لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-05-08, 04:58 AM   المشاركة رقم: 56
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 73732
المشاركات: 174
الجنس أنثى
معدل التقييم: بسمه جراح عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 52

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بسمه جراح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بسمه جراح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعوديه وكلي عز مشاهدة المشاركة
   مسااء الخيراات والليراات لاحلى بسوووم

بسمه الباارتاات جناآاآاآاآن


كل ماقرات معاناة سدييم وربي ودي ابكي .. مدري ليش احسها مكسووره .. حتى لو كاان

عندها ابو واخو يدافعوون عنها


بس اللي مشينها امل وسواالفها وحركااتها


شوفي اي شئ تدخل فيه امل ترااه شيين ويلوع الكبد

سدييم ياارب ماتواافق على الخطيب الجديد

وان شاء الله ماتعجب ام المعرس وتتفركش الخطبه

بس شكل امل مو متهنيه الا اذا زوجت سديم من هالشاايب المنتهي هههه

مادري ليش مارتحت له مررره كبيير 29ويين ذا غااط فيه معرس من زماان

خلوود شخصيتها رهيبه ..

اتوقع تكلم سديم وتقنعها وتهديها وترشدها

ننتظر البارت الجااي بكل شووق


تقبلي فائق تحياااتي


دمتي بود

مرحبـــــــــــــاً بكِ
عزيزتي..سعودية

سعيدة جــــداً بمتابعتك

للأسف سديم...هل ستدرك أنه من الواجب
أن تحذر من كل شيء يأتي من طرف أمل
أتمنى ذلك

ههههههههه
29 قد أصبح (شايب)
صحيح هناك فرق كبير بالعمر
ترى هل سديم..ستوافق
أم لا

أشكـــــــــرك غاليتي
على متابعتك
وردودك الرائعة

تقبلي فائق شكري

 
 

 

عرض البوم صور بسمه جراح   رد مع اقتباس
قديم 23-05-08, 05:04 AM   المشاركة رقم: 57
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 73732
المشاركات: 174
الجنس أنثى
معدل التقييم: بسمه جراح عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 52

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بسمه جراح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بسمه جراح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الروح مشاهدة المشاركة
   وين البارتعسى المانع خييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييير

مرحبا بك عزيزتي
الروح

ها أنا أنزلت الجزء 19
أتمنى أن أجد رأيك
وبأذن الله سأنزل البقية قريباً

أشكرك على متابعتك

 
 

 

عرض البوم صور بسمه جراح   رد مع اقتباس
قديم 23-05-08, 05:14 AM   المشاركة رقم: 58
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 73732
المشاركات: 174
الجنس أنثى
معدل التقييم: بسمه جراح عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 52

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بسمه جراح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بسمه جراح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

(20)
(ترى على أي طريق سيسير
مركبي الصغير
وعلى أي ساحل سيكون
مرســـــــاه)


جذبني جو المطار... والحركة فيه..فأصبحت أقلب بصري هنا وهناك..
علي أن أسلي نفسي بنفسي طالما أن الشخص الذي يسير بجانبي
يحيطه جدار من الصمت..
خرجنا من صمتنا..
حينما قال ناصر: سديم خوذي الجوازات حطيها بشنطتك..
وتعالي ناخذ شنطتنا...

سرت خلفه بصمت..ثم توقفنا لننتظر مرور حقيبتنا.. كان بجانبنا
شاب سعودي وبجانبه زوجته..مم يبدو أنهم عرسان مثـلنا
كان الشاب مرحاً وكثير المزاح بينما تضحك زوجته بخفة...
دعوت لهم بالتوفيق بهمس لا يكاد يسمعه غيري..

ثم نظرت لناصر فرأيته سرحاناً ومرتبكاً بعض الشيء
آآه لا أعرف سر هذا الضيق في قلبي..
لم يكن يعجبني شيئاً فيه...حتى طريقة ارتدائه للملابس..
تارة أشفق عليه...وتارة...مم لا أستسيغه..
مرت حقيبة تشابه حقيبتنا ولكنها أكبر حجم منها..
ناصر: هذي شنطتنا صح؟

سديم: هاه مـ مادري شكلها أكبر من شنطتنا

ناصر: لا هاذي هي..

صمت رغم عدم اقتناعي..فذهب ناصر لها..وأخذها بسرعة
وبنفس اللحظة مرت حقيبة أخرى تشابه حقيبتنا..فاحترت أيهما
رغم أني متأكدة أن الحقيبة التي أخذها ناصر أكبر من حقيبتي
أخذ الشاب وزوجته الحقيبة التالية..
ولكنه قال: هاذي ميب شنطتنا صح..كنها أصغر

زوجته: ههههه رجعها شفيك مستعجل شنطتنا أكبر
وبعدين تأكد من الطبعة اللي عليها..

رأيته يرفع الورقة التي على الحقيبة
ثم قال عندها بمرح: والله أنك صادقة هاذي ميب شنطتنا

رأيت ناصر يرفع رأسه بارتباك..
ويقول: آآ هاذي ميب شنطتنا

قلت له: شف اللي مع هاذولا ميب شنطتهم شكل اللي معك لهم

ناصر بارتباك: لو سمحت هاذي شنطتكم

الشاب: إيه هاذي لنا
ما خذ شنطتنا أنت..

زوجته بمرح: رجع لهم شنطتهم...

تبادلوا الحقائب وذهبنا في طريقنا...
قال ناصر بشيء من الخجل: غلطنا بشنطتهم

سديم: إيه كنت شاكه...

ناصر: الله يهديك المفروض تعرفين أيهم شنطتنا

صمت بامتعاض.. يلقي اللوم علي رغم أنه هو من تسرع وأخذها
ما يغضني هو أنه لا يعرف أي كلمة من الكلمات المهذبة
من يرانا لا يعتقد بأنا عرسان..

اتجهنا بعدها للفندق...ونمنا كي نرتاح قليلاً..
كان الصمت هو ديدننا..
غير أنه قال قبل أن ننام بأننا سنرتاح قليلاً ثم سنتمشى بعد أن
نستيقظ




خرجنا بعد أن استيقظنا لنتمشى بأحد أسواق العاصمة "كولالمبور"
كان يتكلم قليلاً..ولكن أمم أشعر بأنه جاف قليلاً معي..
حقاً خفت من ذاك الإحساس.. كنت أتمنى أن يكون حنوناً ورقيقاً في
تعامله..يعوضني عن سنين الحرمان... ويداوي جراحي
الدامية...
استعذت من الشيطان وتذكرت بأننا في بداية حياتنا ولا بـُد
من مواجهة بعض الصعوبات حتى نعتاد وننسجم مع بعضنا..

جلسنا على مائدة الطعام..
ننتظر وصول طلبنا..
ناصر: يمكن بنتعود على مطاعم الوجبات السريعة لأنها أحسن شيء
هنا..أما المطاعم العادية موب زين شغلهم...

سديم: أوكي عادي..

رن هاتفه " الجوال"
فرفعه وهو يبتسم: هاذي أمي..

ناصر: هلا والله...هلا الله يحييكم...وش أخباركم...لا تونا طالعين
من الفندق... إيه...الحمد لله بخير...الحمد الله بخير..يبلغ إن شاء الله
يا الله مع السلامة

وضعه على الطاولة ثم قال وهو يبتسم: تسلم عليك

سديم: الله يسلمها ويجزاها خير...

كنت أريد أن أقول له بأني أريد محادثة أمي..ولكني خجلت
وتوقعت بأنه سيبادر هو ويسألني إن كنت أريد محادثة أهلي..
تناولنا عشائنا...وذهبنا بعدها لنسير ونتمشى قليلاً في الطريق للفندق...

آه كانت تلك الليلة تتميز بالرتابة والملل..رغم أنه كان أكثر أريحية
من حاله عندما كنا في المطار..وأكثر لطفاً
مم تحدث معي قليلاً..كانت أحاديث رسمية..
عن ماليزيا..وعن المدن التي ينوي زيارتها..وعن المنتزهات التي
فيها...
وهكذا مرت الليلة الأولى..

.

.

.

.

في الغد..استيقظنا في الحادية عشرة صباحاً تناولنا الإفطار في
بوفيه المطعم الصباحي..ثم عدنا لغرفتنا..وقضينا الظهر فيها..
وخرجنا في الثالثة عصراً...مم كانت بداية رحلتنا لأبراج كولالمبور
شعرت براحة بهذا اليوم أكثر من سابقه..كان ناصر جيداً بتعامله
ولكن كان كثير الصمت بينما كنت أنا أخجل من المبادرة بالحديث
صعدنا الأبراج.. ونظرنا للمنطقة من فوق قمة الأبراج.. كان هناك شريط
تسجيلي للسياح..بإمكان الشخص أن يحدد اللغة التي يريدها..
ويضع السماعات ويتم شرح الأماكن من حولنا...
مم اخترت اللغة العربية طبعاً ...فأنا لا أجيد الانجليزية للأسف..
خرجنا بعدها وتسوقنا قليلاً... ثم اتجهنا للشلالات..
وبعدها عدنا للفندق.. خرجنا في التاسعة لتناول العشاء
ثم عدنا للفندق..وقالب الثـلج هذا لم يذب..
صمت.......وصمت......ثم صمت


حاولت بعدها أن أحكي.. أنا...ولكنه كان يجيب على أسئلتي
باختصار ورتابة حتى دون أن ينظر لي..
لا أعرف هل هو خجل... أم كبرياء أو غرور..أم ملل..
أم ماذا

حقيقة لم أشعر أني عروس... لم أرى عيناه تلمع بالإعجاب
سوى في اليوم الأول والثاني من زواجي... حينما كنا في الرياض
أتصدقون أنه يركز على التلفاز دون أن يلتفت..
ويجيب على تساؤلي دون أن يلتفت لي..
نمت تلك الليلة...وشعور بالغربة يقطع أنياط قلبي..
لمَ هذا الجفاء...لمَ..
.

.

.

تساؤلات يحيط بها قلبي الصغير
ذاك القلب..المتأمل
يبحث عن قطرة حنان
تروى عطشه..

وعن ابتسامة حب
تلون الدنيا من حوله

يبحث..عن انتماء
يضيء دنياه
ويحقق ذاك الاستقرار
الذي..كان
غاية مناه

ترى على أي
طريق سيسير
مركبي الصغير

وعلى أي
ساحل سيكون
مرســـــــاه

.

.

.

في صباح اليوم التالي..كان جدولنا مشابه للأمس...
غير أننا اتجهنا عصر هذا اليوم لحديقة الطيور..
وفي الطريق ..رن هاتف ناصر..
سلم على الشخص المتصل برسمية تامة ثم أعطاني جهازه..
ناصر: سديم كلمي..هاذي خالتك أمل

أخذت الجهاز ورددت بهمس: ألو...هلا والله..

أمل: السلام عليكم

سديم: وعليكم السلام

أمل: وش أخبار العروس

سديم: الحمد لله بخير..
وش أخباركم أنتم وش لون أبوي

أمل: الحمد لله كلنا بخير..أنتم بشرونا عنكم

سديم: الحمد لله بخير

أمل: مستانسين إن شاء الله

سديم: الحمد لله

أمل: أكيد

رددت بتعجب: إيه الحمد لله..

أمل: تسولفين معه..تمزحين ..وتفرفشين..

صمتت..
فأكملت أمل: خليك جريئة وسولفي معه..ترى الرجال يمل من المرة
الساكته واللي ما تتكلم..خليك مرحه معه

رددت بضيق..لأني لا أريدها أن تتدخل بخصوصياتنا
: إن شاء الله..يكون خير

أمل: لا لازم تفرفشين..ترى الرجال بيتضايق

سديم: طيب

أمل: يا الله مع السلامة وسلمي لي عليه..

سديم: إن شاء الله

أعطيته جهازه وقلت له بأن أمل تسلم عليه
ولكنه أجب برسمية وهمس: الله يسلمها

تساءلت بنفسي حينها كيف تريدني أن أكون جريئة معه..
وهو رسمي..جــــــداً..وصامت..
وأحياناً ينتابني شعور..بأنه متكبر..أو مغرور

وصلنا لحديقة الطيور..مم كانت هناك أشكال غريبة منها
ومميزة..وذات ألوان وأصوات رائعة
اشترينا عصيراً وجلسنا على أحد المقاعد هناك .. حاولت هذه المرة
أن أكون أكثر جرأة علقت على الحديقة والطيور..وتحدثنا قليلاً
لا أدري لمَ أحيناً أشعر بالإشفاق على ناصر..
هل لأنه يتيم...أم لأنه خجول..
نظرت لأظفاره التي كثيراً ما ينتزعها بيديه..حينما يسهو..
أحياناً أشعر بأنه سيصل لمنتصف ظفره من شدة انتزاعه لأظفاره..

خرجت من تفكيري بها..حينما هبط طائر بالقرب مني
فقفزت من مقعدي بسرعة..وضربت بيدي على علبة عصيري
التي كانت على الطاولة..وجريت لأقف بالقرب من ناصر..
ناصر: ههههههههه لا تخافين..ترى الطيور هنا بدون من
قفص..

سديم: يمه وشلون بنتمشى

ناصر: ههههه تراها طيور ما تخوف..

شعرت بخجل شديد..خصوصاً حينما رأيت بعض الأشخاص ينظرون
لنا...ويبتسمون..
ناصر بضيق: معك منديل عشان تمسحين العصير..اللي أنكب

سديم: إيه

مسحت جزءاً من العصير المتناثر على الطاولة بالقرب من ناصر..
حقاً شعرت بالخجل حينما رأيت بقعة صغيرة من العصير على قميص
ناصر..وهو يحاول مسحها..
هههههه حقاً كان شكلي مضحكاً حينما قفزت بخوف..

نهضنا بعدها..وأخذنا نتجول بالحديقة..كنت حينما أسمع صوت أجنحة
الطيور التصق بناصر وهو بدوره يضحك علي..
ولكننا لم نطل بالحديقة لأن ناصر رفض أن نبقى بها بحجة
أنني خائفة ولن استمتع..

مم حينما عدنا للفندق...قررت أن أضع حداً لهذا الصمت المطبق..

وحين دخول ناصر لدورة المياه كي يستحم..
انتهزت الفرصة..بأن غيرت ملابسي..وارتديت بجامة حريرة
ووضعت لمسات خفيفة من البودرة المضغوطة..ومرطب لشفاه
ثم قمت برسم معالم المرح على وجهي..
وأخذت بعدها نفساً عميقاً كي أستعد لتغير هذا الجو الكئيب..
حقاً شعرت حينها بأني مستعدة لمواجهة معركة..
ربما لو كان ناصر من النوع المرح والمرن.. لاستطعت التخلص
من خجلي بسهولة.... ولكن ما يصعب المهمة علي..
جموده...ورسميته..وجديته..

سمعت صوت فتح باب دورة المياه..
فاضطربت نبضات قلبي.. ولكني كنت عازمة على كسر جدار الصمت
أتجه للغرفة ومعالم الجمود على وجهه..
كنت سأصاب بالإحباط.. لا أريد منه شيئاً فقط أريد منه ابتسامة لأتشجع
كنت أجلس على جانب السرير وأهز قدمي بخفة
لا أعرف كيف أبدأ وماذا علي أن أقوله

ولكن جلس ناصر مقابل التلفاز بحيث يكون قد أعطاني ظهره
شعرت بغيــــــض شديد..وددت لو أضربه بالوسادة التي بجانبي..
عندها التفت لي...قلت بنفسي ربما سيدعوني للجلوس بجانبه
ولكنه كان يبحث عن "الريموت كنترول"
التقت نظراتنا فابتسمت له..
ولكنه ابتسم بارتباك..
ثم قال بعدها بشيء من الكبر: آآ وين الريموت

شعرت بضيق..:هذاه

ثم مددته له..
آه لو أستطيع أن اضربه بجهاز التحكم "الريموت" على رأسه
عله أن يفيق من غبائه...ويعاملني كزوجة..وليس كأخت
شعرت بألم ...ليته يعاملني كأخته..ربما لاستمتعت قليلاً
نهضت وجلست بجانبه..
لم يكن هناك شيء رائع يعرض على التلفاز كي يركز عليه بشدة
ولا يمنحني حتى نظرة...
المشكلة أن الفيلم قد عرض بالأمس..
نظرت له كي أتأكد هل هو مستمتع فيه أم أنه يحاول فقط أن يمضي
الوقت بعيد عني..
يبدو أنه تضايق من نظراتي له..
رأيته يرفع الصحيفة التي بجانبه على الطاولة..بضيق..وعبوس
وارتباك...
ضقت ذرعاً عندها...فبدأت أتحرك بضيق..
أريده أن يشعر بأن التي بجانبه ليست جماداً..
أخذت جهاز التحكم من جانبه..وغيرت القناة..لعله يسأل لما
ولكنه بقي مركزاً على الصحيفة..ما يغيضني أنه قرأها ظهر اليوم
لما يعيد قرأتها الآن..
سديم: ما عندهم شيء..كل شيء يعيدونه

ناصر: إيه غالب الأفلام والبرامج تعاد مرتين

سديم: أمس الساعة ثنتين جاء هالفلم..واليوم الظهر عادوه
والحين بعد عادوه..

ناصر وهو مركز بالصحيفة: يمكن ما عندهم غيره..

وحل بعدها الصمت مرة أخرى...
صمت لمدة دقائق..ثم حاولت من جديد
سديم: نـ...ناصر

رفع رأسه ببطئ ونظر لي دون أن يتكلم
سديم: آآ ما مليت من الجريدة اليوم قاريها

شعرت بعدها بأن جسدي يحترق من الخجل..
أجابني ناصر: لا بس قريتها الظهر بسرعة..
يعني بس العناوين..ليه تبينها

قلت بإحراج: لا......بس ملل..
آمم ليه ما...تخليها وتسولف معي..

ناصر بابتسامة: سولفي

سديم: لا أنت سولف معي..

ناصر: أنا ما عندي شيء أقوله...
أنتي سولفي

صمت...ولكني أخذت الموضوع بأريحية ودون تحسس
وقلت بابتسامة خجلة: طيب..مم وش لون أسولف وأنت
مركز بالجريدة..

ناصر: عادي أنا أسمع بأذاني..

أعرف أنك تستمع بأذانك وليس بعينيك..أو انفك
سديم: ما أعرف أتكلم واللي قدامي ما يناظرني..

شعرت أني جريئة جداً...ولكن يبدو أنه يجب علي أن أكون أجرأ منه

ناصر: تبين تسولفين كذا سولفي..ما تبين براحتك..

صمت بعدها...وشعرت بأني خسرت هذه المرة
كانت العبرة تحشرج بحلقي...وعيناي تلتمع بالدموع
نهضت بعدها واستلقيت على السرير..
وهذا الجماد الذي معي..لم يحركه ساكن...

ونمت تلك الليلة بعد أن بللت وسادتي...بقطرات من دموعي
التي يبدو أنها لن تفارقني...


في الغد وهو ثالث يوم لنا في ماليزيا..
ذهبنا لمجمع تجاري لنتمشى..مم كانت تغريني البضائع المعروضة
وأتمنى لو أستطيع أن أراها براحة..ولكن ناصر يسير بسرعة وكأنني
لست معه..فقط يخفف السرعة حينما تكون البضائع تناسب ميوله
لا أعرف هل هو لا يفهم فن الذوق...أم أنه لم يعتد أن يكون مسؤولاً
عن أحد أم أنه يكرهني ولا يعرف المجاملة...

مم اتجهنا بعدها لأحد المنزهات..وقضينا بعض الوقت هناك..
وجل ما يحدث بيننا هو الصمت...ولا شيء غير الصمت
حاولت التحدث معه..ولكنه لا يمنحني فرصة
ويتجاهلني..

وعند حلول المساء..عدنا للمنطقة التي بالقرب من فندقنا ولكننا
ذهبنا لتمشية وتكملة بقية اليوم خارجاً..
أذكر أننا دخلنا في أحد المراكز التجارية..وكان هناك دور سفلي
سألني ناصر أن كنت أريد النزول له ووافقت..
وفي أثناء ذلك...رن "جوال" ناصر
رفعه.. ثم أشر لي بأن أتبعه لأن الأصوات الموجودة هنا لا تجعله
يستطيع التركيز..توقفنا بالقرب من بوابة المركز السفلية..حيث كانت
تطل على مواقف السيارات..
أخذ ناصر يسلم على المتصل بحفاوة وتقدير....
وشيء من الارتباك والخجل..
كنت أسمعه يردد.." أبشر الله يطول بعمرك"..." إن شاء الله"..
"إن شاء الله أبشر يا عم"
ثم التفت لي..وأعطاني جهازه
قائلاً: كلمي هذا أبوك..

اختطفت الجهاز منه..وأخذت أحدث والدي..وأسير بعيداً
عنه وهو يتبعني كظلي...
سديم: هلا والله...هلا يبه

أبي بصوته الدافئ الحنون: هلا ببنيتي..وش لونك وأنا أبوك

سديم: الحمد لله أنا بخير وش لونكم أنتم وش أخباركم

أبي: الحمد لله حنا بخير..أهم شيء أنتي عساك مرتاحه

أجبت بهمس: الحمد لله مرتاحه

أبي: انتبهي لنفسك.. وخليك قريبة من ناصر..
ولا تبعدين عنه...دايم أمسكي ايده..

سديم: هههههه إن شاء الله

أبي: أتكلم جد أمسكي ايده ولا تفلتينها إلا إذا وصلتوا للفندق

قلت بخجل: إن شاء الله..

أبي: يا الله ما أطول عليك .. لا تنسين تقرين أذكارك..كل يوم

سديم: إن شاء الله..سلم لي على خالد..

أبي: يبلغ إن شاء الله
مع السلامة

قلت بهمس: مع السلامة

أعطيت ناصر جهازه بهدوء...أريد أن أبكــي..
أنا أعاني من غربة الروح..
أكثر من غربة المكان..
آآه يا ربي أعني..


دخلنا بعده للسوق وتنزهنا في الطرقات..مم وتناولنا عشائنا بأحد المطاعم السريعة..كانت نفسيتي أريح قليلاً عن ذي قبل
كنت حينما أمر من زحام أمسك بيديه..وحينا يكون المكان خالياً
أتركه...هههههه شعرت به قد تعجب حينما قمت بذلك..
ولكنه أعتاد بعدها..على أن يخفف من سرعته ويمك بيدي حال الزحام..
ولكن ما يؤلمني أنه حال ما يكون المكان خالياً يزيح يده عني
بسرعة..وكأن يدي قذرة
ترى هل هذا خجل أم كره..؟!!



في صباح اليوم الرابع..كنت أريد أن أحادث والدتي..
الغريب أنه يحادث أهله كل يوم ولم يفكر يوماً بأن يسألني
إن كنت أريد ان أحادث أمي..

خرجنا في العصر..وجلسنا في محل للكوفي..
مم أخذ يتحدث قليلاً عن الأسواق هنا وروعه أسعارها..
وقال بأن الدفي دي (DVD)هنا رخيص جداً..
ولكنه أستدرك بسرعة وقال: أنتي تعرفين وش الدفي دي..

نظرت له باستهزاء..وقلت: لا ما أعرف

كنت أمزح معه..ولكنه صدق
فقال يشرح: هو يشبه السي دي بس أكبر سعه

قلت مجاملة: آها

ناصر وكأنه تذكر شيئاً: تعرفين السي دي؟؟

اغتظت منه..هل يضنني جدته: إيه أعرفه

ناصر بابتسامة مشككة: والله تعرفينه..هو شريط تخزين

قاطعته: وش دعوى أكيد أعرفه...ما فيه أحد ما يعرفه..

ناصر وهو يغير الموضوع: أسعارهم هنا أحسن من عندنا بكثير

سديم: لكن الجودة نفسها؟؟

ناصر وكأني أخجلته: آآ..هاذي الدفي ديات أفلام
موب برامج..

صمتت..ولكني سخرت منه بداخلي..كل هذا الكبر والتعالي
وكأنه أخذني من قرية..وفي النهاية تكون مجرد
أفـلام!!؟

كنا نجلس أنا وناصر على طاولة خارجية..مقابل مطعم ماليزي
كنت أرى من خلف زجاج المطعم عائلة ماليزية..
الزوج يضع يديه خلف زوجته التي كانت تتميز بالنعومة..كان يحدثها
ويبتسم تارة ويطل بوجهها..وهي تخفض رأسها باستحياء..
وفجأة ابتعد الزوج عن زوجته وقامت هي بإبعاد الكرسي قليلاً عنه
لأن أطفالهم قد حضروا..مم أعجبني أدبهم
بعكس الأوربيين والأمريكيين الذين وجدتهم هنا..فهم يتميزون بالوقاحة
بنظري..

أعدت نظري لناصر وتشجعت
ثم قلت: ناصر...

ناصر: هلا

سديم: مم أبي أكلم أمي...
تقدر..تخليني.....أكلمها

ناصر: إيه أكيد

أخرج جهازه..وطلب مني رقمها.. ثم أعطاني إياه..لحظات وبدأ طنين الاتصال..وضربات قلبي تنبض بشـــوق..
وأخيراً سمعت أغلى صوت على قلبي..
أمي: ألو...ألو مين

سديم: السلام عليم...هلا يمه

أمي: مين سديم

سديم: إيه يمه أنا سديم....وش لونك يمه...ووش لون أمي منيرة "جدتي"

أمي: الحمد لله حنا بخير...وينك أنتي تأخرتي ما كلمتي..

قلت بحرج: غصب علي يمه
ما قدرت

أمي: أيه معليه يا بنيتي دامك ما قدرتي..
الله يوفقك ..بشريني عنك

سديم: الحمد لله أنا بخير

ناصر: سديم لا تطولين لأن الاتصال دولي..

نظرت له بضيق..ثم هززت رأسي..
سديم: يمه يا الله مع السلامة..
مقدر أطول

أمي: يا الله ...الله يوفقك يا بنيتي
ويسعدك
ويحفظك..

أغلقت الاتصال ومددت الجهاز له..
أخذه مني وأخذ يبرر بأن الاتصال الدولي مكلف
وأنه ليس كالاتصال المحلي..
لم أكن أرد عليه فقط أهز رأسي بضيق..وعدم اقتناع

ترى هل بضع دقائق ستكلف عليه..
حتى الآن لم أشتري أي شيء من هنا..ولم أكلف عليه بشيء
كي أقول بحق أنني أرهقته بالتكاليف ..
رغم أن والدة ناصر أخبرتني بأن أسعارهم رائعة هنا
وقالت لي بأن لا أخجل واشتري أيه شيء أريده من هنا..
ولكن يبدو أن ولدها بعكسها..

لا أصدق أني ما زلت في بداية زواجي
وأنني في شهر عسل!!




مم لم يحدث شيء مميز في الأيام التالية..غير أني انتقلت لمدينة أخرى
عبر الطائرة..كانت طائرتهم عبارة عن 3 مقاعد بجانب بعضهم..
مم جلست أنا بالقرب من الشباك بينما جلس ناصر في المقعد الأوسط
وبعد ثواني جاء رجل آسيوي..لا أعلم إن كان ماليزي أو صيني
فالصينيين كثر في ماليزيا..رأيته ينظر للمقاعد التي نجلس عليها
ثم قال لناصر بالانجليزية بأن هذا مقعدي..
وأشار للمقعد الذي كنت أجلس عليه..طبعاً فهمت هذا من إشاراته..
فأنا لا أجيد الانجليزية..
كان ترتيب المقاعد حسب التذاكر بأن أكون أنا بالمنتصف بحيث
يكون الرجل الآسيوي عن يساري وناصر عن يميني..
كان يتكلم بضيق وشيء من الغضب..أعتذر منه ناصر..
وطلب مني ناصر أن أجلس بمقعده بحيث يجلس هو بمقعدي
ويكون بالمنتصف..
ولكن في النهاية رفض الرجل الآسيوي.. أن أقوم ورضي
بأن يجلس هو على الطرف
غير أنه ما زال بين لحظة وأخرى يخرج تذكرته لناصر ويشرح له بأنه
قد أخطأ وأن المقعد الذي أنا عليه هو له..
هههههه حقاً اشفقت على ناصر...فهو في كل مرة يهز رأسه
ويعتذر...يبدو أنه لن يرتاح من تذمر هذا الرجل حتى نصل..

التفتت على الشباك..بعد أن أقلعت الطائرة...
ورأيت الأرض من تحتنا..كان المنظر رائعاً مختلف تماماً عن منظر
الأرض في المملكة!
كانت زرقة الماء نقية وساطعة..وممتزجة بجمال راقي مع بساط
الأرض الأخضر..
منظر رائع يعجز اللسان عن وصفه..
وتتقاعس الكلمات عن الإلمام به..
ويكفي أن نقول أنه آية من آيات أبداع الخالق...



وصلنا للمدينة التالية ..وذهبنا للفندق..مم كان أقل فخامة من الفندق
الذي كان بالعاصمة "كولالمبور" أخبرني ناصر بأن أكثر سكان
هذه المدينة هم من غير المسلمين..
مم وصلنا هناك عند غروب الشمس.. لذلك صلينا ثم خرجنا لتنزه
ثم تناولنا عشائنا وعدنا للفندق..

استيقظنا صباح الغد في الساعة التاسعة..نزلنا
فسألني ناصر: سديم تبين نفطر..

سديم: بكيفك

رغم أني كنت أتضور جوعاً
ناصر: وشو اللي بكيفي أنتي تبين ولا لأ

لا أعرف إن كان هذا الناصر يعلم أني عروس وبديهي
أن أخجل..من المفروض أن لا يسألني..فالإفطار شيء أساسي
لا يحتاج لسؤال...
سديم: أنا عادي.. إذا تبي أنت أفطرت معك..ما تبي خلاص موب لازم

ناصر: لا أنتي قولي تبين ولا لا

سديم: ما أدري بكيفك..

ناصر: تبين قهوة

سديم: لا ما أشتهي..

حقيقة كنت جائعة..ولكن لم أرد أن أشرب كوب من القهوة..
أهئ أهئ كنت أريد إفطاراً..

ناصر: أجل خلاص أمشي نروح..

خرجنا من الفندق..واتجهنا لأحد المنتزهات..
لأول مرة أرى الماليزيين بكثرة..خصوصاً المحجبات
مم وقفنا هناك ثم دفعنا نقود للقطار الذي يصعد الجبل..
بعد 10 دقائق جاء القطار.. ورأيت الناس يتزاحمون عليه
تعجبت من تدافعهم ولكن أدركت السبب حينما ركبت ولم أجد لي
مقعد..وقفت ومقابلي ناصر..وبدأ القطار بصعود الجبل
مم كان المنظر جميل..أرض خضراء..وطبيعة خلابة
وهذا القطار يصعد الجبل...ليوصلنا لمنتزه فالأعلى..
كان جوعي قد اشتد بسبب طول المسير..ولكن حينما ظل القطار
بالارتفاع شعرت بالدوار
حاولت التصبر....وحاولت..كنت أتنفس بضيق والدنيا تظلم من حولي..
ونهاية جلست حينما لم أستطع التحمل أكثر
نظر لي الناس الذي كانوا يجلسون بالقرب منا..
ثم قال ناصر بحرج: وش فيك تعبتي؟

سديم: لا بس... حسيت بشوي دوخه

ناصر: هاذي اللي تدلع وتقول ما أشتهي فطور..

صمتت ولم أرد عليه..ولكن بعد ثواني سألني
بضيق: ما تقدرين توقفين شوي لين نوصل وترتاحين هناك

كم أغاظني حينما قال ذلك..ترى هل لديه مشاعر..
هل هو إنسان ..ألا يراني تعبه..لما لا يقل:"ما بك حبيبتي"
أو يسمي علي...بدل أن يطلب مني أن أنهض وأتحمل الوقوف

ولكن يبدو أن المرأة التي بجانبي رحمتني أكثر منه..وطلبت من أبنها
الشاب أن ينهض..وأزاحت لي مكاناً كي أجلس..

نظرت لناصر بعدها كان يبدو عليه الضيق..لأني أوقعته بموقف محرج
لا أعرف..ولكن بدأت أشعر بحق أن حياتنا ليست على ما يرام..
وأنه ليس مقتنع بي..



وصلنا للمنتزه أخيراً..وجلسنا على أحد المقاعد هناك
بينما أحضر لي ناصر "مارس وسنكرز" أسد بهم جوعي حتى
نتناول وجبه الغداء..
ناصر: شفتي هذا الدلع وش يسوي..كان أفطرتي
وشو له تقولين ما أبي أفطر..

سديم: ما أدري قلت يمكن أنك ما تبي

ناصر: لا أنا عادي كنت مشتهي الفطور..
وكنت بفطر لو أنك وافقتي..بس أنتي رفضتي..

مم إذاً هو يوقع اللوم علي لأني حرمته من الإفطار
أم ماذا..



تنزهنا قليلاً ثم اتجهنا بعدها "لتلفريك"..مم لا أعرف بماذا تسمونها
أقصد العربة التي تسير على خيط سلكي..وتمر بين الجبال
هل عرفتموها؟؟!!

كنت قد جهزت الكاميرا لتصوير المناظر ونحن ننزل من الجبال...
ولكن فور أن بدأنا بالانحدار..أغمضت عيناي بخوف..
وقبضت يد ناصر بخوف..
ناصر: هههههههه وش فيك خايفة؟
هههههه

سديم: يمه النزله تخوف...أحس كأننا بنطيح

ناصر: ههههه وين تطيحين مثبتينه بحبال قوية
فتحي عيونك المنظر من هنا روعه

فتحت عيناي تدريجياً...ونظرت للمناظر من حولنا...
واااااو منظر يعجز لساني عن وصفه ... مم كنا ننحدر من حول الجبال
الخضراء... والأشجار والأعشاب تتدلى من كل مكان..
وشلالات منسابة.. وحيوانات فالأسفل تجلس بالقرب من الماء..
كانت لحظات أشبه بالخيال...ربما أنه أفضل موقع زرته بالنسبة لي..
ولكن مم من غبائي أضعت تلك اللحظات وها نحن نصل للمحطة التالية...


.

.

.

.

ها أنا أتممت الأسبوع ويومين في ماليزيا..وما زال حالنا على ما هو عليه
ومن رديء لأردئ ...أعتدت النوم وقطرات دموعي تبلل وسادتي..
يبدو أن أحلامي تبخرت..وحملتها سحب الأسى بعيداً عني..
فالرجل الذي يقبع بجانبي لا أجد أفضل من أن أصفه بكومة جماد لا أكثر
لا توجد أيه كلمة قد سجلت أشعر بها أنني زوجة له..
فالصمت هو ديدنه الدائم...حرصت يومياً على الظهور بمرح
حتى أني حاولت أن أحبه...بل كنت أعامله برفق..ولطف واحترام

 
 

 

عرض البوم صور بسمه جراح   رد مع اقتباس
قديم 23-05-08, 05:17 AM   المشاركة رقم: 59
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 73732
المشاركات: 174
الجنس أنثى
معدل التقييم: بسمه جراح عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 52

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بسمه جراح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بسمه جراح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

ولكن فالمقابل لا أجد سوى تجاهل... كبرياء...صمت
حقاً تنتابني مشاعر من الكره تجاهه أحياناً..
أتذكرون قصة الدفي دي والسي دي حينما كان يحاول شرهما لي!!
كررها مراراً ..أتصدقون أنه في أحد أيام إفطارنا كان يشرح لي
معنى (sugar) ويقول لي بأنه سكر!!...عجباً ...هل لأنه يتقن الانجليزية..
يعتقد بأني جاهلة لا أعرف أشياء سخيفة تعلمتها وأنا فالصف التمهيدي
حينما كنت في الخامسة من عمري...

أتصدقون أني أصبحت أصاب بسعادة غامرة حينما أرى أناس عربيين..
طيفهم فقط يشعرني بالانتماء..والفرح...
في أحد المجمعات التجارية صادفت امرأة مغربية أو ليبة لست متأكدة
حقاً ابتسمت دون شعور وغمرتني السعادة..
وفي معرض أسماك القرش...كانت سعادتي لا توصف..
هههههه أتعلمون لمَ لأنني صادفت أناس خليجيين!!

مم حينما دخلت معرض أسماك القرش..كنت أسير بملل..
رغم أن المكان كان رائعاً..أسماك القرش بمختلف أشكالها وألوانها
وأحجامها..في أحواض كبيرة من حولنا ومن فوقنا...
ولكن ما شد انتباهي هو أنني سمعت تعليقاً عربياً فرفعت رأسي أبحث
عن مصدر الصوت..ورأيتهم..كان عائلة مكونة من أب وأم وابنتان وطفل
يبدو في 12 أو 13 من عمرة..وحينما تكلم أباهم الذي يبدو في الأربعين
من عمره..علمت أنهم من الكويت...
تمنيت أن أسير معهم..وأترك كتلة الجليد التي بجانبي(ناصر)..
وأذهب معهم....حقاً أصبت بالإحباط حينما ابتعدنا عنهم..

مم خرجنا بعدها..وكان هناك رجل وزوجته..مم كانت تبدو في الثلاثين من عمرها..مم كانت خليجية أيضاً...
ولكن لم أعرف هل هي قطرية ..أم امراتيه.
ولكن رؤيتها فقط أشعرتني بشيء من الراحة..

عجباً يصبح أقرب الناس لك وهو زوجك مصدر لغربتك..بينما يصبح
الناس...هم مصدر راحتك وأمنك...
صدقوني إنها مشاعر صعبة أن تشعر بالغربة
وتبحث عن أطياف عربية..أو خليجية
كي تشعر بالأمان والسعادة
حقاً مشاعر يصعب وصفها..




انتقلنا بعدها للنكاوي...عبر البحر..وهي عبارة عن جزيرة في منتهى
الروعـــة ...
سكنا في فندق بوسط الغابات..كان تصميمه مشابه للعشش..
ولكنها فخمة من الداخل.. السرير يقع على جانب الغرفة
ومقابله تماماً باب زجاجي كبير..يطل على شرفة مرتفعة قليلاً عن الأرض
والأشجار محيطة بنا بكل مكان..

أما البحر فبإمكاننا الوصول له عبر أقدامنا..
فهو ليس ببعيد عنا..ولكن ما أرعبني أن وجدت "قرداً" على
أحد الأشجار...

ارتحنا قليلاً..ثم ذهبنا للبحر..
أكثر ما جذبني..هو التحام زرقة البحر..باخضرار الأرض من حوله..
أنظر تارة للبحر الممتد...ثم التفت للغابات الكثيفة..
كان القردة متواجدة بكثرة بالقرب من الأشجار المطلة على الشاطئ
سديم: شف القرودة هنا...
شف هذا الصغير يجنن..

ناصر: إيه يا حليله..

تحركت القردة قليلاً..وقفز الصغير على الأرض..
فتحركت بخوف دون شعور مني..
ناصر: لا تبينين أنك خايفة تراهم يجون عندك..

سديم: يمه أمش نروح أخاف يجون..

ناصر: هههههه لا ما يجون..بس أنتي لا تبينين أنك خايفة

جلست على مضض..فوجودهم يشعرني بالقلق..
ناصر: نروح ناكل لنا شيء..

سديم: إيه يا الله

ناصر: يا الله

سرت بالقرب من ناصر...وتنفست الصعداء حينما ابتعدنا عن تجمع
القردة...ذهبنا سيراً للمطعم..كان مفتوحاً على البحر..لا يغطيه سوى
المظلات ... اخترنا طاولة بعيدة قليلاً..
كانت بالقرب من الشاطئ..
وأتى النادل لأخذ الطلبات منا..
حقيقة مللت من كوني أتبعه..فاخترت طلبي بنفسي..
وكان عبارة عن (هامبرجور دجاج) وعصير..
وحينما انتهى من أخذ طلب ناصر التفت لي.. ليأخذ طلبي
وفي العادة كان ناصر هو من يسألني عن طلبي ثم يخبرهم
ولكني هذه المرة لم أعطه فرصة
فقلت: هامبجر شكن..

النادل وهو يسجل: همبرجر شكن..

هززت رأسي..
وناصر مرتبك..ويكاد يتصبب عرقاً..
ويحاول أن يتكلم ولكن لم أعطه فرصة..أخبرت النادل أني أريد
عصيراً..وذهب مدبراً..
فقال ناصر: تعرفين وش طلبتي

قلت بضيق: إيه أكيد أعرف

ناصر للنادل: لحظة شوي..(طبعاً بالانجليزية)

ثم التفت لي وقال: عارفة وش نوع الهمبرجر

سديم: إيه عارفة... همبرجر دجاج

ناصر: تراك طلبتي همبرجر دجاج.. أنتي عارفة..
ولا تبين لحم..عشان إذا جاء الطلب ما تقولين موب هذا طلبي
وأنا كنت أحسبه شيء ثاني..

قلت بقلبي مستهزئة( الحمد لله انك علمتني أن الشكن دجاج كنت أحسبه
سمك!!)..
سديم: طيب أنا عارفة وش طلبت خلاص..

ناصر: والعصير

قاطعته: عارفة عصير برتقال..

التفت ناصر للنادل وطلب منه أن يرحل..
ثم التفت لي يبرر وقال: عشان ما يتكرر الموقف اللي قبل شوي
قولي لي طلبك زي كل مرة وأنا أطلبه لك..

نظرت لك بتعجب وصمتت..
ناصر: يمكن أنتي تصيرين فاهمته شيء ثاني بس هم ما يفهمون منك
صح ويجيبون لك طلب ثاني..

لم أرد عليه والتفتت البحر..
لا يعني كوني لا أتقن الانجليزية أني لا اعرف أشياء تافهة..
أعتدت عليها في بلدي...أغاظني..أغاظني بحق حينما أراد أن يعلمني
ما هو طلبي!!

كانت أموج البحر تتلاطم بشدة ..وكأنها تحكي عن مشاعري المتلاطمة
وجراحي..المتناثرة...وآهاتي العميقة..

.

.

.

على شاطئ البحر كانت
تأن عبراتي..

وبارتطامه..كانت..
تتصادم مشاعر..متضادة

وبقطرات مياهه المتناثرة
كانت تتناثر قطرات جراحي
الأليمة..

وبصوت زمجرته..
على صفحة الصخور

كانت تزمجر مشاعر الأسى
والحرمان..
والغربة
والضياع


آهات...وآلام
تحكي قصة القلب
الملتــــــاع


تحكي قصص من وقع
الحياة...وقسوة بني
البشر

وتفتت الأحلام..
كتفتت تلك الصخور الصغيرة
بوجه..تلك الأمواج
الكبيرة

لن توفي السطور..
ولن تجدي الكلمات
ولن تسدي الأحرف
لمشاعري
المحرقـــــــة
أي شيء

غير أنها..
ستحمل..بضع مشاعر
قد ترسم طيفاً
من ماضي مؤلم
تليد

.

.

.

من بين مزارع الأرز كان تسير سيارة الأجرة ..ومن خلفها..كان تتباهى
تلك الأشجار بروعتها...مم لنكاوي..كانت تتميز ببساطتها..
كنت أشبهها بالقرية... لا يوجد بها غير سوق تجاري واحد..وكل ما طلبنا
الذهاب للسوق وضعونا فيه عندها أدركنا أنه لا يوجد غيره عندهم..
مم ما يميزها أيضاً بنظري..كثرة المساجد.. بحيث أنني أرى المساجد بكل مكان ليس ككولالمبور..
مم وكذلك كانت تتميز بالزراعة والطبيعة فقط لا غير

أحببت لنكاوي كثيراً..

بقينا في لنكاوي 3 أيام..وعدنا بعدها لكولالمبور..


ناصر أصبح أكثر جموداً وخشونة عن ذي قبل..
وكأني ارتكبت خطئاً بحقه..
لم أكن أريد منه حباً...كنت أريد رحمة على أقل تقدير
أريد لطفاً بالتعامل...

أكملنا الآن أسبوعان و3 أيام في ماليزيا..
رغم الطبيعة..ورغم روعة المكان..إلا أني مللت وأريد العودة
للوطن..فحلاوة المكان لا تكتمل إلا بوجود شخص يحبك يؤنسك
ويحرص عليك...وهذا لا يتوفر..بقطعة الجليد التي معي..


لم أشتري بعد أية هدايا لأهلي..وأهل زوجي..وناصر لم يعطيني
الفرصة لذلك...دوماً ما يقول لي هنا الأسعار رائعة لما لا تشتري
شيئاً ولكن حينما يعجبني شيء وأطلب شرائه يتملص مني ويحاول أقناعي
بعدم جودة ما أطلبه..أو ارتفاع سعره!!؟

حتى شككت بأنه بخيل...

مم ذهبنا للسوق الصيني..
وأول شخص خطر ببالي حينما رأيت غرابة المعروضات هناك
هي خلود..مم كنا أنا وخلود نحب الأشياء الغريبة..
ولكن ناصر كان يسير بسرعة..بحجة كثرة الزوار هنا..
حتى أني يئست من شراء أي شيء..

على ذكر كثرة الزوار..تذكرت العائلة السعودية التي رأيتها..
كان معهم شاب وامرأة كبيرة وأربعة من الفتيات..
كن يتهامسن ويتضاحكن ويعلقن على الأشياء من حولهن بمرح
ههههههه حقاً تمنيت لو أنني كنت أحداهن..وتمنيت بحق أني
لم أتزوج...

صحيح..قبل أن أنسى..اشتريت البوم للصور..
كان رائعاً وغريـباً...





في الأسبوع الأخير..شعرت أن ناصر قاسياً بشدة...وكأنه شخص
مختلف عن الشخص الذي كان في أول يومين من زواجنا...
في السوق لا يحب أن أسير بجانبه..دوماً ما أسير خلفه..
وكثيراً ما يبتعد لشراء شيء ويقول لي..أجلسي هنا لا تتبعيني..
دقيقة سأشتري هذا الغرض وسأعود..وأبقى وحدي كأني منبوذة!!

وأكثر ما آلمني...هو أنه في أحدى الأيام..وحينما كنا نتمشى بالسوق
ممرنا بـ"كوشك" صغير للكوفي..يقع بوسط السوق.. كان ناصر يمر
ويعود بالقرب منه..وكأنه محتار بأمر ما..
سألته: تدور على شيء

ناصر : لا

ثم دخل الكوفي..ورأى جلسة بداخله..
فقال لي: سديم أجلسي هنا شوي..
الحين بجي

سديم: وين بتروح

ناصر: بشتري غرض من محل قريب من هنا وبجي

سديم: لا ما أبي أجلس لحالي هنا بجي معك

ناصر: ما نيب مبعد أنا قريب من هنا..وبعدين أنتي بتتعبين وأنتي
تمشين وراي..

سديم: لا عادي ما راح أتعب..أخاف أجلس لحالي هنا

ناصر: لا ..لا تخافين 5 دقايق وبجي...

ذهبت وجلست على الكرسي القريب مني بحزن..
المشكلة أني لا أعرف التحدث بالانجليزية..
مرت الدقائق تتلوها الدقائق..وعاد ناصر أخيراً..
نهضت بسرعة باتجاهه.. ولكنه استوقفني
ناصر: لا أصبري ما خلصت بس جيت باتأكد أنك فيه
أصبري عشر دقايق وأجي..

سديم: لا ما أبي أقعد هنا باجي معك..

ناصر: لا أقعدي شوي وأجي..

وذهب دون أن يلتفت لي أو أن يرى ردة فعلي..
جلست بخجل هذه المرة.. خصوصاً أن صاحب الكفي
بدا مستغرباً من وجودي وكل لحظة ينظر لي..
وبعد مدة 5 دقائق أو أكثر جاء لي صاحب الكفي
وسألني إن كنت أريد شيئاً..ولكني اكتفيت بتحريك رأسي بعلامة الرفض
ثم ذهبت وبعد 3 دقائق عاد لي يسألني لم أنا هنا وهل أريد شيئاً
ولكني حركت رأسي بعلامة الرفض..و أشرت له بالخارج
أقصد أني انتظر أحداً...يبدو أنه لم يفهم مني شيئاً ثم ذهب..وعلامات
التعجب ترتسم على وجهه...
كنت على وشك البكاء هذه المرة... تارة أدعوا ربي..
وتارة اسب وأشتم بهذا الناصر غريب الأطوار..
حقاً بدأت أشك بأنه مريض نفسي..
هل من المعقول أن يدع رجل عروسه بمحل للكفي ويتركها
مدة تزيد عن الربع ساعة..وهو يعلم أنها لا تجيد الانجليزية

أتى أخيراً..الأمير ناصر..يسير على مهل وكأنه لم يفعل شيئاً
ناصر: تعالي..

قلت بضيق: وينك تأخرت..

ناصر: إيه غصب علي دق علي عمي وتأخرت وأنا أكلمه

سديم: طيب كان جيت كلمته عندي موب تخليني هنـ

ثم خنقني العبرة وأكملت: موب تخليني هنا لحالي...

ناصر: إيه ما توقعت أني بتأخر

قلت بعبرة: بس موب معقولة تخليني هناك لحالي...

تجاهلني بضيق وسار وأشر لي بأن أتبعه..
عدنا بعدها للفندق ودخلت لدورة المياه..وانفجرت بالبكاء
ليس بكائي بسبب هذا الموقف فقط بل بسبب التراكمات من مواقف
ناصر...مواقفه المؤلمة والجارحة...

حقاً إنها لحظات مؤلمة....أشعر بعودة تلك المشاعر الأليمة بمجرد
تذكر طيفها الحارق..

حينما هدأت قليلاً خرجت وأخذت ملابسي ومنشفتي ودخلت للاستحمام
ومع قطرات المياه هدأت مشاعري المضطربة..
خرجت واستلقيت على السرير... دون أن أنبس ببنت شفه
ونمت كعادتي...والأحزان هي رفيقي..

بالغد..ذهبنا لحديقة الفراشات..أذكر أنه كان يوم جمعة..ولهذا سمعت
صوت الأذان والخطبة حينما أردنا الخروج من الحديقة..
كم رائع هو صوت الأذان...أتصدقون أني سأتم 3 أسابيع هنا لم أسمع
فيها صوت الأذان...رغم أن البلد إسلامي...

مم حديقة الفراشات من الأماكن الرائعة التي زرتها فرشات بكل مكان
وفي الداخل كان هناك معرض للفراشات المحنطة..

خرجنا من الحديقة في 12 ظهراً..ثم تناولنا غدائنا بأحد المطاعم
ثم ذهبنا لنتنزه قليلاً وعدنا بعدها للفندق قبل غروب الشمس...
صلينا المغرب..
ولكن حينما سألت ناصر إن كنا سنخرج أم لا
أجابني ..
ناصر: لا أنتي ارتاحي شوي..وأنا بروح أشتري لي بعض الأجهزة
ما راح أتأخر

قلت بملل: ما راح أروح معك..

ناصر: لا أنا بروح شوي وارجع..منيب مطول
يمكن نص ساعة أو ساعة بالكثير وأجي..

قلت بهمس: طيب

وخرج بعدها...

جلست قليلاً...قرأت أذكار المساء..
ثم فتحت الصحيفة..كانت باللغة الانجليزية..شدني أحد المواضيع حينما رأيته يحدث عن المملكة السعودية..وعن أحد المستشفيات..
ورأيت صورة الدكتور الربيعة...وطفلين..يبدو أنهم توأمين سياميين
وقام بفصلهم...هههه لم أعرف كل ما كتب ولكني حاولت فهم ما كتب
لأبدد هذا الوقت الذي أقضيه لوحدي..
أغلقت الصحيفة.. وفتحت التلفاز...وكان فيلم مكرراً أيضاً..
تركته..وذهبت للشباك الكبير الذي يتوسط الغرفة..
وبدأت أنظر للخارج...استمتعت قليلاً..
ثم نظرت للساعة..قد مر الآن أكثر من نصف ساعة..لذلك توقعت أنه سيعود بعد ربع أو ثلث ساعة...وانتظرت...ثم انتظرت..ثم انتظرت
ولا هناك شيء غير الانتظار.. حتى مرت ساعة ونصف..
عدت بعدها لسرير وجلست عليه وأنا أدعوا ربي أن يعيده سالماً
وبعد 5 دقائق..سمعت أصوات لاحتفال..ذهبت للنافذة..
ووجدت الطرق قد سدت وأناس يرتدون أزياء صينية ومجسم لشكل تنين
ظللت أنظر لهم عبر الشباك..مدة نصف ساعة تقريباً حتى ابتعدوا من الشارع المطل على الفندق ..نظرت للساعة وقد مر على خروج ناصر ساعتان وربع..مرت ربع ساعة تاليه وبدأ الخوف يزداد علي..
وأخذت أبكي..أينه ألا يشعر بالمسؤولية..لما لا يتعامل معي كعروس
لما يهملني..هل هذه الرحلة لكي يستمتع هو أم هي رحلة لشعر العسل
في المرة السابقة تركني بكفي وأحرجني مع صاحب الكفي واليوم
تركني هنا بالفندق..وسأتم 3 ساعات وحدي..وهكذا مرت الساعة الرابعة
حقاً توقعت أنه قد أصيب..أو حصل له شيء..
وبكيت هذه المرة بخوف وضياع...كيف سأحدث أهلي..كيف سأخبرهم
أن زوجي قد خرج من قبل 4 ساعات ولم يعد...كيف سأعود لوطني
وما المشكلة التي أصابت ناصر...
ظللت أنظر للباب وانتظر أن يطرق...ولكن لا جديد
وعند الساعة الحادية عشر أو قبلها بقليل..طرق الباب..
جريت له...ونظرت من عين الباب.. ورأيت ناصر...فتحته بسرعة
وقلت بعبرة وخوف وشيء من التوبيخ: وينك وين كنت..

ناصر: آآ والله أنه غصب علي..

سديم: خفت أن صار لك شيء..لك حول 5 ساعات..

ناصر: بعد ساعة ونص خلصت شغلي..وجيت برجع بس لقيتهم سادين
الطريق..وبعد نص ساعة صار فيه احتفال...يمكن شفتيه..

سديم: إيه شفته بس خلص من مدة ساعتين..

ناصر: أنا يوم شفتهم تأخروا رحت مشي لطريق بعيد وأخذت تاكسي
وجيت..عشان كذا تأخرت..

صمتت وألقيت ظهري له وجلست على طرف السرير أبكي..
لن أتظاهر بالقوة..سأدعه يشعر هذه المرة بخطئه
هذه ليست حياة زوجين لم يتجاوز زواجهم الشهر..أو أقل بقليل..
هل أحضرني من منزل أهلي..ليرميني هنا ويستمتع هو..

ناصر: خلاص أنتي شفتي الاحتفال يعني عارفة أن تأخري غصب علي

سديم: بس هاذي ميب ساعة وإلا ساعتين هاذي 5 ساعات..
وش يضر لو أنك ما خذني معك..

صمت والتفت على الشباك ليضيع حرجه..
كان واضح عليه الشعور بالذنب..
ناصر: أف..

أنزلت رأسي..وشهقاتي تتابع..محاولة منع دموعي من التساقط
ناصر: لا إله إلا الله..

ناصر: أف...خلاص..

نهضت بعدها ذاهبة لدورة المياه يبدو أنه لن يكون صاحب مشاعر أبداً
ولكنه استوقفني قائلاً
ناصر: طيب أمشي نروح نتعشى..

سديم: موب الطريق مسدود

ناصر: لا نقدر نروح مشي للمطاعم لأن الطريق مسدود عن السيارات

همست: طيب..

ذهبت وغسلت وجهي..وخرجنا لتناول العشاء
وهكذا مر اليوم ...

أخبرني ناصر أننا سنعود بعد غد للوطن.. وقال لي إن كنت أريد شراء
أي شيء من هنا..ولكني رفضت..فلم يعد للرحلة طعم..
ولا أريد شيء سوى أن يمر هذا اليوم بسرعة كي أعود لوطني..

فقد أصبح ناصر لا يطاق...ولا يراعي مشاعري..
وقح بتعامله أحياناً..
تمر علي فترات أبغضه....أبغضه
بشـــــــدة
.

.

.

.

العودة للوطن..

لحظات يعجز اللسان عن وصفها... أن تفصلك ساعات محدودة عن
وطنك الغالي...هناك ستقابل أشخاص تحبهم ويحبونك....
تعطف عليهم ويعطفون عليك..
اشتقت لصوت أمي ولنغمته المميزة...واشتقت لحظنها الدافئ..
اشتقت لأبي...اشتقت لشقيقي وحبيبي خالـــد..
اشتقت لخلود...اشتقت لأجدادي...واشتقت لخالتي الغالية "الجوهرة"
ولأقربائي...ولا أخفيكم أني اشتقت للعنود..ترى كيف حالها مع الحمل...
وكيف يبدوا شكلها الآن..

أوه لن أنسى... اشتقت لأخي الصغير فيصل..

حقاً أعجب ممن يكرهون أخوتهم من أبيهم...لا أعرف هل هذا قانون
يجب على الجميع السير عليه....
وهل يجب على كل شخص أن يكره أخوته من أبيه...ترى لم هذه الأحقاد
حقاً أتضايق من زميلاتي بالمدرسة حينما يتعجبون من حبي لأخي فيصل
يجب أن نتعلم أن " لا تزر وازرة وزر أخر" وأن لا نكره أشخاص لمجرد
أن أمهم آذتنا أو أختهم اعتدت علينا...أو لأن قريبتهم شتمتنا..أو لأن والدهم
قد أساء لأبينا...
فما بالك لو كان هذا الشخص...يحمل نفس أسمك..ونفس فصلك..
وتسير دمائك...بداخله...

فليقل الكل ما يقل...
سأبقى أحب أخوتي رغم أنف كل من أراد إبعادي عنهم
ورغم أنف كل من شكك بحبي لهم...

ومن السوء أن يحكم الشخص على شيء لم يجربه
وحتى إن جربه...فليس من الواجب أن يعيش الجميع بتلك
المشاعر من السوداوية والكرة...لأخوتهم من أبيهم

انتبهت من مشاعري العاصفة على سؤال المضيفة إن كنت أريد شيئاً
أخذت وجبتي..ورحلت..
التفت لناصر ووجدت الوجوم يحيط بوجه..
لا أعرف كيف يعيش حياته مع أهله..هل هو بنفس الطباع السيئة والسلبية
والصمت...بل والوقاحة أحياناً!!


وصلنا أخيراً للمطار وهناك كان باستقبالنا أخ ناصر وأمه..
لا تصدقون حجم فرحتي برؤيتها.. يبدو أنها ستكون أقرب لي من ناصر
جلست معي بالمقعد الخلفي من السيارة..
كان هذا اليوم يوم مليء بالغبار..
فقالت ممازحة: شوفوا الغبار جاء يستقبلكم عشان يذكركم بأرضكم

سديم: ههههه

ناصر: أف يا شين طبيعة جونا..

عمار: ههههه ياي كنك موب مولود هنا..

ناصر: بس بصراحة جونا متعب.

ام ناصر بهمس: وش أخبارك سديم ووش علومك..

سديم: الحمد لله بخير وش أخباركم انتم ووش لون ندى

ام ناصر: الحمد بخير كانت ندى بتجي معنا بس أنا عييت عليها
لأن عندها بحث لازم تسلمه بكرى..

سديم:يوه بدت الدراسة..

أم ناصر: هههه إيه الله يعين..عاد ندى المفروض مخلصة دراستها
من سنتين أو ثلاث..بس هي لعابة..

سديم: يوه الله يعينها..

أم ناصر: شفتي الفرق بين ماليزيا وهنا

سديم: ههههه فرق
الطريق للمطار بماليزيا قبل ما نجيكم كان مطر والأرض من
حولنا خضراء ...
وهنا الجو غبار والطريق صحراء

أم ناصر: ههههههههه

بعد عدة دقائق سألتني: وش أخبارك هناك ووش لونك مع ناصر

سديم: الحمد لله بخير..

أم ناصر: استانستي هناك

سديم: إيه الحمد لله

شعرت من أسألتها أنها تريد أن تصل لشيء ولكنها
لم تصل إليه...

دخلنا منزل أهل ناصر..
وفور أن دخلنا الصالة..طلت ندى من الأعلى وكان بيدها كتاب..
وقالت: هلا........هلا والله باللي جانا
توه ما أنورت الدار

أم ناصر: هههههه طيب انزلي سلمي..

ندى وهي تنزل درجات السلم: هههه أكيد بنزل..

أتت وسلمت على ناصر بشوق..
رأيت ناصر يأخذ الكتاب من يدها
ويقول بهمس: مسكينة بدت دراستها...

ندى وهي تسلم علي: مسكين بيبدأ دوامه بعد أسبوع..
هلا سدومه وش أخبارك..

قلت بابتسامة: الحمد لله بخير..وش أخبارك أنتي ووش شلون الكلية
معك..

ندى: أف يعني لازم تذكروني كل شوي..

ناصر بمرح وهو يجلس على الأريكة: ما يحتاج نذكرك ..أنتي نازلة
والكتاب بيدك..

ندى وهي تؤشر لي لأجلس: أف...طيب أبي أنسى شوي..
تفضلي سدومه..

كانت ندى غاية في الطيبة استمعت معها كثيراً... هههه كانت تنادي بين فترة وأخرى بأختي.....
لم نتأخر هناك فذهبنا بسرعة كي نرتاح من عناء السفر..كانت ندى تريد بقائي معها... ولكني وعدتها بالعودة بعد غد بإذن الله..


في الغد..ذهبت لأمي قبل المغرب وجلست عندها حتى الثامنة أو التاسعة بعد العشاء..
كنت قد جعلتها مفاجأة لها..
رننت الجرس...وفتحت لي الخادمة..
سديم: وين أمي..

الخادمة: داخل..

دخلت ورأيت أمي تقف عند الباب الداخلي..
أمي: مين..

فتحت نقابي..
وقلت بابتسامة: السلام عليكم...

أمي: هلا.....هلا والله ببنيتي..توه ما أسفرت وأنورت

ذهبت لها واحتضنتها
فقالت بعبرة: والله أني اشتقت لك يا بنيتي

سديم: وأنا أكثر..

أمي: أدخلي سلمي على أمي..

سديم: عندكم أحد

أمي: لا...بس يمكن تجي خالتك مريم

سديم: وخالتي الجوهرة

أمي: ما أدري..أقول لها تجي..

سديم: لا موب ضروري.. خليها يوم ثاني..خلي اليوم هذا لك بس..

جدتي: هلا والله ببنيتي...وينك ما لك حس..ولا خبر

سديم: ما قدرت اتصل

جدتي: والله قعدنا قلقانين أنا وأمك..3 أيام ما كلمتينا...

سديم: والله ما كان معي جوال...جوالي موب دولي..

جدتي: كان قلتي لرجلك أول ما وصلتي ودي أكلم على أهلي
أطمنهم..

سديم: والله أنه كان ودي بس استحيت منه...

جدتي: وش تستحين منه هذا حق وواجب...

سديم: إيه صادقه...وش أخبارك أنتي يمه ووش لون خوالي وخالاتي

جدتي: كلهم بخير الحمد لله...نوره خوذي عباية بنتك

أمي: سديم عطيني عبايتك

سديم: لا يمه ما يحتاج...أنا أشيلها...وش أخبارك.. اشتقت لكم
واشتقت للرياض..

أمي: هههههه وحنا اشتقنا لك والله..
والرياض مظلم من يوم رحتي...

سديم: هههههه عاد الرياض ما درى عني رحت وإلا جيت..

أمي: موب مهم الرياض أهم شيء أننا حنا اشتقنا لك..
شفتي خالد..

سديم: لا والله ما رحت...بكرى العصر بروح لأبوي...مم خليني
أدق عليه يجي هنا..

أمي: إي والله... وأنا بروح أسوي قهوة لنا..

اتصلت بخالد..رن لثواني..
ثم رد: هلا والله بسدومي..

ابتسمت بسعادة: هلا بك...وش لونك..
أشقـــــت لك..

خالد: هههههه حنا اللي اشتقنا لك وإلا أنتي ما دريتي عنا..

سديم: هههه حرام عليك..والله أني اشتقت لكم
وراه ما تجي عند أمي أنا عندها الحين..

خالد: ما شاء الله أنتي هناك..
زين مسافة الطريق وأنا عندكم إن شاء الله..

أغلقت الهاتف..وذهبت للمطبخ لمساعدة أمي..
أخرجت فناجين القهوة..
وسألت أمي: يمه وين التمر

أمي: خليه وأنا أمك أنا بجيبه أنتي ارتاحي..

سديم: وش ارتاح منه الله يسمعك يقول أني توني جاية من طريق سفر

أمي: بس ولو أنتي عروس..

سديم: يا حبي لك يمه... المهم وين التمر

أمي: بالرف اللي فوقك..

فتحت الخزانة العلوية..وأخرجت التمر..
ولكني فوجئت بدخول زوجة خالي مؤيد..
لمى: ما شاء الله سديم هنا..

سديم: هلا والله

لمى: ما شاء الله ..الحمد لله على السلامة
متى جيتوا

سديم: أمس بالليل..

لمى: أجل وين خلود عنك..شكلها ما درت أنك فيه

سديم: لا ما قلت لها..قلت اليوم بجلس مع أمي..وبعد بكرى
بجي وبقولها تجي..

عروب (ابنة خالي مؤيد): ماما ليه سديم حاطه مكياج..

لمى: لأنها سارت حرمة خلاص..

ابتسمت بخجل..
عروب باعتراض وتعجب: لا ...هي موب حرمة
هي بنت..

ضحكنا جميعاً..ثم ذهبوا..أخذت الصينية..
ودخلت المجلس ووجدت هناك خالتي مريم..سلمت عليها
وبعدها سمعت نداء خالد..
فخرجت..
سديم: هلا ..هلا والله بأخوي..

خالد: هههههه هلا بسدومه

ثم ارتميت بحضنه..
وقلت وقد خنقتني العبرة: اشتقت لكم

خالد: هههههه المفروض الحين تنسيننا وتشتاقين لناصر وبس

سديم: لا مهما كان محد يجي زي أهلي..

خالد: وش لونك ووش لون ماليزيا..

سديم: حلوة من ناحية الطبيعة والمنزهات..بس مملة من غير الأهل..

خالد بتعجب: طيب أنتي مع ناصر..ما استانستي..

قلت متداركة: لا ...موب قصدي..بس أحس لو أننا جايين كعائلة بتصير المتعة أكبر...يعني بنروح سوى ونتمشى سوى...أحس إذا صرنا كثار بتصير الرحلة أحلى..
والله أحس أني فقدتكم..

خالد: حتى حنا والله...أقول لأمي الأسبوع اللي فات والله وفقدنا سديم
كنت إذا جيت لأمي لقيتك تستقبلينني ..
حتى أنا وأمي وقفنا عند باب الغرفة ودمعت عيوننا
نقول كانت سديم تنام هنا...وأمي تقول كانت سديم تصلي هنا..

سديم: هههههه ما توقعت أنه أحد بيفقدني..

خالد: وش دعوى...لا تفكرين كذا..حرام عليك والله لك فقده
المهم وش أخبارك مع ناصر

سديم: الحمد لله..

خالد معقد حاجبيه: ورى نبرة صوتك كذا

سديم: لا ما فيها شيء..

خالد: ما أدري أحس من نبرة صوتك أنك ما تأقلمتي زين

سديم: مم لا هو موب شين..بس أنا أستحي منه ودايم ساكتين

خالد: لا أنتبهي سديم لازم تفرفشين وتسولفين..

سديم: إيه بس أحس أنه ثقيل دم

خالد: أوه وش ذا الكلام عيب عليك

سديم: موب قصدي بس حتى هو المفروض يفرفش ويتكلم موب دايم
ساكت ما يهيئ أن الواحد يفرفش معه..

خالد: بس المره هي اللي تغير بزوجها للأحسن..
أنتي سمعتي الأشرطة اللي عطيتك إياها مجموعة(كيف تكسبين محبوبك) والأشرطة الثانية ..وقريتي الكتب..؟

سديم: والله أني سمعتها وقريت الكتب بفترة الخطوبة..بس اللي
قهرني أن المجموعة اللي عطيتني إياها عشان أهديها لناصر(كيف تكسب محبوبتك) ما فتحها بأكياسها..بصراحة أحس أنه ما يشجع..ويحطم

خالد: لا أسمع هالكلام منك..
ولا تنسين( الأرواح جند مجندة ما تعارف منها أأتلف وما تنافر منها اختلف)..وهي كلها مدة وتتعودون على بعض..

سديم: إن شاء الله
الله يعيين..

خالد: خلاص اسكتي هذا أمي جت..

.

.

.

.

.

.
نهاية الجزء العشرون

 
 

 

عرض البوم صور بسمه جراح   رد مع اقتباس
قديم 23-05-08, 05:25 AM   المشاركة رقم: 60
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 73732
المشاركات: 174
الجنس أنثى
معدل التقييم: بسمه جراح عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 52

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بسمه جراح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بسمه جراح المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

(21)
(دوماً هناك ضماد..نعم ضماد..وبلسم يشفي الجراح
وضمادي..هو أنني أؤمن ..
بأن ربي معي ولن يخذلني..)

استيقظنا هذا اليوم متأخرين... في الثانية ظهراً ..
وحينما ذهب ناصر للصلاة..رن جهازي برسالة..هههههه..توقعتها
من ناصر..ولكن فور أن فتحتها وجدتها من ندى تسألني إن كنت سأأتي
لهم اليوم أم لا...ابتسمت بسعادة وأرسلت لها بأنني سأأتي بإذن الله..

ذهبت لخزانة ملابسي وأخرجت ما سأرتديه..وضعته على طاولة الكي..
وذهبت لأضع لفافات بشعري"مكرات"..سمعت صوت دخوله
وفتحه للتلفاز...كم يغيضني هذا الناصر..منذ أن نستيقظ وحتى ننام
وهو يستقبل التلفاز..انتهيت من شعري وذهبت لكي ملابسي..بعد ربع
ساعة رأيته يتجه للمطبخ ثم طل علي بغرفة الملابس
وسألني: بتروحين لأحد اليوم..

سديم: إيه بروح لأبوي الحين وبعد صلاة العشاء بنروح لأهلك..

ناصر: وليه ما تقعدين عن أبوك وتتعشين عندهم..

سديم: لأن دايم وقت فراغ أبوي من العصر لين بعد صلاة العشاء
وبعدها ما نشوفه إلا على العشاء..

ناصر: طيب ليه ما تقعدين مع إخوانك ومرة أبوك..

سديم: مرة أبوي بتطلع لأهلها بالليل مع مين أقعد...وبعدين أنا مواعدة
ندى أجيهم اليوم...

ناصر: إذا على ندى أنا أقولها أنك ما قدرتي..

سديم باستنكار: إيه بس أنا أقدر...أنا اللي أبي أروح عندهم

ناصر بارتباك: لا أنا أقصد إذا كان ودك تقعدين عند أبوك ومستحية
من ندى..
طيب أمي دارية أنك بتجين..؟

نظرت له بصمت دون أن أجيب...
وبعد مدة قلت: أكيد ندى قالت لها...

رن جهازي باتصال..فذهبت له وأخذته من التسريحة..
فرفعت صوتي قائلة: هاذي ندى..

رأيته يتجه للصالة بصمت فتبعته..ووقفت أحادث ندى عند مدخل الصالة
سديم: هلا والله

ندى: السلام عليكم

سديم: وعليكم السلام ورحمة الله...هلا والله

ندى: الله يسلمك وش أخبارك...ووش علومك

سديم: الحمد لله بخير..وش لونك أنتي..ووش أخبار خالتي

ندى: الحمد لله كلنا بخير..هاه متى بتجين..

سديم: مم بعد العشاء

ندى بشهقه: هــ ــ ـي وليـــــــه..
وأنا متحمسة بنتقهوى المغرب سوى

سديم: هههههه والله ودي..
بس ما سلمت على أبوي..

سمعت ناصر بعدها..يتكلم ..فعلمت أنه قد اتصل بأحد..
ندى: أها...بس عاد هاذي ما تكفينا لازم تجين يوم من بدري ويصير كله
لنا

سديم: هههه أبشري...بس أمم خالتي عارفة أني بجي..
وإلا بتطلع لمشوار..

ندى: وش دعوى..لو بنطلع كان أجلنا الطلعة عشانك..ترانا ما شفناك
من بعد ما جيتي من المطار ذاك اليوم...وأمي هي اللي قايلة دقي على
سديم شوفي بتجي وإلا لا...وبعدين حنا ما لنا أحد هنا..
خوالي بمكة ساكنين...وعماني ما يسوون اجتماع إلا كل أسبوعين..

سديم: خلاص زين...أشوفك بالعشاء إن شاء الله

ندى: إن شاء الله
مع السلامة..

سديم: هلا والله

أغلقت الاتصال..ثم دخلت الصالة
وقلت له: مم تقول ندى أن أمك عارفة أننا بنجي وهي اللي قايلة لندى
تتــ..

قاطعني ناصر قائلاً: إيه عارف تو كلمت أمي..وقالت لي أنها قالت
لندى تتصل عليك..

عدت بعدها لغرفة الملابس.. ثم أغلقت الباب وارتديت ملابسي ..
خرجت بعدها لغرفة نومي..واتجهت لتسريحتي أخرجت أدوات
المكياج التي سأستعملها..وبدأت أضع مكياجي..وبعد ثلث ساعة
وقف ناصر أمام الباب
قائلاً: ترى ما باقي على المغرب إلا ساعة ونص..
بتتأخرين؟؟

سديم: لا ..خلصت بس بفك شعري..وأخلص

ناصر بملل: على ما تاصلين لأهلك بيصير أذن المغرب

همست بعجلة: خلاص خلصت..

فككت المكرات من شعري بحركات سريــعة..
ثم أدخلت أصابعي بين ثناياه..ونثرته بخفة...
أخرجت مجوهراتي بسرعة من العلبة..وأرتديتها على عجل..
مم بقي اسوارتي..وضعتها على الطاولة...ثم جريت لغرفة الملابس ..ارتديت عباءتي..وأخذت حقيبتي..
ومن ثم سمعت ناصر ينادي..
ناصر: أنا بنزل اشغل السيارة..لا تتأخرين

سديم: لا لحظة ..اصبر شوي..

أخذت اسوارتي..ثم مددتها له مبتسمة
وقلت: آآ تقدر تسكرها لي..

أخذها بارتباك وشيء من الإحراج..
وأغلقها على يدي..
رفعت عيني لأنظر إليه..مم كان يبدو طفلاً صغيراً..
أو هكذا خيل لي...لا أعرف ولكن شعرت بأنه لطيف بتلك اللحظة..ورحمته
ناصر: خلاص..فيه شيء ثاني..

قلت بابتسامة: لا ...شكراً

همس وهو يخرج: العفو..

أغلقت إضاءة الصالة..وأسدلت غطائي ثم تبعته..








توقفنا عند منزل أبي..رننت الجرس..
ففتحت لي الخادمة..
الخادمة بابتسامة: آو ساديم

سديم: هلا كيف حالك

الخادمة: الحمد لله..

رفعت بصري..ورأيت فيصل يقف عند مدخل المنزل..
قلت بابتسامة: هلا فصولي..

نظر لي بتردد وخجل ثم قال: سديم..

جريت له وحضنته..وهو بدوره احتضنني بقوة..
قلت بعد أن قبلته: وش لونك حبيبي..

فيصل: طيب...أنتي وين لحتي..

قلت وأنا أمسك بيده وأدخل: رحت مع عمو ناصر

أمل: أحلى وعمو ناصر بعد..هههههه أول مرة أسمعك تقولين أسمه

ابتسمت بإحراج..
وقلت بهمس: هلا والله..

سلمت عليها..
فبادرتني أمل: وش أخبارك..ووش أخبار ناصر

سديم: الحمد لله بخير
أجل وين أبوي وخالد..

أمل: أبوك بالمسجد يقرا قران...وخالد أعتقد بملحقه..

وصلت للصالة..انتزعت عباءتي..
ثم قلت: بروح أنادي خالد..

أمل: أقعدي شوي هو الحين بيدخل..يسأل إذا فيه قهوة

سديم: هو ما يدري أني بجي..

أمل: إلا بس يمكن توقع أنك بتجين المغرب..

سديم: أنا قلت بجي بدري عشان أروح بعد صلاة العشاء..
لأهل ناصر..

أمل: مسوين عزيمة؟

سديم: لا بس مواعده ندى أجي..ما جيتهم من بعد ما وصلنا من المطار..

أمل: وش أخبار ندى معك..

سديم: الحمد لله..شكلها حبوبة

أمل: بس لا تعطينها وجه بالحيل..أخاف تمون عليك..

سديم: وإذا مانت وش المشكلة..

أمل: أخاف تقعد تتلصق عندكم أربع وعشرين ساعة..وكل شوي وهي
جاية عندكم ولا يمكن تنام عندكم..

سديم: بالعكس والله أنا أقول ليت بيتهم قريب من شقتي..عشان تجي
عندي ولا أروح عندهم متى ما بغيت ..أما النوم ما أعتقد..

أمل: والله ما تدرين ماله إلا هالأخت..يمكن تصير متعلقة فيه..وإذا
شافك زينة معها بالمرة تمادى وخلاها تنام كل شوي عندكم

سديم: بس أنا ما أشوف أنها شينة بالعكس مرة حبوبة..

أمل: أنا ما أدري..ولا أعرفهم زين..بس يعني حلو تكون العلاقة رسمية

لم أقتنع بكلامها أبداً..
قطع حديثنا خالد: السلام عليكم...هاه ما عندكم قهوة..

ابتسمت بصمت..أريد أن أفاجئه
أمل: ما تبي تسلم على الضيفة..

نظر خالد للجهة التي اجلس فيها..
فقال: هلا والله سديم عندنا

قمت فسلمت عليه..
فقال فيصل: خالد شفت سديم...صارت حلوه

ابتسمت بخجل..وقبضت خده بخفة..
خالد: هاه بنتقهوى الحين وإلا بعد الصلاة

أمل: لا نتقهوى الحين أحسن..أبوك ما يحب القهوة..عشان إذا جاء
المغرب نشرب شاهي..

خالد: القهوة بالمطبخ أجيبها؟

أمل: إيه قلت لياتي تجهزها..

سديم: أقعد أنا بروح أجيبها..

خالد: لا أنتي ضيفة...أنا بجيبها..

سديم: حرام عليكم أنا موب غريبة..

فيصل: سديم...أمي..بتجيب لنا بيبي بعد كذا

أشار بكل أصابع يده العشرة..
سديم: هههههه ما شاء الله بعد عشرة أيام..

فيصل بحماس: إيه

أمل: هههه ياليت تختصر لي شهرين..

سديم: ليه موب باقي لك أقل

أمل: إيه بس أنا غالباً ما أولد إلا على بداية الشهر العاشر..

سديم: أوه الله يعينك

أمل: يا الله شدي حيلك... خلي ولدك وخاله أعمارهم حول بعض..

قلت بخجل: هههههه لا تونا

خالد: تفضلوا..
سديم قربي هنا..

اقتربت وجلست بالأريكة التي عليها أمل..
ومددت يدي لأخذ فنجان القهوة من يد خالد..

أمل: يوه سديم.. خليني أشيل شعر يدينك بالحلاوة..قبل لا تروحين
لأهل زوجك..

ههههههه أخجلتني كلمة(زوجك)..
خالد: الله يعنيكم يالحريم...والله شغله

أمل: والحريم وش يتزينون له إلا للرجال..

خالد: ههههه
وش أخبار ناصر

قلت بخجل: الحمد لله بخير

خالد: ليه ما نزل معك..

سديم: ما دري ما قلت له..

سمعنا بعدها أذان المغرب..
فقالت أمل: يا الله رح لصلاة...كلنا نشوف شغلنا..

خالد: يا الله سلام

أمل: ياتي..تعالي..

ياتي: تيـيب ..

أمل: سديم روحي ألسبي لك بلوزة كت أو بدي..

سديم: طيب..

صعدت للأعلى...وأنا أشعر بالشوق لمنزل أهلي..
مم شعور غريب أن تشعر وكأنك ضيف في منزل ضمك لسنوات...
فتحت غرفتي..ودخلت..
ولكن مم لم أجد غرفتي...كانت الغرفة فارغة من الأثاث..
شعرت بعبرة تعتلي صدري..لم تصدق بأنني تزوجت حتى استولت
على غرفتي..وكأن البيت ينقصه الغرف..
نزلت درجات السلم..وحين وصلت منتصفه
قابلتني أمل..وهي تتجه للمطبخ..رفعت رأسها
وقالت: سديم وراك نزلتي وأنتي ما غيرتي..

قلت باستنكار وتعجب: ما فيه شيء الغرفة..فاضية..وين أغراضي..

أمل: يوه نسيت أقول لك..صبغنا الغرف يوم أنتي مسافرة..
ورمينا غرفتك..أما ملابسك..وأغراضك عزلناها على جنب عشان
تشوفين وش اللي تبينه ووش اللي ما تبينه ونعطيه للجمعية..

سديم: ما شاء الله وما قدرتوا تصبرون لين أرجع...على الأقل أغراضي
ما تتضايع..

أمل: مدري أنا فرحت أن أبوك وافق أننا نعتق الجدران..فبسرعة
صار الموضوع ...عشان ما يغير رايه بعدين

قلت بملل وأنا أتكئ على حافه السلم(الدرابزين):طيب ووين ملابسي
الحين

أمل: ياتي..وين أغراض مدام سديم

شعرت بانقباض بمعدتي حينما قالت "مدام" ههههه أنا لست بمدام..
ما زلت آنسه..
ياتي: فيه قرفه ملابس ...قرفة كوي

أعطيت أمل ظهري وصعدت درجات السلم من جديد..دون أن أتكلم
حقيقة تصرف أمل قد جرحني..
ذهبت لغرفة الملابس...وفتحت الخزانة..ووجدت ملابسي في الرفوف العلوية ..سحبت أحد القمصان القطنية..
ومعدتي تكاد تحترق بسبب تصرف أمل..
أرتديت القميص بعد أن أغلقت غرفة الملابس..
فليس لي غرفة أذهب لها...
نزلت بالأسفل..ووجدت هناك أمل قد فرغت من الصلاة...
أمل: صلي سديم بسرعة..شكله موب ممدينا نخلص قبل ما يجي أبوك
من المسجد..

سديم: لا أنا مصلية<< كلمة نقولها عندما يكون هناك عذر شرعي

أمل بابتسامة: أجل ما فيه حمل..

قلت باستنكار: إيه وش فيك مستعجلة..ما في أحد يحمل وهو ما كمل شهر

أمل: هههههه لا ليه من قال
في حريم يحملون بدري موب شرط..

سديم: أنا أقول أفضل شيء أن الوحدة ما تحمل قبل مرور 3شهور على زواجها..على أقل تقدير..

أمل: ليه أنتي تاخذين حبوب منع حمل..

سديم: لا... يله بسرعة خل نخلص...

أمل ماهرة باستعمال الحلاوة...وانتهت بسرعة..
دخل أبي ونحن قد فرغنا.. لتونا...
أبي: ما شاء الله سدومي عندنا توه ينور البيت..
حيا الله بنيتي..

سلمت عليه...فجلس وأشر لي بالمكان الذي بجانبه
أبي: تعالي أجلي عندي هنا..

أمل: هههههه أجلسي خوذي شوي حنان..

ابتسمت وجلست بجانبه...فمد يده واحتضنني
قائلاً: وش أخبارك يا أم عبد الرحمن...وإلا وش اسم أبو ناصر الله يرحمه

قلت بإحراج: إبراهيم..

أبي: أجل نسميك أم إبراهيم

سديم: ههههه كني عجوز..

جاء خالد بعدها...وكانت الجلسة رائعة...وبسرعة البرق قد مر الوقت..
وهاهو ناصر ينتظرني عند الباب..
خرجت فوجدته يسلم على أبي..كان أبي لتوه عائداً من الصلاة..
يبدو أنه محرج جـــداً..والارتباك..والخجل مسيطر عليه..
ألح أبي عليه بالدخول ولكنه وعده بمرة أخرى..

.

.

.

دخلت سيارة ناصر بمنزل أهله...أوقفها ثم أغلق الباب الكهربائي..
نزلت بعدها...ووجدت ندى تسير بهرولة..وترتدي زي رياضي..
هههههه يبدو أنها لم تنتبه لنا...
ناصر بصوت منخفض: الســلام عليكم..

رفعت ندى رأسها بتمهل ثم شقت وجهها بابتسامة واسعة..
ندى: هلا والله...وش فيكم تأخرتوا...مليت وأنا أنتظركم فقلت أطلع
أسوي رياضة شوي..

ناصر: وين أمي..

ندى: داخل..هلا بمرة أخوي..هلا والله
وش أخبارك توه ما نور البيت..

سديم: الله يسلمك...وش أخبارك أنتي

ندى: الحمد لله...والله أني اشتقت لك..

سديم: يا حبي لك...وأنا بعد ..أجل وين خالتي

ندى: داخل..تعالي معي..
أخوي عمار طالع..خوذي راحتك..

دخلنا للداخل وهناك وجدت خالتي أم ناصر..استقبلتني بترحاب..
واهتمام..
جلسنا بعدها لشرب القهوة..
أخذ ناصر يتحدث عن الرحلة..وأمه تسأله عن الأماكن التي زرناها
من سياق حديثها علمت أنهم قد زاروا ماليزيا سابقاً..
أم ناصر: إيه...ويوم رجعتوا مرة ثانية لكوالالمبور سكنتوا بنفس الفندق

ناصر: إيه

أم ناصر: حلو...حنا يوم نروح العام يوم رجعنا ما لقينا حجز بنفس الفندق
اللي سكنا فيه أول ما جينا...

ناصر: لا ما فيه زحمة على وقتنا...لأنها وقت دراسة..
وأنتم رحتوا بوقت الإجازة الصيفية..

أم ناصر: وسكنتوا بنفس الدور..

ناصر: لا ما أظن...نسيت بأي دور كانت غرفتنا بالمرة الثانية..

في هذه الأثناء كنت أتحدث مع ندى..عن كليتها..وعن الفتيات..
فلتفتت خالتي أم ناصر إلي سائلة: سديم بأي دور كانت غرفتكم بعد ما رجعتوا

سديم: ما أذكر... بس أعتقد بالدور رقم(...)

ناصر باحتقار: لا ما سكنا بهذا الدور..
ما أعتقد سديم بتذكر..

سديم: ما أدري...بس أذكر أن رقمه كذا..

ناصر باندفاع: لا ...هذا الدور سكنا فيه أول ما جينا..
بس يوم رجعنا سكننا بالدور رقم(...) على ما أعتقد..

صمتت ممتعضة.. قبل قليل تسأله أمه عن رقم الدور ولا يذكره..
وحينما أتكلم يهاجمني..ويحاول إظهاري بالبلهاء..
حتى وإن أخطأت برقم الطابق.. أعتقد أنها قضية لا تستحق الطرح أصلحاً
عجباً هل انتهت كل الأحاديث..ولم يجدوا قضية يتكلموا بها غير رقم
الطابق الذي سكنا به بالمرة التالية..حقاً شككت بأن أمه تعلم بأنه سيحرجني..أو أنه اختبار لي..ولكني استعذت من الشيطان...فأم ناصر تبدوا طيبه..ولا أعتقد أنها من هذا النوع من النساء..






مرت تلك الليلة بسلام..ولا شيء يذكر..
غير أني ارتحت كثيراً لندى...وكذلك خالتي أم ناصر..
وأما كتلة الجليد "ناصر" فما زال الحال على ما هو عليه..
من الاحتقار....والتبلد...والجمود...


في اليوم التالي ذهبت لمنزل أمي...دخلت منزل جدتي..
وهناك وجدت خالتي الجوهرة...سألتها إن كانت خلود ستأتي
فأخبرتني بأنها لم تعلم بأني سأحضر...
وقالت لي بأن أخبرها...كي يحضرها..فارس..أو فهد إلى هنا..
ذهبت للهاتف واتصلت..وفي هذه الأثناء وكعادتي..أدعوا
ربي بان لا يرد علي فارس..
: نـــعـــم

سديم: السلام عليكم..

فارس بتعجب: وعليكم السلام..

سديم: خلود موجودة

فارس: لحظة شوي

دقائق وكانت خلود على الخط..
خلود: ألو

سديم: السلام عليكم..

خلود: وعليكم السلام...

وبشوق أكملت:هلا والله

سديم: أهلين...مم..أنا عند أمي..تعالي بسرعة...ما ودي أضيع الوقت
بالتلفون

خلود: هههههههه طيب أمي عندك

سديم: إيه وقالت خلي فهد أو فارس يجيبك..

خلود بعجله: طيب يا الله مع السلامة..

لحظات وأتت خلود عندنا...كان لقاء...لا أعرف وصفه..
أتعرفون حينما تفصلوا الروح عن الجسد..
وبلحظة يعود...ربما هكذا هو كان حالي..
ربما أنكم تتسائلون... لمَ لم اقل هذا عن رؤيتي لخالد... وسأجيب
خالد كان رسمياً بعض الشيء..وكذلك...مم خلود..هههه حقاً لا أعرف
الوصف هنا....آه ربما أن قلبي الذي كان يسير والألوان من حوله رمادية
قد تلونت الدنيا من حوله...أشعر بالغربة منذ أن تزوجت هذا الناصر..
عدت للوطن...ورغم عودتي...ما زلت أشعر بالغربة
وبرؤيتي لخلود....لست أدري..ولكن شعرت ببعض الحنين...والانتماء لشيء ما..
شعرت بأن هناك من يحبني وما زالت علاقتي معه....لم تشوبه الرسمية بشيء

أخذنا نتحدث قليلاً..وبعدها.
قلت: تصدقين...توقعت أن فارس إذا رد بيسوي معي مثل كل مرة
ويسكر التلفون بوجهي...

خلود: ههههههه لا ما أعتقد أنه بيسوي معك كذا الحين..

سديم: يا رب

خلود: جاء عندي مستغرب يقول سديم رجعت من سفرته؟..قلت إيه..قال
طيب شوفيها على التلفون..

ثم أكملت بابتسامة: عاد تدرين وش اللي استغربت منه صدق...

سديم: أيش؟

خلود: بعد زواجك بيوم..جاء فارس وسألني....سديم وين بتسافر
استغربت وسألته...ليش تسأل..قال بس كذا...يا حليلها سديم...سارت حرمه
يقالي متزوجة الحين...ما حد قدي

سديم: ههههههه حاقرني...

خلود: هههههه يوم قلت له ليه يعني صغيرة..
قال ما أدري بس ههههه ما أقتنعت أحس صغيره...لا عاد صدق
ما تدرين وين بتسافر..قلت له لا...

سديم: وليش ما قلتي له..

خلود: ما أدري بس وش وله يدري...
يعني شيء موب ضروري له...

سديم: هو ووجهه...مستصغرني...ههههههه

خلود:يمكن لأنه قبل كم شهر كان يجيبنا من الثانوية والحين
متزوجة..عشان كذا..

خلود: بتسوون زوارة وإلا لا..<<"الزوارة" هي حفلة تقام للعروس.. بعد زواجها بمدة..

سديم: إلا إن شاء الله نسويها بعد شهر بالكثير

.

.

.

نشعر يوماً بمشاعر الاستياء..
وأحياناً...نعتب..نحزن..ونـُجْرَح
من أشخاص لهم في قلبنا
مساحات واسعة

ولكنا نفاجئ يوماً..
بأن تلك المشاعر..كانت هواجس
ليست بحدة ما صورته
لنا مشاعرنا ..السوداوية
كزهرة..رعيناها
أحببناها..وكان لها أثر بتلوين حياتنا
وكذلك...بنشر عبق رائع
ونسيم عذب..

غير أنه قد تجرحنا أشواكها يوماً
ولكن...يجب علينا أن ندرك
أن زهرتنا الغالية
لم تكن تعني الجرح
بقدر ما كانت تحاول إحاطة نفسها
بهالة...لا نعرف سرها إلا بعد حين
وقد لا نعرف أبداً هذا السر..

.

.

.


((السلام على الصحب الكرام...
حبيبتي سديم
من بعد أيام ولت وانتهت لا أتمناها أبدا أن تعود...بتخبطاتها .. أوجاعها...حتى ضحكاتها باتت منسيه...أو كادت أن تكون ..
قطعت على نفسي وعداً في تلك الأيام أن لا تعرفي أي مما حصل لي
أو تعرفي مشاعري وقتها..لا لاشيء ....
إنما لأني فقط...
.

.

.
لا ادري
تصنعت القسوة .. اللامبالاة ..الغضب..الحنق ...ربما حتى الكره!!!!

في احد فصول من مذكراتك ذكرتِ أني خبأت عنك بكائي عند زواج
أختي العنود...عند هذه النقطة ابتسمت وقلت...نعم سديم هذه أنا ...لم
أكن يوما صريحة معك بدموعي أبداً...كان دوما يراودني شعور
انك ترينني قاسيه أو ربما قويه.
كرهت تعاطف الكل مع حالك كرهت إظهارهم الرحمة والحب الجارف
لك ليست غيرة مني والله....لكن من وجهة نظري هم سبب ضعفك وخنوعك...
تؤلمني نظرة الانكسار في عينيك
تؤلمني نظرة صديقات الثانوية لك ( مثل لمياء..عندما اكلمها عبر الهاتف كانت غالبا تنهي كلامها .. يا حياتي سديم..خلود لا تخلونها ..مسكينة
يا حرام) تمنيت أن اصرخ في وجه كل شخص لأقول كفى عاملوها
كفتاة قوية ..
ربما أنا قاسية...لكن صدقيني ..أردتك قوية دوماً.
لم أجد سبيل آخر سوى أن أكون أقوى منك بدموعي وأخبأها ..حقيقة
هو ليس مسار خططته بتدبير مني...ولكني مع الأيام وجدتني اتخذ هذا الطريق لأعاكس الغير...اتخذته كي تريني وتنسي ذاك الضعف
هههههههههه عذراً سديم حتى الآن لم ادخل إلى لب الموضوع ،أحببت
أن اشرح لكي لما أخبئ دموعي عنك!


زواجك...

لا اذكر بالضبط كيف أتاني الخبر..لكني أذكر أني هرعت إليكِ إلى
بيت جدتي فور علمي بخبر خطبتك،ركضت بسرعة إلى غرفة
خالتي (أمك) ورأيتك هناك..ثم غرقنا في ضحك متواصل وضممتك
وبدأتِ تسردين لي ما حصل .. فرحت والله من أعماق قلبي فرحت..
علقت كل آمالي بهذا الزواج..نعم آمالي..الأمل بأن نرى بعضنا
ونكلم بعضنا دون واسطات
نعم لن يكون هناك حواجز كما هو الحال في بيت أبيك.
مرت أيام لا نتحدث فيها إلا عن زواجك..كنت وإياك نخطط ..
سنفعل ونفعل..كان يخيل لي أيضا أني سأحضر يوم زفافك
سألتك"وين بتقعدين هنا ببيت أمي منيرة ولا هناك"
أجبتني بتلعثم" أنا ودي هنا .بس أحس صعبه لازم أصير ببيت أبوي"
أجبتك" لا عادي ..أمي تقول أنه في ناس من قرايبهم سوو زواجهم
ببيت أمهم"...ثم قلتي"اممم صح بس بيت أبوي أوجه وأحلى"
اذكر أني حينها أيدتك ..وقلبي يعتصر وهناك صوت في داخلي يقول
"اجل ليس لك أن تفرحي معها ..أفيقي من سباتك أنتي لست إلا
صندوق أحزانها فقط..أما وقت الفرح رجاء ابتعدي"
تناسيت ذاك الألم وذكرت نفسي أن لا ذنب لك وان هذا لا يعني انك
لا تحبيني..
وكثرت الأيام التي أنام فيها معك عند جدتي وذات ليله دار بيننا حديث
عن من سيجهزك، كنت متحمسة جدا أن افرح معك على الأقل بجهازك..
لكنك صدمتني بقولك"أمل..لان هي تعرف في الأسواق وتعرف الزين"
خلود" ليش هي رجعت زين معك"
" إيه ما تذكرين تأسفت وصرنا عادي ما بيننا شي"
خلود"طيب ولو حنا يا سديم مالنا حق حنا خالاتك...وأمك بعد"
ثرت غضباً من كلامي "أوووه أنا ما قلت شي ..باخذ أمي معي للمشغل"
أحسست هنا كأنك تودين إسكاتي بأخذك أمك معك..
لا يا سديم أردتك معنا قلبا وقالبا
أردتك معنا في الحلو والمر..نعم أحسست كأنك ترميننا لوقت
حاجتك فقط!
بصراحة حينها كرهت زوجة أبيك ..كرهتها لأنها سلبتنا إياك
كرهتها لأنها ترميك متى شاءت وتحضنك متى أرادت.
ولأكن صريحة أيضا كان بقلبي عتب عليك..أو ليس عتب إنما جرح!
بعدها علمت عن غضب الجميع من أخيك ومنك، وعلمت أنكم عرضتم على أمي تأتي
معكم لشراء قطعة ما لكي ولكنها رفضت..ابتسمت
حينها وقلت..سديم لست كعكه نود اخذ نصيبنا منها كي تعرضي علينا
شيء نشاركك إياها!


جاء يوم زواجك ..
ضممت مخدتي لأغرق في بكاء مر ..والله بكيت
سديم الآن تلبس الأبيض والكل من حولها يحق له أن يفرح معها....
سواي!
أردت أن أكون بجانبك أن افرح لك ومعكِ أردت أن احمل عنك عباءتك..أردت وأردت.. وأردت ......الخ
كنت اجلس في غرفتي مغلقة الأنوار وابكي، سمعت مقبض غرفتي
يدور علمت أن هناك من دخل خبأت رأسي تحت الوسادة لأتصنع النوم
"خلود!! هذا وقت نوم..قومي ماله داعي اللي تسوينه..انزلي تحت تراهم يتقهوون" ...
لقد كانت أمي.
مسحت دموعي وغسلت وجهي وشجعت نفسي بأن ما من داعي للبكاء.
عند الساعة التاسعة تقريبا أتت أمي إلي تطلب الكاميرا الفورية لان
أخوك خالد طلبها وهو عند الباب ينتظر
فرحت وأسرعت..وكأن هذه الكاميرا باب فتح لي كي يسمح لي أن
افرح معك يوم زفافك..اعتبرت طلبك للكاميرا شيء كبير بنسبه لي.
وانتهى يوم زفافك كأي يوم مر علي دون جديد.. حادثتك صباح الغد
كي أطمئن عليك وكان صوتك مريحا..سافرتي بعدها إلى ماليزيا
لقضاء شهر العسل..ثم عدتي حاملتا معك خبر مفاجئ لنا جميعا.. ))

.

.

.

.
لن أبرر....ولن أختلق لنفسي الأعذار بالفعل... كان هذا هو فعلي..
نعم....أنا سديم...جرحت رفيقة قلبي خلود...
بل ..بل ربما أني جرحت أمي قبلها...
وجدتي منيرة...وخالتي الجوهرة...وكل من أحب أن يشاركني
فرحتي التي .......يبدوا أنها لم تكتمل...

لا أريد العودة لماضي قد رحل...
بفصول تطايرت وريقاتها مع مذكراتي التي نثرتها لكم....
ولكن.... سأخبركم بشيء أدهشني...
وهو أني شعرت بأن لي مكاناً بقلوب أحبتي..

أنا لا أقول بأنني بلهاء ولا أدرك..بأن خلود...أو أهلي لا يحبوني..
ولكني...كنت أشعر دوماً بأني على الهامش...في جانب مقصي..
لا شك أنكم تعاطفتم مع خلود.... ووقفت بصفها...كما أقف الآن أنا
وقفة صامدة ضد نفسي...لتدارك تلك الأخطاء المهيلة التي ارتكبتها
بحق نفسي..وأحبتي..
ولكن سأعطيكم لمحة عن مشاعر ماضية..في تلك الحقبة من الزمن..
ورغم أني حاولت التهرب من ذكر تلك المواقف...إلا أنه يبدوا أنه
علي أن أعود لأدونها....رغم كرهي لتلك المشاعر...أو بمعنى أصح..
عدم فهمي لها ..كانت صفحات مطوية...تناثرت وريقاتها في
معترك الحياة.. فآثرت نسينها..وعدم الاعتراف بها..بل حتى في
مذكراتي الخاصة..

حينما كنا في الحادية عشر...نشأت صداقتنا العميقة بيننا أنا وخلود..
وشعر كل طرف منا بأن الشخص المقابل..يحمل تشابها..أو تبادلاً
لمشاعر الطرف الآخر...

وفي تلك الفترة أخبرتني خلود..أنها تعرفت على فتاة...
في أحد سفرتاهم لمكة المكرمة...وأنها أحبتها كثيراً..ورغم قصر تلك
الفترة إلا أن خلود تعلقت بتلك الفتاة...وبأحد المرات صرحت لي خلود..
بأن تلك الفتاة هي من أعز صديقاتها...وحينما سألتها..هل تحبينها
أكثر مني...أجابت بصراحة "نـعم" رغم أنها لم تكن تحادثها..
واستمر الحال بتعلقها بأطياف تلك الفتاة..

وصلنا للمرحلة المتوسطة..بل وحتى للصف الثاني أو الثالث متوسط...
وما زالت خلود..تتحدث عن هذه الفتاة الغريبة...لا أنكر أنني أحببت
تلك الفتاة بالبداية..فقط لأن خلود أحبتها..وكنت أتشوق لرؤيتها...ولن
أقول بأنني كرهتها..لا والله..فأنا لم أراها كي أكرهها...غير أن عتبي
وقع على تلك القريبة...التي كبرت وترعرعت معها في بيت واحد...
واليوم تقارنني بفتاة غريبة..لم تتعدى معرفتها لها شهر واحد...
كنت أعجب..هل من الممكن أن يحب أحد ويتعلق بشخص رآه قبل
أعوام ولمدة بسيطة..وما يزال الحب متقداً..بينما لا تعتبرني بنفس
مقياس تلك الفتاة...وتجعلني في الدرجة الثانية
من ترتيب صداقتها...ولذلك..كرهت قرب خلود من لمياء..لأني
شعرت بأن خلود ستعتبر لمياء أعز صديقاتها وسترميني جانباً
في ظل ظروف كنت في أمس الحاجة لأن أشعر بحب أحد لي..
وقد ذكرت لكم سابقاً...مرارات عيشي مع أمل في بداية حضورها
في منزلنا....خصوصاً أن أبي لم يعد يهتم بي كالسابق...

في تلك الفترة رأيت بوادر تعلق خلود بلمياء... كانت أحياناً تتهرب
من مكالمتي... كانت عندما تأتي الإجازات تنقطع عني..هل تصدقون أنه
ربما يمر شهر كامل لم أرها فيه..بل وربما يصل الأمر إلى أني لا أسمع
حتى صوتها .. مرت أيام لا تحرص فيها على رؤيتي... بينما كنت أنا من
أتصل بها...وأنا من أحاول إقناع خالتي الجوهرة بأن تنام خلود عندنا
"ببيت جدتي" لم أكن أرى أي حماس من قبل خلود برؤيتي..وبقضاء
الوقت معي..كنت أعتقد بتلك الفترة هو أن ما تفعله بسبب تعلقها بلمياء..
وأنها وجدت بديلاً عني...

 
 

 

عرض البوم صور بسمه جراح   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الكاتبة بسمة جراح, ابدعتي يابسمة, سحابة دخان للكاتبة بسمة جراح, قصة رائعه تميزها واقعيتها, قصة رائعه وكاتبة متألقة, قصة سحابة دخان
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:30 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية