منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   حصري 507 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t198369.html)

Rehana 11-01-15 01:04 PM

507 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( كاملة )
 
http://www.liilas.com/up/uploads/lii...0973387521.gif

رواية الحب هو الجواب

للكاتبة - جينفر تايلور
من روايات دار النحاس من قلوب عبير

الغلاف الاصلي للرواية

http://www.liilas.com/up/uploads/lii...0974333671.jpg

الملخص

كانت سارة مارشال معلمة جيدة تشعر بالمسؤولية , وهي تعرف ذلك عن نفسها , فكيف يجرؤ السيد جميس ماك أليستر على اتهامها بعدم الأهلية ؟ كانت تعلم انها تعرف ابنته كاترين اكثر مما يعرفها هو في بعض النواحي ولكنه مع هذا, هددها لأنه سيسعى جهده ليمنعها من مواصلة التعليم , ثم اصر على ان ترافقه في رحلة التفتيش عن ابنته. لقد كانت هي تريد حقاً العثور على كاترين ولكنها لم تشأ ان تكون قريبة من جميس ولكن هل يدوم هذا الشعور؟


الملخص الداخلي


"كلا,إنك مخطئ يا سيد ماك أليستر, انني لا املك تصورات شاعرية, وإنما كوابيس . هل تريد ان تعرف السبب ؟ هل تريد حقاً ان تعرف لماذا لم اضع مثل هذه الأفكار في رأس ابنتك؟ ولماذا لم اكن لأضع خطة لاجتذابك؟"



لا احل نقل جهدي وتعبي بدون ذكر اسمي Rehana واسم منتديات ليلاس

اذا اعجبتكم فلا تنسوا ايقونة الشكر او التقييم

Rehana 11-01-15 01:07 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير
 


الفصل السادس

الفصل السابع


bluemay 11-01-15 01:58 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير
 
يسلمو إيديك ريحانتي

مبين عليها إنها حلوة ..

بإنتظارك لنبتدي مشوارنا مع الرواية الجديدة.


لك خالص ودي




°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

Rehana 13-01-15 09:39 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3503458)
يسلمو إيديك ريحانتي

مبين عليها إنها حلوة ..

بإنتظارك لنبتدي مشوارنا مع الرواية الجديدة.


لك خالص ودي




°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

الله يسلمك ماياتي
ان شاء الله تعجبك
ولك ايضا خالص ودي

Rehana 13-01-15 09:40 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تالا السليمان (المشاركة 3503584)
شكراً لك وبارك الله فيك

العفووو عزيزتي تالا
منورة بردك

Rehana 13-01-15 09:44 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الاول )
 
الفصل الاول


تصاعد رنين الهاتف ملحاً قبل ان ترفع سارة السماعة وقد شعرت بالتوتر يتصاعد في داخلها . لقد سبق وقابلت جميس ماك أليستر مرتين , ولكن اياً من تلك المناسبتين جعلتها تظن بانه اقتنع بما اخبرته به , وإن كان هذا لا يعني انها تلومه..
"ماك اليستر "
كان الصوت خشناً عميقاً , وكانت صلابته ملحوظة حتى خلال قرقعة الاتصال الهاتفي, وكانت سارة ماتزال تحتفظ له بصورة حية في ذهنها منذ قابلته لآخر مرة منذ ثلاثة اشهر .
كانت عيناه القاتمتان في بروة الثلج, وجهه النحيل يتجلى فيه غضب مكظوم... وشعرت برعشة تتملك جسدها. كان ينبغي لها ان تطلب من زميلتها السيدة لورنس ان تتصل به بدلاً منها . ولكن شعورها بالواجب دفعها الى ان تقوم هي نفسها بهذه المهمة.ريحانة
وقال بنفاذ صبر وقد بانت الخشونة في صوته:" نعم "
وشعرت سارة بالدم يتصاعد الى وجنتيها إذ هي تدرك انها تجعل الامور تزداد سوءاً بتلكوئها هذا.
وقالت " السيد ماك أليستر, هنا سارة مارشال تتكلم , لا ادري إذا كنت تتذكرني , انا معلمة ابنتك كاترين "
فقال " إنني اذكر ذلك, يا آنسة مارشال " ولم تخطئ نبرة الحدة في صوته , ذلك ان ما قالته له في ذلك الحين , لم يعجبه .

Rehana 13-01-15 09:46 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الاول )
 
كان واضحاً انه لم ينس ذلك او يتسامح به . وعلى كل حال, لم يكن ثمة مجال لذكر هذا الآن , وتابع " هل حدث شيء ما جعلك تتصلين بي؟"
فقالت بتوتر " إنني ... إنني ..." ما الذي جعلها تبدو بهذا التوتر , لقد اعتادت التعامل مع التلامذة و آبائهم دوماً... ولكن , ما ان يتكلم اليها السيد ماك أليستر حتى تتعلثم كأية مراهقة وليست كامرأة ناضجة في الثلاثين من عمرها تقوم بعمل بالغ المسئوولية. واسرعت تقول وقد تملكها الغيظ من نفسها , وهي تلحظ نفاد الصبر الذي بدا في لهجة الرجل الذي يكلمها" آسفة لأن اقول إن كاترين قد اختفت يا سيد ماك أليستر "
فقال" اختفت؟ ماذا تعنين بذلك؟ من المفروض ان تكون الآن في رحلة للدراسة الى فرنسا!" وتنفست سارة بعمق تهدئ من اعصابها وهي تقول " كان من المفروض .. اعني هي الآن في هذه الرحلة , إنني احدثك من باريس"
فقال " إذن اخبريني بالضبط عما حدث هناك, , فأنا لم اسمح لابنتي بالقيام بهذه الرحلة, لكي تضيعيها"
فقالت" إنني لم اضيعها , ولم نقم بشيء خارج عن البرنامج المقرر للرحلة "
كان مضطرباً جداً, ولم يكن لها الحق في ان تشعر بالاستياء عن جفائه وتصرفه الاستبدادي وهو يطالبها بالجواب , إنها حساسيته المفرطة التي تعرفها عنه.ريحانة
وقالت " كنا في متحف اللوفر , انا السيدة لورنس والآنسة جاكوبس والفتيات, عندما افتقدنا كاترين.. حسناً , لقد اختفت كاترين"
فقال " لم يختف احد يا آنسة مارشال .. لابد انها اضاعت طريقها في مكان ما.. هل فتشتن عنها؟ ربما هي نفسها تبحث عنكن الآن!"منتديات ليلاس
فقالت " لقد امضينا ساعتين في البحث عنها يا سيد ماك أليستر , وقد شاركنا في ذلك الحراس المناوبون ذلك الحين, صدقني اننا لم نجدها في اي مكان"
ربما لم يكن لها ان تكلمه بتلك الحدة, ولكن هل من حقه ان يظنها حمقاء بهذا الشكل ؟ ألا يكفيها ان كاترين قد اختفت ولابما أسوأ من ذلك كما شاع فيما بعد , حتى يعاملها هو كامرأة غبية معتوهة ؟ حسناً .
وعاد هو يقول " إذن, فإنكم لم تجدوها في اللوفر . هل فتشتم عنها في مكان آخر ؟ هل رجعتين الى الفندق يا آنسة مارشال , او الى اي مكان قد تكون ذهبت للتفتيش عنكن فيه؟ ليست ابنتي من ذلك النوع من الفتيات اللاتي يتصرفن من انفسهن بهذا الشكل"
فقالت" اشك كثيراً في انك تعرف تماماً اي نوع من الفتيات هي ابنتك , يا سيد ماك اليستر, وربما هذا هو اساس المشكلة "
لم يكن لها ان تقول ذلك, وقد ساورها الندم حالما افلتت هذه الكلمات من شفتيها. ولكن , فات الوقت لاسترجاعها.منتديات ليلاس
واشتدت قبضتها على السماعة وهي تنتظر ردة فعله , وما لبث ان سمعت صوته الثائر يصيح بها " من تظنين نفسك بحق جهنم , لتسمحي لنفسك بأن تصدري مثل هذا الحكم ؟ إنني ادفع الى المدرسة التي تعلمين فيها اموالاً طائلة , لكي تحصل ابنتي على ثقافة جيدة . ولكنني لم اتوقع ان تحكم عانس مثلك على علاقتي بابنتي بينما هي لا تقفه شيئاً عن الطريقة التي تفكر فيها فتاة حديثة السن"

Rehana 13-01-15 09:46 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الاول )
 
قالت بحدة " كيف تجرؤ .. يا سيد ماك اليستر , لابد ان اشكو الى ..."
فقاطعها بخشونة " إنني بصراحة , لايهمني مطلقاً من تشكينني اليه, يا آنسة مارشال , إن مايهمني , حالياً هو ابنتي والذي جرى لها , اظنك قمت بإبلاغ الشرطة ؟"
قالت " طبعاً, ولكنهم اقترحوا بالنسبة الى الظروف , ان انتظر يوماً او نحو ذلك قبل ان يقوموا بتحرير محضر تحر عن شخص مفقود"
قال " ظروف؟ اية ظروف , لقد اختفت كاترين وسأحملك كل المسؤولية في حال حدوث اي مكروه لها, نتيجة عدم اهليتك في تحمل المسؤولية , والآن اريدك ان تذهبي حالاً الى دائرة الشرطة لتخبريهم انني اريد ان يعثروا على ابنتي الآن "
قالت " اظن ان من الأفضل ان تدعني انتهى من إعلامك بماحدث يا سيد ماك اليستر , ثم اخبرني بما كان يجب علينا ان نقوم به اكثر من ذلك. اظن ان اختفاء كاترين ليس تماماً بالشكل الذي بدا عليه . ذلك انني عندما رجعت الى الفندق وجدت ورقة تركتها لي في غرفتي , تقول فيها انها هربت مع فيليب وان لا اقلق عليها"
فقال " فيليب ؟ من هو فيليب هذا, وما الذي تريدين قوله , يا آنسة مارشال؟"
اجابت " فقط, اريد ان اقول إن كاترين لم تفقدكما انها لم تخطف. لقد هربت مع احد الخدم في الفندق . فهل فهمت الآن لماذا الشرطة تباطأت في القيام بعمل حازم للتفتيش عنها ؟ لقد اخبروني انه كثيراً ما يراجع الهاربون مثلها افكارهم ليعودوا من تلقاء انفسهم"
فقال " هربت ؟ تريدين ان تقولي إنك سمحت لابنتي بأن تهرب مع احد الخدم في الوقت الذي انت مسؤولة عنها فيه؟ يا إلهي , ايتها المرأة لابد انه سبق لك علم بما كان يحدث , ألم يكن في استطاعتك التصرف لتمنعي هذا؟"
ردت " في الحقيقة ان الأمر ادهشني بقدر ما ادهشك انت. لم تكن لدي ّ فكرة عن ان كاترين كانت ... قد تكلمت مع ذلك الفتى اكثر من بضع كلمات تتعلق بعمله "
وكان غضبه بالغاً شعرت به عبر الخط وحاولت هي عبثاً ان تهدئ من الوضع , ولكن لم يكن ثمة شيء في إمكانه ان يخفف من غضب جيمس ماك اليستر كما يبدو.منتديات ليلاس
وعاد يقول " إن لك عينين في رأسك ايتها المرأة كان ينبغي ان ترى بواسطتها ما الذي يحدث وتمنعيه , ولا عذر لك ابداً برغم شهادتك الجامعية . إذ انه كان يجب عليك ملاحظة دلائل ذلك. لابد انه لديك خبرة بفتيات الخامسة عشرة اللاتي يقعن في الحب حتى ولو لم تجربي ذلك بنفسك"
وما كان لها ان تغضب من كلامه الخشن ذاك, إذ كان ينبغي لها تجاهله ورده الى قلقه الشديد على ابنته . ومع ذلك فقد شعرت سارة بطعنة مؤلمة . هل هذه هي نظرته ونظرة الآخرين اليها ؟ هل يرونها جميعا فتاة عانساً مسنة لا تعرف المشاعر الطبيعية؟ ربما كان مصيباً في هذه النقطة . ذلك انها امضت العشر سنوات الأخيرة في عزلة عن الحياة العامة , ولابد ان ذلك ترك بصماته عليها.

Rehana 13-01-15 09:47 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الاول )
 
عاد وهو يقول " إن امراً كهذا هو بطبيعة الحال , شيء تسويقه فوق مستوى مقدرتك , وسآتي انا في اول طائرة"
كانت سخريته لاذعة, ولكنها ردت عليه بحدة " وهل تريد مني ان اعاود الاتصال بالشرطة في هذا الوقت ؟"
قال" طبعاً, إذ انه مع وجود الورقة التي تقولين عنها يا آنسة مارشال والتي ارجو ان تكون صحيحة, فإن ذلك لا يغير من الأمر شيئاً , إذ ان ابنتي هي معتبرة مفقودة , إنني اريد من الشرطة ان تجدها وتعيدها إليّ"
قالت " إن كاترين ليست طفلة , فهي في السادسة عشرة تقريباً"
فقال " إنني اعلم كم عمرها , اعلم انه لا توجد قوة على الأرض تجعلني انتظر مكتوف اليدين , بينما فتى حدث يستغلها لغرض في نفسه "
وخبط السماعة قاطعاً الاتصال , ففعلت سارة مثله وهي ترتجف , إنها متفهمة تماماً لمشاعره ولكن هل كان يجب ان يكون بهذه الفظاظة ؟
منتديات ليلاس
واغمضت عينيها وهي تشعر بصدغيها يخفقان لشدة التوتر. يجب ان تستعيد توازنها قبل ان تأتي بقية المجموعة , إذ عليها ان تخبرهم بطبيعة الحال, إنما يجب ان تخفف من حقيقة الأمر قدر استطاعتها , ولو كان في استطاعتها حفظ هذا الأمر سراً بينها وبين والدها السيد ماك اليستر , لكان ذلك افضل, ولكن لا امل في هذا والمسكينة كاترين ستكون مثاراً للشائعات والأوقاويل عندما تعود الى المدرسة ... هذا اذا سمح لها والدها بالعودة الى المدرسة عندما تنتهي هذه المشكلة وهذا امر مشكوك فيه . لقد بدا وكأنه يعتبرها هي مسؤولة عما جرى لابنته , وربما كان ذلك صحيحاً في بعض النواحي . لقد حاولت ان تنذره منذ شهور بمدى شعور ابنته بالتعاسة, ولكنه رفض ان يستمع اليها. كان عليها ان تجتهد في إقناعه ولكن هل تراها كانت ستنجح في ذلك وقد عرفت الآن رأيه الحقيقي فيها؟ وهو انها عانس كبيرة السن؟
ونهضت سارة ومشت نحو المرآة المعلقة فوق المدفأة لتتأكد من قسوة هذا الحكم . ولكن المرآة لم تعرض عليها ما يعزيها. فبشرتها الشاحبة وعيناها الزرقاوان الرماديتان وشعرها البني الخفيف المضموم الى الخلف عند اسفل رقبتها كل هذا اعطى صورة صادقة لمعلمة عانس . حتى ان ملابسها كانت قريبة من هذه الصفات ايضاً, فقد كان قميصها المقفول الى العنق يبدو مفتقراً الى الأناقة مع بدلتها الكحلية . لماذا لم تلاحظ من قبل كيف ابتدأت تكبر في السن؟ ما أشد إيلام هذه الحقيقة . لقد كانت تنظر الى نفسها في المرآة يومياً, لتصطدم فجأة بحقيقة مرور سنين كثيرة, منذ كانت المرآة تعكس لها وجهاً ضحوكاً محاطاً بخصلات شعرها المجعدة . لقد بدت في ذلك الحين فتاة مختلفة , سعيدة وخالية من المسؤولية .. ثم وقع ذلك الأمر الذي غير حياتها بشكل مأساوي.ريحانة
وابتعدت عن المرآة وهي تحاول ان تصرف ذهنها عن ذلك الألم الحاد الذي اعتاد ان يرافق تلك الذكرى.

Rehana 13-01-15 09:47 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الاول )
 
لكن الماضي لا يعود . كما ان ما حدث قد حدث وانتهى ولن يتغير . ومنذ عشر سنوات , استجمعت شتات نفسها والألم يكتنفها , لتتوجه في الطريق الذي انتهت اليه حياتها اليوم, وليس ثمة شيء يمكنه ان يغير ذلك الآن.
كانت الفتيات راقدات في اسرتهن وكان الفندق هادئاً , ورفعت سارة فنجان القهوة الذي اعدته لها المدام واخذت منه رشفة وقد شعرت بالراحة والهدوء بعد طول قلق واضطراب . لقد سرى القلق بين الفتيات حين علمن بماحدث بالنسبة لكاترين, وامضين المساء بطوله يتناقشن عن المكان الذي يمكن ان تكون فيه, الى ان كادت سارة تفقد اعصابها فصرخت بهن ان يتوقفن عن ذلك, وعندما حان وقت رقادهن احست بالراحة لذلك, خاصة عندما عزمت المعلمتان الاخريان على الذهاب الى الفراش هما ايضاً, ولم تكن هي متشوقة الى اجتماعها المقبل بالسيد جميس ماك اليستر , بل كانت تفضل لو مضت الامور دون حضور احد, إذا هو اختار ان يكرر نعوته السابقة لها.منتديات ليلاس
وضعت فنجان القهوة من يدها لتقفز واقفة بعد ان سمعت صوت باب سيارة في الحارج و قد تسارعت دقات قلبها. ولكن القادمين كانا نزيلين في الفندق, فعادت تجلس على كرسيها وهي تومئ برأسها ترد تحيتهما بأدب وهما يمران بقاعة الجلوس . اين السيد ماك اليستر إذن؟ لقد اخبرها انه سيستقل اول طائرة وكان منذ ساعات . إن تأخره هذا لن يحسن كثيراً من طباعه السيئة.
وبقيت سارة في قاعة الجلوس ساعة اخرى, ولكن عندما دقت ساعة الحائط الثانية عشرة , ادركت ان هذا يكفي, فقد كانت متعبة واهنة القوى بعد ذلك اليوم الحافل, عدا عن الجهد الذي بذلته في رعاية دزينة من فتيات في الخامسة عشرة طوال الاسبوع الماضي. فهي بحاجة الى قليل من النوم, سواء كان السيد اليستر راضياً ام خائفاً وستترك ملحوظة له عند الموظف الليلي بأنها ستراه في الصباح.
وفي غرفتها خلعت سترتها وعلقتها على المشجب , ثم تنورتها وقميصها. وكانت تتمنى حماماً ساخناً في هذا الوقت لو ان الفندق يوفر مثل هذه الرفاهية في غرف النزلاء , ولو ان الرحلة لا تمر عبر القاعة الى الحمام العام في مثل هذه الساعة المتأخرة من الليل. وكان عليها ان تستعيض عن ذلك بغسل سريع في حوض غسل الأيدي في غرفتها.ريحانة
ملأت الحوض وابتدأت تغسل يديها عندما قرع باب غرفتها . وتمتمت بضيق وهي تترك الصابونة في الحوض ونظرت حولها تفتش عن ردائها المنزلي , لتشهق ذاهلة وهي ترى الباب يفتح ويدخل منه السيد جميس ماك اليستر .
سألها وهو يقف عند الباب " حسناً, اليس ثمة خبر عن كاترين حتى الآن ؟"
كان يحدق في وجهها الذاهل بعينين في برودة الثلج , وشعرت سارة برعشة تشمل جسدها , وصرخت فيه " اخرج , ما الذي تظن انك تفعله إذ تقف هنا تحقق معي بهذا الشكل؟ اخرج حالاً"
مدت يدها تلتمس المنشفة التي مالبثت ان سقطت من بين اصابعها المرتجفة .

Rehana 13-01-15 09:48 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الاول )
 
فدخل واغلق الباب خلفه وهو يقول " إنني لن اذهب الى اي مكان يا آنسة مارشال"
وابتسم وهو يرى عينيها المتسعتين واستطرد " إنني آسف لخروجي عن الحشمة في نظرك , ولكن هذا الوقت ليس وقت الاهتمام باللياقات , اعني الوقت الذي تكون فيه ابنتي مفقودة"
قالت " إن اختفاء كاترين لا يعطيك الحق في ان تدخل غرفتي , اخرج قبل ان انادي موظف الفندق ليلقي بك خارجاً. ليس ثمة عذر لهذا النوع من السلوك . إن هذا كثير يا سيد ماك اليستر"
احمر وجهه وقال ثائراً" هذا كثير ؟ كلا , إن الكثير حقاً هو سماحك لابنتي بأن تهرب مع فتى خليع"
وتوترت عضلات وجهه وهو يقول ذلك, واطبق شفتيه بصرامة . كان بادى القوة الجسمانية برغم نحافته الظاهرة . وكان شعره قريباً من السواد وقد لوحت الشمس بشرته . بدا خشناً وعدوانيا وهو يقف محدقاً اليها . وشعرت هي بالاضطراب والقلق وهي نفس الوقت كرهت نفسها لمشاعر الخوف هذه.
منتديات ليلاس
قالت " لم يسمح احد لابنتك بأن تهرب , إنها هي التي ارادت ذلك, اما قولك ان فيليب هو فتى خليع " وتنفست بغضب وتابعت" بصراحة يا سيد ماك اليستر لا اظن ان عندك فكرة عما تتكلم عنه . على كل حال , لن اطيل الحديث في هذا الموضوع حالياً . إنني متفهمة لمشاعرك ولكن حتى هذا لا يعطيك الحق في هذا السلوك الذي لا يغتفر. فهل تسمح بأن تخرج من الغرفة حالاً ؟ سنتابع حديثنا هذا في قاعة الجلوس بعد ان ارتدي ثيابي!" قال " بصراحة آنسة مارشال لا يهمني حتى ولو كنت تظنين انني سأؤخر حديثنا في هذا الموضوع , فأنت مخطئة. لقد اضعت وقتاً كافياً حتى الآن, وشكراً للمواصلات الجوية الفرنسية التي اختارت هذا اليوم لكي تعتمد نظام التنقلات الجديد" والقى نظرة على جسدها الممشوق الذي لا يستره سوى حمالة الصدر وتنورة , ليستدير ويأخذ من على كرسي قريب رداءها المنزلي ثم يناولها إياه قائلاً" ارتدي هذا إذا كان ذلك يريح شعورك . ثم نجلس معاً ونتحدث في هذا الأمر الهام بدلاً من شتائمك المتعلقة بالحشمة"
اخذت سارة الرداء منه لترتديه وقد تورد وجهها لدى لهجة الازدراء في صوته العميق . وحملت نفسها على تواجه نظراته الباردة بينما كانت تربط الحزام حول خصرها . وهي تتمنى لو ابطأت خفقات قلبها. ومالبثت ان شعرت بالارتياح بعد ان سترت جسدها. ولكنها لم تستطع التخلص من موجات الخوف والغضب التي تنتابها , بعد ان تذكرت آخر مرة وقف فيها رجل في غرفة نومها ليواجهها بعينين غاضبتين.
وقال " هل معك الرسالة التي تركتها لك؟"
اعادها صوته الى واقعها الحاضر . ودون ان تتكلم , استدارت الى احد ادراج خزانتها لتاخذ الرسالة ثم تناوله إياها . وقرأها هو بسرعة ثم طواها قبل ان ينظر اليها من تحت حاجبيه المقطبين, وهو يقول " وماذا قالت الشرطة في شأنها؟ طبعاً باعتبار انك أريتهم إياها"

Rehana 13-01-15 09:49 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الاول )
 
تجاهلت ملاحظته اللاذعة تلك وهي تقفل الزر الأعلى لردائها وقد اشعرتها نظراته المتفحصة بالضيق . وقالت " هذا طبيعي , على كل حال , يبدو ان نظرتهم الى الأمر اصبحت إيجابية , بحيث انه لم يعد ينبغي علينا ان نقلق كثيراً, حيث ان كاترين قد ذهبت مع فيليب بكامل مشيئتها"
فقال وقد تجهم وجهه" بكامل مشئيتها ؟ انها ما تزال طفلة . فهي اصغر من ان تدرك الذي تفعله" واشتعلت عيناه غضباً وهو يقول ذلك. وتراجعت سارة بالغريزة . ما زالت تلك الذكريات تراودها , تلك الذكريات القاتمة المريرة التي تكمن في اعماقها . لقد كانت من قبل , تعيش معها ليلاً نهاراً.
تعيش وتتنفس الكوابيس . ولكن مرور الزمن خفف من مخاوفها , فاستطاعت ان تختزنها في اعماق عقلها الباطن .ريحانة
والآن فتح هياج جميس ماك اليستر الباب لتتسرب هذه الذكريات عائدة اليها ببطء غادر . وارتجفت بشكل واضح في محاولة للتخلص منها. وقالت " إن هذا لا يوصلنا الى شيء يا سيد ماك اليستر . لقد اخبرتك بما قالته الشرطة . ولكن هذا لا يعني انني اوقفهم على ذلك. إن كاترين هي طبعاً . اصغر من ان تقرر امراً كهذا. ولكن , عليك ان تتفهم وجهه نظرهم . إن فيليب لم يخطف ابنتك, بل ذهبت هي معه بإرادتها . وهذا واضح من هذه رسالة"
فقال" أحقاً ؟ انك تقرأين الافكار . اليس كذلك ؟ ويمكنك ان تعلمي بماذا كانت ابنتي تفكر وهي تكتب هذه الرسالة "
واعاد اليها الرسالة وهو يقترب منها, الى حد شعرت سارة معه بحرارة جسده القوي, وشمت رائحة الصابون الملتصقة بجسده , وتراجعت بحركة غريزية رآها هو , فقال :
" ما الذي جرى لك ؟ إنك تقفزين كالهرة " ومد يده ليمسك بها , وكانت اصابعه وهو يمسك بذراعها العارية صلبة باردة. ولكن سارة ابتعدت عنه بسرعة وهي تقول بلهجة آمرة " لا تلمسني" وتوتر جسدها إزاء لمسته الخفيفة لذارعها. فحدق فيها طويلاً بصمت ثم ترك يده تنسبل الى جانبه وقال " لا تقلقي .. ليس عندي النية في ان المسك مرة اخرى. سأركز اهتمامي على ابنتي فهي الوحيدة التي تحتاج ذلك"
واستدار مبتعداً نحو النافذة وقد حنى ظهره , وازاح الستارة عن النافذة ومضى ينظر منها الى الخارج , وهو يقول " لديك فكرة عما انا في سبيله يا آنسة مارشال ؟ وهل تهتمين لذلك؟ هل تعتبرين اختفاء كاترين شيئاً لا يخرج عن كونه حدثاً اربك حياتك الهادئة؟"
فقالت " هذا ليس صحيحاً , ذلك انني قلقة فعلاً على كاترين, فهي واحدة من افضل تلميذاتي "
لقد استطاعت الآن من ان تتنفس بارتياح بعد ان ابتعد عنها . واستطاعت ان تتمالك روعها وتتخلص من الفزع الذي كان على وشك ان يتملكها. إنها امرأة ناضجة الآن ولم تعد تلك الطفلة او الصبية لتخاف او ترتبك. ومهما كان شعور جميس ماك اليستر نحوها الآن , فهو لا يمكن ان يكون رغبة بأي حال!وقال هو " واحدة من افضل تلميذاتك ؟ .. ما أروع هذا! هل هذا كل ماتعنيه ابنتي بالنسبة اليك يا آنسة مارشال ؟

Rehana 13-01-15 09:49 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الاول )
 
إنك تدهشينني . لقد خلفت عندي طريقتك في عرض آرائك مؤخراً , فكرة ان كاترين كانت تعني لك شيئاً اكثر من مجرد تلميذة , وانك ربما كنت تعملين لخيرها وسعادتها"
كان وجهه حين استدار ونظر اليها, ينم عن الازدراء والبرود , وتصلبت هي في جلستها لتقول " من الطبيعي ان اهتم لذلك فهي فتاةحلوة جداً, وقد ساورني مؤخراً إحساس عميق بأنها كانت تشعر بالتعاسة لسبب ما, وهذا هو السبب في انني حاولت ان اتحدث اليك بشأنها , ولسوء الحظ تجاهلت انت هذا الانذار ليحدث الآن هذا الأمر "
فارتسمت على شفتيه ابتسامة متوترة ساخرة لم تبلغ عينيه وقال " آوه , كلا . هذا مجرد عذر تتسترين وراءه يا آنسة مارشال "
توترت مشاعر سارة وهي تقول " عذا, أتستر وراءه؟"
لو انه فقط يترك كل هذا الى الصباح لتكون قد ارتاحت قليلاً واصبحت مهيأة للمناقشة . لقد كانت اكثر إرهاقاً من ان تستطيع فهم ما يعني.منتديات ليلاس
فأجاب" ذلك إذ تحاولين إلقاء اللوم علي. لقد كنت انت المسؤولة عن كاترين اثناء وجودها هنا, لقد كانت في عنايتك عندما اختفت . إنك انت التي فشلت في رؤية ما يدور تحت انفك, وعليك انت يقع اللوم يا آنسة مارشال وليس عليّ لقد وضعتها امانه عندك فلم تحفظي الأمانة"
وقفت سارة وهي تهز رأسها لترجع خصلات من شعرها افلتت من الشريط الذي يربطها , وهي تقول " هذا الكلام غير صحيح وغير عادل"
منتديات ليلاس
لقد غاظها ان تراه يحاول ان يجعل منها كبش الفداء يواري خلفه تقصيره , عندما حاولت جهدها تحذيره من ان ثمة خطأ ما, وذلك منذ اشهر , وقالت " ان السبب الوحيد الذي دفع كاترين الى هذا التصرف الغريب عن طبيعتها , هو قلة اهتمامك يا سيد ماك اليستر . كم من المرات كلفت نفسك زيارة ابنتك السنة الماضية؟ كم من المرات كلفت نفسك كتابة رسالة اليها اثناء احدى رحلاتك العديدة الى الخارج؟ فإذا كان ثمة احد يقع عليه اللوم لاختفاء كاترين, فهو انت . لتصرفاتك الخالية من الشعور نحوها"
فقال " إنني رجل اعمال يا آنسة مارشال , وطبيعة عملي تستدعي ان اسافر دوماً الى الخارج وكاترين تعرف هذا. فالسبب الوحيد لإرسالها الى مدرستك الداخلية هذه هو عدم استطاعتي توفير حياة منزلية مناسبة لها"
كان الغضب يبدو في صوته العميق , ولكن سارة لم يتملكها الخوف هذه المرة, وإنما اغضبها ان تراه يتملص من المسؤولية تجاه هذا الأمر . وقالت " المدرسة الداخلية ليست بديلاً من البيت السعيد. إنني اتفهم صعوبة وضعك, ولكن كاترين بحاجة الى الشعور بأنك موجود دوماً عندما تكون بحاجة اليك وعليك ان تهتم بهذا! قد يكون في إمكانك دفع تكاليف تعليمها ولكن ليس في استطاعتك ان تدفع ثمن ماكان يتوجب عليك ان تعطيها . وهو الحب"
فقال " إنك لا تعلمين شيئاً عن طبيعة علاقتي بابنتي . لقد كانت دوماً في منتهى السعادة الى هذه السنة بعد ان سقطت تحت تأثير نفوذك. لا ادري ماهي الأفكار التي كنت تغرسينها في رأسها. لم يكن ثمة مشكلات بيني وبين كاترين حتى السنة الماضية . وفجأة امتلأت رسائلها بأمثال هذه الامور .

Rehana 13-01-15 09:51 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الاول )
 
( تقول الآنسة مارشال ) او (عندما كنت اتحدث الى الآنسة مارشال ...) او ( عندما كنت اتحدث الى الآنسة مارشال ...) اي نوع من الطرق كنت تمارسينها على ابنتي ؟ لماذا ابتدأت فجأة , تستعملين نفوذك على طريقة تفكيرها ؟" وسكت يتمعن في وجهها عابساً , وسادت دقيقة صمت, وعندما عاد الى الكلام كان صوته رقيقاً ناعماً كدمدمة النمر قبل وثوبه " هل هي حيلة منك للوصول اليّ عن طريقها ؟"
فقالت وقد توقفت انفاسها ونظرت اليه بعجب " ليس.. ليس عندي فكرة عما تعني " وابتسم هو ببطء عابراً الغرفة ليقف في مواجهتها قائلاً" احقاً؟ إنني اعجب للسبب الذي جعلني لا اكاد اصدق هذا " واطلق ضحكة خفيفة وهو يرقب ارتعاش جفنيها قبل ان تغمضهما , لكي تحمي عينيها من تفرسه الغريب المقلق الذي بدا وكأنه يغوص في اعماق روحها . وتابع يقول " لقد اتهمتك هذا الصباح بأنك عانس من دون مشاعر , ولكن يظهر ان فكرتي هذه كانت خاطئة"
فقالت " ليس عندي فكرة عما تتحدث يا سيد ماك اليستر , وبصراحة ليس عندي رغبة في معرفة ذلك, فهذا يثير السخرية " وحاولت ان تبتعد عنه, ولكنه امسك بذراعها بقوة منعتها من الابتعاد وقال " احقاً؟ ربما الأمر ليس كذلك , إن الحياة مليئة بالمفاجآت الصغيرة يا آنسة مارشال , وانت تعلمين هذا. لقد قلت إنك ربما كنت كذلك.. هل اقول إنك انجذبت إليّ بشكل مفاجئ؟"
قالت وهي تلوي ذراعها وتحاول الافلات " انجذبت اليك ؟ كلا ..." فجأة وقد يئست من الافلات من قبضته , جذبها الى قربه وقد ارتسمت على شفتيه ابتسامة ساخرة , وهو يقول " كلا؟ مع ان ذلك يمكن ان يفسر اموراً كثيرة , اليس كذلك؟ الطريقة التي تصرفت فيها في آخر اجتماع لنا, إصرارك على مقابلتي لك شخصياً بشأن كاترين بينما كان الأمر , من وجهة نظري , لا يستحق ذلك. وعندما افكر الآن في ذلك, ادرك انه كان دوماً هناك نوع من التوتر بيننا, عندما نتحدث معاً يا آنسة مارشال . لقد كنت ارجع ذلك, في الماضي الى نفورك العميق من الرجال جميعاً, ولكن , ربما كان حكمي هذا باطلاً , ذلك ان الوعي الحسي هو شعور في منتهى القوة , وفقدانه , كما يبدو عليك , يدفع الانسان الى القيام بتصرفات بعيدة عن الواقع واحياناً غريبة جداً"
فقالت " كلا, كيف تجرؤ ؟ ذلك انه إذا كان قد حصل بيننا شيء من التوتر اثناء اجتماعاتنا في الماضي , ربما كان ذلك مستمداً من عدم رضائي عن الطريقة التي تعامل بها ابنتك"
كانت تجهد يائسة في سبيل إقناعه, ولكن برغم ان نظرة حادة تألقت في عينيه إزاء كلماتها الجارحة , إلا ان ابتسامته الساخرة لم تتغير وهو يقول " هل الأمر كذلك حقاً ؟ لابد انك خلال السنوات التي امضيتها في التعليم , قد عرفت آباءً شعرت بأنهم لا يولون ابناءهم الكفاية من الرعاية. فهل اجريت مقابلات معهم بهذا الشأن , من دون اي شعور بالتوتر بينك وبينهم يا آنسة مارشال ؟ وهل ينتج عن ذلك نفس شعور الكراهية نحوهم ايضاً؟" وهز رأسه وهو ينظر في عينيها المتسعتين وهو يتابع " لا اظن ذلك"

Rehana 13-01-15 09:52 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الاول )
 
فقال " لا يهمني ماتظنه يا سيد ماك اليستر . كيف تجرؤ على دخول غرفتي لكي تتهمني بمثل هذه ... " سكتت وقد تضرج وجهها وهي تحاول عبثاً ان تصوغ تلميحاته في كلمات . ولكن لم يبد عليه انه يعاني من مثل ترددها وهو يقول رافعاً حاجبيه متسائلاً بأدب " هل تمثلين دوراً لاجتذابي ؟" ولكن ادبه الظاهر هذا لم يخدعها . ذلك انه لم يكن في سلوك جميس ماك اليستر اي مجال للتهذيب او التمدن . لقد كان رجلاً خطراً, وقد عرفت هذا عنه منذ اول اجتماع بينهما . هل كان هذا السبب في التوتر الذي تشعر به كلما اجتمعت به ؟ ربما . ويبدو انه شعر بهذا الأمر عنها فأخذ يفسره بمعني لم تقصده هي قط.
وتنفست بعمق وهي ترغم نفسها على النظر في عينيه القاتمتين الماكرتين , قائلة برصانة " إنني لا امثل عليك دوراً, إنني احتقر كل ماتعتقد به , و إذا شئت الحقيقة, فإنني ايضاً, احتقر الطريقة التي تسير بها في حياتك دون اعتبار لما تؤثر به تلك الطريقة على ابنتك " فقال " هل هذا صحيح ؟ إن هذا يصعب عليّ تصديقه وانا ازن الأمور . إنني لست رجلاً مغروراً , ولكنني رجل واقعي يا آنسة مارشال . ولقد اعتادت النساء مطاردتي لأسباب كثيرة , اهمها انني أرمل جميل المظهر ولا بأس بثروتي . ولكنني يجب ان ادلي بحقيقة قد تجعلك تقفزين دهشة , وهي انني لم اعتبرك قط بشخصيتين . ولكن بطبيعة الحال قد تكون المظاهر خداعة ألا تظنين ذلك ؟ فقد رأيت فيك مظاهر العزباء التي تبالغ في التمسك بالحشمة اكثر مما يستلزم الأمر"
منتديات ليلاس
واشتد ضغط اصابعه على ذراعها وهو يجذبها نحوه , متابعاً قوله " اظنني يجب ان اشعر بالسرور لشعورك هذا نحوي , ولكن افكاري تنحصر الآن في مايمكن قد جرى لكاترين . دعينا إذن , ننتهي من هذا الأمر الآن . اليس كذلك؟"
فقالت " ماذا تعني بذلك ؟ اسمع إن هذا ... اوه "
وماتت الكلمات على شفتيها وهو ينحني ليلثمها. واطل الكابوس المعتاد برأسه في ذهنها , ليجعلها تناضل بضراوة , واخذت تضرب كتفيه بقبضتيها قبل ان تغرز اظافرها بوحشية في جانب وجهه. شتمها بخشونة ثم دفعها عنه وقد اسود وجهه من الغضب . ولكنها لم تهتم بشيء ولا بما قد يظنه فيها.
واخترق الصمت الذي ساد جو الغرفة , صوتها المتحشرج صارخا" اخرج من هنا "
فقال وهو يمسح الدم عن وجنته " إنني خارج , ولكن هذا الأمر لم ينته بيننا بعد, يا سارة مارشال "
نظر اليها بحدة وهي تقف امامه ترتجف وتابع " لا يوجد ثمة شخص طبيعي يتصرف بهذا الشكل . إنني لن انسى هذا, صدقيني , ثمة مشكلات في نفسك ايتها السيدة , وسأسعى , بعد ان تعود اليّ ابنتي , الى ان لا ادع تأثيرك يكتسح نفوس تلميذاتك الناشئات . إنني سأسعى جهدي الى ان تتوقفي عن التعليم نهائياً بعد الآن "
واستدار خارجاً من الغرفة صافقاً الباب خلفه , بينما كانت هي ترقبه خارجاً وجسدها ما زال يرتجف تأثراً بما حدث وماقالته بعد ذلك . ما الذي ستفعله إذا هو نفذ تهديده هذا ولم تعد ملجأها واستقرارها في التعليم؟ وخافت من التفكير في هذا الأمر . لقد كان في التعليم خلاص نفسها منذ سنين, وهو الشيء الوحيد الذي اعاد التكامل الى نفسيتها المشتتة. ومن دونه ستغرق في مهاوي اليأس. لقد قال إنها تعاني من مشكلات نفسية وكان على حق في ذلك , ولكن اكبر المشكلات التي تعاني منها حالياً هي جميس ماك اليستر .منتديات ليلاس


نهاية الفصل

bluemay 13-01-15 10:26 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الاول )
 
رووووووعة

بداية كلها قلق وترقب وخوف

ههههههه حبيت سارة كتير كيوت

بس بصراحة قصتها مبينة محزنة وشكلها إتعرضت في صغرها لشيء سيء من رجل أثر ع نفسيتها ودمرها.

شخصية جيمس إستبدادية ومخيفة وقدر يزعزع الثقة القليلة عند سارة .

لكن كاترين بظن إنها تصرفت هيك كنوع من جذب إنتباه أبوها إلها خصوصا بإحساسها بجفاءه وبعده عنها.

متشوقة للفصل الجاي ﻷعرف التطورات ..

يسلمو ريحانتي وربي يعطيك العافية


لك ودي




°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

Rehana 18-01-15 09:34 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الاول )
 
والله تنحب سارة .. بس هذا المتعجرف هذا الا معاها ما ينحب
حتى لو هذا التصرفات بسبب خوفه على بنته

الله يسلمك يارب
اسعدني تعليقك

Rehana 18-01-15 09:41 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الثاني و الثالث )
 
الفصل الثاني

انعكست اشعة الشمس على بقع المياه المنتشرة على بلاط الشرفة , حيث جلست سارة وقد اراحت رأسها الى مسند الكرسي, وغمضت عينيها شاعرة بالتعب في كل خلية في جسدها . فلم يكن غر يباً انها لم تكد تعرف النوم . كانت تشعر بثقل في رأسها وحرارة في عينيها من جراء اشعة شمس أيار التي تكاد تلهبهما.ريحانة
لقد امضت طيلة الليلة في فراشها مستيقظة متمنية مجيء الصباح . ولكن مجيئه لم يخلصها من الكابوس الذي يعيش ويتنفس في اعماقها . ولقد اضيفت الآن تصورات اخرى الى ذلك والى كل مايكمن في نفسها منذ زمن طويل, مضخمة صورتها وصورة جميس ماك اليستر , والثورة في وجهه عندما قابلها في غرفتها , والسخرية الباردة في عينيه البالغ وهو يمسح الدم عن وجهه.
" سارة ؟ هل انت بخير؟"
وقفزت سارة من مقعدها وهي تلتفت نحو الباب لترى الآنسة ستيفاني جاكوبس إحدى المعلمتين واقفة ترقبها باهتمام.منتديات ليلاس
قالت سارة " نعم انا بخير . شكراً. إنني فقط متعبة قليلاً وهذا كل شيء . لم استطع النوم جيداً بسبب قلقي على كاترين"

Rehana 18-01-15 09:44 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الثاني و الثالث )
 
ساورها الشعور بالذنب وهي تكذب بمثل هذه السهولة . ولكن , هل في إمكانها ان تكشف عن السبب الذي ابقاها مستيقظة ؟ كيف يمكنها ان تكشف عن ان جميس مالك اليستر قد اتهمها بتمثيل دور عليه لاجتذابه , ثم حاول ان يلثمها , وانها هي , بدلاً من التصرف معه بالحكمة اللازمة , قد تصرفت كامرأة مجنونة ؟ لم يكن احد ليعرف ماضيها , كما وانها لا تود ان تكشف عن ذلك الماضي . لم تكن ثمة طريقة تطلع بها ستيفاني على ماحدث, دون ان تخبرها بكل الظروف والاسباب التي ادت اليه.
قالت ستيفاني " إنني ادرك ماتعنين . إنني قلقة لأجلها كذلك. اتظنينها ستراجع عقلها وتدرك مدى حماقتها ؟"
وكان وجه ستيفاني الجميل يعلوه القلق وهي تستطرد " لا يمكنني ان افهم لماذا قامت بعمل كهذا يا سارة , لقد كانت دوماً فتاة هادئة"
ابتسمت سارة بحزن وهي تقول " اخشى ان يكون هدوءها ذاك هو المشكلة . فكاترين هادئة اكثر من اللازم مما يجعلها تحتفظ بكل مشاعرها لنفسها بدلاً من ان تبوح بما يقلقها . لقد شعرت منذ عدة اشهر ان ثمة شيئاً غير طبيعي بالنسبة اليها , ولكنني لم اتصور مطلقاً ان من الممكن ان تقوم بعمل كهذا . لقد كنت آمل ان تأت إليّ لتخبرني بما هناك لنحاول معاً , ان نجد له حلاً, فأنا اشعر انني مسؤولة عما حدث الآن "
منتديات ليلاس
قالت ستيفاني " لا تلومي نفسك , ذلك ان المسؤول الوحيد هو والدها. إنه مثلها الأعلى . في الحقيقة يا سارة , إن الطريقة التي يدفن فيها بعض الآباء اولادهم في المدارس , ثم ينسونهم تقريباً, تحملني على الشعور بالغثيان "
احمر وجه ستيفاني سخطاً, مما جعل سارة تشعر معها . لقد وافقتها على كل كلمة قالتها ... إن والد كاترين هو حقاً, المسؤول الأول الجدير باللوم على ماقامت به ابنته ... برغم عدم إقراره بذلك بطبيعة الحال . وكان عليه ان يجد كبش الفداء ليريح ضميره , ويبدو انه عليها هي ان تكون هذا الكبش !
قالت " اشك في قبوله لحكمك هذا يا ستيفاني . لقد حاولت ان اخبره, منذ عدة اشهر , بقلبي عليها . ولكنه رفض الاستماع الىّ, لقد كانت حياته الخاصة اكثر اهمية بالنسبة اليه مما كان يحدث لابنته"
كانت سارة تنتقد الأب وتدينه كلياً بالتسبب في ماحدث . ومن وجهة نظرها, لقد تملص جميس ماك اليستر من مسؤولياته, وعلى كاترين ان تدفع ثمن عدم اهتمامه ذاك. ريحانة
وقطع عليهما حديثهما صوت غاضب يقول " إنني اعترض على ملاحظتك هذه يا آنسة مارشال . إن ابنتي مهمة جداً بالنسبة اليّ وانا لا اقبل ابداً من اي انسان ان يقول خلاف ذلك"
اعاد الصوت الى ذهن سارة , ذكرى ماحدث الليلة الفائتة . وشعرت بالدم يتجمد في عروقها وهي تستدير لترى السيد جميس ماك اليستر واقفاً في نهاية الشرفة . وراودتها الذكرى لحظة , قبل ان تطردها من ذهنها . لقد مضت الليلة الفائتة وربما لم يكن في امكانها ان تغير ماحدث. ولكن عليها الآن ان تحسن التصرف لكي يمر هذا اليوم بسلام .

Rehana 18-01-15 09:47 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الثاني و الثالث )
 
وعليها ان تجد القوة اللازمة لكي تستطيع التعامل مع والد كاترين دون ان يدب بينهما الخصام . وذلك الى ان تعود ابنته .منتديات ليلاس
فكرت في ان عليها ان تجد طريقة مضمونة لتزيد من غيظه .
قالت " هل هي حقاً بهذه الاهمية عندك, يا سيد ماك اليستر ؟" وابتسمت ببرود مستطردة " على كل حال , فإنني اتساءل ما دامت هي كما تقول مهمة بالنسبة اليك, فأين موقعها بالضبط من قائمة اهتمامك الأولية ؟"
تقدم هو نحوها وقد بدا مظهره القاتم خطراً بسرواله الجينز وقميصه الأسودين اللذين اظهرا نحافته , وهو يقف مشرفاً عليها ويقول " ارجو المعذرة؟ هل تسمحين بأن توضحي كلامك هذا؟"
قالت " لا اظن ان كلامي بحاجة الى إيضاح . ولكن إذا كنت تصر على ذلك" وتلاقت نظراتهما لحظة, مالبثت بعدها ان خفظت رأسها لتتلاقي برودة تحديقه فيها , واخذت تعبث بحواشي قميصها الابيض وثنيات تنورتها الرمادية , وهي تقول " كل انسان عنده قائمة باهتماماته الأولية في حياته , المنزل, الاسرة , الوظيفة . وانت رجل اعمال ناجح جداً واهتماماتك عالمية , ولكنني اتساءل فقط اين موقع كاترين بين اهتماماتك هذه؟ هل هو قبل عملك ام بعده ؟"
ربما لو لم يكن الصداع يتملكها , والتوتر يغمر جسدها , ولو لم تكن قد امضت اسوأ ليلة في حياتها مستيقظة بسببه , ربما كانت قد اختارت كلامها بطريقة مختلفة واكثر حكمة ممافعلت , ربما , ولكنها تشك في ذلك. فهذا الرجل قد سخر منها واخافها , ليتدفق الآن كل ماكان يجول في نفسها من ألم وختق.
قال ببرود يخفي ثورة كامنة " إن مصلحة كاترين هي دوماً في المقدمة عندي. إنني لم افكر قط في ان تكون اقل من ذلك بالنسبة اليّ"
ضاقت عيناه وهو يقول ذلك وتصلب فكه, وتمتمت ستيفاني معتذرة ثم ولت هاربة . ولكن سارة لم تكد تلحظ ذهابها , إذا ان كل الألم والمعاناة اللذين كانا يعتملان في نفسها قد تفجرا بثورة مماثلة لثورته وهي تقول " عفواً لشكوكي هذه , ولكن , ماذا بالنسبة الى ذكرى ميلادها ؟ هل تذكرته ؟ هل ارسلت لها هدية ؟ او حتى بطاقة ؟"
هزت رأسها وقد تصاعد الدم الى وجهها الشاحب , بينما عيناها الرماديتان تكمن فيها ثورة عميقة وهي تتابع حديثها " لقد بقيت كاترين تتردد على غرفة الادارة في المدرسة طيلة النهار في انتظار وصول رسالة او بطاقة اي شيء منك. ولكن , دون فائدة لأنك كنت مشغولاً عنها جداً في اعمالك الخاصة, فلم تتذكر ماذا يعني ذكرى ميلاد فتاة في الخامسة عشرة من عمرها بالنسبة اليها "
فقال " لقد كنت في بوليفيا على بعد اميال من اقرب مدينة. ولم يكن ثمة طريقة استطيع بها شراء بطاقة وقد شرحت لها ذلك عند عودتي "
فقالت " وهذا كان مفروضاً فيه ان يصلح من خيبة املها , اليس كذلك؟ اعني ان تشرح لها عدم إمكانك الوصول الى الدكان؟ إنك لم ترها في ذلك اليوم. يا سيد ماك اليستر , ولكن انا رأيتها . لقد شاهدت مقدار ألمها. رأيت كيف كانت تحاول التخفيف من واقع انك نسيت ذكرى ميلادها وذلك امام صديقاتها. وبعد كل هذا مازلت مصراً على انك تضع كاترين في المكان الأول من حياتك"

Rehana 18-01-15 09:48 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الثاني و الثالث )
 
وقفت تتناول سترتها عن ظهر الكرسي لتقفل راجعة الى الداخل, بعد ان منعها انزعاجها من البقاء لحظة واحدة . ولكنه تقدم امامها يقطع عليها الطريق وهو يقول " إنني لا أصر على شيء , ولا يهمني إذا كنت تصدقينني ام لا , يا آنسة مارشال , فكل مايهمني هو انك كنت تغرسين مثل هذه الأفكار في ذهن كاترين "
فقالت " اغرس افكاراً؟ والآن إسمع , إن هذا الأمر غير صحيح إطلاقاً . إنني لم أقل كلمة واحدة قط. ولا كلمة يمكن ان تفسر على انها انتقاد لتصرفك . إنني لست من عدم الاحساس بحيث اقوم بمثل هذا العمل" ورفعت رأسها تنظر في عينيه لتندم حالاً على تصرفها ذاك بعد ان رأت البرود في اعماق تلك العينين وقالت " إن كاترين تحب الأرض التي تسير انت عليها , ياسيد ماك اليستر , وهنا المشكلة فلو انها كانت تراك على حقيقتك المجردة , لو ضعت ذلك في الاعتبار وواجهت حقيقة انك لست ذلك المزيج بين الرجل المثالي والأمير الساحر "
وارتسمت على شفتيه المتوترتين ابتسامة هي ادنى الى التهديد وهو يقول " وماهي حقيقتي المجردة ؟ تعالي هنا يا آنسة مارشال , لا تقلقي هناك بعد ان يلغ الحديث بنا هذا الحد. لقد قلت إن على كاترين ان تراني على حقيقتي . فما معنى هذا بالضبط؟ كيف ترينني انت نفسك في الواقع ؟"
منتديات ليلاس
وشعرت بميل شديد في ان ترد عليه . ولكنها استطاعت ان تتمالك نفسها وتضبط اعصابها لتقول " إن رأيي ليس له اية اهمية . المهم كيف تراك ابنتك"
فقال " إذن, فأنت قد اعترفت بذلك في النهاية . اليس كذلك؟ اعترفت بأن رأي كاترين هو المهم وليس رأيك؟"
ونظر الى وجهها المتضرج وشفتها السفلى الممتلئة التي كانت ترتجف , وتابع قائلاً" ربما كان تصرفك ليلة امس يستحق هذا "
فقالت " لا ادري ماذا تقصد بقولك هذا ؟" وحاولت ان تستدير حوله ولكنه استدار ليقطع عليها الطريق مرة اخرى , وقد عقد ذراعيه على صدره وهو يتمعن في ملامحها .منتديات ليلاس
وقال " إنك لست كاذبة ماهرة وحسب يا آنسة مارشال , إنك تعرفين جيداً ما اقصد. إنني لم أنس ماحدث وكيف هاجمتني كامرأة مجنونة "
فقالت " أنا؟ انا هاجمتك ؟"
وتفجرت الثورة في اعماقها وهي تستدير اليه قائلة " إنك انت .. انت الذي...." لماذا تجد صعوبة في ان تنطق ولو بكلمة بسيطة واحدة ؟ ان تقول له بهدوء ووضوح , إنه هو الذي ابتدأ ذلك بمحاولته تقبيلها ؟ كانت تحارب في معركة صامتة في داخلها, ولكنها تخلت عن ذلك عندما شاهدت السخرية القاسية في عينيه, فعادت تنظر اليه قائلة " إنك انت الذي هاجمني ليلة امس. لقد دخلت غرفتي دون دعوة وشتمتني ثم هاجمتني جسدياً, ولو شئت لأمكنني رفع دعوى عليك لهذا"
فقال "ايمكنك هذا حقاً؟ إنني أشك في ذلك خصوصاً, إذا رأى الناس البرهان في عمل يديك في وجهي" وادار جانب وجهه , وشعرت هي بالغثيان وهي ترى خدش اظافرها الغاضبة يمتد من أذنه الى انحناء فكه القوي.

Rehana 18-01-15 09:50 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الثاني و الثالث )
 
وقالت بصوت خجل منخفض " لقد كان الذنب ذنبك . ما كان ينبغي لك ان تقول ماقلته, ولا ان تحاول لثمي بهذا الشكل" ونظر هو اليها متفرساً , ثم قال " ربما كان الأمر كذلك. ولكن يجب ان تسلمي بواقع انني كنت ومازالت ثائراً وبالغ القلق على كاترين, وانا مقتنع بأنك مسؤولة وتتحملين اكثر اللوم لغرسك افكار غير طبيعية في عقلها , مهما كان السبب الذي دعاك لذلك"
فقالت " إنني لم افعل ذلك, لماذا لا تحاول ان تكون منطقياً ؟ إنني لم احاول مطلقاً ان اؤثر في تفكير كاترين بأي شكل , ولا ان اقوم ... بتمثيل دور عليك بصراحة يا سيد ماك اليستر إن في استطاعتي ان اعيش سعيدة تماماً دون رجل . لهذا دع عنك التفكير انني كنت اضع خطة لاجتذابك اليّ "
فقال " هذا ماتقولينه الآن , ولكن من الطبيعي ان تفعلي ذلك. إذ من الصعب عليك الاعتراف بأن ماتقومين به الآن ما هو إلا الرد العكسي"
وهز رأسه وقد تألق سالفاه الفضيان في اشعة الشمس. وتابع قائلاً " ولكن ليس ثمة شيء يجعلني اتسامح معك في ما فعلت. لقد كانت كاترين سعيدة تماماً وصبية متفهمة تماماً الى ان وقعت تحت تأثيرك . وماكانت لتتصرف قط بهذا الشكل الشائن , مثل الهرب , لو لم يضع احد هذه الفكرة في رأسها"
فقالت " أهذا ما تظن ؟ إنك , إذن , تتهمني في توجيهها لهذا العمل؟ تابع كلامك يا سيد ماك اليستر , إذ لا يمكن ان تكون في مثل هذه الغباء الذي يجعلك تظن ذلك حقاً. اولاً , كان من المفروض حسب قولك ان اضع خطة لاجتذابك, ثانياً , ان استعمل تأثيري على ابنتك لكي احملها على الهرب, إنك حقاً مجنون. إن آخر ما اريده هو ماحدث لكاترين , هذا عدا ماتظنه من شعوري نحوك "
فقال " وكيف تفسرين تصرفها إذن ؟ إنك تدعين معرفتك بابنتي . اخبريني إذن عن دافعها الى هذا التصرف"
لماذا تلاشى غضبها فجأة وهي تسمع صوته؟ هل هي رنة الألم في لهجته؟ لم تستطع سارة ان تقرر . كل ماكانت تعرفه هو انها , منذ لحظات, كانت تتمنى لو تستطيع ان ترى جميس ماك اليستر متألماً...ولكنها الآن , وهو يتألم تمنى لو استطاعت ان تخفف عنه . منتديات ليلاس
وقالت"لا اظن ان الأمر بمثل هذه السهولة , انني اتصور ان ثمة مزيجاً من عوامل متعددة دفعها الى هذا . وهي وحدها التي تستطيع شرحه لنا "
فقال " ولكن كان عليها ان تدرك مقدار القلق الذي ستسببه لي بهذا العمل . اليس ثمة حساب لهذا ؟ اللعنة على هذا. إنني مستعد لأن اقوم بأي شيء في العالم من اجلها وهي تعلم ذلك... إنها تعلم ذلك"
وقالت سارة بصوت رقيق في محاولة لتخفيف الآلام التي شعرت بها تمزقه " هل هي تعلم ذلك حقاً؟"

Rehana 18-01-15 09:51 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الثاني و الثالث )
 
ربما كانت لا توافقه على الطريقة التي كان يعامل بها ابنته , ولكنها لا تستطيع إنكار ان قلقه عليها كان بالغاً وحزنه حقيقياً . والحزن هو شعور عرفته هي جيداً خلال السنوات الماضية .منتديات ليلاس
وقال هو " إنها تعلم بالطبع . لابد ان يكون ذلك. إن كل ما اقوم به هو من اجلها . لكي امنحها حياة فضلى واؤمن مستقبلها "
وابتعد عنها ثم اخذ يشدد قبضته على حاجز الشرفة الحديدي حتى رأت عضلات اصابعه تكاد تخترق جلده . وتابع قائلاً " لم يكن من السهل عليّ ان اربي طفلة بمفردي . فكيف إذا كانت هذه الطفلة هي ابنتي ؟ عندما ماتت زوجتي فكرت طويلاً في افضل حل لمشكلة كاترين , ورأيت ان ذلك في مدرسة داخلية مما يمنحها استقراراً افضل في حياتها .ذلك ان عملي يتطلب مني القيام بأسفار متعددة , فلم أشأ ان اتركها في عهدة الخدم ومدبرات المنزل . وبدا لي اختياري ذاك مثالياً . خصوصاً عندما بدت عليها السعادة لهذا الأمر . والآن , تأتي انت ما كانت اطنه في مصلحتها كان خطأ؟"
واستدار يواجهها بوجه متجهم عدائي وهو يتابع " لا اقبل ولن اقبل منك هذا ابداً , يا آنسة مارشال"
وارتجفت سارة على الرغم من دفء اشعة الشمس , فأسرعت تجذب اطراف السترة الصوفية تلتمس الدفء.ريحانة
قالت " لم اقل قط انك كنت مخطئاً في إرسالها الى المدرسة الداخلية. لقد كانت دوماً سعيدة معنا الى وقت قريب"
فقال" الى ان وقعت تحت تأثيرك غير المستقر" واستقام في وقفته ليشرف عليها بشكل جعلها تتراجع خطوة الى الخلف , وقد تملكها خوف مفاجئ من نظرته الغاضبة اليها.
منتديات ليلاس
لابد انه قرأ افكارها ,فابتسم ببطء ومازال وجهه عابساً وهو يقول " لا تقلقي فأنا لست من الحماقة بحيث اكرر غلطتي" ورفع يده يلامس الشرخ الذي مازال واضحاً في وجنته وهو يطيل النظر اليها, الى ان سرى الاحمرار الى وجهها و عنقها . وتابع قائلاً" يمكنك ان تقولي ماتشائين يا آنسة مارشال . وتحتجي بقدر ما تريدين , ولكن لا شيء من ذلك سيغير من فكرتي عمن تقع عليه المسؤولية . وعندما اجد كاترين , سأقوم بما عاهدت نفسي عليه وهو ان لا ادع طفلاً يقع تحت تأثيرك مرة اخرى , وان لا يعاني آباء آخرون مما عانيته انا من الآلام . إنك لن تزاولي التعليم مرة اخرى يا آنسة مارشال . إنني سأضمن ذلك"
تركها وخرج دون ان يتفوه بكلمة اخرى , تاركاً إياها ترتجف. لقد عنى كل كلمة قالها . إنه يريد ان يسلبها الشيء الوحيد الذي تملكه في حياتها . وبدا لها انها لن تستطيع منعه من ذلك , وصدرت عنها آهة ألم سرعان مارفعت بعدها يدها الى فمها تقفله , وقد تملكها الخوف من انها إذا هي استسلمت للضعف الآن , فسرعان ماتكون نهايتها . لقد علمتها الحياة ان تكافح من اجل ماتريد وقد سبق وقامت بهذا من قبل , فاجتازت كل العقبات الى ان وصلت الى هدفها . والآن , عليها ان تجد القوة , لكي تعاود الكفاح من جديد , إنما هذه المرة , الخصم ليس في داخلها بل هو شخص حقيقي حي. إن عليها ان تناضل ضد جميس ماك اليستر وتقنعه بأن ماهو بسبيله ضدها إنما هو خطأ تام .

Rehana 18-01-15 09:53 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الثاني و الثالث )
 
اقبلت عليها ستيفاني قائلة " هل ذهب ؟ يا إلهي , لا اظنني رأيت من قبل شخصاً بمثل هذه الثورة ! ولا ادري كيف امكنك مواجهته " ونظرت الى سارة وقد ارتسم على وجهها لجميل مزيج من الهيبة والاعجاب. واغتصبت سارة ابتسامة مرتجفة مستعينة بهدوء اكتسبته طوال السنين الماضية لاخفاء مشاعرها الحقيقية عن النساء الأصغر سناً, وقالت " اظنه يعلم في اعماله انه يتحمل جزءاً من المسؤولية في ماحدث لابنته , وربما هذا ما جعله غاضباً. إن من الصعب على إنسان بأنانية السيد ماك اليستر ان يعترف بالخطأ"
وضحكت ستيفاني وقد زال بعض توترها, وقالت " اتمنى لو انني مثلك استطيع فهم دخائل الناس"
كان الاطراء صادقاً, إنما هل كان صحيحاً؟ هل هي حقاً تفهم دخائل الناس ؟ ربما هل كان صحيحاً؟ هل هي حقاً تفهم دخائل الناس ؟ ربما كانت ستوافق على هذا القول قبل يوم او نحوه . ولكن , بعد ان حدث ماحدث بينهما وبين جميس ماك اليستر , فقد ترددت في ذلك . لقد كان لجميس ماك اليستر قانونه الخاص . لم يكن ثمة احد يدرك , كيف يعمل عقله إلا إذا شاء هو. فهو لابد ان يدرك بنفسه , خطأه في ان يحاول تدمير مهنتها.منتديات ليلاس
قالت " إن هذا جزء من عملي يا ستيفاني"
فقالت ستيفاني " وهذا هو الجزء الذي لا احبه " وهزت كتفيها وهي ترى نظرة الفزع في عيني سارة , وتابعت " هل ترين في هذا مايشبه خيبة الأمل؟ إنه ما اشعر به تجاه مهنة التعليم"
ومشت تتطلع من الشرفة الى الأشجار التي تفصل الشرفة عن الشارع . وتابعت " لا اظنني سأمكث في هذه المهنة طويلاً يا سارة , إذا شئت الحقيقة. لقد ابتدأ عندي هذا الشعور بعدم الارتياح قبل القيام بهذه الرحلة . إنما الآن ..." وابتسمت فجأة وهي تفتح ذراعيها على اتساعهما وتقول " باريس, يا سارة . إنها مركز العالم المتمدن . ألا تجعلك تريدين ان تتركي كل شيء , لكي تتعرفي الى الدنيا؟ اشعري بالحياة قبل ان تصبحي اكبر سناً من ان تمتعي نفسك. هنالك حياة أوسع, ولا اريد ان امضي بقية حياتي في تعليم فتيات ليس لديهن اقل رغبة في معرفة مكان جيل كلمجاور او كيفية تكوين حجر الصوان "
ضحكت سارة بمرارة وهي تقول " اظنني مررت بهذا الطور. إن فكرتي عن الحياة الحسنة هي ان ابقى في مهنتي هذه "
فقالت " مررت بهذا ؟ اوه , ولكننا كنا نتكلم عنك في قاعة الجلوس ذلك اليوم "
ورأت على ملامح سارة تعبيراً جعل الدم يتصاعد الى وجهها, ولكنها استطردت " إنني اعرف , اعرف .. ولكنه من الطبيعي ان يمتلك الفضول بعض الناس. إنك ماذا؟ في الثلاثين .. الواحدة والثلاثين ؟ ولكن يبدو انه ليس لديك حياة خارج المدرسة ! لماذا يا سارة ؟ لماذا تدفنين نفسك في ذلك المكان ؟ إنك مازلت شابة , ولكن إذا لم تنتبهي الى نفسك فسيفوتك القطار "

Rehana 18-01-15 09:53 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الثاني و الثالث )
 
فقالت سارة " شكراً , إنني احب حياتي كما هي الآن . فلا تقلقي لأجلي والآن , هل لديك البرنامج لهذا اليوم ؟ إذا لم اكن مخطئة فقد كان معبد دام في المفكرة"
تنهدت ستيفاني ولم تتراجع امام رغبة سارة في تغيير الموضوع, وقالت " إنك لا تخطئين ابداً يا سارة , وهذه هي المشكلة. يجب ان يكون لديك الكثير مما سترعي اهتمامك الى جانب البرنامج!"
فقالت سارة " ربما, ولكنني المسؤولة عن هذه الرحلة"
كان ثمة برود في لهجة سارة وهي تدلي بهذا الجواب . ولكنها فشلت في ان تتفادى الرعشة التي شعرت بها عندما تكلم جميس ماك اليستر من خلفها قائلاً" إنني مسرور لسماع هذا. فإن هذا سيسهل من الامور في الايام القليلة القادمة , إذا انت اعتبرت ان هذه الرحلة وماحدث فيها ينضوي تحت مسؤوليتك "
منتديات ليلاس
استدارت سارة تنظر اليه وقد كسا وجهها استفهام مؤدب ولكنها لم تستطع ان تحمل عضلاتها على الاسترخاء وجسدها بأجمعه على عدم التوتر الذي غزا اعضاءها . وسألته " لماذا يخامرني شعور انه ثمة غرضاً لك من وراء هذه الملاحظة يا سيد ماك اليستر؟ " فأجاب وهو يتقدم الى الداخل " ربما لأن هناك غرضاً فعلاً" وتوقف امام الباب حتى لا يدع لها فرصة لترك الشرفة الى الداخل إلا إذا شاء هو ذلك. وقال " لقد كنت اتحدث الى السيدة سيكوت قبل قليل . وقد اخبرتني بأن فيليب ليس من باريس , بل من بلدة صغيرة قرب الحدود الأسبانية. وإنه ابن احد انسبائها البعيدين , وقد وظفته في هذا العمل عندها لهذا السبب" فقالت " فهمت, إن هذا شيء هام يا سيد ماك اليستر , هل هنالك مايفيد في هذه القصة ؟" ونظرت في ساعتها وهي ما زالت تشعر بالتوتر . إنه يحاول شيئاً ما. لقد ادركت الآن ذلك .
ادركت انه يريد ان يخبرها شيئاً لا تود سماعه . ولكنها شعرت بعجزها عن إيقاف انكشاف الاحداث واحداً تلو الآخر .منتديات ليلاس
قال " إنني طبعاً ماكنت لأضيع وقتي لو لم يكن هناك ما يفيد بالنسبة الى ابنتي الضائعة " وعقد ذراعيه فوق صدره وهو مستند الى جانب الباب ومضى يتفرس فيها بنظرات عدائية متابعاً" كما اخبرتني السيدة سيكوت بأن فيليب كان يشعر بالوحدة بعيداً عن موطنه . وقد لمح الى نيته العودة الى بلدته مع إثنين من الخدم . وهما مقتنعان بأنه قد ذهب الى هناك مصطحباً كاترين معه"
قالت " لقد فهمت , لابد ان الشرطة قد بُلغت "
قال " إنني اريد ان اتصل بهما هاتفياً, إذ لا يسعني الجلوس هنا وانتظار ماسيحدث . إن احضار كاترين هو عملنا الآن "
فقالت " عملنا ؟ ماذا تعني بذلك؟"
لقد كان لديها شعور بأنها تنجذب شيئاً فشيئاً نحو امر لن يعجبها.
فقال " الأمر بسيط اريد ان تعود اليّ ابنتي في اسرع وقت ممكن , قبل ان يفسد ذلك الفتى مالا يصلح , ولهذا اريد ان الحق بها هي وفيليب الى بلدته . وانت يا آنسة مارشال ستأتين معي "
فقالت " معك ؟ أنا ؟ ولكن .. كلا .. إن هذا اسخف شيء سمعته , لا يمكنني الذهاب معك, عليّ الاهتمام ببقية الفتيات . إنهن .. لا يمكن ان يبقين بمفردهن "

Rehana 18-01-15 09:54 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الثاني و الثالث )
 
فابتسم بعبوس بينما بدا التصميم على وجهه بوضوح وهو يقول " عرفت انك ستقولين هذا . ولهذا اعطيت نفسي حرية التصرف في الاتصال هاتفياً برئيستك في المدرسة, وهي سترسل من يحل محلك في اول طائرة قادمة , لكي يكون في إمكانك الذهاب معي . إنها تشعر , تبعاً لظروف ما حدث , ان من واجبك الذهاب معي . في الواقع , لقد بلغ بها الأمر حد التأكيد ان هذا مايتوجب عليك القيام به . لهذا , اعدي حوائجك يا آنسة مارشال , لأننا سنبدأ رحلتنا خلال نصف ساعة"
واستدار عائداً الى الداخل, ولكنه مالبث ان توقف وادار رأسه ليقول من فوق كتفه " يمكنك ان تعتبري هذا فرصة اخرى لك. فإذا ذهبت معي لمساعدتي في التفتيش عن كاترين و إعادتها , فإنني قد اعيد النظر في ماصممت عليه بالنسبة لمستقبلك في التعليم"
و اختفى داخل الفندق تاركاً سارة تحدق في اثره وقد بدا الهلع في عينيها , و ارادت ان تركض وراءه لتقول له انها لن تذهب معه .. ولكن , كيف يمكنها ان تفعل ذلك؟ إنها إذا تسببت في اغضابه الآن , فهي ليست من الحماقة بحيث تتصور انه سيتجاوز عن الأمر . ذلك ان جميس ماك اليستر رجل ذو نفوذ ويعرف أناساً في مراكز عليا كثيرة . فهو في إمكانه ان يحطم سمعتها إذ شاء فلا تجد مدرسة ترضى بأن تمنحها عملاً في المستقبل . ولكن كيف يمكنها ان تتقبل فكرة مرافقته في مثل هذه الرحلة اليائسة للتفتيش عن كاترين عبر فرنسا ؟


نهاية الفصل

Rehana 18-01-15 09:59 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الثاني و الثالث )
 
الفصل الثالث

كان الرصيف جافاً , ولكن الهواء كان يحمل ذاك الشذا النقي الذي سرعان ماتبدده ساعات الازدحام الثقيل في المدينة. وخرجت سارة بحقيبة أمتعتها الى السلم , ثم وقفت لحظة, وقد اسكرتها نشوة ربيع باريس . واغمضت عينيها , وعادت بذاكرتها القهقري الى يوم كانت تلميذة , حيث امضت سنة دراسية في جامعة السوربون . كانت اياماً ذهبية شعرت اثناءها بالعالم طوع بنائها . لم تتوقع ان تكون حياتها مغامرة كبرى . وهذا ما جعل الزمن الذي تلا ذلك اكثر سوءاً . ولو ان في إمكانها ان تدير عقارب الساعة الى الوراء , لادارتها الى تلك الايام وابقتها ثابتة الى الابد.ريحانة
" هل ستبقين مستغرقة في احلام اليقظة كل اليوم هكذا ؟ لقد اضعنا الكفاية من الوقت حتى الآن . تعالي"
اخرجت اللهجة الآمرة سارة من شرودها , فنظرت نحو الطريق لترى جيمس ماك اليستر واقفاً بالقرب من سيارة سوداء فارهة , وقد وضع يديه على وركيه وقد كسا الضيق ملامحه , وساورها الخوف لحظة , مالبثت بعدها ان تنفست بعمق لتهدأ اعصابها بعد ذلك. ومن ثم اخذت تجرجر حقيبتها على الدرج , لقد سبق واتصلت هاتفياً بالمدرسة وتكلمت مع الرئيسة وذلك قبل ان تحزم امتعتها , آملة ان تجد طريقة تقنعها بأن هذه الخطة بأكملها كانت حمقاء.

Rehana 18-01-15 10:01 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الثاني و الثالث )
 
لكن السيدة هانت الرئيسة كانت واثقة من ان هذه هي الطريقة الوحيدة المجدية في هذه الظروف .
كانت لهجة الرئيسة حادة على غير العادة, مماترك عندها فكرة انها تعتبرها الملومة في قضية اختفاء كاترين . ولم يكن لديها شك في ان جميس ماك اليستر كان وراء ذلك. لم يكن ذلك عدلاً, ولكن لم يكن ثمة فائدة من الاحتجاج . فقد كان اهتمام السيدة هانت يتعلق فقط بسمعة المدرسة. وإذا كان ثمة طريقة لاستعادة كاترين سالمة , في الوقت الذي تبقى فيه الحادثة نفسها في طي الكتمان , فذلك مايهم , اما مشاعر سارة فلم تكن تساوي شيئاً.ريحانة
قال جميس وهو يضع الحقيبة في صندوق السيارة ويقفل الغطاء " ماذا يوجد في هذه الحقيبة ؟ اسلحة "
ونظر اليها ببرود . ولكنها تجاهلته . لقد صممت على ان تبقى هادئة طوال الرحلة , وان لا تسمح لغضبها الأحمق المتوحش ان يتفجر كما حدث تلك الليلة وكاد يتكرر هذا الصباح . لقد كانت هذه هي الطريقة الوحيدة لكي تستقر الامور معهما.
قالت وهي تتخذ مقعدها في السيارة " قد احتاج الى تبديل ثيابي في حال اضطررنا للمبيت . وربما العثور على كاترين سيستغرق مثل هذا الوقت "
اخذت تسوي من ثنيات تنورتها بهدوء اخفي ضيقها من كلامه .منتديات ليلاس
صعد هو الى جانبها ثم ادار محرك السيارة . ومالبث ان انضم الى حركة السير.
قال " يمكن ان يأخذ الأمر وقتاً اطول من ذلك. اعدي نفسك لهذا , فإن علينا ان نسير عدة مئات من الاميال وبعد ذلك نصعد الجبال في طرق وعرة"
منتديات ليلاس
قالت" ألم يكن من الأفضل ان نركب الطائرة الى تولوز ومن ثم نبدأ في البحث؟ إننا هناك نكون اقرب الى موطن فيليب , إذ ان تجوالنا في طرق نحن غير متأكدين منها , إنما هو مضيعة للوقت. هذا إذا كانا قد توجها اصلاً الى هناك"
هز رأسه وعيناه مركزتان على الطريق امامها وهما يتركان الشارع الفرعي ليدخلا في زحمة السير في قلب المدينة وقال " كلا, ليس فس ذلك مضيعة للوقت " وتناول خريطة مجعدة من الصندوق امامها , وناولها اياها , وهو يقول " لقد اعطاني اياها احد الخدم الذي وجدها في غرفة فيليب , القي عليها نظرة وحاولي ان تقرأي الكتابة اليدوية عليها "
نظرت سارة في الخريطة ممعنة النظر في الملاحظات المدونة على الهوامش الضيقة , قبل ان تنظر اليه بحيرة وهي تقول " يبدو ان هذا خط كاترين ولكنني غير متأكدة "
قال " إنه خطها . من الواضح انها قد ساعدت في التخطيط , ولكن هل عندك فكرة عن كيفية اعتزامها السفر كل هذه المئات من الاميال ؟"
كان في صوته العميق لهجة غاضبة جعلت سارة ترتعش دون إرادة منها.منتديات ليلاس
اجابت " ليس تماماً. هل كان ذلك بالسيارة ؟"
ضحك بخشونة قائلاً" كلا , إن فيليب يفخر بحيازته دراجة نارية , بقي عدة اشهر يعمل في ضبط اجهزتها بيديه ويظهر انهما قررا السفر بواسطتها, وقد استنتجت ان ليس امامهما حظ كبير في قطع مسافة بعيدة بهذه الطريقة .

Rehana 18-01-15 10:02 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الثاني و الثالث )
 
هل ادركت الآن لماذا لم افكر بالسفر جواً, رفضت انتظار وصولهما؟ إن اي شيء يمكن ان يحدث في هذا الطريق . يا إلهي , يكفي انها هربت مع فتى لا تكاد تعرفه. ولكن ان يكون ذلك بواسطة دراجة نارية ركب اجهزتها بنفسه ...! إن اي شيء هو ممكن الحدوث لهما... إنني لا استبعد ان يلقي بها ذلك الفتى في الطريق إذا تعطلت الدراجة النارية واصبحت هي تشكل عبئاً عليه"
قالت " لا اظن, استبعد هذا. ذلك ان فيليب يبدو ... حسناً , إنه يبدو فتى لطيفاً هادئاً , لقد تحدثت اليه في عدة مناسبات , إنني متأكدة من انه سيعتني بكاترين"
قال " إن هذا يريح افكاري يا آنسة مارشال , اشكرك لشهادتك الطيبة فيه. لقد ارتحت الآن بعد ان عرفت ان الفتى الذي هربت معه ابنتي , قد نال موافقتك"
تضرج وجه سارة ونسيت خطتها في ان تبقى هادئة على الدوام . وقالت " ليس ثمة حاجة بك الى السخرية , يحسن بك على الأقل , بعد ان اجبرتني على مرافقتك, ان تكون مهذباً . وإلا فيمكنك ان تقف وتنزلني هنا.إذ ليس في إمكاني احتمال طباعك السيئة لعدة ايام"
قال " عليك يا آنسة مارشال , احتمال كل مايصدر مني, ذلك انك لست في وضع يؤهلك لطلب اي شيء, لأنك لو كنت قد قمت بعملك جيداً ثم انتبهت الى سير الامور, لماحدث ما حدث . لهذا , فإن تأدبي ومراعاة شعورك هما آخر اهتماماتي"
قالت " لقد كنت دوماً اقوم بعملي جيداً, واكره ان اسمع منك النقيض , ولا تنس انني حاولت تحذيرك من ان ثمة شيئاً خاطئاً يعمل في نفس كاترين . ولكنك تجاهلت تحذيري ذاك"
قال " ها قد عدنا الى ذلك الموضوع .اليس كذلك ؟ لقد حاولت تحذيري .. مم حاولت تحذيري ؟ هل كنت تظنين ان كاترين لم تكن سعيدة ؟" وحول انظاره عن الطريق لتتشابك مع انظارها فترة وقد بدا فيها الانزعاج , وتابع يقول " لا اذكر انك جعلتني افهم جيداً ذلك الامر . لقد بدا عليك انك اكثر اهتماماً بانتقاد طريقة حياتي من ان تركزي على اهتمامك بكاترين . واكثر من هذا, فأنت لم تذكري شيئاً عن قضية الهرب . فلو كنت تقومين بعملك كما يجب يا عزيزتي الآنسة مارشال لكان عليك ان تجدي شيئاً تخبرينني به بدلاً من المداورة وتعييري بأنها كانت غير سعيدة وان ذلك كان خطأي أنا "
قالت " ولكنه كان خطأك فعلاً, ألا تستطيع ان ترى ان عدم اهتمامك الكافي بكاترين دفعها الى هذا العمل ؟"
قال " كلا , لا استطيع رؤية ذلك . انني لم ادفعها الى فعل احمق كهذا . ولكنني اعرف من الذي فعل ذلك . إنني اعرف ذلك . إنني اعرف اول من غرس هذه الفكرة في رأسها . وصدقيني , انك لن تتركي دون عقاب على ذلك"
ما الذي كانت تتوقعه ؟ انه عاد الى رشده وادرك انه كان مخطئاً ؟ ليس الى ذلك سبيل , ذلك ان اليوم الذي يعترف فيه جميس ماك اليستر المتكبر بخطئه, هو اليوم الذي تحدث فيه معجزة!

Rehana 18-01-15 10:04 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الثاني و الثالث )
 
مضى بهما الطريق بصمت , لم يكن صمتاً مريحاً, و إنما كان مشحوناً بالغضب والمشاعر السيئة , وقد جعل هذا سارة تشعر بأنها على شفا جرف . فقد توتر جسدها كلياً. وحاولت الاسترخاء باسناد رأسها الى الخلف على مسند المقعد وهي ترقب باريس في خضم حركة السير .والسائقون الباريسيون مشهورون بقيادتهم السيئة . ولكن يظهر ان هذا لم يؤثر على قيادة جميس الذي كان يقود سيارته بثقة وثبات عبر المدينة الى ان وصل الى الطريق العام المؤدي الى اورليان . و لثانية واحدة فقط رمقها بنظرة كانت هي اثناءها , تدير رأسها اليه , وتلاقت انظارهما لحظة لتعود , يعدها فتشيح بوجهها بعيداً وقد شعرت بأنفاسها تختنق في صدرها, بينما كانت السيارة تسرع في سيرها تاركة باريس خلفها . لقد كانا الآن في طريقهما حقيقة , هي وهذا الرجل الذي يبدو انه كان يثير في اعماقها مشاعر غريبة لم تعرفها من قبل . وتملكها شعور غامض بأن حياتها لن تعود كما كانت بعد ان تنتهي هذه الرحلة . واخافها تفكيرها هذا , اخافها بقدر ما اخافتها ردة الفعل التي شعرت بها نحو جميس ماك اليستر . إنها لا تريد ان يحطم شيئاً من عالمها الصغير الآمن. إنها لا تريد ان ترغم على ترك الملجأ الذي اقامته لنفسها . ولكن , هو ذا وجودها تشعر به يتبدد , تاركاً إياها ضعيفة في مهب الرياح مرة اخرى .
منتديات ليلاس
آلمتها عضلات عنقها التي تصلبت من البقاء مدة طويلة في اتجاه واحد . وصدر عنها انين خافت وهي تحرك رأسها مستغربة صلابة هذه الوسادة تحت وجنتها وفتحت عينيها لتشعر بالوعي يعود الى ذهنها . واستقامت في جلستها وهي تمر بيدها على شعرها , تنظر في كل اتجاه ماعدا الى الرجل الذي كانت تريح رأسها على كتفه.ريحانة
قال " ظننتك ستنامين طوال بعد الظهر . إنني جائع فدعينا نجد شيئاً نأكله "
القى عليها نظرة وهو يخرج من السيارة . لم يكن يبدو عليه الاهتمام كلياً لا تخاذها كتفه وسادة لرأسها , ولكنها اهتمت هي نفسها بذلك . لقد شعرت بالحرج المحرق يجتاحها, بعد ان وجدت جسدها مستنداً اليه بهذا الشكل ... المبالغ في المودة .
جرى الدم في عروقها حاراً وهي تفكر في انها نامت على كتفه , واشاحت بوجهها حين نظرت الى السيارة خلفه , متشاغلة بتسوية شعرها ولفه الى الوراء بالمشابك , ولكن يديها كانتا من الارتعاش بحيث كانت المشابك تعود فتتعثر في يدها .ريحانة
قال " ليس لدينا الوقت الكافي لكي تشبكي شعرك كالمعتاد"
عاد الى داخل السيارة , وجرها عبر المقعد ليمد يده ويسحب بقية المشابك من شعرها , وبسرعة , تخللت اصابعه شعرها الكث اللامع ثم تفرس فيها بهدوء للحظة قائلاً " هذا أحسن كثيراً, إنه افضل من السابق بكثير . والآن , هل لنا ان نأكل شيئاً؟ اريد ان نصل الى ليموج قبل المساء فقد نجد كاترين هناك , فهذه إحدى الاستراحات في الطريق . ولكن , إذا بقيت تضيعين الوقت فسنكون سعيدين إذا نحن وصلنا الى شاتور و قبل هبوط الليل "

Rehana 18-01-15 10:05 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الثاني و الثالث )
 
سحب المفاتيح من السيارة , ثم اقفل بابها قبل ان يتوجه الى المقهى القريب . ونظرت سارة في اثره وقد ساورها ما يشبه الرعشة . ومرت بيدها على شعرها المنسدل لتشعر بالغضب يتفاعل في داخلها مرة اخرى . كيف جرؤ على هذا العمل؟ وماهذه الوقاحة التي دفعته الى نزع المشابك من شعرها بهذا الشكل؟
نظرت ثائرة الى وجهها في مرآة السيارة وهي تتساءل , كيف يمكنها إعادة تنظيم شعرها دون مشابك؟ وعبست وهي ترى نفسها وقد اختلف منظرها عن ذي قبل , بعد ان استدار حول وجهها شعرها الناعم البني المجعد لينسدل على ملامحها, كما ان عينيها بدتا اكثر اتساعا من المعتاد .
وتصورت للحظة ان الزمن قد رجع بها الى تلك السنوات التي كانت فيها طالبة تترك شعرها على الدوام منسدلاً بإهمال كما هو الآن, لتتملكها نفس المشاعر التي كانت تغمرها في ذلك الزمن ... وياله من زمن بعيد , ولامست خصلة من شعرها تسويها حول وجهها , لتبعد يدها فجأة وقد شعرت بحماقتها . إنها لم تعد تلك الفتاة الصغيرة, ولكنها الآن امرأة ناضجة عاقلة . امرأة لا تحلم بأن تخرج الى الناس وكأنها استيقظت لتوها من النوم . وفي قول جميس ماك اليستر ان شكلها يبدو افضل من السابق , سبب كاف لأن يجعلها تقوم باصلاح ما احدثته يداه في منظرها , على الفور .
منتديات ليلاس
فتحت حقيبة يدها , واخرجت منها شريطاً مطاطياً شدت به شعرها الى الخلف بشكل ذيل الحصان . ولم يكن هذا هو اطراز الذي تفضله عادة لشعرها , ولكن هذا كان افضل ما امكنها عمله على عجل . وفتحت باب السيارة وخرجت متجهة الى المقهى . وتوقفت قليلاً لكي تستطيع عيناها مواجهة اشعة الشمس الساطعة.منتديات ليلاس
كان جميس ماك اليستر جالساً الى مائدة بجانب نافذة وفي يده كوب من القهوة , ورفع انظاره اليها وهي تسحب كرسياً لتجلس عليه الى جانبه . واستقرت عيناه على شعرها , بينما اشاحت هي بوجهها بازدراء, كي لا يدلي بأية ملاحظة , ولكنه لم يقل شيئاً , على كل حال , وهو يضع قائمة انواع الطعام امامها على المائدة , ثم يدير وجهه متطلعاً من النافذة, وعجبت هي من نفسها إذ شعرت بنوع من جرح الاحساس لهذا التصرف منه. وراقبته لحظة , ثم حملت نفسها على الالتفات الى قائمة الطعام. ولكنها وجدت ان من الصعوبة ان تركز افكارها على اختيار انواع الطعام .
إذ كانت انظارها لا تنفك تميل نحو جميس ماك اليستر , لتستقر على جانب وجهه وقصة شعره الاسود بسالفيه الفضيين اللذين ينحدران الى ياقة القميص المحيطة بعضلات رقبته القوية.
كم هو عمره ؟ في اواخر الثلاثينات ؟ ام اوائل الأربعينات ؟ إن كاترين في السادسة عشرة من عمرها تقريباً , ومنطقياً يجب ان يكون عمره كما ظنت , ولكن لم يكن ثمة اية إشارة الى ضعف او ارتخاء في جسده القوي وكذلك في خطوط وجهه القوية. ريحانة

Rehana 18-01-15 10:06 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الثاني و الثالث )
 
كان يبدو رجلاً متكامل الرجولة والعنفوان .. رجلاً بالغ الجاذبية والازعاج الى حد كان تأثيره عليها اكثر مما يجب . لقد سبق وقابلت رجالا آخرين كانوا ممتلئي الجاذبية من آباء تلميذاتها , ولكن لم يكن لأي منهم مثل هذا التأثير الذي كان لجميس ماك اليستر عليها.
قال " من الافضل ان تسرعي في اختيار ما ستأكلين , لأننا سنتابع السير بعد نصف ساعة , وإذا كنت عن ذاك لم تنتهي بعد من طعامك , فالذنب عندها سيكون ذنبك , كما انني انبهك الى انني لن اطلب طعامي مما هو مذكور في قائمة الطعام "
كادت تقفز من مكانها إذ كلمها فجأة , ورفعت عينيها اليه شاعرة بالذنب , ليتضرج بعد ذلك وجهها من شعورها بالحرج إزاء النظرة الساخرة التي بدت في عينيه , وقالت " لقد جعلتني اشعر بعسر الهضم , إنني متأكدة من ان خشونتك تذهب بشهيتي يا سيد ماك اليستر"
ما الذي جعلها تقول ذلك؟ ربما كان ذلك بدافع النفي , في اعماقها لأفكارها تلك بشأنه , وتصاعد شعور الحرج حتى كاد يحرقها ولكنه , لدهشتها , لم يتفوه بكلمة , بل ضحك . وبعث صوته العميق رجفة في اوصالها .منتديات ليلاس
قال " ربما كان مظهري خشناً .. ولكن , اليس من الممكن ان اكون رقيقاً في اعماقي ؟ هل تريدين ان تتأكدي من ذلك , ياسارة ؟"
قالت " أنا .. كلا.. طبعاً لا .. كما انني لا احب ان تدعوني باسمي الأول "
قال وهو ينحني الى الامام مستنداً بمرفقيه على غطاء المائدة الابيض , متفرساً في وجهها بإمعان " لماذا؟"
نظرت اليه سارة لحظة ثم حولت انظارها عنه بسرعة وهي تتعجب لانحباس نفسها بهذا الشكل . وتحولت انظارها الى ذراعيه اللتين لوحتهما الشمس ويكسوهما شعر اسود خفيف . وازدردت ريقها بصعوبة في محاولة للتخلص من التوتر المفاجئ في عنقها . ماذا جرى لها ؟ لماذا تتصرف كالمراهقات ؟
نبهتها افكارها الى درجة رفعت معها انظارها لتصطدم بنظرته القوية التي كانت على بعد سنتمترات منها . وبدا ان الزمن قد توقف لحظات ليتركهما معلقين هكذا بعيدين عن العالم اجمع . ثم ابتسم ببطء وقال يكرر السؤال " لماذا يجب عليّ ان لا اخاطبك باسمك الاول يا سارة ؟"
قالت " لأنني لا احب ذلك"
بدا جوابها هذا سخيفاً حتى في أذنيها . وكان صوتها خافتا متقطعاً, وشعرت بالسخرية تجتاحه. واعادها ذلك الى وعيها لتتخلص من تلك الافكار الحمقاء الى ساورتها في لحظة خطرة. واستقامت في جلستها وقد عاد الى ملامحها دون وعي منها , ذلك البرود الذي اعتادت ان تقابل به الآخرين , وقالت " لأنني افضل ان تبقى علاقتنا في حدود العمل الجاد , ليس ثمة مجال لأن تتجاوز علاقتنا حدود المعرفة التي اضطرتنا الظروف الى ان يرغم الواحد على مرافقة الآخر, وكما ارى , ليس ثمة حاجة الى زيادة التآلف بيننا" قال وهو يستعيد جلسته الطبيعية " هكذا ؟" ونظر اليها ممازحاً وهو يحرك حاجبيه بشكل جذاب , ممعناً النظر فيها " ولكن , ألا تظنين ان الامور ستكون اكثر سهولة لو حاولنا تطوير علاقتنا هذه؟ إننا , قبل كل شيء يا سارة , علينا ان نمضي اغلب ايام الاسبوع القادم معاً. ألا يدعو بقاؤنا على هذا الشكل , الى الأسف ؟"

Rehana 18-01-15 10:07 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الثاني و الثالث )
 
قالت " إن هذا لا يدعو الى الأسف, وإنما هو الواقع المنطقي . ذلك ان الاوقات التي نمضيها معاً, ماهي إلا للتفتيش عن ابنتك"
هل هي نبرة يأس تلك التي ظهرت في صوتها ؟ لقد تمنت ان لا تكون كذلك , كما تمنت اكثر ان لا يلحظ هو ذلك. إنها لا يمكن ان تبدي ضعفاً وهي ترافقه , إنه اكثر حنكة مع النساء منها مع الرجال.
قال " إنني لا انكر ان علاقتنا هي عملية , إن كل ما اقترحه , هو ان نجعل هذه العلاقة اكثر يسراً وراحة بقدر ما نستطيع , فنحن سنمضي عدة ايام وعدة ليال معاً"
لم يكن الأمر بالشكل الذي وصفه في ذلك الصوت البطيء العميق الذي بعث الرجفة في اوصالها. وبقيت سارة ساكنة متوترة في انتظار الخوف الذي يتملكها اثر كلمات كهذه ولكنها لم تشعر بهذا الخوف . إنها لم تشعر سوى بهزة إثارة بعثت في جسدها وخزات اليمة , لقد كانت الصدمة من القوة بحيث جعلتها تدفع كرسيها لتقف وهي تنظر اليه , قائلة :" إنني لا ادري ما الذي تسعى اليه في ذهنك , ولكن دعني اوضح لك الامر هنا والآن , اننا لن نمضي اية ليلة معا بالشكل الذي تظنه "
ارتسمت على شفتيه ابتسامة شبه قاسية , وهو يمعن النظر في وجهها بنظرات هي في برودة الثلج , قائلاً " إنك تظهرين اغرب المتناقضات يا سارة , ويخامرني الشعور احياناً بأن عقلك يقول شيئاً آخر مختلفاً"
قالت وهي تلتقط حقيبة يدها " إنني لا افهم ماذا تعني بقولك هذا " فأمسك معصمها الرقيق باصابعه القوية, وهو يقول " بل انت تفهمين . إنك تفهمين جيداً ما اعنيه بقولي هذا. وهذا هو سبب خوفك . هل يخيف عقلك الصغير المتطهر ان يتملكك مثل هذا الاحساس ؟ انك يمكنك ان ترغبي في رجل برغم الخطة التي وضعتها , وهي ان تمضي بقية حياتك دون رجل"
قالت " كلا. إنك لا تعرف ماتقول . دعني اذهب , لا اريد ان آكل شيئاً , سأنتظر في السيارة "
لوت ذراعها لتتخلص من قبضته , ولكن اصابعه اشتدت حول معصمها وهو يمسكها بثبات ولكن دون خشونة . وقال " لا يمكنك ان تهربي دوماً من الحقيقة يا سارة , وفي بعض الاحيان , لا يمكنك انكارها . فهي ستظهر يوماً بطريقة او بأخرى . وهذا مثال على مايمكن ان يحدث إذ انت بقيت تخفين رأسك في الرمال"
جذبها اليه حتى امكنه ان يحدق في اعماق عينيها وتابع قوله " لو كنت سلمت , بينك وبين نفسك, بحقيقة شعورك هذا لربما لم يكن لشيء من هذا ان يحدث , ولما كانت كاترين الآن تعيش خارج افكارك "
نظرت اليه بذعر لا تكاد تفقه مايقول , وقالت " إنني .."
قاطعها قائلاً" ارى انك قد فهمت اخيراً , اليس كذلك؟ لقد كنت انت من وضع فكرة الهرب في ذهن ابنتي . كلا, لا تحاولي الكذب . سواء عليّ ام على نفسك بعد الآن .

Rehana 18-01-15 10:09 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الثاني و الثالث )
 
لقد سبق ورأيت امثلة عن هذا من قبل ... الخيبة تجد مخرجاً لها . ماذا فعلت ؟ هل ملأت رأسها بالكلام التافه عن العواطف الشاعرية التي تشعر بها وهي تهرب مع فيليب ؟ وغير ذلك من الترهات التي يهضمها عقل فتاة مراهقة ؟ اليس كذلك ؟ تلك الاشياء التي يقرأ عنها الشخص في الكتب ... وتقع فتاة حلوة برئية تحت تأثير اجنبي وسيم ليبقيا معاً يتحديان الآخرين ؟"
كان صوته كالجليد يقطع لحمها . ولم تستطع سارة الحراك ولا الكلام ولا اي شيء آخر عدا الوقوف للاستماع اليه وجعلها هذا, تبدو في عينيه اسوأ من ذي قبل . وقال " ولا كلمة منك دفاعاً عن نفسك؟ لقد عرفت ان الحق كان معي البارحة وقد وجدت الآن البرهان على ذلك"
اطلق سبيلها وقد كسا الازدراء وجهه وهو يتابع قوله " لقد ملأت رأس ابنتي بتصوراتك الناتجة عن خيبة املك , لأنك غير قادرة على إقامة علاقة ناضجة مع رجل"
كان صوت الصفعة التي استقرت على وجهه , عالياً, بحيث رن صداها في انحاء المقهى الذي ساده الصمت . لقد كان من الشدة بحيث اجفلت منه هي نفسها . وبقيت لحظة واقفة تتطلع الى مكان الصفعة الذي تحول الى لون احمر . ثم استدارت على عقبيها هاربة.ريحانة
منتديات ليلاس
امسكها في اسفل الدرج وهو يقول " كلا, إنك لن تفلتي من نتيجة فعلتك هذه" كان يمسك كتفيها بخشونة وهو يديرها اليه. ولكن سارة لم تكن لتفكر بشيء من هذا. كان تفكيرها منحصراً في انها طوال تلك السنوات الماضية , قد غرقت الى الأسفل , وانها لن تدع نفسها تغرق بعد ذلك ابداً ولكنها كانت مخطئة. ذلك ان كلماته القاسية المهينة قد فتحت جرحاً بقي كامناً في اعماقها زمناً طويلاً, جداً الى حد انه ابتدأ الآن بالشفاء .منتديات ليلاس
قال " إن الحقيقة مرة لأنها فرضت عليك, اليس كذلك يا سارة ؟ ولكن , حان الوقت لتواجهي حقيقتك . وهي انك مجرد عانس محبطة تدس افكارها في العقول البريئة"
هزها بشدة الى ان بدأ وجهها بالتضرج واخذت تدمدم بكلمات متقطعة , ثم وجدت في نفسها القوة فجأة لدفعه عنها , وهي تقول " كلا, إنك مخطئ يا سيد ماك اليستر مخطئ .. مخطئ.. مخطئ..."
تصاعدت الهيستيريا من صوتها وهي تجد المخرج في ضحكة خشنة مرة حاولت جهدها ان تكتمها , وقالت " ليس لديّ تصورات عاطفية يا سيد ماك اليستر , إنما لديّ كوابيس ليلية! اتريد ان تعرف لماذا؟"
كانت الآن ترتجف , إن في امكانها ان تشعر بها . ان تشعر بالتوتر بتملك جسدها , ان تشعر بالألم الذي سببته اتهامه القاسي لها.
تابعت " هل تريد حقاً ان تعرف لماذا لم اضع مثل هذه الافكار في عقل ابنتك ؟ ولماذا لم احاول وضع خطة لاجتذابك ؟ لقد كنت ..."
" عفواً سيدتي ... سيدي "
كان الاعتذار الرقيق من رجل يود الخروج من المقهى , قد نسف افكارها مشتتاً إياها كزجاج مهشم . وحدقت سارة بذعر في جميس ماك اليستر للحظة غير مصدقة ماكانت تريد قوله, ثم استدارت راكضة .. لقد ركضت وركضت حتى اصابها الاعياء ... ولكنها لم تستطع ان تهرب من كوابيس الماضي.


نهاية الفصل

bluemay 18-01-15 12:43 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الثاني و الثالث )
 
فصلين كارثيين

شو هاد يا سيد ماك ؟؟!

العمى بقلبه عن جد ما شفت متل هيك عقليات !!!

مسكينة سارة وقعت في ورطة عويصة وشو بدو يطلعها منها ..

كانت رح تكشف له سرها بس وعت لنفسها بأخر لحظة وهربت ..

بتوقع رح يلحقها ويرغمها على مرافقته .

بتوقع رح تستمر المآسي توقع ع راس سارة لحتى ما يلاقو كاترين..


يسلمو حبيبتي ويعطيك العافية


لك ودي



°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

Rehana 20-01-15 07:32 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الثاني و الثالث )
 
والقادم اعظم ماياتي .. هو يستهال انها ما تقول اليه سرها
وبالفعل راح تستمر المآسي.. يساعدها ويصبرها عليه

الله يسلمك يارب .. منورتني ياقمر

Rehana 20-01-15 07:43 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الرابع )
 
الفصل الرابع

توارت الشمس وراء سحابة, مرسلة ظلاً على صفحة النهر.
اقتلعت سارة حزمة من الحشائش اخذت تفركها بين اصابعها , وقد شعرت برطوبتها الباردة على جلدها الحار الجاف . والآن مع تلاشي غضبها , شعرت بنفسها وكان الحياة تغادرها لتتركها كصدفة فارغة . لقد حاولت جهدها طوال سنوات , مراجعة مشاعرها وضبطها الى ان انهارت الحواجز خلال الأربع وعشرين ساعة الاخيرة , لتعود مرة اخرى , تلك الفتاة الضعيفة الهشة بعد ان حطم جميس ماك اليستر تلك الحواجز بأجمعها.منتديات ليلاس
وجاءها صوته رقيقاً لا يكاد يعلو عن همس النسائم بين غصون الشجر " هل انت بخير؟" ولكنها مع ذلك قفزت مجفلة . ورمقته بنظرة من فوق كتفها وقد شعرت بالدم يتجمد في عروقها وهي تراه واقفاً خلفها بعينين زائغتين. الذي كان يفكر فيه , او يشعر به؟ هل استطاع ان يخمن ما الذي كانت ستخبره به ؟ واحست بالغثيان لهذه الفكرة , فاستدرات بعيداً نحو النهر تحدق فيه, راجية ان يفهم من هذا انها تريده ان يتركها ويذهب , ولكن بدا عليه انه لا يعتزم ذلك. وجلس الى جوارها على حشائش الربيع الرطبة. وقد لف ساعديه حول ركبتيه ومضى يحدق هو الآخر , في مياه النهر الفضية التي تتدفق دون نهاية في طريقها .

Rehana 20-01-15 07:45 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الرابع )
 
قال متاملاً" إن هذا المنظر يذكرني بموطني . إن منزلي قرب النهر , فأنا لا أمل ابداً من مراقبة المياه . إنني اجد في ذلك نوعاً من الشعور بالسلام النفسي"
هل توقع منها حقاً ان تتبادل معه حديثاً مهذباً بعد كل ماجرى بينهما؟ يبدو ذلك. ولكن قبل ان يصدر عنها اي تجارب تابع هو حديثه " لقد صممت المنزل واقمته من اجل زوجتي روث ... والدة كاترين . لقد عشقت النهر وكانت دوماً تطلب مني ان أتدبر ارضاً مناسبة هناك, ولكنك تعرفين كيف تحدث الامور احياناً .. لقد بقيت اتلكأ في هذا الأمر إذ كانت تجابهني احياناً, ضغوط تعيقني ..." وتوقف عن الحديث لحظة وقد شحن الجوّ بنوع من الحزن هز مشاعر سارة. وتابع " وعندما انتهى بناء المنزل , لم تعش فيه سوى اشهر معدودات قبل ان تموت. إن ذلك , احد الاخطاء القليلة التي ندمت عليها في حياتي , وهو انني لم ابن المنزل حالما طلبت مني ذلك, كي تعيش فيه مدة اطول . ولكن هذا ما يحدث احياناً والندم لا يمكن ان يغير شيئاً"
وتحول عند ذلك , ينظر اليها مباشرة لتشعر سارة بشيء من التوتر , في نظرته تلك, لم تشعر به من قبل , وتابع هو يقول " لا يمكنك تغيير الماضي يا سارة . عليك ان تواجهيه وتتقبليه ... مهما كان"
منتديات ليلاس
وتوهج وجهها وهي تلقي بانظارها بعيداً. الى اي مدى وصل تخمينه عنها؟ فهي لم تستطيع ان تتذكر تماماً كل ما قالته في تلك اللحظة , ولكنها , بالتأكيد , لم تشكف ذلك السر الذي بقى مكتوماً في نفسها زمناً طويلاً.منتديات ليلاس
قالت " ليس لديّ فكرة عما تتحدث عنه يا سيد ماك اليستر , ولهذا , انصحك بأن توفر نصائحك لمن يحتاج اليها اكثر مني"
فقال بصوت لا ينم عن شيء ومازال يرمقها بنظرات هادئة " قولي جميس , ألا توافقينني على هذا ؟ إنني افضل ان تخاطبيني باسمي الأول "
فقالت " لماذا ؟ اتظن ان هذا يصلح ماقلته لي من قبل ؟ إنني افضل تلك الاتهامات الباطلة ؟ ام لأنك تشعر بالأسف إذ أسأت اليّ؟"ونظرت اليه , وقد هاجت مشاعرها الى درجة لم تستطع معها ان ترى شيئاً آخر خلف ذلك, واستطردت " حسناً, إنني اشكرك كثيراً , يا سيد ماك اليستر , ولكن , اظن انني سأتجاوز قبول ذلك الشرف كما انني لا اريد منك اعتذار او شفقة "
حاولت ان تقف على قدميها وقد اصابها الهلع لفكرة انها قد تنهار فجأة فتثير بذلك احتقاره , ولكنه قبض على ذراعها وجذبها لتسقط على ركبتيها امامه. كان قريباً منها الآن , بحيث امكنها رؤية الخطوط الدقيقة في زاويتي عينيه وظلا اسود للحية, ابتدأ يكسو فكه . واخبرتها غريزتها نتيجة لخبرتها في الماضي , انها يجب ان تخاف من القرب منه سبب لها هذا, صدمة.منتديات ليلاس
قال " لم اكن لأعني أياً من هذين يا سارة , فأنا لست من الحماقة بحيث اظن بحاجة اليهما . كل ما اريده هو صفاء علاقتنا . ولكن من الواضح ان ذلك هو شيء لا ترغبين فيه"

Rehana 20-01-15 07:45 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الرابع )
 
وهز رأسه لتسقط خصلة من شعره على جبينه , وشدت سارة على قبضتيها وهي تعجب من الرغبة المفاجئة التي شعرت بها في ان ترد هذه الخصلة الى الخلف , لتشعر بنعومتها الحريرية بعد تلك الغلطة من الرجل . وتابع هو قوله " إنني لا ادري ماذا حدث لك في الماضي يا سارة ليوجهك في هذا السبيل. ولكن لابد ان يكون شيئا مأساوياً"
تصلب جسدها حالاً وهي ترفع اليه انظارها متنبهة وقالت " لا ادري ما الذي تعنيه . لم يحدث لي شيء في الماضي , لا شيء ..."
فابتسم برقة تتعارض مع النظرة الفاحصة اليها , واخفضت هي انظارها الى يده التي ما زالت تقبض على ذراعها . وقال " كلانا يعلم ان هذا كذب, فإن ما حدث لك قد تركك في خليط من المشاعر. إنك تضعين حولك هالة من البرود , ولكن دعي اي واحد يخدش سطح ذلك بشيء من التعمق , لتبرز حقيقة كونك مجرد طفلة هلوع لا تفتأ هاربة من كابوس ما. ولا عجب ان تجدي صعوبة في ان تعيشي حياة حقيقية يا سارة , لقد امضيت الوقت منطوية على نفسك معتزلة الحياة لخوفك من مواجهتها. وهذا هو السبب في انك ملأت ذهن كاترين بكل تلك الحماقات "
فنفضت ذراعها منه وهبت واقفة على قدميها , وهي تقول غاضبة مستغربة هذا الدافع الغامض الى إيذائها با لاصرار على هذا الاعتقاد " إنك مخطئ . مخطئ كلياً . ولكن من الواضح انني لن استطيع إقناعك بهذا. فلماذا اكرر المحاولة ؟ لقد حان الوقت لأن تتوقف كل هذه الاشياء السخيفة بيننا . بعد ان اتضح بأننا لن نستطيع التعامل مع بعضنا البعض بأي قدر من الانسجام . واظن انه حان لنا ان ننفصل . وسأعود الى المقهى واتصل هاتفيا بالفندق لأطلب من السيدة لورنس ان توافيك الى ليموج . وهذا لن يسبب كثيراً من التأخير"
فوقف بهدوء يشرف عليها بقامته وقد ساد وجهه لمحة من عدم رضى , سبق واعتادتها هي. وقال " لا ضرورة لذلك. لقد رتبنا الأمور على اساس ان ترافقيني وهذا ما سيكون عليه الأمر, وليس في نيتي ان اغير من هذه الخطة"
فأجفلت ثم قالت وقد توترت اعصابها " إسمع يا سيد ماك اليستر..." وتوقفت عن الكلام وقد جمد الدم في عروقها , بعد ان وضع اصبعه على شفتيها يمنعها من الإدلاء بكلماتها الملتهبة وقال " وفري على نفسك الكلام . إنك ستأتين معي للبحث عن كاترين حتى ولو اضطرني الأمر الى ربطك وجرك معي. إن ما حدث من قبل لن يغير من الأمر شيئاً . إن ما يهمني فقط هو العثور على ابنتي , وليس إلغاء ارتباطاتك. لقد كنت مسؤولة عنها اثناء الرحلة , ومازلت مسؤولة عنها الى حين عودتها اليّ سالمة. والآن , اظن ان الوقت قد حان لكي نتابع السير , فقد ضيعنا من الوقت ما فيه الكفاية حتى الآن وشكراً لك كل حال"
واستدار عائداً الى الطريق , تاركاً سارة تحدق في اثره وقد بان الإجرام في عينيها . إنه اكثر الرجال الذي شاء سوء حظها ان تقابلهم , عجرفة وصفاته الى درجة غير محتملة. إنه لا يتعرف بشيء او بإنسان .

Rehana 20-01-15 07:46 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الرابع )
 
إنه فقط يريد ان تعود اليه ابنته لكي يعود الى حياته الأولى دون اي عائق.
تبعته وقد تملكتها ثورة صامتة, ودخلت الى السيارة تجلس في مقعدها بعد ان صفقت الباب خلفها بشدة.
وانطلق هو بالسيارة بعد ان رمقها بنظرة قاسية , وهو يقول " بدلاً من الجلوس والتفكير في تسوية الأمور معي يا سارة , اقترح ان تحاولي الرجوع بذراكرتك الى اي شيء يمكن ان تكون كاترين قد قالته . مما قد يعطينا إشارة الى المكان الذي قد تكون قصدته . إنني لست متشوقاً الى البقاء في صحبتك . ولهذا , كلما كان العثور عليها سريعاً , ذهب كل منا في طريقه"
فاستدارت سارة اليه ومنحته ابتسامة ساخرة لتقول بصوت يقطر حقداً " يا لهذا التفكير الرائع! صدقني يا سيد ماك اليستر . انني سأرهق ذهني في التفتيش عن اية معلومات قد تكون صدرت عنها , إذا كان في ذلك ما يسرع بنا الى هذه النهاية"
توقعت منه ان يغضب , ولكنها اجفلت اذ رأته ينفجر ضاحكاً وهو يخرج بالسيارة الى الطريق العام , ويقول " حسناً حسناً يا سارة ... من اين جاء كل هذا؟"
منتديات ليلاس
رفع حاجبيه الاسود الكثيف وقد امتلأت عيناه بالسخرية وهو يرمقها بنظرة سريعة " ماذا ؟ اذكر انه قبل اقل من اربع وعشرين ساعة , كان من عادة الآنسة مارشال المتحفظة المحتشمة ان تنطلق بأجوبتها بنبرة حادة خاطفة ... يبدو ان السبب هو تغيير شكل شعرك وإسداله على كتفيك"
تضرج وجهها لسخريته الباردة واشاحت بوجهها وقد شعرت بالكراهية نحوه , خاصة وهي تشعر رغماً عنها ان ما قاله هو صحيح . إنها لم تكن لتتجاوب بهذا الشكل من قبل. كلا, ولم تكن دوماً تبدو بمظهر عمليّ يسوده الكبرياء والبرود اثناء تعاملها مع الآباء , حتى مع بالغي الحدة و العصبية منهم, فماذا حدث بالنسبة الى جميس ماك اليستر ليجعلها تنسى مثالياتها وقيمها تلك؟ هل السبب هو تحديه الدائم لها وبراعته في إثارة حساسيتها بطرقه الخاطئة كلما تحدث اليها؟ ام ان هناك سبباً آخر لذلك ؟ سبباً هي على غير استعداد للتنقيب عنه في اعماقها .ريحانة
لقد عاشت طوال تلك السنين الطويلة الموحشة في عزلة خالية من المشاعر . ولكنها الآن , تشعر بنفسها غير قادرة على الاحتفاظ بهذه الحواجز اكثر من ذلك . وفجأة شعرت بالخوف.
كانت الرياح تهب, ليدخل الهواء البارد الى السيارة باعثاً رعشة البرودة في اوصالها . ولكن سارة لم تتحرك لتقفل النافذة. بل اخذت تجيل النظر من خلالها في اسطح القرميد التي يغمرها ضوء القمر. وعاد بها التفكير الى حين هطول المطر منذ ساعات وهما في الطريق مما اعاق قيادة السيارة . ولكن ذلك ماكان ليقل من عزيمة جميس ماك اليستر الذي بدا التصميم على وجهه وهو يتابع سيره على الطرق الفرعية دون ان يبدو عليه التعب . لقد اخذت سارة حين ذاك , تتساءل عما إذا كان ينوي السير طيلة الليل ولكنها لم تسأله .

Rehana 20-01-15 07:47 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الرابع )
 
كما انها لم تطلب منه التوقف . إنها لن تطلب منه شيئاً كما انها لن تعطيه شيئا كذلك. وبدا لها ان تلك هي الطريقة المثالية للتصرف معه, اثناء هذه العلاقة المزعجة بينهما .
ولكنها احست بالراحة على كل حال عندما عاد اخيراً الى الطريق الرئيسي ليتبع الاشارات الى هذه المدينة الصغيرة ليخبرها باختصار انهما سيمضيان الليلة فيها.
لقد كان رأسها يكاد يتصدع من صوت محرك السيارة, عدا عن التوتر مما جعلها ترحب بهذه الفرصة الراحة من هذين الأمرين.منتديات ليلاس
اغلقت النافذة وهي تتأوه يضعف , وجالت بأنظارها في انحاء الغرفة متسائلة عما إذا كان الأمر يستحق ان تفرغ محتويات حقيبة ثيابها . كانت الساعة التاسعة تقريباً وهي تدرك تماماً ان جميس لا يحب التأخر في الصباح . فهو يتوقع منها ان تستيقظ مع الفجر وربما شكا بمرارة إذا هي تأخرت عدة دقائق . ولهذا من الأسهل عليها ان تبقي ثيابها في الحقيبة بدلاً من تعليقها في الخزانة التي تفوح منها رائحة النفتالين , ومن ثم تستعد للنوم.
وابتدأت تفك ازرار قميصها عندما قفزت بتوتر وهي تسمع صوت نقر على الباب , فأسرعت تعيد إقفال الأزرار وقد تضرجت وجنتاها وهي تستعيد ذكرى الليلة الماضية. لقد احتاطت هذه الليلة بإقفال بابها حالما دخلت الغرفة . ولكن , لم تكن ثمة طريقة لمنع ذكرياتها المضطربة من ان تعشش في رأسها , فذكرياتها تلك ستبقى تلازمها مدة طويلة.ريحانة
ولم تدهش وهي ترى جميس يقف خارج الغرفة نافذ الصبر عندما فتحت الباب . ولكن الأمر كان مزعجاً بشكل غريب . لقد حرك منظره مشاعرها بشكل وحشي, إذ جعل الدم يجري في عروقها بشكل أثار اضطرابها العميق . لماذا يزعجها هذا الرجل بهذا الشكل؟ لو انها تعرف جواب هذا. إذن, لربما عرفت كيف تتصرف معه, ولما احست بالضيق الى هذا الحد الذي بدا في لهجتها الحادة , وهي تسأله " نعم, هل تريد مني شيئاً؟"
فرفع حاجبه وهو يقول " الأفضل ان تضعي معطفك . فما زال المطر يهطل خارجاً"
فقالت " معطفي ؟ ولماذا ؟"
فأجاب وهو يجتاز الباب الى الداخل " لأننا نريد ان نتناول شيئاً من الطعام"
وجال بأنظاره في انحاء الغرفة ذات الاثاث الثقيل القديم الطراز. واستندت سارة الى الجدار متجنبة لمسه حين مر بجانبها , وقد شعرت بدمها يجري حاراً في عروقها عندما القى عليها نظرة ذات معنى ومالبث ان قال بصوت ناعم مليء بالسخرية" لا تقلقي , فأنا لا انوي ان اكرر غلطة الليلة الماضية " ورفع يده الى وجهه لا فتاً انتباهها الى أثر الخدش على وجنته النحيلة , الذي كان قد ابتدأ بالالتئام وتابع " لقد كنت ابحث فقط عن معطفك لكي لا نضيع الوقت دون ضرورة " وكان من الصعب عليها التزام الهدوء امام مثل هذا الاستفزاز , ولكنها حاولت ذلك وهي تقول " شكراً يا سيد ماك اليستر فأنا لست في حاجة الى معطف , لأنني لا اريد الخروج معك لتناول الطعام . كما انني لست جائعة "

Rehana 20-01-15 07:50 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الرابع )
 
فقال " اخشى انك لم تفهمي قصدي يا سارة . فهذه ليست دعوة , بل أمر مني , والآن ارتدي معطفك وكفى تضييعاً للوقت في الجدل"
فقالت بحدة " امر منك ؟ ومن تظن نفسك؟ هل تتصور حقاً ان في إمكانك ان تأمرني بأن آكل وكأنني طفلة ؟" واشتدت الثورة في نبرات صوتها وهي تستطرد " دعني اكرر ما قلت يا سيد ماك اليستر " إنني لا انوي الخروج لتناول الطعام . والآن , إذا كان هذا مفهوماً , هل تتفضل بالخروج ؟"
فتحت الباب على مصراعيه وقد توهجت عيناها بالغضب ولكنه بادلها نظراتها بهدوء دون ان يتحرك , وهو يقول " لقد اوضحت الأمور جيداً يا سارة , ولكن رأيك لا يهمني كثيراً. كل مايهمني هو ان اعثر على كاترين , ولهذا انا بحاجة لمقابلة اي شخص قد يكون رآها"
واخرج من جيبه الخارطة وناولها إياها وقد بدت في عينيه نظرة كالصوان.منتديات ليلاس
وقال " انظري جيداً الى ماكتب على الهامش , الكتابة غير واضحة ولكن يبدو انها تتضمن إسم هذا المكان . لابد انهما انطلقا في الطريق الذي صمما عليه ثم , وهذا محتمل جداً, ان هذا المكان هو ما اعتزما المبيت فيه . ومن الممكن ان يتذكر شخص ما رؤيتهما. والمقهى المحلي هو اكثر الأمكنة . احتمالاً لذلك. ولابد انهما تناولا الطعام في مكان ما. والهذا انوى ان اسأل في ما حولنا , وانت يا عزيزتي سارة ستأتين معي. برغم انك بصراحة لم تكوني حتى الآن سوى عائق . ولكن يمكنك ان تسدي ثغرة بالنسبة الى معرفتك باللغة الفرنسية " ونظر في ساعته وقد تصلبت ملامحه واستطرد " والآن , إذا لم يثقل عليك كلامي , هل لك ان ترتدي معطفك لكي نبدأ سيرنا قبل ان يذهب كل شخص الى سريره ؟"
لماذا هو دوماً يشعرها بأنها حمقاء تماماً؟ وتوهج وجهها وهي تتناول معطفها من عن المشجب خلف الباب, ثم ترتديه لتسير امامه دون كلمة اخرى, مع ان كلمات كثيرة مرة كانت تحوم في رأسها . وكانت تلك هي المشكلة بالطبع ... بدلاً من مناقشتها مقدماً كما تفعل عادة, كانت تميل الى ان تقفز دون إبطاء عندما يتكلم جميس , مبداً وجهة نظره بكل كلمة وحركة بشكل هجوم شخصي , ومن الطبيعي ان يكون متلهفاً الى البدء بالسؤال حالاً عن مكان كاترين. فقد كان هناك دوماً احتمال في إمكانية وجودها فيه.منتديات ليلاس
كان المطر ما يزال ينهمر في الشارع الهادئ عندما خرجا من نزل الأوبرج ورفعت سارة ياقة معطفها الى ذقنها , ثم قفزت بعصبية عندما امسك جميس بذراعها نحو جانب الطريق.
وقال " لقد فهمت من موظفة الاستقبال ان المقهى في مكان ما في نهاية الشارع . فلنجرب السؤال"
و أومأت سارة برأسها وهي تحاول عبثاً ان تخلص ذراعها من قبضته وقال " هل تشعرين بمثل هذه العصبية دوماً عندما يلمسك احد"منتديات ليلاس
والقى عليها نظرة, بينما كسا وجهه الظل عندما توارى القمر وراء سحابة كثيفة , وتابع " أم لعل ذلك معي انا فقط . إذ تبدو ردة فعلك تجاه اقل لمسة مني وكأنك تعتبرينها نوعاً من التعدي؟"

Rehana 20-01-15 07:55 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الرابع )
 
فقالت " لا تكن سخيفاً . هل لأنني لم اتعود على ان يقودني رجل, يعتبر ذلك عصبية مني؟"
فقال " يقودك رجل؟ لقد كنت اقدم اليك يد المساعدة بكل أدب, ذلك ان الأرض غير مستوية هنا" ولم تخطئ هي نبرة المزاح في صوته العميق . وانتزعت ذراعها من يده وهي تقول " حسناً إنني لا اريد مساعدتك, واشكرك كثيراً. فإنني قادرة تماماً على السير دون معونة من احد يا سيد ماك اليستر . لهذا , وفر معونتك المؤدبة لمن يعرف قيمتها"
هل هو القدر الذي وضع حفرة موحلة في منتصف الطريق , ليجلعها تعمى عن رؤيتها وهي تتقدمه في السير مائلة برأسها في كبرياء ؟ لم يكن لديها اية فكرة عن ذلك, سوى انها كانت تسير للحظة , وفي اللحظة التالية كانت غارقة حتى كاحليها في الماء الموحل المثلج . وبقيت لحظة متجمدة مكانها . لتنشل نفسها بسرعة بعد ذلك من الوحل مسرورة , إذ وارى الظلام خيبتها عن عيني جميس . ماك اليستر وهو يقف يرقبها صامتاً.منتديات ليلاس
اخرجت من جيب معطفها منديلاً ورقياًَ ثم انحنت تمسح البقع القذرة عن كاحليها . وهي تتمنى لو كانت تبعد عن هذا المكان مليون ميل. لماذا لم يقل هو شيئاً؟ اي شيء حتى ولو تعبيراً لها بقوله " لقد قلت لك ذلك " مثلا , وذلك بدلاً من وقوفه يرقبها بهذا الشكل ؟
رفعت انظارها اليه, لتشعر بطبعها يكاد ينفجر وهي تراه يضحك بصمت على عدم جدوى محاولتها تنظيف نفسها. فألقت بالمنديل جانباً ثم استدارت عائدة من حيث اتت, مستخفة بمحاولته إعادتها .
قال وقد حلت مكان ضحكه برودة جعلت الدم يتجمد في عروقها " إلى اين تظنين نفسك ذاهبة ؟"
فأجابت " إنني عائدة الى نزل الأوبرج طبعاً, إذ لا يمكنني الذهاب الى اي مكان بهذه الحالة"
هز رأسه ودفع الهواء خصل الشعر عن جبينه , ليبدو وجهه في ضوء القمر قوياً عابساً.
وقال " تعالي إننا لن نضيع الوقت اكثر مما فعلنا هذه الليلة "
وجذبها من ذراعها وهو يسير بها قدماً , ولكن سارة قاومته ادهشتها هي نفسها . ونظرت اليه ساخطة وهي تقول " ولكن من تظن نفسك لكي تأمرني بهذا الشكل . انني لن اذهب معك الى مكان يا جميس ماك اليستر الى ان اعود نظيفة جافة"
فأمسكها بذراعيها وانحنى ينظر في وجهها قائلاً" لا يهمني لو كنت مغطأة بالوحل من رأسك حتى اخمص قدميك, ايتها السيدة , ولايمكنك ان تذهبي الى اي مكان قبل ان ننجز ما نحن بسبيله. لقد ادركت منذ البداية ان ليس لديك اي اهتمام بمصير كاترين, ماعدا ان اختفاءها ادخل الفوضى الى برنامجك للرحلة . ولكنني مهتم جداً و احتاجك كمترجمة . ولهذا ستأتين معي سواء شئت أم أبيت. فدعينا نسلك لذلك السبيل السهل بدلاً من السبيل الصعب . ما دامت النتيجة هي واحدة فاختاري يا سارة ولكن بسرعة , لأن صبري قرب من ان ينفذ "
لماذا أصرت على الجدال في الوقت الذي كانت تعلم فيه انه يعني كل كلمة قالها ؟ لماذا لم تمتثل للأمر بهدوء محتفظة بكرامتها ؟ لقد كان هذا , بطبيعة الحال, ما يجب عليها عمله , ولكن ...

Rehana 20-01-15 07:58 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الرابع )
 
وقالت " ماذا تعني بقولك ( السبيل السهل و السبيل الصعب ؟) هل تهددني ؟ دعني اخبرك هنا و ... اوه!"
واخترقت صرختها الحادة ظلمة الليل, وهو ينحني ثم يرفعها على كتفه ككيس فحم , ثم يستمر في سيره . وبقيت سارة ترتجف مع الصدمة وهي لا تصدق ماحدث . ثم اخذت تضربه بقبضتها على كتفيه وهي تصرخ به " انزلني ... كيف تجرأ .. إنك ... إنك ...؟ " لم تجد الكلمات التي تتناسب مع مثل هذا الحدث. وثارت ثائرتها وهو يقول " إفعلي ذلك مرة اخرى لكي انسى انني سيد مهذب "
فقالت " هيه! انك لا تعرف صفات الرجل المهذب الأولية. إن الرجل المهذب لا يرغم سيدة على الذهاب معه رغماً عن إرادتها"
فابتسم ببرودة وقد اشتعلت عيناه كلهب اسود وهو يبادلها النظر قائلاً " ربما انا لست كذلك, ولكنني انا ايضاً لا اصنفك كسيدة مهذبة يا سارة" وامسك بيدها يدعك بأصابعها اثر الخدش في وجنته , وهو يتابع " ليس ثمة سيدة مهذبة تفعل هذا. واظن ان هذا يجعلنا متعادلين "
وارتجفت سارة وهي تتنفس بعمق . كل ما فعلته هو انها لمسته .. لامست اصابعها وجهه النحيل.. فلماذا جعلها هذا تشعر بمثل هذا الاحساس الغريب؟
منتديات ليلاس
واغمضت عينيها خوفاً من ان يقرأ فيهما افكارها. وقالت اخيراً " دعني اذهب يا جميس ارجوك"
لقد خاطبته باسمه الاول دون وعي منها , وهي تحاول تمالك مشاعرها بعد ان شعرت بأن اعضاءها قد ارتجفت تماماً. ولم تدرك مافعلت إلا بعد ان قال " ربما, على كل حال قد نجحنا نوعاً ما . إنني لم اتعود معاملة النساء بمثل هذه الغلظة يا سارة, ولكن يبدو ان هذه المعاملة قد نجحت في القضاء على تشددك"
ابتسم بهدوء وهو يتطلع الى وجهها المتسائل .منتديات ليلاس
وتابع " لقد خاطبتني باسمي جميس , وهكذا , ربما استطعت ان اخترق تلك الدرع الحديدية التي تقين بها نفسك"
وتراجع بضع خطوات الى الخلف . ولكن سارة احست بانه سيعيدها الى مكانها إذ هي حاولت مرة اخرى العودة. ولهذا , ثبتت في مكانها لكي تتجنب اي إشكال مهين آخر معه, كما حدثت نفسها . وهذا ليس له اية علاقة بذلك الشعور الغريب بالضعف الذي تملك اعضاءها. وهزت كتفيها متظاهرة بعدم الاهتمام , وهي تقول " السيد ماك اليستر .. جميس .. ما المهم في هذا ؟ والآن , هل نتابع سيرنا إذا كنت ما زلت مصراً على زيارة ذلك المقهى ؟ لقد تأخرنا "
تنحى جانباً داعياً إياها بسخرية الى التقدم امامه وهو يقول " تقدميني . إنني مسرور إذ استطعنا التفاهم اخيراً يا سارة , فهذا يسهل علينا الامور بدل تضييع الوقت بالجدل "
ولكنها ارتابت في قوله هذا, إذ لم يكن ثمة طريقة لجعل علاقتهما تسير بسهولة , وذلك من وجهة نظرها . فقد سبق ورأتها معقدة الى حد لا يصدق . وتتلاطم تحت سطحها المشاعر العنيفة . كان الأمر في الواقع مختلفاً عن كل شيء سبق وعرفته من قبل.

Rehana 20-01-15 07:58 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الرابع )
 
سارا بصمت الى ان وصلا الى المقهى الذي كان دهانه المتساقط واضحاً حتى في الظلام . وبدا لهما مقفراً , ولكن ما ان دفع جميس الباب جتى دهشت سارة وهي تراه غاصاً بالزبائن . وترددت برهة وهي تشعر بعدم الارتياح للطريقة التي توقفت فيها الاحاديث ساعة دخولهما. ولكن اصابع جميس اشتدت حول مرفقها تطمئنها . فرمقته بنظرة , لتراه يجول بأنظاره متفحصاً في انحاء القاعة التي يملأ جوها الدخان وبدا لها ضخم الجسم فظاً عدائي المظهر في وقفته تلك. وفجأة تملكها شعور بالأمان لم تشعر به من قبل, مهما كان مقدار هذا اول شرخ في جدار الخوف الذي احاطت نفسها به طيلة السنين الماضية.
واشار الى طاولة صغيرة في زواية القاعة , قائلاً " فلنجلس هناك ".
وقادها اليها وهو مازال قابضاً على ذراعها ليجلس على كرسي قبالتها. ونظر الى ماحوله مقابلاً نظرات بعض من كان يرمقه بها من الجالسين الذين كانوا يرقبونهما . ولأمر ما , لم تدهش سارة وهي تراهم يبعدون عنها انظارهم . لقد كان ثمة ما يبعث على الخوف في الطريقة التي جلس فيها جميس بهدوء تحيط به هالة من القوة و الثقة بالنفس. وكانت متأكدة من ان الرجال الذين قد يفكرون بتحديه , هم قليلو العدد.ريحانة
وتقدم رجل الى طاولتهما مستفهماً بجفاء " نعم يا سيدي؟"
وطلب منه جميس إحضار كأسين من الشراب دون ان يهتم بسؤال سارة عما تطلبه . واننتظر ابتعاد الرجل ثم نظر اليها , وضاقت عيناه وهو يرى إشارة خفيفة في زواية فمها تعني عدم الرضا , وقال " إنني اعلم من دون ان تقولي ... انك لا تحبين هذا الشراب " واخرج من جيبه علبة سجائر اشعل منها واحدة قبل ان يتابع قوله " ولا شك انك تكرهين رائحة السجائر "
فهزت كتفيها وقد كرهت حقيقة ان في إمكانه قراءة مشاعرها ببساطة وقالت " إذا كنت تريد ان تدمر صحتك بالتدخين فهذا شأنك . اما بالنسبة الى الشراب , حسنا , يبدو انني سأستمتع بكأس منه الآن "
رفع حاجبه القاتم واخذ نفساً من سيجارته ثم نفث الدخان في السقف وقال " إنك تدهشينني . لم اكن اظن انك تسمحين لأي نوع من الشراب بأن يلمس شفتيك . هل توقعت رئيستك ان من الممكن ان تستمتع الآنسة مارشال البالغة الاستقامة بمذاق الشراب؟"
فتصاعد الدم الى وجهها لدى استفزازه هذا ونظرت بعيداً . لماذا يستمر في هذا ؟ ما الذي يسره في ان يذكرها على الدوام بوضعها ؟ وقالت " إنني موظفة حرة لا يهم احداً ما افعله في خارج ساعات الدوام يا سيد ..." وتوقفت حين لاحت على شفتيه ابتسامة ذات معنى . وازداد احمرار وجهها , ولكنها اكملت كلامها قائلة " جميس "

Rehana 20-01-15 07:59 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الرابع )
 
قال " أحقاً ؟ إن الأمر يبدو كصدمة لي في الواقع . ذلك انني كنت اظن ان ساعات الدوام لا تنتهي . ان حياتك بأسرها تدور حول وظيفتك دون اي شيء آخر. المهم هو الغوص في الأعماق يا سارة , ولكن هذا ليس سبب وجودنا هنا على كل حال . عندما يأتي الرجل بالشراب اريد منك ان تسأليه إذا كان يتذكر رؤية كاترين هنا ومتى كان ذلك" وفتش في جيوبه ثم اخرج صورة تفرس فيها لحظة وقد كسا الألم ملامحه ثم ناولها إياها.منتديات ليلاس
اخذت سارة الصورة الصغيرة وتفرست فيها كما فعل هو, وقد عجبت لكونها لم تدرك من قبل مقدار شبهها لأبيها . الذقن , الفم , وارتفعت عيناها الى فم جميس تتأمل شفتيه الجميلتين الخاليتين من الرقة التي تتميز بها شفتا كاترين . كانت شفتاه قاسيتين ثابتتين .
صدمت لاستغراقها في مثل هذه الأفكار . وارتفعت نظراتها رغماً عنها الى عينيه الواسعتين الباردتين في إمكانهما كشف ماتنم عنه عيناها . إنها لم تفكر مطلقاً في فم رجل من قبل . وكانت صدمتها اشد إذ رأت نفسها تفكر بهذا بالنسبة الى جميس ماك اليستر من بين كل الناس .ريحانة
ومد يده يلامس يدها على الطاولة سائلاً" ما جرى؟"
منتديات ليلاس
واخرجتها برودة اصابعه على يدها الدافئة من افكارها الجنونية . وارتجفت وهي تسحب يدها من تحت يده لتضعها في حضنها , وهي تقول " لا شيء "
فقال لها بفضول " هل انت متأكدة ؟"
كم سيسخر منها لو انه اكتشف ما يجول في افكارها . وتابعت " لا شيء مهماً كما قلت لك ...." وشعرت بالارتياح وهي ترى الرجل يعود بالشراب .وسرت لتغيير الموضوع . وقبل ان يستدير الرجل راجعاً استوقفه تريه الصورة سائلة إياه إذا كان قد سبق له رؤية صاحبتها.
فألقى عليها نظرة , ثم وضعها على الطاولة وهو يهز رأسه نفياً يستدير ليذهب . ولكن شيئاً جعل سارة تصر على تكرار السؤال وقد بدأ صوتها حاداً متسلطاً , ليدلي هو بجواب مختصر وهو يسرع مبتعداً.
قال جميس بصبر نافد " حسناً ؟, هل افهم من هذا انه لم يرها؟" وامسك بالصورة وهو ينظر الى سارة عابساً. وتنفست وهي ترتجف محاولة استعادة الكلمات التي قالها ذلك الرجل لئلا تكون مخطئة في الاستنتاج , وإن كانت واثقة بخلاف ذلك, وعاد جميس يقول " حسناً قولي اي شيء . لماذا تتلكأين ؟" وسكت منتظراً جوابها واسرعت هي تقول " لقد قال ..." وتوقفت وهي تزدرد ريقها مقاومة الخوف الذي انتابها فجأة , لتقول اخيراً " لقد قال انه لم يرهما "
وبانت في عينيه دلائل الخيبة ليغمضهما وهو يقول " لقد فهمت . إن الأمر كان يستحق المحاولة ..." تناول كأسه واخذ منه جرعة , ثم أعاده الى الطاولة لتمسكه هي من ذراعه بشدة قائلة " كلا... إنك لم تفهم يا جميس . لقد قال إنه لم يرهما ولكنني لم اوجه اليه سؤالي بهذا المعنى . لقد سألته ما إذا كان يتذكر رؤيته لكاترين ولم اذكر ما إذا كانت برفقة رجل"
فاشتدت قبضته حتى كادت تحطم الكأس الممسكة بها . واخذ يحدق فيها بنظرات فولاذية قائلاً " هل انت متأكدة يا سارة ؟ متأكدة تماماً ؟ لعلك مخطئة . ربما لم تفهمي قوله ؟"

Rehana 20-01-15 08:00 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الرابع )
 
فقالت وهي تطلق ضحكة قصيرة مرة " كلا . إنني أعلم ان فكرتك عني غير حسنة . ولكن الشيء الذي احسنه جيداً هو ما اقوم به لأجل معيشتي , فأنا معلمة اللغة الفرنسية يا جميس , واتكلمها بشكل جيد جداً . إنني لم اخطئ . لقد كان ما قاله الآن واضحاً جداً في صدد الموضوع الذي نحن بسبيله "
فقال وهو يجرع ما بقى في كأسه " إن ما نحن بسبيله هو ان نرى ما يدور هنا . وهذا ما سنفعله" ووقف بينما ازاحت سارة كرسيها وهي تشعر برعشة الخوف, إذ رأت ما ارتسم على ملامحه وهو يضع شيئاً من النقود على الطاولة ثم يلتقط الصورة ويعيدها الى جيبه .
وتبتعته الى خارج المقهى تكاد تركض لتلحق به وهو يسرع في الشارع. وامسكته من يده لا هثة وهي تقول " ارجوك يا جميس إنتظر . اخبرني عما ستفعله "
فاستدار ينظر اليها . كانت عيناه خاليتين الآن من اية سخرية , او تلك الضحكة الثائرة التي اعتادت رؤيتها منه . كل ما رأته في تينك العينين السوداوين هو الغضب الذي بدا وكأنه موجه اليها . وقال " إنني سأعيدك الى نزل الأوبرج وبعد ذلك ارى ماذا حدث هنا"
فقالت " دعني ابقى معك يا جميس . كن عاقلاً , فإنك في حاجة الى من يساعدك في توجيه الأسئلة"
فهز رأسه وقد كسا ملامحه ازدراء طعنها في قلبها . وقال " لا اريد مساعدتك بعد الآن . سأحاول التفاهم معهم. وإنني متأكد من ذلك"
فقالت " ولكن ماذا سأفعل أنا ؟"
فضحك . لم يكن في ضحكه ذاك اي مظهر للمرح . كان فيه صدى لشيء جعل شعرها يقف وقال " إدعي يا سارة , إدعي فقط" وفجأة , تحرك يواجهها ممسكاً بذقنها ووجهها اليه ليمكنه التحديق في عينيها , وامسكت هي انفاسها وهي ترى الغضب في عينيه وهو يقول " إدعي ان لا يكون ثمة شيء قد حدث لابنتي . وشكراً لك"
وتركها فجأة فاهتزت في مكانها ليستدير راجعاً الى الطريق . وتبعته هي صامتة وقد شعرت بالدموع تحرق جفنيها , إنه يكرهها . وليس في ما قالته او فعلته ما جعله يغير من اعتقاده . إنه ما زال يعتقد انها وراء اختفاء كاترين . و الآن كل مافي إمكانها عمله هو كما قال لها ...ان تدعو لعودة كاترين سالمة . ولكن إذا هي اضافت دعوة منها ان يلهم جميس قبول الحقيقة يوماً ما ويسامحها ... عند ذاك من هو الذي سيعرف ذلك سواها ؟


نهاية الفصل

bluemay 20-01-15 08:37 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الرابع )
 
عن جد بجججججلللللط ...

شو هاد البني آدم ؟!!

لا يطااااق ..

كلو كوم وحمله ياها متل شوال الفحم كوم تاني .
قمة الدفاشة والفظاظة .


بس شو سر النادل اللي ما حكى الحقيقة ؟!!! في إن في الموضوع أكييد

بتوقع يكون متعاطف مع فيليب وبعرف انه أبوها ممكن يلحقها .

متشوقة ﻷعرف شو رح يصير معه بتوقع رح يغريه بالمصاري ويمكن يتعارك معه .

يسلمو ريحانتي فصل رااائع رغم الحركات المغيظة اللي عملها هالسخيف [emoji36]

تقبلي مروري وخالص الود



°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

انامل ذهبيه 20-01-15 09:10 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الرابع )
 
روووووووووعه أحب. الروايات::55:

Rehana 22-01-15 07:53 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الرابع )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3505525)
عن جد بجججججلللللط ...

شو هاد البني آدم ؟!!

لا يطااااق ..

كلو كوم وحمله ياها متل شوال الفحم كوم تاني .
قمة الدفاشة والفظاظة .


بس شو سر النادل اللي ما حكى الحقيقة ؟!!! في إن في الموضوع أكييد

بتوقع يكون متعاطف مع فيليب وبعرف انه أبوها ممكن يلحقها .

متشوقة ﻷعرف شو رح يصير معه بتوقع رح يغريه بالمصاري ويمكن يتعارك معه .

يسلمو ريحانتي فصل رااائع رغم الحركات المغيظة اللي عملها هالسخيف [emoji36]

تقبلي مروري وخالص الود



°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

عجبتني كلمة الدفاشة و السخيف :YkE04454:
عاد كل الالقاب تناسبه من تصرفاته الفظة
الله يسلمك يارب .. منورتني بتعليقاتك المميزة :lol:
ولك ودي كذلك

Rehana 22-01-15 07:54 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الرابع )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انامل ذهبيه (المشاركة 3505529)
روووووووووعه أحب. الروايات::55:

نورت اخي الرواية

Rehana 22-01-15 08:08 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الخامس )
 
الفصل الخامس

لم تستطع سارة ان تشعر بالراحة . لقد مضى اكثر من ساعة على ترك جميس لها عند باب النزل , ليقفل ادراجه عائداً الى المقهى . وقد امضت سارة ذلك الوقت متمشية في ارض غرفتها, شاعرة بالقلق لما عساه قد حدث . لو انه فقط سمح لها بالعودة معه عندما وضع خطته .. ولكنه لم يردها بالطبع . لقد اخبرها بجلاء عن عدم حاجته اليها بعد الآن . ما زالت تشعر بالألم وهي تتذكر لهجته الباردة الحاسمة وهو يقول ذلك . لماذا تشعر هي فجأة , بأهمية ما قاله عنها؟ ولم تشأ ان تتمعن في معنى شعورها هذا.
ضغطت وجهها على الزجاج البارد متفحصة الشارع كما سبق وفعلت مئات المرات . ومالبثت ان تمتمت بارتياح عندما لاح لها فجأة . شبح طويل معروف منها . واستدرات راكضة نحو الباب , لتسرع في الممر لطويل ثم تقف عند اعلى الدرج . وبان على وجهها الحيرة وهي تراه يصعد نحوها . وبدت حركاته غريبة . إن جسده الذي تعرفه ليناً مرناً, كان متصلباً, ولكنها لم تر سبب ذلك إلا بعد ان وصل الى أعلى الدرج ووقف تحت المصباح.منتديات ليلاس
قالت بلهفة " جميس ! ماذا حدث ؟ لماذا هذا الجرح في جبهتك ؟"
تقدمت هي نحوه بشكل عفوي ورفعت يدها الى رضة داكنة في صدغه الأيسر , ولكنه دفعها بيده , وهو يتجاوزها دون ان ينبس بكلمة . ووقفت هي ترقبه يبتعد , وقد ساورها الألم الذي ما لبث ان استحال الى تصميم . ربما لم يردها ان تعلم ما الذي حدث. وربما سيرفض اخبارها عن ذلك. ولكن هذا لا يعني انها يجب ان لا تحاول معرفة ذلك. ولن تسمح له بأن يمرّ بها بهذا الشكل دون كلمة تقال.
منتديات ليلاس
اسرعت خلفه لتمسك بالباب وهو يهم بإغلاقه , ثم تبعته الى داخل غرفته . والقى هو بمعطفه على السرير ثم استدار ينظر اليها . كان وجهه يبدو عدائياً وهو يقول " لا اذكر انني دعوتك الى الدخول, فإذا كان لديك ما تقولينه فهيا , افصحي , إذ ليس عندي مزاج لمواجهة اية هستيريا الآن "
قالت " ليس ثمة شيء من هذا , إنني اريد ان اعرف فقط ماذا جرى " واشارت بيدها الى وجهه حيث كان الدم ما يزال يسيل على وجنته , وتابعت " ولا تجرب ان تقول لي انك اصطدمت بجدار , يا جميس مالك اليستر إذ ان من الواضح انك دخلت في شجار"
لوى شفتيه ساخراً وهو يفك ازرار قميصه , وقال " يبدو عليك فجأة انك عليمة جداً, يا آنسة مارشال, كم من ضحايا الشجار سبق ورأيت لكي تصبحي بمثل هذه الخبرة ؟"
قالت " لست في حاجة الى ان أكون خبيرة لكي اميز أثر الضربة . أهذا هو ما فعلت ؟ عدت الى المقهى لكي تبدأ الشجار ؟ كيف امكنك ان تكون بهذا الغباء ؟ ماذا رجوت من وراء هذا العمل ؟"
كان في هذه الأثناء قد أتم خلع قميصه الممزق ورماه جانباً , وهو يقول" إنني لم أبداً بأي شيء, وذلك لمعلوماتك الخاصة . كل ما فعلته هو انني اخرجت الصورة ثم أريتها لبعض الرجال. وعلى كل حال , لقد اعترض واحد او اثنان على اسئلتي وابتدأوا الشجار... ولكنني انهيت ذلك تماماً"

Rehana 22-01-15 08:10 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الخامس )
 
قالت " وماهو المفروض ان يسمى هذا ؟ عمل جيد؟ اخشى انك قصدت الشخص الخطأ في سبيل تحقيق عمل باهر يرضي كبرياء رجولتك يا جميس ماك اليستر . كان عملك احمق غير مسؤول إذ تعود الى هناك بهذا الشكل. وماذا استفدت ؟" وهزت رأسها تبعد عن ذهنها صورة جعلتها تشعر بالغثيان . صورة جميس وقد اصابه شر . وتابعت قولها " لا شيء .. لا شيء مطلقاً"
ابتسم بعتب ومشى نحوها ببطء قائلاً " من قال إنني لم استفد شيئاً ؟ إنني لم أقل هذا . والآن , إذا شئت ان تجعلي من نفسك مفيدة ولو مرة واحدة, حاولي ان تفعلي شيئا لهذا الجرح . إنني متأكد ان الاسعافات الأولية هي جزء من دراستك كمعلمة. دعينا نرى مقدار نجاحك في عملك"
مر بقربها و لأول مرة تنتبه الى صدره العاري , وتملكها الحرج . لقد كانت مسترسلة في غضبها لم تلحظه وهو يخلع قميصه الممزق , وضاقت الغرفة حولها . ولم تستطع البقاء معه وهو بهذا الشكل , ولم تحتمل الاقتراب منه الى هذا الحد. وابتعدت عنه وقد اتسعت عيناها ذعراً , وهي تسمعه يتأوه بنفاد صبر , وهو يقول بخشونة " لا تزعجي نفسك... إنني أكره ان اجرح إحساسك مرة اخرى , لماذا لا تصنعين جميلاً لنا نحن الاثنين يا سارة وتتركينني ؟ ربما عند ذاك , يمكنني ان اصنع شيئاً لهذا الجرح ثم أنام قليلاً"
فتح الصنبور فوق الحوض , ثم اخذ المنشفة فبللها ثم اخذ يربت على الجرح برفق . ووقفت سارة تراقبه بصمت وقد دارت في اعماقها معركة مؤلمة . جزء من عقلها طلب منها مغادرة الغرفة حالاً , بينما طلب الجزء الآخر منها البقاء وتقديم يد العون له. فماذا عليها ان تختار ؟ والى متى تسمح لما حدث لها في الماضي بأن يقود حركاتها؟ريحانة
اخذت نفساً عميقاً, ثم مشت اليه بصمت , اخذت المنشفة من يده وبللتها في الماء البارد , آملة ان لا يعود الى تعليقه الساخر. ولكنه لم يقل شيئاً وهو يبتعد ليجلس على كرسي الى جانب سريره الضيق . وشعرت به يرقبها بينما كانت الحرارة تسري في اوصالها . ولكنها تابعت عملها بغسل المنشفة حتى نظفت تماماً. ثم مشت اليه تضغط الجرح برقة وثبات , وهي تحاول ان تمنع يديها من الارتجاف وفضح احساسها العصبي الناتج عن الشعور بقربه .
قال بصوت بدا خشناً لمسامعها" كيف يبدو الجرح ؟" واجفلت دون وعي منها . واطلق هو شتيمة بذيئة وهو يمسك بمعصمها النحيل , قائلاً " لماذا تفعلين ذلك ؟ إنني لن اؤذيك.. ويجب ان تعلمي هذا , فلماذا تتواثبين هكذا كحيوان هلوع ؟" وابعد يدها عن وجهه مائلاً برأسه لكي يتطلع في عينيها مباشرة وهو يتابع قوله " ما أمرك يا سارة ؟ لماذا تخافين الاقتراب مني ؟ هل هذا بالنسبة اليّ فقط ام بالنسبة الى الرجال عامة ؟"
لقد اقترب من معرفة الحقيقة بحيث ابعدت يدها عنه وقد خشيت ان يفهم كل شيء. ولن يكون في إمكانها احتمال ذلك.منتديات ليلاس

Rehana 22-01-15 08:14 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الخامس )
 
لن يكون في امكانها الوقوف لرؤية الادراك في عينيه عندما يكتشف سرها . وقالت " لا تكن سخيفاً. إنني لا اخاف منك او من اي امرئ آخر. انك افزعتني فقط وهذا كل شيء . والآن , هل ستدعني انهي معالجة ذلك الجرح , ام اننا سنضيع بقية الليلة في الحديث عن شؤوني الخاصة ؟" وابتسمت بمرارة , وهي تتابع " لقد سبق واستعملت انت هذه الجملة إذا لم اكن مخطئة , اليس كذلك؟"
استند جميس بظهره الى الخلف وهو يحدق بها بهدوء , ثم قال " كان ذلك حقاً , وكنت انا على صواب . ذلك ان لديك نفوراً عميقاً من ان يلمسك احد. وليس المهم هو عدد المرات التي قلت لي فيها إنني افزعتك او ما إذا كنت صدقتك ام لا "
قالت "حسناً , إنها مشكلتك انت , ولا استطيع التدخل في ما تفكر فيه " وانحنت الى الامام تعيد تنظيف الجرح لكي تخرج من الغرفة بأسرع ما تستطيع , وجعلتها السرعة تفقد توازنها تدريجياً. ورفعت يدها بشكل عفوي لتتمالك نفسها , فتلاقت عيناها بعينيه عندما لامست اصابعها بخفة جلده الدافئ , وشعرت بضربات قلبه , وتجمدت يداها. رفع هو يده يضعها على يدها ضاغطاً عليها بخفة ثم عاد ينظر في عينيها المتسعتين بذعر , وهو يقول " ماهو شعورك يا سارة عندما تلمسين شخصاً آخر هكذا ؟ هل هذا يخيفك؟ هل يجعلك تهربين لتخفي نفسك مرة اخرى ؟ ام انه يجعلك تودين اكتشافاً ابعد من ذلك ؟" وابعد يدها عنه بخفة ليعود فيمر بها على صدره وهو ينظر في عينيها .منتديات ليلاس
توقفت انفاسها وقد طغت عليها المشاعر بشكل لم تعرفه من قبل , وقال لها " أرأيت يا سارة ؟ إنني مجرد لحم و دم مثلك تماماً"منتديات ليلاس
هزت رأسها على وجنتيها المتوهجتين وهي تقول " كلا .. ليس مثلي .. هذا شيء مختلف "
كان صوتها تمتمة خفيضة خشنة , وابتسم جميس بتفهم واضح , وقال " إنهما نفس الشيء إنما بشكل مختلف . إنه الفرق بين الرجل و المرأة طبعاً . ومن المؤسف انك لم تحاولي اكتشاف ذلك من قبل, اليس كذلك يا سارة ؟ ربما إذا كان هذا قد حدث, لما كنا هنا هذه الليلة ولما كانت كاترين في مكان لا يعلمه احد"
ازال هذا الاتهام الخشن سحر هذه التصورات بسرعة , وحدقت سارة اليه بذعر , ثم انتزعت يدها بعيداً عنه وتراجعت الى الخلف وهي تشعر بالغثيان . كل ما قاله كان مجرد حيلة قاسية متعمدة ليجعلها تدفع ثمن ما يعتقده هو , من انها ملأت ذهن كاترين بحكايات شاعرية عن العواطف . كم كانت غبية حمقاء لتتركه يوقع بها بهذا الشكل.منتديات ليلاس
واجهته بوجه شاحب , ولكنها تمالكت نفسها رافضة ان تمنحه سرور معرفة الى اي مدى آلمها . وقالت " يبدو انك مازلت تعتقد ان الذنب كان ذنبي . لماذا؟ لأنك لا تستطيع تقبل حقيقة انه إذا كان ذلك ذنب احد , فهو ذنبك انت , لا بأس , بصراحة , لم اعد اهتم مطلقاً بما يمكن ان تعتقده , اريد فقط ان اوضح لك امراً واحداً وهو , إذا حدث ولمستني مرة اخرى , فسأجعلك تندم على ذلك "

Rehana 22-01-15 08:15 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الخامس )
 
وقف يشرف عليها بقامته الفارعة في الفسحة الضيقة قرب السرير , لتعود احاسيس اخذت تطردها من ذهنها بشدة.منتديات ليلاس
قال " وانا ايضاً اريد ان اوضح لك امراً يا سارة , وهو انني لن اغير ابداً... رأيي في حقيقة الشخص الذي تسبب في هرب ابنتي "
مشى الى الباب يفتحه وهو ينظر اليها بعينين تقدحان شرراً وهو يتابع قوله " إذا حدث شيء لا بنتي فستأسفين لكونك جئت الى هذه الحياة "
مشت سارة الى الباب و الألم يتملكها لهذا الجدل العقيم , وهي تقول " ارجو ان لا يكون قد حدث شيء لكاترين . ليس لأجلي انا , او لأجلك انت , بل لأنها فتاة جميلة , وبصراحة يا جميس إنك لا تستحق ابنة مثلها , وذلك على الطريقة التي تصرفت فيها نحوها خلال الشهور الاخيرة "
عندما ارادت ان تخرج, قبض على ذراعها , ضاغطاً عليها بشدة جعلتها تتوقع ان تجد اثراً لذلك على ذراعها في الصباح وقال " لا تجعليني اسيء التصرف نحوك ايتها السيدة , فقد عانيت مافيه الكفاية هذه الليلة حتى كدت اصبح على الحافة "
قالت " حافة ماذا؟ زيادة في العنف ؟ لم يبد ان هذا قد اتى يأية فائدة حتى الآن "
منعها من الخروج , الاستخفاف الواضح به الى عدم اعطائه الفرصة ليظن بأنه انتصر عليها .ريحانة
ابتسم فجأة وهو يترك ذراعها , قائلاً" ومن ذكر شيئاً عن العنف؟ إن في استطاعتي التفكير في طريقة اكثر جدوى لجعلك تسلكين الطريق المستقيم يا سارة "
انحدرت انظاره الى جسدها , يتفرس في تفاصيله بوقاحة قبل ان يعاود النظر الى وجهها وهو يتابع " وبالنسبة الى كون العنف لا يفيد شيئاً فأنت مخطئة برأيك ذاك " ورفع اصبعه الى الرضة في صدغه وتابع " وهذا ثمن بسيط لما اكتشفته"
قالت تسأله " ما الذي تتحدث عنه ؟ هل اخبرك احد انه رأى كاترين في المقهى ؟" وابتعدت سارة بأفكارها عن التهديد الذي بدا في عينيه الباردتين متمسكة بالموضوع الذي جاء على ذكره لتستطيع تمالك نفسها . كل مافي الأمر انه يحاول اخافتها .. انه لم بقصد في الواقع , ان ... وابتعد ذهنها عن ذلك الخاطر , لأنها لم تستطع التفاعل معه.منتديات ليلاس
قال " لقد فعلوا ذلك, لم استطع معرفة التفاصيل , جزئياً بسبب اللغة , ثم لأننا قوطعنا بغلطة, ولكن رجلاً قال انه يتذكر رؤيته لكاترين , وما اريد ان اعرفه الآن هو , متى واين كان ذلك؟ كذلك اريد ان اعرف الآن سبب احجام صاحب المقهى وعدد من معاوينه عن التحدث عن ذلك"
بدت في عينيه نظرة كئيبة توضح مايساوره من ألم جعل سارة تفكر يائسة في مايمكن ان تفعله للتخفيف عنه على الرغم من اختلافهما. ذلك انه ما دامت كاترين مفقودة , فإن جميس لن يرضى بأن يسمع منها اي شيء قد يريحه .ريحانة
فجأة , تمالك نفسه ليعود فيتطلع في وجهها وقد كست الصرامة ملامحه وهو يقول " وهنا يأتي دورك , إننا سنعود في الصباح الى ذلك المقهى. ولن نتركه قبل ان احصل على بعض الأجوبة , وارى ان تذهبي الآن الى فراشك لتنامي , إذ انك ستكونين في حاجة الى قواك غداً , إذا لم اكن مخطئاً. ثمة شخص هنا يعلم شيئاً, وانا اريد ان اعرف نوع هذا الشيء ولو اضطرني ذلك الى ان اقلب هذه المدينة رأساً على عقب"

Rehana 22-01-15 08:16 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الخامس )
 
اغلق الباب, ومشت سارة الى غرفتها متباطئة ومن ثم ابتدأت تستعد للذهاب الى السرير ولكن النوم بدا مستحيلاً . فعدا عن قلقها عما يمكن ان يكون قد جرى لكاترين , كان هناك امرا آخر يتعلق بما يجري الآن بينها وبين جميس . ففي كل مرة كانت تغمض عينيها فيها كانت التصورات تحتشد في رأسها , تصورات مزعجة ليدها فوق صدره , واصابعها تتخلل شعره الكثيف الاسود.
تأوهت بضعف وهي تستدير لتدس وجهها الحار في برودة الوسادة , وتمنت لو تعود بها الأيام كما كانت , قبل ان يحدث لها ماحدث . إنها لا تريد لهذه الأفكار المزعجة عن جميس ماك اليستر ان تستمر في تعذيبها , لقد صممت منذ سنين , على الطريقة التي يجب ان تمضي بها بقية حياتها. وهي لا تريد ان تغير ذلك الآن , خصوصاً بسبب رجل عصبي يجعلها على الدوام ثائرة الأعصاب ... مما جعلها شبه مجنونة.
منتديات ليلاس
ملأت رائحة القهوة جو غرفة الطعام و أومأت سارة الى المرأة التي تدير النزل, تحييها , ثم توجهت لتجلس الى احدى الموائد الصغيرة القاتمة اللون المقامة بجانب النافذة . كان ثمة عدد قليل من الاشخاص في تلك الغرفة .منتديات ليلاس
زوجان جالسان الى الطاولة بجانبها , ثم رجل كبير السن قد انهى تناول الإفطار واستعد للخروج, وأومأت سارة لهما محيية , ثم طلبت لنفسها فطوراً بهدوء وهي تتطلع من النافذة الى الحديقة اثناء انتظارها ذلك . وانتبهت الى صوت وقع خطوات ثقيلة على خشب الغرفة اللامع.. وتنفست بعمق وهي ترى جميس مالك اليستر في طريقه نحوها, مرتدياً سروالاً رصاصي اللون وقميصاً رمادياً فاتح اللون وقد ثنى اكمامه الى المرفقين, وقد بدت عليه الحيوية و الانتعاش . وكسته الرضة في صدغه هالة من الغلظة و لأنها كانت قد امضت بضع دقائق امام المرآة تتطلع الى صورتها الشاحبة باشمئزاز, وذلك قبل ان تنزل من غرفتها الى غرفة الطعام , فقد كان طبيعيا ان تشعر بالانزعاج وهي تلاحظ ان جميس ماك اليستر لم يمض ليلته ارقاً كما حدث معها هي .ريحانة
كان ذلك هو السبب الأول الذي تسبب بالحدة في صوتها وهي ترد عليه التحية , ومهما كان , فقد تسارعا دقات قلبها عندما جلس الى المائدة , ماداً ساقيه الطويلتين لتلامسا ساقيها في تلك المساحة الضيقة , ثم انها كانت قد امضت الليلة بطولها في صراع مع كل هذه الأفكار , ولكن الآن هو الصباح, وهي مصممة تماماً على طرد كل هذه الامور من ذهنها .
تأملها هو بصمت , وقد استقرت عيناه السوداوان على الظل عند اسفل عينيها , وشحوب وجهها , وقال " إنك تبدين مرهقة , لقد طلبت منك ان تلتمسي شيئاً من النوم . ما الذي كنت تفعلينه طوال الليل؟
تضرج وجه سارة وهي تبادله النظر عبر المائدة وقالت " شكراً , ولكنني لا اذكر انني سألتك رأيك في مظهري , يا سيد ماك اليستر , ولهذا اكون شاكرة لو احتفظت برأيك هذا لنفسك"

Rehana 22-01-15 08:17 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الخامس )
 
قال " هممم... إنك بالغة الحساسية هذا الصباح اليس كذلك؟ وماذا بشأن السيد ماك اليستر هذا , إنني قد تقدمنا خطوة او اثنتين بالنسبة لعلاقتنا, الليلة الماضية يا سارة "
كانت غرفة الطعام هادئة الى درجة جعلت صوته مسموعاً جداً لذينك الزوجين الجالسين قريباً منهما , وشعرت سارة بهما يحدقان فيها , وازداد احمرار وجهها وهي تهمس منحنية الى الامام " من فضلك .. ماذا سيظن الناس بنا؟"
قابل نظراتها بهدوء وهو يرفع حاجبيه متسائلاً " ليس لديّ فكرة عما تقصدين بسؤالك هذا ياسارة "
قالت " لا تكذب, إنك تعرف جيداً ان كلامك يفسر بأننا ... بأننا ..." كيف حدث ان وضعت نفسها في هذا الموقف الحرج؟
ضحك هو بعمق بصوت عال صدم اعصابها المرهفة , ومد يده يمسك بيدها وقد بدت السخرية في عينيه ليرفع اصابعها الى شفتيه ويتظاهر بتقبيلها , ثم قال يكمل كلامها " بأننا امضينا الليلة معاً في سرسر واحد؟ هل هذا ما جعلك تخجلين من قوله ؟ إننا في فرنسا يا سارة, والفرنسيون يفهمون هذه الاشياء اكثر مما نفهمها نحن الانكليز , فلا يتملكك الحرج ياحلوتي "
قالت " إنني ... إنني ..."
اشاحت بوجهها عنه متجنبة نظراته الساخرة , لتتلاقي نظراتها بنظرات المرأة الجالسة قريباً منها , التي ابتسمت لها ابتسامة ذات معنى , وقد بان عليها الاستمتاع بما بدا لها وكأنه مناوشة بين حبيبين , مما دفع سارة الى التصرف بحدة , فنزعت يدها من يده وهي تنظر اليه بعينين تقدحان شرراً وهي تقول " سأجعلك يوماً ما , تدفع ثمن كل هذا , يا جميس ماك اليستر "
قال " قد يكون هذا موضوعاً هاماً للمناقشة ولكن في ظروف مختلفة , اما الآن فإنني اكثر اهتماماً بسبب وجودنا هنا .. اعني كاترين"
ساد الصمت مرة واحدة لتتلاشى السخرية في عينيه , تلك السخرية التي اثارت توترها منذ لحظة واحدة . وعادت سارة تستقيم في جلستها وقد صعقها صمته المفاجئ , ما الذي يدفعه دوماً الى هذه التصرف , فيقطع مناقشاتهما فجأة تاركاً إياها حائرة تترنح ؟
اخذت ترشف قهوتها السوداء وقد تملتكها الحيرة لتصرفاته الغريبة , ورفعت الكعكة الى فمها دون ان تجد لها مذاقاً . وشرب جميس قهوته ثم وقف وهو يسألها " هل انت مستعدة؟ ليس عندنا وقت لنضيعه اكثر من ذلك"
لاحظت بعض التوتر في حركات جسمه المرن مما بعث في اوصالها نوعاً من التحذير . ووضعت هي بقية الكعكة في الصحن ثم مسحت اصابعها بالمنشفة وهي تقول " إننا لن نستفيد شيئاً إذا انت خرجت بهذا الشكل . إن كل ما ستفعله هو إثارة المتاعب مرة اخرى "
اجاب بسخط وهو يقف بنفاد صبر ينتظرها " إنني لم ابدأ بإثارة المتاعب الليلة الماضية . بل هم الذين فعلوا ذلك " تنهدت وهي تدفع شعرها الى الخلف قائلة " ربما هنالك سبب وجيه لما حدث"

Rehana 22-01-15 08:18 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الخامس )
 
قال " اوه , نعم ؟ ماذا ؟ لماذا يرفض انسان في هذه المدينة, الاجابة عن بضعة اسئلة إذا لم يكن ثمة ما يريد إخفاءه ؟"
توقفت سارة خارج الباب , واستدارت تنظر اليه , وبدا لها وجهه عابساً غريباً وعيناه غير معبرتين. إنها لم تعرف سوى القليل عن جميس ماك اليستر , وهذه هي المشكلة , فهي لا تعرف كيف تتعامل معه , كيف تقنعه بأن يكون حذراً في تصرفاته , إذ كانا يريدان ان يعرفا شيئاً عن مكان كاترين.ريحانة
قال " لماذا كذب علينا رجل المقهى ؟ ولماذا حاول زملاؤه ان يمنعوني من التمادي في الأسئلة؟" وارتسمت على فمه ابتسامة باردة وتابع قائلاً " وما معنى المثل الذي يقول ( ليس لدى البرئ ما يخفيه)؟ يمكنك ان تقولي ما تشائين وتخبريني ان اتصرف بهدوء , ولكن لا تنسي انها ابنتي تلك التي نتحدث عنها, يا سارة مارشال , فلو كان عليّ ان اتابع سؤال كل شخص في هذا المكان لفعلت دون تردد"
قالت " إذا انت ابتدأت بمثل هذا الكلام , فلن تصل الى شيء. اسمع يا جميس , إن هذه مدينة صغيرة بعيدة نوعاً ما عن الطريق الدولي , فليس من المستغرب ان يتشكك اهلها لدى طرح مثل هذه الاسئلة , ولابد انك خبرت مثل هذا الوضع من قبل في امكنة اخرى "
منتديات ليلاس
قال " لقد حدث هذا طبعاً ولا اريد محاضرة منك عن طبائع الناس ياسارة , فأنا لست احد تلامذك . لقد عملت فترة في قرية صغيرة في جنوب اميركا تبدو امامها هذه البلدة مدينة كبيرة , مما جعلني ألاحظ ان عند اكثر الناس في مثل هذه الاماكن , إحجاماً عن الاجابة عن اسئلة الغرباء , ولكن الأمر كان مختلفاً الليلة الماضية "
بان الوجوم في عينيه وقد كسا الغضب ملامحه بالشكل الذي ظهر عليه عند عودته الليلة الماضية الى النزل , مزيجاً بخوف حقيقي , وتابع قائلا" إنهم يعلمون شيئاً عن كاترين . وقد افزعني تصور ماعسى ان يكون هذا الشيء "
وعاد ينظر اليها فجأة بعينين باردتين , ليتابع قوله " والآن , اذا كنت انهيت من اخباري عما يجب ان اقول وافعل , فيمكننا ان نخرج قاصدين المقهى , وكلما اسرعنا باكتشاف الحقيقة كان ذلك افضل , وبالنسبة الى وضعي , سأترك امر الكلام اليك يا سارة لتتصرفي كما ترينه مناسباً , لقد حان الوقت لكي تقومي ببعض التكفير عما صنعت "
مشى مبتعداً تاركاً إياها تحدق في أثره , وهي لا تدري ما إذا كان عليها ان تخبره بأن يذهب الى جهنم , ام ماذا ؟ ولكن الرقة ما لبثت ان غلبت عليها وهي ترى إمرات القلق على وجهه . ولكن قد يكون هذا خطأ منها . ذلك ان جميس رجل قوي صلب وقادر على العناية بنفسه اكثر بكثير منها هي في نفس ظروفه , ومن الآن فصاعداً ستفعل كل مايطلبه منها لا اكثر ولا اقل . وستحاول ان ان تبقى علاقتهما على مستوى واحد. فهذا افضل من ان تسمح لمشاعرها بأن تطفو الى السطح . ويجب ان تكو ن الليلة الماضية درساً كافياً لها , هذا إذا هي ارادت ان تنسى .ريحانة


نهاية الفصل

bluemay 22-01-15 09:11 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الخامس )
 
يعني ما أستفادت شي من لطفها معه ..
ولو إلتزمت بقرارها اﻷخير أظنها قد تنجو ..
ولكن جيمس يجيد التلاعب بعواطفها ويساعده لي ذلك تناقضه بين الشدة واللين .

بصراحة مش مفهوم هالرجل شو ما تحاول معه تفكيره أعوج ومو راضي يقتنع إنه الثور ما ينحلب لووول


بصراحة بديت أقلق .. ممكن يكون في شي خطير صار لكاترين

هل فليب شخص سيء وبده يبتزه مثلا ؟!!

ولا بس حرص اهل القرى وكرههم لتطفل الغرباء .


بإنتظار الفصل الجاي بشووووق

يسلمو ريحانتي ويعطيك العافية

لك ودي




°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

Rehana 28-01-15 07:00 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الخامس )
 
والله معاك حق ..هذا الرجل مش مفهوم
بعتذر ما قدرت انزل شيء الفترة الماضية

الله يسلمك و يحفظك
ولك كذلك ودي

Rehana 28-01-15 07:31 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل السادس و السابع )
 
الفصل السادس

كان المقهى خاوياً , سارت سارة عبر الغرفة الى نفس الطاولة التي جلسا اليها الليلة الماضية , وهي تسمع صدى وقع خطواتها على الأرضية الخشبية. وجذب جميس كرسياً جلس عليه في مواجهتها . وهو ينقر بأصابعه نافد الصبر على الطاولة , جائلاً بانظاره في انحاء المقهى الخاوي .
ولم يكن المكان في ضوء النهار بأفضل مما بدا ليلة امس . فقد كان دهان الجدران المتساقط وبقع الدخان على الجدران خير شاهد على ذلك. وشعرت سارة بثورة تجتاح نفسها وهي تفكر في ماعسى كانت كاترين تفعل في مثل هذا المكان.ريحانة
قال جميس بخشونة " اين اصحاب المكان؟" ولاح في نبرات صوته قلة الصبر الكافي لأن يقوما بطرح اسئلة بطريقة مهذبة , ونظرت سارة اليه قائلة " لابد ان يأتي احد الى هنا حالاً , فهذه ليست لندن حتى ولا باريس . فهم لا يأتون راكضين لدى اول لمحة لزبون . فنمط الحياة هنا يسوده الاسترخاء التام"
رفع حاجبه ساخراً على عادته التي اصبحت سارة تدركها جيداً . وقال " اهذا درس آخر ؟ يا آنسة مارشال . ام ان ذلك فقط لتقنعيني بأنك تعرفين عن البلاد شيئاً مختلفاً عما تقرأينه في الكتب ؟"
منتديات ليلاس
قالت " إن التهكم هو غالباً , غير مستحسن يا سيد ماك اليستر , وبالنسبة الى ان معرفتي بالبلاد وبالناس هنا, هي آتية من الكتب .. حسناً..." وهزت كتفيها بعدم اهتمام مستطردة " ربما يدهشك ان تعلم انني عدا عن مكوثي هنا سنة دراسية في الجامعة فقد كنت امضي عطلاتي جائلة في البلاد في جميع انحاء فرنسا, ولا اريد ان تعتبره غروراً مني إذ اقول اعلم الكثير عن هذه البلاد وسكانها "
قال " إن ما يدهشني , اوه , لا اعني انك تعرفين الكثير , وإنما لأنك كنت يوماً ما مغامرة بهذا الشكل . من الصعب ان يتصورك المرء طالبة صغيرة لا مبالية تحملين حقيبتك على ظهرك تطوفين بلاداً غريبة . ما الذي جعلك تتغيرين الى هذا الحد يا سارة ؟ اهو النظام الذي شئت تطبيقه ؟ ام ان هناك عاملاً مؤثراً جعلك تصممين على اتخاذ هذه الطريقة الصارمة لحياتك ؟"
تضرج وجهها وهي تقول " ليس لديّ فكرة عما تتحدث " بدت فجأة بهذا اللون الذي انتشر في وجهها وعنقها وبدت اصغر سناً مما هي.منتديات ليلاس
اخذت عينا جميس تتفرسان فيها , ثم قال " إنني اتكلم عن طريقة حياتك التي انحصرت في حياتك الدراسية ونظامها "
اطلقت ضحكة قصيرة عالية وهي تقول " إنك لا تعلم شيئاً عن نظام حياتي " كانت ضحكة زائفة سرعان ما انتهت بصمت ثقيل ساد الجو حولهما.
قال " إنني اعرف اكثر مما تتصورين . لقد كانت رسائل كاترين الأخيرة مليئة بأخبارك وحدها تقريباً . ام من الأفضل ان اقول بقلة اخبارك ؟"

Rehana 28-01-15 07:32 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل السادس و السابع )
 
استقر في جلسته مائلاً بكرسيه الى الخلف وهو يرفع ساقيه على حاجز المائدة الأسفل . وبرغم انه لم يكن بديناً , فقد كان رجلاً كبير الجسم ممتلئ العضلات كما ادركت الليلة الماضية عندما لمسته صدفة . وعادت اليها ذكريات الليلة الماضية ممزوجة باحداث هذا الصباح حتى انها لم تستطع للحظة ان تفصل بينهما.منتديات ليلاس
اغمضت عينيها بينهما .وهي تطرد هذه الصور من ذهنها والتي لم تستطع التفاعل معها في ضوء النهار , وجميس جالس امامها يراقبها بعينيه النفاذتين , وقالت بخشونة " إنني لا انوي الجلوس هنا لمناقشة حياتي الخاصة معك"
قال " واي شيء هناك يستدعي المناقشة ؟ إنك تعلمين في المدرسة .. وهذا هو كل شيء . إنما يبدو لي ان حيانك الوحيدة هي الموجودة في داخل رأسك"
بدد الازدراء في صوته القاسي الصور في مخيلتها ليحولها الى هشيم . وهزت رأسها بثورة مفاجئة لتقول " تباً لك يا جميس . إنك ما زلت على اتهاماتك هذه .. ولكن , لماذا ؟ ما الذي اخطأت فيه بحقك ؟"
قال " إنك عرضت ابنتي للخطر بتصوراتك الحمقاء . هذا هو السبب " وانحنى بكرسيه الى الأمام متابعاً" لولا حماقتك إذ وضعت هذه الأفكار في ذهن كاترين , لما كان قد حدث ما حدث"
قالت " لقد اخبرتك انني لم افعل ذلك. إنني لم اضع اية فكرة في رأسها . ماالذي يمكن ان يقنعك بذلك ؟"
قال" لا شيء ليس ثمة طريقة تجعلني اغير من اعتقادي .. ليس ثمة طريقة ..." وسكت وقد تجلى التوتر في ملامحه وهو يتطلع الى صاحب المقهى الذي ظهر فجأة . واراد جميس ان يدفع كرسيه الى الخلف ليقف بتوتر لولا ان سارة وضعت يدها على ذراعه تهدئه , وهي تبتسم بمرارة قائلة " كلا .. دع هذا لي , ربما انا مؤهلة اكثر منك للتعامل في وضع كهذا "
مشت بهدوءالى صاحب المقهى . ووقفت تنتظر بصبر الى ان اضطر الرجل الى ان يرفع رأسه ناظراً اليها , ثم تحدثت اليه بفرنسة شعبية لا يمكنه معها الادعاء بعدم الفهم. وكانت اجوبة الرجل في البداية مقتضبة , ثم مالبث ان انفجر في سيل من الحديث الهائج .منتديات ليلاس
" ما الذي يقوله ؟ هل قال إنه رأى كاترين ؟" كان الغضب يتفجر في صوت جميس برغم حاجز اللغة , ليتوقف الرجل عن الكلام فجأة وهو ينقل انظاره بينهما وقد لمعت عيناه , ثم فجأة , ادار رأسه ينادي شخصاً ما , وشعرت سارة بقلبها يغوص بين ضلوعها عندما برز شاب من الغرفة الخلفية . وادركت سارة من الرضوض التي في وجهه , وتحديقه في جميس , انه لابد ان يكون الرجل الذي تشاجر معه ليلة امس , واخذ الرجلان يتحدثان معاً, ويظهر انهما كانا يتجادلان مع انه كان من المستحيل عليها ان تفهم ماذا كانا يقولان . ثم فجأة , بدا ان صاحب المقهى قد وصل الى قرار متجاهلاً احتجاج زميله . فالتفت اليهما لتتنفس سارة بارتياح , وقد احست بمقدار القلق الذي كانت تشعر به.
عندما توقف الرجل عن الكلام, امسك جميس بكتفي سارة يديرها اليه بلهفة وهو يسألها " ما الذي قال يا سارة ؟ ماذا قال ؟" ولكن سارة انتزعت نفسها من بين يديه ثم اتجهت رأساً نحو الباب.

Rehana 28-01-15 07:33 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل السادس و السابع )
 
قال " إذ انت لم تخبريني عما حدث هناك حالاً , فإنني اقسم بأنني لن اكون مسؤولاً عن تصرفاتي !"
برصانتها التي كانت تفخر بها , تجاهلته سارة وهي تسير مسافة قليلة في الشارع, ثم تتهالك جالسة على حائط من الحجر وهي تسأله برقة " هل انت دوماً محارب بهذا الشكل ؟ ام انني يجب ان افخر بنوع من التأثير عليك ؟"
رفعت يدها حين رأته يتقدم نحوها والتهديد باد على وجهه , وهي تقول " لا بأس , لا بأس فلنتجنب اللجوء الى العنف مرة اخرى . ربما لو كنت ضبطت اعصابك الليلة الماضية لاكتشفت ان كاترين بخير تماماً"
" هل هي بخير؟" وجعلها مظهر الارتياح الذي كسا ملامحه تشعر بالندم لتكؤها بإبلاغه هذا الخبر الطيب ولو للحظة واحدة . ولا يهم مبلغ اخطائه نحوها على الأخص. ولكنه كان شديد الاهتمام بابنته . ورق صوتها دون وعي منها وابتسمت له بحرارة وهي تقول " نعم . لقد كنت انت على حق . لقد كانت كاترين هنا امس مع فيليب . لقد كان ذلك الرجل واثقاً من ذلك"
قال " ولكن , لماذا لم يقل ذلك من قبل ؟ لماذا كل هذا الغموض ؟" والقى نظرة متوحشة من فوق كتفه نحو المقهى , وتابع " لم افهم المعنى من ان يجعل من كل هذا سراً"
منتديات ليلاس
قالت " إنها مسألة ولاء. ذلك ان ابنه هو صديق لفيليب , وهو الذي كان في المقهى الآن , وكذلك كان واحداً من الرجال الذين قابلتهم الليلة الماضية , لقد اقنع أباه لا يتفوه بكلمة عن وجودهما هنا " وهزت كتفيها وهي تدير وجهها نحو اشعة الشمس الدافئة . لقد كانت شديدة القلق على كاترين بعد الذي اكتشفه جميس . ولكنهما يعلمان الآن انها بخير , حتى ولو لم يعلما مكانها تماماً.
قال " هذا لا يوضح كل شيء . لماذا وصلا الى هذا الحد لكي يمنعاني من ان اكتشف شيئاً الليلة الماضية ليعودا فيقبلا بذلك هذا الصباح ؟"
اقترب منها يشرف بقامته عليها مانعاً بذلك الشمس من ان تصل اليها. ولما كانت الشمس خلفه ووجهه في الظل , فقد صعب عليها ان ترى ما تعكسه ملامحه . ولكن سارة ظلت تنتهد وهي تدرك من نبرات صوته مبلغ ارتياحه . ولم تظهر عليه السعادة إلا بعد ان رددت الحديث الذي دار بينها وبينهما كلمة كلمة.
هل كانت هذه هي الطريقة التي يسير بها اعماله ؟ ان ينبش عن الحقائق دون ان يثق بحكم إنسان مغاير لحكمه هو ؟ ربما . وعلى الرغم من حقيقة انه كان متزوجاً وانجب طفلة, فان جميس ماك اليستر صاحب شخصية مستقلة قوية من الصعب هدمها . هل من الممكن ان تروضه علاقة مع امرأة ؟ هل تراه يسمح لها بأن تجتاز هذه الحدود التي يبدو انه احاط نفسه بها , عدا عن الوصول الى خفايا نفسه ؟ كان بطريقته الخاصة . منغلقاً على نفسه بنفس القدر الذي كانت هي منغلقة على نفسها فيه. وقد كان إدراكها بأنها تشترك وجميس بنفس هذه الصفة , بمثابة صدمة لها .منتديات ليلاس
قال ملتمساً منها الجواب بنفاد الصبر " حسناً؟"

Rehana 28-01-15 07:36 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل السادس و السابع )
 
تركت سارة افكارها هذه جانباً لتعود اليها في مابعد عندما تخلو الى نفسها في غرفتها لتقول " الحقيقة اني اخبرته بأنك والد كاترين , وبأنها مازالت في الخامسة عشرة من عمرها , ولا اظن ان فكرة استدعاء الشرطة المحلية للتحقيق داخل المقهى عن اختفاء فتاة قاصر , قد اعجبته سواء بإرادتها ام بغير ارادتها"
قال وهو يمرر يده على وجهه " لقد فهمت الآن . اظن ان هذا معقول . اظنه كان من الأفضل لو تركت الأمر بيدك يا سارة , إذ يبدو انك استطعت انجاز ما لم استطعه انا "
كان هذا اول كلام سار قاله لها . اول كلام لا يحمل معنيين , وبدا عليها سرور لم تستطع اخفاءه, ولكنها وقفت تقطع عليه كلامه هذا .. لم تشأ ان يعتقد انها تتصرف كتلميذة مدرسة حمقاء تلتمس منه كلمات الإطراء . ولكنها ما لبثت ان ترنحت وقد ارتطمت قدمها بحجر على جانب الطريق.ريحانة
" حاذري .." وكانت يده القوية قد سبقت لتقبض على وسطها تمنعها من السقوط . كانت يداً قوية , ثابتة ودافئة . لم تكن تعرف شيئاً عن الرجال. وقد كانت قوتهم تخيفها دوماً . فلماذا يتسارع نبضها الآن إذ يلمسها جميس ؟ ولماذا تراها تطمح فجأة الى شيء لا تفهمه ؟
لابد ان ثمة شيئاً بدا من ذلك على ملامحها , إذ شعرت به يتنفس بعمق , ومن ثم تشتد قبضته على ذراعها ثم , يتركها فجأة وهو يقول " حاذري موقع قدميك , لا نريد حادثاً يعطلنا "
كانت لهجته باردة , وتركه لها فجأة , جعلها تستدير مبتعدة عنه , لتخفي المها العميق الذي بدا في عينيها , وشعور الحرمان الذي هزها . ذلك ان جميس مالك اليستر لم يظهر اهتماماً بها قط كإنسان . ووجودها هنا ومعاناتها , هما فقط للتكفير عما فعلته او ما يعتقد هو انها فعلت . فلماذا تشعر هي بالاستياء لرفضه المتعمد والاستمرار في ذلك التقارب الحميم بينهما ؟
كان صوتها بارداً متشنجاً , مخفياً استياءها , طالما تعودت ذلك عبر السنين , وقالت " يمكنك ان تثق وترتاح الى انني سأكون اكثر حذراً في المستقبل . والآن , ماهي خطوتك التالية ؟"
ابتعد عنها وهو يلقي بنظرة الى المقهى خلفه, وهو يقول " سنتابع طريقنا طبعاً, فقد فهمت انه لم يكن ثمة ذكر لخطة كاترين " وعندما هزت هي رأسها , تابع بسرعة " حسناً , يمكننا ان نستنتج انهما مازالا في طريقهما الذي ابتداه . لقد توقفا هنا, كما كانا قد خططا من قبل, وهكذا , إذا نحن سلمنا بهذه الفرضية , اظن انه من الأفضل ان نعود الى النزل ونحزم متاعنا"
استدار عائداً . وكانت ساقاه تطويان الطريق طياً , ولكن سارة لم تتحرك لتتبعه , وذلك لمدة عدة دقائق.ريحانة
في نهاية هذه الرحلة , سيظفر هو بهدفه ويستعيد ابنته سالمة ... ولكن , ماذا بالنسبة اليها ؟ ما الذي ستجنيه في النهاية ؟ هل سيكون في امكانها ان تعود الى حياتها السابقة ؟ ام انها ستكتشف ان حياتها قد تغيرت بحدة الى حد جعلها تشعر ان ذاك لم يعد كافياً .

Rehana 28-01-15 07:37 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل السادس و السابع )
 
اخذت ترقب وهي تطلل عينيها بكفها , تلك القامة الفارغة التي تمشيء امامها . لتشعر بعد ذلك بألم مفاجئ في قلبها . ماذا ستكون عليه حياتها عندما لا يعود جميس ماك اليستر جزءاً منها ؟ إنه يثير ها بازدرائه لها , وتصريحه الدائم بأنها دوماً على خطأ وهو على صواب . ورجولته تخيفها . ولكن , عندما يأتي الوقت لينتهي كل هذا, فستصبح حياتها اكثر فراغاً ومللاً من قبل.ريحانة
كانت الشمس تميل الى الغروب , ملونة القمم الثلجية لجبال البيرينيه بلون وردي رقيق . لقد قطعاً مسافة خمسمائة ميل من باريس , وبدت لسارة انها مسافة بين الأرض وكوكب آخر . فقد كانت المنطقة مختلفة جداً بالجدوال المنحدرة من الجبال , والأودية الخضراء وقصور العصور الوسطى المقامة على قمم التلال . إنها لم تزر هذه الأماكن من قبل, وقد تلهفت الى ان تتوقف فترة تستمتع بها بهذه المناظر , مستغلة الهدوء حيث ان مرور السيارات من هنا كان نادراً, ولكن جميس رفض ان يضيع اي مقدار من الوقت . لقد توقفا مرتين فقط اثناء رحلتهما .
الأولى حين اخذا يسألان عن مدينة صغيرة كانت على الخارطة والمرة الثانية لشراء خبز وجبن ليأكلا . ولكن الارهاق قد ابتدأ يسبب لسارة ألماً جسمانياً شاملاً من جراء الجلوس طيلة تلك المدة في مقعدها في السيارة , ولم تشأ ان تلتمس منه التوقف قليلاً , فقد كان من البديهي ان يتوقفا قبل غروب الشمس وراء قمم الجبال لتترك منطقة الأرياف في الظلام.منتديات ليلاس
منتديات ليلاس
اخيراً سألته " الى اي مدى تريد ان تستمر في المسير هذه الليلة؟ إن الظلام سينتشر قريباً"
القى عليها نظرة باردة وهو يضيء انوار السيارة قائلا" إنني لا انوي التوقف , فإننا لا نبعد الآن كثيراً عن موطن فيليب . إنها مسافة ساعتين او ثلاث فقط"
قالت " وكيف يمكنك ان تجد القرية في الظلام ؟ وكما يمكنني ان ادرك من الخارطة, إنها تقع خارج الطريق الدولي , ومن الخطر قيادة السيارة في هذه المناطق الريفية في الظلام"
قال " إنني لا اريد ان ادع ابنتي تمضي ليلة اخرى في صحبة ذلك الفتى . هل هذا واضح ؟ إنني سأستمر في السير طيلة الليل لو اقتضى الأمر ذلك . إن هذه ليست نزهة يا سارة, ونحن لسنا هنا لإمتاع انفسنا فنحجز غرفة في نزل صغير مريح لنقضي امسية لطيفة. إننا هنا نبحث عن كاترين "
قالت " امسية لطيفة .. وبصحبتك ؟ وياللحظ العظيم "
ارتسمت على وجهه ابتسامة خفيفة وقال " تقصدين انك لم تستمتعي بصحبتنا معاً الليلة الماضية ؟ إنك تدهشينني يا سارة . لقد شعرت بأن صحبتي لك لم تكن سيئة بالنسبة اليك الليلة الماضية "
ادركت هي ما يعني , وبطبيعة الحال لم تجرؤ على النظر اليه لئلا يرى في ملامحها هذا الإدراك . فحولت رأسها تنظر من خلال النافذة راجية ان تبطئ خفقات قلبها المجنونة . وسمعته يضحك بهدوء وعمق جعلا جريان الدم يسرع في عروقها.ريحانة
قال " يجب عليك ان تتعلمي اخفاء مشاعرك بشكل افضل يا سارة . كم يبلغ سنك ؟ ثمان وثلاثين ؟ تسعاً وثلاثين ؟ وحتى الآن لم تتعلمي اول درس في تمثيلية الرجل والمرأة . هل انت حقيقة عفيفة الى هذا الحد ؟ ام ان الأمر كله هو تمثيل لكي تخفي حقيقتك ؟"

Rehana 28-01-15 07:38 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل السادس و السابع )
 
تصاعد غضبها لاعطائه لها سناًَ يفوق الحقيقية ليتبع ذلك بطعنة اخرى مؤلمة عندما قال ( عفيفة الى هذا الحد) لو انه فقط يعلم... لو انه يعلم كم من المرات تمنت لو كان الأمر حقاً كما يقول !
تدفقت عليها الكوابيس دفعة واحدة لتشهق عالياً من شدة الكرب وقال " ماذا جرى ؟ هل انت بخير ؟" وحول عينيه عن الطريق لينظر اليها , ولكنها حولت عينيها عنه كي لا يرى ذلك الألم فيهما.
قال " اجيبي يا امرأة , ألا تستطيعين ذلك ؟"
كان في صوته الخشن من نفاد الصبر ما آلمها , والقت اليه نظرة سريعة . لقد كان الأمر كله خطأه هو بالطبع , لقد دخل حياتها ليهدم الحواجز فتتدفق الآلام عائدة اليها.ريحانة
واجابت تهاجمه نافثة كل ماتشعر به من احباط مختزن في نفسها " ليس بي من شيء. ماذا جرى لك انت يا جميس ؟ لماذا تظن ان لك الحق في معرفة امور هي ليست من حقك؟ لماذا لا تهتم بشؤونك الـ ...؟" وتوقفت فجأة عن الكلام , ثم صرخت محذرة بصوت عال عندما رأت خيالاً قاتماً يبدو انه سيلقي بنفسه امام السيارة " إنتبه !"
بحركة تلقائية , اوقف المحرك فجأة لتنزلق السيارة ثم تنحرف الى جانب الطريق محدثة قرقعة عالية خطرة . وابتدأ يشتم وهو يوقف المحرك وينزل من السيارة ليمشي الى الخلف متفحصاً الطريق ليرى السبب الذي دعاها الى الصراخ بهذا الشكل , ولكن لم يكن ثمة شيء وعاد الى السيارة وفتح الباب ثم انحنى ينظر اليها قائلاً " حسناً؟"
قالت " لقد رأيت .. رأيت شيئاً يركض في الطريق .. شيئاً يشبه غزالاً او نعجة .. او اشيء مماثل "
اثارت الطريقة التي كان ينظر بها اليها عصبيتها فغاصت في مقعدها.
قال مردداً" غزال ؟ نعجة؟ او .. اي شيء مماثل ؟" كان صوته هادئاً رقيقاً جعل لأول وهلة , شعوراً رائعاً بالأمان يتملكها, ونظرت اليه وقد ارتسمت على شفتيها شبه ابتسامة , وقالت مؤكدة " نعم .. هذا ما بدا لي . لم اكن اريد منك ان تصدمه , ولهذا صرخت احذرك "
قال " لقد فهمت . إنك فكرت حقاً ان غزالاً او نعجة تستحق ان تضحي بحياتنا لأجلها هل انت غبية الى هذا الحد؟ اليس لك عقل يخبرك ان لا تصرخي بهذا الشكل ؟"
قالت متلعثمة " إنني ... كلا , إنني آسفة , ولكن كيف لي ان اعلم انك ستنحرف بالسيارة هكذا؟"
قال " اكثر الناس يحدث لهم ذلك إذا صرخ معتوه فجأة ( انتبه ) في آذانهم , والآن دعينا نتأكد من ان السيارة لم يصبها الضرر , وإلا فإنك ايتها السيدة ستندمين على فتح فمك" وصفق الباب ثم انحنى يتفحص العجلات ويمعن النظر في كل بوصة من قاعدة السيارة, ثم وقف ينفض الغبار عن يديه وجلس خلف عجلة القيادة, وحبست سارة انفاسها ومالبثت ان تنهدت بارتياح وهي تسمع المحرك يدور ثم تنطلق السيارة كالعادة .منتديات ليلاس
حتى الآن الامور حسنة .

Rehana 28-01-15 07:39 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل السادس و السابع )
 
عاد جميس بالسيارة قليلاً الى الخلف برفق, قبل ان يتخذ الطريق العام بالسرعة العادية , ولكنهما لم يجتازا اكثر من نصف الميل ليبدأ بإطلاق الشتائم مرة اخرى. وانحرف بالسيارة جانباً وقد تجهم وجهه, ثم اخذ يتفحص المحرك.
قالت سارة بصوت متردد يبدو فيه الاعتذار وهي تستدير ببطء لترى سبب اهتمامه ذاك " ماذا حدث ؟ هل ثمة شيء قد تعطل ؟"
نظر اليها ثم اشار باصبعه الى نور يتألق على اللوحة وهو يقول بحدة خالية من التهذيب " ألا ترين ؟"
قالت بصوت خافت " إنني .. إنني لا اعرف القيادة ... إنني لا اعرف شيئاً عن السيارات"
قال " ألا تعرفين القيادة ؟ كان يجب ان اعلم ذلك"
كان في لهجته من الازدراء ما جعل الدموع تتجمع في عينيها . ولكنها اخذت تطرف بعينيها بسرعة لكي تتخلص منها . وقالت بحدة لكي تخفي شعورها بالتعاسة " حسناً, إنني آسفة جداً إذا كان ذلك قد ازعجك ولكنني لم اجد سبباً او رغبة لتعلم قيادة السيارات . والآن , إذا لم يكن في سؤالي ما يزعجك , هل يمكن ان تشرح لي ماذا جرى ؟"
قال " آه , طبعاً يمكنني ان اشرح لك الأمر بكل بساطة , وهو ان السيارة لن تتحرك بنا هذه الليلة وشكراً لك ولغزالك او نعجتك , او اي شيء مماثل..."
اوشكت خشونته تلك, واستمراره في استفزازها ان يجعلاها تحتد هي ايضاً , ولكنها تمالكت نفسها لتسأله" لماذا؟ ماذا جرى لها ؟ ألا يمكنك اصلاحها ؟"
منتديات ليلاس
قال " كلا , لا استطيع " واطفأ المحرك ليبهت النور المتألق , وهو يتابع " يبدو اننا كان ينبهنا الى نفاد الزيت , ولا يمكننا الذهاب الى اي مكان قبل إصلاح هذا العطل "
نظرت اليه بذعر قائلة " وماذا ستفعل إذن ؟" والقت نظرة يائسة من النافذة . لقد استطالت الظلال الآن مكونة مساحات قاتمة في تلك المنطقة الريفية , وبعد وقت قصير سيحل الظلام تاركاً إياهما هائمين في البرية .ريحانة
قال وهو يحاول ان يريح عضلات ظهره وكتفيه " يبدو ان امامنا خيارين " واصطدمت ذراعه بذراعها وهو يتمطى , لتتراجع هي بدافع غريزي جعله ينظر اليها شزراً.
قالت بصوت بدا فيه الألم والضعف " وماهما هذان الخياران؟" لقد عم الهدوء المنطقة الآن بعد ان توقفا عن السير . ولم يكن يعكر هذا الهدوء سوى خرير جدول ينساب منحدراً نحو الوادي.
احدث السكون العميق ووحشة البرية , نوعاً من الإلفة بينهما وهما يجلسان في السيارة جنباً الى جنب , إلفة جعلتها تشعر بالعصبية وعدم الارتياح في نفس الوقت . إنهما مرغمان على قضاء الليل هنا, هذا إذا لم تتحرك السيارة ... وحدهما معاً.
قال " يمكننا ان نسير الى اقرب قرية , او ان نمضي الليل هنا راجين ان يمر من يمكنه اسداء المعونة لنا"
هل خيل اليها هذا, ام ان صوته كان اعمق من المعتاد واكثر رقة؟ لقد تسربت نبرات صوته كالمخدر في شرايينها. وهزت سارة رأسها تنفي عن ذهنها هذه التصورات المجنونة . ولكن كان من المستحيل ان تمحو من صوتها عصبيتها تلك وهي تسأله " كم تبعد عنا اقرب قرية ؟ يبدو ان الأقرب الى المعقول هو ان نجرب الذهاب اليها مشياً على الأقدام . هذا افضل من تمضية الليل في السيارة "

Rehana 28-01-15 07:41 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل السادس و السابع )
 
قال " إن ذلك ليس اقل من عشرين كليو متراً"
قالت " عشرون كليو متراً؟ لماذا ؟ إذن هذا يعني مسافة طويلة ؟ "
قال " نحو اثني عشر ميلاً"
قالت " هذا , إذن , غير ممكن, لايمكننا السير كل ذلك الطريق في الظلام"
لم يكن امامهما العديد من الخيارات . كيف يمكنهما قضاء ساعات الليل الطويلة معاً في نفس السيارة بهذه الظروف التي تحمل على الإلفة و المودة ؟ ودفعها اليأس الى فتح باب السيارة والخروج لتلقي نظرة على الطريق الذي اقبلا منه , آمنة في ان ترى انوار سيارة قادمة . ولكن الطريق كان خالياً , فقد كان انين الرياح هو الصوت الوحيد المسموع . والآن قد اختفت الشمس كلياً, ابتدأ الهواء بالبرودة التي ينقلها من قمم الجبال الثلجية . واحست سارة برعشة باردة تشمل جسدها , وثنت ذراعيها حول جسدها وهي تنظر حولها , تفكر في اللحظة التي يتوجب عليها فيها ان تدخل الى السيارة لتمضي بقية الليل وحدها مع جميس ماك اليستر في جوف البرية.ريحانة
جاءها صوته بما يشبه الأمر " ادخلي قبل ان يصيبك البرد"
القت اليه بنظرة متعجرفة وقالت " إنني بخير , وسأدخل ساعة اشاء . شكراً"
خرج هو من السيارة بعد ان سحب كنزة صوفية من المقعد الخلفي ووضعها على رأسه قبل ان يسير نحو مجموعة من الأشجار , وهو يقول " كما تشائين"
هتفت به وهي تحاول ان تتبعه " انتظر ... الى اين انت ذاهب؟" ولكنها توقفت وهي تراه ينظر اليها من فوق كتفه ساخراً وهو يقول " كنت ارجو ان اذهب دون ان تلاحظي ذلك, ولكن الوسائل لذلك محدودة هنا. وعلينا في هذه الحالة , ان نستعمل ما يتيسر لنا من الأشياء لذلك"
قالت " الوسائل ... اوه ..!" وادركت غرضه فجأة , لتستدير عائدة الى السيارة تتخذ فيها مقعدها وقد الهب وجهها الشعور بالحرج . لقد كان من سوء الحظ احتجازهما هنا , ولكن الأسوأ من ذلك ان المرء لا يتيسر له ادنى وسائل الراحة عند اضطراره الى القيام بإحدى الوظائف الطبيعية ... لماذا صاحت به تسأله بهذا الشكل؟
الآن, لقد انحصرت امانيها في ان يمر بهما من يمدلهما يد العون.
مرت الدقائق متباطئة وقد اختفت الشمس وراء قمم الجبال , بينما اخذ الظلام يزحف على تلك البراري. ونظرت سارة الى ساعتها وهي تحسب كم من الوقت ستقضي قبل ان يطلع الصباح. وتجمد الدم في عروقها وهي تسمع صوت محرك سيارة . ولكنها ما لبثت ان احست بالارتياح بعد ان شعرت ان العون ربما قد جاءهما بأسرع مماتوقعا. وخرجت من السيارة لتركض في الطريق , وهي تلوح بذراعيها لتستوقف السيارة القادمة نحوهما.منتديات ليلاس

Rehana 28-01-15 07:42 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل السادس و السابع )
 
" انتبهي " واحست بذراعين تلتفان حول وسطها لتقذفها بعيداً عن الطريق , في الوقت الذي اندفعت فيه السيارة متجاوزة إياها والتي كانت من القرب منها بحيث لفحها الهواء الساخن من المحرك.
قال جميس معنفاً" إن هذا اكثر الأعمال غباء . كيف تندفعين في الطريق بهذا الشكل ؟ اجيبي.."
وهزها بعنف جعل رأسها يهتز كرأس دمية . وقد ضغطت اصابعه على ذراعيها حتى كادت تنغرز في لحمها وهو يتابع قوله " كان من الممكن ان تقتلي لو لم امسك بك في الوقت المناسب "
هزت سارة كتفيها. لقد كانت متأكدة من ان السيارة ستتوقف إذا هي اقتربت منها بهذا الشكل .. ولكن ... وانتزعت نفسها من يدي جميس الخشنتين وهي تقول " كنت احاول ان اطلب المساعدة. وهذا كل شيء . كيف كان لي ان اعلم ان ذلك المعتوه قد يقتلني ؟"
قال باحتقار وهو ينظر الى السماء المظلمة " يمكن ذلك بشيء من اللباقة " وعاد ينظر اليها مستطرداً " إن المكان هنا شديد الظلمة ولا اظن السائق كان سيراك قبل ان تكتسحك عجلات سيارته . اما كان الأجدر بك ان تعملي عقلك قبل ان تندفعي بهذا الشكل ؟"
ضحكت بمرارة وهي تقول " إنك الآن تتهمني بالتسرع . وهذا الصباح اتهمتني بالتشدد .. ألا ترى ان هاتين الصفتين متناقضتان ؟"
منتديات ليلاس
قال " كلا , واظن ان إحداهما ناتجة عن الأخرى . ذلك انك امضيت سنين عديدة من حياتك محصورة ضمن نظام معين , وما ان اتى وقت تتحررين فيه, حتى اندفعت الى الطريق دون تفكير! والآن , إذا كنت قد انتهيت من التسبب في المشكلات لهذه الليلة , فإنني اقترح ان تعودي الى السيارة , لأنني اشعر ان درجة الحرارة ابتدأت في الانخفاض . ولا نريد ان تنتهي بنا هذه الليلة وقد تعرضنا للبرد , إضافة الى كل المزعجات الأخرى"
فكرت هي في انه يعني المزعجات التي تسببت هي فيها طبعاً هو لم يقل ذلك حرفياً , ولكن ذلك كان واضحاً من لهجته . لابد ان فكرته عنها في غاية السوء . ولا يبدو هناك اي احتمال في تغيير فكرته تلك, خاصة وهي لا تفتأ ترتكب الحماقات . ماذا جرى لها ؟ انها تفسد كل شيء تتدخل فيه , بينما هي تلك المرأة المسؤولة الناضجة ذات الوظيفة المحترمة.
تبعته سارة بصمت الى السيارة حيث استقرت في مقعدها مستندة الى الباب تاركة فسحة بينها وبينه . وكما سبق وقال , اخذ الجو يزداد برودة . واخذت هي تفرك ذراعيها بيديها تلتمس الدفء لينظر هو اليها متسائلاً " هل تشعرين بالبرد؟"
اومأت برأسها وهي تغوص في مقعدها متجنبة نظرته المتفحصة الى ان سمعته يتنهد بصوت مسموع وهو يخلع كنزته قائلاً" هل تراك تمثلين دور الشهيدة يا سارة ؟ والآن خذي البسي هذه , فهي ستدفئك "
ناولها الكنزة ولكنها هزت رأسها رفضاً وقد بان الازدراء في عينيها الزرقاوين وقالت " كلا شكراً . إذا انا شعرت بالبرد فعندي بعض الملابس المدفئة في حقيبتي , وسأخرج بعضاً منها"

Rehana 28-01-15 07:43 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل السادس و السابع )
 
قال " ماذا ؟ تلك القمصان والكنزات الخفيفة المخرمة؟ إنك بحاجة الى ملابس اكثر دفئاً " ومد يده يمسك بعصمها يجذبها اليه وضاقت عيناه عندما حاولت ان تمانع وقال " لا تقلقي يا حلوتي . إنني لا احاول اغتصابك , إنني فقط لا اريدك ان تصابي بالتهاب رئوي مما يزيد مشكلاتي"
بحركة واحدة ادخل رأسها في الكنزة , مدخلاً يده ليمسك بذراعها ويدخلها في الكم عندما لم تحاول هي التجاوب معه . وتصلب جسدها وهي تقول " إنني .. إنني استطيع القيام بذلك بنفسي " ولكنه مضى في عمله دون ان يجيب وشعرت هي بضربات قلبها تتلاحق وهي تحس بدفء يده على جسدها.
عندما تحركت يده ببطء لتدفع يدها داخل كم الكنزة , حاولت ان تمنعه , ولكن يده مضت في عملها ببطء , ليأخذ معصمها الآخر ويكرر نفس العملية. وعندما انتهى وسحب يده, بقيت تشعر بتأثر ذلك على مشاعرها للحظة بدت لها ابدية.ريحانة
قالت " جميس " لفظت شفتاها اسمه برقة متناهية لم تكد تخترق الصمت الذي ساد بينهما . ولكنها كانت تعلم انه سمعها , وعرفت من الطريقة التي قابل فيها نظرتها انه فهمها كما فهمت هي نفسها.
امتدت ذراعه تجذبها نحوه لتحتضنها . وتمتمت مرة اخرى " جميس .. إنني "
قاطعها فجأة " إنني سأخرج لاحضار كنزة اخرى من حقيبتي " وخرج من السيارة صافقاً الباب خلفه بعنف متجهاً الى الصندوق , وغصت سارة بريقها وقد تجمعت الدموع في عينيها . لماذا تلفظت باسمه بهذا الشكل ؟ ألم تكن تدرك ان في ذلك, با لإضافة الى نظرتها تلك اليه, دعوة صريحة ؟
اغمضت عينيها وقد تملكتها التعاسة . وسمعت صوت قدومه وهو يفتح باب السيارة ويتخذ مجلسه بقربها وراء المقود , وهو يقول " من الأفضل ان نحاول نيل قسط من النوم, ذلك انه إذا لم نحصل على عون عند الصباح , فإن علينا ان نمشي الى القرية , ولهذا من الأفضل ان نحتفظ بقوانا"
كان صوته بارداً غير معبر .. فهمت منه ان ماحدث بينهما منذ دقائق قد انتهى . كان اندفاعاً غريزياً لا ينبغي له ان يتكرر . ويجب ان ينسيا كل شيء عنه كأي شخصين عاقلين . ولكن في اعماقها كانت سارة تدرك انها لا يمكن ان تنسى ابداً تلك اللحظة.ريحانة
لو ان جميس استدار اليها في تلك اللحظة, فاتحاً ذراعيه , هل كانت ستلقي بنفسها بينهما دون اي تفكير في الماضي ؟


نهاية الفصل السادس

Rehana 28-01-15 07:45 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل السادس و السابع )
 
الفصل السابع

كانت سارة تدرك في اعماقها انه كان حلماً . وهي تدرك انها لو استطاعت ان تتخلص من كابوس عقدتها ذاك, لكانت اصبحت حرة. ولكن الخلاص الآن قد اصبح مستحيلاً .. فقد كانت الخطوة مؤلمة , وكان يجب ان تسبقها خطوة اخرى خفية لعل في ذلك يتم الخلاص.
تحركت بعدم ارتياح وقد شعرت برأسها يلتوي على المسند الجلدي, وتحرك جفناها باضطراب عندما ابتدأت الصور تظهر تحتهما ... الصور التي ما فتئت تزورها منذ سنين.
" كلا! كلا! .. ارجوك .. كلا!" وكان صوتها ابح يملؤها الرعب ويخترق اعماق الصمت الذي كان يتجاوب في عقلها ليزداد الرعب في نفسها . وعندما شعرت بيدين تمسكان بها بشدة, صرخت بصوت بشبه العويل قبل ان ينتهي بأنين متقطع لا ينتهي.
" إستيقظي يا سارة .. هيا.. استيقظي " وشعرت بنفسها ترف وبجسدها يسبح في العرق . وقلبها يضخ الدم في انحاء جسدها. واخذت دون وعي منها تتلوى وتهتز وتستدير وتخدش اليدين اللتين كانتا تمسكان بها. وسمعت صوتاً خشناً يهتف بها , وشيئا يمسك بوجنتها يحاول إيقاظها وتخليصها من الكابوس بشكل مفاجئ جعلها تهتز وترتعش. وحدقت الى الشخص المنحنى عليها بعينين متسعتين وهي تحاول ان تتمالك نفسها مرة اخرى . ووضعت يدها على وجنتها شاعرة بحرارتها من اثر ضربة جميس في محاولته لإيقاظها.ريحانة
منتديات ليلاس
وقال بصوت خشن" لقد كنت تعانين من كابوس . وكان عليّ ان اضربك كي تستيقظي . إنني آسف " واومأت هي برأسها وحولت وجهها الى النافذة تنظر الى الظلام بعينين ساهمتين . اتراها قالت شيئاً اثناء ذلك الكابوس؟ هل افصحت عن الرعب الذي يساورها دوماً عندما تزورها الاحلام ؟.. والعجز الكامل؟ لم تستطع ان تتقبل فكرة ان يعلم با لأمر.
احست بالذعر لذلك, فقفزت من مكانها واستدارت تنظر اليه. وتلاقت نظراتهما لحظة قبل ان تشيح بوجهها . لقد كان من الصعب عليها ان تقرأ تعبيرات وجهه, او ماهي الأفكار التي تعتمل وراء ذلك القناع الجامد الذي يضعه على وجهه .منتديات ليلاس
وقال بصوت منخفض " اتريدين ان تتحدثي عن ذلك؟"
فهزت رأسها ليتناثر شعرها حول وجهها وقد تساقطت المشابك منه . ثم عاد فقال " يمكنني ان اساعدك . إن لديّ شعوراً بأن هذا الحلم ليس هو الأول . اليس كذلك ؟"
فقالت وهي تحس بالجفاف في حلقها وصعوبة في إخراج الكلمات " كلا" وساورها الألم إذ افكر في ما قد يفهم من قولها هذا. وتابعت " اعني كلا, لا اريد ان اتحدث عنه. إنه مجرد حلم سيء . وهذا كل شيء "
فقال " كان حلماً من السوء بحيث كنت تتخبطين كامرأة مجنونة . كان من السوء بحيث كنت تصرخين وكأن حياتك في خطر . اللعنة على ذلك يا سارة . لماذا تكذبين؟ لقد اعتدت على ذلك الحلم من قبل, اليس كذلك؟ لماذا ؟ هل هو نتيجة شيء حصل لك, ولا تنفكين تبعثينه الى الحياة على الدوام ؟"

Rehana 28-01-15 07:45 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل السادس و السابع )
 
وجعلها الخوف تتكلم بسرعة لتنفي الحقيقة " كلا, لقد كان مجرد حلم لا اكثر . ألم يحدث لك انت ان رأيت حلماً سيئاً . ام ان جميس ماك اليستر العظيم يملك مناعة ذاتية ضد مثل هذه الاشياء ؟"
فقال " اوه, لقد لازمتني الكوابيس فعلاً في المدة الاخيرة نتيجة قلقي عما يمكن ان يكون قد حدث لكاترين . ولكنني لا اذكر انني شعرت بمثل الفزع الذي ظهر عليك الآن يا سارة "
فقالت وهي تشيح بوجهها عن عينيه المتفحصتين " إنني ..."
فقاطعها " مهما كان ذلك الحلم, فما زال يملك من السيطرة و القوة بحيث يؤذيك . لماذا لا تخبريني عنه يا سارة ؟ ربما إذا نحن وضعناه تحت المناقشة, يكون في ذلك فائدة لك"
كان في صوته نوع من العطف , وشعرت للحظة واحدة بدافع الى ان تفرغ كل ما في نفسها , وان تشارك إنساناً آخر في هذا السر الذي اخفته كل تلك السنين ... ولكن , عاودها حذراها فجأة ... كيف تخبره بذلك؟ كيف يمكنها ان تحتمل تحول نظرات العطف تلك الى نظرات تحمل كل معاني الإزدراء و الاحتقار؟
عادت تقول " ليس عندي شيء اخبرك به. إنه مجرد حلم فظيع لا غير"
فقال " كما تشائين , انني لا استطيع ان ارغمك على الكلام , ولكن ليس ثمة شيء يمكن ان يغير رأيي يا سارة , وهو ان هناك اكثر من هذا الكابوس ... اكثر مما صرحت عنه .."
لذعتها نبرة الثقة في صوته , فاستدرات اليه لتقول بسرعة " ومن تظن نفسك لتجلس وتستجوبني عما احلم به ولماذا؟ إنك رجل صعب يا جميس ماك اليستر الى حد لا يصدق بعجرفتك هذه و باعتقادك انك دوماً على حق. ولا عجب ان وجدت ابنتك كاترين مؤخرا انها لا يمكنها التفاهم معك. وانا اشك في انك استمعت يوماً من الايام الى ما تقوله لك..."
واظلم وجهه بالغضب وتلاشى من ملامحه كل آثار العطف ليبدو وجهه قناعاً جامداً , وهو يقول " انا لا اريد ان اناقش معك علاقتي مع ابنتي . لقد كنا نتحدث عنك يا سارة . فهل هذا يسبب لك عدم الارتياح؟ هل هذا ما دعاك الى تغيير الموضوع ؟"
فقالت متلعثمة " انا ... كلا!"
ولم يلتفت الى معارضتها وبقي يحدق فيها متمعنا!, كيف ندمت على كلماتها المتسرعة وعلى تحديها له مرة اخرى, كان يجب عليها ان تعلم بالخبرة انها دوماً تخرج خاسرة عقب كل جدال معه.
وقال " يبدو لي ان المشكلة الحقيقية تكمن في رفضك الحديث عن هذه العقدة في حياتك. وربما لو كشفت عنها لما عاودتك الآن"
وهز كتفيه بخفة دون ان يحول نظراته عن وجهها متابعاً" يمكنك ان تكذبي قدر ما تشائين وتقدمي اي نوع من الأعذار , ولكن ذلك لم يكن مجرد حل سيء , اليس كذلك؟ لقد كان كابوساً اعتاد ان يأتيك مراراً .. كابوساً هو نتيجة شيء حدث لك في الماضي"

Rehana 28-01-15 07:47 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل السادس و السابع )
 
"كلا.." كانت تريد ان تصرخ نافية .. ان تصرخ بذلك بشدة ووضوح في وجهه المتعجرف . ولكن هذه الكلمة خرجت من بين شفتيها همساً. لقد تسرب الغضب من نفسها تاركاً إياها ترتجف وكأنما هي تعترف بصحة قوله ذاك, هل كان كذلك مصيباً في قوله إنه كان عليها ان تتحدث عن هذا الأمر قبل الآن ؟ هل كان عليها ان تكشف عن هذا النسر القاتم لاحتمال ان تجد شفاء لجرحها ذاك؟
ساد بينهما صمت ثقيل ضغط على اعصابها فأرهقها , وفجأة سمعت جميس يتنهد بهدوء قائلاً" إنسي هذا يا سارة . فقد تأخر بنا الوقت وانا مجهد جداً بحيث لن يمكنني متابعة حديث كهذا . والأفضل لنا , نحن الاثنين , ان نلتمس شيئاً من النوم"
وأطفأ الضوء الداخلي لتغرق السيارة في الظلام مرة اخرى. واتكأت سارة على الباب مصغية الى تنفس جميس المنتظم وقد أراح رأسه الى مسند مقعده, واخذت تنظر اليه محاولة ان تتبين تفاصيل جانب وجهه حيث كان يبدو عليه الاستسلام للنوم . وشعرت نحوه بالحسد لذلك , ذلك انه لم يكن بمقدورها النوم الآن. خاصة بعد ذلك الجدل الذي دار بينهما وكذلك بتأثير ذلك الكابوس الذي ما زال ماثلاً في ذهنها .منتديات ليلاس
منتديات ليلاس
تحول وجهه نحوها مرة واحدة لتشعر , لذلك بالعصبية وبقلبها يخفق بعنف داخل صدرها. فحولت وجهها فجأة متكئة برأسها على حديد الباب البارد, وقد ساورها شعور بالوحدة لم تشعر به في حياتها. وسالت من عينها دمعة واحدة مستوحشة لتمسحها هي بسرعة بيد مرتجفة وقد خشيت , إذا هي فقدت تمالكها لعواطفها , ان لا تستطيع , بعد ذلك , التوقف.
" هل انت بخير؟" فاجأها صوته خشناً نافد الصبر, بخلاف يديه اللتين امسكتا بكتفيها برقة ليديرها في مواجهته وهو يجذبها اليه, الى درجة استطاعت فيها سارة ان تميز لمعان عينيه برغم الظلام . وحاولت هي تلقائياً ان تتلمص منه, ولكنه امسك بها بقوة وقد احاط جسدها الرقيق بذراعيه مريحاً رأسها على كتفه. ثم تكلم بصوت هادئ عميق بعث الدفء في اعصابها المتوترة وذهب بذلك الشعور بالوحدة الذي انتابها منذ لحظات وقال " ربما كنت خشناً معك وواضح انك مستاءة . ولكن جربي ان تريحي نفسك إذ من غير المحتمل ان يعاودك ذلك الكابوس هذه الليلة. اليس كذلك؟ والآن, حاولي ان تنامي"
واخذ يمر بيده الكبيرة الدافئة على شعرها. وارادت سارة ان تطلب منه الكف عن ذلك. ولكن الكلمات , لم تخرج من بين شفتيها. وشيئاً فشيئاً , اخذ جسدها بالإسترخاء.ريحانة
وقال فجأة " هل انت احسن حالاً الآن؟" وكان في صوته ما أجفلها. و أومأت برأسها مجيبة. وعادت اصابعه تجول في شعرها الكث. واستكانت هي للشعور بالأمن و السلام اللذين خلفهما ذلك في نفسها. الأمن و السلام اللذان لم تشعر بهما منذ وقت طويل ... وقت طويل جداً.

Rehana 28-01-15 07:47 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل السادس و السابع )
 
وعندما توقفت يده عن الحركة , عادت هي تدس رأسها في كتفه كالقطة تطلب مزيداً من الملاطفة, وسمعته يضحك بصوت خافت قائلا " لقد احببت هذا, اليس كذلك؟"
بعث صوته رجفة في اوصالها و رفعت وجهها عن كتفه برغم تمنيها ان تدوم هذه اللحظات .. ولكن ذلك لم يكن ممكنا. لقد كانت هي سارة مارشال المعلمة , وكان هو جميس ماك اليستر, والد احدى تلميذاتها. وهذا كل ما كان يمكن ان يكون بينهما. وغمر نفسها حزن عميق, وللحظة ارتفعت يدها وكأنها تريد لمسه قبل ان تسقط الى جانب ثانية بصمت . لقد كان يقدم اليها الراحة لا اكثر ولا اقل مما كان يمكن ان يقدمها الى اية إمرأة اخرى وجد نفسه معها في ظروف مماثلة . وهي ستكون حمقاء لو انها توقعت شيئاً اكثر من هذا في هذه الفترة الثمينة من السلام.منتديات ليلاس
وسألها بهدوء" هل انت بخير؟" وانحدرت اصابعه الى ذقنها ليدير وجهها اليه. وشكرت سارة الظلام إذ اخفى مشاعرها.
وقالت بصوت هادئ كذلك" نعم" كلمة واحدة مختصرة هي كل ما استطاعت قوله. الكلمة الوحيدة التي خالتها لا تنبئ عما في نفسها. ولكن يبدو ان جميس لمس الحزن في لهجتها إذ انه انحنى ينظر في عينيها قائلاً" هل انت متأكدة؟" فأومأت هي برأسها صامتة وقد ارتفعت خفقات قلبها حتى خشيت ان يسمعها. ورفعت رأسها لتبتعد عنه. ولكنه شدد من احتضانه لها. وهمست " جميس" كان اسمه عذباً في فمها الى حد شعرت معه بأنها تريد ترديده مرات و مرات.. ولكن جسدها مالبث ان تصلب.. ما الذي تنتظر ؟ القسوة التي آلمتها مرة ؟ الغلطة التي القت الرعب في نفسها من قبل ؟
ولكن ما كان يحذرها عقلها منه , لم يحدث. وفجأة احست بالعار لموقفها ذاك.. ماذ هي بسبيله؟ وحاولت
ان تخلص نفسها منه ولكنه كان يشدد من احتضانه لها وقالت لاهثة " دعني .. دعني اذهب"
كان صوتها مليئاً بالحرج .. ولدهشتها , تركها فجأة بهدوء ولطف وهو يتطلع الى وجهها خلال الظلمة يمعن النظر في وجهها الشاحب الذي بدا عليه الخجل وقد تلاشت من نفسها كل المشاعر التي اكتنفتها من قبل.
قال " إننا لم نفعل اي شيء خطأ يا سارة .. لا شيء يجعلك تشعرين بهذا الخجل" كان صوته رقيقاً حنوناً اكثر مما توقعت و اكثر مما تستحق إذ سمحت له منذ البداية ان يلاطفها بهذا الشكل.
قالت وقد سقط آخر مشبك من شعرها لينسدل على كتفيها" أحقاً؟ إنني لست من الخبرة بحيث استطيع ان احكم على مثل هذا التصرف"
فقال "أصحيح هذا؟ ولكنني رأيت منك تجاوباً جيداً" ولم تنتبه هي, والشعور بالعار يكتنفها , الى انه إنما يقصد إغاظتها من باب المزاح بكلامه هذا, فقط لكي يدخل الراحة الى نفسها. فقالت " حسناً اني آسفة إذ جعلتك تأخذ عني هذه الفكرة . كان يجب ان ادرك انك دوماً تظن بي الأسوأ"

Rehana 28-01-15 07:48 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل السادس و السابع )
 
وضحكت بمرارة وهي تتابع " ربما ستتهمني في المرة القادمة بمحاولة إغوائك "
فقال " لا اظن ذلك. ربما عندي اخطاء يا سارة , ولكن عدم الاعتراف بالخطأ ليس واحداً منها . لقد احتضنتك لأنني اردت ذلك اكثر من اي شيء آخر في العالم" وامسك شعرها يشده ليجبرها على النظر اليه بينما اضاء هو النور قائلاً" لقد ساورتني رغبة ما ... يا سارة لولا ان عقلك نبهك الى ذلك في الوقت المناسب"
تلعثمت سارة وهي تتمتم " انا ... جميس ... إنني ..." ولم تعرف ماذا تقول. لم تجد الكلمات المناسبة لتعبر عما في نفسها... لو لم تعد الى رشدها وتنسحب من بين ذراعيه في الوقت المناسب لكانت هي وجميس ...
اغمضت عينيها وقد شحب وجهها. لم يخطر في بالها من قبل انها يمكن ان تشعر نحو رجل بمثل ما شعرت به مع جميس. قال فجأة " لقد كان شعورك نحوي مثل شعوري نحوك, اليس كذلك يا سارة ؟"
هل تراه قرأ افكارها ؟ ولم تستطع ان تكذب برغم تعقلها وشعورها ان من الجنون الاعتراف له بذلك وقالت " نعم ".
فتنهد وهو يقول " نعم . اعتقد ان هذا احد الاسباب التي تدفعنا دوماً الى الجدل بكثرة . إن التجاذب العاطفي يمنح مشاعر قوية"منتديات ليلاس
ماذا كان يقول ؟ هل كان يعني حقاً انه يشعر بالانجذاب نحوها؟ ولابد ان الصدمة بدت على وجهها لأنه ابتسم ببرود وقد خلت عيناه من الدفء وهو يقول " أرى ان كلامي هذا قد ادهشك يا سارة ؟ اعني شعوري نحوك" والقى نظرة قاسية على جسدها المتصلب وتابع قائلاً " إنه يدهشني انا ايضاً, ذلك لأنك لا تحوين شيئاً من اوصاف النساء اللاتي يجذبنني "
تضرج وجهها إزاء سخريته القاسية . ومضت تحدق فيه بصمت دون ان نتمكن من إخفاء ألمها لما قال . كان من الواضح ان رجلاً جذاباً مثله لابد ان تكون لديه صديقات , ولكن ان يتكلم عنهن بمثل هذه اللهجة امامها, كان ذلك اكثر مما تطيق.منتديات ليلاس
وقال " ماذا جرى يا سارة ؟ لماذا لا تقولين شيئاً؟ هل آذيت احتشامك بالحديث عن مثل هذه المواضيع ؟" وهز رأسه لتسقط خصلة من شعره على جبهته العريضة مما اكسبه وسامة بالغة , وتابع " اذكر انني اتهمتك مرة بأنك تقومين بدور تمثلي عليّ. وانا أتساءل الآن عما إذا كنت حقاً بعيداً عن الحقيقة في هذا. ذلك ان تجاوبك معي كان يحوي شيء ما عدا الاحتشام يا حلوتي "
لماذا اصبح فجأة بمثل هذه القسوة ؟ لماذا يلسعها دوماً بلهجته الباردة الخشنة ليجعلها تشعر بمدى حماقتها؟
بادلته سارة النظر لحظة طويلة. ثم تنفست ببطء بينما تلاشت آخر نفحة من السحر الذي اكتنفها كما كان يجب ان تعلم بذلك. لقد خلت حياتها من اي نوع من السحر وذلك لسنوات عديدة, ولهذا كان من الحماقة ان تتوقع ان حياتها تلك قد تتغير.ريحانة
وقالت " لا استطيع تغيير طريقة تفكيرك, يا جميس. لهذا لن اضيع الوقت في مثل هذه المحاولة , يمكنك ان ترجع تجاوبي معك الى اي سبب شئت , ولكنني اشك في انك ستكون على صواب " كان صوتها مماثلاً لبرودته هو . وبدا الغضب في عينيه قبل ان يبتسم بعبوس قائلاً " إنك سريعة التأثر يا سارة . إنك تبدين مختلفة جداً عما كنت أظنك عليه عندما ابتدأنا هذه الرحلة "

Rehana 28-01-15 07:50 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل السادس و السابع )
 
امسكت بذوائب شعرها المنسدلة حول وجهها لتجعل منها جديلة وهي تشعر بالسرور إذ ترى يديها تعملان بثبات . وقالت " أحقاً؟"
فقال " مختلفة جداً , إن فيك عمقاً خفياً يا سارة مارشال , وأنا لا أعني يقولي ذلك السر القاتم الذي يبدو انك مصممة على الاحتفاظ له لنفسك. إنه يجعلني أتساءل عما يمكن ان يكون إذا أنا حاولت الغوص في اعماقك"
وانحدرت انظاره الى فمها برهة قبل ان يعود فينظر في عينيها قائلاً" إن فيك نوعاً من الإثارة الكامنة يا سارة .. إثارة لم تكتشف من قبل ولايمكن لرجل ان يقاومها "
ساورها خوف حاد ولكنها قاومته وهي تقول " إذا كنت تعني انك ستكون الرجل الذي يكتشف ذلك فلا تزعج نفسك. فأنا لست معروضة في السوق اطلب صديقاً . وشكراً جزيلاً"
وبسرعة اصعقتها, مد يده يجذبها نحوه وهو يقول " كلا؟ اظن ان هذا تماماً ما أنت في حاجة اليه . إنك في حاجة الى صديق ينتشلك من نمط حياتك ذاك"
فجذبت نفسها منه وهي تقول " كيف تجرؤ على هذا الكلام؟" ودفعت يده عنها لتعود فتغوص في مقعدها ثانية وهي تقول " لا اريد منك او من اي شخص آخر ان يعلمني كيف اعيش حياتي الخاصة"
فقال" إنك مخطئة في ذلك. يجب ان تجدي رجلاً لتعيشي حياتك قبل ان يفوتك القطار . هل حياتك الآن هي حقاً بالشكل الذي تريدينه يا سارة ؟ هذه الحياة الموحشة؟ إنك في حاجة الى رجل ككل إمرأة "
فضحكت سارة بمرارة وهي تقول " تعني الحب أم الصداقة ؟ أتظن ان عليّ ان اقفز الى أول رجل يدعوني؟ وذلك للخلاص من مشكلاتي ؟" وعضت شفتها قبل ان تتحول مرارتها تلك الى هستيريا و استطردت تقول " حسناً , اذا كان هذا يعني تقديم نفسك إليّ, فالجواب هو كلا... وشكراً. انني لا اريد علاجاً من هذا النوع"
فقال " إنني لا اقدم نفسي و إنما اقوم بالفحص. إنني اعترف بأني اجد فيك نوعاً من الجاذبية , ولكنني افضل ان تأتي اليّ المرأة التي اريدها من تلقاء نفسها ومن دون حبال تشدها الى الخلف , وانت يا حلوتي ثمة حبال كثيرة تشدك الى الخلف مما يأخذ مني العمر بطوله لأنفذ منها " وهز كتفيه ببساطة واستطرد " على اي حال , إذا انت استطعت ان تتخلصي من كل هذه الحبال , فأرسلي اليّ خبراً"
فقالت بحدة " إنني لن ارسل اليك استدعيك ولو كنت الرجل الوحيد الباقي في هذا العالم يا جميس ماك اليستر , هل هذا واضح؟"
وادارت له ظهرها متكئة على الباب , وتضرج وجهها إذ سمعته يتمتم شيئاً هامساً بلطف ... شيئاً ذا معنى... اغمضت عينيها متظاهرة بالنوم, ولكنها لم تنم إلا بعد وقت طويل من انتظام انفاسه.
لقد كانت تفكر في تلك الدقائق السحرية التي اخذها فيها بين احضانه . ولم تفكر في الخطأ او الصواب في هذا الفعل, ولا ماحدث في الماضي . لقد تجاوبت معه في مشاعرها وكأنها كانت في انتظار هذه اللحظة طيلة حياتها.ريحانة


نهاية الفصل

راضية الجزائر 28-01-15 08:03 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل السادس و السابع )
 
Merrrciii merciiiiii

bluemay 28-01-15 08:20 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل السادس و السابع )
 
يسلمو إيديك ريحانتي

ومعذورة حبيبتي ..


فصلين حلوين رغم المآسي وكمية الجلطات اللي فيهم ههههه


شو هالبني آدم .؟!
عنجد بجلللط ...

كيف رح يفهم اويستوعب ؟!

مناقض لنفسه وبعضمة لسانه قايلها إنه فيها جاذبية وبعدين يجي يقول مش نوعه .

المهم شكله معقد نفسي ورح يعقدها للبنية فوق عقدتها ..

بس شطورة ما حكتله خليه يموت بحرته البعيد ...


بإنتظار مشوارهم ليكمل ونعرف سر كاترين شو هو ؟!

مشكورة ع كرمك يا عسل

ويعطيك العافية

لك ودي







°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

Rehana 01-02-15 11:19 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل السادس و السابع )
 
الله يسلمك ويعافيك

ههههههههههههه .. صدقت بيجلط ها ابنى آدم
هي معقدة ويجئ هو يكمل عليها .. هي ناقصة يعني

العفووو حبيبتي
منورتني دائما

Rehana 01-02-15 11:28 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الثامن و التاسع )
 
الفصل الثامن

انقشع الضباب ليسمح لأشعة الشمس بتغطية المنطقة الريفية بوشاحها الذهبي . وقفت سارة تلتقط انفاسها , وتزيح خصلات شعرها الرطبة عن وجهها وهي ترقب القرية الصغيرة وقد ابتدأت تلوح لهما عن بعد.
لقد ابتدأ بالمسير منذ اكثر من ساعة. وإذا كانت تلك القرية هدفهما , فما زال امامهما مسافة لا بأس بها. لقد ابتدأ السير الآن على طول الطريق الذي هو واحد من عدة طرق عبر سلسلة الجبال التي تفصل فرنسا عن اسبانيا.منتديات ليلاس
ومع ان جميس قد حاول عدة مرات ان يجر السيارة الى الطريق العام, طالباً المعونة , فإن واحدة من السيارات المارة لم تقف ملبية.
جميس.. ومر هذا الاسم مخترقاً الحاجز الذي اقامته في نفسها اثناء ليلة طويلة لم تذق فيها النوم. واستدارت تنظر اليه وقد عاد اليها مرة اخرى ذلك الشعور الغريب بالخسارة والوحدة. ونظرت اليه بشعره الأسود وبشرته التي لوحتها الشمس تتألق تحت اشعة الشمس الباهتة .. بدا وسيماً جداً وشعرت بقلبها يخفق بشدة.. شعرت بأن الحواجز الهشة في نفسها قد ابتدأت تتحطم.ريحانة
لابد انه قد شعر بها تراقبه , لأنه استدار وقد بدا في عينيه تعبير قطع منها الأنفاس. ولكن هذا التعبير مالبث ان اختفى مما جعل البرود يتملكها. وإذا كان لها ان تتعلم درساً من الخبرة التي اكتسبتها الليلة الماضية, فهو ان لا تتوقع شيئاً من جميس ماك أليستر ابداً.
منتديات ليلاس
وقال لها بصوت عادي يكتنفه البرود" هل انت مستعدة ؟" كانا يبدوان كشخصين جمعتهما سويعات هادئة في السيارة وشعرت سارة بالغضب في اعماقها وهي تقول " نعم" كانت الحدة واضحة في نبرات صوتها كما كان الغضب في لمعان عينيها. ولكن جميس لم يقل شيئاً برغم انه نظر اليها متفحصاً.
وعضت هي على شفتيها وهي تتجاوزه الى الامام , وقد كرهت نفسها لمحاولتها تذكيره بما حدث بينهما, كما كرهته اكثر لرفضه ذلك, لقد كان شعوره وهو يرفض تذكر ذلك. لا ينم عن اية عاطفة او إحساس.
وهتف بها فجأة " إنتظري" بينما يده تمتد لتسحبها الى الخلف على العشب الخشن الذي يقوم على حافة الطريق, وانتزعت سارة يدها من يده وهي تسأله باختصار دون ان تنظر اليه , لتبقى نظراتها معلقة في الطريق الذي يمتد امامهما " ماذا حدث؟"
واجاب" اظنني اسمع شيئاً , إنه صوت أقوى من صوت السيارة ربما هي شاحنة. وقد يقبل سائقها ان يقدم لنا يد العون بخلاف ما فعل السائقون الذين مروا بنا" والقى عليها نظرة وقد توترت ملامحه وهو يرى كيف كانت تحدق بعينيها الى الطريق خلفه , ثم قال " انتظري عندك. لا تركضي في الطريق كما فعلت الليلة الماضية"

Rehana 01-02-15 11:29 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الثامن و التاسع )
 
ولم تستطع ان تمنع نفسها من النطق بكلمات سرعان ما ندمت عليها , إذ قالت " لا تهتم , فأنا و إن كنت معلمة , إلا انني ما زلت في حاجة الى استيعاب دروس جديدة, وأنا لا يمكن ان انسى ما تعلمته الليلة الماضية"
وبدا الغضب في ملامح جيمس وهو يسمع نبرة التهكم في صوتها, ولكن قبل ان يتفوه بكلمة , لاحت لهما شاحنة تبرز من جوف الضباب متقدمة نحوهما. وخطا جميس الى الطريق دون ان يتفوه بكلمة وهو يلوح بذراعيه تاركاً سارة تعض على شفتها ندماً على تفوهها بتلك الكلمات الاستفزازية . صحيح انه لم يرد عليها , ولكن التعبير الغاضب الذي بدا على ملاحمه كان أبلغ جواب . وشعرت بقشعريرة باردة وهي تتساءل عما سينتظرها عندما يصبحان وحدهما.
وكان عليها إما ان تقف و إما تلحق بجميس. توقفت الشاحنة وانزل سائقها زجاج النافذة وقد بدا عليه الاستياء, لاعتراض جميس طريقه بهذا الشكل.منتديات ليلاس
امسك جميس بذراع سارة يجرها معه نحو الشاحنة وهو يصرخ بها بجفاء " هيا, اسألي السائق عما إذا كان في إمكانه إيصالنا الى أقرب بلدة" ووقف جانباً وقد بان نفاد الصبر على وجهه بينما كانت هي تشرح للسائق حالهما , واخيراً سألها " حسناً, ما الذي قاله؟"
فقالت سارة وهي ترد شعرها الى الخلف" قال انه ذاهب الى القرية فقط, ولكننا نستطيع هناك ان نجد من يوصلنا "
قال جميس وهو يفتح باب الشاحنة ويساعدها على الصعود دون ان يخفي نفاد صبره ذاك" حسناً, يبدو ان الأمور تتحسن معنا اخيراً" وانكمشت سارة في مكانها وهي ترى نظرات الاعجاب تنصب من السائق على ساقيها اللتين رفع الهواء عنهما ثوبها اثناء صعودها. فأسرعت تشد التنورة على ركبتيها, واخيراً , استقرت في مقعدها عندما صعد جميس وجلس الى جانبها. وحاولت ان تفسح له المكان ليخفف من التصاقه بها, ولكن المكان كان اضيق من ان يتسع لهم هم الثلاثة . وعندما تحركت بهما الشاحنة , إنزلقت هي نحو جميس ليتصلب جسدها تلقائياً وهي تلتصق به.ريحانة
وقال " مابك, إنني لن اعضك يا امرأة"
فقالت " كلا؟" كان في هذه الكلمة المنفرة التي تفوهت بها حدة لم تقصدها كما انها لم تخف عليه, فابتسم فجأة وقد التوت شفتاه بمكر بطريقة جعلت قلبها يخفق بعنف.
واجاب " كلا, انا لا اعض . على الأقل ليس بتلك الطريقة!" والقى عليها نظرة طويلة جعلتها ترتعش , ومالبث ان بدت في عينيه ابتسامة ممزوجة بشيء آخر... بشيء لم يوقف تلك الرعشة من ان تسري في اوصالها وتابع" لو كان الوقت مناسباً, لكنت... هذا إذا كنت تفهمين ما أعني"
هل ما بدا في صوته هو نبرة إغراء وغواية ؟لقد كانت طبعاً كذلك. لقد كان جميس بعيداً عن السخرية وهو ذلك الرجل الرصين المجرب الذي يعرف تماماً ما يقول . إنه يعلم تماماً تأثير تلمحياته تلك على النساء.منتديات ليلاس
نظرت سارة اليه , ولكن لم يبد عليه الانزعاج للضيق الذي ظهر عليها وهو يمد ذراعه على مسند المقعد خلفها, لتحتك اصابعه برقبتها. وحاولت هي إبعاد رأسها بسرعة فاصطدمت بالسائق. وتمتمت تعتذر وقد بان الحنق عليها.

Rehana 01-02-15 11:30 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الثامن و التاسع )
 
وجلست تحدق في الطريق امامها حتى انها لم تلق نظرة على جميس وهو ينحني صوبها قائلاً" إنك غير مستاءة اليس كذلك يا سارة ؟ إنني لم اتصور ان هذه الحركات الصبيانية يمكن ان تصدر عنك"
فردت عليه بحدة" إنني غير مستاءة. إن الوحيد الذي تصدر عنه اعمال صبيانية هو انت . انني لا اريد ان اتجاوب مع عبثك الأحمق هذا الصباح, ولكن هذا لا يعني انني مستاءة"
فقال وهو يرفع حاجبيه الى ان اختفيا تحت شعره الاسود المتناثر على جبينه " عبث احمق؟ حسناً, حسناً"
فقالت " وماذا يعني هذا ؟ اسمع يا جميس . إذا كنت تريد ان تذكرني بما حدث الليلة الماضية في كل لحظة, فالافضل ان تراجع عقلك" وتضرج وجهها وهي تستعيد احداث الليلة الماضية . وعضت شفتها وتبادلا النظرات لحظة صامتين. وشعرت سارة بقلبها يكف عن الخفقان وهي ترى في عينيه صدى كل ماكانت تفكر به . ليشيح عنها وجهه بعد ذلك فجأة وهو يقول " لم اكن انا من ابتدأ بذلك عل كل حال. واظن ان من الأفضل نسيان ذلك. إذ ان ليس ثمة احد يحب ان يتذكر على الدوام لحظة مرت وانتهت"
منتديات ليلاس
شعرت برعشة باردة شملت كل اوصالها وانكشمشت بجسمها عنه, وقد انتابها الألم بشكل لا يصدق لهذا الوضع بينهما. هل كانت تلك رؤيته لذلك (لحظة مرت وانتهت) ؟ لقد قال لها الليلة الماضية انه يرغب بها. ولكن هل كانت تلك هي الحقيقة ؟ هل كان كل مافي الأمر انه شعر في ذلك الوقت, بالرغبة في امرأة وكانت هي جاهزة امامه؟منتديات ليلاس
كان الألم الذي شعرت به من الحدة بحيث تسرب الى كل انحاء جسدها لدرجة انه مضت لحظة قبل ان تنتبه الى ان السائق يتحدث اليها. واخذت تجيبه عن اسئلته بشأن ما حدث لسيارتهما, وقد ركزت انتباهها عليه ليمكنها ان تتجاهل جميس الذي كان يجلس صامتاً محدقاً في المناظر الريفية المتتابعة. وبدا على السائق الانتعاش بتأثير تركيز سارة اهتمامها عليه . و اخذ يحتكر الحديث عن طبيعة عمله التي تدفعه الى التجوال في انحاء فرنسا. وسرت سارة لكون حديثه لا يتطلب جواباً منها, ذلك انها لم تكن تشعر برغبة في تبادل الحديث.
وعندما ابتدأت الشاحنة تبطئ من سرعتها على مشارف القرية, ابتسمت للسائق بارتياح دون ان تدرك بأن ابتسامتها كانت اكثر دفئاً من ان تقدم الى رجل غريب. فقفز هذا من السيارة ماداً يده اليها يساعدها على النزول , ثم يرفعها بسهولة مظهراً قوته لينزلها ببطء على الأرض.منتديات ليلاس
وقال جميس وهو يستدير حول السيارة ليقف الى جانبها وقد بان في نبرات صوته نوع من الجفاء " عندما تكونين على استعداد , هل لي ان اقترح ان نفتش عن مرآب لنرى من يمكن ان يساعدنا في إصلاح السيارة "؟ ولم تعجب لهجته سارة وتجاهلت نظرته الشزراء وهي تعود الى السائق تكرر شكرها. وابتسم لها الرجل وعيناه تحومان حول قوامها الأهيف بطريقة جعلت سارة تشعر بشيء من عدم الإرتياح . واسرعت عائدة الى جميس لتنظر حولها بدهشة عندما لم تجد له أثراً .. هل تراه ابتلعته الأرض؟

Rehana 01-02-15 11:30 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الثامن و التاسع )
 
واخذت تفتش عنه بأنظارها لتراه يعبر الساحة يطوي المسافة بساقيه الطويلتين طياً. وركضت هي في أثره تلحق به وهي تزيح شعرها عن وجهها " لماذا لم تنتظرني ؟ لقد اخذت اتساءل اين يمكن ان تكون قد ذهبت؟" ولكنه قال دون ان ينظر اليها وهو ما زال يوسع الخطي " ولماذا انتظر؟ هل لكي تنتهي لغة العيون بينك وبين روميو ذاك؟" وابتسم باشمئزاز وقد ساد البرود نظراته بعد ما استقرت على وجهها المتضرج وقال " إنك مليئة بالمفاجآت يا سارة. إنني لم اتصور قط مبلغ شوقك الى الرجال الذي جعلك تلتقطينهم اينما سنحت لك الفرصة"
وقبضت على ذراعه تمنعه من متابعة السير وهي تصرخ به " شوقي الى الرجال ؟ انا ؟ لماذا؟ إنك .. إنك .." وامتلأت عيناها بالثورة وهما تتلقيان نظراته الباردة المليئة بالإزدراء.ريحانة
وتابعت " كيف تجرؤ على مثل هذا القول ؟ ليس لك الحق ابداً في إلقاء هذا الاتهام!"
فألقى اليها من فوق كتفه بنظرة حافلة بالمعاني وهو يقول " كلا؟ ولكن ذلك هو ما استنتجه من تصرفاتك , من منظر فتاك العاشق ذاك" ونظرت سارة خلفها ليغوص قلبها بين ضلوعها وهي ترى السائق ما زال واقفاً يراقبها . ربما تصرفت هي مع ذلك الرجل بألفة اكثر مما يجب. ولكن ذلك لا يعطي جميس الحق في اتهامها بمثل ذلك الشكل.
وقالت له " لا تكن سخيفاً , لقد كنت فقط اتصرف بالتهذيب المفروض وهذا كل شيء. وعلى كل حال, فله الشكر لمساعدته لنا فقد كان ذلك عملاً طيباً منه"
وهز جميس كتفيه وقد ارتخت عضلات ذراعه تحت قبضتها بشكل أزعجه, وهو يقول" هناك ثمة نوعان من التهذيب , وانا متأكد من انك تدركين ما اعني يا سارة. على كل حال , إن ما تفعلينه هو من شؤونك الخاصة ولا يؤثر عليّ بأية حال. يمكنك ان تحاولي اجتذاب اي شخص تقابلينه , ولكن ليس في مثل هذا الوقت و المشكلات تضغط علينا. ما زال امامنا مسألة إصلاح السيارة والعثور على كاترين. ربما في إمكانك محاولة السيطرة على غرائزك الى ان ننتهي من كل هذه الأمور"
نظرت اليه وهي تتمنى لو انها كانت رجلاً, لانهالت بالضرب على ذلك الفك الساخر لتمحو ابتسامة الاحتقار تلك من وجهه . وصّرت سارة على اسنانها ثائرة وهي تشد قبضتيها الى جانبيها مدركة ان من الخطأ حتى مجرد التفكير في اللجوء الى القوة مع رجل مثل جميس ماك اليستر . إنه رجل لا يخضع لأي قانون سوى القانون الذي وضعه لنفسه بنفسه.منتديات ليلاس
وبثورة صامتة, تركت يدها تسقط من ذراعه ومشت خلفه تعبر الساحة وهي تفكر طوال الطريق , كيف ترد عليه بالمثل ... وتوالت عليها صور الانتقام .. الشنق , السلق في الزيت, السحل في كل الجهات .. الإلقاء في...
وعندما توقف عن السير ظلت هي باقية خلفه. وتصاعد الدم الى وجهها وهي تراه ينظر اليها متأملاً,

Rehana 01-02-15 11:31 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الثامن و التاسع )
 
وهو يقول " إنني متأكد من انك إذا قمت بأية محاولة من تصوراتك هذه , ستنتهين الى السجن . لهذا , هل لي ان اقترح ان تنسي مسألة تصفية الأمر معي وتحصري تفكيرك في المهمة التي جئنا لأجلها الى هنا؟" وأشار برأسه الى مرآب قريب, متجاهلاً شهقة الاستغراب وهي تراه يقرأ كل ما يجول في ذهنها , وتابع " هل يمكنك ان تشرحي لهم كل شيء عن السيارة ونرى ما إذا كانوا يذهبون لإحضارها للتصليح ؟ إننا في حاجة الى متابعة طريقنا بأسرع وقت ممكن"
اومأت سارة برأسها وهي تشيح بوجهها عن نظراته التي تدرك كل شيء ثم اسرعت الى المرآب . كيف امكنه ان يقرأ ما كانت تفكر فيه ؟ لم يكن لديها اية فكرة , إنما يجب ان تكون على حذر وان لا تبدر منها مثل هذه الغلطة في المستقبل. لقد كانت معه اكثر ضعفاً مما يجب , ولو انه ادرك ما كان يجول في رأسها في المدة الأخيرة , لكان في ذلك ضياعها.ريحانة
كان مستنداً بظهره الى حائط المرآب عندما خرجت اليه. كان واقفاً باسترخاء وهو ينظر شبه مغمض العينين ليحميهما من اشعة الشمس. وترددت سارة لحظة, وهي تتمعن في الخطوط القاسية القوية لجانب وجهه, وانعكاس اشعة الشمس على شعره الأسود وسالفيه الفضيين , وإلى سرواله الجينز القطني الخفيف الذي كان يرتديه , والى الكنزة الصوفية السميكة التي تضخم من مظهره الرجولي. وبدا لعينيها ضخماً قوياً لا يقهر. وفتح عينيه , لترى في اعماقهما من القلق ما جعل غضبها يتلاشى. وقالت بلطف " سنجدها يا جميس" وتقدمت تقف امامه تحدق في وجهه بهدوء وهي تستطرد " إن كاترين فتاة عاقلة ولن تقوم بأي عمل احمق"
منتديات ليلاس
فقال " أحقاً هذا؟" وبدا للحظة وكأنه يلتمس الإطمئنان لهذا, ومالبث ان استقام فجأة في وقفته وهو يدفع بشعره الى الخلف بنفاد صبر, وهو يقول " ارجو المعذرة إذا أنا لم اجد في رأيك هذا ما يطمئنني ومن معرفتي بك حتى الآن عرفت ان حكمك على الاشياء لا يعتد به"
آذاها تهكمه . ولكن السنين قد علمت سارة كيف تسيطر على مشاعرها الحقيقية. وبادلته نظراته بهدوء لا يكشف عما احدثته كلماته في نفسها من ألم , وقالت " ربما الأمر كما تقول , ولكنني استطيع القول انني اعلم عن نوعية تفكير كاترين مؤخراً, اكثر مما تعلم انت"
فقال " أحقاً. إذن اخبريني بالضبط لماذا لم تكتشفي ما كان يدور تحت أنفك في الفندق؟" وابتسم ساخراً وهو يتابع قائلاً" لو كنت مكانك يا آنسة مارشال , لتساءلت عما إذا كنت اصلح حقاً لتحمل مسؤولية الأولاد. وانا اشك في انك تملكين فكرة عما يجول في رؤوسهم . لهذا لا تغتري بنفسك إذ تظنين ان كاترين شأنها مختلف. إنني على كل حال , لا يهمني محاولتك الترفيه عني. وكل ما اريد
معر فته هو كم سيأخذ إصلاح السيارة من الوقت, و اظنك اتفقت معهم بهذا الشأن"
فقالت " بالطبع" ماكان ليضيرها ان تحتمل تعنيفه هذا الناتج عن الغضب و الخوف على ابنته. فقد كانت تعرف رأيه فيها إذ لم يكن ليحتفظ بهذا سراً عنها. ولكن كل كلمة قاسية كانت تسبب طعنة في قلبها , لماذا؟ لماذا هي تشعر بالألم إذ تفكر في انه يكرهها بهذا الشكل؟

Rehana 01-02-15 11:33 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الثامن و التاسع )
 
وقال هو " إذن, هل لك ان تخبريني بما حدث, إذا لم يكن في ذلك إزعاج لك؟"
تنفست هي بعمق تاركة جواب تساؤلها ذاك الذي يتردد في ذهنها , يكتنفه الغموض بعد ان شملها شعور غريب بالإرتياح وقالت" انهم سيذهبون لإحضار السيارة بأقرب وقت ممكن , وسيرون مقدار العطل فيها, ومن ثم , يتم إصلاحها حوالي العصر . ولا يمكنهم الإسراع اكثر من ذلك"
وشد جميس بقبضتيه على راحته وهو يشتم قائلاً وقد بان عليه نفاد الصبر" هذا يؤخرنا كثيراً , لا اظنك حاولت ان تسأليهم عما إذا كان في إمكاننا ان نستأجر سيارة منهم؟"
فقالت " إنك مخطئ في هذا, لأنني سألتهم فعلاً.. ولكن من المؤسف ان القرية اصغر من ان يتيسر فيها تأجير السيارات , ويبدو اننا سنبقى هنا الى حين إصلاح السيارة"
فقال " هذا ما يبدو " وابتعد عن الجدار يتطلع في انحاء الساحة وهو يقول " يبدو ان غباءك ما زال يسبب لنا المشكلات , اليس كذلك؟"
وتجمعت الدموع في عينيها, واشاحت بوجهها لكي لا يراها , وهي تقول "اظن ان قولي بأنني آسفة , لن يجدي شيئاً"
فقال " طبعاً لا , إنه لن ينتج شيئاً . دعينا فقط نرجو و ندعو ان ينتهي إصلاح السيارة عند العصر كما قالوا, ليمكننا على الأقل ان ننتهي من هذه المهمة هذا المساء "
رمقها بنظرة قاسية وهو يشيح بوجهه عنها. ولم تكن رؤيته لدموعها التي تبلل اهدابها لتخفف من نقمته هذا إذا لم تكن قد زادت من غضبه وقال " صدقيني يا سارة , سيكون من دواعي سروري عندما تنتهي هذه القضية ان نتمكن , انا و أنت من ان يذهب كل منا في طريقه"
ماذا كان يمكنها ان تقول؟ هل تقول إنها تخاف من اللحظة التي سيفترقان فيها؟ لو انها قالت له هذا ربما كان سيضحك عليها ليتهمها بعد ذاك, بأسوأ مما سبق و اتهمها به من قبل.ريحانة
كان الشعور بالكرامة هو ما جعلها تتمالك نفسها , الكرامة و العزم على ألا تسمح له بأن يعرف شعورها ذاك. قالت " إن شعوري لا يختلف عن شعورك. إذ من الواضح ان ليس ثمة اهتمامات مشتركة تجمع بيننا"
فقال " كلا ؟ اوه , ليس الأمر تماماً كما تقولين" ونظر الى وجهها طويلاً بطريقة جعلت سارة تعلم انه يريد معاقبتها .. ولم تستطع ان تمنع رجفة سرت في اوصالها.
وفجأة استدارت عائدة تعبر الساحة لا تكاد تشعر بما تفعل او الى اين تذهب .. كل ما كانت تعرفه انها كانت تريد ان تبتعد عن جميس مالك اليستر قبل ان ترتكب حماقة كبرى وتدعه يعرف الى مدى تشعر بالشوق الى ان يحتضنها مرة اخرى.

Rehana 01-02-15 11:34 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الثامن و التاسع )
 
تألقت الشمس بين اوراق الأشجار ملقية ظلالاً مرقطة على الارض الغبراء . واستندت سارة بظهرها الى الكرسي وهي ترتشف قهوتها المبردة , وترقب جميس الذي كان منحنياً ليأخذ دوره في لعبة الكرة البطيئة. وتصاعد الهتاف والتصفيق عندما نجح في نيل اعلى علامة للفوز. ودار برأسه يبتسم لبقية الرجال ثم يهز ايدي البعض منهم, ثم عاد ليجلس الى الطاولة مستقراً على كرسيه. وقد بدا عليه الاسترخاء بشكل لم تره سارة عليه من قبل.منتديات ليلاس
وقالت " فهمت من ذلك انك الفائز " ورشفت القهوة قبل ان تضع الكوب على الطاولة. هز رأسه وهو يأخذ كوبه ويرشف منه قبل ان يعيده الى الطاولة , وقال " لم يكن لي حظ في البداية بين اولئك الرجال المتمرسين . ولكن ضربة الحظ جاءت في النهاية"
والقت سارة نظرة الى ساحة حيث كان الرجال يجمعون الكرات ثم يضعونها على الطاولة مرة اخرى, بينما كانوا هم ايضاً يمضون تلك الأمسية يستمتعون بتناول القهوة و الحديث.
قالت له " لا اظن ذلك, فقد كرموك بأن دعوك للانضمام اليهم في المركز الأول. مع ان الفرنسيين لا يألفون الغرباء عادة" وعادت تنظر اليه في كرسيه الخشبي المستقيم وهي تقول " يبدو انك ماهر في التصرف وكأنك في منزلك, اليس كذلك؟"منتديات ليلاس
فقال" هذا يعود الى قضائي سنوات كثيرة في الاسفار"
ربما شعر باهتمامها به, إذ انه ابتسم ووضع كوبه ثم اخذ يتمطى.منتديات ليلاس
بللت سارة شفتيها اللتين جفتا فجأة, حاومة نفسها على التركيز على المحادث و لتمنع ذهنها من التفكير في اشياء قد لا تحصل . وقالت " لقد قلت إنك تسافر كثيراً ولكنني لم اعرف السبب بعد. لقد اخبرتني كاترين انك مهندس وقد رأيت بنفسي نموذجاً من عملك. وكان جيداً" واحمر وجهها فجأة وهي تبدو وكأنها كانت تهتم بدراسة اعماله اكثر من اللازم.
على كل حال لم يبد انه حمل كلامها المعنى الذي خافت ان يظنه.
وقال " هذا صحيح. ولكنني في السنوات الاخيرة, عملت لوكالة شركة وراء البحار للتطوير, مقدماً نصائح عن بناء البيوت القليلة التكلفة" وهز كتفيه وهو ينظر الى الساحة. ومع ذلك شعرت بأنه يعيد عنها اميالاً, وهو يتابع قائلاً " لقد كان عملاً مزعجاً احياناً عندما يكون الفقر محدقاً بالمرء في بعض البلدان , لقد كنت محظوظاً في عملي وانتجت الكثير من المال مما امكنني من القيام بالمشاريع التي توكل إليّ"
فقالت " وهل ستستمر في ذلك عندما نعثر على كاترين؟"
فقال " كلا, لقد سبق وفكرت في انني عملت مافيه الكفاية وقد حان الوقت ليتسلم غيري العمل. لا تفهميني خطأ . فقد نلت من الخبرة بقدر ما بذلت من جهد , ولكن , عليّ ان انتقل بحياتي الى فترة اخرى . هذا ما صممت عليه الآن . ان انتقل بحياتي الى طور آخر و افكر بالمستقبل "
كانا يتبادلان احاديث عادية متكلفة, يمضيان بذلك الوقت الى ان ينتهي إصلاح السيارة و فجأة شعرت سارة بالحزن يغمر نفسها وهي تشعر بأنها لن تكون جزءاً من ذلك المستقبل الذي يتحدث عنه . وهزها هذا الشعور فانتصبت واقفة بسرعة جعلتها تصطدم بالطاولة مما جعل كوب القهوة ينقلب على صحنه وهي تقول متلعثمة " إنني .. إنني سأذهب للاستعلام عما إذا كانت السيارة جاهزة "

Rehana 01-02-15 11:35 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الثامن و التاسع )
 
وتحركت لتبتعد عندما شعرت باصابعه تقبض على معصمها. وعلا نبضها تحت اصابعه وعرفت هي انه شعر بذلك , ولكن ذلك كان خارجاً عن إرادتها.ريحانة
وقال " هل تهربين يا سارة؟ لابد ان الحديث عن المستقبل قد ضايقك؟"
فأطلقت ضحكة صغيرة جافة ساعدت في كشف شعورها بدلاً من ان تكتمه وقالت " كلا بالطبع . إنني فقط فكرت في استطلاع امر السيارة , هل هذه مشكلة؟"
فقال " كلا, المشكلة الحقيقية هي مشكلتك انت, وهي انك لا تودين مواجهة نوع المستقبل الذي ينتظرك "
فقالت" لا اتذكر انني ناقشت معك خطط مستقبلي يا جميس. ما كنا نتحدث عنه كان مستقبلك انت, اليس كذلك؟"
فقال " نعم هذا صحيح , ولكن , اليس علينا نحن الاثنين ان نتابع طريقينا عند الانتهاء من هذه المشكلة؟"
وترك معصمها وهو يتابع " بطبيعة الحال , سأنقل كاترين من مدرستك بعد الذي حدث , وهكذا إذا افترقنا يا سارة فقد لا نعود الى الاجتماع مرة اخرى"
فقالت وهي تستدير مبتعدة " حسناً, إني ذلك اليوم بطيئاً جداً في القدوم" كانت تريد ان تعتقد ان هذه هي الحقيقة. ولكنها في اعماق نفسها كانت تشعر انها تكذب , فقد كان شعورها بأنها لن تراه مرة اخرى يدفعها الى الرغبة في الجلوس و البكاء.


نهاية الفصل

Rehana 01-02-15 11:36 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الثامن و التاسع )
 
الفصل التاسع

" ماذا تعنين ؟ ان السيارة لن تكون جاهزة اليوم؟ اللعنة على ذلك يا سارة . إننا في حاجة الى تلك السيارة الآن وليس غداً"
كانت الثورة تتنفجر في كلمات جميس , وتنهدت سارة وهي تتمنى لو لم تكن هي التي نقلت اليه هذا الخبر السيء .ريحانة
وفي الزمن القديم كان الرسول الذي ينقل الاخبار السيئة غالباً ما كان يقتل لما يسببه من آلام. وهي الآن تشعر معهم نوعاً ما! ذلك ان النظر في وجه جميس كان كافياً لأن يردي اي رجل ميتاً في مكانه دون اللجوء الى اية وسيلة اخرى.
قالت " اعرف ذلك, ولكنهم وجدوا انهم في حاجة الى قطعة غيار كان عليهم ان يرسلوا من يشتريها من مدينة لاشون"
قال " إنني لا اصدق ذلك. إنني حقاً لا اعتقد ان هذا قد حدث" وابتعد عنها خطوات وقد بان التوتر في كل جزء من جسمه , ثم استدار يقول " لماذا لا يوصلوننا الى لاشون؟ بهذا يمكننا استئجار سيارة نتابع بها رحلتنا"
كانت هذه فكرة صائبة تمنت سارة , بإخلاص لو كانت قد فكرت فيها من قبل , وهزت رأسها وهي تتجنب نظراته الحادة , منتظرة ان ينهال سخطه عليها كالعادة وقالت " إن ذلك الرجل قد ذهب وفات الأوان لنذهب معه"

Rehana 01-02-15 11:42 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الثامن و التاسع )
 
ابدى هو مقدرة فائقة في تمالك اعصابه , ليستدير مبتعداً عائداً عبر الساحة, تاركاً إياها تجر نفسها خلفه شاعرة بالتعاسة , لقد كان الجو متوتراً بينهما طيلة بعد الظهر , وهو الآن ينحدر نحو الأسوأ . كان واضحاً ان جميس لا يريد ان يمضي اي وقت آخر بصحبتها اكثر من الوقت الذي ارغم عليه. وقد بدا الآن هذا اكثر مما كان متوقعاً.منتديات ليلاس
توقف خارج المقهى الذي تناولا فيه طعام الغداء , ثم استدار يحدق في انحاء الساحة الهادئة التي يتفرغ منها عدة شوراع وقال " اظن ان علينا تمضية الليلة هنا, فهل لديك فكرة عن نزل يمكننا تمضية الليلة فيه؟"
هزت سارة رأسها و آخر خيوط الشمس ترسل شعاعها الذهبي على شعرها البني الفاتح, وقالت " كلا, ولكنني سأدخل الى المقهى و أسأل "
قال " نعم, إفعلي ذلك وفي هذه الأثناء إسألي ان كان يوجد هاتف يمكنني استعماله . فقد اجد شركة يمكنها ان ترسل إليّ سيارة . ياللعنة .. ليس في امكاني ان احتمل شيئاً أسوأ مماحصل حتى الآن"
لم تستطع ان تفعل شيئاً اكثر من الاعتذار مرة اخرى, وفي الواقع , لقد قدمت من الاعتذارات مؤخراً مافيه الكفاية ليطيل عمرها! وهرعت الى الداخل دون كلمة اخرى, وغاص قلبها بين ضلوعها عندما اخبرتها صاحبة المقهى انه ليس فقط لا يوجد نزل في القرية بل ان العاصفة الأخيرة قد اتلفت خطوط الهاتف في المنطقة ومازالت معطلة. واخذت تتصور ردة الفعل عند جميس لدى سماعه هذه الأخبار.
منتديات ليلاس
" حسناً؟" قال ذلك بعد ان تبعها الى الداخل يستند الى المكتب عاقداً ذراعيه فوق صدره في انتظار سماع الأخبار الجيدة. وتنفست سارة بحدة ثم استعدت لتخبره بالأمر عندما تابعت المرأة حديثها بلهفة , فاحمر وجهها وهزت رأسها نفياً لتقفز جفلة عندما امسك جميس بذراعها قائلاً" ما الذي قالته؟ هل فهمت شيئاً عن غرفة موجودة عندها؟"
هزت رأسها نفياً وهي تحول نظراتها عن عينيه قائلة" كلا"
قال مبتسماً " لماذا تملكني شعور بأنك تكذبين يا حلوتي؟" والتوت شفتاه معاتباً وهو يحول انتباهه الى المرأة وراء المكتب ويقول بلهجة بطيئة كشخص لم يتعود التكلم بلغة غريبة عنه. وحدقت سارة امامها بنفور دون ان تحاول مساعدته وهو يتعثر في اسئلته التي كان يلفظها ببطء. لا يهم ماكان يسأل عنه وماكان يسأل عنه وماكان الجواب فقد كانت المسألة كلها مستحيلة!
" إذن فقد كنت تكذبين يا سارة؟ إنك تدهشينني "
والقى الى صاحبة المقهى بابتسامة ساحرة وهو يمسك بذراع سارة يقودها خارجاً الى الشارع.
قالت وهي تنظر اليه وتهزه " دعني اذهب" وشعرت بالكراهية للسخرية البادية في وجهه المتعجرف , وهي تتابع " نعم, لقد كذبت عليك ولكن هذا لا يغير من وضعنا, اليس كذلك؟ هناك غرفة واحدة فقط فوق المقهى , فإذا كنت تتصور انني سارشاركك إياها فأنت مجنون!"
فقال " وما الذي تعتزمين عمله إذن؟ هل ستمضين الليل هنا؟" وتصنع جميس الارتجاف وهو ينظر الى السماء قائلاً"تذكري البرد في الليل يا سارة. لا اظنك ستجدين الوضع مريحاً ابداً. ولكن إذا كان هذا ما تريدينه فمن اكون انا لكي يحق لي الاعتراض؟"

Rehana 01-02-15 11:42 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الثامن و التاسع )
 
فقالت " هل ستفعل ذلك حقاً؟ اتتركني هنا في الخارج وحدي كل الليل بينما انت مرتاح في تلك الغرفة؟"
فقال" وماذا تقترحين غير ذلك؟ هل يتوجب علي ان اترك لك الغرفة كلها وامضي انا الليل هنا بدلاً منك؟" وهز رأسه بسخرية متابعاً" إستيقظي يا سارة . إننا في التسعينات من هذا القرن . وهو زمن المساواة بين الجنسين انني لا اشعر بأية ضرورة لعمل مالا يرضيك فيما لو اخترت مشاركتي الغرفة . لقد امضينا الليلة الماضية معاً في السيارة , فماذا تكون هذه الليلة مختلفة عنها؟"
وتساءلت بسخرية , حقاً لماذا؟ مع ان المشاركة في غرفة واحدة, هي اكثر استجلاباً للمودة من الاضطرار الى الجلوس في السيارة... فقد حدث بينهما في السيارة ما حدث, فكيف بهما في غرفة واحدة؟
واستدارت سارة مبتعدة متجاهلة تلويح جميس الساخر لها بيده وهو يعود داخلاً الى المقهى . ومشت هي في الشارع الهادئ حتى وصلت الى الغابة التي تنتهي عندها القرية. وكانت الرياح قد ابتدأت تهب مرة اخرى كما سبق وحدث في الليلة الماضية ناشرة البرودة في الجو. ولفت ذراعيها حولها مدخلة ذراعيها في كميّ الكنزة وهي تقف مراقبة الاشجار التي كانت تتمايل مع الريح. ثم استدارت تتطلع الى المقهى. متسائلة عما يمكنها ان تفعل لتمضي هذه الليلة. بصراحة كان التفكير بقضائها في الخارج فكرة مفزعة , ولكن ماهو البديل لذلك؟ الموافقة على مشاركة الغرفة مع جميس؟ ولا سبيل الى ذلك!
كانت الغرفة هادئة و مظلمة إلا من نور خافت يبعثه مصباح صغير مظلل. واستلقت سارة على السرير تحدق في السقف بعينين جاحظتين وهي تسمع صوت هطول المطر في الخارج, وكان تساقط قطرات المطر على زجاج النافذة يخترق الصمت. كانت تشعر بالراحة و الدفء. ولكنها لم تستطع النوم. ولم يكن لأرقها هذا اية صلة بالخوف من عودة الكوابيس هذه المرة كان الأمر يتعلق بجميس.
نفضت عنها الأغطية ومشت الى النافذة تمسح براحتها الضباب الذي احدثته حرارة انفاسها على زجاجها. لم يكن ثمة ما يستحق الرؤية من النافذة عدا عن عدة مصابيح متفرقة في الساحة . ولكن نظراتها لم تكن تنصب عليها و إنما على شيء اقرب. على سيكارة مشتعلة يدخنها شخص كان يجلس الى احدى الطاولات.منتديات ليلاس
و امتلأت نفسها بالغضب و الشعور بالذنب معاً. وتنهدت وهي تعود لتضع على جسمها معطفها المنزلي. كان يجب ان تدرك ان رجلاً مستهتراً لابد كان يضمر شيئاً عندما قبل فجأة بأن تنفرد هي بالغرفة. لقد عرفت غايته تماماً. ولكنها لا تدري كيف سمحت له بأن يجعلها تطمئن اليه بعد عشاء طيب وكأسين من الشراب المحلي القوي لقد شكرته لشهامته في تقديم الغرفة لها. حسناً لقد كانت شهادة ملعونة إذ انه كان يعلم انها لابد ان يخضعها الشعور بالذنب. تباً لهذا الرجل الماكر!

Rehana 01-02-15 11:43 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الثامن و التاسع )
 
تركت الغرفة لتنزل السلم بهدوء, وتمتمت من بين اسنانها عندما رن الجرس فجأة وهي تسحب مزلاج الباب ليعكر السكون حولها. ونظرت من فوق كتفها لتطمئن الى عدم إزعاجها احداً, ثم اندفعت تحت المطر وهي ترتجف إذ سارت في شبه بحيرة من الماء عند اسفل السلم.ريحانة
وابتسم لها جميس وهو يقول" هممم.. لقد اخذ الأمر منك وقتاً اطول مما توقعت يا حلوتي"كان مستنداً الى الخلف في كرسيته وقد التصق شعره الأسود برأسه وبلل المطر قميصه ليلتصق بجسده مبرزاً تفاصيله . وتلاشى غضب سارة لتقول" لو لم أكن خائفة من ان تأتي السيدة سانت كلير لإدخالك , لكنت سعيدة بأن اتركك هنا طيلة الليل. إنني فقط لم أشأ ان اسبب لها اية مضايقات اخرى بعد تلطفها بتقديم الغرفة لنا"
فقال " كان يجب ان ادرك ذلك بالطبع. وسأعتبر انني تلقيت العقاب المناسب على تصوري اشياء اخرى. والآن هل ندخل؟" ووقف ثم مشى الى الباب يمسكه لكي تتقدمه في الدخول وقد بدت عليه السخرية , جاعلاً سارة تفكر بحسرة في مدى رقة قلبها.
نظرت اليه وهو يدخل قائلة" لقد كنت تعلم ان قلبي لن يسمح لي بإبقائك في الخارج طيلة الليل . اليس كذلك؟ ولهذا قدمت الى الغرفة"
منتديات ليلاس
فهز كتفه بخفة وهو يغلق الباب خلفه قائلاً" دعينا نفترض انها كانت مجازفة محسوبة" وابتسم فجأة وقد ضحكت عيناه وهو يستطرد " إنني مسرور لانتهاء ذلك . لو مضت عدة دقائق اخرى عليّ في الخارج , لكنت حملت نفسي على الاستسلام ووضعتها تحت رحمتك. إنني شبه متجمد من البرد" ومر بأصابعه على وجنتها يشعرها بمقدار ما يشعر به من البرد. وارتجفت سارة وارتدت حالاً الى الخلف وقد كرهت الطريقة التي اخذ فيها قلبها يدق بجنون لأول لمسة من يده. وقالت " ليس عليك ان تلوم سوى نفسك لأنك انت الذي قدمت المرض ولم اطلب انا ذلك منك"
فقال " طبعاً إنني اعرف جيداً انك ماكنت لتخضعي دون ان تقومي بكل انواع المضايقات , فلاحت لي هذه الطريقة وهي الأسهل لتجنب كل ذلك. ربما كان ماسأقوله لك يا سارة, نظرية رجعية , ولكن في رأيي ان المرأة تحتاج الى حماية ولايمكن ان اتركك وحدك في الخارج"
استدار مبتعداً بعد ذلك التصريح المتعجرف, يصعد السلم بساقيه الطويلتين , وتبعته سارة ببطء وهي تتساءل لماذا انتابها ذلك الشعور بالذنب؟ لقد كان جميس هو الذي نصب لها هذا الشرك. ومع ذلك فقد شعرت بأنها كانت على خطأ حين اقترحت عليه ان يتركها هي في الخارج.ريحانة
ودخلت غرفة النوم لتقف كالميتة وقد هرب الدم من وجهها وهي تراه واقفاً الى جانب السرير المزدوج القديم الطراز. وبنظرة سريعة شملته بأنظارها من شعره الأسود الى قدميه الحسنتي التكوين قبل ان تستدير مبتعدة وهي تتمتم معتذرة.
ونظر هو اليها طويلاً ثم تقدم قائلاً" لقد وعدتك يا سارة , ان لا ارغمك على شيء لا ترتدينه وسأحفظ وعدي هذا"
فقالت بمرارة مفاجئة" الرجال يأخذون دوماً, تلك هي طبيعتهم"

Rehana 01-02-15 11:44 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الثامن و التاسع )
 
فهز رأسه قائلاً" هذا ليس صحيحاً, لا تحكمي على كل الرجال من خلال خبرة سيئة مع واحد منهم . لابد ان صدمة عنيفة قد اصابتك في الماضي غيرت من نظرتك الى الرجال جميعاً. إنني لا ادري من هو وكيف حدث ذلك, ولكنني انبهك الى انك اذا بقيت تنظرين الى الحياة بمثل هذا المنظار الاسود , فهذا معناه ان غريمك ذاك قد انتصر نهائياً"
لم يكن قد طرق مثل هذا الموضوع من قبل. وشعرت وكأن غشاوة قد انزاحت عن عينيها . لقد اعاقها الماضي زمناً طويلاً, امضت حياتها خائفة, إنها لن تستطيع ابداً تغيير الماضي , ولكن عليها ان تضعه وراء ظهرها.ريحانة
واستطرد هو " خذي واعطي يا سارة . هذا ما ينبغي ان يكون للحصول على السعادة "


نهاية الفصل

saeda45 01-02-15 04:01 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الثامن و التاسع )
 
شكرا ريحانة على الرواية الجميلة

bluemay 01-02-15 05:33 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الثامن و التاسع )
 
يسلمو ريحانتي

لي عودة بعد القراءة بتعليق ...

يعطيك العافية حبيبتي





عدناااا


أستمرت المعاناة مع هذ البطل الذي كنت سأحب أن أختار أحدى تلك العقوبات التي تخيلتها سارة ههههههه


بصراحة بدا يتحسن بنسبة صفر في اﻷلف ...

والنهاية في الفصل كانت مخيفة

عنده نظرة صائبة بالنسبة لسارة وشكلها رح تنهار وتخبره ...


يسلمو يا عسل وربي يعطيك العافية .
وبإنتظار الجاي ع نااار

لك خالص ودي





°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

سما يحيى 02-02-15 07:47 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الثامن و التاسع )
 
بجد رواية رائعة ، بانتظارك تكمليها و شكرا على مجهودك

Rehana 03-02-15 08:45 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الثامن و التاسع )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة saeda45 (المشاركة 3508132)
شكرا ريحانة على الرواية الجميلة

العفوووو عزيزتي

Rehana 03-02-15 08:47 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الثامن و التاسع )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3508146)
يسلمو ريحانتي

لي عودة بعد القراءة بتعليق ...

يعطيك العافية حبيبتي





عدناااا


أستمرت المعاناة مع هذ البطل الذي كنت سأحب أن أختار أحدى تلك العقوبات التي تخيلتها سارة ههههههه


بصراحة بدا يتحسن بنسبة صفر في اﻷلف ...

والنهاية في الفصل كانت مخيفة

عنده نظرة صائبة بالنسبة لسارة وشكلها رح تنهار وتخبره ...


يسلمو يا عسل وربي يعطيك العافية .
وبإنتظار الجاي ع نااار

لك خالص ودي




°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

الله يسلمك ويعافيك يارب

هههههههههههه عقوباتها تهبل
المسكينة!

ولك ايضا خالص ودي

Rehana 03-02-15 08:48 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الثامن و التاسع )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سما يحيى (المشاركة 3508438)
بجد رواية رائعة ، بانتظارك تكمليها و شكرا على مجهودك

شكرا لك و العفوووو

Rehana 03-02-15 08:50 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل العاشر )
 
الفصل العاشر

كانت البرودة منعشة بين الاشجار وقد عبق جو الصباح بالشذا المنبعث من اشجار الصنوبر.
اسندت سارة رأسها الى جذع شجرة صنوبر سامقة. وهي تحفر في التراب الرطب بأظافرها. هل مازال جيمس نائماً؟ ام انه قد استيقظ وهو يبحث عنها الآن؟ واستغرقها التفكير في ماحدث بينهما الليلة الماضية. متصورة الاجتماع المقبل بينهما وما يمكن ان يقوله الواحد منهما للآخر على ضوء البهجة التي اصبحت تشملهما معاً. وذلك على ضوء النهار.ريحانة
انها لم تندم على ماحدث بينهما, وهذا ما أدهشها. وفكرت في هذا لحظة, ثم ما لبثت ان انفجرت ضاحكة بصوت عال وقد شعرت بالحرية لأول مرة منذ سنوات. لقد منحت نفسها الى جميس وبذلك حطمت كل القيود التي كانت تعيقها. والآن هاهي ذي حياتها تنبسط امامها لا تعترضها اية مشكلات عاطفية, لقد اصبحت حرة تفعل ما تشاء, وتذهب الى اي مكان تريد. حرة في ان تحب جميس ماك اليستر من كل قلبها. حرة حتى في ان تعود اليه وتخبره بذلك.
وقفت على قدميها وهي تمسح التراب العالق على يديها. وتوقفت حين سمعت شخصاً قادماً نحوها. هل كانت الحاسة السادسة هي التي اخبرتها مسبقاً عمن يكون؟ ام انها قوة الحب التي كانت اكبر مما تصورت ؟ وابتسمت لتخيلاتها الحمقاء , وكست البهجة وجهها وهي تقف في انتظاره.

Rehana 03-02-15 08:52 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل العاشر )
 
قال " انت هنا إذن ؟ لقد حزمت امتعتنا, وإذا كنت تريدين ان تأكلي شيئاً فهيا؟"
استدار عائداً تاركاً سارة تتطلع في اثره وقد انتابها صدمة. إنها لم تتوقع منه كلمات شاعرية عندما يتلاقيان, ولكنها كذلك لم تكن تتصور كل هذا الجفاء. وركضت خلفه و امسكت بذراعه عندما لم يحاول ان يبطئ من خطواته. وقالت " جميس... ماهذا؟ لماذا تتصرف بهذا الشكل بعد ان... بعد الليلة الماضية؟" كانت وجنتاها متضرجتين , ولكنها رفضت ان تصدق انه يمكن ان يتصرف بهذا الشكل دون سبب.منتديات ليلاس
قال " الليلة الماضية كانت الليلة الماضية, اما الآن فكل ما اريده هو ان اجد ابنتي . هل فهمت؟"
قالت" كلا, إنني لا افهم لماذا تتصرف هكذا. ألم تعن الليلة الماضية اي شيء لك ابداً؟"
هزت ذراعه غارزة اظافرها خلال قميصه القطني الذي كان يرتديه دون ان تعي ذلك. وقد احرقها الخوف وهي تنظر في وجهه الصواني الملامح.
قال هو " طبعاً كان ذلك, وقد استمتعت كثيراً واشكرك على ذلك يا سارة, كان اغفالاً مني ان لم اشكرك قبل الآن "
وشحب وجهها وهي تلمس السخرية الباردة في صوته , ولكنها بقيت حيث هي تستمتد القوة من اليأس.
قالت" إنني لا اريد شكراً , ماالذي تقوله يا جميس؟ هل ان ماحصل في الأمس لا يعني لديك سوى لحظات متعة عابرة؟ إنني لا اصدقك"
منتديات ليلاس
قال " ما تصدقينه إنما هو راجع لك ياحلوتي. ولكن نصيحتي اليك هي ان لا تتمعني كثيراً في الاشياء يا سارة, فهو ليس بالحدث الذي يهز الأرض وذلك على الرغم من الكلام الفارغ الذي تقرأينه في الروايات العاطفية"
قالت " هل هذا كل مايعني بالنسبة اليك؟ مجرد علاقة قصيرة مسرّة ؟" كان من الصعب عليها ان تخفي الألم الذي كان يمزق قلبها. ولكنها لم تكن بها حاجة للإهتمام بذلك إذ انه رمقها بنظرة ضجرة وهو يقول " ماذا غير ذلك؟ إذا كنت تفكرين بتكويم العتاب فوق رأسي الآن لأنك تشعرين بالذنب, فلا تنسي , إذن انني لم ارغمك على شيء لا تريدينه. كوني ناضجة يا سارة واعتبري ان الليلة الماضية ماكانت سوى درس يزيد في تجاربك"
" هل تعتقد ذلك حقاً؟" واطلقت ضحكة حادة تسرب صداها خلال الاشجار.
قال " طبعاً , إلا اذا كان عندك سبب آخر تعترفين لي به" ونظر في ساعة يده وقد بدا نفاد الصبر في عينيه.
قالت " لا ادري ماذا تقصد"
قال" كلا؟ لقد خطر لي امس ان ملاطفتك لي ماهي إلا رشوة تقدمينها اليّ لكي لا انفذ تهديدي لك بالنسبة الى وظيفتك"
قالت " كلا.. لم يكن الأمر كذلك قط. لقد كان السبب هو ... هو ..." ما الذي تستطيع قوله ؟ كيف تقول له انها تحبه في الوقت الذي كان هذا آخر ما يرغب في سماعه ؟

Rehana 03-02-15 08:52 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل العاشر )
 
ابتسم هو ببرود , وقد خلت عيناه من اي أثر للدفء" هل رأيت انك تجدين صعوبة في الاجابة عن هذا؟ اظن ان من الأفضل ان نترك المناقشة في هذا الى مابعد. فنحن إنما نضيع الوقت ليس إلا"
استدار عائداً تاركاً سارة وقد تجمعت الدموع في عينيها . لقد كانت الليلة الماضية رائعة ولكنها لم تعن شيئاً بالنسبة الى جميس. لشد ماكانت حمقاء غبية إذ تصورت اي شيء آخر.
تبعته شبه يائسة وهي تمسح الدموع التي كانت تغسل وجنتيها قبل ان تصل الى الشارع . و الآن وقد تحطمت كل آمالها , لم يبق لها سوى الكرامة تتعلق بها في الساعات القادمة الى حين تفترق عن جميس نهائياً. واستنفد الوصول الى المقهى حيث كان يقف, كل قواها.. ولكنها تمالكت نفسها رافضة ان تدعه يلحظ مقدار الألم الذي تعانيه.منتديات ليلاس
قال " حسناً, سأدخل انا المقهى واسدد الحساب بينما تذهبين انت الى المرآب لمعرفة ما إذا كانت السيارة جاهزة. ولا تسمحي لهم بأن يتملصوا من وعدهم يا سارة. افهميمهم بأننا نريدها الآن دون اي تأخير"
كان صوته قاسياً, وابتسمت هي بمرارة , وهي ترفع عينيها اليه قائلة" لا تقلق يا جميس . إنني اشعر بنفس اللهفة التي تشعر بها انت الى الرحيل!"
ومض شيء في عينيه.. لكنه سرعان ما تلاشى قبل ان تجد هي الوقت لتفكر في المسبب لذلك . وقال " حسناً, كلما اسرعنا في العثور على كاترين, كان ذلك اجدى بأن ننتهي من هذه المشكلات"
فكرت سارة وقد اعتصر قلبها الحزن , بأنها إحدى هذه المشكلات التي ستخلص منها . ولكنها لم تقل شيئاً. وما الفائدة من ذلك؟ لقد اوضح وجهة نظره تماماً هذا الصباح مما جعلها لاتشك في شعوره.
اخذت سارة تنظر من نافذة السيارة الى المناظر الريفية التي كانت تمر بها, دون ان تلحظ جمالها . كانت تشعر بالألم والحزن يجمدان جسدها حتى لم تعد تجد اهتماماً بأي شيء في العالم. لم يتكلم جميس كثيراً منذ قاما بإحضار السيارة , وقد بدا عليه الاهتمام في انجاز آخر مراحل القضية التي جاءا من اجلها. ولم تحاول هي من ناحيتها, ان تجره الى الحديث. ولم يبق لدى الواحد منهما ما يقوله للآخر. لم يبق سوى ذكريات الليلة الماضية, ولم تكن تريد ان تتذكر ذلك الآن.
قال " اظن اننا إذا ذهبنا الى لاشون رأساً, فسيكون ذلك افضل من اتباع الخارطة , فلقد ضيعنا كثيراً من الوقت بحيث اصبح ذلك غير مهم"
قالت بصوت خفيض لا يفصح عما تعاني" مهما كان الذي تظن , فهو الأفضل"
رمقها بنظرة جانبية شبه ضجرة, ثم عاد بانتباهه الى الطريق ليتفادى شاحنة كانت قادمة وقال " يبدو ان ذلك هو الأفضل . ألا تظنين ذلك؟"
قالت " طبعاً" لم تكن تريد ان تتحدث معه . لم تكن تريد ان تستمر في سماع ذلك الصوت الذي بقي الليلة الماضية يتردد في مسامعها الى دفعها الإرهاق الى الاستغراق في النوم.

Rehana 03-02-15 08:53 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل العاشر )
 
قال "اسمعي يا سارة إذا كنت مازلت متوترة مماحدث الليلة الماضية..."
قالت" إنني لا اريد التحدث في هذا الموضوع . أفهمت؟ إنني اريد ان انسى كل ماحدث, ان انسى كم كنت حمقاء مجنونة"
استدارت تنظر من النافذة بينما كانا يدخلان المدينة , وهي تحاول حبس دموعها. ورأت صورتها في زجاج النافذة المغبر فابتسمت بمرارة ساخرة مما رأت . كانت قد تركت شعرها مسترسلاً على كتفيها هذا الصباح لكي يراها جميس , حين يستيقظ من النوم بأجمل مظهر . ونفس السبب جعلها ترتدي بدلة تبرز جمال انوثتها . يا للسخرية في ان يكون هذا اليوم هو الوحيد الذي اختارت فيه ان تبدو على اقصى ماتكون من الجاذبية . لم يعد يهمه الآن اي شيء ترتديه مادام قد ابتدأ ينفيها من ذهنه نهائياً.
جاءها صوته فجأة " هذا حسن بالنسبة إليّ" وادهشها الغضب الذي بدا في صوته واستدارت تنظر اليه , متأملة فمه الصارم وحاجبيه المقطبين. ما الذي جعله غاضباً بهذا الشكل بينما هي الضحية الحمقاء؟
قالت " ماذا جرى يا جميس؟ هل ازعجك ان.. اوه!" لقد شهقت حين توقف فجأة وهو يميل بالسيارة , واغمضت سارة عينيها وقد توقف قلبها عن الخفقان, لتفتحهما مرة اخرى , في الوقت الذي كان يدفع فيه الباب ليفتحه. وهتفت " ما هذا يا جميس ؟"
منتديات ليلاس
"كاترين" نطق بالاسم من بين شفتيه اللتين كان الغضب قد قلصهما.. وقد نظر الى حيث كانت سارة تجلس مصعوقة وهو يهتف" ألم تريها واقفة هناك تشير بإبهامها تطلب من ينقلها بسيارته ؟ لا ادري ماذا حصل , ولكن إذا كان ذلك الشخص قد سبب لها اي أذى ..." وقطع تهديده وهو يوسع الخطى راجعاً في الطريق.منتديات ليلاس
فكت سارة حزام الأمان ببطء واخذت ساقاها ترتجفان وهي تخرج من السيارة لتتطلع الى شخصين واقفين على جانب الطريق. لقد اقبلت النهاية هكذا فجأة بحيث لم تستطع ان تفقه مايجري. ولكن , عندما عاد جميس يقود ابنته الى السيارة , عندها فقط , استطاعت ان تتمالك نفسها , لتبتسم في وجه كاترين المصعوقة الملامح , ابتسامة باهتة.
شهقت الفتاة وهي تقول" الآنسة مارشال ؟ ماذا تفعلين هنا؟ هل احضرك ابي معه؟"
اجابت " لقد فعل ذلك حقاً, ولكن هذا غير مهم الآن. المهم هو انك بخير"
اومأت الفتاة برأسها وقد بدا التعب والجهد في عينيها وهي تقول " نعم ... فقط إنني .. إنني آسفة , آسفة حقا. إنني اعرف انني سببت لكم جميعاً الكثير من المشكلات"
قال جميس " لقد فعلت ذلك حقاً, وعندما نجلس معاً حيث نستطيع ان نتحدث, فإنني اريد منك ان تحدثيني بكل شيء يا كاترين .. هل فهمت؟ اريد ان تحدثيني بكل التفاصيل"
وحدق في ابنته متجاهلاً نظرة التوسل التي رمقته بها, و استمر يقول " إنني لا اصدق ان ابنة لي يمكن ان تكون من الحماقة بحيث تقوم بمثل هذا التصرف الشائن" وانهمرت الدموع على وجنتي الفتاة . وبدافع غريزي خطت سارة الى الامام لتحيط كتفي الفتاة بذراعان بحنان, قائلة وهي تنظر الى جميس.

Rehana 03-02-15 08:55 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل العاشر )
 
" ألا تظن ان هذا النوع من الكلام يمكن ان ينتظر الى مابعد ؟ إن هذا ليس وقت تعنيف كاترين في الوقت الذي لا نعرف فيه شيئاً عن الظروف"
تحول ينظر اليها بعينين باردتين وهو يقول " اكون شاكراً لو بقيت خارج كل هذا. إن الطريقة التي اتحدث بها الى كاترين هي شأني الخاص. وبصراحة يا سارة لو كنت مكانك لاهتممت كثيراً بما اقوله الآن "
تملكها غضب عارم لترد عليه قائلة " واكون شاكرة لك لو احتفظت بنصائحك لنفسك . إنني امرأة ناضجة ويحق لي التعبير عن آرائي في اي وقت وبأية طريقة اختارها. إنني ارفض الوقوف جانباً بينما انت تسيء الى كاترين في الوقت الذي يبدو عليها بجلاء الوقوع تحت ضغط نفسي بالغ"
قال وهو يلقي نظرة ساخرة على جسدها لتوتر تحت قميصها الأزرق المرقط " إنني اسلم معك بأنك ناضجة جسدياً تماماً يا سارة , ولكن عقلياً؟" وهز رأسه وهو يقف بقامته الطويلة متعجرفاً يوالي طعناته اعمق فأعمق في قلبها المكسور وهو يتابع " مازال امامك شوط طويل لكي تتعلمي مامعنى ان تكوني امرأة "
اهتزت من شدة الهياج وهي تقول " كيف تجرؤ ... كيف تجرؤ على هذا الكلام بعد الليلة الماضية ؟" واخذت تفرك يديها غضباً وتفردهما بجانبيها , ودت لو تصيح و تصرخ .. ان تضربه ليسترد كلمات التعبير تلك. ولكنه كان اقوى منها . لقد كانت تحبه, ولكنه لم يكن ليعبأ بها , وحين تتصارع إرادتاهما فقد كان هو الرابح دوماً وهي الخاسرة .ريحانة
وقفت كاترين بينهما وهي ترتجف وقد شحب وجهها" كفى .. كفى .. لا استطيع ان اسمع جدالاً اكثر من ذلك ... لا استطيع! يكفي ماحدث عندما وصلنا الى بيت فيليب. لقد ثارت امه عليه. ولقد رفضت ان تدعني ابقى في البيت , لقد طلبت منه ان يتخلص مني بأسرع ما يستطيع وإلا فلن تتكلم معه إطلاقاً بعد ذلك"
ضحكت بمرارة وقد تدفقت الدموع على وجهها وهي تتابع " ولم يأخذ الأمر وقتاً طويلاً لكي يوافق. اظنه كان قد ابتدأ يراجع نفسه طوال الطريق وذلك من الطريقة التي كنا نتجادل فيها. ولكنني لا استطيع ان احتمل رؤيتكما تتجادلان انتما معاً"
قال جميس " لا تهتمي فلن يكون هناك جدال آخر يزعجك . لقد قلنا , انا والآنسة مارشال, كل مايمكن ان يقال" لقد كان تمالك جميس لنفسه غريباً. عرفت منه سارة مبلغ السهولة التي ازاحها فيها من ذهنه. لقد رمقها بنظرة باردة عابرة وكأنها غريبة عنه تماماً. وللحظة واحدة, استقرت انظارها على وجهه وقد بأن في اعماق عينيها الشوق, لو كان قد وجد وقتاً ينظر اليها, ولكنه لم يفعل. لم يهتم مقدار ذرة بها او بشعورها او بالحب الذي تكنه له. لقد قال لها الليلة الماضية, ( خذي واعطي ) حسناً , لقد اعطته كل شيء حتى قلبها , وقد اخذ هو منها كل شيء ليلقي به بعيداً.
قال هو مخاطباً ابنته " إنني فقط اريد ان اعلم لماذا فعلت ذلك يا كاترين . ما الذي جعلك تهربين بهذا الشكل ؟ هل السبب انني فعلت شيئاً لم يعجبك , ام انني لم افعل شيئاً تريدينه؟"

Rehana 03-02-15 08:56 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل العاشر )
 
قالت" إنني... ربما لا اعرف بالضبط" ونقلت نظرها بيأس بين ابيها وسارة وقد بدا الاعتذار في تعبيرات وجهها, وهي تستطرد " لم اكن اقصد ان اسبب لكما الكدر يا أبي صدقني , لا ادري ما الذي حدث لي , لقد كنت في غاية الحماقة " وغصت بريقها " لقد كان تماماً شئياً قالته الآنسة ظننت ... ظننت .. اوه يا أبي!" والقت بنفسها بين ذراعي ابيها وهي تنشج باكية.
احتضنها وهو يربت على ظهرها مهدئاً, ولكن عندما رفع عينيه لتلقيا بعيني سارة من فوق رأس ابنته , لم تكن في ملامحه اية رقة وهو ينظر اليها متوعداً, لتشعر هي بأن آخر قبس من الأمل في ان تستقيم الأمور بينهما, قد خبا.منتديات ليلاس
استدارت سارة لتعود الى السيارة , وهي تشعر بالألم يستحفل بها حتى يكاد يقطعها إرباً. ليس فقط لاقتناعها بأن جميس قد استخدمها لإرجاع ابنته فقط , ولكن لأنه سيظل يلومها على الدوام لما حدث لابنته. إنها ستبقى ممقوتة في نظره الى الابد ومهما قالت فلن يغير فكرته عنها. وفجأة , شعرت بأنها غير متأكدة من استمرار قدرتها على المقاومة.
****
تردد في انحاء الممر صدى احاديث مختلطة سرعان ما هدأت بعد ان همست احدى الفتيات محذرة . ووقفت سارة خارج الباب المؤدى الى الغرفة التي كانت تشترك فيها كاترين مع فتاتين اخريين , ثم مالبثت ان اتخذت طريقها الى غرفتها الخاصة. اغلقت الباب واخذت تتطلع الى ما حولها, متأملة في الاثاث الذي كان مألوفاً لديها. هل هي مسألة ايام فقط منذ كانت في هذه الغرفة لآخر مرة؟ كانت تعرف ذلك, ولكن تلك الليلة التي وجد جميس فيها طريقه ليقتحم غرفتها ويقلب حياتها رأساً على عقب, كانت تلك الليلة تبدو بعيدة جداً, وتنهدت بعمق وهي تدرك انها تعود الى الشيء الذي سبق وعاهدت نفسها على تركه نهائياً, ألا وهو التفكير فيه. ولكن ذلك كان مستحيلاً, خصوصاً وقد اضطر الى ان يمضي الليلة في الفندق مع بقية فتيات المدرسة.ريحانة
لقد مرت به سارة وهي خارجة من غرفة الطعام لتسمعه يعبر عن سخطه لعدم حصوله على تذكرتي سفر في الطائرة العائدة تلك الليلة . وكادت تشعر بالرغبة في الوقوف لتقول شيئاً او ربما تعرض العون. ولكنه كان حتماً سيقطعها إرباً , لقد بذلت جهدها كله في صعود السلالم دون ان تنهار .
كان كل ما يهمها الآن هو انها اعتباراً من بعد غد لن تكون مجبرة على رؤيته مرة اخرى, وكان هذا نوعاً غريباً جداً من العزاء.
فتح الباب فجأة لتستدير هي دهشة لتحملق في الشخص الفارع القامة الذي وقف امامها. وللحظة واحدة تجمد العالم حولها وكأنما كان كل شيء يحبس انفاسه انتظاراً لما سيحدث. ودخل هو ثم اغلق الباب خلفه لتقول له هي بلهجة حادة " اخرج"
ابتسم هو ببرود وهو يجتاز الغرفة ثم القى عليها نظرة متعجرفة وهو يقول " ليس ثمة وقت لأي سخط او شجار يا سارة , فليست هذه المرة الأولى التي تجمعنا معاً في غرفة واحدة , فاعفيني من ذلك من فضلك"

Rehana 03-02-15 08:59 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل العاشر )
 
قالت وهي تشعر بنفسها على وشك ان يفجرها التوتر لتتناثر الى شظايا " ماذا تريد؟"
قال " قد اسافر في الصباح دون ان اقول لك وداعاً , اليس كذلك؟ وهذا لا يحسن بعد كل الذي جرى بيننا في الايام الماضية "
اعادت كلماته اللون الى وجهها الشاحب . لقد سبب لها حديثه الذي ينضح بالازدراء , الماً هائلاً , ولكنها لم تشأ ان تظهر له كم آلمتها كلماته تلك.
قالت " إذن, فإن ليلة واحدة قد انتجت عرضاً للسلوك المهذب , اليس كذلك؟ لشد ما يشعرني هذا بالزهو, يا جميس , الزهو لتكليف نفسك بتخصيص بعض من وقتك لي. لابد ان سلوكي كان افضل مماتصورت لأستحق هذه المكرمة منك"
صعد الدم الى وجنتيه وهو يقول " إنني لم احضر الى هنا لتبادل الشتائم يا سارة"
قالت " كلا؟ ولماذا جئت إذن؟" ومالت برأسها وهي تشعر بالسرور لأنها لم تكلف نفسها عناء تغيير ثوبها الجميل, فقد كانت في حاجة الى الشعور بالثقة التي كانت تستمدها من مظهرها الحسن . بحاجة الى ذلك في معركتها الأخيرة , واستطردت " لا إهانات إذن ؟ هذا يجعلني اتساءل عماتريده في مثل هذه الساعة المتأخرة " والقت نظرة على ساعة يدها , ثم اليه وهي تشعر بخفقات قلبها , ماكان لها ان تستفزه بهذا الشكل . ماكان لها ان تثير غضبه. ولكن الاغراء لهذا الفعل كان اقوى من ان يمكنها مقاومته. وتابعت " طبعاً انت لم ترجع لتمضي بضع لحظات ؟"
منتديات ليلاس
واخذت تقيسه بأنظارها بينما وهو واقف يتلقى الاهانات , ثم تابعت وهي تتصنع الابتسام بابتهاج" حسناً , شكرا لك ولكن , كلا.. إن مرة واحدة هي كافية يا جميس " وادرات له ظهرها وهي تسير نحو الباب تفتحه لتطلب منه الخروج , ولكنها لم تخط اكثر من خطوتين او ثلاث لتجد نفسها وقد اخذها بين ذراعيه وهو يقول " لا تديري الي ظهرك ايتها السيدة بعد ان تقولي ذلك!"
قالت " ولماذا ؟ هل اجرح انانيتك لو حاولت الرفض؟" ودفعت رأسها الى الخلف ليتناثر شعرها على كتفيها , بينما كانت عيناها تشتعلان وهي تتابع قائلة " اوه, لقد استمتعت بتلك الليلة الماضية , ياجميس , إنك رجل ماهر ومقتدر , لهذا, إذا كنت في حاجة الى من يشهد لك بذلك فلا تتردد في الاتصال بي, ولكن بالنسبة الى إعادة العرض , اظن انني سأجتاز الامتحان . والآن دعني اذهب من فضلك"
قال "ادعك تذهبين ؟ لقد كان احتجاجك في منتهى الجمال. ولكن لماذا غلب عليّ الشعور بأن قلبك لم يكن يشاركك ذلك يا سارة ؟" وزاد من احتضانها وهو يقول متابعاً" هل انت متأكدة من ان هذا ماتريدينه حقاً؟"
قالت " نعم, يا إلهي , ولكنني لم ادرك تماماً من قبل كم انت مخادع ! هل سمعت ماقلت ؟ والآن اتركني!"
قال " ولماذا افعل ذلك عندما اكون متـأكداً من انني استطيع تغيير عقلك؟" وانحنى يحاول تقبيلها, ولكنها ادارت رأسها وقد وملأها الألم لمعاملته تلك لها وقالت " إنني اعني ما اقول يا جميس , دعني اذهب الآن"

Rehana 03-02-15 09:00 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل العاشر )
 
قال " وماذا لو انني رفضت؟ ما الذي ستفعلينه يا آنسة مارشال؟ تزيدين من احتجاجك؟" وابتسم ببرود وهو يحدق في اللون الوردي الذي كسا وجهها.
فجأة ادركت سارة ان ذلك اصبح اكثر من مجرد صراع بين إرادتين . فقد كان يعني مايقول . إنه يريد ان يستعمل كل مايملك من حيل ومهارة في سبيل ان يأخذها بين ذراعيه , وشعرت للحظة بالدوار لمجرد هذه الفكرة . ولكن فكرة ما , مالبثت ان ومضت في ذهنها لتبعث قشعريرة باردة في جسدها . لماذا يكلمها الآن برقة بعد ان ابدى لها قبلاً كل ذلك الجفاء؟ هل لأنها جرحت كبرياءه بماقالته له من قبل؟
سحبت نفسها فجأة من بين ذراعيه دون وعي منه وهي تقول" لقد قلت كلا وانا اعني هذا تماماً, يا جميس , هل في كلامي هذا مايصعب فهمه؟ ام انك انت ايضاً تعاني ما يعاني منه رجال كثيرون وهو ... الصمم عند اللزوم؟"
وضحكت بمرارة وهي تتابع " اظنك دهشت لذلك, لماذا؟ ألم تتصور ان اي رجل آخر قد يكون استعمل معي نفس الطريقة؟ ولكن , كلا بالطبع , ليس بالنسبة الى سارة مارشال المسكينة , المعلمة العانس , ماالذي تعرفه هذه عن الرجال؟ أرى انك كنت تظن انك اسديت اليّ معروفاً الليلة الماضية , أليس كذلك؟ لكي تمنحني بعض الذكريات لأختزنها لشيخوختي"
منتديات ليلاس
ضحكت مرة اخرى بشيء من الهيستيريا, وعضت على شفتها وهي تهز رأسها بعد ان ابدى حركة كمن يريد ان يمسك بها. وقالت " كلا , لا اريدك ان تلمسني , لقد استمتعت الليلة الماضية , إذن فلنعتبر اننا متعادلان , اليس كذلك؟ ولننته من كل هذه المسألة القذرة بشيء من الكرامة "
استدارت تفتح الباب لتدعه يخرج قبل ان تنهار كلياً, ولكن لم يبد عليه ان ينوي الخروج , وقال " لم يكن لكل هذا ان يحدث لو انك تصديت للشيء الذي يعاودك على الدوام, يا سارة , ليس في إمكانك ان تستمري في الاختباء من الماضي. لقد رأيت ماذا كان تأثيره عليك . ليس عليك فقط , بل على آخرين كذلك, وإذا كنا نستعرض الحقائق الآن , فلماذا لا نضيف حقائق اخرى الى القائمة , ثم يصفو الجو مرة, ليشمل كل شيء؟"
اهتزت اصابعها وهي تضغط الباب بشدة عليها ليبرح بها الألم, وهي تقول " ماحدث لي في الماضي ليس من شأنك اللعين"
قال "كلا؟" وبسرعة افزعتها , امسك جيمس الباب ثم اغلقه جيداً وقد تألقت عيناه لحظة التقتا بعينيها, وهو يتابع قائلاً" اريد ان اقول إذ ذلك من شأني تماماً , فقد كانت ابنتي هي التي اثرت عليها بشكل ما" ورفع يده يمنعها من الاعتراض" لا تزعجي نفسك, لقد سمعت كل ما ستقولينه من قبل, وسمعت ايضاً ما قالته كاترين عندما سألتها عن سبب هربها , إنني أسلّم بأنها لم توضح كل شيء, ولكن كان من الجليّ ان اللوم يقع عليك كما سبق وتوقعت أنا , ولهذا اظن انني استحق بعض الاجوبة , اليس كذلك؟"
قالت " إنك لا تستحق شيئاً يا جميس .. لا شيء , إلا إذا كنت تحسب الليلة الماضية نوعاً من الأجرة لذلك. إن الماضي هو من شؤوني الخاصة , وليس لك او لغيرك علاقة به"

Rehana 03-02-15 09:02 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل العاشر )
 
هنا بلغ به الغضب حده وقال " هنا, انت مخطئة" وما لبث ان حاول ضبطه وهو يتابع " لقد اشتركنا في اشياء كثيرة الليلة الماضية , يا سارة , فلماذا تجدين من الصعوبة ان تشاركيني في هذا السر الكبير كذلك؟"
كان في صوته الساخر نبرة تحد اخرجتها عن طورها. لقد لبثت طيلة النهار تحاول ان تهدئ من آلامها التي كادت تمزقها, ولكنها الآن تشعر بالحدة , فابتعدت عن الباب . كانت حركاتها متصلبة مضطربة وقد التوت يداها في ثنايا تنورتها وكأن كل الحواجز قد سقطت اخيراً ليعود الماضي بكل زخمه وكراهيته وقرفه مرة واحدة الى الحاضر.منتديات ليلاس
قالت " إذن , فإنك تريد ان تشارك فيه؟ في ماضيّ أنا, اليس كذلك يا جميس؟ تريد ان تعلم ماالذي جعلني هذه المرأة التي انا هي الآن ؟" واطلقت ضحكة فارغة دون ان تعي مبلغ اجفاله من مقدار المرارة في ضحكتها تلك وهي تستطرد " ما الذي جعل الآنسة مارشال تصبح هذه العانس الظريفة ؟ اوه, دوماً كنت اسمع مثل هذه التساؤلات ولكنني لم اجب عنها حتى الآن , ولكن ربما كنت محقاً في ان هذا هو الوقت المناسب لايضاح الأمور" ورفعت عينيها تقابل نظراته . كان وجهها شاحباً إنما هادئاً لدرجة غريبة وهي تتابع " لقد اغتصبت عندما كنت في العشرين من عمري , هذا هو السر الذي كرهت ان اشارك احداً فيه , ولهذا يمكنك ان تستمتع بهذا الشرف"
تمتم " سارة .. إنني..."
إنها لم تر جميس من قبل بمثل هذا العي في النطق. لقد بدا وكأن ضربة قد اصابته , كان العبوس يكسو وجهه وعيناه من القتامة بحيث صعب عليها رؤية ما فيهما من تعبير , بماذا كان يفكر ؟ يشعر؟ بالاشمئزاز , بالشفقة بالازدراء؟ لم يكن لديها اية فكرة ولا رغبة في ان تعلم.ريحانة
قالت بهدوء" وماذا عنك ؟ هل انت مسرور لأنني اخبرتك؟ شاركتك بهذا السر؟ ام لعلك تريد ان تعرف التفاصيل المثيرة؟ حسناً , إنني آسفة جداً يا جميس, ولكنني اظن ان هذا هو كل ما انت في حاجة الى معرفته "
وسكتت فجأة وهو يجتاز المسافة القصيرة التي تفصلهما, ليمسكها بكتفيها ضاغطاً باصابعه وهو يقول " هذا يكفي, إنني لا اريد التفاصيل" وهزها مرة واحدة , ثم نظر الى يديه اللتين كانتا تمسكان بكتفيها, ومالبث ان ارخى قبضتيه وهو يبتعد متخللاً شعره الاسود باصابعه وكأنما شعر فجأة, بالخوف من لمسها, لماذا؟ هل لأنه عرف الحقيقة , فلم يعد يحتمل التفكير في لمسها؟
اغرورقت عيناها بالدموع, ومشت الى النافذة تتطلع منها دون ان ترى شيئاً , وهي تتمنى كما تمنت من قبل , لو انها في إمكانها محو الماضي , ولكن هل كان في إمكانها ذلك ؟ هل يمكنها تغيير ماحدث؟ لقد تعلمت فقط ان تعيش مع ماضيها ذاك ولكن هذا صار يبدو الآن اكثر صعوبة.
" انني آسف يا سارة " وبعثت نبرات صوته الألم في نفسها. وشدت قبضتيها حتى غرزت اظافرها في راحتيها, وذلك لكي تتمالك ماقد بقي من اعصابها. هل قصد بكلامه انه كان آسفاً لماحدث, ام لجعلها تخبره عنه؟ إنها لم تعرف.. حتى عندما سمعت صوت الباب يفتح , لم تحاول ان تسأله. لقد تركته يرحل دون كلمة إذ لم تستطع ان تفكر بكلمة تقال لكي تستوقفه.


نهاية الفصل

Rehana 03-02-15 09:05 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الحادي عشر )
 
الفصل الحادي عشر

" اريد ان اشكركم جميعاً لأجل الحفلة والهدايا و ... اوه , حسناً , لأجل كل شيء !" واخذت ستيفاني جاكوب توزع ابتساماتها بين المجموعة , ثم مسحت دمعة سالت على خدها وهي ترفع كأسها قائلة " نخب المدرسة والفتيات وخصوصاً سارة التي شجعتني على ان اترك العمل بعد ان تحدثنا عن ذلك طويلاً"
ابتسمت سارة وهي تشارك بقية المعلمات في رفع كأسها . كان الشراب بارداً وهي تأخذ منه رشفة . وفجأة تركت الكأس على المائدة واستدارت تتطلع من النافذة. ولكنها لم تستطع رؤية الكثير من تلك المنطقة الريفية التي كانت تمتد الى مسافة بعيدة وراء ملاعب المدرسة. لقد رأت الجبال والسهول التي كانت تتألق بلون شروق الشمس. انها لم تتناول شراباً منذ الوقت الذي امضته مع جميس في جبال البيرينيه والآن هاهي ذي الذكريات التي حاولت طردها من تفكيرها تندفع الى ذهنها مرة اخرى.
جاءها صوت ستيفاني التي تركت المجموعة لتأتي وتقف قربها لتقول " سارة , هل انت بخير؟"
كان يبدو على وجهها الجميل الكدر. وحاولت سارة الابتسام , وهي تقول " طبعاً, إنها فقط احلام اليقظة لا غير"
قالت المرأة الشابة " هل هي عن جميس مالك اليستر؟"

Rehana 03-02-15 09:06 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الحادي عشر )
 
وابتسمت وهي ترى دهشة سارة وتابعت قائلة" لا تنكري ذلك يا سارة. لقد اصبحنا , انا وانت صديقتين في الاسابيع الأخيرة. وقد لاحظت كيف كنت تمضين اوقاتاً غير عادية وكأنك تتذكرين اشياء تؤلمك , هل وقعت في غرامه عندما ذهبتما معاً تفتشان عن كاترين ؟"
اومأت سارة برأسها قائلة وقد توترت ملامح وجهها " نعم .. إنني .. إنها حماقة , اليس كذلك؟ اعني بالنسبة الى امرأة في مثل سني يجب ان تعرف.."
قالت ستيفاني" السن ليس لها علاقة بذلك. إن الذي لم استطع ان افهمه هو , لماذا لم تتبعي انت ما نصحتني به عندما كنت احاول ان اترك وظيفتي لأتعرف الى شيء من العالم؟ لقد اخبرتني ان اتطلع دوماً الى المستقبل لكي لا اجد نفسي في وضع اندم فيه على عدم القيام بشيء ما . وتبدو هذه نصيحة طيبة لمثل حالتك هذه ايضاً"
قالت سارة " ماذا تقترحين إذن ؟ ان اتصل به هاتفياً لأخبره انني غارقة في حبه بجنون؟" وهزت رأسها . كان شعرها البني اللامع يتألق في اشعة الشمس المتدفقة من النافذة, وهي تتابع " لا اظن ذلك! إن جميس ماك اليستر لا يهتم بي مثقال ذرة"
منتديات ليلاس
قالت ستيفاني وقد لمعت عيناها الزرقاوان بالرغبة في الكفاح " أحقاً ذلك؟ لماذا عدل إذن عن ان ينقل كاترين من المدرسة ؟ ولماذا لم يحقق عزمه في ان تطردي من المدرسة؟ وتقولين إنه لا يهتم بك؟"
قالت سارة بضعف " ربما هو لا يظن ان الأمر يستحق ذلك. وبالنسبة الى تركه كاترين هنا, فأنا اتصور ان لكاترين دخل في ذلك. فهي مستمتعة بصحبة زميلاتها هنا, ولابد انها رفضت تغيير مدرستها"
قالت ستيفاني ساخرة " وانت احببت ان تتصوري ان جميس ماك اليستر , نفس جميس ماك اليستر الذي بدا لي انه لا يعتبر ولا يقبل اي رأي آخر عدا رأيه في حياته , هذا الرجل ينحني امام تمنيات فتاة في الخامسة عشرة من عمرها" وهزت ستيفاني رأسها ليتناثر شعرها الاسود على وجهها , ودفعته هي الى الوراء بضجر" لا تفسير لهذا إلا انه فعل كل ذلك لأجلك يا سارة , لأنه يهتم بك فعلاً!"
عبست وهي تسمع رنين الجرس ينبئ بابتداء دروس بعد الظهر وقالت " حسناً, فلنعد الى حجر الرحى , مازال امامي ثلاثة صفوف , لكي انتهي من هذا كله , ولا تعليم بعد الآن , اذا تحققت الامور كما خطط لها , ولكن , عديني يا سارة انك ستفكرين في ماتحدثنا عنه, لا تخافي من متابعة ما تريدينه , فإن الحياة قصيرة "
ذهبت قبل ان تستطيع سارة الرد وتحولت عن النافذة ببطء, وهي تتمنى لو كانت الأمور بمثل السهولة التي تظنها ستيفاني , وتصورت ردة الفعل عند جميس وهي تتصل به هاتفياً لتعترف له بحبها وان الحياة من دونه لا تساوي شيئاً لديها. إنه إما يقتلها بسخريته الباردة , وإما ان يضحك منها... وهي لا تستطيع احتمال الأمرين , لقد مضى الآن ثمانية اسابيع على آخر مرة رأته فيها. ثمانية اسابيع طويلة موحشة لم تخفف من آلامها . كل ماتريده الآن هو ان تعيش حياتها كأفضل ما تستطيع . يساعدها على احتمال ذلك, ذكريات الأيام القليلة التي امضياها معاً.

Rehana 03-02-15 09:07 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الحادي عشر )
 
كانت فتيات صف السنة الثالثة في هرج ومرج في حمى العطلة القادمة, مما وجدت سارة مشقة بالغة في الاحتفاظ بانتباههن , وذلك بتقسيمهن جماعات يعملن في الكلمات المتقاطعة التي امضت معظم ساعات المساء السابق في تقسيمها . وتجاهلت الهمسات والضحكات بينهن اذ كانت تتفهم مبلغ شعورهن بالشوق لاقتراب العطلة الصيفية وإن كانت هي لا تشاركهن شعورهن ذاك, ذلك انها يمكنها ان تشغل ذهنها اثناء التعليم , ولكن التفكير في الايام الفارغة الآتية اشعرها بمايقرب من اليأس, واغمضت عينيها تخفي ألمها, لتفتحهما فجأة وهي تشعر بباب غرفة الصف يفتح.ريحانة
"جميس!" هل كان هو صوتها حقاً الذي لفظ اسمه؟ ونظرت غير مصدقة وقد توقفت انفاسها ... هل كان هو جميس حقاً واقفاً هناك في الباب؟ وهزت رأسها وهي تتساءل عما إذا كان استغراقها في عملها ذاك, قد وضع هذا التصور في ذهنها , ولكن عندما تكلم , عرفت انه هو حقاً..
قال " اريد ان اتكلم اليك يا سارة "
انه تماماً كما كان في الايام الخوالي.. وفي صوته نفس اللهجة الباردة المتعجرفة ونفس الثقة بالنفس!
وقفت سارة تبادله النظر بوجه بارد وهي تهز رأسها قائلة " عدا عن ان لا مواضيع بيننا لنتحدث فيها , فإن هذا الوقت غير مناسب لذلك. فهذا وقت إعطائي الدرس, يا سيد ماك اليستر, ولهذا اكون شاكرة لك جداً إذا انت خرجت"
قال " مرة اخرى؟ اظنك تعودت ان تطلبي مني الخروج يا سارة , واذا لم تحاذري يمكن ان اسبب لك الازعاج"
ونظر الى ماحوله متطلعاً في وجوه الفتيات اللواتي استدرن نحوه بفضول متخليات عن حل رموز الكلمات المتقاطعة في غمرة هذا الحدث غير العادي.
قال "حسناً, من منكن انتهت ورقتها هنا؟"
رفعت احداهن يدها في مؤخرة الصف قائلة " انا يا سيدي"
قال " حسناً , انك المسؤولة عن الصف الى حين عودة الآنسة مارشال , مفهوم؟"
"جميس!" لم تنطق سارة الآن اسمه بذلك النفس المقطوع , وإن كان ثمة غضب بالغ لتصرفه ذاك. وتابعت " ليس عندي فكرة عن السبب الذي يجعلك تأتي الى هنا لتبدأ بإلقاء الأوامر , ولكن دعني اخبرك بأنني لا استطيع الصبرعلى ذلك, والآن اخرج من فضلك"
قال "لا اظنني سأفعل , لقد اخطأت في الخروج مرة من قبل وليس في نيتي ارتكاب نفس الخطأ مرة اخرى" ونظر الى ماحوله , ثم سار بهدوء الى كرسي خال وجلس عليه وهو يتابع قوله " سأنتظر هنا الى ان ينتهي الدرس وتتحدثي معي يا سارة , يمكنك ان تتابعي عملك وكأنني لست هنا"
لو انها فقط تستطيع ان تتظاهر بأنها ليست في نفس الغرفة, وبهذا القرب منه بحيث لا يستلزم سوى عدة خطوات لكي تلمسه , واحست بالخدر في اصابعها رغبة في تلمس يديه. وجلست فجأة شاعرة بالهزيمة. ذلك انه لا الوقت ولا المكان كانا مناسبين لأن يقود , عادة الى إحدى مشاجراتهما المتكررة . والتفتت الى الفتيات.

Rehana 03-02-15 09:08 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الحادي عشر )
 
وقالت " حسناً , يا بنات يمكنكن متابعة العمل , واي واحدة تجد نفسها مقصرة يمكنها ان تسأل , اذ قد توجد كلمة او اثنتان في القطعة غير مألوفة لديكن " وسرّت سارة وهي تلمس ثبات صوتها على الرغم من شعورها وكأن شيئاً في الجو يسبب لها الاختناق البطيء. انها تشعر بجميس يرقبها ... تشعر بنظراته تلك وكأنما تلمسها بيدها.ريحانة
ارتفعت عيناها الى حيث كان يجلس لتشعر بقلبها يكف عن الخفقان وهي ترى الرقة والدفء يكسوان ملامحه. وبدا وكأن الوقت توقف حيت تلاقت انظارهما لحظة, عند ذاك, وجهت اليها احدى الفتيات سؤالاً, ليعود كل شيء الى ما كان عليه , وكان السؤال " رقم الثلاثة , افقياً يا آنسة مارشال منطقة جبلية تشكل حدوداً طبيعية , إننا لم نعرف ما هي , هل يمكنك اعطاءنا اشارة اوضح لذلك؟"
لماذا وضعت هي هذا في الكلمات المتقاطعة؟ هل كانت افكارها مركزة الى جميس بحيث انها لم يكن في استطاعتها محوه من ذهنها حتى اثناء العمل؟
اجابت "إنني ..." ولم يمكنها الشعور بالحرج من العثور على الكلمات المناسبة بعد ان نظرت عبر الغرفة لتراه يبتسم. لقد عرف انها لم تتمكن من نسيانه ونسيان ماكان بينهما , وقال " جربي البيرينيه ولابد ان تكون هي الكلمة المناسبة , اظن هي الكلمة التي كانت الآنسة مارشال تفكر فيها حين وضعت لوحة الكلمات المتقاطعة"
منتديات ليلاس
حمل صوته العميق ثروة من المعاني وهو يتكلم , وبعثت لهجته الدافئة رجفة في اوصال سارة , فقفزت في كرسيها ليضطرب وضع الكرسي تحتها وقد تضرج وجهها وهي تسمعه يضحك بهدوء. وقالت " سأكتب على السبورة الكلمات التي قد تجدن صعوبة في تهجئتها"
اخذت الطبشورة وادارت ظهرها الى الصف , ولكنها اجفلت حين تكلم جميس مرة اخرى , وقد بدا صوته الآن اكثر دفئاً وهو يقول " هل يمكنك تهجئة هذه الجملة لأجلي من فضلك ؟ إنها انا احبك ... بالفرنسية طبعاً"
سقطت الطبشورة من يدها المرتعشة وبحركة تلقائية انحنت سارة لتلتقطها وهي تشعر بالدم يتدفق الى رأسها. وجاءها صوته يقول الجملة ذاتها بالفرنسية وهو يعقب " هذا إذا لم اكن مخطئاً , اليس كذلك يا آنسة مارشال؟"
وضحك بهدوء وقد تركزت انظاره على وجهها المتضرج متابعاً" إنني لست متأكداً من صحة اللفظ, ربما يمكنك ترديدها قبل ان تكتبيها على السبورة"
لماذا كان يفعل ذلك؟ لماذا يتعمد ان يجعل الأمر يبدو وكأنه يريد ان يقول انه يحبها؟ وامسكت الطبشورة بين اصابعها , وهي منتهبة الى ان الفتيات يستمعن الى كل كلمة تقال , ثم قالت " ان هذا صحيح تماماً , يا سيد ماك اليستر , ليس ثمة خطأ في لفظك" كان صوتها خشناً يفضح اضطرابها , وابتسم هو برقة وقد التقت نظراته الهادئة بنظراتها وهو يقول " ما زلت غير مطمئن مئة بالمئة الى سلامة لفظي , فهل لك يا آنسة مارشال ان تتفضلي بقول هذه الجملة لكي اتثبت منها؟"
هل كانت هذه لعبة منه ام انها طريقة جديدة لتعذيبها؟ لم يكن لديها فكرة.

Rehana 03-02-15 09:10 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الحادي عشر )
 
فجأة لم تعد تهتم بشيء وهي تتفرس في وجهه عبر الغرفة. إنها تحبه! ولا يهم اللغة التي تعبر فيها عن حبها هذا. فالنتيجة تبقى هي هي , والروعة هي نفسها ما دامت تقولها له . وقالت بالفرنسية " إنني احبك"
ما كاد يسمع صوتها في جو الصمت الذي ران فوق الفتيات. واخذت نفساً قصيراً وهي تشعر بقلبها يخفق بعنف وهي تردد بالفرنسية ببطء" إنني احبك يا سيد ماك اليستر " قالت ذلك وهي تنظر اليه وقد تجلت احاسيسها في عينيها.
بدا عليه وقد توقفت انفاسه وقد ظهر على ملامحه التوتر الذي يقترب من الألم قبل ان يسترخي فجأة , ثم يبتسم. كانت ابتسامة تحوي من الدفء بحيث اشعرتها باختفاء كل ما كانت تشعر به من برود , وقال بالفرنسية " إنني احبك يا آنسة مارشال . كيف ترين لفظي؟"
قالت " انني .. انت رائع , رائع تماماً"
قال وهو يقف متجهاً نحوها "رجوت ان يكون ذلك" واخذ من يدها الطبشورة ورماها جانباً قبل ان ينظر الى فتيات الصف اللواتي كن جالسات باستكانة وقال " والآن , ايتها الفتيات إنني اعلم انه يمكنني الاعتماد عليكن في حسن التصرف بينما اتبادل حديثاً مختصراً مع الآنسة مارشال , وارجو منكن عدم خذلي "
ثم مد يده يأخذ سارة من ذراعها خارجاً بها من الغرفة ثم اغلق الباب وراءهما قاطعاً بذلك الاحاديث التي تفجرت بين البنات .منتديات ليلاس
قال " إننا في حاجة الى مكان نتحدث فيه يا سارة "
قالت وهي تطرف بعينيها متسائلة عنا إذا كان هذا حلماً " إنني ..."
لا يمكن ان يكون هذا حقيقة .. لايمكن ان يكون جميس هنا حقيقة خارجاً بها من غرفة الصف.
عاد يقول " نريد مكاناً منعزلاً يا سارة لكي يمكنني ان اقول مافي نفسي" كان صوته خشناً وفي عينيه معنى لا يمكنها إغفاله مالم تكن عمياء.
قالت " هذا جنون يا جميس . ليس في إمكانك ان تأتي هنا وتخرجني من الصف . إن البنات في حاجة اليّ"
قال " ليس بقدر نصف ما أنا في حاجة اليك, يا حلوتي"
و ادارها في مواجهته وهو يقول " لقد اقترفت غلطة يا سارة إذ تركنك في تلك الليلة , لقد ندمت على ذلك في كل دقيقة منذ ذلك الحين. ولن ادع ذلك يحدث مرة اخرى . إنني احبك ياسارة , واريد منك ان تعطيني فرصة ثانية لكي اشرح لك سبب تصرفي ذاك, في ذلك الصباح , ولماذا تركت غرفتك تلك الليلة. اخبريني إذن عن مكان نذهب اليه لنتحدث. وإلا فإنني اقسم على ان اتسلم مقاليد الأمور بيدي"
نظر الى ماحوله في الممر الهادئ مبتسماً وهو يقول " ماذا تظنين رئيستك ستقول إذا هي علمت ان إحدى الموظفات عندها يعانقها حبيبها في ممر المدرسة"
قالت مصعوقة " جميس .. إنك لا تعني .. إنني .. هل تعني ذلك حقاً؟ هل تحبني حقيقة؟"

Rehana 03-02-15 09:11 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الحادي عشر )
 
نظر اليها بعينين عميقتين وقال " إنني احبك يا سارة .. صدقيني انني احبك , ولا افكر بشيء اكثر من ان اثبت لك كم احبك"
نظرت اليه وقد اصاب رأسها الدوار .. لم تستطع ان تستخلص شيئاً من شيء . جميس يحبها! غير ممكن ان يكون هذا صحيحاً.. و إلا فإنه الاستجابة لكل دعائها.ريحانة
بدا انه فهم التشوش الذهني الذي تتخبط فيه فابتسم وهو يقودها بيدها على طول الممر ليخرجا من باب جانبي الى حيث سيارته كانت تقف. وقال " ادخلي يا عزيزتي سنذهب الى حيث يمكننا التحدث" واغلق باب السيارة واستدار يأخذ مكانه خلف المقود وقالت هي " إنني ... الى اين نحن ذاهبان يا جميس ؟"
اجاب " لفترة قصيرة فقط على ضفاف النهر , إن المكان هادئ هناك وبعيد عن الأعين الفضولية!" وأومأ ناحية المدرسة وهو يدير المحرك ضاحكاً من شهقة سارة التي ادركت فجأة ان اكثر بنات صفها كن يراقبنهما من النافذة وهتفت " كلا... ما الذي سيفكرن به؟"
قال " اظن انهن سيفهمن تماماً يا سارة وحسب خبرتي فإن الفتيات المراهقات يفهمن با لإشارة"
قالت " وهذا ما يقلقني, إنني لن اكون مثالاً طيباً لهن , اليس كذلك؟"
استدار بالسيارة خارجاً من الطريق ليتوجه ناحية النهر ثم قال " بصراحة يا سارة , لا يهمني مطلقاً اي مثال نعطيه لهن, إن امرهن لا يهمني , انت فقط مدار اهتمامي"
منتديات ليلاس
قالت سارة " لم اكن لأحلم ابداً ان هذا قد يحدث , لقد ظننت ان كل ما بيننا قد انتهى , خصوصاً بعدما اخبرتك به تلك الليلة"
قال " لقد ظننت انا هذا بدوري , إنما ليس لسبب الذي ذكرته انت" ونظر في عينيها مباشرة وهو يتابع " إن مسألة اغتصابك لم تؤثر على شعوري نحوك يا سارة , ربما جعلتك تظنين ان هذا قد حدث عندما تركتك فجأة ولكن كل ما استطيع قوله هو انني صدمت لهذا التصريح , ثم شعرت بالندم للطريقة التي تصرفت فيها نحوك الى حد لم اعرف كيف اعالج الأمر, كنت اتمنى لو كنت اخبرتني بذلك من قبل و إلا لما كنت عاملتك بتلك المعاملة القاسية"
قالت " كلا, لقد كان الحق معك في هذه المعاملة " وابتسمت بحزن وهي تستطرد " كما كنت محقاً في اتهامك لي ببرود الأحاسيس , لقد سمحت لنفسي بأن اتخذ هذه الطريقة لأنها تناسب الحياة التي صممت على ان اعيشها بعد ان وضعت كل شيء ورائي"
قال وهو يمسك بيدها " هذا قول سهل ولكن تنفيذه صعب , إنني اتصور كم عانيت يا سارة " وسكت قليلاً ثم سألها " هل تستطيعين ان تخبريني كيف حدث لك هذا الأمر يا سارة ؟ ام ان ذكر هذا مازال يؤلمك؟"
قالت" كلا.. إنه لم يعد يؤلمني , إنني لن انسى ذلك ابداً, ولكن ذكراه لن تسيطر على حياتي بعد الآن, كما كانت في السنوات الماضية"
بدت في عينيها نظرة ساهمة وقد شرد ذهنها عبر السنوات وتابعت قولها " لقد كنت اتممت العشرين من عمري عندما حدث ذلك, في سنتي الثالثة الجامعية , وفي قمة

Rehana 03-02-15 09:12 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الحادي عشر )
 
استمتاعي بالحياة قتل والداي في حادث سيارة وهما في طريقهما الى زيارتي في عطلة نهاية الأسبوع , لقد اصبت عند ذلك, بانهيار تام. كنت ابنتهما الوحيدة مما جعلني ملتصقة عاطفياً بهما تماماً, فكان فقداني لهما معاً بهذا الشكل, حدثاً مريعاً, وتأخرت نتيجة هذا في دراستي . عند ذلك عرض عليّ احد المعلمين ان يعطيني دروساً اضافية لتعويض ذلك التقصير" وضحكت بمرارة دون ان تنتبه الى وجه جميس الذي توترت ملامحه غضباً , وتابعت " يبدو ان الدروس لم تكن كل مافي رأسه! وقد كنت أنا متأخرة جداً عن زملائي , لذا شعرت نحوه بالامتنان . بدا عليه اللهفة لمساعدتي , وهكذا عندما دعاني الى تمضية عطلة نهاية الاسبوع في منزله قبلت الدعوة حالاً"
نظرت الى جميس لتدرك للمرة الأولى ان هذا السرد كان مؤلماً له قدر ما كان مؤلماً لها , وقالت " هل أتابع ام ان الأفضل ان اتوقف هنا؟" فهز رأسه قائلاً " اريد ان اسمع كل شيء وراءنا مرة واحدة والى الابد "
أومأت برأسها وقد فهمت مايعني إن هي اخبرته بكل شيء فإن كل تلك الروابط بالماضي ستحل من ذاتها . واستطردت " لقد ... لقد كان متزوجاً ولهذا ظننت ان قبولي لدعوته ليس فيها مايضير , ولكنه لسوء الحظ اغفل اخباري ان زوجته لن تكون موجودة إنني لن اطيل في سرد التفاصيل , ولكن عندما عرفت الحقيقة كان قد فات الأوان , لقد ... لقد اغتصبني في منزله , وضحك مني عندما اخبرته انني سأشكوه الى الشرطة , وقال ان ليس ثمة احد يصدق انني لم اكن موافقة على ذلك, والنتيجة ان يتطلخ اسمي في الوحل" وامتلأت عيناها بالدموع وهي تتابع " وفي النهاية لم اخبر احداً يا جميس , وهكذا نجا هو من العقاب لخوفي ذاك!"
قال جميس" لا تلومي نفسك يا سارة , من يعلم ماذا كان يمكن ان يحدث؟" وضرب قبضته على حاجز السيارة وقد بان في وجهه الاجرام وهو يقول " اتمنى لو امسك به لأجعله يدفع ثمن مافعل بك"
قالت " كل ذلك اصبح من الماضي الآن , ولم يعد يهم ... مادمت انت قلت إنه لا يهمك "
اغمضت عينيها وقد شعرت بخوف مفاجئ, ثم قالت " لقد كنت دائما اخاف ان يكتشف احد الأمر ... انك لم تشمئز مني تلك الليلة عندما اخبرتك , اليس كذلك يا جميس ؟ اريد ان اعرف الحقيقة "
قال وقد كسا الألم ملامحه " كلا.. اهذا ما ظننت ؟ لم يكن الأمر كذلك. إنني لا استطيع تفسير ماشعرت به حينذاك. لقد كان مزيجاً من الصدمة و الغضب و الاشمئزاز من نفسي لأنني حملتك على ان تخبريني بأمر كان واضحاً انك تخجلين من ذكره. ولكنني لم اشك في صحة ما اخبرتني به قط. ومن ناحية اخرى فقد فسر هذا كل تصرفاتك و الاسباب التي دفعت امرأة رائعة الجمال مثلك الى إخفاء جمالها هذا"
قالت " امرأة رائعة الجمال ؟ انا ؟"
ابتسم قائلا" انت لا تتعجبي هكذا , لقد فتنت بك منذ اول مرة رأيتك فيها في يوم اجتماع الآباء , لقد كنت حلوة ببشرتك الرقيقة وشعرك الناعم مع انك اجتهدت في إخفاء جمالك" ومد يده يتخلل شعرها بأصابعه وهو يتابع " كم تمنيت ان امسك شعرك هذا بيدي مرة اخرى, لقد كنت أتألم كلما تذكرته منشوراً على وسادتي ذلك الصباح "

Rehana 03-02-15 09:15 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الحادي عشر )
 
قالت " حقاً؟ لقد ظننتك نائماً ذاك الحين , عندما استيقظت من النوم "
قال "لقد تظاهرت بذلك , ولكنني كنت قد استيقظت قبلك بساعات , بقيت مستلقياً انظر اليك"
قالت " ولماذا لم تقل شئياً؟" وبان في عينيها الألم وهي تسأله " ولماذا تصرفت معي بمثل تلك القسوة في الغابة ؟ لقد ... لقد ظننت انك .. انتهى الأمر بيننا"
قال " ذلك ماكنت آمل ان يكون" وابتسم وهو يراها تشهق عجباً وتابع يقول " ولكن هذا يثبت كم يخطئ الرجل احياناً , لقد تعمدت القسوة ذلك الصباح لأنني لم اكن واثقاً من عواطفي , لقد كنت آمل ان ينتهي الأمر , ولكنني استيقظت ورأيتك فعرفت ان الأمر لن ينتهي بهذا الشكل, لقد كنت خائفا يا سارة, وهذه هي حقيقة ذلك الوضع"
قالت " كنت خائفا؟ ومم؟"
قال " خائفا منك" وضحك عاليا وهو يتابع " كنت خائفا لأنني ادركت انني سأقع في غرامك , فالأمر لم يعد مجرد جاذبية , لقد سبق واقسمت عندما ماتت زوجتي ان لا اسمح لنفسي بأن اقع في ذلك الشرك مرة اخرى, شرك الحب , ولكن عندما ادركت انني وقعت اخيرا اصابني الهلع في اعماقي "
منتديات ليلاس
قالت " لابد انك احببتها كثيراً" ولم تستطع ان تقاوم الألم الذي شعرت به لدى هذه الفكرة , وسمعته يتنهد قائلاً" لن اكذب عليك , فقد احببتها , ولكن الذي شعرت به نحو روث كان في الماضي , وقد اصبح الآن مجرد ذكرى, ولا دخل له في ما اشعر به نحوك. لقد جعلني ذلك اخاف من مواجهته مرة اخرى, لقد سبق واقسمت كما اخبرتك , ان لا اسمح لنفسي بحب امرأة اخرى , لقد سبق واقسمت ان لا ادعي بأنني عشت زاهداً طوال تلك السنوات ولكن النساء اللواتي عرفتهن كن يعرفن الباعث لذلك , ولم يحدث اي تورط عاطفي مع واحدة منهن. ثم جئت انت وكدت تدفعينني الى الجنون إذ صرت تجادلينني في نوع معاملتي لكاترين, وبجاذبيتك المثيرة و رقتك الفائقة , لقد ادركت منذ البداية انك ازعاج لي, وكنت على حق, فأنت إزعاج كبير يا آنسة مارشال"
نظرت اليه باستياء ساخر وهي تقول " حسناً شكراً جزيلاً" وابتسمت فجأة متابعة " لا اظن انني نلت اجمل من مدائحك لي مثل عانس ... الآنسة مارشال الرصينة , الإزعاج الكبير!"
قال " هممم... لا اظن ان تلك النعوت ستصبح حقيقية قبل وقت طويل , والآن وقد تشجعت اخيراً على التسليم بحقيقة مشاعري , فإنني لا انوي ان ادع اسمك آنسة مرشال لمدة طويلة "
تنفست سارة بعمق , وعدت الى العشرة قبل ان تقول " اتعني انك تعرض عليّ الزواج؟ دع عنك هذا"
قال " ماذا؟"

Rehana 03-02-15 09:16 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الحادي عشر )
 
قالت " لقد سمعتني يا سيد ماك اليستر ! فإذا كان هذا مفروضاً ان يكون عرض زواج , فهو إذن عرض سطحي , فإما ان تحاول مرة اخرى , او تدع عنك هذا الأمر"
جذبها اليه يشد ذراعيه حولها وهو يقول " إنك ستتزوجين مني , اليس كذلك يا سارة . لن استطيع الحياة بدونك, لقد كاد يصيبني الجنون اثناء الاسابيع الماضية وانا احاول إقناع نفسي بأن من الأفضل ان امضي حياتي بدونك, ولكن ذلك كان كذبة كبرى, إنني في حاجة اليك يا سارة "
ابتسمت له وقد شعرت نحوه بحب تعجز عن وصفه الكلمات وقالت " هل هذا ماتريده يا جميس؟"
قال " نعم , إنني احبك يا سارة واريدك في حياتي الى الأبد"
همست برقة " وانا احبك ولا اريد شيئاً سوى ان اعيش معك طوال حياتي" وسكتت فجأة وقد انتابها فكرة اقلقتها وقالت " وماذا عن كاترين . أتظنها ستقبل فكرة ان اصبح زوجة ابيها؟"
قال " إنها مسرورة جداً " ضحك وهو يرى عبوسها واستطرد" لقد اتصلت بها هاتفياً الليلة الماضية واخبرتها انني سأحضر الى هنا ولن اعود قبل ان توافقي على الزواج مني, فقالت إن الوقت قد حان لكي اجعل من الآنسة مارشال امرأة مهمة"
قالت " ماذا؟ جميس ! إنك لم تخبرها اننا ... اننا .." قاطعها " اننا امضينا ليلة معاً؟ كلا يا حلوتي , ليس بالتفصيل , عل كل حال لقد كبرت كاترين وشكراً لهربها ذاك, واظنها استطاعت بسهولة ان تجمع واحداً وواحداً ليساويا اثنين"
قالت " كيف لي ان ارفض طلبك للزواج مني إذن , في هذه الحالة سأكون مثالاً سيئاً لها. لقد تكلمت معها عما حدث, ولكنها لم تخبرني اكثر من انها ادركت حالاً انها اقترفت غلطة ومن حسن الحظ انها كانت من الادارك بحيث قالت ذلك لفيليب, وربما هذا يفسر تصرفه عندما تركها في لاشون عندما اعترضت امه على ابقائها في منزله"
ازدردت ريقها وقد شعرت فجأة بالخوف من ان يفسد سعادتهما وتابعت تقول " إذا كان ثمة لوم يقع عليّ يا جميس , في ماحدث, فإنني آسفة "
قال " نعم " وضحك عندما سمعها تشهق وعاد يقول " وكذلك انا يا سارة , لقد تبادلت مع كاترين احاديث طويلة مؤخراً, ابتداء من عودتنا الى انكلترا من باريس , لقد كانت قد كونت عني فكرة انني لا اهتم بها لأنني دوماً مشغول بأعمالي , وقد صدمني هذا .. إنني .. إنني لم اكن ادرك ما الذي كنت بسبيله , ولكنني جعلتها تفهم بأنني احبها كثيراً , وفي النهاية كان الأمر بسيطاً"
قالت " إنني مسرورة لجلاء كل شيء, ولكن كيف انني تسببت في ماحدث, هل كان ثمة شيء قد قلته ؟ إنني إذن لن اسامح نفسي ابداً إذا كان اللوم يقع حقاً عليّ"
قال " في الحقيقة لقد كان شرحاً قمت به اثناء درس كنت تلقينه , كان الدرس عبارة عن ترجمة لشعر غرامي عن الفرنسية , وقد قلت انت إن الحب هو اهم المشاعر الإنسانية , وإنه شيء نفيس يجب ان يتقدم كل شيء آخر ولابد ان هذا الكلام كان له وقع قوي في نفسها إذ كانت تمر بمرحلة تعسة حين كانت تظنني لا اهتم بها , واتخذت من هذه المشاعر حجة للهرب مع فيليب , فقد كانت تظن انه يحبها, ولكن لسوء الحظ وجدت ان الأمر لم يكن كذلك الى ان جاءت النهاية سليمة , واظن ان ماحدث قد لقن كاترين درساً لن تنساه ابداً"
قالت" اوه يا جميس , لم اكن اظن ابداً ان كلاماً غير مؤذ مثل الذي قلته في الدرس , يمكن ان يسبب مثل هذه النتيجة , ولابد ان اكون حذرة في المستقبل "
قال " ولكنني اظن ان هذا يعود الى التلميذ نفسه , تقولين ان الحب هو قبل كل شيء؟" وابتسم لها متابعاً" اظنني سأستمتع بدرس كهذا يا معلمتي"
قالت وقد احمر وجهها " اظنك انت الذي كنت استاذاً في هذا الامر"
قال " اتظنين ذلك؟" وابتسمت سارة وهي تنظر في عينيه مفكرة في انها ستكون في حاجة الى دروس كثيرة تتعلمها من جميس . حبيبها الأول والاخير.


تمت

فاطمة البوسيفي 06-02-15 06:31 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( كاملة )
 
ملخص جميل يسلم ايديك اختياراتك دائما رائع

بنيتي بنيه 09-02-15 12:55 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( كاملة )
 
الروايه جدااا روعه تسلمين. واعطج ربي العافيه الف شكر لك :55:

زهرة الفلامنجو 09-02-15 06:16 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( كاملة )
 
روايةجميلة

الاميره ناديه 11-02-15 07:06 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( كاملة )
 
جميله اوى الروايه وبجد جيمس كان رخم اوى ههههههههههههههه

تسلم ايدك

bluemay 11-02-15 09:14 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( كاملة )
 
النهاية رائعة رغم المآسي اللي فيها ...

أخيرا أسقطت سارة عقبة الماضي وأستطاعت تجاوزها ...

جيمس مراوغ من العيار الثقيل ولكنه رضخ للحب نهاية اﻷمر ..

سلمت يداك وتقبلي مروري و خالص ودي




°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

Nadino 13-02-15 12:51 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( كاملة )
 
دائماً الاروع شكراً لك

دراق 15-02-15 02:13 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( كاملة )
 
شكرا وبارك الله فيكي ويعطيكي العافية

نورالايمان 19-02-15 09:46 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( كاملة )
 
استمتعت وايد بقراءه الروايه لانها رائعه ومشوقه والأحداث غير متوقعه فشكرا لأختيارك الجميل

نووفه 21-03-15 09:54 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( كاملة )
 
شكررررا جزيلا على الرووواية الجميلة..

نووفه 21-03-15 09:59 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير
 
:c8T05285::c8T05285::c8T05285::e418::e418::e418:


تسلمين

مروة هلالي 22-03-15 01:13 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( كاملة )
 
اشكركييييي ريحانة على المجهودات

صديقي الاء 24-03-15 01:24 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( كاملة )
 
شكرا جزيلا على المجهود الجبار

صديقي الاء 24-03-15 01:27 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( كاملة )
 
أنا أستاذة لغة عربية و أعشق قراءة القصص أتمنى هذا المجهود المبذول من طرفكن أن لا يضيع سدى و ألف شكر و تحية و امتنان لهذه القصص الرائة التي تدخل البهجة إلى قلبي و الحب و الحنان على حياتي الزوجية

ليالي المصري 06-04-15 10:22 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( كاملة )
 
شكررررااا عزيزتى

ميما الشربيني 08-04-15 12:00 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( كاملة )
 
جميله يسلموا

lina a 20-06-15 10:43 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( كاملة )
 
بجد رواية رائعة بعشق الروايه دى جدا
شكرا على الترجمه

ريمو احمد 21-06-15 04:58 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Rehana (المشاركة 3503443)


رواية الحب هو الجواب

للكاتبة - جينفر تايلور
من روايات دار النحاس من قلوب عبير

الغلاف الاصلي للرواية



الملخص

كانت سارة مارشال معلمة جيدة تشعر بالمسؤولية , وهي تعرف ذلك عن نفسها , فكيف يجرؤ السيد جميس ماك أليستر على اتهامها بعدم الأهلية ؟ كانت تعلم انها تعرف ابنته كاترين اكثر مما يعرفها هو في بعض النواحي ولكنه مع هذا, هددها لأنه سيسعى جهده ليمنعها من مواصلة التعليم , ثم اصر على ان ترافقه في رحلة التفتيش عن ابنته. لقد كانت هي تريد حقاً العثور على كاترين ولكنها لم تشأ ان تكون قريبة من جميس ولكن هل يدوم هذا الشعور؟


الملخص الداخلي


"كلا,إنك مخطئ يا سيد ماك أليستر, انني لا املك تصورات شاعرية, وإنما كوابيس . هل تريد ان تعرف السبب ؟ هل تريد حقاً ان تعرف لماذا لم اضع مثل هذه الأفكار في رأس ابنتك؟ ولماذا لم اكن لأضع خطة لاجتذابك؟"



لا احل نقل جهدي وتعبي بدون ذكر اسمي Rehana واسم منتديات ليلاس

اذا اعجبتكم فلا تنسوا ايقونة الشكر او التقييم

شكلها روايه جميلة زيك ريحانة تسلم ايدك

ريمو احمد 21-06-15 05:30 PM

روووووعة روووووعة بجد تسلم ايديك ويسلم ذوقك

ريمو احمد 23-06-15 04:31 AM

الرواية روعة روعة جدا بجد تسلم ايدك ويسلم ذوقك

fadi azar 13-07-15 07:19 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( كاملة )
 
مشكورة على الرواية الرائعة

ام فواز 12-09-15 01:25 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( كاملة )
 
تسلمين يالغالية ع هالرواية قمة في الروعة

ربوووش 12-09-15 08:23 AM

شكرااااااااااااااااا

خلود فايق 25-05-16 08:04 PM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( كاملة )
 
شكرا كتير الروايه جميله😙😙

فرحــــــــــة 31-05-16 03:44 AM

رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( كاملة )
 
من اروع القصص التى قرأتها
فلك كل الشكر والتقدير
فيض ودى

نجلاء عبد الوهاب 30-08-23 11:34 PM

رد: 507 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( كاملة )
 
حلوة كتير
������������������������������������������������������ ����


الساعة الآن 02:25 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية