لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


ما أحـلى طعـم المـوت

ما أحـلى طعـم المـوت عقارب الساعة تكاد تتجاوز الثانية ظهراً يلملم "عبدالسلام" حاجياته مسرعًا؛ فلم يتبق على بدء حظر التجوال في مدينته القدس سوى ساعتين يجب أن يخرج

 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-12-07, 09:12 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
شمعة الديكور



البيانات
التسجيل: Nov 2006
العضوية: 16763
المشاركات: 5,348
الجنس أنثى
معدل التقييم: hend عضو على طريق الابداعhend عضو على طريق الابداعhend عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 263

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
hend غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : الارشيف
Top ما أحـلى طعـم المـوت

 

ما أحـلى طعـم المـوت

عقارب الساعة تكاد تتجاوز الثانية ظهراً
يلملم "عبدالسلام" حاجياته مسرعًا؛ فلم يتبق على بدء حظر التجوال في مدينته القدس سوى ساعتين
يجب أن يخرج من المكتب قبل أن تزدحم الشوارع بالعائدين إلى بيوتهم؛ فما زال أمامه المرور على طفليه لإحضارهما من المدرسة، ثم شراء مستلزمات البيت حتى الغد، ثم السير لأكثر من عشرين دقيقة فالحافلة لا تمر إلا بالشوارع الرئيسة.. إنها معاناة كل يوم
يخرج عبدالسلام من المكتب متعجلاً؛ يتجاهل حتى رد السلام فربما يجره رد السلام إلى ثرثرةٍ لا طائل منها سوى التأخير وإضاعة الوقت
الحمد لله، لم تتأخر الحافلة، سأصل إلى المدرسة قبل خروج الأطفال
ما شاء الله.. مقعدان خاليان بالحافلة -
أعتقد أن الجلوس بجوار هذا الصبي الصغير سيكون أفضل من الجلوس بجوار السيدة
تفحص عبدالسلام الصبي سريعًا.. فلم ير إلا جسده النحيل، إنه لا يتجاوز الخامسة عشرة؛ ولكن لماذا يدور ببصره من خلال النافذة وكأنه يبحث عن شيء ما؟ إنه حتى لا يشعر بوجودي
بماذا يتمتم؟
لعله يهمس لنفسه بكلمات إحدى تلك الأغنيات الغريبة التي يسمعها الصبية هذه الأيام.. أفضل شيء أن أحاول الاسترخاء قليلاً، فما زال الطريق طويلاً، وأنا أشعر اليوم بأنني منهكٌ تماماً
التفت الصبي إليه فجأة، وكأنه يتساءل: منذ متى وأنت هنا؟
بادله عبدالسلام بنظرة ترحاب، تجاهلها الصبي ليعود إلى النافذة
*******
من الواضح أن هذا الصبي غريب الأطوار ..ربما يمر بأزمة عاطفية، أو ربما هي أعراض الحب الأول
وقبل أن يهمَّ عبدالسلام بالضحك في أعماقه.. التفت إليه الصبي فجأة وسأله
هل ذقت طعم الموت يا سيدي؟ -
ماذا؟.. طعم ماذا؟ -
قالها عبدالسلام متعجبًا فزعًا من هذا السؤال المفاجئ
الموت يا سيدي -
شعر عبدالسلام بأن كلمة "غريب الأطوار" كانت مجحفة لشخصية هذا الصبي.. ولكن لا بأس؛ فالحوار يقتل دقائق الانتظار للوصول إلى المدرسة
وماذا يعرف صبيٌ في مثل عمرك عن الموت؟ -
ليس أكثر مما تعرفه أنت يا سيدي، وليس أقل -
فماذا تعرف أنت عن الموت؟
الموت يا بني.. الموت هو الموت -
قال: هل رأيت يا سيدي؟ نحن لا نعرف شيئًا عن الموت، فمن منا يستطيع أن يصف ملامح الموت؟ وكذلك الموت.. لا يعرفنا؛ فهو لا يميز صغيرنا من كبيرنا، ولا ضعيفنا من قويِّنا، ولا فقيرنا من غنيِّنا.. يا سيدي نحن والموت كمسافرين في قطارين متعاكسين؛ لا نلتقي إلا للحظاتٍ معدودة؛ لا تكفي للتعارف
قال عبدالسلام: صدقت يا بني؛ ولكن من في مثل عمرك يتحدث عن الموت
أجاب: ولماذا يا سيدي؟.. الموت سلعة بائرة لا يشتريها الكبار عندما يجبعليهم ذلك.. لذا يجدها الصغار في الأسواق بأبخس الأثمان
ربما -
قالها مفضلاً قطع هذا الحوار السخيف، ومتعجبًا من هذه الفلسفة الغريبة التي تورط في الإنصات إليها
*******
أعاد الصبي النظر من النافذة، ثم ما لبث أن التفت ثانيةً إلى عبدالسلام
لم تجبني يا سيدي؟ -
بماذا يا بني؟ -
هل ذقت طعم الموت؟ -
قال عبدالسلام: يا بني: الموتى فقط هم من يذوقون طعم الموت، أما الأحياء فلا
قال الصبي: ياسيدي: الموتى لا يتذوقون.. إنهم موتى؛ ألا تفهم؟! إنهم موتى
عبدالسلام: يا بني: إذا كان الموتى لا يذوقون طعم الموت؛ فكيف تدَّعي أن الأحياء يذوقونه؟
الصبي: لأن الأحياء هم من أنعم الله عليهم بالإدراك.. لذا فهم يتذوقون
عبدالسلام: ولكن.. ألم تقل يا بني إننا لا نعرف شيئًا عن الموت؟
الصبي: صحيح يا سيدي.. ولكننا نستطيع أن نشم رائحته، أن نذوق طعمه
كيف ونحن لا نعرفه؟ -
قال الصبي: ياسيدي، عندما تخرج من بيتك كل صباحٍ تتلمَّس الموت.. تذوق طعمه
عندما تجوب الشوارع والطرقات.. تفتش عن الموت.. تذوق طعمه
عندما تطارده بجسدك الضعيف غير مبالٍ.. تذوق طعمه
عندما تشعر به يفر من أمامك مذعورًا.. تذوق طعمه
عندما تجده أجبن من أن يحصدك.. تذوق طعمه
عندما تعود إلى دارك آخر النهار مهمومًا؛ لأنك لم تمسك بالموت تذوق طعمه
يا سيدي، عندما تخرج لسانك للموت.. تذوق طعم الموت
نظر عبدالسلام إلى الصبي مرتابًا، وقد سرت بأطرافه قشعريرة باردة
"ربما يكون به مسّ"
نفض الفكرة عن ذهنه سريعًا.. ربما الحديث عن الموت هو ما يفزعه، ولم لا ؟ فالنفس البشرية تجزع من الموت
ولكن ما بال هذا الصبي يتحدث عن الموت وكأنه صديقٌ حميم يعرفه جيدًا؟ هل يكون روحًا؟
!!
ما هذا يا عبدالسلام؟ هل تفقدك عباراتٍ بلهاء يهذي بها صبيٌّ مخبولٌ صوابك
*******
تمنى عبدالسلام لو يعاود الصبي حديثه، فربما قطعت الكلمات هذا السيل من الأفكار البلهاء التي تحاصره
وكأن الصبي يتعمد أن يدعه لأفكاره تعبث به مكتفيًا بالنظر من خلال نافذته
حاول عبدالسلام مجاذبة الصبي أطراف الحديث مرة أخرى: إلى أين أنت ذاهبٌ يا بني؟
إلى داري -
هل كنت في المدرسة؟ -
لا -
هل تعمل؟ -
نظر إليه الصبي بحزن وقال: أبي لا يجد عملاً، وكذلك أخي الأكبر
إذًا مِن أين قدمت؟ -
من بيتي -
سأله عبدالسلام: ألم تقل منذ لحظات إنك في طريقك إلى بيتك؟
أجاب: لا يا سيدي.. وإنما قلت أنا في طريقي إلى داري
تراقصت الحيرة في عينيَّ عبدالسلام مغلفةً كلماته: قادمٌ من بيتك.. وفي طريقك إلى دارك؟
أجابه الصبي: نعم يا سيدي.. قادمٌ من بيتي وفي طريقي إلى داري.. ما الغريب في هذا؟
لا شيء يا بني.. لا شيء -
*******
شعر عبدالسلام بالرغبة في النهوض سريعًا.. بالتأكيد هذا الصبي ليس طبيعيًّا
تمنى لو تسرع الحافلة قليلاً لينهي هذا العبث.. تمنى لو لم يستقل هذه الحافلة، لم يرها..
أحس بالندم؛ لأنه لم يرد السلام على زميله أثناء خروجه.. لربما شغلهما الحديث حينها فيعمى عن رؤية هذه الحافلة اللعينة
وكأنما أدرك الصبي أنه قد نال من عبدالسلام.. فتحركت ملامحه الجامدة ليمتلئ وجهه لأول مرة بابتسامة مودة
هل لديك أطفال يا سيدي؟ -
أجابه عبدالسلام: نعم، لدي "نضال" عمره ثماني سنوات، و"جهاد" عمرها ست سنوات، و"صلاح الدين" عمره ثلاث سنوات
قَــرَّ الله بهم عينك -
وأدامك الله لأهلك سالمًا يا بنيّ -
قال الصبي: عندما يكبر أطفالك يا سيدي، عندما ينضجون، عندما يفهمون
عندما يسألونك عن الموت..
قل لهم يا سيدي
" ما أحلى طعم الموت "
*******
لم يمهلني الوقت للتفكير في معنى كلماته، فقد صرخ فجأة مستوقفًا السائق، لينهض مهرولاً إلى الباب الأمامي حتى كاد أن يزيحني من مقعدي
وقبل أن يهبط من الحافلة.. توقف فجأة وكأنه تذكر أمرًا مهمًّا.. نظر إلى السيدة التي بجواري؛ عانقها بعينيه، قبَّــل يديها وسألها الدعاء
أطالت النظر إليه وكأنها تحفر ملامحه في ذاكرتها؛ احتضنته بعينيها، خبأته في صدرها، طبعت على خديه قبلة عميقة
رسم على شفتيه ابتسامة رضا وهبط مسرعًا..
أخذ يعدو في الطريق كالصاروخ المنطلق يخترق الزحام.. لا أدري لماذا؟ أو إلى أين ؟
إنه فعلاً صبيٌّ غريب.. حتى أفكاره وكلماته غريبة مثله
انطلقت الحافلة.. نظرت إلى السيدة أفتش في ملامحها عن سر هذا الصبي.. لقد تصلبت ملامحها حتى بدت كالموتى
لم تمر سوى لحظات.. حتى دوى صوت انفجارٍ هائل.. توقفت الحافلة فجأة، نهض كل من بداخلها يتطلعون إلى الخلف
لقد كانت سيارة عسكرية اسرائيلية تحترق ككومة من القش..
قطع صمت الجميع زغرودة طويلة أطلقتها تلك السيدة
لقـد كانت أمّــه ..
أبـت إلاّ أن تصحبـه إلى حفـل عرسـه
*******
- محمـد عـاطف

 
 

 

عرض البوم صور hend  

قديم 10-12-07, 09:37 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فتاة المطر


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 49229
المشاركات: 4,826
الجنس أنثى
معدل التقييم: إلياذة الواقع عضو على طريق الابداعإلياذة الواقع عضو على طريق الابداعإلياذة الواقع عضو على طريق الابداعإلياذة الواقع عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 377

االدولة
البلدItaly
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
إلياذة الواقع غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : hend المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

ياااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه




هل تصدقين أن الكلمات أبكتني ؟؟؟؟؟




نعم غاليتي




أنا من مدرسة أن للموت طعما



يتذوقة بعض الأحياء



هذا الطفل نافس الرجال في رجولتهم



فكان رجلا وجد في زمن قلت فيه معاني الرجولة





مشاركة متألقة

 
 

 

عرض البوم صور إلياذة الواقع  
قديم 10-12-07, 09:42 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: May 2007
العضوية: 29499
المشاركات: 8,843
الجنس أنثى
معدل التقييم: المحرومه من الحنان عضو ماسيالمحرومه من الحنان عضو ماسيالمحرومه من الحنان عضو ماسيالمحرومه من الحنان عضو ماسيالمحرومه من الحنان عضو ماسيالمحرومه من الحنان عضو ماسيالمحرومه من الحنان عضو ماسيالمحرومه من الحنان عضو ماسيالمحرومه من الحنان عضو ماسيالمحرومه من الحنان عضو ماسيالمحرومه من الحنان عضو ماسي
نقاط التقييم: 5331

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
المحرومه من الحنان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : hend المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

الله يعطيك العافية على الموضوع الرائع

 
 

 

عرض البوم صور المحرومه من الحنان  
قديم 11-12-07, 12:03 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
^_^
عضو قمة
عضوة بمنظمة الاكاتسوكي


البيانات
التسجيل: Jun 2006
العضوية: 6270
المشاركات: 4,201
الجنس أنثى
معدل التقييم: Toleen عضو له عدد لاباس به من النقاطToleen عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 146

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Toleen غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : hend المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

* ممكن الخط يتكبر شوي ؟؟

وشاكره لك تفاعلك هنووده

^_^

لي رجعه*

 
 

 

عرض البوم صور Toleen  
قديم 11-12-07, 01:08 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: May 2005
العضوية: 178
المشاركات: 16,784
الجنس أنثى
معدل التقييم: شهووده عضو على طريق الابداعشهووده عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 184

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شهووده غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : hend المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

اخ

والله روعه

تقشعر جسمي

يسلموو غاليتي

 
 

 

عرض البوم صور شهووده  
 

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:54 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية