وهيدا بحث تاني أعتقد إنوا ينفع مقدمة

**************************************************


الكاتب : عبد الحكيــم مفيد

تقتضي حياتنا الكثير من التفاهمات الأساسية , في العادة يتفاهم الناس على أمور كثيرة غير مكتوبة ,وتحتل كلمة الشرف كذلك جزءا لا يستهان به من حياة الناس , ولكن ماذا يكون حين لا تكون كلمة ولا يكون شرفا .
لاعتبارات سياسية أو اقل منها يثور الناس , على هبوط فريق كرة قدم وعلى عدم صعوده ,ويثورون على أنهم لا يستطيعون ممارسة أفراحهم كما يريدون , ويثورون لان الأستاذ(مسكين) حملق في وجوههم, أو لأنه لفت انتباههم لتأخرهم الدائم , ويفعل الأستاذ ذلك على استحياء خوفا من الوقوع تحت مساءلة الشرطة والدائرة وأقارب الطالب الذين قد لا يسائلونه بغير اللكمات, أو يكسروا قدمه إذا استطاعوا بعد أن وعدوا بذلك اثر حلف الطلاق أو المسك على الشارب , ثأرا لكرامتهم
ومكانتهم وبالأصالة عن كل أنواع الأمراض والعقد النفسية,وانتقاما من الأهالي الذين يهددون سلامته يعلم الأستاذ الطلاب كيفية الاتصال بالشرطة في حالة جحر بهم آباؤهم أو غضبت منهم أمهاتهم ,وهكذا المرأة مع زوجها والزوج مع جاره ,في أيامنا هذه قليلة هي المواقف التي تحفظ بكلمة شرف, لان في أيامنا كل واحد يعرف القانون ومكاتب المحاماة وقبلها مراكز الشرطة, بالإمكان أن تفعل أي شيء لان لا احد يعاقب ولان المحاكم تأخذ بعين الاعتبار دائما الحالة النفسية التي تواجد بها الجاني , فالقاتل يذهب إلى البيت على الأكثر بعد سنتين والذي يصرخ في وجه زوجته لا يعود إلى البيت على الأغلب.
من الواجب أن يحمى الضعفاء ,بل هي فريضة , ولا يجوز ولا يحق أن يمتهن الضعفاء تحت مسميات لا أساس لها من الصحة ,غير انه من الواجب أيضا أن تكون هناك ضوابط وإلا ضاع الناس .
لا نأتي بجديد إذا قلنا أن لا فراغ فأينما لا نكون يكون غيرنا , ولا يكفي أن نكون هناك, بل علينا أن نكون كما يجب أن نكون وإلا كنا مثل الشيء وعدمه,والمشكلة حين تسير الأمور بالعكس.
ما الذي يحدث حقيقة , ببساطة متناهية نفعل الأشياء ونشتمها أو نمتعض منها ثم نفعلها بروتينية مذهلة ومتعة لا توصف ثم نلعنها مرة أخرى , وبعدها نشتم أنفسنا .
حين يغيب التفاهم ومواثيق الشرف ومعه الكلمات لا يبقى مكان في حياتنا إلا لجنون العظمة , ولا حاجة أن يكون الواحد بمكانة نابليون بونابرت أو النمرود حتى يتمكن منه جنون العظمة , يكفي أن يفقد الإنسان مكانته ويكفي أن يفقد ابسط الأشياء أحيانا حتى تتولد لديه رغبة جامحة اسمها جنون العظمة , جنون العظمة ليس بحاجة لنفسية رومل «ثعلب الصحراء », إنها بحاجة لنفسية الثعلب ونفسية المقهور الذي يستشعر الذل , ويستشعر الدونية , في عالم لا يرحم , في عالم يداس به الضعفاء بدون رحمة , ويقتل به البشر لمجرد الظن أو حتى الوشاية ,أو حتى بدون أي سبب .
صار جنون العظمة مرض العصر , يتكاثر به الأشباه , وتتشابه به الأشياء , ويفعل الناس ما يريدون .....

مشكوووووووووووووووووووووووره كثير على المساعدة

ولا يهمك وعلى الرحب والسعة