لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-11-08, 02:17 PM   المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 33834
المشاركات: 1,230
الجنس أنثى
معدل التقييم: تمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 815

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تمارااا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تمارااا المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل السادس


استيقظت آنجي في اليوم التالي متأخرة جدا.كانت قد تقلبت في سريرها طوال الليل وحمدت الله على انها لن تضطر للأستيقاظ مبكرة في الصباح.كانت خلال الأسبوع قد نجحت في تعين موظفة هي طالبة اسمها جان والتي ستتولى المحل أيام الآحاد.
فكرت كم هي سعيدة بالرفاهية التي ستتمتع بها عندما تتمكن من حش النجيل في الصباح قبل ان تحتسي قهوتها في هدوء وهي تقرأ الصحيفة يوم الأحد في المطبخ الذي يسبح في ضوء الشمس.
عندما رن التيلفون قالت لابد انه سبنسر فقد سبق ان اتصلت بها اودري مرتين لتقدم لها تفصيلا عن سهرتها.....منتديات ليلاس


رفعت السماعة لتسمع في الحال صوت ليوك يقول لها صباح الخير على الطرف الآخر من الخط.
فقالت له:
_ليوك ياللمصادفة! لقد كنت لتوي افكر فيك وانا اقرأ صحيفة الأحد.
_كنت تقرءين عرض الأحداث الرياضية؟
_لا بل بريد القلب.
_لاتقولي هذا!ليس لدي ماأزيده على ملقلته في حديثنا بالأمس.انني اتصل لأخبرك بأني نسيت فردة حذائي.هل وقعت عيناك عليها ربما تكون فوق النجيل او تحت وسائد الأريكة..؟
_أه نعم لقد وجدت فردة الحذاء في الصباح او بالأحرى جيزابيل هي من عثر عليها.
كانت كلبتها قد احضرت فردة الحذاء بعد نزهتهها الصباحية ووضعتها عند قدمي سيدتها.
_سأمر بعد قليل لأستعيدها.
لفت آنجي سلك التيلفون بعصبية حول رسغها وهي تحاول ان تجد مبررا للرفض أو اي بديل .انها لاتريد ان تجد نفسها بمفردها معه مرة اخرى.
_سأخرج بعد قليل سأذهب لأمتطاء الخيل مع سبنسر وسأمر عليك لأترك حاجياتك.
_موافق سأقوم ببعض الأصلاحات في البيت وسأترك لك الباب مفتوحافأذا لم تشاهديني أدخلي.
اجابت وهي تأمل ان تترك كل شيء على عتبة باب بيته دون ان تضطر للحديث معه:
_حسنا جدا.


********

رتبت آنجي المطبخ ثم اتصلت بسبنسر لتحدد معه موعد اللقاء.
ووضعت حذاء ليوك في حقيبة ورقيه وارتدت ملابسها للخروج.
ارتدت جينز حائل اللون وبلوزة ثقيلة بحرية وحذاء بوت لركوب الخيل من الجلد الأسود.
عندما ركنت سيارتها امام بيت ليوك ادركت في الحال انها لن تستطيع ان تضع الحقيبة الورقية امام العتبة وتتسلل هاربة.
كان يقوم بصقل الباب الخشبي الضخم بفارة.
بدا كأنه يستخدمها بصعوبة بالغة.
وضع عدته جانبا ونظر الى زائرته وهي تعبر الممر المؤدي الى الدرجات الأمامية للفيلا.
كان مرتديا سويت شيرت عليه شارة فريق بيسبول مشهور وجينز قديم مغطى ببقع الدهان ملتصقا بساقيه وكان مفتول العضلات.
فكرت آنجي انه لسوء الحظ انه اكثر جاذبية في هذا الزي عنه بالأمس في السهرة.
اعلنت وهي تناوله الحقيبة:
_هاهي اشياؤك.
_شكرا.
فتح الحقيبة واخرج فردة الحذاء ورفعها عاليا الى مستوى عينيه ليفحصها ثم قال:
_شيء لايصدق!لايوجد أثر لأنياب الكلبه اخشى ان كلبة الصيد الخاصة بك لم تترك علامتها الكلبية على الجلد الرقيق لهذا الحذاء الفاخر.
تجاهلت سخريته وأخذت تتأمل الباب ثم ازالت بقعة الدهان بظفرها.
اجابت:
_ان جيزابيل كلبة صيد فلاتنسى هذا وقد تدربت على الأمساك بالعصافير دون ان تعضها فهي تعرف كيف تمسك بها برقة.
_مثل سيدتها.
قالت بلهجة تهديد:
_ليوك ..!
_كنت سأقول أكثر عندما تذكرت بأني وعدتك امس بألا أثير غضبك ياسيدة"تورتة".انني اعرض عليك هدنة محددة المدة..مارأيك؟
_موافقة،شكرا.
التقط ليوك احدى ادواته وقد بدا عليه التلهف على استئناف عمله وهو يقول:
_اشكرك على احضار حاجاتي..اتمنى الا اكون قد عطلتك عن موعدك مع ذلك ال..آوه.سبنسر؟
اجابت وهي تراقبه يبحث عن احدى معداته:
_لا..لست متأخرة..اذا كنت تبحث عن المكشطة فهي في جيب بنطلونك الخلفي.
_ىه نعم..هاهي..تمتعي بنزهتك.
اشعل طرف وابور التسخين واستأنف عمله وكأن آنجي قد اختفت فجأة من امامه.وبدأيصفر في سعادة.
كانت رائحة الدهان قد ملأت الجو صاحت آنجي حتى يعلو صوتها على صوت وابور التسخين:
_شكرا!
لم يسمع كلامها او تظاهر بعدم سماعه.
هبطت آنجي الدرج وهي في منتهى الغيظ واتجهت الى نهاية الفناء.
وصلت الى منتصف الطريق حيث سيارتها ثم عادت مقلوبة الوجه الى مكان ليوك.
ولما تظاهر بعدم رؤيتها ربتت كتفه بقوة.استدار ببطء وقال:
_ايه!هل نسيت شيئا؟
_اعتقد بأني اخدمك لو اخبرتك انك بهذه الطريقة ستذبح الباب.

_ماذا تريدين ان تقولي؟انني اكشط الدهان بهذه الماكينة وكل شيء يسير سيرا حسنا.
عاد الى مهمته مرة اخرى.
قالت بلهجة آمرة وهي تنزع منه الشعلة والمقشطة:
_اعطني هذا دقيقة.يجب ان توجه الشعلة مع تحريكها باستمرار حتى لاتحرق الخشب..هل فهمت؟
قال وهو ينحني ليفحص عن قرب بقعة الدهان الملتصقة والتي اشارت اليها آنجي:
_آه..نعم..هل الأمر سيء الى هذه الدرجة؟
_لوكان لديك نية اعادة دهان الباب فأنك ستحتاج الى مجهود كبير حتى يمكنك معجنته وسد ثقوبه.
اشارت الى بقع آخرى فوق الخشب كان قد عمل عليها بشراسه:
_ولاتضغط بشدة عندما تكشط فان ذلك يؤدي الى وجود خطوط محفورة رهيبة.
_يبدو انني استسلمت لحماسي بعض الشيء عندما رأيت الدهان يكشط بسهولة.لاتقولي ان علي ان امعجن كل الباب!

_اخشى ن يحدث هذا .انتظر وسأريك.
امسكت بالشعلة والمكشطة واخذت تدير الشعلة في حلقات دائرية متساوية.
_عليك ان تستخدم الشعلة هكذا وبأنتظام دون ان تضغط هكذا..
صاح وهو معجب بالخشب العاري والناعم في المنطقة التي عملت عليها:
_اعتقد ان علي التدرب قليلا على الباب الخلفي في البدايه.
اجابت آنجي وهي تبتسم وترد له ادواته:
_ربما..فالعلم لم يخلق في يوم واحد.
قال ليوك وهو شارد:
_هذا صحيح وربما يد خفيفة تؤدي العمل افضل.
كان ظهر آنجي نحو الباب وكان ليوك قريبا منها.كانت تعرف ان عليها ان ترحل ولكنها وجدت نفسها مسمرة في مكانها بطريقة ما.
_حسنا..اعتقد انه من الأفضل انا ارحل.
_نعم..لاأريد ان اجعلك تتأخرين .شكرا من أجل درس الترميم.أوه اعتقد ان هناك بعض الدهان على شعرك.
مد يده ليزيل الدهان بينما اغلقت عينيها خشية ان يقبلها ولكنه قال بلهجة راضيه:
_هأنا قد ازلته.
ابتعد عنها ففتحت عينيها في الحال وهي تترنح وحمدت الله انه لم يلحظ رغبتها الكامنه.
هبطت درجات السلم دون ان تنظر اليه وعبرت الفناء وابتعدت.
_الى اللقاء!
_الى اللقاء قريبا"سيدة تورتة"

*************

كان سبنسر في الأصطبل من فترة عندما وصلت آنجي .كان قد وضع سرجين على الجوادين وبدأ عليه انه حائر من تأخرها اكثر من أنه غاضب.
سألته:
_هل انتظرتني طويلا؟
رد عليها بلهجة من ينتظر تفسيرا:
_بضع دقائق.
داعبت آنجي انف الجواد الذي امتطته:
_أنا آسفة قمت ببعض الأعمال المنزلية ولم ألاحظ الوقت.
اتخذا طريقهما المعتاد عبر حقل خلف الأصطبلات والحظائر.
كان اليوم يوم ربيع وجميل وكانت شمس مابعد الظهر تداعب وجهها والهواء معبأ بعبير الأوراق الجافة والأرض المروية.
كانت آنجي قد أرخت لجام جوادها حتى تسمح له بالتقافز وأحست انها منسجمة مع عناصر الطبيعة وكأنها تحس بها لاول مرة لقد كانت سعيدة .
كانت السماء تذكرها بعيني ليوك .
كانت نهاية الحقل مسدودة بجدار منخفض من الحجارة شبه مهدم فقررت آنجي ان تقفز بالجواد فوقه بدلا من ان تدور حوله.
غمزت جوادها بعنف حتى يرمح ويقفز وكانت تسمع من بين ضربات قلبها الشديدة صيحات سبنسر ينادي عليها.
بعد لحظات قفزت قفزت بجوادها فوق الجدار المنخفض لتهبط به على الجانب الآخر دون عناء.
_لم أكن اعرف انك تعرفين القفز بالجواد ياآنجي؟
_انني لم اجرب ذلك منذ سنين طويلة واعتقد بأنني لن استطيع ذلك وانني نسيت والله وحده يعلم مدى خوفي.
_وكيف تشعرين الآن؟
كان سبنسر ينظر اليها بفضول وكأنه يراها للمرة الأ ولى.
_شعور رائع في الحقيقة بل لدي الرغبة ان اعيد الكرة.
ابتسمت له ابتسامة واسعة ورد عليها سبنسر بدوره ولكنها لاحظت مدى شروده.
أدركت فجأة المسافة التي تفصلهما والتي بدأت تتزايد ولكن ببطء وانتظام.
عندما امتطيا جوادهما ليتوغلا في الغابة احست فجأة برغبه في ان تقترب منه وتضغط يده لتطمئنه وتطمئن نفسها بأن شيئا لم يتغير بينهما.
ومع ذلك كان قلبها يدعوها بألا تفعل.لأن الحقيقة موجودة هناك:سواء كان الأمر حسنا او سيئا فأن لقاءها مع ليوك هز توازن حياتها الضعيف.
لقد ايقظ اتصالها بليوك عاطفتها التي نامت داخلها ولم تنطفيء ابدا وهي جزء من حياتها سلنسر ابدا ان يشبعه عندها ولا أن يفهمه.
كانا يسيران وسط الطريق الضيق في الغابه،هي في المقدمة يتبعها سبنسر مماجعل الحديث يزداد صعوبه.
لوكان ليوك معها لتحداها ان تقفز فوق كل السدود التي في المنطقة.اابتسمت وهي تفكر في ذلك.
وتساءلت:هل يتنزه هو الآخر على هذا الطريق؟تصورت نزهة على الجياد برفقته ولكنها سرعان ماحاولت ان تتعقل.
لن يصبح الأمر سهلا بعد الآن بينهما كما كان في الماضي.ثم انه من الظلم لسبنسر ان تحلم برجل آخر في وجوده.
عندما عادا الى الأسطبل وحلا سرجي جوادهما.دعت آنجي سبنسر للعشاء في بيتها ودهشت اشد دهشة عندما رفض ذلك بأدب بحجة انه سيعيد ترتيب اوراقه قائلا:
_أود ان انظم كل شيء قبل رحيلي الى فيرمونت مساء غد.بعدها لابد ان ابقى في ألباني فترة اطول مماتوقعت..اسبوع دون شك.
_ماذا ستفعل في ألباني؟
_سأشترك في المؤتمر السنوي لجمعية البيطرين الا تذكرين اذن؟
_آه ..نعم..صحيح!
كانت فتره مابعد الظهر اوشكت على الأنتهاء ومع ذلك كانت الشمس قد اختفت خلف الجبال.ارتجفت آنجي ودلكت ذراعيها حتى تشعر بالدفء ثم عطست.
قال لها سبنسر وهو يناولها منديلا ورقيا:
_ارجو الا تصابي بنكسة ياآنجي!
_لا انها مجرد عطسة.
كان حلقها يؤلمها قليلا لكنها احست انها بخير امام الهواء الطلق الذي لم تكن تحس به سابقا.
انها ترفض في عناد ان تسقط مريضة والأعياد على الأبواب.
قال لها سبنسر:
_لا اريدك ان تمرضي.
_لاتقلق فأنا في تمام الصحة .والنزهة كانت مثيرة.
_حسنا..اعتقد ان عليك العودة للبيت للراحة.
_كماتحب.
احست آنجي للمرة الثانية بأن لمسافة تزداد اتساعا بينهما لقد كان ذلك محزنا ولكن لامفر منه.
فتح لها باب شاحنتها وجلست آنجي وراء عجلة القيادة.انحنى عليها ليقبلها وقال:
_سأمر عليك صباح غد لأودعك.اعتني بالأتفلونزا هذا المساء واشربي ليمونا وشايا ساخنا.
_حسنا.
داعبت ذقن سبنسر وهي شاردة .انه ظريف ولطيف ومهتم وهي تحبه كثيرا ولكنها لاتعشقه
قالت:
_سأخذ قرصين اسبرين واتصل بك صباحا.
اكتفى سبنسر بالأبتسام في ضعف للرد عليها وعطست مرة ثانية.
ناولها علبة المناديل وهو يقول:
_خذي هذا فأنت بحاجة اليه .
اغلق باب السيارة وانطلقت آنجي في طريقها.
ابتعد سبنسر وهو يحييها وهي تبتعد ملوحا بذراعه.وفي المرآة العاكسة رأته يراقب الشاحنة وهي تختفي وسط الغسق.

****************************

خلال الأيام التالية كانت اودري والموظفة الجديدة تعملان بحماس للوفاء بكل الطلبات الخاصة بعيد الشكر.
كانت ذراعا آنجي تؤلمانها في المساء من كثرة العمل.ولم يكن عملها الخانق يترك لها وقتا للتفكير بليوك والتساؤل هو:لماذا كف عن الحضور الى المحل؟هل كان يخشى ان تفسر زياراته كنوع من التحدي؟ام ربما ترك الفطائر والحلوى بالكريمة والشوكولاته ولم يعد يرغب بها؟انه ليس من النوع الذي يركز انتباهه على امرأة واحدة مدة طويلة.
قررت آنجي ان تنسى حتى وجوده.قالت اودري صباح الأربعاء وآنجي تستعد لفتح المحل:
_لقد بقي ليوك في منزلنا امس لتناول العشاء.
ردت عليها بلهجة حاولت ان تجعلها حيادية قدر الأمكان:
_آه..حسنا.
كان ليوك يقضي وقتا اكثر من اللازم من حين لآخر في حظائر برايان الذي بدا ان صداقته اصبحت متينة معه.
اضافت اودري:
_انه لطيف مع الأطفال ثم انهم يعشقونه،سيصبح ابا رائعا.
حدجت آنجي صديقتها بنظرة طويلة فقالت اودري:
_نعم..انا اؤكد ذلك.
_اذن سنضيف هذا الى قائمة المزايا التي لاتنتهي للسيد ليوك وايلدر.
ردت عليها اودري متهكمة بدورها:
_هذا هو الأمر.اعرف انه ليس لديك نيه لتكوني علاقة مع ليوك ولكني لا افهم لماذا تسارعين بالهجوم عليه عند اقل اشارة اليه؟
_اقل اشارة؟ ان وايلدر يحسن صنعا لوعينك مراسلته الصحفيه او مديرة حملته الدعائية لو اراد ان ينتخب نفسه عمدة لشاذام فولز؟
_كفى!..ربما كنت على حق لكني متأكدة انه سينتخب من اول جولة بنسبة ثمانين في المائة.
عندما خرجت آنجي من خلف المحل حدجت صديقتها بنظرة صاعقة.


انتهي الفصل.

[/COLOR]



الفصل السابع






شاهدت آنجي استعراض عيد الشكر في التلفزيون وهو العيد الوحيد طوال العام.
كانت تتحسر فيه على أيام المدينة واقسمت انها لو رزقت بأطفال في يوم ما ستصحبهم لحضور العيد في مانهاتن.
عادت اليها الأنفلونزا بقوة وصرعتها طوال أيام الأسبوع ثم أعلنت استسلامها وهي تستيقظ في صباح أحد الأيام.كانت منهكة وفي حالة لاتسمح لها بقضاء اليوم عند اودري.
رفعت السماعة وادارت رقم صديقتها التي استقبلت صوتها المرهق بصيحات القلق والعتاب.
استطاعت آنجي ان تشرح لها انها تشعر بالمرض لدرجة انها لن تستطيع الحضور للعشاء عندها.
وعدتها اودري ان ترسل اليها الحساء ليقويها:
_ان ماتحتاجين اليه هو حساء منزلي .سيرم عظامك وآمل ان يكون مرق الديك الرومي في قوة مرق الدجاج.
_ان انفي مسدود لدرجة اني لن اميز حتى ان كان مرق فأر.
_آوه ياعزيزتي الصغيرة عودي الى السرير لقد ذهب صوتك.
_انا فعلا في السرير.
_اذن لاتتحركي وحاولي ان تنامي قليلا وسأحضر لك الحساء فور اعداده.
بعد ان وضعت آنجي السماعة اغلقت التلفزيزن وتمددت تحت اللحاف الثقيل.
فكرت انه ليس هناك شيء يجعل المرء يحس بالحرمان سوى ان يرقد مريضا في ليلة عيد الشكر.

استغرقت في نعاس بلا احلام وتمنت الا تزعجها اودري بلطعام اثناء نومها.
عادت جيزابيل في هدوء الى الحجرة لتتكوم فوق السرير ملتصقة بسيدتها.
استيقظت آنجي فجأة وهي فزعة عندما قفزت الكلبة من فوق الفراش ونزلت درجات السلم وهي تنبح بصوت يصم الأذان.
من كان يطرق باب الدخول الأمامي؟لابد انه مبعوث اودري حضر ليسلمها الحساء.
....منتديات ليلاس


ازاحت جيزابيل وفتحت الباب وهي تمسك بقميص البيت لتغلقه بيدها وسمعت صوتا مألوفا يقول:
_ليس من السهل العثور على طبيب يقوم بزيارة منزليه هذه الأيام.
صاحت آنجي وهي تمسك بطوق كلبتها:
_ليوك ماذا تفعل هنا.فيما عدا الحملقة في.
كانت قد تركت يدها التي تقفل الثوب المنزلي دون ان تشعر بينما اتسعت عينا ليوك دهشة واعجابا.
_لاتقلقي ان اهتمامي اليوم بتكوينك التشريحي ينصب فقط على الحالة الطبيه.
ناولها صندوق رحلات مغطى بمفرش ابيض وقال لها:
_هاك!امسكي ياذات الشعر الأحمر .لقد احضرت لك اخر علاج سحري .مرق الديك الرومي.
قالت وصوتها اخنف:
_شكرا اعتقد اني استطيع التصرف بمفردي.
رد ليوك معترض وهو يبعد السلة:
_انتظري لقد اقسمت ثم ان اودري جعلتني اعدها ان اعد لك سلطانية الحساء وان اجعلك تنامين بعدها مباشرة.
_اؤكد لك اني استطيع عمل ذلك بمفردي.
قال وهو يبعدها عن طريقه ليدخل وصاح قائلا:
_ماذا؟ان ملابسك خفيفة وتسيرين حافية القدمين هل تريدين ان تصابي بألتهاب رئوي؟انت اكثر امرأة عنيدة صادفتها في حياتي.
اغلق الباب وراءه.
لم تحس آنجي ان الروب دي شامبر من تصميم ديور وبلون اللافندر خفيف ولكنها لفته حول جسدها بقوة .كانت تحب ان ترتديه عندما تمرض.
_ولماذا تصيح هكذا؟هل هذه طريقتك للتخفيف عن المرضى..أم..؟
قطعت آنجي حديثها حيث فوجئت بعطسة عنيفة.
صاح هادرا:
_أنا لاأصرخ!عودي الى الفراش فورا.هل يجب علي ان احملك على كتفي؟
_انا قادرة تماما على صعود الدرج بمفردي ياليوك انني لا..
فاجأها العطس اربع مرات متتوالية .كان ليوك على وشك تنفيذ تهديده وحتى تهرب من الأذلال سارعت بصعود الدرج.
_انت ترى انني اصعد..ياألهي ..اي سيرك كنت تعمل فيه؟
وصلت الى حجرتها قبل ان تتيح له الفرصة للرد.
لم تكن حالتها تسمح بالنقاش معه لفترة طويلة.نفخ صدره وذهب الى المطبخ لتسخين الحساء.
عندما سمعت صليل الأواني المعدنية نهضت وسارت على اطراف اصابعها وتسللت الى الحمام كي تلقي نظرة على هيئتها العامة.
لقد رأها ليوك وهي على هذه الحالة المزرية .تساءلت:كيف كان رد فعله عندما اكتشف حالتها هذه؟
بسرعت مشطت شعرها ثم غسلت وجهها بالصابون بقوة .
كانت بشرتها شاحبة للغاية وخطوط زرقاء تحت عينيها وعلى طرف انفها بقعة لونها طوبي .قالت في نفسها انها لاتستطيع ان تفعل شيئا .جففت وجهها وعادت للنوم مرة أخرى .
بعد فترة قليلة صعد ليوك السلم وهو يطلق صفيرا بفمه.كان يحمل صينية محملة بما يكفي لأطعام عائلة من خمس افراد .احتجت عندما وضع الصينية فوق السرير.
_لن استطيع ابدا ان آكل كل هذا!
_اتمنى ذلك .ويتبقى مايكفيني ايضا فقد دعاني الواجب الا ابقى لتناول العشاء مع اودري وبرايان.
_آه!كم هو لطيف منك!
_فعلاألست رجلا مهذبا ومخلصا ومضحياو...ويالها من تضحية ياسيدة تورته ان اضطر للعشاء مع يدة رائعة ترتدي قميص نوم فاخر واجلس عند قدميها .كم هي قاسية الحياة!
ٌقالت وهي تضحك:
_انت تعرف جيدا ماذا كنت اقصد.
_نعم ..نعم..اشربي حساءك قبل ان يبرد.
_سمعاوطاعة يادكتور.
بمساعدة جيزابيل استطاعوا افراغ الصحون من محتوياتها بل ان ليوك اكل جزء من تورتة الليمون الخاصة ب آنجدي.
احست بالشبع والتعب في آن واحد فتمددت على السرير بينما اخذ ليوك يشعل النيران في مدفأة الحجرة.
كانت لمسات ليوك الناعمة والحانية قد اشعرتها بالأرتياح وسرعان مااستغرقت في نعاس عميق.
عندما استيقظت كانت الحجرة تسبح في الضوء الذهبي المنبعث من نيران المدفأة والتي بدأت تخبو.
واستغرقت فترة حتى تتذكر انها ليست بمفردها .
استعادت يقظتها عندما رأت ليوك ممددا بجوارها وفي يده كتاب .همهم عندما فتحت عينيها:
_وبعد!هل تشعرين بالتحسن؟
انكمشت على نفسها وهي ترى انها في هذا الوضع الحميم الخاص وان تمنت ان يستمر.
_لدي احساس اني نمت ساعات طويلة؟كم الساعة الآن؟
اجاب بعد ان نظر الى المنبه الموضوع على المائدة الليليه:
_حوالي السادسة.لقد كنت تحلمين وتتكلمين في نومك.
_آه..حسنا؟لابد انه كان كابوسا.لقد رأيت نفسي غارقة في بحيرة من العجين او شيء مماثل..فنادرا ماأتذكر احلامي.
قال لها فجأة وهو ينهض من مكانه:
_يجب ان تتناولي الأسبرين وسأحضلره لك هل تريدين كوبا من العصير؟
ردت وهي تتساءل اذا كان لديه نية اللعب هكذا لوقت طويل في دور حارس المريض:
_نعم هذه فكرة حسنة.
عاد في الحال ومعه اللأسبرين وكوب عصير وناولهما لها وجلس على طرف السرير.
_هل تودين اللعب بالورق؟لقد وجدت هذا في درج مائدة المطبخ.
قالت وهي تأخذ الأوراق لتفرقها:
_موافقة!اي لعبة تريد ان تلعب؟
_هز كتفيه:
_لست ادري..بلاك جاك..بوكر؟
_بوكر.
_هل تعرفين ان تلعبيها؟
_قليلا
_آه..حسنا.
_هيا من فضلك اقطع الورق.
سألها بلهجة متشككة وهو يرى براعتها في التفريق والقطع التي لايتقنها سوى المحترفين:
_هل قلت انك تعرفين اللعب قليلا؟
_بالضبط هل تريد ان تضيف بعض الأثارة للعبة؟
_هل تريدين اللعب على النقود؟
_لا..ان نقودنا لهذه اللعبة ستكون حبوب باستيليا الزور وكل واحد يساوي الف دولار؟اتفقنا؟
_لايمكن ان تفعلي شيء بظهر الملعقة ومع ذلك لابأس ولكن من غير المسموح بالديون؟
_اتفقنا
بعد فترة كسبت آنجي كل قطع الباستيليا الخاصة بليوك بالاضافة الى ديون بلغت الثلاثين ألف دولار.
قال ليوك مزمجرا وهو ينهي اللعب:
_اعرف متى انهي اللعب.لن اسالك من اين تعلمت اللعب بهذه الطريقة.
هزت آنجي كتفيها :
_لقد كنت دائما محظوظة في لعب الورق.
اقترب منها كثيرا بحيث اصبح وجهه قريبا من وجهها وقال:
_من حسن حظي انني لم اكسب فهم يقولون السعيد في الحظ تعيس في الحب ولهذا تنازلت عن كل اقراص الباستيليا الخاصة بي عن طيب خاطر ياسيدة تورتة.
لوحاول تقبيلها في هذه اللحظة لما استطاعت المقاومة ولكن لشدة دهشتها لم يفعل ذلك.
وانما نهض ليجدد نيران المدفأة ثم شغل التيلفزيون وحاول تغير القنوات حتى يعثر على فيل يعجبه.
وجد فيلما لجيمس ستيوارت قال وهو يتمدد:
_اعرف انه أعيد عرضه ست مرات على الأقل هذا الأسبوع ولكنه احد افلامي المفضلة ويجب ان اشاهده..هل يضايقك؟
_لاعلى الأطلاق وانا احب هذا الفيلم جدا.
اثناء مشاهدتهما الفيلم اسندت آنجي رأسها على كتف ليوك وقبل انتهاء الفيلم كانت قد استغرقت في النوم.
استيقظت آنجي صباح اليوم التالي وهي تسمع ليوك يصفر بفمه بسعادة وهو تحت الدش.
مضى بعض الوقت قبل ان تتذكر احداث الليلة الماضية.
نهضت وارتدت روبا واحست انها فضل كثيرا.وكان ليوك دون شك هو المسؤول عن شفائها السريع .
فكرت في البداية ان تهبط للدور الأرضي لتعد الأفطار لكنها فضلت ان تسمع صوت الرجل المختلط بصوت الماء المتساقط من الدش.
كم ستشتاق اليه عندما يرحل!
تذكرت في الليلة الماضية كيف تبادلا معا اجمل لحظات وكيف كانت ترتعش من لمسات ليوك لها
كم كانت قبلاته لها حانية وعذبة عندما حملها وكانت نائمة، كيف طلبت منه الا يرحل وهو يضعها على فراشها.تردد في البداية خوفا عليها لأنها كانت تبدو ضعيفة ولكن نظرت عينيها وضعفها قد حركا مشاعره ولم يعد قادرا على مقاومة هذا الأغراء
انحنى وقبلها وغابا معا في لجة من المشاعر المحمومة.


وادركت انها كانت ستضيع فرصة فريدة لو انها لم تتح الفرصة لكليهما وفي نفس الوقت كانت تحس بخوف شديد من الفشل .

التقطت قميص ليوك وهي شاردة من فوق السجادة ووضعته فوق المقعد .
خرجت الى الدهليز وباب حمام مواربا فدفعته بأصبع قدمها .صاح ليوك من خلف ستارة الدش:
_آنجي؟
_نعم.
_سأخرج بعد دقيقة هل تريدين ان اترك المياه الساخنة تنزل من الدش؟
_نعم بعد ان تنتهي.
عندما انتهت آنجي من حمامها وارتدت الروب ومشطت شعرها وقد عادت الحياة الى وجنتيها وبدت في صورة منعشة.
دخلت حجرتها فنظر اليها بدهشة:
_انت الآن اجمل من اي وقت مضى ياسيدة تورته اخبريني هل كل هذا التحول نتيجة دخولك تحت الدش؟
نظرت آنجي ببطء الى وجهه المليح . ان رأسها يصل اعلى كتفيه قليلا .كانت عيناه تلمعان من العاطفة في صفاء ووحشية حتى انها احست بقلبها يمتليء بالسعادة والبهجة قالت اخيرا بعد تردد.
_انني لااندم الا على شيء واحد
خفض رأسه نحوها :
_وماهو؟
همست بأبتسامة لاذعة:
_انني لم اعترف بحبك من البداية.
اقترب منها ملاصقا لجسدها وقال:
_اذن احب ان اعوض عن الوقت الضائع
صمتا لأن لغة آخرى حلت محل الكلام.

 
 

 

عرض البوم صور تمارااا   رد مع اقتباس
قديم 08-11-08, 02:20 PM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 33834
المشاركات: 1,230
الجنس أنثى
معدل التقييم: تمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 815

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تمارااا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تمارااا المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل الثامن

قالت آنجي في ذلك الصباح :ان اودري ستتراقص مرحا لأنها وصلت لتحقيق غايتها كخاطبة.
مر تقريبا حوالي اسبوعين على عيد الشكر وتساءلت:الى متى ستستمر صديقتها في تشدقها بالحديث عن نجاحها ؟لم تنكر آنجي مساهمة اودري في سعادتها الجديدة فهي اولا التي ارسلت اليها ليوك بسلة الطعام والحساء الشهير.ثم عندما علمت بأنه قضى الليلة عندها تطوعت بأن تتحمل ادارة المحل لمدة اسبوع كامل حتى تستطيع ان تقضي فترة النقاهة.
ومع ذلك وجدت آنجي انه من غير المجدي ان تشكر صديقتها فاودري فرحت بنفسها بما يكفي.
كانت اصعب لحظة بالنسبة لها هي لحظة انفصالها عن سبنسر.عندما عد من مؤتمر في الباني تناولا العشاء معا.....منتديات ليلاس


وشرحت له آنجي بلأقصى درجات الرقة ماحدث مع ليوك.
لم يدهش سبنسر.
انها لم يسبق ان وعدته بشيء وهما يعرفان ذلك جيدا.
_لقد كانت السعادة تبدو عليك يآنجي وانا لم انجح ابدا في محو آثار التعاسة من على وجهك.
وقد استطاع ليوك ذلك.
انت اجمل من أي وقت مضى وكأنك فعلا عاشقة.
وأنني اشعر بألم شديد لأنني يجب ان أتركك.
_أنا آسفة ياسبنسر.
_ايا كان ماحدث فأنني اتعشم بأن نحتفظ بصداقتنا وتأكدي من انني سأحافظ عليها.

_انت رجل راقي الأخلاق ياسبنسر.
احست بالأمتنان له لأنه سهل عليها الأمر .
العديد من الرجال كانوا من الممكن ان تكون رد فعلهم مليئة بالمرارة والحقد والعنف ولكنها مع سبنسر كانا يتشاركان في التفاهم المتبادل والذي لايسمح بأي جدال.
اقتنعت انهما سيظلان صديقان.
في ذلك المساء قصت على ليوك حديثها مع سبنسر وقد تأثر من تسامح الأخير وروحه الرياضية.
وأكد لها ان سعادتها هي سعادته ولن يكون هناك سر بينهما ولن يوجد مايفرق بينهما .
بعد عطلة نهاية الأسبوع لم يترك كل منهم الآخر لحظة.
وكانا يقضيان تقريبا كل الوقت عند آنجي نظرا لأن بيت ليوك كان في حالة اصلاح وترميم.
وهكذا كانت مشغولة تماما،ففي المساء عندما تعود من المحل تجد سيارة ليوك امام بيتها وكان قلبها يفيض بالسعادة.
كان عادة مايعد عشاء بسيطا ولذيذا حيث كانت رائحة الطعام تصل خارج البيت.
كانت سعادتهما لاتنتهي ولا يملانها وكلما نهلا من نهر الحب ازداد عطشهما للمزيد.
سار كل شيء بينهما على خير مايرام حتى منتصف شهر ديسمبر عندما وقعت اول مشاجرة بينهما فقد كانا في غرفتها يستعدان لقضاء السهرة عندما اعلن انه يجب الذهاب في ليوم التالي الى المدينة لمدة اسبوع على الأقل وسيترك البلدة يوم الاربعاء.
سألته:
_هل لديك مشكلة في المكتب؟
_لا..لاشيء محدد.كل ماهناك ان علي ان القي خطبة في حفل خيري يوم الجمعة.ثم انه مرت اسابيع طويلة لم اضع قدمي في المكتب واعتقد انه علي ان اعيد وضع قبضتي على الادارة.
اجابت وهي تندس تحت الأغطية:
_هذا ممكن.
كان الحفل الخيري يعني لآنجي شيئا واحدا وهو وجود الصحافة والصحفيون الذين سينتهزون الفرصة لعقد لقاءات واحاديث مع ليوك وهذا هو السبب الذي تحرص من اجله المؤسسات الخيرية على حضور احدى الشخصيات الشهيرة في حفلاتها.وشخصية مثل ليوك تجتذب الصحفين.
_آنجي ماذا هنالك؟
_لست أدري..انني سأفتقدك هذا كل ماهنالك.
كان هذا الفراق الأول بينهما منذ عيد الشكر ولكن آنجي كانت تعرف السبب الوحيد لأضطرابها.قالت له:
_من سيملأ كل دقيقة من حياتي كما تفعل انت بطريقة رائعة.
_يمكنك الأتصال بي عندما تريدين .لماذا لاتأتين معي؟يمكننا ان نتمتع معا.والمدينة جميلة في هذا الوقت من العام.
يمكمننا ان نقوم بالتسوق والذهاب لمشاهدة شجرة عيد الميلاد في المركز والذهاب ايضا الى المسرح او الأوبرا.اعرف انك تعشقين الأوبرا.
زفرت دون حماس:
_العرض مغر.لكني لن استطيع التغيب عن المحل وقتا طويلا.لقد أثقلت على اودري وجان في الأيام الأخيرة ولاأريد ان استغل رقتهما اكثر من ذلك فقد تقرران خلع مريلة العمل.
بدأليوك غير مقتنع تماما بمنطقها:
_لاتقولي مثل هذه الحماقات .انها مجرد بضعة ايام وانا نفسي سمعت اودري تلح عليك حتى تنالي اجازتك السنوية.
هيا ياآنجي ان هذا المحل ليس ليس لبيت الأبيض ثم ان الرئيس الأمريكي نفسه يحصل على اجازة.
لاتعتبري ذلك اهانه !انت تعرفين جيدا ماأعني.انت تخفين شيئا آخر عني...اخبريني مم تخافين؟
_ماذا تقول؟ انا لاأخشى شيئا .انا لا احب المدينه هذا كل مافي الأمر.لو كنت احب مانهاتن لكنت الآن اعيش فيها.
_وكلانا يعرف لماذا اتيت الى هنا للأستقرار لقد فعلت ذلك حتى تنالي الهدوء وليتركك الناس في سلام والا يتدخلل احد في حياتك الخاصة..هذا هو الأمر اليس كذلك؟وتخشين ان يروك معي؟
_لاتكن احمق..انت تقدم الأمور كما لو كانت وحشا لايطاق.
ان كل ماهناك انني لا اتحمل فكرة ان ارى شخصا غريبا يلصق ميكروفون امام فمي او كاميرا تحت انفي ليسأل اسئلة عن امور لا اجرؤ على الحديث عنها حتى مع امي.
_انا افهم كل ذلك ياآنجي واعدك بألا يزعجك احد.
أنا احبك ياآنجي واريد ان اكون دائما معك ليس فقط هنا في الريف وانما في كل مكان.
واذا كان علينا ان نبقى معا فلا بد ان تحل هذه المشكلة اذن آجلا أو عاجلا.
_أفضل ان يكون ذلك فيما بعد يوم الخميس القادم اذا لم أكن أسبب لك متاعب كثيرة بهذا الطلب.
_بل تسببين..انت لاتفكرين الا في نفسك.
_ليوك..
نهض وذهب الى الحمام وهبطت آنجي الى المطبخ لتعد لنفسها قدح قهوة.
واثناء انتظار الماء يغلي انخرطت في البكاء.
وعندما عادت الى حجرتها كان ليوك نائما وقد اطفا النور.
همس:
_لاتبكي ياآنجي
_انا آسفة واتمنى الا تتضايق مني فلا احب ان اكون انانية.
_صه!لننس كل هذا..انا افهمك وكنت احمق عندما اردت ان اجبرك على مصاحبتي .وسامحيني لو رفعت صوتي.
_انا كذلك صحت بصوت عالي ولكني احبك لدرجة انني غيرت رأيي.
سآتي معك الى نيويورك.
_لاتضغطي على نفسك لأجلي فالأمر لايستحق هذا.
ثم ان نيويورك يصعب الحياة فيها في هذا الوقت.
_بل اريد الذهاب.
_هيا نامي وسنتحدث عن ذلك في الصباح.


انتهى الفصل






الفصل التاسع



كان منظر شقة ليوك خرافيا ولم تكف آنجي عن الحركة داخلها.
كانت تجذب الستائر لتفتحها حيث وقعت انظارها على ديقة سنترال بارك والميدان الخامس.
كانت الشمس قد اشرقت لتوه وكانت كلاكسات سيارات الأجرة الصفراء تنطلق بصوت يصم الأذان وهي تحاول ان تشق طريقها وسط الضباب والزحام.
كانت آنجي قد نسيت ان كل شيء هنا في نيويورك يجري بسرعة رهيبة.
الناس يتحدثون بسرعة اكثلر ويأكلون بسرعة.
مضى اسبوع كلمح البصر وسرعان ماجاء يوم الأربعاء .كانت آنجي قد قررت ان تذهب لزيارة متحف الفن الحديث بعده ستقوم ببعض المشتريات قبل ان تلتقي بليوك في الخامسة.....منتديات ليلاس


مر النهار بسرعة خاطفة وانتهت آنجي من مشترياتها.وعادت الى بيت ليوك مبكرة ساعة وعند دخولها الشقة ادركت في فرح ان ليوك موجود بها وقد القى حقيبة اوراقه والصحيفة ملقاه على المقعد في اهمال.
سمعت صوته آتيا من الصالون وتساءلت مع من يتحدث.
قال لها وهو يبتسم:
_تعلي ياعزيزتي الى هنا..اود ان اقدم لك شخصا..هذه كلارا كاننجهام.
كانت كلارا امرأة ضئيلة الجسم سمراء وبدينة وكانت جالسة على الأريكة في مواجهة ليوك.
نهض كلاراعندما دخلت آنجي وتأملتها من خلا ل عدسات نظارتها الطبية السميكة ذات الأطار الأحمر .كان شعرها قصيرا وقد سرحته بطريقة مضحكة.
صافحت آنجي بحرارة شديدة:
_تشرفت بمعرفتك.
انا صحفية في مجلة كل الأخبار وقد ثرثرنا انا وليوك حول اشتراكه في اعمال الخير ولكني اكون سعيدة لو تمكنت من ان اطرح عليك بعض الأسئلة.
_أيه..ولكن..
تجهم وجه ليوك.
_ان كلارا كانت على وشك الرحيل ..اليس كذلك ياكلارا؟
_قولا لي كيف التقيتما اذن؟عند شيدرفولز؟
صححت لها آنجي:
_شاذام فولز.
سجلت الصحفية هذه المعلومة في دفترها على الفور.ودون ان تدري آنجي وجدت نفسها تتعرض لسيل من الأسئلة.
وعندما تعرضت كلارا الى احتمال وجود زواج قريبب.
اجاب ليوك وآنجي في وقت واحد ولكن في اجابتين مختلفتين.
قال ليوك في منتهى الثقة:
_انه امر أكثر من محتمل.
اما آنجي فأجابت:
_هذا الأمر قبل أوانه بكثير.
تبادل ليوك وآنجي نظرة نارية .
فقد حان الوقت لطرد هذه الدخيلة وبعد ان اصطحبها ليوك الى الباب عاد بسرعة الى جوار آنجي وقد بدا عليه الأضطراب والشعور بالذنب.
_أنا آسف لأنها كانت لاتزال موجودة عند وصولك.كان من المفروض ان أقابلها في المكتب لكنهم ارسلوها الى هنا.
قالت آنجي وهي تمسك بيده:
_لاتقلق ياليوك ليس الأمر بيدك ولست غاضبة.
_لكني وعدتك بالا يحدث لك ذلك ولا حتى التصوير ولكن هاهي جعلتك تخضعين لأستجواب .
_اعرف انها كانت هنا لتتحدث عن الأعمال الخيرية.
_يالها من متلصصة قذرة.كان من الواجب ان اكسر اسنانها لانها تحشر انفها فيما لا يعنيها.
_لكن الموضوع كله ليس غلطتك على اية حال.لقد كنا ساذجين اذا اعتقدنا اننا نستطيع لأفلات من الصحافة . حتى ولو خلال الأيام القليلة .
_آوه..لاتقولي هذا!ثم من المؤكد انها ستكتب عنك مقالا متملقا.لقد افترستك .
__لقد بحثت عن عما اذا كنت ارتدي خاتم خطوبه.
_آوه.هذا.
_انني اتلهف لمعرفة ماذا ستكتب عن ذلك.
أخذا يضحكان بصوت عال.
كفا عن الحديث عن تلك الصحفية.
لكن في طريق العودةالى شاذام فولز لم تكف آنجي عن التفكير فيها.
اثناء اقامتها في نيويورك استطاعت ان تعرف الكثير عن حياة ليوك فيها انه لم يحاول ان يخفيها عنها وحسب بل ايضا قد تعاونت معه تماما حيث شجعته على هذا السلوك وهي تتظاهر بتجاهل بعض مظاهر ذلك السلوك،اذن لم يكن تدخل الصحافة فقط هو الذي يزعجها فقد انتهى الأمر بها الى تقبل ذلك الأمر والى حقيقة انها لاتعرف كل شيء عن ليوك.
تساءلت:هل سيندم يوما على تركه المدينه بأضوائها ومغرياتها؟
ثم الى اي مدى ستظل قرية شاذام فولز تشد انتباهه وتحظى بأهتمامه؟
ان وتيرة الحياة الريفيه البسيطة سرعان ماستفقد سحرها بالمقارنه بهوس ووميض نيويورك.
وجدت آنجي صعوبه في ادراك انهما سيفترقان يوما ما ولكن يجب عليها ان تعترف بأن رحلتها الى نيويورك اثارت في رأسها عدة اسئلة ظلت حتى الآن بلا اجابة.
كان لليوك طريقة بارعة في جعل كل شيء يبدو بسيطا وسهلا.
ثم ان مجلة كل الأخبار على وشك الصدور لتقدم للناس حياتهما الخاصة .
وعلاقتها مع ليوك محكوم عليها بالفضل وكلا على استعداد لأشعالها حربا ضاريه.
سألها ليوك وهو يلقي عليها نظرة جانبية:
_لما انت هادئة هكذا؟
اجابت وهي تتأمل في ارهاق المناظر الطبيعية للريف والجبال المحيطة بهما:
_لاشيء محدد.انني افكر في قائمة المواد التموينية التي لابد ان اشتريها.
ان لدي طلبات كثيرة من اجل عيد الميلاد.حتى انني لا اعرف كيف سأبدأ.
_سنعود الى نيويورك من اجل عطلة نهاية الأسبوع قبل عيد الميلاد.
كانت هذا آخر ماتود ان تسمعه .قالت بلا حماس:
_الى نيويورك او اي مكان..يوجد اماكن ومحلات اقرب من المدينه..ولكن لابد انك تشتاق الى المدينة؟
لم يجب الا بعد فترة صمت:
_نعم من وقت لأخر..هل تمتعت جيدا؟
_آوه ..نعم ودون شك.لقد كان وقتا رائعا.
كان ذلك صحيحا ولكنها كانت تعلم ايضا انه لن يشتاق الى نيويورك اشتياقها هي اليه.



انتهى الفصل

 
 

 

عرض البوم صور تمارااا   رد مع اقتباس
قديم 08-11-08, 02:21 PM   المشاركة رقم: 38
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 33834
المشاركات: 1,230
الجنس أنثى
معدل التقييم: تمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 815

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تمارااا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تمارااا المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل العاشر


مالذي جرى لك؟انك لم تقولي شيئا ..انا احسن صديقة لك لماذا لم تقولي انك اجريت حوارا مع مجلة كل الأخبار؟
كانت اودري تصيح وهي تدخل المحل.اجابتها آنجي:
_آوه..ماهذا؟
القت نظرة على المجلة قبل ان تنهمك مرة اخرى في حساباتها.
كانت اودري متأثرة جدا اكثر مما لوقالت لها:انها تزوجت رئيس امريكا.....منتديات ليلاس


_الم يؤثر فيك ان تري اسمك في الصحف؟الاتريدين قراءة المقال؟
كانت آنجي متلهفة على قراءة المقال ولكنها تظاهرت بعدم الأتمام واجلت مواجهتها لأسوأ الأحتمالات.
_سأقرأها فيما بعد؟ماذا تقول؟
_لست أدري لم يتح لي الوقت ان أقرأها.سأٌقرأها بصوت عال.
صبت لنفسها قدحا من القهوة.
كان المقا مكتوبا بأسلوب مبالغة الذي الذي يميز مجلات الفضائح.
لقد ذكر في المقال بعض اعمال الخير حقا ولكن في نهاية النص .كان الموضوع لرئيسي هوآنجي التي انتقلت من تشاد دانيلز الى محطم قلوب آخر هو ليوك وايلدر.
شرحت الصحفية ابأسلوب مشوه وساخر ان ليوك وقع صريع هوى آنجي بسبب فطائرها.
وفي نهاية المقال اقترحت الصحافية على آنجي ان تكتب كتابا عن حلوياتها الشهية لتستخدمه النساء اللآتي يشعرن بلوحدة.
زمجرت آنجي:
_اتصدقين حقاهذا؟
اجابت اودري:
_هل رأيت الصور؟
_وهل هناك صور ايضا؟
في اول صورة كانت مع تشاد وفي الصور الثانية كانت مع ليوك في شقته.
_يألهي انه كابوس حقيقي.لم يكن من الواجب ان ارد على اسئلتها اطلاقا لابد اني فقدت صوابي.
_لاتهتمي واهدئي.لقد اظهرت الجانب العاطفي فقط وبصورة جيدة ان الأمر ليس مزعجا بهذه الطريقة.
_الجانب العاطفي!انه مقزز..
ان هذه المرأة اعتبرتني فتاة طائشة عاشقة لقد عرضت علاقتي مع ليوك على انها وقعت كالصاعقة ومكتوب عليها بأن تنتهي بنفس السرعة وانها علاقة بلاغد.ومن سيكون الضحية التالية لي!!

-ياألهي كم اود لودفنت على عمق ستة اقدام من سطح الأرض.
_لاتهتمي فان احدا هنا لن يشتري هذه المجلة وسترين ان كل شيء سيسير على مايرام.
_هل تصدقين حقا هذا؟
_طبعا..انتظري بضعة ايام وسترين سيفكر الناس في شيء آخر.
في هذه اللحظة ظهرت جان الموظفة الجديدة وهي تصيح:
_مرحبا!هل رايتماالمقالة المكتوبة في المجلة؟انا لم اكن اعرف ابدا انك كنت متزوجة من تشاد.رائع انا لا اصدق.
اجابت آنجي:
_ولا انا.
في هذا المساء استمع ليوك في صبر الى آنجي وهي تشكو من المقال:
_اسمعيني ان كل مايظنه الناس لايعنيني في شيء.المهم ان نكون معا ونعيش حياة فريدة من نوعها.
ان الشيء الوحيد الذي اوضحته تلك اللعينة هو اختلافنا حول الزواج واعتقد ان علينا ان نحل تلك المشكلة وننهيها وبعدها نتصل بمجلة كل الأخبار لنعلن لهم الخبر.
_لايجب المزاح في مثل تلك الأمور ياليوك.
_ومن يمزح؟لوفعلنا ذلك سيتركنا الصحفيون في سلام.
من سيهتم بزوجين مرتبطين برباط الزواج المقدس؟
_لاأريد الاعتراض على قولك ولكن فيما يخصني فالوضع ليس كما تتصوره.
_اريد ان اقول ان الزوجين الذين يربطهما الرباط المقدس هما اللذان يحسان به.
نحن نستطيع ان نكون سعداء معا؟اليس كذلك؟
كان مايقوله صحيحا ثم انهما معا فعلا..
_ليوك لا اعتقد ان هذا الوقت المناسب للحديث عن الزواج.
_هذا واضح .انني اختار دائما اللحظة غير المناسبة .ايا كان مايزعجك فصارحيني به ياآنجي؟
_انا قلقة من اجلنا وأخشى ان تمل الحياة هنا وأن تملني .
وأخشى ان توقفني في صباح يوم ما لتخبرني انك تفضل نيويورك ومنظر حدائق سنترال بارك على مناظر الريف والجبال.وانك تفضل المطاعم الأنيقة والنساء المتحررات على الحياة هنا.
_لكن ماذا يمكنني ان افعل يآنجي لأثبت لك ان كل ماتقولينه ليس صحيحا وانني لست هكذا.انني اريد ان نتزوج..اليس هذا بدليل كاف؟
ودت الآن اكثر من اي وقت مضى ان تلقي بنفسها بين ذراعيه وتعده ان تظل معه طوال العمر ولكن شيئا ما كان يمنعها.كانت تخشى جدا ان تفقده.

_اعتقد ان الوقت مبكر على هذا الكلام ..مبكر بالنسبة لي.الانستطيع الأستمرار هكذا حاليا فقط ؟
_لو كان ماتحتاجين اليه الوقت لأنتظرت عن طيب خاطر سنوات وسنوات ولكني اعتقد ان الأمر غير ذلك.
انني اعتقد انك لا تثقين بمستقبلنا المشترك وهذا مايجعلني حزينا للغاية.
انني احبك لدرجة تجعلني لاأتحمل ذلك.
تأوهت:
_آوه ياليوك.انا ايضا احبك.واريد حقا ان اظل معك ولكني اعرف جيدا اين انا..انا احتاج الى بعض الوقت للتفكير.ومن فضلك..
انسابت الدموع على خديها وبدا الأضطراب واضحا عليه ومع ذلك احست آنجي بأنه ليس معها كليا.وان جزء منه لم يتأثر بدموعها.تأكدت من هذا الأنطباع عندما نظرت اى عينيه.همس:
_لاتجعليني انتظر طويلا.
كان كل منهما يعرف ماذا يعني عدم استعداده للانتظار.
وكأن الحكم بأنفصالهما اصبح امرا محتوما.
لم يعد اي منهما يتحدث بعد ذلك عن المقال وفي المحل لم يكف احد عن الحديث عنه.
وبعد بضعة ايام توقف ليوك مصادفة عند المحل ليخبرها ان عليه الرحيل الى نيويورك حيث يوجد مشكله هناك وهو ليعرف كم من الوقت سيمكث هناك.
تساءلت :ان كان سيطلب منها مرافقته ولكنه لم يفعل ووعدها ان يتصل بها حالما يصل الى هناك.
لم يكن قد تبقى اسبوع على عيد الميلاد وقررت آنجي ان تشغل نفسها بمحل الحلويات.اتصل بها ليوك في وقتمتأخر من المساء عندما سمعت صوته.احست بالشوق الشديد اليه.
في اليوم المقرر لعودته لم تستقر آنجي في مكان واحد .ورغم انه لم يبتعد سوى عدة ايام فقد اعدت آنجي له حفلا حقيقيا واستقبالا باهرا مع مجموعة من الحلوى المفضلة لديه.
عندما دخلت المحل فجأة وجدت اودري وجان في المحل يحاولان اخفاء جريدة .وقفت امامهما ثابتة ويداها في خصرها:
_ماذاهناك الآن؟مقال آخر عنا؟
هل صورنا على غلاف مجلة نيويورك تايمز؟
_ليس بالضبط انها التربيون يجب ان لاتصدقي كلمة مما تقوله تلك الصحيفة .
رأت صورة لليوك وقد ارتدى بدلة سهرة لامعة بيضاء وقد تعلقت بذراعه شابة صغيرة سمراء باهرة الزينه.كانا يبتسمان في حنان وقد بدت عليهما السعادة.
احست بالغيرة تلذعها.
كانت المقالة توضح ان الشابة هي نجمة التلفزيون في المستقبل وانها اشتركت مع ليوك في حملة لرعاية المشردين وقد ذكرت ايضا ان ليوك والممثلة كانت لهما مغامرة معا وتساءل هل هناك احتمال ارتباط مرة ثانية بينهما هذا العام؟

اخذت آنجي نفسا عميقا وحاولت الأحتفاظ بهدوئها ان الصورة تتكرر كما حدث لها مع تشاد.كل شيء سيعود من جديد.الكابوس نفسه.
انسابت الدموع من عينيها وحاولت ان تمنعها.كيف يمكن ان تكون حمقاء الى هذه الدرجة؟ليوك يحبها حقاوهي تثق به ثقة عمياء.ولعنت نفسها لأنها صدقت مقالا وضيعا لهذه الدرجة.
القت بالجردة في القمامة:
_انهاليست سوى اكاذيب قذرة.ان ليوك لايفعل مثل هذا ابدا.
قالت اودري:
_لاتغضب فعلا ليوك لايفعل هذا.سيفسر كل شيء عندما يعود هذا المساء.

اعدت العشاء لليوك كما هو متوقع واخرجت مفرشا ابيض جميل وطاقم الصيني الفاخر وثلجت المشروبات المنعشة.
كانت مصممة على قضاء سهرة جميلة ولتذهب المجلات والصحف الى الجحيم.
عندما عبر عتبة الباب انحنى وقبلها كما لو انها غابت عنه ثلاثة سنوات وليس ثلاثة ايام.
قضيا السهرة معا وكانت رائعة كما توقعت وعندما اخرج ليوك علبة صغيرة من جيبه عرفت آنجي في الحال محتواها لأنها كانت من محلات تيفاني.
وضع العلبة امامها بكل بساطة.
اخذتها بين اصابعها ثم اعادتها الى المائدة.
قال لها:
_ماذا هناك؟لما لاتفتحينها؟
اجابت بصوت خافت دون ان تنظر اليه:
_اعرف تماما مافيها.
_وليس هذا ماتريدينه هدية الميلاد؟اليس كذلك؟
اذن الأمر هكذا؟حسنا..حسنا جدا..سأسترده.
بدا حزينا.
_لقد حدث شي ما ليوك ولابد ان نتحدث عنه.
لقد رأيت الصور في المجلة وفي ذراعك ممثلة وحدث لي عند رؤيتها نفس تأثير ماحدث لي مع تشاد.
صاح وهو ينهض فجأة من امام المائدة:
_اعرف ذلك.لقد عرفت ان شيئا ما لايسير على مايرام عندما عبرت عتبة الباب.لما لم تحدثيني عن ذلك قبل الآن؟
_لم اكن سأحدثك لولا انك عدت لحديثك عن الزواج.
رد عليها بلهجة مريرة:
_ومن تحدث عن الزوادج هنا؟لقد وصلنا الى نقطة لا استطيع ان اتجرأ فيها بنطق هذه الكلمة.
اتظنين حقا اني خنتك مع تلك المرأة؟لقد مرت سنوات طويلة لم ارها فيها اننا معرف قدامى.
اجابت وهي تحمل الصحون الى حوض الغسيل:
_انا اصدقك ولكن هذا لايمنع انني صدمت حين قرلأت كل هذه البذاءات .لقد احسست انني عدت اربع سنوات الى الوراء عندما كنت اقرأمقالا عن تشاد.
صاح ليوك هادرا وهو يمسك كتفيها بوحشية:
_لست زوجك السابق !متى ستفهمين هذا؟انت ظالمة لأنك تجعليني ادفع ثمن اخطائه .انك تحاولين ان تجدي نقاط مشتركة بيني وبينه حتى تهجريني! لماذا لاتثقين بي؟لنثصق بأنفسنا ونحاول.
احست آنجي ان قلبها ينفطر .انه ليس ليوك الذي لاتثق به وانما العالم الخارجي.كيف تستطيع ان تجعله يفهم ذلك؟
استطاعت ان تقول:
_لا ادري ماأقول.
_قولي انك تقبلين الزواج بي اوعلى الأقل اقبلي بالخاتم.
_لاتفعهل هذا ياليوك.انني لا استطيع ان انظر الى هذا الخاتم.
كانت الدموع تملأعينيهاوهي تدعو نفسها ان يأخذها بين ذراعيه ويطمئنها ولكنه لم يفعل.
_هل لأن الأجابة لا..هكذا؟اجيبيني!دار حول المائدة واخذ العلبة ودسها في جيبه
_بالنسبة لي هذا يعني اننا لن نستطيع ان نكون معا بعد الآن.انا لاآريدك بهذه الطريقة ولا استطيع ان اكون معك الا بصفة دائمة.
ارتدى معطفه ثم صفق الباب خلفه .
عبرت آنجي الصالون وهي تجري واخذت تنظر في العتمة عبر الزجاج عندما جلس خلف عجلة القيادة وانطلق بالسيارة.
هل حقا رحل؟.وبصفة نهائية؟جلست امام المائدة وهي مخدرة ثم ابتعدت وهي تنتحب في شهقات عالية وغطت وجهها بيديها.
لقد عاشت كل هذا من قبل. ولكن لوبقي اكثر من ذلك لأصبح الفراق صعبا وقاسيا.اخذت تكرر ذلك حتى تقنع نفسها بأن مافعلته صواب ولكن مع ذلك كان قلبها يتحطم ويحتج ويرفض الأعتراف بالحقيقة الرهيبة.


انتهى الفصل


الفصل الحادي عشر والأخير


اوشكت آنجي ان تتصل تيلفونيا بليوك اكثر من مائة مرة في اليوم التالي.
ولكنها لم تعرف ماذا تقول له .انها لم ترد ان تعطيه الرد الذي ينتظره منها وعندما مرت على منزله في المساء اوشك قلبها ان يكف عن النبض.
كانت فيلا روزوود مهجورة وسيارة ليوك غير موجودة في الممر.قالت لنفسها:ربما خرج فقط بينما كان قلبها يردد انه خرج ولن يعود ابدا.
في اليوم التلي تحققت صحة مخاوفها.كانت ايف تايلور قد اخبرت اودري ان ليوك عرض الفيلا للبيع ولحسن الحظ كانت آنجي في الجزء الخلفي من المحل عندما نقلت ايف الخبر بطريقة عابرة فهي لم تكن على استعداد لتحمل اي سؤال.

************

اخذت اودري وجان تواسيانها ولم تستطيعا ان تفهما كيف افلتت هذه الفرصة من يد آنجي ,
لكنها كانت تذكر نفسها بأنهما لم يسبقا ان مرتا مثلها بتجربة زواج وطلاق بمثل هذه الفظاعة كما حدث لها مع تشاد.
وكانت مقتنعة انها لن تتحمل فشلا ثانيا .وعلى عكس الأعتقاد العام فأن آنجي فكرت انه من الأفضل الا تحب اساسا من ان تحب وتفقد حبها.
ولكنها لو لم تقابل ليوك كان الأمر ليكون سهلا.
انها ستبكي خسارتها حتى نهاية حياتها.
كان العمل وحده هو الذي مكنها ان تعيش ومعظم الوقت كانت تنسى تماما ماتفعله.....منتديات ليلاس


كانت شاذام فولز ستعيش العيد وقد غطاها الثلج.
كانت آنجي وهي تنزل المدينه كل صباح تقطع المسافة ثمانية كيلومترات حولها حتى تتجنب ان تمر من امام فيلا روزوود.
كان الجبل شامخا وهو مغطى بمعطف من الثلج الأبيض وكان المركز التجاري مبهرا وجميلا .
قضت العيد عند اودري وعائلتها .وأراها الأطفال لعبهم الجديدة وحاولت آنجي ان تكون بشوشة حتى لاتفسد جو المرح للأسرة المجتمعة .
كان ليوك حاضرا بصفة دائمة في ذهنها وكانت افكارها تدور دائما حول ليلة عيد الشكرالتي قضياها معا حول، قصة حبهما الذي بدأ.
صار الحال اسوأ بعد عيد الكريسماس.فقد انتهت حمى الأعداد للعيد ولم يعد هناك مايمكن ان يسري عنها وليلة 31 ديسمبر قضت الأمسية امام نيران المدفأة بصحبة جيزابيل واخذت تفكر بلسنة الجديدة واي القرارات ستتخذ.
وعلى قائمة أولويات القررات هي الا تقع في الحب مجددا.
فكرت في حزن ان بقية مظاهر حياتها يمكن ان يتم الوفاء بها بصورة عادية فأعمالها ستزدهر وبيتها سيصبح كما حلمت به .لكن لسوء الحظ هذا يبدو الآن تافها بلا قيمة.
كان قاسيا عليها ان تدرك ان كل ماصارعت لأجله قد انهدم.لقد فقدت قوة تأمينها وحمايتها وراحة بالها.
لقد اخذ ليوك كل عواطفها معه.
عندما تطلعت الى المستقبل بدا لها كلاشيء كئيبا بلا جاذبية .
لقد كانت لاتشعر بالوحدة قبل ان تعرف ليوك والآن تشعر بألم شديد اشد من قسوة الوحدة.
لقد شعرت بأنها ممزقة وكأنما انتزعت روحها منها.
كانت ممدة فوق الأريكة وقد اغلقت عينيها .تساقطت دموع ضخمة من عينيها ولم تحاول ان تمسحها حتى.
كانت تخاف بشدة ان تتعذب لو بقيت مع ليوك .وهاهي تتعذب بدونه .كانت تعلم ان لامستقبل لها اذا لم يكن ليوك يشاركها فيه.
هاهو قد بدأ 31 ديسمير بقمة المأساة عندما تلقت آنجي مكالمة من كلارا الصحافية.
_لقد سبق لي ان اجريت ديثا معك انت وليوك منذ عدة اسابيع.
ردت عليها باحتقار:
_اذا كنت تسمين حديثا ماأخترعته من اخبار ومعلومات فليس لدي شيء اضيفه.
_لاشيء حول انفصالك عن ليوك؟اذن علي ان اكتفي بما لدي من ..
_ومن اخبرك؟هل قال لك ليوك اننا لم نعد معا؟
_ليوك ياعزيزتي لم يهتم بالأتصال بي ولكن حياتكما تتردد في كل المدينة.جميع الناس يعرفون انكم لم تعودا معا.
من المؤكد انه عيد ميلاد تعس بعد تشاد يامسكينة.


صارعت آنجي طوال الليل حتى لاتذهب وتبحث عن ليوك وتطلب منه العودة .
ولكن كيف يمكنها ان تقنعه انها من الآن فصاعدا ستتغلب على الماضي وانها لن تهتم بما قد يقوله التلفزيون او الصحافة عنهما.وتساءلت لماذا سيثق بها مادامت لم تفعل هي وتثق به.
الآن بدأت تبحث عن وسيلة لأستعادة تلك الثقة المفقودة .
ورغم غرابة ماخطر ببالها من وسيلة فأنها بدأت ترى ان تلك المدعوة كلارا ستساعدها على استعادة تلك الثقة.
بعد عدة ساعات كانت كلارا وهي امام مكتب سكرتيرة ليوك .
لقد سبق ان قامت آنجي بزيارته واستطاعت ان تعبر الطريق اليه دون مشقة.
اعتقدت انها ستصاب بأزمة عصبية عندما رفعت السكرتيرة السماعة لتعلن:
_السيد وايلدر..؟
نظرت السكرتيرة الى جهاز التيلفون في حيرة.
في تلك اللحظة انفتح باب المكتب الضخم بوحشية ثم ظهر ليوك واخذ ينظر طويلا الى آنجي قبل ان يلحظ وجود كلارا.
_لابد ان نتحدث ياليوك!
زمجر ليوك وهو يشير الى الصحيفة :
_ماذا فعلت بك هذه؟هل تبعتك الى هنا؟
_لا..انا التي طلبت منها ان تأتي.اسمح لنا بالدخول وسأشرح لك.
اخرجت كلارا مفكرتها وهي تشعر بعدم الأرتياح وخلاف لعادتها تبعت آنجي دون ان تنطق بكلمة.
سارع ليوك بالسؤال حين اغلق الباب:
_اذن..اشرحي لي!هل لديك هدف من وجودك هنا مع هذه الكلارا؟
اخذت آنجي نفسا عميقا وحاولت ان تتذكر الكلمات التي اعدتها وهي في طريق نيويورك
وأخذت تذرع الغرفة ذهابا وأيابا مثل المحامي الذي يستعد لمرافعته واستعدت كلارا لتسجل كل كلمة:
_لقد وعدت كلارا ان بسرد كامل ومفصل عن حكايتنا منذ دخلت لمحلي اول مرة.
بدا ليوك مذهولا لدرجة لم تمكنه من الكلام بينما اخذت كلارا تسجل كل كلمة قالتها آنجي
تابعت آنجي:
_من ناحيتي اشهد اننا لم نقطع علاقتنا ابدا،بل اننا نستعد لجعلها دائمة ورسميه واشهد اننا سنرتبط للابد ونجمع مستقبلنا .لقد اخبرت كلارا انك اشتريت لي خاتم الزواج وهو ضخم من الياقوت الأغزرق اليس كذلك؟
صحح لها وان كان لايزال مصدوما ومبتهجا من هذا التحول:
_بل من الزمرد.
دست آنجي يدها في حقيبتها واخرجت برطمانا زجاجيا قديما يستخدم لحفظ الأشياء الثمينة ووضعته امام ليوك فوق مكتبه.
ولقد احضرت برطمان الحفظ.
قالت في تحد:
_هلانت متفق معي على كل ماقلته؟اذ من الأفضل ان تتكلم بسرعة .
_لقد قلبت رأسي على عقبي..وحاصرتني.
قالت آنجي مؤكدة وهي تدعو السماء ان تنجح في خطتها:
_في الحقيقة..انني اطن اننا اضعنا وقتا كافيا.ولن اقول انك كنت السبب.
قالت كلار:
_اذن..؟
ازاحت الصحفية آنجي بكوعها وعسكرت امام ليوك الذي قال:
_انني متفق تماما مع آنجي ومع كل ماقالته .
اخذ المفكرة من يد الصحفية واغلقها ثم ناولها لها وسحبها برقة ولكن بحزم نحو الخارج وهو يقول:
_ليس لدينا صور معا ولكن سأرسلها لك عندما نحصل عليها.
احتجت كلارا عندما اغلق الباب في وجهها.
_انتظر لدي اسئلة اخرى..
صاحت آنجي في خبث:
_ستجدين شيئا تخترعينه وانت في طريقك.
اغلق ليوك الباب واستدار نحوها وظلا يتطلعان لبعضهما فترة طويلة دون كلام او حركة ثم اقترب منها وعانقها بحب وشغف وقد تعلقت انفاسهما.
كانت آنجي في قمة السعادة لن تنفصل عنه ابدا.سألها اخيرا:
_هل تؤمنين حقا بكل ماقلته؟
_الم اعطك برطمان الحفظ؟انه اقوى برطمان وجدته في المخزن وسيتحمل على الأقل اربعين سنه.
_وبعد ذلك؟
_سنجد واحد آخر


THE END

 
 

 

عرض البوم صور تمارااا   رد مع اقتباس
قديم 08-11-08, 02:24 PM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 33834
المشاركات: 1,230
الجنس أنثى
معدل التقييم: تمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 815

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تمارااا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تمارااا المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

اتمنى للجميع قراءة ممتعة واتمنى ان تنال استحسانكم وانتظروني في رواية جديدة بأذن الله

 
 

 

عرض البوم صور تمارااا   رد مع اقتباس
قديم 08-11-08, 04:00 PM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Aug 2007
العضوية: 38316
المشاركات: 79
الجنس أنثى
معدل التقييم: nightmare عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 77

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
nightmare غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تمارااا المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

تسلمي يا أحلى تمارا
الرواية أكييييييييد حلوة مثل صاحبتها
وننتظر جديدك
خخخخخخخخخخخخخ
بعد ما ترتاحي طبعا
:D

 
 

 

عرض البوم صور nightmare   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
دار ميوزيك, روايات, روايات مكتوبة, روايات دار ميوزيك المكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, سهرة الأحلام, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t97087.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط±ظˆط§ظٹط§طھ ط¹ط¨ظٹط± ط§ظ„ظ…ظƒطھظˆط¨ط© ط³ظ‡ط±ط© ط§ظ„ط§ط­ظ„ط§ظ… - Rocket Tab This thread Refback 24-04-16 10:17 PM


الساعة الآن 11:20 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية