كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
- أضحك ياكومبادر، أضحك مني مثل بقية الرجال، لكن اعلم ان هاتين العينين تريان أكثر من العيون المبصرة.
ثم تطلعت فجأة باتجاه فانيسا التي كانت تقف بهدوء وتراقب الأثنين وسألت:
- هل احضرت سائحة جميلة لترانا يادون رفاييل؟
حول الدون نظره الى فانيسا التي احمرت ارتباكاً، غريب! لم يخطر ببالها مرة أن تتساءل ان كان الدون يراها جميلة.
- ماريا! أنت تدهشينني حقاً، صحيح ماقلته، معي هنا صبية انكليزية و الألم الذي رأيته سببه مأساة حدثت لها منذ اسبوعين، هي الآن تقيم معنا في القلعة.
وغمز بعينيه لفانيسا.
- آسفة لماحصل، ياآنسة، أهلاً بك في كرمنا.
- شكراً لك سيدتي.
ووضعت فانيسا يدها في يد العجوز الممدودة نحوها ، لكن تلك اليد لم تسلم عليها كما توقعت بل أخذت اصابعها النحيلة تتلمس خطوط كف فانيسا بتركيز، مرت لحظات صمت ثقيلة ثم هزت العجوز رأسها قائلة:
- لا أحد بامكانه اقناع هذه الآنسة بشيء ترفضه.
اضطربت فانيسا و أحست بالرجفة وهي تقف هناك الى جانب دون رفاييل، كم ارادت لوتسحب يدها من يد العجوز ماريا من يدري ماالذي ستقوله بعد ذلك! ثم هي لا تفهم كل الكلام الاسباني، ماعدا كلمة هنا و تعبير هناك، رفعت عينيها الى الدون تريد أن تحتج لكنه قال بلهجة نافذة:
- أتريدين أن أترجم لك ياآنسة؟
- لا...لا.
- بلى، سأفعل، اسمعي ، إنه بالفعل ممتع، تقول ان لديك طاقة كبيرة على الحب، وانك لن تعطيه من تلقاء نفسك، وتقول ان خط الحياة عندك طويل و يخبئ لك ثلاثة حوادث تحمل سعادة كبيرة، احدى هذه الحوادث، كما تقول ماريا، تلوح في الجو الآن..
فانيسا تعرف ان ذلك صحيح و تشعر بأن لديها الكثير من الحب و الفرح و العطاء، تعرف ان كل هذا يختمر في داخلها و ينتظر لحظة الحدث الكبير.
فجأة أحست بالرغبة في إخفاء مشاعرها عن الرجل الواقف الى جانبها، الرجل الذي كان يسخر من كل الأشياء، لم تجد سوى الطفل في سريره تخفى في الانشغال به ما شغل أفكارها، ركعت على العشب و أخذت تلاعب الصغير و تكلمه.
في تلك الأثناء ظهرت امرأة سمينة تلبس قميصاً من القطن الأبيض و تنورة سوداء.
حلقات ذهبية في أذنيها تهتز على وقع خطواتها وهي مقبلة نحوهم، حياها الدون منادياً اياها باكيتا..ثم عرفها على كارول و أخبرها عن رغبتهما في تناول الفطور في الحديقة، رمقت المرأة فانيسا بفضول و أخذتهما الى الحديقة الخلفية ثم ذهبت لإحضار الطعام الذي طلبه الدون.قمرالليل
تحدثا طويلاً، تحدثا عن أشياء كثيرة..عن أسفاره العديدة، عن الأماكن الجميلة التي زارها في البرتغال و اليونان وغيرهما لكنه كما قال لفانيسا، لا يستطيع العيش بعيداً عن لويندا، إنها الوطن الحقيقي بأناسه الطيبين القانعين.
وافقته فانيسا على ذلك، فذكرى ما فعل أهل اورداز بينهما مازالت قوية، بينما هنا في لويندا، لاحظت الرابطة القوية التي تجمع بين الدون و مستخدميه.
* * * * *
يتيعـ...
|