كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل السادس و السابع )
"كلا.." كانت تريد ان تصرخ نافية .. ان تصرخ بذلك بشدة ووضوح في وجهه المتعجرف . ولكن هذه الكلمة خرجت من بين شفتيها همساً. لقد تسرب الغضب من نفسها تاركاً إياها ترتجف وكأنما هي تعترف بصحة قوله ذاك, هل كان كذلك مصيباً في قوله إنه كان عليها ان تتحدث عن هذا الأمر قبل الآن ؟ هل كان عليها ان تكشف عن هذا النسر القاتم لاحتمال ان تجد شفاء لجرحها ذاك؟
ساد بينهما صمت ثقيل ضغط على اعصابها فأرهقها , وفجأة سمعت جميس يتنهد بهدوء قائلاً" إنسي هذا يا سارة . فقد تأخر بنا الوقت وانا مجهد جداً بحيث لن يمكنني متابعة حديث كهذا . والأفضل لنا , نحن الاثنين , ان نلتمس شيئاً من النوم"
وأطفأ الضوء الداخلي لتغرق السيارة في الظلام مرة اخرى. واتكأت سارة على الباب مصغية الى تنفس جميس المنتظم وقد أراح رأسه الى مسند مقعده, واخذت تنظر اليه محاولة ان تتبين تفاصيل جانب وجهه حيث كان يبدو عليه الاستسلام للنوم . وشعرت نحوه بالحسد لذلك , ذلك انه لم يكن بمقدورها النوم الآن. خاصة بعد ذلك الجدل الذي دار بينهما وكذلك بتأثير ذلك الكابوس الذي ما زال ماثلاً في ذهنها .منتديات ليلاس
منتديات ليلاس
تحول وجهه نحوها مرة واحدة لتشعر , لذلك بالعصبية وبقلبها يخفق بعنف داخل صدرها. فحولت وجهها فجأة متكئة برأسها على حديد الباب البارد, وقد ساورها شعور بالوحدة لم تشعر به في حياتها. وسالت من عينها دمعة واحدة مستوحشة لتمسحها هي بسرعة بيد مرتجفة وقد خشيت , إذا هي فقدت تمالكها لعواطفها , ان لا تستطيع , بعد ذلك , التوقف.
" هل انت بخير؟" فاجأها صوته خشناً نافد الصبر, بخلاف يديه اللتين امسكتا بكتفيها برقة ليديرها في مواجهته وهو يجذبها اليه, الى درجة استطاعت فيها سارة ان تميز لمعان عينيه برغم الظلام . وحاولت هي تلقائياً ان تتلمص منه, ولكنه امسك بها بقوة وقد احاط جسدها الرقيق بذراعيه مريحاً رأسها على كتفه. ثم تكلم بصوت هادئ عميق بعث الدفء في اعصابها المتوترة وذهب بذلك الشعور بالوحدة الذي انتابها منذ لحظات وقال " ربما كنت خشناً معك وواضح انك مستاءة . ولكن جربي ان تريحي نفسك إذ من غير المحتمل ان يعاودك ذلك الكابوس هذه الليلة. اليس كذلك؟ والآن, حاولي ان تنامي"
واخذ يمر بيده الكبيرة الدافئة على شعرها. وارادت سارة ان تطلب منه الكف عن ذلك. ولكن الكلمات , لم تخرج من بين شفتيها. وشيئاً فشيئاً , اخذ جسدها بالإسترخاء.ريحانة
وقال فجأة " هل انت احسن حالاً الآن؟" وكان في صوته ما أجفلها. و أومأت برأسها مجيبة. وعادت اصابعه تجول في شعرها الكث. واستكانت هي للشعور بالأمن و السلام اللذين خلفهما ذلك في نفسها. الأمن و السلام اللذان لم تشعر بهما منذ وقت طويل ... وقت طويل جداً.
|