لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-06-15, 02:28 AM   المشاركة رقم: 281
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 
















طيب يا حلوة .. أولا بقول الكلمتين اللى واقفين فى حلقى عالبارت وبعدين ارد عليكى ..

فيه نقطة مش فاهماها .. الحادثة اللى حصلت لغزل وسلطان .. طي بسلطان واضح انه توقع انه المحرض هو سلمان .. لكن غزل منين عرفت انه ابوها ؟؟؟ أكيد ماكانش هو سائق الشاحنة !! ولا هو مجرد توقع منها لأنها عارفه بكراهيته لسلطان وتهديداته .

- بالنسبة لهالنقطة
فغزل ما كانت تحتاج ذكاء عشان تعرف هو هو من أبوها أو لا
هي أكيد قبل لا تكون عارفه بخبثه تعرف أساليبه، + لا ننسى إنّها بهالفترة تحت ضغط أبوها وعارفه انه هادف لأمور كثيرة تخص سلطان وفهد وأوراق ومعلومات راح نعرف عنها أكثر في البارت الجاي والبارتز اللي راح تجي وراه
لذلك أي هجوم مثل ذا كانت ببساطة راح تعرف مين اللي وراه .. بس السؤال، هو كان يقصد سلطان بروحه والا سلطان وغزل؟ والأهم من ذا كله ... اللي ورى هذا بالفعل أحمد والا سلمان والا أحمد وسلمان؟؟


النقطة الثانية ... دى صراحة جات لما قرأت آخر كام فصل جملة واحدة قبل ما ابدا فى البارتات الجديدة عشان استعيد الاحداث فلفتتنى نقطة فى تعبيراتك .

ايه هى ؟؟


لا حظت انك استخدمتى كذا مرة تعبيرا عن حالات الابطال وخنقتهم وضيقهم ، استخدمتى اسلوب بمعنى انه ثانى اكسيد الكربون متراكم بشدة فى الرئة ويرفض الخروج وفى المقابل الاكسجين يحاول الدخول ولا يجد منفذا " طبعا انتى مش قلتيها كده بس هو ده المعنى " .. المهم ، التعبير ده كان جميل جدا اول مرة وكان ممكن اعتبره فكرة مبتكرة واسلوب خاص بكيد اهنئها عليه .. بس ده اول مرة بس ... لكن اللى لاحظته يا كيد انك بتستخدميه كتير وبكده بيفقد جماله اولا ، بالاضافة انه نقطة سلبية فى حقك انك تكررى نفس التعبيرات بالشكل ده .

- مشكورة على هالملاحظة الحلوة عشاني ، أنا أكتب وأنسى كثير إني عرضت هالتشبيه قبل، خصوصًا إنّي من الناس اللي تعبّر عن الإختناق بكثرة وتحب استخدام مصطلح " الأكسجين "
كثير أكتب عن الاختناق بعفوية بس ما أنتبه انا كتبت بهالتشبيه أو لا وتوني أنتبه اني ذكرت تكدّس ثاني أكسيد الكربون اكثر من مرة


حاجه كمان شبهها برضه .. فى موقف ما استخدمتى تعبير لا اذكره بالضبط ولكن كان ايضا بمعنى ان الكالسيوم زادت كميته فتقريبا ادى الى توقف عضلة القلب ربما او لا اذكر زيادة انقباضها .. المهم انه بصفتى طبيبة صراحة لم احب هذا التعبير كأسلوب أدبى .. فمن رأيى ان المعلومات الطبية حينما تدخل فى الجانب الادبى فهى تفسده لا تثريه !! ربما الاكسجين وثانى اكسيد الكربون قد يتقبلهم القارئ لأنهم من صميم الحياة ولا غنى للانسان عنهم ، لكن هل تعتقدين ان القارئ المتذوق للادب سيستسيغ كلمة " كالسيوم " حينما تدخل فجأة هكذا فى وسط الكلام ؟؟ عن نفسى لم استسغها ، لا اعرف ماذا عن البقية !!

- زيادة الإنقباضات*
مممم أنتِ ممكن ما تعرفين بهالخصوص من قبل بس فيه أكثر من أسلوب يعتمد عليه الكاتب في تشبيهاته
في أسلوب فلسفي، فيه أسلوب علمي، فيه أسلوب طبّي تلاقين الكاتب فيه يعبر عن الدم والمخ والقلب والخلايا ووووو الخ ، لذلك أنا ما أشوف في هالأسلوب غلط لأني أقراه كثير بس يمكن مثل ما قلتِ فيه ناس ما تحبه بس فيه ناس ثانية لا!
وما ننسى إن للأدب أشكال تدخل فيه كل أشكاليات الحياة. بس أنا فعليًا أحب الأسلوب الشاعري أكثر بس في النهاية أسلوبي مختلط ما بين هنا وهناك وأحب أتعمق في الشاعري لذلك أنا حاليًا أحاول أتقنه بإذن الله


اعذرينى كدو .. انت تعرفين استمتاعى بأسلوبك وكم علقت عليه وقلت انك كاتبة مبدعة وتملكين قدرة مدهشة على اللعب بالكلمات واستخدامها لصالحك ، والا ماكنت وجدتينى فى الرواية حتى الآن .. لكن حقك على ايضا انى عندما اجد نقطة لا تعجبنى اشير لكِ بها ..

- مافيه داعي للإعتذار فديتك ❤️ أنا بالعكس أحب لما الشخص يقول آراءه من كل النواحي ومن ايجابيات وسلبيات يشوفها بالروايـة وما أزعل أبدًا لأن هالشيء يطوّرني أنا ويصب في مصلحتي


وبالتوفيق يا غالية .

لي ولكِ يا جميلة ()




 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 05-06-15, 03:29 AM   المشاركة رقم: 282
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طُعُوْن مشاهدة المشاركة
   وهذي الهدية يا هنو وصلتك😊✋
اتمنى تعجبك..




🙊🙊🙊🌚




الله الله بس! التصميم جميل يا شهود ❤️❤️
والكلمات أروع ومطابقة جدًا لأدهم
أول هدية وتفتح النفس عساني ما انحرم من هالجمال :$$

يسلملي قلبك كرري هالإبداع ()


 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 06-06-15, 01:44 PM   المشاركة رقم: 283
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ()
مساء الخير

بخصوص اللي محتارين عن ماهية الهدية اللي بيهدونها لي بمناسبة مرور سنة على الروايـة هذي وحدة من الجميلات كتبت كلمات لأدهم وصممت شيء جميل وحليو :$$



عاد ذا مثال مو لازم تكتبون ممكن تقتبسون وممكن ما تصممون حتى! كل شخص وابداعاته ورونا فيها يلا :D

عندكم مثال ثاني وهي هدية مني إلي :P
عاد قلت ماني أقل من أحد عشان ما أهديني ما أحلاني بس :$$



تعلموا من ابداع طعون وابداعي ، لووول.
تراني مصرّة على سالفة الإهداء ذي لا تسحبون علي هاه :(


##

 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
قديم 07-06-15, 01:48 AM   المشاركة رقم: 284
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273510
المشاركات: 1,332
الجنس أنثى
معدل التقييم: طُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2492

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
طُعُوْن غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 
دعوه لزيارة موضوعي

صباح الخير..

أدهم.. صراحة ماكنت متأملة منه يرحب بإلين..
يعني ردة فعله متوقعه جدًا..
بس معقولة سهى عرفت انه تحرش بإلين🙆🙆
.. و الهروب مو حل لأي مشكلة.. المفروض يواجه
مشاكله بنفسه..

"لمَ جئتِ؟ لمَ جئتِ لتستثيري كل هذا؟ لمَ جئتِ؟ ألم تدركي أنّ الكوكب حين يصبح في أقصى المجموعةِ الشمسية لا تصله الشمس؟ إذن كيفَ أشرقتِ على أرضي المظلمة؟ كيف نثرتِ ضوئكِ في كل زاويةٍ ولم تنالي مركز ذلك الكوكب الذي ينبعث الظلام منه؟ . . . لـمَ جئتِ؟ حتى يتغلف هذا الوجعُ في صدري ويسكنُ جوفي الآه! "

الحين هو يخاطب إلين والا عمته؟؟ مافهمت😁

،

فواز.. ياني حقدت عليه.. مع انو ماقد توضحت لنا السالفة كامله بس احس ماله عذر.. يعني لو نقول ابو جنان عرضها عليه كان يقدر يرفض ببساطة.. يقوله انا احب زوجتي ومالي خاطر بغيرها.. بس لا لازم يسوي نفسه انا الشهم اللي ما ارد الرجال وابو صديقي.. والحين خايف من فراق جيهان.. هماك انت اللي جايبها لنفسك..
..
الصدق اول مره ارحم جيهان.. صح انها ترفع الضغط ولسانها وش طوله وعقلها مقلوب بس ما كان المفروض يستغفلها فواز.. المفروض يقولها وهي تقرر تقعد معه او لا وبعدها يتوكل يتزوج لين تطق
روحه من الزواج.. مو يتزوج وبعدها يعاملها ببرود وجفاء .. في النهاية هي زوجته ولها حق تعرف..

،

كمان جنان مالها ذنب.. مع انها حتى هي اتوقع كانت تقدر ترفض.. يعني من اول ما قالها فارس عن خطبة فواز على طول قالت بفكر.. يعني حتى قبل تعرف انو ابوها اللي خطب فواز لها.. المفروض حتى ما تفكر ترفضه على طول.. وش ذا..
كمان ابو جنان ماله عذر.. قاعده ادور لشيء منطقي ابرر فيه سواته بس مالقيت..!

..

اسيل وشاهين<< ترا عدلت الإسم😂
المهم.. زين انو اسيل هاجده.. بس مانفع معها الا العين الحمرا.. قبل يوم شاهين متساهل معها كانت تهايط وعلى فني احب متعب وما اقدر انساه واتزوج اخوه..
مين حدّك توافقين طيب<< ابثرتنا ترا.. خليها تتعدل لا يجيها طراق بمشعاب جدتي👌

،

سلطان و غزل.. اوف وصلت بأحمد انو يحاول يقتلهم.! وش سببه..؟ والا معقوله
يكون تميم .. يعني بما انو عنده اجازه من
جده وهو يحب المعالم التاريخية يمكنه جاي يشوف قصر المصمك هههههههههههههههههههه امزح يا هنو ✋ بس جد يمكن مثل ماقالت " لست أدري" انو يكون تميم هو اللي يرسل لسلطان وانو توها لعبته ما بدأت..!

بس زين انو نزل سلطان من السياره عشان يروح لغزل.. والا كنا الحين قاعدين نلملم عظامه المسكين.. وكمان حلو انو انتبه لـ لوحة السيارة.. يمكن توصلهم للفاعل والسبب.. مع اني ما اعتقد انهم اغبياء لدرجة يسوون حركة مثل هذي وقدام قاعة زواج بـ لوحة سيارة مسجله بإسمهم.. يمكن الشاحنه مسروقه.. او مستأجرينها بإسم مزيف..

..
غزل.. شعورها صعب جدًا.. مهما تلبست اللا مبالاة.. الا انو لو "صح تفكيرها" فـ يبقى ابوها.. واللي كان يبي يقتلها بنته..
احس ماهو للدرجة ذي مات قلبه..! مع انو اذا شخص تعوّد عالقتل مارح يصعب عليه اي شيء.. بالذات لو كان يحب نفسه فوق كل شيء بالدنيا.. ويمكن تكون الحادثه ذي بداية لـ كشف اسرار كثيرة..

.
.

عالطاري.. هذا اللي اسمه ابراهيم واللي معه.. اللي حاقدين على سلطان مدري ليش.. مالهم طاري من فتره.. عسى ضلوعهم تدقدقت بس..!

،

عبدالله.. ايش اللي كان ينسي نفسه اياه..!
وايش الشيء اللي يحاول تكذيبه واللي قالته له هاله..؟ يعني قصده انو الين هربت والا شيء ثاني؟؟ وليش عبدالله خايف على إلين من أدهم.. معقوله انو عرف باللي صار بينهم يوم رجعها الدار؟؟ احس في شيء صار بينهم وللحين ما توضح..!

..

فارس.. دامك عارف انو اختك رح تحس بالنقص من طريقة الزواج وراك ما حاولت تقنع ابوك يرجع عن اللي يفكر فيه..
صراحة انا بدأت اشفق على فواز.. زوجتين وكل وحده اخس من الثانيه.. قصدي
من ناحية النفسية طبعًا.. الحين جيهان وعارفين علّتها من بداية الرواية.. بس جنان الحين بتفسر كل شيء على اساس انو ابوها ما يحبها وانها بنت مسيار..! قالوا لك يا فواز اقعد على مجنونك لا يجيك اجن منه.. اسأل الله لك الثبات.. والصبر والأجر على ما ابتليت بس.. ان كان وحده وتحبها
ومتحمل بثارتها عشان حبك لها.. اجل الثانيه وش بتسوي.. دا انتا حتتنيل بستين نيلة واللهِ..!

..
يوسف .. اتخيل اذا جات عنده جيهان بعد ما تعرف عن زواج فواز.. هذا طبعًا اذا جات عنده وفواز لسى على قيد الحياة .. الله يرحمه كان طيب.. المهم يا انو بيوقف معها
وترجع علاقتهم تمام مثل قبل موت امها.. او انو ما بيتدخل وبيحاول يصلح بينهم على اساس الشرع حلل اربع.. وانو بيتفهم فواز وموقفه وبيقعد يقدم لها اعذار مارح تقنعها وبكذا تكرهه اكثر.. مع انو اي وحده تكره ابوها متخلفه.. الأب جنة.. المهم البثره حقتنا يمكن وقتها توافق عالعلاج النفسي..
وتحب عناد وتخلي فواز يطلقها وانتي حلي الباقي من عندك😂✋

..

بس يا انو هيثم خبيييييث.. عرف ينتقم منها صراحة..

،

نرجع لشيهان واسيل..
"أكمل شاهين بشرودٍ وابتسامته تلك تتلاشى : ما فرحني بهالليلة إلا فرحتها."

بصراحة مابي اتشمت.. بس برّد لي قلبي بكلماته.. تستاهل اسيل اللي قاله.. يعني يحق لها تجرح وهو لا..! خليها تذوق طعم مرارة الجرح لو مره بحياتها.. مثل ما تدين تدان.. مره لك ومره عليك..

،
"بينما أكمل شاهين بصوتٍ خافتٍ لا
يزال يحمل كل الحنق الذي يتراكم فوق
نبرته منذ عقد قرآنهما: تدرين؟ إنتِ إنسانة
يعجز الكلام عن وصفها، وللحين ندمان على
الكلمة اللي قلتها لك قبل أمس، عن كلمة
" حقيرة" اللي طلعت مني في لحظة صدمة
تفننتي في توجيهها لي، وتدرين ليه ندمان؟ لأن كل الشتائم ما تكفي عشان
أوصفك! "

هنا راحة أعمق.. حتى كنت جالسة متحفزه وانا اقرا ويوم قرأت كلامه كذا لا شعوريًا تكيت على ورا براحة كبيرة.. ولا تنسين.. ما اتشمت طبعًا🌚

..

"ابتسم برقةٍ وهو يُحيط جسدها بذراعيه، وبهمس وهو ينحني بفمهِ إلى أذنها : ما كان فيه شيء تعتذرين عنه! نسيته، عيونك والله تنسيني كل شيء ، كل شيء ماهو حلو وتبقِّي الجمال اللي مثلك!"

ها انقلع.. توي بكتب فيك معلقة على تبريدك لخاطري باللي قلته لأسيل.. بس
رجعت وتخرفنت عندها.. ماش يبي لك كورسات.. تعال عندي اعلمك بس💪

،

سند.. ما اخذ من اسمه شيء.. ذا مفروض
يسمونه " نكد والا مصيبة والا بلاء "
يا ترى وش ناوي عليه.. لا يكون يفكر يتحرش بأسيل والا يخطفها ويعتدي عليها🙆😧

..

وبس.. والله اكتب وانا اتلاحق مع الوقت😂😂

 
 

 

عرض البوم صور طُعُوْن  
قديم 07-06-15, 01:34 PM   المشاركة رقم: 285
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2014
العضوية: 267722
المشاركات: 575
الجنس أنثى
معدل التقييم: كَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عاليكَيــدْ عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 947

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كَيــدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كَيــدْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر

 







سلامٌ ورحمة من الله عليكم
صباحكم / مساؤكم سعادة ورضا من الرحمن
إن شاء الله تكونون بألف خير وعافية ()



قبل لا أبدأ راح أعلمكم من البدايـة إن بارت اليوم دسم، ومحتاج تركيز ممتاز لأن فيه حقائق راح تُذكر فيه بعضها واضحة وبعضها مغلفة بالألغاز واللي مركز راح يلقطها :$$
طبعًا هالبارت متعب بشكل! سواءً في كتابته وحتى مراجعته ، حسسني إني في ولادة متعسرة :( لذلك ركزوا تمام وخلوا عقولكم مفتّحة وأنتم تقرأون.

يلا نبدأ على بركة الله

قيودٌ بلا أغلال عانقت القدر ، بقلم : كَيــدْ !


لا تلهيكم عن العبادات



(34)




قبل ساعاتٍ مضت
كان قد اقترب من الجموع بجهدٍ بالغٍ بعد أن أقنع غزل أنه سيكُون قريبًا منها ولن يتركها، استوقفها على الرصيف الفاصل بين الشارعين ليقترب من سيارتهِ المنقلبةِ رأسًا على عقبٍ وهو يسمع كلماتٍ ترشق من هنا وهناك.
" فيها أحد " " السيارة فاضية " " زين الحمدلله ما كان فيها أحد " " لا حول ولا قوة الا بالله وش هالهمجية في السرعة؟ " " طيب مين صاحب هالسيارة "
تقدم سلطان عند تلك الجملة ليهتف بثبات : أنا صاحب السيارة
استدارت الوجوه إليه، لتندفع عدةُ أصواتٍ متحملةً بالحمد على سلامته، وغزل كانت تراقبه عن قُربٍ تضع يدها على صدرها وعيناها المُمتلئتان بالدمع تراقبه، غمرتهما الرحمة حين كانا بعيديْن عن هذا الموقع الذي تحمّل بافتراضٍ للموت بأبشعِ شكلٍ ممكن، غمرتها الرحمة حين كانت بعيدة، وغمرتها أيضًا حين لم يمُت سلطان!
ثبتت نظراتها عليْه وصدرها ينفعل بأنفاسٍ هادرةٍ تخرج في صوتِ زفرةٍ صدئةٍ امتلأت بثغورٍ جعلتها خافتة، كان ينوي قتله كما نوى قتلها! كان ينوي قتله وإن لم تكُن معه كانت لتعود لوالدها وتزول تلك الرحمةِ التي سقطت عليها من السماء، تلك الرحمةُ وذاك الحنان السوِيْ، تلك العينانِ الباسمتان و . . وذاك الحضن الدافئ! . . ما الذي تُفكر به؟ هل انجرفت نحوهُ بهذا الحد للحظةٍ واحدة؟ هل نسيت من هي ومن هو في ثوانٍ مرّت وكأنها لم تمرْ؟ شتت نظراتها المُضطربة وهي تتنفس بتحشرج، لن تنسى أبدًا! لن تنسى دفئًا عبر إلى جسدها كأولِ دفءٍ منذ أن فقهت الدنيا، لن تنسى كلماتٍ تسللت إلى أذنها كلحنِ نايٍ يبعث الإسترخاء، لن تنسى النبرةَ الحنون والصوتَ الثابت الهادئ بلطفهِ ونقائِـه.
زمّت شفتيها بقوةٍ وعيناها الدامعتان يتضاعفُ فيهما الدمع، لقد انجرفت وانتهى الأمر، لقد ذاقتْ ما كان كالخمرِ وهاهي تريده مرةً أخرى، تريدهُ بشدةٍ وكأنما نسيت وضعها الميئوسِ منه!
راقبته وهو يصافحُ بعض الرجال من حوله، صوتهم لم يعد يصلُ إليها، صوتُهم كلهم بات كالوباءِ عدا صوتهُ النقي من أي شائبة.
بقي يتحدث مع البعض للحظاتٍ قبل أن تلمحَ سياراتِ الشرطة تأتيهم بعد أن أبلغهم أحد الحاضرين قبل أن يظهر لهم سلطان. قابلهم سلطان بهدوءٍ وثبات وهو يرد على بعض أسئلتهم الإجرائية.
وبعد لحظاتٍ قصيرة كانت سيارة عناد تقف على بعدٍ من التجمهر أمامه وعيناه تتسعان بصدمةٍ وهو يرى سيارة سلطان التي يعرفها جيدًا وقد كانت في حالةٍ يُرثى لها، استدار إلى أمه التي هتفت بذعر : وش صاير بالضبط؟ هذي مو سيارة سلطان يا عناد؟
عناد بصوتٍ ثابتٍ محاولًا تهدئةَ صوتها بالرغم من كون أعماقه تهتز الآن : بروح أتأكد من الموضوع وأنتِ خليك هنا
تمسّكت بكفهِ الدافئة عن طريق كفيها اللتين أصابتهما برودةٌ جاءتها من حيث لا تحتسب، وبصوتٍ مهتزٍ فقد استيعابه : طمني عليه!
زمّ شفتيه قبل أن يومئ وهو ذاته يشعر أن إيماءته تلك كاذبة، أسأل الله فقط أن يكُون بخيرٍ وألا يكون الموتُ قد أخذه في هذهِ اللحظةِ وفي عمرٍ لم يصل للثلاثين بعد . . ترجل عن السيارةِ وهو يدعي الله في سره أن يكُون بخير، وبخطواتٍ متباعدةٍ يُقلص بها المسافات كان يتخذّ الطريق صفحةً يطويها ليصل بين الجموع ويتجاوزهم، هتف بصوتٍ عالٍ يبحث بهِ عن صوتِ سلطان : سلطاااااان
انتبه سلطان لصوتِ عناد القريب في حين كان يتحدث مع رجلِ أمنٍ أمامه، فاستدار تلقائيًا ليلمحه يقترب منه وعلى عينيه سعادةٌ نبعت فجأةً حين رآه بعد أن كاد الذعر يفلقهما. اقترب بعجلةٍ منه كي يضع كفيه على كتفيه وهو يهتف بقلق : أنت بخير؟ صار لك شيء؟
ابتسم له سلطان ابتسامةً أخويَةً ليهتف بهمس : طيب يا عساك طيب
زفر عناد بقوةٍ قبل أن يقبل جبينه قبلةً يستشعر بها أنه بخيرٍ حقًا وأن الذعر الذي واتاه منذ اقترب من هذا الموقع كان بلا داعٍ وهاهو سلطان أمامه يحيا ويتنفس جزيئاتِ الحياة.
اتسعت ابتسامةُ سلطان وهو يرفع إحدى حاجبيه : وش صاير يا الطيب أشوف أنفاسك مقطوعة، كنت تتريّض بهالليل؟
عناد بحدة : ابلع لسانك لا بارك الله فيك على هالليل * رفع هاتفه ليُردف * بطمن أمي الحين قلبها قرب يوقف
ضرب سلطان جبينه وابتسامتهُ تُمحى : أعتقد إني غلطت يوم طلبتك تجيبها معك! لا حول من هالعقل
ابتسم لهُ عناد براحةٍ وهو يضع الهاتف في أذنه : أهم شيء إن هالعقل للحين يتنفس
خفت صوتهُ قليلًا وصوتُ أمه الذاهب يصل إليْه قبل أن يكتمل الرنين الأول، وبهدوءٍ وصوتٍ حاول بث الهدوءِ به : تطمني يمه هذاه بخير وقدامي مثل الحصان . . . لا لا ما صار له ولا شيء والله ولا جرح حتى . . . ايوا ايوا خذيه وكلميه بنفسك
مدّ هاتفه لسلطان الذي تناوله وهو يقطب جبينه بندمٍ على بثّ الذعر إلى قلب أمه، لو أنه اقتصر على قدوم عناد لكان أفضل له، لكن ماذا عن غزل؟ يدرك أنه سيتأخر عن البيت لوقتٍ إن لم يكن لساعاتٍ فهل سيتركها حتى ذاك الوقت ترافقه؟
بينما كانت غزل لازالت تراقبه حتى الآن، بعينين لازال الدمع يتجدد فيهما ولازال وميضٌ من الذعر يزاولهما وكأن الأمان يختفي عن العالم بأسرهِ والكتمانُ الذي كان ينضب في عينيها انتهى عند اللحظةِ التي أفضَت بكل حصونها لديه، بالرغم من أنها كانت لتندم على بكائها تلك الليلة، إلا أنها ما ندمت! ولو أن ندمًا قد انتحلها فقد مات في بحر الراحةِ التي تتغلغلها، لتبكي فقط وتنعم بالراحةِ التي تأتيها حين يمتزج الألم بالملح الذاهب مع القطرات، لتبكي وتُطلق موجَ الكبتِ والساعاتِ التي قضت فيها تكتم وتكتم، ولو انتهت سنين عمرها في البكاءِ ما كفتها.
تصاعدَ رنين هاتفها في حقيبتها، لتتشنج أصابعها للحظةٍ قبل أن تعود للحياةِ وترتعش خوفًا من هويَّـةِ المتصلِ فوق خوفها مما حدث قبل دقائق، ارتبكت الثواني في عقلها وهي تعضّ شفتيها بتوتر، وأصابعها التي تحيا الآن للإرتعاش لم ترضى الخنوع والإرتفاع نحو حقيبتها لتنظر للهاتف وللمتصل، وكأن عقلها وحدهُ يُرسل إشاراتٍ ما إن يأتيها شيءٌ يتعلق به، لتدرك أن هذا الحادث لم يكن حادثًا، ولتُدرك أنّ هذا الإتصال ما كان إلا منه!
لمحت فجأةً بريق ذاك اليوم الذي اخترق فيه جناحها الزوجي دون أثرٍ يُدرك، وعاد شريط صوتهِ المُرعب يعزف أوتاره القاسيةَ في أذنيها.
" ليه ما كنتِ تردين على الجوال وأنا اللي كنت منبهك؟؟ "
انبعثت تلك الجملةُ فجأةً من أعمق نقطةٍ في مركز ذاكرتها، محملةً بنبرةِ الثعالبِ الماكرةِ ونظرة الذئاب الجائعة، محملةً بأكثر ما قد يبث الرعب إليها ويُجفف سيطرتها على أنفاسها لتبقى كورقةِ خريفٍ جافةٍ لا يـسعفها النـدى.
مدّت يدها بسرعةٍ نحو حقيبتها، وهي تسأل الله بقنوطٍ ألا يسكن الهاتف قبل أن تصل إليْه، لا تقوى يا الله على نفحةٍ ساخنةٍ أخرى، لا تقوى يا الله على سَمومٍ تتخلخل مساماتها وتُجفف دماءها لتبقى جسدًا متهدلًا كاسفنجةٍ جفّت ولم يعد باستطاعتها أن تمتص الماء.

*

الليل يلفّ سكونهُ حوا كل الجماد قُربهما، حول كل شيءٍ يستقر صوتهُ فوقَ جبينِ الإسترخاءِ عدا صدرها الذي تشعر أن قلبها بين أضلعه يموت! الهواءُ الخاوي يعبرها إلى رئتين أُرهقتا من عنف انقباضهما، يتقلص الحجاب الحاجز أسفل صدرِها وينبسط بسرعةٍ جنونية وهي تنظر لعيني والدها الذي وقف أمامها والغضب يغزو ملامحه، تُدرك جيدًا ما معنى هذا الغضب، ما معنى هذا الغضب حين يرتبط بشخصٍ تجزم أنه مجنون!
هتف أحمد بغضبٍ يخلع السكونَ من حوْله : شالسالفة؟
لم يتراجع تنفسها السريع، ولا نظرة الخوف في عينيها اللتين تشبثتا بعينيه باحثتان عن لا حياةَ فيهما تقول لها أنها في كابوس! أو أنها على الأقل لا ترى إلا وهمًا يتجسد أمامها وينخر خاصرتها بالوجعْ . . عن الحزن الذي يتربع في صدرها كل ليلةٍ ويحكي لها أوهامًا عن حياةٍ ستكون أجمل بعد الموت، هل جاءَ الآن بالتضاد؟ هل جاءَ بدلًا عن - الجمالِ - قبحٌ استكن في صورةِ أبويةٍ لم تكتمل وانشطرت قبل أن يظهر معالمها؟ هل جاءَ في حلمٍ ترعرع في كابوسٍ وانتهى من كونهِ أبًا إلى عدوٍ يتجرع اللا مبالاةَ حين يستكن الخوف في صوتها ويتجسد الذعر في نظرةِ عينيها العسليتين؟
إنّه صوتُ قلبي يموت! يموتُ وكل المنى هو الموت! يموت وكل الذي في محجري ملوحةٌ إن اختلطت بالدموعِ قد ينتهي بؤسي وشقائي، قد يلتهم الدمعَ المالح كل الذي في صدري من خواءْ. حتى في اللحظات التي تحتاج فيها العيون دموعًا تبللها وتُذهب الجفاف لا تأتي! . . لقد ملّت الإختباءَ ليلًا تحت اللحاف تخفي دمع عينيها عن اللاشيء وتُسكن صوتَ الأنين أسفل غطائها البارد، لقد ملّت الرسم على مفرش السرير بأناملها التي تتهدل بموجٍ يخلعُ كل الحياةِ عن حياةٍ لم يوجد فيها حياةٌ من الأساس!
كانت تقول دائمًا أن دموعها هي الشيء الوحيد الذي لم يخُنها بعد، لم يخُنها لتبقى بكبرياءِ عينيها اللتين لا تبكيان، لكن ماذا إن هي احتاجت تلك الدموع بالفعل؟ لمَ تخذلها كما خذلها كل شيء؟ لمَ تخذُلها دموعها دون أن تقوم بخيانتها؟ الخيانةُ الفعلية تكمن في السقوط دون الحاجة ... فاسقطي! بالله عليكِ اسقطي وهدئي من هذا الذعر الذي قارب على أن يفتك بقلبي ويُنهيني في دربٍ ليس في حناياهِ نورٌ يرشدني أين طريقي! ... من كل تلك الظلمة ، أين طريقي يا الله!
شعرت بلسعةٍ هاجمت وجنتها السمراءَ من يدِهِ في لحظةٍ انقطع الإستيعاب عنها، اتسعت عيناها ليس بصدمةٍ بل للألم الذي شعرت به، للألم المُعتاد كي لا تُصدم به، لكنه كافٍ لتتألم! كافٍ فهي في النهايةِ بشرٌ لم تمت الأعصاب التي توصل الإشارات لعقلها حتى تُدرك ما هذا وما ذاك.
صرخ أحمد في وجهها بغضب : المسألة عناد والا كيف؟ تعانديني! تعانديني يا بنت لحمي ودمي؟
ارتعشت شفتاها بألم وهي تنظر إليْه بعينين لم تُطلقا الدمع حتى الآن، بينما عاد صوتهُ للإنسياب مرةً أخرى إلى أذنها حادًا حارقًا كمعدنٍ سُخّن بحرارةٍ لا يستوعبها جسد : لا تكونين تزوجتي وتطمنتي من ناحيتي؟! لا يا حبيبتي تراك في النهاية بيدي أنا . . زواجك ماهو لعبة! ماهو لعبة عشان تحاولين تهربين مني وعلى بالك بتفوزين!
ازدردت ريقها وهي ترمش بعينيها قليلًا، بينما زفرَ بقوةٍ وهو يشتت عينيه بحنقٍ هنا وهناك، ومن ثمّ أعادها إليها كطلقةٍ جعلتها تنتفض، ليهتف من بين أسنانه : والحين! وش قصتك مع الطناش!!
حاولت تحريك عضلة لسانها لترد عليهِ بكذبةٍ ما، لكنّ الحروف تموت في حنجرتها وحبالها الصوتية تفتُر قدرتها لتموت الأبجديات كلها ولا يستوعب عقلها كلمة!
رفعَ حاجبيه بغضبٍ وهو يمد يدهُ نحو وجهها، حينها انتفضت بقوةٍ أكبر وهي تتراجع للخلف لكنّ الثلاجة حالت دون الهروب، تشبثت أنامله القاسية بخصلات شعرها الطويلة لتحررها من لفافته في نهايةِ رأسها، وبحدةٍ وهو يشدّ شعرها : شكل تواجدك هنا خلاك تتمردين . . وتشتاقين للعنف والضرب!
أغمضت عينيها بقوةٍ وقلبها يهوي ليرتد صوتهُ في جدران أضلعها نازفًا مجروحًا في صميمِ تكوينهِ الذي تناسب مع بشريٍ يُدرك ويستوعب ما يحدث له، ما يُـلقى عليه، يُدرك بدرجةٍ تكفي حتى يتقطع لأشلاءٍ تتناثر في حميمٍ لا تَبتلعه كلّه ليتكرر العذاب، ليتكوّر الوجع في صدرها ويزداد سقوطُ الدنيا في هاويةِ الآه التي تصتدم بشفتيها وترتد كاتمةً لكل ألمٍ يتشعب ويتجذر في روحها.
لم تنبس ببنت شفة، وهي تقابل ما اعتادت عليه من قسوةٍ واهانة، والأعظم أنها ممن كان لابد ألا يقبل بمثل هكذا إهاناتٍ على من هي من صلبه. سمعت صوتَه يتكرر في أذنها بفحيحٍ أشبه بفحيح الأفعى وأنامله تشتدّ بقوّةٍ أكبر على شعرها ليتضاعف الألم دون آهـةٍ واحدة : هالمرة الرحمة تلبستني عشان ما أجلدك، وتعرفين كويس وش يعني أجلدك! طناشك اللي بهاليومين لو يتكرر تدرين وش بيصير لك؟
قسَت ملامحهُ أكثر ليُردف بصوتٍ أكثر جفافًا : أعتقد تعرفين وش اللي بسويه!
ازدردت ريقها ببطءٍ وهي تشعر أن كل ما تبتلعه باتَ حارًا في حرارةِ الجحيم الذي يلفظ عذابه على جسدها .. هتف بحدة : فاهمة؟؟!
أومأت ببطءٍ دون أن تفتح عينيها، بخنوعٍ تام وهي تلفظ إنسانيتها بعيدًا علّ القهر والألم الذي يجلد قلبها بسوطٍ من نارٍ يقتلها كي تنام قريرةً وتنعم بإنسانيةٍ ماتت ولم تعرفها.
تراجع أحمد للخلف وهو يحرر خصلات شعرها من بين أنامله، حينها فتحت عينيها ببطءٍ لتواجه عينيه اللتين يموت فيهما الرحمة والأبوّة التي كان لابد أن تكون فطرة، وأين تلك الفطرةِ عنه! أين تلك الفطرة عن قصَّتها التي تنقطع في بداياتِ الحياةِ وتبدأ من نهاياتِ الموت، أين تلك الفطرة عن قصتها التي ما اكتمل يومٌ عزفُها بالقيثارة حين انقطعت الأوتار وحُشر الصوتُ في لحنٍ يعزفه العقل دون أن يترجم إلى العالم، أين الفطرة عن الأطفال الذي عانوا قسوةَ أبائهم؟ أين الفطرةُ عن الأولاد الذين تخلت عنهم الرحمة في قلوب والديهم وانشطر الأب عن الإبن في قسوةٍ لم تكُن من الفطرةِ يومًا. الله يعلم كم عانى الطفل حين كان أبواه خارجيْن عن فطرتهما الأبوية، الله يعلم أنني أفتقر لنفسي! أفتقر لروحي التي ماتت في مهدها، إنّي يا الله أبوءُ لك بافتقاري للحياة، وما الحياة إلا متاع الغرور.
أحمد بحدة : والحين! قوليلي بالضبط وش اللي طالع معاك . . صاير لك فترة وياه ما لقيتي شيء؟
بللت شفتيها باضطرابٍ وهي تصل للنقطة التي تخشاها، وحين طال صمتها رفع حاجبًا بوعيدٍ لتهتف بسرعةٍ وخشية : بعدني ما لقيت شيء
أحمد : أنتِ شكلك نسيتي كل اللي كنا مخططين عليه وجالسة تتهنين بحياتك بعيد وبحرية تامة ، لا يكون الوضع بينكم تجاوز اللي معروف لنا؟
توترت عيناها وهي تُخفضها عنه، ولم تستطع العثور على صوتها لتجيب بـ " وأنا أتجرأ أتجاوز أصلًا؟ "، لذا هزّت رأسها بالنفي دون أن تنظر في عينيه، حينها ابتسم بسخريةٍ وهو يهتف : زين لا تفضحينا بس، وقتها أظنك بتتمنين الموت صدق
" قلبي يتمناه فعلًا فلا تهتم! "
انحصرت تلك الجملة في قلبها دون أن تظهر، حينها تحرّك أحمد وهو يُشير لها بأن تتبعه، ومن الجهةِ الأخرى رفع هاتفه كي يتأكد من تواجد سلطان حتى الآن في منزل سلمان، وما إن أغلق حتى استدار إليْها هاتفًا بجملةٍ لا تقبل الإنقسام : كثفي بحثك، وإذا ما لقيتي شيء هنا فحاولي تنتقلين بسرعة وبأي طريقة لبيته، وتذكري زين . . الملف على أكبر تقدير بيكون اسمه " مؤسسة الــرازن ".

*

تشبثت بالهاتف الذي لم يسْكن بعد وكأن رحمةً تُصيبها في هذه اللحظة، الذكرى القاسيةُ ترتد، والإيمان التام بتورطها في أمورٍ لا تقبل التراجع يتشعب، كيف انتهى الأمر بها هنا؟ بين معمعةٍ لا تدرك بدايتها من نهايتها! بين متاهةٍ لم ولن تدرك مخرجها! كيف انتهى بها الأمر حبيسة الكان والسوف؟ كيف انتهى بها الأمر بين خشية والدها، والأمان الذي بدأت تشعر به مع سلطان!
رفعت الهاتف إلى أذنها بسرعةٍ كي تجيب على صوتهِ الذي وصلها هاتفًا باسمها ببرودةٍ لا يُضاهيها صقيع، كان منذ لحظاتٍ سيقتلها! هكذا بكل بساطةٍ والأمر عنده سيَان، سواءً ماتت أم لم تمت، هي في النهاية مجرد أداةٍ إن فشلت سيلجأ لغيرها، هي مجرّدُ جمادٍ في وجهةِ نظره، كالآلة لا روح لها ولا خلايا تسكنها، لا جهازَ عصبيٍ يتكون في جسدها حتى يتولّد الشعور لديها.
هتفت بخفوتٍ متردد : أهلين يبه
أحمد بجمود : ليه ما رديتي بسرعة؟
غزل بتوترٍ وهي تتناسى أنه السبب في الحادث وأن رائحته تعبق في الأجواء : صار حادث قدامنا ومن الإزعاج اللي حولي ما انتبهت
صمت قليلًا للحظات، حتى كادت تجزم أنه لا يدري، وأن لا علاقة له، كادت تحزم بذلك دون أن تجزم بأنه قد يخاف عليها لأنها تدرك " رحم الله امرئٍ عرف قدر نفسه ".
هتف أحمد بعد لحظاتٍ متجاهلًا موضوع الحادث : سلطان حولك؟
أومأت وكأنها تراه أمامها، وبخفوت : ايه قاعد ينهي الإجراءآت مع الشرطة
أحمد : همممم .. عمومًا ، متى بتنقلين لبيته؟
ارتعشت شفتاها باضطرابٍ وصدرها يتلوى بين أضلعها، ما هذا البرود يا الله؟ ما هذا التبلد الذي يعيشه حتى يبيت كل شيءٍ في عينيه لا شيء؟ إما أنّه بالفعل هو من كان السبب لما حدث قبل لحظاتٍ ولا يبالي بها وهذا هو الأرجح، وإما أنه ليس هو ولا يبالي بها أيضًا!
أعاد السؤال على أذنها بصوتٍ حادٍ جعلها تنتفض وترد بسرعة : مدري ، ما قد حدد متى بالضبط
رفع أحمد إحدى حاجبيه وهو يهتف بقسوة : شلون ما تدرين بعد؟ هي كلمة وماني مكررها، ما يجي الأسبوع الجاي إلا وأنتِ في بيته
فغرت شفتيها بعجزٍ وصدرها يُصدر زفيرًا مُرْهَقًا، ولم تجد صوتًا لها إلا لكلمةٍ ضعيفةٍ خائرة القوى خرجت منها بحشرجةِ الموت : طيب
لم تسمع منه كلمةً وهو يُغلق الخط ويُغلق معه معبر صوتهِ الساخن إلى أذنيها، معبر الصوتِ الذي يغلي كالحمم، يغلي بصورةٍ لم تستطع أن تُخطئها.
في الجهةِ المُقابلة كان سلطان قد أنهى حديثه مع أمه التي كانت تتحدث معه بصوتٍ باكٍ مزّق قلبه وألقاه في نطاقِ الندم.
استدار إلى عناد الذي كان يتحدث مع الشرطي الذي كان يتحدث معه قبلًا، كان يحاول إقناعه في ترك سلطان الآن والتحدث معه غدًا. اقترب سلطان منهما ليضع كفهُ على كتف عناد هاتفًا : لا ما عليه بروح ويّاهم
استدار إليه عناد مقطبًا جبينه : مو وقتك شوف الساعة كم! وبعدين أنت أكيد تعبان وودك تنام
سلطان : أنا حافظ رقم السيارة فبروح معاهم مرة وحدة أنهي كل شيء بدل لا أتعب نفسي بكره
تنهد عناد وهو ينظر إليْه برفض، بينما ابتسم سلطان بهدوءٍ ليُردف : غزل أمانتك ، خلها تروح معاكم وتنام اليوم عندكم ، ماني متأخر وبجيكم أول ما أخلص
عقد حاجبيْه بشدةٍ دلالة الرفض، إلا أن سلطان دفعه من كتفهِ وهو يهمس في أذنه : طلبتك، المسكينة بغت تموت من الخوف أبيها قرب امي وغيداء
لانت ملامحه قليلًا عند رجائه، ليتنهد باستسلامٍ قبل أن يهتف بجدية : طيب ما طلبت شيء .. بس لا تتأخر
أومأ له وهو يبتسم، ومن ثمّ ابتعد ليتجه نحو غزل التي كانت تقف وعقلها يبتعد عنها ببضعةِ أميال، لذا لم تنتبه لاقترابه إلا حين وقف أمامها مباشرةً، حينها شهقت بخفوتٍ لترفع رأسها، ومن ثمّ زفرت وهي تضع كفّها على صدرها.
مدّ سلطان كفه ليُمسك بكفها، وبهدوءٍ وصوتٍ رقيق : للحين خايفة؟
توترت كفها تحت يديه، وصدرها اضطرب بألمها، باتت تشعر أنها الشر بعيْنه، كيف تفعل بهِ هذا وهي التي كانت تقول بأنهُ يحمل قسوةَ الرجال كغيره لتكتشف أنها الحقارة بأمّ عينيها؟ بأنّها الخيبات التي تراكمت لتظهر بصورةِ الإنسان المنافق، الإنسان الأناني الذي يخاف على نفسه ويحميها على حساب الآخرين.
أخفضت نظراتها عنه وعيناها لا تستطيعان مواجهةَ عينيه الصادقتين، هل لها الحق لتُقيّمه كإنسانٍ وهي التي لم تقيّم نفسها قبلًا؟ إنها أنثى حقيرة خسرت كل شيءٍ بكل رخصْ، أنثى خوّلت لنفسها الحكم على غيرها بعدم الإنسانية ونسيت نفسها المُخادعة، نسيت نفسها - الوباءْ - ... إنها الآن لا شيء، لا إنسانًا ولا حتى حيوان! إنها مخلوقٌ لا يحمل أيّة صفاتٍ حيوية، هاجمها التحجّر الفكري حتى باتت نفسها هي الحياة، حتى باتت نفسها هي الأهمّ على هذا العالم.
عضّت شفتها بقوةٍ وهي تغمض عينيها، تغمض عارها وسخطها على نفسها عن عينيه.
ابتسم سلطان بهدوءٍ ولطف قبل أن يهتف مفجرًا كل أعضائـها الحيوية : أنا بروح مع الشرطة الحين ، وبخليك تروحين مع عناد وأمي لبيتهم ... أكيد ما عندك مانع تنامين عندهم والا؟
ارتفعت عيناها كسهمٍ مُحترقٍ إليْه، وصوتها ضاع وهي تنظر إليْه دون رضا، يذهب للشرطة؟ لأجل ماذا؟ هل سيتركها وحيدة؟ سيتركها بين أناسٍ وإن استشعرتهم مرةً إلا أنها ستكون وحيدة! يعلم الله أنها ستكون وحيدة! فالوحدةُ لا تتشتت بأناس كُثر، الوحدةُ تتشتت بإنسانٍ واحدٍ لا يتجاوزُ الحنان عينيه ... سُحقًا لكل البشر، سحقًا لسُكّان الأرضِ كلّهم لكن لا تذهب! وأنا التي تشتاقُ لدفءٍ لن تتجرأ على طلبه، أنا التي يخوّلها البُكاءُ الساكنُ للتمني فلا تذهب وابقى بقُربي. وحدهُ الله يعلم مافي صدري، وحدهُ الله يعلم أنني فجأةً - أريدك بجانبي، دونَ سابقِ إنذارٍ بتُّ أريدك بجانبي، دون سابقِ إنذارٍ صرت أثق بعينيك، بصوتِك . . فلا تذهب ، لا تبتعد.
زمّت شفتيها وكل الأفكار التي تهاجمها لم تتجاوز نطاق عقلها وصوتها الداخلي ليرتدّ بصدى ساكنٍ في تجويفها الصدري، لم تمتلك الجرأة لتقول له مافي صدرها وبقيت تنظر لهُ بعينين يتلألأ فيهما الدمع، سكَن الصوتُ والصدى، وعبرَ الموجُ حدقتيها، غاصت نظرةُ الحزن في زجاجٍ شفافٍ مُكبّرٍ للصورةِ ليظهر حزنها ميّالًا للإرتفاع نحو الأعالي وشقّ السماءِ بعنانه.
قطّب سلطان جبينهُ دون رضا وهو يمدّ إحدى كفيهِ ليُمررها على رموشها ماسحًا بعض الدموع، حينها ارتعشت وهي ترمش بعينيها لتسقط دمعةً من عينها اليُسرى على أنامله.
بلل سلطان شفتيه قبل أن يتنهد، ومن ثمّ ركز بنظراته على عينيها، على حزنهما الذي يشطر قلبه ويُزلزل إنسانيته، ودون أن يشعر فعطفهُ ينحدر إليْها كأب، لا كزوج. همس لها بصوتٍ حنونٍ بثّ الرعشة في خلاياها : محتاجة تبكين؟
رمشت عدّة مراتٍ قبل أن تستنشق الأكسجين بنهمٍ وهي تُغمض عينيها وتُشيح بوجهها عنه، حينها أخفض كفهُ المُعلّقة في الهواءِ قليلًا لتُحاذي ذقنها، ومن ثمّ أمسك بها ليُدير وجهها إليه، وبذاتِ الهمس : بقول لأمي الحين تجهز لك غرفة بروحك ، وابكي فيها ، ابكي لين يجفّ الحزن في دمعك
تشنّج ذقنها بين كفّيه وشفتيها تتقوسان استعدادًا للبكاء، إلا أنها هذه المرة لم تبكي .. اتسعت ابتسامةُ سلطان وهو يُردف : أو أقول ، لو ودك انتظريني ارجع ووقتها ابكي كيف مابغيتي
سرى تيارٌ قويٌ في جسدها وعيناها تتوسعان قليلًا، هل تُدرك مقصده؟ أم أنّ الإدراك هذه المرة لمْ يُصدق معها وانسلخ عنها، هل يقصد ما فكرت بهِ فعلًا؟ هل يقصد دفئه؟
تراجعت دون شعورٍ خطوة، وشفتيها ترتعشان بتوتر، هناك خطأ! عقلها يُنبئها أن هناك خطأ، ليس بهذه الطريقة! أرجوك لا!!!
تنفست بقوةٍ وهي تنظر إليْه بعينيها المُتسعتين، ودون أن تدرك تسلل صوتها من بين شفتيها لتهتف بكلماتٍ لم تستوعبها : ليه؟ ليه تسوي معاي كل هذا؟؟؟
بالرغم من تمنيها، إلا أنها لم تتخيل أن يعرض ما تتمناه بنفسه، أن يعبر في صوتِه مقصدٌ آخر بعيدًا عن العفوية، هل كان يقصد فقط خداعها لا غير؟ أم أنها تتوهم؟ يا الله اجعلها تتوهم! اجعل عقلها المريض يتصوّر كل ذلك لكن لا تجعله يصدقُ فيما يُفكر!!
أردفت بصوتٍ مرتعشٍ قبل أن تترك لهُ فترةً حتى يستوعب : أنت تدري إن زواجنا ماهو دايم ، مافيه داعي تخلي التحدي وتهوري بهذاك اليوم جدي لهالدرجة وبهاللؤم! قول لي إنّي أتوهم وبس ، الله يخليك قول لي إنّي مريضة وأتوهم إنّك تبيني أحبك وبس!
صُدم لتفكيرها، حاجباه انعقدا بشدةٍ وهو ينظر إليها بعدمِ استيعابٍ بعدما قالته، بينما انحدر صوتهُ بنبرةٍ مستنكرةٍ لما سمعَه : وشو؟
أغمض عينيه بقوةٍ وهو يرفع كفهُ إلى جبينه، ومن ثمّ مسح على وجهه وهو يستغفر ليفتح عينيه وينظر إليها بجدية : رجعنا للتقلبات؟ .. طيب خلاص أول ما أرجع بتفاهم معاك، الحين ما عندي وقت
فغرت شفتيها تحاول التحدث بشيءٍ ما، تريد منه أن يُطمئنها الآن بنظرةِ عينيه وإن كانت ستكون فيما بعدُ كاذبة، إلا أن نظرةَ الجديّة قد تسلّحت بعينيه، وإحدى كفيه أمسكت بكفّها الباردة والتي تُطلق الحرارةَ ولا تمتصها لتبقى صقيعةً كبشرةِ الأموات. تحرّك باتجاه سيارة عناد، وما إن وصل حتى هتف بصوتٍ حازمٍ كان يتسلل إلى أذنها في وقتٍ لا تراه يُناسب إلا صوته الحنون : ماني متأخر، وبالوقت اللي أرجع فيه راح نحكي إن شاء الله


,


رمى هاتفهُ جانبًا بعد حديثهِ الذي شعر أنه طال! طال بشدةٍ حتى أدركته المنيّة وتأثير هذا الحديث لازال يتربّع في صدرِه الأجوف، هل تهوّر؟ هل رمى العقل في لحظةٍ خاطفةٍ أم أنه لم يقُم إلا بالصواب؟
الساعةُ الآن تقترب من الواحدةِ ليلًا، ووقتها في القدومِ كان خطأً! خطأً بدرجةٍ تجعله لا يُدرك ما الذي عليْه فعله. إنها لا تعلم شيئًا، لا تدركُ شيئًا ولا تفقهُ معنى ما تقومُ به، لو أنها فقط تعلم، لكانت قدماها لم تتقدما نحو بيتِه خطوة، ولكان صوتها لم ينبعث إلى أذناه عبر الهاتفِ ليلة، لكان رجاؤها في الإلتجاء إليْه مات قبل أن يصعد مع موجاتِ صوتها، لكنها لا تدرك، واللهِ لم تُدرِك شيئًا وإلا لكانت تخلّت عن اسمهِ من أول بادرةِ ألمْ.
زفَر بقوةٍ وهو يتّجهُ ناحية سريرهِ ويُلقي بجسدهِ عليْه، ومن ثمّ رفع إحدى ذراعيْه ليُغطي بها على عينيه، إنّ العالم المُظلم يزحف إلى عقلهِ وينتشله من رماديتِه، اكتفيتُ من اللون المُعتم، اكتفيتُ من الرمادية، أما آن الأوآن للنور؟ أما آن الأوآن لأنسحب إلى ضوءٍ يُعيد القليل من اسمي / روحي / قلبي، من تفاؤلِي الذي ما حاز يومًا على قمةٍ تثبت لي أن البؤس لم ينتحلني . . مللت الحياة، مللت النظر في ربوعِ الدنيا، في الطبيعةِ المُختبئةِ خلف الجمال لا تُظهر قبحها للعيان .. لمْ تكُن الحياةُ يومًا جميلة، لم تكُن يومًا مُغريةً للعيشِ فيها، لذا كان الصالحون يبيعونها ليشتروا بها حياةً أخرى يبدو لي أنني لن أعيشها! لن أفوز بالدنيا، ولا بالآخرة، قد وُشِم على جبيني الشقاءُ في كلا الدارين، لا الحياةُ تُريدني ولا الآخرةُ تتمناني، أنا الإنسان الشقيُّ الذي يُدرك شقاءه جيدًا، لكنّ اليأس يستبيح كل ذرةٍ فيه كي لا ينقذ نفسه، أنا الذي ينطبق عليْه قول ربه ( إن الإنسان لفي خسر )! ها أنا أخسر حياتي الأولى، وأتبعها بالأخرى، وكل مافِي كياني يستشيط باليأس، يستشيط بالعذاب دون أن يكون لي القدرة على شيءٍ يجعلني أفوز بالقليل، يجعل من الوصول إلى الجنةِ أسهل من أي شيءٍ آخر، أسهل حتى من خسارتها.
نحن البشرُ مخلوقاتٌ حمقاء، ندرك كم أن الجنة أسهل من أن نخسرها، لكننا بكل الدونية التي نحمل ... نخسرها بصعوبة!
فُتح باب غرفته، لأول مرةٍ من سهى دون أن يُطرَق، لم يتحرك من مكانهِ ولم يُغيّر وضعيته وصدرهُ يشعر أنه يتحشرج بخسارتِه، ليبتعد عنه كل البشر، ليبتعد عنه كل آدميٍّ فالآدميةُ مؤلمة! مؤلمٌ أن تكون بشرًا يُخطئ ويعصي وكل المعاصي تُغلّفه، مؤلمٌ أن تكون بشرًا يستشعر خطأهُ ولا يُصححه، أريد فقط العيش! لم أعد أريد سوى العيش فالآخرةُ تُرعبني، ترعبني جدًا يا الله وأخشى أن يكون مصيري فيها أقسى من الآن. كم تمنيت الموت مرارًا ومرارًا كي أرتاح من هذه الدنيا، لكنني الآن أتمنى الشقاء فيها، أتمنى أن أُخلّد لا لمتاعها، بل للهرب من مصيرٍ أعظم لرجلٍ تكابلت معصيات الدُنيا على كتفيْهِ واهتز ببطشه.
اقتربت سهى منه بملامح لا يُفهم ما خلفها، وما إن وصلت إلى السرير حتى هتفت بخفوت : أدهم ، ما ودك تتصرف الحين؟
لم يحرّك ساكنًا، لذا ارتفع صوتها قليلًا هاتفةً بحدة : البنت جالسة بروحها تحت ، وش بسوي الحين أنا؟؟
هتف أدهم بجمودٍ دون أن يُزيح ذراعه عن عينيه : قولي لها تروح ، مالها مكان هنا
عضّت شفتها بحنقٍ من بروده، بينما انسابت الكلمات القاسية من بين شفتيها والشعور والإدراك يتقلصان فيها.
سهى بحدة تزداد عمقًا : روح قولها أنت، لا تحطني بمواقف هي لك!
أدهم : مالي شغل فيها عشان أقولها أنا
سهى : يعني أنا اللي لي؟
أدهم دون مبالاة : محد قالك تحشرين نفسك هنا
زمّت سهى شفتيها لكلماته التي عبرت من بين شفتيه دون إدراكٍ وبنبرةٍ باردةٍ ارتعشت بها أوصالها، هتفت بألم : يا وقاحتك! أنا اللي غلطت يوم حبيت أكون قربك، إذا المسألة كذا لا تلومني يوم أقرر أرجع بيت أبوي
جلس أدهم وهو يرمي ذراعهُ عن عينيهِ جانبًا، وبصرخة : فكيني منك ومن قربك ومن منّتك! ماني ميت عليك إذا ودك تجلسين حياك وإذا ودك تتمننين علي الباب يوسع جمَل
تراجعت بصدمةٍ وكلماتهُ القاسية تتدافعُ من جديدٍ إلى صدرها كسهامٍ سُلّط النار عليها حتى تُحرقها بشدّتها، تصلّبت ملامحها وهي تنظر لوجهه المُتشنج، وعيناها المهتزتان تنظران في عينيه الحارتين بنظرةٍ لائمةٍ جعلت أدهم يُدرك الذي قاله، ومن ثمّ تراجعت قدماها للخلف لتستدير أخيرًا خارجةً من الغرفة صافعةً الباب بكل قوةٍ حملتها كفها وبكل العنف الذي سرى في أوردتها مع دمها، بكلّ التأثير الذي قابلت بهِ كلماتهِ الفجّة.
زفر أدهم بقوةٍ وهو يُغطي وجهه بكفيه، ما الذي فعله؟ ما الذي قالهُ وكيف تجرأ على الصراخ في وجهها بتلك الدرجةِ الفظّة؟


يتبــع ..

 
 

 

عرض البوم صور كَيــدْ  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليلاس, لغز, أكشن, القدر, الكاتبة كيد, انتقام, يوسف, رواية رومانسية, سلطان, غموض, عانقت, قيود, كيد
facebook




جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t195238.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 02-10-16 06:32 AM


الساعة الآن 05:35 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية