المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
لما حطمتني
"بسم الله الرحمن الرحيم"
...
الجزء الأول: تغيرات قاسية.
الجزء الثاني: بقايا إنسان.
الجزء الأول......."تغيرات قاسيه"
(...عصام..)
من هذه اللحظة تغيرت حياتي وأصبحت مسئول عن شخص سيكون هو محط اهتمامي من الآن...حملت أختي الصغرى وأنا أشاهد زوج خالتي يقول: "تعال يا عصام "وامسك بيدي وهو يمشي خارج منزلي...منزلي الذي أصبح خاوي من أبي وأمي...؟؟
خالتي سمر وهي تقترب مني:
" عصام دعني احمل عنك أختك"
تمسكت أختي بي وهي تبكي وكأنها ترفض ذلك فقلت:
"لا سأحملها أنا "
ركبت السيارة ونظرت إلى منزلي النظرة الأخيرة قبل أن أودعه...ومعها وأودع أجمل لحظات حياتي التي عشتها مع أبي وأمي...طول الطريق كنت أبحر في ذكرياتي ....... وأتذكر أبي عندما رحل قبل أسبوع بعد ما عانى مرض آلم به...وأرى أختي الصغيرة وهي نائمة في حضني لم يكن عمرها قد تجاوز 6 سنوات كانت لينا صغيرة البنية ووجهها طفولي وشعرها طويل وأنا ابلغ من العمر 12 سنه....كانت آثار الدموع في عينيها مسحت دموعها....ورفعت يدي وأنا امسح دموعي.....وأتذكر أختي كم عانت من الحزن من فقدها أمي منذ أن أنجبتها لأنها مرضت بعد أن أنجبتها ولم تعيش بعدها إلا ثلاثة أيام...أخذت أنظر إلى وجه خالتي التي تشبه أمي كثيراً..تلك الأم التى فقدتها في اقسى مراحل حياتي ولا يوجد في الكون من يحبنا مثلها..
خالتي بصوتها الناعم أعاد لي شيء من همسات أمي لي...كانت تتحدث مع زوجها في طريقنا للذهاب لمنزلهم والعيش معهم.......دخلت إلى منزل خالتي....لا لم يكون منزل بل قصر كبير جدا....ونظرت إلى ما حولي كان كل شيء يدل على الثراء....كان هذا أول مرة اذهب إلى منزل خالتي لأن أبي كان وحيد لا أقارب لديه وكان يرفض الذهاب إلى خالتي بعد أن توفيت أمي..وعندما علمت خالتي أن أبي قد توفي ولم يعد يوجد احد يهتم بنا أخذتنا أنا وأختي لينا ... صعدت إلى الأعلى وأنا احمل لينا التي أصبحت نائمة طلبت خالتي من احد الخدم أن تحمل عني لينا....وعندما أخذتها الخادمة كان التعب بلغ مني لدرجه أنني أصبحت مشوش العقل....كانت يدي تؤلمني لأنها قد ظلت لينا تمسك بها منذ أن خرجنا من المنزل...لم انتبه على أختي عندما حملتها الخادمة وأحست خالتي باني متعب فأدخلتني إلى غرفه قالت بأنها غرفتي من الآن ... نظرت إلى السرير واستلقيت وأنا أشعر براحه ونعومة اللحاف ونمت.....
"أختي..؟؟؟"
فجاءه رأيت صورة لينا في مخيلتي وأحلامي وهي تصرخ طالبة مني بان لا أتركها...فتحت عيني كانت الغرفة غارقة في الظلام أبعدت الغطاء عني ونهضت وأنا أرتجف وأتخبط في الظلام ارتطمت بشئ آلمتني ركبتي لم أهتم...أسرعت إلى الباب وأنا اسمع صراخ لينا يرتفع...خرجت وأنا أتلفْت ....كان البيت غارق في الظلام إلا من النور الخافت الذي يأتي من بعيد مشيت وأنا أسمع صوت بكاء لينا وهو يزداد مع اقترابي من الباب عضضت على شفتي بقسوة....لماذا تركت أختي بعيده عني..... كيف طاوعت نفسي ولم أعرف أين ستنام ....!!!
دخلت إلى غرفه الذي يصدر منها صراخ لينا.... كانت واقفة على السرير وهي ترتجف من الخوف وتصرخ كانت بجانبها الخادمة تحاول أن تهدئها ولكنها كانت تبتعد عنها وتبكي بشدة وعندما نظرت لي كان شكلها يحطم كل ما نفسي من تماسك.... شعرها الطويل المتناثر والملتصق في وجهها بسبب الدموع و وجهها الذي أصبح محمر من كثرة البكاء والصراخ فتقدمت وأنا أحس بأني لم أعد استطيع الوقوف على أقدامي فأسرعت لينا لي وأرتمت في حضني وهي تبكي وتتشبث بي بقوة....
&&&&&&&&&
أبصرت الدنيا وأنا لا أرى سوى أبي وأخي الذي يحبني.....كان أبي يحملني دائما معه ويضحك معي وكان يحبني بشدة....أخي عصام نور عيني الذي دائم يعطيني الحلوى... ولا يبتعد عني وعندما كبرت قليلا وذات يوم سألت أبي عن أمي..فقال وملامح وجه تتغير بأنها رحلت ولن تعود...؟؟ وخرج وهو لم يكمل كلامه لم أفهم معناه عندها أقبلت على أخي وأنا اسأله إلى أين رحلت أمي..جاوبني أخي مثل أبي..حزنت وخرجت إلى غرفتي وجلست وأنا أضع رأسي بين يدي وبعد فترة قليله أقبل أخي وهو يراني ابكي فجلس بجانبي وهو يسألني:
" ما الذي حدث؟؟"
عندها نظرت له وأنا ابكي:" أريد أمي... أريد أن أرحل إلى أمي....لماذا تركتني لوحدي...."
وانخرطت في بكاء أليم...مسح على رأسي وهو يقول بكل حزن:
"لينا أمي ذهبت بعيد ولن تعود إلينا...كانت تحبك قبل أن ترحل ولكن لم تعد تستطيع أن تعيش معنا لأنها مريضه ولا تستطيع أن تأتي إلينا."
رفعت راسي وأنا انظر إلى عصام وقلت بصوت باكي: " أخي...هل عشت مع أمي.."
قال وهو يمسح دموعي: "نعم"
قلت:" أخي أريد منك أن تخبرني بكل شئ عن أمي..." منذ ذلك اليوم أصبح أخي هو أمي يعتني بي ويرعاني ولا يتركني لوحدي..... وعندما أصبح عمري ست سنوات مرض أبي قلق على أبي وأحسست بأني سأفقده مثل أمي ولكنه خرج من المشفى فرحت وفي غمرت فرحتي سقط أبي في المنزل بعد أسبوع من خروجه من المشفى وهو يمسك على قلبه بكل الم لم يكون يوجد أحد غيرنا أسرعت إلى أبي وأنا امسك بيده واطلب منه بان لا يرحل ويتركني ولكن أبي قبض على يدي بقوة وهو يقول:
" لينا لا تخافي يا ابنتي ....أنا بخير....."
وتغيرت ملامح أبي وارتخت يده بقيت أمسك بيد أبي ووضعت رأسي على صدره لعلي أصبح قريبه منه وأنا أظن بأنه لن يرحل مثل أمي......ولكن الصدمة ألجمت لساني عندما عرفت بأنه رحل مثل أمي وأنه لن يعود...رحل أبي وصدى صوته في أركان البيت... وطيف إبتسامته مازلت أمام ناظري لم أستطيع التكلم منذ ذلك اليوم فأمسك بي أخي وهو يبكي بشدة...فأصبحت لم أعد أرى شئ جميل في عمري الصغير....
فتحت عيني وأنا أشاهد غرفه لم تكون غرفتي خفت ما هذا المكان نظرت حولي بخوف وترقب لعلي أجد أخي ولكن كان المكان مظلم بعض الشيء ...فتحت فمي لكي أنادي عليه..ولكن لم تخرج الكلمات من فمي... صرخت لعلي ذلك يقرب أخي مني صرخت...ولكن ظهرت إمرأة عند الباب غير أخي..صرخت وأنا ابكي حاولت المرأة أن تمسك بي ولكني ابتعدت عنها وأنا اصرخ فدخلت امرأة أخرى..... فأصبحت ابكي وأصرخ حتى رأيت أخي وهو ويأتي إلي مسرع كان وجه شاحب وعينيه خائفة أسرعت إليه وأنا أحاول أن أتعلق به لكي لا يتركني لوحدي..مسح أخي على راسي وهو يحاول أن يهدأ من روعي فسقط على الأرض فسقطت معه وأنا ابكي فامسك بي وهو يقول:
"سامحيني يا لينا....لن أتركك مره أخرى لوحدك.."
أعطوني الثقه لكي أكمل.....وأقبل أنتقادكم البناء.
|