لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القسم الادبي > البحوث الاكاديمية > التاريخ والاساطير
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

التاريخ والاساطير التاريخ والاساطير


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-08-08, 02:53 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
أميرة الحب



البيانات
التسجيل: Nov 2007
العضوية: 56979
المشاركات: 4,653
الجنس أنثى
معدل التقييم: dr_e عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 43

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dr_e غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : dr_e المنتدى : التاريخ والاساطير
افتراضي

 

النكسة:حرب 5يونية1967

اوبالعبرية:
מלחמת ששת הימים
حرب الايام الستة


كانت هذه الحرب نهاية لفترة من التوتر دامت منذ 1964 حيث ان اسرائيل اعتبرت الاحداث التي جرت في تلك الفترة تهديدا لامنهاسواء نشاط سوريا امام المستعمرات الاسرائيلية على الجبهة السورية وامام الجبهة الاردنية وقرارات القمة العربية عام 1964بتحويل مياه نهر الاردن في سوريا ولبنان وتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية عام 1965.
وعلى ذلك بدأت اسرائيل بالتخطيط لشن العدوان على الدول العربية المجاورة لها. وبلغت ذروة التوتر بين الجانبين المصري والاسرائيلي عندماجاوزت قوة برية مصرية كبيرة قناة السويس ورابطت في سيناء, وكان ذلك بناء على معلومات مقدمة من الاتحاد السوفيتي لمصر ان اسرائيل حشدت 11لواء على الحدود السورية حيث كان ظاهر الامور على الجانب الاسرائيلي يوحي بهجوم وشيك على سوريا.


جذور الحرب مابين العدوان الثلاثي 1956وحتى 1967:

كماعلمنا من قبل انتهى العدوان الثلاثي بانسحاب اسرائيل من سيناء في مارس1957ووجود قوات دولية على الحدود بين مصر واسرائيل,لحماية وقف اطلاق النار. وبعد هذا الانسحاب اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي ان اسرائيل ستعتبر اعادة اغلاق الممر المائي امام اي سفن اسرائيلية سببا للحرب.
كانت الحدود المصرية الاسرائيلية في عام 1966 هادئة نسبيا بينما تكثفت الاشتباكات بين اسرائيل وسوريا للنزاع على استغلال مياه نهر الاردن.
انتهى التفاهم بين الاردن واسرائيل حول الحدود, في نوفمبر 1966بانفجار لغم قرب خط الهدنة,فأغارت القوات الاسرائيلية على قرية السموع: القريبة من قرية الخليل الحدودية,متذرعة بحجة اللغم المنفجر,وهدمت بيوت كثيرة ومدرسة وعيادة طبية وتضرر المسجد, واستشهد عدد من ابناء القرية بالاضافة لعدد من العسكريين الاردنيين.
في 7ابريل 1967 حدثت معارك جوية بين سوريا واسرائيل حيث اسقطت اسرائيل 6طائرات سورية من طراز ميج 21.
وتطورت الامور,ففي 13مايو وكما ذكرنا فيما سبق ان الاتحاد السوفييتي ابلغ مصر ان اسرائيل تستعد لشن هجوم على سوريا اونها تكثف قواتها شمال البلاد, وعندما علم رئيس الوزراء الاسرائيلي ليفي اشكول قام بدعوة السفير السوفيتي لدى اسرائيل ليتأكد ان توزيع القوات لم يتغير ولكن السفير رفض الدعوة.
وبناء على ذلك كثفت مصر من القوات الموجودة في سيناء, وفي اليوم التالي طالبت مصر القوات الدوليةبالخروج من سيناء وفي 22مايواغلقت مضيق تيران امام السفن الاسرائيلية المتجهة الى ايلات.
اعتبرت اسرائيل هذه الخطوة اعلان حرب نسبة لتصريح رئيس وزرائها بعد العدوان الثلاثي.
وفي الخامس من يونية قامت القوة الجوية الإسرائيلية بضرب المطارات والقواعد الجوية العربية وتحطيم طائراتها ، وكذلك إستفادت من الضربة الجوية اللتى قامت بها القوات الجوية الأمريكية والبريطانية اللتان كانتا متمركزتان بقاعدتى هويلز والعدم بليبيا واللتى كان من أهم نتائجها تحييد سلاح الجو المصرى واللذى كان بإمكانه تقديم الدعم والغطاء الجوى للقوات المصرية أثناء العمليات العسكرية أو حتى أثناء الإنسحاب ، ثم استثمرت تحرك الوحدات العربية في عملية إعادة التنظيم الخاصة بالقيادة العربية المشتركة وشنت هجوماً بالدروع باستخدام اسلوب الحرب الخاطفة على مرتفعات الجولان وشبه جزيرة سيناء وقطاه غزة الذي كان تابعا للاردن واستخدمت الاسلحة المحرمة دوليا(كالمعتاد).
يوميات الحرب والعمليات العسكرية:
عند الشروع بالعمليات العسكرية استثمرت القيادة الإسرائيلية جملة عوامل الهدف منها جني الأرباح من معركتها المزمعة، أهمها:
1- بسبب صغر حجم إسرائيل النسبي ومحدودية جيشها استخدمت استراتيجية استندت فيها على الاستفادة من جميع العوامل والظروف والطاقات من سوقية وتعبوية عسكرية منها تحديد الأهداف من الحرب، حيث رأت إسرائيل أن من أهم الأهداف المتوخاة من الحرب هي تثبيت ركائز الدولة العبرية الفتية من خلال ضرورة استثمار الحقبة التي كانت تشهد نشأة وتأسيس الدول العربية الحديثة العهد بمؤسسات الدولة والمجتمع المدني والعسكري كونها ناشئة حديثا من انفصال ولايات وإمارات عثمانية كدول حديثة الإستقلال تمتلك فلسفة مجتمع وبرامج عمل واسترتيجيات قيد التكوين. كما اعتمدت إسرائيل بسبب هشاشة تكوينها كدولة على دولة عظمى من خلال عقد المعاهدات الاستراتيجية التي من خلالها تقدم الخدمات الجلى لتلك الدول أو من خلال تأثيرات الجاليات اليهوديةفيها او مايسمى باللوبي الداعم لاسرائيل.
2- اعتمدت إسرائيل على الحرب الاعلامية و أطلقت حملة من الحرب النفسية
3- استغلت القضية اليهودية القديمة في أوروبا المستندة على الظلم الواقع على اليهود ومعاناتهم من اضطهاد الأعراق غير السامية أي ما يسمى "بالعداء للسامية" كقضية ديريفوس وغيرها ، وآخرها اضطهاد نظام هتلر لهم بما يسمى محارق الهولوكوست
4- أطلقت حملة دعم في اميركا وإنجلتراتحديداً من خلال الكنائس البروتستانتية ذات العقيدة القريبة من الفكر اللاهوتي التوراتي معتمدةً على التلمود المشترك بين اليهودية وتلك الطائفة التي يدين بها اغلب الانجليز والاكثرية الساحقة من الاميركان. استغلت إسرائيل عوامل عربية داخلية أخرى مثل انشغال الدول العربية بانقلابات فاشلة او بلبلة داخلية كتكفير الاخوان المسلمين للحكومة المصرية ومحاولاتهم قلب نظام الحكم والتحريض على حرق معامل حلوان الأمر الذي أشغل الدولة كثيراً مما ترتب عليه إصدار أحكام إعدام بحق المحرض على العملية سيد قطب .وكذلك استثمرت الأدوار التي لعبها الجواسيس من اليهود العرب وغيرهم مثل منير روفا الذي اختطف طائرة ميغ 21 وعزرا ناجي زلخا وايلي كوهين وغيرهم، في جمع المعلومات عن السلاح العربي للتعرف على أسراره ومواجهته والعمل كطابور خامس لتحطيم الجبهات الداخلية العربية
5- اعتمدت على مبدأ التفوق في السلاح فبعد أن كانت القوات العربية متفوقة تسليحيا لغاية عام 1965 عقدت إسرائيل عدد مهم من الاتفاقات لإعادة تسليحها بأحدث الأسلحة الغربية
6- اعتمدت كذلك على مبدأ التفوق الجوي في ساحة المعركة ذلك لوهن الجندي الإسرائيلي وومحدودية حيلته وعدده. و بنت قيادة الجيش والأركان الإسرائيلية خططها على الانفراد بكل جبهة عربية على حدة لعدم امكانيتها من فتح أكثر من جبهة في آن واحد
7- اعتمدت على الدول الكبرى من خلال عدم فسح المجال للقوات العربية بالمبادئة واختيار الزمان والمكان المناسبين,
لأي تخطيط عسكري تعبوي وعدم فسح المجال أو إعطاء فرصة للقوات العربية بتنظيم قطاعاتها لصد الهجوم أو القيام بهجوم مقابل من خلال إلتزام الدول الكبرى الأعضاء بمجلس الأمن باصدار قرار وقف إطلاق النار بعد إتمام العدوان مباشرة لإظهار العرب وكأنهم اخترقوا القرارات والمواثيق الدولية وبهذا يستحقون الردع والعقاب


يوميات العدوان:

اليوم الأول 5 يونيو/حزيران

قبل الهجوم الجوي قامت قوات إسرائيلية بهجوم في الساعة السابعة والنصف صباحا من يوم 5 يونيو/حزيران على المحور الأوسط بسيناء واحتلت موقعا متقدما في منطقة "أم بسيس" الأمامية، وقد سبقت ذلك تحركات في اتجاه العوجة ليلة 4/5 يونيو/حزيران لم تبلغ القيادة العليا، بل علم بها قائد المنطقة الشرقية ظهرا بعد فوات الأوان وكان الرد عليها كفيلاً بتغيير الموقف.

الضربة الجوية الإسرائيلية
قامت إسرائيل في الساعة 8 و45 دقيقة صباح الاثنين 5 يونيو/حزيران لمدة ثلاث ساعات بغارات جوية على مصر في سيناء والدلتا والقاهرة ووادي النيل في ثلاث موجات الأولى 174 طائرة والثانية 161 والثالثة 157 بإجمالي 492 غارة دمرت فيها 25 مطاراً حربياً وما لا يقل عن 85% من طائرات مصر وهي جاثمة على الأرض.

وطبقا للبيانات الإسرائيلية تم تدمير 209 طائرات من أصل 340 طائرة مصرية منها:
* 30 طائرة تي يو-16
* 27 طائرة اليوشن قاذفة
* 12 طائرة سوخوي- في
* 90 طائرة مقاتلة ونقل وهليكوبتر
وردا على الضربة الجوية الإسرائيلية قامت القوات الجوية الأردنية بقصف مطار قرب كفار سركن. أما الطيران السوري فقد قصف مصافي البترول في حيفا وقاعدة مجيدو الجوية الإسرائيلية، بينما قصفت القوات العراقية جوا بلدة ناتانيا على ساحل البحر المتوسط، أما إسرائيل فلم تكتف بقصف السلاح الجوي المصري بل قصفت عدة مطارات أردنية منها المفرق وعمان ودمرت 22 طائرة مقاتلة و5 طائرات نقل وطائرتي هليكوبتر.
ثم قصفت المطارات السورية ومنها الدمير ودمشق، ودمرت 32 طائرة مقاتلة من نوع ميغ، و2 اليوشن 28 قاذفة. كما هاجمت القاعدة الجوية هـ3 في العراق.
وقدرت المصادر الإسرائيلية أنها دمرت 416 طائرة مقاتلة عربية. وقدرت خسائر إسرائيل بـ26 طائرة مقاتلة.
الحرب على الجبهات
اعتمدت إسرائيل في حرب يونيو/حزيران 1967 على الطيران وعلى جيشها البري في كافة الجبهات العربية المحيطة بها.
1- الجبهة المصرية
انطلقت في أعقاب الضربة الجوية الإسرائيلية مباشرة وفي الساعة 9.15 تشكيلات القوات البرية الإسرائيلية لتخترق الحد الأمامي للجبهة المصرية في سيناء بثلاث مجموعات عمليات، وفي ساعة متأخرة من المساء استطاعت بهجومها على المحاور الثلاثة الشمالي والأوسط والجنوبي تدمير فرقتي مشاة النسق الأول، السابعة والثانية، التي كان يرتكز عليها النظام الدفاعي لمصر.

2- الجبهة الأردنية
قصفت القوات الأردنية الساعة 11 صباحا بالمدفعية مدن تل أبيب والقدس وعبرت جنوب القدس، وقام الطيران الأردني بقصف مطارات إسرائيلية، وهنا تحول القصف الجوي الإسرائيلي بعد أن قضى على القوات الجوية المصرية إلى الجبهة والمطارات الأردنية وقام بتدمير طائرات الأردن، وأصبحت المملكة بدون قوات جوية بينما قامت القوات الإسرائيلية بعد الظهر بهجوم على الضفة الغربية وعزلت القدس عن الضفة ووصلت إلى جنين.

3- على الجبهة السورية
قصف جوي ومدفعي متبادل بين الجانبين ومحاولة اختراق من جانب سوريا أحبطها الجيش الإسرائيلي.

اليوم الثاني 6 يونيو/حزيران

الجبهة المصرية
صباح يوم 6 يونيو/حزيران سقطت العريش وانفتح المحور الشمالي أمام القوات الإسرائيلية المدرعة.
وكانت مهمة الطيران الإسرائيلي طوال اليوم هي تثبيت الوحدات المدرعة في الممرات الجبلية وفي مساء اليوم نفسه أذاعت إسرائيل أن عناصر قواتها وصلت إلي قناة السويس مما أصاب جنود الجيش المصري بالذعر فيما أطلق عليه الغرب الحرب الخاطفة.
وفي مساء هذا اليوم أيضا تمكن الإسرائيليون من الاستيلاء على مدينتي غزة وخان يونس.
وكان نائب القائد الأعلى للقوات المصرية عبد الحكيم عامر قد أصدر في الساعة الخامسة من بعد الظهر، أمرا بالانسحاب العام لجميع قوات سيناء إلى غرب قناة السويس، على أن ينفذ على مراحل وخلال الأيام التالية، وهو القرار الذي أثر سلبا على أداء الجيش المصري وعلى مسار الحرب بالنسبة له.
أما على الصعيد الدبلوماسي الدولي فصدر قرار مجلس الأمن رقم 233 بوقف إطلاق النار وهو ما كان يعني حينها إقرارا دوليا باحتلال إسرائيل أراضي مصرية وحرمان مصر من حقها في استعادتها.

الجبهة الأردنية
شهدت قتالا في كافة أنحاء الضفة الغربية وسقطت نابلس وأخذت القوات الإسرائيلية تتحرك في اتجاه نهر الأردن مع قتال حول القدس الشرقية.

الجبهة السورية
استمرار الاشتباكات من دون أي جديد على الأرض غير ما كان في يوم 5 يونيو/حزيران.

اليوم الثالث 7 يونيو/حزيران

الجبهة المصرية
كان على القوات المصرية صباحا وفي وسط سيناء مواجهة ثلاث مجموعات عمليات، وظهرت في هذا اليوم الذي تركزت فيه العمليات على الجبهة المصرية مع وقف إطلاق النار على الجبهة الأردنية بوادر الانهيار التام للقوات المصرية وقرب وصول القوات الإسرائيلية إلى قناة السويس.

الجبهة الأردنية
احتلت القدس الشرقية حيث وصلت القوات الإسرائيلية في العاشرة صباحا إلى حائط البراق بينما كانت قد سيطرت تماما على المدينة مساء.
وعلى صعيد التحركات الدولية صدر قرار مجلس الأمن رقم 234 للتأكيد على وقف إطلاق النار الساعة 8 مساء، وأعلن الملك حسين قبول وقف إطلاق النار مع إسرائيل بصفة رسمية.

الجبهة السورية
استمرار الاشتباك بالمدفعية والدبابات.

اليوم الرابع 8 يونيو/حزيران

قصفت إسرائيل السفينة الأميركية ليبرتي الساعة 1.54 ظهرا، وهو أمر لا يزال يثير جدلا حتى اليوم: هل حصل الهجوم عمدا أم خطأ.

الجبهة المصرية
مع قرب وصول القوات الإسرائيلية إلى قناة السويس بدأت في هذا اليوم الاستعدادات للدفاع عن القاهرة من مدخلي السويس والإسماعيلية.
وجرى حديث بين السوفيات والرئيس المصري جمال عبد الناصر عن وقف القتال على الجبهة المصرية في الوقت الذي شكلت فيه الوحدات المصرية المدرعة المتبقية سدا دفاعيا وسط سيناء، ولكن مع قبول مصر وقف إطلاق النار كانت قد انهارت الدفاعات المصرية المتبقية شرق القناة وبدأ الارتداد العام والانسحاب من سيناء.

الجبهة السورية
استمرار الاشتباكات بالمدفعية والدبابات.

اليوم الخامس 9 يونيو/حزيران

الجبهة المصرية
قامت القوات الإسرائيلية في هدوء باحتلال سيناء كلها حتى شرم الشيخ باستثناء الخط من رأس العش شمالاً حتى شرق بور فؤاد الذي ظل تحت سيطرة القوات المصرية.
وصدر قرار مجلس الأمن رقم 235 للتأكيد على وقف إطلاق النار، بينما أعلن الرئيس جمال عبد الناصر في أعقاب هذه الخسارة تنحيه عن السلطة.

الجبهة السورية
بدأ في هذا اليوم الهجوم الإسرائيلي على سوريا واخترق الدفاعات السورية شمال هضبة الجولان.

اليوم السادس 10 يونيو/حزيران

بتنحي الرئيس عبد الناصر استقال عبد الحكيم عامر ووزير الحربية شمس بدران، وخرجت مظاهرات شعبية ترفض قبول تنحي الرئيس وطالبت بعودته فوافق عبد الناصر على ذلك وعاد إلى الحكم.

الجبهة السورية
واصلت القوات الإسرائيلية اختراقها للدفاعات السورية على طول الجبهة في الجولان ووصلت إلى القنيطرة، فأعلنت سوريا قبولها وقف إطلاق النيران الساعة السادسة والنصف مساء من ذلك اليوم.


وقف العمليات العسكرية
صدر قرار مجلس الأمن 236 الساعة الرابعة والنصف من يوم 11 يونيو/حزيران ونص على إدانة أي تحرك للقوات بعد 10 يونيو/حزيران.
وخسر العرب في هذه الحرب المزيد من الأراضي لصالح إسرائيل، أما الخسائر الميدانية والعسكرية للحرب فغالب بياناتها قد تضاربت لاعتبارها معلومات سرية.


خسائر الحرب:


اسرائيل: كانت خسائر إسرائيل متواضعة بالنسبة للدول العربية.فقد كانت كما يلي:
الجبهة الأردنية:مقتل 480 اسرائيلي
الجبهة المصرية: مقتل 238 اسرائيلي
الجبهة السورية مقتل 141 اسرائيلي


• اما الخسائر العربية فكانت كما يلي:
مصر: مقتل 11500 جندي مصري
سوريا: مقتل 2500 جندي سوري
الأردن: مقتل 700 جندي اردني


الأسباب المباشرة لإخفاق الجيوش العربية:


1. غياب الخطط العسكرية الحربية على مستوى القيادة العربية الموحدة بسبب غياب إرادة القتال لدى القيادات العربية.
2. الاستعداد الإسرائيلي التام للحرب.
3. استخدام إسرائيل لعنصر المفاجأة في ضرب القوات العربية، حيث لم يتوقع العرب هجوماُ عند الفجر لكن إسرائيل نفذت الهجوم في هذا الوقت؛ مما أفقد العرب توازنهم وسبب خسائر فادحة في صفوف القوات العربية.
4. تفوق القوات الإسرائيلية المسلحة بأفضل الأسلحة الغربية الحديثة وخاصة سلاح الطيران الإسرائيلي الذي سيطرت به إسرائيل على ميادين القتال في جبهات مختلفة.
5. مساندة الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية لإسرائيل عسكرياً واقتصادياً.
نقص التدريب الجيد والأسلحة المتطورة في صفوف الجيوش العربية. (بالرغم من أن الجيش الأردني تمكن من دحر هجوم إسرائيلي رئيسي استهدف احتلال المزيد من الأراض العربية في معركة الكرامة في 21 مارس 1968 بعد بضعة أشهر فقط من حرب 1967 بنفس التسليح ودون غطاء


الموقف على الجبهة المصرية:

بعد رفض الشعب المصري والعربي للهزيمة، وبعد ثبات الموقف على كل الجبهات، وفي صباح يوم 11 يونيه 67، لخص وزير الحربية الموقف أمام الرئيس جمال عبد الناصر، وكان يتلخص في الآتي:

الخسائر البشرية حتى صدور قرار الانسحاب كانت لا تتعدى 300 شهيد، أمّا بعد ذلك فهناك 16 ألف ضابط وجنـدي ـ على الأقل ـ لا يُعرف مصيرهم في سيناء والخسائر الأولية في المعدات لا تقل عن 900 مدفع، 700 دبابة، وثمانية آلاف سيارة، 170 طائرة. والموجود حالياً هو 85 طائرة (بعـد الإمـداد من الاتحـاد السوفيتي بعدد 46 طائرة). أمّا القوات البحرية فإن موقفها متماسك، ولا توجد بها خسائر مؤثرة. كذلك، توجد 60 دبابة تحمي الطريق بين السويس والقاهرة. أمّا وحدات الجيش، فإنها شتات يجري تصنيفها وإعادة تنظيمها حالياً في معسكرات تجميع غرب القناة.
وقد حدد الرئيس في هذا الاجتماع إستراتيجية المرحلة، والتي تلخصت في ثلاث نقاط:
إعادة التنظيم، وإنقاذ ما تبقى من الأوضاع في سيناء.
إعادة تقييم الموقف، والتشاور مع الأطراف المعنية لتوحيد الجهود.
إعادة البناء، والتخطيط للجهد المستقبلي.
وأصدر الرئيس أمراً بضرورة تجنب "الاستفزاز" على الجبهة، بأي ثمن، "حتى لا نعطي إسرائيل فرصة، كي تقوم باختراق إيقاف النيران والتأثير في المنشآت الاقتصادية والحيوية في مصر، وبما ينعكس مباشرة على الشعب المصري بعد وقفته الرافضة للعدوان بالأمس. كذلك، لتوفير فرصة مناسبة للقوات المسلحة لإعادة التنظيم والاضطلاع بمسئوليتها في الدفاع عن مصر وكان تشديد الرئيس على هذه النقطة قاطعاً، إلى درجة أنه طلب من وزير الحربية "أن يصدر أمراً يقضي بمحاكمة أي جندي يطلق النار من دون أوامر صادرة، عن ضرورة ملحة لإطلاق النار".
وقد شهدت هذه المرحلة عديداً من المتغيرات، على المستويات المختلفة، فرضت نفسها على أرض الواقع، وأثّرت وتأثّرت بقرارات قادة العالم وقادة المنطقة. وقد وجدت القيادة المصرية نفسها أمام التزام رئيسي، يتمثل في شن حرب الاسـتنزاف، الذي كان هو الممكن الوحيد في هذه المرحلة. وتتلخص المتغيرات في الآتي:
المتغيرات الداخلية
لم تأتي الحركة الجماهيرية للشعب المصري يومي 9،10 يونيه من فراغ، ولكنها كانت ردود فعل غاضبة للعديد من التفاعلات النفسية العنيفة في مقدمتها:

أولاً: رفض الهزيمة، التي لم تُؤهِّل الجماهير نفسها في أي لحظة لتقبلها.

ثانياً: رفض منطق إدارة الأزمة، ومطالبة القيادة السياسية بالوفاء بعهودها لتحقيق آمال الجماهير التي لم تتوانى في تقديم التضحيات من أجل مصر.

ثالثاً: رفض تصور حجم ما تكبدته القوات المسلحة من خسائر، وهي التي كانت في نظرها صاحبة الحل والعقد في مصير الدولة، وصاحبة الانتصارات في اليمن والتي قيل عنها أنها أقوى قوات مسلحة في الشرق الأوسط، وهي التي كانت تضع الشعوب العربية الآمال عليها في تحرير فلسطين.


مذابح الاسرى المصريين :


نقلت مجلة "الشرق الاوسط" عن باحث "اسرائيلي" قوله ان هناك مذابح بشعة جرت خلال حرب يونيو (حزيران) 1967 واوضح ارييه يتسحاقي الاستاذ في جامعة بار ايلان في تل ابيب ان القوات "الاسرائيلية" اجهزت على ما يقرب من 900 جندي مصري بعد استسلامهم خلال هذه الحرب. واكد في حديث للاذاعة ان "اكبر مذبحة جرت في منطقة العريش بشبه جزيرة سيناء حيث اجهزت وحدة خاصة على حوالي 300 جندي مصري و فلسطيني من قوات جيش تحرير فلسطين". وكان يتسحاقي قد ادلى بهذه الاقوال بعد ايام من طلب مصر من "اسرائيل" التحقق من تقارير ذكرت ان قواتها قتلت عشرات الاسرى في حرب عام 1956. وقال يتسحاقي لراديو "اسرائيل" "مثل هذه الاشياء تحدث في كل حرب". وقال يتسحاقي انه اجرى بحثا بعد الحرب في موضوع قتل الاسرى لكن قادته الاعلى لم يعبروا نتائج البحث أي اهتمام فيما وصفه بانه "مؤامرة صمت". وقال يتسحاقي انه قرر الكشف عن هذه المعلومات لان الاهتمام تركز على قتل 49 اسيرا مصريا في حرب عام 1956. وقال: "الامر الذي يغضبني هو ان الجميع صنعوا قضية من هذه الحالة بينما هم يعلمون ان هناك حالات عديدة مماثلة لها". يذكر ان "اسرائيل" لم توقع الاتفاقات الدولية ضد جرائم الحرب القابلة للتقادم.
وفي 20/9/95 نقلت صحيفة "الاهرام" مشاهدات لبعثة استكشافية ارسلتها الى صحراء سيناء اكدت العثور على مقبرتين جماعيتين يروي شهود عيان انهما تضمان رفات اسرى حرب مصريين عزل قتلوا برصاص جنود "اسرائيليين" في حرب عام 1967. وجاء في تقرير البعثة ان افرادها عثروا على بقايا عظام بشرية في مقبرتين حفرتا في قاعدة جوية وواد صحراوي قرب مدينة العريش الساحلية على مسافة نحو 300 كيلومتر شمال شرق القاهرة. وافاد عبد السلام موسى¡ وهو رقيب اول سابق في احدى قواعد الدفاع الجوي على خمسة كيلومترات من العريش والذي قام بدور الدليل للبعثة¡ انه كان بين مجوعة من الاسرى المصريين شاهدوا "الاسرائيليين" وهم يقتلون اسرى مصريين آخرين بالرصاص في 7/حزيران 1967. وقال: "رأيت طابورا من الاسرى بينهم مدنيون وعسكريون. اطلقوا عليهم الرصاص دفعة واحدة. وبعد موتهم امرونا بدفنهم". وفي وادي الميدان على 27 كيلومترا من العريش كشف البدو للبعثة موقعا اكدوا ان "الاسرائيليين" قتلوا فيه 30 اسير حرب مصريا اعزل. وقال احد البدو ويدعى الشيخ سليمان مغنم سلامة: "جاءت حافلات محملة بجنود وقفت احداها ونزل منها نحو 30 جنديا مصريا وفتح اليهود عليهم الرشاشات على امتار من طريق الاسفلت في وادي الميدان". واضاف انه بعد رحيل "الاسرائيليين" تولى البدو دفن الاسرى المصريين". واوضحت الصحيفة ان عمليات الحفر في الموقع اسفرت عن اكتشاف بقايا عظام بشرية وجماجم تحلل معظمها بفعل العوامل الطبيعية. وروى سكان محليون للبعثة واقعتين قتل فيهما جنود "اسرائيليون" جنودا مصريين بعد استسلامهم.
على نفس الصعيد اجرت صحيفة الجمهورية القاهرية في 12/10/1995 تحقيقا من سيناء حول جرائم قتل "اسرائيل" للاسرى المصريين سواء كانوا عسكريين او مدنيين في حربي 1956 و 1967 تضمن شهادات شهود عيان وجاء في التحقيق: وقد تجاوزت هذه الجرائم وفقا لشهادة شهود العيان ما فعله النازيون مع اليهود ويتحدث الشهود الموجودون أي محاولات للانكار من جانب "اسرائيل" اذ ان الوقائع نشرت بالاسماء والاماكن والتواريخ. ونقلت عن الحاج حسن حسين المالح (65 سنة).. بحكم مسكنه المجاور لمنطقة النخيل بالقرب من منصب الوادي حيث شاطئ البحر بمنطقة ابو صقل قوله ان الجنود "الاسرائيليين" كانوا يجمعون الاسرى المصريين بهذه المنطقة بعربات النقل ويوهمونهم بانهم سينقلونهم في اتوبيسات للتوجه الى منطقة القناة.. ويأمرونهم بالوقوف صفوفا ووجوههم متجهة الى البحر ثم يطلقون عليهم الرصاص ويتركونهم قتلى ويغادرون المكان.. وتتوالى نفس العملية في عدة افواج من الاسرى الذين بلغ عدده التقريبي 3000 اسير.. واكد ان ذلك قد حدث في منتصف شهر اغسطس 1967. واضاف ان هذه الجثث ظلت على سطح الارض اكثر من 10 ايام حتى تمكن بعدها اهالي المنطقة من دفنها في هذه المنطقة. ويقول الحاج حسن المالح.. اثناء الاحتلال عمدت "اسرائيل" الى اخفاء تلك الوقائع والجرائم وضللت الصحافة العالمية.. ا واضاف انه كان يوجد شيخ كبير من ابي صقل بالعريش يبلغ من العمر 80 عاما وحينما كان في طريقه الى المسجد ليؤدي الصلاة اطلقوا عليه الرصاص امام باب المسجد دون ان يقترف أي ذنب وكان يسير خلف هذا الشيخ بائع متجول يبيع الحلوى للاطفال لم يتركوه ايضا واطلقوا عليه الرصاص. وقال انهم كانوا يطرقون ابواب المنازل ويطلقون الاعيرة النارية على المواطنين المدنيين واسرهم وقتلوا
وشاهد امام منطقة الوادي ان جنود الاحتلال كانوا يأمرون الاسرى بحفر قبورهم بايديهم والانبطاح على الارض ثم تسير الدبابات فوقهم. واكد انه كان يوجد ضابط مصري اسمه "احمد" جاء الى مسجد السلام بابي صقل ورفع اشارة بيضاء للاستسلام ليكون في عداد الاسرى ورغم ذلك اطلقوا عليه 6 طلقات رصاص فمات. ويقول شاهد العيان ان ذلك.. كان امام شيخ المسجد "الشيخ عبد القادر عثمان" امام المسجد ومن ابناء بني سويف.. ويشهد معظم ابناء ابو صقل على هذه الواقعة.. ويشير الى انه كان يوجد شيخ اسمه "سليم ابراهيم" امام مسجد الحدود اطلقوا عليه النار ايضا. كذلك شاهد الحاج حسين المالح كلا من عبيد الازعر وابراهيم القصلى اللذين كانا يحملان الطعام على الجمل للجنود المصريين المختفين عن اعين جنود الاحتلال.. فما كان من الجنود "الاسرائيليين" الا ان قتلوهما بالرصاص. ويضيف ان جنود الاحتلال تربصوا لبعض الجنود المصريين اثناء عودتهم من ساحل البحر على بعد 100 كيلومتر من العريش وقاموا بعمل كمين لهم وتمكنوا من جمعهم ثم قتلوهم جميعا وهم يجلسون على الارض رافعين ايديهم لاعلى. وقال ان الذي قام بهذا العمل الاجرامي مجندة "اسرائيلية" طويلة القامة وانه رغم مرور هذه المدة الطويلة الا انه لا زال يتذكر ملامحها جيدا ومستعدا استعدادا كاملا للتعرف عليها في أي وقت. يعلن الحاج المالح اصراره وتحديه لاي مسؤول "اسرائيلي" يشكك فيما يقول وقد شاهد "الاسرائيليين" في مطار العريش حينما جمعوا المدنيين من المنازل الى المطار واطلقوا عليهم النيران داخل المخابئ والخنادق الموجودة تحت الارض. كما شاهد عقب سنوات من الاحتلال عربات الصليب الاحمر التي جمعت ما يمكن جمعه من اشلاء وجثث الاسرى. ويقول كاتب التحقيق الصحفي ان الحاج حسن حسين المالح قد قادني الى مواقع الدفن حيث تم الحفر واستخراج بعض الجثث والجماجم والعظام لاسرى المقتولين بايدي الجنود "الاسرائيليين". واضاف الشيخ المالح قائلا: "انه رأى اعدادا كبيرة من الاسرى المدنيين والعسكريين وهم منبطحون امام المنازل وعلى المرتفعات وكانوا يطلبون منهم رفع الايدي والاتجاه الى الشمس بحجة تصويرهم ثم يطلقون عليهم النيران من الخلف. واشار الى وجود اكثر من مقبرة جماعية في هذه المنطقة وسط اشجار النخيل واحدى هذه المقابر في احد المنازل الجديد والمهجورة. ويؤكد ان كل منطقة بها بقع من الزيت هي مقبرة جماعية بها اكثر من قتيل بسبب تحلل الجثث واخلاط الدهون الآدمية بالرمال. واضاف انه في عام 1973 كنا نقدم العون والغذاء والعلاج "للاسرائيليين" العائدين بعد فشلهم في حرب اكتوبر وعاملناهم معاملة انسانية. وفي رفح.. قال الحاج محمد جمعة الجرابعة انه يوجد عدد من المدافن الجماعية للاسرى بمنطقة معسكر البرازيل التي تقع على الحدود الدولية لمصر. وفي جرادة بمنطقة ابو عجيرم "بعد السكاسكة" كانت قوات الاحتلال تطلق النيران على الجنود العزل من السلاح رغم فانلاتهم البيضاء لاعتبارهم اسرى. ويؤكد الشيخ سلامة عرادة ان منطقة الخروبة قد امتلأت بالاسرى الذين قتلوا امام اعينهم. ويؤكد الحاج اسماعيل خطابي صاحب اراضي منطقة الصخرة التي توجد على تل الشيخ زويد ان هناك اعدادا كبيرة من جثث الاسرى تقترب من الفي اسير.. وانه شاهد طائرة "اسرائيلية" هيلوكبتر وهي تهبط حيث جمعت الاسرى وقتلتهم بالنيران ثم اقلعت على الفور. ويقول الحاج صالح ابو هولي بمدينة الشيخ زويد.. ان "الاسرائيليين" هجموا على معسكر الجنود المصريين بالمنطقة المجاورة لارضه وامروهم بالانبطاح على الارض وقامت الدبابات بالمرور فوقهم. ويؤكد مصطفى حسن محيصن ابو منيع انه لا يخلو متر واحد في سيناء من دم مصري اسير. ويقول محمد سعيد علي صالح 48 سنة انه رآهم وهم يجمعون الجنود المصريين العزل من داخل العريش عند مصنع البلح بالوادي وسط اشجار الزيتون حيث قتلوهم وكان عددهم التقريبي من 700 الى 800. وفي "الشيخ زويد" جمعوا جنود قسم الشرطة "سلاح الحدود" العزل وعددهم يربو على المائة وتوجهوا بهم الى خلف فندق السلام واطلقوا عليهم النار. وفي اطار الجرائم العسكرية يكشف د. إسرائيل شاحاك النقاب عن ان آلاف الجنود المصريين الذين وجدوا انفسهم خلف خطوط الحركة العسكرية "الاسرائيلية" في حرب 1967 تقدموا بكل حسن نية الى الجنود "الاسرائيليين" متوقعين ان يعاملوا كأسرى فكان هؤلاء يكتفون بان يشيروا لهم الى الطريق المؤدية نحو قناة السويس او مدينة العريش¡ كأنهم يقومون بعمل انساني¡ بينما هم في الواقع يتركونهم نهبا للحر والعطش والجوع. والجنود المصريون الذين اسروا تمت ابادتهم بالقتل المباشر على يد اليهود غير المتدينين. وبالقتل غير المباشر على يد اليهود المتدينين الذين تحايلوا على نصوص الشريعة اليهودية بعدم جواز قتل غير اليهودي ان لم يكن محاربا. في حرب 1967 كان القادة العسكريون الصهاينة يستقلون طائرات الهليكوبتر لاصطياد الجنود المصريين في الصحراء¡ وهم بدون سلاح او مؤن. ويقول صحفي "اسرائيلي" ان عسكريا "اسرائيليا" اخبره انه اطلق سراح اسيرين مصريين ثم اخرج مسدسه وقتلهما من الخلف. ويقول الصحفي بان ضغوطا مورست عليه كي لا يكتب هذه الواقعة وغيرها. وهو كتبها ليس بهدف الاثارة ليتم تشكيل لجنة تحقيق¡ انما لكي يكف الزعماء والقادة "عن ادعاء الورع والحديث عن طهارة السلاح". المدنيون والاسرى الذين قتلوا عمدا في حرب حزيران (يونيو) 1967 يتوزعون على مناطق: عريف الجمال على طريق العريش 50 اسيرا¡ قرية الميدان التي تبعد 23 كيلو مترا غرب العريش 70 اسيرا¡ وزقبة ومشرة وبئر الجشديرات 100¡ وسما 400¡ والمشبه 30¡ الختمية 1000 عسكري ومدني¡ شرقي قناة السويس 400¡ ممر اجدي 900¡ المراشدة وهمسة في جنوب العريش 120¡ ومطار تمادة ومنطقة الرنا 40. وعندما قررت الحكومة المصرية رفع شكوى قضائية بحق العسكريين "الاسرائيليين" الذين ارتبكوا هذه المجازر في صحراء سيناء ابان حربي 1956 و 1967¡ مستندة الى اعترافاتهم والى وقائع وشهود آخرين¡ كان رد اسحاق رابين: "ان تهمة القتل سقطت بالتقادم حسب القانون "الاسرائيلي"!".


وثائق اسرائيلية حول النكسة:

بعد مرور أربعين عاماً على حرب يونية 1967، قررت حكومة إيهود أولمرت الاحتفال بهذه الذكرى على نحو مختلف بهدف تغطية الانتكاسة التي مني بها "الجيش الذي لا يقهر" خلال حرب تموز الماضي.
لهذا السبب سمحت الحكومة الاسرائيلية بالكشف عن بعض الوثائق السرية المتعلقة بظروف تلك الحرب، وما رافقها من اشكالات سياسية. علماً بأن وثائق اللجنة الوزارية لشؤون الأمن بقيت محفوظة في الادراج على أمل تحريرها بعد عشر سنوات. ومعنى هذا ان الوثائق الامنية الاسرائيلية تحتاج الى مدة نصف قرن قبل الافراج عن خفاياها، في حين تخضع وثائق الدول الاخرى الى نظام يسمح بالاطلاع عليها عقب مرور ثلاثين سنة فقط.
أهم ما تضمنته من حيث التفاصيل تناقض المخططات التي كشفت عنها 1500 صفحة من الوثائق المدونة تغطي 15 جلسة من جلسات الحكومة الاسرائيلية.
واللافت ان المناقشات كانت مرتجلة بدليل أن مهاترات الوزراء طغت على أجواء الجلسات، وحرمت ليفي أشكول ووزير الخارجية ابا ايبان من الاستمتاع بفرحة النصر. واستغل وزير الدفاع موشيه دايان الخلافات القائمة بين السياسيين والعسكريين ليهاجم أشكول بسبب تأخره في اطلاق شارة الهجوم مدة شهر تقريباً. ورد عليه رئيس الوزراء بالقول إن واشنطن هي التي فرضت التلكؤ بسبب تردد الرئيس ليندون جونسون في إعلان دعم اسرائيل من دون تحفظ.
وجاء في تبريره لدوافع التباطؤ بأن سيد البيت الابيض كان غارقاً في أوحال فيتنام، أو أنه كان يتوقع عدول الرئيس جمال عبد الناصر عن قرار إغلاق مضائق تيران وسحب قوات الطوارئ الدولية. وهي القوات التي أرسلت لتنفيذ قرار مجلس الامن الصادر عقب إرغام اسرائيل على الانسحاب من سيناء مع حليفتيها في الاعتداء الثلاثي عام 1956. وذكر في حينه أن عدد أفرادها لا يزيد على 3378 جندياً توزعوا فوق الحدود الفاصلة على مسافة 164 ميلاً.
تشير احدى الوثائق الى الجلسة التي أظهرت تحدي دايان لرئيس الوزراء الذي لاقى دعماً قوياً من وزير الخارجية ابا ايبان. وتبين من مضمون النقاش ان دايان ألح على ضرورة تقديم موعد الهجوم لاقتناعه بأن الملك حسين لا يستطيع مقاومة الحملات الاعلامية القاسية التي شنتها مصر وسوريا والاتحاد السوفياتي ضده. أي الحملات التي دفعته الى إعلان تحالفه مع مصر، وأجبرت اسرائيل على احتلال الضفة الغربية. وكان من نتيجة تغيير الموقف الاردني احتلال الضفة الغربية، واضافة أعداد جديدة من الفلسطينيين الذين وصفهم دايان بـ"القنابل البشرية الموقوتة".
والواضح ان تلك المهاترات كشفت عن احداث مهمة وقعت خلال الفترة التي سبقت الحرب. وتبين ان وزير الخارجية ابا ايبان قد ضلل الحكومة بعد عودته من واشنطن حيث أجرى محادثات مع الرئيس جونسون، وزعم أثناء نقل الحديث، ان الرئيس الاميركي أبلغه أن ادارته تسعى الى فك الحصار الذي فرضته مصر على مضائق تيران. وانما في حال الفشل، يتولى الاسطول السادس تحقيق المهمة من دون أن تضطر القوات الاسرائيلية الى خوض الحرب.
ولدى التحقيق في صحة أقوال ابا ايبان، تبين للحكومة أنه أراد تضليلها خوفاً من هيمنة العسكريين على شؤون الدولة الحديثة. خصوصاً بعدما أطلعه رئيس الموساد مئير عميت، على تفاصيل الضغوط التي مارسها الجنرالات على أشكول، وكيف هددوه بانقلاب عسكري اذا لم يذعن لارادة القيادة.
رئيس الوزراء أشكول حاول إرضاء وزير الدفاع دايان، من طريق تقديم اقتراح يخفف من غضبه حيال مشكلة لاجئي حرب 1967 المضافة الى مشكلة لاجئي حرب 1948.
اقترح أشكول في الجلسة الاولى، بحسب الوثائق، نقل مئة ألف لاجئ فلسطيني الى العراق. ودافع عن رأيه بالقول إن اسرائيل استقبلت حوالى مئة ألف لاجئ يهودي من العراق. ورأى أشكول في اقتراحه "عدالة في التوازن البشري"، خصوصاً ان العراق يملك ارضاً شاسعة، ومياهاً غزيرة، وثروة نفطية هائلة. وهذه كلها عوامل جيدة لتبادل السكان.
أول رد فعل على الاقتراح جاء من وزير العدل شمعون شابير، الذي رفض الموافقة على هذه التسوية. ولما سأله أشكول عن السبب، قال: لا أرى سبباً منطقياً لاخراج هؤلاء السكان الذين ولدوا هنا... الى العراق. انهم سكان هذه البلاد التي تحكمها أنت بعد الحرب.
وانتفض أشكول ليدافع عن موقفه بمنطق صهيوني ويقول: توجد في العراق أراض واسعة فارغة من السكان. هل يمكن الافتراض ان مئة ألف لاجئ سيقلبون الاوضاع. ويمكن القول ايضاً بحسب هذا المقياس، إن الذين يعيشون في الاردن اليوم كانوا من قبل يعيشون هنا. هذه ليست كارثة. في نهاية الامر إن اسرائيل لم تدخل الى الضفة الغربية على شكل عصابات. فقد دخلتها بعدما أعلنت أن هذه الارض هي ارض اسرائيل.
وهنا قاطعه وزير الصحة يسرائيل برزيلي، بالقول: ولكن الفلسطينيين هم ايضاً سكان اسرائيل. وأجابه أشكول بانفعال معترضاً: جميع اليهود في العالم هم سكان اسرائيل. وانما اقتلعوا من هذه الارض وجرى استيعابهم في دول اخرى.
في الفصل الثاني من الوثائق التي نشرتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" يكشف ارشيف الدولة الاسرائيلية عن النية المبيتة لإنشاء دولة درزية مستقلة تكون بمثابة كيان عازل يفصل سوريا عن الاردن. وعليه يعترف رئيس جهاز الموساد ابان حرب 1976 مئير عميت، بأنه اقترح على القيادة تمديد الحرب يوماً آخر كي يتسنى للجيش تنفيذ المهمة. والهدف من وراء هذه الدولة التي ستقام في جبل الدروز في سوريا، كان إفشال كل خطة لتشكيل وحدة دفاعية بين الاردن وسوريا. وعندما قدم عميت هذا الاقتراح لرئيس الاركان اسحق رابين اعتذر بحجة ان الجيش لا يستطيع الانتشار فوق مساحات اضافية، وان الايام الستة كانت كافية لتنفيذ استراتيجية المقايضة بين الارض والسلام.
في الجزء الاخير من الوثائق حذف مدير الارشيف فقرات من جلسات مجلس الوزراء، الامر الذي يعطي الانطباع بأن لدى اسرائيل ما تخفيه. ولدى الاطلاع على ما نُسب الى وزير الاديان زيرح فيرهتيغ يتبين أن المقاطع المحذوفة تتعلق باقتراح "تشجيع الولادة والانجاب عند اليهود فقط". ومن الواضح أن الاقتراح كان يتلخص بتشجيع اليهود على الانجاب والتكاثر بواسطة تسهيلات اقتصادية ومعيشية يفترض حرمان العرب منها. وكان من الطبيعي أن يثير هذا الموضوع جدلاً بين وزير العدل شابير ووزير الشؤون الاجتماعية يوسف بورغ، حول امكان اخفاء هذا الامر بحيث لا تظهر اسرائيل بمظهر الدولة العنصرية. واتفق الاثنان على ان كشف هذا النقاش سيثير الشكوك ويوقع الضرر بسمعة دولة اليهود. لذلك اتّفق على اخفاء تفاصيله من الارشيف المعلن.
جزء من الفقرات التي حُذفت ايضاً يتعلق بالمعلومات التي تشتمل على المناقشات الصاخبة التي جرت حول مصير أربع قرى فلسطينية في منطقة اللطرون. وحدث أثناء الحرب أن أصدر موشيه دايان أوامره بهدمها بعد أن قام الجيش الاسرائيلي بطرد سكانها. وعندما بحثت الحكومة في امكان اعادة سكان القرى الاربع، اعترض دايان على الاقتراح.
جلسة الحكومة في التاسع عشر من حزيران 1967 كانت مخصصة لبلورة توجيهات محددة لوزير الخارجية أبا ايبان، حول ما يجب طرحه في الجمعية العمومية، وما سيبحثه مع الادارة الاميركية. وتم الاتفاق على ضرورة اعلان استعداد اسرائيل لاعادة سيناء الى مصر والجولان الى سوريا في إطار اتفاقات سلام علنية، مع الاصرار على عدم الانسحاب من غزة والقدس الشرقية. وفي ذلك الوقت قدم الوزير بلا حقيبة مناحيم بيغن، اقتراحاً يقضي بعدم السماح للزوار بالتدخين قرب حائط البراق في القدس، وعدم إلقاء اعقاب السجائر عند قاعدته.
في الكتاب الذي أصدره المؤرخ ميشال أوران، سؤال زعم المؤلف أنه فشل في الحصول على جواب بشأنه من الاستخبارات السوفياتية (كي جي بي). ومع أن ارشيف الـ"كي جي بي" فُتح امام رجال الصحافة، الا أن كل التفسيرات التي أعطيت لم تكن مقنعة.
السؤال هو: لماذا سرّب الاتحاد السوفياتي معلومات غير صحيحة حول حشود اسرائيلية كانت تتجمع لمهاجمة سوريا؟ ثم تبين بعد الحرب ان هذه الحشود لم تكن موجودة، وان وسائل الاعلام السوفياتية هي التي ضخمت الخطر بقصد إقلاق الرئيس عبد الناصر ودفعه الى اغلاق مضائق تيران وطرد قوات الطوارئ الدولية. وقد قام بهذه الخطوة المتهورة لإشعار السوريين بأنه مستعد لحماية الاتفاق المعقود معه. وذكرت الصحف اللبنانية في حينه أن أجهزة عبد الناصر في بيروت استوضحت ضباط المكتب الثاني اللبناني حول هذه المسألة الخطيرة، وما اذا كانت اسرائيل تحشد قواتها ضد سوريا. وفوجئ عبد الناصر بجواب ضباط المكتب وبادعاءاتهم أن الحشود موجودة.
ويستنتج المؤرخ أوران من كل هذا ان الاتحاد السوفياتي نصب فخاً لعبد الناصر ولسوريا وللعراق ولليمن الجنوبي، بهدف الاستفادة من الهزيمة وإسقاط الدول العربية في حضنه الدفاعي. ويجزم المؤلف أن موسكو كانت واثقة من هزيمة العرب، ولكنها شجعتهم على خوض الحرب لجني مكاسبها السياسية والعسكرية. وهذا ما حدث بالفعل!


التالي: حرب الاستنزاف: ملحمة عربية:
من يولية 1967وحتى 1970

 
 

 

عرض البوم صور dr_e   رد مع اقتباس
قديم 11-04-09, 01:39 AM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مميز


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 50932
المشاركات: 4,897
الجنس أنثى
معدل التقييم: فتاة الجليد الأحمر عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 48

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فتاة الجليد الأحمر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : dr_e المنتدى : التاريخ والاساطير
افتراضي

 


السلام عليكم

موضوع مهم وخطير

سأعود لأقرئه بتمعن .. واكون قد جمعت فكري

فحجز لي مقعد ولي عودة .. ان شاء الله

الف شكر..

سلامي

 
 

 

عرض البوم صور فتاة الجليد الأحمر   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الصراع العربي الاسرائيلي:تاريخ مرير, اسرائيل, صراع, صهونية, غرب
facebook




جديد مواضيع قسم التاريخ والاساطير
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t82408.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Redirect Notice This thread Refback 29-10-16 01:15 PM


الساعة الآن 09:51 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية