لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > سلاسل روايات مصرية للجيب
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

سلاسل روايات مصرية للجيب سلاسل روايات مصرية للجيب


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-07-07, 02:26 PM   المشاركة رقم: 71
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 13626
المشاركات: 46
الجنس ذكر
معدل التقييم: abcz عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 44

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
abcz غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : abcz المنتدى : سلاسل روايات مصرية للجيب
افتراضي

 

إلي الجميع اهدي الفصل السابع
وأتمني أن يروق لكم
أطيب وأرق أمنياتي بقراءة ممتعة

محمد الدسوقي

 
 

 

عرض البوم صور abcz   رد مع اقتباس
قديم 16-07-07, 02:31 PM   المشاركة رقم: 72
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 13626
المشاركات: 46
الجنس ذكر
معدل التقييم: abcz عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 44

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
abcz غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : abcz المنتدى : سلاسل روايات مصرية للجيب
افتراضي

 

الفصــــــــل السابع
***************

ـ إنه لم يحصل علي لقب (العترة) من فراغ
شحذت هذه العبارة كل حواس (تفيدة جراهام) التي تملكها اهتمام عجيب وهي تتابع التقرير الخاص بـ (خميس العترة) والتي راح أحد رجالها يلقيه علي مسامعها ببطء شديد كأنما يتعمد أن تصلها كل كلمة بوضوح .. أما هي فقد راحت أذناها تلتقط كل العبارات التي يلقيها الرجل علي مسامعها وتختزنها في عقلها كأنما تحولت إلي آلة تسجيل عملاقة .. بينما راح الرجل يتبع قراءة التقرير في آلية لا متناهية:
ـ هذا لأن (خميس( رجل من نوع خاص ..
توقعت أن يستطرد قائلاً:
ـ " فهو يجيد استخدام جميع أنواع الأسلحة .. من المسدس إلي قاذفة القنابل .. وكل فنون القتال ….. إلخ "
لكنه أتبع قائلاً مخيباً لكل توقعاتها:
ـ هذا لأنه لا رجل في حواري مصر و نجوعها من رجال العالم السفلي إلا ويدين له بالولاء … هذا لأنه وببساطة متناهية بات يسيطر علي كل صفقات السلاح والأسواق السوداء للعملات والصنف ..و
قاطعته هذه المرة بحيرة بينما تزوي حاجبيها:
ـ أي صنف تقصد؟
تنحنح الرجل في آلية ثم لانت ملامحه عن ابتسامة من نوع خاص وهو يتبع في برود:
ـ عجيب أنك تتقنين اللهجة المصرية علي هذا النحو ولا تفهمين ما هو الصنف ..!!
ثم أتبع دون أن ينتظر تعليقها:
ـ الصنف مصلح مصري دارج يطلقه العامة علي المخدرات بكل أنواعها .. سواء الجيد منها والردئ ... بدءاً من "كوكو الضعيف " و السجائر العامرة ماركة " اضبط الطاسة " و " مساء الخيييير" ... ومروراً بـ " خد لك نفس " و " سلك المسائل" ... وانتهاءاً بـأصناف المخدرات ماركة " سكة السلامة " .و "سمعني سلام بأودعك "
ثم أنه أتبع وهو يغمز بعينيه بينما ارتسمت علي وجهها أقصى علامات التعجب:
ـ يبدو أن الظروف لم تتح لك مشاهدة السينما المصرية ولو مرة واحدة .. فلا فيلم منها يخلو من هذا المصطلح
قالها وابتسم ابتسامة صفراء كشفت عن صفي أسنان كالحة اللون حتى أنها منعت نفسها بصعوبة من إطلاق رصاص مسدسها عليه لكلنها استسلمت علي غير عادتها بينما راح الرجل يتبع:
ـ لقد توغل (خميس العترة) في الأوساط الإجرامية بصورة يعتبرها مكافحو الجريمة أسطورية حتى أنه سيطر علي عرش العالم السفلي بأكمله في فترة زمنية لا ينكر الجميع أنها قياسية .. والعجيب أن ماضيه مسربل بالغموض الشديد ... فقد تتبع بعض مؤرخي الجريمة خطوط ماضيه الباهتة دون الوصول إلي شيء يذكر .. لقد نجح الرجل في محو كل تاريخه ببراعة مدهشة حتى أنه لم يكن غريباً في ظل هذه الظروف أن يشكك البعض في وجوده من الأساس حتى أن البعض نفى حقيقة وجوده كلها واعتبره البعض الآخر محض خيال ابتكره بعض رؤساء العصابات للهيمنة علي مجريات الأمور في العالم السفلي للجريمة لكن هذا لم يعن شيئاً في النهاية ... لقد أثبتت مجريات الأمور أن وجود الرجل حقيقة مؤكدة لا تقبل الشك ... لكن البعض في مصر مازال يصر أن حقيقة وجوده لا تعدو حقيقة وجود ( ذو القدم المجروحة ) .. و ( والدتنا الغولة ) (*) الذين هما من إختراع العامة أنفسهم ..!
ثم صمت فترة ورفع عينيه عن الورقة ليتبعها بطرف عينيه بينما تهز رأسها في عدم فهم حقيقي كأنما يحاول أن يستشف رد فعلها تجاه كلماته عاد بعدها ليتبع:
ـ حتى أن البعض أطلق عليه من باب المبالغة لقب " الأب الروحي للجريمة في مصر"
قالها وراح يستأنف بقية تقريره ... أما هي فقد شرد بها الخيال بعيداً حتى أنها تخيلت حال (سونيا جراهام) نفسها حينما تصلها هذه الأخبار الجديدة ... ولما لم تقو علي تخيل رد فعلها فقد تجاهلت هذا الخاطر بينما سيطر علي كيانها سؤال واحد:
"كيف سيمكنها مع كل هذا أن تصل إلي (خميس العترة) ... كيف ...!!"

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
(*) (أبو رجل مسلوخة ) و ( أمنا الغولة)
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _


لم تكد حارسة السجن الآلية البدينة تتأكد من احكام اغلاق عنبر السجينات الآليات بعد انتقالهن من غرفة الطعام الفسيحة الملحقة بالسجن حتى ألقت نظرة أخيرة علي المكان ولم يفت بعض السجينات تلك النظرة التي فاحت منها رائحة الحسد والتي حدجت بها (جـ ـ 18) في غيرة واضحة وهي تتأمل جسد الأخيرة الممشوق وملامحها شديدة الجمال ثم ألقت نظرة علي نفسها في شمم قبل أن تتبع وهي تستدير بصوت خافت لم يبلغ مسامع أي من السجينات:
ـ وإيه يعني ... مفيهاش ريحة الحلاوة ... كلو من الكروم والقصدير اللي بتحطه في وشها لولا كدا كان زماني أجمل منها.
ثم ألقت بعدها نظرة طويلة علي أحد الأسطح المعدنية المصقولة بنهاية الممر وتأملت ملامحها في خيلاء ... أتبعت بعدها بلهجة متفاخرة:
ـ يا أختي عليا وعلي جمالي ... إيه يا بت الجمال دا كلو يخرب بيت جمالك ... قمر 14... لا قمر إيه ... دا أنتي أرغوران 14... ولا حتى كدا ... دا أنتي مجرة بحالها ..
قالتها وانطلقت عقيرتها في الغناء فجأة:
ـ " أنا هنا هنا يا ابن الحلااال .... لا عايزة جاه ولا كتر مااال "
ثم اختفت في نهاية الممر ... ولم تكد احدي السجينات تشير نحو (جـ ـ 18) بيدها مما يعني اختفاء الحارسة حتى أشارت (جـ ـ 18) نحو سجينة أخرى إشارة خاصة اندفعت بعدها نحوها علي الفور ثم أخرجت من طيات ثيابها إحدى الصحف المعدنية متعددة الأغراض والتي تستعملها كل سجينة منهن في استلام الطعام المعدني في مطعم السجن ـ " السرفيس" ـ ولم تكد (جـ ـ 18) تتحسسها بيدها حتى ابتسمت في زهو وهي تراجع خطة الهرب والتي تعتمد اعتماداً كاملاً علي هذا الـ ـ "السرفيس"ـ المعدني ... ثم أشارت نحو جميع السجينات قائلة بصرامة:
ـ كلوا ينام يا "ولية" منك ليها
ثم أتبعت بحزم أكثر:
ـ خطتنا هتبدأ بعد نص الليل
قالتها وتألقت عيناها ببريق فوتوني عجيب
ولم يكن لأي منهن أن تتوقع ما يمكن أن يحدث بعد تلك السويعات القليلة التي تفصلهن عن منتصف الليل
قط ...!!


_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _


حينما ولج الدكتور ( فريد عبد العزيز) بقدمه داخل حجرة القائد الأعلى للمخابرات العلمية كان الظلام الدامس يهيمن علي كل شيء علي حتى أنه تعثر عدة مرات وهو يحاول جاهداً أن يشق طريقه نحو مكتب هذا الأخير في قطع الأساس المتناثرة في أرجاء الحجرة وهو يتساءل في أعماقه عن هذا الحدث الجلل الذي دفع بالقائد الأعلى لاستدعائه في مثل هذا التوقيت المبكر حتى أنه لم يكد يخطو من باب مبني المخابرات العلمية حتى أبلغه كل من رآه أن القائد الأعلى يبحث عنه "بإبرة" .. وقد أكد له الجميع أن القائد الأعلى قد توعد الجميع بالويل و اللعنات إن لم يحضر عنده في أقل وقت ممكن وقد قابل الجميع هذا التهديد والتوعد بالكثير من التعجب الممزوج بالرعب حتى أن سكرتيرة مكتبه لم تكد تطالع وجهه اليوم حتى ضربت أحد خديها بكفها ضربات خفيفة متلاحقة ثم ازدردت لعابها في رعب حقيقي قبل أن تتبع :
ـ أين كنت يا سيدي .. لقد سأل القائد الأعلى عنك عشر مرات علي الأقل في الدقائق الخمس الماضية
ثم إنها ازدردت لعابها مرة أخري وهي تميل نحوه بحدة أكثر قائلة:
ـ إنها المرة الأولي التي أسمع فيها صوت الرجل بكل هذا القدر من الغضب .. حتى أنه أقسم عدة مرات أنه سوف "يطين عيشة " الجميع إن لم يتم العثور عليك في أسرع وقت
قالتها وهزت رأسها في قلة حيلة بطريقة "ربنا يكون في عونك " أو " استلقى وعدك بقي يا حلو" الشهيرتين
حتى أنه ازدرد لعابه وهو يحيي القائد الأعلى بعبارات متوترة ... ثم تضاعف توتره عشرات المرات دفعة واحدة حينما لم يجبه القائد الأعلى بكلمة واحدة حتى أنه أعاد تحيته مرة أخرى وقد أصابه الشك في عدم وجود القائد الأعلى في مكانه وأن الظلام المخيم علي المكان هو ما يصور له ذلك وقبل أن تتلاعب به الأفكار أتاه صوت القائد الأعلى الصارم متسائلاً:
ـ أين كنت حتى هذه اللحظة ..؟
امتزج التوتر بالحيرة في داخله وهو يجيب:
ـ إنها عشر دقائق فقط يا سيدي و..
أراد أن يقول له " إنها المواصلات .. والمحاولة الأبدية لإيجاد مكان في الأتوبيسات الصاروخية المزدحمة كما تعلم " كما كان يستعمل هذه العبارة كثيراً في شبابه لكنه استبعد أن يصدق القائد الأعلى هذه الكذبة كما كانت تنطوي علي الجميع قديماً
لكن صوت القائد الأعلى جاء أكثر حزماً هذه المرة وهو يقول بحدة:
ـ إياك أن تفعلها مرة ثانية و إلا فإنني أقسم أن أزج بك في معتقل "عزبة النخل" الشهير حتى تتعلم الانضباط ولا تتأخر مرة أخرى..
ثم أتبع بصرامة أكثر:
ـ وأنت بالطبع تعلم ماذا يعني معتقل "عزبة النخل" .. والأهم من ذلك ماذا يمكن أن يحدث لك فيه
ارتعدت أوصال الدكتور "فريد" عند ذكر اسم هذا المعتقل الذي تم الاستعانة بخبراء أرغورانيين في تصميمه وبناءه وهو يتخيل ماذا يمكن أن يواجهه هناك من وسائل التعذيب المختلفة ... وبلا وعي أو تفكير اندفع متسائلاً في فزع حقيقي:
ـ ولما كل هذا يا سيدي ... ماذا فعلت حتى أستحق كل هذا ..!!
كور القائد الأعلى قبضته وضرب بها سطح مكتبه في غيظ حقيقي ولو أمكن له أن يشق الظلام لتابع أسنانه التي ضغطها بمزيج من الغيظ والحنق قبل أن ينهض في مكانه ويقف خلف المكتب في تحفز غريب لم يعتده من قبل وهو يتبع:
ـ ألا تدري حقاً ماذا فعلت ..؟؟
هز الرجل رأسه في تعجب حقيقي وقبل أن يترك العنان لأفكاره أتاه صوت القائد الأعلى في صرامة قائلاً:
ـ ألا تدري ماذا فعلت وصفتك في وجهي ..؟
قالها ثم ضغط علي زر الإضاءة فغشي النور عينيه مرة واحدة وحينما فتحهما بصعوبة ارتد للخلف وهو يتابع كم التجاعيد الهائل الذي ملأ وجه القائد الأعلى حتى أنه لم يجرؤ علي التفوه بحرف واحد أما القائد الأعلى فقد صرخ فيه بكل غضبه وثورته:
ـ أرأيت ماذا فعل الخيار في وجهييييييييييييييييييييييي ..؟؟
وكانت حقاً مفاجأة ..!

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _


ـ آآآآآآآآآه ياني ... أنا فين ..؟!!
انطلقت هذه العبارة مما تبقي من فم (سنية ـ 15) حتى أنها خرجت مشوهة الأحرف ... حتى أن الممرضة التي تجاورها لم تكد تسمع هذه الأنة حتى هبت من مكانها صارخة :
ـ المريضة اتكلمت يا أسطى ..
ثم تلعثمت قبل أن تتبع:
ـ قصدي المريضة اتكلمت يا دكتووووور
ولم تكد العبارة تطرق إذني الطبيب حتى حدجها بنظرة نارية قبل أن يتبع بخشونة:
ـ مش هتبطلي كلمة " أسطى" دي بقي ..؟
تشرب بحمرة الخجل قبل أن تتبع :
ـ آسفة يا دكتور ...
اندفع الرجل نحو جسد (سنية ـ 15) التي رفعت ما تبقي من عينيها نحوه قبل أن تقول بما تبقي لديها من فم:
ـ إيه إللي حصل لي ... عايزة أعرف أنا جيت هنا ليه ..؟
ثم تحسست معالم وجهها قبل أن تتبع :
ـ إيه إللي عمل فيا كدا ؟
تنحنح الرجل في حرج قبل أن يقول:
ـ أنتي نسيتي الخناقة إللي حصلت في السجن ولا إيه ..؟
لم تكد هذه العبارة تطرق أذنيها حتى حاولت أن تنتفض من مكانها وحينما عجزت عن ذلك نظرت نحوهما قائلة:
ـ يعني إيه ... (جـ ـ 18) هي إللي عملت فيا كده ؟
حاول الرجل أن يزدرد لعابه وهو يحاول تهدئتها بينما أتبعت هي:
ـ وإللي كانوا معايا جري لهم إيه؟
استدار الرجل بعينيه نحو الممرضة في حرج ثم أعاد نظره نحوها قبل أن يتبع:
ـ أنتي قصدك الآليات إللي حولناهم لخردة النهاردة الصبح؟
شهقت (سنية ـ 15) في فزع بينما أتبع هو:
ـ لم تجدي معهم عمليات الإنقاذ فرأى الخبراء أنه من الأفضل تحويلهم لمصنع "الحديد والصلب" من أجل إعادة تصنيعهم ..
ثم أتبع بصدق حقيقي:
ـ أنتي تحمدي ربنا أن الأمور وصلت معاكي لحد كدا ... الظاهر إنك أتكتب لك عمر جديد ...
أما هي فقد تدلى فكها السفلي أكثر مما هو عليه بالفعل قبل أن تصرخ قائلة:
ـ إليّ بهاتف علي الفور ... هيا فليتحرك أحدكما من مكانه
ولم تكد الممرضة تناولها الهاتف الملحق بالورشة حتى تناولته علي الفور وضغطت بأصبعها الوحيد المتبقي أزراره سريعا ولم يكد صوت محدثها يأتيها من الطرف الآخر حتى صرخت فيه قائلة:
ـ أنا (سنية ـ 15) يا (دعبس ـ 2) ... اديني المعلم الكبير
قالتها واشتعلت عيناها أمام الأسطى والممرضة ببريق مخيف حتى أن الأسطي قد صرخ في الممرضة قائلاً:
ـ هاتي طفاية الحريق بسرعة
وحينما تحركت الممرضة سريعاً لتنفيذ أوامره لم يكن أحدهما يعلم أن (سنية ـ 15) تدبر في عقلها شيئاً خطيراً
وماكراً ..
وخبيثاً ..
ومروعاُ ..
شيئا يرتبط باسم (جـ ـ 18 ) ..
وبشدة ..

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _


ـ هل سنظل جميعاً مكتوفي الأيدي علي هذا النحو ..؟
قالتها مشيرة وهي تقطع الحجرة ذهاباً وإياباً مما جعل "رمزي" يزوي بين حاجبيه قائلاً:
ـ وماذا تتوقعين منا أن نفعل .. ؟!
توقفت مشيرة بغتةً عن السير وهي تحدجه بنظرة مليئة بالتعجب قبل أن تقول ذاهلة:
ـ أيأتي هذا الكلام منك أنت يا " رمزي" ... بدلاً من أن تقترح علينا ما يجب أن نفعله في هذه الكوارث التي تحيق بنا ..؟
لم يجبها "رمزي" بينما أتبعت هي في خفوت مجموعة من العبارات التي لم يصله منها ما يخرج عن حدود " الحائط المائل" الذي اعتمدوا عليه ... و ... "أتيت بك يا عبد المعين" ... إلي آخر هذه العبارات التي تجيدها النساء ...
لم يستدر أي منهم في هذه اللحظة نحو (محمود) الذي شرد بخياله بعيداً ..

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _


كان الأمل هذه المرة في (س ـ 18) ... دفقة واحدة من الطاقة كانت كافية لبث الأمل من جديد في قلوب الجميع وهو أول من ينتظر هذا الأمل ... الأمل في أن يخرج من هذه المتاهة الزمنية التي وجد نفسه فيها ... و حينما سرى تيار الطاقة عبر جسده ليخترق كابلات (س ـ 18) أصابته ارتجاجة قوية عصفت بكيانه بأثره حتى أنه شعر بأنين في كل خلايا جسده كل علي حدة ... ثم غامت الدنيا أمامه وفارقه وعيه بغتة ... قبل أن يستعيده دفعة واحدة ليجد نفسه يحلق في فضاء فضي اللون بدا له لا نهائي وإن كان الوسط الذي يحيط به يبدو معتماً كبحر فضي غير رائق ... وعلي الرغم من دقة الموقف بجانبه إلا أن التوتر كان أبعد ما يكون عنه في هذه اللحظة ... وقد دفع هذا الشعور الحيرة في أعماقه وجعله يتساءل عن هذا الصفاء النفسي العجيب الذي يسيطر علي روحه ... فما عاد يفكر فيما يمكن أن يكون قد حدث لرفاقه ... ولم يكترث كثيراً لهذا الشعور ... ثم انتابه خاطر غريب طرح تساؤلاً ضخماً في داخله .. " أهو الموت" ... وعلي الرغم من غرابة ما يحيطه إلا أنه استبعد هذا الخاطر مباشرة ... وقبل أن ينتقل بتفكيره إلي خاطر آخر انشق العدم فجأة عن مجموعة غريبة من الكائنات ... وقبل أن يلقي التساؤل في وجه أحدهم فاجأه ذلك الشعاع الفضي الذي أصاب عينيه مباشرة فشعر بوعيه ينتزع منه للمرة الثانية ..
وغرق في غيبوبة عميقة جدا
جدا
جدا
جدا
جدا

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _


لم تكد كشافات الإضاءة تتوقف دفعةً واحدة في عنبر السجينات الآليات حتى عم الظلام جميع أرجاء المكان وغرق العنبر بأكمله في ظلام دامس لم يخل من إضاءة خافتة للغاية تسربت من الممرات الخارجية ... مر بعد هذا الحدث دقائق معدودة غرق العنبر بأكمله خلالها في صمت مطبق كما لو أنه يخلو تماماً من أي شخص ... ثم فجأة أزاحت (جـ ـ 18) الغطاء عن جسدها وقفزت من سريرها في خفة مدهشة ولم تكد تستقر في وسط العنبر الكبير حتى دب النشاط فجأة في أجساد بقية السجينات ... فاندفعن جميعاً في خطة مدروسة مسبقاً كأنما تعي كل منهن دورها جيداً ... فاندفعت إحداهن في خفة نحو الحاجز المعدني الضخم الذي يفصل العنبر عن الممرات الخارجية واتخذت موقعاً متميزاً يمكنها من مراقبة أي من حراس السجن في حالة قدومه عبر الممر ... بينما انشغلت بقية السجينات بمتابعة (جـ ـ 18) التي استخرجت الـ "سرفيس" المعدني من أسفل فراشها ووضعته علي حافة بارزة في أحد جدران العنبر المتسع يجاورها سطح مصقول بشدة يمكن استغلاله كمرآة عاكسة ... وأمام أعين السجينات المبهورة اندفع شعاع من الليزر من عينيها فأحال" السرفيس" المعدني إلي كومة معدنية شبه سائلة ... وفي براعة مدهشة وبلا تردد ... اندفعت أصابع (جـ ـ 18) تعمل في مهارة وسرعة علي الكتلة المعدنية بينما تابعها بقية الحارسات في انبهار وذهول ...
بلا حدود ... !!

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _


ارتسمت ابتسامة ساخرة علي وجه ( أكرم) حينما سمع آخر عبارة تفوه بها الطفل الأول ... وراوده شعور لحظي بأن الطفل يعاني من متاعب نفسية ما تجعله يتفوه بما لا يعي ... ولكن هذا الخاطر لم يدم طويلاً ... فلم يكد يستدر نحو (نور) لينقل إليه هذا الخاطر حتى راوده شعور ما بأنه انتقل إلي الملاهي فجأة إذ تخلت قدماه عن الالتصاق بالأرض بغتة بينما اقترب من سقف الحجرة كثيراً حتى أنه كاد يجزم أن أطراف شعره قد احتكت بطلاء السقف بالفعل ... والغريب أن كل هذا قد حدث في لحظات خاطفة حتى أنه شعر أن كل هذه التفاصيل لم تستغرق سوى ثانية واحدة ... وفي الثانية التالية كان شعوره قد انتقل بغتة من الملاهي إلي ملاعب كرة الطائرة إذ بدأت الأيدي في تخاطفه بينما انطلقت مجموعة من الصرخات القتالية في المكان وبطرف عينيه تابع (نور) الذي راح يحلق في فضاء الحجرة بدوره وهو يحاول التشبث بما يمكن أن تصادفه يده في الفراغ فكتم في صدره صرخة استغاثة كان قد انتوي أن يطلقها إليه... وقد تيقن بما لا يدع مجالاً للشك أن (نور) في هذه اللحظة ليس أحسن منه حالاً بأي صورة من الصور ... وفي اللحظات التالية فاجأه سيل من القنابل ينطلق في معدته بينما تفجرت مجموعة أخرى في وجهه وصدره ... وقبل أن يفكر في اتخاذ أي رد فعل لما يحدث له كان قد اندفع إلي آخر الحجرة وهوى كحجر وبينما يحاول أن ينهض من مكانه طرق مسامعه صرخة (نور) الواهنة:
ـ قم من فوقي يا ( أكررررم)
فتحسس بيده الجسد المتكوم بأسفله في وهن أشد ... وبكل ما يملك من قوة دفع بجسده بعيداً عن جسد (نور) فهوى علي الأرض كجثة هامدة ... ثم جاهد بكل ما تبقي لديه من بقايا قوته وهو يسأل (نور) في دهشة وذهول:
ـ من هؤلاء الشياطين يا (نور) ..؟!!
قالها وسقط في غيبوبة عميقة

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _


ارتد (س ـ 18) إلي الخلف في عنف حينما هوى ( ى ـ 60) علي وجهه بصفعة هائلة زلزلت كيانه بأثره حتى أنه حاول حذب يديه المغلولتين إلي الحائط بلا جدوى حينما طرقت أذنيه عبارة ( ى ـ 60) الهادرة:
ـ أين (جـ - 18) أيها الكلب ... أين ابنتي ..؟
ثم هوى علي وجهه بصفعة أخرى أشد قوة حتى أنه ترنح في مكانه لحظات أخرى علي أثر الصفعة وحاول رفع عينيه نحو ( ى ـ 60) بلا جدوي ... ولكن جسده ارتج بأثره حينما هوت قبضة (هريدي ـ 27) علي معدته الفوتونية وهو يتبع في شراسة:
ـ رد علي الباشا يا كلب
أما (س ـ 18) فقد تكونت بداخله عاصفة عاتية من الغضب وجاهد بصعوبة ليرمق (هريدي ـ 27) بطرف عينيه وانتابه شعور العجز المطلق حينما هوى هريدي بقيضته علي فكه مرة اخرى حتى أنه عجز عن الوقوف هذه المرة وقد بدأ مجال الرؤية أمامه في التلاشي وسؤال ( ى ـ 60) يطرق أذنيه للمرة الثانية:
ـ أين (جـ ـ 18) ... أيييييين؟
وللمرة الأولي وعى عقل (س ـ 18) المجهد السؤال ... وأداره بداخل شبكة الوصلات الفوتونية بداخله وقد انطلق بداخله شعور الخطر المتعلق باسم ( جـ ـ 18) حتى انه حاول أن يركز في معنى التساؤل بكل ما تبقي لديه من طاقة وفي النهاية لم يجد سوى إحتمال وحيد يفرض نفسه بقوة ..." لا ريب أن (جـ ـ 18) في خطر" ... !! ولكن إشارة (ى ـ 60) لرجاله قضت علي ما تبقي لديه من تركيز فقد اندفع رجاله الثلاثة نحو ( س ـ 18) وفي الثواني التالية كان جسده حتي تحول إلي هدف مباشر لقبضاتهم وركلاتهم ... ولم تكد تمر بضع ثوان حتى كان جسد ( س ـ 18) قد تدلى على الأغلال المقيد بها فاقداً للوعي ... بينما راح ( ى ـ 60) يدور في الحجرة بهياج شديد وهو يضرب كفاً بكف وفي عقله راح يتساءل بكل ما بداخله من حيرة وتوتر:
ـ أين ( جـ ـ 18) ... أين ..!!
دون أن يدري أن الأخيرة كانت في هذه اللحظة تمر بواحد من أكثر مواقف عمرها حرجاً ودقة ..!

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _


نظر الدكتور ( فريد عبد العزيز ) عن يمينه ويساره في ريبة وهو يجلس على مقعد يتوسط ردهة مظلمة بمقابلة الباب في إحدى الشقق وبدا كما لو أنه ينتظر شخصاً ما ... ومع دقات ساعة الحائط العتيقة ذات البندول والتي راحت تعلن منتصف الليل تماماً شرد بعقله إلي حواره الأخير مع القائد الأعلى للمخابرات العلمية

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _


ـ لاريب أن من يعتمد عليك جدير بأن يبيع ملابسه يا دكتور (فريد)
تنحنح الدكتور (فريد) في حرج شديد وهو يتطلع بطرف عينيه نحو التجاعيد التى باتت تملأ وجه القائد الأعلى .. وحاول أن يرد بما توارد إلي عقله من كلمات .. ولكن القائد الأعلى أدار وجهه إلى الناحية الأخرى ثم أتبع في غيظ غاضب:
ـ لا أعني ما فهمته يا (فريد)
زوي الدكتور (فريد) ما بين حاجبيه وتساءل في أعماقه عن مقصد القائد الأعلى الذي لم يتركه لأفكاره طويلاً وهو يتبع دون أن يدير إليه وجهه:
ـ لقد بدأت ثقة الجميع فينا تتراجع يا (فريد) .. وأخشى ما أخشاه أن يأتي ذلك اليوم الذي تفقد هذه الثقة فينا إلي الأبد...
تنحنح الدكتور (فريد) مرة أخرى ثم اتبع بتردد:
ـ ولماذا كل ذلك يا سيدي ..؟!
انتفض القائد الأعلى من مكانه صارخا:
ـ ألا تدري لما ... بعد كل ماحدث.؟؟
قالها وألقي نحوه مظروفاً فض الدكتور (فريد) محتوياته علي الفور ولم يكد يقرأ الورقة بداخله حتى تراجع للخلف بينما أتاه صوت القائد الأعلى هذه المرة صارماً حازماً وهو يقول:
ـ هل رأيت ماذا يقول الرؤساء ...
ثم أتبع بلا تردد:
ـ اقرأ ما فيه حتي لا تنساه ... اقرأ
أعاد الدكتور(فريد) نظره إلي الورقة مرة أخرى قبل أن يقرأ محتوياته في تردد:
ـ " أمامكم ثلاثة أيام للعثور علي (نور) و (أكرم) ... وإلا فلتبحث لنفسك عن عربة "بطاطا" لتسرح بها
قالها ونظر نحو الدكتور (فريد) الذي انكمش في مقعده أكثر بينما أتبع القائد الأعلى في شراسة عجيبة:
ـ أما أنا فسأمهلك يومين حتى تعيد (نور) و(أكرم) ... وإلا فسأجعل منك "صبي عجلاتي"
قالها وأدار له وجهه فازدرد الدكتور (فريد) لعابه في حرج وقاوم رغية عارمة في ضربه بمطفأة السجائر فوق رأسه ... وبينما كان يغادر الحجرة كانت هناك فكرة غريبة لاستعادة (نور) و ( أكرم) تنمو في رأسه..
وكانت بحق فكرة مدهشة ..!!

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

لهذا هو هنا الآن ... في منزل الشخص الذي اختاره ليكلفه بمهمة الإنطلاق خلف (نور) ورفيقه لاستعادتهما ... ولا يدري لماذا تذكر هذا الشخص علي وجه الخصوص ... ولما الآن فقط ... علي الرغم من اختفائه المثير للتعجب منذ فترة كبيرة ...
لم يكد يصل بأفكاره عند هذه النقطة حتي طرق مسامعه صوت مفتاح بدائي يدار في مزلاج الباب ..
وعلي عتبه الباب ومن خلال الإضاءة القادمة من أمام المدخل طالع شبحاً لشخص يتوسط فرجة الباب ... ولم يكد هذا الشخص يراه حتى امتدت يده في سرعة ودقة نحو أحد أزرار سترته التي يرتديها وفي لمح البصر أخرج مدفع مقاوم للطائرات صوبه نحوه علي الفور وعلي وجهه ارتسمت ابتسامة لا مبالية بينما أتاه صوته الساخر قائلا:
ـ أكشف عن هويتك يا عميل دولة " استرتان" وإلا مزقتك صواريخي المضادة للطائرات في لمح البصر
وعلي الرغم من ذلك المدفع المصوب نحوه ... وعلي الرغم من دقة الموقف الذي يواجهه الدكتور (فريد) إلا أنه ابتسم في هدوء قبل أن يتبع:
ـ " والله زمان يا ( مندوح) ... مصير الحي يتلاقي "(*)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
(*) اشتهرت هذه العبارة في دراما تليفزيونية كانت تعرض في أواخر الثمانينيات
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

ـ " السجن بيضحك لييييه وأنا داخلة أدلع أملا القلل ... أيوة أه"
راحت حارسة السجن تترنم بهذه الأغنية الفولكولورية الفضائية وهي تتهادى في طريقها نحو عنبر السجينات في تمام الثالثة بعد منتصف الليل كإجراء أمني متبع يتم تنفيذه كل ليلة في مثل هذا التوقيت ... وبلا تفكير ضغطت شفرة الرتاج السرية والتي يتم تغييرها مرتين يوميا وفق نظام دقيق ... وحينما توسطت ساحة العنبر الضخم أرتسمت علي وجهها ابتسامة ساخرة وهي تتابع السجينات اللاتي تمددن كل في سريرها وقد راحت سيمفونية كاملة من " الشخير " تملأ جنبات المكان بينما يتطاير الشرر الكهربي عن أنوفهن ... حتى أن الحارسة راحت تحدجهن بنظرة مليئة بالغيظ قبل أن تهتف بحنق:
ـ إيه الأصوات دي ... بوظتوا الأغنية إللي كنت بأغنيها ... منكم لله يا بعدة ..
قالتها وانطلقت نحو الباب كأنما تهم بمغادرة المكان بأسرع ما يمكن ... لكنها لم تلتفت إلي تلك الحيوية التي دبت في جسد ( جـ ـ 18) فجأة ولا لتلك القفزة الرهيبة التي صنعتها حتى أنها قد قطعت المسافة التي تفصل الحارسة عن سريرها دفعة واحدة وحينما لامست أطراف أقدامها الأرض ثانية كانت تقف في مواجهة الحارسة التي تراجعت للخلف في فزع ولكن ذلك لم يدم طويلاً فقد عالجتها ( جـ ـ 18) بضربة فنية سريعة أفقدتها الوعي مباشرة ... ولم تكد الحارسة تتكوم على أرضية الحجرة حتى دبت الحركة في المكان بغتة ... وبدأ الجزء الثاني من خطة الهروب التي وضعتها ( جـ ـ 18) ... ففي الثواني التالية كانت ( جـ ـ 18) قد استبدلت ملابسها بملابس الحارسة ... وأمام أعين السجينات الذاهلة ظهرت مهارة ( جـ ـ 18) الفائقة واعترف الجميع لأناملها بالمهارة والدقة حينما قامت بتثبيت القناع المعدني الذي صنعته لوجه الحارثة من "السرفيس " المعدني الذي حصلن عليه من مطعم السجن حتى أنها قد أصبحت نسخة أخرى مطابقة لها تماماً... وبلا تردد وفي ثوان معدودة عالجت ( جـ ـ 18) منطقة خاصة جداً في رقبة الحارسة الآلية وأمام أعين السجينات أخرجت كابل صغير يتصل بذاكرتها مباشرة وبدأت في امتصاص المعلومات من ذاكرة الحارسة ... ولم تكد تنتهي حتي اعتدلت قامتها واستدارت نحو الباب بطريقة مماثلة تماماً لطريقة الحارسة الفاقدة للوعي ... ولم تكد تضع قدمها خارج العنبر حتى حدث آخر ما كانت تتوقعه ... فبلا مقدمات انطلق رنين إنزار قوي من جسد الحارسة الفاقدة للوعي ... حتى أن ( جـ ـ 18) قد استدارت نحوها وأطلت من عينيها حيرة رهيبة وهي تسمع صوت أقدام الحراس القادمة من نهاية الممر بينما لم يتوقف صوت الإنزار الخفي المتصل بجسد الحارسة ... وانتابها شعور قوي أن هذه الليلة هي أطول ليالي عمرها علي الإطلاق ..
ولم تكن مخطأة بأي حال من الأحوال...
بل ربما كانت آخر ليالي عمرها بأكمله..

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _


حاول ( أكرم) أن يفتح عينيه بصعوبة وبدت الصورة أمامه مشوشة وهو يصارع الشعور بالألم الذي ملأ كل جسده ... ومع ذلك فقد كتم أنة كادت تنفلت من بين شفتيه وهو يجاهد ليتابع تلك الصورة المشوشة التي تلتقطها عيناه ... ولما لم يقو على ذلك فقد جاهد بأقصى ما يملك من قوة ليلتقط بأذنيه تلك الأصوات المتداخلة بذل جهداً خرافياً لفهم بعضها
كان صوتاً ذكورياً صلباً يقول في حزم:
ـ ألم احذركم من قبل عن الإفراط في التعامل مع المتسللين ... ماذا سيحدث لنا لو لفظ أحدهما روحه هنا ..؟
وميز صوت أحد الأطفال الأربعة يقول:
ـ لقد تسللوا للبيت بغرض السرقة يا أبي ..
لم يصل أذنيه صوت لمدة طويلة حتى أنه حاول فتح عينيه في صعوبة لكنه توقف عن محاولاته حينما أتاه صوت الرجل للمرة الثانية ...
ـ هيا .. اذهبوا جميعاً إلي حجراتكم ... وساوقع أقصى عقوبة عليكم فيما بعد
مرت لحظة أخرى من الصمت لم يقطعها سوى صوت الأقدام الصغيرة التي راحت تغادر الحجرة قبل أن يقطع صوت أنثوي صمت المكان قائلة:
ـ لماذا كل هذا القسوة في معاملتهم يا ( أدهم) أنت تعلم انها ليست المرة الأولي التي يقومون فيها بذلك ...؟
وعلي الرغم من عدم صفاء ذهن (أكرم) إلا أن العبارة الأخيرة ترددت في عقله كثيراً ... واحتجز عقله كلمة واحدة منها راح يردهها في تتابع هستيري ..
ـ ( أدهم) ...
ـ ( أدهم) ...!
ـ ( أدهم) ...!!
ـ ( أدهم) ...!!!
ـ ( أدهم) ...!!!!
ـ ( أدهم) ...!!!!!
ـ ( أدهااااااااااااااااااااااااااااام) ...
ثم انتفض جسده بغتةواستعاد وعيه دفعة واحدة ... فأمام عينيه نصف المفتوحيتن من أثر الضرب كان يقف أمامه الشخص الذي أتيا من أجله ...
الشخص الذي قطعا حدود الزمان والمكان لملاقاته ...
الشخص الذي ظل طوال عمره يحلم برؤيته
الشخص الوحيد الذي تحلي اسمه بلقب لم ينعم به سواه
كان ... ( أدهم) ...
( أدهم صبري ) ...
شخصياً .....!!


يتبع


الغلاف مهدى من الصديق العزيز المبدع محمد فتحي

 
 

 

عرض البوم صور abcz   رد مع اقتباس
قديم 16-07-07, 10:36 PM   المشاركة رقم: 73
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
نجمة الشمال


البيانات
التسجيل: Feb 2007
العضوية: 24420
المشاركات: 2,230
الجنس أنثى
معدل التقييم: kahina عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 60

االدولة
البلدTunisia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
kahina غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : abcz المنتدى : سلاسل روايات مصرية للجيب
افتراضي

 

مشكور كتير على الفصل السابع
بصراحه عمل جيد جدا
و احنا لسه طمعانين في كرمك عشان تكمللنا الروايه

 
 

 

عرض البوم صور kahina   رد مع اقتباس
قديم 18-07-07, 03:23 PM   المشاركة رقم: 74
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 13626
المشاركات: 46
الجنس ذكر
معدل التقييم: abcz عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 44

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
abcz غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : abcz المنتدى : سلاسل روايات مصرية للجيب
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة kahina مشاهدة المشاركة
   مشكور كتير على الفصل السابع
بصراحه عمل جيد جدا
و احنا لسه طمعانين في كرمك عشان تكمللنا الروايه

عزيزتي "الكاهنة"

للمرة الثانية علي التوالي يكون ردك هو الأول علي الفصل الجديد
لا أجد ما أعبر به عن شكري وامتناني
كما أتمناه ألا تتوقفي عن متابعة العمل وابداء رأيك بإستمرار
فرأي القراء في رأيي هو الدافع الأولي لأي كاتب لكي يستأنف أي عمل له

دمت بكل الخير

 
 

 

عرض البوم صور abcz   رد مع اقتباس
قديم 22-07-07, 02:32 AM   المشاركة رقم: 75
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2006
العضوية: 14316
المشاركات: 2
الجنس ذكر
معدل التقييم: m_a_m_stranger9 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
m_a_m_stranger9 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : abcz المنتدى : سلاسل روايات مصرية للجيب
افتراضي

 

جميل جدا وعقبال باقي الفصول

 
 

 

عرض البوم صور m_a_m_stranger9   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم سلاسل روايات مصرية للجيب
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:30 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية