أخي بدر
أشكرك على ردك الطيب واضح بعض أمور
د. محمد عباس من أعزأصدقائي ومن أصحاب الفضل علي ..وصفني مرة (احكيها كما هي وليس من باب التفاخر حيث أتوقع رأيك فيه ) إلى فلان ...الذي أعاد إلى الثقة في جيل بأكمله ....ومرة أخرى إلى فلان أحد براعم الأمل في أن مصر لم تعقم ...

- معذرة ترهقني الكتابة بل وأتعثر فيها وهذا يسبب قلة تعليقاتي، إنني ورثت الحكي عن أبي ، كان يجيد الحديث رحمه الله وتركت الكتابة لأهلها ...
- من أحب وأصدق النقاد في رأي رغم أنه حاد العبارات حاد المواقف فارق عبد القادر ...ودراسته عن الغيطاني هي من الدراسات التي رفعت الغيطاني إلى مكانه التي تراه فيه حيث احتفي به في بداياته أيما احتفاء ..
ولعل العبارات الشديدة في المقالين المذكورين فيها من الأسباب الشخصية الكثير ...لكن أراه محقا في رأيه كثيرا ...
(احكي لك حكاية الغيطاني مع عبد القادر رغم أنها خارج الموضوع ..ولكني حكاء كما قلت ...كتبت مذيعة اسمها راوية راشد رواية عن البحر أو شيء قريب من العنوان (كانت زوجة الأديب الرائع الذي لم يأخذ حقه محمد المنسي قنديل ..) وكل قيمتها أن صاحبتها مذيعة فكتب عنها النقاد واحتفوا بها ولكن فاروق عبد القادر كعادته لم يعجبه هذه ولم تعجبه الرواية فكتب مقالة في دكانه الغيطاني المسماة أخبار الأدب هاجم فيها الرواية وصاحبتها والنقاد المرتزقة ...وغدر به الغيطاني بعد نشر الرواية ظل المرتزقة يهاجمون عبد القادر في أخبار الأدب لمدة شهرين ولم يسمح لعبد القادر بالرد عليهم ولا مقال ..فلعل لهذا أثره ...
لكن أسالك يا صديق هل قرأت الزيني بركات مثلا أو وقائع حارة الزعفراني رغم أن كفرتها تقوم على موضوعا جنسيا بحتا ...أو حكاية الغريب ...أو أحزان المدينة أن لم تخني الذاكرة ...
هذا هو الفرق بين الخبيئة والمؤسسة وما كتبه الغيطاني في السابق ...
أما موضوع أم العمود لم اقصد منه الإيحاء الجنسي إطلاقا لكن سألتك عن أهمية ذكر هذا الموضوع وغيره الكثير في سياق القصة عن المؤسسة ....وأيضا حكاية الرجل الذي صنع أزمة مرورية كبيرة ... وحكاية فيروز القواد على ما اذكر اسمه ما أهميتها في سياق القصة (حتى لا ندخل في حدوتة الدين والإبداع والقيود على الإبداع ) ما أهمية التركيز على القواد والشاذ الجنسي الذي اكتشف مواضع في معرفش إيه تزيد ...والله أخجل كتابة العبارة التي كتبها الغيطاني هذا رغم عدم تأثيرهم في مجري الأحداث إن كان هناك أحداث ...ليته كتبها كمرايا نجيب محفوظ مثلا ...
أما موضوع المؤسسة
يطلق عندنا (مثقفو ريش ) على أي ارتباط حكومي اسم المؤسسة وهي صفة لمن يعمل في خدمة الحكومة ويقبض منها راتبها وكانوا أيامها في صفوف المعارضة للحكومة ...أما وقد تحولوا جميعا إلى عمال لدي المؤسسة وكما قال فاروق حسني أدخلنا المثقفين إلى حظيرة الدولة فلم يعد للكلمة معناه ...و الغيطاني استخدم الكلمة بهذا الإيحاء وسبب ظهور الرواية هو تصفية حسابات مع إدارة أخبار اليوم عندما أعلنوا أيامها عن رغبته في تنحيته عن دكانه أخبار الأدب التي كانت توزع حوالي 130 نسخة أسبوعيا ....فكتب الغيطاني ما كتب وهو ما سماه أدب التلسين ...

أما موقفي أنا ....
اسأل عني ملولي

السلام عليكم

عزيزي الطبري
شرفت بمعرفتك و التحدث اليك ايا كان موقعك و الاختلاف يثري الحوار
اما حديث التعثر في الكتابة فانا لست بافضل حال منك و لكني اجد متعة في التجربة (اكتب سطرين او ثلاثة ,احاول ان اوصل المطلوب باقل عبارة اقرا ما كتبت بعقل المتلقي ,احاول ان لا يساء فهمي ,ازيد كلمة هنا و احذف كلمة هناك, و في النهاية ما علينا لو تعثرنا فليس المطلوب منا ان نقدم قطعة ادبية او نثير اعجاب الناس ).

عزيزي
بعيدا عن حروب الدكاكين و اصحابها ,و قريبا جدا من اشتغالات -موكلي- انا معني برواية ذات طابع محدد , اذا كنت لاحظت الكتب التي رفعتها هنا ( عبد الرحمن منيف صنع الله ابراهيم الغيطاني القعيد زكريا تامر حنا مينا حيدر حيدر و غيرهم من جملة المغضوب عليهم من جهة ما, ) تجد ناظما يجمعها كما لا يخفى عليكم ,فكلها يحمل هما اجتماعيا و كلها استقت من واقعنا المعاش بكل تناقضاته و ايجابياته و سلبياته و التزمت بقضايا الفقراء و المقهورين و قاربت همومنا الصغيرة و الكبيرة و خيباتنا ايضا ,انا يا عزيزي مع رواية تشهد بصدق على تعفن الواقع العربي وترديه، و تفضح أمراض السلطة والانتهازية وانتهاك حقوق الإنسان و الزج به داخل السجون والمعتقلات السياسية . و تسخرمن أنظمة التسلط و الاستبداد

الرواية كما يراها الراحل عبد الرحمن منيف مرآة صادقة عن الواقع، واداة في توعية الجماهير و تنويرهم و تفهم واقعهم وتحريضهم على التغيير ايضا ,بالطبع الرواية - أو أي عمل أدبي – لا يمكن أن تغير الواقع.إن الإنسان هو من يغيره، الإنسان حين يكون أكثر إدراكا و أكثر حساسية يكون بالنتيجة أكثر فاعلية، و مهمة الرواية أن تساهم في خلق هذا الإنسان , من هذه الزاوية كان الاهتمام بالغيطاني و انا احسب ان الغيطاني احد هؤلاء الذين تعاملوا مع الموروث -و ان بطريقة مقنّعة -، مستحضرا التاريخ , مستنطقا التراث و الموروث الشعبي في صيغه اللغوية و اسلوبه، مسقطا و مماثلا بين الماضي و الحاضر من خلال شخصيات تعكس واقعها و امراضه و عقده من خلال معمار فني جديد و مشوق
و حسبي هذا

و دمت

thanks 4 u