لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-06-16, 08:57 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2016
العضوية: 317089
المشاركات: 6
الجنس أنثى
معدل التقييم: حِرز عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 14

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حِرز غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حِرز المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: طّيفُك يهوِي في الدَياجيرْ

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sema مشاهدة المشاركة
   بدايه جميله وراقيه وافكار روعه
اتمنى ان تبقى بهالمستوى وانا من اول قارئات لهذه الروايه وانا تكوني منتظمه بتنزيل البارتات

تسلمي هذا من لطفك
يسعدني حرصك وإن شاء الله راح ألتزم ببارت كل أسبوع.

 
 

 

عرض البوم صور حِرز  
قديم 10-06-16, 10:17 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2007
العضوية: 26432
المشاركات: 391
الجنس أنثى
معدل التقييم: لامارا عضو على طريق الابداعلامارا عضو على طريق الابداعلامارا عضو على طريق الابداعلامارا عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 305

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لامارا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حِرز المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: طّيفُك يهوِي في الدَياجيرْ

 

السلام عليكم ما شاء الله شكلها رواية قوية ننتظر البقية

 
 

 

عرض البوم صور لامارا  
قديم 10-06-16, 11:23 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2015
العضوية: 307841
المشاركات: 179
الجنس أنثى
معدل التقييم: عالم خيال عضو على طريق الابداععالم خيال عضو على طريق الابداععالم خيال عضو على طريق الابداععالم خيال عضو على طريق الابداععالم خيال عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 460

االدولة
البلدAland Islands
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عالم خيال غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حِرز المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: طّيفُك يهوِي في الدَياجيرْ

 

السلام عليكم
لست معتادة على التعليق على الروايات التي لا تروق لي،
لأنه سيكون مجرد استفزاز للكاتبة ليس إلا
لو لم ترق لي، فيكفي أن أبتعد عنها بصمت
لكن هذه المرة لم أستطع
قرأت الفقرات الأولى وأعجبتني سلاسة لغتك وجمالها
من مجرد بضع أسطر استطعت جذبي للرواية والانبهار بوصفك للحدث رغم بساطته
حتى وصلنا للحوار.. للأسف أفسدتها اللهجة العامية
وأنا كنت أظن أن من يلجأ للكتابة بالعامية لأن لغته ضعيفة
لكن كيف يكون هذا مع لغتك هذه؟
لن أدعوك للتغيير، لكن أتمنى أن أقرأ لك رواية كاملة باللغة الفصحى
فلغتك الجميلة تستحق منك ذلك..
تحياتي لك..

 
 

 

عرض البوم صور عالم خيال  
قديم 11-06-16, 12:35 AM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2016
العضوية: 317089
المشاركات: 6
الجنس أنثى
معدل التقييم: حِرز عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 14

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حِرز غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حِرز المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: طّيفُك يهوِي في الدَياجيرْ

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عالم خيال مشاهدة المشاركة
   السلام عليكم
لست معتادة على التعليق على الروايات التي لا تروق لي،
لأنه سيكون مجرد استفزاز للكاتبة ليس إلا
لو لم ترق لي، فيكفي أن أبتعد عنها بصمت
لكن هذه المرة لم أستطع
قرأت الفقرات الأولى وأعجبتني سلاسة لغتك وجمالها
من مجرد بضع أسطر استطعت جذبي للرواية والانبهار بوصفك للحدث رغم بساطته
حتى وصلنا للحوار.. للأسف أفسدتها اللهجة العامية
وأنا كنت أظن أن من يلجأ للكتابة بالعامية لأن لغته ضعيفة
لكن كيف يكون هذا مع لغتك هذه؟
لن أدعوك للتغيير، لكن أتمنى أن أقرأ لك رواية كاملة باللغة الفصحى
فلغتك الجميلة تستحق منك ذلك..
تحياتي لك..

وعليكم السلام والرحمة
ربي يسعدك نقد راقي جدًا كلامك يفتح النفس .

كتبت الحوارات عاميّة أولًا لأن المتعارف عليه هنا أنها أقرب للقلب.
ثانيًا وهو السبب الأساسي هاذي أول تجربة تُنشر وإستصعبت الموضوع ما أشوف أني راح أبدع في الحوارات الفصيحة, لازم أكون متأكدة من أن اللغة ممتازة.
مستقبلًا إن شاء الله أتمكن من اللغة الفصحى بشكل جيد وأدرس كامل قواعدها حتى أكون قادرة على كتابة الحوار بالفصحى.
ولو كتبت مستقبلًا الحوارات بالفصحى ما أعرف ممكن يتخللها بعض الجمل العامية البسيطة, اللهجة العامية جميلة جدا وممكن توصل اللي يبغاه الكاتب للقارئ بشكل أعمق لكن هذا ما يعني أني راح أستمر عليها, أنا عندي طموح أني أقدر أكتب بدون ولا كلمة عامية وقتها لازم أكون أفهم في اللغة بشكل كبير.

ورأيك كثير كثير أنا فخورة فيه, إنك تشوفي روايتي بالعيون هاذي والجمال هذا وإنك تشوفي الحوارات الفصيحة لائقة فيها شي أعتز فيه.
شكرًا لك ..

 
 

 

عرض البوم صور حِرز  
قديم 15-06-16, 08:40 AM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2016
العضوية: 317089
المشاركات: 6
الجنس أنثى
معدل التقييم: حِرز عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 14

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حِرز غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حِرز المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: طّيفُك يهوِي في الدَياجيرْ

 

بسم الله الرحمن الريحم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رواية : طّيفُك يهوِي في الدَياجيرْ .
بقلم : حِرز.

كِشْ .. (2)


في منزلٍ متواضع ..
يجلس خلف طاولة مرتفعة ويضع رأسه فوقها, مغمضًا لعينيه وخيط من اللعاب يسيل من فمِهِ شبه المفتوح فوق الطاولة.
على الطاولة ساعة الجيب المفتوحة والمرمية في جانب ما تشير إلى أن الوقت تجاوز الفجر, وكأس من الماء تحوم حوله ذبابة حتى استقرت فيه!.
تشرق الشمس وتبسط خيوطها المشعة في كل مكان معلنة عن يوم السابع عشر من رجب .
فتح عينيه الناعسة ببطء لطرق الباب المزعج, وبعد لحظات رفع رأسه وهو يمسح فمه بإبهام يمينه.
إتجه للباب وفتحه ليغمض عينيه ما إن داهمها نور الشمس, يعود خطوتين للخلف ليصبح داخل المنزل, يفرك إحدى عينيه وهو يهتف : أصبحنا وأصبح الملك لله, عساه خير ؟
بدر بهدوء : خير, إمش راح تشهد على زواجي
يترك عينه وينظر لبدر عاقد الحاجبين ومفغر لفمه, يهمس دون تصديق : زواج ؟
بدر : إيه
عبد الله يهمس بدهشة : وش اللي أشهد على زواجي ؟ من وين طلع ؟ كيف بدر ؟
بدر يتأفف قبل أن يجيب بصبر : راح أتزوج بَتول .. ومحمد راح يكون الشاهد الثاني
عبد الله يصمت للحظات وهو ينظر له بدهشة أكبر, بدر يهمس بتعجب : وش فيه ؟
عبد الله ينظر له بإستحقار ويهمس : عشان ترضي فضل وتحبسها عندك بدون لا يعذبك ضميرك ؟
بدر بإنكار : لا طبعًا عبـ ..
يقاطعه : ما أصدقك يا أخي .. أنا في حياتي كلها ما شفت إنسان حيوان زيك .. ليه تكرر أغلاطك ؟ منت ملاحظ الكارثة اللي قاعد تعيشها ؟ أنت راضي بهالتعب على نفسك لكن .. بنات الناس ؟
بدر بنفاذ صبر هتف : لا تتكلم وكأنك تعرف شي, أنا تزوجت لأني أبغى .. واللحين راح تزوج بعد لأني أبغى .. بدون أي ضغط
عبد الله دون أن ينتظر من بدر إتمام جملته : كذاب !
يعود خطورة للوراء ويستطرد بعجلة : جيتك في شي ثاني لا تعطلني, إخلص راح تشهد ؟

.
.
.

قبل أيام, منتصف ليلة الثاني عشر من رجبْ !

.
.
.

"كعادتها كانت تتفقد ملجأ الفتيات التي إفتتحته والغرض الحقيقي منه مختلف, والتي تركت كل واحدة منهن قصة ليست بقليلة الألم قبل أن تلجأ هنا.
إصطف الجميع لحضورها وتركوا تناول وجبة الإفطار, إلا واحدة كانت تجلس متربعة على الأرض وهي تنظر إليهن بهدوء ودون فهم حتى أشارت لها رئيسة الملجأ بالوقوف والإنضمام .
إبتسمت بهدوء وهي تراقب تلك الفتاة كيف تتجه لآخر الصف لتقف بهدوء, قصيرة وذات ملامح بسيطة, تملك شعر قصير جدًا وأسود ذو إلتواءات كشف عن عنقها , وعينان شديدة السواد غائرتان ورموشها قليلة, أنف عريض وفمٌ ممتلأ زاهي وبشرة حنطية, كانت متجردة من أي زينة عدا خلخال ذهبي في إحدى قدميها, وترتدي ثوبًا أبيض بسيط إعتلى عن كعبيها و بيّن بروزات جسدها البسيطة وإنحناءاته الدقيقة.
إنحنين لتفعل كما فعلوا متأخرة بإشارة من رئيسة الملجأ كذلك والتي كانت تقف قرب فاضلة بتملق.
يضع مرافقَيها صندوقًا متخمًا بالذهب والحلي, ليدعو لها الجميع ما عدا تلك الجديدة التي لا تفهم ما يحصل لتهمس لمن تقف بجانبها : إمرأة جميلة, من هذه ؟
تجيب بنفس الهمس : السيدة فاضلة صاحبة المكان, والصندوق هذا يُستهلك غالبًا في تسيير كافة أمور الملجأ, والقسم المتبقي منه تُحق عائشة (الرئيسة) أخذه لنفسها دون علم فاضلة.

فاضلة بهمس : من هذه عائشة ؟
عائشة تنظر لبتول وتهمس : بتول إنضمت في الأمس للملجأ "
تتنبه من شرودها لبَتول التي وضعت فنجاني القهوة على الطاولة المنخفضة ثم همست وهي تجلس مقابل فاضلة في صالة القبو : تفضلي
فاضلة بهدوء وهي تأخذ الفنجان : ممكن أعرف سبب رفضك المتكرر لبدر؟
بَتول : بعد ما عرفتي كل اللي صار كيف تسأليني السؤال هذا ؟ شكلي راح يكون غريب جدًا لما أقبل أتزوج شخص يبقيني عنده بالقوة .. برأيك لو واقفت فورًا ما راح يشك ؟
فاضلة : كنتِ تقدري تجبريه وتجبري نفسك على الزواج لو حملتِ
بَتول ترفع عينها بسرعة عن فنجان قهوتها, تنظر لفاضلة بحدة وتهتف : أبدًا فاضلة هانم .. أنا ما أفرط بشرفي
فاضلة : لكن حجابك كان رخيص بالنسبة لك
بَتول تضع الفنجان في صينية التقديم وتجيب : يختلفْ, أنا تعودت أني ما أتحجب وماني متقبلة الحجاب ماني مقتنعة فيه
فاضلة : أنتِ فُرقتي عن أهلك بسبب هجوم على سفينة .. وكنتِ سبية حرب أنتِ قلتِ بنفسك أنك هربتي من النخاسين قبل اللجوء للملجأ .. يعني أنتِ بحكم الجارية .. يجوز
بَتول بدهشة : سبية حرب ؟! إذن أنا ما زلت ملك للنخاس على هذا الأساس !
تردف وهي تشهد صمت فاضلة : أنا حرة, أنتِ صدقتي موضوع التاجر اللي باعني لبَدر واللي إحنا إختلقناه ؟
فاضلة تقاطعها : لُطفًا لا يتشعب الموضوع .. أكملي أنتِ
بَتول بهدوءْ : وفيه هذا فضل كان يضغط عليه كثير .. أكثر من مرة سمعته يقوله أني كافرة .. وأني غريبة عليه .. وحتى أنه صار مايدخل هالمكان .. يقول أن البيت هذا فيه منكر!
تردف : هذا اللي صار .. طبعًا لولا أني سمعت الأمور اللي هو متورط فيها ما ظليت هنا .. قال لي بدر أنه راح يرسلني الملجأ .. وما أخفي أني ترددت بعد اللي سمعته .. لكن إقتنعت لما قال أن الأمور هاذي ماتخص الدولة
فاضلة بسخرية : الأهم بالنسبة لك دولتك ! , ما فكرتِ أنه ممكن يضر نجد ؟
بَتول بإستغراب : أصوله عربية, ليه يأذي نجد ؟
فاضلة بهدوء : الأهم الآن تتزوجي بدر بأسرع ما يمكن .. لازم تدخلي القصر .. أنتِ مميزة جدًا .. أتمنى تكوني ذكية أيضًا
بَتول : أنا قاعدة أتبع كلامك بدون لا أعرف نهاية الموضوع وين .. برأيك مو لازم أخاف ؟
فاضلة : مافيه أي شي مُخيف, راح تتزوجي بدر .. وبس يستلم الخاتم اللي قلت لك عنه راح يقدر يعلن زواجه منك
بَتول : أقدر أسأل وش هو المانع ؟
فاضلة : لا تستعجلي, راح تعرفيه قريبًا
بَتول بإبتسامة ساخرة : ما عمري فكرت أني راح أتزوج شخص ما أعرف غير إسمه ومقدار ثروته ! , شي مرة يضحك
فاضلة : ثقي في هذا الشخص بَتول, تدريجيا راح تعرفي كل شيء عنه
بَتول بهدوء : لكن أنا ماني فاهمة أي شي, الخاتم اللي نتكلم عنه وش فايدته ؟ دخولي للقصر وش راح يغيّر ؟
فاضلة بإبتسامة : تغيّرات كثير راح تحصل . . .
يقاطعها بدر بفتحه للباب, يبتسم بإستغراب, يدخل ويغلق الباب ثم يتقدم بضعة خطوات ويهتف : أمي ؟
تنظر بَتول لفاضلة بإرتباك, لتقف فاضلة وهي تهتف بثقة : أتيت .. أشوف الجميلة هذه .. لا يوجد مانع إن شا الله ؟
ينظر لجدته وهو يهمس بإبتسامة : لا مانع .. لكن الوقت متأخر .. إستغربت تواجدك
تجيب وهي تنظر لبَتول : أحاديثها لطيفة, لذلك مضى الوقت دون أن نشعر’ أتمنى تكون بجانبي في أقرب وقت.

.
.
.

صباح الثاني عشر من رجبْ !

.
.
.

يقف أمام مرآة في جناح خاص به بعيدًا عن زينب, إرتدى عمامة زرقاء داكنة حوت بعض النقوش وكذلك في لباسه.
يتجه بخطوات هادئة نحو جناح والده الذي طلبه, يتحرك في ممرات القصر وعاملاته من الإناث تنحنين لبدر ما إن يمر بجانبهم, توقف عند باب جناح ما, في طفولته لطالما تسلل إليه في الليل سرًا لأنه نسي إن يقبل والديه, وبعد ذلك بسنوات أُجبر أن يدخل إليه في دقيقة معينة لتقبيل يد والده, ما إن بلغ التاسعة عشرة إجبر كذلك أن يمر بجانبه ويراه مغلقًا وخاليًا من والديه.
يكمل مسيره ويجتذب الهواء إلى صدره, يصل إلى جانح والده في قلب القصر, يطرق الباب مرة واحدة ليهتف صوت والده بالإذن, تفتحه الخادمتين الواقفتين عن يمين ويسار الباب ليدخل, وكذلك كانت تقف خادمتين من الداخل.
ينظر بهدوء لوالده الذي كان يجلس في طرف سريره, يرتدي زيًا فخم وينظر للأرض بينما يحرك خرزات المسبحة في يده اليمنى.
بدر يهتف بصوته الجهوري : صباح الخير يبه ..
يصمت, دون أن يرفع عينه يهز رأسه بالقبول دون رد, ما زال ينظر للأرض ولكنه أشار رغم ذلك لبدر بالإقتراب, يقترب بدر منه بهدوء ليقبل عمامته التي تغظي رأسه, ينحني قليلًا ليقبل أنف والده وما إن أمسك يد والده اليسرى وكان سيجتذبها ليرفع أحمد نظره الحاد لبدر, بدر بهدوء يفهم والده الذي يريد إذلاله وهو لا يرى في هذا ذلًا, ينحني شبه جالسًا على الأرض ليقبل يد والده التي تحوي المسبحة مرارًا.
يضع أحمد باطن يده الأخرى على كتف بدر ويربت عليه ليرفع بدر رأسه ويترك يد والده, أحمد يشير بيده اليمنى لبدر بالوقوف ليقف بهدوء وهو يعقد حاجبيه ويضم شفتيه بسبب وخز في جرح صدره.
أحمد يشير لإحدى الخادمتين لتفهم مطلبه, وضعت مقعدًا إرتفاعه يقل عن إرتفاع السرير ليجلس عليه .
أحمد بهدوء أومأ للخادمة التي ما زالت واقفة لتُقدم بكلتا يديها كيس مخملي صغير ذو لونٍ أخضر زينته زخرفيات باهتة, يلتفت إليه بهدوء ليرفع حاجبيه ما إن رأى الكيس, أخذه بهدوء لتنصرف الخادمة متقهقرة.
أحمد ينظر في يده للخرزات الداكنة كيف تتحرك : أنا راح أعطيك الخاتم .. والأموال .. والقصر
إلتمعت عيناه وهو ينظر للكيس في يده, إبتلع ريقه !
أحمد يرفع نظره إليه ويهمس بهدوء : في المقابل أنت راح تعطيني ذِكْر, ما ودي تنساني الناس .. أنا سويت كثير لوالدي وما كنت أعرف .. كنت أعطيه ذِكر .. وأنت لازم تحييني بعد موتي ..
بدر ينظر إليه, يهمس بجدية : فيك شي يبه ؟
أحمد ورغم أن هذا القلق الذي لمحه في عيني بدر أسرّه, رفع كفه وهو يهتف : لا تقاطعني !
بدر بهدوء : العفو منك
يخفض يده, يكمل وهو ينظر للأرض : وأولادك لازم تحييك بعد موتك .. لذلك من المفترض إنجاب ولد .. الإكتفاء بفريال كان قرار غير صائب
ينظر لبدر ويهتف بهدوء : الحمد الله صحتي جيدة, لكن تعبت, أولًا ودي أشوفك وأنت تلبس هالخاتم .. ثاني شي أنا أسلمك المسؤوليات هذه لأني تعبت منها
بدر بهدوء بعد أن دام صمت والده للحظات : الله يطول في عمرك !
يقف أحمد ليقف بدر, أحمد يأخذ الكيس من بدر ليفتحه وليضع الخاتم في بنصر يسار بدر.
يجتذب الهواء لصدره ببطء ليزفره بسرعة وهو ينظر للخاتم, يبدو أن إعطاء الخاتم بيده صعب, لطالما أعطي بوصية بعد موت المالك له.
يبتسم لبدر والآخر ينحني ليقبل كفي والده : تلطفت يبه ..
وكان ينوي أن يقبل رأسه لكن والده سبقه وحشر رأس بدر بين كفيه ليقترب منه بهدوء ويقبل جبينه, يقبل عينيه ويطيلْ في كل قبلة وجبين بدر يتعرج لمعرفته سر القبلات لعينيه .
أحمد بهدوء يشير إليه بالإنصراف, ليقبل كف والده مرة أخيرة ثم ينصرف.
يتحرك بهدوء خارجًا من الجناح وهو ينظر للأمام بهدوء, وبينما كان يسير كانت تمشي في جهة مقابلة إليه إمرأة ترتدي فستانا يستر جميع أنحاء جسدها ولفت وشاح قرمزي كلون فستانها على رأسها وغطت بطرفه صدرها!.
إنحناءة بسيطة عند مروره وهي تلقي نظرة خاطفة على الخاتم وكأنها تعلم بوجوده مسبقًا, تكمل طريقها دون أن تقف له وهي تهتف بإبتسامة صفراء : صباح شريف ..
يجيب برسمية دون أن يتوقف : صباح شريف هِيفي
تتجه نحو جناح أحمد وهي تبتسم براحة, لتطرق الباب وبينما كانت في إنتظار الإذن نظرت لبدر الذي يمشي بهدوء.

.
.
.

في إحدى حدائِق القصر.
فاضلة, رفيدة, فاطمة, كل واحدة منهن كانت تجلس في متكئ ما وتقف خلفها الوصيفة الخاصة بها, تشربن قهوة الصباح الداكنة وتضع كل واحدة منهن وشاحًا فوق رأسها لتواجد العمال والحرس بحرية في أجزء القصر هذه.
فاطمة تهتف بهدوء وهي تنظر لفاضلة : اليوم زوجي أحمد أعطى الخاتم لبدر
فاضلة بإبتسامة : بما أنك تعرفين, فإنه من اللائق إلحاق إسمه بـ بيهزادم
رفيدة بتجهم : أُعطي الخاتم والمالك السابق حي ..
تقاطعها فاضلة : على الأقل ألحقي إسمه بلقب ما إن كنتِ تعجزي عن مناداته بوالدي
رفيدة دون إهتمام : عمومًا هذا اليوم الأول, بدر حتى الآن ما أثبت نفسه, اللي عنده خاتم لا غير.
فاضلة بصيغة الجمع للمفرد تعظيمًا لنفسها : عشنا في هذا القصر بما يوازي عمرك ثلاث مرات .. هل تعلمينا أنتِ القواعد والأصول ؟ نحن كنا سبب في تواجدك الآن .. نحن إخترنا أمهاتكم
فاطِمة بسخرية : وأنتم وعدتم كل واحدة فيهن بأن إبنها سيكون …
تقاطعها : وبدر كان المحظوظ فيهم, قائد منذ أن كان في بطن هاجَر, إن كان لهاجر حسنة فهي إنجاب بدر.
تعطي الفنجان لوصيفتها المصرية صفاء وهي تتجه خارج الحديقة هامسة : عديمتي العقل.
تهمس رفيدة لوالدتها وهي تنظر لقهوة فاضلة وهي تراقب صفا كيف تلحق بفاضلة : هالعجوز تجاوزت حدها في العيش, إيش رأيك أمي ؟

.
.
.


يجلس خلف طاولة في الأعلى وهو ينتظر طرق الباب بفارغ الصبر, ينظر للباب تارة وللخاتم تارة أخرى, يرفع يده ويتأمل الكتابات الموجودة عليه وهو يزفر, ليقاطع ذلك طرق الباب.
يقف بدوء ويتجه للباب, يفتحه ويدخل جادْ وعينيه تنطق بالفرح, يسلم على بدر سلامًا حارًا قبل أن يهتف بإتزان : من أهلي اللي عندك ؟
بدر بهدوء : تفضل جاد إدخل.
يلحق ببدر ليدخلا غرفة ما, يجلس في جهة مقابلة لجاد وهو يهتف : كنت أتمنى أستقبلك في غير مكان.
جاد دون صبر هتف : مو مهم
بَدر : بَتول عندي
جاد يصمت قليلا ويهمس بهدوء : بَتول ؟
يهز رأسه بالإيجاب ويقف ما إن طُرق الباب, يتجه للباب ويأخذ القهوة ثم يعود بعد أن أغلق الباب وجوداء هي التي كانت خلفه, ليقدمها بهدوء.
في القبو, تجلس في الجهة الخلفية للسرير وهي تضع بعض الأشياء في كيس قماشي, تقف بهدوء وترتدي رداء شيبه بالتنورة وترتدي نقاب فضفاض, تجتذب مرآة متهالكة من أحد الأدراج وتمسك بطرف النقاب الذي كان أسفل ذقنها فبدى كالحجاب لتجتذبهُ تحت عينيها, تطيل في النظر .. تشعر بالإنتماء!.
تضع المرآة جانبًا ما إن طُرق الباب وهي تأخذ الكيس, تتجه للباب وتفتحه لتخرج برفقة جوداء, جوداء تشير إليها بالصعود, لتصعد الأخرى وهي تعقد حاجبيها, تفتح الباب وتغلقه بهدوء من خلفها, تنظر لبدر الذي كان يجلس على أحد الكراسي دون أن ينظر إليها ثم تنظر لجاد الذي يقف قرب باب المنزل ويعقد كفيه خلف خصره.
بعد مرور وقتٍ قصير ..
يقف قرب باب المنزل الصغير والبسيط, يلقي نظرة على زيها الذي يشير لموافقتها ثم يهمس بهدوء : يعني أنتِ وافقتي ؟
بَتول بهدوء : وشو ؟
جادْ : أنك تتزوجي
بَتول تصمت وتنظر للأرض, تزم شفتيها خلف النقاب, تنظر في عيني جادْ للحظات ثم تهمس : إيه !
جادْ يصمت للحظات ثم يفتح الباب, تدخل هي أولًا وهي تنزل النقاب لأسفل ذقنها ثم يدخل هو ويغلق الباب, تخرج إحداهن من أحد الغرفتين مسرعة وتتجه نحو بَتول لتعانقها بشدة وهي تهتف بنبرة باكية : ما صدقت لما قال لي جادْ إنك هنا !
الأخرى تعانقها بهدوء, عاجِزة حتى عَنْ ذرف الدُموع, أشعرُ أن الهواءَ يتخلَى تدريجيًا عن كثافتِه فِي صدرِي .. أشعرُ أن ينابيع دموعي المكتومَة ستتفجر لأمرٍ يُهلكني رغم بساطته قبال ما واجهته.
تمسك بيد بتول وتسحبها لأحد الأرائِك البسيطة لتجلسا, تهمس بهدوء وهي تشد على يد بتول : في أشياء كثيرة ودي أقولها لك ..
تهز رأسها بالإيجاب ثم تنظر لجادْ الذي شتت نظره وهي تهمس : حتى أنا
تتسائل بهدوء وهي تنظر لزي بَتول بإستغراب قبل أن تنظر لها : إيش هذا بَتول ؟
تنظر لجادْ الذي هتف بسخرية وهو يشير لبَتول وينظر للأخرى : الهانم تتزوجْ تِيَا !
تتسع حدقتيها بدهشة وهي تترك يد بَتول لتهتف وهي تنظر إليها : إيش ؟
تنظر لجادْ ثم تنظر إليها مرة أخرى وهي تهتف بصوتها الهادئ رغم صدمته : وش يقول هذا بَتول ؟ أي زواجْ ؟
بَتول بهدوء : اختي قلت لك ان فيه أشياء كثيرة لازم أقولها لك
تِيا تقف وهي تهتف دون تصديق : أي زواج بَتول وإحنا في الوضع هذا ؟
بَتول بإندفاع : تِيا وش ممكن أسوي أنا ؟ كم راح ننتظر حتى نشوف أهلنا ؟ إحنا وثلاثتنا بنفس المكان إحتجنا ثلاثة شهور حتى نوصل حق بعض, كم راح نحتاج حتى نشوفهم وهم كل واحد أو إثنين في مكان بعيد كثير عن الثاني وفي إسطنبول .. إحنا في إسطنبول تعرفي وش يعني ؟ يعني راح يضيع نص عمرنا وإحنا نحاول نوصل لبعض .. هذا إن كانو جميعهم في إسطنبول !
تِيا تصمت قليلا والصدمة تقيد لسانها والآخر كذلك, تصرخ بغضب : أي كلام هذا اللي تقولينه بَتول ؟ كذا تفكرين ؟ بدل ما تقطعي نفسك على أهلك !
بَتول بإنفعال : حزني مخبيته لنفسي ولقلبي .. النوح والصراخ هذا ما راح يرجع أحد ما راح يجمعنا ببعض .. أنتِ ما تعرفين أنا مين راح أتزوج .. أساسًا هو ممكن يساعدنا نلقى أهلنا
ينظر لها بحدة ويطيل النظر, تجلس تيا على الأريكة وهي تهمس دون إستيعاب لما يحصل : عديمة إحساس !
تنظر لتِيا بحدة والأخرى تضغط على أكثر نقطة تستفزها, تهتف من بين أسنانها : خلي التعامل مع هالمصيبة بإحساسك لك .. أنا راح أتصرف بعقلي !
جادْ بحدة : تضربي عصافير بحجر واحد!
دون أن تنر إليه هتفت بثقة : تمامًا
جادْ : أتفه هالعصافير هم أهلك .. وأهمها مالْ بدر!
بَتول ببرود يستفزه : أتفق معك في أهمية الشق الثاني
يتجه إليها بغضب ويمسك بذراعها وهو يصرخ : الآن راح تقولي كل شيء صار لك إحنا ما ندري عنه .. بالخصوص في بيت هالرجال!
تحاول تحرير يدها منه وهي تهتف : إترك يدي ماني مجبورة أوضح لكْ أي شي!
تدفع صدره بكلتا يديها وهي تصرخ : شيل إيدك عني
تَيا تقف وهي تهمس بنبرة هادئة : جادْ خلصنا إرفع إيدك
يتركها وهو ينظر إليها بإزدراء بينما تتجاهل الأخرى ألم يدها لئلا يلحظ أنها تألمت, تنظر لتِيا وتهتف : أنا راح أتزوج .. أنتو إختارو .. أما توقفوا معي زي الناس وأما راح أتزوج بأسرع وقت دون رضاكم !
تتجه للغرفة التي خرجتْ منها تِيا لتهتف الأخرى وهي تراقب إغلاق بَتول للباب : الخبيثة ! تستغل غياب أبوي , تعرف أنه ما راح يرضى عن هالمهزلة!


.
.
.

فجر الثالث عشر من رجبْ ..

تجلس في طرف السرير الأيسر, تضع طرف الفراش في حجرها وتمسك بِه, تنظر بشرود لبَدر الذي يقف أمام المرآة ويرتدتي مِعطفًا فضفاض داكن.
وهي التي كانتْ تهرب بعينيها ما إن ينظر فيهما, لم تحرك بؤبؤيها حينما تنبه لأنها تنظر إليه, ترك ترتيب المعطف وهو ينظر لها دون فِهم لغرابتها هذا اليومْ.
يجتذب حذاءه الأسود البسيط من مكانه المخصص ثم يجلس على مقعدٍ منخفض ليرتديه دون أن ينظر إليها.
يرفع رأسه ليرى أنها تنظر لمحل وقوفه السابق, يقف بهدوء وهو يعقد حاجبيه, يتجه إليها بخطوات هادئة ويقف بجانبها ويهمس : ما ودك تقومين تبدلين ملابسك ؟
زينب : ..
ينحني إليها ويهمس : أنتِ بخير ؟
تلتمع عيناها بالدموع لتنشقها رائحته عن قُرب, يكرر : زينب ..
تقاطعه بجمود ونبرة مخنوقة ونظرها ما زال شاردًا : يكفي .. لازم هالزواج ينتهي .. أنا تعبتْ.
تردف ودمعة كانت ملتصقة بهدبها سقطت وجمودها لا يتبدل وكفها لا تمسح الدمعة, تهمس : الوضع تعبني , أعصابي تلفتْ بدر
يتنهد ثم يخرج بتجاهل لها لتشهق بخفوت شهقات متتالية, تنظر للأسفل وتشد الفراش نحو حجرها أكثر, تضغط بواسطته فوق بطنها وهي تبكي جهارًا, دون كتمٍ لصوتها وبرسم عقدة بين حاجبيها وبشهقاتٍ مرتفعة !
رائحته هذه تؤذي قلبي, لم إقتبسها من أحدٍ آخر وبثها في جسده ؟ مغرمٌ في أذيتي حتى أنه يؤذيني دون أن يُدرك, يالله كيف لقربٍ بسيط يحمل هذه الرائحة أن يقطع صوتي ؟ كيف له أن يُسقط دموعي بهذا القدر ؟.

.
.
.

تستلقي على أحد السريرين المتجاورين في الغرفة, وتنام عن يمينها ليتسنى لها رؤية شقيقتها التي تغط في النوم.
تعتدل في جلوسها, تجتذب ساقيها نحو صدرها وتمسح وجهها بباطن كفيها وهي تزفر بعمق, تفكر أن صدرها سيخلو من هواءِه القليل إن داومت على الزفير بهذا الشكل! .. إبتسمت بهدوء لسذاجة فكرتها.
تنظر لإختها التي تعطيها ظهرها وتنام بعمق, تهتف : تِيا ..
تنزل من السرير وتتجه إليها عندما لم يصدر منها أي صوتْ, تجلس وتضع يدها فوق كتفها لتهزها بخفة وهي تهتف : تِيا .. أتكلم معكْ
تتأفف الأخرى بضيق ثم تهمس بصوتٍ نعس : بعدين بتول
بَتول : تيا قومي نتكلم
تيا تفتح عينيها وتنظر بطرفها لبتول للحظات قبل أن تعتدل في جلوسها وهي تضم ساقيها لصدرها, بَتول : ما أبغى أتزوجه وأنا أدوس على كلامك, أنا ما أتزوج بدر عشاني وبس .. عشاننا
تِيا أثناء حديث بَتول كانت تتجاهل النظر إليها, ما إن هتفت بكلمتها الأخيرة نظرت إليها بدهشة, ترفع أحد حاجبيها وتهمس : وش قلتي ؟
بَتول تصمت وهي تنظر لشقيقتها بتوتر, تِيا بحدة : بَتول إذا كنتِ بحاجة ثروته فأنا مو بحاجتها
بَتول بهدوء : تِيا ليه تنكرين أن إحنا فهالوقت محتاجين شخص غير جاد يوقف معنا ؟ محتاجين مال بعد ما ضاع كل اللي عندنا .. ما ودك تشوفين أمي وأبوي ؟
تِيا بهدوء : أكيد ودي
بَتول : بيساعدنا نشوفهم, وعدني ..
تِيا تنظر بإرهاق نحو الجدار, تنقل نظرها لعيني بَتول التي هتفت : صدقيني بدر إنسان زين .. أنا أعرف اني راح أكون سعيدة معه .. أنا قاعدة أرسم أشياء كثير ..
تضع يدها فوق ظاهر يد تيا وتهتف برجاء : أبغاك بجنبي, لا تخربين فرحي.
تردف وهي ترفع يدها عن كف تيا : أعرف إنك قلتي هذاك الكلام في لحظة غضب … تِيا أنا بعد ما كان ودي أتزوج بطريقة وأوضاع وظروف زي كذا .. بس إحنا مجبورين .. لازم نكون أقوياء .. جاد ما يكفينا تِيا
تِيا تصمت طويلًا وهي تنظر لعيني شقيقتها, كيف تلبست هذه القسوة بجسدك؟ كيف أصبح قلبك الهش بهذه الصورة ؟, لو أني أستطيع النظر في قلبك .. لو أني أعلم ماهية نيّتكْ, لأدفع عنك هذا البلاء الذي تخالينه نجاةً … تنظر لعيني شقيقتها ببرود وتهمس بعد صمت طال : أنتِ حرة .. راح أمسك إيدك, لكن إعرفي ان قلبي مو معك .. أنتِ ترتكبين غلط كبير !.
بَتول تعقد حاجبيها بإندهاش من تلك الجملة, تنظر في عيني شقيقتها بخيبة وتهمس : ليه ما توثقين فيني ؟
تِيا ببرود ساخر : من ولادتك حتى الآن ما شفت شي يخليني أوثق فيك .. أنا ما أقدر أثق بشخص أناني زيك بَتول
بَتول تقف, تهتف بغضب وصبرها ينفذْ : أنتِ اللي أنانية, ليه تستكثرين عليّ بدر اللي ممكن يعوضني ؟
تِيا بإزدراء : ما أستكثر عليك شيْ , روحي فورًا .. يلا يلا .. روحي للشخص اللي راح يعوضك عننا.
بَتول تصمت قليلا, تبل شفتيها بلسانها ثم تهمس من بينِ أسنانها : هاذي آخر مرة أعطيك أهمية .. ما راح ألتفت وأقول أختي, أساسًا وأنتِ ما تشوفيني أختْ.
ثم تخرج من الغرفة وهي تُغلق الباب بصخب.

.
.
.

السابع عشر من رجب ..

تجلس خلفَ طاولةِ الإفطار المنخفضة ولا تأكل, تنظر لإبنها بَدر الذي يبلغ التاسعة, ثم تنقل نظرها لطفلتها ذات الأربعُ سنوات كيفَ تأكلُ بفوضوية لتبتسم.
يُطرق الباب لتهتف : إدخل
تدخل وصيفتها ماريه لتتقدم إليها بهدوء, تنحني وهي تهتف : صباح شريف
تقفُ خلفَ هِيفي التي أجابتها بهدوء, ماريه تهمس بهدوء : تم العقد هِيفي هانم .. مرّت ساعتين تقريبًا
هِيفي : إذن نقدر نسلم الرسائل إلى أصحابها بدون تضييع وقت
الأخرى : أمرك .. فيه أمر آخر .. أحمد بيه يستضيف هاشم بيه في جناحه
هِيفي تقاطعها بإبتسامة متسعة : جميل .. خلي الخادمة تسلم الرسائل للإثنين بنفس الوقتْ .. بعدها إعطيها المبلغ وإرسليها من القصر .. وكذلك المرافق اللي دسسناه بين مرافقي بدر
تنحني قبل أن تتجه إلى الباب لكنها تلتفت ما إن هتفت هِيفي : ماريه
ماريّه بهدوء : هِيفي هانم ؟
هِيفي : بمجرد ما تشوفي أن أحمد بيه تحرك إدعي فاضلة هانم للعبة الشطرنج
ماريه بإبتسامة وهي تنحني : أمرك ..

.
.
.

في الثلث الأخيرِ من الليلْ وفِي حُجرةٍ نورُها خافت لا تحوي غير شمعة.
تجلس على الأرض وتثني ساقيها خلف فخذيها,الوشاح الأبيض بعد أن كان يلف رأسها أخذ في الإنحلال عنه ليكشف عن شعرها الذي كانت خصلاته السوداء لا تُعد قبالة الخصلات الرمادية والبيضاءْ.
في الخلف, يطرق باب الغرفة المفتوح أصلاً ثم يدخل بعد أن أذِنت, يُشعل الأضواء ويتجه إليها, يجلس بجانبها وهو ينزع عمامته ليضعها جانبا وينتظرها لتفرغ من دعائها, وبعد أن فرغت قبل رأسها وأنفها.
يهمس بإبتسامة : كيفها أمي ؟
تعتدل في جلوسها وتهمس بإبتسامة : بخير, قولي ليه هاجرها وهاجر بيتها ؟
بَدر : تملين ؟
هاجَر بإبتسامة : لا, أشتاق بس.
بَدر : لمين ؟
هاجَر : الكل, من ضمنهم دخيلْ
تتنهد بضيق وتمسح وجهها بكفيها ما إن شتت نظرهُ وعبَس, تنظر إليه بهدوء وتهمس : ولدي مثلك
يهمس بحقد : ليتك جعلتيه يموت عطش,الله يلعن اليوم اللي صار فيه ولدك . . .
تقاطعه : تشرك ! غير كذا وين رحمتك ؟
يهمس بضيق : أستغفر الله ربي وأتوب إليه, تعرفين يمه بودي لو أجيبه اللحين يبوس رجلينك ولا أشوف حسرتك عليه.
يردف : صعب تتجاهلينه يمه ؟ والله ما يستاهل هالحسرة اللي بعيونك .. أنا موجود وأمير موجود , وجوداء وفريال.
يهمس وكأنه تذكر شيء ما : جوداء وفريال يزورونك صحْ ؟
بهدوء تجيب : يزورون .. بدر بالمناسبة .. وش قصة بَتول ؟
بدر يتنهد : قالت لك جوداء ؟
هاجَر : مو مرتاح مع زينب ؟
يهز رأسه بالإيجاب ويجيب : الأكيد لا
هاجَر : أعرف من البدايه, عشان كذا أنا عارضت هالزواج .. عشانك
بدر ينظر إليها بحب : أصلًا كل اللي صار لك عشاننا إحنا .. ليتنا ما كنا دام هالألم بيجيك من ورانا.
يردف بإندفاع وقهر : لكن وعد يمه راح أعوضك عن كل هالسنين .. أعرف أضل مقصر, لكني راح أحاول .. ثقي .
هاجر تضع يدها فوق خده الخشن وتهمس : أساسًا هذا اللي مصبرني.
يجتذب كفها ويقبلها, تستطرد بهدوء : بَدر قول لي .. بَتول وش قصتها ؟ ليه ما قلت لي عنها ؟
بدر بهدوء : تزوجتها !! ما فيه أحد يعرف أنها زوجتي .. غيرْ أمي فاضلة وجوداء
هاجر تقاطعه وهي تهمس بدهشة : فاضلة ؟
يجيب : إيه
تنظر للأرض وهي تعض طرف شفتها السفلى وتعقد حاجبيها.
يُكمل : أعرف أنك راح تعارضي لو عرفتي أني أخفي عنها زواجي الأول
هاجر ترفع رأسها إليه وتهمس بقبُول : لا يمه ما أعارض, إن كنت ما كذبت وقلت لها إنك مو متزوج ما أعارض.
بدر : تمامًا ..
هاجر تبتلع ريقها وتهمس : كيف تعرفت عليها ؟
بَدر بهدوء : جايين إسطنبول على سفينة, هجموا على سفينتهم وأخذوها جارية .. طبعًا ما تُعتبر جارية الملك غير صحيح ..
تهز رأسها بالإيجاب وتصغي بإهتمام, يردف : هربت من تاجر إشتراها .. وأنا أخذتها منه
تهمس دون تصديق : تنازل عنها لك كذا ؟
بَدر : لا طبعًا , بعد محاولات .. وبعد ما أعطيته إسمي ومبلغ كبير
تهز رأسها بالإيجاب وتهمس : وبعدين ؟ عجبتك وقلت تتزوجها ؟
بدر : مو كذا تمامًا
تدرك أن فاضلة لن تحاول إيذاء بدر لذلك قلبها مرتاح ورغم ذلك هتفت : أنا أشوف الزواج بوضع كذا وبهالسرعة هذي مو صح أنت ما تعرف هاذي من تكون, لكنك تزوجتها وإنتهى الموضوع
يهز رأسه ويكمل بهدوء بهدوء : حاليًا ما أقدر أعلن زواجي منها, تعرفي أبوي وش ممكن يسوي لو عرف.
ينظر لها بحيرة ويهمس : صحيح يمّه, أنتِ تعرفين وش هدف أبوي من زواجي بزينب ؟
هاجر : تعرف أبوك بدر, زينب ما ترث .. وفي حال أنه بينقذها من الوضع اللي راح تكون فيه بعد موت أبوها مضطر تكون عنده .. وأبوك ما يعطي بدون مقابل .. شاف الأنسب أنك تتزوجها
بدر : يمه فيه شي ثاني .. ولا ليه محذرني أتزوج عليها ؟ من الغباء اني أقتنع في هالقصة .. وأنا أتذكر انك قلتي له هذا سبب مو مقنع قبل سنين .. أنتِ بعد تفكرين مثلي يمه صح ؟
هاجر تتنهد : ممكن , لكني ما أعرف أي شي ثاني.

.
.
.

في جناح دخيلْ.
في أحد جوانب الغرفة يقف الخياط أمامه وهو يسجل مقاساته على ورقة.
تقف فاطِمة بجانب إبنها وتضع وشاحًا فوق رأسها, وهي تهمس بأدعية بصوتٍ خافتْ,بينما تقف رفيدة عن أحد النوافذة المُطلة على مدخل القصر وتنظر بشرود وهي تُضيق عينها كلما أصابها ضوءُ الشمس.
دخيل وهو يمنع نفسه من الضحك : يكفي أمي إيش هالخرافات اللي تقولينها ؟
فاطِمة بجدية : دخيل ليست خرافات
تنظر لرفيدة وتهتف : رفيدة .. من المفترض تعليق تميمة في عنقه أيضًا .. إيش رأيك ؟
رفيدة تجيب بشرود : همم .. نُعلق تميمة !
دخيلْ : إيش لزوم كل هذا ؟
ينظر للخياط ويهتف : وأنت أول مرة تخيط لي ؟ ليه القياسات ؟
ينظر لهُ الآخر دون فهم, لتهتف والدته بهدوء : خليه يشوف شغله .. وزنك زاد وطولك أيضًا !
دخيل ينظر لها بتململ ثم يهتف : طولي متوقف أمي ..
والدته تبتسم بهدوء : فليكُن
والدته تردف : ما شاء الله ما شاء الله .. أصبحت أطول من جميع أخوتك
رفيدة تلتفت وتتجه إليهم وهي تهتف : توك ملاحظة الفرق أمي ؟
تتسع إبتسامتها وهي تضع يدها فوق خد دخيل : ما زال يزداد وسامة وهيبة كل يوم في نظري
رفيدة تقف بجانب والدتها وتهمس بنبر مستخفة : أمم .. هيبة !!
دخيلْ وهو ينظر لها بحدة : رفيدة !
فاطِمة تدفعها بخفة وهي تهتف بغضب : رفيدة .. إلزمي حدودك!
رفيدة رغم إنفعالها فصوتها لا يرتفع : ممكن أفهم سبب هدوئكم الآن .. أنا اللي بس قاعدة ألاحظ خطورة الوضع ؟
دخيل يزفر بضيق وهو يشير للخياط بالإنصرف هاتفًا : يكفي .. إلتزم بالقياسات القديمة
فاطِمة تنتظر خروج الخياط لتهتف وهي تنظر لإبنتها بغضب : مضطرة تذكري أخوك في كل لحظة ؟
رفيدة تنظر إليها : حتى لا ينام براحة ويُقتل بينما هو يحلم بالخاتم
فاطِمة تقاطعها : لا تبالغي .. بدر ما يتجرأ
دخيلْ يبتسم بسخرية ويقاطع والدته : كل شي صار بسببه أساسًا .. هو وأمه
فاطِمه بهدوء : وأمير موجود .. تطمن .. ما يرضى أنك تُصاب بأذى .. أنت قلت قبل أسبوع أنك غير مهتم .. ليه الخوف الآن ؟
رفيدة : أمير وينه ؟ متى راح يرجع ؟ هذا لو رجع .. أوضاع الدولة تخوف.
دخيلْ يهمس بضيق : رفيدة لو تسكري فمك, لا تخنقيني أكثر.
فاطِمه بهدوء : أنا اتفقت مع هِيفي
يهتف الإثنان وهما ينظران لها بدهشة : إيش ؟!!!!!
دخيل بغضب : هِيفي يمّه ؟
فاطِمه بتوتر : على الأقل أمير يحبك , وإن ماعاد من مكة مثل ما تقول أختك أنت تحل مكانه .. هيفي راح تتخلص من بَدر.
رفيدة بسخرية : هِيفي ما تقدر تأذي قلب أمير .. لو صاب بدر شي أمير راح يتأثر لفقد توأمه بالأكثر .. يمه هِيفي سوت كذا حتى تلهيك وتمنعك تتحركي لدخيل
دخيل بحدة : على إيش اتفقتو يمه ؟
فاطِمه : والدك طلب نصيحتها ..
رفيدة : يعرف أنها حيّة
فاطِمة تكمل وهي تتجاهل رفيدة : نصحته يتنازل عن الخاتم لبدر .. ويشوف إن كان يصلح للإدارة
رفيدة : وإن صلح ؟
فاطِمة : لا .. بَدر عصى أحمد .. تزوج اليوم !

.
.
.

قبل ساعة ..
فتحَا الرسالة في نفسْ الوقت, يقرأها أحمد بهدوء وقد خُتمت بختم زينبْ.
هاشم يُنهي قراءتها وينظر لملامح أحمد الحانقة والمصدومة, يرمي الورقة في صينية الإفطار ويهتف : إيش هذا أحمد ؟ .. بدر بأي جرأة يتزوج ؟ دخيل إبنك كيف يكون أحد الشهود ؟
أحمد يصمت ولا يُعيره أي إهتمام, يقرأ الورقة بدقة ثم يقلبها بحثًا عمن أرسلها, وما تفوّه به هاشم هو ما كُتبَ هُنا من قِبل زينب.
أحمد يهمس دون فهم : زينب ليه ترسل رسائلْ وهي في القصر ؟
هاشم يجيب بغضب : زينب راحت قبل يومين لأمها .. بالتأكيد زواج بدر هو السبب اللي خلاها تبعد عن القصر .. والآن قررت تقول لنا!
أحمد يهمس بحدة وهو يرفع عينيه لينظر في وجه أخيه : وأنا شفتني أفتح الورقة قدامك ما أعرف أي شي ..
هاشم : بدر غلط في أنه تزوج ودخيل غلط في أنه شهد وعرف بالأمر وتستر عليه .. ما يحتاج أذكرك بالإتفاق اللي بيننا .. الأدلة الموجودة ضدك حتى الآن هي عندي أحمد.
أحمد يقف وهو ينظر له بإزدراء, يشير لباب الجناح ويهتف : إتفضل .. وأنا راح أتصرف تطمن
يراقب بسخط خروج هاشم لينزع عمامته ويرميها على الأرض, يدفع طاولة الإفطار بحنق وهو يهتف بقهر : الله ياخذ العجزْ .. آه بدر آه دخيل !

.
.
.

تجلس في العربة بنقابها ووصيفتها تجلس أمامها, تقرأ الرسالة مرارًا وهي تعقد حاجبيها بضيق.
وصيفتها تهتف بهدوء : فريال هانم تسمحي لي أسأل عن اللي في الرسالة ..
فريال بقلق : عنوان
تتوقف العربة لتنزِل وصيفتها أولا ثم تنزل هي, تنظر للمكان بتعجُب ثم تنظر للأطفال الذين أحاطو بالعربة ليلمسوها بإنبهار .
تهمس لوصيفتها بشيءٍ ما لتهتف الأخرى والتي ترتدي النقاب كذلك ووهي تنظر لسائق الخيل : متأكد أن هذا هو العنوان نفسه ؟
يهتف بالإيجاب لتدخلا إلى المكان ..
في طرفٍ آخر ..
تقف أمام طاولة رفيعة بثوبٍ قرمزي بسيط وهي تكتب فوق ورقة بعض أبيات الشعر العربيّة التي تحفظها.
لتلتفت ما إن هتف بصدمة وهو يقف خلفها : وش تسوين
تنظر له وكانت ستجيب بإسلوب ساخر كالعادة, لكنها شعرت ببعض الإحراج منه, إنه الآن ينظر في عينيها دون أن يخجل, ينظر إليها بطريقة مختلفة عما سبق مما يشعرها بإنها مضطرة للخجل الذي تكرهه!.
تهمس بهدوء وهي تنظر للورقة : أكتب
بَدر بجدية : خطك سيء
تنظر له وكانت سترد بإندفاع, لكنها شتت نظرها من عينيه التي تنظر إليها وتنتظر ردًا.
تنظر إليه مرة أخرى وتهمس بثقة : طبيعي يكون سيء لأنه بالعربي.
بدر بإبتسامة : وين الفرق ؟ نفس الحروف العثمانية تقريبًا .. راويني خطك بالعثماني!
تحاول إخفاء وجهها عنه بضيق وهي تهمس بإحراج ولا تستطيع منع إبتسامتها من الظهور لإمساكه بها : أف بدر
تنظر إليه وتهمس : يعني أكيد ما راح يكون مثل خطك .. أصلا ماني متعودة أكتب.
يبتسم بهدوء ويُمسكُ بيدِها ليحركها بدقة فوق الورق وهو يشعر بثقلِ يدها, يكرر البيت الأول وهو يهمس بشأنِ الكلمة الأولى : يومَ .. الميم فوقها فتحة مش ضمة ..
ما إن إنتهى من كِتابة البيت ورفع يده إتكأ على الطاولة, نظرت إلى البيت بهدوء وهي تهمس بإبتسامة : هذا أنا سويته اللحين ؟ شي جميلْ!
يبتسم وسرعان ما تلاشت إبتسامته وهو يقرأُ البيت, "يومَ الفرق لقد خلقتَ طويلا".
يهمس بهدوء وهو ينظر إليها : مشتاقة لأهلك ؟
تنظر إلأيه بإبتسامة وتهمس : في رأيك ؟
بدر يبتسم وهو يشتت نظره : وسؤالي غبي طبعًا !
بَتول بهدوء : بدر أبغى أسألك سؤال . . .
في الخارج, تنظر لهما من أحد النوافذ وفكها العلوي يصتك بالسفلي, قريبان منها جدًا لكنهما لا يدركانها, تود لو أنها ترى وجه بَتول لكنها تعطيها ظهرها, يقترب إثنين من مرافقيها ليضعا الحجارة تحت قدميها, تهمس وصيفتها بقلق : متأكدة هانم ؟
تهمس بحدة : إطلعوا إنتظروني فوق, وأنتِ معهم.
تنحني لتأخذ حجارة واحدة لترميها من خلال النافذة, يلتفت الإثنان بصدمة دون أن يتحركا للحجارات المتتالية التي تكسر الزجاج وتصدر صوتا مُربكًا.
ومن خِلال الثقوب الواسعة في النافذة رمَت حجرًا أصاب كتِف بتول .
يقف أمامها وهو يمسك بها لتبدأ فريال في رمي الحجارة وهي تهتف باللعن من النافذة الأخرى والبعيدة قليلًا عنهما !!
يأخذها لأحدِ الغرفة ثم يتجه للباب ليخرج وهو يأخذ خنجره من زاوية ما, يفتحُ الباب ويعقد حاجبيه بصدمة ما إن رآها, يتجه إليها ويمسك بالحجر الذي رفعته ليرميه أرضًا.
تهمس بقهر وهي تنزل النقاب لأسفل ذقنها : Bu ne rezalet? / ما هذه الفضيحة ؟
يمسك بكتفها, ينظر في عينيها بحدة وهو يهزها هامسًا : إيش هالفضيحة اللي مسويتها أنتِ ؟
فِريال وعينيها تحمّر بغضب : مين هالـ****** ؟
يضع يده الأخرى فوق ذقنها ليضغط عليه بعنف وهو يهمس : لسانك العفن يحتاج بتر !!!
تنظر في عينيه بحدة ليهمس : نزلي عيونك
تشتت نظرها, عينيها إمتلئت بالدموع وهي التي لم تعتد هذا التعامل من والدها فضلًا عن تواجده في بيت هذه المرأة, يتركها وهو يشير للأعلى بغضب : تفضلي .. إرجعي القصر .. راح تحجزي نفسك في دارك عقابًا على هالتصرف ... وفمك ما ينفتح بكلمة حتى أجي وأتكلم معك .

.
.
.

مساءً في جناح دخيلْ ..
يستلقي فوق سريره دون أن يُغطي جسده وهو ينظر للسقف, هل أرتكب إثمًا بلإنقطاع عن هاجَر ؟ أليست والدتي أيضًا ؟.
يغطي إذنيه بكفيه وبعض الأصوات المُوحشة تتردد فيهما, يعقد حاجبيه ويغمض عينيه لعله لا يرى تلك الصور عند نظره للسقف ولكن لا فائدة ويشعر بأن رأسهُ سوفَ ينفجر.
يفتح عينيه وينظر للحظاتٍ طويلة لمن يقف فوقَ رأسه ..

.
.
.


يفتح عينيه ببطء ثم يغمضهما لوقتٍ طويل وهو يدلك رأسه بيديه.
ما إن وضع أحدهم كفهُ فوق كتفه إنتفض وطوق عنق من يقف بإحدى كفيه دون أن ينهض.
ينظر في عينيه الهلعة لثوانٍ ثم يهمس : جوادْ !!
الآخر الذي كان يرتدي كزي حراس القصر الأسود همس وهو يُطمئنه : أنا بيهزادم .. ما حبيت أزعجك بالإستئذان
ينظر إليه للحظاتٍ قبل أن يتركه, يعتدل في جلوسه وهو يجتذب منديلًا من جيبه ليمسح عنقه المتعرق هامسًا : كيف غفيت أنا !! الساعة كم ؟
يخرج ساعة من جيبها ثم يعيدها إليه وهو يهتف : تجاوزت العاشرة
يتذكر بتول والتي بالتأكيد هي وحدها الآن, يقف وهو يهتف : تأخرت لازم أروح.
جواد بنبرة منخفضة إحترامًا لذكر بَتول : زوجتكم لوحدها والوقت متأخر أعرف لكن والدكم أرسلني لأخذكم إلى جناحه.
بدر بإستغراب : خير إن شاء الله .. إيش فيه ؟ ليه أرسلك أنت ؟
جوادْ يشتت نظره عن عيني بدر ويجيب : ما عندي أي معلومات
بدر بهدوء : طيب .. إنتظرني عند الباب .

.
.
.

في جناح هيفي ..
تجلس خلف طاولة الشطرنج والتي لا تجيد اللعب بها جيدًا بخلاف هِيفي ووصيفتها تقف خلفها.
فاضلة تهمس بهدوء وهي تنظر للرقعة : ما أفهم سر هالدعوة حتى الآن .
تكتفي بالإبتسامة, تردف الأخرى وهي تحرك قطعة ما : كان من الأدب حضورك أنتِ إلى جناحي
هِيفي تهتف بصوتها الرقيق : لازم تكون في جناحي .. راح تفهمي السر قريبًا
تنظر فاضلة للرقعة وهذه القطع تستفزها, تحرك حجرًا دون وعي وهي تهمس : ما علقتي أبدًا على إستلام بدر للخاتم
هِيفي وهي تفهم الآن أن فاضلة لا تجيد اللعب بالشطرنج, همست دون أن تنظر لفاضلة : هذا شيء غير ملموس, لو إستلمه بشكل حقيقي راح أعلق .
تردف بإبتسامة وهي تنظر لتحيّر فاضلة رغم أنها لا تُظهر ذلك : تعرفي أنّك لازم تغيري أسلوبك فاضلة هانم .. يعني إخترتي أمي هاجَر عن طريق ملجأك .. وفاطمة هانم كذلك .. وأنا أيضًأ .. برأيك هل هذا الأسلوب لا زال ناجح ؟
فاضلة تنظر لها والقلق يتضح في عينيها, تستدرك الأخرى : أتكلم عن دخيل .. هل راح تختاري له زوجة بنفس الطريقة ؟
فاضلة بهدوء : في رأيك أني أهتم بمستقبل شخص ضعيف زيه ؟
هِيفي : لكنك أهتميتي بمستقبل بدر .. في نظري أنه ضعيف أيضًا
ترفع حاجبيها دون فهم, هيفي تنظر لفاضلة وهي تهمس : حبيت أنهي موضوعه بطريقة تقليدية
تهمس بهدوء وهي تحرك قطعة بيضاء : كِشْ بدر ..
ما إن فهمت وضعت باطن كفها فوق الطاولة وصدرت من شفتيها شهقة خافتة وهي تنظر نحو الباب.
تتبادل النظرات القلقة مع وصيفتها ثم تهم بالوقوف ودخول حارسين ليقفا أمام الباب منعها من ذلك.
هِيفي بإبتسامة : عرفت من عدم معرفتك للعب الشطرنج إنك راح تنهي بدر بإيدك .. الملك الأسود يعني بدر في وضع يستحيل الهروب منه .. إنتهت اللعبة .. فاضلة هانم!.
تبعد نظرها عن الحارسين وتنظر لهِيفي, تهتف بغضب : هيفي تكلمي معهم ..
تنظر لهم مرة أخرى وتهتف : إبعدوا
تتجه إليهم وصيفتها وتقف أمامهما, هتفت بحنق وهي تنظر لكليهما بحدة : إيه الجرأة دي ؟ إبعدو فورًا
تقف بغضب وهي تضرب فوق رقعة الشطرنج بكفها : راح تندمي هِيفي .. راح تتحسري لدخول القصر
هِيفيي ببرود : أنتِ اللي جهزي أمتعتك .. حتى تتبدل الأماكن بين وبين هاجَر .. أنا دعوتها عليك يا ظالمة !.

.
.
.

أحمد يقف بهدوء في وسط الغرفة, بينما يقف دخيل أمامه وهو ينكس رأسه بأمرٍ من والده ويسترق النظر لعيني والده بين الحين والآخر, ومن خلفه يقف مرافقه الذي رآه واقفًا فوق رأسه.
يُطرق الباب طرقة واحدة ليهتف أحمد : إدخل ..
يدخل بدر ويقف بجانب دخيل وهو ينظر دون فهم, ويقف جواد مِن خلفه.
يهمس بَدر بعد مرور لحظاتٍ طويلة على صمت والده وعلى نظره المستمر لكليهما : آمر يبه ؟
أحمد بهدوء وهو ينظر لبَدر : بَدر .. محمد وعبد الله إجبروا يفرطوا فيك حفاظًا على أرواحهم .. أنتْ من ضمن اللي تشعلون الفتنة .. وأنت سبب في تمرد 1622 قبل عشرة سنوات .. يعني تسببت في مقتل السلطان عثمان !
تتسع عيناه بصدمة, هل يستوعب خيانة رفاقه أم يستوعب هذا الإفتراء في حقه ؟
ينظر لدخيل ويهمس : وأنت عاونته.
ينظر له بصدمة ويهمس دون إستيعاب : أنا ؟!!
يعد خطوة للوراء وهو ينظر لوالده بإستنكار ليمسك جواد به, ينظر بطرف عينيه لجواد ويهمس من بين أسنانه ما إن فهم أنه ضمن هذه الخيانة : كلب !!
أحمد يضعُ ذراعه اليمنى على ظهر بدر واليسرى على ظهر دخيلْ, يهمس بالقرب منهما : إيش رأيكم في سجن يدي كوي ؟
بدر تبرز عروق جسده ويود من بين كل هذه المصائب تفريغ غضبه في جوادْ.
يبتعد أحمد وهو يهمس : خذوهم ..
يهمس بدر ما إن أمسك به جواد : إرفع إيدك
يلتفت متجهًا نحو باب الجناح وسقوط دخيلْ على الأرض يمنعهُ من ذلك.
دخيل أخذت عضلاته في الرجفان وهو يتخبط فوق الأرض, تسقط عمامته عن رأسه ويختفي سواد عينيه . . .


.
.
.
.
.
.

إنتهى

*يدي كوي هو السجن الذي خُنق فيه السلطان عثمان الثاني.
*اللغة العثمانية يُعوض عنها باللغة التركية.
*موعد البارت كُل أربعاء.

 
 

 

عرض البوم صور حِرز  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الدَياجيرْ, يهوِي, طّيفُك
facebook




جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:01 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية