المنتدى :
خواطر بقلم الاعضاء
كانت البيضاء الأولى
كانت البيضاء الأولى....
على جناح من الرهبة أتتني... رفعتني لأعالي السموات وأنزلتني.... رائحة لطالما تاق حضني لاحتضانها.... وددت لو احتويت الحقيقة بين أضلعي لكن الأقدار قاسية والأيام فرسٌ جموحُ يصعب على أمثالي ترويضها واحتوائها.... وقفت في فناء المغلف تعصف بقسمات وجهي رياح الرهبة وقدسية الأحرف... أخذتني تلك المغلفة بشوقك والمُرسلة بطابع حبك إلى سماء جميلة.... دعني لبهاء نسائمها وطيورها أوصف.... ترى هل نام كفك على تلك الزاوية أم تلك.... هل وقفت عيناك حبيبي على لباقة هذه الكلمة أو ذاك الموقف... خلعت عن الرسالة حروفك التي كتبت أنت بيدك... رأيتني أخلعها حرفاً حرفاً ونقطة نقطة.... لا تعجب فأنا نويت أن أصنع من تلك القريبة إلى وجداني سلسلة... أغفيها حول عنقي وأتباهى بها تماماً كما فعلت صديقاتي... كن يقرأن رسائل العشق ألف مرة ويتمنين الأمنياتِ... وأنا تضيق بعيني الدنيا وأكفي المساء وحيداً بأغنياتي... لكن ها هي الأعجوبة، القدسية، الهرم... ها هي الكلمات التي لطالما انتظرتها على رصيف التمني... هي الآن قريبة من عيني ومني... تلوكها عيني وتستنزف منها المُقال وما كان يود لو يُقال... تدري زمن المطويات أجمل بكثير من صرعة هذا الصندوق الالكتروني المجرثم... كيف لي أن أقبل هذا الجهاز وأشتَمه... كيف لي أن أحمله معي في فراشي أُفَصِله ثوباً رائع الجمال على مقاسي... تلك البيضاء في يدي.. لا أكاد اصدق نفسي... اشكر الله والزمن والتوقيت... أن حظيت برائحة يَدٍ، عطرٍ، عقبُ سيجارةٍ، نظارةٍ، وجبةُ حُبٍ بلغت بها حد الإشباع وحاربت وحدتي والقدر المقيت.
|