كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات أحلامي
رد: 304 - ميراث الأحفاد - ريبيكا ستراتون ( روايات احلامي المكتوبة )
" آه فهمت "
وحدق فيها بعيني امتلأتا بهجة ثم قال لها بصوت ناعم :
" ما دمت تريدين تعلم الأسبانية فينبغي ان تتعلمي ايضاً ألا تتكلمي قبل ان تفكري جيداً بما ستقولين . هذا من خصائل المرأة, وإن كنت ستصبحين واحدة من آل فرنسيسكو فعليك تذكر هذا"فوجئت جيني بكلامه فحدقت فيه ثم هزت رأسها وقالت :
" لكني لست من آل فرنسيسكو ولا أريد تغيير اسمي يا أنطونيو"
وابتسم للحظة ثم رمق أباه الذي هز رأسه مما زاد في اضطرابها فقطبت حاجبها إلا انه ابتسم لها ثم تمتم بالأسبانية شيئاً لم تفهمه فسألته :
" ما الذي تقوله عني ؟"
وفوجئت به يقهقه وانفرجت أساريره الصقرية الصارمة وأثار رنين ضحكته الناعم الخافت خفقات قلبها وجعلها ترتعش. وأكثر ما أدهشها هو تلك اللطافة والنعومة اللتان فاضتا من ملامحه , وسطعت عيناه سروراً ثم حدق فيها للحظة قبل ان يتكلم قائلاً:
" قلت لتوي اني معتاد الحصول على ما أرغبه "
ثم ابتسم حين رأى حالة الضياع التي انتابت جيني , لكنها قالت :
" وما علاقة هذا الأمر بانتمائي إلى آل فرنسيسكو ؟"
وشعرت بقلق عميق حين رأت علامات الاستياء والغضب على وجه دونا صوفيا .
ظل أنطونيو يبتسم غيراً به لاستياء والدته الواضح وهز رأسه ببطء ثم قال بصوت ناعم :
" سوف تفهمين يا ابنة العم الصغيرة , سوف تفهمين "
كان لجو المصنع البارد والشبيه بالكهف وقع عظيم في نفس جيني فراحت تنظر حولها دهشة . كانت البراميل الخشبية مصطفة على الأرض الرملية في غرف واسعة طليت جدرانها بالأبيض وفي ممرات كممرات الكاتدرائيات وكأنها دهاليز لا نهاية لها .ريحانة
وسمعت جيني اصواتاً دلت على وجود اشخاص كثيرين في المعمل بيد انهما لم يصادفا سوى رجل قصير القامة أسمر اللون , مجعد الوجه تقدم في اتجاههما لحظة وصولهما . وبدا قلقاً او هكذا تراءى لجيني وألقى على جيني نظرة خاطفة , ومستغربة ثم التفت نحو أنطونيو وخاطبه بالأسبانية فظنت جيني انها سمعت لفظة آنسة , وبدا أنطونيو منزعجاً لسماع اخبار هذه الآنسة إذ هز رأسه بصرامة ثم رمق جيني قبل ان يجيب بصوت لبق ومتشدد . ثم التفت نحو جيني ورفع حاجبه وابتسم ثم قال :
" آسف لأنك لم تفهمي ما دار بيننا , واعتذر لاستعمالي الأسبانية لكن العجوز بيديز لا يتكلم الانكليزية "
واجابته جيني بصوت ناعم :منتديات ليلاس
" أظنك مسروراً جداً لكوني لم افهم "
|