:"لدي احساس ان حورية البحر ذات العينين الخضراوين تعتقد اننا غبيين." تابع التحديق بايفلون بصمت مما جعلها تشعر بالارتباك بعدها قال بحدة:"اريد ان اعرف كيف وصلت الى ممتلكاتي ليلة البارحة وكأنك حطام سفينة."
شعرت بقوة ان تقول له ليذهب ويسأل الحراس لكنها فكرت قليلاً قبل ان تجيب:"كنت على قارب, سقطت عن ظهره وسبحت نحو الشاطىء."
رفع حاجبه ساخراً منها:"سقطت عن ظهر السفينة؟ هذا امر سخيف جداً.اي نوع من القوارب كان؟"
نظرت اليه بثقة وقالت:" قارب آلي."

Rehana 29-11-21 09:26 AM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
"كم عدد الاشخاص الذين كانوا على متنه؟"
تنهدت وقالت:"خمسة بمن فيهم انا."
"ولا احداً منهم شاهد ذلك الحادث؟"
تجنبت النظر الى عينه وقالت:"لا, كان ظلام يلف المكان ولم يكن هناك احد غيري على سطح السفينة."
"حسناً, لا شك انهم اكتشفوا غيابك الآن ومن المحتمل انهم ابلغوا السلطات عن الحادث."
عضت على شفتها وبقيت تتجنب النظر الى عينه, وقالت:"نعم, اعتقد ذلك."
عاد ينظر اليها بصمت بعدها استدار نحو الباب واشار اليها لتتبعه, قال:"حسناً, لنذهب."
شعرت بالغضب يجتاحها من برودته وتصرفاته غير المعقولة. لكن حتى تجد طريقة ما تعيدها الى الحضارة وتخلصها منه فلا خيار لديها الا أن تتحمل تصرفاته الطاغية.
"فرايزر انتظر."
استدار وقال :"نعم, كريستي؟"
بدا على المرأة العجوز القلق, قالت:"كن لطيفاً معها فرايزر ,عدني انك ستهتم بها حتى العيد الكبير على الاقل."
تنهد بقوة وقال:"انت تعرفين ما هي خططي لذلك العيد."
"نعم, لكن الخطط تتغير. اصدقائي لا يريدون باميلا هنا. ولهذا هم الذين ارسلوا ايفلون, ارجوك كن لطيفاً معها." .
نظر رئيس العشيرة اليها بحدة ,بعدها قال:"حسناً, من اجلك كريستي, سأعمل على ان لا تصاب بأي أذى, ستبقى معي حتى الحفلة وسنرى ما الذي سيحدث."
ابتسمت كريستي براحة وحاولت ايفلون بيأس ان تقوم بتصرف جنوني من اجل الحصول على حريتها. او الذهاب الى اي مكان يعيدها الى ارض الواقع.
ما ان سار الجيب على الطريق حتى نظرت اليه وقالت:" الى اين تأخذني؟ اعتقدت اننا ذاهبان الى القرية."
تجاهل سؤالها:"كيف حدث لك وسقطت عن ظهر القارب؟ لم يكن البحر هائجا البارحة." كذبت وهي تقول:"تعثرت بحبل, قلت لك لم يكن هناك اي ضوء." كانت تعلم ان لا غاية لها من اخباره الحقيقة, فهو لن يصدقها , لا احد سيفعل.
كان الجيب ينطلق بقوة عبر الطريق الوعرة الموازية للشاطئ والتي تدور حول الرأس الجنوبي, تشبثت بمقعدها وتمنت لو ان هذا الرجل المجنون يقود على مهل.
قال بصوت عال:"ما اسم القارب الذي كنت على متنه؟"
من الواضح انه سيستمر باستجوابها.قالت واسنانها تصطكان:"ك- كابريس."
"والى اين كان متجهاً؟"
نظرت اليه بغضب ورفعت صوتها ليسمع مع هدير المحرك وصوت الدواليب.

Rehana 29-11-21 09:27 AM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
"لا فكرة لدي, ولا يمكنني ان استمر في الحديث وانا اعاني هكذا."
نظر اليها ولم يعلق, كان عليها ان تحتمل المعاناة خمس دقائق اخرى قبل ان يوقف المحرك, ويخرج من الجيب.
بقيت مكانها, وقد ضمت ذراعيها الى صدرها وبقيت عيناها تنظران الى الطريق امامها.
استدار وراء الجيب وفتح الباب:"اخرجي."
اندهشت وهو يساعدها لتصبح على الارض. نظرت حولها بقلق متسائلة ما الذي يفكر به الآن. على يسارها لم يكن هناك الا المروج بينما على يمينها كان هناك منحدر من الصخور يصل الى الشاطىء.
قالت بحذر:" لما توقفت هنا؟"
اشار الى الصخور السوداء وقال:"هذا هو المكان الذي وجدت فيه ليلة البارحة, مستلقية فاقدة الوعي وباردة كالثلج, لابد انك سيدة محظوظة جداً. كان العجوز غيفن ماكلين يقود جراره ولو لم ينظر الى الاسفل ويراك فلا بد انك مت من جراء البرد.".
ابعدت نظرها عن الصخور وقالت بتواضع :"نعم, انت على حق. ان رأته يوماً سأشكره."
قال يؤكد لها بابتسامة هازئة:"سترينه, اما في الوقت الحالي فبامكانك الاجابة عن بعض الاسئلة"
قالت بجدية:"اني آسفة, لا اشعر بأنني ارغب في الاجابة على اي اسئلة, لا ارى اي حق لك لتعرضني لمثل هذا النوع من..."
"لدي كل الحق, انت لست في لندن الآن, انت في ممتلكاتي واذا اردنا التحدث بلغة عملية فأنت دخيلة واستطيع مقاضاتك, طالما انت هنا ستفعلين كل ما يطلب منك وتجيبين على كل سؤال ارغب في طرحه, هل هذا واضح؟"
شهقت, انه كالذئب ويظهر مخالبه فاسرعت في تهدئته:"حسناً, اهدأ ,ما الذي تريد معرفته؟"
هز برأسه براحة واظهر ما يبدو كابتسامة باردة قال:"هذا افضل ,والآن سنبدأ بمعرفة اسمك الكامل."
اجابت بخشونة:"ايفلون ريفرز."
"كم عمرك ؟"
"تسعة عشر."
"من هم والديك؟ واين تعيشين؟"
عطست وعلمت انها ستصاب بالزكام والبرد."لا اهل لدي." رأته يقطب جبينه فتابعت تشرح له بصبر:"انا لم اعرفهم يوماً, لقد نشأت في ملجأ للايتام, وكل الذي اعرفه عنهما انهما توفيا في حادث سيارة عندما كان عمري سنة واحدة."
"يؤسفني سماع هذا."
قالت تؤكد له بحدة:"لا داع لذلك فلا علاقة لك بالامر."
عاد وجهه قاسياً وقال:"وماذا عن اصدقاء لك؟ اي اصدقاء مقربين؟"

Rehana 29-11-21 09:27 AM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
شعرت برياح باردة, ورأت غيوم رمادية تتجمع فوق البحر:"فقط بعض الاصدقاء."
قال :"وماذا عن الشبان؟"
هزت رأسها بالنفي.
نظر اليها نظرة مليئة بالشك وبعدها قال :"شابة جميلة مثلك ولا معجبين لديها؟هذا امر يصعب تصديقه؟"
قالت بغضب كبير :"وانا لا اجد كل هذا صعب تصديقه ايضاً. ان كان يجب ان تعلم, كان لدي صديق لكن انتهى الامر بيننا. جرى شجار وقلت له انه مجرد ثعبان خبيث وتخليت عنه."
رفع حاجبيه بمرح وقال:" هذا امر مثير للفضول, اخبريني عنه."
نظرت اليه بغضب, بعدها تنهدت وقالت:"اسمع... هل هذا حقاً ضروري؟"الصوت العميق الذي سمعته من حنجرته جعلها تقرر انه مهم حقاً فقالت بسرعة:"كنا نعمل في ذات الشركة. خطرت على بالي فكرة لتوزيع الورق بكفاءة اكثر فاخبرته بها. وفي ذات اليوم نقل الفكرة الى احد المسؤولين وتظاهر انها فكرته, وانتهى الامر على انه اخذ الربح وفرصة العمل ايضاً. وليس هناك من حاجة للقول انني اخبرته بما افكر فيه وتركته وانا اشعر بالاشمئزاز منه."
هز رأسه وقال:"هذا تصرف غبي. كان عليك البقاء والانتظار لفرصة اخرى تثبتين بها قدراتك."
شعرت انها بحاجة للقول, نعم, لكننا لسنا جميعاً اصحاب اعصاب باردة.
"هل كنت تعيشين معه.."
احمر وجهها خجلاً من سؤاله:"هذا الامر لا يعنيك."
زأر وكأنه دب غاضب وقال:"بل يعنيني, من الافضل لك ان تعطين جواباً والا سأكتشف ذلك بنفسي والآن." .
نظرت اليه بغضب وقالت:"لن تجروء." لكن ما ان لفظت كلماتها حتى علمت انها مخطئة. فهذا الرجل سيىء بما فيه الكفاية ليفعل اي شيء.
قالت:"لا لم يكن هناك علاقة بيننا, وهذه هي الحقيقة."
نظر اليها بقسوة وقال محذراً:"من الافضل ان تكون هذه الحقيقة, لانني ان قررت ان اتزوج بك واكتشفت انك كاذبة ستعيشين طوال عمرك وانت تندمين على ذلك."
قالت:"حسناً, يجب ان لا تقلق من اجل ذلك, فأنا لا ارغب ابداً بالزواج منك. وفي الحقيقة, حتى ولو كنت الرجل الوحيد على الارض سأبقى بعيدة عنك قدر الامكان, فأنت اكثر الناس تفاخرا وشراسة..."
قاطعها ببرودة:"لا اعتقد ان لديك اي خيار في هذا الامر آنسة ريفرز ,فمصيرك بين يدي وستبقين هنا حتى اتخذ قراري ان كنت تستحقين ام لا لقب السيدة الاولى للعشيرة."

Rehana 29-11-21 09:28 AM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
وضعت يديها على وركيها , رفعت رأسها وقالت بغضب وهي تصرخ " هل هذا هو الواقع ؟ وما الذي يمنعني من ان اتركك الآن وبهذه اللحظة؟ وان ابتعدت كفاية سأجد الطريق الرئيسية واجد من يقلني جنوباً, ام انك تعتقد ان الحوريات ستحولني الى ضفدعة او اي شيء آخر؟" .
ظهرت ابتسامة صغيرة على وجهه"لا وجود لشيء خيالي كهذا, لكن هناك اربعين ميلاً لطريق وعرة لا تصلح الا للشاحنات قبل ان تصلي الى اي مكان قد تجدين فيه من يقلك, وربما لا يمر اكثر من سيارتين على الطريق العام خلال الاسبوع الواحد, اما الوسيلة الوحيدة للرحيل فهي النقل البحري وبما انني املك كل القوارب هنا فكل ما علي فعله هو ان اعطي الاوامر بعدم السماح لك بالرحيل تحت اي ظروف."
شعرت باحساس من الاحباط فقالت له بغضب:"لا يمكنك ان تفعل ذلك, لا يمكنك ان تبقيني هنا سجينة وضد ارادتي ورغبتي."
نظر اليها بسخرية وقال:"استطيع ان افعل ما اشاء معك عزيزتي." وتابع بنعومة:"ومن الذي سيمنعني؟اصدقاؤك من قارب كابريس؟" رآها تعض على شفتها فضحك وتابع:"لا اعتقد ان علينا القلق من قدومهم الى هنا, بكل الاحوال سنتحدث عنهم لاحقاً. في هذه اللحظة انني مهتم بك انت."
ارتجفت ونظرت اليه بيأس:"اسمع انني ارتجف من البرد. هل سنتقف هنا لمدة طويلة؟"
"نعم ان كان هذا ضرورياً."اتكأ على الجيب واخذ غطاء للسفر واعطاها اياه"ضعي هذا حول كتفيك."
لفت كتفيها وتساءلت ان كان هذا سيرضيه, قالت بهدوء :"اسمع, ليس هناك اي منطق في كل ما يحدث.اذا كنت تريد زوجة لما لا تختار واحدة من عشيرتك؟ اقصد عوضاً عن نقلي الى هنا, انا متأكدة ان معظم النساء تجدك جذاباً, لكن أنا وانت؟ نحن حتى لا نحتمل بعضنا, اليس كذلك؟ ومن فضلك لا تحدثني عن الكلام الفارغ وعن الاساطير والنار وكذلك الحوريات, فأنا لم اولد البارحة."
نظر اليها ببرودة, مما جعلها ترتجف ثانية رغم الغطاء حول كتفيها وقالت:"كريستي تؤمن بالحوريات. انا اؤمن بالوقائع فقط, ولا داع للقول, انني احترم كريستي. كل شخص في العشيرة يحترمها. لذلك وعدتها انني سأهتم بك."
قالت بقسوة:"حتى تقرر ان كنت استحق الزواج منك, وما اشعر به لا اهمية لديك, اليس كذلك؟"
"عليك ان تلقي اللوم على نفسك في الوضع الذي انت فيه." تابع ببرودة:"لم يدعك احد الى هنا, وانا لدي امور كثيرة افعلها غير دور الاعتناء بمراهقة ذات طبع سيء. حضورك الى هنا سبب لي الكثير من المشاكل المعقدة."
"حسناً, انا آسفة ,لو عرفت انني سأسبب كل هذه المشاكل لكنت عملت على اغراق نفسي بدلاً من ان اسبح."
تجاهل سخريتها وقال:" حقيقة واحدة لا استطيع تجاهلها ان كريستي تبدو معجبة بك. ومهما كانت تراه فيك يثير اهتمامي, وهذا ما اريد معرفته."

Rehana 29-11-21 09:28 AM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
تحدته ثانية بالقول:"اني متأكدة ان هناك الكثير اللواتي ترغبن في اقتناص هذه الفرصة بأن تصبح احداهن زوجتك، فلما تريد التأكد من صلاحياتي؟ كما وانني مؤهلة لمعرفة السبب, على الاقل."
قال بوضوح:"انت مازلت غريبة, وكل ما يحق للغرباء هنا الطعام والمأوى والضيافة, وهذا ما قدم لك."
حدقت به بغضب لكن بصمت, بعدها حاولت تحديه بفكرة جديدة:"انا لا اعرف شيئاً عنك, وعلى هذا الجزء من البلاد،او حتى عن الناس. وانا لا اناسب ابداً الحياة هنا كما وانني لا استحق بدون اي شك ان اكون السيدة الاولى لأي شيء. لقد امضيت طفولتي اتنقل من ملجأ الى آخر كما وان لا سلالة لي. انت تضيع وقتك معي."
ظهرت السخرية في عينيه قبل ان يقول:"نعم اعتقد انك على حق، لكن انا من اقرر ذلك وليس انتِ, لذا من الآن وصاعداً آنسة ريفرز ستجيبين عن اسئلتي بدون اي اكاذيب او تهرب, هل هذا واضح؟"
قالت بغضب:"لست معتادة على قول الاكاذيب, وانا اعترض على طريقة...."
قاطعها ببرودة:"انا ايضاً مثلك ،لم اولد البارحة. ان كان هناك قارب عليه خمسة اشخاص فقط واختفى واحد منهم فجأة فلا بد ان يلاحظوا غيابه على الفور اليس كذلك؟ واول عمل قمت به هذا الصباح انني اتصلت بمحطة حراس السواحل لأعرف ان كان تقدم احد بتقرير عن فقدان فتاة ما في البحر.حسناً, لم يكن هناك اي اعلان. ما هو جوابك عن ذلك آنسة ريفرز؟"
قالت تدافع عن نفسها:"ربما لم يتسن لهم بعد ان يتصلوا."
فجأة امسك كتفيها بقوة وقرب وجهه منها وهو يقول:"لم يقدموا اي تقرير لأنهم لا يريدون اثارة السلطات. وهذه هي الحقيقة, اليس كذلك آنسة ريفرز؟"
عضت على شفتيها بعصبية. كان غضب الرجل قوياً لدرجة انها شعرت بارتجاف منه حتى عظمها قالت وهي تتعلثم:"اسمع،انا...انا..."
قال:"وفري على نفسك كل هذا الشرح. فبعد مرور ساعتين على وجودك هنا على الشاطىء تم القبض على قارب يدعى كابريس على بعد خمسة عشر ميلاً من هنا. كانت الشرطة والجمارك بانتظارهم وجميع اصدقاءك الآن في الحجز." .
احساسها بالراحة ان السيد سميث واصدقاءه قد تم القبض عليهم تلاشى عندما ادركت انها ستتهم كونها فرداً من تلك العصابة. فتحت عينيها بخوف وقالت:"لقد فهمت الامر خطأ."
سأل بخشونة وبشك واضح:"حقاً؟ لقد اعترفت بنفسك انك كنت من اعضاء الفريق. ولو لم تقعي بطريق الصدفة عن سطح القارب ايضاً لكنت الآن في الحجز معهم."

Rehana 29-11-21 09:29 AM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
ارتجفت من قوة امساكه لكتفيها, قالت:"اترك كتفي, تباً لك, انك تؤلمني."
ابعد يديه عنها فتابعت غاضبة:"حسناً, لقد كذبت عليك, لكنني كنت مجرد طاهية على ذلك القارب لم اكن اعلم ماذا كانوا يفعلون, وانا لم اسقط عن ظهر القارب ,بل قفزت عنه." توقفت عن الكلام لتتنهد بمرارة وتتابع:"انها قصة طويلة ومن المحتمل انك لن تصدق ولا كلمة منها."
نظر اليها عن كثب وقال:"ربما, لكن لا مزيد من الكذب, مفهوم؟ ان لم تكوني فرداً من العصابة فماذا كنت تفعلين في ذلك القارب؟"
تمتمت قائلة:"قلت لك, كنت مجرد طاهية هناك."
قال ساخراً:"هذا ما قلته, لكن بامكانك ان تقومي بعمل افضل من ذلك؟"
"تباً لك, انني اخبرك الحقيقة."
"كم من الوقت عملت لديهم؟"
تنهدت وقالت:"فقط ايام قليلة, قابلتهم في البرتغال, غرفتي في الفندق..."
"وماذا كنت تفعلين في البرتغال؟"
بدا لها بوضوح انه لن يقتنع قبل ان يسمع ادق التفاصيل لذلك بدأت ثانية.
"بعد الشجار مع صديقي القديم السابق تركت عملي وقررت ان اخذ عطلة من العمل."
"لتداوي قلبك المحطم بلا شك."
تجاهلت سخريته وتابعت:"سحبت كل مدخراتي من البنك واغلقت شقتي واستقليت اول طائرة ,مهما يكن امضيت اسبوعين في النزهات والسباحة على الشاطىء وأنا اعاهد نفسي بانني لن اسمح لرجل ان يجعل مني غبية مرة ثنية." توقفت لتنظر في عينيه مباشرة وتتابع:"وبالطبع كنت مخطئة كالعادة, اليس كذلك؟"
لم يظهر اي تعابير على وجهه فتابعت على مضض:"كان ذلك قبل يوم واحد من عودتي الى بلادي عندما اقتحم احدهم غرفتي في الفندق وسرق كل شيء, المال وجواز سفري وحتى ثيابي..."
بالكاد صدقت عينيها عندما رأت ذلك للمرة الاولى كل الجوارير فارغة وفراشها على الارض. لقد خرجت لمدة عشر دقائق فقط, ومهما كان الفاعل فقد دخل الى الشقة عبر الشرفة بعد تسلقه الحائط.
بسرعة ركضت الى الطابق السفلي الى مكتب الاستقبال لتبلغ عن السرقة للمدير المسؤول. كان متعاطفاً معها لكنه كان صارماً ان لا حق لديها ضد الفندق:"كان عليك سيدتي ان تتأكدي من اغلاق النافذة قبل خروجك." هذا ما قاله وانهم سيبلغون الشرطة, بالطبع لكن هناك املاً ضئيلاً بالقبض على السارق وإعادة ممتلكاتها. من المؤكد السيدة لديها تأمين ضد حوادث من هذا النوع؟

Rehana 29-11-21 09:29 AM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
لا لم يكن للسيدة اي تأمين, استدارت مبتعدة عن المكتب بخيبة أمل. ومع المال القليل الموجود في جيبها تستطيع ان تتناول الغذاء فقط, فكيف ستتمكن من العودة غداً الى بلادها وهي لا تملك بطاقة السفر؟ لا يمكنها حتى ان تفكر بأي انسان في لندن قد يقرضها هذا المال.
كانت معنوياتها على الحضيض عندما سارت الى الخارج ووقفت على الرصيف تحت الشجرة وهي تفكر ما الذي تستطيع القيام به الآن.
"لم يقدموا لك ايه مساعدة, اليس كذلك؟ لم استطع الا ان استرق السمع."
استدارت عند سماعها تلك الكلمات لتجد رجلاً في منتصف العمر. شعرت بالحذر منه لمجرد رؤيته. كان لا يبدو مؤذ, لكن لا احد يعرف. على الاقل كان انيق المظهر ومتزوج .انه مثال الرجل الانجليزي اللطيف. ابتسم لها بلطف ليظهر صداقته.
اجابت اخيراً:"لا, لم يقدموا ايه مساعدة, لكن كل ذلك بسبب تصرفي الاحمق."
قال مواسياً :"تباً للظروف التي تجعل المرء خائفاً في بلد غريب."مد يده ليصافحها ويتابع:"انا روجر سميث. وانا هنا مع زوجتي وصديقي وزوجته." .
صافحته وابتسمت بتهذيب:"ايفلون ريفرز."
نظر اليها بحزن وقال:"هل حقاً سرقوا كل شيء؟"
هزت رأسها وقالت:"لا اعلم كيف سأعود الى وطني الآن. لقد دفعت ايجار الغرفة في الفندق لهذه الليلة فقط اما في الغد فعلي النوم على الشاطىء, وبعدها سأحاول ان اجد عملاً في مكان ما."
هز رأسه مشككاً بقولها:"اعتقد انك بحاجة لأذن للعمل هنا, اما بخصوص النوم على الشاطىء فأنا لا اوافقك على هذا العمل، فهناك الكثير من الاشخاص غريبي الاطوار هنا." توقف عن الكلام وكأنه تذكر امراً هاماً جداً قبل ان يتابع:"اسمعي آنسة ريفرز...لا ادري اذا كانت الفكرة ستعجبك لكن هناك طريقة لأساعدك للتخلص من هذا المأزق, لكن يعود الامر لك بالطبع؟"
علمتها التجارب ان تأخذ الحذر ممن يعرض عليها المساعدة. فهناك دائماً مصلحة ما وراء المظاهر.
وكأنه شعر بترددها فتابع:"وفي الحقيقة ستكونين بالتالي تقدمين لي ولزوجتي خدمة هامة. نحن سنبحر الى انكلترا الليلة لكن الفتاة التي كانت تطهو لنا قررت البقاء. يبدوانها تعرفت الى شاب هنا ولا ترغب في تركه. بكل الاحوال, العمل لك ان رغبت بذلك."
بدا لها الامر جيد جداً ويصعب تصديقه فقالت بحذر:"انه عرض رائع سيد سميث, وانني ممتنة لك، لكنني اخشى انني لست جيدة في طهي الطعام."
ضحك وقال مستخفاً باعتراضها:"انني معجب بصدقك, لكن لا داع للقلق بشأن هذا الامر ,نحن لا نطلب الطعام الفاخر على متن كابريس, فقط طعام بسيط. وانا متأكد انه يمكنك تحضيره."
صوت بداخلها اخبرها ان عليها ان توخي الحذر. لكن هذا يبدو كصدفة لراحتها، لكنها اسكتته. انها في خطر ان تصبح مشردة. ومهما يكن, فالعرض الذي يقدمه السيد سميث يبدو صادقاً. وان سمحت لهذه الفرصة ان تمر ستصبح في مشكلة اكبر فكيف ستعود الى بلادها.

Rehana 29-11-21 09:30 AM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
تابع محاولاً ان يقنعها:"لن تدوم الرحلة الى فترة طويلة, وبالطبع سأدفع لك اجراً عندما نصل."
كان هذا كافياً لتأخذ قرارها فابتسمت له وقالت:"حسناً, سيد سميث, متى تريدني ان ابدأ العمل؟"
حف يديه ببعضهما بفرح وقال:"اختيار جيد ,سآخذك الى القارب الآن لأريك المكان."
ذهبا بسيارة أجرة الى المرفأ حيث قادها عبر الممر الرئيسي الى قارب آلي. هي لا تعرف شيئاً عن القوارب لكنها تستطيع ان تلاحظ الغنى عندما تراه. كانت هناك حجرتان مفروشتان بأجمل المفروشات وغرفة واسعة كصالون كذلك غرفة الطعام، ومن الناحية الخلفية كان هناك مطبخ السفينة حيث يحضر الطعام. كان هناك باب في آخر المطبخ فتحه وقال:"هذه ستكون غرفتك. انها صغيرة ولكنني متأكد انك ستجدينها مريحة."
اظهرت اعجابها وهي تبتسم وتقول :"انها جميلة جداً."
شعر بالفرح من قولها:"والآن زوجتي واصدقائي ذهبوا للتسوق وسأقابلهم على الغذاء في الفندق. سنذهب في جولة لبقية النهار ولن نعود قبل المساء هذه الليلة." اخرج ورقة من جيبه وقدمها لها:"هذه قائمة بأغراض نحتاجها, كنت سأحضرهم بنفسي لكن سيكون هذا اول عمل لك."بعدها اعطاها بطاقة ."هذا هو اسم وعنوان البائع, كل شيء قد تم دفع ثمنه. سأعطيك المال لأجرة السيارة فيمكنك الذهاب واحضارها بعد ظهر هذا اليوم."
توقفت عن متابعة الكلام ونظت الى فرايزر بضيق وتابعت:"انت لا تصدق كلمة واحدة من كل ما اقوله اليس كذلك؟ انت تعتقد انني كاذبة"
قال بضيق:"تابعي كلامك, فأنا الآن افكر بما تقولينه."
نظرت اليه بغضب للحظة ثم تابعت:"حسناً, كان هناك العديد من المؤن. اربع صناديق متوسطة الحجم، وفي الحقيقة تساءلت لما هم بحاجة لكل هذه المؤن لرحلة قصيرة الى انكلترا.
تركني سائق السيارة مع كل هذه الصناديق على رصيف الميناء واجبرت على نقلهم الى القارب بمفردي. بعد ذلك رجع السيد سميث واصدقاؤه عند الساعة التاسعة والنصف. عرفني على زوجته وعلى صديقه وزوجته بعدها دخل غرفة قيادة القارب وسمعت صوت هدير المحرك. وعندما ابتعدنا عن المرفأ اتى ونظر الى الصناديق.كان ثلاثة منهم مليئة بعلب الدراق وطلب مني ان اضعهم جانباً لأنهم هدية لصديق في انكلترا. واعتقدت انه امر غريب, فمن يقدم هدية كهذه لأي كان؟
حسناً, بعد ذلك سارت الامور على ما يرام حتى ليلة أمس ,كنت ابتعد عنهم قدر الامكان وفقط اقوم بأعمالي, وعلى الرغم من المظاهر التي كانوا يعيشونها كان بإمكانك ان تعرف انهم سيئون خاصة الفتاتان،كانتا ترتديان مجوهرات مزيفة و...."

Rehana 29-11-21 09:32 AM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
قال فرايزر بسرعة:"لا يهم ما تقولينه, انني مهتم بما حدث ليلة البارحة."
قالت:"انني افعل ما استطيعه لأخبرك." تنفست بعمق قبل ان تتابع:"كان هناك بقعة لزجة على ارض المطبخ اثارت انتباهي فتتبعت اثرها لاصل الى احدى علب الدراق. وبدلاً ان تسكب كلها على الارض اخذتها من الصندوق وفتحتها بمفتاح للعلب وافرغت محتوياتها في وعاء، نظرت الى كمية الدراق بانداش. علبة كبيرة فيها فقط هذه الكمية الصغيرة من الدراق؟ نظرت الى العلبة الفارغة ووجدت انه فصل داخلها الى جزئين مختلفين. ادارت العلبة وفتحت الجانب الآخر وافرغته في الوعاء. مسحوق ابيض؟ لابد انه نوع من المخدرات!."
سألها فرايزر:"وكيف عرفتي انها مخدرات؟"
نظرت اليه بغضب:"حسناً, انني متأكدة انها ليست بودرة للاطفال. ليس بعد كل هذا العناء لاخفائها."
برم شفتيه وقال "تابعي."
"حسناً ، فتحت علبة اخرى وكانت تماماً كالسابقة . وبعدها فجأة اتضح لي انني انا من احضرها من المرفأ, فإذا اوقفتنا الجمارك وفتشت القارب قبل ان نغادر البرتغال كان بامكان سميث ان ينكر كل معرفة له بها. كان بامكانه ان يقول انني تقدمت للعمل كطاهية بعدها استغليت هذه الفرصة لأهرب هذه المخدرات , وستكون كلمته ضد كلمتي. بكل الاحوال, عندما دخل سميث ورآني سحب مسدساً وهددني به واغلق عليّ في غرفتي وقال انه سيتعامل معي فيما بعد."
قال فرايزر بحدة:"افضل ان اسمع كل التفاصيل كل شيء." .
رفعت كتفيها وقالت:"في البداية حاول ان ينكر انها مخدرات , وبعدها عندما رأى انني لم اصدقه حاول ان يرشيني. قلت له رأيي في مهربي المخدرات وانني عندما اصل الى الشاطىء سأذهب مباشرة الى الشرطة. عندها غضب جداً وسحب مسدساً في وجهي."
شعرت برجفة في جسمها. من المحتمل انها آثار صدمة متأخرة. كانت ستتعرض لكوابيس لمدة ستة اشهر كما وانها لن تتذوق الدراق بعد اليوم, قالت لنفسها:"انه سيقتلني, يمكنني ان ارى ذلك بعينيه. انه بحاجة فقط للانتظار حتى نصل الى عمق المحيط بعدها سيرميني عن القارب وسيراقبني وانا اغرق." اغمضت عينيها وارتجفت ثانية وفجأة وجدت نفسها بين ذراعي فرايزر. امسك بها بقوة للحظة وبعدها توقف الدوار الذي كانت تعانيه.
تمتمت:"اصبحت بخير الآن, يمكنك ان تتركني."

Rehana 29-11-21 09:32 AM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
قادها الى صخرة واجلسها عليها بعدها عاد الى الشاحنة ليحضر منها زجاجة, قال:"اشربي القليل من هذا وستشعرين انك افضل."
رفعته الى شفتيها وشربت، بعدها سعلت وقالت :"ما هذا الشراب؟"
"انه شراب من الاعشاب مع العسل, انه دواء فعال هنا وهو مفيد لكل انواع الامراض من داء الصدر الى الخوف والكآبة."
شعرت بالراحة وتنفست بعمق. كم تشعر بالراحة لأنها لا تزال على قيد الحياة, حتى ولو كانت في مكان كهذا. ما ان وقفت على قدميها حتى نظر اليها بقوة، من الواضح انه كان مقتنعاً انها لن تشعر بالدوار ثانية قال:"كيف تمكنت من الهروب من غرفة مقفلة؟"
"تسلقت عبر نافذة القارب, كان الظلام قد حل لكنني علمت انني قريبة من الشاطىء. بعدها رأيت الضوء وعلمت ان لابد من وجود ناس هنا فقفزت."
ارتجفت ثانية وتابعت:"لكن الذي لم افكر فيه هو برودة المياه. كانت المياه كالثلج واصبت بالتشنج. اتذكر موجة كبيرة... وارتطامي بالصخور... بعدها استيقظت في كوخ كريستي."
نظر اليها بصمت ولم يظهر اي شيء في عينيه بعدها قال بقسوة:"انها قصة مثيرة حقاً."
قالت باشمئزاز:"كنت اعلم انك لن تصدقني."
"اجد صعوبة ان اصدق ان باستطاعة شخص ان يمر عبر فتحة نافذة القارب, حتى ولو كان ذلك الشخص نحيفاً مثلك."
قالت:"حسناً, لقد فعلت ذلك, لم يكن الامر سهلاً, لقد علقت لكنني تمكنت من الخلاص في النهاية."
قال بغضب:"كوني منطقية, ان تعرضت لمشاكل في الخروج من فتحة النافذة فلا بد ان يكون هناك رضوض, لقد عاينتك ليلة البارحة ولم اجد الا جرحاً على صدغك."
شعرت بالاضطراب عندما تذكرت وقالت بغضب:"اذاً لم تنظر جيداً مع انه لا حق لك عليّ."
نظر اليها ثانية وقال:"ان لم يكن هناك اي آثار عليك سأفترض ان كل كلمة قلتها هي مجرد اكاذيب."
اصرت قائلة:"هناك رضوض على جسمي وكانت تؤلمني جداً وانا استحم صباحاً."
"عندما نعود الى المنزل يمكنك ان تضعي دواء على الخدوش."
نظرت اليه بحذر وقالت:"اي منزل؟"
"منزلي بالطبع, ستعيشين هناك من الآن وصاعداً."
لم تعجبها الفكرة, بدا لها وكأنها ستذهب برجليها الى عرين الاسد.قالت بغضب:"الى سجنك, بلا شك ستربطني بسلسلة الى الحائط مع الباقين من سجنائك؟اعتقد انني سأرفض الدعوة ان كان الامر سيان عندك."
تنهد بضيق وقال:"اتمنى ان لا تكوني مزعجة هكذا ,ومهما يكن لا خيار لديك بهذا الامر."

Rehana 29-11-21 09:32 AM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
قادها الى صخرة واجلسها عليها بعدها عاد الى الشاحنة ليحضر منها زجاجة, قال:"اشربي القليل من هذا وستشعرين انك افضل."
رفعته الى شفتيها وشربت، بعدها سعلت وقالت :"ما هذا الشراب؟"
"انه شراب من الاعشاب مع العسل, انه دواء فعال هنا وهو مفيد لكل انواع الامراض من داء الصدر الى الخوف والكآبة."
شعرت بالراحة وتنفست بعمق. كم تشعر بالراحة لأنها لا تزال على قيد الحياة, حتى ولو كانت في مكان كهذا. ما ان وقفت على قدميها حتى نظر اليها بقوة، من الواضح انه كان مقتنعاً انها لن تشعر بالدوار ثانية قال:"كيف تمكنت من الهروب من غرفة مقفلة؟"
"تسلقت عبر نافذة القارب, كان الظلام قد حل لكنني علمت انني قريبة من الشاطىء. بعدها رأيت الضوء وعلمت ان لابد من وجود ناس هنا فقفزت."
ارتجفت ثانية وتابعت:"لكن الذي لم افكر فيه هو برودة المياه. كانت المياه كالثلج واصبت بالتشنج. اتذكر موجة كبيرة... وارتطامي بالصخور... بعدها استيقظت في كوخ كريستي."
نظر اليها بصمت ولم يظهر اي شيء في عينيه بعدها قال بقسوة:"انها قصة مثيرة حقاً."
قالت باشمئزاز:"كنت اعلم انك لن تصدقني."
"اجد صعوبة ان اصدق ان باستطاعة شخص ان يمر عبر فتحة نافذة القارب, حتى ولو كان ذلك الشخص نحيفاً مثلك."
قالت:"حسناً, لقد فعلت ذلك, لم يكن الامر سهلاً, لقد علقت لكنني تمكنت من الخلاص في النهاية."
قال بغضب:"كوني منطقية, ان تعرضت لمشاكل في الخروج من فتحة النافذة فلا بد ان يكون هناك رضوض, لقد عاينتك ليلة البارحة ولم اجد الا جرحاً على صدغك."
شعرت بالاضطراب عندما تذكرت وقالت بغضب:"اذاً لم تنظر جيداً مع انه لا حق لك عليّ."
نظر اليها ثانية وقال:"ان لم يكن هناك اي آثار عليك سأفترض ان كل كلمة قلتها هي مجرد اكاذيب."
اصرت قائلة:"هناك رضوض على جسمي وكانت تؤلمني جداً وانا استحم صباحاً."
"عندما نعود الى المنزل يمكنك ان تضعي دواء على الخدوش."
نظرت اليه بحذر وقالت:"اي منزل؟"
"منزلي بالطبع, ستعيشين هناك من الآن وصاعداً."
لم تعجبها الفكرة, بدا لها وكأنها ستذهب برجليها الى عرين الاسد.قالت بغضب:"الى سجنك, بلا شك ستربطني بسلسلة الى الحائط مع الباقين من سجنائك؟اعتقد انني سأرفض الدعوة ان كان الامر سيان عندك."
تنهد بضيق وقال:"اتمنى ان لا تكوني مزعجة هكذا ,ومهما يكن لا خيار لديك بهذا الامر."

Rehana 29-11-21 09:35 AM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
الآن واخيراً, اتتها الفرصة لتسخر منه, قالت بتحد:"بالطبع لدي الخيار ,استطيع ان اتصل بالشرطة واعطيهم ادلة عن العصابة, ومن المؤكد انهم سيؤمنون لي اقامة في احد الفنادق حتى تنتهي المحاكمة, بعدها سأعود الى لندن."
هز رأسه وقال:"انا لا انصحك بذلك, ايفلون. في هذه اللحظة يعتقد سميث انك بدون شك غرقت ليلة البارحة. فإذا ظهرت كشاهدة ضده سيعمد هو وأصدقاؤه على ان يوقعوك مكانهم. وستكون كلمتك ضد كلمتهم, اربعة ضد واحدة, وقد لا يقتنع القاضي ببراءتك مثلي."
رفع كتفيه بأسى وقال:"من المؤسف ان يرى المرء شابة جميلة مثلك تمضي عشر سنوات من عمرها في السجن."
حدقت به بمرارة واجابت:"فهمت, انت لن تعرضني لعملية ابتزاز, اليس كذلك! إما ان اوافق و ابقى هنا او انك ستسلمني للشرطة؟"
قال" لم افكر بذلك... لكن الآن بعد ان قلت ذلك..."
قالت بغضب:"انك انسان رديء واعتقد من الافضل لي ان امضي عشر سنوات في السجن على ان اتزوج منك."
ابتسم لها وقال:"لا لن يحدث ذلك. الآن بعد ان اقتنعت انك لست فرداً من العصابة ستجدينني اكثر لطفاً معك." .
"ماذا؟ هل تعتقد حقاً انني مهربة مخدرات!."
"لا اعلم, وكيف هو مظهر مهربي المخدرات؟ بكل الاحوال، كنت تتصرفين كمن يخفي شيئاً عندما سألتك كيف وصلت الى هنا."
تمتمت:"اكره من يتعامل بهذه الامور." وهي تفكر بسميث.
"وكذلك انا, على الاقل هذا امر مشترك بيننا."
نظرت اليه بقلق وقالت:"حسناً, لا تفكر كثيراً بهذا الامر , ولا تعتقد انني سعيدة بقربك. ان كان عليّ البقاء هنا فسأشعر بأنني افضل حال في منزل كريستي."
قال بحزم:"لا مجال للتحدث بهذا الامر, لا يمكنني ان اعرفك بشكل افضل ان كنت تعيشين على بعد ميل مني."توقف الكلام وابتسم لها قبل ان يتابع:"كما ان كريستي تعتقد ان الحوريات احضرتك الى هنا من اجلي, فمن الافضل ان نجعل المرأة العجوز سعيدة... فقط من اجلها.

نهاية الفصل

Rehana 30-11-21 09:07 AM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
الفصل الثالث

ما ان عاد الجيب يسير عبر الطريق الوعرة حتى جلست ايفلون حزينة الوجه وتفكر بقلق, انه مغرور وعنيد جداً, هذا هو التفسير الوحيد, وكذلك هي كريستي, وهذا امر مؤسف لأنها طيبة وامرأة عجوز غالية وعزيزة. أمر مؤسف ايضاً بشأنه فلو انها التقت به بظروف اخرى... حسناً, من يعرف؟ فهي لا يمكنها ان تنكر ما تشعر به نحوه, واذا ارادت الحقيقة, اية امرأة قد تعجب به, لقد شعرت بالراحة عندما وضع ذراعيه حولها.
توقفت عن التفكير عندما اوقف الجيب. كانا قد مرا امام كوخ كريستي وقطعا نصف الطريق نحو القرية. اوقف السيارة ونظر اليها غاضباً, قال:"ارتاحي, تبدين وكأنك ستحترقين."
ضاقت عيناها الخضراوين وقالت:"تقول لي اشياء كهذه وتتوقع ان ارتاح؟"
لمعت عيناه بالمرح وقال يشرح لها:"الاخبار تتنقل بسرعة في الاماكن الصغيرة واعتقد ان كل شخص هنا قد سمع بحضورك الآن. وان الجميع متشوقون لرؤية المرأة التي اتت لتتزوج رئيسهم."
فكرت بيأس, لا غير معقول, ليس كل الناس هنا؟ لابد من وجود شخص ما هنا يفكر بطريقة صحيحة.
تابع بجدية :"لذلك انا مجبر واتمنى لو تحاولين ان تظهري بأنك سعيدة والا فهم سيشعرون بأننا نخذلهم."
نظرت اليه بغضب وقالت:"هذا جنون, من المؤكد ان بعضهم سيتساءل كيف كنت في البحر في بداية الامر؟"
قال بحزم:"لن يهتموا لذلك, مهما يكن, وبالنسبة لأي غريب قد يسأل عنك, سنقول انك كنت في عطلة تبحرين بمفردك على الساحل الغربي, حينما تعرض اليخت الى عاصفة حطمته."ابتسم لها بمرح وتابع:"حتى الآن انا الوحيد الذي يعرف تورطك مع مهربي المخدرات ولمصلحتك من الافضل ان نترك الامر هكذا حتى الوقت الحالي على الاقل."
لم يكن هناك اي شك في تهديده, اليست هذه هي شخصيته الميسطرة والمستبدة؟ ابتسمي واظهري انك سعيدة والا!.
وبنظرة اخيرة اليها تحذرها من تصرف خاطىء عاد يقود الجيب نحو القرية. كان الشارع الرئيسي يمر بمحاذاة المرفأ وعلى الجهة الاخرى كان هناك متجر ,وعلى وجهته علقت إشارة تحمل اسم ازياء سولفياش امبوريم, بالكاد نظر اليها وهو يقول بحدة:"اخرجي من السيارة, علينا شراء بعض الحاجيات."
كانت تتعلم بسرعة انه عندما يتكلم بهذه اللهجة فهذا يعني انه من الافضل لها ان تفعل ما يقوله. وعلى مضض خرجت من الجيب وتبعته الى داخل المتجر.

Rehana 30-11-21 09:08 AM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
وعلى الرغم من مظهر المتجر الخارجي القديم شعرت ايفلون بالدهشة من تصميمه الداخلي. كان واسعاً كأي متجر في المدينة, مليء بالرفوف التي وضعت او علقت عليها التنانير ,القمصان, الفساتين والجاكيتات ,كذلك كان الاضاءة موزعة بطريقة تظهر جمال الثياب.
شابة صغيرة رحبت بهما بابتسامة:"صباح سعيد فرايزر."استدارت نحو ايفلون وقالت بدهشة:"وانت هي الفتاة التي اتت من البحر التي يتكلم عنها الجميع يمكنني, ان اقول انك اصبت العجوز غافن برعب حقيقي ليلة البارحة."وعندما رأت الحيرة والضياع على وجه ايفلون قالت تشرح لها:"انه الرجل الذي وجدك على الصخور. بعد ان اخذك الى كوخ كريستي اتى فوراً الى المطعم. وكان بحاجة الى محادثة الاصحاب ليتمكن من التوقف عن الارتجاف بعدها اخبرنا القصة وبقى حتى ساعة متأخرة حتى غادر الى منزله."
ابتسم فرايزر بصبر وقال:"حسناً ايلين لا يهم ما يقال, الآن لديك عمل عليك القيام به. اسم هذه الشابة ايفلون وليس لديها في هذا العالم الا الثياب التي ترتديها ,لدي عمل عليّ القيام به في المرفأ ,ولديك نصف ساعة فقط لتتأكدي انها حصلت على كل ما تحتاجه. واذا كان هناك شيء ما تريده ولا يوجد هنا, فاتصلي بالمتجر في اوبان ليرسلوه في اول قارب قادم الى هنا."
وقبل ان يتسنى الوقت لايفلون ليكون لها اي تصرف استدار وخرج من المتجر.
رمشت بعينيها, تمتمت معتذرة للفتاة وخرجت بسرعة وراءه وهي تصرخ:"انتظر لحظة!."
توقف استدار وقد تجهم وجهه وقال :"ما الامر؟"
قالت بغضب:"ما الامر؟ سأخبرك ما الامر! لا اريد شيئاً من..." .
وضع يديه على كتفيها وضغط بقوة:"توقفي عن الصراخ, ايلين تراقبنا من النافذة, ولقد حذرتك من قبل بشأن تصرفاتك, ألم افعل؟"
تنهدت بعمق وهمست بضيق:"ومن الذي سيدفع ثمن كل هذه الاغراض؟"
بدا له السؤال غير مهم وقال وكأنه يتحدث مع طفلة:"انا بالطبع, من المؤكد انك لست في وضع يمكنك من دفع ثمنها, اليس كذلك؟"
قالت بهمس:"لا اريد ثياباً جديدة, انني راضية بما لدي, وسأشتري فستاناً واحداً ما ان احصل على بعض المال."
"وكيف سيمكنك الحصول على المال؟"
"سأحصل على عمل بالطبع." نظرت الى الشارع وتابعت:"لابد من وجود احد هنا بحاجة لمساعدة."
قال بقسوة:"هذا أمر مستحيل, كما وانني لا استطيع ان ادعك تعيشين هنا هكذا, لديك مركز عليك ان تحافظي عليه. اعتقدت انني اوضحت لك هذا..."

Rehana 30-11-21 09:08 AM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
قاطعته وهي تهمس بغضب:" اعرف ما هو مخططك. انت تريد ان تضعني تحت دين كبير مما يجبرني على البقاء هنا لأشهر لأتمكن من الدفع لك."
بدا لها وكأن اتهامها جعله يبتسم:"لا تكوني سخيفة, بالطبع انت لن تحرمي رجلاً المتعة ليشتري لخطيبته بعض الهدايا, هل تفعلين؟"
قالت:"انا لست... لست خطيبتك."
بقيت الابتسامة على وجهه لكن صوته اصبح قاسياً جداً:"لقد تحدثنا بهذا الموضوع من قبل, والآن انت تضيعين وقتي الثمين, قد لا تكونين خطيبتي بعد, وحتى اقرر ماذا سأفعل بك, ستقومين بهذا الدور, هل هذا مفهوم؟"
نظرة واحدة الى اعماق عينيه الزرقاويين كانت كافية. هزت برأسها واجابت بصوت ضعيف:"نعم."
قال بسرعة:"لدي اسم, ومن الآن وصاعداً ستناديني به."
هزت رأسها مرة ثانية وقالت:"نعم فرايزر."
"جيد, هذا افضل. ومن الآن وصاعداً عندما تريدين التحدث معي ستفعلين ذلك بطريقة مهذبة. لا احد يصرخ برئيس العشيرة ويقول له:"انتظر لحظة. هل هذا مفهوم؟"
"نعم فرايزر."
نظر من وراء كتفها وقال:"الآن ايلين مازالت تراقبنا وهي تتوقع ان تظهري دليلاً على محبتك وامتنانك, ونحن لا نريد ان نخيب أملها, اليس كذلك؟"
لمعت عيناها بالرفض للحظة لتقول بعد ذلك بهدوء مصطنع :"اي نوع من الادلة؟"
قال لها وهو يهزء:"قبلة تكفي, لكن يجب ان تبدو مقنعة.ضعي ذراعيك حول رقبتي واتركي الباقي علي."
حسناً, اي اذى ستصاب به من جراء قبلة؟ كما وانها... لا خيار آخر لديها؟
بتردد رفعت ذراعيها ووقفت على رؤوس اصابع قدميها لتتمكن من احاطة رقبته. لم تكن تتوقع ان تطول القبلة هكذا.
فجأة ابتعد عنها ففتحت عينيها لترى انه ينظر اليها بمرح وهو يقول:"نحتاج لإعادة ذلك عندما لا يكون احد يشاهدنا. الآن عودي الى المتجر قبل ان تصاب ايلين بألم في رقبتها."
ما ان سار باتجاه المرفأ حتى تجمدت مكانها, وهي ترتجف. كانت تشعر بالاضطراب والاحراج من الانجذاب القوي الذي تشعر به نحوه ومن انزعاجها من نفسها, لابد انه شخص بارع جداً في التنكر.
تنفست بعمق لتتمكن من العودة الى طبيعتها ولتتخلص من الخجل الذي تشعر به, بعدها وعلى مضض عادت الى المتجر لتقابلها ايلين بابتسامة وترحيب كبيرين.

Rehana 30-11-21 09:09 AM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
قالت:"انتظري حتى يسمع الجميع بنا حدث الآن , وهكذا كل مشاكلهم ستنتهي لأن كل شيء سيسير على ما يرام .ألم ارى بعيني كم تحبينه؟"توقفت عن الكلام لتتابع بعد قليل من الوقت:"هل تعلمين, ليس هناك امرأة في سيلفاش لا ترغب في ان تكون مكانك لو كان لديها اي فرصة بذلك."تنهدت وكأنها تحلم بعدها بدأت بالعمل قائلة:"والآن قال فرايزر ان لا شيء لديك الا الثياب التي ترتدينها, لذلك سنبدأ بالاختيار الآن. تريدين ثياباً جميلة وجذابة على ما اعتقد ؟"
قالت ايفلون بسرعة:"لا, لا داع لذلك."فالثياب الجميلة والجذابة آخر ما تريده. فلديها ما يكفي من المشاكل"فقط ثيابا قطنية بيضاء بسيطة."
بينما تراقب المساعدة تضع الثياب المطلوبة على المكتب الزجاجي حتى خطرت على بالها فكرة مفاجئة. لم يتسن لها الحصول على اية معلومات منطقية من كريستي كما وان فرايزر طلب منها ان تهتم بشؤونها فقط. لكن الآن تعلم ان بعض الحوار مع ايلين قد يؤمن لها الاجوبة التي تبحث عنها. ربما ستتمكن اخيراً من فهم ما الذي يجري حولها.
المشكلة هي كيف ستبدأ بالكلام مع ايلين من دون ان تثير شكوكها. كانت لا تزال تنظر الى الثياب عندما أمنت لها ايلين الامر بنفسها من خلال قولها وبفرح:"نحن جميعاً سعداء من اجل فرايزر. عندما قالت له كريستي انك قادمة لا اعتقد انه صدقها. قالوا انه كان متفاجئاً جداً عندما سمع انك وصلت ليلة البارحة."
حاولت ان لا تبدو منزعجة, قالت:"نعم اعتقد انها نوع من الصدمة. لقد تفاجأت انا ايضاً عندما استيقظت هذا الصباح عند كريستي."
قالت ايلين بفرح:"ستحتاجين الى الكثير من التنانير والقمصان القطنية الملونة، لدي بعض القمصان من قماش الكشمير..."
حاولت ايفلون ان تأخذ كل وقتها, فلن تحصل على شيء ان حاولت ان تزعج الفتاة او ان تبدو امامها فاقدة الصبر.
بعد شراء التنانير والقمصان اتى دور البنطال الجينز والقماش وكذلك الثياب العادية. اختارت ما تريده بعدها قالت بصوت حائر:"تقول كريستي انها اخبرت فرايزر عن قدومي الى هنا منذ شهرين, كيف يمكن لها ان تعرف ذلك؟"
هزت ايلين كتفيها وقالت بثقة وصدق:"كريستي لديها الحاسة السادسة."
"لديها الحاسة السادسة؟ ما معنى هذا؟"
"هي تشعر بالامور قبل ان تحدث."
"آه, فهمت."
تجهم وجه ايلين قليلاً وقالت:"لكنها لا تشبه هؤلاء الذين يخبروك الا التفاهات والاكاذيب. كريستي لديها موهبة خاصة ولقد اتتها من جدتها كما يقولون."
ضحكت ايفلون رغم عنها وقالت:"حسناً, ان كانت حقاً هكذا فبامكانها ان تجني ثروة في لندن ان عملت في سوق المال, حتى انه يمكنها..." توقفت عن الكلام عندما ادركت انها تتفوه بالحماقات خاصة عندما رأت ايلين تقلب شفتيها بعدم رضى.

Rehana 30-11-21 09:10 AM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
قالت ايلين بحزن وضيق:"ان فعلت ذلك عندها ستفقد تلك الموهبة الخاصة، يجب ان تستعملها فقط لامور مهمة حقاً."
ادركت ايفلون انها تسير على ارض منزلقة, فتراجعت على الفور وقالت:"انا...انا آسفة لم اكن اقصد ان اهزء من كريستي. وفي الحقيقة لقد كانت طيبة جداً معي ولقد احببتها."
قالت ايلين تخفف عنها:"آه لا يهم. لا بد ان كل شيء غريب عليك, فحياتنا مختلفة هنا، لكنك ستتأقلمين قريباً. ذهبت الى باريس السنة الماضية وكان عليّ ان امضي يومين في لندن. كان كل شيء غريباً علي لذلك اعرف كيف تشعرين."
شكت ايفلون بذلك لكنها بقيت صامتة.
بدأت ايلين توضب الثياب بعدها توقفت فجأة وبدأت تتحدث بلغة العشيرة, بعدها توقفت ثانية.بدا عليها الاسف وقالت:"آه, اني آسفة. لقد نسيت انك لا تجيدين التحدث بلغتنا, لقد تذكرت للتو انك ستحتاجين لثوب مميز من اجل الحفلة الكبرى (غراند سيليدي) بعد اربعة اسابيع."
اربعة اسابيع, تمنت ايفلون ان تكون قد رحلت من هنا, وقبل ذلك بوقت طويل. سألت :"ما هي غراند سيليدي؟" .
اجابت ايلين بحماس:"تقام هذه الحفلة مرتين في السنة، حفلة كبيرة في منزل الرئيس، وكل امرء هنا يحضرها, كذلك رؤساء العشائر وسيداتهم وضيوف كثير من امريكا واستراليا. ستتمتعين كثيراً بها."
ابتسمت وهزت رأسها وهي تتابع:"ستحتاجين لثوب سهرة مميز. سأطلب لك فستاناً من ادنبرغ."
ادركت ايفلون انها تزداد ارتباطاً بهذا الوضع اكثر واكثر فقالت بيأس:"اسمعي... لا اعتقد حقاً انك بحاجة لتحمل كل هذه الصعاب."
"الصعاب؟ اية صعاب؟ لم احظ بمرح هكذا منذ اسابيع. بكل الاحوال, طلب مني فرايزر ان اطلب اي شيء تحتاجينه ومن المؤكد انك بحاجة لثوب مميز للحفلة الكبيرة." ادارت رأسها مفكرة قبل ان تتابع:"والآن لنرى, يجب ان يكون اجمل فستان رأته يوماً اي عين. خاصة اذا كانت الليدي باميلا موجودة, وهذا أمر مؤكد."
تنهدت ايفلون بقوة. حتى انها لن تسأل من هي الليدي باميلا, لقد اصبحت الامور خارجة عن ارداتها الآن. بذلت مجهوداً لتعود الى الموضوع الذي كانت تتحدث فيه والى الغموض الذي تحاول ان تجد منه مفراً:"ذكرت كريستي شيئاً ما عن اسطورة وكيف ان زوجة الرئيس تأتي من البحر. لم افهم ذلك, فما الذي تعنيه بقولها؟"
لفت ايلين رزمة الاخيرة بورقة مليئة بالزهور وهي تقول:"هذه هي الثياب.لا اعتقد ان هناك شيئاً آخر قد تحتاجينه, الا تعتقدين ذلك؟"

Rehana 30-11-21 09:18 AM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
"بالطبع, فهذه الثياب اكثر من كافية. والآن, كنت أسألك عن تلك الاسطورة؟"
رفعت ايلين كتفها وقالت ببساطة:"نعم, انها حقيقية جداً. لقد اتين جميعهن من البحر, مثلك تماماً"
" جميعهن؟ هذا أمر يصعب تصديقه."
قطبت ايلين جبينها وقالت:"لماذا؟ انها الحقيقة."
فكرت للحظة, ثم تابعت"لا اعرف شيئاً ومتأكدة ان والدة فرايزر اتت من البحر.كان والده في سباق لليخوت وانقلب احد الخوت فانقذ فتاة فرنسية من البحر. احبا بعضهما وتزوجا." تنهدت قبل ان تتابع:"اليس هذا رومنطقياً؟"
تمتمت قائلة:"نعم... رومنطيقي جداً."
قالت ايلين بفرح:"افضل من تستطيعين سؤاله عن ذلك هي كريستي. فهي تعلم كل شيء عن هذا الموضوع."عادت تتحدث بسرعة عن فستان الحفلة "يجب ان يكون لونه اخضر فاتح تماماً كلون عينيك.لا يناسب الليدي باميلا اللون الاخضر فبذلك لن يكون له مثيل.انها ترتدي دائماً اجمل الثياب. وهي تشتري ثيابها من ادنبرغ. وكل ما تشتريه هو الاغلى والافضل."
سمع صوت من ناحية الباب:"كفى ثرثرة ايلين."
بدا بوضوح انه غاضب لكن عاملة المتجر ابتسمت له وقالت:"كنا نتحدث عن فستان لايفلون سترتديه في الحفلة الكبرى, اني متأكدة انك تريدها انيقة جداً للمناسبة."
ضغطت ايفلون بقوة على يديها. تباً لما لم يبق بعيداً خمس دقائق بعد؟ كانت تعمل بصبر لتحصل على اجوبة تثير اهتمامها, لكن فات الاوان الآن.
اصبح فرايزر اكثر صبراً الآن وكان ينظر الى ايلين وكأنه الأخ الأكبر قال:"حسناً, لقد قمت بعمل جيد, والآن كوني لطيفة وضعي هذه الحاجات في صندوق الجيب."عندما اصدر اوامره امسك بيد ايفلون وسار بها جانباً وقد وضع كمية من النقود في يدها.
"هذه مصاريف شخصية لك, ودعيني اعلم عندما تحتاجين المزيد."
عندما رأت المبلغ اتسعت عيناها من الدهشة وهمست بقوة:"لا اريد مالا منك! لقد وضعتني تحت دين كبير حتى الآن."
قرب فمه من اذنها وهمس:"هناك صيدلية على بعد عدة متاجر من هنا. اقترح عليك ان تستلغي فرصة وجودك هنا وتذهبي لاحضار ما تريدينه. واحضري ايضاً بعض مساحيق التجميل ولتكن الوان وطلاء الشفاه ناعمة، من فضلك."
اصطبغ وجهها باللون الاحمر من الاحراج وشكرته على مضض وخرجت من المتجر.
عندما خرجت من الصيدلية كان الجيب يقف خارجاً فصعدت اليه ,نظر اليها بقوة وقال:"اخبرتك ايلين عن غراند سيليدي التي ستقام بعد شهر، اليس كذلك؟"

Rehana 30-11-21 09:18 AM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
جلست ايلين من دون حركة وقد وضعت يديها في حضنها قالت وهي تنظر الى الامام:"نعم, لقد ذكرت شيئاً ما بخصوص ذلك."
اصدر صوتاً مزمجراً لكنها تجاهلته, لقد اصبحت معتادة على سماعها ذلك الصوت عند انزعاجه من امر ما. قال:"نعم, كلما التقت امرأتين فلا بد من وجود الثرثرة والى الاصغاء الى الليقات الدائمة. عما تحدثتما ايضاً؟"
قالت بسخرية:"فقط الاحاديث اليومية واللياقات الدائمة واحاديث عن قصص الاساطير ,نوع من هذا الكلام."تابعت بغضب:"يمكنك ان تخبر ايلين ان لا تزعج نفسها بطلب فستان السهرة. فلن اكون هنا بعد شهر."
سألها بقسوة:"حقاً؟ يؤسفني سماع ذلك, اليست ضيافتنا الريفية تناسبك؟ أم انك معتادة على مستوى حياة لائقة اكثر مما نستطيع تأمينه نحن الفلاحون، على ما اعتقد؟"
كانت سخريته مع انها مؤلمة لكنها حقيقية، فعضت على شفتها باحباط قبل ان تجيبه:"انها ، ليست الضيافة, كل تلك الثياب...والمال... كذلك كيف اعتنت بي كريستي. لا تظن انني لست ممتنة من اجل ذلك كله."
رفع حاجبه مستفهماً وقال:"ماذا, اذاً؟"
استدارت ونظرت اليه غاضبة:"اولاً كانت كريستي، والآن ايلين. واعتقد كل شخص هنا سأقابله سيكون مثلهما, قد يكون الجميع لطفاء ومحبين لكنه حان الوقت ليتعلموا العيش في العالم الحقيقي. انهما تتحدثان معي وكأنني لست انسانة حقيقية لديها افكارها ومشاعرها الخاصة. اما بالنسبة اليك، فأنت اسوء منهما لأنك تعرف حقيقة كيف وصلت الى هنا. لكنك لا تهتم مطلقاً لي، اليس كذلك؟ طالما ابقي فمي مطبقاً وأقوم بالدور المطلوب مني..."
قال بسرعة: "تابعي, اخرجي كل ما تفكرين به من صدرك الآن."
قالت بسرعة:"حسناً ،سأفعل, انت تقول انك مُصر على ابقائي هنا حتى تتخذ قراراً بشأن زواجك مني. هل حقاً تعتقد ان هناك امرأة ترضى بذلك؟ هذه ليست العصور الوسطى للنساء حقوق هذه الايام, ام ان هذه الاخبار لم تصل الى هنا بعد؟ اقصد... حتى ولو قررت ان تتزوجني، كيف ستفعل ذلك؟ ستحملني الى رجل الدين لعقد القران؟"
ابتسم بسخرية وقال:"هل انتهيت؟"
نظرت اليه وكأنها تشتعل من الغضب وقالت :"نعم في الوقت الحاضر."
اختفت ابتسامته الباردة واصبحت ملامح وجهه قاسية وهو يقو:"حقاً، الآن دوري. في الدرجة الاولى حان الوقت لتتعملي القليل من التواضع. اذا اراد الناس هنا الايمان بالتراث وبالمعتقدات الشعبية التي ورثوها من الاجيال السابقة فهذا شأنهم الخاص ولا احد غيرهم. وهم لا يصرون ان تشاركيهم تلك المعتقدات كما وانهم لا يرحبون بالغرباء الذين يأتون ليهزؤا منهم."

Rehana 30-11-21 09:18 AM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
شعرت باحساس من الذنب وقالت معترضة:"انا لا اسخر منهم."
قال بجد:"نعم تسخرين, وهذا واضح في كل كلمة تقولينها وفي كل تصرف تقومين به منذ ان رأيتك, انه امر سهل عليك ان تسخري من كريستي لكن عليّ ان اجاريها، اذا تجاهلتها عندها سأخسر احترام اهل عشيرتي, سيشعرون انني اخونهم واخذلهم."
اصبح صوته اكثر رقة وهو يتابع:"اما بالنسبة لاجبارك وحملك على الذهاب للزفاف... الناس هنا لا يوافقون على ذلك ايضاً. انهم يفضلون..."
قاطعته غاضبة:"هذا كل ما اسمعه منك! الناس هنا واهل العشيرة! لا تزعج اهل عشيرتك المهمين. حسناً, انا ايضاً من الناس. وانت لا تهتم مطلقاً ان ازعجتني, اليس كذلك؟"
تجاهل غضبها الصارخ وتابع بهدوء:"عليّ الاهتمام برفاهية وسمعة عشيرتي. وانا افضل ان تكون المرأة التي سأتزوجها امرأة يفخرون بها، امرأة يرغبون بالتسامي نحوها. والآن لا تبدين ابداً فرصة ناجحة.عندما رأيتك للمرة الاولى عقدت آمالاً عليك، لكن شكوكي تزداد كل لحظة. لقد اعترفت بنفسك انك تخليت عن عملك بسبب شجار سخيف مع صديقك. وبدلاً من ان تحافظي على عملك وتحاربي من اجل الحصول على حقك هربت. بعدها سمحت لنفسك وبغباء ان تتورطي مع عصابة من الاوغاد وكدت ان تقتلي بسبب ذلك. انت الآن في التاسعة عشر من عمرك ولا عمل لديك ولا اي مال ما عدا الذي اعطيتك اياه. كما وان لا اثر للنجاح في حياتك وليس لديك اي اصدقاء. وحتى الآن لم تفعلي اي شيء في حياتك، اليس كذلك؟"
شحب وجهها من خلال طريقة هدم احترامها لنفسها فقالت غاضبة:"لقد اخبرتك بذلك منذ البداية, اليس كذلك؟ اخبرتك انك تضيع وقتك معي. انا لا انتمي الى هنا. وفي الواقع، سأكون اسوء زوجة محتملة في العالم كله لرجل مثلك. فلن نكف عن التشاجر والامساك بخناق بعضنا، اليس كذلك؟"
"نعم مرة ثانية, اعتقد انك على حق, لكن هناك مشكلة, وهذا يضعنا معاً في وضع صعب."
انتظرت قليلاً كي يفسر لها ما قاله، بعدها قالت:"انا لا اجد اية مشكلة. فقط اعترف ان كل الامر مجرد غلطة وضعني على اول قارب يغادر من هنا."
سأل بسخرية:"وكيف افسر ذلك لكريستي وللباقين."
توقف ليضحك من تعابير الانزعاج التي ظهرت على وجهها وتابع:"المشكلة يا حورية البحر السيئة الطبع، ذلك الانجذاب القوي بيننا. وكلما فكرت به اكثر، كلما اجد ذلك جيداً لمصلحتك."
ارادت ان تبتسم له بسخرية وببرودة لتضعه تماماً في مكانه. واما ان تفعل ذلك والا ستتعرض لازعاجه. وعوضاً عن ذلك, وجدت نفسها عاجزة عن الكلام لفترة, بعدها قالت متلعثمة:"هذا سخيف! لا اشعر بأي شيء مطلقاً نحوك.".

Rehana 30-11-21 09:19 AM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
تراجع الى الوراء ونظر اليها مندهشاً:"حقاً؟ حسناً, هذا يفاجئني، ايفلون. عندما قبلتك بدوت لي متأثرة جداً."
شعرت بالاحراج لترد عليه، ومع انها استدارت وحدقت بحزن من النافذة, لكنها كانت تشعر بعينيه يراقبان رد فعلها.
قال اخيراً:"آه، حسناً, اذا كنت تصرين انك لم تشعري بشيء اذاً لا بد انني كنت مخطئاً. فعلي ان احاول بقوة اكثر مرة ثانية."
قالت بغضب:"لن يكون هناك مرة ثانية، كن متأكداً."
ضحك:"حقاً سنرى، ربما حفلة الليلة ستجعلك تبدلين رأيك."
"حفلة؟" نظرت اليه بدهشة بعدها قالت بضيق:"لن اذهب الى اي حفلة. يمكنك ان تنسى الامر منذ البداية.لا استطيع التفكير للحظة انني استطيع الاحتفال."
امسك انفها بين اصابعه وقال:"ستذهبين الى الحفلة رغبت بذلك ام لا. القرية بأكملها ستكون هناك وجميعهم يتوقعون رؤيتك بجانبي، مبتسمة وسعيدة."توقف ليتنهد ويتابع:"لا ارغب في تكرار ما اقوله لكنني سأعيد ذلك مرة اخيرة ومن الافضل ان تفهميه جيداً. من الآن وصاعداً ستقومين بكل ما يقال لك، بدون اي عذر او شجار ,هل فهمت ذلك تماماً، آنسة ريفرز؟"
لمعت عيناها بالضيق وهي تتذكر بماذا يستطيع ان يهددها, فقالت من بين اسنانها:"نعم."
"نعم، ماذا؟"
تمتمت:"نعم، فرايزر."
"جيد."ربت على كتفها وابتسم"الآن بعد ان سوينا الامور نستطيع الذهاب الى المنزل لنرتاح."
نرتاح؟انها مهزلة حقاً! انها مهزلة جنونية! اغمضت عينيها وعضت على شفتها بقوة من شدة القلق.
ترتاح؟ يا للهول!

نهاية الفصل

Rehana 01-12-21 10:12 AM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
الفصل الرابع

وضع فرايزر الاغراض بجانب السرير, رفعت زاوية من غطاء السرير لتظهر ان كل شراشف السرير بيضاء اللون.
"طلبت من مدبرة المنزل ان تحضر هذه الغرفة لك عند الصباح." راقبها وهي تنظر حولها وتابع بقسوة:"ليست تماماً كالغرفة التي كنت تتوقعينها, اليس كذلك؟"
سار عبر الغرفة وفتح باباً وهو يقول:"هذه غرفة الحمام وان كان هناك اي شيء تحتاجينه فاطلبيه من السيدة ماكي, وهي ستحضره لك."
مع كل محاولتها لم تستطع ان تجد اي شيء منفر في الغرفة. فهي واسعة ونظيفة, وقد زينت جدرانها الالوان الزهرية الفاتحة. وكان هناك إناء من الزهور الطبيعية الجميلة على طاولة المكياج كذلك وضعت سجادة رمادية كثيفة لتغطي المسافة الكبيرة امام السرير. اما النافذة فتطل على الاشجار الكثيفة في الخارج وتؤمن منظراً رائعاً للخليج الذي يشرف على القرية.
قال بلهجة مرحة:"ان لم تعجبك فيمكنك مشاركتي بالغرفة الرئيسية في القصر ,انها اوسع من هذه, وربما تريدين ان تريها الآن لتقرري؟"
اصدرت صوتاً من الاشمئزاز ,سارت نحو الباب الثقيل من السنديان ووضعت يديها على القفل:"هل يوجد مفتاح لهذا الباب؟"
"نعم, على طاولة المكياج."
"جيد, في هذه الحالة هذه الغرفة مناسبة."
قال بتهذيب مصطنع:"حسناً، وفي هذه الحالة سأتركك لتوضبي أغراضك."اشار نحو الثياب وتابع :"اقترح عليك ان ترتدي ثياباً خفيفة للحفلة الليلة."
ما ان غادر حتى امسكت بالمفتاح، واغلقت الباب جيداً, لو انه اراد ان يدخل الى غرفتها فهي متأكدة ان لديه القوة على خلع هذا الباب, لكن امان مع الوهم افضل من لا شيء.
نظرتها الاولى الى هذا المنزل, من كوخ كريستي, لم تجعلها تتعرف حقاً الى هذا القصر الكبير .كان مختبأ وراء كل تلك الاشجار الباسقة والتي كان يظهر لها كبيراً بما فيه الكفاية، لكن عندما توقف الجيب امام الباب الرئيسي, حبست انفاسها من ضخامة المكان وروعة جماله وبدا لها انها مهما بذلت من مجهود فلن تتمكن من اظهار عدم تأثرها.
ثلاثة طوابق شاهقة بنيت من حجارة الغرانيت الضخمة. وباحساس من الانزعاج وعدم الحماس تبعته عبر الدرج الواسع وخلال الباب الكبير.
في القاعة الكبرى وضع حاجاتها على طاولة وأمرها ان تبقى مكانها بينما يذهب ليبحث عن مدبرة المنزل, فتسنت لها الفرصة لتنظر حولها في تلك القاعة المميزة .

Rehana 01-12-21 10:12 AM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
كانت جدران كلها مغطاة بالخشب الداكن اللون بينما كان البلاط الخشبي يلمع كالرخام. رأت عدداً من الابواب توصل الى غرف مختلفة وعلى يسارها درج عريض يتجه نحو الطابق العلوي.
شعرت بالراحة لمجرد ذكر مدبرة للمنزل وهكذا سيكون هناك احد غيرهما في المنزل, لكنه عاد بعد عدة دقائق وهو يتمتم بأنه لا يتمكن مرة من ايجاد تلك المرأة عندما يكون بحاجة اليها. نظرت اليه وكأنها تشك بكلامه لكنها قررت انه من المحتمل انه يقول الحقيقة. فلابد من وجود احد ما هنا يقوم بالتنظيف وهي لا تستطيع ان تتخيله وهو ينظف الغبار والارض هنا.
وباحساس كبير من الضيق حمل اغراضها وقال:"غرفتك في الطابق العلوي, اتبعيني."
الآن واخيراً بمفردها ,جلست على حافة السرير واخذت تفكر في وضعها...حسناً, انها تحظى بمكان مريح, ولديها خزانة جديدة من الثياب ولديها مال لتنفقه لا تحصل عليه حتى مع عمل شهر كامل. كما وانها ستذهب الى حفلة الليلة, وكفتاة كانت متشردة وبدون اي مال منذ بضعة ايام فلا يحق لها ان نبتدي اي تذمر.
تنهدت ونهضت وبدأت بتوضيب ثيابها. اختارت بنطالاً ازرق داكن اللون وقميصاً بيضاء ذات ياقة عالية ,غيرت ثيابها ونظرت الى نفسها في المرآة. بعدها سرحت شعرها الطويل ووضعت لمسة خفيفة من طلاء الشفاه الزهري اللون ثم نظرت الى نفسها بالمرآة محاولة ان تقيم جمالها. شدت بقميصها الى الاسفل, وعادت الى تعليق ثيابها في الخزانة وبعدها نزلت الى الطابق الارضي وهي تشعر بالتوتر.
ما ان اصبحت عند اسفل الدرج حتى توقفت واخذت تصغي بانتباه لتسمع اي صوت يدل على وجود احد ما لكنها لم تسمع شيئاً. عبر القاعة وجدت باباً قد شق قليلاً فاقتربت منه بحذر .لم يكن هناك اي إجابة عندما دقت عليه. حبست انفاسها وفتحت الباب ودخلت.
نظرت حولها الى الجدران العالية, كانت الرفوف مليئة بالكتب, رأت المكتب الضخم المغطى بالجلد وكذلك الكرسي الواسع والفخم وراءه. كان هناك احساس بالخصوصية في هذه الغرفة وهذا ما جعلها تشعر وكأنها دخيلة, قررت المغادرة عندما رأت عدداً من الصور على الرف الحجري فوق المدفأة وجعلها فضولها تقترب لتنظر عن كثب.
نظرت من وراءه كتفها وسارت على رؤوس اصابعها عبر الغرفة حتى وصلت الى المدفأة.
كانت الصورة الاولى لرجل وامرأة في منتصف العمر يبتسمان وهما يجلسان في سيارة سباق. كانت المرأة باهرة الجمال لديها عينين سوداوين, وإذا كانا هذان والداي فرايزر فمن الواضح انه اخذ وسامته منهما, اما الصورة التالية فتظهرهما في لباس رسمي في مناسبة اجتماعية.

Rehana 01-12-21 10:13 AM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
اما الصور الثلاث الباقية فهي لفرايزر. الاولى وهو صبي في العاشرة من عمره يحمل بفخر سمكة اصطادها. اما الصورة الثانية فهو يستلم جائزة لمناسبة رياضية وهو يرتدي ثياب خاصة بزي بلاده. والصورة الاخيرة كبيرة له وقد اعتمر قبعة وروباً اسود وهو يستلم شهادة جامعية. كانت بالكاد قد وضعتها مكانها عندما قفزت من مكانها بسبب يدين اتت ورائها. توترت من الصدمة لكنها شعرت بانفاس قرب رقبتها وهو يهمس:"تبدين جميلة حقاً."
بقوة ابعدت يديه عنها واستدارت نحوه قائلة:"ليس من المناسب ان تفعل ذلك."
ابتسم وقال:"على العكس ايفلون انك جميلة جداً واشعر بسعادة كبرى عندما اكون بقربك."
"كنت اتحدث عن طريقة تسللك ورائي."
قال وهو ينظر اليها بسخرية:"هل تقصدين انك لا تعارضين لمسي لك ان اعلمتك بذلك من قبل؟"
تنهدت بقوة, لا يهم ما الذي تقوله لهذا الرجل فهو يحول كلماتها كما يريد هو.
قالت بغضب:"افضل ان لا تقترب مني ابداً وسأشعر براحة اكبر لو ان مدبرة المنزل هنا ,هل وجدتها ام لا؟"
"لا، لكن لا يمكن ان تكون بعيدة." نظر حوله في الغرفة وتابع:"اعتقدت انها هي من ادخلك الى هنا."
قالت له بغضب:"كان الباب مفتوحاً، لم اكن اختلس النظر ,اذا كان هذا ما تفكر به."
اشار بيده حول االغرفة وقال :"اختلسي النظر قدر ما تشائين ,وسأقوم معك بجولة في المنزل ان رغبت بذلك, فكلما شعرت انك في منزلك كلما كان ذلك افضل."
سألت بضيق :"افضل لمن؟ لن اشعر مطلقاً انني في منزلي هنا. فالمنزل كبير جداً في الدرجة الاولى, واشعر كالضائعة هنا."
أكد لها ببساطة:"ستعتادين عليه, بكل الاحوال لا يمكن ان تتوقعي ان يعيش رئيس العشيرة في كوخ صغير، اليس كذلك؟" نظر حوله في الغرفة وتابع بفخر:"انني مولع بهذا النوع من الجدار." اشار نحو الرفوف"يوجد هنا مئات من الكتب فلذلك لا تقلقي من ان تشعري بالملل, كما انه يوجد ستريو مع عدد كبير من الاشرطة اذا كنت تفضلين سماع الموسيقى وبالطبع سأكون بقربك دائماً ان رغبت بصحبة ما."
تمتمت :"نعم, وهذا ما أخشاه بالفعل." اشارت نحو الصورة التي يحمل فيها إجازة جامعية وسألته:"ماذا درست في الجامعة؟ فن التسلط والقهر؟"
بقيت الابتسامة على وجهه وهو يجيبها :"لا ,هذه إجازة في تخطيط وبناء الهندسة المدنية."
تأوهت قائلة:"اذا لما لا تقوم بعمل مفيد كشق الطرقات في افريقيا بدلاً من لعب دور سيد العشيرة هنا؟"

Rehana 01-12-21 10:13 AM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
قال بهدوء :"في الواقع, كان ذلك في الهند, ولم اكن اشق الطرقات, كنت ابني مستشفيات هناك ."
سار امامها وامسك صورة والديه وتابع :"كان علي العودة الى هنا عندما توفي والدي في حادث ."حدق بالصورة للحظة طويلة وامتلأت عيناه بالذكريات بعدها اعاد الصورة الى مكانها وقال ببرودة:"اما بالنسبة للعب كسيد العشيرة, انت ايضاً مخطئة بهذا الشأن فحياة اكثر من ألفي عائلة هنا تعتمد على مهارتي العملية وتفاني من اجل المبادىء الاخلاقية المفروضة علي."
اخفضت عينيها وتمتمت اعتذاراً:" انا... آسفة لم اقصد ما قلته..."
استدار وسار نحو الباب فأغمضت عينيها بسبب برودته ورفضه لاعتذارها ,بعدها تفاجأت عندما رأته ينتظرها لتنضم اليه وكأن ما قالته لم يحدث مطلقاً قال بمرح :"هيا, سأريك الاقسام الرئيسية في المنزل."
امسك بذراعها وسار بها عبر القاعة الواسعة, فتح باباً كبيراً وانار الاضواء.
شهقت بقوة من الاعجاب ,رأت ثريا ملعقة في السقف تلمع من الفضة والكريستال وتعكس الواناً مشعة على الارض الخشبية, وفي نهاية الغرفة الكبيرة وضعت مدفأة ضخمة تتسع لشواء ثور بأكمله وقد احيطت بالدروع. وقد علق على الجدران الرايات القديمة ومعاطف الحروب وكذلك صور الاسلاف. بدأ بالتحدث عن الاحتفال الكبير والذي جرت العادة على اقامته في هذه الغرفة, لكنها لم تكن منتبهة لما يقوله بل كانت كالسائحة المصعوقة في متحف كبير. توقفت عن التأمل بسبب صوت قادم من الباب:"فرايزر، هل كنت تبحث عني؟"
كانت مدبرة المنزل نحيلة الجسم في الستين من عمرها ويشع وجهها بابتسامة مليئة بالحب والعطف استقبلتها بحرارة وهذا ما جعلها تشعر ببعض الثقة بالنفس.
قالت تعتذر:"اني آسفة لم اكن هنا عند وصولك، لكنني كنت اساعد زوجة بائع الالعاب, لأن ولديها مصابين بالحصبة."
قال فرايزر:"لا بأس لقد اخذت ايفلون الى غرفتها."
"بالطبع, لكن لا اعتقد انك فكرت ان تقدم للآنسة المسكينة فنجاناً من الشاي, هل فعلت؟"
اقتربت وامسكت ايفلون من ذراعها."هيا تعالي معي الى المطبخ وهناك سنتحدث."
ترددت ايفلون للحظة ونظرت الى فرايزر تسأله, لكنه بالكاد رفع كتفيه لانتقاد مدبرة المنزل لحسن ضيافته، وقال:"سأراك لاحقاً, لدي الكثير من الاعمال المتأخرة."
كان المطبخ حديثاً مضيئاً وكان الشاي لذيذاً وحاراً.
نظرت السيدة ماكي بفرح وقالت:"حسناً, كانت كريستي على صواب عندما تحدثت معي عبر الهاتف, فأنت جميلة جداً."

Rehana 01-12-21 10:13 AM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
اشاحت بنظرها وقالت باحراج:"ليس هذا ما احب سماعه سيدة ماكي."
"حسناً, لنقل فقط انك جذابة ومتواضعة ,هل غرفتك مريحة وكما ترغبينها ايفلون؟"
"نعم انها جميلة جداً."نظرت حولها"المنزل كله..."وتوقفت عن الكلام وهي تتساءل ما الذي تستطيع قوله بدون ان تبدو سخيفة"انه...ضخم, لا استطيع ان اعرف كيف يمكنك ان تعملي هنا بمفردك."
ساد صمت ثقيل بينهما وشعرت ايفلون ان مدبرة المنزل تمعن النظر فيها وان وراء هذه الابتسامة هناك تقييم دقيق لها بعدها قالت السيدة ماكي بهدوء:"انت خائفة من هذا المكان, اليس كذلك ايفلون؟ رأيت ذلك في عينيك وعلى وجهك عندما دخلت الى قاعة الاحتفال."
خائفة؟ هل كان ذلك ظاهراً بوضوح عليها؟ ابتسمت باحراج وقالت:"اعتقد انني وجدت كل ذلك... غير متوقع. اضخم قليلاً من كل شيء اعتدت عليه."
هزت مدبرة المنزل رأسها بحكمة وقالت:"نعم هذا تماماً ما شعرت به جيزيل عندما احضرها الرئيس السابق الى هنا."
"جيزيل؟."
"والدة فرايزر ,كانت فرنسية."
تذكرت ايفلون صاحبة العينين الجميلتين في الصورة وتذكرت ايضاً القصة التي اخبرتها بها ايلين فسألت ببراءة:"هل صحيحاً انهما التقيا عندما تحطم يختها؟"
نظرت اليها السيدة ماكي بقلق للمرة الثانية وقالت:"لقد سمعت بتلك الاسطورة ايضاً؟"
امسكت ايفلون بفنجانها واخذت تفكر بما ستجيب ,فما زال تحذير فرايزر لها على ان لا تسخر من معتقدات السكان هنا في بالها, وكذلك تعليماته الواضحة ان تقوم بدور خطيبته المحبة سواء اعجبها ذلك ام لا. واي شيء يعارض ما قاله قد يجعله يغضب منها.
فبدأت بتردد:"حسناً, اعتقد ان هناك شيئاً ما وراء تلك الاسطورة."
ضحكت السيدة ماكي:"بالطبع, لكنها كانت حقيقية جداً بالنسبة الى لأمه. خلال سباق اليخوت السنوي منذ سبعة وثلاثين سنة ,وقبل ذلك بعشرين سنة قبطان البحرية تمكن من انقاذ الناجين من سفينة اتينيا, بسبب هجوم في بداية الحرب, وكان هناك فتاة اميركية تدعى مارتا..."
مرة ثانية شعرت ايفلون برجفة في جسمها, اتسعت عيناها وقالت:"جدّا فرايزر."

Rehana 01-12-21 10:14 AM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
هزت السيدة ماكي رأسها وابتسمت:"والآن ها انت هنا, تحطم قاربك وحملك الموج الى الشاطىء, تماماً مثل الباقيات اتيت من البحر. سميها ما شئت اسطورة...صدفة... او ان التاريخ يكرر نفسه, وهذا ما يجعلك تتساءلين اليس كذلك؟" سكبت فنجانين من الشاي وتابعت بهدوء:" ما احاول ان اقوله لك ايفلون, هو انه عندما اتت جيزيل الى هنا للمرة الاولى كانت مرتبكة وضائعة مثلك, قد يكون الامر رومنطيقياً جداً ايجاد زوج بهذه الطريقة لكن ان تجدي نفسك فجأة مرتبطة بكل هذه الواجبات والمسؤوليات كسيدة اولى للعشيرة... وان تكوني محاطة بكل هذا التاريخ وبكل تلك العادات والتقاليد التي تتعلق بهذا المنزل."تنهدت"لا استطيع ان افهم كيف تشعرين."
شكت ايفلون بذلك لكن لم يكن هناك من ضرورة باظهار حقيقة الامر للسيدة ماكي.
عندما انتهيتا من تناول الشاي وقفت مدبرة المنزل وقالت بفرح:"حسناً, هناك الكثير من الوقت قبل ان ابدأ بتحضير العشاء, لما لا تأتين معي لأريك ما تبقى من المنزل, وكذلك الحدائق المحيطة به؟ فطالما انك ستمضين بقية حياتك هنا, فأنا متأكدة انك لا تستطيعين الانتظار لتري كل شيء."
حاولت ان تظهر ابتسامة مشعة على وجهها, وقالت:"نعم احب ذلك."

* * * *
ارتدت قميصاً قطنية زرقاء اللون وتنورة قصيرة وعند الساعة الثامنة والنصف التحقت بفرايزر في المكتبة. كان يقف بجانب المدفأة, فنظر اليها محاولاً انتقادها.
شعرت بالخجل من نظراته وقالت:"قلت لي ان ارتدي ثياباً خفيفة."
هز رأسه باقتناع:"نعم, هذا ما قلته, تبدين فاتنة."
كانت تشعر بالتوتر بسبب لقائها بحشد من اصدقائه فقالت بمرارة:"انا لا ارغب بالذهاب الى الحفلة، كما تعلم فالجميع سيحدقون بي وانت ستتوقع ان امضي السهرة كلها بابتسامة غبية على وجهي متظاهرة انني استمتع بوقتي."
قال بجدية:"ستتمتعين بوقتك, كوني واثقة من ذلك, بكل الاحوال لا خيار لديك فلقد طلب دوني ماكلود رؤيتك وهذه امنيته الكبرى."
قالت بحدة:"حسناً, لا رغبة لدي بلقائه, ولا حتى احد من اقاربك في الحقيقة."
رأت الغموض في عينيه بعدها قال بهدوء:"بلغ دوني المئة وسنتين واليوم عيد مولده والحفلة على شرفه. وككل انسان هنا سمع بوصولك يريد ان يلتقي كاليغ باهان القادمة من البحر."
"آه..."عضت على شفتها بغضب "لو قلت لي ذلك منذ البداية..." توقفت وتابعت متجهمة الوجه:"وماذا تعني كاليغ باهان؟"
"الجميلة ذات الشعر الاشقر." قدم لها علبة صغيرة لفت بورقة لماعة:"هذه هدية منا له, اريدك ان تقدميها بنفسك. وهذا سيسعد الرجل العجوز."
"نعم, بالطبع." امسكت العلبة بيدها وقالت:"الا يجب ان اعرف ماذا بداخلها؟"
"غليون جديد وكمية من تبغه المفضل."
نظرت اليه غير مصدقة :"انه في المئة وستين ومازال يدخن؟"

Rehana 01-12-21 10:15 AM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
رفع كتفيه بلا مبالاة وقال:"نعم, كما وانه لازال يشارك في معظم مناسبات العشيرة ولديه نظرة خاصة بالسيدات لذلك لا تتفاجئي ان جاملك او تغزل بك."
لمحت شيئاً من السخرية في عينيه فاظهرت انزعاجها وقالت:"هيا, اذاً, لنذهب قبل ان اغير رأي."
كانت الشمس قد غابت وراء البحر وبدأت النجوم بالظهور عندما وصلا الى قاعة القرية. كان باب القاعة مفتوحاً, فسمعت الضجة والضحك وعاودها ذلك الاحساس بالضيق. كل عين سترمقها ما ان تدخل من الباب كما وانها ستحاسب ان قالت او فعلت اي شيء سخيف.
زاد توترها عندما امسك بها فرايزر من كتفها ونظر الى وجهها بحزم:"كلمة تحذير قبل ان ندخل, اريد هذه الحفلة ان تكون ناجحة من اجل دوني فلا تخذليني, فقط تذكري من المفترض ان تكوني وتتصرفي على ذلك النحو."
نظرت بغضب اليه, بعدها تنهدت وابعدت نظرها وهي تقول"سأحاول قدر ما يمكنني لكنني لا استطيع ان اضمن لك اي شيء , فأنا لا اجيد مطلقاً التمثيل والتظاهر."
"حسناً, من الافضل ان تحاولي من اجل الحصول على جائزة اوسكار الليلة." بعدها امسك بشعرها بأصبعه وقال وهو يقترب منها:"ربما انت بحاجة لقبلة من اجل تحديد دوافعك."
اتسعت عيناها وتمتمت:"لا داع لذلك." لكنه قبلها وقال:"حسناً, هل تشعرين انك افضل."
اي سؤال احمق هذا؟
ابتسم لها بمكر وامسك وجهها بيديه وقال:"لا تستطيعين الاجابة, هذه اشارة جيدة. والآن, امسكي بذراعي وكأنك حقاً ترغبين بذلك ولندخل."
كان هناك حشد من الناس قرب الباب فابتسموا لها مرحبين وابتعدوا عن بعضهم ما ان دخل فرايزر. نظرت حولها وهي تحاول جاهدة ان تبدو هادئة, لاحظت الطاولات المليئة بالاطعمة والشراب والحلى المتدلية من الجدران والسقف والفرقة الموسيقية الصغيرة في اخر القاعة, ورأت الاشخاص المتقدمين في السن يجلسون براحة على المقاعد الوثيرة, بينما الشبان والشابات يتجولون ويتبادلون الضحك والكلام.
لم يكن هناك من شك حول ضيف الشرف الذي التف حوله اقاربه قرب طاولة ضخمة أمام المسرح. ما ان سار فرايزر معها نحوه حتى وقف الكلام وتحول الى تمتمة, بعدها توقف تماماً. توقفا امام الرجل العجوز, ابتسم فرايزر وقال:"اتت كاليغ باهان لتقدم احتراماتها وتتمنى لك عيد ميلاد سعيد دوني."
نظر الرجل العجوز اليها, كانت عيناه مشرقتان بالمحبة مع كل تلك التجاعيد, نظر اليها ملياً واخيراً احنى رأسه برضى وابتسم.
"احضرنا... لك هدية عيد ميلادك، سيد ماكلود."

Rehana 01-12-21 10:16 AM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
حاولت ان لا تبدو متضايقة او محرجة, وضعت الهدية امامه, مد يده وامسك بيدها رمشت عيناها متفاجئة بينما كان يرفع يدها الى شفتيه ويقبلها بنعومة. كان هناك انواع كثيرة من الشراب على الطاولة. اخذ فرايزر كوباً واخذ يتحدث بلغة غيلاك. بعدها شرب محتوى الكوب, ويبدو وكأن هذه عادة لديهم, بعدها اخذ كوباً آخر واعطاها اياه. بضيق شعرت بالصمت حولها وبالعيون تراقبها. اخذت تفكر بكلمة مناسبة تقولها بعدها ابتسمت وقالت:"اتيت لأشرفك بزيارتي سيد ماكلود, لكنني انا من تشرفت عندما قبلت يدي, اتمنى لك الصحة الجيدة ايها السيد الكبير اللطيف."وشربت كوبها.
قالت لفرايزر ما ان ابتعدت عن الحشد:"ما هذا الشراب المزعج, اشعر وكأنني مريضة."
امسك بيدها بقوة:"لا, لست كذلك, ستصبحين افضل بعد قليل." سمعت صوت الموسيقى الناعمة في القاعة فأمسك فرايزر بذراعها ورقصا معاً لفترة قصيرة قبل ان ينضم اليهما عدد من الراقصين.
تمتم:"انت راقصة ماهرة, وخفيفة بقدميك كما انت تماماً في لسانك, كان كلامك لدوني مؤثراً جداً, فأنت ممثلة جيدة واكثر مما تعتقدين."
قالت:"لم يكن ذلك تمثيل, انه رجل عجوز لطيف جداً, وقد قصدت كل كلمة قلتها."
قادها نحو الطاولة وهو يقول:"من الافضل ان لا تشاركي بهذه الرقصة انها رقصة اسكتلندية."
رغبتها في مقاومته وتأكيداً لاستقلاليتها كان كبيراً, كما وانها تشعر بالرغبة في الرقص قالت:"لن اجلس الآن, قلت لي انني سأستمع وهذا ما ارغب في القيام به, يمكنك ان تعلمني الرقصة."
نظر اليها مشككاً وقال:"انها رقصة سريعة ومعقدة."
"وان يكن."
رأى العناد على وجهها فرفع كتفيه بلا مبالاة وكأنه يقول, حسناً, انت من طلب ذلك. امسك بذراعها وقادها ثانية الى باحة الرقص. على الفور تخلت عن قلقها عندما بدأت الموسيقى ثانية وأمسكت يدان بيديها وبدأت بالرقص.
تمكنت بقدرتها وذكائها من الاستمرار في الرقص بدون ان تقع على ظهرها وتسمح للجميع من الهزء والسخرية بها, وبينما كان فرايزر يبعدها عن باحة الرقص قالت:"الآن علمت لماذا طلبت مني ان ارتدي ثياباً خفيفة وباردة."
قال وهو ينظر اليها:"نعم, انت بحاجة للتديب, فأنفاسك مقطوعة ويبدو الارهاق عليك." .
ومن غيره سيقول لها هذا الكلام. ضاقت عيناها وهي تنظر اليه وتفكر بإجابة مناسبة لانتقاده عندما غير الموضوع:"لا يمكننا البقاء بصحبة بعضنا طوال السهرة. علينا ان نسهر ونتحدث مع الضيوف, هناك عدد من السيدات اللواتي سيشعرن بالضيق لأن رئيس عشرتهم لم يراقصهن. فالمناصب لديها واجباتها ومسؤولياتها."

Rehana 01-12-21 10:16 AM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
قالت بغضب :"اعرف كل شيء عن قيود المنصب لديك, ولا داع للقلق بشأني... سأشرب عصير الليمون و..."
"افعلي ما تشائين, لكن لا تبالغي."طبع على خدها قبلة, بعدها استدار وعاد الى باحة الرقص.
حدقت به متوترة. تنهدت واستدارت نحو الطاولة وامسكت بكوب من عصير الفاكهة. كان الناس حولها يضحكون ويتسامرون وتمنت لو انها لا تريد ان تفهم لغتهم الغريبة. وحقيقة انها لا تريد ان تفهم لغتهم تؤكد انها تنتمي الى هنا ولا تريد ذلك.
"مرحباً ايفلون, هل تتمتعين بالحفلة؟"
سماعها لصوت تعرفه رفع من معنوياتها فاستدارت وابتسمت براحة لايلين.
"انني فقط استعيد انفاسي بعد تلك الراقصة."
ضحكت الفتاة وقالت:"نعم ,رأيتك انت وفرايزر ترقصان. اذا كنت تعتقدين ان تلك الرقصة سريعة الخطوات فانتظري حتى تسمعي الاغنية الجديدة, خذي بنصيحتي ولا تحاولي تجربتها."توقفت عن الكلام ونظرت حولها"اين فرايزر بالمناسبة؟"
"انه يحاول ان يكون اجتماعياً ."تمنت ان لا تبدو متعالية فتابعت:"افترض ان عليّ القيام مثله بالتحدث مع الجميع لكن من الصعب ذلك خاصة انني لا اعرف احداً."
"نعم, انه سيد حقيقي, اليس كذلك؟ مهما يكن, انت تعرفينني, سأعرفك على الجميع هنا.ما كانت اللايدي باميلا لتسمح لفرايزر ان يتركها بمفردها في حفلة كهذه ,كانت ستبقى ملتصقة به كالصمغ."
فتحت علبة من عصير الفاكهة وتابعت:"لا اعلم ماذا يجد مميزاً فيها. انها سخيفة جداً. لكن فرايزر ليس بغبي, لابد انه يعرف ما هي حقاً."
تكره ايفلون الثرثرة لكن بدا لها انه من قلة الادب ان تظهر عدم اهتمامها برأي ايلين فقالت:"من المؤكد انها ليست بهذا السؤ؟"
"لا ؟ انتظري حتى ترينها بنفسك, انها سيدة خفيفة, بالطبع هذا ما نقوله كلنا من وراء ظهرها."فجأة عضت على شفتها وقالت بيأس:"اسمعي لن تخبري فرايزر بما قلته قد لا يعجبه ذلك."
ابتسمت لها ايفلون تؤكد لها:"بالطبع لن افعل."
بدت ايلين غير مرتاحة وتمتمت:"فرايزر على حق, انا اتكلم كثيراً, عليّ ان اتعلم ان اقفل فمي. لكن هذا لا يهم, فعندما تتزوجان انت وفرايزر لن تجدي سبباً للقدوم الى هنا ثانية."
حان الوقت لتغيير الموضوع, هذا ما قالته ايفلون لنفسها, ابتسمت وقالت:"ماذا بشأن اصدقاءك؟ هل ستعرفيني عليهم؟"
انتصف الليل ولم تظهر اية بادرة لانتهاء الحفلة, عندها قال لها فرايزر انه حان الوقت ليغادرا. تبعته وهي تشعر بالتعب والارهاق وجلست على المقعد الامامي في الجيب صامتة.
قال ما ان ادار المحرك:"يسعدني ان اراك اتخذت بنصيحتي."

Rehana 01-12-21 10:17 AM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
هذه اول مرة منذ التقيا تجده سعيداً من تصرفها.
قالت:"لم تكن الامور سهلة علي, كما وان الجميع كان سعيداً بالسهرة."
ضحك وقال:"نعم انت على حق."
اخذت تفكر بما سمعته من ايلين ومن جميع الفتيات هناك, كانت تستطيع ان تقرأ بين السطور لتفهم اكثر فرايزر والناس الذين يعيشون في تلك البلاد.
صادق, مستقل ومنفتح الرأي, ضعي اية صفة جيدة وستجدينها لدى فرايزر وبكثرة, من الواضح انه يخفي ذلك معظم الوقت تحت غطاء من العظمة والكبرياء, فليس هناك من يحاول معارضة ذلك, قد يحسدها الجميع, لكن اذا كان القدر اختارها لتكون هي المحظوظة فهذا يعني انها تستحق هذا المكان وهذه السعادة, وهذا ما اثر بها كثيراً.
كانت لا تزال تفكر بهذه الامور عندما وصلا الى المنزل. قادها الى الداخل واغلق الباب الرئيسي وراءهما, بعدها امسكها من ذراعها وسارا نحو المكتبة. كان لا يزال هناك بقايا من النار في المدفأة تضفي على المكان دفئاً ونوراً جميلاً قالت:"اعتقد انه عليّ الذهاب الى النوم فرايزر ,يمكننا التحدث في الغد."
انار مصباحاً صغيراً على المكتب ورأت تصميماً في عينيه الزرقاوين قال:"لا, ايفلون سنتحدث الآن ,اعتقد انه حان الوقت لنعرف بعضنا اكثر."

نهاية الفصل

Rehana 03-12-21 08:56 PM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
الفصل الخامس

وقفت ايفلون بجانب المدفأة تراقبه بعدها قالت بقلق:"حسناً, ما الذي تريد التحدث عنه؟"
رفع حاجبه بسخرية وقال:"انت وانا, وليس اي شيء آخر؟" نظر اليها باستحسان وقال:"هل شعرت بالفرح في الحفلة؟"
شعرت بالتوتر وهي تجيبه:"نعم, وفي الحقيقة امضيت وقتاً رائعاً."
قال وهو يقترب منها :"جيد, هذا ما احب سماعه." وضمها اليه.
قبلها وهو يقول:"انت افضل امرأة تعرفت عليها."
سألت ببراءة:"افضل من باميلا؟"
ابتعد عنها بقسوة وقال بغضب:"لا دخل لك مطلقاً بالعلاقة التي تربطني بباميلا."
تحول الألم في عينيها الى غضب:"انها صديقتك, اليس كذلك؟"
اصبح وجهه اكثر تهجماً:"قلت لك هذا الامر لا يعنيك."
نظرت اليه غير مصدقة:"بالطبع يعنيني, خاصة بعد الذي جرى بيننا."
"لا تحاولي ان تخدعي نفسك بما حدث بيننا."
نرت اليه بمرارة وقالت:"نعم, انت على حق فرايزر ,كنت اخدع نفسي, لقد اعتقدت انه ولأول مرة في حياتي اقابل رجلاً شريفاً وصادقاً. رجل قد اغرم به, لكنني مخطئة كالعادة اليس كذلك؟ قد تبدو وسيماً جداً ولديك المركز والغنى لكنك لست اكثر من مجرد مخادع وغد."

Rehana 03-12-21 08:57 PM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
رفعت رأسها وسارت نحو الباب لكنه مد ذراعه معترضا طريقها:"لقد تمكنت من افساد امسية كادت ان تكون لا تنسى."
قالت بغضب:" انا؟ انا افسدتها؟"
"نعم, انت وغيرتك العمياء."
"الغيرة؟... انا اغار؟"ضحكت بغضب:"انت تتخيل ذلك."
قال يتحداها:"اذاً لماذا سألت عن باميلا؟ اذا لم تكن هذه الغيرة فلما تهتمين ان كنت اعرف نساء غيرك."
كان هناك منطق بارد وراء اتهامه فتمتمت:"لقد قلت لك, لقد تصورت بغباء انني قد اكون..." وتلعتمث لتضغط على شفتيها بغضب وقوة.
اكمل عنها:"انك قد اغرمت بي, حسناً, هذه مجاملة لا استحقها لكنني اذ كنت اراك جذابة فهذا لا يعني اي شيء. وقبل ان تستحقي الحقوق بأن تصبحي السيدة الاولى في العشيرة يمكنني ان اخرج مع اية فتاة اريدها."
قالت بصوت غاضب"هذا يناسبني جداً سيد فرايزر سيلفاش, والآن ابعد يدك البغيضة من امامي ودعني امر."
بغضب وألم اغلقت باب المكتبة وراءها وصعدت على الدرج.
امضت ليلاً قلقاً. وعند الصباح استيقظت على صداع أليم فاستحمت لتتمكن من مواجهة نهارها.
ارتدت بدلة رياضية وحذاء خفيف وبعدها فتحت نافذتها وتنفست بعمق رائحة البحر المنعشة وشجر الصنوبر وكذلك صوت تكسر الموج على الشاطىء كل ذلك يعطيها احساس بالراحة والامان.
احساسها بالغضب والحزن اللذين جعلاها تمضي الليل تتقلب في فراشها قد اختفى, ليحل مكانه احساس غريب من الندم والذنب على الاقل تستطيع الآن ان تكون صادقة مع نفسها لتعترف انها كانت مخطئة مع فرايزر.
فمنذ وصولها الى هنا وهي تظهر بوضوح انها ليست خطيبته وان لا رغبة لديها مطلقاً بالزواج منه ولذلك لا يحق لها ذكر باميلا.
لقد انكرت بقوة اتهامه بأنها تغار ,لكن قبلها يعلم الحقيقة وان تعرف وبوضوح انها سمحت لنفسها بالوقوع في حب رجل مغرور والا لما تقف هنا تفكر فيه وتجد له الاعذار ,وهذا بالطبع سيجعل من الامور اكثر صعوبة مما هي عليه.
ابتعدت عن النافذة وقد تجمدت كتفيها, رتبت سريرها ,وعندها خرجت من الغرفة متجهة نحو الطابق الارضي.

Rehana 03-12-21 08:57 PM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
توقفت في القاعة راغبة في سماع اي صوت, لكن المنزل كان هادئاً وصامتاً . فتحت الباب الامامي, اغلقته وراءها بنعومة وسارت عبر الممر المحاط بالاشجار نحو الشاطىء.
توقفت عند الشاطىء تتممتع برؤية طيور البحر تطفو على سطحه. على يسارها يمتد الخليج نحو القرية, اتخذت قرارها بسرعة وبدأت الركض في الاتجاه المخالف.
كان من الصعب عليها السير عبر الارض الرطبة وبعد قطعها مئتي متر وجدت نفسها تكاد تختنق من شدة حاجتها للهواء. اخذت تسير على مهل حوالي خمسين متراً حتى استعادة انفاسها وعاودت الركض. وبعدمرور عشر دقائق من الركض والسير استدارت وعادت تسير باتجاه شمال الخليج.
اتسعت عيناها الخضراوان وهي تراقب بدهشة جمال المنظر عندما جلست على صخرة هناك. لم تر في حياتها يوماً شيئاً بهذا الجمال الاخاذ. تلال خضراء تنحدر عبر الاراضي المشرقة على المحيط الاطلنطي من الرمال البيضاء ومنحدرات صخرية حمراء اللون. بدت كشيء خيالي, انه المكان الذي وجد خصيصاً للشعراء بحثاً عن الالهام او للنفوس الحائرة بحثا عن السلام والامان.
ربما بسبب تلك المناظر التي توحي بالوحدة او ربما بسبب احساسها شعرت بدمعة تنحدر على خدها جلست ضائعة في افكارها وغير مدركة للوقت الذي امضته هناك. اخيراً تنهدت, وقفت وعاودت السير نحو المنزل.
احست بالجوع من جراء الركض وشدتها رائحة الجبن واللحم المجفف المنبعثة من المطبخ. سمعت قبل ان تدخل صوت فرايزر فترددت ,فرؤيته مجدداً ستزيد من توترها, لكن هذا سيحدث عاجلاً ام آجلاً ومن الافضل ان يتم ذلك الآن. استجمعت قوتها وتنفست بعمق, قالت وهي تدخل:"صباح سعيد سيدة ماكي."
استدارت مدبرة المنزل التي كانت تطهو بجانب الفرن وابتسمت:"كنت سأصعد الى غرفتك لأوقظك. اشربي عصير الليمون ورقائق الذرة حتى اطبخ لك فطوراً شهياً."
سكبت لنفسها الحليب ووضعت فوقه رقائق الذرة وهي مدركة ان نظرت فرايزر تلاحقها, جلست قبالته على الطاولة. سكب لنفسه القهوة, قال بلهجة جادة:"تبدين رياضية جداً هذا الصباح ايفلون, هل انت ذاهبة للركض؟"
تمتمت وهي تشعر بالانزعاج من لهجته ومن السخرية المبطنة في كلامه:"لقد فعلت ذلك, نهضت من ساعة وذهبت للركض عبر الشاطىء."
هز رأسه برضى وقال:"جيد, قليل من الهواء سيعطيك القوة والصحة ,هل نمت جيداً ليلة البارحة؟"
كذبت وهي تقول:"كقطعة من الخشب."
"حقاً, لا بد ان سهرة البارحة هي سبب ذلك." ابتسم بمكر ورفع صوته كي تسمعه مدبرة المنزل:"لقد بالغت حقاً ايفلون البارحة سيدة ماكي, كانت تلك سهرتها الاولى ومع ذلك رقصت على الانغام, واعتقد انها رغبت في امضاء الليلة كلها وهي ترقص."

Rehana 03-12-21 08:57 PM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
حدقت بع بغضب لكنها لم تتفوه بأي كلمة.
سألت مدبرة المنزل:"حقاً, وما الذي فعلته؟"
لمعت عيناه وهذا ما جعل ايفلون تتجمد مكانها, رفع حاجبه لها وقال:"رقصت رقصة ايرلندية, قلت لها الا تفعل لكنها اصرت ان تشارك بها."
امر مضحك حقاً, فكرت ايفلون وهي تحدق به بغضب, بعدها عادتت تتناول طعامها ولم تتفوه بكلمة واحدة.
سكب فرايزر لنفسه المزيد من القهوة وقال:"لا تزعجي نفسك بتحضير الغداء لنا سيدة ماكي, سنتناول الغداء انا وايفلون في الفندق, وربما لن نعود قبل حلول المساء."
"حسناً, ان كنتما ستذهبان الى انفرنيس يمكنك ان تحضر معك..."
"ليس اليوم سيدة ماكي, سأبحر في الفلامنغو الى كهوف السلمون في لاريغ باي."
ابتسم لايفلون وتابع:"لا تمانعين بالذهاب في رحلة صغيرة, اليس كذلك؟"
سألت نفسها بانزعاج, وهل سيشكل ذلك اي فرق له؟ تذكرت ماذا حدث لها في آخر رحلة بحرية وهذا ما لا تريد تكراره ابداً. دفعت صحنها الفارغ جانباً وابتسمت ابتسامة ماكرة وهي تقول:"اي شيء تقوله فرايزر طالما لا اعيقك عن عملك."
ابتسم وقال بالطبع لن يحدث ذلك عزيزتى, وفى الحقيقة اصران تأتي معي"
" حسناً, فى هذه الحالة ... عزيزي... كيف يكننى ان ارفض؟"
لم تلاحظ السيدة ماكي صوتها الساخر ,فتنهدت وابتسمت من هذا الحديث المليء بالعاطفة بين العاشقين.
بعد مرور ساعتين غادرا نحو القرية واوقف الشاحنة قرب المرفأ. وقف فرايزر على حافة الرصيف, يحدق بيخته الفلامنغو بأعجاب ويشرح لايفلون بحماس عن صفاته وقوته.
اصغت بتهذيب مصطنع وهى تهز برأسها, بعدها قاطعته قائلة "كم يبعد المكان الذي نقصده؟"
" حوالى عشرين ميلاً جنوبي الشاطىء"
نظرت اليه غير مصدقة "ستأخذني مسافة عشرين ميلاً لانظر الى السمك؟"
" نعم ,لما لا؟"
" حسناً, ان اردت الحقيقة, انا لا اهتم مطلقاً بالاسماك"
تجهم وجهه وقال "حسناً, هذا أمر سيء جداً, فزوجة رئيس العشيرة يجب ان تكون مهتمة بكل ما يهم سكان العشيرة"اذا مازال مستمراً في تلك القصة, اليس كذلك؟ عضت على شفتيها بضيق وقالت بهدوء" اسمع فرايزر... نحن هنا بمفردنا وليس هناك من احد ليسمعنا لذلك توقف عن التمثيل, هل يمكنك؟ انت لاتريد حقاً ان تتزوج بي, لذا ليس من داع لسماع كل تلك السخافات"

Rehana 03-12-21 08:58 PM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
بدا الغضب على وجهه, بعدها شد بيده على كتفيها وقال بصوت لاذع" لا تعرفين ابداً ماذا اريد ايتها الصغيرة الحمقاء, لكن اذا كنت سأتزوجك ام لا فهذا امر يعود اليك فقط"
لمعت عيناها وهي تحدق به "أه, نعم على زوجتك ان تستحق ذلك اللقب, لقد نسيت ذلك, يالغبائي, كنت دائماً اعتقد ان الحب هو السبب الوحيد والحقيقي للزواج"
ابعد يديه عن كتفيها لكن نظراته بقيت تحدق بها ببرودة "حتى الآن مازالت جيدة, فلا تدعى طبعك الحاد, هذا يفسد كل شيء"
تمتمت بغضب" لا طبع لدي, على الاقل لم يكن لدي هذا الطبع الشرس حتى قابلتك"
قال ببرودة" حتى انك لم تكوني انسانة حقيقية ايضاً حتى قابلتني, لكنك تتعلمين بسرعة, لذلك هناك امل وجدوى منك بعد"
افترضت ان هذا مديحاً من قبله تنهدت وقالت" حسناً, لنذهب ونزور اسماكك الغالية"
نظر الى ساعته وقال" ليس الآن, لدي بعض الحسابات علي مراجعتها فى مكتب المرفأ, قابليني هناك بعد ساعة بعدها سنتناول الغذاء فى الفندق قبل ذهابنا"
نظرت اليه بغضب "وما الذي سافعله طوال ساعة بانتظارك؟ سأجلس على حائط المرفأ احدق بالسماء؟"
قال بعصبية "لا, ما المفترض ان تفعليه هو ان تظهرى بعض الثقة بالنفس والاحترام, هذا اذا كنا لانريد ان نذكر ان تكوني اجتماعية قليلاً, هناك العديد من الناس هنا, وهم جميعاً يعرفونك وسيتوقفون للحديث معك, على الاقل حاولي وتظاهري انك مهتمة بهم بطريقة معيشتهم"
فتحت فمها لتعترض لكنه كان قد استدار وسار مبتعداً نحو المبنى الخشبي, وقفت للحظة وقد شدت على يديها بغضب, بعدها تنهدت وسارت مبتعدة عن رصيف المرفأ, ماذا يقصد بالتحديد بجملته الاخيرة؟ هل يتهمها بأنها مغرورة ومتعجرفة؟ بالطبع هي تهتم للناس. انها تهتم بكل انسان.
عندما وصلت الى الشارع نظرت حولها, محاولة ان تقرر الى اين ستذهب. لم يكن هناك اي مقهى باستطاعتها ان تجلس فيه وتشرب القهوة .حتى مطعم الفندق لم يفتح ابوابه بعد. ابتسمت بفرح للناس المارين امامها, لكنها لم تكن تملك الجرأة او ان تجد عذراً مناسباً لتوقفهم عن اعمالهم من اجل ان تتحدث معهم لتمضيه الوقت, ادركت انها المرة الثانية التي يضعها فرايزر في مثل هذه الحالة, لقد فعل الشيء نفسه في حفلة ليلة البارحة لكن ايلين رأتها وقدمت لانقاذها.

Rehana 03-12-21 08:59 PM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
فجأة وجدت ما ينقذها, الكوخ فى اعلى التلة! ستذهب للتحدث مع كريستى, لقد رغبت بزيارتها, كما وانها بذلك ستحصل على اجابات لعدة اسئلة مازالت تقلقها, والآن هي الفرصة المناسبة.
كان الباب الامامي للكوخ مفتوحاً وعندما قرعت الباب سمعت صوتاً مألوفاً" ادخلي ايفلون" شعرت ايفلون برجفة تسري في جسمها "كيف ... كيف عرفت انني انا من كان يقرع الباب كريستي"
" كنت في الحديقة منذ بضع دقائق ورأيتك تصعدين التلة"
" آه..." ابتسمتت ايفلون وهي تشعر بأنها غبية.
نظرت اليها كريستي بلطف وعطف قالت" هذه البدلة الرياضية تبدو جميلة ومريحة ايضاً, هل تعتقدين انهم قد يصنعون لي بدلة مثلها؟" وبدون ان تنتظر جواباً ضحكت وتابعت "اشك بذلك, علي ان احافظ على هندامي هذا" توقفت ونظرت في عيني ايفلون بعمق, بعدها ابتسمت ثانية وهزت رأسها برضى" آه ... هناك شيء مامختلف فيك ايفلون, لقد تغيرت" سألت بقلق" تغيرت؟ كيف؟"
" حسناً, لنقل انك تبدين اكبر وانضج" ضحكت ثانية وقالت" والآن, لا تشعرى بالاحراج, فلقد رأيت هذا الاشراق في عدد كبير من الناس, والآن اجلسي ,اشربي الشاي واخبريني ما الذى يقلقك"
" ما الذي يجعلك تعتقدين ان هناك شيئاً ما يقلقني؟" "حسناً... اذا كان هذا ما تقولينه, اين فرايزر ؟"
"انه في المرفأ يقوم ببعض الاعمال المكتبية والحسابية"
هزت كريستى رأسها "وانت اخذت ذلك كفرصة لتقومي بزيارة اجتماعية, حسناً, هذا رائع" فتحت علبة الحديد لتخرج منها سيجارة "سمعت انك كنت في حفلة ليلة امس, هل تمتعت بوقتك؟"
اعترفت ايفلون "نعم, لم اعتقد ان ذلك سيحصل لكنني امضيت وقتاً رائعاً. الناس هنا تعرف كيف تتمتع بوقتها"
ضحكت كريستي" نعم ,يجدون اي عذر ليتمتعوا ويفرحوا ,هذا هو نحن" اشعلت سيجارتها وهي تتابع" انني سعيدة ان كل شيء يعمل نحو الافضل بالنسبة لك ولفرايزر, قد يكون عنيداً احياناً لكنه رجل جيد ولا يوجد احد افضل منه"
لن تصل بالحديث معها الى اي نتيجة. وضعت ايفلون فنجانها, تنفست بعمق وقالت:
" كذبت عليكِ, هناك شيء ما يقلقني, اننى ابذل كل جهدي لأ فهم ما الذي يجري هنا كريستي. واتيت اليك لأنني اعتقد انك الوحيدة التي تستطيع اعطائي اجوبة على اسئلتي" ابتسمت كريستي ابتسامة عطوفة وقالت "انه من الطبيعي ان تكوني مرتبكة, قلت لك انك بحاجة للوقت كي تستقري"

Rehana 03-12-21 08:59 PM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
تنهدت ايفلون "لا علاقة مطلقاً بالاستقرار ,واحد من الاشياء التى لا افهمها هو ,ان كان فرايزر يريد الزواج حقاً, فلما لا يتزوج فتاة من هنا؟ ومن المؤكد انه يستطيع الاختيار من بين الكثير من الفتيات الجميلات, رأيت ذلك بنفسي ليلة البارحة ...فتيات اجمل مني ومعتادات على العيش هنا اكثر مني"
ابتسمت كريستي" هل هذا ما يقلقك؟ اعتقدت انك تعرفين, يجب ان تأتي عروسه من البحر وعليها ان ..."
هزت ايفلون رأسها بعصبية وقاطعتها" ارجوك لا تبدأي بالتحدث عن الاساطير والحوريات واشياء من هذا القبيل, فانا اعرف بقصة امه وجدته لكن تبدو لي هذه الاحداث مجرد صدف فقط"
ساد صمت مقلق قبل ان تقول كريستي بهدوء "لا يستطيع فرايزر الزواج من فتاة تنتمي الى العشيرة ,عليه ان يتزوج من خارج العشيرة ,هذا قانون هنا وقد وضع من مئات السنين" رأت الشك على وجه ايفلون فاسرعت في تفسير ذلك" هنا فقط عشيرة صغيرة في هذه البلاد وبحكمة اجدادنا القدماء الذين قرروا ان على رئيس العشيرة ان يتزوج من فتاة غريبة وذلك من اجل الحفاظ على قوة العشيرة واستمرارها باختلاطها بدم جديد" ابتسمت ثانية وتابعت "بالنسبة لنا هذا امر منطقى جداً"
حدقت ايفلون بها وهي تفكر بالمعلومات الجديدة التي عرفتها ,بعدها قالت بهدوء "هناك شيء ما نسيت ان تذكريه, اليس كذلك؟ شيء يتعلق بالفتاة التي يجب ان تكون تستحق هذا المركز واللقب, انه دائماً يقول لي ذلك"
" لكن ...بالطبع انت تستحقينه! يمكنني قول ذلك منذ..." قاطعتها ببرودة" فرايزر لايعتقد ذلك, او على الاقل لديه شكوك جدية حول ذلك, ولا اعتقد ان لديه نية بالزواج مني كريستي"
اتسعت عينا المرأة من الصدمة "كيف يمكنك قول هذه الاشياء؟ بالطبع سيتزوجك, وكل ما يقلقه هو ... "
"ومن هي باميلا التي اسمع عنها دائماً؟"
" باميلا؟"
كررت وبفقدان صبر "نعم, باميلا, لا شيء يمنعه من الزواج منها, اليس كذلك؟"
فجأة ضغطت كريستي على جبينها وكأنها اصيبت بصداع مؤلم وانّت من الألم للحظة اعتقدت ايفلون ان ذلك مجرد حيلة لتتهرب من الإجابة, لكنها رأت وجه كريستي الشاحب فاقتربت منها باهتمام "كريستي؟ ما الامر ؟اسمعي ...لم اقصد ان ازعجك"
كان هناك ألم واضح في عينيها وقالت وهي تبتسم بضعف "انني بخير ,تنتابني دائماً هذه الآلام بين الحين والآخر ,ما الذي كنا نتحدث عنه؟"

Rehana 03-12-21 09:00 PM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
"لا يهم ذلك, فقط ارتاحي وسأسكب فنجانين من الشاي الساخن الآن"
"لا, تذكرت الآن, تريدين ان تعرفي من هي باميلا"
بدا عليها الحيرة ثم سألتها "هل سألت فرايزر؟"
" نعم, وقال لي ان اهتم بشؤوني الخاصة لا بها"
هزت كريستي رأسها بتفكير وقالت:" فهمت, حسناً, ان كان لا يريد ان يبحث معك امر باميلا فهذا يعني ان لديه سبب مهم لذلك, وان كان الامر كذلك فلا اعتقد انه علي ...علي ..."وغاب صوتها وفتحت عينيها بقوة وكأنها تحدق بالفراغ.
نهضت ايفلون على قدميها مرتعبة "كريستي؟" كان التعرق يظهر على وجه كريستي وعلى يديها اللتين اصبحتا قاسيتين من التوتر .اقتربت من كريستي وحدقت بها" كريستي, هل احضر لك الطبيب؟" تساءلت بيأس ,ماذا يعقل انه حدث لها؟ هل عليها ان تساعد كريستي كي تستلقي على سريرها؟ احست بيأس شديد وتساءلت ان كانت هي من سبب ذلك للمراة, ربما بسبب اسئلتها العديدة.
صرخت بها "كريستي؟ حدثيني؟ من فضلك قولي اي شيء" وضعت يديها بنعومة على رسغ المرأة واحست بنبضها المتسارع,, عليها ان تحضر مساعدة قد تكون بداية ازمة قلبية.
فجأة كادت ان تقفز من مكانها عندما قالت كريستي بصوت غريب "ستارلنغ ...انها في خطر ,اخبرى فرايزر ... "
عضت ايفلون على شفتها حتى الألم, هل بدأت المرأة تهذي الآن, قالت تخفف عنها" حسناً ...حسناً, فقط استريحي و سأبحث..."
مدت كريستي يدها وامسكت بذراع ايفلون بقوة "عليك ان تسرعي ستارلنغ ... سفن نيدلز ... اخبرى فرايزر"
" انه في ...انه في المرفأ"
"نعم ... نعم آنسة! اسرعي"
لم تضيع ايفلون اي وقت للمجادلة, فصوت كريستي المضطرب جعلها تسرع في التصرف وركضت نحو الباب, نظرت الى كريستي نظرة اخيرة قبل ان تبدأ بالركض ثانية لتقطع التلة باتجاة المرفأ.
بعد مرور اربع دقائق, دخلت الى مكتب المرفأ وهي متقطعة الانفاس, عند دخولها المفاجىء وقف فرايزر بسرعة, ولمع الغضب على وجهه "ما الامر ...؟"
سقطت امامه وهي تحاول ان تتنفس بقوة اكثر, امسك بكتفيها, وقال بلطف "خذي وقتك ايفلون, لا تخافي , انت بأمان الآن"
قالت وهي تشهق" ليس الامر يخصني, كريستي ... شىء عليك اصلاحه... عليّ ان اقول لك... ستارلنغ ...خطر سفن ...شيئاً ما"
" سفن نيدلز ؟"
هزت برأسها وقالت "لم افهم ماذا تعني..." لكن من القلق الذي ظهر على وجه فرايزر بدا لها وبوضوح انها تعني شيئاً ما له خصوصاً عندما شتم بصوت هامس.
"حسناً, انى بحاجة للمساعدة, قد تكون هناك حياة معرضة للخطر ,هل تأتين معي ام علي ان اضيع المزيد من الوقت لابحث عن شخص آخر غيرك؟"
نظرت اليه بتحد وقالت " لو كنت تعرفني كما تظن, لما سألت سؤالاً غبياً كهذا ,لنذهب"

نهاية الفصل

Rehana 05-12-21 04:48 PM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
الفصل السادس

دار محرك الفلامنغو وتوجه فرايزر الى خارج المرفا. انمحت الرؤيا من رذاذ الماء بسبب سرعته, بعدها اشار الى ايفلون لتقترب منه لتتمكن من سماعه رغم كل تلك الضجة "عليك ان تجدى حبلاً من الصندوق وراءك, احضريه فقد تحتاجينه"
فعلت ما طلبه منها, بعدها قالت "هل يمكنك ان تفسر لي ما الذي يجري الآن؟ وحياة من في خطر؟"
قال فرايزر بصوت عالِ" بيغ دانكن, انه يصطاد القريدس وستارلنغ هو قاربه الصغير , فان وصل الى منطقة سفن نيدلز سيتحطم بالصخور المحيطة, سيلزمنا عشر دقائق لنصل الى هناك, اتمنى ان لا نصل متأخرين, فلا يستطيع بيغ دانكن السباحة"
نظرت اليه تراقبه, رأت التوتر واضحاً على وجهه, وها امسكت بذراعه لتجذب انتباهه اليها, قالت "هل هناك جهاز اتصال على متن ستارلنغ؟ هل بامكانه ان يتصل بأحد ليساعده؟"
" لا ,قلت لك, انه مجرد قارب صيد صغير "
خطر على بالها سؤالاً آخر ,لكنها فكرت بعدم التفوه به, ستجد جواباً لسؤالها عما قريب, فإذا لم يكن هناك اي قارب او اي تحطم لقارب عندها سيكون الامر كله مجرد هذيان لامرأة عجوز .
كان فرايزر اول ما لمح القارب وسار نحوه مباشرة ,وما ان اصبحت المسافة اقرب حتى تمكنت وبسهولة ان ترى تكسر الصخور ودفع الموج بقوة عليهم.

Rehana 05-12-21 04:48 PM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
كان هناك رجل يرتدي معطفاً اصفر اللون ويقف في قاربه محاولاً ان ينقذ نفسه من الخطر بواسطة مجذاف طويل.
قال فرايزر "لابد ان محرك القارب تعطل, هذا امر صعب جداً, عليّ ان اربطه بالحبل وادفعه نحو البحر "اوقف المحرك بحيث اصبحت الفلامنغو لا تبعد اكثر من خمسة عشر قدماً من ستارلنغ, ومن اجل ان يحافظ على مركز اليخت كان عليه ان يستمر بامساك دولاب القيادة ليبقى المحرك في ادنى سرعة له, لم يكن صوت المحرك عالياً فشرح بسرعة لها الوضع " لا استطيع ترك المقود الا سيجرفنا التيار نحو الصخور ,وهذه اقرب مسافة استطيع الوصول اليها "نظر اليها بشك وتابع "عليك ان تقومي بالباقي بنفسك, اعتقد انني استطيع الاعتماد عليك ولا تقومي بأي عمل غبي كسقوطك عن ظهر اليخت"
قالت بسرعة "استطيع القيام بأفضل ما يمكنني فعله, لما لا تحتفظ بملاحظاتك الساخرة لنفسك وتقول لي ما تريده"
" خذي الحبل وثبتيه بمربط السفينة, وعندما تنتهين, لفي الحبل وارميه الى دنكان وبذلك سيتمكن من ربط ستارلنغ به "هزت كتفيها وقالت "لا مشكلة بذلك ,ولاتقلق بشأني, استطيع الاهتمام بنفسي"
قال "اذاً توقفي عن الكلام وابدأي بالعمل"
امسكت بالحبل وخرجت من غرفة القيادة, وقفت على ظهر السفينة, ثم سارت بحذر نحو مقدمة السفينة,ظطك بعدها انحنت وربطت نهاية الحبل بالحلقة المعدنية الكبيرة . وبعد ان تأكدت انها قد شدتها بقوة, وقفت ثانية وهي تحمل ما تبقى من الحبل بيد واحدة. ان اخطأت فعليها ان تسحب الحبل ثانية من الماء وتلفه ثم تحاول ان ترميه من جديد, لكن كل لحظة الآن مهمة وهي لا تستطيع ان تخسر اي لحظة.
سمعت فرايزر يصرخ بها من غرفة القيادة "ارمي هذا الحبل, هل تفعلين, لا نملك كل النهار لأجل ذلك"
تجاهلته وانتظرت بصبر اللحظة المناسبة, بينما كانت مقدمة الفلامنغو تصعد وتهبط مع الامواج, انتظرت حتى صعدت السفينة الى اعلى ما يمكنها, عندها سحبت يدها الى الوراء ورمت الحبل عبر الفجوة بين القاربين, طار الحبل في الهواء ووقع تماما امام قدمي دنكان. باحساس من النصر عادت الى غرفة القيادة ابتسمت لفرايزر وقالت "هل انت راضي؟"
قال وهو يبتسم "نعم, لقد قمت بعمل جيد, لكن دنكان لا يزال فى ورطة"
رفعت رأسها لترى ما يقصده فرايزر بكلامه, مع ان الحبل مازال تحت قدم كانت ستارلنغ لا تبعد الابمسافة قصيرة جداً عن الصخور القاسية, وهذا ما جعل دنكان يهتم باستعمال المجذاف ليؤخر حدوث الكارثة.

Rehana 05-12-21 04:49 PM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
صرخت "انه لايستغل الوقت ليربط القارب, لما لايتخلى عن ستارلنغ, ويمسك بالحبل ويدعنا نجره الى متن هذا القارب ؟"
"لأنه رجل عنيد ولن يترك قاربه يغرق ,هذا هو السبب" نظر اليها بقلق مرة ثانية وتابع "سأجبر على ان اتركك تتولين قيادة فلامنغو لعدة دقائق فقط"
اتسعت عيناها غير مصدقة ما تسمعه وحدقت به قائلة "ماذا تقصد بكلامك تتركني اتولى القيادة؟ لا استطيع السيطرة على هذا اليخت! خاصة وان قيادته الآن بطريقة خلفية, لقد قلت بنفسك انك لاتستطيع ترك المقود والا سننتهى عند الصخور "
هز رأسه بتردد ,بعدها قال بهدوء "اعلم ذلك, لكن لا خيار لدينا ايفلون, عليّ ان اسبح اليه واربط الحبل عنه" ترك دولاب القيادة فامسكت به بينما بدأ يخلع قميصه.
بدأت الفلامنغو بالتأرجح فاخذت تحرك المقود برعب وخوف. بدأ المركب يتأرجح نحو الجهة الاخرى فحاولت ان تثبت القارب وهي تصرخ به "لا استطيع القيام بذلك"
" بلى, يمكنك ذلك, فقط تذكري ان تبقي دواسة القارب خفيفة لتتمكنى..."
صرخت بغضب" قلت لك لا استطيع القيام بذلك" تجاهل كلامها وبدأ بخلع حذائه صرخت به يائسة ومرت من امامه.
" ما الذي ... ؟"حاول ان يمسك بها بقوة, لكنها كانت قد قفزت عن ظهر اليخت, وغطست بالماء .هناك اوقات عليك ان تأخذ الامور على عاتقك والآن هو مثل على ذلك.
صعدت الى سطح الماء كي تتنفس, بعدها اندفعت بقوة نحو ستارلنغ. كانت نظرة دنكان لرؤيتها مليئة بالدهشة بينما رفعت نفسها على ظهر القارب وسقطت على وعاء القريدس قربه. لم يكن هناك وقت للتعارف جلست على ركبتيها, امسكت بالحبل وربطته حول عامود السارية, بعدها وقفت ولوحت الى فرايزر .
زادت الفلامنغو من قوتها, لتستعيد وجهة سيرها, وهي تشد الحبل باتجاهها, بعدها بدأت ستارلنغ بالتحرك وهي تبتعد عن الصخور .
شهق دنكان قائلاً وهو يرمي المجذاف من يده "شكراً على ذلك" حدق بها للحظة بدهشة, بعدها ابتسم قائلاً" لابد انك كاليغ باهان التي يتحدث عنها الجميع, انني رجل محظوظ لوجودك انت وفرايزر هنا في اللحظة التي تعطل بها المحرك"
شعرت بأن البرد يخترق عظامها الآن, فضمت يديها الى صدرها وقالت "تريد القول ان المحرك توقف في الوقت الذي وصلنا فيه؟"

Rehana 05-12-21 04:49 PM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
"نعم ... حسناً, ليس هناك اكثر من دقيقتين اوثلاث دقائق"
ارتجفت ونظرت اليه مرتبكة ابتسمت وقالت "حسناً, انت بأمان الآن وهذا هو المهم"
ابتعد القاربان عن الصخور حوالي مئتي يارد عندما اوقف فرايزر محرك الفلامنغو وانتظر حتى اصبح ستارلنغ بقربه, مد يده وعندما امسك بها شدها بقوة حتى عادت الى الفلامنغو بعدها عاد اهتمامه وانتباهه الى دنكان.
" هل انت بخير دنكان؟"
قال الصياد "انني بخير فرايزر ,لقد توقف ذلك المحرك ... يبدو وكأنه انكسر "
"صحيح, سأعيدك الى المرفأ, لكن سأقلب الحبل من مقدمة اليخت الى آخره .وهكذا علينا ان نحافظ على الحبل قصيراً اومستقيماً بين القاربين"
ارتجفت ايفلون مرة ثانية وشعرت بأنها في خطر ان تتحول الى لون ازرق يؤدى الى مرضها, وجدت غطاء في صندوق الحالات الطارئة, فوضعتها حول كتفيها, انتهى العمل بتبديل الحبل وانطلقوا في مسيرتهم نحو الشاطىء.
ما ان اطلق فرايزر حركة اليخت حتى استدار نحوها وقال بغضب "لو انني املك الوقت الكافي الآن لكنت ضربتك حتى يصبح لديك احساس بالمنطق, كان ذلك عملاً جنونياً منك"
نظرت اليه وكأنها تدافع عن نفسها ولكن بصمت فتابع كلامه الغاضب "ماذا يحصل معك؟ هل لديك فكرة مجنونة بأن تقفزي في البحر وتقتلين نفسك؟"
قالت بهدوء "لم اغرق, اليس كذلك؟"
" لا ,لكن كان من السهل جداً ان يحصل ذلك, فهناك تيارات قوية حول سفن نيدلز ,لقد رأيت كيف كانت ستارلنغ تندفع نحو الصخور "
قالت بغضب "آه توقف عن التذمر ,لو كنت ترى ابعد من كبرياءك المجروح لادركت انني قمت بالعمل الوحيد المنطقي في مثل هذه الظروف"
" منطقي, حتى انك لاتعرفين معنى هذه الكلمة"
كان ذلك كثيراً عليها فقالت " قلت لك انني لا استطيع ان استلم قيادة الفلامنغو لكن هل يعقل ان تسمع؟ آه لا !خاصة انت"
قال معاتباً" كان على الاقل بأمكانك المحاولة"
"وما المصلحة من ذلك؟ كان بامكاني المحاولة والفشل ايضاً وايصال الفلامنغو الى الصخور مباشرة ,عندها سنغرق جميعاً, اليس كذلك؟" نظرت اليه بغضب وتابعت "لم اكن غبية ...او شجاعة, كنت عملية فقط"
وبدلا من ان يجيبها زفر ثانية ,ونظر امامه الى شاشة القيادة.
بتعب وارهاق خلعت حذاءها الرياضي واخرجت منه الماء, وهي مدركة انه يراقبها من زواية عينيه. ان بدا بالشجار معها ثانية ... ستضربه على رأسه بشيء ثقيل.

Rehana 05-12-21 04:50 PM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
فجأة قال لها "هل تشعرين بالبرد؟"
" بالطبع اشعر بالبرد, اشعر وكأنني ساتجمد, فالمياه هنا ليست مياه معدنية ساخنة, اليس كذلك؟"
" اذاً من الافضل لك ان تأتي وتقفي بقربي, لا اريدك ان تصابي بالانفلونزا"
تمتمت "لم اكن اعلم انك تهتم لذلك"
استدار ونظر اليها وقال بهدوء "انني اهتم واكثر بكثير مما تعتقدين"
لم يكن صوته الذي اثر بها, فبامكانك ان تكذب بكلامك لكن لا يمكن ابداً ان يكذب المرء بعينيه وكانت هناك نظرة في عينيه جعلت قلبها يخفق بقوة.
اقتربت منه فوضع ذراعه حول كتفيها "اقتربي مني اكثر ايفلون"
لم تكن بحاجة ليدعوها ثانية اقتربت منه وهي تقول "انني مليئة بالماء, وربما انت من سيصاب بالانفلونزا"
ابتسم وقال "لن امانع بذلك, فبامكاننا ان نمرض معاً"
***
كان مقهى الفندق المكان الاول الذي قصده فرايزر بعد ان تأكد ان الفلامنغو قد ربطت باحكام في المرفأ. طلب لها كوباً كبيراً من المياه الساخنة والحامض, قال وهو يناولها الكوب "اشربي هذا على مهل بينما ادبر لك بعض الثياب الجافة"
اخذت ايفلون الكوب بامتنان وتمكنت من ايقاف اسنانها عن الارتجاف لتتمكن من رشف القليل من الماء. كان الزبائن هناك يرمقونها بنظرات الاستغراب والفضول والتي تحولت فجأة الى نظرات اعجاب وفخر عندما شرح لهم فرايزر ما حدث.
بدأت تحمر خجلاً من الاحراج بعد كل ذلك الانتباه لها قالت بهدوء" اسمع ... لا داع لتجعل مما فعلته امراً مهماً, فأنت تجعلني ابدو ..."
قال بصوت اذهلها" انني بالكاد اخبرهم القصة كما حدثت وقبل ان يصل دنكان, فإذا تركنا له الامر فسيجعل كل هؤلاء الناس يصدقون ان بامكانك تقطعى البحر الاحمر "
نادى صاحب الفندق وطلب منه العديد من الحاجات مثل ثياب جديدة لها وغرفة مزودة بحمام ساخن, بعدها قادها الى طاولة بمحاذاة المدفاة الكبيرة التي تتراقص فيها النار .
عندما جلسا قالت بصوت هادىء" عندما كنت في قارب دنكان قال لي ان المحرك قد تعطل قبل وصولنا بعدة دقائق, ولم يكن يتعرض لأي خطر قبل ذلك"
هز فرايزر كتفيه وقال "هذا ما ظننته"
انتظرت ليفسر ما قاله بعدها سألت هامسة وبفقدان صبر "هل هذا كل ما تستطيع قوله ؟ الاتدرك ما يعني هذا؟"
قال "نعم, لكن ان سألتني كيف عرفت كريستي بمشكلة دنكان قبل ان تحدث, فلا استطيع ان اجيبك, فلقد علمت بقدومك قبل ان تأتي وكذلك لا يمكنني ان افسر ماحدث, لا احد يستطيع, لذلك ليس هناك من داع للقلق بشأن ذلك"

Rehana 05-12-21 04:50 PM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
فهمت من صوته وتعابير وجهه, انها اما ان تصدق هذه الخرافات او لا, لقد علمت ان لدى كريستي قدرة او هبة خاصة لكنها شاهدت ذلك بنفسها. عليها ان تعيد التفكير بكل شيء, ليس فقط كريستي, بل الامور الاخرى ايضاً, كالاسطورة ... والحوريات ...
سألها فرايزر وهو يراقبها "هل تشعرين انك افضل؟"
رشفت من كوبها رشفة اخرى, وفكرت ان هناك شيئاً ما مختلف بشأنه, فلم تعد ملامح وجهه قاسية كذلك, هناك نوع من الاحترام, ربما ليس حباً, لكن حتى الآن كان هذا كافياً.
نظرت في عينيه الزرقاوين ابتسمت وتمتمت "انا بخير ,وفي الحقيقة اشعر انني بألف خير "قال بقلق "ستشعرين انك افضل حقاً بعد حمام ساخن" ابتسم وتابع "اعتقد ان علينا ان نتخلى عن زيارتنا لكهف سمك السلمون اليوم, فلابد انك من الحوريات وقد تجدين عذراً لتعودي الى اعماق البحر "
ظهرت ايلين وهي تحمل لها بدلة رياضية جديدة وحذاء خفيفاً, وباشارة من فرايزر كان صاحب الفندق قربهما يقدم له مفتاحاً ويقول "غرفة رقم ثلاثة فارغة فرايزر , ولقد تأكدت بنفسي من وجود كمية كافية من المياه الساخنة"
صعد فرايزر معها الى الغرفة, وضع الثياب الجديدة على السرير ,بعدها فتح المياه الساخنة في الحمام ,قال" خذي حماماً مريحاً ولفترة طويلة, بعدها سنتناول الغداء, ما رأيك بذلك؟" تمتمت "رائع"
وضع يديه على خصرها ونظر اليها بشوق وهو يقول "لا اعلم كيف يحدث هذا, ايفلون. لكنك تبدين مشعة مع ثيابك المبللة هذه"
قالت بصوت متوتر "الا تعتقد انه عليك النزول الى المقهى الآن؟"
تنهد وقال "نعم ,هذا ما عليّ فعله"
وما ان غادر الغرفة حتى دخلت الحمام واستحمت براحة وامتنان في المياه الحارة. كانت مشرقة ورائعة الجمال ببدلتها الرياضية الجديدة السوداء اللون, عندما عادت الى المقهى بعد نصف ساعة, وجدت المكان مكتظاً بالناس.
ساد الصمت لمجرد رؤيتها بينماكانت تمر امامهم وهي تشعر بالاحراج الى فرايزر حتى تصل الى فرايزر .
نظر اليها باعجاب واضح وتمتم "لقد حذرتك ان الاخبار هنا تنتقل بسرعة, فبينما كنت تستحمين كان دنكان يدعو نصف القرية للاحتفال بوجودك"
عضت على شفتيها ونظرت اليه بأنزعاج "اسمع ... اشعر بالتوتر اذا نظر احد اليّ, الا يمكننا الذهاب الى مكان آخر ...؟"

Rehana 05-12-21 04:51 PM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
هز رأسه وقال "هذه طريقتهم لشكرك على انقاذ دنكان"
همست بقوة "ان كان عليهم ان يشكروا احداً فيجب ان تكون كريستي, فكل الذي فعلته.." سُمع صوت عالٍ من وراء الحشد الكبير "لما لا تقبل الآنسة فرايزر ؟وهكذا نستطيع ان نتمنى لها حياة مليئة بالصحة والسعادة"
ابتسم فرايزر واجاب بصوت عالٍ" هذا ما اريد القيام به, ما ان تقفل فمها لتعطيني الفرصة بذلك" ضمها اليه وتابع هامساً " لا تقلقي, لا اقبلك من اجلهم بل لأنه يسعدني ذلك"
ما ان ابتعد عنها قليلاً حتى همس بأذنها "طالما نتحدث عنك كمنقذة لأرواح الناس, فالرجل الذي انقذ حياتك هو هنا"
كان عليها ان تفكر للحظة, بعدها رفعت حاجبيها وقالت "الرجل صاحب الجرار الزراعي الذي وجدني"
" نعم العجوز غافن" اشار الى رجل يجلس بعيداً عنهما وبعد لحظة وجدت نفسها بقرب رجل في الستين من عمره يرتدي ثوباً للعمل وقبعة ملطخة ببقع الزيت.
ابتسمت له وقالت "لابد انك غافن, صاحب الجرار الذي وجدني"
" نعم يا آنسة" وخلع قبعته دليل احترام وتابع "هذا انا, لقد اخفتني حقاً عندما وجدتك مستلقية بين الصخور "
اقتربت منه اكثر ,امسكت بيده وصافحته بقوة "يؤسفني ذلك, لكن لولاك لما كنت اقف هنا الآن "نظرت الى فرايزر وتابعت "لا تقف هكذا, اطلب لصديقي كل ما يرغب به, وليكن شهياً" ابتسم فرايزر و قال "لك ما تريدين"
قال الرجل العجوز بفرح" آه, نعم ,اعتقد استطيع ان اتناول وجبة مختلفة"
طلب فرايزر لغافن كل ما يرغبه ثم قادها جانباً وقال "هناك شخص ما ينتظرك خارجاً منذ ربع ساعة واريدك ان تذهبي وتتحدثي معه"
تجهم وجهها متسائلة "ومن يكون ؟""معجب ما"
نظرت اليه وقالت "كلامك هذا نوع من المزاح, اليس كذلك؟"
رفع كتفيه وكأن لادخل له مطلقاً بالامر وقال "لا يبدو ان لديك شعبية وشهرة خاصة في هذه العشيرة"
قالت "حسناً, لست مهتمة بأن اكون مشهورة هنا, فالناس تتوقع منك الكثير "
"كل شيء له قيمته والآن اذهبي وتحدثي معه, لقد انتظرك طويلاً"
قالت بغضب "ولما لا يدخل الى هنا؟"
اجاب بخشونة "لأنه يشعر بالاحراج, والآن اما ان تذهبي اليه وتخلصيه من حزنه وخجله والا ساحملك بنفسي الى الخارج"

Rehana 05-12-21 04:52 PM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
"حسناً, لا تبدأ الآن بتصرفاتك الشرسة ثانية, سأذهب" سارت بين الناس نحو الباب الخارجي. لم يكن هناك احد في الخارج التفت حولها فرأت ولداً صغيراً يقترب منها بخجل.
لاحظت الشعر الاحمر والوجه المليء بالنمش على الفور ,انه الصبي الذي أرسل الى بيت كريستي ليحضر لها حذاء من متجر المرفأ, هل هو المعجب؟ اخفت دهشتها وراء ابتسامة كبيرة وقالت "مرحباً, انت جيمي اليس كذلك؟ هل اردت رؤيتي؟"
قدما لها صندوقاً من الشوكولا كان يخفيه وراء ظهره ,وقال "هذا لك ... انه هدية, لقد اشتريتها من مالي الخاص"
اتسعت عيناها من الدهشة "لي انا ؟ هذا لطف منك جيمي, لكن ما كان عليك ان تفعل ذلك"
فكرت ان الامور تخرج عن السيطرة, فإن احتفل الناس لوجودها فهذا امر عادي, لكن عندما يبدأ الاولاد بصرف اموالهم الخاصة عليها فهذا أمر آخر .
قالت بقلق "اسمع جيمي, ما كان عليك ان تفعل ذلك ... اقصد ..."
وقال مدافعاً عن نفسه" اردت القيام بذلك, اخبرني ابي كيف سبحت الى قاربه وساعدته وانقذته من الموت غرقاً في تيارات السفن نيدلز "
فجأة فهمت ما يجري" آه ,فهمت, انت ابن دنكان الكبير ؟"
"نعم ...وان كنت لا تحبين الشوكولا يمكننى ان استبدلها بأي شىء آخر "
ابتلعت الغصة التي شعرت بها. وارادت ان تضمه اليها, لكنها تعلم كيف يشعر الاولاد, بالحرج من هكذا امور قالت له بجدية "انها المفضلة لدي, سأخذها لاكلها فيما بعد"
ابتسم براحة وقال "حقاً, حسناً ... سأذهب الآن"
ما ان استدار ليرحل حتى رفعت يدها وقالت" لا, انتظر دقيقة جيمي"
لمعت بخاطرها فكرة جديدة "احب ان اطلب منك خدمة" نظرت حولها لترى ان كان هناك احد ما يراقبها ,انحنت وهمست في اذانه.
اتسعت عيناه وهو يستمع الى طلبها, بعدها ابتسم وقال "بالطبع, يمكنني ذلك, فالأمر سهل جداً, بكل الاحوال تقول كريستي انك مميزة وان علينا القيام بكل مانستطيعه لمساعدتك" امسكت ايفلون بيده وسارت معه الى حائط المرفأ وقالت "لنجلس هنا لمدة خمس دقائق ونتحدث بالأمر "
***
كان فرايزر يجلس بجانب كريستي ويشاركها الحديث ,عندما عادت ايفلون الى داخل مقهى الفندق فحيتها كريستي بابتسامة كبيرة وقالت "كانوا يخبروني كم انت فتاة شجاعة ايفلون" استدارت نحو فرايزر وتابعت "هل يمكنك الاهتمام بها , فالفتاة تشعر بالخجل وخديها متوردتين" ساأت بتهذيب "كيف حالك؟ هل تشعرين بالصداع؟ ام انك افضل الآن؟"

Rehana 05-12-21 04:52 PM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
ضحكت كريستي وقالت "اشعر وكأنني طفلة صغيرة"
" يسعدنى سماع ذلك" وضعت صندوق الشوكولا على الطاولة وتنهدت "هذه هدية من جيمي الصغير ,لقد اشتراها لي وهذا امر مؤسف ,من المحتمل ان ثمنها مصروفه لاسبوع كامل"
قال فرايزر ببساطة "لا تقلقي بشأن ذلك, ساضع في طريقه عدة اعمال غريبة, وهذا سيعوض عليه ماله واكثر "
تأثرت بكرمه واهتمامه بالجميع لكنها كانت لا تزال تشعر بعدم الراحة "هذا لطف كبير منك" لكنها تابعت بضيق "لكن اعتقد انك لم تفهم ما اقصد واعتقد كلاكما لم يفعل" رأت تجهم وجه فرايزر فقالت بحماس "كل شخص هنا يعتقد انني انسانة مميزة ,لقد اخبرني جيمي بذلك الآن"
قالت كريستي بهدوء "لكنك مميزة, وفي الحقيقة مميزة جداً"
قالت بغضب "انا لست كذلك, وانت من يقع اللوم عليها كريستي, انا اعلم انك تريدين الخير لي, لكنك جعلت هؤلاء الناس يعتقدون كل تلك الاشياء الخاطئة عني"
ظهر الحزن على وجه كريستي ونظرت الى فرايزر مستفهمة, لكنه وضع يده على كتفها وقال بلطف "عليك ان تتركينا انا وايفلون نبحث هذا الامر بمفردنا كريستي"
" نعم " عضت كريستي على شفتها بعدها ابتسمت بضيق وقالت "لكن كل شيء سيسير على مايرام في النهاية فرايزر ,اصدقائي قالوا لي ذلك وهم لايخطئون ابداً"
ما ان انتهت كريستي من كلامها حتى غادرت ,فشعرت ايفلون باحساس قوي بالذنب, من نظرة فرايزر الغاضبة علمت انها ستتعرض لوقت عصيب.
قاومت احساسها بأن تلحق بكريستي معتذرة منها, لكنها استدرات وقالت لفرايزر بغضب " حسناً, لقد سمعتها اليس كذلك؟ انها مازالت مستمرة بتلك القصة عن اصدقائها الحوريات وكيف ان الامور ستنتهي على ما يرام"
قال محاولاً ان يسيطر على غضبه "لقد تماديت كثيراً بالتحدث معها بهذه الطريقة" بالكاد تذكرت تحذيره لها بان لا تغضب كريستي او أي شخص من سكان العشيرة لكنها لم تعد تهتم له, فمنذ البارحة وهي تفكر ,ومحاولتها لتحصل على جواب لأسئلتها من كريستي باءت بالفشل لكنها مصرة الآن للوصول الى حقيقة الامور هنا, ولو لمرة واحدة. حدقت بدون خوف بعينيه الغاضبتين وقالت "كل الذي تهتم له هو ان تسعد كريستي, بينما تركت على عاتقي تحمل كل ذلك التظاهر السخيف"

Rehana 05-12-21 04:53 PM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
قال بجدية "اي تظاهر ؟"
"تظاهر انني خطيبتك, لما لا تعترف لكريستي وللجميع هنا انك ترغب بالزواج من باميلا؟" ضاقت عيناه وقال بعصبية "لقد لك من قبل ان..."
قاطعته بضيق "لا شأن لي بباميلا ,حسناً, انت مخطىء فرايزر ,لقد تعبت من كوني مجرد رهان في هذه اللعبة بينك وبين كريستي, من الواضح لي انك قررت الزواج من باميلا سابقاً حتى ظهرت ورميت بثقلي على الاحداث"
قال ببرودة وقد غلف وجهه بقناع من اللامبالاة "تابعي كلامك, اريد ان اعلم مع من كنت تتكلمين ومن يحدثك عن باميلا بدون أذني؟"
قالت "ليس هناك احد ما بالتحديد, لكن مما فهمته ان باميلا هي زائرة دائمة في المنزل الكبير والآن لم يعد باستطاعتها المجيء من دون سبب اليس كذلك؟ وان شخصاً ما يرحب بها في هذه العشيرة, انا لست غبية فرايزر ,يمكنني ان اجمع اثنان واثنان معاً كأي شخص عادي"
تمتم بانزعاج "بالطبع ... وستحصلين على خمسة كحاصل للجمع "
قالت بضيق "اسمع لقد كان الامر واضحاً ومنذ البداية, عندما رأيتني للمرة الاولى انزعجت من وجودي, وقلت لكريستي ان لديك خططاً واضحة لحياتك لكنها جعلتك تعدها بأن تعتني بي" نظرت اليه بتحد وتابعت" خطتك كانت ان تتزوج من باميلا اليس كذلك؟ ومازالت كذلك, والسبب الوحيد الذي يمنعك من التخلص مني هو انك خائف من ان تجرح شعور كريستي"
قال بسخرية حادة "تابعي, أمر مذهل طريقة تفكيرك"
لم تعد تشعر بالغضب بل بمرارة وحزن قالت تدافع عن نفسها "ارى انك لا تزعج نفسك حتى بانكار ذلك!"
هز كتفيه وقال بنعومة "انا انكر ذلك, هل هذا يجعلك تشعرين بالراحة اكثر ؟"
نظرت اليه وهزت رأسها "كنت سأشعر بالراحة لو صدقت انك تعني ما تقوله"
" والآن انا كاذب ايضاً؟ هل نسيت مع من تتكلمين؟"
قالت بغضب "ليس هناك من فرصة لذلك, فأنت تذكرني بذلك دائماً"
" ويبدو ان عليّ الاستمرار في تذكيرك, انت لست في موقع يسمح لك ان تسأليني عن اي شيء افعله"
" وهذا هو سبب تذمري, انا مجرد لعبة ويجب ان لا انسى ذلك"
سألها بسخرية" انت تفضلين ان تكوني ملكة؟"
" لا, انا افضل ان تنتهي هذه اللعبة لأتمكن من مغادرة هذا المكان"
سألها بقسوة "وماذا ستفعلين عندها؟ ستستمرين بالهروب كلما واجهتك مشكلة؟ هذه هي قصة حياتك اليس كذلك؟"

Rehana 05-12-21 04:53 PM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
عضت على شفتها وتجنبت النظر الى عينيه لكنه امسك بكتفيها بقوة وقال "انت عمياء, وعنيدة ,هل فكرتي مرة انني قد ...؟" توقف عن الكلام ليتابع بعد قليل "لا, تباً! انا لا ادين لك بأي تفسير ,كل ما عليك فعله هو ان تثقي بي"
" اثق بك!" نظرت اليه بضيق وقالت "ولما عليّ فعل ذلك؟"
" لأنني اطلب منك ذلك" ابعد يديه عن كتفيها وتابع "لا يعقل لأي علاقة ان تستمر بدون الثقة والاحترام ,وهذه هي الصفات التي اطلبها من اية امرأة"
قالت بسخرية "وانا التي كنت اعتقد ان جمال المرأة ودلالها اهم ما تفكر فيه"
قال "نعم, لكن هذا لا يكفي, لم احاول مرة ان ادافع او اشرح تصرفاتي لأحد من قبل وانا لا اريد ان ابدأ بذلك معك, وكما قلت لك عليك ان تثقي بي, لا تسألينى عن باميلا ثانية"
"كنت اعتقد دائماً انه في العلاقة الطبيعية بين الرجل والمرأة هما شريكان متساويان بامكانهما الجلوس والتحدث عن كل شيء بطريقة حضارية, انت تطلب مني ان اثق بك بينما يبدو بوضوح انك لاتثق بي, فأنت تريد الاحتفاظ بأسرارك لنفسك "قال بصراحة "هذا صحيح, لكن علاقتنا ليست علاقة طبيعية ,اليس كذلك؟ نحن تقابلنا بسبب الحظ الغريب"
قالت بحدة "يمكنك ان تقول سبب خداع كبير ككلمة مناسبة اكثر "
ابتسم لها ببرودة وقال "يمكنك ان تدعيها كما تشائين, لكن الامر يعود لنا لنجعل منها علاقة وطيدة ومميزة" نظر اليها بتحد قبل ان يتابع "اتفقنا؟ عليك ان تخبريني الآن, هل حصلت على ثقتك ام انني اطلب الكثير منك؟"
ارادت ان تثق به وبقوة لكنها ترددت, فهي لم تنس ما حدث معها في الماضي عندما وضعت ثقتها بالآخرين كما وانه واضح ان فرايزر لا يشبه احداً قابلته من قبل, لكن ما الذي تعرفه عنه في الحقيقة ؟نظرت في اعماق عينيه تبحث عن جواب بعدها.
هزت برأسها وقالت بهدوء "نعم فرايزر انا اثق بك"

نهاية الفصل

Moubel 06-12-21 12:25 AM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
رائعة
في انتظار التكملة

Moubel 09-12-21 09:04 AM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
عزيزتي Rehana ان شاء الله المانع خير

Rehana 09-12-21 10:29 AM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Moubel (المشاركة 3742999)
عزيزتي Rehana ان شاء الله المانع خير

خير ان شاء الله , ظروف خاصة عزيزتي , شكرا لسؤالك
ان شاء الله نواصل تنزيل كل يوم فصل جديد

Rehana 09-12-21 10:29 AM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
الفصل السابع

نسيت ايفلون تماماً فستان السهرة الذي طلبته ايلين حتى وصل الى المنزل بعد مرور اسبوع. كالعادة نهضت باكراً, ومارست رياضة الركض على الشاطىء. استحمت وتناولت فطورها في المطبخ عندما اعلمتها السيدة ماكي ان فرايزر يريد رؤيتها في المكتبة.
نظرت الى مدبرة المنزل بدهشة, فلقد غادر فرايزر لمدة اربعة ايام الى بروكسل للمشاركة في مؤتمر يتعلق بقوانين صيد السمك قالت" اعتقد انه لن يعود الى المنزل قبل الغد"
قالت السيدة ماكي" انت تعرفين كيف هو فرايزر فلا وقت لديه لكل تلك البروتوكولات وقطع الشريط الاحمر ,فلابد انه ارهقهم حتى ينتهوا من برنامج عملهم في وقت سريع" سكبت لنفسها فنجان شاي وتابعت" بكل الاحوال, لقد وصل الى المنزل عند الساعة الرابعة فجراً وهو مازال يعمل في المكتبة حتى الآن"
نهضت ايفلون وهي تقول لنفسها انه ليس هناك من داع للقلق ,عندما غادر شعرت بالراحة من التوتر الدائم بوجوده لكن بعد مرور يومين وجدت نفسها تتمنى لو يعود.
قرعت باب المكتب قبل ان تدخل. اختفت ابتسامتها عن وجهها ما ان رأته ,وعلمت كل شيء عن ذلك العمل المضني الذي كان يقوم به وبدون راحة, كان يجلس الى مكتبه يكتب تقريراً ما ,عند دخولها اسقط قلمه وابتسم لها بتعب واضح "مرحباً ايفلون, لقد كدت انسى كم تبدين جميلة ومشرقة عند الصباح"
قالت بصوت مليء بالاهتمام "لا يهم كيف ابدو ,ماذا كانوا يفعلون بك؟ تبدو مرهقاً"
تنهد وقال "اجل... تلك الواجبات المدنية, لقد اجبرت على اخذهم في قارب الى شمال شتلند ,وهذا كان كافياً ليمسح عن وجههم تلك الابتسامات المزيفة وهم يضعون قوانينهم وانظمتهم بشأن صيد السمك"
سكب لنفسه كوباً من الشاي و تابع" لا اشعر بشيء, فقط احتاج لبضع ساعات من النوم حتى اعود كما كنت في السابق"
سألت بسرعة" هل هناك شيء ما استطيع القيام به كمساعدة؟ فأنا اجيد الاختزال وكتابة التقارير "
اشار بيده نحو صندوق ابيض طويل على جانب الطاولة وقال "لقد وصل فستانك, الفستان الذي سترتديه في غراند سيليدي, جربيه لنرى ان كان يناسبك والا فعلينا إعادته لاجراء التعديلات المناسبة"
فتحت الصندوق بحماس كان الثوب مغطى بأوراق شفافة وبينما كانت تسحبه من الصندوق كانت تشعر بالحماس والفرح .كان اخضر فاتح, فضفاض ومتموج وكأن له حياة خاصة به لأنه من الحرير الطبيعي, رفعته بيديها ونظرت اليه قائلة" انه رائع, رائع جداً"

Rehana 09-12-21 10:30 AM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
بعناية وضعت الفستان على ظهر المقعد, ادارت ظهرها له وارتدت الفستان, تأكدت انه انيق عليها قبل ان تتجرأ وتستدير لتواجهه وتعلم رأيه.
كان يجلس وهو يراقبها بصمت طال وزاد من توترها. اخيراً سألت بضيق" ما الأمر ؟الا يعجبك؟ لا تجلس هكذا تنظر الي, على الاقل قل شيئاً"
في النهاية حصلت على رد فعل منه ,كان هناك لمعان ابتسامة في عينيه قال وهو يمد يديه امامه "هناك اوقات يصبح الكلام عاجزاً عن التعبير مثلما هو الوضع الآن"
ظهر على وجهها ابتسامة راحة وقالت" اذاً يعجبك حقاً؟"
" نعم ايفلون, انه يعجبني كثيراً" نهض وسار نحوها وهو يتابع" انه رائع عليك, لكن هناك شيء ما ناقص" فتح الصندوق الذي وضعته جانباً, وابعد بعد الاوراق منه ليحضر شالاً حريرياً من الالوان الازرق الداكن والاخضر قال "هذا يوضع على كتفيك بشكل معاكس, وبعدها يعقد عند الخصر ,ستحتاجين الى بروش لذلك وسنحضره من انفرنيس" عندما وضع الشال على كتفيها نظر اليها عن بعد ليظهر اعجابه بها ,بعدها قربها منه.
شعرت باضطراب في قلبها فهمست" عليّ ان افعل شيئاً لشعري, انه بلا ترتيب, يمكنني ان قصه..."
قال محذراً" لاتفكري بالامر حتى ,فأنا معجب بك كما انت" وليبرهن لها ما يقوله ادخل اصابعه في شعرها وهمس في اذنها "الحوريات الجميلات مثلك لا يحتجن الا الى مشط ومرآة فقط"
قالت "لديك عمل عليك القيام به وانا اقاطعك, اعتقد انه من الافضل ان اتركك الآن لتنتهي من عملك"
بدا عليه وكأن العمل آخر ما يفكر به الآن, لكنه تنهد وقال "انت على حق, من الافضل لي ان انهي التقرير وارسله, اذهبي ودعي السيدة ماكي تراك, فنصيحتها ورأيها في هذه الامور افضل من رأيي"
عاد الى مكتبه ليكتب بغضب وضيق بينما اخذت الصندوق وثيابها وخرجت بدون ان تقاطعه ثانية. ما ان اغلقت باب المكتب وراءها حتى توقفت لترتاح من الاضطراب الذي تشعر به وبعدها سارت نحو المطبخ.
فقط منذ بضعة ايام كانت مصممة ان الوسيلة الوحيدة التي ستمكن فرايزر من جعلها تحضر غراند سيليدي هي ان يجرها جرا اليها, لكن الآن وبسبب الفستان, انها متشوقة للاحتفال كما يشتاق الطفل لهدية العيد. ومع قبلة فرايزر التي لا تزال تشعر بها, كان من السهل عليها ان تقنع نفسها انه قد وقع في حبها اخيراً.
كانت السيدة ماكي متحمسة وسعيدة بالفستان كما فعل فرايزر تماماً .خاصة بشأن اللون. اراحت رأسها على يدها ونظرت الى الفستان للحظة طويلة, بعدها هزت رأسها برضى وقالت "انه يناسب تماماً العقد ايفلون, ستكونين اجمل فتاة بالحفلة بدون ادنى شك"

Rehana 09-12-21 10:30 AM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
نظرت الى مدبرة المنزل مستفهمة "اي عقد؟"
قالت السيدة ماكي ببراءة "عقد آل سيلفاش الماسي والزمردي, ألم يريك اياه فرايزر ؟"
هزت ايفلون كتفيها وقالت "لا, لقد ذكر بروش للشال لكنه لم يقل شيئاً عن العقد"
" في الواقع, انه من حبوب الزمرد الكبيرة والمحاطة بالماس ,وهو ملك للعائلة منذ اجيال بعيدة ,وهناك تقليد في العشيرة انه عندما تكون باحتفال ما يضعه الرئيس حول عنق الفتاة التي يريد الزواج منها, يمكنني القول انه ينتظر حفلة غراند سيلدي ليضعه حول عنقك" توقفت عن الكلام لتتابع بعد قليل "هل تعلمين, يدهشني انه حتى لم يريك اياه, انه يحتفظ به بخزنة في المكتب"
قالت ايفلون "ربما نسي ذلك, انه متعب جداً"
" نعم لابد ان هذا هو السبب"
قالت ايفلون لنفسها بحزن, بالطبع هناك سبب آخر لعدم عرضه عليّ, انه يحتفظ به لامرأة اخرى, لامرأة تدعى باميلا.
بعد مرور ساعة, نزلت الدرج وهي ترتدي جينزاً ومعطفاً جلدياً راغبة في الخروج من المنزل, توقفت امام باب المكتب ونظرت الى الداخل بحذر ,كان فرايزر مستلقي على الصوفا يغط في نوم عميق.
دخلت على رؤوس اصابعها ووقفت تحدق به بصمت, بحثت عن غطاء وراء الكرسي ووضعته عليه بلطف متنبهة ان لا توقظه, بعدها غادرت وهي تغلق الباب وراءها بهدوء.
سارت على الطريق المتجهة نحو القرية وهي تفكر لو ان السيدة ماكي لم تخبرها اي شىء بخصوص العقد, وعندها لن تكون الآن تفكر بباميلا, لم تذكر اسمها مرة ثانية بعد ذلك الشجار مع فرايزر امام مقهى الفندق. حتى عندما ذهبت الى الكوخ لتعتذر لكريستي عن تصرفها واردت كريستي التحدث عن باميلا, لكنها رفعت يدها وابتسمت وهي تقول "لا ,كريستي, لا اريد سماع اي شيء عن باميلا, انا غير متهمة بأي شيء يخصها "
هزت كريستي رأسها بسعادة وقالت "رائع! هكذا يجب ان تكوني"
لكن الآن, ومع اقتراب غراند سيليدي, كان من الصعب عليها ان تبعد افكارها عن باميلا, لم تقابل مطلقاً تلك الفتاة لكن مع ذلك لا تستطيع الا ان تفكر بها .لابد انها فاتنة الجمال ولديها الصفات الكاملة كونها من سلالة عريقة كما وان لا روابط دموية لها بالعشيرة .وبالاختصار ,لديها كل المواصفات التي يبحث عنها فرايزر في امرأة يريد ان يتزوجها .ولا احد هنا يستطيع ان يسأله عن خياره, ولابد انه سيتمكن من ارضاء كريستي بطريقة ما.

Rehana 09-12-21 10:30 AM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
اسفر التقرير الذي كتبه فرايزر واتصال من الحكومة في تلك الليلة الى مزيد من الاعمال له, فكان عليه ان يقضي المزيد من الوقت في ادنبرغ وبروكسل مدافعاً عن حقوق الصيادين في الساحل الغربي ليؤمن لهم حياة لائقة.
عندما استقرت الامور اخيراً كان لديه متسع من الوقت للراحة, فما زال هناك اسبوع كامل قبل موعد الاحتفال.
قال لها وهما يتناولان الفطور "سنذهب الى انفرنيس اليوم ايفلون, ارتدي ثياباً رسمية بدلاً من الجينز وقميصاً عادية"
كان النهار حاراً مشمساً وكانت ترغب في تمضية النهار وهي تسبح وتعرض نفسها لحرارة الشمس, معتقدة ان لديه من الاعمال ما يكفيه لعمر بأكمله, حاولت ان تبدو متحمسة للأمر وقالت "جيد, امر رائع ان يعود المرء الى الحضارة حتى ولو لفترة قصيرة"
نظر اليها بحدة عبر الطاولة, بعدها ابعد فنجانه الفارغ بعصبية, نهض وهو يقول "سأذهب لاتفحص السيارة, اسرعي قدر ما تستطيعين"
في الوقت الذي اصبحت جاهزة كان فرايزر يفحص الزيت والماء لسيارته الغالية عليه, سيارة جاغور قديمة ذات لون ازرق يلمع في الشمس وكأنها مشتاقة للسير على الطرقات. قالت بتعجب "انها من نوع اي!"
وقف وقد لمعت عيناه بالدهشة" كيف تعرف فتاة جميلة وشابة مثلك بأنواع السيارات؟"
ضحكت وهي تقول " رئيسي السابق كان يملك سيارة مثلها وكان يفكر فيها اكثر مما يفكر بزوجته"
ربت على الغطاء باهتمام "نعم, من الصعب المقارنة في هذه الامور "جلست في المقعد الامامي, ووضعت حزام الامان وشعرت براحة كبرى في ذلك المقعد الجلدي الوثير .
بعد مرور عدة اميال, وهي تراقب باعجاب المناظر الجميلة بصمت, بدأت تشعر بثقل الصمت فحاولت ان تحادثه "كيف هي انفرنيس؟"
" مدينة مليئة بالناس, نظيفة جداً, يوجد فيها فنادق مميزة , مطاعم , مقاهي , مسارح وسينما, كل الاشياء التي يبدو انك تفتقدينها كثيراً" لم يكن هناك شك بانزعاجه وهو يجيبها فتجهم وجهها وقالت "ما الذي يجعلك تعتقد انني افتقد لأي من كل تلك الاشياء؟"
ابقى نظره على الطريق امامه, حتى انه لم يزعج نفسه بالاجابة ,وتساءلت ما الذي قالته ليجعله منزعجاً هكذا الآن.
جلست لعدة اميال وهي مطبقة الفم وتفكر ,بعدها نظرت اليه وقالت وهي تشعر بالاحراج "اسمع, عندما قلت انه لأمر رائع ان اعود الى الحضارة ثانية لم اكن اهين البلدة او اقول انها منطقة غير متحضرة او اي شيء من هذا القبيل .وفي الحقيقة احب هذا المكان, انه من النوع الذي ينمو بداخلك"

Rehana 09-12-21 10:31 AM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
نظرت الى وجهه لترى ان كان لكلماتها اي تأثير عليه, لكن كل الذي حصلت عليه دندنة اعتادت عليها منه.
ضمت ذراعيها الى صدرها. ان كان لا يريد ان يصدقها, فليس هناك من طريقة تستطيع اقناعه بها انها حقاً اعتادت على العيش هنا فلقد بدأت تعرف معظم الناس من مجرد النظر اليهم والعديد منهم بالأسماء.
علمت ماهي المشكلة مع فرايزر ,قد تكون البلدة صغيرة وغير مميزة على الخريطة لكنها منطقته ولقد اهانت كبرياءه.
اخيراً هو من كسر ذلك الصمت الثقيل, سألها "عما تتحدثين انت وجيمي الصغير ؟ لقد سمعت انكما تتقابلان كل يوم قرب حائط المرفأ وتمضيان نصف ساعة تتحدثان كالنساء الثرثرات "قالت بجدية "هذا سر بيني وبين جيمي"
نظر اليها نظرة ساخرة وقال "سر ؟ الاتعتقدين انه تصرف طفولي من قبلك؟"
" لا ,ابداً, يمكننى القول ان هناك الكثير من الاسرار التي تحتفظ بها لنفسك "توقفت قليلاً, لتضيف "مثلا, باميلا"
كادت تشعر ان حرارة السيارة قد انخفضت بشكل ملحوظ فاجفلت, لما لم تبق صامتة؟
قال بغضب "قلت لك ان علاقتي بباميلا لا شأن لك بها"
اجابته بغضب "اعلم ماذا قلت لي, وما الذي يجعلك تعتقد انني مهتمة بعلاقتك بها؟ اعلم انها صديقة لك وكنت اشعر بالفضول فقط لأعلم ان كنت قد قمت بزيارتها وانت في ادنبرغ, كنت احاول التحدث معك فقط, محاولة ان اكون اجتماعية ولطيفة, وهذه ليست جريمة اليس كذلك؟"
نظر اليها بسرعة قبل ان يعيد انتباهه الى الطريق "نعم زرتها, لقد امضيت ليلتين في مقاطعة عائلتها, وانا دائماً انزل عند الاصدقاء عندما اكون في املاكهم"
قالت بسرعة "حسناً, هذا كل ما عليك ان تقوله بدلا ًمن ان تغضب هكذا" عدت الى العشرة قبل ان تتابع بصورة هادئة "احب ان التقي بها يوماً ما ,اعتقد انها ستأتي الى غراند سيليدي؟"
رأت ابتسامة على وجهه وهو يقول "آه نعم, بالطبع ستلتقين بها, لن تفكر مطلقاً بالتغيب عن هذا الاحتفال بالتحديد"
" حسناً, هذا جيد, يسعدني لقاءها" ادارت رأسها ونظرت الى الخارج من النافذة, غير قادرة على التظاهر اكثر من ذلك. وصلا الى انفرنيس بعد منتصف النهار بقليل, اوقف السيارة في موقف على جانب النهر قرب القلعة القديمة وسار معها على الجسر نحو قلب المدينة.
قال "سنتناول الغذاء اولاً, بعدها سنذهب لشراء بعض الحاجيات, بعد ذلك لدي مفاجأة لك"

Rehana 09-12-21 10:31 AM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
نظر الى ساعته وتابع "بعد ساعتين بالتحديد" توقف امام شارع مليء بالناس وسألها "اي نوع المطاعم تفضلين, المطاعم الكبيرة مع الموسيقى الصاخبة او المطاعم الانيقة؟"
نظرت اليه بغضب" انت لا تعرفني ابداً, اليس كذلك؟ فأنت لا تعرف اي نوع من الناس انا" قال بمرح" لا , لا اعرف ... اعرف عنك الاشياء التي اخبرتني بها فقط, لم يتسن لنا الكثير من الوقت مع بعضنا, اليس كذلك؟ لكنني احاول ان اتعلم ذلك"
" حسناً, اول شيء يجب ان تعرفه عني انني اكره الموسيقى الصاخبة وكذلك الاماكن المكتظة بالناس, لذلك اذا لم يكن لديك مكان مناسب فلنذهب الى اي مطعم عادي"
مد ذراعه لها متظاهراً بالساخرية وقال "هذا رائع, فأنا اعرف مكاناً مناسباً جداً"
كان المطعم الذي ذهبا اليه يشرف على ناد اليخوت وعلى القناة التي توصل الى لوش نيس في الجنوب, لم تكن تشعر بالجوع, فطلبت عجة البيض مع القهوة, بينما تناول شرائح اللحم مع صلصة دسمة.
بعد دفع الفاتورة عادا الى وسط البلدة, والذي بدا لها وكأنها مليئة بالسواح, فتعلقت بذراعه بينما كان يشق طريقه عبر الحشد الكبير على الارصفة.
اخيراً استدار نحو متجر كبير وصعد الى الطابق العلوي, وعلى عكس المتاجر في الشوارع الرئيسية, كانت المحلات في الطابق الاعلى صغيرة, مميزة واسعار سلعها مرتفعة جداً, شق طريقه الى متجر خاص بالفساتين المميزة مع اكسسورات لها, استقبلته امرأة في منتصف العمر وكأنه صديق قديم لها. تحدثا للحظات قليلة بلغة الغاليك بعدها قال فرايزر "ماري, هذه هي الآنسة ايفلون ريفرز ,وهي ترغب في شراء بروش لشال"
ابتسمت لها المرأة وقالت" اعتقد لدي تماماً ما تطلبينه ايفلون" وعلى الفور فتحت خزانة زجاجية واخرجت منها بروش في علبة مخمل سوداء ووضعته بفخر امامها على الطاولة "حبات من اللؤلؤ الجميلة من تاي, وضعت بمنتهى الدقة على هذه القطعة من الفضة, وهذه هي الحلية الوحيدة من هذا الطراز في البلد كله, لقد صنع منها عشرة حلى فقط ولقد تم بيع القطع التسع الباقية في بلاد الشرق الاوسط"
حدقت ايفلون بالبروش بانذهال, خائفة حتى ان تلمسه.
كان فرايزر يراقب تعابير وجهها قال "هل يعجبك؟"
هزت رأسها وابتلعت غصة في حلقها قبل ان تقول "انه ... انه جميل"
" حسناً, ماري, لفيه بطريقة جيدة"
فكرت بضيق, حتى لم يسأل عن سعره.
قال "انها بحاجة ايضاً لشيء ما لشعرها, شيء تستطيع به ان تعقده الى الوراء, هل يمكنك تأمين ذلك؟"

Rehana 09-12-21 10:31 AM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
" بالطبع, لا مشكلة, لدينا دبابيس خاصة للشعر ,لكن لا شيء سيبدو مناسباً لهذا الشعر الاشقر الجميل" مدت يدها الى الرف لتمسك بشريطة من الحرير الاحمر الجميل. قصت قطعة منه وسارت وراء الطاولة, وامسكت بشعر ايفلون وعقدت الشريط الاحمر عليه.
نظر فرايزر الى عملها وهز رأسه باقتناع وهو يقول "هذا يناسبها تماماً"
وقفت ايفلون بجانبه لكنها حولت نظرها عندما كان يمضي الشيك, فهى لا ترغب مطلقاً بمعرفة كم من المبالغ قد صرف, وذلك لسلامة تفكيرها فهي تعلم ان الغضب والامتنان لايجتمعان.
غادر المبنى وهذه المرة اخذها الى سلسلة من المحلات الشعبية. نظر الى لائحة المتاجر في الطابق الارضي بعدها استقل المصعد معها ليصلا الى قسم السيدات.
سألت وهي تنظر حولها مستفهمة "ما الذي نفعله هنا؟"
" ساشتري لك قبعة"
" انا لا ارتدي القبعات, لم افعل ذلك مطلقاً ولا اعتقد انها تناسبني"
تجاهل اعتراضها واشار الى احد العاملات, ثم قال "تريد السيدة شراء قبعة كبيرة ذات دائرة واسعة وكلما كانت القبعة اكبر كان ذلك افضل"
ابتسمت البائعة لها وقالت "تريدين قبعة ذات لون محدد سيدتي؟"
نظرت ايفلون اليها بيأس, رفعت كتفيها وقالت" اعتقد قبعة تلائم هذه البدلة"
ما ان ابتعدت البائعة عنها حتى استدارت نحو فرايزر وقالت "هل يمكنك ان تخبرني ما الذي تفعله؟ قلت لي انك تحب شعري كما هو على طبيعته والآن تريد ان اربطه بشريطة وها انت تصر على ان ارتدي قبعة مخيفة"
قال" لدي اسبابي, فقط افعلي ما يطلب منك وتوقفي عن الشجار ,لقد وعدت ان تثقي بي, اليس كذلك؟"
تنهدت ثانية وتخلت عن عنادها, وبعد مرور عشر دقائق كانت في الشارع ثانية وهي تعتمر قبعة رمادية اللون لديها حافة كبيرة وفضفاضة "من الافضل ان يكون لديك سبب مهم حقا لتجعلني ارتدي هذه القبعة" تمتمت بغضب واضح "لقد قلت لك اني لا احب القبعات"
قال بجدية "تبدين جميلة جداً"
" انت تقصد غبية جدا"
سارا مسافة قصيرة جداً بعدها توقف وحدق من خلال الزجاج الى داخل المتجر وقبل ان تتمكن من الاعتراض كان يمسك بيدها بقوة ويجرها الى الداخل.
قال لعاملة المتجر "تريد السيدة نظارات, اكبر نظارات لديك"
بعد مرور دقيقتين كانت في الشارع ثانية وقد اخفت عينيها وراد نظارة بحجم صحن القهوة لكل عين كما ان القبعة تخفي معظم وجهها. تساءلت بصمت ما الذي سيحدث ثانية حذاء جلدي طويل؟

Rehana 09-12-21 10:32 AM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
نظر الى ساعته وقال "لدينا نصف ساعة من الوقت للتمضية. ماذا ترغبين ان نفعل... نتناول فنجان آخر من القهوة؟"
قالت بصدق "احب ان اختبأ في اي مكان لكن لا اعتقد انك ستسمح لي بذلك, اعتقد علي القبول بفنجان قهوة. لكن حاول ان تجد مكاناً خالياً من الناس من فضلك"
قال "ان فعلت ذلك, انا متأكد من انك ستجدين القهوة لا تستحق ان تشرب"
" احب كثيراً ان اتأكد بنفسي"
وجدا مقهى هادىء من الناحية الخلفية للشارع العام, نزعت النظارات, رمشت بعينيها قبل ان تنظر اليه وتقول "لا اعتقد انك ترغب في اخباري ما الذي يجري, اليس كذلك؟ اقصد... هذه القبعة, لابد انني ابدو سخيفة! حتى انت ترى ذلك. انت لا تحاول ان تجعل مني حمقاء او غبية, اليس كذلك؟"
قال مدافعاً عن نفسه "بالطبع لا ,بعد وقت قليل جداً ستشعرين بالسعادة لأنك تريدين هذه القبعة وتضعين النظارة. وبعد ان ننتهي من عملنا يمكنك ان ترميهما في النهر ولن يزعجني ذلك مطلقاً"
نظرت لفترة الى تلك العينين الثاقبتين والى ملامح وجهه الجدية وشعرت بثقة عمياء به وكأنها طفلة وعلمت انها ستفعل اي شيء يطلبه منها.
عندما حان وقت الذهاب قادها الى الخارج, ونادى سيارة اجرة ,وبهدوء تمتم اسم المكان الذي يقصدانه في اذن السائق.
بعد مرور خمس دقائق كان يقفان امام مبنى ضخم جداً, نظرت الى فرايزر باستغراب. "تريد ان تصطحبني الى المحكمة؟"
كان يمسك بقوة بذراعها قال "نعم ,انها محكمة المقاطعة ,لكننا فقط من الحضور ,والآن ضعي تلك النظارات ثانية"
لمع في فكرها امر ما فشهقت وقالت "سميث, انها محاكمة سميث وعصابته, اليس كذلك؟" حاولت ان تتخلص من قبضة يده وهي تقول "لن ادخل الى هناك, سيعر... سيعرفونني" امسك بيدها وقال وهو يضغط عليها مشجعاً" اشك بذلك كثيراً, خاصة وانت متنكرة هكذا"

نهاية الفصل

Rehana 10-12-21 06:24 PM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
الفصل الثامن

قالت ايفلون براحة كبرى" انتهى الامر ,لما لم تخبرني؟ ابقيت الامر سراً حتى اصبحت في داخل المبنى تقريباً"
قال بجدية "وهل كنت اتيت لو قلت لك ذلك؟ اشك بذلك كثيراً"
تذكرت كيف حاولت ان تتخلص من قبضته. ولو انه اعطاها اقل فرصة لهربت مبتعدة. اعترفت" انت على حق, لكنني احذرك فرايزر ,لا تفعل ابداً مفاجأت كهذه, فقلبي لن يحتملها"
بدأ الظلام بالانتشار ولم يكن هناك الا عدد قليل من الناس في مقهى الفندق الكبير ,تمتمت "على الاقل استطيع التخلص من هذه القبعة السخيفة"
ابتسم وقال "ويمكنك التخلص من النظارات ايضاً, لكن احتفظي بربطة الشعر فانها جميلة جداً عليك"
شربت كوب العصير الطازج وهي تشعر بالهدوء والثقة بالنفس, لقد وضعها سميث بالجحيم وعندما اقتادوه مع افراد عصابته الى المنصة عاودتها كل تلك الذكريات.
كادت ان تغرق بسببه ,ولقد شعرت بالخوف ثانية عندما حدق بغرفة المحكمة, لكن عيناه لم تتوقف عندها, فلم يعرفها.
وضعت كوبها جانباً وقالت "كم هو وغد هو وافراد عصابته, هل رأيت كيف اصبحت وجوههم عندما حكم القاضي عليهم بعشر سنوات سجن لكل فرد منهم ؟""كانت ستكون عقوبتهم اشد لو لم يأخذوا بنصيحة المحامي ويعترافو انهم مذنبون"
نظر اليها بصمت مفكراً, بعدها تابع بهدوء "اعتقد انك تدرين ان هذا يضع علاقتنا في منحى جديد ؟"تساءلت ما الذي يقوله, ابتسمت حائرة وقالت "حقاً؟ وكيف ذلك؟"
هز كتفيه وقال "لا يستطيع سميث ان يدعي انك شريكته الآن, لقد انتهت المحاكمة ولم يكن هناك اي ذكر لاسمك في القارب .وهكذا لقد تحررت من هذا الخطر وبامكانك الذهاب الى اي مكان"
غادرها الاحساس بالثقة التي كانت تشعر بها وقالت بصوت وكأنها لا تصدق ما تسمعه" حرة بأن اذهب؟ الى اين؟"
" الى اي مكان تريدينه" برم شفتيه بندم بعدها قال يشرح لها "التهديد بكونك شريكة لسميث وذلك لإبقيك هنا, لا املك هذا التهديد بعد اليوم. ولا يحق لي ان ابقيك بعكس رغبتك, فإذا اردت العودة الى لندن فليس هناك ما استطيع القيام به لامنعك من ذلك" توقف عن الكلام واخذ ينظر الى وجهها منتظراً اجابتها.
شعرت بالخدر في رأسها للحظة لعدم توقعها كل ما يجرى الآن .اخيراً ابتعلت غصة كبيرة وقالت "هل ...هل تريدني ان ارحل؟"

Rehana 10-12-21 06:25 PM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
لم يجب عن سؤالها وكانت تعابير وجهه باردة ولا تظهر اية ملامح. قالت لنفسها بمرارة, بالطبع يريدها ان ترحل فالامر واضح جداً, كم هي حمقاء, لقد كانت مجرد لعبة لتمضية الوقت والآن يريد التخلص من حضورها المحرج له قبل وصول باميلا ,صديقته الى العشيرة. لابد ان هذا هو الجواب, قد تكون مخطئه, وقد تكون في خطر في ان تجعل من نفسها مغفلة ان اخطأت بتفسير مقصده وغايته.
هزت كتفيها وكان الامر كله ليس مهماً ولا داع للقلق بشأنه" اعتقد انه من الفظاظة ان ارحل بدون ان اودع جيمي ...كريستي وايلين ...وكل الناس الذين تعرفت عليهم, وان كان الامر لا يزعجك, فأنا حقاً ارغب في حضور غراند سيليدي, فلقد سمعت الكثير عنها"
نظر اليها وهو يفكر في ما قلته, بعدها ابتسم بسخرية وقال" نعم, مثل اية امرأة اخرى, لا تستطيعين مقاومة ارتداء فستان رائع"
شدت بأظافرها على راحة يديها وشعرت وكأنها ترغب بالصراخ في وجهه ,لا , ايها الرجل الغبي! ألا ترى انني احبك؟ وانني اريد البقاء لأن هناك فرصة واحدة من مليون انك قد تغرم بي. اريد البقاء لأنني اريد ان اصبح زوجتك. لكن بدلاً من ذلك تمكنت من الابتسام وقالت "نعم, انت على حق, انا مثل اية امرأة اخرى, هذه هي انا"
بطريقة ما تبدلت ملامح وجهه القاسية وقال "يسعدنى ذلك, في الحقيقة كنت شعرت بخيبة امل لو قررت الرحيل" شعرت وكأن الحياة قد عادت اليها وارتفعت آمالها قليلاً" حقاً؟"
قال "نعم خاب املي حقا ً.كنت برحيلك افسدت خطتي في امضاء ما تبقى من هذا اليوم" "آه ,عن اية خطة تتكلم؟" كانت هناك ابتسامة على وجهه تظهر سعادته! ام انها تتخيل ذلك؟ قال يشرح لها "ما ان علمت بموعد المحكمة حتى اتصلت بإدارة هذا الفندق وحجزت فيه, اعتقدت ان كلينا لا يرغب في العودة الى المنزل وقطع كل تلك المسافة الطويلة, هناك جناح بانتظارنا في الطابق الاعلى"
" حقاً, هذا عمل رائع"
" لدي احساس ان هذه الرحلة ستكون مميزة جداً لنا, ايفلون"
***
عند الصباح لمس كتفها كي تنهض, فرمشت بعينيها لتتخلص من اشعة الشمس المشرقة القادمة من النافذة .اغمضت عينيها بقوة ثم فتحت واحدة منهما ونظرت اليه, كان يرتدي كامل ثيابه وكأنه يرغب في الذهاب.
قالت "كم هي الساعة؟"
" الساعة التاسعة, لقد طلبت لك الفطور ايضاً"

Rehana 10-12-21 06:26 PM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
قالت "لم استطع النوم قبل الساعة الخامسة, دعني انام ساعة اخرى"
" ستشعرين انك افضل بعد تناول القهوة, هيا تناولي الفطور"
نظرت الى الصينية وقالت" شكراً, رقائق الذرة, خبز محمص ,عسل والبيض المسلوق, انت تدللني كثيراً, وماذا ستتناول انت؟"
" لقد تناولت فطوري منذ ساعة ,كذلك طالعت صحف الصباح, هنالك تقرير كامل عن محاكمة الامس ان كان يهمك ذلك" للحظة عاودتها تلك الكوابيس فارتجفت وقالت "لا, ذلك الجزء من حياتي قد انتهى, اريد فقط ان انساه كلياً"
هز رأسه متفهماً وقال متحدثاً عن موضوع آخر "تستطيع الاعمال ان تنتظر في سوليفاش لعدة ايام, اشعر وكأنني بحاجة للراحة, يمكننا البقاء هنا او التوجه جنوباً, زيارة ادنبرغ مثلاً؟ ساترك لك الخيار "
قالت بحماس "هذا يبدو رائعاً" بعدها اضافت بسرعة "لكن ليس ادنبرغ" تجهم وجهه وسألها "وماذا لديك ضد ادنبرغ؟"
يزورها ثانية, قالت "لا شيء بالتحديد, لقد سمعت انها مقاطعة جميلة جداً, لكن المكان الذي كنت ارغب دائماً برؤيته هو غرتنا غرين, فكما تعلم ...انه المكان الذي يهرب اليه المراهقون للزواج في دكان الحداد"
ابتسمت ببراءة وتابعت" يبدو الامر رومنطيقي جداً" تناولت رقائق الذرة وتابعت بحماس" كما احب ان ارى وحش لوش نيس ايضاً"
ضحك من تفكيرها الطفولي وقال" استطيع ان اريك لوش نيس, لكن بالنسبة الى الوحش ..."
زمت شفتيها بخيبة امل وقالت" انت تعتقد انه ليس هناك وحشاً في الحقيقة؟"
نظر اليها بحيرة وقال" لم اقل ذلك ابداً, قد يكون هناك وحشاً وقد لا يكون"
تناولت ملعقة اخرى من رقائق الذرة وابتلعتها بقوة, بعدها هزت رأسها باقتناع وقالت" لابد من وجوده, فإذا كان هناك نار سحرية وحوريات فلا سبب ليمنع وجود الوحوش"
رماها بوسادة صغيرة من على الكرسي ,لكنها تمكنت من ان تبعد رأسها في الوقت المناسب.
***
رأت لوتس نيس, وكل اقسامها التي تبلغ عشرين ميلاً, لم يكن هناك اي وحش, فقط العديد من السائحين. وبعدها انطلقا الى الجنوب وهناك في حصن وليم رأت المزيد والمزيد من السائحين .
بعدها صعدا الى رانوك مور والى ضواحي بلاك موانت وبعدها انحدرا الى لوش لوموند الجميلة والمتعددة الالوان ثم اتجها شمالاً الى ضواحي غلاسغوا.

Rehana 10-12-21 06:26 PM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
امضيا عدة ساعات يشتريان الثياب في المدينة, بعدها تابعا اتجاههما جنوباً عبر التلال والغابات في بوردار البعيدة. وعند المساء غادرا الطريق العام وحجزا لتمضية الليل في فندق صغير وجميل جداً.
بعد العشاء سارا بمحاذاة النهر لفترة ليعودا بعدها الى الدفء والاستقبال المميز لاصحاب الفندق.
في اليوم التالي توجها نحو غرتنا, القرية الصغيرة الواقعة على حدود البلاد والمشهورة بمركز عقد الزواج فيها, وهناك طلب منهما ان يكونا شاهدي زواج لشاب وفتاة فرنسيين. شعرت بالسعادة هي و فرايزر للقيام بذلك وفي المقابل اصر فرايزر على ان يتناولوا الغذاء معاً في الفندق الوحيد في القرية.
بعد مرور ساعة من الوقت اتجها شمالاً مرة ثانية فقال فرايزر فجأة وهويبتسم "حسناً, هذه هي غرتنا, هل وجدتها كما كنت تتوقعين؟"
كانت تفكر به وبتصرفاته وهما في السيارة ابتسمت له وقالت" لقد تأثرت كثيراً بكرمك, لقد دعوتهما الى الغداء, اعتقد انهما حقاً يقرران لك ذلك"
" حسناً, انهما شابان مميزان حقاً, لكن يمكنك بوضوح ان تعلمي ان لا مال معهما, ولا اعتقد ان قطعة من الهمبرغر والمياة الغازية طريقة جيدة للبدء بالحياة الزوجية"
اخذت تراقب المنطقة جيداً وسألته" كيف بدأت هذه الامور هنا؟ مركز الزواج وكل شيء آخر ؟"
قال فرايزر بهدوء "بدأ الانكليز بهذا التقليد, رفض الشبان والشابات اوامر والديهم بالسماح لهم بالزواج, وقرروا ان هم هربوا الى حدود اسكتلندا يمكنهم الزواج شرعاً طالما هم اكبر من السادسة عشر من عمرهم"
فكرت جيداً بما سمعته منه, ثم اعطت رأيها بذلك "اذا طلبت رأي, اعتقد ان عمر السادسة عشر صغير جداً على الفتاة كي تتزوج"
رفع حاجبه متسائلاً" الا تعتقدين ان هذا يعتمد على نضج الفتاة وقوتها؟"
قالت مؤكدة "لا ,فالفتاة في السادسة عشرا لا خبرة كافية لها في الحياة وقد تختار الشخص غير المناسب وتمضي عمرها كله تندم على ذلك"
نظر اليها مستنكراً وقال "قد تخطىء المرأة بشأن الرجل في اي عمر كانت, فكما يقولون الحب اعمى. لكن هنا نحن نعتبر اذا كانت فتاة ناضجة كفاية لتتمكن من انجاب طفل والاعتناء به عندها يسمح لها بالزواج"
تنهدت وجلست براحة فليس هناك من إجابة على ما قاله .كان الوقت متأخراً بعد مرور خمسة ايام عند وصولهما الى سوليفاش, مع انه كان متعباً من قيادة السيارة وصل فرايزر مباشرة الى مكتبه ليتابع مهام عمله, تاركاً اياها مع السيدة ماكي في المطبخ التي على الفور رغبت ان تعرف كل ما حدث معها في رحلتها مع فرايزر .

Rehana 10-12-21 06:27 PM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
شعرت ايفلون بالراحة وهي تشرب فنجان القهوة وتخبرها عن الاماكن المختلفة التي ذهبا اليها وعن الاشياء التي قاما بها. بدت السيدة ماكي سعيدة جداً وقالت بحماس "حسناً, لن يطول الامر الآن ,ستكون كريستي سعيدة جداً عندما تعرف ان كل الامور تسير نحو الافضل بينكما"
سألت ايفلون وقد تجهم وجهها "اي أمر؟"
" ماذا ...انت وفرايزر! سيضع ذلك العقد حول رقبتك في الغراند سيليدي انه في الغد, من المؤكد انك لم تنسي ذلك؟"
" آه ...طبعاً" ونهضت من مكانها لتسكب لنفسها فنجاناً آخر .لو انها فقط تشعر بالاقتناع مما يريده فرايزر كما يبدو على السيدة ماكي, لقد كانت الايام الاخيرة رائعة بينهما, لكنه لم يقل لها مرة انه يحبها, كان يبدو سعيداً برفقتها وبالتحدث معها, لكن هذا اقصى ما ظهر من اعجابه بها.
ابتعدت عن الفرن وابتسمت الى مدبرة المنزل قائلة "اعتقد انك ستكونين منشغلة جداً لتحضير كل شيء للحدث الكبير ,سأساعدك في الغد" فكلما ابقت نفسها منشغلة كلما خف توترها وقل الوقت الذي ستحظى به للتفكير .
شكرتها السيدة ماكي على عرضها اللطيف لكنها رفضت معاونتها وهي تقول "لقد تم تنظيم كل شيء, ستأتي عدة فتيات من القرية عند الصباح لمساعدتي في الاعمال الصعبة, كما وان فرايزر لن يكون سعيداً ان رآك تتجولين في المنزل وانت ترتدين بنطال جينز وقميصاً عادياً. سيتوقع ان تكونى في اجمل مظهر عندما يبدأ الضيوف بالقدوم"
كانت الساعة قد جاوزت العاشرة والنصف عندما دقت ايفلون على باب المكتب بلطف ودخلت, قالت "آسفة ان كنت ازعجك, فرايزر اريد ان اصعد كي انام, واردت فقط ان اتمنى لك ليلة سعيدة"
وضع قلمه جانباً واشار الى كرسي قبالته, قال" اجلسي ايفلون, اريد ان اتحدث معك قليلاً قبل ان تذهبي الى غرفتك" نظر اليها بجدية واضحة قبل ان يقول "لدينا يوم حافل جداً في الغد, ايفلون واريد ان يمضي يوم الغد بأفضل ما يمكن لا اريد اية مشاكل واتوقع منك ان تتصرفي بكرامة"
تجهم وجهها وقالت بعصبية "اتصرف بكرامة؟ لا اعتقد انني فهمت ما الذي تقوله"
كانت عيناه حادتين وساخرتين تماماً كالابتسامة على شفتيه "اعتقد انك تعرفين تماماً ما اقصده, باميلا ستكون هنا في الغد"
ضغطت بقوة على الكوب بيدها "نعم اعلم ذلك" حاولت ان يبدو صوتها عادياً رغم خيبة الامل القوية التي كانت تشعر بها, تابعت بهدوء "هل تعتقد انه سيحدث مشاكل بيني وبين باميلا؟"
قال بجدية "هذا امر محتمل, فالنساء من طبيعتهن الغيرة, فقد تقال اشياء, وتفقدين اعصابك"

Rehana 10-12-21 06:28 PM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
وضعت كوبها على المكتب ونهضت "اذا كنت تخشى ان اقول لصديقتك انني امضيت الايام الاخيرة برفقتك فلا تقلق بهذا الشأن" لم يكن صوتها هادئاً الآن ,بل كان يرتجف "اعتقد انه من الافضل للجميع لو غادرت عند الصباح, عندها لن يكون هناك اي شىء يثير قلقك"
قال بهدوء "لقد اعطيتك فرصة الرحيل بعد انتهاء المحاكمة, ولم تقبلي بها اما الآن فلم يعد هناك من مجال للمغادرة, قلت انك ترغبين بحضور سيليدي واتوقع ان تكوني في حفلة الغد" لم تجد اي منطق فيما يقوله فنظرت اليه يائسة" ولكن لماذا؟ من المؤكد انك لن تشعر بالاحراج اذا لم اكن موجودة"
كانت ملامحه قاسية وهو يقول "لدي اسبابي, لقد طلبت منك مرة ان تثقي بي, ولقد وعدتني بذلك, هل تتخلين عن وعودك بسهولة؟"
تلعثمت قائلة "لا ...لكنني ..."
قاطعها على الفور "هذا كل ما اريد قوله في هذا الموضوع ايفلون" وقفت تحدق به غاضبة من كلامه وتصرفاته, بعدها قالت بسرعة" اتيت الى هنا لاقول لك عمت مساء والآن اتمنى لو انني لم ازعج نفسي بفعل ذلك "
استدارت بغضب وغادرت الغرفة, كان من الصعب عليها ان تنام, استلقت على سريرها تحدق بالسقف المظلم, وهي تفكر بغضب. كان عليها ان تستغل فرصة الرحيل عندما طلب منها ذلك, لكنها كانت مقتنعة ان بامكانها ان تسرق حبه من امرأة اخرى.
حسناً, لقد فشلت بذلك, لكن هذه غلطتها هي, انه يبحث عن شيء اكثر من الانجذاب, شيء يتعلق بالنوعية والصفات العائلية التي تفتقدها لكن باميلا تحظى بها.
كانت لاتزال تشعر بالعذاب من الحيرة التي تحيط بها عندما سمعت صوت محرك سيارة, لم تكن تلك سيارة الجاكور بل سيارة ذات صوت اعلى واقسى.
عكست الاضواء في غرفتها واصبحت الضجة اقرب, اخيراً سمعت توقف السيارة امام الباب الرئيسي, بعدها صوت زمور قوي.
نهضت عن السرير وسارت نحو النافذة, ومن خلال نافذتها كانت تستطيع ان ترى بوضوح الشرفة امام الباب الرئيسي. فتح الباب الامامي فظهر الضوء على الدرج ورأت فرايزر يخرج ويتقدم الزائر ,خرجت فتاة انيقة طويلة نحيلة الجسم ولها شعر اسود ,عندما رمت بذراعيها حول عنق فرايزر وقبلته ابتعدت ايفلون عن النافذة وتنفست بعمق وألم. كان لديها فكرة واضحة من تكون تلك الفتاة.
***
ذهبت ايفلون للركض كعادتها عند الصباح وعادت الى البيت لتجد المطبخ فارغاً مع ان هناك وعاء للقهوة ساخنة جاهزة, سكبت لنفسها فنجاناً, بعدها ذهبت تبحث عن مدبرة المنزل فوجدتها في قاعة الرقص تراقب الفتاتين اللتين حضرتا للمساعدة.

Rehana 10-12-21 06:31 PM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
كانتا تحضران الطاولات الطويلة والواسعة على جانب واحد من الغرفة, ربما من اجل الطعام البارد. ابتسمت السيدة ماكي لها وقالت " سأكون معك بعد دقيقة واحدة ايفلون"
قالت بهدوء "لا تقلقي بشأني, استطيع تحضير فطوري, كنت اتساءل فقط ما الذي تفعلينه, هل انت متأكدة ان ليس هناك من شيء استطيع القيام به؟
نظرت اليها السيدة ماكي باهتمام ,وقد لاحظت القلق في صوتها "هذا لطف كبير منك, ايفلون, استطيع القول ان مساعدتك مهمة لي بكل الاحوال, فرايزر ليس هنا الآن, لقد غادر منذ خمس دقائق متجهاً الى مطار انفرنيس لاصطحاب بعض الناس"
حسناً, على الاقل هذا خبر جيد ,كلما قلت فرصة مقابلة فرايزر اليوم كلما كان ذلك افضل لها. اعطت السيدة ماكي الفتاتين المزيد من المعلومات, تركتهما لتعود الى المطبخ.
" وصلت احدى الضيوف في ساعة متأخرة ليلة امس, ولقد بدأت باعداد الطعام عند منتصف الليل"
تمتمت ايفلون "نعم, تلك كانت باميلا, اليس كذلك؟ لقد سمعت صوت السيارة "
توقفت عن الكلام, لتضيف ببراءة" انها زائرة دائمة في القصر هنا, اليس كذلك؟"
" نعم, انها كذلك"
" يبدو وكأنك لا تحبينها كثيراً"
" انا؟"
من جوابها السريع ومن ضغط السيدة ماكي على شفتيها علمت ايفلون انها اخطأت. من المؤكد انه لعمل سيء ان تضع السيدة ماكي في موقع مثل هذا لتسألها عن ضيوف مستخدمها.
قالت بسرعة" اسمعي ...انني آسفة"
نظرت اليها السيدة ماكي باهتمام للحظة بعدها ابتسمت وقالت" آه ...هذا امر غير مهم اطلاقاً. والآن اجلسى بينما احضر لك الفطور"
لم تجادلها ايفلون. كانت مدبرة المنزل متوترة بما فيه الكفاية وليست بحاجة لها لتزيد الامور تعقيداً. كانت هي نفسها متعبة وقلقة, فهى بقيت حتى ساعات الفجر الاولى تتقلب في فراشها وهي تفكر بفرايزر وباميلا معاً.
تباً لباميلا, وتباً لفرايزر! وتباً لها اكثر منهما لأنها احبت رجلاً مثله.
من المحتمل انها اخطأت معه لكنها لن تنتظر لتعرف نتيجة عملها, غداً صباحاً, ولو كانت الامواج كالجبال, ستعود الى لندن.
كانت قد انتهت من تناول فطورها واخذت تغسل صحنها وفنجان القهوة عندما سمعت السيدة ماكي تصدر صوتاً يدل على الانزعاج واسرعت نحو ابريق القهوة, وقالت" انه لباميلا, كان عليّ ان اوقظها باحضار القهوة عند التاسعة والنصف, ولقد تاخر الوقت الآن"

Rehana 10-12-21 06:32 PM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
نظرت ايفلون الى ساعة الحائط وقالت "بخمس دقائق"
" نعم, لكنها دقيقة جداً في المواعيد, عندما تقول التاسعة والنصف فهي تقصدها بالتحديد" بينما كانت القهوة تغلي كانت السيدة ماكي تحضر صينية الفضة وتضع عليها صحناً وفنجاناً وابريقاً مليئاً بالكريما الطازجة ووعاء من السكر .
بدا التفكير على وجه ايفلون, لقد بدأت تفهم الآن لماذا تلقب باميلا بالسيدة ,حسناً حتى السيدات لا تظهرن بكامل اناقتهن عند الصباح وهي تشعر بالشوق لترى كيف تبدو باميلا في الصباح.
عندما امتلا ابريق القهوة ووضع على الصينية, قالت "ساخذها لها"
نظرت السيدة ماكي اليها بشك وقالت "حسناً ...لا اعتقد ان ..."ابتسمت ابتسامة كبيرة وقاطعتها قائلة" اني متأكدة ان فرايزر يريدني ان ارحب بضيوفه, واستطيع ان اعتذر لها لأنني لم اكن موجودة عندما وصلت البارحة"
نجحت بخداعها وقررت السيدة ماكي ان تتخلى عن البروتوكول في عملها للمرة الاولى, قالت "حسناً ان كان هذا ما تقصدينه, فلا استطيع ان ارى سبباً يدعو فرايزر للمعارضة" قدمت لها الصينية وظهر بوضوح بريق من الراحة في عينيها وهي تتابع "انها في الجناح الغربي, غرفتها في الطابق الاعلى, الثانية على اليسار "
حدقت ايفلون بها بتعجب" الجناح الغربي؟ هل انت متأكدة؟"
بدت الدهشة على وجه مدبرة المنزل الآن "بالطبع متأكدة, لقد اوصلتها الى هناك بنفسي ليلة البارحة"
" آه .."واغلقت فمها بسرعة, مدركة كم كانت تبدو غبية وهي تحدق بمدبرة المنزل وقد فتحت فمها من الدهشة. ساأتها السيدة ماكي" هل تشعرين انك بخير؟"
ابتسمت بفرح وقالت "بالطبع, الثانية على اليسار كما قلت؟"
تساءلت وهي تصعد الدرج ان كان ما تقوم به عمل جيد, فاكتشافها ان باميلا لم تكن حتى في الجناح الذي ينام فيه فرايزر زاد ارتباكها. ان مخيلتها الخصبة هي التي تصور لها الامور ,مخيلة مليئة بالغيرة .وربما هي الغيرة وليست الفضول ما دفعها للقيام بكل ذلك الآن. هل هناك جزء مظلم فى قرارة نفسها يطالبها بمواجهة وجها لوجه مع منافستها ترددت عندما وصلت الى اعلى الدرج وبعدها تنفست بعمق وسارت عبر الممر ,ستوصل القهوة بكل بساطة, وتبقي فمها مغلقاً وتغادر بأسرع ما يمكنها.

نهاية الفصل

Rehana 11-12-21 09:04 PM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
الفصل التاسع

كانت هناك كلمة ما لتصفها. اسلوب ما, مستوى خاص بها, او مهما يكن, فالمرأة التي تجلس في السرير لديها الكثير من الصفات الخاصة بها. ولا امرأة يمكنها ان تبدو بهذا الجمال عند الصباح الباكر ,مكياج كامل ,ولا شعرة واحدة في غير مكانها. حتى قميص نومها الحريرى يبدو وكأنه وصل للتو من محلات هارودز.
شعرت ايفلون بالاضطراب من تحديق العينين الرمادتين فيها وتمنت لو انها فكرت في تغيير بدلة الرياضة الواسعة التي ترتديها.
قالت باميلا بلهجة آمرة:
" من انت؟"
اجابت ايفلون بحزم:
" احضر لك القهوة"
تنهدت باميلا بضيق :
"نعم, لقد رأيت ذلك, لكن ليس هذا ما سألتك عنه, اين هي السيدة ماكي؟ كان يجب ان تحضر القهوة قبل عشر دقائق, ادرك انكم هنا لا تعرفون قيمة الوقت لكن ليس هذا بعذر للتصرف بكسل"
شعرت ايفلون بالغضب لكنها حاولت السيطرة على نفسها وقالت بهدوء:
" لدى السيدة ماكي الكثير من العمل, فهي تحضر كل شيء لاحتفال سيليدي الليلة"
نظرت باميلا باحتقار لهذا العذر فتجاهلتها ايفلون, وضعت الصينية على الطاولة بجانب السرير واستدارت لتخرج عندما اوقفتها باميلا بصوت آمر "جهزى لي الحمام قبل ان تغادري"
توقفت واستدارت وقد لمعت عيناها الخضراوان بقوة "عليك ان تفعلي ذلك بنفسك, فأنا لا اعمل هنا"
رفعت باميلا حاجبها وقالت:
" فهمت ... لكن طالما احضرت لي القهوة من الطبيعي ان افترض ..." وهزت كتفيها باستخفاف.
قالت ايفلون بصوت مضطرب:
" انا ضيفة مثلك تماماً"
نظرت اليها باميلا بفضول واضح وقالت " اذا من الافضل ان نتعرف على بعضنا, انا باميلا روسل خطيبة فرايزر "
والآن اخيراً ها هي تسمع ذلك في العلن. ليست صديقته ...او احدى الفتيات التي تعرفه, انها خطيبته! بالطبع كانت تعلم ذلك لكن ان تسمع ذلك ... وكان سكيناً يمزق قلبها.
اجابت ببرودة:
" انا ايفلون ريفرز "
"ريفرز ؟"كررت باميلا الاسم عدة مرات بعدها هزت رأسها وتابعت" اني آسفة, لا اعتقد انني سمعت به من قبل, هل اعرفك من قبل؟ ام ان لديك اي اقارب بالعشيرة"

Rehana 11-12-21 09:04 PM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
علمت ايفلون انه حان الوقت لتغادر لكن كان هناك شيء ما بالفتاة امامها جعلها تقف مكانها وتجيب بكل ثقة" لا احد بالمطلق"
" اذاً من دعك؟"
" فرايزر ,انه أمر اكثر مما هي دعوة "
حدقت باميلا بها بقوة وقالت "حقاً؟ ومنذ متى تعرفين فرايزر ؟"
قالت ببساطة وبصوت عادي:
" حوالي شهر تقريباً, منذ ان وصلت الى هنا. وفي الوقع لم ارغب في البقاء لكنه أصر ان ابقى قال انه يريد ان يتعرف عليّ بصورة اكثر "سارت نحو الباب, توقفت ونظرت اليها "من الافضل ان تشربي قهوتك قبل ان تبرد"
وباحساس كبير بالثقة بالنفس غادرت الغرفة, لقد حذرها فرايزر على ان تتصرف بكرامة وان لا تتحدث بأي شيء قد يحدث المشاكل. حسناً, لقد تصرفت بكرامة وكل كلمة قالتها كانت الحقيقة ويحق لليدى باميلا ان تفسر كلامها كما تشاء, بالنسبة لها لا تهتم للامر مطلقاً.
امضت ما تبقى من فترة الصباح بمفردها تسير على الشاطىء. سألت نفسها, ماذا يمكن ان يرى فرايزر بامرأة مثلها ؟ من المؤكد, انها جميلة. ولكن حتى كلمة جميلة لا تعطيها حقها. لكن بالنسبة الى شخصيتها! انها تعمل على اعصابك كما تفعل الاظافر على الزجاج, اذا كان فرايزر يرغب في تمضية ما تبقى من حياته معها فهي حقاً تشفق عليه. الاحمق المسكين لا يعلم ما الذي ينتظره . من المؤكد انه لا يرى الا ناحية واحدة من شخصيتها ,فقد يمكن ان تكون لطيفة وناعمة برفقته لكنها تظهر شخصيتها الحقيقية على من تعتبرهم ادنى من مستواها.
عندما عادت الى المنزل تناولت عذاء خفيفاً في المطبخ مع السيدة ماكي والتي كانت تبدو منزعجة بسبب شيء ما , وبعد تدخل ايفلون اللطيف قالت لها "انه بسبب الفتاتان من القرية, لقد قررتا ان تذهبا ان لم تتركهما باميلا وشأنهما, فهي تسبب لهما الازعاج"
سألت ايفلون وهي متجهمة الوجه" تزعجهما ؟وكيف ذلك؟"
" تسأل العديد من الاسئلة ومعظمها عنك, ولقد كانت مصرة جداً بكل الاحوال, تحدثت معها فخرجت للذهاب الى القرية, واعتقد انها ستعمد على طرح الاسئلة هناك ايضاً" هزت ايفلون كتفيها وقالت" كل ما عليها القيام به هو ان تسألني بدلا ًمن ان تثير كل هذه الضجة بسببي, بالنسبة لي لا شيء اخفيه كما وانني لم افعل شيئاً اخجل منه" تلك كانت الحقيقة ,لكن في اعماقها كانت تتمنى لو تشعر بالثقة كما تظهرها.

Rehana 11-12-21 09:05 PM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
لكن هناك شيء قامت به بالتحديد, لقد رمت الهرة بين الحمام, ولابد ان احد ما في القرية سيخبر باميلا عن كاليغ باهان والتي جلبتها الحوريات لتتزوج رئيس عشيرتهم.
بعد تناول الغداء ساعدت الفتاتين بحمل الصواني الكبيرة المليئة باللحم البارد والجبن الى قاعة الاحتفال. حبست انفاسها من جمال المنظر .كانت الارض تلمع ...كذلك اغطية الطاولات من الحرير الابيض النقى... و لمعان كؤوس الكريستال والفضيات التي تملاء المكان.
هنأت الفتاتين على عملهما وقالت:
" تبدو الغرفة جميلة جداً, هل ستكونان هنا في هذا المساء؟"
قالت احدهما " آه بالطبع, كل شخص مدعو للغراند سيليدي" ابتسمت بخجل وتابعت" كلنا بانتظار هذه الحفلة, فبعد كل شيء, انها سهرة مميزة ,اليس كذلك؟"
غيرت ايفلون الموضوع بسرعة, فتحدثت معهما لعدة دقائق, بعدها صعدت الى غرفتها. خلعت بدلة الرياضة واستحمت بعدها ارتدت تنورة بسيطة وقميصاً قطنية.
اخذت تمشط شعرها بعد تجفيفه, وقررت ان تقصه قصيراً وقصيراً جداً ما ان ترحل من هنا ,فكلما كان اقصر كان ذلك افضل, وقد تصبغه بلون اسود, فقد يساعدها ذلك على ابعاد كل ذكريات فرايزر سوليفاش التي ستلاحقها كل مرة تنظر فيها الى المرآة.
لا , هذا تصرف غبي من قبلها. ولا يفيدها ذلك بشيء, فالوقت يشفي كل الجروح, لكن لا شيء سيمحي ذكرى اول ليلة لها هنا, وابداً لن تنسى تلك العينين الزرقاوين ...وكيف يتمتم عندما يكون غاضباً وكيف ابتسامة مفاجأة منه تجعل دقات قلبها تتسارع.
حدقت بصورتها في المرآة, لم تعد متأكدة من أي شيء, لقد عمل على ان ترضخ لأوامره وكأنها لعبة بين يديه وليس لديها اية فكرة عما يرغب في القيام به .سيطر عليها النعاس من عدم تمكنها من النوم ليلة البارحة فاستلقت على السرير راغبة في النوم لمدة نصف ساعة, لكن بعض مضي خمس ساعات استيقظت عندما شعرت بلمسة خفيفة على كتفها.
كانت السيدة ماكي تبتسم لها" تفضلي, لقد احضرت لك فنجاناً من الشاي المعطر "
جلست وهي تشعر بالاحراج نظرت الى الساعة وقالت "هكذا اصبح الوقت؟"
قالت مدبرة المنزل تخفف عنها "لا بأس عليك, لن يبدأ الاحتفال قبل نصف ساعة من الآن, اتيت الى غرفتك قبل الآن ,لكنك كنت نائمة وبعمق فقررت ان اتركك ترتاحين, فأنت بحاجة لكل النشاط قبل ان يبدأ الرقص, ولا تقلقي لعدم وجودك في استقبال الضيوف, فباميلا تقوم بذلك"

Rehana 11-12-21 09:06 PM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
شربت ايفلون الشاي وحاولت ان تستجمع قوتها, سألت بحذر "هل قالت لك باميلا شيئاً بعد عودتها من القرية؟"
" لا "لكنها تابعت بعد قليل من التفكير "لكن يبدو انها غاضبة جداً من شيء ما .ولقد سمعتها تتشاجر مع فرايزر فيما" بعد عضت على شفتيها وكأنها منزعجة من نفسها لأنها تتحدث عن فرايزر ,ابتسمت وقالت "حسناً, من الافضل ان اعود لعملي"
حملت ايفلون فنجانها نحو النافذة وحدقت في الطريق المؤدية الى المنزل. رأت على الطريق سيارات المرسيدس السيارات الفخمة الكبيرة ,كذلك كان هناك شاحنات وجرار زراعي فتساءلت ان كان ذلك للعجوز غافن الذي وجدها بين الصخور في ليلة وصولها الى هذا المكان.
فكرة ان تنزل الآن لمقابلة الجميع جعلها تشعر بعقدة في معدتها وبتردد دخلت الحمام ووضعت الكثير من الماء البارد على وجهها.
بعد مرور خمسة عشر دقيقة كانت تضع بروش اللؤلؤ والفضة على شالها عندما سمعت طرقاً خفيفاً على الباب. اعتقدت انها السيدة ماكي قد رجعت ثانية فقالت "تفضلي" دخلت باميلا ,انيقة ورشيقة, كانت ترتدى فستاناً احمر وقد رفعت شعرها الى اعلى.
توقفت ايفلون كردة فعل اوتوماتيكية انها ستتعرض لهجوم واتهام قوي, لكنها تفاجأت تماماً بالابتسامة المترددة والهدوء او بالاحرى التوضع الغريب في صوت باميلا.
" اتمنى ان ... لا ازعجك ايفلون, اعتقد ان علينا التحدث بصراحة قبل ان تتطور الامور اكثر من ذلك"
ضاقت عيناها الخضروان وقالت "اية امور ؟"
ظهر على وجه باميلا تعابير التوسل بالمسامحة "لقد تعرفنا على بعضنا بصورة خاطئة عند الصباح ايفلون ,وتلك كانت غلطتي, وكل الذي استطيع القيام به هو الاعتذار والتعبير عن اسفي" عضت على شفتها وتنهدت " ان هذا يحرجني كثيراً..."
بدأت ايفلون تشعر بعدم الراحة, اعتذار ؟ واعتراف بالاحراج؟ ومن باميلا؟ بدا لها من التعارف القصير بينهما انها ذات شخصية مختلفة تماماً عما هي عليه الآن. لكن هذه هي المشكلة بالتحديد, كيف يمكن لأحد ان يعرف احداً جيداً بعد تعارف قصير؟
" الآن لا يمكنك ان تشعري بالاحراج اكثر مني" قالت ذلك بحذر ,فهي مازالت تتساءل لماذا اتت باميلا للتحدث معها.
هزت باميلا رأسها متفهمة وقالت "يمكنني ان افهم ذلك, فلقد كان يتودد اليك كثيراً, اليس كذلك؟"
قالت متضايقة "هل اخبرك فرايزر بذلك؟"

Rehana 11-12-21 09:06 PM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
"ليس من داع لذلك" تنهدت باميلا وتابعت بمرارة "انت هنا منذ شهر وانا اعرف فرايزر جيداً. فأن رأى فتاة جذابة ... خصوصاً بريئة ولطيفة مثلك ... ياللهول! اشعر بالمرض من مجرد التفكير كيف تمكن من الهزء بك, ليس انت وحدك ...بل كل الفتيات الاخريات اللواتي كن قبل وصولك, كنت اتشاجر معه كثيراً وحاولت معه كثيراً ان يتوقف عن تصرفاته الخاطئة لكن هذا لم يشكل اي فرق . بعدها, اليوم بعد الظهر ... عندما علمت بشأنك ... كان بيننا شجار كبير ,لقد وعدني ان يكون مخلصاً ووفياً عندما نتزوج ...لكن حتى حدوث ذلك ..."
توقفت عن الكلام ونظرت الى ايفلون بحزن ويأس. لمع الشك في صوتها وعينيها "اذا ... اذا كان سيئاً هكذا فلما مازلت مرتبطة به؟ انا لا افعل ذلك مطلقاً"
"انت محقة ايفلون" تابعت باميلا بصوت منخفض "لا امرأة لديها ذرة من المنطق قد تقبل بذلك, لكن العالم مليء بالنساء الغبيات مثلي, لابد ان الحب قد اخترع من قبل الرجل, وهذا ما جعله يقوم بكل ما يريد لأنه يعلم اننا في النهاية سنسامحه "قالت ايفلون بغضب "اذا انت غبية, او على الاقل واحدة منا كذلك"
" نعم كلانا غبيتين ايفلون, انا لأنني اصدق وعوده وانت لأنك صدقت كل ذلك الكلام الغير منطقي عن الحوريات" نظرت الى ايفلون بتعاطف وشفقة وتابعت "من حسن الحظ انه مازال هناك اناس شرفاء في سوليفاش والذين اخبروني الحقيقة, اما بالنسبة الي كريستى ... انها طيبة القلب لكنها تعتبر نفسها ممن لديهم رؤيا وهناك الكثير منهم في الهاى لاندس. وهذا ما يعطيهم المكانة ويجعلهم ذو قيمة في هذه المنطقة من البلاد"
اعترضت ايفلون "لكن ماذا عن النار ؟لقد رأيتها بعيني, لقد كانت حقيقة"
" بالطبع حقيقة, انها أمر عادى جداً في الحقول, انها غاز المستنقعات او المناجم, على ما اعتقد, وهي بحاجة لعود ثقاب حتى تشتعل, واعتقد انها اشتعلت برمي عقب سيجارة غافن سائق الجرار الزراعي"
سألت ايفلون وهي تشعر باحساس قوي بالخيانة "هل تقولين لي ان كل انسان هنا يعلم بذلك, فرايزر؟ وكريستي؟ ... وايلين ... وكل الناس؟"
هزت باميلا رأسها بتفهم وقالت " تلك المنطقة النيغي مكان خطر جداً. ولهذا السبب لا يسمح سكان القرية لأولادهم باللعب هناك, وان سألتهم سيقولون لك بسبب وجود الغاز"
بدا كل شيء يتوضح في فكرها, كل مخاوفها السابقة وشكوكها بشأن فرايزر وكريستي اصبحت حقيقة الآن, ولقد كانت الحقيقة تحدق بها وفي وجهها لكنها عمياء بسبب رغباتها ولذلك لم ترها.
قالت باميلا بصوت ناعم مليء بالندم "هناك شيء آخر يجب ان تعرفيه"
قالت ايفلون بقوة:
" لا ... لقد سمعت مافيه الكفاية"

Rehana 11-12-21 09:07 PM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
تابعت باميلا "هل اخبرك انه عليه ان يتزوج خلال اسبوعين على الاكثر؟"
اتسعت عيناها وقالت "لا, لم يخبرني, حتى انه لم يتكلم عنك مطلقاً, لا هو ولا كريستي, وعندما كنت اسأله كان يقول لي ان اهتم بشؤوني. وكانت كريستي تتجنب السؤال"
" حسناً, سيبلغ من العمر الخامسة والثلاثين قريباً وان لم يتزوج عندها سيخسر اللقب لمصلحة عمه. و فرايزر لن يسمح بحدوث ذلك, فعمه من الناس الذين يهتمون كثيراً للمال وسيعمل على بيع كل شيء لسكان الحدود. توصلنا انا وفرايزر الى اتفاق ومنذ وقت طويل, انه حين يحين الوقت سنتزوج, والآن لا يستطيع تأجيل ذلك اكثر ,اعتقد ان علاقته معك كانت آخر ايام المرح في حياته العزوبية" توقفت عن الكلام لتعترف بحزن "انني حقاً آسفة ايفلون, لكن ... عليّ ان احذرك ويمكنك ان تفهمي ذلك, اليس كذلك؟"
سألت بألم "تحذريني بشأن ماذا ... ماذا بامكانه ان يفعل اكثر من ذلك؟ ألم يسبب ما يكفي من الاذى لي حتى الآن"
" هل فكرت بالاحراج الذي سيصيبك ايفلون؟ لن يكون الامر سهلاً عليك عندما تنزلين الى الحفلة, الكل يعلم ان فرايزر هزء منك, لكنه رئيس عشيرتهم وهو في نظرهم لا يخطىء ابداً. سيضحكون كثيراً من وراء ظهرك .حسناً, وما كنت لأسمح بذلك"
كانت ايفلون قد اتخذت قرارها وبمرارة نزعت البروش عن الشال ورمته على السرير "لا تقلقي, لن يحظى بفرصة اذلالي بعد الآن. لا اريد رؤيته ثانية"
ساد صمت ثقيل بينهما بعدها تنهدت باميلا بحزن وقالت:
" انا لا الومك ايفلون, كنت لا شعر مثلك تماماً لو كنت مكانك, مع انني اشك ان تكون لدي شجاعتك. اسمعي ... ساجد لك عذراً ما. سأقول لهم انك تعانين من صداع"
حدقت ايفلون بها بصمت, غير قادرة على الثقة بصوتها كي تتكلم وعندما غادرت باميلا الغرفة سارت بغضب نحو الباب واقفلته بقوة.
نظرت الى نفسها في مرآة الخزانة, كان وجهها شاحباً ومليئاً بالاحباط وعيناها تشعان بالضيق والحزن ,وبيد مرتجفة خلعت فستانها, حملته ورمته على ظهر الكرسى وارتدت بدلة الرياضة. وبحالة كبيرة من اليأس رمت نفسها على السرير وحاولت ان تمحي كل ما حدث لها من ذاكرتها ... وان تخفف من الالم الذى يعصف فى قلبها سمعت الموسيقى تعزف في غرفة الاحتفال فضغطت بيديها على اذنيها لتبعد عنها الصوت. اغمضت عينيها بقوة لكن صورة وجهه بقيت في عينيها, العينان الزرقاوان تسخران منها وابتسامته الساخرة.

Rehana 11-12-21 09:07 PM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
سمعت دقة قوية على الباب اجفلتها فجلست على السرير ,قرع الباب مرة اخرى, وبصورة اقوى. انه هو نهضت عن السرير وسارت نحو الباب وصرخت به "اذهب من هنا"
سمعت صوته من الخارج" ايفلون؟ انا فرايزر ما الذي يؤخرك؟ دعيني ادخل"
قالت "لا! لن اخرج, لقد عرفت كل شيء عنك الآن, ارحل ودعني بمفردي"
سمعت صوت حركة بمسكة الباب, بعدها ساد الصمت, فتوقعت ان يخلع الباب في اية لحظة, عندما لم يحدث شيء ضغطت بأذنها على الباب وسمعت وقع اقدامه تبتعد في الممر ,عندما تأكدت انه ذهب تجولت في الغرفة ووقفت قرب النافذة, تحدق بعينين تدمعان عبر الخليج الى القرية, ستفتقد الى هذا المكان والى السلام والهدوء و الى الناس اللطفاء.
" ايفلون ؟"استدارت بسرعة لترى كريستي تقف في وسط الغرفة وعلى وجهها ابتسامة حزينة, فتحت فمها مستغربة وهي تنظر الى الباب, ثم الى كريستي" كيف ... كيف دخلت؟ فالباب مقفل"
قالت كريستي بهدوء" آه ... انا لا اثق كثيراً بأقفال هذا المنزل القديم, فاحياناً تعمل واحياناً لا "
سألت بضيق "هل ارسلك فرايزر ؟"
هزت كريستى رأسها "لم يرسلني احد, لكن باميلا تحت تتصرف كالهرة التي حصلت على كل الكريما, لقد كانت هنا تتحدث معك, اليس كذلك؟"
اجابت ايفلون بمرارة "نعم, كانت تخبرني بعض الحقائق عن العشيرة وعن الطريقة التي خدعت بها"
بدا الالم على وجه كريستي وقالت " لم يخدعك احد عزيزتي"
نظرت اليها بغضب "حقاً؟ وماذا عن النار ؟ انها ليست الا مستنقعات غاز ,لكن السر هو ما جعلها تشتعل في اللحظة التي رأيتها فيها" قالت بغضب "حسناً, ليست الحوريات صديقاتك من فعلن ذلك, انها عقب سيكارة للعجوز غافن"
وافقت كريستي بهدوء "نعم, لكن ما الذي جعل غافن يمر في تلك اللحظة من هناك؟"
حدقت ايفلون بها باحباط "اسمعي ... اذا اتيت لتقنعيني بالنزول الى الحفلة فانك تضيعين وقتك"
تنهدت كريستي وقالت بلطف "هذا امر يجب ان تقرريه بنفسك, والا فلا قيمة له, اما بالنسبة الى باميلا ... حسناً, انها مخادعة تماماً مثل قفل الباب وانا لا اضع ثقتي بالكلام الذي تقوله" استدارت ايفلون بغضب وعادت تحدق الى الخارج بصمت, لا تريد التحدث بالامر اكثر من ذلك, تريد ان ينتهي هذا اليوم وهذه الليلة. لا احد, حتى ولا كريستي سيجعلها تغير رأيها. فهذه هي مشكلتها, الاصغاء الى الاشخاص الذين يملكون السنة لديها قدرة للتصديق, اناس مثل صديقها السابق ... السيد سميث في البرتغال ... كريستي ... وباميلا ... توقف فكرها عند كلمة باميلا .

Rehana 11-12-21 09:08 PM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
استدارت لكن كريستي رحلت بصمت تماماً كما ظهرت, تباً. تمنت لو لم تكن فظة معها. الآن, ما الذي قالته عن باميلا ؟ شيء ما وبأنها مخادعة تماماً كالقفل الذي على الباب, لقد حاولت كريستي ان تحذرها بشأن باميلا ... وان لا تثق بها.
لكن باميلا كانت مقنعة جداً, تقدم لها المساعدة والتعاطف. آه نعم, السيد سميث قدم لها المساعدة والتعاطف ايضاً ... يجب ان لا تنسى ذلك.
جلست على حافة السرير واخذت تفكر ,لنفترض ان كل ما قالته باميلا مجرد اكاذيب؟ حسناً ... و ماهي دوافعها؟ لتتأكد ان ايفلون لن تحضر الاحتفال لكن ان كان فرايزر قد وعدها بالزواج, كما هي تقول, فليس عليها ان تقلق بشأن حضورها. وهذا قد يعني ان فرايزر لم يعدها بشيء. لكن الوقت يحاصر فرايزر وعليه ان يختار زوجة الليلة, بينما تكون كل العشيرة مجتمعة, هكذا تطلب العادات, فأرادت باميلا التأكد ان المكان فارغ والساحة لها وحدها. استيعابها المفاجىء لخطة باميلا المخادعة جعلتها تقف بسرعة على قدميها, الخطيبة المظلومة جاهزة لتسامح خطيبها وهي تشعر بالاسى نحو ضحاياه, تلك الماكرة لعبت دورها بمهارة, وكل الوقت هي تعمل على تدمير ثقتها بنفسها ,مع ان ثقتها بنفسها تعذبها بما فيه الكفاية, وهذا ماجعل عمل باميلا اسهل, لكنه لا يقلل من خداعها ونفسها الشريرة.
لكن هناك احتمال انها تتعلق بالقشة الاخيرة وان باميلا كانت تقول الحقيقة لكن الطريقة الوحيدة لمعرفة الحقيقة هي ان تنزل الى الحفلة الآن وتلاحق فرايزر بوعده, قد تنتهي بمأساة حقيقية لكن عليها المخاطرة ,هذه المرة لن تهرب وتختبىء, هذه المرة ستبقى وتواجه.
بسرعة بدلت ثيابها, ارتدت فستانها ووضعت البروش على الشال, نظرت نظرة اخيرة الى المرآة وسارت نحو الباب.
كان مازال مقفلا! اذاً كيف دخلت كريستي ...؟
رمشت بعينيها بارتباك للحظة, بعدها ادارت المفتاح وفتحت الباب, ستقلق بهذا الشأن فيما بعد, الآن هناك امور اخرى تشغل بالها.
للحظة توقفت الموسيقى لكنها كانت لا تزال تسمع ضجة الاحاديث والضحك من قاعة الاحتفال بينما كانت تنزل الدرج. في الوقت الذي وصلت فيه الى باب القاعة كانت اعصابها مشدودة وتشعر بجفاف في فمها ,رفعت رأسها عالياً وسارت عبر الممر والابواب الواسعة المفتوحة.
دخولها المفاجىء اثار بعض الضجة ومن زواية عينيها رأت الناس تستدير وتحدق بها. في آخر القاعة كان هناك تجمع حول المدفأة الكبيرة, مجموعة من الرجال والنساء المميزين والذين يتحدثون مع فرايزر ,لكن هم ايضاً, استداروا وحدقوا بها بينما كانت تسير نحوهم.

Rehana 11-12-21 09:08 PM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
بدا لها ان المسافة ستطول الى الابد, فكل خطوة تأخذ منها كل شجاعتها وتصميمها. كان قلبها يخفق بقوة وبسرعة اكثر كلما اقتربت من فرايزر ,آه كم يبدو وسيماً وهو يرتدي بدلة زرقاء. لكن هذه النظرة الغامضة على وجهه؟ هل هي سعادة, ام غضب, ام انها اسوء من الاثنين؟
كانت باميلا تتعلق بذراعه وكأنه ملكها ولم يكن هناك اي شك في تعابير وجهها, الغضب القاتل.
حدقت في تلك العينين الغاضبتين وقالت بهدوء "مرحباً باميلا, لم اعد اشعر بأي صداع لذلك قررت ان اشارك وانضم الى الحفلة في النهاية"
ابتسمت باشراق نحو المجموعة حولهم ونظرت الى فرايزر وقالت بنعومة "حسناً, هل تريد ان تعرفني باصدقائك؟"
تحت ذلك المظهر الهادىء والقوي كانت ترتجف من الداخل, في اية لحظة الآن ستتحطم كامل شخصيتها تحت رد فعله.
نظر فرايزر اليها محاولاً ان يخترق القناع الذي تضعه على وجهها ,بعدها رأت ملامح ابتسامة على شفتيه, تمتم اعتذاراً الى باميلا, وتخلص من ذراعها, بعدها قال بصوت عال" يسعدني انك فعلت ذلك اخيراً, كاليغ باهان, لقد اعتقدنا جميعاً انك قررت الرجوع الى البحر ثانية" علا صوت الضحك في القاعة كلها ولمحت كريستي من وراء بعض الاشخاص تبتسم لها مشجعة, بعدها قدم لها احد ما شراباً , اخذت رشفة صغيرة, هزت رأسها وقالت " انه شهي جداً, اعتقد انه شراب خاص بالعشيرة "نظر الرجل اليها بدهشة وسمعت صوتاً يقول "قد تكون الآنسة انكليزية لكن لديها ذوق خاص, فهي تعرف مذاقنا"
رشفت رشفة اخرى, واجابت بمرح "اتمنى لو انني كذلك, لكن في الواقع لقد رأيت طاولات الشراب عندما كنت هنا بعد الظهر هذا اليوم"
ضحك الجميع لاعترافها وقال احدهم "على الاقل هي صادقة"
ابتسم فرايزر لها ,ابتسامة لم تكن تشبه اي ابتسامة رأتها من قبل, اصبح اضطراب قلبها اكثر ,لكن ليس من الخوف والتوقع, بل من الفرح والحماس.
بدا يعرفها على المجموعة حوله وذراعه حول كتفها "كاميرون, هل لي ان اعرفك بالآنسة ايفلون ريفرز ؟"وجدت نفسها تنظر الى رجل طويل ارستقراطي رمادي الشعر ,صافحته وابتسمت, قالت " كواز ذا سيبا؟"
اتسعت عينا الرجل متفاجئاً" آه بيل غادليغ اغبيا؟"
حاولت جاهدة ان تجد الكلمات المناسبة :"بيغان... تامي اغ... "

Rehana 11-12-21 09:08 PM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
قال مترجماً عنها "انت تتعلمين؟" ظهرت ابتسامة كبيرة على وجهه ونظر الى الباقين "انها تتعلم لغتنا الغاليك! ومن خلال لهجتها ستتحدث بها وكأنها مواطنة اصلية قريباً جداً" تم التعارف على البقية بسرعة كبيرة مع عدد من الاسماء عليها ان تتذكرها .عندما انتهيا قادها فرايزر بيدها الى وسط الغرفة, بعدها رفع يده طالباً من الجميع السكوت. ما ان هدأت الغرفة حتى سحب من جيبه قطعة جلدية وهمس لها "انني فخور بك ايفلون, والآن ارفعي رأسك عالياً. انت اجمل امرأة في هذه القاعة واريد من الجميع هنا ان يرى ما الذي سافعله"
كانت ترتجف كورقة ناعمة في الريح بينما كان يضع عقد الماس مرصعاً بالجواهر بنعومة على عنقها. تراجع خطوة الى الوراء لينظر الى جمالها ,وضع يديه برقة على كتفيها, انحنى وقبلها بنعومة وحب كبيرين.
وقف بعد لحظة كمحارب قوي شجاع نظر الى كل من حوله, وبصوت مليء بالسلطة والفخر اعلن "هذه المرأة اختارها زوجة لي" توقف عن الكلام ليتأكد من ان الجميع من في القاعة يسمعه, بعدها تابع المراسيم التقليدية.
" اذا كان احد ما هنا يتجرأ و يتحدى عدم ملائمتها على لقب السيدة الاولى في العشيرة, عليه ان يتحدث الآن"
عم الصمت ارجاء الغرفة بينما كان ينقل نظره بهدوء وروية منتظراً اية اشارة عن عدم ملائمتها, بعدها ابتسم وهز رأسه متابعاً" اذاً ستصبح كذلك, اعتبر هذا انكم جميعاً موافقون على اختياري؟"
علا هتاف التأييد فضمها اليه بينما اقترب منهما الجميع لتقديم التهاني.
خفت الاصوات بعد قليل وعادت الموسيقى تصدح في ليلة ستبقى احداثها تعاد وتعاد لاجيال قادمة .فجأة اصبحت كريستي امامهما ,وهي تحمل بيدها كوب شراب ,كانت لا تزال ترتدي تنورة التويد والكنزة القديمة لكن ايفلون لم تستطع ان تتخيلها بثياب اخرى. فليس هناك شيء واحد غير مميز بكريستي فهي كاللعبة المحشوة للاطفال, وكوسادة ساخنة في سرير بارد. ابتسمت لها عيناها المتعاطفتان وقالت" اهلاً بك في العشيرة كاليغ باهان"
ابتسمت ايفلون وقالت "شكراً كريستي وشكراً لك على قدومك ..."
قاطعتها كريستي على الفور ونظرت الى فرايزر قائلة "كان كلامك جميلاً جداً فرايزر وبالنسبة لقانون العشيرة انت وايفلون الآن زوجان لكن قد يكون من الافضل لو سجلنا هذا الزواج في القوانين المدنية ايضاً طالما نحن هنا" نظرت اليه باهتمام وتابعت بصوت منخفض "انني افكر بعمك المحترم"

Rehana 11-12-21 09:09 PM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
هز فرايزر رأسه وقال "آه كريستي, انت دائماً تسبقين الجميع بخطوات كالعادة"
قالت كريستي بفرح "جيد, كامرون هو قاضي السلام في البلاد سيسعده ان يقوم بمراسم الزواج, سأذهب واتحدث معه الآن"
كانت ايفلون مازالت تحاول ان تستوعب ما يجري معها, لقد اصبحت للتو زوجة فرايزر ,تقليد آخر من التقاليد الغامضة للعشيرة, لكن فقط في حالة ان فكر احد بالشك بصحة زواجهما, فهما سيخضعان لمراسيم اخرى, شعرت بالدوار وبالتوتر .
ظهر شيء من احساسها على وجهها فشد فرايزر على يدها ونظر اليها باهتمام "هل تشعرين انك بخير ؟انك شاحبة, يمكننا ان نؤجل القيام بذلك ان كنت تريدين"
تنفست بعمق وابتسمت "لا تقلق بشأني, حبيبي كل ما في الامر ان الامور تجري بسرعة ,وانني مازلت احاول ان اعتاد على فكرة انك زوجي الآن" تنفست بعمق ثانية وشعرت بان اللون يعود الى وجنتيها.
كان هناك المزيد من التهاني والسلام لكن كريستي احتاجت الى اقل من عشر دقائق لتتمكن من تنظيم مراسم الزواج رسمياً. اختارت ايفلون ايلين والتي بدت سعيدة جداً لتكون مرافقة للعروس بينما اختير العجوز دانكن ليكون مرافق فرايزر .وقف كامرون, قاضي السلام, امامهم ليبدأ بالمراسم عندما قال فرايزر "تباً! لا املك خاتماً لاقدمه لايفلون"
اقتربت منهم كريستي ومدت يديها "اذا من حسن الحظ انني احضرت معي هذا الخاتم" وبعينين مليئتين بالاسرار ,غمزت ايفلون وتابعت "لا تقلقي, سيناسبك تماماً"
بالطبع سيكون مناسباً, هذا ما قالته ايفلون لنفسها. ان قالت كريستي انه مناسب, فسيكون كذلك بدون ادنى شك.

نهاية الفصل

Rehana 12-12-21 08:01 PM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
الفصل العاشر

كان ضوء القمر منتشراً على الشاطىء بينما تضرب برفق الشاطىء اما الموسيقى مياه البحر الصاخبة فكانت بالكاد تصلهما من المنزل الكبير من وراء الاشجار ,ضمها فرايزر اليه وتمتم "ان كنت تشعرين بالبرد ,فلنعد الى المنزل"
مدت يدها ولمست خده "ليس بعد, حبيبى اريد ان اعتاد على فكرة انك لي في النهاية, كما وان ... لديك الكثير من الاشياء التي يجب ان تفسرها لي"
قبلها وتمتم "اعتقد ان هناك طرق افضل لتمضية الوقت" ضمها اليها بقوة وقال" ايفلون! هاتان العينان الرائعتان ... وصوتك العذب ... وجمالك الآخاذ ,اعتقد حقاً انك حورية البحر اتت لتقودني الى الجنون من الحب"
تابعا سيرهما على الشاطىء, واضعاً ذراعه على كتفها, وهي تحيط خصره بذراعها. كانت اضواء القرية تعكس انوارها على المياه في الخليج, فقط ولتتأكد انها لا تعيش في حلم رائع مدت يدها ولمست العقد, تنهدت قائلة "ما اجمل هذا المكان"
سألها بهدوء "هل انت حقاً متأكدة انك ترغبين في امضاء ماتبقى من حياتك هنا؟"
" آه حبيبي, نعم, انه لأمر غريب ... لكنني اشعر وكأنني انتمي الى هنا ... وكأنني كنت دائماً جزء من هذا المكان, احبه ...تقريباً تماماً كما احبك"
بدا سعيداً وهو يقول" آه ...هذا ما كنت اريد التأكد منه, معظم الناس تأتي الى هنا لامضاء العطلة, يمضون اسبوعين ويعتقدون ان المكان رائع, بعدها يفتقدون الى الحياة الصاخبة في المدينة ,كنت خائفاً انك قد تشعرين بذلك, لا استطيع تحمل ان اراك يائسة لأشياء تفتقدينها" هزت رأسها وقالت "هؤلاء الناس اغبياء, كنت اشعر بالحماس هنا اكثر مما كنت اشعر به في بلادي, فالناس هنا لطفاء ومن يحتاج لكل تلك الفوضى وللهواء الملوث الذي لا يمكنك الا السعال كلما خرجت من المنزل ... توقفت عن الكلام ابتسمت له وتابعت "صدقني, وانا لا اريد ان اغادره ابداً"
ضمها اليه بقوة وحب وقال "هذا ما كنت اتمنى ان تشعري به, لكن حتى آخر لحظة لم اكن متاكداً, لكنك اثبت ولائك عندما اكتشفت انك تتعلمين لغتنا وهذا اعطى انطباعاً قوياً لكل شخص هناك, لم ار يوماً العجوز كامرون سعيداً هكذا حول اي موضوع كان"
قالت ببساطة "ليس الامر مهماً هكذا, فلو اردت العيش في فرنسا لكنت تعلمت اللغة الفرنسية"

Rehana 12-12-21 08:02 PM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
" نعم, لكنك اردت العيش هنا ولذلك تعلمت لغتنا, وهذا هو البرهان الذي كنت احتاجه" نظر اليها وبدت الحيرة على وجهه "من كان يعلمك السيدة ماكي؟"
" لا, انه جيمي الصغير ,ولهذا كنت أراه معظم الامسيات, لكننى قلت له ان ذلك سر بيننا ... اعتقد انني كنت اخشى ان ابدو حمقاء"
ضحك ببساطة وقال "ما كان ليضحك عليك احد يا حورية البحر الجميلة, كنت علمتك بنفسي لو انك سألتني فقط"
" اردت ان يكون ذلك مفاجئة"
ابتسم "نعم, انت مليئة بالمفاجآت, اليس كذلك؟ عندما رأيتك اول مرة في كوخ كريستى ..." قاطعته وهي تبتسم وتتذكر "كنت شبه ميتة ,ولقد تفاجآت كثيراً. رأيتك واعتقدت انني احلم" سارا معاً لعدة دقائق في ذلك الصمت الجميل, يصغيان الى حركة الماء اللطيفة على الشاطىء, بعدها توقفت ونظرت اليه تتهمه "لم تكن لطيفاً معي في صباح اليوم التالي, اليس كذلك؟ لقد اعتقدتك مخيفاً"
" وانت كنت فتاة من المدينة سيئة الطباع" تابع مازحاً" صرخت وقلت لي ان لا المسك مطلقاً"
قالت "كان لدي سبب مهم جداً لتصرفي, لا اعتقد انه من العادة ان تستيقظ فتاة لتعلم انها احضرت بواسطة حوريات البحر لتتزوج من رجل لم تره يوماً, فكيف كنت تريدني ان اتصرف؟" ابتسمت وتابعت "لكن الآن الامور اصبحت مختلفة"
" نعم ... لقد عاملتك بقسوة, لكن على الرغم من ذلك اغرمنا ببعضنا بقوة, اليس كذلك؟" "همم ... حسناً, انا اعلم متى اغرمت بك لكنني لا اعلم كيف حدث ذلك معك"
امسك بشعرها الاشقر الطويل وشعر بملمسه الحرير الناعم بين اصابعه بعدها قبل انفها وهو يقول "منذ اول ليلة, في المكتبة, قرب المدفأة ,كنت تشعين كالذهب"
تذكرت ذلك اللقاء فابتسمت وقالت "نعم, يبدو انني اتذكر تلك الليلة"
قال في اذنها "اذاً لنعد الى المنزل, فالاحتفال, لن ينتهي قبل ساعات الفجر الاولى, فلنذهب الى المكتبة"
ضحكت وقالت "من الافضل ان لا نفعل, لقد رأيت ايلين تذهب الى هناك مع صديقها"
" تباً, ما مشكلة الشباب هذه الايام"
قالت بهدوء "حسناً, هذا يعني ان لدينا الكثير من الوقت لتخبرني عن باميلا, لقد اختفت على الفور بعد ان قدمت لي العقد"
قال "نعم, واعتقد انها الآن في منتصف الطريق نحو ادنبرغ وهي تجر اذيال الخيبة وراءها" فاجأتها لهجته "انها لا تعجبك, اليس كذلك؟"

Rehana 12-12-21 08:03 PM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
هز كتفيه "لنقل انني اشعر بالأسف نحوها" قالت بحرارة "حسناً, انا لا اشعر كذلك, وانت ايضاً يجب ان لا تتأسف عليها ان سمعت ما قالته والاكاذيب التي اخترعتها"
ضحك بسخرية وقال "هكذا ... حذرت انها كانت معك"
" علمت بذلك؟"
قال يذكرها بهدوء :
"عندما ذهبت الى غرفتك لارافقك كنت قد اقفلت الباب على نفسك وقلت لي ان ارحل, عندها علمت انها تمكنت من السيطرة عليك"
قالت بمرارة :
"نعم, لقد تمكنت منى تماماً, فهي ممثلة جيدة ولقد جعلتني اشعر بالأسى نحوها. لما لم تحذرني بشأنها؟ وعندما كنت اسألك عنها تقول لي ان شأنها لا يعنيني"
خفف من انزعاجها بقبلة ناعمة وقال "لقد طلبت منك ان تثقي بي, تذكرين؟"
" نعم ,حبيبي, انني اثق بك حقاً, مع انني لم اتمكن من فهم طريقة تفكيرك الصعبة, كل الذي اتمناه ان يكون لديك سبب مهم لتصرفك"
نظر اليها بصدق وهو يقول "كانت امتحانك الاخير ,ايفلون . باميلا هي انسانة مسيطرة, وان لم تتمكني من التعامل مع انسانة مثلها فانه سيكون من غير العدل مني ان اطلب منك الزواج, كنت اخضعك لكثير من الامور التي تكرهينها ولقد احببتك كثيراً بسبب ذلك, على السيدة الاولى في اية عشيرة تملك القدرة لترى من خلال التظاهر ,والمحاباة والتملق وان تتمكن من السيطرة على تلك الاوضاع وان تبقى في المقدمة دائماً. وبسبب مركزك هذا ستتعرضين دائماً لاشخاص مثلها. الحياة معي لن تكون مليئة بالورود والياسمين كما تتخيلين" قالت بهدوء وحزم:
" انا لا ابحث عن الورود والياسمين حبيبي, كل ما اريده هو حبك فقط"
ضمها وهمس في اذانها "انه لك والى الابد"
قالت وهي تشعر بالاضطراب "هل كان لباميلا يوماً دوراً في حياتك؟ لقد اخبرتني انك وعدتها بالزواج, هل كانت تكذب؟"
اعتراف بهدوء " لا ليس بالتحديد"
نظرت اليه بشك وقالت:
" حقاً ...؟ ماذا تعني ليس بالتحديد؟ هل وعدتها ام لا بالزواج؟"
" نعم وعدتها"
" فهمت ..." بدا لها ان جمال الامسية قد اختفى من امام ناظريها.

Rehana 12-12-21 08:05 PM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
قال بضيق:
" كانت في الثانية عشر من عمرها" رأى ملامح الدهشة على وجهها فتابع يشرح لها" كنت ادرس في الجامعة في ادنبرغ في ذلك الوقت, ولقد اصبحت صديقاً لشخص يدعى هاري راسل, كان يعيش مع والديه في مقاطعة كبيرة خارج ادنبرغ, كنت تلميذاً واعيش في غرفة خاصة لكن والديه اصرا على ان امضي عطلة نهاية الاسبوع عندهم"
توقف قليلاً, ليتابع هما شخصان رائعان وانا مازلت على اتصال بهما ومع هاري ايضاً. ولقد طلبت منهم رداً لجميلهم ان يأتوا الى هنا عندما يشاؤون. ولقد كان اجتماعنا دائماً لطيفاً ومريحاً لولا امر واحد, باميلا, لقد كانت الشقيقة الصغرى لهاري" توقف عن الكلام وقد تجهم وجهه قبل ان يتابع" اخبريني ايفلون ,هل من الطبيعي لفتاة في الثانية عشرة ان تغرم برجل في الواحدة والعشرين من عمره؟"
اعترفت وهي تشعر بالاحراج:
" حسناً, عندما كنت في الثانية عشرة من عمري اغرمت بمطرب اميركي"
قال "هذا أمر مختلف, ربما كان مجرد صورة كبيرة على جدار في غرفة نومك, كنت اعيش تحت سقف واحد مع تلك الفتاة المزعجة, هل لديك فكرة كم هو أمر مزعج ان تتودد فتاة في الثانية عشر لرجل؟ ولم تفعل ذلك ابداً امام والديها, لأنها كانت ذكية جداً, لقد وافقت على كلامها لأنني اعتقدت ان حديثها كان مجرد لعب اطفال خاصة عندما طلبت ان انتظر حتى تصبح شابة كبيرة لتتزوج بي فقبلت"
تخيلت ايفلون صورة الفتاة المدللة والتي تفعل اي شيء لتصل الى ما تريد.
ضحك فرايزر ساخراً من غبائه "ربما كان عليّ ان اقف بوجهها منذ البداية, لكنني كنت خائفاً من ان تنفجر بالدموع ان فعلت ذلك. بكل الاحوال, انت تتوقعين ان يتخلص الاطفال من احلامهم الطفولية عندما يكبرون, اليس كذلك؟ لكن ليس هي, بعد ان تخرجت وحصلت على الشهادة ذهبت للعمل في الخارج, وعندما عدت الى بلادي, جددت صداقتي مع والديها وقلت لهما انه مرحب بهما دائماً في منزلي في اي وقت يشاؤون"
" ومما لاشك فيه باميلا اصبحت شابة عندها؟"
هز رأسه موافقاً, وقال" لم اعرفها جيداً الا عندما بدأت تلاحقني ثانية" بدا وكأنه منزعجاً من مجرد تذكر ذلك "قد تكون اصبحت شابة لكن بسرعة كانت تظهر انها ليست اكثرمن مظاهر خداعة تخفي روحاً مليئة بالطموح والجشع, حاولت بكل طريقة ممكنة ان افهمها انني غير مهتم لها, لكنها من الناس الذين لايأخذون لا كجواب نهائي, لقد افسدت طوال عمرها ولا تستطيع ان تصدق انها لا تستطيع الحصول على اي شيء تريده"
سألته, وقد فهمت تماماً ماذا كان يحدث هنا" واعتقد انها اخذت دعوتك للقدوم الى هنا على محمل الجد"

Rehana 12-12-21 08:06 PM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
قال بجدية "نعم, هذا ما فعلته, اصبحت تأتي الى هنا كل اسبوع وبانتظام, لتمضية عطلة نهاية الاسبوع, كما وان لديها موهبة فطرية في ازعاج الجميع وذلك من خلال اصدار الاوامر والتذمر من كل شيء"
قالت بتعاطف "وانت كنت لطيفاً جداً لتخبرها عن عدم رغبتك بحضورها؟"
ابتسم بمرارة وقال "لم يكن الامر سهلاً, فأنا احب والديها, وكنت اهتم لشعورهما اكثر مما اهتم بايذاء مشاعرها, فأنا لا اعتقد انهما يعرفان اية فتاة مرعبة ربياها"
حسناً, الليدى باميلا قد تلقت الرسالة جيداً هذا المساء, على الرغم من تخطيطها وكذبها, فرايزر كان الجائزة الوحيدة التي فشلت بالحصول عليها, ومما لا شك فيها انها تحضر نفسها الآن لضحية جديدة, بدأت بقول شيء ما لكنه وضع راحة يده على فمها وقال مهدداً بمرح "لا مزيد من الكلام عن باميلا, اذكري اسمها ثانية هذه الليلة وسأعاملك بطريقتي القاسية ثانية ,وهذا ما سيعطيك افكاراً جديدة تفكرين بها"
ابعد يديه عنها فنظرت اليه وقالت "كنت فقط سأقول ان اتت مرة ثانية الى هنا سأمزق عينيها" اخفضت عينيها وتابعت "اما بالنسبة الى اسلوبك القديم, فأنا مجرد فتاة مسكينة ضعيفة وانت قوي جداً وشجاع و ... يجب على رئيس العشيرة ان لا يتصرف بتهور ,هذا عمل غير مناسب"
لمعت عيناه بمرح وقال "رئيس هذه العشيرة يضع التقاليد في مكان ثانوي بالمقارنة مع العاطفة ,خاصة عندما تكون بقربه فتاة جميلة مثلك" نظرت اليه بحب كبير وقالت "اتساءل كيف ستكون عيون اطفالنا, فعيناك زرقاوان, وعيناي خضراوان"
قال يؤكد لها "كل الفتيات ستكون عيونهن خضراء اللون وكل الصبيان زرقاء اللون" ضحكت "كل ؟ كم يبلغ عدد الاطفال الذين تنوي ان ترزق بهم؟"
" حسناً... لدينا منزل كبير وهناك العديد من الغرف"
" نعم, عشرون على الاقل"
لمس خدها بنعومة وكادت ان تشعر بموجة من الحب والحنان من خلال لمسة اصابعه اكثر بكثير مما يستطيع اي كلام ان يعبر عنه.
همس قائلاً " اثنان كافيان, فتاة جميلة مثل امها وصبي قوي ليصبح رئيس العشيرة فيما بعد" "سنرزق بهما ,وساعمل لتكون فخوراً بهما حقاً"
عادا يسيران معاً وقد امسكا بيدي بعضهما, تلك كانت لحظة ,من امسية في حياتها لا تنسى, امسية ستتذكرها لسنوات قادمة عندما يغطي الثلج كل شيء وستجلس قرب المدفأة تتحدث عنها وتفكر فيها, لا شيء ستسمح له ان يفسد لها فرحتها. لكن مع ذلك عليها ان تعرف ...

Rehana 12-12-21 08:07 PM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
قالت بحماس "كل شيء اصبح واضحاً لدي الآن حبيبي"
نظر اليها بحب وقال " اي شيء؟"
" الاشياء التي قالتها كريستي عندما استيقظت في كوخها. قالت انني وصلت في الوقت المحدد, فالعشيرة اصبحت سالمة الآن من كل كارثة, وان هذا الامر له علاقة بعمك اليس كذلك؟"
قال بضيق "اعتقد ان باميلا اخبرتك عنه؟"
ابتسمت ببراءة وقالت "انت من ذكر اسمها, وليس انا"
" حسناً, هذا ليس بسر وليس هناك ما اخفيه" تابع ببساطة "عليّ ان اتزوج في عيد ميلادي الخامس والثلاثين, وان لم اكن في وضع يخولني ان انجب وريثاً عندها رئاسة العشيرة تعود الى من يتبعني في السلالة, والذي صادف انه عمي, تلك كانت الكارثة التي تحدثت عنها كريستي, فان وضع يده على هذا المكان سيصبح نصف سكان القرية بلا مأوى لأنه سيبيع منازلهم الى زبائنه في الجنوب"
تمتمت "فهمت, وما كنت لتستطيع الموافقة على حدوث ذلك, اليس كذلك ؟"
وافق بحزن "لا, ايفلون, لن اسمح بحدوث ذلك"
فكرت اذاً باميلا كانت على حق, عليه ان يتزوج, عضت على شفتها, بعدها استجمعت شجاعتها وقالت "وهل هذا يعني انك كنت تزوجت من باميلا فقط لانك مجبر على ذلك؟" اضافت بتوتر "اقصد لتحافظ على مكانتك كرئيس للعشيرة؟"
سمعت زفيره بضيق فندمت على الفور من عدم تعاطفها معه وقالت بسرعة "اسمع, لا يهمني حقاً ان اعرف الجواب"
" بل انه مهم جداً" نظر اليها بألم واعترف قائلاً" نعم, كنت تزوجت بها. مع كل ما اشعر بالانزعاج منها, كنت سأفعل ذلك فهناك اوقات تحتاج الواجبات الى تضحيات جمة"
فكرت وكانت تلك تضحية هي من اجبرته على القيام بها لأنها عمياء, تمتمت "لابد ان باميلا كانت تعرف ذلك, وهذا مايفسر لما كانت ترغب بشدة ان تبقيني بعيدة عن عنك"
هز رأسه موافقاً وقال "نعم , هذه هي طريقتها في التفكير "فجأة لمعت ابتسامة مخادعة على وجهه وقال "الآن, لقد حذرتك مرة واخبرتك ما الذي سيحدث ان ذكرت اسمها ثانية"

Rehana 12-12-21 08:08 PM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس
 
" اعلم ... اعلم" وحاولت ان تتخلص من قبضته لكنه ضمها اليه وقبلها .قال هامساً "انت فاتنة جداً في ضوء النهار ,فكيف بك تحت ضوء القمر "
قالت وهي تبتسم "اعتقد من الافضل ان تغير الموضوع الآن" ورفعت يدها وتابعت "هل يمكنك ان تخبرني كيف صادف ان كريستي تحمل هذا الخاتم معها؟ انظر اليه! انه جميل جداً, كما وانه على قياس اصبعي تماماً! تماماً كما قالت"
ابتسم "من يعلم؟ لا يستطيع احد ان يفهم كريستي, حتى و لو انها بدأت بالسير على الماء فلن يستغرب احد من كل سكان العشيرة "عاودها الاحساس بالندم فقالت بهدوء "سأذكر باميلا ثانية"
قال بجدية "اذا كنت تعتقدين انه عليك ذلك"
" نعم حبيبي, يجب عليّ ان افعل, اريد ان ابدأ هذا الزواج كما ارغب في ان استمر فيه, فلن يكون اسرار فيما بيننا بعد الآن, لدي اعتراف ويجب ان اقوله"
ضرب جبينه بيده برعب "انت متزوجة ولديك طفلين؟"
" انني جادة, لقد قلت لي ان التعامل مع باميلا كان آخر امتحان لي, حسناً, انا لم اتعامل معها, لقد خدعتني كلياً. ولولا صعود كريستي الى غرفتي لتقول لي ان لا اثق بها لكنت الآن مازلت في غرفتي, وما كنت اضع هذا العقد ولا هذا الخاتم كزوجة لك!"
نظر اليها وسأل مستغرباً " كريستي صعدت الى غرفتك؟"
" نعم"
" متى بالتحديد؟"
" بعد مرور خمس دقائق من سؤالك عني لمرافقتك الى الحفلة"
هز رأسه وقال" لابد انك تخيلت ذلك, لم تغادر كريستي غرفة الاحتفال ولقد كنت هناك, وكامرون يشهد على ذلك, كنا نحن الثلاثة نناقش فكرة منح بعض المنح الجامعية لشباب القرية"
ابتسمت وقالت "انا آسفة حبيبي, انت مخطىء, اتت الى غرفتي, مما لا شك فيه, كان ذلك لعدة دقائق لكن ... انا ..." واختفى صوتها وهي تتذكر الباب المقفل, كما وانها لم تسمع كريستي تدخل ... اوحتى تغادر ,ابتلعت غصة بضيق وتابعت" قد ... قد تكون على حق, قد اكون تخيلت وجودها في النهاية"
لمع شهب ازرق من النار عبر الخليج وراء القرية .امسك فرايزر بها وضمها الى صدره وهو يقول هامساً في اذنها "لابد ان صديقات كريستي الحوريات يحتفلن"
تنهدت بفرح وقالت "نعم, لقد اعتقدت ذلك"
فكرت الاساطير والحوريات وامرأة تستطيع ان تخبرك بالاحداث قبل وقوعها, لابد حقاً من وجود سر في هذا المكان, قالت لنفسها. لكن السحر الحقيقي هو ان نكون بين ذراعي الرجل الذي تحبه.
تمتمت قائلة "لنعد الى المنزل حبيبي, لقد اصبح الجو بارداً"

تمت بحمد الله

Moubel 12-12-21 09:42 PM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس ( كاملة )
 
رواية رائعة جدا
شكرا شكرا شكرا لك على المجهود Rehana

هتونا 06-10-22 12:50 AM

رد: 1136 – شاطئ الحب - أليكس رايدر - دار النحاس ( كاملة )
 
وااااااااااو بجد رهيبة احلا تحية واحلا شكر


الساعة الآن 06:11 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية