لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-01-16, 11:16 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2015
العضوية: 308123
المشاركات: 55
الجنس أنثى
معدل التقييم: سوهاني عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 59

االدولة
البلدSudan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سوهاني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ثريا ا ا المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: كهرمان / بقلمي

 

فصلٌ آخر مشوق .. شكراً لكِ عزيزتي
بطريقة ما كتاباتك تذكريني بكاتبة ويب تدعى (قلب دبي )
أو شيئاً من هذا القبيل إن لم تخني ذاكرتي ..
المهم ..
وأخيراً التقطت معلومة عن أبطالك .. معلومة صغيرة ولكن لابأس بها
بطلنا يدعى متعب و صديقته وفاء .. آه شعرت بفرح لأنني خرجت بالمفيد
ما زلت أنتظر تدفق الأسرار .. لابد لي من معلومات ضخمة !!
يبدوا لي أن في جعبتكِ الكثير .. هيـا أخرجي بعضها للعلن
في انتظار فصلك الثالث .. ولابأس سننتظرك !
موفقه ..

 
 

 

عرض البوم صور سوهاني  
قديم 25-01-16, 07:24 AM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2014
العضوية: 285912
المشاركات: 377
الجنس أنثى
معدل التقييم: همسة تفاؤل عضو سيصبح مشهورا قريبا جداهمسة تفاؤل عضو سيصبح مشهورا قريبا جداهمسة تفاؤل عضو سيصبح مشهورا قريبا جداهمسة تفاؤل عضو سيصبح مشهورا قريبا جداهمسة تفاؤل عضو سيصبح مشهورا قريبا جداهمسة تفاؤل عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 666

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
همسة تفاؤل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ثريا ا ا المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: كهرمان / بقلمي

 
دعوه لزيارة موضوعي

صباح الفل والياسمين

ثريا يا قلبي انرتي بليلاس انتي وكهرمان
تفاجأت قبل شوي لما شفت اسم الرواية ودخلت فورا
حبيبتي كهرمان من اكثر الروايات الي اعجبتني وشدتني واتمنى تلاقي تفاعل بقدر ابداعك فيها

لذة روايتك بغموضها واسلوبها المنفرد بالطرح
مقصرة بحقك الاسبوع الماضي بس نطمع تتلمسي العذر الي

وبالتوفيق حبيبتي

 
 

 

عرض البوم صور همسة تفاؤل  
قديم 26-01-16, 10:51 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2016
العضوية: 309972
المشاركات: 18
الجنس أنثى
معدل التقييم: ثريا ا ا عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 29

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ثريا ا ا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ثريا ا ا المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: كهرمان / بقلمي

 

سوهاني

حياك يا قلبي
لبی حضورك الرائع
ردك المشجع تبعث اﻷمل في الكاتبة
ﻻ عدمت حضورك يا جميلة

 
 

 

عرض البوم صور ثريا ا ا  
قديم 26-01-16, 10:53 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2016
العضوية: 309972
المشاركات: 18
الجنس أنثى
معدل التقييم: ثريا ا ا عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 29

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ثريا ا ا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ثريا ا ا المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: كهرمان / بقلمي

 

هموووووسة

عاكسة نورك يا قلبي
أفرحني وجودك هنا بروايتي
ربي ما يحرمني منك ومن دعمك

قبلة عنيفةة

:d

 
 

 

عرض البوم صور ثريا ا ا  
قديم 26-01-16, 10:55 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2016
العضوية: 309972
المشاركات: 18
الجنس أنثى
معدل التقييم: ثريا ا ا عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 29

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ثريا ا ا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ثريا ا ا المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: كهرمان / بقلمي

 

-
















الفصل الثالث











. . .

















~

خسرتُ كُلُّ شَيءْ


كنتُ خائِفة
مُمزَّقة ...

كنتُ يائِسة
مُحطَّمة ...


وأتيتَ ( أنت )
فتحتَ لي البابْ


كنتُ أختبِئ
وأتيتَ ( أنت )

غمرتَني بالنُّور
أعدتَ لي الرؤيَة


دواءٌ ( أنت )
مسكِّن للآلامِ
( أنت ) ..


رقيقٌ ( أنت )

كَفراشةْ تُقبِّل
عينَي طِفلٍ ..

علىَ أنغامٍ
عَذبةْ ..

~





- .. The window man .. window man ..



- هاه ؟







حلم ، كان حلماً . . !



غرق في الوسادة ، يلتقط أنفاسه .



أطبق أجفانه ، يدعكها في كسل .



قطع تثاؤبه النغمة المحببة إلی قلبه ...

فقفز يتناول الهاتف ..


وردَّ بصوتٍ ثقيل : الطيب عند ذكره !


- نايم ؟

أرسلت لك ما دخلت ، ودقيت .

اسمع ﻻ تمرني .



عقد مابين حاجبيه :

- قلتي عليك اليوم ..


- جاني ظرف ، بأقفل .. مع السلامة .



قذف بالهاتف ،

ورمی رأسه بالوسادة .



بعثر شعره بعصبية ،

متمتماً بكلمات متوعِّدة .




الخائِنة ..

تتعمد التهرب ..

أين ستفلت منه !



لكن ؛ لم تتغيب قط !

لِمَ هذا الغياب المفاجئ ؟

إنه ليس من عوائدها !


فهي حريصة كل الحرص ،

علی الالتزام بمحاضراتها .



أحصل لها طارئٌ ما ؟












- أبي أطلع ، أنا تحت .



علت نبرتها الصدمة :

- وش جايبك ؟!



- يومين مو شايفك ، ﻻزم أشوفك الحين .


- حالياً تعبانة ، ما أقدر أقابل أحد .


- وش فيك ؟



ميَّز لمحة التردد بصوتها :

- شوي تعب ، روح الجامعة .



- وفاء ، لو ما خليتيني أطلع الحين ...

بأقلب المكان شغب !!


- منت طالع ، ارجع ..


- يفترض تعودتي علی الشباب ،

اللي كل يوم مبسطين عندكم ، يونسونكم !



فجرت الهاتف بصيحتها الغاضبة :

- ﻻ تغلط !! أنا بغرفتي ومالي بغيري ، ما أسمح لك !!



- أبي أطلع !






تبعها حتى حجرتها وتعابير اﻻشمئزاز واﻻستحقار تملأ تقاسيمه .

أغلق الباب وراءه ، يستأنف حديثهما الذي بدأه في اﻷسفل .

- تجهزين عفشك من هالحين ، خلال يومين

أكون لقيت لك مكان ينعاش فيه .


- ﻻزم أستأذن بابا ، أو .. بأخليه هو يبحث .


- ماله داعي تشغلينه ، أبوك واحد مب فاضي لك .


حذرته بلهجة ﻻذعة : ﻻ تغلط علی بابا .


- لو مهتم ما كان أنتي بهالخرابة .


- ما أذكر شكيت لك .


- أبوك واحد تورط فيك وما صدق يفتك .


تكلمت بصوت مختنق :

- وش تبي أنت ؟ قل اللي عندك وروح !


- اجلسي ، ليه واقفة ؟


قال يسترخي علی سريرها الرمادي اللون بارتياحٍ تام .



- ماني جالسة .


- خايفة ؟!


- تری أعصابي مشدودة منك .. متی تروح ؟


ردَّ بتلاعب مغازلاً :

- جيت أبي أشوفك ، ماني مفارقك إلی ما أشبع !



أخذت تتلفت حولها كالتائهة الباحثة عن منقذ ،

وقدميها المتشنجين يحكان اﻷرض بتناوب عشوائي .



غمغم بنبرة يغلفها اﻹحباط :

- كنت ناوي اليوم آخذك أمشيك ، طلعتي تعبانة ..

تعالي أشوف وش فيك .. حمی ؟


انحنی حتی وصل إليها فأمسك بها ، يقربها إليه :

- حرارتك عادية ، بس وجهك تعبان .. وين يعورك .. بطنك ؟


كانت منقبِضة من تقييده متصلِّبة ، ولم تنطق بحرف .


سأل بشك :

- ? Period


شحب وجهها وقطبت باستهجان ، ترمقه بنظرات امتعاض .



كانت أكثر فوضوية وإهمالاً من أي وقت رآه بها ،

لم يعتد بعد علی تهاونها في أناقتها ..

خاصة أن إهمالها أكثر مما يُحتمل !


فمراتٍ يبلغ بها تداوم بنفس الثياب لأيام متتالية ،

وكم من مرة اضطر لتوبيخها .


كان ذلك مزعج جداً لشخصٍ مثله يهمه المظهر الخارجي ، وأناقة الهندام .



- حتی لو مريضة يا وفاء ، اهتمي شوي ، ما ينفع ..


- أنا هنا بسكني وغرفتي ، هذا مكان راحتي ، فاعفيني من تدخلاتك .


أصبحت ردودها المنتقمة جاهزة .



- ما تقدرين تطلعين أبد ؟


- حتی لو أقدر ، أنا مابي !


استند بإحدی مرفقيه السرير ، يتأمل أرجاء الحجرة :

- أجل شكلي بأقضي اليوم هنا ، أشوف السرير مريح !



سببت له الهلع بحجمِ المشاعر الجيَّاشة التي تدفَّقت بغير حساب ..

وامتلأت بها نبرتها الشاكية :

- .. أنا ماقدرت أروح الجامعة وأنا عندي أشياء مهمة ..

تبيني أتمشی معك ..؟

.. شايف وجهي ..

أنت مافيك رحمة ..؟



استقام واقفاً بقلق .



إنها توشك علی البكاء !


إذن هي بشرية !!



- خلاص خلاص ، هدي .. أنا طالع .. هدي ..



حكّ رأسه مشوشاً ، ثم ذكرها قبل يعتزم التحرك :

- ﻻ تنسين ، عفشك يكون جاهز .

أي وقت توقعيني أشيلك من هالقرف .


- بأستأذن بابا ..


نوی مقاطعتها لكنها أكملت بحزم :

- أنت جيب الشقة ، وبأخلي بابا يشوفها ..

ومرة وحدة يكلم مسؤول السكن .


- ولو سأل من وين لك ؟


طرفت بتوتر : بأقول له صديقتي .


اتسعت عينيه عن آخرهما : أهلك مو عارفين حالتك ؟!


تململت في وقفتها .


فأحس بالرأفة ، وقرر إنهاء النقاش :

- اتفقنا !! ... بس شوفيني أحذرك ، لو أشوفك

مداومة بهاللبس ؟ واﻻ هالشعر مب مغسول ؟

قسم إن تشوفين راسك محلوق علی الزيرو !


نبَّهها ويده تعبث بخشونة بكومة شعرها المشعث والفوضوي .


ثم اتجه صوب باب الحجرة بخطواتٍ رتيبة .

- تحتاجين شيء ؟


أتاه الرد آليّ : ﻻ ، شكراً .



فخرج مودعاً .


مصفقاً الباب خلفه بعنفٍ يصم اﻵذان !



















. . .
















منغمسٌ في التفكير بين ضجيج رفاقه ....

وثرثرتهم الفارغة ....




- وأنت ؟



في تيه : وشو ؟ أي سيرة وصلتم ؟



- المباراة ....


- يا ليل البثارة ....

قاطع رفيقه قبل يتمم جملته .


- مب أنا يالطخ ! رجعوا فتحوا الموضوع ﻷجل هالحمرة ..

طلعت لنا بفكرة خقوا عليها الشباب ، سمعتها ؟


في حيرة : أي حمره ؟


- احلف ! الخقة بين فادي و جيس .. ناظر !



ألفتَ انتباه الحمرَاء بصفير الإعجابِ الطويل حال وقع بصره عليها ،

فمنحَ تلقائياً غمزة مغازلة استقبلتها بابتسامة

جمعت فيها ما استطاعت من فتنة وإثارة .



وفي انبهار بعينين براقتين : من متی هذي هنا ؟



كانت امرأة حمراء بكل ما تعنيه الكلمة من معنی .



قاطعت نظرات اﻹعجاب المتفحصة نغمة الرنين المميزة ،

رنين اﻻستدعاء المعتاد .



ظلّ يتأمل اسمـ (ـها) علی الشاشة حتی قُطع طلب اﻻتصال .



فزّ قائماً فور اختفاء الاسم :

- ﻻبو حمرتكم ال***** ، اشبعوا فيها .



وانسحب من حلقتهم المزدحمة بسير أقرب للهرولة .


واتخذ طريقه المختصر إلی مقرهما السري المنعزل .




مالخطب ؟

ﻻ أثر لها !




تفقد هاتفه ، فظهرت رسائلها .

توقيت الرسائل تسبق الاتصال .



ركلَ الحائط الصُّلب ، وتمالك أعصابه قبل يقذف الهاتف .


ثم عاد من مساره متوعداً إيَّاها في قرارة نفسه .








تقف إلی جانب سيارته كما أعلمته في رسالتها .



تقدم في خطوات باردة .

ﻻ يری منها سوی ظهرها .



استدارت حين ميزّت صوت خطواته ، فبادرها برقة :

- حبيبتي ، طولتي .


اقتربَ منها ، يتمهّد لإلقاء عرضه :

- ما مليتي من غرفتك ؟ خلينا نتمشی .


- مالي خلق ، رجعني .


- شمي هواء شوي ..


ودّعته بلا نية في المجادلة :

- بأروح بالباص ، مع السلامة .



تأوهت في تألُّمٍ واستِشناع .. إثر قسوةِ القبضة التي تقتلع ذراعها !



خاطبها بصوت خفيضٍ راجٍ :

- حبيبتي وفاء ، تكفين .. لما أكون قدامك احترميني شوي .. ما يصير .. !



تحدق به ...

مصعوقة ، من التناقض الهائل بين النبرة الرقيقة ..

وقبضته التي تفتت عظمة ذراعها اﻵن .. !




- ! You Mad


همست ...



- هاه حبيبتي .. وش قلتي ؟


- وين تبينا نروح ..



تبدلت ملامحه إلی البهجة ، ليدبَّ فيه النشاط .. ويهتف :

- أي مكان تبينه .. وين تبين ؟ تبين البحر ؟



صدّت بوجهها عنه ومعالم الحيرة والضياع بادٍ عليه .


تعمد التجاهل يطالب موافقتها :

- وش قلتي ، البحر ؟

















من حسن حظهما الشاطئ لم يكن بشديد اﻻزدحام .


اختارَ مكاناً جميلاً بالقرب من ماء البحر الصافي .


يفصل بينهما وبين الماء بضع سنتيمترات .




لا يقدر منع نفسه عن إلقاء نظرة عليها بين الفينة والأخری ..



نسيم البحر الطلق أضفی عليها سحراً وجاذبية مضاعفة ..

بخصلات الشعر العنيدة والمتطايرة حول وجهها الفاتن ..



حاول اﻻعتراض علی لم شعرها عندما أثار انزعاجها ..

فقد كان مستمتعاً بشعرها منفلتاً ..

يتراقص مع الهواء في منظرٍ يخلب اﻷلباب ..

غير توقف عن اﻹلحاح حين لمحت عينه عنقها الرقيق ..

فيما تجمع شعرها ﻷول مرة !



منذ أوَّل يوم لمحها به ، ..

لم يرَ شعرها اﻷسود الطويل سوی علی تصفيفة واحدة ..

أحبها واعتاد عليها .. بالرغم من فوضويتها ..


طوال الوقت وشعرها حول وجهها

يحجب معظم التقاسيم ..

وكأنها تحاول اﻻختباء خلفه !


بقصة الشعر الذكية تلك ؛ التي توحي بأنه قصير من اﻷمام ،

بينما في الواقع يصل إلی آخر ظهرها من الخلف ؛

كل ذلك باﻹضافة إلی نظارتها الشمسية المعتادة ! ...

ماهي إﻻ محاولات تمويه من أجل إخفاء نفسها عن العلن !


كان ذلك يضطره أحياناً إلی إثارة ذعرها حين يلجأ

إلی رفع الشعر عن وجهها أو إزاحته ، عندما يزعجه

ويشعر أنه يعيقه عن رؤية ملامحها ..




- تدرين إنك حلوة ؟



انتظرَ إجابتها وردة فعلها ..

بينما يتأمل انعكاس البحر ، الذي يلمع

علی عدستَي نظارتها الشمسية .



- قلت لي .



- قلت ايش ؟!

قال مصعوقاً .



إجابة أبعد ما تكون عن توقعاته .



- قد قلت إني حلوة ..


- أنا ؟!!!



أدارت رأسها إليه : ليه ؟ ندمان ؟


- ندمان ؟! متی قلت لك ؟ كنت صاحي واﻻ نايم ؟


- أقصد هذيك الليلة ..


ببطء استيعاب : أي ليلة ؟


أبعدت نظرها ببرود .


فتنبه إلی الليلة التي تقصد :

- ليلتنا من سبع سنين ... تقصدين ؟!

أنا اعترفت إنك حلوة ؟!!!


لم يتلق رداً ، فسأل بتوتر :

- كيف قلتها ؟


ردّت باقتضاب : نفس سؤالك الحين .


- !!! NOOOOO

!!! THAT'S NOT TRUE

!!! THAT'S IMPOSSIBLE


يشدّ شعره تعاسةً يصيح غير مصدِّق .



ﻻ يعقل أن استسلم لتلك الشقراء البغيضة !!

محال أن تتمكن إحداهن منه بهذه السهولة !!


ومن تكون ؟!

ﻻ تكون سوی طفلة !!!

طفلة بغيضة وشقراء !!!!




مالت إلی وجهه الذي يوشك علی البكاء ، تخاطب بجدية :

- أنا ذاكرتي ماهي حديدية ، لكن أعتقد مافيه بنت

راح تنسی لحظتها مع شخص اعترف بجمالها .


أسرع يهتف غيظاً مقلِّداً ، راغباً تحطيمها :

- شخص اعترف بجمالها ....

ارحميني يالجمال !! اهتمي بنظافتك وخلي القرف أول

ياللي مقطعك الجمال !!!



راح يتلقی ركلات متتابعة حاقدة ، وقوية ، كما لو تود وتطيره إلی زحل ...


قيد الكاحلين الهزيلين بقبضتيه الحديديَّتين .

ثم رسم ابتسامة خبيثة علی شفتيه ،

جعلت من موقفها يتبدل .


هزت رأسها راجيةً متضرعة .



- بتعيدينها ؟


أجابت في توسل : ﻻ ! لا والله توبة .. الله يخليك !



اعتزم أن يرحمها ، فتراجع عن نيَّته محرراً ساقيها .


ثم عاودت هالة التعاسة تحيطه ، منكمشاً ببؤس ..

دافناً رأسه بين ركبتيه مثلُما نعامة .



- ليش حزين ؟

همست ببراءة ود خنقها معه .



- ?? Hey , The Window Man , Hello

!!!? Can you hear me



استسلمت تاركةً إياه وشأنه ، كطفلٍ وحيدٍ بائِس ..

في زاوية حجرةٍ مظلمةٍ منعزلة .


بانَ صوت حركة موج البحر عندما حل الهدوء ،

وبدءا في تمييز رائحته المنعشة والعذبة .



إلى أن شعر بيدها تجذب كمّه منادية .


انتشل رأسه من مخبأه يرفعه إليها فضولاً .



رآها تجلس وظهرها إلی البحر .. متأهبة !



عدساتها الكهرمانية تتحرك بتشتت خلف النظارة شبه الشفافة ...

تدوران في اﻷرجاء كالضائعة ، حتی ﻻحظ تكرار نظراتها علی موقع معين ..


كانت عائلة بالقرب تستعد للرحيل .


لم تجذب العائلة اهتمامها ؛ بقدر الهاتف الملقی علی التربة خلفهم !



إنها تخطط لسرقة الهاتف !!!



هبّت بتهور واندفاع ، قبل حتی يبتعد آخر فردٍ من العائلة .

جذبها من كنزتها الفضفاضة بحدة يعيدها إليه :

- واحد راجع ..


أسرعت تدير ظهرها بارتباك لتعود وتواجه البحر المزرقّ .

- شافني ؟ ..

همهمت بقلق .


عنَّف موبخاً : أقلها يالفاغرة ، احفظي الوجيه ﻻ جيتي تسرقين !



- حفظت وجه البنت اللي كانت واقفة عنده .. حسبته جوالها !


- وش تبين فيه ؟ أقدم من جوالك!


- أبي أعيد التجربة ..

صرَّحت بمأساوية .



طلبته في رجاء :

- .. ناظر وراء .. أخذوه .. ؟


- أخوه واﻻ مدري من ، اﻵخر نفر رجع يشيله ..



ركلت حقيبتها ونزعت نظارتها تقذف بها ،

ثم تكومت بكآبة تضم رجليها .



- طيب وش ذنب الشنطة والنظارة ؟



وكأنما استبدلا اﻷدوار .. انتقل إليها اكتئابه ،

بينما ظل مستمتع يتلذذ بتعاستها .



انتصب يقفُ نشيطاً :

- ? Hey baby, you want some ice cream


عرض اقتراحه بكف ممتدة تحثها علی النهوض ،

فارتفع رأسها إليه بعينين ملتمعتين .


وامتدت كفها بعفوية حركت قلبه ..

إﻻ سرعان ما أُصيب باﻹحباط لما استدركت قبل تمسّ يده ..

ونهضت من تلقاء نفسها ..









- ما خلصتي ؟


- ﻻ !!!


- ما صارت !



اختارا كرسياً علی طرف الممشی العريض المزدحم

بالمارة ذوي الثياب الفاقعة بمختلف اﻷشكال .



- المنديل حقه معك ؟ هات ...



ناولها ورق المنديل الذي رافق البوظة ، فاستلمته .



- خلاص ..



وأخيراً استدار : سلام عليكم ، كيف الحال ؟ زمان عنكم !


رمقته بهزءٍ وذم .


- يعني أبي أعرف المكان مليان ناس ، وش معنی أنا الممنوع أشوفك ؟



- ! Shut up

كذا ، ما أحب .. ومب أنت بس !



نصحَ بنبرة جديَّة :

- حالتك في تدهور يا وفاء ، تجاهلتي المرض كثير ..

أذكرك أكلتي قدامي وباسطة سفرة بعد !


احتجَّت : مو قدام كل الناس ، آكل قدام ماما !


عاد بذاكرته إلی الوراء قليلاً : مب قلتي أمك بالسعودية ؟


- أزورها كل إجازة ، ورجعت عشت معها سنتين .


- متی ؟


غمغمت : توني راجعة من عندها ..


- عشان كذا متأخرة بالدراسة !


- خنت بابا ، زعل .



طرف باهتمام ، وأكملت لما رأت التساؤل عليه .


- بعد المرحلة الثانوية ، رحت عند ماما ، ما رجعت ..

كان فخور فيني .. أنا أكبر وحدة .. أكبر من بناته ..

كان فرحان .. يقول بنتي صارت جامعية !

حدد الجامعة وجهز الترتيبات .. كان ينتظرني ..

بس أنا مابي أرجع !! مابي هنا !!!



- ليه ما تبين ؟



ترددت للحظة :

- ما استقريت ، ما قدرت ، مابي هالبلد ..



انحنی قليلاً ، يحدثها بدفء :

- حبيبتي ، أنتي هنا واﻻ هناك ما بتستقرين ..

ﻷن نفسك من داخل هي ياللي مافيها استقرار ..


وأضاف بخبث : لكن أنا اللي بأعلمها اﻻستقرار .



اعترضت نافية : هناك أرتاح شوي ، أرتاح لماما ، ومقفلين ....


أذهلته وهي تقطع جملتها وتهتف فرِحة :

- تدري ؟! أنا أتكلم مع ماما !!!


انتابه اﻻرتباك ...


فركَ فروته محرجاً يبحث عن تعليق مناسب .


- شيء طيب ...



فرحتُها غير منطقية ...

باﻹضافة إلی الإفصاح الغريب والبريئ

بشكل ﻻ يمكن تقبله ، أو استيعابه !



خاضت في ثرثرة لم يكن يألفه منها ...

فيما هو مفتونٌ يراقب الحروف والكلمات وهي

تتناثر من ثغرها المحمر بفعل برودة البوظة ...



- ماما عودتني علی الحكي .. تكلمني يومياً صوت ورسائل ..

.. علمتني هوايات ! ماما عبقرية وقوية !!

تقرأ روايات ؟ أنا أقرأ روايات .. روايات عربية !!!

وعلمتني الخواطر .. تحبني !! وعلمتني أؤلف ..

تربيني وهي بعيدة .. بابا جنبي وما أشوفه ...



شعرَ بالتعقيد والتشويش ، وتساؤلات عدّة قفزت إلی

ذهنه ؛ عقب الحديث المزدحم باﻷفكار غير المنتظمة ...


إنها ترمي كل ما يطرأ علی لسانها بفوضوية !


يبدو أنها من فئة الذين إذا غمرهم الحماس ، تخونهم ألسنتهم .



اختار نقطة معينة سابقة ، يعيدها إليه :

- وفاء ، دامك ترتاحين للقفلة ، ليه ما تتحجبين ؟



تطلعته مصدومة ، ثم هزت رأسها برفض :

- مستحيل ، الحجاب ملفت !



تأملَّها يفكِّر بتحليل ...



صعدت يده تمسِّد غرتها الكثة ، ينظر مباشرة للعينين الواسعين .


- الحجاب بيبرز تقاسيمك ، لو نويتي تتحجبين ..

يفضل تغطين وجهك مرة وحدة .


- ? No way ! Are you crazy


تجاهل معارضتها : كيف نظام حجابك بالسعودية ؟


ردت باستياء : هناك الكل عيونه علی اللي وجهها ظاهر ...


- يعني تغطين ؟



أوشكت ترديه صريعاً بطلقة الرصاص اﻷخری ،

هذه اﻷفعی تخطط لمقتله هذا اليوم ! :

- لو قابلت ماما بتحبها !!! ماما قوية !!!



تنحنح بربكة ، موجهاً الحديث إلی دفة أخری :

- والبابا ، كيف علاقتك معه ؟


- ما نتكلم ، تواصلنا شبه معدوم ، بس يحبني ..



راوده سؤالٌ فضولي ...


وألقاه فيما يرفع العازل المزعج عن أعينها

ليفوز بصفعةٍ علی ظاهر كفه :

- كيف فتحتي معه سيرة السكن ؟


- برسالة ، ونادى علي .. وتناقشنا ...

ما تعودت عليه .. عكس ماما .. بابا وماما مطلقين ..

بابا كان علی طول مسافر .. ما كنت أعرفه زين ..



أراد يكحلها لمّا لمَح شبح الحزن يحُوم حولها ؛

إﻻ أنه أعماها بسؤال أحمق متهور :

- وشلون تسوين مشاكل لمرت أبوك وأنتي خرساء ؟



يجزم لو أن شرَارات العَين تقتل ..

لكان اﻵن مستلقٍ بقبره من حدَّة الشرَارت

التي أطلقتها عينها المشحونة حِقداً !!



ورده خاطر آخر :

- تدرين ؟ لو إنك هذاك اليوم بهالنقاب حقك

ما كان أنا بجنبك الحين !


- كنت بدون النظارة ؟!


- كنتي بالمكتبة ، قدامي مباشرة !

ما تزيد بيننا المسافة عن متر !!


فتحت فمها الجميلُ دهشة : بس ... ماقد لمحتك !!!


- كنتي بزاوية المكتبة تقرأين شيء ..

تبين الصدق ؟ شفتك كأني شايف جنية ،

خفت وتخبيت !


- لهالدرجة أنا أخوف ؟


- من جدك ؟ أنتي تخوفين بلد !!


تمتمت : ليه ؟ شايفني فضائية ؟


تأوه بإثارة .. وهتف مفرقعاً أصابعه :

- !! Yes

بالضبط ! هذه هي !

المصطلح المطلوب !!!



بان له فكّها المنحوت فيما أناملها تحكه في ضيق ..

مزيحةً أطراف الشعر المتدرج التي انسلَّت من ربطة الشعر بعناد .


ثم أنزلت كفها لتعود وتستقرّ بجانب شقيقتها :

- متی نروح ؟



نهض عن المقعد :

- وش رأيك ناخذ لفة قبل نمشي ؟



ﻻ يدرِ مالذي دهاه .. ؟


ﻻ شعورياً .. وجدهُ يحمل جسدها الصغير عفوياً ويوقفها علی الكرسي ،

ليصيب المراهقة بالهلع وتنهمر عليه بالضربات الواهنة والمستنكرة !



ضحك في حيرة مستدركاً اﻷمر .


وأنزلها إلی اﻷرض :

- وش فيني أنا ؟

آسف يا حبيبتي الفضائية ...

شكل صاحبك انهبل !



وجهها احمرّ كحبة طماطم ..

بينما تقوم بترتيب شعرها بتشوش

بنظرات متلصصة إلی اﻵخرين .



- محد شافك ، بعدين يفترض تستحين مني بهاللحظة !!

مب من الناس !!!


ثم تدارك متذكراً :

- ولحظة ، لحظة !

الحين تستحين من حاجات تافهة ، وﻻ استحيتي يوم

جيتي ترفسين في رجال طول عرض قدام الناس ؟!


- اسكت ، وين السيارة ؟








* * *

 
 

 

عرض البوم صور ثريا ا ا  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
بقلمي, كهرمان
facebook




جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:56 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية