لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القسم الادبي > البحوث الاكاديمية > التاريخ والاساطير
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

التاريخ والاساطير التاريخ والاساطير


اسطورة يجب ان تمحى من التاريخ ..... لعنة الفراعنة

دراسة مستفيضة للدكتور نبيل فاروق حول موضوع (لعنة الفراعنة) 1 - أوَّل الغيث.. * امتدت الصحراء المصرية على مدى البصر، أمام عينى عالم الآثار البريطانى (هوارد كارتى)،

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-10-08, 04:31 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب
عضو قمة


البيانات
التسجيل: Jan 2008
العضوية: 61073
المشاركات: 2,843
الجنس ذكر
معدل التقييم: شرف عبد العزيز عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 52

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شرف عبد العزيز غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : التاريخ والاساطير
Exclamation اسطورة يجب ان تمحى من التاريخ ..... لعنة الفراعنة

 


دراسة مستفيضة للدكتور نبيل فاروق حول موضوع (لعنة الفراعنة)

1 - أوَّل الغيث..


* امتدت الصحراء المصرية على مدى البصر، أمام عينى عالم الآثار البريطانى (هوارد كارتى)، وهو يجفف ذلك العرق الغزير، الذى انهمر على جبهته ووجهه، وهو يقف تحت أشعة الشمس الحارقة، فى تلك البقعة التى قادته إليها أبحاثه ودراساته، للبحث عن مقبرة أحد ملوك الفراعنة القدامى..
كان هذا فى العقد الثانى من القرن العشرين، عندما بلغت حمى البحث عن الآثار ذروتها، وخاصة بعد الكشوف الأثرية المدهشة، التى قام بها الألمانى (هنريش شليمان)، عندما عثر على بقايا (طروادة)، فى عام 1871م، فى منطقة (هيسارليك)، شمال غرب (تركيا)، فى نفس الموقع الذى حدَّده (هوميردس)، فى ملحمته الشهيرة (الإلياذة)، وسير (آرثر إيفانز)، الذى كشف قصر التيه فى (كريت)، عام 1900م، ليثبت أن أسطورة المينوتوروس لم تكن مجرَّد خيال محض..
وكان (هوارد كارتر) يحلم بانضمام اسمه يوماً إلى قائمة هؤلاء الأثريين العباقرة، الذين حفروا أسماءهم فى تاريخ الكشوف، بحروف من ذهب، مما جعله يحتمل الحرارة، والرمال الساخنة، والعرق الذى يلهب عينيه، طوال عدة أشهر طويلة، زاره خلالها ممول حملته اللورد (كارنرفون) مرة واحدة، تركه بعدها للعذاب، وعاد هو إلى قصره البريطانى العريق، ليتباهى بتمويل أكبر حملة للبحث عن الآثار المصرية..
حتى جاء شهر فبراير 1923م..
فى ذلك التوقيت، عثر (هوارد كارتر) على ما كان يبحث عنه طوال الوقت..
مقبرة الملك الصغير (توت عنخ آمون)..
لم يكن (كارتر) أثرياً بسيطاً أو مغموراً، إذ كان يحيا فى (مصر)، منذ عام 1890م؛ للتنقيب عن الآثار، ورسم المناطق الأثرية المعروفة..
ولم يكن هذا أيضاً أوَّل كشوفه؛ إذ كانت له عدة حفائر فى وادى الملوك، موَّلها بعض المغامرين الأمريكيين، وأهلته لإصدار كتابه الشهير (خمس سنوات للكشوف الأثرية فى طيبة)..
وعلى الرغم من هذا، فقد انبهر (كارتر)..
انبهر بما عثر عليه، وبالكنوز التى رآها فى مقبرة (توت غنخ آمون)، وببريق الذهب الذى يلتمع فى كل مكان، حتى أنه أبرق إلى اللورد (كارنرفون)؛ ليحضر على الفور، فى حين انشغل هو برسم كل ما يراه داخل المقبرة..
حتى تلك العبارة، التى جذبت انتباهه واهتمامه طويلاً..
عبارة هيروغليفية غير تقليدية، وجدها محفورة على أحد أبواب المقبرة، تقول : "سيطوى الموت بجناحيه، كل من يقلق الملك"..
أيامها اهتم (كارتر) بالعبارة، وترجمها، وسجلها..
إلا أنه لم يشعر بالخوف منها أبداً..
وبسرعة، انتشر الخبر، وقفزت شهرة (هوارد كارتر) إلى الذروة، فى عالم الباحثين عن الآثار..
وقفز معه بالتالى اسم اللورد (كارنرفون)..
ومع وصول اللورد المغامر، الذى اشتهر باهتماماته المتعددة والمثيرة، راح الصحفيون يتدفقون على المكان كالنمل.
ومع عدسات كاميراتهم، ظهرت صور الجدران، والتوابيت، والتماثيل.. والذهب..
الذى الذى زغلل عيون الجميع، حتى الحكومة المصرية نفسها، التى فوجئت، أو بدا وكأنها فوجئت، بأن القانون يمنح المكتشف دوماً ما يعثر عليه من آثار، مهما بلغت قيمتها..
وفى حالة (كارتر)، كانت (مصر) ستفقد كنوزاً لا حصر لها، وتحفاً أثرية تتجاوز كل ما عرفه العقل، لو تم تطبيق القانون..
لذا، فقد رفضت الحكومة المصرية تطبيق القانون، ورفضت منح (كارتر) أو (كارنرفون) ولو حلية واحدة، مما تم العثور عليه فى المقبرة.. بل لقد أحاطتها بحراسة قوية، واعتبرتها أرضاً مصرية، لها عليها كل السطوة والسيادة..
وبالطبع، لم يستسلم (كارتر) لهذا، وقام بتهريب بضع قطع من آثار مقبرة (توت غنخ آمون) إلى (لندن)، ولكن كل الآثار الثقيلة بقيت..
ومعها تلك العبارة الرهيبة..
"سيطوى الموت بجناحيه كل من يقلق الملك"..
وكان من الممكن أن تبقى العبارة إلى الأبد، مجرد جملة، سجلها كاهن مصرى قديم، من باب المجاملة، أو حتى القناعة الشخصية، على أحد جدران مقبرة أصغر ملوك الفراعنة..
لولا ما حدث بعد هذا بقليل..
فبعد شهرين من هذه الضجة تقريباً، وقبل أن يفقد اللورد (كارنرفون) زهوة انتصاره، أو يبتلع مرارة حرمانه من كل هذا الذهب، جرح الرجل ذقنه جرحاً صغيراً أثناء الحلاقة..
وبسرعة لم يستوعبها أحد، أصيب اللورد البريطانى بحمى غامضة رهيبة، رفعت درجة حرارته إلى حد الهذيان، ودفعته إلى الصراخ والعويل طوال الوقت، وهو يصرخ بأنه فى قلب الجحيم، وبأن ملوك الفراعنة يحيطون به، بعد أن جاءوا للانتقام منه، لأنه فتح مقبرة أصغرهم، ودنسها بتواجده البشرى غير الطاهر..
ولفترة قصيرة جداً، واصل اللورد هذيانه وصراخه، ثم لم يلبث أن أسلم الروح، فى الخامس من أبريل، عام 1923م..
ومع موت اللورد، فى ريعان قوته، استعاد بعض الصحفيين تلك العبارة، المنقوشة على مقبرة الفرعون الصغير، وانطلقوا ينشرون مقالاتهم عنها وحولها، ويربطون بينها وبين موت (كارنرفون)..
وهنا فقط، ظهر ذلك المصطلح الشهير، الذى لم يفارق أسماعنا وأذهاننا، وعقولنا بعدها قط..
مصطلح (لعنة الفراعنة)..
وكما يحدث دوماً، فى كل مرة تنشأ فيها بدعة جديدة، انتشر المصطلح بسرعة مدهشة، وراح الكل يرددونه، ويناقشونه، ويفحصونه، ويمحصونه..
وكما يحدث أيضاً، انقسم المتابعون، بين مؤيد ومعارض للفكرة..
المؤيدون أكَّدوا أن الفراعنة عاشوا عالماً عجيباً غريباً، ترك لنا الكثير من الغوامض والأسرار، التى لم يمكننا كشفها بعد، فليس من المستبعد إذن أن يخلفوا وراءهم لعنة ما، تصيب كل من يدنس قبورهم، حتى ولو كان هذا بحجة تحقيق كشوف أثرية جديدة..
والمعارضون أصروا على أنه لا توجد ركيزة علمية واحدة، يمكن أن تؤيد الفكرة، وأنه من السخافة أن يتردَّد أمر كهذا، لمجرَّد أن ممول حملة (هوارد كارتر) قد لقى مصرعه بحمى غير معروفة..
وبين هؤلاء وهؤلاء، وقف (هوارد كارتر) نفسه، يعلن فى كل المجتمعات، وكل المحافل العلمية، أنه لم ولن يؤمن أبداً بما يسمونه لعنة الفراعنة؛ لأنه مستكشف قديم، واجه الأمر عشرات المرات، دون أن يصيبه مكروه واحد..
والمدهش أن هذا لم يقنع أحداً، خاصة وأن حالات الوفيات، والموت بأسباب غير معروفة، راحت تنتشر على نحو ملفت للأنظار، بين كل من كانت له علاقة مباشرة، أو غير مباشرة، بكشف مقبرة (توت غنخ آمون)..
وعندما هل عام 1929م، كان عدد من وافتهم المنية منهم، لأسباب غير واضحة، اثنين وعشرين رجلاً..
وفى العام نفسه، وفى جلسة خاصة، أعلنت زوجة (كارنرفون) أنها أيضاً لا تؤمن بلعنة الفراعنة، ولا تصدق أن الموتى يمكنهم قتل الأحياء، بأية وسيلة كانت..
وكان من الممكن أن ينهى تصريحها هذا القضية ويحسمها، لولا تطوّر مفاجئ، لم يكن فى الحسبان أبداً..
فقبل أن يكتمل الأسبوع، أصيبت زوجة كارنرفون) بالحمى الغامضة نفسها، التى أصيب بها زوجها؛ وراحت تهذى وتصرخ ليومين تقريباً، قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة على فراشها، تاركة خلفها أكبر موجة من الرعب، عرفها التاريخ الحديث، حتى تلك الفترة..
رعب لعنة الفراعنة..
ولفترة طويلة، لم يعد هناك حديث للصحافة ووسائل الإعلام، سوى عن الفراعنة.. ولعنة الفراعنة..
وظهرت فى الأسواق كتب، ودراسات، وروايات، وحتى أفلام سينمائية صامتة، تدور كلها حول لعنة الفراعنة..
ومن بين تلك الكتب، ظهر كتاب يحمل للمهتمين بالأمر مفاجأة مثيرة للغاية..
مفاجأة تقول : إن لعنة الفراعنة لم تبدأ مع فتح مقبرة (توت غنخ آمون)، بل كانت هناك قبل هذا بقرن من الزمان على الأقل..
ولقد ارتبطت فعلياً باثنين من مشاهير العلم..
أو ربما أشهرهم..
على الإطلاق.



يتبع

 
 

 

عرض البوم صور شرف عبد العزيز   رد مع اقتباس

قديم 20-10-08, 04:36 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب
عضو قمة


البيانات
التسجيل: Jan 2008
العضوية: 61073
المشاركات: 2,843
الجنس ذكر
معدل التقييم: شرف عبد العزيز عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 52

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شرف عبد العزيز غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شرف عبد العزيز المنتدى : التاريخ والاساطير
افتراضي

 

هل هناك علاقة بين غرق تيتانيك بلعنة الفراعنة ؟

الاجابة على هذا السؤال في هذا البحث .........


فى صيف 1985م، وبعد أشهر من البحث، استقل البروفيسير (روبرت بولارد)، المتخصِّص فى تصوير الأعماق، الغوَّاصة العلمية (ألفن)، والمجهزة للغوص حتى مسافة 13 ألف قدم، تحت سطح المحيط، لاستكمال مشروع البحث عن حطام سفينة، غرقت منذ ثلاثة وسبعين عاماً تقريباً..
كانت الغوَّاصة (ألفن) مزوَّدة بإنسان آلى صغير، يكمن فى تجويف خاص فى مقدمتها، ويمكن إطلاقه بوساطة قائدها، إلى مسافات تعجز الغوَّاصة عن بلوغها، فى أعمق الأعماق..
وعبر كاميرا صغيرة، فى مقدمة الآلى (أرجو)، راح البروفيسير (بولارد) يتلقى عشرات الصور، لأعماق المحيط الأطلنطى، فيفحصها ويراجعها بمنتهى الدقة، دون أن يعثر فيها على أدنى أثر لما يبحث عنه..
ثم فجأة، بدأ (أرجو) يرسل مجموعة من الصور الإيجابية..
صور لم تكن واضحة فى البداية، إلا أنها لم يلبث أن اتضحت رويداً رويداً، وأصبحت جلية نقية، على نحو انتفض به قلب (بولارد) بين ضلوعه، وتفجَّر معه الحماس فى قلوب كل رجل من رجال بعثته الصغيرة..
هذا لأن (أرجو) قد عثر أخيراً على السفينة موضع البحث..
والأهم، أنها لم تكن سفينة عادية..
بل كانت أشهر سفينة غارقة، فى التاريخ الحديث كله..
كانت (تايتانيك)..
و(تايتانيك) هذه كانت سفينة عظيمة هائلة، تعتبر طفرة تاريخية فى تاريخ صناعة وبناء السفن، إذ أنها أضخم سفينة ركاب شهدها العالم، حتى تاريخها، إذ بلغ وزنها 52310 طناً، وبلغ طولها 882 قدماً، وعرضها 94 قدماً فى المتوسط، كما أن ارتفاعها كان يبلغ ارتفاع مبنى من أحد عشر طابقاً..
حتى اسمها، كان يعنى المارد..
ولم تكتف (تايتانيك) بالضخامة، وإنما أضافت إليها الفخامة المفرطة أيضاً، والتى لم تعرفها سفينة ركاب من قبل، وبالذات فى درجتها الأولى، ذات حجرات النوم الهولندية، وقاعات الطعام الكبيرة، والصالونات الفاخرة، والشرفات الضخمة…
وعندما تم الإعلان عن تدشين (تايتانيك)، تسابق كبار الأثرياء والتجار لحجز أماكنهم عليها؛ للفوز بأولى رحلاتها، التى ستعبر خلالها المحيط، حتى تصل إلى الشاطئ الأمريكى.
وفى العاشر من أبريل 1912م، ترقب العالم بمنتهى اللهفة، رحلة (تايتانيك) الأولى عبر المحيط، وأحيطت تلك الرحلة بدعاية هائلة، حتى لقد اصطف آلاف الناس، على رصيف ميناء (كوينستون) فى (إنجلترا)، بين مودعين ومشاهدين، لمراقبة السفينة العملاقة، والانبهار بها، ومشاهدة انطلاقتها الأولى، وعلى متنها صفوة الأثرياء ورجال المجتمع، وفى قاعها مئات من مسافرى الدرجتين، الثانية والثالثة..
وانطلقت (تايتانيك)..
انطلقت تمخر عباب المحيط، فى زهو وخيلاء، وصاحبها يُعلن، فى تعال مغرور، أن سفينة من القوة والضخامة، حتى أن القدر نفسه، لا يمكنه أن يغرقها..
ويا لها من عبارة جاحدة، متجنية، مغرورة، حمقاء..
ففى الرابع عشر من أبريل، وبعد أربعة أيام فحسب من بدء رحلتها، وبخطأ ملاحى صغير، ارتطمت العملاقة (تايتانيك) بجبل جليدى ضخم، لم يدر أحد، حتى هذه اللحظة، كيف لم يره قبطانها ومهندسوها وبحارتها..
وعلى الرغم من أن السفينة الماردة، كانت مصممة بحيث يمكن عزل أى قسم يصاب منها، عن باقى أجزاءها، إلا أن المياه قد غمرتها بسرعة مدهشة، لم تسمح باتخاذ أية إجراءات وقائية..
وابتسم القدر فى سخرية، عندما بدأت (تايتانيك) تواجه ما تصوَّر صانعوها أنه مستحيل!!..
الغرق..
وطوال اثنتى عشرة ساعة كاملة، وكم هائل من الرعب، واضطراب ما له من حدود، راحت (تايتانيك) تغرق.. وتغرق.. وتغرق..
وفى يوم 15 أبريل 1912م، اختفت (تايتانيك) تماماً، فى قاع المحيط الأطلنطى..
وكان يمكن ألا نربط بين غرقها ولعنة الفراعنة، بأى حال من الأحوال، لولا ما نشره أحد الناجين منها فيما بعد، مع روايته كشاهد على عملية غرق أشهر سفينة فى التاريخ..
ففى شهادته، أشار الرجل بشكل عابر، إلى أن مخزن بضائع السفينة كان يضم تابوتاً لكاهنة فرعونية، ارتبط وجوده بأحداث مخيفة رهيبة، قبل أن يغرق مع كل ما غرق ومن غرق مع (تايتانيك)..
فمنذ تم وضع التابوت فى مخزن البضائع، فى قاع (تايتانيك)، كان عمال المخزن يرون ويسمعون ما أصابهم بالرعب، وجعلهم يطالبون بإعفائهم من العمل، أو نقلهم إلى وظيفة أخرى، حتى ولو تم تخفيض رواتبهم، أو مضاعفة جهدهم..
فما أن يحل الليل، كانوا يسمعون تأوهات الكاهنة، ويرون شبحها، و…
والواقع أننى شخصياً لا أصدق حرفاً واحداً من كل هذا، بل وأشعر معه بالكثير من الخيال والتدليس، خاصة وأنه ليس من السهل أن تتواجد امرأة فى عالم الكهنة، فى (مصر) الفرعونية..
ثم أن أحداً لم يعثر على ذلك التابوت المزعوم قط، بعد العثور على حطام (تايتانيك)، وكل ما كان على سطحها تقريباً..
إلا أن القصة تجدى صدى كبير، لدى كل المتابعين لأسطورة لعنة الفراعنة، وكل من يسعى لإثبات صحتها أو عدمها، حتى أنك ستجدها فى عشرات الكتب والمراجع، الخاصة بهذا الأمر..
وعندما تم سؤال البروفيسير (روبرت بولارد) عن قصة تابوت الكاهنة هذه، جاءت إجابته غامضة للغاية، إذ أنه لم يؤكد وجوده، كما لم يؤكد فى الوقت ذاته العثور على عشرات الأشياء الأخرى، ولكنه لم ينف فكرة تواجده تماماً، وإنما أشار إلى أن عشرات السنين، التى قضتها (تايتانيك)، فى قاع المحيط الأطلنطى، كانت كافية تماماً لتحلل وفساد واختفاء عشرات الأشياء، من سطحها، وقاعها، ومخزن بضائعها بالطبع..
وجواب البروفيسير (بولارد) منطقى تماماً، فالتابوت كان مصنوعاً من الخشب، وليس من الحجر، والمومياء ستتلف حتماً، وسط المياه المالحة، وربما تلتهما الأسماك أيضاً..
أو أن هناك تفسير آخر..
ففور الإعلان عن العثور على حطام السفينة العملاقة، تسابق مئات من هواة التحف والأثريات، لحجز وشراء أى شئ، تم العثور عليه داخلها..
وهناك شائعة قوية، تقول: إن أحد كبار الأثرياء الأمريكيين قد ابتاع التابوت سراً، وبداخله مومياء الكاهنة بالطبع، خشية أن يطالب به متحف (نيويورك) رسمياً، نظراً لأنه كان مشحوناً لحسابه، بالفعل، عندما غرقت (تايتانيك)..
ولكنها تبقى مجرد شائعة..
تماماً ككل ما يرتبط بتلك اللعنة الوهمية المزعومة..
فمن المدهش أنه، وعلى الرغم من انتشار المصطلح، ومن آلاف القصص والروايات، وأفلام السينما، والكتب التى دارت حوله، إلا أنه لا توجد قصة دقيقة واحدة، أو حتى رسالة علمية منطقية، حاولت البحث عن الأمر..
كل ما حدث هو عملية رصد دقيقة لحالات الوفيات، بين معظم من عملوا فى مجال البحث عن الآثار الفرعونية..
والفرعونية بالتحديد..
فالعجيب أن أحداً لم يتحدث عن أية لعنة، تصيب الباحثين عن الآثار الرومانية، أو اليونانية، أو الآشورية، أو حتى حضارات الأنكا، فى (أمريكا) الجنوبية.. فقد ارتبطت اللعنة بالآثار الفرعونية..
وبالذين سعوا خلف الآثار الفرعونية..
الرحالة الشهير (بلزونى) مثلاً، جاب العالم، بحثاً عن الآثار، فى مختلف البلدان، وحقق انتصارات مدهشة ومثيرة، دون أن يصيبه مكروه..
ثم جاء إلى (مصر)، وبدأ ينبش قبور الفراعنة، ونقل قاعدة تمثال (آمون) من (الأقصر)، وانتشل مسلة من قاع النيل، وأجرى أبحاثاً طويلة عن هرم (خوفو)، بحثاً عن مدخله، واقتحم المقابر، والمعابد، واستخرج الجثث، والمومياوات، والعظام..
ثم فجأة، أصابه ذلك المرض الغامض، الذى أصاب معظم علماء الآثار، فسيطرت عليه حمى لاهبة، وأصابه الهذيان، وطاردته الهلاوس، حتى لقى حتفه، فى مساء الثالث من ديسمبر، عام 1823م، وهو بعد فى الخامسة والأربعين من عمره..
نفس الحمى..
ونفس النهاية..
ولأن حالات الموت متشابهة دوماً، فى كل من أصابته لعنة الفراعنة المزعومة، فقد جذب هذا انتباه واهتمام البروفيسير الألمانى (فيليب فاندنبرج)، والذى خرج إلينا بتفسير جديد للعنة الفراعنة..
تفسير علمى..
ولأوَّل مرة.

يتبع


 
 

 

عرض البوم صور شرف عبد العزيز   رد مع اقتباس
قديم 20-10-08, 04:38 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب
عضو قمة


البيانات
التسجيل: Jan 2008
العضوية: 61073
المشاركات: 2,843
الجنس ذكر
معدل التقييم: شرف عبد العزيز عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 52

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شرف عبد العزيز غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شرف عبد العزيز المنتدى : التاريخ والاساطير
افتراضي

 

وتحدث العلم

عبر السنوات الطويلة، التى تردَّد خلالها مصطلح (لعنة الفراعنة)، كانت معظم الكتب والدراسات، الخاصة بها، تقتصر على تسجيل ورصد الحالات، التى ارتبطت بالتنقيب عن آثار فرعونية، والتى لاقت مصيراً غامضاً، وعانت من حمى غامضة مجهولة، تنتهى عادة بالوفاة..
ثم جاء كتاب البروفيسير الألمانى (فيليب فاندبنرج)..
وكتاب (فاندبنرج) يعد موسوعة علمية متكاملة، عن (لعنة الفراعنة)، ومحاولة شديدة الجرأة؛ للبحث عن تفسير علمى لها، من خلال مختلف اتجاهات العلم، بدءاً من الكيمياء، ووصولاً إلى الإشعاعات النووية..
ولقد اهتم (فاندبنرج) كثيراً بتسجيل معظم الحالات، التى أصابتها (لعنة الفراعنة)، من وجهة نظره، ثم توقف طويلاً عند تلك الحمى، التى أصيبت بها معظم الحالات، والتى أدت إلى الهذيان والهلوسة، ثم الموت فيما بعد..
ومن هنا، وضع العالم الألمانى نظريته..
ونظرية (فاندبنرج) تربط لعنة الفراعنة بثلاثة احتمالات علمية، تبدو فى جانب منها منطقية ومعقولة، إلى حد كبير..
الاحتمال الأوَّل هو أن تحوى مقابر الفراعنة، وملوكهم على وجه الخصوص، غازات سامة، أو عقاقير وأتربة بطيئة المفعول، من ابتكار الكهنة، الذين أخفوا دوماً علومهم عن العامة، وإن تركوا لنا دلائلها، من خلال سر التحنيط، الذى حار فيه علماء الكيمياء، حتى يومنا هذا..
ومن وجهة نظر العالم الألمانى، أن الكهنة قد ابتكروا نوعاً من السموم شديدة البطء، أشبه بعقاقير الهلوسة، ومزجوها بأتربة المقابر الخاصة بالملوك، كوسيلة لعقاب كل من تسول له نفسه نبشها أو سرقتها..
وربما كانت تلك العقاقير أكثر تأثيراً فى الماضى، وأسرع مفعولاً، إلا أن خواصها قد تغيرت تماماً، عبر آلاف السنين من التخزين، ولكنها، وفى كل الأحوال، تترك أثرها فى دماء كل من يقتحم المقابر الفرعونية، ويستنشق ترابها، ثم يبدأ تأثيرها بعد عدة سنوات، على شكل حمى، وهذيان، وهلوسة..
والاحتمال قد يبدو منطقياً للوهلة الأولى، إلا أن قليل من التفكير فيه، يجعلنا ندرك عقمه تماماً، إذ أن العلم قد قطع شوطاً ضخماً، فى السنوات العشر الأخيرة، وأصبح من السهل تحليل أتربة المقابر، ومعرفة كل ما تحويه، بل إنه هناك مراكز متخصصة لأبحاث التربة، يمكنها تحديد مكونات أية عينة من الأتربة بمنتهى الدقة..
وبمنتهى السرعة أيضاً..
والكشوف الأثرية ما زالت مستمرة، ولم تتوقَّف حتى الآن، ولو أن احتمال السموم بطيئة المفعول هذا وارد، لتوصل إليه العلم الحديث فوراً..
ولكن (فاندبنرج) نشر كتابه فى سبعينات القرن العشرين، وقبل أن يبلغ العلم هذا الحد، أو تظهر أجهزة وبرامج الكمبيوتر، التى قلبت كل الموازين، رأساً على عقب..
ولكن دعونا لا نتوقف طويلاً عن الاحتمال الأوَّل، ولننتقل منه إلى الاحتمال الثانى، والأقرب إلى المنطق..
الفيروسات..
فالبروفيسير الألمانى يفترض أنه كان هناك فيروس قديم، كامن فى أتربة مقابر ملوك الفراعنة..
فيروس ساد فى القرن القديمة، أو استخدمه الكهنة أيضاً، فى فترة ما، أو أنهم قد ورثوه من حضارة سابقة!!..
وذلك الفيروس ينتقل إلى أجساد من يقتحم المقابر، ويسرى فى دمه وأنسجته، ليقضى فيها فترة حضانته، التى تبلغ سنوات وسنوات، وترتبط بالقابلية الشخصية للإصابة، وبقوة مناعة الجسم، التى تختلف من شخص إلى آخر.. وعندما يبدأ ذلك الفيروس المفترض نشاطه، يصاب الإنسان بالحمى، التى تهاجم المخ على الأرجح، مسببة الهذيان والهلوسة..
والاحتمال هذه المرة منطقى وعلمى تماماً، ويمكننا هضمه واستيعابه، إلى حد كبير، وخاصة بعد ظهور فيروس (الإيدز)، الذى يكمن فى الأجساد لسنوات طويلة بالفعل، قبل أن تبدأ أعراضه فى الظهور..
ثم أن فكرة الفيروس هذه تتناسب مع الحمى المخية، والهذيان، والهلوسة، والوفاة أيضاً..
وكذلك تتفق مع عجز الأطباء عن تشخيص المرض، فى عصر لم تكن الأبحاث الطبية قد تطوَّرت إلى الحد الكافى، لكشف مثل هذه الكائنات الدقيقة، واستيعاب طبيعتها وأعراضها..
ولكن تعود بنا الخيوط إلى السؤال الأوَّل..
لماذا لم يعد ذلك الفيروس يظهر، فى الكشوف العلمية والأثرية الحديثة؟! هذا السؤال نتركه للبروفيسير الألمانى، ونتركه لعقولنا، تدرسه، وتناقشه، وتحلله..
ثم تتوصل إلى نتائجه..
أما نحن، فسننتقل إلى الاحتمال الثالث، فى نظرية (فاندبنرج)..
والاحتمال الثالث مدهش، ومثير للحيرة، ولست أدرى حتى كيف وضعه العالم الجليل، ولكن يبدو أن إيمانه بالفراعنة كان يتجاوز كل الحدود..
فذلك الاحتمال، هو أن ترتبط (لعنة الفراعنة) بنشاط إشعاعى ذرى، ظل مختزناً داخل مقابر الملوك لآلاف السنين، لينطلق فى وجه كل من ينبشها..
وربما يتفق الاحتمال مع بعد التأثير، ومع أعراض الحمى والهلوسة والهذيان، والموت فى نهاية المطاف، كما يتفق أيضاً مع عجز الأطباء القدامى عن تشخيص الحالات، وحيرتهم فى مواجهتها، إلا أنها تضعنا أمام احتمال جديد، يبدو أكثر خيالاً من كل ما سبقه..
احتمال أن الفراعنة كانت لديهم معرفة دقيقة بالنشاطات الإشعاعية.. وهذا أمر غير مقبول على الإطلاق..
حتى لو افترضنا أنهم قد توصلوا إلى تراب اليورانيوم مثلاً، وأن الكهنة قد أدركوا أنه يختلف عن التراب العادى، وأن له تأثيرات فتاكة على كل من يلمسه أو يستنشقه، فسنتساءل بدورها، كيف أمكنهم اتقاء تأثيره عليهم، دون أن تكون عندهم أبحاث، ودراسات، ووسائل مقاومة؟!..
ولو افترضنا أن هذا قد حدث بالمصادفة، ودون وعى منهم، وأن بعض المواد، الداخلة فى مساحيق التحنيط، كانت مواد مشعة فتاكة، فأين ذهبت هذه المواد، ولماذا غاب تأثيرها، واختفت من المقابر، على الرغم من أنها قد بقيت لآلاف السنين؟!..
ثم لماذا تواجدت فى الكشوف القديمة، ولم تتواجد فى الكشوف الحديثة؟! كل هذا ينبغى أن يقودنا إلى نتيجة واحدة لا غير، مع جزيل احترامنا للبروفيسير (فيليب فاندبنرج)، وشهرته، وعلمه الغزير..
يقودنا إلى أنه لا وجود لما يسمى بـ(لعنة الفراعنة)!..
ربما كانت هناك حوادث عديدة، ترتبط بكل من نقب عن الآثار، فى أزمته انخفضت فيها درجة الوعى الصحى، إلا أن هذا لا يعنى وجود لعنة أسطورية، صالحة لخيال الكتاب والسينمائيين، ولكنها غير قادرة على إقناع أى صاحب عقلية علمية أو منطقية..
وهنا، ينبغى أن أضم صوتى لكل الأصوات، التى ترفض، وبشدة، فكرة (لعنة الفراعنة) هذه، والتى تستنكر حتى ترديد المصطلح، أو حتى مناقشة احتمالات صحته..
وأهم ما ينبغى معرفته، فى هذا الشأن، هو أن أكثر من هاجم الفكرة، وحارب لإثبات زيفها وحمقها، هو الشخص الذى ارتبط اسمه بمنشئها، منذ أول مرة ظهر فيها المصطلح..
(هوارد كارتر) شخصياً..
فمع شغف الناس بالحديث عن الأمر وترديده، كتب (كارتر) عدد كبير من المقالات، وألقى مئات المحاضرات، واشترك فى عشرات الندوات، ليهاجم الفكرة، ويؤكد أنها مجموعة من المصادفات السخيفة، بدليل أنه أول من دخل مقبرة (توت غنخ آمون)، أو أول من رصد ما بداخلها، لو شئنا الدقة، ولم تصبه أية أعراض، يمكن أن ترتبط بالمصطلح..
لا ألم، أو حمى، أو هذيان، أو هلوسة..
ولقد عاش (كارتر) حتى عام 1939م، فى صحة جيدة، ودون أن يعانى سوى من الأعراض الطبيعية للتقدم فى العمر، حتى مات ميتة هادئة فى فراشه، وهو يواصل إنكاره واستنكاره لفكرة (لعنة الفراعنة)..
ولكن العجيب والمدهش أن أحداً لم يستمع إليه..
هذا لأن الفكرة، بما تحويه من أسطورية وغيبيات، قد استهوت الناس، فى كل أنحاء العالم، وأصبحت مادة تجارية رابحة، ووسيلة لترويج مئات الكتب، والروايات، والدراسات، وأفلام السينما..
وهكذا أغلقنا جميعاً باب العقل والمنطق، وغرقنا حتى النخاع فى هلاوس وخزعبلات وخرافات، وروايات لا أصل أو أساس لها..
أو ربما نفعل هذا كجزء من لعنة، تلازمنا جميعاً بلا هوادة..
لعنة الفراعنة.



يتبع



 
 

 

عرض البوم صور شرف عبد العزيز   رد مع اقتباس
قديم 20-10-08, 04:51 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب
عضو قمة


البيانات
التسجيل: Jan 2008
العضوية: 61073
المشاركات: 2,843
الجنس ذكر
معدل التقييم: شرف عبد العزيز عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 52

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شرف عبد العزيز غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شرف عبد العزيز المنتدى : التاريخ والاساطير
افتراضي

 

لعنة الفراعنة أم لعنة الرادون؟


بحث مقدم من
مروى عاطف طالبة ماجستير - كلية العلوم - جامعة القاهرة - قسم الفيزياء الحيوية

"سيذبح الموت بجناحيه كل من يحاول أن يبدد أمن وسلام مرقد الفراعين".. هذه هي العبارة التي وجدت منقوشة على مقبرة توت عنخ آمون والتي تلا اكتشافها سلسلة من الحوادث الغريبة التي بدأت بموت كثير من العمال القائمين بالبحث في المقبرة وهو ما حير العلماء والناس، وجعل الكثير يعتقد فيما سمي بـ"لعنة الفراعنة".

ولكن دائمًا ما يبحث العلماء عن تفسير علمي ومنطقي لكل الظواهر الغريبة، ولقد فسر بعض العلماء لعنة الفراعنة بأنها تحدث نتيجة لتعرض الأشخاص الذين يفتحون المقابر الفرعونية لجرعة مكثفة من غاز الرادون (Radon (Rn وهو أحد الغازات المشعة. فكيف تنبعث تلك الغازات المشعة؟ وما هي المواد المشعة الطبيعية؟ وما هي الأخطار التي تنتج عن تسربها؟.. دعنا عزيزي القارئ نبدأ من البداية ونتعرف على طبيعة هذه المواد.

لماذا تكون بعض المواد مشعة؟

تحتوي نواة أي عنصر على عدد من جسيمات مشحونة بشحنة موجبة تسمى بالبروتونات (أ) وعدد من الجسيمات متعادلة الشحنة تسمى بالنيوترونات (N). ومجموع عدد البروتونات يسمى بالعدد الذري (Z)، بينما يسمى مجموع عدد البروتونات وعدد النيترونات بالعدد الكتلي (A) ويرمز للعنصر (X) مثلا بـ (X AZ). ولكي يكون العنصر مستقراً ينبغي أن يكون الفرق بين عدد البروتونات والنيترونات صغيرا نسبيًا. وبما أن نواة العناصر الثقيلة تحتوي على عدد كبير من هذه الجسيمات (البروتونات والنيوترونات)، ويكون الفرق فيها بين عدد البروتونات والنيوترونات كبيرا جدًا؛ وهو ما يؤدي إلى عدم استقرار النواة، تلجأ النواة إلى أن تفقد بعض هذه الجسيمات في صورة إشعاع لكي تخفض من ثقلها؛ وبالتالي تتحول إلى عنصر آخر مشع، وهو بدوره يفقد هذه الجسيمات في صورة إشعاع.. وهكذا حتى تصل النواة إلى حالة الاستقرار.

الرادون.. من أين يأتي؟

الرادون (Radon (Rn هو عنصر غازي مشع موجود في الطبيعة. وهو غاز عديم اللون، شديد السمية، وإذا تكثف فإنه يتحول إلى سائل شفاف، ثم إلى مادة صلبة معتمة ومتلألئة. والرادون هو أحد نواتج تحلل عنصر اليوارنيوم المشع الذي يوجد أيضًا في الأرض بصورة طبيعية، ولذلك يشبهه العلماء بالوالد بينما يطلقون على نواتج تحلله التي من بينها الراديوم والرادون بالأبناء.

يوجد ثلاثة نظائر مشعة لليورانيوم في التربة والصخور، تتفق جميعها في العدد الذري، ولكنها تختلف في العدد الكتلي وهي:

1- اليورانيوم U2345 ونسبة وجوده 0.71%.

2- واليورانيوم u238 ونسبة وجوده 99.1%.

3- وأخيرًا اليورانيوم u234 وتكون نسبة وجوده صغيرة جدًا.

بينما يوجد للرادون نظيران مشعان هما:

1- الرادون RN220.

2- والرادون RN222.

ولقد وجد أن كل العناصر ذات النشاط الإشعاعي تتحلل بمعدل زمني معين، ويطلق على الفترة الزمنية التي تلزم لكي يتحلل أثناءها نصف الكمية من عنصر مشع معين اسم "فترة عمر النصف".

وتبلغ فترة عمر النصف لليورانيوم 4.4 بلايين سنة ـ عمر الأرض تقريبًا ـ بينما تبلغ فترة عمر النصف للرادون RN220 وR222 بـ 318 يوم، وبذلك تكون نسبة وجود الرادون RN222 في الطبيعة أكثر من RN220.

لعنة الرادون.. كيف؟


هوارد كارتر ورفاقه خارج مقبرة توت عنخ آمون لدى اكتشافها عام 1922

وبالرغم من أن غاز الرادون غاز خامل كيمائيًا وغير مشحون بشحنة كهربائية فإنه ذو نشاط إشعاعي؛ أي أنه يتحلل تلقائيًا منتجًا ذرات الغبار من عناصر مشعة أخرى، وتكون هذه العناصر مشحونة بشحنة كهربية، ويمكنها أن تلتصق بذرات الغبار الموجودة في الجو، وعندما يتنفسها الإنسان فإنها تلتصق بجدار الرئتين، وتقوم بدورها بالتحلل إلى عناصر أخرى، وأثناء هذا التحلل تشع نوعا من الإشعاع يطلق عليه أشعة ألفا (نواة ذرة الهيليوم 2He4) وهي نوع من الأشعة المؤيّنة أي التي تسبب تأين الخلايا الحية؛ وهو ما يؤدي إلى إتلافها نتيجة تدمير الحامض النووي لهذه الخلايا ـ DNA -، ويكون الخطوة الأولى التي تؤدي إلى سرطان الرئة.

ولكن لحسن الحظ فإن مثل هذا النوع من الأشعة ـ أشعة ألفا ـ عبارة عن جسيمات ثقيلة نسبيًا، وبالتالي تستطيع أن تعبر مسافات قصيرة في جسم الإنسان، أي أنها لا تستطيع أن تصل إلى خلايا الأعضاء الأخرى لتدميرها؛ وبالتالي يكون سرطان الرئة هو الخطر المهم والمعروف حتى الآن الذي يصاحب غاز الرادون. وتشير التقديرات إلى أنه يتسبب في وفاة ما بين 7 آلاف إلى 30 ألفا في الولايات المتحدة نتيجة الإصابة بسرطان الرئة.

وتعتمد خطورة غاز الرادون على كمية ونسبة تركيزه في الهواء المحيط بالإنسان، وأيضًا على الفترة الزمنية التي يتعرض لها الإنسان لمثل هذا الإشعاع، وحيث إن هذا الغاز من نواتج تحلل اليورانيوم؛ لذا فهو موجود في التربة والصخور، بالذات الصخور الجرانيتية والفوسفاتية، وتكون نسبة تركيزه عالية جدًا في الأماكن الصخرية أو الحجرية المغلقة، مثل أقبية المنازل والمناجم وما شابه ذلك مثل قبور الفراعنة المبنية في وسط الأحجار والصخور، وهذا بالفعل ما وجد عند قياس نسبة تركيز هذا الغاز في هذه الأماكن.

وبالتالي يؤدي مكوث الإنسان فترة زمنية طويلة بها إلى استنشاقه كمية كبيرة من هذا الغاز الذي يتلف الرئتين، ويسبب الموت بعد ذلك.

عزيزي القارئ، هذا مجرد تفسير لما أُطلق عليها "لعنة الفراعنة".. وفوق كل ذي علم عليم. فترى هل بلغ العلم بهؤلاء الفراعنة ما جعلهم يعرفون ذلك، ويبنون مقابرهم بهذه الطريقة في هذه الأماكن؟ أم أن بناءهم المقابر بتلك الطريقة كان صدفة؟ أم أنه السحر كما فسره البعض؟ وأخيرا أهي لعنة الفراعنة أم لعنة الرادون؟

تحياتي للجميع





 
 

 

عرض البوم صور شرف عبد العزيز   رد مع اقتباس
قديم 21-10-08, 10:14 AM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
أميرة الحب



البيانات
التسجيل: Nov 2007
العضوية: 56979
المشاركات: 4,653
الجنس أنثى
معدل التقييم: dr_e عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 43

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dr_e غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شرف عبد العزيز المنتدى : التاريخ والاساطير
افتراضي

 

بحث شيق ومجهود رائع شرف حول ذلك اللغز
شكرا لك

 
 

 

عرض البوم صور dr_e   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لعنة الفراعنة
facebook




جديد مواضيع قسم التاريخ والاساطير
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:20 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية