لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-08-15, 02:21 PM   المشاركة رقم: 406
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئ مميز


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 174082
المشاركات: 4,031
الجنس ذكر
معدل التقييم: fadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسي
نقاط التقييم: 4492

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
fadi azar غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 

فصل رائع جدا وانا احب سيف وديما واشعر مع ديما انها مظلومة من انانية سيف ولا امنى ان يرد زوجته اما فواز وجيهان ان بالعكس راحم جيهان لانها تحتاج الى قلب كبير يعيد لها الثقة في نفسها أولا ثم بالاخرين وردة فعلها الحادة والممردة هو نتيجة لما تعاني من ضغوطات نفسية وفواز يجب ان يحتويها ويشعرها بمحبته لها

 
 

 

عرض البوم صور fadi azar  
قديم 21-08-15, 05:00 PM   المشاركة رقم: 407
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 



















السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

البارت بيكون قبل الساعة 12 اذا الله كتب
وخلاص تعودتوا علي ما أحط ساعة محددة لأني ما أضمن أني أقدر أنزله بوقته
عشان كذا بيكون قبل 12 بس مدري اي ساعة بالضبط، واحتمال ما ينزل الا 12 أو قبلها بشوي فاللي تبي تنام تنام وأول ما تصحى بتلاقيه عندها


عمتم مساءً ()



 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 21-08-15, 07:31 PM   المشاركة رقم: 408
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2011
العضوية: 218940
المشاركات: 4
الجنس ذكر
معدل التقييم: حوار محترم جدا عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حوار محترم جدا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 

عمتم مساء اختي تحية اهل الجاهليه

 
 

 

عرض البوم صور حوار محترم جدا  
قديم 21-08-15, 10:51 PM   المشاركة رقم: 409
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 







صباح الخير
البارت بنزله الحين بس من الجوال ، حاليًا أنا ماني في البيت بس مرسلة البارت على إيميلي وبنزله من الجوال يعني بصعوبة
إذا صار فيه تأخر بتتابع الأجزاء معليش ، ولا تردون حتى يضبط التنزيل :(((

 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 21-08-15, 10:55 PM   المشاركة رقم: 410
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 




سلامٌ ورحمةٌ من اللهِ عليكم
صباحكم / مساؤكم طاعة ورضا من الرحمن
إن شاء الله تكونون بألف خير وعافية


طبعًا حيرتوني للنهايـة في التصويتات :( لآخر لحظة كانو ديما وسيف متعادلين مع سلطان وغزل
فاعتقد أني انصفتهم بالبـارت :/


بسم الله نبدأ
قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر ، بقلم : كَيــد !

لا تلهيكم عن العبادات


(46)





مدّدت اللحظـةُ نفسها في ظرفِ ثوانٍ، واختزلَ الصوتُ نبرتهُ الذاهبةَ في كلمـتين، في اسم، في " أمي ليلى " التي خرجت من فمهِ متعثرةً مرصّعةً بالبهوت، متوّجةً بخيوطِ الوَهن، خرجَ صوتهُ واهنًا وكأنَّ اليأسَ قد جاورهُ من فكرةِ التقائـهِ بها، سماعِ صوتِها، ولن ينكر أنّه بدأ يُصدّقُ موتها، بدأ يُحاول لملمةَ موتٍ جديدٍ في زوايَةِ الموتى في حياتِه، الموتى الغائبين عن الحيـاة، والموتى الأحيـاء أو - الميّتِ الحيْ -!
همسَ بصوتٍ مبعثَرٍ يكرر ماقالَ وكأنه يؤكدُ على نفسه بأنهُ صوتها، بأنّ تلك النبرةَ الهادئةَ منها، بأنّ كلّها يحيا فوقَ الأرض : أمــــي ليــلــى
سمعَ صوتَ حشرجةٍ في تنفسها الذي اضطرب، والتمعت ابتسامةٌ على شفتيها لم يكُن ليرها في هذهِ اللحظـةِ والمسافةُ تزرع نفسها بينهما، بينما أمالت رأسها جانبًا وابتسامتها تتّسعُ لصوتِه القلق، الملهوف، لصوتِه الذي يثبت أنّ اختفاءها لم يكُن شيئًا عاديًا لديه ، همَست بابتسامـة : عيون أمك يا سلطان ، سم
عاد ليجلسَ وهو يشعر بالوهنِ ينتشر في ساقيْه، بالارتعاشِ الذي تخلخلَ أعصابهُ وباتت حركتهُ محصورةً فِيه، أغمضَ عينيه للحظةٍ وهو يترك خمسَ ثوانٍ يسمح فيها لعقلهِ بالإستيعاب، هو صوتها! وهي حيّة، هو صوتها، وسلمان كَذبَ حين قال أنها ماتت، أنّهُ قتلها!! هو صوتها، وكل فكرٍ واتاه عن امكانيةِ موتها خاطئـة.
زفَر وهو يرفعُ رأسهُ للأعلى بإرهاقٍ من أفكارهِ قبل أن يرفعَ كفهُ ويغطي بها عينيه، وبصوتٍ مختنق : أنتِ حيّة؟!
شدّت على الهاتفِ وهي تُمعنُ السمعَ لنبرتِه الضعيفة، لنبرتِه التي يهتزُّ فيها الثباتُ وتصبح رخويةً فقدَت قوامَ السكُون، وبنبرةٍ ملأها الأسى لكنّ أذناه لم تغفلا عن السعادة فيها! : أنا حيّة ومبسوووطة ، لا تحاتيني
بللَ شفتيه وهو يخفض يده عن عينيه، ازدردَ ريقه وهو يتمنى أن تكون السعادة في صوتِها حقيقية، باتَ يشعر بأنّه عالـة، بأنهُ بكتيريا إن انتشرت في الهواءِ أصابت من حولهُ بالوبـاء، كلُّ قريبٍ منهُ يصيبهُ سوء، بدأً بوالدهِ وراضِي قبل خمسَة عشرَ عامًا، ثم اخته غيداء، ومن ثمّ ليلى التي تبثُّ الآن صوتًا يُريد تصديق السعادةِ فيه ونفضَ القليلِ من الحِمل عن صدرِه به، من يلومُه على تفكيره؟ هو أصلًا لن يستبعد أن يكُون ما حدث البارحـة متعمدًا، بالتأكيد هو متعمد، ولم يكُن ليُسامحَ نفسه لو أصابَ غزل شيئًا بسببِه، كل كارثةٍ تصيب من حولهِ هو سببها، هو الوبـاءُ وكم يوجعهُ ذلك.
همَس لها وهو غارقٌ في النبرةِ الواهنةِ وكأنه حتى الآن لم يُصدِّق اتصالها بهِ وسماعهُ لها : وينك؟ ليه اختفيتي؟!!
ليلى تعقدُ حاجبيها وابتسامتها تلتوي بحزن : في مكان آمن ، لا تحاتيني
سلطان بحرقة : مكان آمن!! أنـا السبب، أنا السبب، صح؟ أنا السبب في كلمة - مكان آمن - اللي تقولينها لي ، عكّرت حياتِك!
بهتت ملامحها قليلًا بعد كلماتِه تلك، بعد الصوتِ النازفِ الذي تسلل إلى أذنيها مجروحًا من كونِه كما يقول " أنا السبب "، من حياتِـه التي ختم على جبينها أنّها موجعةٌ لهُ ولكل من يمرّ فيها .. احتدّت نظراتها قليلًا وفغرت فمها حتى ترد على كلماتِه بحزم، إلا أنّهُ أردف قبل أن تقول حرفًا بصوتٍ هامسٍ ميّت : يــمـــه
تحشرجَ صدرها وابتسمَت، وانسحَبت الحدة من ملامحها التي لانَت واسترخت عضلاتها لكلمَتِه، بينما تسلل الحزم مبتعدًا عن صوتِها لتهتف بحنان : يا روحي ، آمرني
سلطان يُخفض كفّهُ إلى حُجره لينظر للأُفقِ بفراغ، يتابعُ بياضَ السقفِ بعينين ينسحب من حناياهما السكونُ والطمأنينَة : تدرين؟ صرت أخاف من نفسي عليْ، على كل شيء مرتبط فيني . . . أمس صار شيء غريب ، ما فهمته بس خفت منه!
خفتت نظراتها وانعقَد حاجبيها بضيقٍ لنبرته، لكنّها صمتت وتركت لهُ حقّ متابعةِ كلامهِ الواهِن : الحركة تهديدية! أنا فاهم بس هالشيء من كل الموضوع ... ما بلغت الشرطة، مدري ليه ما بلغت ونفرت من هالفكـرة ، بس خفت على غزل مني! أخـاف يصير لها شيء بسببي
ليلى بهمسةٍ مستنكرةٍ وهي ترسم الاستغراب في انعقادِ حاجبيها : حركة تهديدية؟ وش هي!!
سلطان بهدوء وهو يُكرر الليلةَ الماضيَة أمامـه : فيه أحد تجرأ ونثر الدم بأرضيَة المطبخ في الجناح اللي مستأجره مؤقتًا ، كسر النافذة وتجرأ على اللي سواه وغزل وقتها كانت بروحها
اتّسعت عيناها بذعرٍ مما قاله، وارتفعَت حدقتيها لمن كان يقف أمامها ناظرًا لكلِّ تغييرٍ طرأ على تفاصيلِ ملامحها، بينما ازدردت ريقها وهي تعود لتخفض عينيها هاتفةً بصوتٍ حاولت بثَّ الهدوءِ به : وليه ساكت عن اللي صار؟
سلطان بابتسامةٍ ساخرة : يمكن لأني أعرف أنها ماراح تكون آخر مرة، إذا بكل مرة راح أبلغ عن الإزعاجات أجل بيصير يومي كلّه بالشرطـة ، على فكرة قبل كم يوم كنت في الشرطة
عضّت طرفَ شفتها وهي تدرك ذلك، تصلها كل أخبـاره، تُدرك جيدًا ما حدث له ذاك اليوم وذاك الحادث، تدرك أنّه ليس بخير، صوتُه يخبرها أنّهُ ليسَ بخير. هتفت بحدةٍ وحزم : تفكيرك محدود! سلطان لا تتجاهل مثل هالأمور يمكن وراها بلاوي
تنهّد بصمتٍ والوهنُ يطول جفناه، وارتعشت شفتاه ليعضَّ السُفلى منها وهو يكرهُ الضعف الذي ينال منه في لحظاتٍ كهذه، وبصوتٍ بارد : هو من ناحية وراها بلاوي فأنا عارف ، ومؤمن بالبلاوي ، بس خلاص تقدرين تقولين تبلدت ، بس الشيء الوحيد هو خوفي على اللي حولي، خايف على غزل ... مع إني مقرر نرجع قريب لبيتي اللي وحشني بس ما أقدر أتطمن عليها هناك، إذا كانت غيداء تآذت فيه وهي جاته بس زيارة فشلون بزوجتي اللي بتجلس فيه؟!!
عادت نظرات ليلى لترتفع للواقفِ أمامها والذي يعتليها بطولِه بينما هي جالسةٌ على كرسيٍ مُفرد، تعلّقت نظراتها بهِ ونظراتهُ بها، يتسلل جسرٌ طويلٌ بين نظرتيهما تحاول عبرهُ أن تقرأ ما يُحفّزها هي حتى تنثر القلق عن من يُحادثها، عن سلطان الذي تدرك أنّه يشقى بماضٍ لم يشبع من التهكمات.
هتفت أخيرًا بصوتٍ قوي وهي تخفض نظراتها : وبتظل متخبي طول عمرك؟
سلطان : مين قال أنا متخبي؟ أنا بس أبي أخبي اللي حولي ، تعبت من الموت!
ليلى تُميلُ رأسها بوجع : فاهمتك ، بس الموت حق!
الموتُ حق، نعم هو حقْ! هل أنكرَ هو ذلك؟ هل وضعَ حاجزَ رفضٍ أمـام تلك الفكرة؟! لكنّ الذعر في مسألـةِ الموت أن تكون أنت سببه، أو جزءٌ من الأسبابِ المتعلقةِ بِه، المُرعب في الموضوع بأكمله أن ترى شخصًا يموت أمامك، شخصًا تحبه وترى فيهِ أنت .. لطالما آمنّا بالموتِ والحيـاة، نؤمن أننا وجدنا لنذهب، لكنّ إيماننا هذا يؤلمنا حين يتعلق بشخصٍ ما - أقرب إلينا من حبل الوتين.
آه يا والدي! أنا اليومَ أقف عاجزًا أمامَ حزني بك، ليغسلكَ اللهُ بالرحمة ... إنني حتى الآن لازلتُ أتصدّق عنك، لم أنساك، ولأثبتَ لك ذلك بدأت فعليًا بالتفكير في مسجدٍ أبنيه عنك، يكون صدقةً عنك، علَّ الله يغفر لك ذنوبكَ وذنوبي ولا تفرِّقُ بيننا جنةٌ ونـار.
سمعَ صوتها ينبعث من جديدٍ إليه هامسةً بصوتٍ رغم الرجـاءِ فيه إلا أن بهِ بعض الحزم : لا تتجاهل أي إساءة تجاهك ، انتبه لنفسك
ابتسمَ ابتسامـةً زرعَ الحزن نفسهُ في زواياها وارتسمَت ثلوجِ الشتاءِ في منتصفها، لم تطُلِ البرودةُ صوتهُ ليهمس بنبرةٍ ساخنةٍ بالرجـاءِ يبدّل الموضوع المستثارَ تجاهه : مبسوط أني سمعت صوتك، أبي أسمعه مرة ثانية، انتبهي له
أردفَ قبل أن يفكر بالإغلاق : ما ودك تعلميني بمكانك؟
صمتت للحظتين وهي تعقد حاجبيها، قبل أن تهمس بصوتٍ متأسي : للأسف ، بس تطمن أنـا بألف خير
سلطان : أبي أتأكـد وأوخّر هالحمل اللي على صدري
ليلى : هذاه صوتي ، تسمع فيه شيء غير الراحـة؟ طبعًا غير خوفي عليك
ابتسم : الله يحفظك ، كوني بخير ... اعتذر منك، حيل أعتذر على اللي صـار
ليلى بابتسامةٍ تُميلُ رأسها : مو منك ، هذا مكتوب لي قبل لا أول


،


بعدَ صـلاةِ الظهر
تقفُ أمـامَ المرآة، الوقتُ الذي مضى منذ خروجهِ قبل ساعتين بقيَت فيها تخطُّ رحالها ما بين غرفَة النومِ إلى الصالـةِ والمطبخِ والحمام، تنظّف المكان لتكسِر مللها، لتكسرَ الفراغَ الذي يجيء بالأفكـار التي بقيَت تهرب منها منذ زواجها ومنذ ليلتها الأولى مع شاهين، الشيءُ الوحيد الذي يكسرُ النسيَان هو الفراغ، الفراغُ مخلوقٌ مشبّعٌ بالمحرّمـات، ولأنّها تدرك أنّ من المحرمات عليها أن تفكر برجلٍ غير زوجها الذي تتمنى بكل قوةٍ أن تُسعده، لابد لها من أن تشغل نفسها بشيءٍ يقتل فراغها، بشيءٍ يقتل الأصواتَ التي تسمعها، الذكريات التي تتدفقُ إليها في صورٍ عديدة، في صورةٍ خائنةٍ لشاهين تارةً، في صورةٍ تجعلها تحتقر نفسها حينما ترى الماضي في عينيه، في اقترابِه منها.
ازدردت ريقها بصعوبَةٍ وهي تشدُّ بأناملها على إحدى قمصانِ شاهين التي كانت ترتبها، تقف أمامَ السريرِ وعيناها سقطتا للأسفلِ لتتوقفَ عند محطةِ أفكارِها تلك، كم من الإرهاقِ سيُداهمُها حتى تُزيل تلك الأفكـار عن رأسها، كم سيطُولها التعبُ وهي تحاول زحزحةَ كل فكرةِ ماضٍ استقرت في مركزِ ذاكرتها، النسيانُ ليسَ سهل، ليس بتلك البساطةِ حتى تتجاوز الماضي وتمضي، لكنّها بالرغم من إدراكها أنهُ صعب، بل مستحيلٌ لها، إلا أنها ستتظاهر بالنسيان، وستتناسى.
شعرت بذراعين تلتفان حول خصرها، وأنفاسٌ دافئـةٌ اصتدمَت بعنقها، حينها أغمَضت عينيها وهي تُعيد رأسها إلى صدرِ شاهين وأناملها استرخَت فوقَ القميصِ الأبيض، بينما همَس صوتها باختناقٍ أسفل ضغطِ أفكارها : متى رجعت من الصـلاة؟
شاهين يقبّل كتفها ومن ثمَّ يشدّ بذراعيه حولها ليضمّها إليه بقوّة : تو ، وين سرحانـة؟
وضعت كفيها فوقَ ذراعيهِ دون أن تفتحَ عينيها، بينما الغيـابُ عن الإدراك يشقُّ نفسه نحو ملامحها، نحو صوتها الذي همهم بشرود : هممممم
وكأنها حتى الآن لم تستوعب أن شاهين خلفها، يضمُّ ظهرها إلى صدره، أن صوته يتسلل ببطءٍ إلى مسامعها وينتهي هناك دون أن يصلَ إدراكها، لازالت في قوقعتها، لازالت محتجزةً أسفل لحافِ الذكريـات، السريرُ هو ماضٍ حملها فوقَ كتفيه بثقل الذكريات التي فوقها، بثقلِ أجفانها التي تنسدلُ عن مسرحِ الدموع، كيف تنسى؟ كيف تستطيع النسيان أو التناسي، قال لها شاهين بكلِّ مراعـاة بأن لا تنسى، هو يفتخر بكون زوجته وفيّة، يريدها أن تُبقي الماضي في نفسها دون نسيانِه، يريدها فقط أن تلملمه في حجرِ الذكريات وتغطيه بـ " كان شيئًا جميلًا " دونَ أن يكُون لهُ أثرٌ على حياتِها الحاليـة، لكنّ ذلك مستحيلٌ لها! مستحيلٌ بالنسبـةِ لكل الحب الذي لازال يتفجر في قلبها لهذا الماضي " اللي للأبد جميل ".
شعَرت بهِ يُديرها قليلًا وهو يقطّب جبينهُ وعيناه تقرءآنِ ملامحها التي تواجهه والبهوتُ يصيبها، عيناها اللتين فتحتهما ناظرةً إليه ببريقٍ يخفت تدريجيًا، وفي حين كان يراقبُ ملامحها ارتفعَت كفّاه ليُحيط وجهها وهو يهتف باستنكار : أسيـــل
بللت شفتيها وصدرها يرتفعُ بشهيقٍ عميق، رفعَت كفيْها قليلًا بعد أن أسقَطت القميص في الأرضِ لتمسك كفيهُ وتُخفضهما عن وجهها، مبتسمةً ابتسامةً رخويةً تهتزُّ بضعفِ بُنيتها، بنيةُ جسدها كلّهُ رخويـة، هشّة، لا يُصيبها تيارٌ إلا وقلعها من جذورها التي لم تتشعب يومًا وتثبّتت في أرضِها الجافّة.
همسَت بابتسامةٍ واهنـة : معليش ، ما كنت معـاك وش كنت تقول؟
شاهين بحاجبين يُعنِّفهما بتمايلٍ في انعقاد : منتِ على بعضك اليوم ، شالسالفـة؟
أسيل تستدير عنهُ خافظةً جسدها للأسفل حتى تُمسكَ بالقميص وترتفع واضعةً له على السرير، وبتوترٍ وهي تُعيد خصلات شعرها خلف أذنها : مافيني شيء
شاهين : طيب ليه ما تناظرين فيني؟
أسيل بتوترٍ تستدير إليه وتنظر لعينيه باضطراب : هاه ناظرتك ، صدقني مافيني شيء
رفعَ إحدى حاجبيه وهو يؤمئ رأسه متجاهلًا الكذبَ الذي ينقشُ نفسه في عينيها، يتلألأ مع كل كلمةٍ تنطقها، لكنهُ كما اعتـاد ، يتجاهل!
ابتعدَ للوراءِ قليلًا وهي يلوي فمهُ ويهتف بصوتٍ هادئ : جبت الغداء ، اتركي اللي بيدك وتعالي كلي


،


استعدَّ للنهوضِ والخروجِ من المسجِد، عيناه تراقبان الإمام الذي كان يجلس أمامـه مُستغفرًا ذاكرًا أذكار ما بعدَ الصـلاة، وهو اغتالـه ارتباكٌ وخوفٌ مـا، لا يُريد الجلوسَ معه، يمتلك من الخجل الكثير ليمنعه من الالتقـاءِ معه بكلمة، لـذا قرر أن ينهضَ ويبتعد عن المكانِ حتى يهربَ قبل أن يستديرَ إليه، شيءٌ ما يُخبره بأنّه يُريدُ الحديثَ معه، بأنه سيلتقي بالأحرفِ والكلماتِ معه ، وما إن استعدّ ناهضًا حتى كان الإمـام يقف في نفس اللحظةِ ويستدير، حينها تيبّست قدماهُ ولم يكمل هرَبه، وجد نفسه تلقائيـًا يتنهد ويطبق شفتاه ناظرًا إليه، بينما كان الإمـام أساسًا ينظر لشخصٍ آخرَ ناداه من الخلف، لكنّه لوهلةٍ ظن أن أعينهُ تنظر إليه، تنظر للجلسـةِ التي كانت بينهما قبل أيـامٍ مضَت، جلسةٍ أُلقيَ فيها سؤالٌ لازال يذكره حرفيًا، لازال يذكر كل ابتسامةٍ ونظرةٍ ألقاها الإمـام إليه، باتَ يرى أن الأعينَ تنظر إليه مستنكرةً هذا المخلوقَ بينهم، وعينا الإمام تتجه إليه منتظرةً شيئًا منه.
شفتا الإمـام تتحركُّ وابتسامةٌ منيرةٌ تنغرسُ في ملامحه، أنهى كلامه حينَ أشار بكفِّه مودعًا من كان يُحادثه، ومن ثمّ تحرّكت حدقتاه قليلًا إلى أدهم هذهِ المرة، أدهم الذي كان متربصًا لهُ وكأنّه صقرٌ يستعدُّ للهجومِ عليه.
عـاد الإمـامُ ليبتسم وهو يقطع المسافة البسيطةَ بينهما مقتربًا منه، وما إن وقف أمامه حتى هتف بهدوء : تقبّل الله
أدهم شتت عينيه هنا وهناك قبل أن يرد بصوتٍ متوترٍ مشدود : منا ومنك ، اسمح لي
ما إن تحرّك مبتعدًا حتى هتف الإمام مباشرة : ليه تهرب؟
توقّف أدهم وارتفعَ صدرُه في شهيقٍ متعرقل، أغمضَ عينيه لثانيتين وهو يهمس لنفسه، فعلًا! لمَ أهرب؟ لمَ لا أريد محادثتـه، لمَ أخجَل منه؟ ما الذي فعلته حتى أهربَ منه؟ أنا لم أخطئ بشيءٍ تجاهه! لم أخطئ لأخافـه!!
شعر بالإزدراء ناحيَة نفسه، لأنه يخجل منه، من سؤالٍ وجواب كان المفترض أن يكون أبكر، هل وجدَ الجوابَ أساسـًا؟!!!
استدار ناحيـته وثبّت أقدامهُ كجذرٍ في الأرض، وبصوتٍ ثابت : أهرب؟ ليه أهرب؟!!
الإمـام يبتسم ببشاشة : التبس علي الموضوع ، بس مو كأنك غبت كثير؟
أخفضَ نظراتهُ قليلًا وهو الذي لم يتوقع سرعـة ولوجِه في هذا الموضوع، وبصوتٍ مهتز : عن أيش؟
الإمـام : وينك عن هالمسجد وهو أقرب مسجد لبيتك؟! شكل صلاتي ماهي عاجبتك ورحت لغيري
ازدردَ ريقهُ بصعوبـةٍ أمـام محاولـةِ حسن الظن التي قرأها في كلمَاتِه، من قال أنني كنت أصلي في المسجد أصلًا؟ من قال أنّني كنت أحافظ على صلاتي قبلًا؟ لا تدرك أنني أهديتُ نفسي الحق في تجميع الصلوات، ولربما لو كان بإمكاني لجعلتها جمعًا وقصرًا! ... ابتسمَ بسخريةٍ مريرةٍ من نفسِه وهو ينظر للإمـام، كم يكره تقصيره، كم يكره ظنّ النـاس الحسنِ بهِ وبمن هم مثلَه، كم يكره نفسهُ والحيـاة، لا أستحقُّ هذا الظن! إنّ كل حَسَنٍ لا يليقُ بي، أنا السوء، أنا السوَاد، أنا الهالـةُ الظلمـاء، أنا الذي يخطُّ اليأسَ في كل زوايةٍ وقطرٍ ودائرة!، أنا الذي يتناءى عنهُ النورَ والضيـاء، كم أظلمت روحي حتى وصلت هنا؟ كم تشبّعتُ من الظلالِ حتى تاهَ ظلِّي بين هذا وذاك؟ ، ومن بينِ الظلامِ الذي يُظلّلني كيف آن للظلالِ الزائفةِ أن تظهر مجاورةً ظلي؟!
عضّ زوايةَ شفتهِ السُفلى، وابتسامتهُ تتمايلُ بأسى، قبل أن يلفظَ بسخريـة : مِحسن الظن! وش اللي مخليك واثق أني كنت أروح مسجد ثاني؟ وش اللي مخليك أساسًا تحط في بالك أني كنت أصلي؟!
لم تختفي ابتسامةُ الإمـام التي بقيَت تزيّنُ شفاهه، وبهدوء : كل اللي أعرفه إنّ فيك الخير، والا ما كنت شفتك اليوم، شلون ما أحسِن الظن؟
زفَر أدهم وهو يخفض نظراته قليلًا، وببرود : شكرًا لحسن ظنّك ، * رفع نظراته إليه ليُردف * تبي تقول شيء! ما وقفتني من فراغ!
الإمـام بابتسامةٍ تتسع : عليك نور ، تعال نجلس بدل هالوقفة
بقيَ واقفًا في مكانِه للحظةٍ ناظرًا إليه بنظراتٍ جامدة، لكنّهُ ألانها أخيرًا ليمشي معه، لن ينكر أنّهُ يُلامسُ القليلَ مما سيقوله له، لكن ليُجرِّب!


يتبــع ..

 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليلاس, لغز, أكشن, القدر, الكاتبة كيد, انتقام, يوسف, رواية رومانسية, سلطان, غموض, عانقت, قيود, كيد
facebook




جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t195238.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 02-10-16 06:32 AM


الساعة الآن 06:28 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية