كاتب الموضوع :
MALAK
المنتدى :
الارشيف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة.....اولا استميحكم العذر للتاخير الذي كان على غير ارادتي في الحقيقة....وثانيا اقدم لكم الجزء السابع من قصتي املا ان يحوز الرضى.....
تركتها وحيدة......
الجزء السابع...
((7))
التجديد مطلوب دائما يحتاج الية القلب والعقل..في لحظة من اللحظات لابد ان نشعر اننا لا نستطيع المتابعة والاستمرار ..يتملكنا احساس ان انفسنا واعماقنا قد اعتلاها الغبار ..نحتاج ان ننفض الغبار عن حياتنا ..نلمع ما خفت وهجة بسبب البثور المتراكمة ..ادركت ذلك عندما سمعت صديقي المقرب (صالح)...يلقي علي محاضرة في وجوب الترفية عن النفس ..لم اكن اعلم انه فيلسوف الى هذة الدرجة..اطرقت اوانا اسمعة يحدثني في لهجة هي اقرب الى التقريع واللوم ..كنت اشبك اصابعي وانا بين يدية كتلميذ ارتكب جرم ما ..(صالح)اكثر انسان يعرفني من الاعماق ..انة قريب الي الى درجة اشعر معها ان لدية الحل لكل معضلة او عائق يقف في طريقي او ينغص علي حياتي..فان له نظرة عميقة وثاقبة في الامور ..شعرت انة يكشفني عندما قال لي ان كل ما افعلة ما هو الا هروب من شئ يترسب في اعماقي ولا استطيع اخراجة او الافصاح عن مكنوناتة ..حاولت ان اهرب من نظراتة المتفحصة ..لم استطيع الصمود اكثر امام كلماتة الموبخة ..
فكرت ان اقول له اي شئ يبرر ضيقي المستمر ..ونظرة الشرود التي تسكن عيني ..((لا استطيع ان انسى موقف ذلك المدير ابدا))..كنت احاول ان اركز على حديثي معة واسهب في الحديث عن هذا الموضوع ..لابين لة ان كل ما يشغلني امور العمل واعبائة الثقيلة فقط..
كانت ملامحة تقول لي غير ذلك تفضحني ..تترك اعماقي عارية امامة الا من الحقيقة..تشاغل بكوب العصير الذي امامة ..بينما هز راسة اخيرا بعد لحظات
وهو يقول ((كل ما ذكرتة لا يستحق ما تفعلة بنفسك))..اشحت بوجهي بعيدا لا يكف عن اسلوبة هذا ..الا يدرك انة يزيد ما في داخلي اذا اصر على موقفة ..
الا يدرك انني اشعر بالالم اكثر اذا تحدثت ..لا اريد مزيدا من الاوجاع فانا اشعر انني اقف حائرا على مفترق الطرق ..لا استطيع المتابعة في اي اتجاة وكانني فقدت البصر والبصيرة ..في الحقيقة بت لا اعرف نفسي ..وربما لا اريد ان اعرفها ..كل ما اشعر بة في هذة اللحظات هو الاستماتة في الهروب والهروب الى الابد..
ربما كان يرى انه ليس من مصلحتي ابدا ان اظل صامتا هكذا الى الابد..كان يرى ان هذة الصفة من اسوء الصفات التي اتصف بها ..ويعرفني جيدا اذا كان هناك ما يكدر صفو حياتي ..لانني حينها اصبح اكثر صمتا وعنادا ..((يا اخي الايام تمضي ومن المستحيل ان تعيش على هذة الحال))...
لا اعلم لماذا استمر الصمت سيد الموقف بعد ذلك..كنت لا ازال شاردا وانا انظر الى اغصان الاشجار تتحرك ..كانت تلك الاغصان تتمايل ببطء وكانها تواسي ما يعتمل في نفوسنا من هواجس وافكار ..تنهدت طويلا وانا احاول ان ارتب افكاري ..ربما كل ما يقولة صحيحا ..حتى انني في بعض الاحيان اشعر بالحيرة اتجاة كل ما ينتابني ..لم اكن يوما قاسيا الى هذة الدرجة ولم اكون من اصحاب الرؤس العنيدة او اللانفس القاسية..هل كنت قاسيا على نفسي الى هذة الدرجة..
ربما كنت ادرك ذلك من البداية ..وامعنت في ذلك لسبب لا اعرفة..او ربما اكون ادركة جيدا ..لم اكن اصدق ان الانسان يمر في حياتة بمرحلة يشعر ان كل شئ فيها قد توقف حتى شعورة واحاسية..انك لا تدرك معنى وقيمة الحياة التي كنت تعيشها الا اذا افتقدتها ..
لايوجد شخص في العالم يستطيع ان يغير ما في داخلك ..الا انت انت الوحيد الذي تملك القدرة على التغيير والتحرر من عبودية الهزيمة ونير الشعور العميق بالفشل الدريع ..((انظر الي )).....
قطع علي سلسلة الافكار التي كانت تسكنني ..التفت الية وانا انتظر ان يكمل ما بداة ..كان لا يزال ينظر الى الزجاجة الكبير المواجهه لنا ..تملكتني الدهشة ماذا يريد ان يقول ولماذا القى علي بكلمتة الغامضة وتركني انتظر..لم اعد اطيق الانتظار فلست اجد في نفسي احتمالا ...
تحرك من مكانة قليلا وهو يتحسس قدمة ..يبدو انه قد مل من وضعية جلوسة او ربما كانت حركة كي يغطي ما اعتراة ..((ان قدمي تؤلمني))..لم اجب بشئ
نهضت وانا امد يدي اليه عارضا علية المساعدة ..امسكتة بقوة وانا اساعدة على النهوض كان يتارجح وهو يحاول الوقوف على الارض ..امسكتة وانا لا زلت انظر الى قدمة اليمنى محاولا ان اجنبة ذلك الالم الذي ظهر على ملامحة ..رفع راسة عاليا وهو يضم شفتية اخذ نفسا عميقا وكانة يكابد مجهودا ..
((مارايك ان نتمشى قليلا في الخارج))..هززت كتفي موافقا على فكرتة الطارئة..فكلانا كان بحاجة الى التغيير على الاقل لتبديد هذا الجو الكئيب..
عندما عرضت علية المساعدة مرة اخرى ابعد يدي برفق ..ونظر الي نظرة طويلة شاردة ثم ابتسم قائلا((استطيع ان اعتمد على نفسي))...
كان الجو في الخارج جميلا جدا على عكس الجو الخانق في داخل المقهى الذي تعودنا دائما ان نقضي معظم اوقانتا فية..شعرت بالارتياح اكثر وانا امشئ ببطء مع صديقي
الذي استمرت صداقتي معة لا كثر من خمسة عشر عاما ..مررنا بكثير من الظروف القاهرة ..والمواقف المؤلمة لكن احدنا دائما كان يساعد الاخر ..
((هل لا زلت تشعر بالم في قدمك))اردت انا الان ان افتتح دائرة الحديث ..فقد وجدتة شاردا وهو ينظر الى الاشياء من حولة ..كنا نمشي على الرصيف ..
تناهى الى اسماعنا اصوات حركة السير المزعجة ..بين الحين والاخر كنا نسمع ضحكة عالية من هنا ..او حديثا مطولا من هناك ..كان الازدحام هو سيد الموقف
لم تكن تستطيع ان تسمع محدثك جيدا ..فالازعاج قد غطى على اصواتنا ...((لا باس اصبحت الان متاقلما مع وضعي ..فلقد مضى الكثير من الوقت كما تعلم ))..
ربت على كتفة في محاولة مني لاحساسة انني دائما الى جانبة ..في الحقيقة كان وضعة يبدو لي صعبا قليلا ..فرجل في مثل وضعة لا يحسد ابدا ..فقد كان من اللاعبين المشهورين في كرة القدم ..كان يعشقها وكانة خليلة او حبيبة مقربة..ساعدة على ذلك جسدة الرياضي وطولة الفارع ..
كنا نحن مجموعة الاصدقاء في الجامعة التي ندرس فيها نشجعة دائما ..فلقد ادركنا مبكرا موهبتة الفذة في هذا المجال ..لقد كانت كرة القدم تاخذ المزيد من وقتة وجهدة
حتى اننا كنا دائما نسمية بالصديق الغائب..فقد كان يمضي معظم وقتة في الملعب ...
تذكرت ذلك اليوم عندما كان الحماس يسيطر علينا ونحن نهتف بقوة على مدرجات الجماهير ..كان يخوض مباراة من اهم المبارات لهذا العام تالق كثيرا وهو يتلاعب بالكرة ويحركها كيفما يشاء ..اجتذبتنا مهارتة وسرعة حركتة وفي النهاية سررنا كثيرا عندما رايناة يسجل وبمهارة اول هدف في المباراة..
لم نعلم ان تلك المباراة كانت اخر وجود لة على ارض الملاعب ..فاصابتة كانت خطيرة جدا ..غافلة احد اللاعبين من الخلف وكانت الضربة قوية جدا على الساق
اصيب فيها بتمزق شديد..الى الان لا زال يعاني من آثارة...
((الن تقل لي ماذا دهاك يا صديقي))لم ارد ان اخبرة بما كان يجول في خاطري ..انا اعلم مدى ما يعانية من اثار نفسية تفوق الاثار الجسدية على الرغم من نفية دائما لذلك ..كان دائما يبتسم رغم المة ..لدية قلب كبير وقدرة اكبر على التحمل ..انة مستعد ان يتحمل الكثير مما لا طاقة له بة..فقط ليشعرنا انة بخير..
لم يكن يحب ان يشغل تفكير احد بشؤونة الخاصة ..
((مارايك ان نرتب رحلة قصيرة مع اصدقائنا القدامى))اصاتني حيرة شديدة قبل قليل كان وجهه يعكس الما داخلة ..والان اجدة ينظر الي وقد اعتلت ابتسامة عريضة وجهه الاسمر ..كانت عيناة تضحكان في وجهي وكانة يقول لي ابتسم يا صديقي ..اراد ان ينهي كل شئ عند هذة النقطة غير المتوقعة ..
وجدتني ابتسم انا ايضا وانا احاول ان استشف ماذا يدور في عقل هذا الرجل العظيم..سئلت نفسي كيف كنت استطيع ان استمر بدونة ..انة صمام الامان كما يقولون ......
لة قدرة غريبة على امتصاص غضبك وجعلك تنظر الى الامام بمنظار اخر ..كنت اعلم انة سوف يغير شيئا في نفسي ..
استمرينا نمشي ببطء على ذلك الرصيف كانت الحياة تتجلى باوضح معانيها ...وجدت البشر هنا باختلاف اشكالهم واعمارهم كلا له عالمة ....لا يبدو عليهم سيماء التفكير او الشرود...ربما لا تحتاج الحياة الى كل ذلك ...نظرت الى الخلف لقد ابتعدنا كثيرا عن المقهى اخذتنا افكارنا واقدامنا الى هذا المكان ....
هممنا بالرجوع اللى بوابة المقهي فالوقت قد تاخر ...وما يعتمل في الانفس لا يكفية مرور كل تلك الساعات ..كمان علينا ان نخطف انفسنا من العوالم الغارقة فيها لكي تمضي الحياة ....فلا شئ يستحق
لا ادري لماذا انتابني هذا الشعور في هذة اللحظات بالذات ...ولكنك عندما تمعن كثيرا في الاشخاص الذين ياتون ويذهبون ....ويمرون الى جانبك دون ان يلتفتون اليك ....تشعر بالغباء للوضع الذي انت فيه...
((ارجوكم اعطوني مالا اسد بة جوعي))...كانت تلك كلمات ذلك الطفل وهو يمسك بثوبي عندما استدرت راجعا الى المكان الذي خرجنا منة...لا ادري لماذا استدرت بسرعة الى صديقي ربما كنت اطلب منة المساعدة...كان الطفل صاحب عينان زرقاوان ...ووجه دائري في حوالي الحادية عشرة..
بجانب عينة اليمنى كانت آثار ندبة ما ...املت جدعي قليلا لانزل الى مستواة وانا اقول له برفق((مالذي يبقيك الى هذا الوقت خارج المنزل يا صغيري))....
اكتست عيناة شئ غريب وكانة يقول لي انظر الى حالي وسوف تعرف السبب ...كان شعرة الاشقر مشعثا وثيابة متسخة لدرجة انني لم اعرف الى اي لون تنتمي ...
((اين والدك))وجدت نفسي اسئلة هذا السؤال لا اعلم شئ خطر على بالي ...ربما كنت افكر بصوت عالي ...اين ممكن ان يكون والد هذا الطفل المشرد صاحب العينان الزرقاوان.....ترى هل يعلم ان طفل قد وصل الى هذة الحالة ....اشار الطفل الى شبح يقف على مسافة بعيدة منا قليلا ....لم اتبين وجهه...
انابتني دهشة كبيرة ما معنى هذا ...رايت الخوف الان يسكن عيني الطفل ...لم اعلم ما مصدرة ....
((ووالدك معك ايضا))لم ادرك انني اكثرت من اسئلتي الا عندما احسست بيد صديقي صالح على كتفي
التفت اليه ...وجدت نظرة في عينية شعرت معها بالخجل ...كان الطفل لا يزال ينتظر ...
مددت يدي الية بسرعة بالنقود لم اعرف كم مقدارها فما كان يشغلني امرا اخر ...ولكنني وجدت الفرحة ترتسم على ملامح الطفل وهو يمسكها بين يدية....اسرع راكضا الى والدة ....لم اعلم بعدها ماذا حدث اذ رجعنا انا(( وصالح ))الى مكان وقوف سيارتي....
كانت تلك الابتسامة لا زالت تحتل الجزء الاكبر من وجهه عندما ترجل من سيارتي امام باب منزلة..اصر ان ياخذ مني وعدا في التفكير في كل ماقالة ..طلب مني ان اوافق على فكرتة ..قال انها سوف تغير الكثير من نفسي فالتجديد مطلوب احيانا ...
ودعتة وانا اشكرة كثيرا لوقتة الذي قضاة معي ..حملتة امانةالسلام على طفلة الصغير (هاني)كنت بشوقا كبير ان اراة وعدني ان يحضرة معة في المرة القادمة ..
رايتة يبتعد وهو يتجة الى منزلة ..وضعت انا يدي على مقود السيارة متهبا للتحريك السيارة ..
ولكنني فوجئت بة يعود ادراجة الى ..مد يدة الي من خلال النافذة نظر الي طويلا ..وضع يدة على كتفي وقال اخيرا((لاتحاول ان تقسي على نفسك كثيرا..فان زوجتك تحتاجك كثيرا))...
نكست راسي وكلماتة تطرقة بقوة ...استغرقت في تفكير طويل وانا ارفع عيني لذلك الشبح الذي بدا يتلاشئ كليا عن ناظري ...ياله من رجل عجيب القى علي بكلماة وذهب تاركا اياي في حيرتي ...
هل بدى للجميع انني اتمتع بالكثير من القسوة ...لماذا لا يدركون انني انسان مصدوم ..فلقد فقدت الامل تقريبا في تحقيقة ...لم ترحم تلك الطبيبة حيرتي عندما قالت ان اجهاضها يقلل نسبة الانجاب ..
فانة يخشى كثيرا على حياتها ..اذ لابد ان يتاكدو ان الرحم قد خلى من كل الشوائب ...كانت تقول هذا طبيعي بعد حادثة الاجهاض تلك....لا بد من الانتظار ولكن الى متى لا اعلم....
ترى هل كانت تعلم ان كل ذلك كان سيحدث ..عندما ذهبت الى منزل والدتها في ذلك اليوم المشئؤوم
الذي قلب حياتي الهادئة راسا على عقب...هززت راسي بشدة وانا اتذكر كلماتها ...شعرت بلهيبها يجتاحني مرة اخرى فلا زالت تملك تلك الكلمات المزيد من الالم اللذي لا يبارحني ...
كانت دموعها الغزيرة التي تسارعت على خديها في نلك الامسية لا تفارق مخيلتي ...ترى هل كان عقابي لها يوازي الذنب الذي ارتكبتة ..تسائلت الى متى سوف اظل على هذة الحال ...
فما عدت قادرا على الاحتمال والمتابعة ..مللت من كآبتي وحزني ونزقي الذي آذيت بة نفسي قبل كل شئ ..وشعرت ان تلك المشاعر قوية كبيرة تحتل اعماقي ...لا اريد ان اشعر بالذنب ..
لا اريد ان امعن في مدى اثر تجاهلي اياها ...فانا اول المتضررين بذلك...لانها في الحقيقة جزء لا يتجزأمن روحي وحياتي ...انها تسكن في اعماقي ...(منى )التي كانت دائما البلسم الشافي لكل ما يتريني وكانها خلقت لتنسيني احزاني ...وخيبات املي حتى الطفل الذي كنت انتظرة...لم يكن يخفف على وطأة الانتظار الا عيناها الدافئتان ولمساتها الرقيقة...
في الحقيقة لا اعلم لماذا تجتمع في قلب واحد تلك المشاعر الابعد عن التوافق ...فانا احبها بشدة واشتاق اليها ...ولكنني في المقابل لا استطيع الاقتراب منها او النظر في عينيها ....
وكانني اخاف ان نظرت الى عينيها ان ارغق في بحر حزنها والمها الذي اسببه لها ...فعيناها يقتلانني بالفعل عندما يسكنهما الحزن ....
لو كنت تركت نفسي لخواطري التائهة وهواجسي المستريبة لكمنت في مكاني هذا الى ان تنبلج الشمس وتتسلل خيوطها الى الامكان المظلمة ...فلست ارى نهاية لحيرتي...
نظرت الى ساعتي وانا اغلب تعبا ونعاسا تسللا الي ...فوجئت حقا انها الساعة الواحدة ليلا ..لابد انها الان قلقة بصورة مفزعة على غيابي الطويل ...لم ادرك انني ذهبت بعيدا بافكاري لدرجة انها انستني
انني لا زلت اجلس في السيلرة في شارع عام ...
لاول مرة منذ فترة طويلة اشعر انني اريد ان اصل سريعا الى باب منزلي ..وكان الشئ الذي كان ينتظرني سابقا لا زال على عهدة لي ....
ارتقيت درجات السلم بسرعة وانا اتجهه الى تلك الغرفة لابد انها ترقد فيها ...كانت سلسلة المفاتيح لا زالت بين اصابعي وانا اجتاز الممر المؤدي اليها ....
حاولت بقدر الامكان ان افتح الباب برفق فلست اريد ان اسبب لها الفزع..لطالما كان قلبها رقيقا ضعيفا
ادخلت راسي وانا اتلفت ابحث عن شيئا ما ...كانت الانوار خافتة باستثناء ضوء الاباجورة بجانب السرير ..
وضعت مفاتيحي برفق على الطاولة بجانب الباب ...تقدمت ببطء وانا امل ان لا تثير خطواتي ازعاجا...
مددت رقبتي وانا احاول ان ارى ماذا يقبع خلف ذلك الكرسي بجانب السرير...لم يبدو لي الا شعرها الطويل الاسود من الخلف ...لا زالت مستيقظة اذا...ربما عانت كثيرا من انتظارها الطويل....
اقتربت من الشماعة لاعلق ثيابي واستبدلها باخرى اكثر خفة وراحة ....كنت اعلقها عندما حانت مني التفاتفة الى ذلك الكرسي ...تملكتني الدهشة كانت نائمة ....هل انهكها الانتظار حتى تسلل التعب اليها..
اقتربت اكثر اتاملها مدهوشا ..شعرت ان تلك الوضعية لا شك ستكون متعبة...اذا كان راسها مائلا على ذراعها المستندة على المقبض...بينما كانت اليد الاخرى في حجرها ....
هممت ان اوقظها عندما لا حظت ذلك الشئ بين اصابعها الصغيرة...قطبت حاجبي ترى ماذا تحمل ...مددت يدي وتناولت تلك الصورة ....ازدادت دهشتي عندما رايتها انها صورة لي اهديتها اياها عندما كنا لا زلنا في فترة الخطوبة...نقلت بصري بينها وبين الصورة...ترى هل كانت تبحث عن شئ افتقدتة
في هذة الصورةالقديمة .... وضعت تلك الصورة على الرف...تابعت التحديق في ذلك الوجة..كان شعرها الحريري مشوشا قليلا ....شفتاها الصغيرتان مضمومتن ...
لم املك شيئا حيال ذلك الجمال ....كانت تملك جمالا من نوع اخر يكمن في تلك البراءة المفرطة ..في كيانها وكانها طفلة صغيرة....لم اشعر بيدي الا وهي تمتد لتبعد خصلة من شعرها كانت تستقر على جبينها
...لم ادرك حينها انني كنت ابتسم بحنان الا عندما استدرت ورايت وجهي في المرآه.....
في انتظار الردود...
|