لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القسم الادبي > الخواطر والكلام العذب > خواطر بقلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

خواطر بقلم الاعضاء خواطر بقلم الاعضاء


ذى قار

مسرحية ذي قار في جزءين ربيع عقب الباب الجزء الأول المشهد الأول فى قصر الملك

موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-01-08, 07:11 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مميز


البيانات
التسجيل: Aug 2006
العضوية: 10109
المشاركات: 1,430
الجنس ذكر
معدل التقييم: ربيع عقب الباب عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ربيع عقب الباب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : خواطر بقلم الاعضاء
افتراضي ذى قار

 

مسرحية



ذي قار
في جزءين

ربيع عقب الباب

الجزء الأول


المشهد الأول
فى قصر الملك النعمان .. الوزير الربيع بن زياد يقدم قرطاسا للنعمان .. ويقف على جانبه بينما
النعمان يفض القرطاس .
النعمان : الأمر لم يعد يحتمل .
الوزير : مولاي .. أو جد جديد ؟
النعمان : ( وهو يقف غاضبا ) جديد .. كل يوم .. وكل ساعة .. إنهم لا يهدأون .
الوزير : مولاي .. نستطيع مواجهتهم و سجنهم إن أردت ذلك .
النعمان : وكسرى
الوزير : وما ضير كسرى حين نعاقب رجالا منا أخطأوا .. في مليكهم .. وبنى جلدتهم ؟
النعمان : تاريخ مثقل بالإهانة .. والتردي .. متى يصبح مشرقا مضيئا .. متى ؟
الوزير : وقت تريد ذلك يا مولاي .
النعمان : أنا .. هذه الجيوش المجيشة على حدودنا .. و يصل صليلها فيهتز قلب الحيرة .. و نحن
المفككون .. الضائعون في تلة رمل .. حول الصغائر .. نتهالك .. لعنزة .. أو ناقة .. أو شربة
ماء .. كيف .. كيف ؟
الوزير : مولاي .. لا تعذب نفسك هكذا .. لا تعذبها .
النعمان : أنفقت وقتا طويلا فى الفهم .. أنفقت عمرا .. فى العداوات .. وفى التسلي برقاب الخلق ..
وحياتهم .. الأحباء .. والندماء .. و الطيبين .. و هاأنا ذا أحصد .. بنى مرينا .. وأخوتي الأحد
عشر المتكالبون على قصعة الحيرة .. وإياس بن قبيصة .. آه .. أما لهذا الليل من آخر .
الوزير : نأمل في زيد بن عدى كثيرا .
النعمان : لا تحمل الولد أكثر من طاقته .. مازال حدثا .. لم تعركه المواقف مثل أبيه .. و إياك إياك .. إنه لا
يعرف شيئا .. غير أنه المنذر بن النعمان .. أسمعت .
الوزير : لست مع مولاي في هذه .. كان يجب أن يعرف .. نعم .. هناك فى المدائن سيعرف رغم أنفه .. نعم
رغم أنفه .
النعمان : ليكن .
الحاجب : مولاي .. رجل بالباب يطلب المثول بين يديكم .
النعمان : دعه يدخل أيها الحاجب .
الحاجب : أمر مولاي
الوزير : إذن مولاي ..
النعمان : لم ننه حديثنا يابن زياد .
الوزير : و أنا رهن إشارة مولاي .
النعمان : لنرى القادم .. وما يحمل
الحاجب : ( بينما الوزير ينسحب ) مولاي
الرجل : ( ملثم فى مثل حجم النعمان وقامته ) مولاي ملك العرب .
النعمان : ( وهو يجلس على عرشه ) تقدم يا رجل .. وقل ما حاجتك ؟
الرجل : هل تقضيها لى يا مولاي ؟
النعمان : لم لا ترفع لثامك ؟
الرجل : ليس قبل أن تعدني بقضاء حاجتي .
النعمان : كيف أعد بما لا أعرف ؟
الرجل : ألست الملك .. رب هذه الحيرة ؟
النعمان : أنا هو .. تكلم .
الرجل : فأنت الوحيد القادر على قضاء حاجتي .
النعمان : أهو لغز يا رجل ؟
الرجل : مولاي حلمك .
النعمان : أنت تمزقه بمكرك .
الرجل : أنا ؟
النعمان : نعم أنت .. ألم آمرك برفع لثامك .. هيه ( وهو يقف دائرا )
الرجل : ليس قبل مكاشفة مولاي بحاجتي .
النعمان : بدأ صبري ينفد .. انته .
الرجل : و أنا ومنذ عرفت حقيقتي أتحصن به .
النعمان : أف .. أنت من يا رجل ؟
الرجل : ملك الحيرة
النعمان : ملك .. ملك ماذا ؟
الرجل : الحيرة .. ملك الحيرة .
النعمان : ملك الخيرة .. فمن أكون أنا ( وهو يقهقه )
الرجل : ولى عهدي .. أنت ولى عهدي.
النعمان : عهدك أنت ؟
الرجل : نعم .. أنا يا مولاي .
النعمان : ( يتهالك من الضحك ) يبدو أنى وقعت بين براثن مخبول .. موتور .
الرجل : ليس صحيحا .. أنا عاقل ابن عاقل .. مثلك تماما
النعمان : لست الأسود .. و لا تحمل قامة العشرة رجال .. فمن أنت أيها الملك ؟
الرجل : النعمان .. أنا النعمان .. النعمان .
النعمان : النعمان ؟
الرجل : أنا النعمان بن المنذر بن ماء السماء .
النعمان : ( يتأكد من نفسه فيمرر يده على كل جسده ) أنت ؟
الرجل : نعم .. أنا .. النعمان .. و أمي سلمى بنت .................
النعمان : سلمى ( يسرع إلى سيفه ويلتقطه ويتجه فى مواجهته ) ارفع لثامك .. هيا .
الرجل : ( يرفع اللثام ) وهاهو اللثام
النعمان : من .. من أنت ( يتأمله و يتحسس نفسه ) أنت .. أي مصيبة أتت بك إلى .. كأني أرى نفسي في
مرآة .. يا ربى .. يا ابن زياد .. يابن .........
الرجل : لا .. لا تفعل يا مولاي .. اجعل مابيننا بيننا .. لصالحك و صالحي .
النعمان : ( يقهقه بضحكات صاخبة .. يقترب منه .. يتأمل غير مصدق .. يتوقف ) من الرجل ؟
الرجل : ألم أقل منذ قليل ؟
النعمان : ما سمعت شيئا .
الرجل : سمعت .. وتنكر .
النعمان : ما سمعت شيئا .. من الرجل ؟
الرجل : النعمان .. النعمان بن المنذر بن ماء السماء .
النعمان : أراك مصرا ؟
الرجل : ليس لى اسم غيره .
النعمان : ( يخرج عن طوره ، ويلقط سيفه ) فمن أكون .. من ؟
الرجل : أنت .. لا أعرف .. أنت كثير الشبه بى .. نعم .. كأنك أنا .. أنا .. ربما كنت الملك النعمان .
النعمان : الملعون .. تقول ربما .. أنا ربما ( يسرع نحوه ) لنحسم الأمر فورا
الرجل : ليس جديدا أن تقتل رجلا أعزل
النعمان : نعم ليس جديدا .. لكنك ليست أعزل .. لست أعزل .
الرجل : ليس بيدي سيف .. و لا حربة .. و لا أملك قوة روحية .
النعمان : لست أعزل .. أنت مسلح بجنوني .. من أرسلك .. من دلك على .. تكلم .
الرجل : جنونك .. عبرت خط الجنون يا مولاي .. عبرته منذ وقت .
النعمان : ماذا ؟
الرجل : أقول .. لا خوف عليك من جنون مقبل .. فوقت الجنون ولى .. ولى بكل ما يحمل من مصائب ..
ومحن .
النعمان : تقول .. أمك سلمى ؟
الرجل : نعم .. سلمى أمي
النعمان : هل لي أن أراها الآن ؟
الرجل : الآن ؟
النعمان : نعم الآن .. الآن .
الرجل : و أنا أيضا .. أطمع في رؤيتها الآن .
النعمان : من أدخل في رأسك مثل هذا الهراء .. تكلم .
الرجل : قدري
النعمان : يا رجل تكلم .. و إلا وضعت حدا مؤسفا لهذا المشهد الهزلي .. تكلم .
الرجل : ( بسرعة عجيبة يلتف حوله ويتحكم في إرادته بحيث يستطيع صرعه ) بل أنا من سيضع الحد
المؤسف !
إظلام



المشهد الثانى
المنذر بن النعمان بن المنذر يغلق عليه باب حجرته .. عمته هند وأخته هند وجدته فى حالة
قلق و اضطراب وحزن .
هند : ارحم أمك .. ألست أمك ؟
سلمى : هو لم يعد يحب جدته .. لم تعد يا منذر .. ثالث نهار يمر عليك .. وأنت على هذه الحال .. لا
طعام .. و لا ماء .. افتح يا ولدى .. يا منذر ؟
هند : أمي ( تهمس ) إني خائفة .. خائفة .
سلمى : تماسكي يا بنت المنذر .. تماسكي وإلا ضاع ما حاولنا طيلة عشرين سنة .
هند : من أين لي .. وأنا لا أكاد أتمالك أعصابي يا أمي ؟
هند الصغرى : افتح يا منذر .. أنا أختك .. حبيبتك .. هند .. افتح حتى أرك ؟
هند : ليته ما رحل إلى المدائن .. ليته .. النعمان سبب ما نحن فيه .. النعمان .
سلمى : نعم .. قلت له يا نعمان .. لا تفرط فى ولدك .. لكنه أصر .. هو أولى بي و بقومه .. يكون
سفيري .. وعيني فى المدائن .. وغيرها .
هند الصغرى : جدتي .. قولي لي .. لم يفعل بنا كل هذا .. لا بد أنك تعرفين .. نعم تعرفين لم ؟
سلمى : ومن أين لي ومعرفة خبيئة أمره .. ليتني أعرف يا هند .. ليتني .
هند : لا حل سوى النعمان .. ليرى معه ما يراه .
سلمى : ( تهمس ) ربما كان ما نفكر فيه .. ونخاف منه .. لا .. لا .. ابعدي النعمان عن هذه .
هند : وما الحل يا أمي ( تهمس ) ولدى يقتل نفسه .. يقتل نفسه .
سلمى : انتظري و لا تكوني خائرة العزم يا بنت المنذر .. المنذر سوف يرد على .. يجيبني .. ويفتح
بابه .. فهو يحب جدته سلمى .. نعم .. أليس كذلك .. يا منذر .. هيا اخرج لجدتك .. هيا .
المنذر : ( يخرج ، يطالع وجوههن باستغراب وإنكار ، يدور ) وأنت .. هل أنت جدتي حقا ؟
هند : ولدى .. المنذر .
المنذر : المنذر .. يا لكذبتك التى لا تريدين لها أن تنتهي عند حد !
هند : كذبتي .. أنت ولدى .. صحيح أنى لم ألدك .. لكنني ربيتك .. وكبرتك .. حتى غدوت فتى
جميلا
المنذر : وماذا أيضا يا أمي .. لا تتوقفي .. هيا تابعي لعبتك .
سلمى : منذر .. ما هذا الحديث .. و لم كل هذا الحزن يا ولدى ؟
المنذر : لست ولدك .. لست ولدك .
هند الصغرى : منذر .. ماذا تقول ؟
المنذر : أقول لكم لست ولدكم .. ولستم أهلي .. لستم أهلي .
هند الصغرى : لسنا أهلك .. هل جننت يا ابن ملك الحيرة أم أصابك مس من شيطان ؟
هند : ( تنهار أرضا .. تحدث نفسها ) وقع الذي كنت أخشى .. قلت له يا نعمان .. يا أخي ..
لا تجعله يبتعد عن عينيك .. أعمامه من آل أيوب فى المدائن .. والأسود أخوك لن يسكت ..
وبنى مرينا .. وبنى قبيصة .. سنين طوال .. وأنا أخفى حقيقتي بين ضلوعي .. أقدم له محبتي
بحساب ..ليس كأي أم ..أنام على جمر الحقيقة ..وأصحو ..وهو يلازمني ..لا يبرح كياني ..
أنفاسه ..وجهه .. صوته .. حنانه .. عدى .. عدى .. يصرخ بها صدري .. ودمه أطالعه فى
كل جنبات هذا القصر .. هل جاء وقت الحساب يا نعمان .. حساب .. حساب من لمن ..
سوف يقتله كما قتل أباه .. سوف يقتلـ ... لا .. لا .
المنذر : لم لا تتكلمين يا أم المنذر .. ماتت أمي زوج النعمان أبى وهى تلدني .. أليس كذلك ..
تكلمي حتى لا أجن ؟
سلمى : وهذه هي الحقيقة يا ولدى .. هند لا تعرف الكذب .. رفضت الزواج لأجلك أنت .. كم
كان الخطاب كثيرين .. يروحون ويجيئون عليها .. وهى ترفض .. وتصرخ .. لن أترك
المنذر .. ولدى .. ولدى .
المنذر : تضحية عظيمة لولد لم تلده .. أليس كذلك يا بنت المنذر .. و أخت الملك .. و أنت .. هل
أنت جدتي فعلا ؟
هند : منذر .. أي شيء دهاك يا ولدى ؟
المنذر : من أنا يا أمي .. تكلمي .. أبى بن زيد التميمى يقول إنك أمي .. وعمى الأسود بن المنذر
يقول لست ابنا للنعمان .. وبنى مرينا يقسمون أنني لقيط .. من أصدق بالله عليك .. وحق
المسيح عليك .. من أصدق .. من ؟
هند : صدقني أنا .. أنا .. أنا أمك .
المنذر : التي ربتني و كبرتني .. أم التي ولدتني ؟
هند : أنا أمك .. أمك .
المنذر : والنعمان أبى .. هيه .. أبى .. تكلمي .. استمري فى كذبتك .. إياك أن تخجلي منها ..
هيا .. أعيدي نفس الحديث .. نفس الكلمات ..هيا ..املىء به حشو دميتك .. و لا تملى ..
لا تملى .
هند : بل أنا أمك .. أمك .
سلمى : صدقها يا ولدى .. هي أمك .. أمك .
المنذر : أم من .. المنذر بن النعمان .. أم المنذر بن عدى ؟
هند : عدى .. من عدى ؟
المنذر : عدى أبى .. شهيد الخيانة و الخسة .. عدى يا أم .
هند : من حشا رأسك بهذه الغرائب ؟
المنذر : سئمت كل شيء .. سوف أرحل .. لو ظللت هنا سوف أجن .. أجن .
هند : ( تمسك به ) لا .. لا تتركني .. لا .
سلمى : لن يردع هذا الولد إلا أبوه النعمان .
المنذر : النعمان .. ملك العرب .. وقد تدفعينه لقتلى قبل أن أقتله .. أليس كذلك ؟
هند الصغرى : منذر .. أنا لا أفهم عما تتكلم .
المنذر : أريد أن أعرف مثلك .. من أنا .. هل أنا لقيط .. تكلمي يا أم ؟
هند : لا .. أنت ولدى .
المنذر : من النعمان .. من أبى ؟
هند : النعمان .
المنذر : الزوج و الأخ .. كيف ذلك .. أجيبيني .. كيف يكون هو أبى .. كيف ؟
هند : رباك فى حضنه ، وعلى عينه كبرت ، فعلمك وأدبك ، وجلب لك المعلمين ، وأ.........
المنذر : وسقاني و أطعمني و ..... يا أمي أرجوك .. قولي من أبى .. من أبى .. عدى بن زيد حقا ..
أم سقطة لامرأة بعد ليلة عشق قضتها مع رجل عابر ؟
هند : لا .. أنت ولدى .. نزفي ودمى .. أنت ولدى !
المنذر : فمن أبى .. من ؟
هند : النعمان !
المنذر : النعمان قاتل أبى .. قاتل أبى .. أليس كذلك يا جدة .. قولا شيئا .. تكلمي ؟
هند : ليس قاتله .. ليس قاتله .
المنذر : فمن قاتله .. لا تتوقفي ؟
هند : كان سجينا لوشاية فقتله السجان بطريق الخطأ .
المنذر : كيف .. كيف يا بنت المنذر ؟
هند : كيف كيف كيف .. هكذا قالوا .
المنذر : من الذين قالوا .. النعمان .. أبى .. أم خالي .. هيه .. قاتل أبى .. هيه .. أتوسل إليك باسم
المسيح .. الحقيقة .. أين الحقيقة ؟
سلمى : الحقيقة هي ما قالته أمك .. قتله السجان خطأ .
المنذر : بل قتله السجان فى يوم بؤس الملك .. الناس لديه شرائح لحم مجانية .. كحيوان الغاب .. يا
أم .. كانت جثة عدى وليمة فى يوم البؤس .. أليس كذلك ؟
هند الصغرى : لا تقل هذا .. إياك ( تنفجر بالبكاء )
المنذر : أرجو معذرتك يا بنت الملك .. خالي .. لكن هذا هو واقع الحال .. ولائم الدم .. كانت
تعد هنا .. ضحاياها أناس بعينهم يا بنت النعمان .. الشعراء .. والندماء .. و الأحباء .. سلى
أباك عن عدى بن زيد التميمى .. وعبيد بن الأبرص .. وخالد بن المضلل .. وعمرو بن
مسعود بن كلدة .. وغيرهم .
سلمى : لا .. لا يا ولدى .
المنذر : قالوا يا جدة .. سلمى أم الملك اعتزلته بسبب عدى .. حين رفض شفاعتها فيه .. وقالوا
أيضا سلمى أم الملك ارتحلت إلى الصنيين ..وأخبرت عدى بمخاض هند ..و قالوا أيضا ......
سلمى : كفى .. كفى يا زيد .
المنذر : زيد .. من زيد يا أم الملك ؟
سلمى : أنت .. أنت زيد بن عدى .. أحب أولادي إلى قلبي .
المنذر : هل كان ولدك .. أم أنها فرية أخرى ؟
سلمى : ولدى الذي لم ألده .. ما عقني مثلما تفعل الآن .. بل رفعني إلى أعلى مكانة .
المنذر : ولهذا أصبح دمه ماء .. ماء .. ماء يا أم .
هند : ولدى
المنذر : زيد أم المنذر ؟
هند : زيد أو المنذر .. لا يهم الاسم .. أنت من يهمني
المنذر : حقا ؟ هيه يا هند .. يا ابنة الخال .. أصبحنا أعداء فى لحظة .. كنت أختي .. حبيبتي .. ومن
الآن ستكونين وأخوتك عدوى وثأري .
هند الصغرى : أنا .. أنا يا منذر ؟
المنذر : أنت و أبوك .. أبى الذي ربى و كبر و علم .. ودفع بي لأعرف الحقيقة بنفسي .. تصرف
دوني وضيع .. ماكان يجب أن يفعله .. لم يحترم أبى مثقال ذرة .. إنسانيته .. دمه .. محبته ..
وظنه نسيا منسيا .. لا قيمة له .. أليس كذلك .. يا أخت الملك ؟
هند : ولدى .. لا تقل هذا .. لا تقله .
المنذر : سنين و أنا أتصفح صفحات بؤسه المقيت و نعيمه .. و لا أجد اسما من علية القوم الذين
يخشاهم .. ليس إلا المحبون يا أم .. ليس إلا .......
هند : كانت أياما سود .. وكان عدى الأحب إليه
المنذر : فلم فعل ؟
هند : نهشت عقله وقلبه ذئاب الصحراء .. وضيقوا عليه الخناق حد الموت .
المنذر : وما ذنب عدى ؟
هند : ذنبه الحلم ..يطوى صدره عليه ..زهرة الآس التي مازالت رغم ذبولها .. تعطى العطر والمعنى
المنذر : ولم يخف النعمان هجرس تغلب .. ولد الجليلة .. لم يخف من زيد بن عدى .. لم يخف يالقلبه
الجسور .. جساس الذي قلب موازين العرب حد الفناء .. جساس و النعمان .. الفارق أن
جساسا قتل الملك .. و الملك قتل عدى المحب .. قتله .. قتله !!
سلمى : تعال لحضن جدتك يا منذر .. تعال حتى لو كنت الهجرس نفسه !
المنذر : وأنت يا جدة .. جف الكلام في حلقي .. جف .. ولم أعد أستطيع أن أبادلكم حبا بحب ..
نعم .. اليوم أرحل .. أرحل بعيدا حتى أكون جديرا بدمى !
هند : زيد .. ولدى .. ترحل .. لا .. لا .. ولمن أعيش يا ولدى .. لمن ؟
المنذر : لا حل سواه يا أمي .. و إلا مت كمدا حتف الأنف !
هند : و حلم أبيك الذي لم تسلني عنه بعد ؟
المنذر : أي حلم .. الذي اغتاله .. لا .. لن أكون وليمة مثل أبى .. لا .. هنيئا لكم آل المنذر
بمليككم الهمام !
هند الصغرى : منذر .. زيد
المنذر : أنا مثلك يا هند .. لا أعرف و إلى الآن .. من أنا .. المنذر أم زيد !!
هند الصغرى : زيد .. لا تتركنا !
المنذر : وبعد .. أقدم محبتي لقاتل أبى ، وفى ضميري غصة ووجع .. أتمنى كل لحظة لو كانت رشفة
الماء سما ..أو قضمة اللحم نارا تهرى كبده .. لن ترتضى لى هذا المصير يا هند .. لن ترتضيه .
هند الصغرى : زيد .. لن أتركك ترحل .. لن أتركك !
المنذر : لا بد يا هند .
هند الصغرى : فلتأخذني معك ؛ فأنا ما عدت أنتمي إلى هنا !!
المنذر : لا .. بأية صفة ترحلين معي .. أختي .. أم خليلتي .. أم .... لا
هند الصغرى : أية صفة يا زيد ؛ فأنا لا أتصور أن يخلو ا عالمي منك .. كيف أصحو فلا أجدك هنا .. كيف
بالله عليك ؛ و أنت تملأ روحي .. كيف ؟
هند : ارحمني .. ارحم أمك يا زيد
المنذر : ودمى ..كيف يرحمني ..كيف يا زوج العظيم عدى .. كيف ( يتحرك وهو يتأملهن مودعا )
معا : زيد .. زيد .


إظلام



المشهد الثالث
هند الصغرى فى حضرة النعمان
النعمان : دبرنى ياهانىء .. سئمت تماما من أوامره .. ماعدت قادرا .. ماعدت قادرا .
هانىء : إنه الفخ يعد لنا يامولاى .. اهدأ .. كن باردا إلى أقصى درجة .
النعمان : كل يوم يأتي الرسل محملين بأوامر جديدة .. عليك ببني رواحة .. عليك بشيبان .. أريد ديارهم .
كومة رماد .. أريد .. أريد .
هانىء : ورجلك .. حذيفة ؟
النعمان : لا حول له و لا قوة .
هانىء : أليس عينك فى المدائن .. و رجلك هناك ؟
النعمان : إن رأيه من رأيك .. فرأس الحية عدى بن أوس له تأثير السحر فى رجال مجلس كسرى .
هانىء : والأسود ؟
النعمان : تعلم أنه يدور فى ساقيتهم .. مسلوب الإرادة .. كأنه فقد عقله .
هانىء : و لم لا تردعه يا مولاي ؟
النعمان : قل لي بالله عليك .. كيف .. وهو لا يواجهني .. دائما يتخفى خلف نصح زائف .. أو وشاية
كريهة .
هانى : أنت تعلم أنه يريدها .. وكل العرب تعلم يا مولاي ؟
النعمان : يقولها .. وسوف أتركها له .. أتركها دون أسف .
هانىء : مولاي .. ليس إلى هذا الحد .
النعمان : و أنا لا حيلة لى ياهانىء .
هانىء : مولاي .. هذا حديث لا أستسيغه .. و لا أحب سماعه؛ فما عاهدنا النعمان ضعيفا .. خاصة مع
هذا الجمع الهائل من الأعداء .
النعمان : تعبت ياهانىء .. كسرى لا يتحمل رؤيتنا هادئين مسالمين .. نحترم جوارنا .. غريبا أو قريبا ..
تزحف الوساوس فى صدره ، وتتهالك الوشايات على أذنيه .. فيهتز ويترنح ، ولا تسكن انفعالاته
إلا بأوامر جديدة .. أوامر موت وفناء .
هانىء : وهذا ليس فى صالحه .
النعمان : و هاأنا أناوره .. و أعمل على كسر إرادته .. لكن إلى متى .. إلى متى ؟
هانىء : حتى يكتمل كل شيء و نصبح قادرين على ردعه بالفعل .
النعمان : قد يحاولون معك .. ولن يملوا ذلك .. حتى لو دسوا فى أذنيك أننى أتجه بجيشى لغزوكم .. هيه .
هانىء : إننى يقظ تماما .. فلا تلق لها بالا .
النعمان : وقد اضطر لمناورة هنا أو هناك لذرى الرماد فى العيون ..
هانىء : رحم الله عدى بن زيد .. كان يكفينا شر كسرى وقيصر .
النعمان : هانىء .. لا تنكأ الجرح .. واتركه ساكنا .
هانىء : ما قصدت .. ما قصدت .....
النعمان : شلوا تفكيري .. وحاصروا كل خلجة فى بدني و عقلي .. و أتوا بأوراق وقراطيس كذب ..
صوروا رمال الحيرة من حولي أشباحا تطاردني .. بل تقذفني بالحصا والموت .. حتى أصبحت طفلا
عاجزا عن التفكير .. عاجزا ياهانىء .
هانىء : كنت على قيد خطوات .
النعمان : قالها .. قالها ياهانىء .. ولم أنصت إليه .. سل رؤوس القبائل .. سلهم .
هانىء : فقدنا غاليا يا مولاي .. كان يزورني حاملا كلمتك .. وحلمه الكبير .. نعم .. قابلناه بالسخرية ،
وسرعان مافرض علينا شجاعته .
النعمان : ومازلت أكفر عن خطيئتي .. ربيت ولده .. وعلمته تماما كما كان أبوه .. ودفعت به إلى
كسرى .. فى وظيفة عدى .. وأظنه سيكون عونا لنا .
هانىء : ولده .. ربيته .. يا لجسارتك يا مولاي .. ألا تخشى عليه من أعدائك ؟
النعمان : كان الواجب يحتم على .
هانىء : إذن صل للرب راجيا ألا يتمكنوا منه ، ويوغروا صدره .
النعمان : عشرين سنة يا هانىء و أنا أكفر عن ذنبي .. حتى أصبح زيد فتى رائعا كثير الشبه بأبيه .. إنه لا
يعرف سوى أنى أبوه .. حتى اسمه .. هو لا يعرف سوى أنه المنذر بن النعمان !
هانىء : لك الله أيها الملك .. أنت تغامر .
النعمان : يفعل الرب ما يراه حسنا .. كل ما أطمح إليه أنت تعرفه تماما .. أريد شيبان درعا حاميا ..
هيه ..الكبوة التى لا نهوض لهم بعدها .. هانىء .
هانىء : كل ما أخشاه عيون الغساسنة .
النعمان : حاول أن تمد جسورا من الوفاق بينهم حتى نأمن جانبهم .. وعلى قدر المستطاع اجعل الأمر يبدو
وكأنه نوع من الحيطة ضد النعمان و الحيرة .. وعلى هذا سوف تجد منهم الكثير .
هانىء : أتظنهم يصدقون ؟
النعمان : يصدقون .. فالغل يملأ قلوبهم وصدورهم من المناذرة جميعا .
هانىء : وأنا فى انتظار ماوعدت به .
النعمان : لن تنتظر كثيرا .. فى خلال نهارات خمس يكون طلبك فى ديارك .
الحاجب : ( يدخل ) مولاي .. سيدتي الأميرة
هانىء : مولاي إذن لي بالانصراف ، وسوف أكون على اتصال دائم بك .
النعمان : كما ترى ياهانىء .. كما ترى !
هانىء : سلاما يا مولاي ( يتجه للخروج )
النعمان : دعها تدخل أيها الحاجب
هند الصغرى : مولاي .. الملك .. أبى
النعمان : ما بك يا هند .. تعالى .. ما بال وجهك شاحبا .. مالك يا هند .. تكلمي .
هند الصغرى : المنذر
النعمان : ماله المنذر .. تكلمى .. هل .............
هند : يقول كلاما غريبا .
النعمان : متى .. وهو هناك فى ديار كسرى ؟
هند : عاد يا أبى .. منذ ثلاث ليال .. عاد و ليته لم يعد ( تجهش )
النعمان : هند .. مالك .. ولم كل هذا الحزن .. تعالى ( يقترب هو منها وهى مستمرة فى البكاء )
هند : أصحيح أنه ليس بأخى .. أصحيح يا أبى ؟
النعمان : من قال هذا الهراء .. خففى عن نفسك .. اهدئى .. المنذر ولدى و أنا أبوه .. وأنت أخته
الحلوة
هند : يقول قتلت أباه .. قتلته .
النعمان : وإذا قلت لك لم يحدث ..
هند : إنه يتألم كثيرا ياأبى .. يتألم
النعمان : أين هذا الولد .. سوف أحاسبه على هذا الكلام الغريب .
هند : رحل .. رحل يا أبى .
النعمان : رحل دون علمى بوصوله .. أو برحيله ؟
هند : رحل يا أبى .. وهو حزين .. يبكى .. رحل .
النعمان : ولم لم تمنعيه ياهند .. أليس أخاك ؟
هند : أبى .. امنعه يا أبى .. امنعه .. فهو يطيعك و لا يعصاك .
النعمان : لا تقلقى يا هند .. هيا جففى دموعك الغالية .. هيا .. وسوف يكون لى معه شأن آخر ( تنصرف
حزينة وهى ترجوه حتى تختفى ) ياحاجب .
الحاجب : مولاى
النعمان : الوزير .. ناد وزيرى .
الحاجب : أمر مولاى
النعمان : بهذه السرعة .. إنها الأيام الأولى له فى المدائن .. كان يجب أن تكشف له عن الحقيقة يا نعمان ..
و لا تتركه لأعدائك يبثون فى عقله مايريدون .. كان فى حضنك .. وكان ...............
صوت : سوف يتجاوز هذا الأمر .
النعمان : متكبر مغرور .. كان يجب أن يعرفها منك .
صوت : أما حكيت لك كم كنت أحب عديا .. كيف بالله عليك أحكى .
النعمان : الضعف .. هيه .. خشيت أن تبدو نواحا بكاء .. هيه
الوزير : مولاى
النعمان : تعال يابن زياد .. لم لم تخبرنى بعودة المنذر من المدائن ؟
الربيع : تصورت أن مولاى على علم بأمر عودته .
النعمان : مر رجالك الآن بالبحث عنه و العودة به فورا.
الربيع : مولاى ..
النعمان : فورا ياوزير .. أريده الآن هنا .
الربيع : أو حدث ما يستدعى هذا يامولاى ؟
النعمان : كبرت ياربيع و شخت و ماعدت صالحا لمنصبك .. هيا انه الأمر .
الربيع : أمر مولاى .. حالا يكون بين يديك ( يخرج ) .
النعمان : لم يبق أمامك سوى إعداد دفاعك عن نفسك .. سوف يكون خصما عنيدا .. لن يحترم دوافعك ..
و لا تبريراتك خاصة وقد حشو عقله و صدره بالغل و الكراهية ..
صوت : يفعل الرب مايشاء ..
النعمان : ربيته و علمته .. وأعطيته الاسم و الانتماء .. وخنت أباه .. خنته .
صوت : كانت لى دوافعى .. وكنت أريد حمايته منهم .. ومنى أيضا .
النعمان : لكنهم خدعوك .. ونالوا منه تحت سمعك وبصرك .
صوت : وما استطعت فعل شيء حيالهم .. نعم ما استطعت .
النعمان : المنذر يستطيع .. يستطيع .. وسيفعلها .. سيفعلها .
صوت : ولدى .. أنت تخيفني .. إنهم كثير .. سينالون منه .. هيا مر جيشك بالبحث عنه .. هيا
النعمان : لا تتعجل الأمور .. ننتظر الربيع .. ننتظره .. هيه .. ننتظر .

إظلام













المشهد الرابع
أمام كهف فى بطن جبل ينتصب ظالم على عكازيه .. يغطى كفه الأيمن قفاز من الصوف ، ولحيته
ممتدة .. وملبسه متهرىء يتكىء على عصا ، يساعده غلام أسود عينته له هند بنت المنذر ليساعده
على العيش .. ويهش على غنماته .. يرتدى الشيخ رداء فضفضاء يرتفع فوق الرأس بغطاء ..
كراهب .. فجأة يقف فنرى عجزه حيث العصا تمثل رجله المبتورة ..ونلمس فى خبطاته العمى ...
يتابع النظر أمامه فقد سمع صوت حوافر جواد يقترب .
ظالم : ترى من يكون .. يالها من وحشة .. ويالها من حياة ياظالم .. أتكون سيدتك .. لا أظن .. أرسلت
إلى منذ نهارين زادا و شرابا .. هيه .. كان أولى بها لو هشمت رأسك ( كاد يقعى أرضا .. يترنح ..
يقعد على صخرة ) مهما فعلت ما كانت لتفعل ما فعلوه بى .. ليتها كانت الأخيرة .. لكن شاء
الرب .. تقول .. إن زيدا أصبح فتى جميلا مثل عدى .. لا تريد له معرفة ماتم .. وما وقع لأبيه ..
إنها تخشى عليه من بطش خاله .. ويصبح دم عدى ياسيدتى ماء .. هل هذا معقول ؟ شبعنا سفك
دماء ياظالم .. أربعين سنة و نحن نتعثر فى جثث بكر و تغلب .. كفانا .. الثأر لن يرجع عدى ..
وربما لحق به زيد .. لا .. لا أريد له هذا المصير.. كما تشائين ياسيدتى .. كما تشائين .. لكن سفره
إلى الحيرة ياسيدتى فيه مخاطرة .. هناك أعمامه .. وأصدقاء أبيه .. و كسرى . ( صوت الجواد
يدنو .. يتوقف ) ياله من فارس ..أتراه ضل طريقه ؟ أم يقصدنى أنا ..اقترب أيها الفارس ..
اقترب .
الشيخ : يا غلام .. ألا تنظر من الآتي من بعيد ؟
الغلام : لا أرى أحدا ياشيخى .. لا أحد .
الشيخ : ( وهو يتقدم منصتا ) يا ولدى .. لا تكن أعمى مثلي .. انظر
الغلام : أصبحت مثلك .. بل أكثر عمى منك
الشيخ : يا ولدى .. ربما كان لصا .. أو قاطع طريق ؟
الغلام : أف .. ليكن من يكون .
الشيخ : يالك من غلام مارق .. إني أعذرك .. لكنى .. أنظر لنفسك أنت .
الغلام : سسسوف أكرر المحاولة .. ربما كان هناك أحد بالفعل .. فقط لأريحك .
الشيخ : هيه .. ألا من أحد ؟
الغلام : أتعبتني حد الموت .. يا غلام .. يا غلام .. ضج الغلام .. و هتك صبره .
الشيخ : ألا من أحد ؟
الغلام : ألم تفهم .. لا أحد .. لا أحد .
الشيخ : استرح أنت .. إنى أسمع أصوات أقدام قادمة .. الهواجس مرة أخرى .. لا .. إنها دبيب فرس
كريم..نعم يتحرك بمهل و تؤدة ..نعم
الغلام : أما قلت لك لا أحد .. أنت تتصور ما ليس له وجود .
الشيخ : ( وهو يدنو من حافة المنحدر ) نعم .. هاهي تقترب .. تقترب .
الغلام : إنك تخرف .. لا تريد أن تريح وتستريح .. ما عدت قادرا .. ما عدت .
الشيخ : سامحك الرب .
الغلام : بل مسخني الرب .. قتلني الرب .
الشيخ : استرح أنت .. بل اختبىء .. اختبىء .. اختبىء حتى أتعرف على القادم .. الغلمان ضجوا بي ..
ضجوا .. وأنت أيها الرب ألم تضج من وجودي فى أرضك ..لولاها لأصبحت وجبة للذئاب ..
وصقور الصحراء .. كلما هجرنى غلام أتت بآخر .. أما هذا الأخير .. أتت به صغيرا لأربيه على
عمى عيني .. ربما لتربيتى له وإحساسه بالجميل ماخلفنى .. هو لئيم .. أظنه يفكر فى حيلة يتخلص
بها منى .. هاهو الصوت يدنو .. أصبح واضحا .. الصوت .. هو لجواد يسير على مهل .. ما هذه
الرائحة التي ظهرت فجأة .. ياربى .. أيعقل هذا .. عدى .. إنها رائحة عدى .. سيدى .. ورفيقى ..
وسقطتي .. يالها من رائحة .. مالها تملأ أنفى .. أتكون سيدتى هند القادمة .. إنها المرة الأولى التى
أشم فيها رائحته منذ رحيله .. لو لم أرهم وهم يجهزون عليه لقلت أنه هو .. هو القادم .. مابه ..
ماله يتحرك بإهمال .. الرائحة .. هو حزين تائه .. ربما فقد عزيزا .. حبيبة أو قريبا .. أراه محملا
بالسؤال الذي لا جواب له إلا عندى .. أقبل يافتى ( بصوت عال الأخيرة ).
زيد : ( يترجل عن فرسه ويتحرك مقتربا من الشيخ .. ثم يقعد على صخره دون كلام ).
الشيخ : أهلا بك ياولدى .. ألا من سلام أو كلام أو حتى ..... يا غلام .
الغلام : ( يخرج من مخبئه ) أهلا بك ياسيدى .. فى واحتنا الغناء ( بسخرية ) .
الشيخ : أو تعرفه يا غلام ؟
الغلام : لا ( وهو يقترب ويهمس ) إنه شاب .. فارس .. جميل الخلقة .. لكنه حزين ..والدموع تكاد تطفر
من حدقتيه .
الشيخ : ليس فى الكون ما يستحق كل هذا الحزن إلا خيانة الأصدقاء و الأحباء .
زيد : ربما كان عندي ما يستحق .
الشيخ : استرح قليلا .. يا غلام .. قدم لضيفنا بعض الحليب .. يا غلام .
الغلام : ( الذى اختفى يقبل و يهمس فى أذن الشيخ ) له فرس أشهب .. عليه سرج كأسرجة الملوك ..لا بد
أنه لص .. نعم لص .
الشيخ : هش .. لا تفضحنا .. هش .
الغلام : رأيت هذا السرج يعتليه مولانا الملك النعمان .
الشيخ : قلت لك قدم لضيفنا بعض الحليب .. هيا .
الغلام : ( يقبل من اختفائه ويهمس فى أذن الشيخ ) فى السرج بعض المتاع .. هيه متاع ثمين .. هيه .. ثمين .
الشيخ : ألا تنته .. خيبك الرب .
الغلام : هذا غير لباسه .. عليه لباس ملك .. تماما مثل الملك النعمان .
الشيخ : تقول .. ملك ؟
الغلام : نعم .. لباس ملك .
زيد : أي حلم يا عدى ..أي حلم ذاك الذى اغتالك .. أو كان يستحق حياتك ؟
الشيخ : نعم .. كان يستحق ( كأنه سمع حديث زيد مع نفسه ) .
زيد : ماذا ؟
الشيخ : ( يفتعل ) هيا يا غلام .. هيا قدم لضيفنا بعض الحليب .
زيد : هيه .. فأل .. فألك يا عدى .
الشيخ : سيدي و صاحبي و سقطتي .
زيد : من ؟
الشيخ : أما قلت عدى ؟
زيد : ما قلت شيئا .
الشيخ : لكنى سمعتك ترددها .
زيد : أردد ماذا ؟
الشيخ : عدى .
زيد : أي عدى ؟
الشيخ : أي عدى .. كيف يكون أي عدى .. أقصد سيدي وصاحبي .
زيد : من ؟
الشيخ : عدى بن زيد بن أيوب العبادى .
زيد : دلنى عليه إن كنت تعرفه .
الشيخ : أتريده لحاجه ؟
زيد : نعم .
الشيخ : أقضيها لك لوكاشفتنى بها.
زيد : لا .. بل هو و لا أحد غيره .
الشيخ : هات ما تحمل .
زيد : أقول لك .. هو و لا أحد غيره .. لا أحد غيره ( وهو ينتفض واقفا )
الشيخ : هات ما تحمل يا ولدى .
زيد : أنت مصر .. ما بقى فى رأسي لن يتحمل هراءك يا شيخ .. فمن أنت من عدى ؟
الشيخ : ظله وقاتله .
زيد : قاتله ؟
الشيخ : نعم .. أنا قاتل عدى بن زيد .
زيد : ( وهو يتأمله ويدور حوله ) أنت .. أنت من أيها الشيخ المخرف ؟
الشيخ : أما قلت لك منذ قليل كان سيدي و صاحبي .
زيد : ( يلوح بضيق ويعود ليجلس ) هيه .. أنا لا أصدقك .
الشيخ : لعيب فى أم فيك أنت ؟
زيد : بل فى أنا .. اتركني لحالي أكرمك الرب .
الشيخ : أنت تحمل سؤالا سمعت إجابة عليه .. لكنها لم تقنعك .. لم تقنعك .
زيد : يبدو أنى وقعت فى براثن ساحر أو أفاق ماكر .
الشيخ : سامحك الرب .. لكنك أنت عدى .. فلم تسأل عن عدى ؟
زيد : ( وهو يقف منتفضا ) أنا من يسأل عنه .. أنا .
الشيخ : بل أنت هو .. رائحتك .. صوتك .. حديثك .. أنت هو .. احذر .. الغلام .. الغلام ( فجأة نسمع
أصوات ركض جواد يبتعد ) الغلام .
زيد : ( بلا اهتمام ) رحل .
الشيخ : الملعون .. سلبك جوادك .. ألا أسرعت خلفه ؟
زيد : ليس لى به حاجة .
الشيخ : والرحلة ؟
زيد : أية رحلة ؟
الشيخ : الحقيقة التى تبحث عنها ؟
زيد : أية حقيقة أيها الشيخ .. لم تحاصرني .. لم ؟
الشيخ : خذ بيدي أكرمك الرب ( وهو يضرب هنا وهناك ).
زيد : ( يقف برغمه ويأخذ يد الشيخ ) تعال .. تعال هاهنا ( وهو يتحرك صوب الصخرة ليجلسه )
الشيخ : سمعتك .. و أنت قادم من بعيد .. تسأل نفسك .. تحاصرها .. أي حلم يا عدى .. لا بد أن يكون
عظيما مثلك .. ليتني أعرف .. ليتني ..
زيد : ( يكمل ) كان لا بد من بعض التروي و الصبر حتى تفض ما عندها .. آه يا أم .. لم كل هذا
الوقت .. لم ؟ كان أكرم لك و لي .. لو أنك سحت فى الأرض مغاضبة .. تتخطفك الذئاب و ثعالب
الصحراء و تنهش لحمك ولحمى الحيات .
الشيخ : ( يرد وهو يكمل ) لأصبح لا شيء .. لا شيء .. و أنت قرة عينها .. وعزاؤها فى الراحل .. أنت
يا زيد يابن عدى .
زيد : من أنت ياسيدى ؟
الشيخ : أما قلت لك .. أنا الظل الذى قتل صاحبه .
زيد : أيهم ؟
الشيخ : لم يكن سوى ظل واحد لعدى .. أنا
زيد : بل كانوا كثيرا أيها الشيخ .. ألم يكن النعمان ظلا لعدى ؟
الشيخ : ولدى ..
زيد : أجبنى .. ألم يكن النعمان ظلا لعدى .. لحلمه الذى يحمل ؟
الشيخ : لكنه ماقتل صاحبه .. ماقتله .
زيد : بل قتله .. كلهم يقول ذلك .
الشيخ : كلهم .. من ؟
زيد : أبى .. عمى .. وعدى بن مرينا .. وبنو قبيصة .. وبنو بقيلة
الشيخ : لم يقتله .. كنت هناك .. فى الصنين .. أعوى من الألم ؛ فأبصرت عمك أبى وبصحبته رجلان من
مرازبة كسرى .. ثم بعد قليل خرج عمك راكضا .. ثم أقبلوا ملثمين .. شاهرين سيوفهم .
زيد : من .. من هم ؟
الشيخ : وهل هناك أحد غيره .. عدى بن أوس ورجاله .. سمعتهم .. آه ( يجهش ) سمعته يتشفى فى عدى ..
وعدى يصرخ فى وجهه .. انه ماجئت لأجله .. وهو يقهقه بتلذذ .. لن أركع أمامك طالبا الرحمة ..
لن .. وهو يقهقه .. قل لمولاك النعمان .. القادم لا ذنب له .. لا ذنب له .. ربه كما تحب .. هيا
أيها العدو الجبان .. هيا .. ثم صرخ .. أدركنى يانعمان .. أدركنى يانعـ......
زيد : كيف يدركه .. أرسلهم ياشيخ .. هل انتهيت ؟
الشيخ : لا .. لم يرسل أحدا .. لم يرسله .
زيد : أنت تهذى ..تهذى .
الشيخ : سمعتهم .. وهم يغادرون بصحبة رجال كسرى .. وهم يقهقهون .. عندى لمولاى كسرى بعض من
هدايا ثمينة تليق به .. وأيضا لكم أظنها كفيلة بمحو أى تقصير ..............
زيد : سمعتهم ؟
الشيخ : ثم أقبل الملك .. أقبل النعمان يترنح .. وينادى .. عدى .. عدى مابك يا أخى .. عدى .. لبيت
نداءك .. ثم توارى بين جدران السجن .. وبعد قليل كان يصرخ .. عدى .. فعلوها الكلاب ..
فعلوها رغم أنفى .. أنا النعمان .. عدى .........
زيد : عدى بن أوس
الشيخ : وربيبهم خالك .. خالك الأسود .. وأخوته
زيد : خالى .. يالهم من رجال شرفاء .
الشيخ : ومنذ اغتالوا أباك .. لم يهدأوا .. .. يحاولون مع كسرى .. لكن النعمان كان وعى الدرس جيدا .
زيد : رأيتهم .. كلهم هناك مع رجال مجلس كسرى .. رأيتهم .. وطالعت وجوههم .. القتلة .. ويلهم
منى .. ويلهم من زيد بن عدى .
الشيخ : أسمع أصوات جياد قادمة من بعيد .. إن كنت تريد الحقيقة .. هيا بنا نبتعد عن هنا .. يبدو أن
الغلام وقع فى شر عمله .. وهاهو يأتى برجال النعمان إلينا .. هيا
زيد : أنا لا أسمع شيئا ( وهو ينتفض واقفا )
الشيخ : أنا أسمع .. أسمع .. هيا نختبىء بعيدا .. هيا .. أعرف طريقا سريا فى قلب المغارة .. هيا
زيد : أمرك .. هيا ( يتجهان إلى داخل المغارة ويختفيان )




المشهد الخامس
مجلس كسرى
كسرى : وبعد ياوزيرى ؟
الوزير : مولاى .. النعمان رجلك .
كسرى : يقول رجلى .. أنت واهم ياوزيرى .. واهم .. إنه يدبر شيئا خطيرا .. لا يخفى على .. نعم ..
ينمى جيشه دون علمى .. يجدد أسلحته .. آلات الحرب .. كل الأخبار القادمة من بلاد الشام
ومكة و البحرين تقول ذلك .
الوزير : أو ليست قوتهم بعضا من قوتنا يا مولاي ؟
كسرى : لا .. أنت لم تعد تفكر بشكل جيد .. هؤلاء .. لو توحدوا .. كانوا قوة مخيفة .. وأول هدف
سيفكرون فيه .. الإغارة علينا نحن .. نحن .
الوزير : مولاي
كسرى : لن ينسوا بأسنا .. لن ينسوا أنهم كانوا يوما عبيدا و صنائع لنا .. لن ينسوا .
الوزير : مولاي .. الأمر لا يحتمل .....
كسرى : ذاكر العرب جيدا ياوزير .. ذاكرهم
الوزير : لكن توحدهم ياسيدى وهم .. ما اتفقوا دائما .. فى خلاف و شقاق .. لن يتوحدوا حتى لو خرج
منهم نبى أو زعيم قادر على جمعهم .
كسرى : كأنك تلعب لصالحهم ياوزير .. آن لك أن تستريح أنت الآخر .. نعم .. انظر إلى الوراء قليلا ..
أيام تبع اليمن .. و أيام تدمر .. و أبعد من ذلك .. أبعد .. هذه أرض حضارات وأنبياء
وقديسين .. إياك أن تنسى حضاراتهم القديمة .. وملوكهم الكبار .. و ما يصلنا اليوم .. هيه
الوزير : كلام .. محض كلام لا أكثر .. وربما وشايات .
كسرى : أنت دائما هكذا .. تحبه و تقف إلى جانبه .. و لا أعرف لم .. لقبحه أم جهله وغشمه ..
غروره .. ومادفعه أخوته .. وهذا الشيخ .. عدى بن أوس ؟
الوزير : مولاي يعرف تماما كم يكرهونه .. و لا يقبلونه ملكا .
كسرى وآن أن يسقط يا وزير .. كفاه حكما .. إيه يا عدى .. ما أخبار صاحبك ؟
عدى : أخباره .. وهل أعلم فوق علم مولاي كسرى ؟
كسرى : عدى .. آن أن يرحل .
عدى : الرأي ما يراه مولاي .
كسرى : مالك .. لا غرباء هنا .. ألا تعرف زيد بن عدى ؟
عدى : أعرفه يا مولاي .. أعرفه .. كان بالأمس المنذر .. واليوم زيدا .. وربما غدا ........
كسرى : وأي شيء يضيره يا عدى ؟
عدى : إنه يتلاعب بكل شيء .. حتى أقرب المقربين .
كسرى : يا رجل .. هذا ابن أخته .. وابن رجلنا عدى .
عدى : نعم .. لم أقصد يا مولاي
زيد : لا يهم يا شيخ العرب .. تقصد أو لا تقصد
عدى : لا نخوة و لا دم .. و لا .........
كسرى : لا .. لا تكثر يا عدى .. فزيد لم يكن يعرف .. لم يكن .
عدى : وعرف .. ومع ذلك لا يحرك ساكنا
زيد : سوف ترى يا شيخ العرب .. سوف ترى ما يسرك .
كسرى : أرأيت يا شيخ .. زيد مثل أبيه .. وعدى لم يكن خاطرا أو شبحا .. كان شيئا رائعا
عدى : ما قلت سوى ذلك .
كسرى : فقل لى
عدى : أمر مولاي
كسرى : حدثنى عن النساء فى الحيرة و بلاد العرب .
عدى : النساء ؟
كسرى : نعم .. عن جمالهن .. طباعهن .. عاداتهن .. فقد زهدت نفسي نساء المدائن و.....
عدى : ونساء الحيرة جميلات رائعات .
كسرى : حدثني عنهن
عدى : مولاي .. جرب بنفسك .
كسرى : أجرب .. بماذا يا شيخ ؟
عدى : فى بيت النعمان .. الجمال بكل ألوانه و أشكاله .
زيد : مولاي .. إذن لى بالانصراف
كسرى : انتظر .. بيت النعمان ؟
عدى : نعم
زيد : مولاي .. أرجوك .. اسمح لى الانصراف
كسرى : لا يعجبك الحديث .. هيه .. لا يعجبك ؟
زيد : مولاي .. أرجوك
كسرى : فليكن .. كن سفيري إليه يا شيخ .
عدى : أنا .. ورجل من بيته هنا .. كيف هذا ؟
كسرى : زيد
عدى : نعم .. هو خير من يحمل رسالتك إليه .. أليس ........
زيد : و أنا لا أصلح لهذه المهام يا شيخ العرب .
عدى : ولم لا تصلح ؟
زيد : إنك تعديت المحظور يا شيخ .. تخوض فى لحمى وشرفي
عدى : هل مازال عندك بعض منه ؟
زيد : لن أبادلك الإهانة .. بيت النعمان بيتي يا رجل .. خالي و أمي و جدتي وأولاد خالي .. و أنت بحديثك
تعديت حدودك .
عدى : تعديت .. أنت تتلفظ .....
زيد : ولم لا أيها الشيخ المخرف
عدى : أنا ..............
زيد : نعم .. مخرف .. و لا تحمل من العرب سمتهم .. لا كرامة .. و لا نخوة ..ولا كبرياء و لا أي شيء
عدى : ( يهم واقفا وهو يستعد للاعتداء عليه ) انهض يا ولد .. واجهني
زيد : لست كفئا لنزالي يا شيخ
عدى : مولاي
كسرى : اهدأ يا شيخ .. اهدأ .. ما أخطأ .. ليكن زيد من يحمل رسالتي إلى النعمان .. وبرفقته اثنان من
مرازبة مجلسي .
زيد : مولاي
كسرى : انتهى الأمر
زيد : مولاي .. لا أستطيع
كسرى : قلت .. انتهى الأمر .
زيد : لا .. ما انتهى الأمر .. أنت تريد كرامتي .. أنت
كسرى : كيف تجرؤ ؟
زيد : مولاي .. كيف تطلب منى أن آتيك بأهل بيتي .. ليكن ...... الموت أهون و أشرف .
كسرى : لا أطلب بيتك .. بل بيت الملك النعمان .. النعمان .
زيد : والنعمان أبى
كسرى : بل قاتل أبيك
زيد : قاتل أبى رجالك يعرفونه جيدا يا مولاي .. أليس كذلك يا شيخ ؟
كسرى : بل هو النعمان .. قاتل أبيك .
زيد : النعمان خالي و أبى .. وأخو أمي .. ومليكى .
كسرى : فلتقتص منه .
زيد : فى أهلي ؟
كسرى : فى أهلك
زيد : ليكن .. أمر مولاي
عدى : مولاي .. إنه ولد ماكر .. ولن .....
كسرى : يا وزير .. باكر يتجه الوفد إلى الحيرة .. هيا .. فض المجلس .
الوزير : أمر مولاي ( ينصرف القوم والوزير يدنو من عدى ) لم فعلت .. ألم تشبع يارجل .. سوف تجعلها
جحيما .. وثأر عدى ينتظرك .. ينتظرك .. فكن مستعدا له .


ستار الجزء الأول

 
 

 

عرض البوم صور ربيع عقب الباب  

قديم 29-01-08, 11:20 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Dec 2007
العضوية: 57620
المشاركات: 119
الجنس أنثى
معدل التقييم: عزف المطر عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عزف المطر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ربيع عقب الباب المنتدى : خواطر بقلم الاعضاء
افتراضي

 

مسرحية جاءت ضوءا كاشفا لحقبة من التاريخ ..
زمن لانعرف عنه إلا بعض الأحداث الجسيمة التي تركت بصمات كبيرة على مسرح هذه الأرض .

الكثير منا قرأ عن المناذرة والغساسنة .. لديه نبذة مبسطة عن النعمان بن المنذر ملك الحيرة .. وأطماع كسرى في ذاك الوقت ..
ولكن عني أنا وأظن يشاركني في هذا عدد لابأس به أن التفاصيل الواردة في المسرحية كانت بعيدة عن مجالي المعرفي لتلك الحقبة بالذات .
لذا عندما يأتي سرد التاريخ بهذه الجمالية من الحوار الموفق والصادق يكون أرسخ مايكون في عقولنا وإضافة مهمة جدا إلى رصيدنا التاريخي المتواضع

المسرحية عمل أدبي يقوم على العديد من المشاهد ..
وتتغير الشخوص أو مكان الحدث تبعا للأحداث التي تتطلب تداخلها وتفعيلها في وقت دون الآخر .

ونجاح هذا العمل يقوم أولا على كاتب النص .. الكاتب قبل المفردات ..
وذلك لأن كلما كانت للكاتب خلفية ثقافية قوية ولديه روح التحليل العميق لمجريات أحداث التاريخ وفي متابعة مستمرة لسير مجرى الحدث حتى تاريخنا اليوم .. كلما كان قويا في طرح مفرداته وواثقا من مصداقية حواره ..
لذا نجاح النص يعتمد في رأيي على ثلاثية هي : " مبدع – نص – متلقي " .

ومما يساعد على رسم الصورة في أذهان المشاهد أو القارئ للنص هي الإيماءات الحركية والتقنيات الصوتية المرتكزة على حدة الصوت من ضعفه أو صمت موصول بإيماءة خفيفة من المؤدي .
وطبعا النص لم يخلو من هذه الإيماءات ولم يغب عن ذهن الكاتب أيضا أن النص قد يُقرأ أيضا كما يشاهد .. لهذا فقد وصف وصفا دقيقا لملامح الرجل الشيخ .. تحديد أين يتطلب وقوف كل مؤدي .. تصوير الانفعالات الصادرة عن النعمان وأخته هند وزيد بن عدي بكل دقة .

ونصل إلى نهاية الجزء الأول بتساؤلات عدة ترتسم في أذهاننا :
ياترى من يكون هذا الرجل الذي كان ملثما ؟؟ هل كان النعمان ؟؟
وهل صرع النعمان الحقيقي أم من ؟؟
وماقصة عدي بن زيد ؟؟ وماقصة هذا الحلم الكبير الذي كان سببا في صرعه؟؟
ومن هذا الشيخ ؟؟
من الأسود ؟؟ وماذا يريد ؟؟ وأي مآرب يطمح لها عدي بن الأوس ؟؟
وبماذا كان يفكر زيد بن عدي عندما كان في مجلس كسرى ؟؟
والعديد العديد من التساؤلات التي تنتظر الجزء الثاني تعطشا وفضولا .

بارك الله فيك أستاذي الكريم .. وأنتظر منك تتمة العمل من الآن

 
 

 

عرض البوم صور عزف المطر  
قديم 05-02-08, 05:20 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مميز


البيانات
التسجيل: Aug 2006
العضوية: 10109
المشاركات: 1,430
الجنس ذكر
معدل التقييم: ربيع عقب الباب عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ربيع عقب الباب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ربيع عقب الباب المنتدى : خواطر بقلم الاعضاء
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عزف المطر مشاهدة المشاركة
  
مسرحية جاءت ضوءا كاشفا لحقبة من التاريخ ..
زمن لانعرف عنه إلا بعض الأحداث الجسيمة التي تركت بصمات كبيرة على مسرح هذه الأرض .

الكثير منا قرأ عن المناذرة والغساسنة .. لديه نبذة مبسطة عن النعمان بن المنذر ملك الحيرة .. وأطماع كسرى في ذاك الوقت ..
ولكن عني أنا وأظن يشاركني في هذا عدد لابأس به أن التفاصيل الواردة في المسرحية كانت بعيدة عن مجالي المعرفي لتلك الحقبة بالذات .
لذا عندما يأتي سرد التاريخ بهذه الجمالية من الحوار الموفق والصادق يكون أرسخ مايكون في عقولنا وإضافة مهمة جدا إلى رصيدنا التاريخي المتواضع

المسرحية عمل أدبي يقوم على العديد من المشاهد ..
وتتغير الشخوص أو مكان الحدث تبعا للأحداث التي تتطلب تداخلها وتفعيلها في وقت دون الآخر .

ونجاح هذا العمل يقوم أولا على كاتب النص .. الكاتب قبل المفردات ..
وذلك لأن كلما كانت للكاتب خلفية ثقافية قوية ولديه روح التحليل العميق لمجريات أحداث التاريخ وفي متابعة مستمرة لسير مجرى الحدث حتى تاريخنا اليوم .. كلما كان قويا في طرح مفرداته وواثقا من مصداقية حواره ..
لذا نجاح النص يعتمد في رأيي على ثلاثية هي : " مبدع – نص – متلقي " .

ومما يساعد على رسم الصورة في أذهان المشاهد أو القارئ للنص هي الإيماءات الحركية والتقنيات الصوتية المرتكزة على حدة الصوت من ضعفه أو صمت موصول بإيماءة خفيفة من المؤدي .
وطبعا النص لم يخلو من هذه الإيماءات ولم يغب عن ذهن الكاتب أيضا أن النص قد يُقرأ أيضا كما يشاهد .. لهذا فقد وصف وصفا دقيقا لملامح الرجل الشيخ .. تحديد أين يتطلب وقوف كل مؤدي .. تصوير الانفعالات الصادرة عن النعمان وأخته هند وزيد بن عدي بكل دقة .

ونصل إلى نهاية الجزء الأول بتساؤلات عدة ترتسم في أذهاننا :
ياترى من يكون هذا الرجل الذي كان ملثما ؟؟ هل كان النعمان ؟؟
وهل صرع النعمان الحقيقي أم من ؟؟
وماقصة عدي بن زيد ؟؟ وماقصة هذا الحلم الكبير الذي كان سببا في صرعه؟؟
ومن هذا الشيخ ؟؟
من الأسود ؟؟ وماذا يريد ؟؟ وأي مآرب يطمح لها عدي بن الأوس ؟؟
وبماذا كان يفكر زيد بن عدي عندما كان في مجلس كسرى ؟؟
والعديد العديد من التساؤلات التي تنتظر الجزء الثاني تعطشا وفضولا .

بارك الله فيك أستاذي الكريم .. وأنتظر منك تتمة العمل من الآن

لا أعرف .. كيف أرد عليك .. و أنا أحس بجميل ثقيل على رأسى
أن تتحملى كل هذا الرغى .. و هذه الكتابة التى كان الأفضل
لها لو كانت على خشبة المسرح
و ها أنت .. من جديد .. عزف المطر .. وبحدبك الرائع تقرأين ..ورؤيتك المقنعة
وذائقتك العالية تأتين .. و تقرعين أبواب مسرحى .. ليبدأ العرض الذى لم يحضره و يشاهده سواكى ..
شكرا لك على تشجيعك لى .. و جلوسك حتى انتهاء الجزء الأول للعرض ..
و سوف أطرح الجزء الثانى و أتمنى لو يجد منك نفس الرعاية و الاهتمام

شكرا عزف المطر الرائعة .. تقبلى احترامى و اعزازى


ربيع عقب الباب

 
 

 


التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب ; 05-02-08 الساعة 05:49 PM
عرض البوم صور ربيع عقب الباب  
قديم 09-02-08, 01:49 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
أبو رقية

البيانات
التسجيل: Jan 2008
العضوية: 62516
المشاركات: 4,334
الجنس ذكر
معدل التقييم: Metvirus عضو ماسيMetvirus عضو ماسيMetvirus عضو ماسيMetvirus عضو ماسيMetvirus عضو ماسيMetvirus عضو ماسيMetvirus عضو ماسيMetvirus عضو ماسيMetvirus عضو ماسيMetvirus عضو ماسيMetvirus عضو ماسي
نقاط التقييم: 5362

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Metvirus غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ربيع عقب الباب المنتدى : خواطر بقلم الاعضاء
افتراضي

 

عزيزي
أنت لا تري الدنيا غير مادة لكتاباتك
يالها من رؤيه

احترامي البالغ
لشخصك ولقلمك

 
 

 

عرض البوم صور Metvirus  
قديم 09-02-08, 02:16 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مميز


البيانات
التسجيل: Aug 2006
العضوية: 10109
المشاركات: 1,430
الجنس ذكر
معدل التقييم: ربيع عقب الباب عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ربيع عقب الباب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ربيع عقب الباب المنتدى : خواطر بقلم الاعضاء
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة metvirus مشاهدة المشاركة
   عزيزي
أنت لا تري الدنيا غير مادة لكتاباتك
يالها من رؤيه

احترامي البالغ
لشخصك ولقلمك

هل تدرى أنك كشفت مكنونى بالفعل .. من أنت ؟
ها أنا بدورى أسألك كما سبق و سألت أنت .. نعم صديقى .. الدنيا لا أنظرلها .. أو لا أراها إلا من خلال رؤيتى الفنية أو إذا صح التعبير لا أراها غير مادة لكتاباتى !!

سعيد بقراءتك أخى الجميل

ربيع عقب الباب

 
 

 

عرض البوم صور ربيع عقب الباب  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليلاس, ذي قار, بقلم الاعضاء
facebook




جديد مواضيع قسم خواطر بقلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:40 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية