لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > سلاسل روايات مصرية للجيب > رجل المستحيل
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

رجل المستحيل سلسلة رجل المستحيل


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-03-08, 03:02 AM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2006
العضوية: 10682
المشاركات: 8
الجنس ذكر
معدل التقييم: hithamg عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدAustralia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
hithamg غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نور الهدى4 المنتدى : رجل المستحيل
افتراضي انياب الاسد ( رجل المستحيل ) 3- اصابع فنان

 

في حجرته الصغيرة، جلس "أدهم" الشاب صامتاً يفكِّر...

كل ما قاله شقيقه "أحمد" كان سليماً تماماً..
وهو محق فيه، على نحو لا يقبل الشك..
السفر من "مصر" ليس بالأمر السهل..
إنه يحتاج إلى إجراءات، وأوراق، وتفاصيل، وتحريات، وموافقات..
والأهم، أنه يحتاج إلى جواز سفر..
حتى اغتيال والده، كان يسافر كل مرة بجواز سفر دبلوماسي مؤقت، تبدأ صلاحيته مع خروجه من البلاد، وتنتهي بعودته إليها..

ولقد سلَّم جوازه إلى مكتب المخابرات، الذي استخرجه له، فور عودته من "باريس" إلى "القاهرة"، في آخر رحلة ميدانية، أرسله إليها والده، قبل أن يغتاله قتلة "الموساد" الأوغاد..

وهو لا يحمل جواز سفر الآن..
لا يحمل الوثيقة الأساسية، التي تتيح له الخروج من الحدود، حتى لو حصل على كل الموافقات الأمنية اللازمة..

وزميل والده "حسن"، لن يمنحه الموافقة على استخراج جواز سفر، ما دام يخشى أن يستخدمها في محاولة الثأر..

المشكلة إذن صعبة للغاية..
صعبة إلى أقصى حد..
بل تكاد تكون مستحيلة!.

جال الأمر في رأسه، فمال مسترخيًا على فراشه، وأغلق عينيه، وحاول أن يعيد دراسة الأمر في ذهنه مرة أخرى، في هدوء أكثر، وبعيداً عن انفعاله بما أصاب والده الراحل، وعلى ضوء مناقشته مع شقيقه..

"هناك شخصية تاريخية، لا أريدك أن تنساها يا "أدهم".. شخصية "نابليون بونابرت".. ليس لتاريخه وأفعاله، ولكن من أجل عبارة واحدة قالها، وأريدك أن تتخذها نبراساً لحياتك كلها.. عبارة قال فيها: إن قاموسه لا يحوي كلمة مستحيل.."..

تردَّدت عبارات والده الراحل في ذهنه، وهو مسترخ على فراشه، فأغلق عينيه بقوة أكبر، وأطلق العنان لتفكيره، بدون حد أقصى..

ما يريده يبدو مستحيلاً..
فقط لو نظرنا إليه، من المنظور التقليدي..
فلا أحد سيسمح له بالسفر إلى "إسرائيل"..
أو حتى بالخروج من "مصر"..
وهذا يعني أن الأمر يحتاج إلى حلول غير تقليدية..
حلول جريئة..
غير نمطية..
ومجنونة..

والمشكلة هنا تنقسم إلى قسمين كبيرين للغاية، وكلاهما أكثر صعوبة وخطورة من الآخر..
الخروج من "مصر"..
ودخول "إسرائيل"..

وإذا ما نجح في هذا وذاك، فهناك المشكلة الأعظم..
"إسرائيل" نفسها..

ومن أول وهلة، تبدو العملية كلها كمعضلة كبيرة، وكأمر رهيب، وقمة لا يمكن بلوغها أبداً، حتى ولو تم حُشِد جيشٌ كامل من أجلها..

وعلى الرغم من هذا، فهو يفكِّر في إنجازها وحده..
بخبرته المحدودة..
وسنوات عمره القليلة..
وتلك النيران المستعرة في أعماقه..
نيران الثأر..
ولهيب الانتقام..

فهل هذا يكفي؟!..
هل تكفي إرادته وحدها، لمواجهة دولة كاملة، بعدتها، وعتادها، وأمنها، وجيوشها، وحلفائها؟!..
هل؟!..

الجواب المنطقي هو لا..
لا يمكن أن ينجح وحده في هذا..
من المستحيل أن ينجح!..
من المستحيل تماماً!..
عند هذه النقطة، فتح "أدهم" عينيه، واعتدل جالساً على طرف فراشه، في حركة مرنة سريعة، وتألَّقت عيناه ببرق عجيب، وهو يغمغم، بمنتهى منتهى الحزم والإصرار:
- لقد قالها "نابليون" قديماً.. لا وجود لكلمة مستحيل!
لثانية واحدة، بعد أن قالها، ظلَّ جالساً على طرف فراشه، ثم هبَّ واقفاً بحركة قوية، والتقط سمَّاعة الهاتف، المجاور لفراشه، وطلب رقماً خاصاً، يحفظه عن ظهر قلب، وانتظر حتى سمع صوت محدِّثه، على الطرف الآخر، وهو يقول في تراخ:
- من المتحدِّث؟!
أجابه "أدهم" في حزم:
- أنا "أدهم".. "أدهم صبري".
بدا وكأن كل التراخي قد زال من صوت محدِّثه، وهو يقول في حماس:
- أهلاً يا "أدهم".. يؤلمني جداً ما حدث لوالدك.. لقد كنت في الجنازة هذا الصباح، وصافحت شقيقك، ولكنك كنت منشغلاً مع...
قاطعه "أدهم" في حزم:
- "قدري".. أنا أحتاج إليك..
ولم يجب "قدري" على الفور، ولكن كل ذرة في كيانه ارتجفت..
ارتجفت بمنتهى القوة..

* * *
"لا أستطيع أن أفهم وجهة نظرك.."..
نطقها مدير "الموساد" في عصبية شديدة، وهو يواجه "جراهام"، الذي ظلَّ هادئاً متماسكاً، وهو يقول:
- على الرغم من أنها بسيطة ومباشرة للغاية؟!
لوَّح مدير "الموساد" بيده، وقال في حدة:
- اعتبرني غبياً.
أراد "جراهام" أن يقول: إنه يراه كذلك بالفعل، إلا أنه لم يَقُلها، ولم يقل حتى ما يمكن أن يشير إليها، وهو يشير بيده، قائلاً:
- عفواً، ولكن وجهة نظري أن المساءلة الرسمية تعني أوراقاً، وسجلات، وتحقيقات، وعشرات الأوراق، التي يمكن أن تتسرَّب يوماً، فنكشف ما نحاول إخفاءه بشدة.
قال المدير في صرامة:
- القانون هنا يحتم كشف الوثائق، بعد ثلاثين عاماً.
أشار "جراهام" بسبَّابته، قائلاً:
- هذا لو أنه هناك وثائق.
تراجع المدير في مقعده، وداعب ذقنه بسبَّابته وإبهامه، وهو يتطلَّع إلى "جراهام" في عصبية، قبل أن يعتدل بحركة حادة، قائلاً:
- هل تطلب مني إخفاء حقائق رسمية يا "جراهام"؟!
هزَّ "جراهام" رأسه نفياً في بطء، قبل أن يجيب في حزم:
- بل أطالبك بألاّ تمنح المصريين فرصة للتفوق علينا، ولو في مجال الإعلام.
عقد مدير "الموساد" حاجبيه؛ عندما سمع تلك الكلمة السحرية، التي تثير وتستفز أي مسئول إسرائيلي، حتى يومنا هذا، وقال في عصبية، ولَّدها انفعاله:
- لا يمكنني أن أعفيك من المساءلة الرسمية.
مطَّ "جراهام" شفتيه، وكأنما لا يروقه هذا القول، فاستدرك المدير في سرعة وتوتر:
- إلا إذا..
التقط "جراهام" الجملة، قبل أن تكتمل وتساءل في لهفة:
- إلا إذا ماذا؟!
تطلَّع المدير إلى عينيه مباشرة في صمت، استغرق بضع لحظات، قبل أن يجيب، في صرامة شديدة:
- إلا إذا اقتنع رئيس الوزراء بوجهة نظرك..
تألَّقت عينا "جراهام"، عندما سمع هذا، وقال في لهفة:
- هل يمكنك أن تعرض عليه مشروعي أيضاً؟!
ردَّد المدير في حذر:
- مشروعك؟!
مال "جراهام" نحوه، وتألَّقت عيناه أكثر، وهو يقول:
- مشروع قسم الاغتيالات.
عاد حاجبا المدير يلتقيان في شدة، ونهض من خلف مكتبه في بطء، وعقد كفيه خلف ظهره، وهو يتجه إلى نافذة حجرته، التي وقف عندها صامتاً بضع لحظات، قبل أن يلتفت إلى "جراهام" في توتر، ويتطلَّع إليه بنفس الصمت الصارم، الذي دفع هذا الأخير، إلى أن يقول في عمق، وكأنه شيطان، يبث سمومه في نفس بشرية:
- كل أجهزة المخابرات القوية، عندها قسم مثله.. المخابرات الأمريكية، والسوفيتية.. وحتى البريطانية؛ لتنفيذ ما يطلق عليه اسم العمليات القذرة، التي لا ينبغي إعلانها، أو حتى الاعتراف بها، ولكنها تزيح عقبات بالغة الخطورة، تهدِّد الأمن القومي، وتحذف كماً هائلاً من المشكلات، التي يمكن أن تنشأ بسببها.
التقى حاجبا المدير، في شدة أكثر، وهو يستمع إليه في صمت، شجَّعه على أن يواصل، متظاهراً بالحماس:
- قسم الاغتيالات هذا، قد يوقف تلك العمليات الانتحارية العنيفة، التي يقوم بها المخربون العرب، الذين يطلقون على أنفسهم لقب الفدائيين؛ فلو اغتلنا قياداتهم، سنكسر شوكتهم، ونربك صفوفهم، ونضيع عليهم وقتاً طويلاً، في إعادة تنظيم صفوفهم، وقبل أن يفعلوا، نكون قد اغتلنا من تم ترشيحه، فنربكهم أكثر، وهكذا.. الأهم أننا نستطيع أيضاً أن ندس عيوننا بين صفوفهم، ونوحي إليهم عبرهم، أن خصومهم هم من نفذوا ذلك الاغتيال، ثم نجلس ونستمتع بمراقبتهم، وهم يقاتلون بعضهم البعض، فينشغلوا عنّا تماماً..
بدت الفكرة شديدة الأناقة، بالنسبة لمدير "الموساد"، ويمكنها، على هذا النحو الأخير، أن تقنع رئيس الوزراء، بإنشاء ذلك القسم الجديد، و..

وفجأة، برزت في ذهنه فكرة..
فكرة، فجَّرت في نفسه انفعالاً قوياً..
فكرة مثيرة ومدهشة..
للغاية.

***
__________________

 
 

 

عرض البوم صور hithamg   رد مع اقتباس
قديم 21-03-08, 03:04 AM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2006
العضوية: 10682
المشاركات: 8
الجنس ذكر
معدل التقييم: hithamg عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدAustralia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
hithamg غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نور الهدى4 المنتدى : رجل المستحيل
افتراضي انياب الاسد ( رجل المستحيل )4- اغتيالات

 

لم يستطع رئيس الوزراء الإسرائيلي استيعاب ما قاله مدير "الموساد"، على الرغم من حماس هذا الأخير الشديد للفكرة، فانعقد حاجباه في غضب، وهو يقول:
- قسم خاص للاغتيالات؟!.. أي نوع من الفكر هذا؟!
أجابه مدير "الموساد" بالحماس نفسه:
- فكر عملي خالص، ففي دولة نشأت على طرد السكان الأصليين من ديارهم مثلنا، لابد وأن تواجه حركات مقاومة عنيفة، ربما تستمر لسنوات طوال، وسيتزعمها حتماً بعض المتحمسين والمندفعين والمتهورين، وسيكون من مصلحة "إسرائيل" وأمنها، أن نقضي عليهم، بأية وسيلة كانت.
ضرب رئيس الوزراء بقبضته على سطح مكتبه، قائلاً في حدة:
- باغتيالهم؟!.. ألا تدرك حجم الأزمة، التي أثارها رجلك "دافيد جراهام"، عندما اغتال رجل المخابرات المصري في "لندن"؟!
أجابه مدير "الموساد" في هدوء:
- الأزمة يثيرها نواب، لا يدركون حجم الخطر، الذي تواجهه "إسرائيل"، والذي ينبغي لأمثالنا التصدي له ومنعه، مهما كانت الوسيلة.. ويوماً ما، سيذكر لك التاريخ، أنك الرجل الذي منح "إسرائيل" أمناً واستقراراً أبديين.
العبارة الأخيرة جعلت رئيس الوزراء يعقد حاجبيه مفكراً، ويتراجع في مقعده في بطء، ويقول:
- ولكن ماذا عن المعارضة؟!.. أنت تعلم كم يتربصون بنا.. "جولدا مائير"، تلك العجوز الشمطاء، تسعى طوال الوقت لرئاسة الوزراء، وخبر كهذا قد يمنحها فرصة كبيرة، للفوز بكل شيء.
مال مدير "الموساد" نحوه، قائلاً:
- لذا، فمن الضروري ألا تعرف به.
ثم اعتدل، مضيفاً، بابتسامة صفراء:
- وألا يعلم به أحد.
تطلَّع إليه رئيس الوزراء في صمت، وراحت الفكرة تعبث برأسه لحظات، قبل أن يسأل في خفوت قلق:
- وماذا تريدون مني؟!
عاد يميل نحوه، مجيباً، في صوت أشبه بالفحيح:
- موافقتك.
عاد رئيس الوزراء الإسرائيلي يتطلَّع إليه بضع لحظات، قبل أن ينهض من مقعده، ويدور في المكان في توتر، ويلوذ بالصمت التام، الذي جعل مدير "الموساد" يقول، بالصوت نفسه:
- القانون يحتم هذا.
استدار إليه رئيس الوزراء، قائلاً في سخرية مريرة:
- القانون؟!.. أي قانون؟!.. إننا نتحدَّث عن اغتيالات غير شرعية.
قال مدير "الموساد" في صرامة:
- ولكنها ضرورية.
مطَّ رئيس الوزراء شفتيه، وعاد إلى تفكيره لدقيقة كاملة، قبل أن يقول:
- الموافقة لابد وأن تكون كتابية.. أليس كذلك؟!
أجابه في حزم واقتضاب:
- بالطبع.
أطلق رئيس الوزراء زفرة متوترة، وعاد إلى تفكيره، الذي لم يستغرق طويلاً هذه المرة، قبل أن يقول، بلهجة من حسم أمره:
- لا بأس.. من أجل مصلحة "إسرائيل".
ناوله مدير "الموساد" طلب إنشاء القسم الجديد، وهو يقول، بنفس تلك الابتسامة الصفراء:
- بالتأكيد.
وبعد تردُّد، استغرق نصف دقيقة أخرى، وقًَّع رئيس الوزراء الإسرائيلي، على قرار إنشاء القسم الجديد..
قسم الاغتيالات..

* * *
بدا الاهتمام الشديد على وجه رجل المخابرات المصري "حسن"، وهو يراجع كل التقارير الأمنية، الواردة من مطار "القاهرة"، وقوائم السفر الطويلة، لدرجة أن مساعده سأله في حيرة:
- لماذا كل هذا الاهتمام بأحوال المطار؟!.. هل نخشى فرار جاسوس ما؟!
هزَّ "حسن" رأسه نفياً، وأجاب:
- لا.. إنني أبحث عن اسم "أدهم".
ارتفع حاجبا المساعد في دهشة، وهو يتساءل:
- "أدهم"؟!
أشار إليه "حسن"، وهو يقول موضحاً:
- "أدهم"، ابن المرحوم "صبري".
تضاعفت دهشة المساعد، وتساءل في حيرة:
- ولماذا يسافر "أدهم"؟!
أجابه "حسن" بكلمة واحدة، نطقها في توتر بالغ:
- الانتقام.
اتسعت عينا المساعد، بكل دهشة الدنيا، وهو يقول مستنكراً:
- الانتقام؟!.. وما شأن شاب مثله بهذه الأمور المعقَّدة.
قال "حسن"، وهو يهز رأسه:
- "أدهم" ليس شاباً عادياً.
قال المساعد:
- حتي ولو كان أقوى شاب في "مصر"، لن يمكنه أن يواجه عمالقة "الموساد" الإسرائيلي.
غمغم "حسن":
- من يدري؟!
هزَّ المساعد رأسه نفياً في قوة، وقال في حزم:
- ربما تبالغ في الإيمان بقدراته؛ لأنك أسهمت مع "صبري" رحمه الله في تربيته وتنشئته، هو وشقيقه، عقب وفاة أمهما، ولكنه في النهاية مجرَّد صبي، لن يجد حتى الوسيلة للسفر إلى "إسرائيل"، ولا حتى للخروج من "مصر"... ألم تقم بإلغاء جواز سفره الدبلوماسي بنفسك؟!
تنهَّد "حسن"، وهو يقول:
- بلى، ولكن هذا لن يمنعه.
قلب المساعد شفتيه، قائلاً:
- كم تبالغ في ثقتك بقدرات صبي صغير؟!
هزَّ "حسن" رأسه، وقال:
- لست أثق بقدراته كما تتصوَّر، وإلا لما أقلقني الأمر، ولكنني أعرفه جيداً.. أعرفه أكثر مما تعرفه أنت بكثير، وهذا ما يقلقني للغاية، فـ"أدهم"، على الرغم من صغر سنه، يمتلك إرادة فولاذية، تفوق إرادة رجال يبلغون ضعف عمره، كما أن عناده وإصراره يفوقان إرادته، ولو أنه أراد الانتقام لوالده، فسيكون من شبه المستحيل أن تمنعه من هذا.
وصمت لحظة، قبل أن يضيف:
- مهما حاولت.
صمت المساعد لحظة، محاولاً استيعاب هذا المنطق، ولكنه عاد ليقول في إصرار:
- هذا لا يستطيع إقناعي.
هزَّ "حسن" رأسه مرة أخرى، وقال:
- سنرى.
نطقها في مزيج من التحدي..
والقلق..
والخوف..
بلا حدود..

* * *
استمع "قدري" إلى "أدهم" في اهتمام شديد، واستطاع بسرعة أن يستوعب منطقه، على الرغم من اعتراضه الشديد عليه، ثم قال:
- الواقع يا "أدهم" أنني أختلف معك كثيراً.
غمغم "أدهم":
- هذا أمر طبيعي.
أشار "قدري" بيده، قائلاً:
- أوَّلاً.. السفر إلى "إسرائيل" ليس بالأمر السهل، وحتى لو نجحت في دخولها، فكيف ستتعامل داخلها؟!.. وكيف سيمكنك أن تصل إلى قلب "الموساد"، الذي يعجز الإسرائيليون أنفسهم عن الوصول إليه، وحتى لو اجتزت العقبتين السابقتين، وأصبحت داخل "الموساد" نفسه، فبأية وسيلة ستعلم من المسئول عن اغتيال والدك؟!.. وكيف ستصل إليه؟!.. بل كيف ستنتقم منه؟!
لم يجب "أدهم" أيا من تساؤلاته، وهو يتطلَّع إليه بنظرة خاوية في صمت، مما شجَّعه على أن يتابع:
- أرأيت كم من العقبات عليك تجاوزها؟!
أجابه "أدهم" في بطء:
- كلها ليست بالصعوبة التي تتصوَّرها.
حدَّق فيه "قدري" بدهشة، ثم لم يلبث أن ابتسم مشفقاً، وهو يقول:
- ربما تبدو هينة، وأنت تناقشها هنا.. في "مصر"، ولكن لو أصبحت في "إسرائيل"، فستختلف الصورة حتماً.
بدا "أدهم" هادئاً أكثر مما ينبغي، وهو يقول:
- إنني أتوقَّع كل هذه الاحتمالات، ولقد قمت بدراستها كلها.
سأله "قدري":
- وإلى ماذا أوصلك هذا؟!
أجابه في حزم:
- إلى ضرورة السفر إلى إسرائيل.
وجاء الجواب مفاجئاً لـ"قدري"..
بشدة.

* * *
__________________

 
 

 

عرض البوم صور hithamg   رد مع اقتباس
قديم 21-03-08, 03:05 AM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2006
العضوية: 10682
المشاركات: 8
الجنس ذكر
معدل التقييم: hithamg عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدAustralia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
hithamg غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نور الهدى4 المنتدى : رجل المستحيل
افتراضي انياب الاسد ( رجل المستحيل )5- الغائب

 

شعرت السياسية الإسرائيلية "جولدا مائير" بقلق عارم، عندما التقى بها رجل غامض، في اجتماع حزبها، وأخبرها بأن مدير "الموساد" يرغب في مقابلتها..
سراً..
كانت تعلم أن النظام السياسي في "إسرائيل" جعل تبعية جهاز المخابرات لمجلس الوزراء، ورئيس الوزراء، وليس رئيس الجمهورية، كالمتبع في الدول العربية و"أمريكا" ومعظم دول "آسيا"..
ولقد دفعها هذا إلى التساؤل، عما يريده منها مدير "الموساد" بالضبط؟!..
أهو أمر يتعلَّق في إعلانها ترشيح نفسها لرئاسة الوزراء، في الدورة القادمة؟!..
أما أنه أمر شخصي؟!..
جالت عشرات الأسئلة في رأسها، ولكنها أجلتها، لحين لقائها به..
وفي المكان الذي حدَّده، وعبر وسائل معقدة، ومحاطة بسرية بالغة، التقى الطرفان.. مدير "الموساد"..
و"جولدا"..
وفي اللحظة الأولى للقائهما، بدت "جولدا" عدوانية، وهي تقول:
- لماذا طلبت مقابلتي؟!
ابتسم مدير "الموساد"، قائلاً:
- ولِمَ لا تجلسين أوَّلاً؟!
كرَّرت، في عدوانية صارمة:
- لماذا طلبت مقابلتي؟!
اتسعت ابتسامته، وهو يقول:
- لأمر يفيد حملتك الانتخابية.
انعقد حاجباها الكثان، اللذان يشبهان حواجب الرجال، وتطلَّعت إليه بضع لحظات في شك، قبل أن تقول:
- ولماذا؟!
تساءل في حذر:
- لماذا يفيدك؟!
قالت في حدة:
- بل لماذا تفعل ما يفيدني؟!
اكتفى بابتسامة هادئة، فاستطردت في حدة أكثر:
- المفترض أنك تتبع رئيس الوزراء الحالي.
قال في هدوء:
- هذا صحيح.
بدا عليها غضب واضح، وهي تقول:
- أريد أن أفهم.
التقط صورة ضوئية، لقرار رئيس الوزراء الأخير، وناولها إياه، قائلاً:
- ربما يجعلك هذا تفهمين.
اختطفت الورقة من يده اختطافاً، والتهمت كلماتها في لحظات، قبل أن ترفع عينيها إليه بحركة حادة، هاتفة:
- قسم للاغتيالات؟!.. هل تدرك أية ضجة، يمكن أن يثيرها، خبر إنشاء قسم كهذا.
ابتسم، مجيباً:
- يمكن أن يمنح رئيس الوزراء الحالي فرصة مثالية، لربح الانتخابات القادمة.
حدَّقت فيه مستنكرة، فتابع في ثقة:
- أحد أهم مهام أي جهاز مخابرات في الدنيا، أن يدرس تداعيات القرارات والصدمات، وأن يستطلع رأي العامة، لمعرفة ردود الفعل المتوقعة، لأي قرار يصدر، وأي موقف يحدث، ومن هذا المنطلق، تأكَّدنا من أن الشارع الإسرائيلي سيحسن استقبال مثل هذا الخبر، الذي سيثير حتماً حفيظة البعض، وربما غضب البعض الآخر، ولكنه سيؤدي، وفقاً لنسبة من سيتلقونه بارتياح، إلى رفع أسهم رئيس الوزراء؛ لأن معظم الإسرائيليين سيجدونها فرصة، تتيح لهم التخلص من قادة المخربين العرب، الذين يذيقونهم الويلات ليل نهار.
غمغمت في دهشة:
- لقد تصوَّرت العكس.
أشار بيده قائلاً:
- رئيس الوزراء أيضاً يتصوَّر هذا.
ثم مال نحوها، مستطرداً بابتسامته الصفراء:
ونحن لم نطمئنه إلى العكس.
عاد حاجباها الكثان ينعقدان، وهي تنظر إليه في شك، قبل أن تقول، في حذر شديد:
- ولماذا؟!
أجابها في حزم:
- لأن استطلاعاتنا أثبتت أيضاً، أن الإسرائيليين يميلون إلى الجانب الآخر.
صمت لحظة، ثم أضاف:
- إليكِ.
تألَّقت عيناها، على نحو تعارض مع بشرتها المتغضنة، وهي تردِّد:
- إليَّ أنا؟!
أشار بسبَّابته وإبهامه المتقاربين:
- ولكن بنسبة ضئيلة للغاية.
عادت تتجهَّم، فاستطرد:
- وربما تمنحك هذه الورقة ما يكفيك.
تساءلت في دهشة:
- ولكنك قلت...
قاطعها في سرعة:
- ليس بإعلانها.
عاد الشك والحذر يعربدان في ملامحها ونظرتها، فأضاف:
- ولكن بالمساومة عليها.
اتسعت عيناها، وقد استوعبت ما يعنيه، وابتسمت ابتسامة مقيتة، وهي تقول:
- أظن أنه يمكننا أن نتفاهم.
أشار بيده، قائلاً:
- لو قبلت العرض.
وثب شكها وحذرها إلى ذروتهما، وهي تقول:
- أي عرض؟!
ابتسم ابتسامته الصفراء البغيضة، وهو يجيبها:
- سأخبرك.
وانعقد حاجباها الكثَّان أكثر..
وأكثر..
وأكثر..

* * *
كما يفعل يومياً، راجع "حسن" تقارير المطار الأمنية، وقوائم المسافرين، ثم غمغم محدثاً نفسه:
- لم يفعلها بعد.
فقضى بضع لحظات مفكراً، ثم بدا القلق يتسلَّل إلى نفسه..

"أدهم" لا يمكن أن يغادر "مصر"، عبر الطرق الشرعية والرسمية..

ببساطة؛ لأنه لا يحمل جواز سفر..
ووفقاً لتعليماتي، لن يمكنه أن يستخرج جواز سفر، من أي منفذ كان..

ولكن ربما يحاول التسلُّل عبر الحدود..
ربما يجد وسيلة ما..
أية وسيلة!..

ومثل "أدهم"، لن يعدم الوسيلة..
مهما بلغت صعوبتها..
أو بلغت خطورتها..
تضاعف قلقه مع الفكرة، فضغط زر استدعاء أحد رجال الأمن، وما أن دلف إلى حجرته، حتى قال بلهجة آمرة:
- اذهب إلى منزل المرحوم "صبري"، وراقب ولديه "أدهم" و"أحمد" طوال الوقت.. أريد أن أعرف أين يذهبان، ومتى، وكيف.. هل تفهم؟
أجابه الرجل في حزم:
- بالتأكيد يا سيِّد "حسن".

غادر الرجل مكتبه، وتركه يعود إلى قلقه..
"أدهم" عنيد للغاية..
هذا أبرز سماته..

ولقد واجه أجهزة مخابرات أجنبية بالفعل..
وقاتلها..
وانتصر عليها..
وهذا يمنحه الجرأة..
والصلابة..
والإرادة..
بلا حدود..

وشاب بكل هذا، حتى دون تلك القدرات الفائقة، التي غرسها فيه والده، يمكنه أن يتحدَّى الدنيا كلها..
بكل مصاعبها..
وكل مخاطرها..
استغرقته الفكرة طويلاً، حتى لم يشعر إلا وهاتفه يرن فجأة، وينتزعه من أفكاره في حدة، فاختطف سمَّاعته، وقال في توتر:
- أنا مسئول مراقبة منزل السيد "صبري".
سأله في لهفة:
- ماذا وجدت؟!
أجابه الرجل:
- الأخ الأكبر "أحمد"، يستذكر دروسه طوال الوقت، ولا يغادر المنزل إلا لمامًا.
سأله، وقد تضاعفت لهفته:
- وماذا عن الأخ الأصغر "أدهم"؟!
أجابه الرجل في أسف:
- لا أحد يدري أين ذهب.. لقد اختفى.. اختفى تماماً.

وكانت صدمة عنيفة..
بحق.

* * *
__________________

 
 

 

عرض البوم صور hithamg   رد مع اقتباس
قديم 21-03-08, 03:06 AM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2006
العضوية: 10682
المشاركات: 8
الجنس ذكر
معدل التقييم: hithamg عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدAustralia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
hithamg غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نور الهدى4 المنتدى : رجل المستحيل
افتراضي انياب الاسد ( رجل المستحيل ) 6- اسرائيل

 

ارتبك مكتب أمن المطار في شدة، عندما أجرى رجل المخابرات "حسن"، ذلك التفتيش المفاجئ عليه، وطلب مراجعة قوائم السفر، والتأكُّد من صحة اسم وهوية أي مسافر، بين الخامسة عشرة والخامسة والعشرين..
وفي قلق شديد، سأله رئيس المكتب:
- هل ارتكبنا أية أخطاء؟!
هزَّ "حسن" رأسه نفياً، وهو منهمك في مراجعة القوائم، وقال:
- مطلقاً.
سأله رئيس المكتب، في دهشة أكثر:
- لماذا هذا الاهتمام المفاجئ إذن؟!
رفع "حسن" عينيه إليه، مجيباً:
- نبحث عن شاب، نعتقد أنه قد سافر، باسم مستعار، وجواز سفر زائف.
هتف الرجل بسرعة:
- مستحيل!
ثم أضاف، وهو يشير إلى صالة الجوازات:
- كل مواطن يغادر "مصر"، لابد وأن يتم التدقيق في أوراقه جيداً، ومراجعة اسمه على قوائم المطلوبين، والتيقن من أنه يحمل تصريحاً بالسفر، و..
قاطعه "حسن" في صرامة:
- وماذا لو لم يكن مصرياً؟!
صدم السؤال الرجل، فارتبك لحظة، قبل أن يجيب:
- في هذه الحالة، نتأكَّد من أنه يحمل تأشيرة دخول سليمة، ومن أنه لم يتجاوز مدة إقامته.
وتردَّد لحظة، قبل أن يضيف في خفوت:
- فقط.
التقط "حسن" نفساً عميقاً، وقال:
- وهنا تكمن المشكلة.
وعاد إلى القوائم، مردفاً:
- للأسف.
وقفزت دهشة رئيس مكتب الأمن إلى ذروتها..
فهو لم يفهم ما يعنيه هذا..
لم يفهم أبداً..

* * *
استقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي ذلك الطلب، الذي تقدَّمت به النائبة "جولدا مائير" لزيارته، في دهشة حقيقية، وحذر بلا حدود، ولكنه وضع بطاقتها المهنية إلى جواره، وهو يقول لمدير مكتبه:
- دعها تدخل.
مضت لحظات، قبل أن تدخل "جولدا"، بجسدها المترهِّل، وملامحها القبيحة، وتقول:
- بوكورتوف.
رد تحيتها بهمهمة غير مفهومة، ثم سألها، في شيء من العصبية:
- ماذا تريدين يا "جولدا"؟!
أجابته في برود:
- أن نتفق.
سألها في سرعة:
- على أي شيء؟!
أجابت، وهي تنظر إلى عينيه مباشرة:
- على أن أنتزع منك مقعد رئاسة الوزراء.
عبارتها جعلت عينيه تتسعان في شدة، وجعلته يحدِّق فيها ذاهلاً، قبل أن يقول، في غضب حاد:
- هل جننت؟!
هزَّت كتفيها، قائلة:
- ربما.
ثم أخرجت الورقة، التي تحوي صورة قراره، بإنشاء قسم الاغتيالات، ووضعتها أمامه، قائلة:
- وربما تقنعك هذه.
ألقى نظرة مستهترة على الورقة، ولكنه لم يكد يدرك فحواها، حتى امتقع وجهه، وقال في شحوب، وهو يختطفها:
- من أين حصلت عليها؟!
ابتسمت، حينما رأته يمزِّقها، وأجابت:
- إنها واحدة من ألف نسخة، أحتفظ بها في خزانتي.
بدا شديد الشراسة، وهو يسألها:
- من أين حصلت عليها؟!
استرخت في مقعدها، وقد راق لها غضبه، وقالت لتستفزه أكثر:
- يمكنك أن تقول: إن لديّ جاسوسا وسطكم.
قال في حدة:
- في قلب "الموساد"؟!
أومأت برأسها إيجاباً، وهي تكرِّر:
- في قلب "الموساد".
تفجَّر الغضب من ملامحه وعينيه، وبدا لحظة وكأنه سينقض عليها، إلا أنه لم يلبث أن تراجع، وجلس على مقعده، قائلاً:
- وبمَ يمكن أن تفيدك هذه الورقة؟!
أجابته:
- تساعدني على ربح المعركة.
رمقها بنظرة صامتة طويلة، قبل أن يسأل:
- وماذا لو أنني رفضت التنازل، عن مقعد رئيس الوزراء؟!
أجابته في صرامة:
- سأعمل على نشرها.
رمقها بنظرة طويلة أخرى، ثم استغرق في التفكير بضع لحظات، قبل أن يشير بيده، قائلاً:
- أريد فرصة للتفكير.
نهضت، قائلة:
- سأعطيك يوما واحدا فقط.
قال في سرعة:
- بل يومين.
ابتسمت، وهي تنصرف، قائلة:
- هذا يكفي.
ظل ينظر إلى الباب، الذي أغلقته خلفها، في صمت وتفكير عميقين، ثم لم يلبث أن التقط سمَّاعة هاتفه، وقال:
- أرسل في طلب مدير "الموساد"... فوراً.
وأعاد السمَّاعة، وشبَّك أصابع كفيه أمام وجهه، وهو يعاود التفكير..
بمنتهى العمق..

* * *
بدا "أحمد صبري" شديد الشحوب، وهو يدور في صالة منزله، في توتر شديد، ويجيب "حسن"، قائلاً:
- لست أعرف بالتأكيد أين "أدهم".. لقد استيقظت هذا الصباح، فلم أجده في فراشه، ولا في أي مكان آخر بالمنزل.
وصمت لحظة، قبل أن يضيف في عصبية، وهو يخرج من جيبه ورقة صغيرة:
- لم أجد سوى هذه.
اختطف "حسن" الورقة من يده، متصوِّراً أنها ستحوي اسم المكان، الذي ذهب إليه "أدهم"، ولكنه فوجئ بأنها لا تحوي سوى كلمة واحدة..
اغفر لي..

وانعقد حاجبا "حسن" في شدة..
ما الذي تعنيه هذه الكلمة؟!..
ما الذي يقصده "أدهم"؟!..
لماذا ترك هذه الورقة خلفه؟!..
لماذا؟!..
لماذا؟!..
"هل تعتقد أنه أقدم على الانتحار؟!.."..
ألقى "أحمد" السؤال، في توتر بالغ، فانتزع "حسن" من أفكاره، وجعله يقول في سرعة وحزم:
- مستحيل!..
كاد يكتفي بهذا الجواب، إلا أنه لم يلبث أن أضاف:
- "أدهم" ليس من ذلك الطراز، الذي يواجه أزماته بالانتحار.. إنه شاب قوي.. أقوى مما تتصوَّر بكثير.
تطلَّع إليه "أحمد" لحظة في صمت، ثم غمغم:
- أعلم هذا.
طوى "حسن" الورقة، ودسَّها في جيبه، وهو يقول:
- أعتقد أنه قد تركها، لأنه أرادك بكل بساطة، أن تغفر له.
هتف "أحمد":
- أغفر له ماذا؟!
التقط "حسن" نفساً عميقاً، وتطلَّع إليه لحظة، قبل أن يجيب في حزم:
- رغبته في الانتقام.
اتسعت عينا "أحمد" عن آخرهما، وحفر الارتياع ملامحه على وجهه، وهو يغمغم:
- رباه!.. الانتقام.
أومأ "حسن" برأسه إيجاباً، واتجه نحو أقرب مقعد إليه، وهو يقول:
- هذا ما كنت أخشاه.
تمتم "أحمد" في شحوب:
- وأنا أيضاً.
جلس "حسن"، وهو يقول:
- ووفقاً لهذا، أظنني أعلم أين ذهب "أدهم" بالضبط.
سأله "أحمد"، وقد بلغ شحوبه منتهاه:
- أين؟!
كان يعلم الجواب مسبقاً، وعلى الرغم من هذا، فقد عجزت ساقاه عن حمله، عندما أجاب "حسن" في مرارة:
- "إسرائيل".
والمدهش أنه كان على حق..
تماماً.

 
 

 

عرض البوم صور hithamg   رد مع اقتباس
قديم 21-03-08, 03:15 AM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2006
العضوية: 10682
المشاركات: 8
الجنس ذكر
معدل التقييم: hithamg عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدAustralia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
hithamg غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نور الهدى4 المنتدى : رجل المستحيل
Questionmark

 

بالطبع تنشر هذه الرواية بصورة رسمية على شكل حلقات في مجلة إلكترونية شهيرة وهذا آخر ماصدر,وهذا أيضا ينطبق على البداية والجولة الباريسية.
يرجى التنويه بكون الموضوع منقول كذلك عدم العبث باعصاب القراء بعمل فواصل زمنية لنشراعمال مكتملة بالفعل حيثان المر ليس اكثرمن نسخ ولصق

 
 

 

عرض البوم صور hithamg   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أنياب الأسد, رجل المستحيل
facebook




جديد مواضيع قسم رجل المستحيل
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:17 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية