لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-10-08, 07:20 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2008
العضوية: 98599
المشاركات: 8
الجنس أنثى
معدل التقييم: أميرة & القلوب عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أميرة & القلوب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

يسلمووووو على الرواية بتجننن

بس ياريت لو تنزل على فصلين كل يوم لاني موقادرة انطر كتير:o

 
 

 

عرض البوم صور أميرة & القلوب   رد مع اقتباس
قديم 19-10-08, 09:59 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 64394
المشاركات: 246
الجنس أنثى
معدل التقييم: redroses309 عضو على طريق الابداعredroses309 عضو على طريق الابداعredroses309 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 217

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
redroses309 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أميرة & القلوب مشاهدة المشاركة
   يسلمووووو على الرواية بتجننن

بس ياريت لو تنزل على فصلين كل يوم لاني موقادرة انطر كتير:o

ما أقدر أكتب أسرع من كذا يا عسل
بس لعيونك أحاول أني ما أطول في تنزيل الرواية

 
 

 

عرض البوم صور redroses309   رد مع اقتباس
قديم 20-10-08, 01:59 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 64394
المشاركات: 246
الجنس أنثى
معدل التقييم: redroses309 عضو على طريق الابداعredroses309 عضو على طريق الابداعredroses309 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 217

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
redroses309 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 


الفصل الثاني
السجان الجديد


عندما استعادت كولين وعيها كانت في نفس الغرفة التي فقدت الوعي فيها .و لكن الذراعان القويتان لم تعودا تحيطان بها.
و تساءلت إذا كانت قد تخيلت ما حدث ، و وجدت جوليانو انريكو واقفا بقربها . ربما لم يكن هو ، بل شخصا آخرا هو الذي وضعها على أريكة ، و ليس على الأرض.
منتديات ليلاس
و تملكها التعب ، و رغبت في إغماض عينيها ثانية . ثم تذكرت الأشياء الفظيعة التي قالها لها هذا الرجل الأطول من المكسيكين العاديين ،
و جاهدت كي تجلس ، محاولة الاحتفاظ بأكثر مايمكن من كرامتها .
و سمعته يقول:
-هل تشعرين بشكل أفضل سنيوريتا؟
و تذكرت بأنه اتهمها بأنها أتت إلى المكسيك لترى ما تستطيع أن تلتقطه هنا من ثروة !
-أنا بخير تماما.
و أدركت ، من دون أي شك ، بأنه لم يصدق بأنها غابت عن الوعي . و حمدت الله على كبريائها الذي استطاع دفعها إلى الوقوف،
دون أن يبدو عليها ما يشير إلى مدى ارتجاف ساقيها .
و كان الرجل الذي بدأت تكرهه أكثر من أي شيء آخر في الدنيا . واقفا ايضا .
و لكن تجاهلت يده الممدودة بقصد مساعدتها:
-أعتذر لإغمائي هكذا ... فهذا أمر لايحدث لي عادة .. لقد مضى وقت طويل لم أنم فيه.
-اسمحي لي إذا ياسنيوريتا ، أن أعوضك عن هذا .
و نظرت إليه، و أخذ عقلها يفكر بوضوح أكثر ، الوضع الذي هي فيه لا تحسد عليه . فليس لديها أية فكرة عن مكان وجود شقيقها،
و لا أحد آخر قد يعرف . و ليس لديها مال كثير ، و لن يوصلها هذا إلى أي مكان.
-هل تقترح علي أن أنام هنا ؟
-هذا صعب . فعائلتي قد عانت ما يكفي على يد عائلتك . و لا يمكن التفكير بأن تستيقظ إيزابيلا صبيحة اليوم الذي كان يفترض أن يكون يوم زفافها لتجد شقيقة من خانها تنام تحت سقف واحد معها.
-رايان لا يفعل ...
و قاطعها بثبات :
-سآخذك إلى فندق ..و سنخرج الآن .
إذا فهو لايريدها في المنزل و لا دقيقة بعد. بإمكانها أن تتفهم هذا.
فلا بد أن إيزابيلا بحاجة لعناية طبية لتهدئتها . و مع ذلك فلم تستطع تصديق أن رايان قد فعل هذا.
-هل أنت جاهزة للذهاب ؟
و دون أن ترد التقطت حقيبة الكتف التي أدخلتها معها ، و تحركت نحو الباب حيث كان جوليانو إنريكو ينتظرها، و رافقها عبر التراس و التقط حقائبها ثم إتجه معها إلى سيارة واقفة خارج المنزل ،
فجلست فيها آملة أن يختار فندقا صغيرا رخيصا.
و غاص قلبها عندما لاحظت أنه أوقف السيارة أمام فندق كبير فخم و حديث، فهذا سيكلفها الكثير ، و هي تعرف هذا .
و قالت له ، راجية أن يظن بأنها تفضل الفنادق الصغيرة و لاشيء أكثر .
-أفضل فندقا أصغر من هذا .
-ما تفضلينه ليس مهما الآن ، فالوقت متأخر و لا أنوي قضاء الليل في البحث عن مكان يلائم ذوقك.
و نزل من السيارة و فتح لها الباب ، ثم حمل حقيبة في كل يد ، و وقف على الرصيف ، و من الواضح أنه كان يتوقع أن لا تناقشه ،
و لكنها لم تتحرك خطوة . و أحست بكراهية له أكثر ، ليس فقط لأنه قال لها بأنها أتت إلى هنا بحثا عن الثروة ، بل أيضا لأنها ستضطر أن تخبره عن و ضعها المالي . و واجهته قائلة:
-ما معي من مال لا يتناسب مع هذا النوع من الفنادق .
-أتعنين أنك هنا دون مال ؟
و لم تعجبها رنة الرضى في صوته التي تثبت ريبته فيها . و دون أن تنظر إليه ، دفعها كبرياؤها ثانية وسارت متجهة إلى مدخل الفندق .
إقامتها هنا سوف تدمرها ماليا ، و هي تعرف هذا ، و لكنها لن تفكر بهذا قبل أن تحصل على بعض النوم.
و وقفت جانبا ، بينما كان يتحدث مع موظف الاستقبال ، ثم شاهدت صبيا يحمل حقائبها و يأخذ المفتاح ، و نظرت بثبات إلى جوليانو إنريكو غاتورادي دون أن تفوتها ملاحظة التوقد في عينيه،
ثم استدارت لتلحق بالصبي نحو المصعد .

***
كانت الشمس تشع عبر النافذة عندما استيقظت . و نظرت إلى ساعتها .. لقد كانت تظن أنها ستنام لشدة تعبها عدة أيام ، و مع ذلك فالساعة تشير إلى الثامنة إلا عشر دقائق.
و تذكرت الإرهاق الذي هاجمها بعد خروج الصبي من غرفتها ، و لم يدهشها أبدا أن النوم غلبها فور أن وضعت رأسها على الوسادة .
و داهمتها نوبة سعال مفاجئة ، حتى دمعت عيناها ، إنها هنا و الشمس مشرقة الآن ، فلماذا لايتوقف سعالها ؟
على كل الأحوال ليس لديها وقت الآن للاستغراق في هذه الأفكار ، فهناك أفكار أخرى تتجمع في رأسها .
كانت خارجة من الحمام ، ترتدي ثوبا قطنيا قديما ، عندما شاهدت مذكرة الفندق تقول إن الغرف يجب أن تخلى قبل الساعة الثانية .
و هذا يعني أن أمامها وقت حتى الثانية لتقرر ماذا ستفعل .
في البداية ، سوف تذهب لتقابل مالك شقة شقيقها الذي قابلته ليلة أمس ، فلابد أن شقيقها ، إذا كان هرب مع إمرأة أخرى ،
حتى و لو لم تصدق هذا ، قد ترك دليلا على مكان وجوده ؟
و وجدت حرارة الشمس مقبولة في البداية ، و لكن بعد عشر دقائق على من السير ، أدركت أن من المستحيل السير بشكل متواصل ،
و أحست بالراحة بعدما جلست خمس دقائق على مقعد في إحدى الساحات العديدة للمدينة.
و بعد نصف ساعة من السير ، قضتها بالسؤال بواسطة الإشارات و كتاب تعليم الأسبانية ، و الرسالة التي تحتوي على عنوان رايان ، تمكنت من الوصول أخيرا إلى حيث تقصد.
و كان عليها أن تعترف بالهزيمة بعد أن رنت جرس الباب ، ثم ضربت على الباب بقوة دون أن تتلقى أي رد .
و خرجت من المبنى ، دون أن تعلم أين ستذهب ، عليها أن تعود فيما بعد ، و لكن المشكلة الجديدة كانت تغزو كل تفكيرها ... إذا وجدت عنوان شقيقها فمن السهل أن تصل إليه .. أين ستقضي هذه الليلة؟
كانت تشعر بالحرارة ، و الإنزعاج ، و لكن خوف ، و وجدت نفسها في شارع ماديرو .. و اغتنمت الفرصة لتهرب من الشمس ، فدخلت إلى أحد محلات بيع الكتب .
و لم تكن تنوي شراء شيء ، و لكن المكان هنا أبرد و امضت عدة دقائق في تفحص بطاقات البريد و تفكيرها مشغول فيما ستفعله الآن ؟
و خرجت من المحل ، و اتجهت إلى حديقة عامة فيها نافورة ماء تتدفق ، يقصدها العديد من الناس الهاربين من حرارة الشمس للاسترخاء على المقاعد الخشبية الموضوعة هناك.
و لكنها لم تستطع الأستقرار ، فوقفت ثانية ، و أخذت تتمشى على مهل .
كواريتارو ، كما علمت ، بلدة ذات أهمية تاريخية . فهنا أُعدم الإمبراطور ماكسيميليان ، و هنا عاشت جوزفين اورتيزدو دومينغيز بطلة الاستقلال ، و إلى هنا أُعيدت بقاياها بعد موتها .
و تمنت و هي تمر قرب التمثال المقام لها في الساحة لو أنها تملك جزءا يسيرا من شجاعتها .
و بلغت الساعة الثانية عشر ، و هي ماتزال تسير على مهل و على غير هدى .
و وصلت إلى كنيسة "سانتاروزا" و دخلتها لتخرج بعد قليل و هي تشعر بالهدوء أكثر ، مع أنها ظلت قلقة ، و سارت نحو الحديقة المقابلة لتجلس هناك ، و تذكرت أن عليها العودة إلى الفندق قبل قبل الثانية ،
و لكنها لم تكن متلهفة لأن تحمل حقيبتين و تسير في الشوارع ، و خطرت في بالها فكرة البحث عن عمل يقيم بأودها حتى تستطيع أن تجمع ما يكفي لثمن بطاقة العودة .
و لكنها لاتدري أي نوع من التراخيص هي بحاجة إليه للعمل في المكسيك ، وما هو نوع هذا العمل ؟
فكل ماكانت تجيده هو إدارة المنزل ، و أي إمرأة بإمكانها أن تفعل هذا .
و لم تكن أذنيها مستعدتان ، و هي مستغرقة بالتفكير ، أن تسمعا الصوت الذي ظنت بأنها لن تسمعه ثانية .
-أين كنت طوال هذا الوقت ؟
و أجفلت لرؤية جوليانو انريكو يقف أمامها ، فتراجعت بخوف.
و بقيت جامدة ، و العبوس على وجهها . و قالت له ببرود :
-معرفتك التامة باللغة الإنكليزية تدهشني . أنا أعرف أين كنت ، لقد ذهبت لأقابل صاحب منزل شقيقي .
-و لماذا ؟
و كانت على وشك أن تطلب منه أن يهتم بشؤونه عندما تقدم ليشاركها الجلوس على المقعد الخشبي المدهون باللون الأبيض .
فقالت قلقة:
-لقد ذهبت لأسأل عن عنوانه الجديد .
-كان بإمكاني توفير المشقة عليك .
و ادارت رأسها بقوة :
-أتعلم أين هو ؟ صاحب الملك لم يكن موجودا ، و فكرت أن أعود لاحقا عندما يعود من عمله .
-لا .. لا أعرف مكانه ، و كم كنت أود لو أعرف . و لا يعرف صاحب الملك أين هو كذلك .
و وقفت ، و لكنها لم تخطو سوى خطوتين ، عندما أمسك بذراعها ليوقفها :
-و أين تظنين نفسك ذاهبة الآن ؟
و حاولت أن تتخلص من القبضة الحديدية التي أمسكت بذراعها ، و لكنها لم تنجح ، و أوشكت على البكاء ،
و لكنها منعت نفسها بجهد حتى لا تمنحه فرصة الرضى ثانية لمشاهدتها و هي تبكي .
-أنا ذاهبة إلى الفندق لآخذ حقائبي و أسدد حسابي .
و وجدت نفسها مجبرة على العودة إلى مقعدها ، هذا إذا كانت تريد أن تتجنب صراعا معه أمام أنظار الناس .
-فاتورة الفندق مدفوعة .
-و هل دفعتها أنت ؟قل لي من فضلك كم دفعت ...
-لا تكوني سخيفة!
و لاحظت أنه قد غضب لأنها تحاول أمام الناس أن تدفع له مالا.
-أنا لست سخيفة.. و لكن إذا كنت تظن أن كرامتك كرجل جرحت بسبب ...
و أسكتتها النظرة على وجهه .. فقد بدا مستعدا لضربها !
و لاحظت ضغطه على فكيه ، ثم أدركت أنها كانت مخطئة بما ظنته حول كرامته . فقد أخبرها , دون اكتراث برأي أحد به ، كم كلفت الإقامة لليلة واحدة في الفندق ، و حاولت أن لا تقفز من مكانها عجبا لضخامة المبلغ، بينما مد يده إليها كي تدفع له ،
و راقبها بعينين حادتين و هي تفرغ ما في حقيبة يدها ، و عندما رأى ما تملك قال :
-أقبل أن تدفعي شيكات سياحية إذا كان هذا كل ما تملكينه من مال نقدي.
مال نقدي !.. هذه القطع النقدية هي كل ثروتها . فتمتمت:
-لا أملك شيكات سياحية .
-و هل هذه النقود في يدك كل ما تملكين؟
-إنها تكفي لتغطية فاتورة الفندق .
و شعرت بالغضب لأنه لم يحاول أن يأخذ المال الذي كانت تقدمه له، و فهمت أن السبب الوحيد لمطالبته لها بالمال هو أن يعرف ما بحوزتها من نقود .
و تمنت لو إنها لم تقل له إنها لا تملك شيكات سياحية ، و بدت غبية و هي جالسة هكذا تمد له يدها بالمال ، و هو يتجاهله . ثم سألها:
-إلى متى كنت تنوين البقاء هنا ؟
-لقد كنت أتوقع أن أقابل شقيقي.
-و هل كنت تتوقعين أن يدفع لك مصاريف إقامتك ؟
-أنا.. لقد.. دعاني لحظور . و قال ...
أوه ... لما هي مهتمة هكذا ! و عاودها كبرياؤها ، فقالت :
-أستطيع العودة إلى بلدي بسهولة .
-و هل حجزت لطائرة العودة ؟
كان سؤاله حادا.. بشكل دفع كولين ، التي لم تكن معتادة على الكذب ، أن ترد قبل أن تفكر :
-لا...
-و لكن معك تذكرة العودة ؟
احمرار وجهها الفجائي أجاب عنها ، و علمت أنه عرف الرد .
-أستطيع أن أجد وظيفة .. عمل.. أنا..
-و هل كنت تتوقعين أن يدفع لك شقيقك ثمن تذكرة العودة ؟
-من ماله الخاص و ليس من مال إيز... خطيبته السابقة.
-يبدو لي ،سنيوريتا شادو، أنك في مأزق.
-أنت ذكي حتى تستطيع استنتاج هذا !
-لا أعتقد أن من الحكمة أن تتكلمي معي بهذه اللهجة سنيوريتا .
-و ما السبب ؟
-السبب ، يا كولين شادو ، هو أنني أستطيع أن أضمن لك أن لا يوظفك أحد هنا، و في نفس الوقت هناك فرصة بأن أفكر أنا بتوظيفك.
و أجفلت ، و نظرت إليه لترى إذا كان جادا ، و أحست بكراهيتها لنفسها ، فهذا الرجل هو آخر شخص قد تفكر بالعمل له ، و مع ذلك فهي فعلا في مأزق و تحتاج إلى المال ,
فعليها إذن أن تتنازل عن كبريائها لتفهم منه المزيد :
-و ما نوع هذا العمل ؟
-مانوع العمل الذي كنت تمارسينه في إنكلترا؟
تدبير المنزل ، عمل إعتادته بشكل طبيعي ، إذ لم يكن لديها خيار آخر .
فمامن مدبرة منزل استخدمها والدها في السنوات الأولى بعد وفاة والدتها استطاعت أن تتعايش مع طريقة حياته لمدة طويلة .
و هكذا اضطرت لممارسة هذا العمل بشكل طبيعي .
-لم أكن أعمل ..
-و هل كنت تفضلين العيش بكسل ؟ و مانوع العمل الذي تفكرين به لكسب المال لأجل تذكرة عودتك إلى إنكلترا ؟
-مدبرة منزل .. في الفندق.. أي شيء. فالمركز ليس مهما.
و ساد صمت ، بدا خلاله مستغرقا في التفكير . ثم و كأنه اتخذ قراره ، قال و هو يلقي الأوامر عليها ، بطريقة متعالية:
-ارجعي مالك إلى جيبك , ستحتاجين إليه و إلى الكثير غيره، سنتناول الغداء أولا.. ثم سأصحبك معي إلى "دورانغو".
-دورانغو ؟
-حيث أعيش .. لقد قلت لك هذا من قبل . لقد قلت إنك راغبة في العمل كمدبرة منزل ، و لدي العمل المناسب .
-العمل المنزلي ؟
شعرت بالاشمئزاز منه ، و لكنها كانت مستعدة للتمسك بأي شي مع أن قليلا من الحذر منعها من الذهاب معه دون أن تعرف المزيد.
-و هل كنت تأملين بعمل أقل حقارة من هذا ربما ؟
و هكذا لم يتخلى عن سخريته لوقت طويل ، و إذا كان كبرياؤها قد أزعجه ، فها هو يستعيد كبرياءه و هو ينظر إليها من طرف أنفه و يقول :
-ربما فكرت بأن عملك في الفندق ، قد يتيح لك مقابلة شخص ثري كما فكر شقيقك أن يفعل ؟ هل تخشين أن لا تكسبي في النهاية أكثر من أجرة سفرك عائدة إلى بلادك ؟
و ردت بحدة و برود:
-أنا لا أخشى العمل الشاق . و كل ما أطلبه أن أعرف المزيد من المعلومات عن العمل الذي سأقوم به . فأنا لا أعرف عنك الكثير سنيور .و أظن أنك توافق معي أن من الطبيعي أن أرغب في...
-أتظنين أنني سآخذك إلى منزلي.. لتنفيذ هدف آخر معك ؟ اسمحي لي أن أقول لك بالنسبة لذوقي في النساء ، أحبهن مع لحم أكثر على أجسادهن.
و كانت مضطرة لتجاهل إهانته حول جسدها النحيل ، حتى و لو كانت تظن أن جسدها ليس سيئا لهذه الدرجة ، و قالت له:
-لم يتبادر إلى ذهني للحظة أن أفكارك ستتجه هذا الإتجاه ، و إذا كنت قد قلت شيئا , فلأنني أريد أن أفهم لماذا تريدني مدبرة لمنزلك ، بينما نحن لا نحب بعضنا كما هو واضح . و لكن ما يهمني أكثر هو.. هل ستوافق زوجتك على أن..
-ليس لدي زوجة .
تصريحه الفظ جعلها تنظر إلى عينيه الزرقاوين غير العاديتين. و من نظرته ، بدا سعيدا لأنه أعزب .
-و هل سأعيش معك في المنزل ؟
و تمنت من كل قلبها أن لا يقول نعم ، و أن لاتكون مضطرة للسكن معه لوحدهما. فهو يكرهها لما فعله رايان لعائلته ، و يكرهها لاقتناعه أنها أتت إلى المكسيك لترى ما إذا استطاعت الحصول على شيء ،
و تعلم بأنهما سيتشاجران كلما فكر بالموضوع ، و لأنها امتلكت حريتها حديثا ، فليست مستعدة أن تنتقل من ظلم والدها و استبداده ، إلى تحت حكم هذا المستبد الجديد ، و قال لها :
-ستعيشين معي تحت سقف واحد ، و لكن سيكون معك من يرافقك، إن كان هذا ما يقلقك ، فمدبرة منزلي تعيش هناك مع زوجها.. و طالما لن أنسى أن الأرنب السمين أفضل من النحيل..
يمكنك أن تنامي و انت مرتاحة ، سنيوريتا . و ستكون تينا ، و زوجها امادو منزعجين كثيرا إذا حدث شيء شرير في المنزل.
المزيد من الإهانات! و المزيد من التأكيدات بأنها آخر إمرأة في الدنيا قد يفكر بها . إنها تعرف القليل عن الرجال،
و لكنها ليست غبية كي لا تميز نظرة الإعجاب عندما تراها . و لكن ما يزعجها أن جوليانو يحاول تدمير ثقتها بنفسها. و لن تقول له إن كبرياؤها نابع من خجلها الطبيعي ،
و أنها لأكثر من مرة أرادت أن تكون ودودة مع الناس ، و أن عفويتها تنبع من تحفظها . و أنها فقط هنا في المكسيك و في الباص الذي أتى بها إلى هنا،
بدأت تخرج من عزلتها ، و بقي صامتا ليترك لها مجالا للتفكير ، ثم قالت :
-و هل أفهم من هذا أن علي أن أقوم بالأعمال الصعبة في منزلك؟
-ستعملين هناك و تنامين هناك.. أجل.
و ابتسم ، فأشاحت بنظرها بعيدا، فهناك معنى عميق في هذه الابتسامة الساخرة . إن ما من أحد يمكنه أن يزعجه و ينجو بفعلته ،
و إنه ستكون له الكلمة الأخيرة في الدين الذي على أخيها لعائلته، فهو يظنها سيدة كسولة لا تعرف طرف الفرشاة من قبضتها ،
و سيكون مسرورا جدا لرؤيتها جاثية على ركبتيها تنظف الأرض..
و قال لها:
-العمل الذي عندي لك ياكولين شادو ، هو تنظيف كامل للمنزل الذي سيسكنه المراقب الجديد الذي أتوقع قدومه بعد وقت قصير .
و ابتسمت له كولين ، فالعمل المنزلي و هي صديقان منذ زمن بعيد .
-و لكنني لا أتوقع أن يأخذ هذا مني وقتا طويلا ، و أنا لن أستطيع الحصول على أجرة سفري منك لقاء عمل أقل من أسبوع .
و جاء دوره في الابتسام، و تلاشت ابتسامتها أمامه :
-إذا حدث و أنتهى هذا العمل و كنت راضيا عنه ، قبل أن تكسبي مايكفيك ، فما من شك بأنني سأوفر لك عملا مماثلا .
و تكونت لدى كولين فكرة بأنها سوف تتجول في كل بناء مقام على أرض مزرعته ، قبل أن تقلع طائرتها في النهاية إلى إنكلترا و هي التي كانت تظن بأن والدها مستبد...!

***************

يتبع...

 
 

 

عرض البوم صور redroses309   رد مع اقتباس
قديم 20-10-08, 10:40 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 64394
المشاركات: 246
الجنس أنثى
معدل التقييم: redroses309 عضو على طريق الابداعredroses309 عضو على طريق الابداعredroses309 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 217

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
redroses309 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 



الفصل الثالث
عمل... عمل...


تقع "دورانغو" على سفوح تلال "سييرامادري" . و هناك كلمة واحدة فقط يمكن أن تصف المنطقة ، حيث يمتلك جوليانو إنريكو مزرعته ، و هذه الكلمة هي : جميلة !
و وصلا إلى "كواريتارو" في طائرة خاصة ، ثم استقلا سيارة لحوالي ساعة و نصف بعد أن وصلا إلى عاصمة المقاطعة .
في الصباح التالي ، لم يكن لديها أي مزاج للتفرج على جمال المنطقة ، و هو يقود السيارة باتجاه منزل المدير الجديد للمزرعة ، أو لتكون ممتنة للظروف التي أتاحت لها أن ترى هذا الجمال الرائع،
فكل ما كانت ترغب به ، أن تخرج من هنا ، بأسرع وقت ممكن .
رب عملها ، كما تنظر إليه الآن الجالس إلى جانبها بدا وكأن ليس لديه ما يقوله لها .و بالكاد كان لطيفا معها منذ أن وافقت على العمل عنده .
و نظرا لهذه الظروف فضلت أن تبقى باردة معه.. فالأشياء التي قالها عن رايان لا تزال تؤلمها ،و الأشياء التي قالها و فكر بها عنها ليست مشجعة كي تتخلى عن تحفظها الذي نما معها.
و تذكرت لحظة وصولهما يوم أمس ، كيف التفتت لتحضر حقائبها و لكنه قال لها:
-اتركيها فسوف يوصلها أمادو إلى غرفتك.
ثم دخل إلى منزله ، تاركا إياها تتبعه بسرعة ، خوفا من أن تضيع بعد دخلت ممرا يقود إلى العديد من الاتجاهات . و نادى:
-تينا!
و ظهرت إمرأة فوق الخمسين بسنوات ، لون بشرتها بني فاتح ، كانت كولين قد قرأت أنه يتولد من امتزاج الدم الهندي الأحمر و الأسباني ،
و هو يختلف عن بشرة جوليانو انريكو ، الذي كان بلون برونزي.
و تخلى رب عملها عن خشونته و هو يتحدث مع تينا بالأسبانية ، و التقطت كولين كلمة "سنيوريتا" و تأكدت أنه يتحدث عنها ، ثم التفت ليقدمهما لبعضهما، و بعد أن تصافحتا أكد لها ما كانت تظنه من أنه يتحدث عنها :
-تينا لديها غرفة جاهزة لك . و ستأخذك إليها ، نحن سنتناول العشاء بعد نصف ساعة .
و كانت على وشك اللحاق بتينا ، عندما استوقفتها كلمة "نحن" و لم تعجبها الكلمة ، فسألته:
-و هل سأتعشى مع باقي الموظفين ؟
فنظر إليها بهذا التكبر الذي تكرهه تماما:
-سوف تتناولين وجباتك معي .
-و لكن...
-وجودك في المطبخ مع تينا سوف يحرجها.
و أدركت أن عليها أن تتعلم الكثير بعد عن العادات المكسيكية ، بما أنهاخادمة هنا فلماذا سيحرج وجودها في المطبخ أي أحد .
شيء واحد تعرفه الآن.. لقد أكتفت تماما من تصرفات هذا المستبد ليوم واحد ! أن تجلس عبر الطاولة في مواجهته فهذا أمر غير مستعدة لتحمله ، فقالت :
-أرجو أن تعذرني سنيور.. و لكنني لست جائعة.
-و لكنك أكلت القليل عند الغداء.
-شهيتي دائما ضعيفة .
و تفرس بها من فوق لتحت ، و انتظرت تعليقا ساخرا حول نحافتها . و لكنه أثبت أنه سيد المفاجآت فقد فاجأها بقوله ببرود :
-اذهبي مع تينا ، إنها لا تعرف الإنكليزية ، و إذا احتجت لشيء فتعالي إلي .
و استدارت كولين مبتعدة عنه ، سوف تستطيع تدبير أمرها دون الا ضطرار للجوء إليه ، و لكن إذا كان لا يطيق حتى النظر إليها ، فلماذا يقترح عليها أن تراجعه ؟
الغرفة التي اصطحبتها إليها تينا ، كانت بيضاء ، باردة ، و الهواء الناعم يتدفق من النافذة المفتوحة ، و فيها سرير كبير على الطريقة المكسيكية ، و لم تمكث معها تينا أكثر من ثواني ،
و تلقت منها الشكر دون أن تبتسم "غراتسيا تينا" و أجابتها بأدب بالاسبانية : "عن إذنك" و تركتها .
بعد خروج تينا ، تفحصت الحمام الملحق بالغرفة ، و لم تستطع إلا أن تفكر بأن هذه الشقة فخمة جدا بالنسبة لخادمة للسنيور.
و لكن يا إلّهي كم هي تعبة ! لقد أرهقها التعب عند وصولها إلى أرض المكسيك ، و فكرت أن حماما سينعشها فدخلت إلى الحمام و أغلقت الباب وراءها.
بعد خروجها من الحمام الذي أنعشها ، لاحظت أن حقائبها قد أدخلت إلى غرفتها . و عندما أنهت فتح الحقائب و تفريغها أحست بالتعب ثانية ، و قررت أن تنام . و لكنها اكتشفت أن مفاجآت هذا اليوم لم تنته بعد.
فقبل أن تصل إلى السرير ، سمعت قرعا على الباب ، ففتحته لتواجه وجه تينا الجامد وهي تحمل صينية ، لا بد أن جوليانو إنريكو قد أرسل لها العشاء بقصد أن يجعلها تسمن ، فأخذت الصينية .
اهتمامه قد يعود إلى أنه يريد منها أن تنفذ عمل يوم غد أكثر من رغبته في رؤية المزيد من اللحم عليها.
أوصلتهما رحلتهما بالسيارة إلى منزل بدا مهجورا ، و كأنما لم يسكنه أحد منذ سنوات . و خرجت من السيارة و تبعته . و قال لها باختصار عندما تركته لتدخل إلى المنزل :
- خذي هذا .
فاستدارت كولين . "هذا" كان صندوق كرتون ، و أخذته منه ، ثم وقفت تنتظر بينما كان يخرج صندوقا أكبر و أثقل ، و سلة طعام للنزهات، ثم تناول مكنسة طويلة اليد لم تلاحظ وجودها من قبل ، و قال لها:
-أظن أن لديك هنا كل أدوات التنظيف التي ستحتاجينها.
و نزع القفل الخارجي عن باب المنزل الذي يعلم الله وحده ما يجاوره ، فهي لم تستطع أن ترى منزلا آخر على مدى النظر .
نظرتها الأولى إلى داخل المنزل جعلت معنوياتها تهبط . فالمكان قذر جدا! و هي التي كانت تظن أن بالإمكان تنظيفه في أقل من أسبوع! و استمرت تفكر بينما كان جوليانو يتجول بها من غرفة إلى غرفة دون أن ينبس بكلمة واحدة ، ستكون محظوظة إذا استطاعت إنهاء عملها فيه ، كما تريد ، قبل شهر!
و قالت معلقة :
-مما رأيته من البيت يبدو أنني سأكسب ثمن تذكرة سفري بمشقة .
و كانا قد وصلا إلى المطبخ حيث لاحظت الشحوم و الأتربة على الطباخ الذي بدا أنه بحاجة لأيام لينظف .
و ظنت أنها رأت الاشمئزاز في عينيه ، و لكنها لم تستطع معرفة ما إذا كان هذا بسبب حالة المكان أم بسببها . مع أنها لاحظت نوعا من الاعتذار في كلامه عندما قال :
-لقد أستخدم اللصوص هذا المنزل كمقر لهم لعدة أسابيع بعد هروب ساكنيه منه... سآتي لآخذك عند الساعة الرابعة . أبدأي العمل .
و أين ستبدأ ؟ المكان كله قذر . و عادت تجوب الغرف ثانية ، الأوساخ منتشرة في كل مكان ، المفروشات فيه و التي عرفت في الماضي يدا حنونة تعتني بها ، أصبحت الآن باهتة ، لا حياة فيها ، قذرة و ملطخة بالبقع...
و بدأت كولين..
الإرهاق كان رفيقها بعد أن أنهت الكنس من فوق إلى أسفل ، و هاجمتها نوبة سعال اضطرتها للتوقف .
ذكرى ما قاله المستبد "هل أنت خائفة من تلويث يديك " كان يحفز في أعقابها و يجعلها تتحرك لتعمل في وقت كانت بأمس الحاجة للجلوس.
و لملمت الأوساخ التي كنستها ، ثم فتحت الباب الخلفي .
و استقبلتها أشعة الشمس البراقة ، فتركت الأوساخ في الخارج و تجولت قليلا حتى وصلت إلى ناحية بدا لها أن الغسيل الأسبوعي يجري فيها . كان هناك مغسلتان كبيرتان و عميقتان . و لكن لايوجد مياه ساخنة ،
و قاومت شعورها بالتعب ، و صعدت إلى الغرف العليا و أنزلت الستائر من مكانها و حملتها إلى هناك لتضعها في الماء .
بعد أن أنهت غسيل الستائر ، و خلال بضع ساعات ، شعرت بأنها على وشك الانهيار ، و أصبحت حركاتها ثقيلة . و أعادت إقفال الباب الخلفي ، و نظرت إلى ساعتها ، ثم جلست .
و تمسكت بذراعي المقعد الخشبي تحتها و أخذت الدنيا تدور بها ، و فكرت بأنها قد تشعر بحال أفضل لو أحضرت الطعام من السلة لتأكله ، و لكن الفكرة جعلتها تشعر بالغثيان .
كان يجب أن تستريح لبعض الوقت ، فرفعت قدميها على المقعد ، الطابق العلوي بدأ يأخذ شكلا محددا ، و سوف تركز على العمل هناك هذا الأسبوع .
و هذا بالطبع يعني ، عندما يحضر جوليانو بوجهه المتجهم عند الساعة الرابعة سيظن بأنها لم تفعل شيئا طوال اليوم سوى الكنس في الغرف السفلى ، و لكنها تعرف أن شكوكه سوف تدفعه لتفحص المكان ، و سيعرف عندها أنها لم تتوقف حتى لتناول الغذاء.
و أجفلت ، بعد أن أدركت أنها لا بد قد غفت لثوان ، و فتحت عينيها . و علا الدم إلى وجهها ، و نظرت إلى ساعتها بسرعة ، ثم إلى الوجه المتجهم للرجل الذي دخل بصمت بينما كانت تغفو!
فشهقت قائلة :
-أنا.. إنها الثالثة و النصف فقط!
-و أنت أيتها الكسولة المثالية ، لم تكوني تتوقعين قدومي قبل الرابعة .
-و لكن .. أنا..
و لاحظت أنه غير مهتم بتفسيراتها ، و غير مهتم بالبحث عن أثر مما تراه عيناه حوله، و قال بحدة:
-تعالي..
و بدا أنه سيجذبها من مكانها بالقوة إذا لم تقف . و قال ساخرا:
-إذا كنت ستعملين بنفس السرعة التي عملت بها اليوم فلن تكسبي ثمن تذكرتك أبدا، يا كولين شادو.
عندما وصلا إلى المنزل كان غضبها قد انخفض قليلا . و صممت أن تعمل في الغد إلى أن تنهار ، كي تستطيع مغادرة هذا المكان المعادي في أقرب فرصة .
و دخلت المنزل من باب المطبخ لتضع سلة الطعام . و التفتت فتاة في مثل سنها من غسل الصحون ، و كانت طفلة سوداء الشعر تتعلق بها فدفنت الطفلة وجهها في تنورة الفتاة على الفور .
و توقف جوليانو ، فاضطرت للوقوف أيضا . و سمعت ذكر اسم تينا و هو يتحدث إلى الفتاة و كلمة "سيستا" و خمنت بأنه يسأل ما إذا كانت تينا ترتاح . و أجابته الفتاة :
-سي سينور.
-بونيو.
و انتبه عندها فقط أن كولين معه فقدمها للفتاة ، ايما و طفلتها بيلا ، و ابتسمت ايما على الفور و هي تصافح كولين ، و شعرت بحرارة مصافحتها ، و ازدادت حرارة ابتسامة كولين عندما مدت الطفلة يدها لها ، حسب تعليمات أمها ،
فالابتسامات تتخطى حواجز اللغة ، و كررت الفتاة وراء أمها : موتشو غويستو سنيوريتا(مسرورة كثيرا ياسنيوريتا).
و كانت كولين تستقيم في وقفتها بعد انحناءها لمصافحة اليد الصغيرة ، عندما التقت بعيني جوليانو إنريكو يحدق بها ،
فقد فهمت تفكيره بأنه يجد صعوبة في الرابط بين الفتاة الكسولة التي وجدها نائمة أثناء عملها و بين الفتاة التي بدت مسرورة لقضاء وقتها مع ابنة الخادمة... و اعتذرت من الفتاة ، ثم غادرت المطبخ .
و ساعدها الحظ فقط ، و ليس الحكم السليم لكي تجد طريقها إلى السلم ثم إلى غرفتها ، فهي لم تعتد بعد على المنزل.
و لاحظت فجأة أنه هنا ، و إلى جانبها.
و توقفت ، فهو ليس ذاهبا إلى غرفته ، فقد توقف أيضا ، و أحست بالقلق ، و حاولت أن تسيطر على الغضب الذي يجتاحها فقد توقعت أن تسمع منه تعليقا لا يرضيها و فكرت بأنه لو قال كلمة واحدة عن العمل الضئيل الذي يظن بأنها قامت به اليوم ، فسوف تصفعه.
منتديات ليلاس
و أخذ الغضب يتصاعد أكثر و أكثر في نفسها بينما كان يتفرس بها . ثم قال بشكل فاجأها، و هو رجل المفاجآت:
-يبدو عليك التعب . هل أقترح عليك أن تفعلي مثل تينا و ترتاحي قليلا ؟
و ذهلت لهذا التحول ، حتى كادت أن تقتنع بأن توافق معه ، و لكنها لم تستطع أن تنسى بسرعة أنه دعاها "بالكسولة المثالية"، وهذا مازال يحز في نفسها حتى أنها لم تشكره على اقتراحه. بل قالت متسائلة ببرود:
-و هل هناك شيئا آخر؟
و شاهدت البرودة تعود إلى عينيه ، و مع ذلك لم تندهش عندما أضاف:
-العشاء عند الثامنة.
-مع معرفتي أنني أكرر نفسي.. أنا لست جائعة.
و ظنت عندها أن كبرياؤها أثاره بقدر ما أثارها كبرياؤه. و الوميض السريع في عينيه أثبت أنها ليست مخطئة .كذلك الطريقة التي أشتدت بها قبضته اليمنى ، و عرفت بأنه أيضا يود لو يصفعها . و رد عليها بصوت بارد:
-إذا.. نامي دون عشاء . لقد تناولت وجبة جيدة اليوم ، و لا أنوي الطلب من تينا أن تحضر لك الطعام و تحمله إليك.
و ابتعد عنها ، قبل أن تتمكن من الرد عليه.
و في الصباح التالي ، عملت حتى بللها العرق ، و فكرت بأن عليها أن تكون ممتنة لأن تجد كل يوم مشمس مثل اليوم الذي سبق.
و لكنها أحست بالحر الشديد ، و هي تمرر المكواة جيئة و ذهابا فوق الستائر ، التي غسلتها في اليوم السابق . و عاودها الإرهاق الذي أصبح الآن مألوفا لها ، بعدما انتهت من الكوي ، و اتجهت نحو السلم لتنزل إلى المطبخ و تحضر ماتبقى من الستائر المنشورة على الحبال .
خطواتها كانت تعبة و بليدة ، و صامتة ، و غير قادرة على الأستعجال ، و عندما وصلت إلى الردهة السفلى أحست بالصدمة .
فالرجل الواقف هناك و ظهره إليها هو جوليانو إنريكو ، و لم تكن تعرف كم هي الساعة الآن ، و لماذا لم تسمع صوت سيارته ، و لماذا لم تسمعه يدخل المنزل .
و بدأ يستدير فنصبت كولين قامتها ، و رفعت كتفيها عاليا ، و لم يفتها أنه كان يتفحص ما فعلته اليوم ، أو ما لم تفعله بعد ، لأنها كانت قد قررت أن تترك العمل في المطبخ إلى النهاية.
-لقد عدت للعمل بجهد ثانية ، كما أرى.
-نحن الكسولات المثاليات معروف أننا لا نتحرك بسرعة البرق!
-هل أزعجتك تلك الملاحظة ؟
و تفحصت عيناه الزرقاوان شكلها المشعث ، يبدو أنه يظن بأنها كانت نائمة في الطابق العلوي . و أنها جاءت عندما سمعت صوت وصوله، فتابع ساخرا:
-من المؤسف أنها لم تزعجك بما فيه الكفاية كي تخرجك من كسلك.
-هل لكل المكسيكيين هذه الشخصية اللطيفة ، أم أن سحرك لا مثيل له؟
كم تحب أن ترى وجهه عندما يشاهد ما فعلته في الغرف العلوية . و تمنت لو أنه يفعل ، و لكن أمنيتها ذهبت أدراج الرياح..
و قال لها بحدة و هو يحمل سلة الطعام التي لم تلمسها :
-غدا أتوقع أن أرى بعض التقدم.
-و أية عقوبة سأتوقع إذا لم يحدث هذا؟
و كان جوليانو يسير بإتجاه الباب الخارجي ، و لكن لدى سماع كلماتها ، استدار و نظر إليها . و علمت عندها أنه نوع من الرجال من الحكمة الابتعاد عن الصدام معه.
-لقد تغاضيت عن كسلك لأنني ظننت أنك تحتاجين إلى يوم أو اثنين لتعتادي على الطقس ، و قد مضى عليك الآن ما يكفي في بلادي .و أنا لا أرغب بالأحتفاظ بك لتزيين هذا المكان.. و غدا سنيوريتا شادو ، سوف تبدأين العمل الفعلي .. حتى لو اضطررت للبقاء هنا للإشرف على عملك.
-و ماذا فعلت في حياتي لأستحقك؟
و تجاهلها و تقدم نحو الباب و فتحه ، ثم قال :
-و هل أنا بحاجة لأن أقول لك إنك من جلبت هذا لنفسك لأنك جشعة مثل أخيك ؟
و نظرت إليه نظرة جارحة ، و هو يقفل الباب.. يا إلّهي كم تكرهه! و بصمت جلست إلى جانبه ، و أدار السيارة و قادها بصمت. و كانا على وشك الوصول إلى المنزل عندما نظرت إلى معصمها بشكل آلي لتعرف الوقت ، فصاحت :
-ساعتي .! لقد تركتها في الطابق العلوي هناك.
و لأنها لم ترد أن يمن عليها بعودته لجلبها ، أضافت بسرعة :
-لا يهم.. سآخذها في الغد.
-و هل ظننت أنني سأعود لأحضرها لك؟
-ما أظنه بك سنيور قد يحول الهواء إلى اللون الأزرق ، لو سمعه أحد .
و أحست بالغضب عندما أدركت أنه بدلا من أن ينزعج من كلامها استقبله بشيء من السرور.
-لا بد أنني أثرت فيك يا سنيوريتا ، مهما كان نوع تفكيرك بي.
و خرجت من السيارة بسرعة ، و أدركت بعد أن فاجأتها لحظة دوار ، أنها لم ترد عليه بعد ، و أمسكت بمقبض الباب ، و حققت ما تريده بقولها :
-و أنا لا أريد تناول العشاء معك الليلة أيضا ، فأرجوك لا تطلب مني هذا.
- لم أكن أنوي أن أطلب.
و سيطرت على أعصابها ، و لكن عندما أصبحت داخل غرفتها انهمرت الدموع من عينيها ، و كل ما استطاعت عمله ، أن جرت نفسها إلى الفراش و استلقت . لم تكن قد شعرت بمثل هذا التعب في حياتها . و تركتها ملاحظاته الجارحة في حالة من الانهيار الجسدي و المعنوي.
و سيطر عليها النعاس الشديد ، و كانت تعبة لدرجة أنها لم تخلع نعليها . فدفعتهما واحدة واحدة ، و تركتهما يقعان على الأرض .
و بدا لها أنها لم تنم سوى دقيقة واحدة عندما سمعت صوتا في غرفتها . و أرادت أن لا تفتح عينيها ، و أن تستمر في النوم .
و لكن عقلها عارضها و جعلها تفتح عينيهالترى جوليانو إنريكو يقف ناظرا إليها:
-لا عجب أنك تعبة يا كولين . لقد أتت ايما لمقابلتي..
-ايما؟
-لقد كانت قلقة ، فعندما أفرغت محتويات سلة الطعام ، وجدت أنك لم تتناولي سوى القليل من العصير و بعض الدجاج ، و هذا كل ما دخل معدتك اليوم.
-لم... أكن جائعة .
ثم أخذ عقلها يعمل.. إنها تبدو خاضعة و معتدلة أكثر من اللزوم و لو استمرت على هذه الحال ، فسوف تعود إلى الاستسلام دون جدال . تماما كما كانت تتراجع عن المواجهة مع والدها.. فبدأت تستجمع قواها و تضيف بعض الحيوية إلى الشخصية الجديدة التي تحب أن تكونها .
ثم أضافت بحدة :
-على كل الأحوال أنا لست مجبرة على تناول طعامك إذا لم أكن أرغب به.
-ألهذا السبب لم تأكلي شيئا يوم أمس أيضا؟
و بدا الآن يعتقد أن فقدان شهيتها متعمدا . و قال إن ايما أخبرته بأنها لم تأكل شيئا يوم أمس أيضا ، و تابع:
-حسنا.. دعيني أقول لك شيئا سنيوريتا . لقد أتيت بك إلى هنا لتعملي... و لكي تعرفي أنك لن تحصلي على شيء دون مقابل و لكي تتعلمي الربح عن طريق العمل الشريف .
-بكلمات أخرى من أجل.. فائدة نفسي .
-سوف تلوثين يديك ، و لا تكوني مخطئة حول هذا الأمر ، لذا إذا كنت تفكرين بتجويع نفسك كي تكسبي العطف عندما تنهارين من نقص التغذية ، ففكري بالأمر ثانية ، ستأكلين و لو اضطررت إلى إطعامك بنفسي.. أفهمت هذا؟ أنت تعرفين موعد تناولي العشاء.
و نظر إلى معصمها الفارغ ، و خلع ساعته و رماها على السرير، و بقي شيء واحد ليرميه في وجهها. فصاح:
-و كوني هناك!


*****************
يتبع...

 
 

 

عرض البوم صور redroses309   رد مع اقتباس
قديم 20-10-08, 11:04 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2006
العضوية: 8025
المشاركات: 477
الجنس أنثى
معدل التقييم: سبلاش عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 13

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سبلاش غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

ربي يعطيج الف عافية
ع الرواية الغاوية ...

 
 

 

عرض البوم صور سبلاش   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
من روايات أحلام القديمة, روايات احلام القديمة, رواية سجن العمر, سجن العمر, كاتلين نيلز
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t96331.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 23-04-10 10:16 PM


الساعة الآن 07:50 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية