لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


مسرحية ليالى الصبابة و الموت

اسمحوا لى أن أرعرض عليكم نص مسرحى من تأليفى و أرجو أن أجد له صدى لديكم وأقرأ فيه آراءكم البناءة مسرحية ليالي الصبابة والموت تأليف/ ربيع عقب

 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-12-06, 02:31 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مميز


البيانات
التسجيل: Aug 2006
العضوية: 10109
المشاركات: 1,430
الجنس ذكر
معدل التقييم: ربيع عقب الباب عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ربيع عقب الباب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : الارشيف
افتراضي مسرحية ليالى الصبابة و الموت

 

اسمحوا لى أن أرعرض عليكم نص مسرحى من تأليفى و أرجو أن أجد له صدى لديكم
وأقرأ فيه آراءكم البناءة

مسرحية ليالي الصبابة والموت

تأليف/ ربيع عقب الباب


إهداء
إليه
إلى روحه في العلياء
وعلى الأرض السلام
وفى الناس المسرة
أهدى هذا النص لصديقي وأخي وجيه وليم عبده
الذي فرح به ، وتمنى إبداعه على خشبة المسرح ؛
فلم يسعفه الوقت !!








الشخصيات:
موسى الهادى: بويع لموسى بن محمد الهادى يوم الخميس لسبع بقين من المحرم، وهو ابن أربع وعشرين سنة وثلاثة أشهر، صبيحة الليلة التى كانت فيها وفاة والده المهدى، وذلك فى سنة تسع وستين ومائة،وتوفى بعيساباذ نحو مدينة السلام سنة سبعين ومائة، لاثنتى عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الأول من هذه السنة، وكانت خلافته سنة وثلاثة أشهر.. كان يكنى أبا جعفر وأبا محمد.كان موسى قاسى القلب شرس الأخلاق، صعب المرام، كثير الأدب محبا له، وكان شديدا، شجاعا بطلا، جوادا سخيا
الخيزران: هى الخيزران: بنت عطاء، زوجة الخليفة المهدى العباسى، وأم ولديه الهادى والرشيد. كانت من جوارى المهدى، وكانت بربرية الأصل، وقيل يمانية، أعتقها المهدى، وتزوجها.. وكانت ملكة حازمة قوية، تحب النفوذ وتهوى السلطان، وقد وجدت فى أخلاق المهدى ماوافق هواها، وشجعها على التمادى، فكانت تأمر وتنهى، وتبرم وتنقض.
يحى بن خالد: يحى بن خالد البرمكى أبو الفضل، الوزير السرى، سيد بنى برمك، تولى الوزارة لأبى العباس السفاح بعد مقتل أبى سلمة الخلال. نال عند المهدى مكانة عظيمة، وعهد إليه بتأديب ابنه الرشيد،وأرضعته زوجته مع ابنها الفضل بن يحى، فكان الرشيد يدعوه : يا أبى. لما تولى الرشيد الخلافة قلده أمر الرعية، ودفع إليه خاتمه، فنهض بأعباء الدولة على أحسن ما يكون، وكان من النبل والعقل وجميع الخلال على أكل حال.. فى نكبة البرامكة قبض عليه الرشيد، وسجنه فى الرقة إلى أن مات!
الربيع بن يونس: هو الربيع بن يونس بن كيسان مولى عثمان بن عفان، كان له أمر الزمام وديوان الرسائل، ومات فى حياة موسى الهادى
الفضل بن الربيع : تولى الزمام، ووزر بعد موت أبيه، وهو يحمل نفس سمت أبيه، ونفس النفسية التآمرية
غادر: جارية كانت لموسى الهادى، وكان مولعا بها إلى حد بعيد، وهى دون العشرين
مزنة : هى مزنة أو مزينة زوجة مروان بن محمد آخر خلفاء بنى مروان، وفى رواية أنها ابنته، قربتها الخيزران، واتخذت منها حبيبة ووصيفة.
ابن مالك : عبدالله بن مالك الخزاعى تولى أمر الشرطة أيام المهدى وموسى الهادى والرشيد
ماشاء الله : منجم يهودى عاش فى زمن المنصور، وامتدت حياته فى زمن المأمون، واعتنق الإسلام.. كان أوحد زمانه فى الأخبار بأمور الحدثان، وكان له حظ قوى فى سهم الغيب، واشتهر عنه ذلك، نقلت تصانيفه إلى الأندلس، وترجمت إلى اللاتينية، ومنها كتاب : صنعة الأسطرلاب والعمل بها، وكتاب الأمطار والرياح، وكتاب المعانى، وكتاب السهمين، وغير ذلك.
أبو قريش: طبيب خدم المهدى وموسى الهادى
بن دأب: عيسى بن دأب من أهل الحجاز، وأكثر أهل عصره أدبا وعلما ومعرفة بأخبار الناس، ومن ندماء الهادى.
على: على بن عيسى بن ماهان، حاجب موسى الهادى، ومن ندمائه.
يزيد: يزيد بن مزيد الشيبانى، قائد من قواد الهادى، ومن ندمائه.
إبراهيم: إبراهيم بن سلم الخاسر بن قتيبة من ندماء الهادى
الحرانى: قهرمان الهادى و نديمه.
الرشيد: تولى الخلافة بعد موت أخيه الهادى
الخارجى: خارجى كاد يفتك بموسى الهادى
العبد: صاحب المهمة السرية فى مطابخ الخيزران:
جوارى: أربع جوارى حسان صاحبات المهمة الخطرة
المكان بلاد العراق
الزمان تسع وستون ومائة هجرية

اللوحة الأولى
الخليفة موسى الهادي على فراشه.. الإضاءة خافتة يبدو أنه
يتعرض لكابوس.. من خلال حركته.. وصوته المتردد.. ثم
يعلو صوت غناء فى مُخيّلته.. غادر محظيته تصحو فزعة.
موسى: لا.. لا.. لا.. غادر.. لا.. غادر
الغناء: أخلفْتِ عهدي بعد ما
جاورتُ سكانً المقابرْ
ونسيتي وحنثتِ في
أيمانك الكذب الفواجر
ونكحت غادرة أخي
صدق الذي سماك غادرْ
ونكحت غادرة أخي
صدق الذي سماك غادرْ
ونكحت غادرة أخي
صدق الذي سماك غادرْ
موسى: لا.. لا..لا (يقعد على سريره مرعوبا والعرق يغطى وجهه).
غادر : موسى.. مولاى.. ما بك يا حبيبي!
موسى: نفس الكابوس.. نفس الرؤية.. نفس الأصوات (يتحرك مغادرا سريره.. وهى خلفه)
غادر : مولاي (تلتقط كوب ماء) اشرب يا مولاي.. اشرب حبيبي. (ترفع الكوب إلى فمه)
موسى: شيء عجيب.. حلم لا يتركني وشأني.. لا يتركني وشأني كأنه حقيقة واقعة.. حقيقة واقعة. (يبعد الكوب، ويلتقط قنينة النبيذ)
غادر : مولاي وحبيبي أفرط فى الشراب البارحة!!
موسى: لا.. لم أفرط.. إنه الوجع يقض مضجعي دائما.. غادر غادرة.. غادر تنتظر موتك دائما.. تنتظر موتك.. أنت مثل غيرك.. تروح ويكون غيرك.. تروح.. ويكون غيرك!
غادر: مولاي.. لست كلبة ضالة مباحة لكلاب السكك!
موسى: ليتك كلبة لهان على أمرك!
غادر: أنا كلبتك أنت فقط..كلبة موسى.. معشوقى وفارسي.. جنتي وناري!
موسى: تحبينني؟
غادر : أو عندك شك فى حبي لك يا مولاي؟
موسى: غادر.. أنت تكذبين!!
غادر : أنا.. والله أبدا.. أنى أذوب حبًّا فيك.. أنت الدنيا وما فيها.. وما بعدها.. كل شيء.. كل شيء!
موسى: كاذبة!
غادر : أنا موسى..غادر..أنت دنياها..محياها ومماتها.. ألا تر بعينيك موسى؟ (تبكى)
موسى: إذن ما لهذه الكوابيس تراودني دائما.. نفس المشهد.. نفس الرؤية.. نفس الكلمات المسمومة!
غادر: قرة عيني موسى.. واحة أحلامي.. سمائي وأرضى.
موسى: هل تحبين الرشيد غادر؟
غادر : موسى؟
موسى: تحبين الرشيد؟
غادر : أليس شقيق موسى؟
موسى: تحبينه؟
غادر : كيف لا أحب ما يحب موسى؟
موسى : تحُبِّينه؟
غادر : ولم أكرهه موسى.. أليس أخاك؟
موسى : دائما أبدا.. أراك فى حجره.. بين ذراعيه.. تفعلين معه ما تفعلينه معي.. حية رقطاء.. نفس الكلام.. نفس الجلسة.. نفس النعومة..أنت لا تحبينني.. أنت كاذبة.. كاذبة!!
غادر : (تبكى) قل لى.. كيف أثبت لك أنى لا أحب سواك.. كم تعبت..وكم لاقت لأجل نظرة واحدة منك.. نعم.. كنت كنجم بعيد المنال.. وكنت أمنى نفسي.. هل يعطف على الله.. ويرحمني ولو بنظرة منك.. أنت الذي لا يحبني.. أنت لا أنا!!
موسى: ولا شياطين الأرض تستطيع أن تعطيك حبا مثلما أعطيك.. أنت أنفاسي غادر!
غادر : ثم من أنا حتى لا أحب مولاي موسى الهادي.. خليفة المسلمين؟
موسى : أنت كل حياتي.. كل حياتي!
غادر : محض رقم فى سلسلة العبيد والجواري!
موسى: أنت.. و لا شيء بعدك!
غادر : وأمة العزيز أم جعفر.. وغيرها.. سبع أطفال.. و أنا لا شيء
موسى: مشيئة الله.. كم تمنيت لو رزقني الله منك بزرية!
غادر : كيف آتيك بزرية.. وأنا محض رقم؟
موسى: لا تقولي هذا غادر.. لا تقـ....
غادر: بل أقوله يا مولاى.. اعطني ما تعطى أم الأولاد من وقتك.. من قلبك.. وأنا أمـ...
موسى: أنت؟
غادر: أعطيك ما تتمنى و أكثر.. لا أحد فيهن يحبك مثلي.. أنا أولى منهن بوقتك.. باهتمامك!!
موسى: أكثر من هذا.. أجن!
غادر: اجلس موسى.. وكفى شربا!
موسى: رأسي غادر.. رأسي لا تهدأ!
غادر : قل لي ماذا أفعل؟
موسى : كلمات قاسية.. ومشاهد كطعن الخنجر.. أما لها من آخر!!
غادر : أنا هنا.. معك.. الدنيا ومافيها موسى.. فما الذي يوجعك؟
موسى: أنت وجعى!
غادر: مرة أخرى يا مولاي؟
موسى: أنت غادر
غادر : قل لي ما تسمعه يامولاي؟
موسى: كلمات قاسية.. مميتة!
غادر : قلها.. ربما انطفأت جذوتها يا مولاي.
موسى: لساني لا يطاوعني.. عقلى.. جوارحى!
غادر : حاول معي.. لأجلى موسى!
موسى: أخلفْتِ عهدي بعد ما
جاورتُ سكانً المقابرْ
ونسيتى وحنثتِ في
أيمانك الكذب الفواجر
ونكحت غادرة أخي
صدق الذي سماك غادرْ
غادر: كفى.. كفى موسى.. إنها فظيعة بالفعل.. فظيعة!!
موسى: تلطم وجهي.. تجلدني بسياطها كل ليلة!!
غادر : أضغاث أحلام يا مولاي
موسى: تكرار الرؤية له حد الوعيد!!
غادر : أكمل موسى.. أكملها.
موسى: أمسيتُ في أهلِ البِلى
وعُددتُ في الموتى الغوا بر
لا يهنك الألفُ الجد يدُ
ولا تدورُ عنك الدوائرْ
ولحقت بي قبل الصباح
وصرتِ حيث غدوتُ صائرْ
غادر : موسى.. لا تقل هذا.. أمامنا العمر كله.. موسى مالك تتكلم كشيخ هرم.. ما تجاوزت الرابعة والعشرين؟
موسى: ليأت هارون!!
غادر : فليأت مولاي هارون.
موسى: ويقسم أمامي!!
غادر : يقسم.. على ماذا؟
موسى: وأنت معه!
غادر : مولاي!
موسى: يقسم أمامي ألا يتزوجك بعد موتى!
غادر : موسى لا تقل هذا.. أنت تقتلني.
موسى: نعم يقسم و تقسمين!
غادر : تشك في؟
موسى: أشك.. إني لا أجد رأسي أين تكون!
غادر : إذن هاته يا مولاي!
موسى: الآن.. (يتحرك.. يخرج)
غادر : لك الله يا موسى.. يا أحب خلق الله إلى قلبي ونفسي.. لن تهدأ.. أعرف.. تظن بمجيء هارون ينتهي وجعك.. ولكن وجعك أبدى.. وجعك ضارب فى الجسد إلى حد الموت.. أراك.. أرى يدك تحنو على.. بينما تغرس الأخرى خنجرا فى قلبي!!
موسى: (يدخل مترنحا) أرسلت فى طلبه!
غادر : موسى.. إننا بعد منتصف الليل..ألا تخشى انزعاجه باستدعائك له فى هذا الوقت؟
موسى: لتصحو الدنيا حين أصحو.. ينامون.. وأنا لا أجد النوم.. أنا أولى به منهم!
غادر : هون على نفسك موسى.. اهدأ..
موسى: كل ما أخشى ؛ أن يتحول الأمر لضحكة استهانة؟
غادر : هارون أخوك.. شقيقك
موسى: آه.. عذابي لا حد له.. يداك في يديه.. شفتاك فى شفتيه..آه..همساتك الحارة..إيماءاتك.. لفتاتك القاتلة.. تسبيلة عينيك.. ذوبانك المميت..آه.. لظى فى جوفي.. لحمك يا بنت الأبالسة.. ويلي.. لهذا الحد هونت.. وهانت عشرتي لك؟ ألا تبا لها من حياة.. ما أشجعك أيها المقنع.. وما أبأسنى من رجل.. سمم كل زوجاته.. سممهن.. ساعة قرر أن يضع نهاية تليق به.. يا الله.. يالشياطينى التي لا تهدأ.. فليأت هارون.. حالا.. ويقسم أمامى.. نعم.. يا أبله ما فائدة قسم أرغم عليه.. لابد من قتلك.. نعم.. قتلك دواء لكل أوجاعي.. نعم لا بـ...
إظلام

اللوحة الثانية
موسى الهادي بين حاشيته في بستان قصره، وكل منهم يتقلد سيفه!
بن دأب: واجعل لى وزيرا من أهلي هارون أخي..أشدد به أزرى..وأشركه في أمري.. كي نسبحك كثيرا... إلى آخر الآية.
يزيد : أرأيت.. وزيرا.. وليس وليا للعهد يا مولاي؟
موسى: يزيد.. لا تنس عهدي أمام المهدي؟
إبراهيم: أكرمك الله يا أمير المؤمنين.. لكن هذا ضياع لحق أولادك وبنيك.. فلا تتوان في هذا الأمر!
موسى: وبعد يا إبراهيم..أنسيت الخيزران:..تريدون القضاء عليها بلا شك.. يكفيها ما وقع لابنة أخيها!
يزيد : كنت قاسيا يا مولاي.. خيرت الرجل بين ولاية اليمن إما طلاق ابنته ولم تنتظر..وليته اليمن.. دون أن تقابله (بتفكه وسخرية).
إبراهيم: والله يا أبا محمد.. كنت قاسيا فى هذا.. على الخال والزوج والأم!
موسى: لولا تدخلها في الأمر ؛ ما تم على هذه الشاكلة!!
بن دأب: لا تقل هذا يا مولاي.. لها أياد بيضاء علينا.. وعلى كل أهل البصرة وبغداد والكوفة!!
يزيد : تعال يا ربيع.. تعال يا رجل (يقبل الربيع) أرأيت مولانا.. دائما أبدا متردد.. في مسألة البيعة لجعفر ولده.. قل له شيئا يا ابن يونس!!
الربيع: مولاي موسى ليس مترددا..إنه يزن الأمور بميزان آخر..لا يريد عداء هنا.. في العائلة.. خاصة الأم!!
إبراهيم: خاصة الأم.. أتذكر يا ربيع.. الأم؟(يقهقهون)
الربيع: إبراهيم.. ما صدقنا أنهينا الأمر.. كانت أياما سود!
يزيد: احك يا ربيع؟
الربيع: احك ماذا.. لولا يحي بن خالد، لأخذني عزرائيل قهرا.. تصوروا.. يحي بن خالد!!
يزيد: عدوكم اللدود.. هيه؟
الربيع: ابن الكافـ... شد أزرى في قوة.. وهدأ نفسي من خوفها.. وقال هيا يا ربيع.. أرسل ولدك الفضل فورا، محملا بالتحف والهدايا إلى مولانا موسى، يعتذر له، ويطلب منه الصفح!!
موسى: والله لولا اعتذاره لقطعت رقبته.
الربيع: وهل لي رقبة من يومها (يضحكون) أخذتها والله يا مولانا
موسى: من يومها وأنا أجل يحي.. ولهذا السبب جعلته مع هارون كما تركه المهدي رحمة الله عليه!
الربيع: كنت فرحا يا مولاي بولايتك الأمر!
موسى: ألم يكن يحي فرحا هو الآخر.. يا رجل؟
الربيع: لا أعرف يا مولاي (يضحكون)
بن دأب: الربيع يمارس هوايته!!
يزيد: أكمل يا ربيع!
الربيع: أكمل ماذا.. أخذتني الفرحة بتولي مولاي الأمر..فدخلت على الأم هكذا مثل القضاء والقدر.. ولا أدرى أن فعلى هذا يغضب مولاي موسى (يقهقهون)
موسى: واتأد يحي.. رجل عاقل.. يضعني في رأسه؛ فالنساء لها حرمة.. وخاصة أمي.. الخيزران:!!
يزيد: نعد لمسألة ولاية العهد!
موسى: لا تثقل على يا يزيد حتى انتهى من أمر هؤلاء الزنادقة.
يزيد: وهل يمنع أولاد الكفرة أن نتحدث في أمر جعفر؟
الربيع: مولاي موسى منصور.. بإذن الله.. منصور عليهم
موسى: إنهم يأتون بالغريب.. ويفعلون الأعاجيب..ويدعون النبوة.. ويحلون ما حرم الله ورسوله.. ولكني وراء هم حتى آخر لحظة من عمري!!
إبراهيم: معنى ذلك تتوقف الحياة..فلا نساء..ولا نظر فى مظالم..و لا؟
موسى : ماذا تقول يا بن قتيبة؟
إبراهيم: أقصد الحياة لن تتوقف لأجلهم..الجيوش عليها رجال أشداء.. وكل الولايات على عهد المهدي تسير!!
موسى: وآل طالب.. والخوارج الملاعين.. هم ثقيل خلفه في ذمتي المهدي ولابد من إبرأ ذمتي يا يزيد.. أما موضوع جعفر فيأتي في أي وقت أريد!!
يزيد : متى وقته.. وأنت من حرب إلى حرب.. نسأل الله لك العافية.. لا قدر الله.. أطال الله عمر مولانا؟
موسى: يقوم بها هارون أخي!
الربيع: وأولادك؟
موسى: يا قوم.. جعفر مازال حدثا..ست سنوات..بل أقل بكثير!!
الربيع: لا ضير.. المهم.. الانتهاء منها.
موسى: (يتحرك.. يحدث نفسه) مصرون دائما على الخوض في هذا الأمر.. لو لم أعرفهم جيدا..لطعنت في نواياهم.. ما أن ألتقيهم إلا وتفتح السيرة.. وأمي.. الخيزران:.. كيف أواجهها.. لن أتحمل غضبها على.. هي دنيانا.. ويوم تغضب على تسود الدنيا.. وتنهار كل روابطي.. هارون عندي كنفسي وروحي.. لا.. وولدك يا موسى.. ولدك.. ولدك)
الربيع: أمير المؤمنين.. أين ذهبت؟
موسى: أفكر في كلامكم.. من يسمعكم يتصور أنى أكره أولادي..لكن الأمر غير ذلك.. دعونا من هذا الأمر!
الربيع: نلقى بها.. ونتحسس الأمور!
موسى: تلقى بماذا يا ربيع؟
الربيع: لجس النبض وقراءة النوايا!
موسى: هذه الأمور لا تؤخذ هكذا يا ربيع..يوم نقرر لابد أن نعى تماما.. ثمة معارضين له.. ولذا لابد من الحزم والردع وقتها ؛ حتى لو أدى الأمر إلى دم!!
بن دأب: تعلم يا ربيع.. يا داهية.. تعلم يا ابن كيسان.. و لا أنت..!
على: مولاي أمير المؤمنين!
موسى: ماذا وراؤك ياابن عيسى؟
على: قبضنا على خارجي!
موسى: هاته فورا!!
على: أمر مولاي الخليفة (ينسحب)
موسى: لن ينتهي أمر هؤلاء الملاعين إلا باقتلاعهم!!
على: (يقبل على رأس رجلين يقبضون على الخارجي.. ينتحي جانبا فجأة وهم يتقدمون.. يخطف الخارجي سيفا من الحارسين.. ويتقدم من الخليفة.. والخليفة لا يتزحزح بينما الجميع يباغتون فيسرعون بعيدا. وحين يهم الخارجي برفع السيف على الخليفة يرتفع صوت موسى)
موسى: على رقبته.. اضرب بقوة!!
الخارجي: (يهتز تماسكه ويلتفت فلا يرى أحدا)
موسى: (ينقض على الخارجي في لمح البصر , ويطعنه ويقضى عليه) خذ.. خذ
يزيد: (بحياء وذلة) مولانا.. لا تؤاخذنا.. فوجئنا بما حدث!
إبراهيم: مولانا....
موسى: لا عليكم..لا عليكم..عودوا لأماكنكم كأن شيئا لم يحدث!
بن دأب: لأجل هذا لا بد من إثارة موضوعنا ثانية.. وثالثة.. ورا
موسى: أعدكم أنى سأرسل للرشيد.
بن دأب: الرشيد لا غبار عليه.. ولن يعصى لك أمرا!
الربيع: الداهية يحي بن خالد.. الرشيد يأتمر بأمره.. والوالدة تثق في رأيه ثقة عمياء!!
موسى: نستدعى يحي.. ونرى!
الحاجب: مولاي.
موسى: أي شيء وراءك أنت أيضا؟
الحاجب: الوالدة في انتظار الإذن؟
الجميع: (يقفون) اسمح لنا يا مولانا (ينصرفون)
موسى: في أمان الله يا سادة.. فلتأتي الوالدة!
الخيزران: لم تعد تسأل على أمك.. حبيبتك.. فقلت أسأل أنا!!
موسى : تعرفين.. لا أستطيع.. على رموش عيني.. آتيك زحفا يا أم موسى!!
الخيزران: حبيبي.. كيف حالك.. أنت لست في حالة طيبة.. ألا تأكل يا موسى.. ما هذا.. لا لا.. أأسمن أنا.. وأنت تهمل نفسك!!
موسى : اجلسي يا أمي.. ودعك من هذا!!
الخيزران: من أخرك عنى يا موسى؟
موسى: القوم.. وبعض الأشغال.. وغضبك أيضا ؛ رغم أنني كنت أرضيك والله.. ورأس المهدى!
الخيزران: عافاك الله..وسامحك.. توليه يا موسى..وترمى له ابنته؟
موسى: خيرته ياأمى.. وأنذرته.. لكن الغلام خانه التـوفيق فى تبليغ الرسالة كما يجب!!
الخيزران: المهم.. هذه حياتك يا بنى.. وأنت فى النهاية ولدى.. أميري.. قلت لى ما أخرك عنى.. القوم.. قلت القوم.. أم غادر يا أبا محمد؟
موسى: إلى هذه اللحظة ما رأيتها يا أمي..ورأس المهدي..لم أرها
الخيزران: و لا أم جعفر؟
موسى: و لا أم جعفر.. ولا.. (تدنو منه وتشمله بحنانها)
الخيزران: لي طلب ألتمس منك تلبيته!
موسى: أأمرى يا أمي؟
الخيزران: حبيبي ونور عيني..حفظك الله ورعاك لي.. وللأمة كلها.
موسى: قولي يا أمي ما تريدين؟
الخيزران: لن تكسفنى، وتقصر رقبتي.. هيه؟
موسى: ما عشت و لا كنت!!
الخيزران: عدوك يا حبيبي.. لاذ ببابي والله، وهو فى حالة لا يعلمها إلا الله!
موسى: من يا أمي؟
الخيزران: والله حالته أصبحت صعبة للغاية.. و لولا أنى رأيت أنه لم يأت شيئا نكرهه..أو ذنبا نأخذه عليه ما سعيت إليك.. والله وما سمعت له أبدا!
موسى: من يا أم؟
الخيزران: قل حاجته مقضية أولا بإذن الله.. قلها!
موسى: لأجل خاطرك.. مقضية.. فمن هو؟
الخيزران: عبد الله بن مالك!!
موسى: (يتغير وجهه بمجرد نطقها بالاسم) من؟
الخيزران: عبد الله بن مالك الخزاعى يا ولدى.
موسى: إلا هذا.. اطلبي أي شيء إلا هذا!!
الخيزران: لكنك وعدت!
موسى: لم أكن أعرف أنها له.
الخيزران: لكنى وعدته!
موسى: أرجوك يا أمي.. اطلبي أي شيء عدا هذا!
الخيزران: يا بنى.. قلت لك وعدته!
موسى: اسحبي وعدك له!!
الخيزران: تحرجني.. وتذهب بمنزلتي بين القوم؟
موسى: والله لا أقصد من هذا شيئا يا أمي.. لكن ابن مالك!!
الخيزران: وهذه هي حاجتي يا موسى.. لو أن لى منزلة عندك!
موسى: أرجوك يا أم حافظي على، و على مكانتي بين الناس!!
الخيزران: وهل أنا أفعل إلا ما يجعل رصيدك عند الناس كـبيرا ومقامك أعلى؟
موسى: قدمت للقوم الكثير.. فأنسى هذه!
الخيزران: و الله لا كلمتك أبدا يا موسى؟
موسى: أرجوك يا أمي.. لا تطمعي الناس في!
الخيزران: قل أنك لم تعد تحب أمك؟
موسى: و ما دخل هذا بتلك يا أم موسى؟
الخيزران: قلت لك حالته صعبة.. وقد وعدته بقضائها!
موسى: لا أفهم.. كيف سمح هؤلاء الناس لأنفسهم، بالدخول عليك.. والحديث معك فى أمور الدولة الكبرى.. كيف يا أمي؟
الخيزران: موسى أمك بألف رجل.. وتستطيع قيادة الجيوش!!
موسى: طيب طيب..أرجوك لا تغضبي..ولكن هؤلاء يوارون نساءهم عن ذويهم.. أخوتهم.. فكيف يسمحون لأنفسهم؟
الخيزران: هذه غيرة لا معنى لها.. ياولدى.. أنا سيدة كبيرة وأم أمير المؤمنين.. وكم كانت أمهات المسلمين تستقبلن الناس ويعظنهم!!
موسى: أمهات المؤمنين.. زوجات النبي عليه صلوات الله وسلامه..ومن وراء حجاب يا أم موسى!!
الخيزران: موسى.. لن تكلفك شيئا.. انظر.. كان مع المنصور والمهدي.. وظل معهما ؛ فلما وليت الأمر انتظرك.. فأهملته!!
موسى: لا تحدثيني فى أمره مرة أخرى!
الخيزران: و أنا لن أطلب منك شيئا آخر.
موسى: أنت تفسدين مابيننا يا أم موسى!
الخيزران: لم تكن قاسيا.. ما كل هذا العنت يا ولدى؟
موسى: أرجوك يا أم.. من اليوم لا تستقبلي أحدا.. ولا تتدخلي في أمور أنا أولى بها منك!
الخيزران: موسى.. الزم حدك!!
موسى: ألزم حدي.. أمرك كالسيف..من الآن..كل من يقف ببابك، مهما كان سوف أقطع رقبته..أسمعت يا أمي!!
الخيزران: موسى..لا حول و لا قوة إلا بالله..لا حول و لا قوة إلا بالله!
موسى: أكون بريئا من ديني.. ومن نبي محمد عليه أفضل الصــلاة والتسليم.. إن عدت إلى هذا!
الخيزران: وتقسم أيضا.. لم يفعلها أبوك.. تمنعني عن فعل الخير ومساعدة الناس.. وقضاء حوائجهم؟
موسى: زاد الأمر عن حده..لكم ابتلعت لك..أقول لنفسي غدا ترفع يديها.. غدا يلتزم الناس.. ويعرفون حقوقي عليهم.. ولكن لا انتهيت..ولا الناس يريدون أن يعرفوا..أما لك بيت يشغلك.. مغزل يصرف وقتك.. أو مصحف تقرئنه.. أو صلاة تأخذ اهتمامك وأمرك؟!!
الخيزران: (تـهتز.. وهى تفاجأ بقوله حتى تكاد تنهار) سامحك الله.. سامحك الله!! (تنصرف وهى لا تكاد ترى أمامها)
موسى: (لنفسه وهو فى حـالة سيئة للغاية) ماذا فعلت يا موسى.. الخيزران:.. أعز و أحب خلق الله إليك.. بابـها باب رحمتك.. و هي لا تفعل إلا خيرا.. أهذه وصية المهدي لك؟ اركض وراءها..هيا..اطلب منها أن تسامحك وتعذرك.. لكنها ستتمسك بماتفعل..ويل لك منى ياابن مالك.. لن يسعني إلا حز رقبتك!
غادر : (جارية جميلة للغاية.. تتحرك لها القلوب والأفئدة.. تأتيه من خلف..لا يحس بها) تجلس وحدك..أليس لك غادر.. حبيبتك؟
موسى: هيه.. ما الذي جاء بك إلى هنا؟
غادر : تأخرت على ؛ فانتهزت فرصة وجـودك وحدك.. يا قاسى القلب!
موسى: نبهت عليك أكثر من مرة ؛ ألا تخطو قـدماك شـبرا خارج جناحك.. ألا لعنة الله على النساء جميعا!
غادر: ا هدأ يا مولاي.. لم يحدث شيء..لم تنهد الدنيا..هيا احملني بين ضلوعك حبيبي.. موسى!! (بدلال)
موسى: سأحملك.. ولكن لألقى بك فى الطريق!!
غادر: ألأننى جئت أسأل عنك؟
موسى: ماكان يجب عليك إلا الطاعة!
غادر: حقك على.. لن تتكرر مرة أخرى!
موسى: كل مرة تقولين لن تتكرر.. لن تتكرر.. يا على (ينادى)
على: مولاي. (مسرعا)
موسى: على بالربيع.
على: أمر مولاي.
غادر: لم الربيع؟
موسى: سأتخلص منك.. أنت ما خلقت لتكونين جارية أمير المؤمنين.. غدا يبيعك في سوق الرقيق.. وارتاح منك إلى الأبد!
غادر: مولاي.. وأهون عليك.. لن أهون.. إنك تموت فى.. أنـا غادر؟!
موسى: من يخالفني..ويعص أمر؛ يهن على أمره..ولوكانت الخيزران:!
الربيع: مولاى أمير المؤمنين!
موسى: تأخذ هذه الجارية، وتبيعها فى سوق الرقيق.. هيا
الربيع: مولاي!!
موسى: خذها.. هي لك.. هيا انصرف بها.. هيا!!
غادر : (فى حالة يرثى لها..تمد ذراعها نحوه) مولاي موسى!!
موسى: (قبل أن يضعف) هيا.. ألا تبا للنساء جميعا..ياربى..لو أملك.. لا تجدف فى بحر من حنق وغضب..لا تجـ..غادر.. الخيزران:.. وحيد فى بؤسي..وبأسى مخيف لا تستوقفه حدود وفواصل.. لا يفهمنى أحد ؛ وكأنى نبت شيطانى.. لا أكرههن.. نعم..ما أحلى هرة تسكن فى ذيلك لا تتعداه حتى تأخذها بيديك ..تشقى حين شقاؤك.. ترفل وتغنى.. وترقص حين صفاؤك يسعى بين يديك.. تموت حين تموت..تموت حين تموت.. فى حضنك أنت.. و لا شيء بعدك.. أنت.. أنت!!
إظلام

اللوحة الثالثة
الخيزران: فى جناحها الخاص بالقصر.. فى حالة غضب لا تهدأ
الخيزران: أنا الخيزران:.. لم يعد لهذا الولد أمان.. لابد أنه يدبر شيئا.. كان أفضل مافيه رفقه بي وحنانه على..أصبح قاسيا..السنون التى قضاها بعيدا.. فى جرجان..حولته إلى وحش
مزنة : مولاتى.. أم أمير المؤمنين.. اهدئي حبيبتي.. أراك مجهدة..اهدئي قليلا.. أمير المؤمنين لا يحب سوى أمه..حبيبته.. اهدئي!
الخيزران: مزنة الحبيبة.. ولدى يتهددني يامزنة.. ولدى.. حشا بطني.. يجلد صوته وجهي.. يلطمه لطما!
مزنة : ألست أمه المحبوبة.. اعذريه.. قد يكون متوترا.. سمع كلاما ضايقه.. رأى شيئا أنكره.. اهدئي.. وتذكري له كل جميل صنعه!
الخيزران: ظننت ذلك يامزنة.. لو كنت رأيت عينيه وهى تطفح شرا.. جسده كان يرتعد بقوة..يرتعد غضبا.. وأنا أعلم طلبي لم يستدع هذى الثورة.. ولا هذا الفيضان!
مزنة: خليفتنا طيب.. يبدو عنيفا بعض الشيء.. لكنه ليس كذلك.. تعرفه أمه أكثر من معرفتى له..لن يهدأ.. وينام حتى يأتـي يسترضيك.. يطلب عفوك عنه!
الخيزران: أتظنينه يفعل يا مزنة؟
مزنة: الأيام كفيلة،وستثبت لك صحة قولى..أين ضحكتك الحلوة؟ ذاك النهر الفياض يرش الخير، يروى كفوف الناس المتشققة فيبرأها.. أين هي.. يا جميلة الجميلات؟
الخيزران: مزنة.. أرجوك.. أنا!!
مزنة: مولاى موسى يغير عليك.. ألا تذكرين علي بن الحسين الملقب بالجزري.. أتذكرينه.. حين تزوج رقية بنت عمرو العثمانية أرملة مولاي المهدي.. ماذا فعل الهادي يومها؟
الخيزران: مرض.. هذا مرض يا مزنة.. مرض يقتل صاحبه.. إنى أذكر ما تم ؛ كأنه حدث اليوم.. أرسل إليه، بل حمل إليه (فلاش باك.. قاعة العرش.. الهادي يروح ويجيء بعصبية وأمامه على الجزرى مقيدا وخلفه الشرطيون)
موسى: أعيتك النساء إلا امرأة أمير المؤمنين؟
على: ما حرم الله على خلقه إلا نساء جدي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأما غيرهن فلا.. ولا كرامة!!
موسى: ارم اليمين.. وانه الأمر؟
على : والله ما أفعل إلا أكون معتوها أو مجنونا!!
موسى: قلت لك طلقها؟
على: والله ما أفعل!
موسى: (ينهال عليه بعصا بيده فيشج رأسه) يا ابن عيسى.. خمسمائة جلده.. وتطلقها رُغم الأنف!!
بن عيسى: (يسحبه إلى الداخل) هيا
موسى: بل هنا.. هنا.. ارني فعلك فيه!
بن عيسى : (يشد ذراعيه إلى حلقتين فيصبح على بطنه ويقبل مسرور يحمل الكرباج ليبدأ الجلد)
مسرور : (يبدأ فى الجلد حتى يمتعض الخليفة ويخرج.. صوت على ينقطع.. يقلب فيه مسرور) غشي عليه.. أم مات.. أنفاسه تتردد!
موسى: لم توقفت؟ (يدخل فجأة)
مسرور: غشى عليه يا مولاي.
موسى : غرق رأسه فى آنية من ماء إذن ؛ واستكمل ما بدأت (ينصرف)
مسرور: إنه يموت..فلأتركه ؛ سوف يحمد لى مولاي موسى هذا (ينسحب..فيقبل غلام من الغلمان.. يحدق فيه مليا.. يبصر خاتما)
الغلام: هذا خاتم ثمين.. ماحاجته إليه.. وهو ميت ميت.. سوف أخلصه منه (الغلام يحاول اقتلاع الخاتم..يتقلب على.. يشعربما يحدث.. يقضم يد الغلام فيصرخ) آه.. آه.. أتتماوت كالثعالب؟
موسى: (يدخل على غفلة) ماذا يحدث؟
الغلام: (يبكى) انظر يا مولاي ما فعل بيدي!
موسى: تفعل هذا بخادمي مع استخفافك بأبي.. وقولك لى ما قلت!
على: (بوهن) سله.. واستحلفه أن يصدقك ما فعل!
موسى: انطق يا غلام! (وهو يلوح بالسيف)
الغلام: أمر مولاي.. أمر مولاي.. كنت أخلصه من خاتمه يا مولاي ؛حتى لا يقتل نفسه!!
موسى: لم أمر بهذا ؛ فلم فعلت؟
الغلام: (وهو يرتجف ويلقى بنفسه بين قدمي الخليفة) طمعا فيه يا مولاي.. عفوك يا مولاي.. عفوك
موسى: (يطعنه) اذهب لا سامحك الله (يقبل على علىٍّ ويفكه) أحسن الله.. أشهد أنك ابن عمي..ولو لم تفعل ذلك لانتفيت منك.‏ (عودة من الفلاش باك)
مزنة: وأمر بإطلاقه‏.. ريح هبوب إلى حد العاصفة ثم لا شيء!
الخيزران: مزنة.. أنت (تتفكك ثورتها)
مزنة: (تمسك بطبق به بعض الحلوى) الغيظ يولد كل سيء.. أنـا أريدك بيضاء دائما.. طيبة.. نقية السريرة.. ولدك.. حبيبك.. من يحتمله غير آل بيته.. زوجه.. أمه..صديقه..أتعرفين.. بعد خروجك من عنده ماذا فعل؟
الخيزران: أفعل شيئا آخر؟
مزنة: أنت خرجت من هنا.. ودخلت عليه غادر.. تلك الجارية اللعوب.. فنهرها.. ونادى على الربيع بن يونس.. وأهداها له.. وهو لا يطيق بعدا عنها لحظة.. كل هذا لأجل أنها اجتازت حدود جناحها.. وراحت حيث يكون مجلسه مع الرجال!!
الخيزران: ولم أعطاها للربيع؟
مزنة: إذلالا لها.. لكنه غدا يطلبها منه!
الخيزران: من؟ موسى..يستطيع أن يقبض على قلبه..ويمزقه تمزيقا!
مزنة: سوف نرى يا مولاتى..
الخيزران: ألم تقولي أهداها للربيع.. فكيف يسترد الخليفة هديته.. ويل للربيع!!
مزنة: فلا تراعى.. ودعي عنك الوساوس يا مولاتى!
الخيزران: أنت صديقتي يامزنة.. فلا تقولي مولاتى.. أنت حبيبة قلبي.. إنه يفكر في إقصاء أخيه عن ولاية العهد!
مزنة: لأن الخيزران: حبيبتي شاكسته.. وأغضبته.. ويعلم الله وحده ماذا يشغله.. افتحي فمك (تلقمها قطعة حلوى من طبق بيدها) هيا.. لأجل خاطري.. هبه.. هم
الخيزران: ليت الأمر كان مجرد غضبة وكفى.. لكنك لو رأيت عينيه وهما... لو رأيت ضلوعه، وهى تتمزق غيظا.. طردني.. طردني يامزنة!!
مزنة: دخلت عليه فى وقت يعلمه الله ؛ فقد قتل خارجي كاد أن يفتك به فى نفس الموضع!!
الخيزران: مزنة.. من أين تأتى بكل هذه الأشياء..أنا لا أعرف شيئا!
مزنة: العبيد والخدم لا حديث لهم إلا أمير المؤمنين و الخارجي و كيف هربت الحاشية من أمامه، وظل هو واقفا كالأسد الجسور!!
الخيزران: حبيبي موسى.. ريحانة المهدي!!
مزنة: أرأيت.. لن نترك له الحبل على الغارب..يعنى سوف نؤمن جانبه ؛ فالوسواس الخناس طالما دخل بينك وبينه لن يتراجع .. وسوف يحاول أن ينال شيئا.. إنه لا يرتضى الخسارة!
الخيزران: من؟
مزنة: الوسواس
وصيفة: (تدخل) سيدتي.. مولاي يحي بن خالد بالباب!
الخيزران: دعينى يا مزنة.. دعيه يدخل.
مزنة: (تقبلها وتخرج) فور الانتهاء.. نادى على.
يحي: السلام على أم أمير المؤمنين.
الخيزران: لماذا تأخرت على.. أين كنت؟
يحي: بعض الأمور التى لا تنتظر.. وها أنا ذا.
الخيزران: تعال يا أبا الفضل.
يحي: بلغني أنك كنت فى زيارة لأمير المؤمنين!
الخيزران: ليتني ما ذهبت يا أبا الفضل..خرج موسى عن طاعتي.. انفلت أمره!!
يحي: لا تقولي هذا يا سيدتي.. سعة الصدر نعمة لا تقدر بمال!
الخيزران: هددني.. أقسم.. ولوح بقبضته فى وجهي.. يا أبا الفضل
يحي: مولاي موسى غيور..الله خلقه هكذا.. لا لوم عليه.. هذه أمور فى التنشئة يا مولاتى..وأنت تعلمين غيرته عليك.. إلى جانب هذا يتعرض للكثير من الضغط على أعصابه.. يتحمل.. ولكن إلى متى..حاشيته تدفعه لأشياء لا يريدها.. يسمنون نزعة خطيرة فى صدره.. ليل نهار يحاولون.. وهو إلى الآن يقاوم.. لقد أرسل فى طلبي!!
الخيزران: أرسل فى طلبك.. وحدك؟
يحي: نعم وحدي.. و أعرف ما ينوى قوله!!
الخيزران: شيء يخص هارون؟
يحي: بالطبع.. و سوف يطرح أمورا غاية فى الخطورة.. ولا أريد أن أسبق الأحداث!!
الخيزران: تقصد؟
يحي: احتمال كبير!
الخيزران: أنت أيضا يا يحي.. أنت تعرفه جيدا.. كنت فى منزلة أبيه.. أصدقني القول.. و لا تكذبني الرأي.. هل حقا يفكر فى تنحية هارون؟
يحي: (بدهاء) ذهبت بعيدا يا مولاتى!
الخيزران: تعرف أنى لم أذهب بعيدا.. هي الحقيقة؟!
يحي: لا.. ليست الحقيقة!
الخيزران: و أنا أؤكد لك.. يريدها لابنه!
يحي: أي ابن يريدها له؟
الخيزران: جعفر!
يحي: جعفر.. الطفل.. لا..اقلعي عن هذه الأرض فهي جدباء.. ولن تجنى منها سوى الحسرة!
الخيزران: يحي.. بحق العشرة الطويلة.. بحق رضعة الحليب التي رضعها ولدك منى.. أصدقني القول!
يحي: مولاتى.. لو عرفت من قريب أو بعيد أنه يذهب إلى ذلك حاربته بما أستطيع.. و أنت تعرفين هذا في!!
الخيزران: أنت تلاعبني يا يحي..أعرفك جيدا.. إنك أسمى من أن تحارب ولدا من أولاد المهدي!
يحي: كل ما أريده منك أن تكوني على حذر.. إذا أرسل إليك أحد الخدم أو الجواري..تعاملي بحرص.. قولا وفعلا.. أرجوك!
الخيزران: أرأيت.. أنت نفسك لم تعد تثق فى تصرفاته!
يحي: هذا من باب الحرص والله.. لا أكثر و لا أقل.. أما مسألة ولده فلا تفكري فيها مطلقا!!
الخيزران: كان جميلا طيبا مطيعا.. فجأة انقلب على.. يقول أغلقي عليك بابك.. قالها.. وهدد بقتل من يلتاذ بى.. أو يلجأ إلى!
يحي: الأعباء.. دوامة الحكم تشفع له.. امسحي كل وجعك فى ذقني.. هذا ولدك وقرة عينك.. فقط احرصي من الآن ؛ فالنفوس المريضة من حوله كثيرة..لا تحصى..اشغلي نفسك بزوج هارون.. إنها على وشك الوضع!!
الخيزران: لله درك يا أبا الفضل.. تذكرنى بزيد بن عدى.. فأي نهاية تنتظرك يا يحي.. أهي نفس نهاية زيد.. أسأل الله ألا تنالها.. مكن النعمان بن المنذر من أخوته فكان جزاؤه أن فتك به حين استولوا على قلبه، وأوغروا صدره ؛ وانتقم الله لمظلمته!! إنى أراها رؤيا العين كابوسا يحط على الصدر.. لا تنس أن توصى جعفر بزيارتي..لا أعرف لم أحب هذا الولد أكثر من محبتي لأخيه الفضل.. رغم أن الفضل شرب من صدري!!
يحي: لو رأيت مشاغبته مع هارون ما سرك.. إنهما لا يفترقان.. حتى النوم.. هييه.. حفظهما الله.. هييه.. أمشى أنا ؛ فالخليفة ينتظرني.. و لا تنسى.. الحذر من حسن الفطن.. ومولاي موسى ولدك وقرة عينك.. وولى أمرنا.. له الكلمة العليا.. ولا يحق لنا عدم الإصغاء له..والإتمار بأمره.. حفظك الله ورعاك يامولاتى (يتحرك للخروج)
ولي كبد حري ونفس كأنها
... بكف عدو ما يريد سراحها
كأن على قلبي قطاة تذكرت
... على ظمأ وردا فهزت جناحها
إظلام

اللوحة الرابعة
موسى الهادي في بستانه.. قلق.. يروح فى المكان المحبب إليه والذي يتخذ منه قاعة عرش
موسى: لم أكن أدرى أنى أحبها إلى هذا الحد.. كانت تعرف اللئيمة.. تماسك يا أمير المؤمنين.. أعصابك لا تبدو فى حالة جيدة.. عاملت أمك بقسوة..تحملتها كثيرا..ولو يا موسى..أقل القليل يرضى.. ويثلج صدرها..وختمت بغادر..تهديها للربيع.. لن تستطيع التراجع.. فما العمل؟ أكاد أجن.. فاقت كل نسائي.. بل كل نساء العالم.. ما بقى أمامك سوى أن تلبس رداء ممزقا..تمشى فى الطرقات كمجنون.. ما المخرج؟ ابن مالك سبب هذه المصائب جميعا.. ويله منى.. لماذا تأخر على..هل عاقه عائق..هرب.. لم تجده جندي؟
الحاجب: مولاي أمير المؤمنين.. عبد الله بن مالك ينتظر الإذن.
موسى: ليدخل حالا!
الحاجب: أمر مولاي.
موسى: (بصوت كالرعد) كيف صور لك خيالك.. أن أستعملك ياابن مالك.. أنسيت ماكان منك.. ولم لجأت للأبواب الخلفية ولم تأتني؟
ابن مالك: (يدخل منهارا أمام قدميه) عفوك يا أمير المؤمنين!!
موسى: لم لم تأتني أنا يا ابن مالك؟
ابن مالك: خفت منك، ومن غضبك يا مولاي!
موسى: إذن لم تنس ماكان منك أيام المهدي؟
ابن مالك: لم أنس يا مولاي.. لكنى أرجو صفحك!
موسى: ‏ أتذكر يوم بعثت إليك في أمر الحراني..للإمساك عن ضربه ؛ لضعفه وعدم تحمله ضرباتك، لكنك كنت صخرا.. أتذكر ما فعلت.. ما أنصت إلى.. وكأني لا قيمة لي.. ورحت تضرب وتضرب.. يا رجل لقد زرعت شجرا للرعب فى قلوب ندمائي إبراهيم بن سلم.. وعلى بن عيسى هذا.. وغيره!!
ابن مالك: أفتأذن لي يا مولاي في ذكر الحجة؟
موسى: ‏ تكلم لا أم لك!
ابن مالك: ناشدتك الله.. أيسرك أنك وليتني ما ولاني مولاي المهدي.. وأمرتني بما أمر..فبعث إلي بعض بنيك بما يخالف أمرك.. فاتبعت أمره وخالفت أمرك يا مولاي!
موسى: ‏ أنزع رقبتك!
ابن مالك: ‏ فكذلك أنا لك.. وكذا كنت لأبيك‏!‏
موسى: شيء عجيب..تحللت منها بمنتهى اليسر..اقترب يا عبد الله.. لا خوف عليك (يتبخر الغضب تماما)
ابن مالك: مولاي (يقبل يده ويدنو منه)
موسى ‏ وليتك ما كنت تتولاه فامض راشدًا ‏!‏
ابن مالك: (لا يتمالك نفسه..يندفع مقبلا يده) ستجدني إن شاء الله خير من يقود شرطيكم
يا مولاي!
موسى: (إيماءة إلى الخارج) تعال يا أبا الفضل.. انته يا عبد الله هي.. (يتحرك لاستقبال القادم)
عبدالله: أمر مولاي!
يحيى (يدخل) السلام على أمير المؤمنين، درة بنى العباس..وريحانة المهدي!!
موسى: تعال يا أبى..أولا بارك لابن مالك..أعدت إليه منصبه القديم!
يحي: مبارك اختيار مولاي أمير المؤمنين.. عبد الله أقدر من يلعب هذا الدور!
موسى: هيا يا عبد الله.. انصرف.. وكن على أتم استعداد!
ابن مالك: (غير مصدق) أمر مولاي.. أمر مولاي.
موسى: ما أخبار الرشيد وبيته؟
يحي: لو لا علمه بانشغالكم لكان هنا منذ وصولكم يا مولاي
موسى: قل لى يا أبى.. لو أنك أهديت هدية لعامل لك.. ثم اكتشفت أن هذه الهدية ماكان يجب إهداؤها.. فماذا تفعل لاسترداد ماأهديت؟
يحي: موقف محير بالفعل.. ويحتاج إلى تفكير!
موسى: إلى هذا الحد؟
يحي: هذا يتوقف على نوع الهدية يا مولاي؟
موسى: جارية!
يحي: نرسل رجلين ليلا فيحملانها إلى هنا..ويضعا مكانها مالا يكفئها لديه!
موسى: هييه.. وبعد؟
يحي: نسأل صاحبها عنها بعد يوم أو اثنين.. يرتبك.. ويملأه العرق.. وبعد تردد سيقول هربت!!
موسى: أنت لا تحبذ هذا النوع من اللف و الدوران.. ولا ترتضيه لنفسك يا أبا الفضل ؛ فلم تشر بذلك؟
يحي: أقول لك.. أتغنى هذه الجارية؟
موسى: تغنى وترقص..قل كما تشاء في أمرها (يتناول قنينة ويشرب)
يحي: انتهى الأمر!
موسى: كيف؟
يحي: نطلب من صاحبها تهيئة جلسة استماع بداره، ووقت الشراب كل شيء مباح ميسور
موسى: نعم.. هو ذلك.. أما الخطف ؛ فربما خطفوا الربيع بدلا منها (يضحكان)
يحي: الربيع وحده مشكلة..سيموت فيها..إنا لله و إنا إليه راجعون!
موسى: ما استدعيتك إلا لأمر هام يا أبا الفضل؟
يحي: و أنا طوع أمر مولاي.
موسى: ولاية العهد؟
يحي: عقدها المهدي رحمة الله عليه لأخيك من بعدك!
موسى: ولكني أريدها لولدي جعفر؟
يحي: مولاي.. هذا أمر شائك!
موسى: ولم يكون شائكا يا يحي؟
يحي: أعرف موسى الهادي خليفة المسلمين.. وأعرف أن أمر الخلافة فى العباسيين
تهمه أكثر من ولده!
موسى: هو كذلك فعلا!
يحي: لو أننا عقدناها لجعفر ولدك اليوم.. أطال الله عمر مولاي.. فهل يرضاه القوم لحجهم..وصلاتهم.. وحربهم ؛ وهو على هذه السن؟
موسى: لا!
يحي: وطالما الأمر بالرفض كما قلت.. من أين نضمن ألا يثب عليها فلان أو فلان من الطامعين فيها.. ويضيع كل ما أسسه، وبنى له المنصور والمهدي!!
موسى: (يتأمل الكلام.. ويشرب) خذ كأسا يا أبى؟
يحي: يظل الأمر على حاله، حتى إذا مدَّ الله عمر مولاي موسى، وترعرع جعفر وكبر، وأصبح يليق بها، أحضر الرشيد، وطالبه بالتنازل عنها، حينئذ لن يرفض الرشيد.. بل يباركه!!
موسى: رد والله مقنع.. وسليم!!
يحي: لو يسمح لي مولاي..أمر أريد الخوض فيه مع مولاي
موسى: تكلم يا أبا الفضل.
يحي: استدعتني الوالدة.. أم أمير المؤمنين.. قلت لعلها تريد السؤال عن مولاي هارون وزوجه.. فوجدتها حزينة.. مكتئبة!!
موسى: حدثتك؟
يحي: بعد إلحاح.. ورأس المهدي بعد إلحاح.
موسى: سئمت يا أبا الفضل تدخلها في أمور الدولة والسياسة
يحي: الأمر بيدك أنت.. عندما تحل مشكلة.. أو ترد نازلة.. أو تقيل من فاقة.. فهي توكل الأمر لمولاي ليتصرف.. أليس كذلك؟
موسى: ليت الأمر وقف عند هذا الحد.. إنها تتوسط لهم....تختار لي
رجالي.. ولا ترد أحدا..إنها تعد كل من يسعى إليها.. وعودا لا تنتهي.. لا تنتهي!!
يحي: فرحة بك.. تكاد تطير.. ومن هنا فقط تتصرف.. ليس لها مطمع إلا رضاء الناس وحبهم لمولانا!
موسى: يا أبا الفضل لا يخفى عليك ما حدث مع خالي وكيف أدى الأمر إلى طلاق ابنته؟!!
يحي: يكفى أن أقول لمولاي..أنها أم تحب ولدها..فلا تتركها حزينة!
موسى: (الخمر لعبت برأسه) لا أخفى عليك يا يحي.. لم أنم منذ.. تحدثت معها.. والله.. رحت إلى جناحها وظللت خلف الباب إلى الفجر.. ولكني لم أتجاسر على الدخول
يحي: أرأيت.. أنا أعرفك يا مولاي..أنت بالذات تختلف كثيرا عن هارون.. أليس أخاك.. ومع ذلك تختلفان فى هذا الأمر!!
موسى: يا لك من رجل..كلما قلت لنفسي سوف أمسك على هذا الرجل خطأ وأحبسه..ولو ليوم واحد.. لكنك تفوت علىَّ تدبيري.. وتقلب موازين الأمور!!
يحي: الحمد لله.. عدني أن تذهب إلى الأم؟
موسى: لن أجعلها تنتظر.. ولكن ليتها تستمع لى!
يحي: حتى تستريح سأقول لمولاي قولا ؛ عله يعجبه!
موسى: قل يا أبا الفضل؟
يحي: فى أقرب جلسة مع الندماء والأحباب و الحاشية.. عرِّضْ بهذا الأمر.. وهدد كل من يسعى إليها فى أمر يخصك.. سوف ينقطعون فورا.. وبالتالي لا تكون أزمة بينك وبين الوالدة!!
موسى: ألا تقل لى من أين تجلب نبيذك يا أبا الفضل.. ماشاء الله.. هذا نصح غال.. وهو ما سأفعله بمشيئة الله!
يحي: بارك الله فيك يا مولاي وحفظك من كل سوء.. إذن مولاي!
موسى: سريعا تمشى.. وموضوع غادر؟
يحي: أنسي مولاي.. جلسة غناء وشراب و لا مانع من تكرارها
موسى: سوف يموت الفضل غيظا (يضحك)
يحي: راحة مولانا أهم..وهى فى النهاية أشياؤنا ردت إلينا!
موسى: لو أستطيع الاستغناء عنها لفعلت،لكني أحبها..أحبها غير كافية.. أموت فيها يا يحي.. إنها تذوب مثل قطعة سكر.. تدخل فى لحمى كهرة.. وتتشبث بى كطفلة.. آه يا أبى.. المشكلة ولده.. اللحوح.. الفضل ولده.. الذي يسعى به هنا وهناك!
يحي: لا.. ليست مشكلة.. هو مثل أبيه.. إذن مولاي
موسى: لا تغب عنى يا أبا الفضل.. في أمان الله
يحي: السلام على مولاي أمير المؤمنين (يتراجع حتى يخرج)
موسى: غادر..كيف أمنت العيش يا قطتي فى بيت غير بيتي.. في حضن غير حضني.. في.. (ينادى بصوت قوى) يا ربيع!! (إظلام على صوت غادر يعلو بالغناء)
أمن المروءة أن أبيت مسهدا
قلقا أبل ملابسي بدموعي
وتبيت ريان الجفون من الكرى
وأبيت منك بليلة الملسوع
إ ظـلام

اللوحة الخامسة
يحي مع المنجم ماشاء الله فى جناح الرشيد
يحي: ماشاء الله أصدقني القول.. ماذا رأيت بالأمس؟
ماشاء الله: سيدي.. هذه أمور خطيرة.. لا يجب الإطلاع عليها
يحي: لا تجعلني أثقل عليك..هات ما عندك..ولك عندي ما تشتهى!
ماشاء الله: يا مولاي.. أرجوك
يحي: إن معي أمانة يا ماشاء الله.. ووعدا وعهدا للمهدي.. و لا بد من الوفاء به!
ماشاء الله: وما دخل ما رأيت بما تقول؟
يحي: ماشاء الله ماعهدتك أبدا على هذا القدر من الجفاء..ألم تر طالع مولاي موسى؟
ماشاء الله: نعم رأيت.. و قد أخبرته بما رأيت!
يحي: لا.. ما قلت شيئا!
ماشاء: أتكذبني يا أبا الفضل؟
يحي: يا رجل.. فضك من يهوديتك..انس أنك يهودي لئيم.. وأصدقني القول.. عندي لك جوهرة ما رأيت مثلها ولن ترى فى حياتك!
ماشاء الله: أنت دائما هكذا يا أبا الفضل.. وتكتم ما أقول لك؟
يحي: فى بئر.. هيا
ماشاء الله: (يهمس فى أذنه) يموت خليفة..ويعلو خليفة..ويولد خليفة!!
يحي: هيييه.. ما قلت شيئا ياماشاء الله.. أفصح!
ماشاء الله: أكثر من ذلك يامولاى؟ (يملأ كأسا ثانية)
يحي: نعم.. أكثر من ذلك.. هيا..اشرب هذه الكأس أولا.. وقل ما رأيك في هذا النبيذ المعتق؟
ماشاء الله: يا سلام.. ياله من كأس.. زدنى يا أبا الفضل (يجرع الكأس)
يحي: معك حتى الصباح.. لكن لتنس أنك يهودي آبق.. يا ماشاء الله.. انس!!
ماشاء الله: يا مولاي.. قلت لك كل ما عندي.. فى هذا العام.. يموت خليفة.. ويعلو خليفة.. ويولد خليفة.. فى ليلة واحدة.. واحدة
الرشيد: أبى يحي.. أبى
يحي: (يقف هو و ماشاء الله) تعال يا بنى.. هذا ماشاء الله.. منجم لا يعرف شيئا.
الرشيد: ماشاء الله غنى عن التعريف يا أبى.. أريدك فى أمر هام
ماشاء الله: أستودعكم الله يا مولاي
يحي: انتظر يا رجل (يخرج كيسا ويقدمه له) خذ.. أما الجوهرة فهي لك من الآن حتى تمر بنا (يهمس) السر دونه قطع الرقاب!!
ماشاء الله: (يأخذ الكيس) أمر مولاي.. أمر مولاي (يخرج)
يحي: هييه يا أبا جعفر.. مضى الرجل
الرشيد: أمير المؤمنين يتعجل مثولي بين يديه
يحي: ليكن
الرشيد: أنسيت ماذا فعل فى المرة الماضية يا أبى، وكيف أجبرني على موافقته على بيعة جعفر.. ما العمل؟ وهذا الأمر أصبح يؤرقني.. ما عدت أريدها.. لا أريدها!!
يحي: إياك أن تقول مثل هذا الكلام.. أسمعت يا هارون.. هذا حقك.. ولن نتنازل عنه مهما فعل!!
الرشيد: وماذا أفعل أمام إلحاحه؟
يحي: إن أسوأ ما فى موسى..الإصغاء للحاشية والندماء.. لكنه من أنجب ما أنجب المنصور والمهدي مجتمعين..ليته لا يستمع لأحد.. يقتنع بالرأي.. وسرعان ما ينقلب عليه.. تحدثت إليه فى موضوع الوالدة..وانهينا الأمر.. فإذا به يزداد سخونة.. وبدلا من إرضاء الوالدة.. زاد فى عناده..حتى الربيع.. الربيع عينه وجاسوسه ما تركه!!
الرشيد: أتظنه ضليعا فى موته؟
يحي: نعم هو ضالع فى هذا.. وكفر عنها بأن جعل ولده الفضل فى أمر الزمام والوزارة!
الرشيد: موسى.. سبحان من له الدوام
يحي: هذا الكلام لك وحدك.. أعطاه شربة.. فمات الرجل؛ لأجل غادر.. تلك الجارية التي وله بها أخوك!
الرشيد: غادر.. يالها من جارية (يضحك فجأة) أتذكر ساعة استدعاني بعد منتصف الليل..كان بسببها..حثنى على عهد بينه وبيني.. يالها من لحظات (فلاش باك على مخدع الأمير موسى)
هارون: (يدخل ملهوفا) أخي.. موسى.. ما بك يا أمير المؤمنين (يتحسسه)
موسى: لا شيء يا هارون.. أردت رؤيتك فقط
هارون: فى هذه الساعة؟
موسى: فجأة أحسست بوحشتي.. هل أجرمت؟
هارون: (وقد هدأت انفعالاته) أخي.. إنني لا أتمالك نفسي منذ جاءني ابن عيسى.. لله درك يا أبا محمد!
موسى: أقسم يا هارون؟
هارون: على أي شيء يا مولاي؟
موسى: إذا وافتني منيتي.. ألا تتخذ من غادر زوجة.. أقسم!
هارون: مولاي.. أطال الله عمرك
موسى: أرحني يا هارون.. أرح أخاك؟
هارون: أخي.. لا يعلم أمر الآجال إلا الله.. ربما كنت
موسى: (يقاطعه) أرحني.. أرحني يا هارون
هارون: وهل مجرد قسمي يريحك يا موسى؟
موسى: نعم.. نعم يا أبا جعفر.. اقسم
هارون: كما تحب.. أقسم بالله العظيم.. وأشهده على ذلك.. ألا أتخذ من غادر جارية أخي موسى زوجة لى بعد مفارقته الحياة.. أيكفى هذا؟
موسى: لا يكفى.. لا يكفى
هارون: موسى.. أنا لا أحنث بعهدي لله
موسى: بل قل وهذا القسم لا يحله إلا الحج ماشيا حافيا من بلاد العراق حتى أرض الحرمين!!
هارون: كما تحب.. هل هذا يرضيك يا أخي؟
موسى: قله هارون.. وهى معك!!
هارون: موسى
موسى: أرح أخاك يا هارون.. هيا.. هيا قل معها.. أريحاني.. إني لا أجد النوم.. خلصاني من كوابيسي.. خلصاني من هذه اللعنة..ألا تبا لحياة تقاسمك فيها كوابيس لا تنتهي..آه (عودة من الفلاش باك)
يحي: له رقة الطائر.. ونقمة الفهد.. ولا يعرف التلون.. ولكن!!
الرشيد: وما العمل؟ إنه يضيق على الخناق.. يتعجلني
يحي: ابتعد على قدر ما تستطيع.. فإذا أرسل إليك رسولا فلا يجدك.. تكون فى مكان آخر.. وهكذا حتى ينتهى عنك!
الرشيد: وهل أستطيع أن أفعل هذا مع موسى؟
يحي: تستطيع.. تستطيع و أكثر من ذلك.. إنني أخشى عليك.. المحيطون به جماعة لا يحكمها ضمير.. منهم الطيب و الشرير.. وذوو الأغراض غير الطيبة.. فلا أأمن عليك من غدرهم.. حاربهم المهدى.. وكم من مرة دفع ابن مالك لجلدهم كلما رآهم عنده.. و لكن للأسف عادوا.. عادوا للطنين فى رأسه!
الرشيد: ألا نستأذنه يا أبى؟
يحي: اترك هذا الأمر لى؟
الرشيد: ومراجل يا أبى.. مراجل هل أتركها وحدها؟
يحي: إنها على وشك الولادة.. لو تستطيع خذها معك.. هارون..
دعك من هذه الأمور إننا فى حرب.. لو تهاونت ضعت. .والوقت ضيق.. هيا!
الرشيد: كما ترى يا أبى.. سوف يكون جعفر البرمكى معي
يحي: واترك مراجل.. خذ ما شئت من الجواري.. واترك مراجل لحملها!!
الرشيد: لكنى أرى أن أستأذنه بنفسي حتى لا يذهب عقله فيما لا يحمد عقباه!
يحي: لا مانع لدى..فقط ساير كلامه على قدر ما تستطيع.. ثم أطلب منه الإذن لك فى رحلة صيد.
الرشيد: ستكون زيارة ثقيلة الوطأة.. لكن لا يهم!
يحي: هل تريدني معك؟
الرشيد: لا يا أبى..إنى قادر على سبر غوره.. وقتل ثورته.. بل جعله مثل وحش مروض!
يحي: سأكون قريبا منك رضيت أم أبيت!
هب لعيني رقادها
... وانف عنها سهادها
وارحم المقلة التي
... كنت فيها سوادها
إ ظـلام

اللوحة السادسة
فى مجلس الخليفة.. حديقة القصر.. موسى منفعل.. يلوح بسيفه!
موسى: أيما خير أنا أم أنتم وأمي.. أم أمهاتكم؟
الندماء: ‏ بل أنت وأمك خير‏يا أمير المؤمنين!
موسى: فأيكم يحب أن يتحدث الرجال بخبر أمه فيقال‏:‏ فعلت أم فلان وصنعت أم فلان؟
الندماء: لا نحب ذلك‏.‏
موسى: فما بالكم تأتون أمي فتتحدثون بحديثها؟
الندماء: والله لا نفعل يا أمير المؤمنين!!
موسى: والله لو علمت أنه وقف ببابها أحد لأقطعن رأسه بسيفي هذا.. ولا تأخذني فيه قرابة ولا عهد ولا ذمة!!
الندماء أمرك.. أمرك يا مولانا
موسى: هذا للحاضر هنا.. و للغائب أن يعلم!!
الندماء: ألا نسمع شيئا من الغناء؟
موسى: كما تحبون (يصفق) يا غلام
غلام : مولاى
موسى: إلينا بالشراب.. وعليهم الغناء
غلام: أمر مولاي
الجوارى: (يدخلن حاملات الكؤوس و الأطعمة لزوم الجلسة) بينما يعلو الغناء)
غادر: بالله ربكما عوجا على سكني
... وعاتباه لعل العتب يعطفه
وعرضا بي وقولا في حديثكما
... ما ضر لو بوصال منك تسعفه
فإن تبسم قولا عن ملاطفة
... ما بال عبدك بالهجران تتلفه
وإن بدا لكما من سيدي غضب
... فغالطاه وقولا ليس نعرفه
الفضل: (يدخل مقتربا من أمير المؤمنين) مولاي.. لم نجد الرشيد.. وقال يحي أنه استأذن مولاي في رحلة صيد؟
موسى: (يصفق..يتوقف الغناء..ويقف الحضور) وبعد؟
الفضل: إنها لعبة من ألاعيب يحي بن خالد
موسى: أتظن ذلك؟
الفضل: وربما الأم الوالدة.. متى فلح خليفة له أم؟
موسى: ماذا تقول يا فضل؟
الفضل: أقول.. متى فلح خليفة تتدخل أمه فى أمور الدولة!!
موسى: إن لك ألفاظا قاتلة كحد السيف.. و لكنها الحقيقة يا فضل.. متى فلح..!!
الفضل: وجاءك الداهية؟
موسى: تقصد يحي.. ليت القوم مثل يحي!!
الفضل: مولاي يقصد شخصا آخر غير الذي أعرفه؟
موسى: ماذا دهاك يا فضل؟
الفضل: يستترون خلف نعومة المظهر و معسول الكلمات!!
موسى: فضل.. إلى هذا الحد؟
الفضل: وأكثر يا أمير المؤمنين.. كان فى ضيافة مولاتى الخيزران.. وأتاكم ليقرأ النوايا.. و يقف على الجديد من الأمر!
موسى: أتظن ذلك؟
الفضل: أظن.. إني أجزم يا مولاي.. إنه يفسد عليناكل شيء.. حتىالرشيد!
موسى: لا تكن قاسيا على الرجل!
الفضل: ملكته الأم يا مولاي ؛ فأصبح لعبة بين أصابعها
موسى: أقول لك.. لا تكثر.. وقل ما عندك؟
الفضل: أمامنا أمور جسام يا مولاي.. وهذا الرجل سيفسد كل طريق أصلحناها!!
موسى: تقصد أخذ البيعة لجعفر ولدى؟
الفضل: نعم.. لا يجب أن ندع ثغرة ينفذ منها هذا اللئيم الكافر ابن الكافرة!
موسى: فضل لا تغال.. اقصر!!
الفضل: لو استطاعوا حملوا النار إلى الكعبة ؛ لتعبد من جديد
موسى: فضل.. ماذا تفعل بي.. أنت تؤلمني؟
الفضل: الرأي ما يرى مولاي!
موسى: دعنا نفكر بعيدا عن العصبية.. لك درك يا فضل..ألهبت النار
بين رياش صدري يا رجل.. فقت أباك بمراحل ومراحل!!
الفضل: هكذا يجب أن يكون أولو العزم من الرجال؛ فبعد أن كان أمرك مع الأم على هذا النحو ؛ فالأمر لم ينته بعد.. ومازال حيا.. ولن ترتدع!!
موسى: صبرا.. إن لي تدبيرا آخر!!
الفضل: أرجو ذلك يا مولاي..حتى نؤمن لجعفر الطريق..ونمهدها تماما!
موسى: اتركني الآن..وأرسل لي عبدا من عبيدك فورا!
الفضل: أعرف؟
موسى: لا يهم.. فيما بعد!
الفضل: أمر مولاي (يستعد للخروج)
موسى: فورا يا فضل (يخرج الفضل) أي مصيبة جئت بها لبيتي..كان الربيع أخوف..وألين.. خرج ابنه شيطانا فبنى عشا للثعابين والحيات فى رأسي.. توقف يا موسى.. هدأت الأم بعد حل مشكلة ابن مالك.. ألم تكن سببا فيما وقع بينكما؟.. وخالي وابنته.. أرضيتها بتوليته اليمن..والرشيد يا موسى.. إنها لن تتركك.. هي وراؤك بالمرصاد تعد عليك أنفاسك مع ابن خالد.. ألم يوصـيك المهدي بأمك وأخيك.. هل تذكر المـهدي يا موسى.. وجـهه وبسمته النورانية.. وهو يـأخذ بيديك ويناديك أمام القوم : ريحانتى.. موسى ريحانتى.. ومات.. وكنت بعيدا.. لو كانت تريدها للرشيد..لأخذتها يا موسى.. فعلتُ مالم يفعله المهدي.. فتوحات.. وغزو.. وبلدان جديدة.. ومطاردة للزنادقة الملاعين.. والخوارج.. و الطالبيين!!
العبد: مولاي أمير المؤمنين
موسى: (يفاجأ به.. يتحرك.. صمت) تعال
العبد: أمر مولاي
موسى: اقترب(يقترب العبد فيضع ذراعه على كتف العبد) ستذهب فورا إلى مطابخ الأم (يضع أصابعه فى حزام وسطه ويستخرج قارورة) إن الأم تعانى من مرض عضال.. وترفض أى دواء.. تعطى هذه القارورة.. أو تعرف أحدا هناك؟
العبد: أعرف.. أعرف يا مولاي
موسى: لا أريد أن يعرف أحد ما تبغى..ليتك لا تدخل المطابخ.. هل تستطيع أم أكلف غيرك؟
العبد: جربني يا مولاي
موسى: و إذا فشلت؟
العبد: اقتلني يا مولاي
موسى: لك عندي مكافأة كبيرة.. كبيرة للغاية.. هذه مهمة سرية.. لا يعلمها إلا أنا و أنت!!
العبد: أمر مولاي
موسى: هذا الدواء يوضع بكامله فى وعاء الأم.. الأم فقط!!
العبد: أمر مولاي
موسى: لو أن أحدا أحس بك قتلتك بسيفي هذا!
العبد: كما يرى مولاي
موسى: إني فى انتظارك.. لا تجعلني أنتظر.. هيه
العبد: لحظات..وأنهى الأمر..لحظات..لحظة واحدة يا مولاي
موسى: لم أعرف اسمك بعد؟
العبد: خادمك المطيع مرجان
موسى: بغدادي؟
العبد: نعم يا مولاي
موسى: هيا.. كن على ثقة أن مكافأتك على قدر فعلك!!
العبد: أمر مولاي (يخرج)
موسى: (يصفق فتأتى الجـواري، تحلقنه، ويصـببن له الكأس تلو الكأس) أريد أن أثمل.. أثمل حتى الموت.. أيتها الحـوريات الصبوحات.. هيا أرقصن.. غادر (وهى تتعلق برقبته) غنى غادر.. غنى
غادر : أمرك يا حبيبى (تغنى)
وإذا صفا لك من زمانك واحد
فهو المراد وعش بذاك الواحد
يامن يلوم على الهوى أهل الهوى
هل تستطيع صلاح قلب فاسد
العبد: مولاي أمير المؤمنين
موسى: ماذا تريد.. اغرب عن وجهي
العبد: (وهو يتراجع فى ذعر) مولاي.. أأأأنا
موسى: (وهو يقف بصعوبة.. يصفق فتنصرف الجواري كلهن) تعال.. لا تخف منى.. هل أنهيت مهمتك؟
العبد: أنهيتها يا مولاي
موسى: هل تأكدت أنه وعاؤها؟
العبد: نعم يا مولاي
موسى: هل حملنه إلى الأم؟
العبد: حملنه يا مولاي
موسى: هل أنت متأكد أنك لم تخطيء؟
العبد: متأكد يا مولاي
موسى: أصدقني القول.. هل أنا ثمل؟
العبد: ليس تماما يا مولاي
موسى: فلم تكذب؟
العبد: حاشاى أن أكذب على أمير المؤمنين!!
موسى: كذبت.. كيف عرفت أنهن ذهبن به إلى الأم؟
العبد: الجارية مرجانة
موسى: من الجارية مرجانة؟
العبد: جارية تعمل فى المطابخ يا مولاي
موسى: هل هي جميلة؟
العبد: ليس تماما
موسى: هل تحبها؟
العبد: أنا عبدك يا مولاي
موسى: ألا تحبها؟
العبد: الحب للسادة وما خلق للعبيد يا مولاي
موسى: اشرب هذه الكأس (يقدم له كأسه)
العبد: عفوا يا مولاي.. فأنا لا أشرب
موسى: لا تحب.. و لا تشرب.. فلم تعيش؟
العبد: هكذا أراد مولاي!
موسى: أنا؟
العبد: مولاي أمير المؤمنين!
موسى: أتعرف ماذا فعلت؟
العبد: وضعت الدواء فى وعاء الأم.. مولاتى أم أمير المؤمنين
موسى: هل أنت واثق أنه دواء؟
العبد: هكذا قال مولاي
موسى: هل صدقته؟
العبد: الملوك لا تكذب يا مولاي
موسى: قد يكذبون؟
العبد: العبد لا يناقش أوامر مولاه
موسى: ألم تقل لنفسك لماذا جعل مولاي الأمر سرا؟
العبد: العبد ينفذ أوامر سيده
موسى: أصدقني القول.. ألم تتساءل؟
العبد: وما فائدة تساؤلي يا مولاي؟
موسى: أنت تساءلت؟
العبد: لا يجب أن أتساءل فى أوامر مولاي
موسى: لم أنت خائف.. لا تخف.. وأصدقنى القول؟!
العبد: مولاي
موسى: ألم تقل لنفسك قد يكون سما؟
العبد: لم يحدث!
موسى: ولم لم تفكر.. أليس لك عقل بشر؟
العبد: عقلي لمولاي و لتنفيذ أوامر مولاي!!
موسى: مادام الأمر كذلك ؛ فأنت تستحق المكافأة (يستل خنجرا، ويطعن الخادم بقوة..وهو فى قمة مأساته ويتجمد المشهد).
وإذا صفا لك من زمانك واحد
فهو المراد وعش بذاك الواحد
يامن يلوم على الهوى أهل الهوى
هل تستطيع صلاح قلب فاسد
إظلام

اللوحة السابعة
فى جناح الخيزران: – فرش ومتكئات ومساند – بساط على الأرض.. مناضد متناثرة
الخيزران: (بين وصيفاتها ومـزنة بجوارها) ورجعت الـخادمة بالماء البشرى من عند أبى قريش الطبيب.. كانت أيـاما بيضاء.. وأبلغتني الخادمة بقول أبى قريش.. هذا الماء لامرأة حامل فى ولد.. ذكر.. شالتني الأرض.. طرت فرحة.. لكنى خفت إن أنا أذعت الأمر وأخبرت المهدي، أن ينتهي الأمر على غير ما أحب.. كتمت فرحتي.. وانتظرت شهرا، اثنين، ثلاثا، حتى وافيت حملي.. وجاء موسى.. يا الله.. كان ولدا رائعا!!
مزنة: لكن كيف صبرت على سرك.. كيف بالله عليك؟
الخيزران: لا أعرف والله يا مزنة..خفت..ربما أن يقال عن الخيزران كاذبة .. ثرثارة.. ناهيك عن...
وصيفة: مولاتى.. آن وقت العشاء
الخيزران: انتظرن.. ربما أتى الرشيد.. أو يحي.. إني أسمع نباح الكلاب فى الخارج.. هيا يا بنات.. أقول لك.. هاتى الطعام هنا!
مزنة: أرى سيدي يحي لا يغيب عنا هذه الأيام؟
الخيزران: رجل خير.. بار.. والله اشتقت للرشيد كثيرا.. لله درك ياابن خالد.. مزنة لا تنسى..إن مراجل فى شهرها الأخير..زوريها من وقت لآخر.. و لا تنتظريني.. فربما انشغلت عنها!
مزنة: مراجل شهية.. وجميلة.. وجلستها ندية
الخيزران: وطيبة والله يامزنة.. بلسم.. لها رائحة العنبر و أنفاس الندى..
مزنة: (وهى تتهتك) هنيئا لمولاي هارون!!
الخيزران: أما قلت لك إن الرشيد فى رحلة صيد؟
مزنة: تصوري نسيت يا أم!!
وصيفة: سيدي يحي يا مولاتى
الخيزران: دعيه يدخل.. ادخل يا أبا الفضل.. ياعشرة السنين الطوال..
ورائحة الأحباب القائمين و الذاهبين!!
يحي: سيدتى أم أمير المؤمنين.. كلابكم تحاول منعي من الدخول!!
الخيزران: مزنة.. اطردي هذا الكلب؟
مزنة: (تطارد الكلب، لا يستجيب) يالك من كلب ابن كلب!!
يحي: ربما كان جائعا.. انتظرى!
الخيزران: مزنة.. ضعي له بعض الأرز فى طبق.. هناك فى الردهة!!
مزنة: أيأكل العبد طعام الكلاب.. لن أتركه حتى أفضحه!
الخيزران: هيا يامزنة.. الطعام كثير.. هيا
مزنة: (تتقدم تحمل طبقا وتمسك بملعقة خشبية وتضع بعض الأرز.. ثم تتحرك والكلب خلفها) صحيح..كلب
الخيزران: أهلا بك يا أبا الفضل.. هيه أليس عندك أخبار؟
يحي: دائما عندي أخبار.. أرسل يريد العودة!
الخيزران: وبم أشرت عليه؟
يحي: ليس الآن يامولاتى
الخيزران: لم؟
يحي: مولاي أمير المؤمنين وصل إلى حد الهياج والتهديد.. يريده فورا.. وأنا أشفق على الرشيد!!
الخيزران: يا لموسى حين يغضب!!
يحي: لا أريد مواجهات.. تعرفين الرشيد.. لن يتردد فى التنازل
وعقدها لجعفر.. ولهذا قلت له ابتعد قدر ما تستطيع!!
الخيزران: ألا تخف يارجل على نفسك..هم يعلمون أنك المحرك لهذا الأمر؟
يحي: وهل يقبضها إلا بأمر الله..هي مرة واحدة.. يامولاتى (صوتصرخة لامرأة من الخارج)
الخيزران: ما هذا؟
مزنة: (تدخل مرتاعة) مولاتى.. مات الكلب.. مات!
الخيزران: مات الكلب؟
مزنة: بمجرد ابتلاعه الأرز يامولاتى
يحي: من أين جاء هذا الأرز؟
مزنة: من مطابخ الأم!
الخيزران: (تحط على السرير فى حالة رعب) يريدون قتلى!!
يحي: اهدئي
الخيزران: ليس أحد غيره يا أبا الفضل.. هو من يريد قتلى!!
يحي: هو من يامولاتى؟
الخيزران: موسى.. ابني.. حشا بطني.. ولدى
يحي: لا.. لا.. رحتى بعيدا يامولاتى.. مستحيل.. لم يحدث بينكما ما يستدعى هذا..وفوق هذا مستحيل أن يفكر مولاي بهذه الطريقة!!
مزنة: نعم مستحيل يامولاتى
الخيزران: عدو خفي.. ليس لي أعداء..ليس لي أعداء!!
يحي: سوف نعرف يامولاتى.. ونعرف من المقصود.. إني نازل إلى المطابخ.. بإذن مولاتى (يتحرك بغضب) مزنة.. احتفظي بهذه المائدة بعيدا (يتوقف) مولاتى.. عندي كلمة قبل انصرافي
مزنة: (تسرع..وتمد غطاء على الطعام) أخذ الشر وراح
الخيزران: مزنة.. اتركيني مع أبى الفضل لحظة!
مزنة: أمر مولاتى
الخيزران: أصبحنا وحدنا
يحي: أخشى ألا أراك فى الأيام المقبلة..عندي ما أسره إليك
الخيزران: يحي.. ماذا تقول؟
يحي: طبيعة ما يحدث يقول..أن الأمور تأخذ منحى جديدا وسريعا!!
الخيزران: أتظن......؟
يحي: لا.. لا.. لكن ربما كان أحد رجاله.. المهم وحتى تكون ذمتي خالصة.. أعلمك أنني استدرجت ماشاء الله فى طالع مولاى موسى.. وقد أخبرنى.. أنه فى الليلة التي تلد فيها مولاتى مراجل.. يموت فيها موسى.. ويعلو الرشيد.. والله أعلم.. تذكري ذلك جيدا.. و لا تنسى!!
الخيزران: ومراجل فى شهرها الأخير!!
يحي: هذا ما وصلني منه!
الخيزران: يحي.. هل قال مراجل؟
يحي: لا.. ولكنه قال.. يموت خليفة و يعلو خليفة ويولد خليفة!!
الخيزران: هذا شيء بعيد المطال.. نعم.. فموسى فى بهائه وقوته لم يزل وربما قصد جارية أخرى غير مراجل!!
يحي: مولاتى.. يقول هذا العام.. هذا العام!!
الخيزران: كذب المنجمون ولو صدقوا!!
يحي: ربما لا يمتد العمر حتى أراك ثانية فرأيت فى هذا خلاصي
الخيزران: لا تقل هذا يا يحي!!
يحي: رجاء.. ألا تدخلي فى صراع مع موسى.. أرجوك.. انسي ما وقع الليلة.. أبعديه عن بالك!!
الخيزران: ماذا تقول.. أتخرف يارجل؟
يحي: أخشى عليك من عناده يا مولاتى (يتحرك.. يخرج)
الخيزران: لم أكن أتصور أن سواد قلبه وصل إلى هذه الدرجة.. لم يفعل هذا.. يسمم أمه.. أمه.. من يفكر بهذه الطريقة سهل عليه أن يتخلص من أخيه..نعم.. لولا عناية الله لأصبحت في عداد الموتى..الرشيد.. الرشيد.. إنه يفكر في قتله.. نعم.. يحي.. يا يحي يابن خالد.. يا يحي!!
مزنة: مولاتى.. مولاي يحي فى المطبخ
الخيزران: أريده حالا.. حالا يامزنة؟
مزنة: اهدئى.. اهدئي و قولي الحمد لله
الخيزران: يجب أن أتحرك بسرعة..من يفكر بهذه الطريقة سهل عليه كل شيء.. كل شيء.. لا شيء مقدس..لا شيء له حرمته..أين يحي؟(لنفسها) لابد من التخلص منه..لن يترك أحدا.. لن يترك.. إنه الجنون بعينه..أصبح الأمر بيدي أنا..الخيزران..لابد من قتل هذا الجاحد.. هذا الجاحد العاق.. روح طالهاا لعطب.. كالكلب المسعور إن لم يعقر خرب وقتل (يعلو صوتها.. تجهش) أين يحي؟ لن تستطيعي.. تضحكين على نفسك.. آه.. يانار قلبى.. آه.. سيلتهم الجميع.. سيلتهم أهله ولحمه.. لأجل ولده.. ولده.. لم موسى؟ لم يا قلب أمك وأنفاسها.. لم كتب على.. لم؟! وأجيل فكري في هواك... بلا لسان ناطق أدعو عليك بحرقة... من غير قلب صادق
إ ظـلام

اللوحة الثامنة
فى جناح موسى الهادى.. فى حالة غير طيبة.. وقريبامنه جاريته
غادر.. وهى فى حالة ذعر من رؤية رآهاالخليفة
غادر: مولاي وحبيبي.. ألم ننه أمر هذه الرؤية؟
موسى: لم تزل تعاودني يا غادر.. والليلة جاءت ومعها نفس الأبيات!
غادر: يالها من رؤية!
موسى: نعم.. اقتلي هذه الرؤية بالغناء.. هيا غنى الأبيات
غادر: (تبكى) لكنها قاسية.. قاسية يا أبا محمد
موسى: لأجلى غادر.. غنها لي لأجل خاطري عندك!
غادر: كما تحب.. كما تحب (تبكى) قلبي لا يطاوعني
موسى: (يقدم لها كأسا) اشربي.. اشربي.. يالها من رؤية
أخلفت عهدي بعد ما
جاورت سكان المقابر
ونسيتي وحنثت في
أيمانك الكذب الفواجر
ونكحت غادرة أخي
صدق الذي سماك غادر
غنى غادر.. اخلعيني من حبائل هذه الرؤية.. اخلعيني من نفسي.. وروحي أيتها الحبيبة.. إنها تلح علىْ غادر
غادر: وليلة زرتك.. أوقفت الدنيا على قدم.. وجئت بالرشيد.. وأغلظت لك الأيمان معه بالطلاق والعتاق والحج ماشيا حافيا..
موسى: كأنها النهاية غادر
غادر: نهاية من؟
موسى: نهايتي
غادر: (تنشج) لا تقل هذا يا موسى.. لا تقله
موسى: بالأمس كدت أقتل روحي
غادر: موسى.. ماذا تقول؟
موسى: دفعتني شياطيني ؛ فكدت أسممها!
غادر: من؟
موسى: روحي.. روحي غادر
غادر: تقتل روحك.. لأجل هذه الرؤية؟
موسى: لا لم تكن هذه الرؤية.. كانت رؤية أخرى
غادر: موسى.. ماذا ألم بك؟
موسى: الأحمال ثقال.. ومازال أمامي عهدا للمهدي لا بد من الوفاء به!
غادر: وما شأن هذا بتلك يا موسى؟
موسى: أحس بدنو الأجل!
غادر: لا تقل هذا.. لا تقتلني موسى.. مازلت فى ريعانك.. أوجك.. مالك تتكلم كشيخ؟ أنا السبب.. اقتلني موسى.. وانه وجعك من هذه الرؤى.. اقتلني!!
موسى: أقتل نفسي غادر.. أنت روحي وعقلي..كل الدنيا(يقف مترنحا) يبدو أنني أوغلت كثيرا فى موضوع ولاية جعفر ولدى
غادر: مازال الوقت طويلا يا موسى!!
موسى: كلهم يتعجلني..كل جلسائي يا غادر..يصرون عليها.. كأنهم يدفعونني لقتل أخي..وهاهو يبتعد عنى.. أناديه ولا يجيب.. سكن الخوف قلبه.. قالوا الرشيد يتصل بالولاة.. الرشيد يحيك المؤامرة.. صـده قبل أن يصيدك.. الرشيد والخيزران يدبران لقتلك!
غادر: موسى..أنت تتوهم.. لم أر أما تحب ولدها مثلما تحبك الخيزران.. دع شياطينك ترحل.. دعها.. الرشيد.. ألم تقل فيه شعرا موسى.. ألم يحارب معركتك الأولى ياموسى.. لو أرادها أخذها بحد السيف.. وكانت بين أصابعه.. أنسيت ماقلت لى..أنسيت؟
موسى: إنهم لايتركون لى فرصة للتراجع..اعقدها لجعفر.. يحي يفسد عليك الأمر.. الخيزران: ستقتلك.. بادر وتخلص منها.. أمي.. إنها أمي.. روحي (يبكى.. يقهقه.. يبكى) الكلاب تحب
الخيزران:.. حتى الكلاب.. وأنت يا موسى كنت أدنى من كلب.. موسى الهادي صاحب البريد.. والغزوات.. قاتل الكفرة.. أدنئ من كلب.. أدنئ!!
وصيفة: مولاي أمير المؤمنين!
موسى: ما وراؤك يا جارية؟
وصيفة: مولاي الفضل فى انتظار الإذن بالمثول!
موسى: لينتظر الفضل.. قولي له غدا يا فضل.. غدا.. ألا ينتظر
وصيفة: أمر مولاي
موسى: انتظري ياجارية (يلوح لغادر فتسرع بالتحجب) دعيه يدخل
وصيفة: أمر مولاى
موسى: لقيط الربيع.. حية بنى كيسان.. ظلمت نفسك بتوليته ياموسى .. كان النور فى عينيك أينما سرت.. الآن.. أظلمت عيناك منذ ركبت مهرة الغدر.. تعال يا فضل.. ادخل.. ألا تدخل!!
الفضل: عفوا يا مولاي
موسى: حتى فى وقت راحتي يا فضل؟
الفضل: الأمر لا يحتمل التأجيل يا مولاي
موسى: لا يحتمل التأجيل.. أنت دائما تتأبط شرا
الفضل: مولاي
موسى: لا عليك.. لا عليك..وما الأمر الذي لا يحتمل التأجيل؟
الفضل: يحي بن خالد
موسى: ماله يحي؟
الفضل: يموت بحثا عن العبد!
موسى: أي عبد يا فضل؟
الفضل: العبد الذي أرسله مولاي لمطابخ الأم
موسى: من قال لك أنى أرسلت عبدا لمطابخ الأم؟
الفضل: مولاي
موسى: من أدخل فى رأسك.. أنى أرسلت عبدا يا فضل؟
الفضل: مولاي
موسى: ذكاؤك يخونك يا فضل.. أتتجسس على؟
الفضل: أبدا يا مولاي
موسى: تتجسس على..من أعلمك أن مولاك أرسل عبدا لمطابخ الأم؟
الفضل: مولاي عفوك.. ما قصدت تجسسا
موسى: فأي شيء قصدت.. تكلم.. تكلم وإلا فصلت رأسك عن
جسدك.. الآن؟ (وهو يشهر سيفه)
الفضل: (يقعى أمام قدمي الخليفة) عفوك يا مولاي
موسى: لا عفو.. و لا سماح
الفضل: جارية من المطابخ.. دلت عليه!
موسى: دلت على من؟
الفضل: على العبد
موسى: عبد من يا فضل.. قف يا فضل..كن وزيرا بحق.. و إلا
الفضل: مولاي
موسى: تذهب بأمري إلى هرثمة بن أعين
الفضل: أمر مولاي
موسى: يقبض على يحي بن خالد.. ويحبسه عنده.. فقط يحبسه
الفضل: أمر مولاي
موسى: هيا اخرج.. اخرج.. لا ترنى وجهك هذه الليلة مرة أخرى.. هيا.. بادر وتخلص منها.. لن تتوقف.. لم يفلح خليفة له أم.. متى فلح خليفة له أم.. لماذا؟ أمازلت هنا.. اغرب عن وجهي!!
الفضل: أمر مولاي (يكاد يقع من خوفه.. يختفي)
موسى: لم يا موسى..ما أخطأ يحي بن خالد..نبهك إلى ضعف فيك آخر مرة.. نصحك ألا تحنث.. تصبح قانونا يا موسى.. لو حنث خليفة.. ما عاد لقسم أو عهد حرمة.. يقيلك من عثراتك.. فتجازيه بالحبس (فجأة يظهر ملك أبيض فى صورة المهدي أبيه) أبى.. المهدي.. إنى فى حاجة إليك.. أبى.. خذنى بين ضلوعك!
‏المهدي: أتذكر يوم قلت لك.. يا بني إذا صار الأمر إليك فتجرد لهذه العصابة..أصحاب ماني ‏.‏
موسى: ‏ لأقتلن هذه الفرقة‏.‏
المهدي: أرحتني بالكلام فقط
موسى: لا يا أبى.. لا
المهدي: شغلك الندماء والشعراء والنساء
موسى: لا يا أبى.. ما شغلني شيء
المهدي: وأمك يا موسى.. الخيزران:؟
موسى: وسوسة شيطان يا أبى
المهدي: وما للرشيد يبتعد عنك؟
موسى: يقولون يتصل بالولاة
المهدي: تحفر قبرا بيديك يا موسى
موسى: أبى.. إنهم يتآمرون على
المهدي: تحفر قبرا بيديك.. انه ما وكلته إليك
موسى: أفعل يا أبى.. أفعل
المهدي: لا تقتل نفسك بقتل محبيك.. لا تقتل.. (وهو يختفي)
موسى: أبى..أبى..انتظر يا مهدى.. يا على.. يا على بن عيسى
على: (يدخل خائفا يرتعش) مولاي
موسى: هيىء لي ألف جذع من جذوع النخيل.. هيىء لي ألف جذع فورا
على: مولاي
موسى: لأصحاب الاثنين.. أصحاب الاثنين
على: أمر مولاي.. أمر مولاي
موسى: المهدي غاضب على..المهدي غاضب على.. غاضب على (يترنح و يقعى أرضا.. ويصدر بكاء)
غادر: (ترفع الخباء وتسرع نحوه) مولاي
أغار عليك من نظري ومني
... ومنك ومن مكانك والزمان
ولو أني خبأتك في جفوني
... إلى يوم القيامة ما كفاني
إ ظـلام

اللوحة التاسعة
إضاءة على وجه الخيزران: دون كشف ملامح المكان
الخيزران: ماتركت أمامي إلا بابا واحدا يا موسى..باب النقمة.. أضنيت القلب.. وحرقت كبدي.. غدت فحمة سوداء.. ماعاد بها ذرة حب أورحمة.. من رحمى جئت..دمى وأوردتي..حرقت كل شيء.. كل شيء.. أي مصيبة حلت بك ياخيزران.. ولدك قاتلك.. يتشهى موتك.. يامغيث.. مازرعت إلا الخير.. أينما سرت يمشى فى ركابي.. وما نفضت عهد المهدي.. ولاخنته بكلمة واحدة.. حيا أو ميتا ؛ فلما كتبت على كاهلي هذه الشقاوة يا ربى؟ نهاية غير شريفة.. أسم بروحي وهواجسها.. والشياطين تدبدب فى رأسي وكياني..تصرخ فى وجهي ليل نهار (تتحرك فى أرجاء المسرح)
لن يتوقف..لن يتوقف..دبر قتلى .. وسجن يحي البرمكى ليصيد الرشيد.. غدا يقتله.. ولدى .. لا.. لا..لا أنا سوف أضع النهاية.. أنا وليس هو..الخيزران سوف تضع نهايتك يا موسى..يا ابن بطني (تجهش..إظلام.. إضاءة على وجه الخليفة، وقد نال منه السكر)
موسى: قتلت روحك يا موسى.. واديك المقدس.. أمي.. سامحيني.. اعذري فعلى.. أنت تهينني بين الناس.. تجعلين منى أضحوكة.. أمي.. يا روح قلبي وآية وجودي.. تركت أذنيك للفضل بن الربيع يبث فيها سمومه.. كأنه يأخذ منك ثأر أبيه.. وأنت تعلم مايدور.. تعلم جيدا.. ماذا فعل أبوه الربيع مع جدك وأبيك.. ما تركاهما حتى انقلبا على أحبائهما.. على الأوفياء.. الأصدقاء والنخبة..أسلمت نفسك له ؛ لتجدد المأساة؛ كأنها لعبة.. لعبة كريهة ومكرورة.. ليست صديقا و لا صاحبا.. إنها أمك.. أمك.. أفق يا موسى..أفق (صمت) بدأت طريقا فأتمها.. أكمل ما بدأت.. أكمل مابدأت.. أمى.. أكمل مابدأت.. أمى (يترنح.. يسقط..إضاءة على المكان.. يفزع القوم.. يلتفون حوله)
الندماء: مولانا أمير المؤمنين.. مولانا!!
بن دأب: الخمر.. كان يشرب بنهم
إبراهيم: أين الفضل.. يافضل.. يافضل يابن الربيع؟
الفضل: (يدخل مسرعا) ماذا هناك؟
إبراهيم: الخمر!
الفضل: (يحط بجانبه.. يتحسسه) إنه مريض
خاسر: الخمر.. سوف يكون بخير.. هيا يارجال
الفضل: الطبيب.. أبو قريش
بن دأب: أحسن علاج له الآن.. النوم يا فضل
موسى: (ترن فى أذنيه كلمات الرؤية التى غنتها غادر)
صوت: أخلفت عهدي بعد ما جاورت سكان المقابر
ونسيتي وحنثت في
أيمانك الكذب الفواجر
ونكحت غادرة أخي
صدق الذي سماك غادر
أمسيت في أهل البلى
وعددت في الموتى الغوابر
لا يهنك الألف الجد
يد ولا تدور عنك الدوائر
ولحقت بي قبل الصباح
وصرت حيث غدوت صائر
(يغلق أذنيه، يرفع رأسه، يبصر القوم) أمازلتم هنا.. هيا.. اتركوني وحدي.. على (يحاول الوقوف.. يترنح.. ينسحب القوم.. يعود الصوت يملأ أذنيه متداخلا مع صوت الرشيد وهو يأخذ عليه العهد بعدم الزواج بغادر.. يغلق أذنيه.. يصرخ)لا.. لن تكوني لأحد غيري.. لى (يتعثر.. يترنح) غادر..لن تكوني لأحد غير موسى الهادي.. غادر (تقبل مسرعة، تدنو منه) تعالى غادرالصوت يقتلني غادر.. لن تكوني لأحد غيري!!
غادر: ألم أقسم لك يا مولاي (وهى تبكى)
موسى: تكذبين.. أنت تكذبين..رأيتك فى أحضان الرشيد.. كما كنت معي.. تماما.. تماما غادر
غادر: أرح نفسك.. اقتلني موسى.. اقتلني
موسى: (يجهش) اقتل نفسي غادر.
غادر: أرح نفسك..اقتلني..هي طعنة من يد أحبها.. وأعشق لمستها.. هيا يا موسى (تقبل يده.. وهى تبكى) هيا
موسى: اقتل نفسي.. اقتل نفسي (داخلي) ألم تقتل أمك.. لكن كلبا أحبها أكثر منك.. فمات عنها(يترنح يصيح) لست كلبا..لست كلبا..
غادر: (تقعى تحت قدميه) أرح نفسك.. موسى (تقف.. تلمه بين ذراعيها)
موسى: ابعدي عنى يا غادرة.. تنتظرين موتى.. تنتظرين موتى.. لكنني لن أجعلك تنتظرين.. لن أجعلك تنتظرين (يستل خنجرا ويطعنها وهى بين أحضانه).
غادر: قتلتني موسى.. استرح يا حبيبي.. استرح.. ضمني..ضمني (تلقى برأسها على صدره) حبيبي موسى يا أحب الناس.. لا تنس غادر.. تذكر أنها لم تغدرك كما غدرتها موسى (تسقط.. يقعى إلى جوارها غير مصدق)
موسى: (يتأمل وجهها الساكن.. يحاول الوقوف.. يترنح.. يمضى إلى جانب المسرح) قتلتها.. قتلتها.. ما عاد غادر.. ما عاد غادر (يتحرك مقتربا منها)
الفضل: (يدخل) تفضل يا أبا قريش (يفاجأ بمولاه على هذا الشكل.. يسرع إليه) مولاي
موسى: ما عاد غادر.. ما (يترنح ؛ فيتلقفه الفضل قبل أن يسقط)
إظلام

اللوحة العاشرة
فى جناح الأم.. الخيزران: ترتب لشيء..وتتخذ قرارا صعبا
الخيزران: يامزنة
مزنة: (تدخل مسرعة) سيدتي المحبوبة
الخيزران: ألا من أخبار؟
مزنة: أية أخبار تريدين يا حبيبة؟
الخيزران: الرشيد.. يحي.. مراجل؟
مزنة: لم يعد.. مازال بعيد.. ليته يعود.. إن مراجل تتألم!
الخيزران: إيه.. آلام الوضع؟
مزنة: مازالت فى أولها.. يومين.. ثلاثة.. ويأتي ولى العهد
الخيزران: ويحي؟
مزنة: لا جديد يامولاتى.. مازال فى قبضة هرثمة بن أعين!
الخيزران: مزنة.. أريد أربع جواري من أفضل ما عندنا
مزنة: لم يا حبيبة؟
الخيزران: لا.. إنما أردت إهداءهن لموسى.. ولدى
مزنة: الله ما أجملك.. ما أروع قلبك يا خيزران
الخيزران: أريدهن حالا يا مزنة!
مزنة: حالا
الخيزران: قبل أن يذهبن إليه أريد الاختلاء بهن
مزنة: أمرك يا حبيبة! (تخرج)
الخيزران: إيه ياخيزران.. هكذا قررت بعد طول تفكير..لا حل.. لم يترك لى خيار.. سامحني يا ربى.. كل شيء يتهدده الخطر.. الخلافة..الرشيد.. الناس.. من يقتل أمه..يقتل أخاه.. يقتل الناس.. سيكون بحر دم!!
مزنة: مولاتى.. الجواري
الخيزران: أدخلهن على!
مزنة: هيا.. ادخلن (تدخل أربع جواري)
الخيزران: سلمت يداك وعيناك يا مزنة..كلهن أصحاء.. جميلات.. اتركيني معهن يا مزنة!
مزنة: أمرك يا حبيبة!
الخيزران: هل فيكن من ترقص أو تغنى؟
جارية:1: أنا.. أنا أرقص يا مولاتى!
جارية2: وأنا أيضا يا مولاتى
جارية3: أما أنا.. فأغنى يا مولاتى.. هل أسمعك شيئا
الخيزران: نعم.. أسمعيني صوتك
جارية 3: يا خيزران هناك ثم هناك إن العباد يسوسهم ابناك
الخيزران: أحسنت.. وأنت؟
جارية4: أجيد النقر على الدف والندب إذا لزم الأمر
الخيزران: جميل جدا.. تلبسن أجمل ما لديكن من ثياب.. وتذهبن إلى قصر
الخليفة.. تدخلن عليه وتقلن..أرسلتنا مولاتى الخيزران هدية لأمير المؤمنين.. أريد نعومة.. تهتك.. عرى.. حتى يأمن لكن..
الجواري: السمع والطاعة يا مولاتى
الخيزران: تلاعبنه حتى تصلن به إلى سريره مخمورا..متهتكا.. ثم تداعبنه.. وتتلاعبن به..وفى أثناء ذلك تضعن وسادة على وجهه.. وتجلسن فوقها.. كلكن.. إنه قوى.. قوى للغاية.. لو أفلت منكن قتلكن شر قتلة.. الآن عرفتن ما أريد!!
الجواري: عرفنا يامولاتى
الخيزران: الموت لمن تفتح فمها بكلمة
الجواري: مولاتى فإذا كشف أمرنا
الخيزران: لن يكشف أمركن إلا إذا تراخيتن فى تنفيذ أوامري!
الجواري: نقصد دهمنا الوزير أو إحدى زوجاته؟
الخيزران: لم تفعلن شيئا.. تداعبن الخليفة.. وطالما كان الخليفة فى سريره لن يجرؤ أحد على الاقتراب.. هيه!
الجواري: أمر مولاتى
الخيزران: فى مقابل ذلك إذا نجحتن فى المهمة أعطيكن حريتكن..مع أموال
وجواهر ثمينة.. إن نجحتن!!
الجواري: لك السمع والطاعة يامولاتى
الخيزران: هيا.. تطيبن..والبسن أجمل ما عندكن من ثياب.. هيا
الجواري: (ينسحبن) أمر مولاتى
الخيزران: لا حديث مع أحد.. لا كلمة.. قطع الرقبة إذا مافاهت
أحداكن بكلمة.. هيا.. حتى مزنة المروانية.. هيا!

إ ظـلام
اللوحة الأخيرة
الخليفة موسى الهادي فى فراش المرض.. الطبيب معه
أبوقريش: لا.. لا.. أنت اليوم أفضل بكثير
موسى: (بضعف) وعكة لم تخطر على بالى
أبو قريش: أثقلت على نفسك يا مولاي
موسى: كأسان.. فقط كأسان لا أكثر!
أبوقريش : كأسان.. قل قارورة.. اثنتين.. ثلاث
موسى: والله يا أبا قريش
أبوقريش : لا تجهد نفسك يا مولاي.. بحق الله لا تكثر
موسى: أمرك يا أبا قريش
أبوقريش: الأمر لله وحده يا مولاي.. إن لم تخف على نفسك.. أولادك.. رعيتك.. ما متعك به الله سبحانه من فتوح وبلدان فاقت الآفاق
موسى: ألا تجلس قليلا؟
أبوقريش : تحت أمر مولاي..أتركك لتنام.. وتمرالأزمة على خير
موسى: هل الأمر خطير يا أبا قريش؟
أبوقريش : وعكة بسيطة نتيجة الإفراط فى الشراب.. قلة النوم...
موسى: أصحاب الاثنين قاتلهم الله!
أبوقريش : وزيرك..نوابك.. فرسانك.. أما أنت ؛ فحياتك علينا غالية!
موسى: هناك أمور لا يقوم بها إلا خليفة!
أبو قريش: تؤجل يا مولاي.. تعلق حتى تسترد صحتك (يخرج)
موسى: لم تأتى أمي.. الخيزران:.. أمازلت ناقمة على؟ أسأت إليك يا أمي(يجهش بضعف) أتضحك على نفسك ياموسى.. داخلك إصرار على الفتك بها.. تراجعت.. ليتك تراجعت يا موسى!
الفضل: مولاي
موسى: تعال يا فضل.. كيف تسير الأمور؟
الفضل: بخير.. حسك فى الدنيا يا مولاي.. شفاك الله وعافاك
موسى: ألم يصل أمر مرضى إلى الخيزران:؟
الفضل: لابد أن الأمر وصل إلى سمعها..إن لم يكن من الأمراء والأقارب ؛ فمن الجواري والعبيد!
موسى: لا تكن قاسيا على يا فضل!
الفضل: أنا.. وعلى من.. أمير المؤمنين.. ليتني مكانك
موسى: أريد أمي يا فضل.. أريدها؟
الفضل: نسيت أمرا.. أرسلت إليك منذ يومين أربع جواري حسان.. يبدو أنها تسترضيك بهن!
موسى: لم تقل لي؟
الفضل: كنت فى غيبوبة المرض!
موسى: أريد أمي حالا!!
الفضل: أمر مولاي.. لكن...
موسى: لكن ماذا.. أسرع.. ربما كانت الأخيرة
الفضل: مولاي.. لا تقل هذا.. أنت بخير
موسى: أريد رؤيتها حالا.. لماذا تماطلني يا فضل.. هاتها.. هاتها!!
الفضل: جعفر ابن مولاي موسى و أخواته بالباب!
موسى: ليس الآن.. لا تقتلني يا فضل.. لا تقتلني
الفضل: أنا.. شلت يميني قبل...
موسى: (يقاطعه) حين أسترد صحتي.. الآن أريد أمي
الفضل: مولاي.. الأولاد يبكون يريدون رؤيتك
موسى: لا تثقل على.
الفضل: أمر مولاي
موسى: وأين غادر.. لم لا أراها؟(يهمس صوت غادر ثم يتضح بشكل أقوى وأنعم)
غادر: موسى.. حبيبى.. تعال.. تعال.. تعال!!
موسى: غادر.. أين أنت غادر.. كأن صوتك يأتى من جب!
غادر: تعال موسى.. أغثنى موسى.. أغث غادر.. أغثنى
موسى: غادر (يهم بإجابتها يعجز) ليتنى أستطيع.. ليتنى.. إنى أموت غادر.. غادر.. تعالى.. تعالى غادر!
غادر: ليتنى أقدر.. ليتنى موسى (تختفى من أمامه)
موسى: غادر.. لا تتركينى.. لا تتركينى.. غادر.. أين غادر؟
الفضل: (يحدق فيه باستغراب) باكية نادبة ؛ فخشيت أن تزيد الأمر سوءا ؛ فأغلقت عليها!!
موسى: هاتها يافضل.. خل بينها وبينى!
الفضل: ليتنى أستطيع.
موسى: قلت لك هاتها.. أتعص أمر الخليفة؟
الفضل: مولاي.. حتى تسترد عافيتك!
موسى: نعم نعم ؛ لك كل الحق يا فضل، لا يجب أن تراني هكذا
الفضل: أترك مولاي ليستريح!
موسى: أمي يا فضل.. هيا..لا تغب عنى.. انتظر يا فضل..على بعبد الله بن مالك.. الآن.. وقبل أن تذهب إلى الأم!
الفضل: أمر مولاي (وهو يخرج) يموت.. إنه يموت.. هذا شيء لم يكن فى الحسبان..ربما بالفعل هي صحوة ما قبل الموت..ربما(يخرج)
موسى: بيدي حفرت قبري يا أبى.. أحس بدنو الأجل..الموت يحاصرني..أمازال الرشيد بعيدا..عد يا أخي.. لا تخف منى.. أرنى وجهك الطيب يا هارون.. أمي.. لست خائفا ؛ فالموت حق على كل كائن.. أريد هارون.. الأولاد سبع صغار يا موسى.. سبع.. لمن تتركهم.. الله (يتنهد بها).. أمي.. سامحيني يا أمي.. لا تكليني لذنبي.. يا خيزران.. يا خيزران حنانيك.. أدفئى روحي من هذا الثلج.. يا خيزران!!
عبد الله: مولاي أمير المؤمنين
موسى: من؟
عبد الله: خادمك.. ابن مالك
موسى: تعال ياعبدالله.. اقترب منى.. تذهب بأمر إلى هرثمة بن أعين.. قل له أطلق سراح يحي بن خالد.. بل قل له.. هات يحي بن خالد لمقابلة الخليفة!!
عبد الله: أمر مولاي
موسى: فورا يا عبد الله.. فورا
عبد الله: أمر مولاي (يخرج)
الجواري: (يدخلن متهزهزات..يتراقصن..يصبحن على سريره.. يداعبنه)
جارية1: ماذا ألم بالحلوة.. البيضاء.. الجميلة؟
جارية2: هيا.. اشتقن إليك يا مولاي
موسى: من أنتن.. ومن أذن لكن؟
جارية3: الأم الوالدة.. أرسلتنا لنثلج صدر مولانا
جارية4: تعالى ياجميلة الجميلات (يلتففن حوله..كل من ناحية)
موسى: ابتعدن قليلا.. أكاد أختنق
جارية3: ألا تشرب يا مولاي؟
موسى: ابتعدن.. هيا ابتعدن يا ******.. يا على.. ياابن عيسى
جارية1: هل أستدعيه لمولاي؟
موسى: يابن عيسى
الجواري: (فجأة يضعن الوسادة على وجهه.. وينمن فوقها.. هو يتملص ويقاو

 
 

 


التعديل الأخير تم بواسطة dali2000 ; 18-10-08 الساعة 05:24 PM سبب آخر: تم حذف رابط التحميل لتعطله واستبداله بنص المسرحية بالكامل
عرض البوم صور ربيع عقب الباب  

قديم 09-12-06, 11:10 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الطائر الحزين


البيانات
التسجيل: Apr 2006
العضوية: 4198
المشاركات: 4,394
الجنس ذكر
معدل التقييم: علاء سيف الدين عضو على طريق الابداععلاء سيف الدين عضو على طريق الابداععلاء سيف الدين عضو على طريق الابداععلاء سيف الدين عضو على طريق الابداععلاء سيف الدين عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 402

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
علاء سيف الدين غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ربيع عقب الباب المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

يسلمو أخ ربيع ومزيدا من العطاء والابداع

 
 

 

عرض البوم صور علاء سيف الدين  
قديم 08-01-07, 07:07 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مميز


البيانات
التسجيل: Aug 2006
العضوية: 10109
المشاركات: 1,430
الجنس ذكر
معدل التقييم: ربيع عقب الباب عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ربيع عقب الباب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ربيع عقب الباب المنتدى : الارشيف
افتراضي شكرا أبا علاء

 

فات وقت طويل على مداخلتك الحبيبة والتى لم أحظى بغيرها
لكم تمنيت لو أن محبى القراءة شملونى برعايتهم ، وقرأونى
ولكن هكذا شاءوا ، ولو حتى نظرة واحدة .. هل هى معادة للاسم أم للقراءة ذاتها
ربما لو كان مايطرح كتابا .. ربما زارونى ، و قرأونى .. مازلت أنتظر حضوركم .. وبلهفة
فغايتى أن نتعارف ، ونتبادل المودة .. فهل هذا كثير ؟
مرة أخرى لك شكرى وامتنانى أبا علاء وأتمنى أن تكون قد قرأت النص ، فهو لن يتجاوز الساعتين قراءة

 
 

 

عرض البوم صور ربيع عقب الباب  
قديم 09-01-07, 12:27 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2006
العضوية: 9645
المشاركات: 60
الجنس ذكر
معدل التقييم: bahaa1986 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 18

االدولة
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
bahaa1986 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ربيع عقب الباب المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

طيب أدينا لنيك شغال الأول ؟

عشان نديك نقد

 
 

 

عرض البوم صور bahaa1986  
قديم 09-01-07, 04:19 AM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مميز


البيانات
التسجيل: Aug 2006
العضوية: 10109
المشاركات: 1,430
الجنس ذكر
معدل التقييم: ربيع عقب الباب عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ربيع عقب الباب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ربيع عقب الباب المنتدى : الارشيف
افتراضي عندك حق اللينك لا يعمل

 

آسف أخى
إن المسرحية منشورة على موقع نصوص ، ولكنى الآن اكتشفت أن اللينك لا يعمل
شكرا على مداخلتك واهتمامك الجميل
هاك لينك ثان أرجو أن يكون عاملا
http://www.masraheon.com/phpBB2/view...hp?p=3744#3744

 
 

 

عرض البوم صور ربيع عقب الباب  
 

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:33 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية