لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


دموع الياسمين / بقلمي

. . . الاهداء : الى تلك الياسمينة الباسمة ..التي تبتسم فرجاً رغم كل الأشواك التي تحيط بها اليها كتبت...

 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-01-16, 07:48 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2016
العضوية: 310458
المشاركات: 28
الجنس أنثى
معدل التقييم: هــدوء عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 28

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هــدوء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : الروايات المغلقة
New Suae دموع الياسمين / بقلمي

 
دعوه لزيارة موضوعي

.
.
.
الاهداء :
الى تلك الياسمينة الباسمة ..التي تبتسم فرجاً
رغم كل الأشواك التي تحيط بها
اليها كتبت...

 
 

 

عرض البوم صور هــدوء  

قديم 27-01-16, 07:49 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2016
العضوية: 310458
المشاركات: 28
الجنس أنثى
معدل التقييم: هــدوء عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 28

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هــدوء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هــدوء المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: دموع الياسمين / بقلمي

 
دعوه لزيارة موضوعي

انســـــكاب

أتأمله بدقة كلما تراءت لي اللحظات الهادئة ..تستهويني طلته الملوكية ..توحي لي بألف كلمة وكلمة ..تملأني ايمانا ..تزيدني يقينا بالفرج ..!
بحق استعلى ناصية قلبي بنوره الفاتن وجماله العتيق ..كنت أكره تمردالضوء في وسط الظلمة ..ولكن..ومع القمر كل شيء يختلف ..حتى النبض في حرفي يتجمل ..تتأرج عواطفي على ضوت ضحكاته الصاخبة ..ويسيرني كما يهوى هو..بكامل ارادتي ..
ساحر هو اعترف ..!
ولكني وفي ليلة ظلماء بلا بدر يزينها ولا نور يخفف ظلمتها ..افتقدت وجوده الطاغي لانهض مسرعة نحو صراخ يقول :
أبي مااااااات

،,

كزهرة لطيفة تتشبت بالماء كلما أمطرت عليها ..!
كطفل مقهور يناجي كل يوم حقيبته المدرسية .. أن أعيديني الى مدرستي المنهوبة ..!
كالكثير من أحزاني القادمة ابتدأت حياتي معلنة اختلافي منذ أول قطرة لي على هذه الأرض ..أتذكر أن والدتي أخبرتني ذات مرة أن ولادتي كانت عسيرة جدا ..كنت متشبتة بدفئ رحمها ..اعتدت ظلمته ووحدته الحانيتين ..وكأنني أعلم ما ينتظرني فأأبى أن أساوم في الحياة ..!
حضوري المتعب هذا ..ساعد نساء الحي العاطلات عن العمل في ايجاد موضوع يغلقن به فوهة الوقت الضائع الذي افتقده في ساعاتي ..فيفرغن طاقتهن المكبوته في نسج الحكايات حولي ..ليرتبط من بعدها بوجودي بقدرة قادر ) فأل غير حسن)
حاولت تجاوز ذلك الفأل ..ولكن لعنته كانت تصيب قلبي كلما ألحقوه سببا في كل مشكلة ..فسبب عنوسة جارتنا حادة الطباع كثيرة التذمر ..وزواج عمي امرأته الثالثة على التوالي ...كله يعود لوجودي السيء ..ولكن الشيء الوحيد في هذا العالم الذي لم يستطيعوا ربطه باسوداد حضوري هو دموع دمشق الطاهرة ..وأنين الياسمين في الشام
وآآآآه منك يا حبيبة الفؤاد ..!

،,
أيها الواقع في دهاليز اليأس..!
أيها المتشبت في حبال القهر ..أيها الشاكي ..الباكي ..كثير الرقاد .. حزين النغم ..!
أما تعبت من الحزن ..ألم تبكيك شجونك المتراكمة في عمق قلبك أما جن قلبك الرهيف من وجع أبلاه ..وشجن أعياه ..تأمل تقاسيمك الشاحبة على مرآتك ..تأملها ألم تسمع صوت أنينها يبكيك ..ويبكي شبابك الضائع بين أزقة الحزن ..!
انظر الى الأفق وتأمل ظلام الليل ..الليل يطووول ولكنه ينقشع عند أول قطرة من ضياء الشمس ..لينجلي الليل ..ويسود النور في الحياة بتفاؤل أرق من أنفاس الصباح..!
أنهى كلماته وهو يطلق تنهيدة مرتاحة ناظرا اليها بفرح وهو يمرقها تنظر اليه باسمة منصتة ..!

 
 

 

عرض البوم صور هــدوء  
قديم 27-01-16, 07:51 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2016
العضوية: 310458
المشاركات: 28
الجنس أنثى
معدل التقييم: هــدوء عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 28

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هــدوء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هــدوء المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: دموع الياسمين / بقلمي

 
دعوه لزيارة موضوعي

الدمعة الأولى


حروف الشعر تنتحب
فلا فكر ولا أدب
وأوزاني معلقة
فلا زحف ولا خبب
عبد الرحمن العشماوي


.
.
.


تمسك كوب (النسكآفية) بيد واليد الأخرى تُشغلها في التهام آخر ما تبقى من سطور كتابها الجديد ..!
توزع نظراتها الدقيفة المتحمسة بحب متدفق على صفحات الكتاب ..!
لا شيء يُوقظ خلاياها المتحمسة سوى مناظر القراء والكتب تستعلي سواعدهم ..أحيانا تشك بأنها مصابة بـ Bibliomania
(هوس القراءة) ولكنها سرعان ما تقول في خاطرها لا ضير في مرض ظاهره شر وباطنه يضمر من الخير الكثير..!
غالبا ما تختبأ المنح العظيمة خلف العقبات اليائسة ..!
انتبهت من قراءتها على صوت يضج بالخارج ..أسرعت في وضع كتابها جانبا لتقف مرتدية جاكيتها الجينز مخفية بذلك يديها أخذت وضع الهجوم ..
تفتقد أفضل مقومات الحياة ..تفتقد الآمان في حياتها ..!
فتحت باب غرفتها بهدوء وهي تميل برأسها بنعومة..علها ترى ما يحصل خارج مملكتها ..تجمدت أطرافها الملتاعة التي لم تبرء بعد من جرح فات ..وهي ترى طفل ملقى على الأرض بلا حس يلفه ولا حياة وي كأن شبح الموت يربت على كتفه ..يتوشح بدمائه الطاهرة ..!

اااااه يا قلبي ..كيف له أن يحتمل كل هذا ..من أين أحضر صبرا أغرقني به..تعرفني يا غيث ..لآ أطيق عيشا اذا ما لمحت عيناي الدماء تتبختر على جسد الانسان ..أخا الانسان ..بكل جبروت الدنيا ..!
أظنك حفظتني وحفظت ايماءاتي الخائنة التي تجبرني على كرهها أكثر كلما اصطدمت بعقبة جديدة..!
كلما حاولت لملمت شتاتي الموجع ..تأتي أنت لتوقظ في قلبي ألف اه من الحزن المتراكم..!
أفقدني خلف كل تجاعيد الحزن التي خلفها القاهر ..مازلت أبحث عن ملامحي ..أكاد انساها ..ان لم أكن نسيتها كما نسيتني ..!

دنت من الطفل من دون معرفتها عن التفاصيل أصلا ..عاطفتها تقودها بقوة ..وتدفعها لتنتحب كلما لمحت وجهه الحزين وتقاسيم البؤس التي تحيطه تجبرها على الشعور بالأسى أكثر..!
جاهدت غصاتها ..صارعتها مدارا لتنطق بصوت موغل بالوجع وهي تمسح على وجهه الصغير :
يا عمري انت مين عمل فيك هيك..شو عملت لحتى يضربوك بهل الشكل ؟!
الله ياخدهم ..حرقوا طفولتك..!
استمرت بالبكاء والذكريات تقتحمها فتعذبها ..!
اقترب منها وهو يرى اندافعها الموجع لفؤاده ..صغيرته بدأت بالذبول ..الأحزان صيّرت منها أنثى مهدومةالأركآن ..شعرت بحسه يحاوطها التفت اليه والدموع تملأعينيها ..لتناجيه بانهيار أن أدنوا مني ..استجاب لها شاعرا بروحها المتوجعة ليجلس أمامها ..لتلقي برأسها على صدره ..مخلفة ورائها صورة الطفل الكاسرة لفؤادها لتمتم بانهيار وآخر ما تبقى من انفاسها تسعفها :

ولك غيث هادا الطفل شو سوى ..لحتى تنحرق طفولتو.. !!
اختفى صوتها بعد ان عادت للبكاء بوجع أعمق ..!
قبّل رأسها متوجعا لحالها ..!

.
.
.
أيُّها العالمُ ما هذا السكوتُ
أو ما يؤذيك هذا الجبروتُ؟
أو ما تُبصر في الشيشان ظلماً
أو ما تُبصر أطفالاً تموتُ؟
أو ما يُوقظ فيك الحسَّ شعبٌ
جمعُه من شدَّة الهول شَتيتُ؟
أرضه تُصلى بنيران رصاصٍ
وشظايا هُدمت منها البيوتُ
أو ما تُبصر آلاف الضحايا
ما لها اليوم مقيلٌ أو مبيتُ؟

عبد الرحمن العشماوي


فتحت باب البيت بهدوء وهي تستنشق عبق الياسمين ليتوغل في عمقها أكثر فأكثر ..وزعت نظراتها على البيت الخالي من الحس ..سوا صوت العصفوران كثيران النغم ..تحلو الحياة بنغمهم المتواصل ..الذي لم يقطعه حزن ولا شجن ..!
تنهدت بهم وهي تصارع أوجاعها لتطرحها أرضا ..لا تريد للوجع أن يختلي بها فيخنقها ..رغم اليأس الذي يملأ موطنها ..الا أن حياتها تمتلأ ألوانا ..علها بذلك تنقذ نبضها من السقوط في غيابات الشجن ..رتبت البيت بهمة لا تموت وهي تستمع لصوت القارئ فارس عباد أكملت عملها الروتيني وهي ترى أختها الصغرى تدلف البيت بنشاط يتجدد ..جلست بجانبها من دون أن تبدل ملابسها لتسترسل بالكلام بعد أن ألقت السلام وهي تراها تغسل الأطباق :
لك ما عرفت شو صار اليوم..عنجد شي بسقط القلب ..كنا عم ناخد حصة رياضيات وقالتلنا الآنسة انوعلينا امتحان ..المهم يا ريت أخدنا الامتحان ولا صار فينا اللي صار ..سمعنا صوت اطلاق الرصاص ...ماشي متعودين على هل الاصوات ..بس بعدين ماتت قلوبنا لما سمعنا صوت قنبلة ..قلت الموت جايكي يا رنيم قبل ماتصلي وقبل ما تتركي المسلسلات كل ما تيجي عندكن الكهرباء
أردفت وهي تضحك :
صرت أولول (تقول ياويلي ) وبعدين...

قطعت عليها سيل أحاديثها اللامنتهية قائلة : رنيم..دخيل الله ..حاج حكي ..ما ضل سالفة الا حكيتي فيّا ..!

لتقف تلك من بعدجملتها متذمرة ..ابتعدت من المطبخ وهي تقول بصوت مرتفع :
يصحلك رنيم تحاكيكي ..لك دمشق كلا بتتمنى مني نظرة ..!

أطلقت ضحكة صغيرة على ،هبل، اختها وجنانها الدائم ..!
رنيم تعطي لحياتهم طعما ولونا يمتلأان طفولة وبرائة ..!
كم تشفق عليها رغم وجعها العميق ..الا انها مازالت تحتفظ بلسانها السليط وثرثرتها الطويلة ..!
لكم أشفق على روحك صغيرتي ..اتمنى أن احتضنك بقوة لأبعدك عن ظلم هذا العالم الفاجر ..لم تعايشي سوريا حرة الجبين كما يجب ..الا انك تحملين في حناياك عبقا شاميا خالصا يبدأ من بيروت منتهيا بعمان مارا بدمشق والقدس ..!
13 سنة مضت من عمرك تعايشين أزقة سوريا بكامل عفويتك اللذيذة ..أختاه ..ليت لي ثلاثة قلوب كي أملأها حنانا أغرقك به وأنا أضعك بجانب الياسمين ليزيدك انتماء لوطننا المنهوب ..!
ليتني أملك يدا حديدة وجسدلا ينهك ..فأقف أمامك دائما مبعدةكل من يحاول مساسك بسوء يقتلني ..قبلك ..!

 
 

 

عرض البوم صور هــدوء  
قديم 27-01-16, 07:52 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2016
العضوية: 310458
المشاركات: 28
الجنس أنثى
معدل التقييم: هــدوء عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 28

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هــدوء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هــدوء المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: دموع الياسمين / بقلمي

 
دعوه لزيارة موضوعي

الدمعة الثانية


خرج من مبنى الاذاعة وهو يتنهد بكسل متململ من روتينه الفظ وعمله القاسي الذي يجبره على الاستيقاظ مبكرا مخلفاً بذلك ورائه النعيم الازلي ..والسرير الدافئ ..!
أشعة عمان الحارقة تسقط على بشرته لتزيدها احمرارا ..وعيناه الناعستان تراقبان الطريق ليسلك السبيل لسيارته المغبرة .!
جلس بداخلها وهو يتثاوب بكسل واضح ..أحكم اغلاق ابوابها وهو يشغل المكيف لتنتشر زفرات المكيف الباردة في ارجاء السيارة ..!
قاوم رغبته بالنوم متذكرا ..ثرثرات رفيقه الغاضبة ..ولكن للنوم سطوة لا يستطيع مقاومتها أسند برأسه على المقود منتظرا رفيقه ..وهو يكلم نفسه لكيلا يسقط وجبة سهلة للنوم مرة اخرى ..!
: عـ ـمر وحدّ الله ..انـ ـت مـ ـش نعـ ـسـ ـان أصـ ـلا..امممم ..!
استيقظ من غفوته على صوت طرقات متتابعة غاضبة وحانقة على نافذة السيارة ..فتح الباب بهدوء وهو يبلع ريقه بحذر من ثورة صديقه العصبي ..!
جلس ذاك بجانبه قائلا بغضب يظهر من احمرار بشرته الشقراء :
عمر ..متى رح تترك هل العادة ..جننتني فيها يا زلمة ..هي تالت مرة بتعملها فيّ ..بحلف المرة الجاي ..ما أطلع معاك عنجد استغفر الله ..!
ضحك عمر برفق عله يخمد ثورة غضبه بماء لطفه قائلا وهويتابع الطريق بنظراته الحذرة :
عبد الله .. خلص لا تزعل ان شاء الله ما بعيدها
تمتم بتهكم وهو يدنو برأسه معدلا ربطةحذائه :
سبحان الله ..شو انك كذاب ..هي تالت مرة بتعيد هل الكلام..!
انفجر ضحكا بعد أن ألقى رفيقه كلماته الحانقة ليرد ممازحا :
انت ما بتقدر تتركني شو اعمللك كل مرة بتقرر ما تروح معي وبترجع عندي ..يا حبيبي صعب الاستغناء عن خدماتي ..!
أتبع جملته الاخيرة بغمزة ..ليهمس عبد الله بعصبية :
بتعرف اني غبي ..لاني أخترتك رفيق ..وسواقي الخاص
ضحك ليرد : قويــــــــــــة ..هي سواقي الخاص
صمت غيّم على الجو بعد جملة عمر الأخيرة ..!
للصمت رهبة كبيرة تجبرنا على الالتفات لجبروتها ..ملقيين بذلك عهودنا الكاذبة لأنفسنا بأن ندوس الذكرى بأقدام الواقع ..!
الذكرى رصاصة طائشة تصوبك لتدفعك ملقية بك على فراش الحنين ..والدم يتناثر حول جثتك والرائحة تصب بك في مهاوي الاشتياق ..!
تكلم عبد الله بهدوء وهو ينظر الى الأمام بعمق موجع :
عمر ..الجماعة اللي حكتلك عنها بتهددني..تركتني لفترة ورجعت ملّت الانبكوس بمسجاتها .. مشان مقالي الاخير عنجد مليت من غبائها ..!
توشح بالجدية قائلا باعتزاز للقابع بجانبه :
لا تكترث ولا تزعل حتى ما تلتفت لكلامهم وماتقرأه ..!
الصحفي والكاتب والمذيع اذا أعطوا مهنتهم حقها ورفعوا من قدرها ..طولبوا للمسائلة ..واوذو أشد الاذاء ..!
لانهم الوحيدين القادرين على ايصال الحقيقة الى أرض الواقع ..!
الصحفي بدراسته الميدانية للحدث
والكاتب بلغته الجزلة العميقة اللي بتوصل لقلب القارئ
والمذيغ بتوصيله للخبر ..!
فلا تزعل ..كلنا بالهوا سوا
أتبع جملته الاخيرة بضحكة ساخرة..!

................................

توسطت أريكتها المفعمة بلون البنفسج وهي تتمتم بأذكار الصباح بحس عميق يزيدها ايمانا بالله ويجملها باليقين ..!
تزداد ايمانا أن المحنةمهما اشتدت ستنجلي ..لينجلي معها كل حزن ألم بقلب مكروب ..!
أمسكت الجريدة بين يديها الناعمتين وهي تقلب بين صفحاتها لتصل الى ما ترنو اليه بعد ان فرغت من الذكر ..نقلت عينيها بين كلماته بشغف عميق يتجذر في قلبها :
"تموت الكلمات في جوفي قبل أن ترى النور ..!
وأنا أرمق وجوه البائسين تجردني من شموخي الكاذب ولسان
حالها يقول :" اف لقلبك الميت ..أترى في بؤسنا القاتل منفعة اقتصادية تجني من ورائها أموالا طائلة تملأ بها جيوبك..وجوفك ..وبطنك..فلا تشبعك تارة الا لتدفعك تارة أخرى لكتابة مآستنا العميقة ..ابتعد عن أحزاننا يا ابن ابيك ..اياك ان تقترب من حدودها كي لا تمسك بسوء ..فيصيبك نصب عظيم ..يعرقلك عن تأملنا ..ابقى بعيدا كالجبناء وارمقنا بعين المشفق ..زدنا شموخا ..زدنا عزة ..فنظراتك المشفقة والله لن تزيدنا الا حبا للاله فألستنا باقيةتلهج بالحمد "
اصمت طويلا ..ثم أنام وكأنما المأساة ليست بعض مآستي ..!
وبعض الصمت ..يطول الكلام ويتعداه..! "

قَمَرّ ،

يا هذا كيف لك أن تترجم خطراتي أقوالا تخطها بيمينك..أتقرأني أماذا يفتعل في قلمك من صخب؟! ..أترمقني وأنا أتقلب على فراش العجز متعبة من تدافع الخلجات ؟! ..فتشفق على حزني الظاهر على تقاسيمي المتعبة فتكتبني ..أتعلم اني لا أستطيع الصياغة ..لاأتقن حسن البيان ..قد أجهل هويتك التقليدية..ولكنّي حقا أعرف هويتك الروحية..فهي قريبة مني ..قريبة الى حد التجانس ..!

مرّت أربع سنوات وهي مستمرة على عاداتها الآثيرية ..كل صباح اثنين تهم في قراءة خاطرة "قمر" على زاويته المخصصة له في الجريدة..كانت محض صدفة قراءتها لحروفه ..ولكنها تعترف أنها صدفة لذيذة أيقظت النبض في داخلها ..كانت كلماته بعض ثرثرات متناثرة على طاولة في غرفة الانتظار في المدينة الطبية لم تعتقد أن تلك الكومة الورقية المغبرة تحمل كل هذا الجمال ..أيقظتها كلماته وعلمتها دروسا في الحياة ..!
علمت لم خلقت ..وما الجدوى من وجودها في الحياة ملقية بذلك أشجانها المتتابعة في بئر النسيان ..!
استوى قلبها الراكد على أرض الجسد فعلمت حقا معنى الحياة..!
استوت واقفة بعدأن أنهت قراءتها وهي تلقي بها على البنفسج الناعم ..ارتدت خفيها الناعمين وهي تشد الجاكيت على جسدها ..تشرين الأول يصك عظامها بردا في ساعات الصباح..ويغلي جسدها نهارا ..!
فتحت باب الغرفة بهدوء يرافقها ..نظرت مكان الطفل بوجع مر ..أبعدت نظراتها وهي تحوقل باحتساب ..كلماهمّ الحزن بافساد نقاء الفرح بداخلها..استعانت بجنود الله لتهزم جبروته ..!
توجهت ناحية المطبخ أقلبت على تحضير الفطور ..تنحى الهدوء جانبا بعد سماعها لصوت يلقي بالسلام بنعاس واضح
ابتسمت بحنان وهي ترد السلام ليعود الصمت فيسود" رحيل ..شلونك اليوم ..ان شاء الله أحسن "
تسلحت بالثبات لترد على سؤاله المهتم:
منيحة الحمدلله ..بتعرفنا احنا البنات حساسات شوي ..لا تهكل هم
أتبعت كلماتها الأخيرة بضحكة صفراء توقظ في القلب ألف آه وكم
من ضحكات ظاهرها الفرح ..وما هي الا تشنجات متوجعة تظهر
على صفحة الوجه ..!

توافدت الى خاطرها كلمات "أحمد مطر " :" لم أكن أقصد
أن أبتسما ..كُنت أُجري لفمي بعض التمارين احتياطا ..ربما أفرح يوما ..ربما !!"
وهي ترمقه يتأملها بشجن عميق وروح مشفقة..!
صغيرته كم تتسلح بالقوة ..وهي مكسورة ..!
وجنباتها ملتاعة ..تنتظر أن تبرد بخبر يفرح فؤادها ..!
ورغم أشجانها المتوافدة..وأحزنها المتراكمة ..الا أنها تعيش حياتها بشموخ معتز ..يزيدها بهاء..!
أختاه ..علميني في القوة دروسا لكي أستعين بها أمام الأمواج العاتية التي تقتلع كل راسخ من جذوره لتلُقي به في مهاوي الرحيل غير آبهة من حزن أعتلاه ..وكسر روحه فأدماه ..!
أقترب منها بعد أن كان يجلس أمام طاولة الطعام بهدوء تام ليقبلها أعلى الجبين ليهمس بهدوء : " رح تضلك قوية ..مهماتوافدت ع قلبك الاحزان ..أختي وبعرفك..بس بقول الله يرضى على قلبك"
أمطرت عيناها شموخا وهي ترمقه يبتعد من أمامها ..لكم تحبه ذلك الغيـث ..رغم قسوته القديمة وعناده الأزلي ..الا أنه دائم التكفير لذنوبه السابقة ..!
..............................


تستصرخ الثكلى في شوارع دمشق التاريخية بني البشر ..ودموع العين تحفر الوجنتين بطوفانها الهادر ..!
امتلأت الأرصفة بأكوام من دماء الأطهار ..والبراميل المتفجرة صيّرت من جثث الأحرار الى أشلاء ..تتلوها أشلاء ..!
أشلاء لا تنطق سوى بالموت والبؤس والشقاء ..!
دموع مريرة ..وأصوات مبحوحة جعل منها الحزن زفرات ملتهبة ..!
أجاد الشجن في كسرها وتحويلها الى همسات متخاذلة تتكأعلى عصا الغير ..مبعدة بذلك قوتها وشموخها العتيقين عن مرمى العمر ..!


تنهدت بـ"طولة بال " وهي ترمق المعلمة تتهادى على كرسيها الممتلأ بالندبات المتورمة ..وفمها لا يكاد يصمت حتى يعاود الكلام ..!
تشعر بالغثيان من تاريخ لم يُوجد سوى في مدارسهم ..!
صناعة محلية ..هو..!
متأسفة جدا على مادة التاريخ ..التي أضحت مقبرة عظيمة لكل حقيقة ..تُولد الأوهام على أكناف المقابر ..وتقتات من أشلاء الحقائق ..مبتسمة ..مستهزئة ..!
لم تعد للتاريخ أهمية عظيمة بعد أن لوثت نقاؤها ..فساد المناهج الدّجالة ..أضحت مادة التاريخ ..وحش كاسر بالنسبة للطلاب ..يهابونه ويتبرمون من وجوده ..!
ضاعت جمالية دراستها والتغلل في أعماقها خلف تقاسيم الكذب ..!
انتبهت من سرحانها على صوت المعلمة توجه الكلام اليها متهكمة:" وتين ..تفضلي اشرحي النقطة ..!" أتبعت كلماتها برفعةحاجب وابتسامة حادة..!
بوغتت بالسؤال ..تكره أن تباغت ..وتكره المتهكمين المستعليين الذين يظنون أن الله لم يخلق سواهم على هذه الأرض ..ألا يعلمون أن فيروسا صغيرا لا يُرى بالعين المجردة قد يطرحهم على فراش الهلاك..اذا ما أكبّ عليهم..!
كادت أن تجيب لولا أن المعلمة ..أردفت منتشيةمن شحوب ملامحها ..:" لو تتركي عنك انت وياها قصص الحب ..وتنتبهن لدرسكن ..كان الدنيا بخير ..ما بتحسن ..ابوك بيشتغل من الصبح للمسا مشان ربع ليرة تايجبيلك دفتر مشان تتعلمي ..وبنص أوضاع هل البلد ..وانتن مواظبات على شغبكن وقلة اهتمامكن"
اكفهرت ملامحها ضيقا ..ابتعلت ريقها وهي تسمع تجريح المعلمة
لتستعيد ثباتها قائلا :
آنسة ..لوتنتبهوا لأسلوبكن بالحياة ..وتعاملكن مع هل الناس ..كان عرفتو ليش نحنا ما عم نحب مدرستنا ..مناهجنا مليانة خداع ودجل ..زبطوا المناهج والدروس ..وزبطوا اسلويكن ..مننتبهلكن ..!
انتوا عم تبعدونا عن التعلم ..وانتو ماعم تحسوا ..!
أنهت كلماتها لتجلس على المقعد بهدوء ..!
أما عن المعلمة فقد فغرت فاها منصدمة من ثبات حروفها ..رغم خُلقها العالي ..وكلامها المنمق ..الا وأنها ظاهريا تحمل بين تقاطيع أبجدياتها ..حدة عميقة ..وحقد دفين ..!
ردت بعصبية وهي تضرب بالكتاب على الطاولة قائلة :
أنا بعرف اللي بدو شهادة بكافح منشانا
صدقيني ..ما بتجيه ع طبق من دهب ..!
ما ضّيع البلد الا أمثالكن ...

وتّكمل المعلمة سيل عصبيتها ..وأنا أسرح
من ضّيع البلد..وان ضاع البلد ..نحن من ؟!

 
 

 

عرض البوم صور هــدوء  
قديم 27-01-16, 07:54 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2016
العضوية: 310458
المشاركات: 28
الجنس أنثى
معدل التقييم: هــدوء عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 28

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هــدوء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هــدوء المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: دموع الياسمين / بقلمي

 
دعوه لزيارة موضوعي

الدمعة الثالثة

أتذكر قلبك الحاني كلما لمح طيفي الباسم ..يناجيه أن اقترب ..!
عُّد الىّ ..كما عودتني ..وتلوذ بالصمت كعادتك ..مخلفني من بعدك جرحا لا يكف عن النزف ..وسقما يقترب من روحي الهوجاء فيزيدني ضعفا وانكسار ..!
أبتــآه ،
كُّلماأمتلأتُ بالفقد لمحت روحك البشوشة ترمقني بحب هادر ..فأزداد انتماءً وثباتاً ..!
أتعلم ؟!
ما زالت عيناك اللتان تفيضان حباً وبهاءً تراقبانني باهتمام بالغ ..كل يوم ..وتهتمان بايماءاتي الغامضة ..!
أتدري أن روحي من بعدك ..قحطت أرضها ..وأبتدأت سنينها العجاف ..لم يبقَ في أرضها سوى رمح قاتل مغروس في عمقها ..وبضع وتسعون ندبة تترامى حولها الدماء بكثرة ..!
أرأيت ما فعله غيابك بي ..أرأيت أن رمح الغياب قادر على تصييري الى أنثى مبعثرة ..!
الرحيل أوجعني ..أبتاه ..سرقني مني يا لصيق الفؤاد ..الا تشعر بوجع يعتيلك ..وجزء منك يتلوي على نيران الشيق ..!
لم أحب اسمي يوماً _سامحك الله _ أغدقتني بشعاب الفقد منذ نعومة أظافري ..لاحقتني لعنة اسمي ..لتسرقكك مني ..وتخطف أنفاسي بغيابك ..!
لم أعد أنا ..أنا ..()
أضعت ملامحي الباهتة في زحام العمر ..!
وفقدت كلماتي الثابتة في حنايا الدهر ..!
أذوب ولهاً لفرح ينتظرني ..!
وأعيش على أمل قدر يبتسم لي..!
تطايرت حروفي الصامتة على ابهام القدر ..!
وتكسرت خواطري المشتاقة على أوتار السحر..!
أنزوي جانباً ..عّل الفرح يلقاني..والحياة تغشاني ..!
أحلم ببسمة تُحييني ..تُعيد أيامي المنصرمةبأشجاني ..!
ويح أملي ..قد تمادا في فرحه المستكين ..!
ألم يرى أن القدر يحمل بين يديه سكين ويرمقني بشر مبين ..!
أيريد أن يعيث في قلبي فساداً ويزيده صخباً ..أم يريد أن يسل سيفه ويقطع رأس حرفي الحزين ..!

مؤلم أن تكون في زهرة شبابها ولم ترَ من الزهر الا اسمه ..أما رسمه فقد تنحى جانباً ..سامحاً لطوفان الذكريات ..الارتماء في أحضانها ..!
جاوزت العشرين ولا طموح تلفها .. لا تنكر أنها فيما مضى أوغلت بالحلم وتغلغل بين حنايا القلب ولكن الصدمة القوية التي تلقتها أسقطته من على كتف روحها ..فأنصهر تحت لهيب الصدمات ..مشفقاً على ذهولها ..!
حياة فارغة ملأتها ..أدمنت القراءة والنسكافية ..عدا ذلك كل شيء باهت ..يغزوه الشحوب ..!
انتبهت من تأملاتها على صوت الهاتف لتمسكه وهي تضغط على زر الرد بعد أن ملأ اسم " ديانا " الشاشة ..وصوت "فضل شاكر " في سوف نبقى هنا ..يتردد في الصالة ..ممتلأً بالرقة والأمل ..تعشق الصخب السوري وتقتات الفرج مدراراً من أجلهم ..!
وصلها الصوت المزعج ..حادأنثوي مبحوح..خليط متجانس من المتناقضات ..تكادتقسم أن هذه الفتاة أنثى التناقض ..!
رد بـ:وعليكم السلام..هلا ديانا ..!
:هلا فيكي قلبي ..كيف حالك؟! ..شوأخبارك ؟!
: منيحة الحمد لله ..!
: دايماً يا رب ..قوليلي شو صار معك؟!..سجلت بالجامعة ..من مبارح التسجيل متاح..!
لا مبالاة موجعة طغتها لترد: ما بدي أدرس ..رح أزهق ..مابدي أهكل هم الجامعة وغيرها
أنزعجت من حدة تأنيبها ..لتبعد الهاتف عن أذنها قليلا وهي تسمع الى سمفونية أعتادت عليها ردت :
ولك أنت شو مالك..مجنونة اشي ؟! ..رح تجننيي معك.. شواللي ناقصك لتكملي حياتك طبيعية ..شوفي كلنا منواجه صدمات بحياتنا ومنكمل عادي ..بكفي ضعف ..اللي قدك تخرجوا وهيهم عم يأسسوا لحلم جديد وانت ..
قاطعتها قائلة :
ديانا ..ارحميني ..ما فيني أسمع ..أنا قررت وخلص ..هي السنة مابدي أدرس ..ما فيني ..مش قادرة ..!
: خليكي ضعيفة هيك..وعنادك هاد خرب عليكي كتير اشياء ..رح تضلك موجعة قلبي بضعفك واستسلامك وقوتك الغبيةاللي بتتظاهري فيها ..خليكي مع هبلك..وأنا رايحة أكمل حلمي ..رح أعمل كلشي بتمناه ..هي حياة وحدة..!
أغلقت الهاتف بعد أن أنبتها قهرا يحتويها
أبعدت الهاتف عن أذنها بعد أن أغدقت توبيخا ..أستعانت برفيقاتها ..بضع دويمعات رقيقة ..خير لها من الدنيا وما فيها ..وحدهن من يخففن لوعة القلب الموجوع ..وهم يوقدون جمرات ألظى من الاخرى ..سمعت صوت المطر يلتهم الأرض اشتياقاَ ..ويعانقه بحنين !
فتحت النافذة وهي تطل برأسها ..وابتسامة أرتسمت على صفحة الوجه البريء ..مسحت الدمعات المتعلقة بالأهداب وهي تتأمل منظر المطر ..يستهويها ..!
فُجعت وهي تسمع صوت طرقات متتابعة قوية على الباب الرئيسي للبيت ..البيت يخلو الا منها ..وغيث لم ينتهي دوامه بعد فمن ذا الذي يطرق الباب ..!
ألتقطت غطاء رأسها وهي تستعيد ثباتها لتقف خلف الباب قائلة بثبات متزعزع : مين؟!
وصلها صوته الكريه ..فأوقد كرها في داخلهها
:وينو الكلب غيث ..متخبي متل النسوان بالبيت ..خليه يواجهني اذنو زلمة ..!
صكت أسنانها قهراً لتواجهه بعدأن فتحت الباب لترد قائلة:
انتبه لألفاظك عمران ..انت مش في الشارع لتتعدى حدودك.احترم بيت خالتك..وغيث اللي عم تحكي عنو أرجل من عشرة من أمثالك ..!
بهمس مصدوم وفرجة بين شفتيه : رحيل ؟!
:اه رحيل ..رحيل اللي كسرتو قلبها
ووجعتو روحها. .وحفرتو بفؤادها جرح عميق مش عم يرضى يندمل..!
كلكم ظلام ..من غيث لالك ..بس فيك تقول حدا أخف من حدا ..!
ورجاء لا عاد تيجي لهون..منشان ماتصغر حالك بعيني أكتر ..!

أتبعت جملتها الأخيرة بضحكة مستهزئة ..متهكمة ..لتغلق الباب فتخلع قناع الثبات وهي تنهار على الأرضية الباردة من وجعها باكية..على عمر ضاع في الريعان ..!

............................

أشعر أن في قلبي نبض خافت ..!
لا صدى يكسوه ولا نداء ..!
وبين حنايا القلب ستون طعنة..!
ما زالت تنزف وتروي أزقة القلب بالدماء ..!
قلبي كطفل متهالك ..لا قوة تعينه ولا دهاء ..!
روحي تئن بتمزق مر _ياللأسى_ !
الرحيل عن حلمي بات لها دواء ..!

أبتسمت بخجل وهي ترى ابتهاج الطالبات وصوت التصفيق يُّمتع سمعها الخجل..!
أول محاولة شعرية ..غير متزنة الحرف ..مكسورة القافية ..ولكنها بالنسبة لها بداية لتحقيق حلم يلوح لها من بعيد وابتسامة طويلة تشق طريقها على وجهه ..!
رجعت الى مقعدها وهي تسمع مديح المعلمة ..وتمنياتها العميقة لها بالنجاح ..جمهورها قليل ..ولكنه يعني لها الكثير ....!
حصة العربي أضحت بالنسبة لها متنفساً لنبض الخاطر .. كلما أشتد بها الكرب ..ولعب بثباتها رياح الأقدار لجأت الى القلم تستجدي جماله ونشوته ..!
ما زالت في بداية الطريق لم تتجاوز الثالثة عشر ..ولكنها تحمل بين جنباتها همة تتوقد ..وعزيمة لا تنطفأ ..وطموح يتهوج بحرارة ..!
لم تشعر بنفسها وهي خارج المدرسة ..سارحة الفكر ..منطفئة السراج ..ألتفت الى "وتين" بعدأن رأتها تركض نحوها وتنادي عليها ..أندفعت اليها قائلة وهي ترى انطفاء عينيها
: لك رنيم ..خفت عليكي ... تأخرتي ..!
بلا مبالاة ساهمة : عنجد ..!
: هييييي ..خيتو مانك ع بعضك ..فيكي شي ؟!
: لا بس كان علينا حصة تعبير
أبتسمت بحب وهي تغمز لها بعد أن أمسكت يدها متوجهتين للبيت قائلة :
اي وانت صافنة بجمال الحروف ..لولاكي اختي ولا كان شكيت انو صاحبة القلم المتوهج هيّ نفسا رنيم المشاغبة ..!
نظرت اليها بتهكم بارد لتردمستهزئة : معي انفصام.. بعيد عنك!!
أنفجرت ضاحكة وهي تمشي بجانبها ولفحات الهواء العليلة تزيد وجنتاها احمراراً :
اييه قلتيا .. يا عيني عليكي !!
صمتت ..واستغربت .. لم يغب عن خاطرها غرابة سكون الصغيرة ..!
لم تعدها صامتة ... ذاهلة النظرات ..مجروحة الأجفان ..!
دائماً ما تضج رأسها بثرثراتها اللا منتهية ..ومشاكساتها التي تجمل الفؤاد بالسعادة..ما خطبها ..؟! ..
همست بتوجع وهي ترمق تمركز الجنود على جوانب الطريق :
رنيم ..مبارح أبي حاكانا .. وقت كنتي نايمة..!
ردت ببرود : عنجد..؟!..كيف حالو مرتاح مع مرتوالجديدة؟!.
كعادتها متفائلة الى حد السذاجة ..لم تعهد رنيم هكذا ..يبدوأنها بدأت بخلع رداء الطفولة متوشحة بالنضج مبكراً ..وهي ترى سوء الحال ..والشعب يشكو ويبث الأحزان للخالق المتعال ..!
أغصبت روحها على التبسم :
مهما سوّا بضل أبوكي ..والو عليكي حق انك تحترميه ..!
:عنجد وبصفتو أبي ما الو عليّ حق انويحمينا ..ويبعدني عن كل سوء..متل ما الوحقوق عليّ ..الي حقوق عليه ..بس هو تركنا وما أدى اللي عليه ..فأنا ماني معترفة فيه أب ..يا حيف ع هيك أباء ..!
كانت قد وصلتا الى البيت ..دلفت رنيم الى البيت بعدأن بثت زفراتها الواثقة ..تاركة وتين خلفها حائرة الفكر ..!
كيف حملت في قلبها كل ذاك الحزن ..وأخفته بثياب المرح والضجيج ... الآن فقط علمت سبب ثرثرة رنيم المتواصلة وشغبها الدائم .. هي بذلك تحاول أن تسد فوهة الوحدة الطويلة التي تعاني منها وسط كل هذا الألم..!
رنيم ،
يا صغيرتي التي لم ترى من الدنيا سوا تمركز الجنود على الطرقات وأسلحةظالمة تستعلي سواعدهم الملطخة بالدماء ..!
يا صغيرتي التي لم تشم من الدنيا سوا رائحة البارود والدم المتكدر بين ثناياه ..!
يا صديقة قلبي الطائر ..!
ورفيقة دربي الحائر ..!
وشعاعي في الدجى الجائر ..!
أعيرني حبيبتي سمعك ونظرك لأطلعك على دنيا تليق ببهاء قلبك ونقاء روحك..!
أيا أختاه،
كفي عن نحيب الوحدة..واعلمي أن القلب ينبض حباً لنبضك ..!
ان كنت تشعرين بالوحدة..فلتعلمي أن الوحدة لن تلقاك ..وأنا أشاطرك الشجن ..وأقاسمك رغيف الفرح كل حين ..!
لا تفتتي قلبك الى شظايا ..فكل الحياة مغادرة ..وكل الأحزان مسافرة ..!

..........................................

يتوسط كومة الأوراق المصفرة التي لعب ببياضها تتابع الأيام ..ورائحة عميقة تنبعث منها لينتشي أنف أدمن استنشاق عبيرها الآخاذ ..بامتزاج مرارة القهوة مع انسكاب الحبر على الورق ..يعييش أنقى اللحظات ..!
لا شيء يروق له ..سوا هذه اللحظات الهادئة ..التي يقضيها مستمتعاً من دون أن يشعر بمضي الوقت ..في مكتبته الغالية ..!
دائماًما يعاهد نفسه على ألا يبدأ بكتابة رواية جديدة بعدأن يُنهي ما كتب ..ولكن الرغبة العميقة التي تتجذر في داخله لتنمو كل يوم أكثر .. لتتشعب جذورها في أرض الروح .. تدفعه للكتابة من جديدة..يشعر أن يومه خالي الحس من دون أن يكتب ..!
لو لم أكن كاتباً ..لأزهرت الحياة في قلبي وماتت قبل أن أدرك جمالها .....!
لو لم أكن كاتباً..لنحرت روحي بخنجر حرفي ..وأناأتأمل خفقاتي النارية ..تتوافد اليها الحروف فلا تستطيع صياغتها ..!
لو لم أكن كاتباً..لفقدتني قبل موتي ..!
خرج من مكتبته الموجودة في جانب كبير من غرفته الواسعة وهو يسمع صوت أخته تناديه ..نظر اليها ببرود بعد أن وقف أمام مكتبه مرتباً ما تبعثر من الورق ليقول ببرود قاتم:
: ليش حضرتك في ع غرفتي ..من دون ما تستأذني ..!
أكفهرت ملامحها ضيقاً من أسلوبه الفظ الذي لا يستعمله الا حين زعله ..ردت عليه وهي تنظر الى ظهره مشفقة متبرمة :
انت أخوي ..وما بينا هل الرسميات ..الا اذا ما بدك اياني ..!
قالت جملتها الأخيرة بنبرة باكية ..مليئة بالحزن العميق ..أنتقل من مكتبه الى سريره وهو يرتب شغبه ..مبعداً نظراته الحانية عن تلعق العبرات على أطراف الأهداب ..لا يريد أن يسامحها ..يكفيه ما يعانيه من أجلها .. حياته مليئة بالضغوطات والصعوبات وهي لا تلقي بالاً لكفاحه من أجل تحيا شامخة ..لا يشوب شموخها نقصان ..قد يلم بها بعد فقدانها للأب والأم ..!
لو تشعرين قليلاً أيتها العنيدة بأنين القلب .. لابتعدت عن تمرداتك الطفولية ..ولأرحت فؤادي المشغول بك ..!
شعر بحسها ورائه ..استنشق أكبر قدر من الهواء وهو يحاول أن يتماسك ..أغمض عينيه مشفقاً وهويسمع ثرثراتها الباكية ..لا يطيق حزنها ..يموت كمداً قبل أن يواجهه
: عبد الله ..مشان الله ..لا تضلك زعلان عليّ...والله أنا ندمانة ..لا توجع قلبي هيك..!

وقلبي..!!
من يلتفت لوجعه وصخب ضيقه ..من يكترث لبكائه
لم أنا مهمش الى هذا الحد..مُرهق من ثقل المسؤوليات ..!
تنهد بهم وهي يلتفت اليها ببرود يخفي الكثير من الحسرة ليقول مؤنياً متوجعاً :
ديم ..لا تمثلي الندم..حذرتك أكثر من مرة بس انت عنيدة ..ما راعيتي اشي ..متمرد وعنيدة ..عنجد أنا زعلان منك..وما رح أرضى عليكي ..!
أرتمت على صدره باكية لتلف يديها حول خصره بتملك موجع ونشيجها يُّقطع قلبه أكثر :
عبد الله ..لا تكسر قلبي يا اخوي ..لا توجعني أكتر من هيك
مشاني معتبريتك بابا اللي ما شفته ..وماما اللي تركتني ..بتعمل فيني هيك..ارضى عليّ
بابا عبد الله ..!

اه ..ثم اه ..ثم اه ..وألف اه
ماذا تفعلين بي يا صغيرة..!
أتريدين حرق ما تبقى من روحي ..ام ماذا تعملين بقلب لم يجد سوا البكاء والكثير الكثير من التوجع العميق ..!
احتضنتك ابنة ..منذ صغري ..كنت مسؤولية لذيذة على عاتقي ..احتضنتك علقة يكبر حبها في قلبي كل يومأكثر ..احتملت الكثير من أجلك..ولكنك لا تبالين ..وضعفك مازال يكسرني ..!
مسح على شعرها هامساً بتوجع :
خلص يا روح أبوك ..حرقتي قلبي ..بس اياني واياك تعيديها ..بحذرك من انك تخسريني ..!

 
 

 

عرض البوم صور هــدوء  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الياسمين, بقلمي, دموع
facebook




جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 08:48 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية