لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-03-07, 08:15 PM   المشاركة رقم: 51
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو قمة


البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 12480
المشاركات: 3,036
الجنس أنثى
معدل التقييم: roudy عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 44

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
roudy غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : roudy المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

الحلقه والواحد وثلاثون

(حش) في الرجال

يكفي المرأة رجل واحد لتفهم جميع الرجال ،
ولكن لا يكفي الرجل مئات النساء حتى يفهم امرأة واحدة
جورج برنارد شو


لقد أصبحت هذه القصة حياتي .
أصبح يوم الجمعة أكثر قداسة من ذي قبل
وأصبح لجهاز الكمبيوتر موقع أساسي في غرفتي
بعد أن كان ينتقل من غرفة إلى أخرى دون أن أكترث ،
وصرت أضحك
كلما أغاظتني زميلة أو أستاذة من أساتذة الجامعة اللواتي يحرقن الدم !
كل هذا لا يساوي شيئاً أمام ما أفعله .
كل هؤلاء المتعجرفات
يلتصقن بشاشة الكمبيوتر كل جمعة ليقرأن ما أكتب ،
فلأدعهن لتفاهاتهن ،
ويكفيني ما أحس به في داخلي من فرح واعتزاز !



--------------------------------------------------------------------------------

اجتمعت الصديقات الأربع في مننزل قمرة في آخر أيام العطلة الصيفية ، وكل واحدة منهن تحمل بين يديها لعبة أو قطعة حلوى لصالح تحثه بها على المشي نحوها بخطواته المتعثرة وساقيه السمينتين كساقي البطة
. اندفعت قمرة توبخ لميس على ما اكتسبته في شاليهات جدة من سمرة برونزية :
- قسماً بالله إنك مجنونة ! الحين الناس تدوّر البياض وانتِ تتسدحين بالشموس!
- أيش أسوي اشتهيت أعمل برونزاج ! والله إنو أتراكتف !
- بالله يا بنات ردوا عليها ، ذا المهبولة !
تتدخل ميشيل التي يعجبها اللون البرونزي على لميس : - آكتشولي ... آي لايك آت .
تثور قمرة وتحاول إقناع سديم بتأييدها :
- سديم ! شوفي هالمجانين وش يقولون ! بالله أحد يعوف البياض ويروح للسواد برجلينه! عمرتش سمعتي بحرمة تدور على عروسة سودا لولدها ؟ -
يا شيخة خلي كل واحدة تسوي اللي على مزاجها . إلى متى وحنا نسوي اللي على مزاج الحريم واللي على مزاج عيالهم ؟؟ أنا أقول سوي تان يا لميس زي ما تبين وإذا ودك تولعين بشعرك بقاز بعد لا يردّك إلا يدينك !
- جبتش عون صرتي لي فرعون ! ترد قمرة بغيظ .
- لا عون ولا فرعون . بس من جد زهقت من هالتبعية اللي فينا ! كلٍ يمشينا على مزاجه ! ما صارت عيشة ! الواحد ما له راي حتى على نفسه !
تسألها صديقاتها : - سدومة أيش فيك ؟
من اللي مضايقك ؟ - أكيد متضاربة مع فراس . هوا أكيد ما في غيرو !
- وش سوى لك ذا القرد ؟
- إنتِ شفتيه في باريس ؟
حاولت سديم تهدئة انفعالها الذي فاجأ صديقاتها وراحت تسرد عليهن ما يربكها من أفكار :
- شفته مرة واحدة . أصلاً هو جا هناك يوم واحد بس عشان يشوفني ، وأنا طبعاً ما قدرت أقول له لأ . ما أكذب عليكم ، بصراحة أنا بعد ما كنت ميتة أبغي أشوفه ! طول السنة اللي فاتت ما شفته بسبب دراستي وشغله ، ولأننا اثنينا متفقين على إن المقابلات بيننا في الرياض بتكون صعبة ومحرجة وغير مريحة مثل برا . برا الواحد ياخذ راحته وأقدر أقابله بأي مكان لكن هنا لأ . قابلته في مطعم رايق وجلسنا نسولف مع بعض . كانت جلسة حلوة

. ترد ميشيل : أكيد بعدها قال لك كيف رضيتي تطلعين معي ؟ وإلا شك فيكِ عقبها وصار يعاملك ببرود ! أنا عارفة هالحركات حقة شبابنا المعقدين!! ذي آر مينتالي تويستد ! هو أنا هجيت من بلدكم من شوي!. بالعكس هو عمره ما عاملني بهالطريقة ، مع إنه كان يتكلم عن بعض البنات قدامي كنت ألاحظ أحياناً إنه فيه شوي من خصلة هالشك ، لكن مو معي أنا . فراس عارفني زين . - أبو طبيع ما يغير طبعه ( تقولها قمرة بثقة). - لا صدقوني ، ما كانت هنا المشكلة ! إني من مدة وأنا ملاحظة إنه يلمح لي تلميحات غريبة بخصوص ارتباط ، يوم يقول لي إن أهله لقوا له عروس ويوم يقول لي إذا جاكِ عريس مناسب لا تردينه ! مدري كيف يطاوعه قلبه يقول لي هالكلام وهو عارف أنا وش كثر أحبه ! في الأول كنت أحسبه يمزح وبس قصده يرفع ضغطي ، بس في باريس قلت له إن صديق بابا وده يخطبني لولده ، وهالشيء فعلاً صاير . تخيلت إنه بيعصب وبينقهر ويدق على أبوي في نفس اليوم يخطبني منه ! قال لي خلي أبوكِ يسأل عنه وإن طلع الرجال زين توكلي على الله ! - باللهِ قال كذا ! تتساءل قمرة غير مصدقة. - وانتِ إيش قولتي لو لما قال كده ؟ قالت لميس . - ولا شي . - ولا شي !! - تنحت ، وقعدت أناظره بغباء لين دمعت عيوني ، بعدين قلت له آسفة لازم أمشي ! - وأيش قال هو ؟ - قال لا تصيري زعولة وحلف علي إني ما أقوم ! قال لي ترى إن قمتِ مانيب مكلمك عقبها مرة ثانية ! - وجلست ؟؟ - جلست ! لين ما خلص أكله وقام معي وطلعنا من المطعم سوا ، وجاب لي تاكسي يوصلني للفندق ! - والحين لسّاتكم مع بعض ؟ - مع بعض بس على نفس الحال ! يلعب بأعصابي وأنا ماني عارفة وش أسوي علشان أرضيه وأرجعه مثل أول ! ليه دائماً يصير معي كذا ؟ ليه الرجال بعد فترة يقلبون علي ؟ أكيد فيني شي ! الظاهر إني أول ما أبدأ آخذ راحتي معهم يبدون يكشون مني ! تؤمن لميس أن تسلط الرجل لا يأتي من فراغ ، وإنما بعد عثوره على امرأة تحب هذا التسلط منه وتساعده على الاستمرار فيه : - أنا أعتقد إنو الرجال ما بيكزبوا لكن همّا لؤما شوية . الواحد يبدأ يتهرب من البنت بعد ما تصير سهلة معاه وبعد ما يحس إنو خلاص ما صارت تمسّل تحدي بالنسبة لو ، لكن ما يقول لها هادا الكلام في وشهّا ، ولا يخليها تحس إنو هوا الغلطان ، لأ! يقنعها إنها هيا اللي عندها مشاكل مش هوا ! بعضهم يدّو البنت إشارات علشان تنهي العلاقة بنفسها ، لكن إحنا البنات الأغبياء عمرنا ما نلقط هادي التلميحات ! نظل نشتغل على العلاقة لطلوع الروح ، حتى لو باين عليها من أولها إنها رايحة في ستين داهية ! عشان كده في النهاية ناكل على روسنا ونتهزأ . احنا اللي ما احترمنا نفسنا من البداية وانسحبنا بكرامتنا . تعطيها مشيل تحليلها المنطقي للموقف : - يا حبيبتي هاذي سياسة تطفيش معروفة عند العيال . تلاقينه فكر وقال وش يخليني آخذ واحدة مطلقة وأنا ما قد تزوجت ؟ إذا الرجال المطلق نفسه يدوّر على بنت ما تكون تزوجت قبله ، تبغين هذا يقتنع بمطلقة ؟ تلاقينه حسبها في مخه وقال بكرة أنا إذا بغيت أصير وزير والا وكيل وزارة يبغى لي واحدة تشرفني اسم وشكل ونسب ومركز اجتماعي وفلوس !ما آخذ واحدة معيوبة (مطلقة) علشان الناس تاكلني بألسنتها ! هذا تفكير شبابنا مع الأسف ! تلاقين الواحد مهما تطور والا ارتقى بفكره ومهما حب وعشق يظل يعتبر الحب مجرد كلام روايات وأفلام وما يثق في كونه دعامة تصلح لبناء أسرة ! تلاقينه مثقف ومتعلم وشايف وعارف ومتأكد بداخله إن الحب غريزة إنسانية طبيعية وما هو عيب إن الواحد يختار شريكة حياته بنفسه ما دام مقتنع فيها ، لكن يظل خايف إنه يسلك طريق غير اللي سلكه أبوه وعمه وجده قبله ، دامهم عايشين مع حريمهم إلى الآن أجل تجربتهم هي الناجحة والمضمونة ، يتبعهم زي الحـ......... ولا يخالفهم علشان ما حد يجي في يوم ويشمت فيه إذا فشل ! لا تدري أيهن من أين تأتي ميشيل بكل هذه التحليلات لعقلية الشباب ، لكن ما كن أكيدات منه أن كلامها يجد عندهن دوماً آذاناً صاغية ويقابله اقتناع شبه تام بما توصلت إليه من استنتاجات لم تسبقها إلهيا أي منهن .



 
 

 

عرض البوم صور roudy  
قديم 06-03-07, 08:16 PM   المشاركة رقم: 52
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو قمة


البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 12480
المشاركات: 3,036
الجنس أنثى
معدل التقييم: roudy عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 44

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
roudy غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : roudy المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

الحلقه الثانيه والثلاثون

الطائر المهاجر

سيدتي ! سيدتي ! أنا الأول
نعم لقد أدركت ذلك عُد مطمئناً إلى مكانك
ولا تتحدث قبل أن يأتيك الدور في هذا المساء ،
عبر درس التاريخ لك أن تسرد كل ما تعرف عما حدث من قبل .
شعر هولندي


إلى من أزعجوني بحكاية أنني لا أمثل فتيات السعودية :
كم مرة ينبغي لي أن أعيد عليكم كلامي ؟!
أنا لا أكتب شيئاً عجيباً أو مستنكراً !
كل ما أقوله تعرفه البنات جيداً في مجتمعي أو في محيطي ،
والدليل أن كل واحدة منهن الآن تقرأ إيميلي كل أسبوع وتقول هذه أنا !
وبما أني أكتب لأعبر عن هؤلاء البنات ،
فأرجو ممن لا ناقة لهم ولا جمل عدم حشر أنوفهم فيما لا يعنيهم ،
وأن يتفضلوا هم بالكتابة عن البنات
إن أرادوا من أي زاوية أخرى غير التي أراهن منها !




--------------------------------------------------------------------------------

اكتشفت ميشيل أن وباء التناقض في بلدها قد استفحل حتى طال أبويها ، فوالدها الذي كانت تجده رمزاً نادراً للحرية المغتصبة في هذه البلاد قد حطم بنفسه هذا الإطار الفخم الذي وضعته بداخله ليثبت أن (من عاشر القوم صار منهم ). ثار أبوها بشكل لم تكن تتوقعه بعد سماعه تلميحها عن إعجابها بماتي ابن خالها ، حتى أمها التي ليس لها سوى أخ وحيد هو والد ماتي ، والذي تحبه حباً جماً وتعتبر أبناءه امتداداً لها ، حتى هذه أثارها تصريح ابنتها بطريقة مفاجئة ! لم تعتقد ميشيل أن السبب ديني وراء هذه الثورة ، فأبوها لم يكن يوماً من المتشددين وأمها التي اعتنقت الإسلام بعد ولادة ابنتها لم تهتم يوماً بتطبيق الأحكام الدينية ، فما بالهما الآن يعاملانها هذه الحدة ويحاولان إقناعها بأن ماتي لا يصلح لها ؟ يبدو أن والدها قد نالا نصيبهما هما الآخرين من هذه البيئة المتناقضة التي انغرسا في تربتها كل هذه السنين . ماذا لو أن ماتي كان يحبها فعلاً ؟ هل كانت لتتخلى عنه من أجل أسرتها كما تخلى عنها فيصل من أجل أسرته ؟ المشكلة مع ماتي أعقد بكثير ، فهي لا يمكنها الزواج شرعاً منه لكونه مسيحياً ، هل تستطيع أن تتزوجه مدنياً في أمريكا ؟ تعرف أن أباها يستحيل أن يوافق على مثل هذه الفكرة مهما بلغ به التحرر . عموماً ، الحمد لله أن ماتي لم يفاتحها يوماً في موضوع الحب هذا ، ربما كان لا يشعر نحوها بأكثر من عاطفة الصداقة أو الأخوة ، لكن السنوات التي قضتها في السعودية جعلتها تفسر أي اهتمام من أي رجل بها على أنه حب . قرر والدها اتخاذ الخطوة التي كانا يؤجلانها حتى عودة ميشيل النهائية بعد حصولها على البكالوريوس من سان فرانسيسكو . تذرعاً بخوفهما عليها من تداعيات الموقف في أميركا بعد الحادي عشر من سبتمر ، إلا أن إحساس ميشيل كان يؤكد لها أن تلميحاتها عن علاقتها بماتي كانت أكبر دافع لهما إلى تعجيل السفر . الهجرة إلى دبي ، قرار اتخذه الأبوان بعد عجزهما عن الانسجام مع المجتمع السعودي المتزمت ، وتدخل الجميع في شؤون الجميع . لم يكن بيدها الخيار هذه المرة ، لو رفضت الانتقال مع أبويها وأخيها لزاد الشك في نفس والدها من ناحية علاقتها بابن خالها الذي تشعر في قرارة نفسها باعتباره إياها أختاً صغيرة مدللة يعمل على إسعادها ، بطبيعته المالية لإمتاع الآخرين خاصة القريبين منهم إليه . جاء القرار مربكاً لها بعد أن أتمت عامين من دراستها الجامعية في سان فرانسيكو ، لكن كان من الواضح أن والديها قد أعدا العدة مسبقاً لكل شيء ، سوف تكمل دراستها في قسم الاتصالات المرئية في الجامعة الأمريكية بدبي حتى لا تضيع عليها أي من السنوات الدراسية كما ضاعت سنتها الجامعية الأولى عند انتقالها من الرياض إلى سان فرانسيسكو ، وسوف يلتحق مشعل الصغير بمدرسة خاصة ، ووالدها ينوي الاستثمار في دبي مثل كثير من أصدقائه ، أما والدتها فستنال قسطاً أكبر من الحرية والتقدير اللذين حُرمتهما أثناء معيشتها داخل السعودية . هذه المرة كان الانتقال أصعب من سابقه . هذه المرة ستودع صديقاتها دون أن تعدهن برؤيتهن في عطلة رأس السنة . قد يظل منزلهم في الرياض على حاله إلا أنها متأكدة أنها لن تعود إليه إلا بقرار جماعي ، ولن يعود لها ما يربطها بالرياض سوى أقرباء لا يحبذ والدها أو والدتها زيارتهم . أقامت لميس حفلة كبيرة في منزلها لوداع ميشيل ، وقدمت الصديقات ساعة ماسية ثمينة لصديقتهن التي ستهاجر للعيش في عاصمة الحرية الخليجية . بكين وهن يعانقن أيام مراهقتهن وبداية الشباب التي ستنتزع منهن بسفر ميشيل وانفصالها عن الشلة انفصالاً أبدياً كانت أم نوير تذكر فتياتها بوجود الإنترنت وإمكانية المحادثة يومياً بالصوت والصورة فتهدأن قليلاً ، لكنهن كن أكيدات أن علاقتهن بميشيل سوف تتغير بعد سفرها إلى دبي كما تغيرت بعد سفرها إلى أميركا وأكثر ، فهي لا تنوي الرجوع هذه المرة ، ولذلك فإن جذوة العلاقة التي ظلت مشتعلة لسنوات سوف تخبو رغماً عنهن مهما حاولن وحاولت هي المحافظة عليها ، لأنه لن يعود هناك ما يذكيها بعد أن تنتقل ميشيل للعيش في مكان آخر بعيد عنهن . كانت لميس أكثر الصديقات حزناً . جاء سفر ميشيل في وقت تعاني فيه من مشاكل متراكمة ، مشاكل في الجامعة مع بعض الأساتذة المتسلطين ، ومشاكلها المعتادة مع تماضر التي لا تمل انتقادها ولا تخفي غيرتها من أي نجاح تحصده ، ومشكلتها مع أحمد الذي اكتشفت أنه ينقل لأصدقائه في الجامعة جميع ما يدور بينهما من حوارات هاتفية ، بكل ما يدور خلالها من نقاشات لا تتعلق بالدراسة ! كان يخبرهم كل ما تقصه عليه من باب التسلية من قصص صديقاتها في الدفعة ، حتى بلغت الأنباء صديقاتها اللواتي ثرن عليها ثورة قاسية وامتنعن عن الاختلاط بها . في السنوات الأخيرة كانت لميس قد ابتعدت كثيراً عن ميشيل ، وقد عانت من الحيرة طويلاً وهي تقارن بين ميشيل وصديقاتها في كلية الطب ، لكنها في ذلك اليوم شعرت بأن ميشيل وحدها القادرة على فهمها جيداً ، وأنها وحدها التي اقتربت من حقيقة شخصيتها بشكل لم يقترب منه الآخرون . كانت ميشيل تشبهها في كثير من الأمور ، وكانت بئر أسرارها الوحيد . تحملتها كثيراً وكان معها كل الحق في أن تشعر بالغضب لإهمالها إياها بعد دخولهما الجامعة ، لكن ما لفائدة الآن ؟ سوف تسافر ميشيل وقد لا تعود ، وستخسر لميس إلى الأبد صديقتها الأقرب إلى قلبها ، والتي لم تعرف قيمتها إلا بعد فوات الأوان

 
 

 

عرض البوم صور roudy  
قديم 06-03-07, 08:18 PM   المشاركة رقم: 53
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو قمة


البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 12480
المشاركات: 3,036
الجنس أنثى
معدل التقييم: roudy عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 44

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
roudy غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : roudy المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

الحلقه الثالثه والثلاثون


أبو مساعد والشرط

حدثنا قتيبة بن سعيد :
حدثنا سفيان عن زياد بن سعد ،
عن عبد الله بن الفضل ،
سمع نافع بن جبير يخبر عن ابن عباس ،
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( الثيب أحق بنفسها من وليها ، والبكر تستأمر ( أي تستأذن) ،
وإذنها سكوتها .
صحيح مسلم :3477

عرض علي أحد القراء
أن أجمع رسائلي بعد الرسالة الأخيرة
وأصنع منها فصولاً لرواية مطبوعة
حتى يتمكن من قراءتها الجميع .
يا سلام ! أتصبح لي رواية من تأليفي ؟
تعرض في المكتبات وتدفن في غرف النوم؟
يوصي بعضكم بعضاً بجلب نسخ منها من لبنان ؟
على افتراض مسبق بأنها ستكون رواية ممنوعة !
وهل سأرى صورتي الفاتنة تزين غلافها الخلفي
كما تزيّن (أو تشين)! صورة الكتاب رواياتهم ؟
أعجبني الاقتراح لكنه أدهشني وأخافني في نفس الوقت ،

فأما الدهشة
فهي لأنني كنت أعتقد
أنه لم يتبق أحد – في السعودية على الأقل – لم تصله إيميلاتي ،
بحكم حرصي على أن أبعث بها منذ البداية
إلى جميع مستخدمي الإنترنت في المملكة ،
عن طريق الإيميلات الرسمية على عناوين شركات الإنترنت ،
وإلى جميع مستخدي الياهو والهوتميل
وغيرها من كبريات الشركات العالمية التي توفر خدمات البريد الإلكتروني ،
بعثت بها لكل الذين أدرجوا أسم السعودية ضمن بياناتهم الشخصية ،
ومع هذا فقد فوجئت بمن يقول
أنه لم يقرأ الإيميلات إلا ابتداء من الإيميل العاشر
الذي وصله عبر ال(فوروورد) من أصدقائه!

أما الخوف
فهو من حكاية النشر والتوزيع
التي تستلزم الكشف عن اسمي
بعد أن أخفيته عنكم طوال هذه الشهور !
هنا يأتي الجد : هل تستحق صديقاتي مثل هذه التضحية ؟
هل يستحققن كل ما سيكال لي من تهم
علاوة على ما قد كيل مسبقاً – إذا عُرف اسمي الحقيقي ؟
بانتظار آرائكم ونصائحكم ، راسلوني .



--------------------------------------------------------------------------------


كانت أم قمرة تدفع ابنتها دفعاً لمقابلة أبو مساعد ، العقيد في الجيش وصديق خالها منذ سنين . كان أبو مساعد في السادسة والأربعين ، سبق له الزواج لكنه على السنين الثماني التي قضاها مع زوجته لم يرزق منها بأطفال (ورغم ذلك فالجميع يكنونه أبو مساعد) . قرر الزواج بعد أن بلغته أنباء حمل زوجته السابقة من زوجها الثاني . عرض الموضوع على أصدقائه فما كان صديقه أبو فهد – خال قمرة - إلا أن رشح له ابنة أخته وهو يظن نفسه باراً بها بفعلته تلك . جلست قمرة غير بعيدة وراحت تتفحصه بدقة لم تتفحص بها راشد عندما أتى لخطبتها قبل ثلاث سنوات . ما عاد يعتريها ذلك الخجل القديم ولم تعد تتعثر في مشيتها . لم يكن الرجل عجوزاً كما تخيلته ، يبدو في نهاية الثلاثينات . لا شيب في شاربه لكن بعض الشعيرات الفضية فرت من تحت غترته البيضاء لتبدو واضحة عند جانبي وجهه. كان خالها يعرف أبو مساعد جيداً ولذلك بدا دور والدها ثانوياً . أراد الأب أن ينهض من مكانه لدقائق كما أوصته الأم حتى يتيح لابنته فرصة التحدث إلى خطيبها والتي لم يتحها لها قبل زواجها السابق لكنه كان بانتظار نهوض الخال الذي لم يتحرك من مكانه، ضارباً بتوسلات أخته التي تشير له من خلف درفة الباب عرض الحائط . ظل خال قمرة متوجساً ومتيقظاً بانتظار أي لفتة أو نظرة أو همسة منها ، كي يصب جام غضبه عليها وعلى أمها بعد انصراف أبو مساعد . أهمل هذا الأخير وجود قمرة وانصرف للحديث مع خالها عن آخر أسعار الأسهم . اغتاظت قمرة كثيراً من أسلوبه وأوشكت أن تغادر الغرفة مع أنها لم تدخل عليهم إلا قبل دقيقتين ، لكن قنبلة فجرها أبو مساعد حملتها على البقاء حتى ترى شظاياها : - أنا مثل ما انتم عارفين عسكري بدوي وما أعرف لكلام الحضر المزبرق وسوالف اللف والدوران . أنا سمعت منك يا بو فهد إن بنتكم عندها ولد من رجلها الأول . وأنا شرطي في هالزواج إن الولد يظل في بيت جده وما يسكن في بيتي . أنا بصراحة مانيب مستعد أربي ولد مهوب من صلبي . يرد والدها : - بس يا بومساعد الولد توه صغير ! - صغير والا كبير . هذا شرطي يا بو محمد ، والحق ما ينزعل منه . يحاول خاله تهدئة الوضع قائلاً : - طوّل بالك يا بو مساعد وما يصير إلا الخير إن شاء الله . كانت قمرة تقلب ناظريها بين أبيها وخالها وأبو مساعد . لم يفكر أحدهم أن يشاور صاحبة الشأن الجالسة إلى جانبهم كلوح من الخشب ! قامت وانصرفت من الغرفة بعد أن جحدت خالها بنظرة حارقة ! في غرفتها كانت أمها بانتظارها بعد أن سمعت كل شيء . شكت لها قمرة برود خالها وسلبية أبيها وغرور هذا الرجل الملقب بأبو مساعد . هونت عليها والدتهاوطيبت خاطرها بالقدر الذي تستطيع ، ثم آثرت أن تصمت بعد أن رددت على ابنتها ما ملت هي من كثرة ترديده وملت ابنتها من كثرة سماعه . ظلت قمرة ثائرة على هذا الذي يطلب منها بكل صفاقة أن تتخلى عن ابنها من أجله ، مع أنه غير قادر على الإنجاب كما هو جلي وواضح ! كيف يريد أن يحرمها من ابنها الوحيد الذي لن تشعر بأمومتها مع غيره ؟ كيف يسمح لنفسه بأن يأمرها أن تضحي بابنها فوق تضحيتها بالإنجاب إن هي قبلته زوجاً !؟ ثم من يظن نفسه هذا العسكري البدوي حتى يكلم أباها بتلك الطريقة المتعجرفة ؟ لقد سمعت عن رجال البدو وعن العساكر وطباعهم الصعبة لكنها لم تصادف في حياتها أحداً بهذه الصفاقة ! جاء خالها مع أبيها بعد انصراف الرجل غاضباً من طريقة انصرافها بلا استئذان ، وكما أهمل وجودها أمام الرجل ، أهمل وجودها هذه المرة أمام أمها : - بنتش(بنتك) ما تستحي يا أم محمد . الله يهداتش مدلعتها واجد . أنا أقول نتوكل على الله ونزوجها إياه . الرجال ما يعيبه شي ، والحمد لله البنت عندها ولد يعني ما نقصها أولاد ، وحنا كلنا عارفين إن قعدتها في ذا بدون رجال يضفها ويستر عليها ما تنبغي . كلام الناس كثير وحنا عندنا بنات نبي نزوجهن . انتي فيتش الخير والبركة يا أم محمد والله يطول لنا بعمرتش وتربين عيالتش وعيال عيالتش . ولد قمرة نخيله يتربى عندتش وأمه تجي تشوفه كل ما بغت وما ظن رجلها بيمانع . وش رايك يا خوي يا بو محمد ؟ - والله انت تعرف الرجال يا بو فهد وانت أبخص به . إذا انت مانت شايف عليه خلاف ، توكل على الله . انصرف خالها بعد أن أعطى رأيه كاملاً ومفصلاً في أمر ليس من شأنه ، وانصرف والدها هو الآخر ليبدأ سهرته مع أصدقائه في المزرعة (الاستراحة) ، وبقيت قمرة تهدر في وجه أمها بعصبية : - وش اللي رجال يضفني ويستر علي ؟ أخوتش شايفني مفضوحة والا فيني عيب يبي يخبيه ؟ هذا وأنا يقال لي حرمة الحين وعندي ولد والمفروض يوخذ بكلمتي وينسمع رأيي ! شكل الدنيا عندكم ماشيتن عكس الناس ! بزواجي الأول ما سويتوا فيني تشذا! بعدين وش هالرجال اللي انت ما خذته ؟ ما له أي كلمة على بنته قدام أخوتش ؟؟ وأخوتش هذا أنا وش دخلني ببناته اللي يبي يزوجهن ؟؟ إن شاء الله لا عمرهن تزوجن ! يبي يذبني على ذا العلة المستعلة عشان يخلص من همي ويزوج بناته ؟ جعله ينهد هو وبناته ! - استحي على وجهتش ! مهما كان هذا خالتش ، بس ما عليتش منه . استخيري واللي ربتش كاتبه بيصير . سلمي أمرتش لربتش وتوكلي على الله . لم تنصحها أمها بأن تستخير قبل زواجها الأول . هل كانت مواصفات راشد بالروعة التي تغني عن الاستخارة فيها ؟ صلت قمرة ركعتين مساء تلك الليلة بعد أن علمتها موضي صفة صلاة الاستخارة ، ثم افترشت سجادتها وراحت تدعو : - اللهم إني أستخيرك بعلمك ، وأستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم ، فإن تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب . اللهم إن كنت تعلم أن في زواجي من أبو مساعد خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ، وإن كنت تعلم أن فيه شر لي ، في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه . واقدر لي الخير حيث كان ، ثم رضني به . أخبرتها موشي أنه ليس بالضروري أن ترى حلماً يدلها إلى الاختيار السليم كما كانت تظن ، لكنها وبتكرار الاستخارة سوف يشرح الله صدرها للأمر الذي استخارته فيه فتتمه ، أو يقبض صدرها من ناحيته فتعرف أنه ليس من صالحها وتنصرف عنه ، ظلت قمرة تكرر صلاة الاستخارة مرات ومرات في الأيام دون أن تهتدي إلى قرار . بعد عشرة أيام أو ما شابه ، بعد أن توضأت وصلت ثم خلدت إلى النوم ، حلمت بأنها نائمة في سرير غير سريرها ومتلحفة بغطاء سميك لا يكشف سوى عن رأسها وقدميها . كانت تطل في وجه نفسها وكأنها تطل في وجه صديقتها سديم ، مع أنها متأكدة أنها هي المستلقية في الفراش رغم ملامحها التي كانت تتسدمن في الحلم بشكل غريب ! كان شعر النائمة مبيضاً وكان عندها لحية بيضاء طويلة (لكن العجيب أنها لم تستهجن وجود اللحية أثناء الحلم ) ، ثم رأت كأنها توقظ نفسها النائمة وتصيح فيها: قومي قومي فاتت الصلاة! ظلت تتقلب في فراشها حتى أفاقت من نومها في الحلم وفي الحقيقة . عندما قصت حلمها على موضي اتصلت تلك بأحد المشائخ المختصين بتفسير الرؤى والأحلام لتقص عليه قمرة حلمها . أخبرت قمرة الشيخ أن الحلم قد جاء بعد استخارة بشأن خاطب متقدم لها . سألها الشيخ إن كانت متزوجة فا<ابته (كنت يا شيخ ولكنني طلقت منه) سألها إن كان لها أطفال منه فردت (عندي منه ولد) . قال لها الشيخ : - إن هذه الفتاة النائمة هي أنت وليست صديقتك كما خُيل لك في الحلم . أنصحك يا ابنتي قبل كل شيء بالرجوع إلى الدين ، الذي فيه العصمة من كل بلاء والنجاة من كل شر ، لأن انحسار غطاء السرير عن رأسك إنما هو دليل على ضعف دينك . أما اللحاف فهو دليل على أمنك واستقرارك في زواجك الأول ، وكشف شعرك أيضاً دليل على عدم رجوع زوجك إليك وهذا خيرٌ لك لأن الشيب إنما يشير إلى فسقه وخيانته لك ، أما لحيتك فتبشرك بأن ابنك سيكون ذا شأن وسيادة بإذن الله بين أهله وقومه ، أما عدم لحاقك بوقت الصلاة فمعناه عسر في الأمر الذي استخرتي من أجله ، فأنصحك بعدم قبول هذا الرجل المتقدم لخطبتك والخيرة فيما اختاره الله والله أعلم . اقشعر بدن قمرة بعد سماعها تفسير الشيخ وأسرعت لإخبار أمها التي أخبرت بدورها أخاها فثار وتوعد ، لكن أم محمد امتصت غضبه بخبرتها حتى انتهى الأمر وصرف الجميع نظرهم عن هذه الخطبة التي لم يكتب الله إتمامها

 
 

 

عرض البوم صور roudy  
قديم 06-03-07, 08:20 PM   المشاركة رقم: 54
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو قمة


البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 12480
المشاركات: 3,036
الجنس أنثى
معدل التقييم: roudy عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 44

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
roudy غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : roudy المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

الحلقه الرابعه والثلاثون

العــزاء

آه ! يا قبلة أقدامي
إذا شكت الأقدام أشواك الطريق
إبراهيم ناجي



وتستمر سلسلة العروض المغرية والاقتراحات
التي لا أميّز صدقها من كذبها :
جاءني اقتراح من أحد المخرجين السعوديين
بتحويل إيميلاتي إلى مسلسل رمضاني! لِمَ لا؟
إن كنا سنطبعهم كرواية ،
فلم لا نصورهم تلفزيونياً ؟
بما أنني أتفق مع ناقدنا عبد الله الغذامي
في كون الأدب بورجوازياً والصورة ديموقراطية ،
فأنا أفضل المسلسل على الرواية
لأنني أريد أن تصل قصة صديقاتي إلى الجميع ،
وهكذا تكون البداية .
هنا يأتي السؤال المهم ،
من ستقبل التمثيل في مسلسلي ؟
هل سنستعين بممثلات من الدول الخليجية المجاورة
فنضحي بالحوار السعودي اللهجة ؟
أم سنجعل شباباً سعوديين يتنكرون للقيام بأدوار الفتيات
فنضحي بالمشاهدين ؟!




--------------------------------------------------------------------------------

امتلأ منزل الشيخ عبد الله الحريملي أكبر عمومة سديم بالمعزين في والدها عبد المحسن ، الذي وافته المنية في مكتبه وسط المدينة إثر إصابته بسكتة قلبية مفاجئة ، لم تمهله طويلاً . هناك ، في أبعد ركن من صالة استقبال الضيوف ، جلست سديم تجاورها قمرة ولميس اللتان تواسيانها ودموعهما أكثر من دموعها . كيف ستعيش سديم ولا أم لها ولا أب لها يرعيانها ؟ كيف ستنام وما من أحد معها في هذا المنزل الكبير ؟ هل ستتمكن من العيش في كنف أحد عمومتها الذين سيجبرونها بالتأكيد على العيش في منزل أحدهم ؟ أسئلة كثيرة لا تعرفان ولا تعرف سديم إجابتها في تلك اللحظات العصيبة . ماتت أمها قبل أن تتعرف إليها ومات أبوها وهي في أمس الحاجة إليه . إنا لله وإنا إليه راجعون ، اللهم لا اعتراض .

كانت أم نوير تقف إلى جانب زوجات أعمام سديم وخالتها بدرية لاستقبال المعزيات، وعيناها تبحثان عن سديم بين الفينة والأخرى لتطمئن على حالها الذي يقطع القلب .

تتأمل سديم بأسى النساء اللواتي ملأن الغرفة ، لا تبدو على أي منهن ملامح الحزن، بعضهن جئن بكامل الزينة والأناقة ، وبعضهن انصرفن للحديث حتى بلغت منهن قلة الذوق أن يفلتن ضحكات خافتة من هنا وهناك !! هل هؤلاء من قدمن لتعزيتها في مصابها الجلل ؟ أتجلس لاستقبال التعازي ممن لا يتعاطفن معها حقاً وتترك الذي يحترق قلبه نكداً على ألمها ويتفتت قلبه حزناً لحزنها دون أن يستطيع الاقتراب منها ومواساتها كما يحق للباقين !

هربت سديم من الغرفة التي لا يشعر فيها أحد بما يعتصر قلبها من ألم . لا يفهمها سوى فراسها . لا أحد يدرك مدى تعلقها بأبيها غيره . فراس وحده الذي يستطيع التخفيف عنها . هو من تبقى لها بعد رحيل أبيها . يا لحاجتها له !

رسائله على هاتفها الجوال لم تنقطع . كان يحاول باستمرار أن يشعرها بوجوده إلى جانبها . يذكرها بأنه يشاركها الحزن والخسارة . أبوها أبوه ، وهي روحه ، ولن يتخلى عنها مهما حصل .

في الثلث الأخير من الليل ، أمسك فراس بكتيب الأدعية وراح يقرأ على سديم عبر الهاتف طالباً منها أن تؤمن وراءه :

- اللهم إن عبد المحسن الحريملي في ذمتك فقه فتنة القبر وعذاب النار ، واغفر له وارحمه ، إنك أنت الغفور الرحيم . اللهم إنه عبدك ، ابن عبدك وابن أمتك ، كان يشهد أن لا إله إلا أنت وأن محمداً عبدك ورسولك . اللهم انقله من مواطن الدود وضيق اللحود إلى جنات الخلود . اللهم ارحمه تحت الأرض ، واستره يوم العرض ، ولا تخزه يوم يبعثون . اللهم يمن كتابه ، ويسر حسابه ، وثقل بالحسنات ميزانه ، وثبت على الصراط أقدامه ، وأسكنه في أعلى الجنات بجوار نبيّك ومصطفاك صلى الله عليه وسلم ، يا أرحم الراحمين ، يا حي يا قيوم ، يا بديع السماوات والأرض ، يا ذا الجلال والإكرام ...)

كان فراس يقرأ الدعاء بصوت متحشرج وقلبه يتفطر من نحيب سديمه ،لكنه لم ييأس من محاولة انتشال حبيبته من حزنها ، وظل يطببها بحنان أبوي وتفاني مطلق وكأنه متفرغ لها ورهن إشارتها . لم تشعر للحظة ببعده أو عجزه عن احتوائها فعلياً .

بقي فراس مع صغيرته سديم حتى ابتلعت لقمة الحزن الأولى الفاجعة ، ثم بقي بعد ذلك إلى جانبها يساعدها حتى تتمكن مع مرور الأيام من هضمها

 
 

 

عرض البوم صور roudy  
قديم 06-03-07, 08:21 PM   المشاركة رقم: 55
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو قمة


البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 12480
المشاركات: 3,036
الجنس أنثى
معدل التقييم: roudy عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 44

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
roudy غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : roudy المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

الحلقه الخامسه والثلاثون

الدلو الدلو الدلو الدلو !

وما دمتم نفساً في فضاء الله ، وورقة في غابته ،
فحري بكم أن تستريحوا في العقل
وتتحركوا في الهوى
جبران خليل جبران

اسمحوا لي أن أنتشلكم من أحزانكم
بعد إيميلي السابق لأبارك لكم هذا الأسبوع
بمناسبة قرب حلول شهر رمضان المبارك ،
أعاده الله علينا وعلى المسلمين كافة وأعاننا على صيامه وقيامه .
أعتذر لكم عن إرسال الرسائل خلال هذا الشهر ،
وأعدكم بمتابعة قصة صديقاتي بعد انقضاء الشهر الفضيل .
أعترف لكم مسبقاً بأنني سأشتاق إليكم ،
سأعود محملة برسائل خطيرة بعد رمضان بإذن الله ،
فانتظروني .



--------------------------------------------------------------------------------


بعد انتهائهما من سنتهما الجامعية الرابعة ، قرر لميس وتماضر أن تستغلا العطلة الصيفية في التدرب بإحدى المستشفيات بجدة . لم يكن مسموحاً لهما ولبقية المتدربين والمتدربات بالتعاطي مع المرضى كأطباء مرخصين ، وإنما كانت مهماتهم تقتصر على مراقبة الأطباء المقيمين والاستشاريين أثناء فحصهم للمرضى وأحياناً أثناء إجراء العمليات ومحاولة التعلم والاستفادة منهم . لم يكن معهما في المستشفى من المتدربين سوى طالبين من طلاب الطب البشري وبضعة طلاب وطالبات من كلية طب الأسنان يمضون فترة التدريب في قسم الأسنان بالمستشفى . في بداية الأمر ، كانت تماضر تشعر بالإحراج لكونها وأختها الفتاتان الوحيدتين مع طالبي الطب البشري ، حتى أنها كانت تتعمد التأخر عن الحضور للمستشفى في الصباح وتخرج منها قبل نهاية الدوام الرسمي ، بعكس لميس التي كانت دقيقة في مواعيدها وحريصة على ألا يفوتها شيء من تلك المغامرة الجديدة . كان أطباء وموظفو المستشفى في غاية اللطف معهما ، لكن تماضر ظلت تستحي من أن تشارك الطالبين جلوسهما في الغرفة الصغيرة أثناء ساعات الفراغ كما كانت تفعل أختها الجريئة ، ولم تكن لتستطيع أن تنضم إلى الأطباء أو الطبيبات المنتظمين في استراحاتهم ، ولذلك فقد ظلت على ارتباكها وحيرتها ، محافظة على الحدود التي رسمتها بينها وزميليها ، وعاجزة عن التأقلم مع هذا الوضع المزعج الذي لا يناسب سوى أختها المندفعة التي تغيظها بانسجامها السريع مع جميع موظفي المستشفى ! بعد حوالي أسبوع من بداية تدريبهما الصيفي ، انقطعت تماضر عن الذهاب إلى المستشفى مع أختها ، واعتذر أحد الطالبين عن إكمال برنامج تدريبه للسفر إلى الخارج ، وهكذا بقيت لميس الطالبة المتدربة الوحيدة إلى جانب زميلها نزار . لاحظت لميس أن وجودها مع طالب واحد أفضل بكثير من وجودها مع طالبين تشعر عند اقترابها منهما بالتطفل ، فحال نزار الآن ليس بأفضل من حالها ، كلاهما لا يجد سوى الآخر ليمضي معه الوقت الضائع ما بين مواعيد المرضى والعمليات . كشف لها هذا التقارب الذي لم تخطط له شخصية نزار الرقيقة . كانت معاملته لها تختلف عن معاملة أحمد أو بقية أصدقائها لها على الإنترنت . كان يتصرف بعفوية آسرة ، مع أنها كادت تسيء فهم نواياه في البداية ، مثل ذلك اليوم عندما دعاها لتناول طعام الغداء معه في بوفيه المستشفى ، وكان ذلك في أول يوم لهما بعد غياب زميله . رفضت لميس دعوته متذرعة بقراءة كتاب طبي بين يديها ، وأخبرته بأنها ستتناول غداءها بعد دقائق ، فما كان منه إلا أن ذهب إلى البوفيه وعاد منه بطبقين ، أحدهما له والآخر لها ، قدم الطبق لها بأدب وهو يذكرها بموعد العملية التي ينويان حضورهما بعد ساعة ، ثم حمل صينيته وتناول طعامه في إحدى غرف المرضى الخالية . لم تحتج لميس لفترة طويلة حتى تعتاد على عفوية نزار وتعجب بشخصيته المهذبة . بدأ الحوار ما بينهما يتجاوز خطوط الطب وطرق العلاج وتأثيرات الأدوية وآخر العمليات التي حضراها معاً ، ثم سرد أحلام كل منهما لنفسه وتصوراته لحياته بعد التخرج ، ليصل إلى حياتهما الشخصية وجذور عائلتيهما وعدد الإخوة والأخوات والمشاكل اليومية الصغيرة وغيرها من الأحاديث التي تشير إلى أن ثمة ثلجاً قد تكسر . على إحدى الطاولات المنتشرة في البوفيه كانت البصّارة لميس تخمن البرج الفلكي الذي ينتمي له نزار ، وهو يتابعها بحماس من يتعلم لعبة جديدة : - انتا أكيد إما قوس أو دلو . أتوقع دلو ... لا قوس !لا لا دلو دلو !! - طيب قولي لي أيش صفات هدا وأي صفات داكا ؟ (يعقب نزار بخبث) علشان أعرف مين أختار ! - لا لا ما يصير . أمانة أيش برجك ؟ - حزري ! - قولتالك ! دلو أو قوس . ما شكلك عذراء ، رجال العذراء دمهم تقيل بالمرة ورومانسيين بزيادة ! يرفعوا الضغط ، وما شكلك تور . - ربي يطمنك يا ستي ! - جايز حمل ؟ صح ! ممكن تكون حمل ! - إيوه كملي ! وإيش كمانه ؟ ما خليتي برج ما قلتيه ! وعاملة فيها بتفهمي في الأبراج يا بكاشة ! - خلاص خلاص ، يا حمل يا قوس . - خلاص ؟ هدا آخر كلام ؟ - إيوه . - طيب .. - طيب أيش ؟ - طيب ما أبغي أقهرك وأقول لك إني دلو ! - يا ....!! أنا من الأول قلت دلو بس انت لخبطتني !! - أنا لخبطتك ! والا انت اللي كل شوية تغيري رأيك! - يا دُب! - يا نعم ! - نعم الله عليك يا خويا . يالله قوم ورانا راوند . - أقولها لك دحينا . رجال الدلو وحشين وشايفين حالهم ودمهم تقيل بس في بنات من برج الميزان بيدّوهم وش ! - يا بختهم ! - مين ؟ رجال الدلو؟ - لا ... اللي بيدوهم وش يا فالحة !! كان أول ما فعلته لميس حال عودتها للمنزل ذلك اليوم هو البحث في كتب الأبراج عن نسبة التوافق بين برجي الميزان والدلو . وجدت أن النسبة تصل في أحد الكتب إلى 85% وفي كتاب آخر لا تتجاوز الـ 50% ، فقررت أن تصدق النسبة الأولى ، لكنها هذه المرة ستحسن التخطيط والتكتيك حتى تصل إلى مرادها ، سوف توقع نزار في شباكها بذكائها ، وسوف تثبت لقمرة أن بعض الفتيات بإمكانهن أن تحلمن بأي شخص تردنه ، وبقليل من الجهد والصبر ، يمكنهن أن تحصلن عليه ! لم تنم تلك الليلة إلا بعد صلاة الفجر ، بعد أن ملأت مذكراتها بخطط حربية وقوانين يجب عليها السير وفقها وتذكير نفسها بها إذا ما أراد القلب أن يشطح مع الأيام . كانت هذه عادتها ، أن تدون أفكارها على الورق لتلتزم بقراراتها فيما بعد . كانت عادة علمتها إياها والدتها الدكتورة فاتن . كتبت ملاحظات عامة من مشاهداتها في الحياة ومحاذير استخلصتها من تجاربها وتجارب صديقاتها وقريباتها مع الرجال ، ونصائح سمعتها أو قرأتها في يوم ما وظلت قابعة في ذاكرتها بانتظار التنفيذ ... بدأ جميع توجيهاتها لنفسها بـ (لن) : - لن أسمح لنفسي بحبه قبل أن أشعر بحبه لي . - لن أتعلق به قبل أن يتقدم لي رسمياً ! - لن أتبسط معه في الحديث ولن أحدثه عن نفسي ، سأظل غامضة بالنسبة إليه (هكذا يفضل الرجال المرأة) ولن أشعره بأنه على علم بما ما يدور في حياتي مهما شعرت بالحاجة لفعل ذلك ! - لن أكون سديم ، ولا قمرة ، ولا ميشيل ! - لن أكون أبداً البادئة بالاتصال ، ولن أرد على الكثير من مكالماته . - لن أملي عليه ما يفعل كما تفعل بقية النساء بالرجال . - لن أتوقع منه أن يتغير من أجلي ، ولن أحاول تغييره . إن لم يعجبني بجميع عيوبه فلا داعي لأن نستمر معاً ! - لن أتساهل في حقوقي ولن أسامحه على الخطأ حتى لا يعتاد على ذلك . - لن أعترف له بحبي (إن أحببته) قبل أن يصرح هو لي بحبه أولاً . - لن أغيّر نفسي من أجله . - لن أغمض عيني عن أية مؤشر للخطر !! - لن أعيش في وهم ، إن لم يصرح لي بحبه خلال مدة أقصاها ثلاثة شهور ، ويخبرني بوضوح عن مصير علاقتنا ، فسوف أنهي العلاقة بنفسي

 
 

 

عرض البوم صور roudy  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
بنات الرياض, قصة بنات الرياض
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:33 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية