لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

قصص من وحي قلم الاعضاء قصص من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-03-23, 10:41 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2013
العضوية: 257539
المشاركات: 35
الجنس أنثى
معدل التقييم: رنين رنين عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 24

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رنين رنين غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رنين رنين المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية سجين الانتقام

 

الفصل الخامس عشر


قراءة ممتعة❤

جودي غاطة بالعميق لا حاسة فيها ولا بجوزها المولعة معاه من كتر الإشياء يلي عم تصير معاه من بعد ما جبرها تروح عند أهلها رغم نيتو الصادقة ليعدل الوضع بينهم ويروح معها ع موعد مراجعتها عند الدكتورة يلي آجلو كرمال يضغط حالو بالشغل من شان يقضي معها شوية وقت بعد ما يتطمنوا ع صحة البيبي ليعيشوا لحظات متل أي تنين متزوجين عم يختبروا الحياة مع بعض بعد ما يروّحها من عند أهلها... بس لا كانت روحتها عند أهلها بالطيب... ولا حتى نواياه الصادقة ليقرب منها ولا ليعرف شو فيه بينها وبين أهلها صارت... وكل الضغط يلي ضغط حالو فيه جوا الشركة وبرا الشركة كان لهدف أهم من يلي عم يدور ببالو واللي هو مصلحة العيلة واللي بتيجي قبل علاقتو بمرتو يلي لما حاول يجاريها جت الأمور عكس ما توقعها... كاشفتلو أشياء كان متجاهلها ومتغافل عنها كرمال ما تتطاول عليه أو على عيلتو لإنو خايف ينغر فيها وتتعقد الأمور بينهم... بس اتاري خوفو منها مالو داعي من الأساس.... لإنو كان لازم يخاف عليها بدل ما يخاف منها...

لإنو كان لازم يعطيها فرص قبل ما يحكم عليها للسادجة يلي عم تشاركو نفس السرير ونفس الفرشة...

لإنو كان لازم يعاشرها كشريك مكمّل مو كشريك مشكك فيها قبل ما الأمور تصل لهالحد هادا الصادمو فوق صدمتو ع اللي صار مع عمو جابر لإنو ما كان متخيل ضربة أهلها تيجي فيه هو بالذات...

ولإنو ما توقع بنتهم المجبور يحميها هو من أي شيء هيئذيها لإنها مرتو وحامل بابنو بغباؤو وجهّلو قام مسلمها لإلهم بإيدو كرمال تودعهم كآخر مرة... مو كرمال ترجعلو منهانة ومهمشة منهم... ضحك بمرار ع براءة تفكيرو... هو فعلًا شاللي متوقعو من جاسر دهب الجبار وبنات عمها... كان لازم يحاورها ويفهم منها عن كتير اشياء... كان وكان ومليون كان قصّرها معها... فزفر بغل من فكرة أهانتو لإلها فوق ما هي ميهونة... ومن فكرة إنو رماها بشباك سوء ظنو يلي وسوللو وزينلو تشكيكو فيها وبفكرة إنها مجبورة عليه لو واحد بالمية... ومن فكرة إنو رفض يصدق براءتها الخام وشخصيتها السادجة واللي بتوقعها بشي أكبر منها...

احتر من يلي سواه فيها من أول ليلة بينهم لحد هلأ... وانغل محاول يشتت ذهنو وفكرو عن حقيقة ظلمو لإلها وجرها من شعرها لعند رجلين أمو قبل ما يعاقبها تنظفلو جناحهم...

هو شو بدو يتذكر ليتذكر... ع شو ولا شو بدو يستسمح... ع اللي عملو فيها من الأول ولا ع اللي سواه فيها آخر شي ورطها فيه لما جبرها تروح عند أهلها تاركها في الوقت الغلط بخانة (الخاينة) عند عيلتو والكارثة وين مع عيلتها يلي هدرت دمها ومع أبوها عديم الأحساس يلي بعتلو رسالة الفجر (مبروكة عليك بس دير بالك عينك تسهى عنها لتلاقيها مقتولة لإنو دمها مهدور عنا) ... فمن وين يتلاقاها من ضميرو ولا من عيلتو ولا من عيلتها ولا منها يلي ما عادلها حدا غيرو...

شو هالوزر التقيل... هو يلي آذاها رح يحميها من نفسو حتى...

شاللي عم تغلطو بحقها يا ابن الخيّال لخبطت عيلتها وجبت آخرة بنتهم البتكون مدامتك... واللي ضميتها تحت جناحك مو كبنت إلا كمنطقة محمية يمنع المساس فيها عندك وخط أحمر مو خط عادي إلا خط عريض وواضح وضوح الشمس بوجه أهلها وأهلو المصرين يزوجوه عليها...

وين يتزوج عليها؟

وين يلحق أفكارهم المؤذية لإلها واللي لازم تكون موجهة ع عيلتها مو عليها هي المسكينة يلي مالها دخل بكل يلي صار... لكن من عجز أهلو وخيبتهم لنفسهم ومحاولتهم إثبات نفسهم بطرق مالها دخل برد الاعتبار لكرامتهم قرروا العقاب السريع يكون من نصيب محميتو الضعيفة المعدمة يلي ما بتملك غير قلبها الطيب وعقلها الضيق لتواجه أوجاعها ومآسيها سواء يلي صارت أو يلي رح تصير...

ولأول مرة من بعد زواجو منها باكل همها بعد ما ورطها بسوء ظنونو...

لكنها هي المسكينة كيف هتاكل هم نفسها غير إنها تسلم أمرها لله بلا وعي منها وتكمّل نومها بس مو ببراءة كعادتها من كتر ما هي مستنزفة بعد يلي مرت فيه من وراه وورا أهلها ورجالهم والكتاب المعقد يلي بحكي سنسكريتي (لغة هندية قديمة) رغم إنو المكتوب قدامها بالعربي... فهي بتهرب من شي لشي كرمال ما تحس بشي بقلقها ويخرب هدوءها الفكري وعالمها الداخلي بس سبحان الله القلق ووجعة الراس لاحقينها من مكان لمكان لهيك فضلت النوم مخلصة نفسها من مسؤولية قراءة هالكتاب المضوجها لتريّح دماغها وجسمها وتنسى كل اللخبطة يلي مرت فيها وصارت معها من ليلة الجمعة حتى الليلة هادي... بس وين تنام وجتها جوري اللحوحة تصحيها وهي مو حاسة فيها ولا بحاجة جسمها يلي بدو ينام لساعات طويلة كتير ع أمل عقلها يتصالح من تلقاء نفسو مع يلي صار من شان تصحى متل عادتها ناسية يلي مر... بس مو كلشي بمر مرور الكرام وبسايرنا لحكمة ربانية ما بنعرفها بلحظتها... والحاح جوري عليها لتصحى ما كان هباء منثورا إلا كان من شان تخبرها هالخبر السام ع ملا وجهها: قومي بسرعة يا جودي رجال العيلة بفكروا يزوجوا زوجك وإنتي نايمة!!

جودي تحاول تسفهها لكن صوتها ونبرتها المضطربة منعتها: لك اصحي بقلك زوجك عم يجبروه يتزوج عليكي وإنتي ولا بالهوى داري... كلو من أهلك!!! لك قومي بسرعة... جودي!!! وتهز فيها وهي عم تكرر... مناي افهم إنتي مو مستوعبة شو عم قلك جدي وبقية رجال العيلة مفكرين يزوجوا عزوز عليكي...

جودي سمعت كلامها من هون قلبها نبض وخافت وهي لسا مش مستوعبة حرف من يلي عم تقولو بس نبرة صوتها المنفعلة حسستها بالخطر...

فردّت جوري هزتها بقوة مالة من خمها النوم: لك يا خم النوم اصحي في مصيبة بقلك بدهم يزوجوا زوجك وإنتي قاعدة... لك متخيلة يجيب مكانك وحدة غيرك و~~

جودي بس سمعت كلمة مصيبة طالعة من تم جوري لفت عليها وهي عم ترفع ضهرها تشوف شو فيه بدون ما ينضوا ضو غرفة المكتب لكن فيه أثر ضو من الحديقة جاي من شباك المكتبة وما بتعرف كيف دماغها السميك فسر يلي قالتو غير إنو هو رح يتزوج جد او عم بتزوج... وقفل عقلها بعدها يسمع شو عم تحكي من عجزها تتخيل وحدة جنبو... وبهتت حاسة دماغها بدخّل شباط برباط وتذكرت وقت المستشفى والمتدربة يلي كانوا ع مزح رح يزوجوه إياها... فتخيلتها جنبو واستاءت ع عصبت ع بدها تنفجر بكى... كيف هي تسرق زورو منها... صمت ادنيها رافضة تسمع شي... وفجأة ثارت وصرخت على جوري يلي ضوت الضو عليها وهي عم تسألها لإنها لمحتها رافعة ضهرها بدون ما تحاكيها: جوجو مـالـك فـ ~~

طـفـي الـضـو!!!

جوري بهتت وعيونها طلعوا من مكانها بس شافت شكلها ووجهها وطول شعرها القصير ورفعت سبابتها مأشرة ع شعرها وهي واقفة عند باب المكتبة محل ما مفتاح الضو مصمم ناطقة غصب: مين سوى فيكي هيك... مستحيل عبد العزيز؟؟؟

وين عبد العزيز أخوها يسوي فيها هيك... هو ممكن يتجاوز بعض الخطوط بس مش توصل فيه المواصل يشوهها ولا يهينها هيك... وخير وبركة ما سمعها لإنو لو سمعها كان كمّلت عليه وحسستو بخيبة كبيرة من نفسو المضوجتو من محاولة فرض رجال عيلتو زواجو من بنت من بنات العيلة عليها كتنزيل من قيمتها وقيمة أهلها قدامهم وقدام باقي الخلايق بدون ما يقلقوا فيه ولا فيها يلي مالها دخل بكل يلي صار... فكيف فيه يظلمها بعد ما وعي ع كل ذنوبو بحقها... كيف فيه يتطاول على الدين هو عارف الشريعة اعطت الرجال هادي الحقوق لكن بشروط ومن بينهم وأهمهم يعدل وما يظلم... وهو عارف مالو حمل يتني فلليش (فليش) يغلب حالو ويفكر... فكرة إنو جدو مصر عليه ليتزوج عليها عم تحرو... فمسح وجهو محتر وهو عم يتذكر كيف عبر عليهم الديوان وهو عم يقلهم ومستشعر بتوتر الجو بينهم: السلام عليكم...

إلا رد عليه عمو جميل وهو عم يكمّل مشيو قاعد محلو المعتاد قريب جدو: وين السلام وحضرتك متأخر...

فجاوبو بجدية وهو عم يطالعو لامح عيونو المحزمقة منو: معليه حلالنا بستاهل أتأخر عليه...

فتدخل بدران وهو مستغرب من صمت الجد: شو قصدك يعني قعدتنا مالها ضرورة وجاي هيك...

عبد العزيز رد بصراحة جافة حاسس القعدة بس بينو وبينهم وكأنو الباقي مو موجودين: والله يا أبو عدي صرت احسبها هادي القعدة لوين رح تودينا فإذا قعداتنا يلي فاتت ما جابت أكلها يبقى شاللي رح تجيبو هادي القعدة ولا قعدتنا مع رجال البلد...

زيدان ضحك بمسخرة: هه آه لإنك عملت عملتك وخليتنا متساوين معهم بمستوى دناءتهم من شان تجيب مرتك قبل ما هما يعلموا علينا من وراها ومن ورا تسامحك معها فاصحك تفكر يلي عملتو يعني برفع راسنا بين الناس...

عبد العزيز رد عليه وهو محاول يسفه كلامو يلي لسعو رغم أنو فاهم مصدرو: والله لو فكرت كان طبلت بالموضوع بدل ما اتستر عليه...

إلا علّق عمو جميل بوقاحة: صحك ما تتستر عليه وإنتا سودت وجهنا بعملتك بعدين لعبة مرتك مع أهلها ما لازم ينسكت عنها...

جن بس سمع كلام عمو... شو لعبة ما لعبة... يا الله نار شبت جواتو لما تذكر كيف رجّعها وشو حالها بس تفحص جسمها غصب عنها... وحطها بمكان ما كان لازم يحطها فيه... فجاوب عمو بدون خوف: من الآخر مش جيت شو بدكم هاتوا وراقكم... وخلونا ننهيها لإنو بصراحة ما عندي وقت بس للحكي الوقت بمشي واحنا سنين مكاننا... ولف ع جدو مكلمو... شو يا أبو ضرغام شاللي مسكتك لهلأ...

الجد رد عليه وهو كاظم غيظو: ماشي قدرت تخلينا نلغي قعدتنا مع كبار البلد بس ما رح تقدر تغصبنا إنو نعترف بمرتك ع طول...

عبد العزيز انخنق فتعوذ من الشيطان ناطق: ماشالله وقت الصلح والزواج سباق وهلأ ~~~

الجد قاطعو بانفعال: لا هلأ ولا بعدين... والله ~~

فرد بسرعة عبد العزيز موقفو بنص كلامو بعدم صبر: شاللي عندك يا جدي وقت الصلح ركض عليه وانتا وكلنا عارفين طبعهم... فشو متوقع وبعدين أنا مرتي برا الموضوع فطلعوها وأنا بعرف كيف رح أتعامل معها... فخلونا نحكي بالزبدة والمهم جاسر دهب... يا نجيب راسو يا نلعب معو... غير هيك ما فيه عندي...

عمو جميل رد بتهكم: ما شاء الله بقول كان اخدت القرار عنا كلنا ومشينا وراك...

عبد العزيز فعلًا يلي شافو اليوم والمواضيع يلي طلعتلو برا السحبة ومع قلة النوم والأكل خلص مقفلة معاه ومو طايق حتى نفسو ومالو خلق يحاكي حدا وبدو الزبدة عشان يكمّل عند عمو ويبات عندو ليخفف شرهم ع مرتو كرمال يمسك العصى من النص خوف ما يجي بالحامي ع مرتو ولا ع أهلو.... فلف ع جدو مناظرو...

إلا بصوت عمو كنعان يلي دخل ع فجأة من الباب مع زوج عمتو أمل: السلام عليكم!!

رد عليه عبد العزيز: وعليكم السلام وهو عم يسمع رد عاصي يلي مع فكرة يجيبوا راس جاسر ويهينوهم أهانة تذلهم قدام خلق الله: جميل! عبد العزيز يلي قالو مزبوط يعني زودناها سنين واحنا لا بنتقدم ولا ملاقين حل... يعني خلونا نبيض وجهنا بدون ما ندخّل حدا ونربيهم...

بدران نطق بدون خوف: يا سلام ونصير قتالين...

فتدخل عاصي هون محتر من بدران: يا سلام يعني ننقتل أحسن من شان واحد منهم مو مصلي ع النبي... والله يا الحبيب عند ساعة الجد ما حد بفكر يكون قاتل لما يشوف حالو هيكون مقتول... الشغلة فيها قاتل ومقتول ودام القاتل مو متراجع وإنتا عندك القدرة لتردو بأي طريقة أكيد هتساوي يلي بتقدر عليه...

فعقب زيدان ع كلامو: مهو الشغلة مو قصة القتل مين رح يقتلو منا لإنو مو منطق نبعت حدا يقتلو لإنو قلة مرجلة منا... وبنفس الوقت ما بدنا نلوّث سمعتنا...

عبد العزيز رد عليه: بسيطة لما بجي (يجي) بدو يضرنا بنقلبها عليه... بس الدور هلأ متى الوقت يلي بدو يقرب منا فيه... والسؤال المهم شو يلي رح يعملو معنا وكيف ممكن نسبقو... أنا حلالنا زودت عليه رجال للحماية وكلو مآمن بس الدور هلأ واحنا طالعين نكون بآمان... وهادا كلو بإيد الله مو بإيد عبيدو... فلازم كلنا ندير بالنا من أي ثغرة عشان ما يدخلوا منها... لإنو جاسر غدار وببيّتها...

الجد شامخ رد ملقي السم يلي بتمو: والله الثغرة يلي هيدخلوا منها مرتك وهون مربط الفرس يلي قدامك واللي بحلو ترجيعها لإلهم ولّا هجرك لإلها.... ودامنا ما بنطلق قدامك الهجر وتتزوج عليها لتربيها ع عملتها الناقصة معنا...

عبد العزيز رح ينفجر بس رد لهالسيرة لإنو هو الغبي يلي حط مرتو البريئة بهيك صورة وزاوية مشبوهة بالوقت الغلط... فنطق وهو كابت ثورة غضبو: بفكر...

بدران جن مجاوبو: شاللي بتفكر فيه هادي أهانة بحقنا... وعيب بحقنا....

وولعت الدنيا بينهم بين ما فيه طلاق ولا فيه زواج... لإنو ما فيه قدامو غير رنيم وجيهان وأريام وهو ما بقبل منهم ولا هما بدهم من برا العيلة عشان حرقة قلب عيلة دهب وبنتهم...

وعاصي المسكين هو وزوج أمل مو قادرين يهدوا من عبد العزيز يلي كان نازل فيهم ردود قوية وبتنرفزهم كل كم دقيقة...في حين كنعان قاعد مستمتع...

والحمدلله يلي حس عبد العزيز بالآخير رح يجلطهم فانسحب من القعدة جابر أختو جوري تيجي معو بدون ما يدخل يسلم ع عماتو يلي ما فكروا يقربوا منو من صوتو الملعلع قبل شوي... وما صدق جوري تيجيه بعد خمس دقايق واللي حسهم سنة ليتحرك فيها عند مدامتو وهو مو عامل حساب شاللي رح يقولوه أهلو عنو وعن أختو...

يعني هو يجنن البنت ويخليها لحالها مع المدام سمية لما ما يرجعلها ع البيت اليوم ولا لكم يوم تانيين عشان يرضيهم...

هو مو طاغي ولا مستبد معها.... بكفيه يلي عملو فيها.... فمسح ع وجهو محرور من الورطة يلي حط مرتو ومحميتو فيها... فتنهد عازم من اليوم يرفع منها ويخليها شي ببيض الوجه فيه عند أهلو وبحسّر القلب عند أهلها...
فضغط ع شفايفو فجأة لما تذكر لو ما جابها امبارح من نص بيت أهلها الله أعلم شو كان رح يساووا فيها...

صحيح هو بدخلتو لبيتهم وترجيعها لعندهم وطخهم عليهم كان نقطة متساوية بينهم وبين عيلة دهب بس بالمقابل راحت بنت قلبو بالعروة... بس هو مستحيل يتزحزح ويتزوج عليها مو لإنو بحبها إلا لإنو ما بدو يظلمها ولا حتى عندو القدرة لبيت تاني...

هو عندو أهلو وعيلتو ومرتو أولوية قصوى وما بدو شي رابع يدخل عليهم ولا فوقهم...

وضحك فجأة... قال بدو يختار من بنات العيلة وما لقوا غير رنيم وجيهان وأريام... وين رايحين فيه... أريام يلي ربت قدامو زي كأنها أختو ولا ماخدة الدنيا تسلاي... ولا رنيم وحركاتها التمردية وابتعادها عن ربها... ولا جيهان يلي مو مخلية شي من شرها... قال إذا بدك تخيرو حيرو بس هدول مو خيّروه إلا جلطوه بهالخيارات وبالاقتراح نفسو... فبلع ريقو وهو حاسس عندو كم شوكة قاعدة بحلقو من رجال العيلة ومن عمتو وفاء ونداء...

فالله يستر إذا احوجوه يشد على إيدهم يلي بتوجعهم ويكشف عن أنيابو مو للهجوم إلا للرد والتحذير... فتنهد بس انتبه ع صوت تليفونو يلي كل شوي عم يرن وما عم يسكت... فتجاهلو عابر المستشفى وصافف سيارتو في كراج السيارات الخاص ليكمّل طريقو ع جناح عمو من شان يقعد لحماية عمو جابر هو وجبر وهو مو فارق عندو مقابلة جدو ولا حدا من رجال عيلتو هناك... وما لحق يبعد كتيرعن السيارة إلا لمح عاصي وعمو كنعان وأكيد جدو فوق لإنو مستحيل ينام بالبيت وابنو هون وخاصة بأول أيام حرجة عليه... فتحرك لعندهم وهو عم يقول: منك السماح يا عم ما سلمت عليك...

فتبسم كنعان غصب وهو عم يقلو: إنتا حل حالك بالأول بعدها سلم...

فتقرب منو غصب مسلم عليه... وهو عم يشد عليه: نورت... وبعد عنو رادد وهو عم يشد ع كتف عاصي بمعزة: وهيني سلمت عليك قبل ما حلها يا عم... وغمزو... كأنو حابب تكملها معاي...

كنعان تبسم بوجهو وهو متحفظ ومتكتم ع مشاعر الشر تجاه عيلة دهب وبناتهم: والله أنا مع يلي قالوه الأهل... وما بحس كان داعي لهالردود القوية...

عبد العزيز الكارثة عارف المطب يلي وقع فيه عمو فنطقلو: بدك ورقتك تمشي يا عم خليك بعيد...

كنعان جفل بس سمع كلامو... فسألو بنبرة شاحبة: شو قصدك؟

عبد العزيز قرب منو وطالعو بعيونو: قصدي وجعنا واحد بس غايتنا مختلفة... حدا بدو ينتقم وحدا بدو أبعد من هيك... فألعب ع راحتك بساحتك وخليني ألعب براحتي بساحتي...

فتدخل عاصي هون قبل ما تولع مع كنعان: أنا بقول خلونا صحاب وأحباب ونبعد عن الشر ونغنيلو... وخلي كل حدا منكم يمشي بطريقو بدون ما ندّخّل....

كنعان رفع سيجارو مكمّل فيه وهو عم يطالع عبد العزيز بحرقة لإنو شكلو هو فركش خطتو لجية بنت جاثم ال**** لعندو الليلة.... فسكت من تقل رجولتو عليه من خزيو ليواجهو... فتكلم بنبرة تقيلة: عم تلوي دراعي يا ابن ضرغام...

عبد العزيز رد عليه: ما بلوي يا عم بس بقلك حياتي خط أحمر وما تفكر تتخطاه... محبتك ع العين وع الراس بس ما بتعني تيجي تضغطني عشان جدي ورجال العيلة... وخدها مني إذا احنا ما مسكنا الموضوع ضاعت العيلة وضعنا... زمن أول حوّل وعقلية رجال العيلة مع تقديري لإلهم ما نفعت زمان لتنفع هلأ والموقف ما بتحمّل كلام ع مي ولا صوت عالي ولا قال وقلنا الموقف بدو فعل سريع وبمحلو... لإنو وجهنا صغر قدام نفسنا... فإنتا حر إذا بدك تمشي معهم بس مش حر يا عم تجبرني لإنو هيك رجولتي بالأرض أولها زواج... آخرها أبصر وين... وأنا رجال ما بحركني غير عقلي وأشر عليه وأهمو مرضاة ربي... فهي أنا عرضتلك نفسي ع بلاطة وشوف يلي سمعتو وين رح يجي وبمشي مع تفكيري من شان ما نكون بمكان ونصير بمكان تاني... وحرك إيدو شادد ع كتفو... وللمرة التانية ناطق... نوّرت البلد... ولف متحرك داخل المستشفى مبتعد عنهم وهو جد مالو خلق يبرر فيه لإنو ارهق كتير من سيطرتو ع وحشو الداخلي يلي عم يتحرك جواتو من ضغطو وحرتو ع عيلتو... هو إذا حدا انضر من عيلتو مو بنكسر إلا بصير جبار ومستعد للهجوم...

امبارح مسك أعصابو مسك بالقوة بس من بعد ما شاف حال مرتو يلي مو قادر ينساه رح ينجن... من خوفو ليكون هو ورا موت جدها وأصابة عمها... يا الله عيلتها وين ما عم يروح عم بتلاحقو وعم بتذكرو بحال بنت قلبو يلي اخدها منهم بالقوة.. وحاسس فيها شي فرفع تليفونو بدو يتطمن عليها إلا بصوت جدو وهو عم يقلو: تعال!

فنزل التليفون مؤجل مراسلة الست سمية ليتطمن ع بنت قلبو يلي رح تنجلط من جوري يلي هتنفجر إذا ما عرفت مين ساوى فيها هيك... لإنها عاجزة تتقبل ردها إنها مو عارفة مين يلي قص شعرها ولا حتى متقبلة طلبها لتطفي الضو عليها... لإنها بدها تعرف كلشي ولا رح تموت من التفكير... فطالعتها بذهول مو قادرة تصدق إنها مش عارفة شاللي صار معها فنطقت من بين اسنانها بحرة: لك فهميني ؟ كيف مش عارفة مين ساوى فيكي إذا تركناكي بالبيت لحالك مع عبد العزيز...

جودي ردت بعجز منفعل من ضغط جوري عليها وسيطرتها وهي عم تبكي بغضب: ما بعرف هو كلو منو وداني عند أهلي و~~

قاطعتها جوري بانفعال وهي عم تحط إيديها ع حجابها: إويلي إويلي يبقى عشان هيك جدي بدو يزوجو شكلو فكرك مخططة مع أهلك... يا سواد وجهك يا عبد العزيز... فبسرعة لفت عليها ماسكتها من إيدها اليمين بتحكم: وليه وداكي شو المعنى بهداك اليوم ولا ليكون هما يلي سووا فيكي هيك و~~ سكتت مو قادرة تتحمل الفكرة فبعدت عنها فاكة منديلها من الحرارة الحاسة فيها لإنها وأخيرًا قدرت تفهم ليش عبد العزيز مولعة معو... واللي طلع من الطبيعي تولع معاه لإنها عارفة رجال العيلة ما بقبلوا بضرب نسوانهم ولا أهانتهم يعني صح هو من قبل جر جودي من شعرها وكانت أهانة كبيرة بحقها بس يعني حالها هلأ بحرق القلب.. فكيف فيه أخوها يشوف مرتو تنضرب وتنهان ومو قادر يرد حقها لا والكارثة مضروبة من الناس يلي بينهم عداوة... وفجأة لفت عليها منفعلة وفاشة غلها فيها: قاعدة عم تبكي وإنتي مش مستوعبة الكارثة يلي وقعتي فيها من ورا أهلك... لإنو زوجك أكيد ما رح يقبل قدامهم يقولهم إنك مضروبة منهم من شان ما ينهان... ورفض يرجعك عنا من شان ما تنهاني... إنتي لازم تشكري ربك إنك ما صرتي سيرة وحدوتة ع لسان عماتي ورجال العيلة... وقربت منها خاضتها... صحصحي وقومي تصرفي وتحملي المسؤولية هوني عن زوجك شوي حسسيه إنك مقدرة كل يلي عم يعملو وهوني عليه ضغط العيلة... بدل ما تضلك هيك وجد بالأخير يروح يتجوز عليكي...

جودي بعدت إيديها عنها منفجرة من كتر مهي خايفة منها: عم تخوفيني منك... انا ما سويت شي... ما عملت شي عشان يروح مني...

جوري ردت عليها بغصة وهي ماسكة حالها لتبكي: لك ما هادا يلي بقهر لإنك ما عم تعملي شي... يختي سوي شي حسسي زوجك إنك بدك إياه... حسسيه إنك ممنونة للي عم يعملو... ادعميه بدل ما انتي مفصولة عنو وتاركتيه هيك يحارب لحالو عشانك... عيلتك مع السلامة بس إنتي واللي ببطنك شو وضعكم لقدام... بدك رجال العيلة ياخدوه منك ويردوكي لأهلك ولا~~~

جودي دفعتها بعيد عنها وبسرعة رفعت رجليها وضمت حالها رادة بعنف: هادي بنتي إلي أنا وانفجرت بكى... والـ ـلـ ـي بـ ـقـ ـرب مـ ـنـهـ ـا يـا ويـ ـلـ ـو مـ ـنـ ـي...

جوري بكت مو عارفة مع مين توقف... مع أخوها ولا مع مرتو ولا مع عمها... ولا مع جدها... فنطقت بعجز: ما حدا رح ياخدو منك إذا عرفتي تكسبي عبد العزيز بصفك بدون ما توجعي راسك مع أهلك وعيلتنا... أنا اليوم جيتك بس بكرا مين رح يجيكي إذا الموضوع كبر... مين رح يهون عليكي إذا تزوج عليكي...

جودي رفعت إيديها صامة ادنينها رافضة تسمع كلامها... شو يتزوج عليها... شو ياخدوا ابنها منها... شو عم تخبص هادي البنت معها... تروح بعيد عنها... ما ترجع من محل ما جت... ما تروح عند أهلها المسيطرين والمتدخلين بحياتها... مالهم دخل بالبيبي يلي ببطنها هادا إلها هي... إلها هي وبس... فشو تساوي مو لسا لتدافع عن نفسها إلا لتعبر عن يلي عم تحس فيه من عجزها لتنطق وتعبر طبيعي متل باقي الخلق لإنها ما عمرها فكرت تعبر... لإنها تعودت تحضر تلفزيون وتنشغل عن يلي صار أو تنام وتفيق وكل شي يكون تمام... يا أما تطلع مع عمها كنان وتاكل بوظة في بعض المرات... بس هلأ ما فيه تلفزيون وما في عم كنان ياخدها ولا حتى جد يهون عليها والأنكى هلأ ما عاد فيها تنام... فما لقت حالها غير لافة حواليها موقعة اي شي بتيجي إيديها عليه... رح تنطق... الكلام صعب عليها... لسانها تقيل... ليه ما يتركوها بحالها ويروحوا...

هي ما بدها توعى...

هي ما بدها تصحى ع ظلم الناس حواليها...

هي ما بدها تتوجع وتضلها تتوجع... خلص هي رضيانة بكل شي... بس ما يساووا فيها هيك... وسكنت مكانها لما حست التكسير ما عم يريحها فقعدت ع الأرض وهي حاسة حالها مو نفسها... حاسة نفسها هتجن... حاسة نفسها هتنفجر... ومو عارفة تتعامل مع هالمشاعر يلي عم تحس فيها من أول ما صحيت وردت رجعت هلأ... وهي غافلة عن شكل جوري المنذهلة من يلي عملتو قدامها... لإنها ما بعمرها شافت هادا الشي... وما ربت ع هيك شي...

ولإنها ما توقعت تشوف جودي بهيك شكل وبهيك حالة بدون ما حد يكون معهم... فحست بعجز لتقرب منها من خوفها الموضوع يكبر... ولا لتنسحب ويصير شي مو بالحسبان فجت بدها تطلع تنادي ع الست يلي استقبلتها بعد ما فتحتلها الباب وقبل ما تلف تنادي عليها لتحل الموقف بسرعة إلا لمحتها عم تدخل من الباب تشوف شو فيه وبس شافت شكل جودي وهي قاعدة حوالين الاشياء الواقعة ع الأرض بسرعة تحركت لعندها وهي عم تقلها بذكاء محاولة تمتص فيه غضبها: مالك يا حلوتي معصبة... ناسية الحوامل ممنوع ينفعلوا هيك...

جودي ردت بحرقة من بين دموعها: بــدي مـــوت....

الست سمية قشعر بدنها من ردها فبسرعة قربت منها ساحبتها لصدرها وهي عم تسمي عليها: بسم الله عليكي يا بنتي من الموت..

جودي زاد انفعالها مبعدة راسها عن صدرها: أنـا مـانـي بـنـتـك... أنـا مـانـي بـنـتـك...

الست سمية هزت راسها مسلكتها: صح إنتي مانك بنتي... وصحلي تكوني بنتي...

جودي ردت بحرقة وهي عم تركي راسها ع صدرها: لـيـش بـدهـم يـاخـدوا بـنـتـي مـنـي... هـي إلـي... وبعدت عن صدرها منغصة وفيها طاقة شر رهيبة... بـقـتـلـهـا بـإيـديـي قـبـل أي حـدا...

الست سمية ردت عليها وهي مناها تمسك جوري من إيدها وتقلها ع برا: مين قلك هادا الكلام... ما في حدا رح ياخد البيبي يلي ببطنك منك... إنتي هون هلأ بأمان معنا...

جودي هزت راسها رافضة ورفعت إيدين الست سمية عن إيديها رادة: مـا بـدي اسـمـع... أنا بدي موت... وتصرخ بصوت عالي... أنـا بــدي مــــوت... وتصرخ... بــــدي مـــــوت... بـــدي مـــوت...

الست سمية حاولت تهون عليها بس ما فيها مجال لإنها صارت تصرخ متل المجانين... لحظتها جوري خوفها تضاعف وقلبها وجعها وإيديها صاروا يرجفوا... هي ما بتحب تكون بهيك مكان... فبكت عاجزة تساوي شي...
لإنها مو متعودة ع هيك شي... الصريخ عندها ما بحل شي... ما تتكلم عادي... وتعبر عن مشاعرها ببساطة بدون صريخ وتوقيع الاغراض ع الأرض... فانسحبت من الغرفة وهي عم تسمع كلام الست سمية: بدك تصيحي صيحي بس اهدي عشان بنتك...

جودي هتنجن... من وجع جسمها ووجع روحها وكيانها... رافضة تكون مع أي حدا ورافضة تكون مع حالها فتمسكت بالست سمية بس حست وجع جنابها ما برحمها فكتمت وجعها شادة عليها... وهون الست سمية ارتعبت ليصير شي ع حملها فحاولت تهدي فيها وتهون عليها: مش صيحتي هلأ لازم تاخدي نفس وتروقي شوي شوي من شان بنتك الحلوة...

جودي تشد عليها خايفة تخسرها: ما بدي يصيرلها شي هي إلي...

الست سمية مسحت ع ضهرها بحنية: هي إلك وغصب عن الكل... بس ارخي أعصابك عشان تضلها تكبر جواتك وتحسي بحركتها...

جودي بكت معبرة عن ضعفها بس بدات ترجع لطبيعتها... وتفقد (تستفقد) زورو الخاص فيها... فنطقت من بين وجعها: بدي إياه خليه يجي...

بدي إياه...

ما يتركني...

الست سمية ردت عليها بتضامن: من عيوني هلأ بنتصل عليه وبنطلب منو ولا يكونلك خاطر... خلينا بالأول نطلع...

رفضت وأصرت تتصل هلأ عليه وهي عم تحرك راسها بعنادة ناطقة: لأ... ما بدي... اتصلي هلأ... وردت بكت بعجز مكملة... هلأ يعني هلأ...

فاضطرت الست سمية تجاريها ساحبة تليفونها من روب نومها لإنها لسا قبل ما تيجيها كانت تطمن جوزها برسالة بسيطة عنها إنها بخير بدون ما يراسلها... فرنت عليه مخليتو يتوتر لإنو مفعل خاصية عدم الإزعاج ومحدد أرقام معينة يصلو اتصالهم فطالع جدو يلي عم يتكلم معاه بهدوء هو وكنعان وعاصي: أنا مع نحول بعض مشاريعنا للاكتتاب الــ~

وفجأة بس لمح رقم الست سمية قاطع جدو بعجلة: دقيقة... وانسحب من القعدة بدون ما يلفت انتباههم إنو في شي كبير ورد عليها بعجلة: أيوة ست سمية فيه ~~

إلا بردها هي الخايف عليها بنت قلبو: ليش تاركني لحالي؟

جفل ما توقع يسمع صوتها وفوقها بهيك حالة فبصم جوري قالتلها شي فردلها بسرعة: ليه لساتك صاحية...

جودي مسحت دموعها وهي عم تبعد عن صدر الست سمية ناطقة: احنا بدنا إياك...

عبد العزيز ما بعرف رغم النار الشابة جواتو راق وابتسم غصب بس تذكر صيغة الجماعة يلي عم تكلمو فيها فحب يتسلا معها: إنتي ومين عم تستنوا فيي؟

جودي استحت فبعدت عن الست سمية لتحاكيه ع راحتها والست سمية فهمتها ع الطاير مكانها مش هون... فانسحبت تاركتها تكلمو: أنا ومسحت ع بطنها... وبنتي...

عبد العزيز علق: إنتي وبنتك ساندي ولا يلي هي إميلي...

جودي ما بتعرف ليه انفرت من اسم إميلي: لأ هي ساندي... ويلا بسرعة ما تطوّل علينا...

عبد العزيز مسك ضحكتو لينفجر من الضحك هادي مين يلي بكل ثقة بتقلو يلا بسرعة ما تطوّل علينا...

يلي عم يسمعها عم تكلمو هيك رح يقول ما شاء الله ماخدين ع بعض وبينهم اخد وعطا كتير... فرد بهدوء: صعب أجي...

جودي بلش دماغها يخبص الدنيا بالتفكير... الدنيا ليل وهو صعب يجي يعني ما بدو إياها هلأ... يعني هي ولا شي عندو... فسكرت الخط بوجهو... ورمت التليفون... وهي ماسكة حالها لترد تنفعل... الست سمية قالت الانفعال مش منيح للحوامل... وأنا ما رح عصب... أنا بدي نام... بس بدي نام... بس بدي نام... فطلعت الدرج من غرفة المكتبة وهي عم تصم ادنيها... رافضة تشوف شي ولا تطالع شي...

هي ما بدها تفكر ولا بدها تحس... بس بدها تنفصل عن العالم... وتنسى جوري وكلامها وكل شي... فبسرعة ركضت لجناحها الجديد متمددة بخفة من شان وجع عرقها وغطت حالها باكية بحرقة ما بدها تخسرو... ما بدها ياخدوا بنتها منها... فشو تعمل... تتزبطلو زي ما قالت جوري... شو تساوي... بلشت حرارتها تطلع وتنزل... تشوب وتبرد... فما لقت حالها غير قايمة تدور عليها... وتفهمها هي شو تساوي...

هو إلها واللي ببطنها ملكها هي وبس... وممنوع المشاركة فيهم أو الطب فيهم... هي رح تحميهم بأظافرها واللي بتقدر عليه إذا تطلب الأمر... فدورت ع جوري منادية عليها بانفعال بصوتها المجروح من صياحها وهي عم تبكي قبل شوي: جوري وينك؟

جوري متخبية بالمطبخ رافضة تدخل أي غرفة من البيت خوف ما تتبهدل من أخوها ولا من مرتو لإنو هي بتاتًا مو نيتها تسببلها أي مشكلة لكنها هي مقهورة عليها وعلى أخوها وخايفة بالآخر لينجبر ياخد رنيم ولا جيهان ولا آريام...

هي فعلًا مانها قادرة تتخيل وحدة منهم تكون مرت أخوها وين أريام يلي بتعرف عنها مليان إشياء ما حد بعرفها وغير هيك هي ربت معهم فمستحيل تتخيلها تصير مرت أخوها من خوفها لعلاقتهم تخرب... ورغم رفضها لاريام لتكون مرت أخوها مش مبرر حتى لجيهان المكيودة ولا رنيم الشبه عايشة من كمية برودها القاتلة مع الكل لتكون وحدة منهم مرتو بعد جودي... كرمال هيك هي انفعلت... صحيح هي كانت مبسوطة وهي بالطريق لهون عشانها رح تبْعد عن يلي بستفز أعصابها... من جهلها لتعيش بالأحزان والضغط وقال وقلنا وتفكر ببعيد... بكفيها ترضى وتدعي ربها أما الباقي كتير عليها ومو إلها.... وشكلها كانت غلطانة لما هربت من هناك لهون لإنو الوضع هون مش أحسن من وضعها هناك فجأة إلا وصلها صوت جودي الخايف: جوري شو أسوي ساعديني أزبطو...

جوري لفت عليها بسرعة بس سمعت نبرة صوتها يلي أول مرة بتسمعها بالحياة... وهي منذهلة من طلبها... معقول جودي ما غيرها تطلب منها هيك شي... فما لقت حالها غير مبسوطة وهي عم تجحرها بحرقة: كان من أولها قلتي هيك بلاها لحركاتك يلي خوفتني...

جودي طنشت كلامها من قلة صبرها لتعرف كيف تزبطو... فقربت منها ماسكتها من إيدها وهي عم تقلها: بسرعة خبريني كيف أزبطو...

جوري انفجرت ضحك وهي عم توقف ع رجليها وحاسة حالها رح تنفصم منها ومن يلي شافتو بهاليومين... قال راحوا ينبسطوا قبل العيد بالمزرعة اتاري الانبساط وين وهما وين... فكمّلت معها ع جناحها وهي مو قادرة توقف ضحكها.... وجودي ترد تقلها بتنرفز جديد عليها: ما تضلك تضحكي عم توتريني...

ودخلوا الغرفة طابقين الباب وراهم وهما مو منتبهين ع عيون الست سمية عليهم وتعجبهم من هالجيل يلي كل شوي بمزاج شكل... وردت لغرفتها تناملها شوي وتريح جسمها المرهق من ورا مدام عبد العزيز يلي خلتها ع أعصابها من ورا انفعالها ع أي شي وبدون سبب واضح... فدام الوضع لوز وسكر بينهم فيها تنام كم ساعة قبل الفجر وهي مسلمة أمرها لربها مع بنت دهب في الأيام الجاي...

في حين غيرها مو عارف للنوم طريق... لإنو كيف فيها تنام وأهلها ناويين يزوجوها تسلاية لحدا... والكارثة وين هي متجوزة... بس عشان ابن الخيّال مانو مسجل زواجهم حبوا يكملوا فيها لعب بس مع غيرو... وشكلو كمان عشان يجيبوا راسو ويهينوا كرامتو بس من شان يعترف بزواجها...

هي مو عارفة تكره نفسها لإنها بنت (مش رجل أو ولد أو ذكر) ولا تكره نفسها عشان قبلت بلعبتهم يلي هي بالأساس مجبورة عليها... فشو تساوي هي عشان تهون المصيبة يلي وقعتو فيها... لتنشلو من جحيم أهلها يلي هو آخر شي بفكر يعملو معها لينشلها منو من قلبو القاسي أي إذا هو بدون ما يعرف إنها بنتهم كانت فيه قساوة وعدم تسليم لإلها شو حال لو عرف لقضى عليها قبل ما يرجعوها أهلها لإنو بالنسبة لإلو دم دهب مباح سفكو... فهي دامها بنتهم مو استثناء من هالقاعدة... ليه طيب ما كان حظها متل حظ بنت عمها لما تزوجت من ابنهم ع العلن وقدام الناس طبيعي...

سؤال تكرر جواتها وما تركها من يوم ما سمعت بنت عمها هتروح بشكل رسمي لابن أخوه وتضاعف هالسؤال مع شعور حارقها لما عرفت إنها حامل... بشو بنت عمها أحسن منها... ليش مهي كان نصيبها هيك... ليه هي ممنوع تحمل منو رغم لهفتها لتجيب طفل منو وعيلتهم تكبر معو... ليه من الأساس ما فكرت ببعيد وجنت ع حالها من الأول بدل هالعذاب..

مو بقولوا عذاب ساعة ولا عذاب كل ساعة... بس هي ما تعذبت عذاب واحد إلا عدة عذابات... ويلها عذاب أهلها وتحكمهم فيها... ويلها عذاب قلبها وضميرها ع الكذبة الكبيرة يلي خبتها... ويلها فطرتها الأنوثية يلي بتدفعها لتحس جواتها بكائن عم يكبر جواتها لينولد وتحملو ع إيديها... ويلها أحلامها يلي تلاشت مع كل يلي عم تمر فيه... وويلها تفكيرها باللي رح تمر فيه بعد هالمتعة يلي عاشتها معاه... فبكت بحرقة... لإنها هي أقوى من هيك... لكن خوفها عليه قيدها...

هي أصلب من هيك لكن فكرة قتلو عم تخليها تنهار شوي شوي وتتفتت لجزئيات...

وفجأة حست وجع بطنها عم يوجعها متل وجع الدورة فخافت تيجيها وهي مربوطة وحالتها هيك... وين تقول لأخوها ولا أبوها بدها فوط وهي بهيك حالة والله ما رح يسألو لا فيها ولا بوجعها... وفجأة انفجرت بكى بس تذكرت حالها قبل شهور بعيدة كيف كانت تأن وتبكي بين إيديه مبينة ضعفها قدامو هو رغم إنها من المستحيل تبين وجعها قدام حدا لإنها ربت من هي وصغيرة وجعها مسؤوليتها هي ومو حد مجبور فيها... لدرجة كانت تقسى ع حالها وتزحف ع سريرها لعند جرار الأدوية ماخدة حبة المسكن لما تنسى تجهز حالها للدورة... بس معو كل شي تغير وصارت بدل ما تكرهها تحبها لإنو بحن عليها وبحتويها فيها كأنها شي ثمين ورقيق... ولإنو بحسسها بكينونتها وعدم رضاه لتضلها تتوجع... فتبسمت بس تذكرتو كيف كان لحظتها يضمها لصدرو وهي مالها حيل ووجهها معرق وجسمها وشعرها رطب وحاسة بهبات سخنة... وحالتها حالة من وجع بطنها وجنابها يلي عم يضغطوا عليها... فنطق وهو مو قادر يتحمل يشوفها هيك وهي عم تزم ع شفايفها وتضغط ع حالها: شو رأيك اخدك ع المستشفى مش بكون أحسن لإلك من هالعذاب...

حركت راسها نافية وهي عم ترد عليه تزامنًا مع ضغطها على جاكيتو اللابسو والدموع على خدودها بللت جزء صغير منو: لا عادي اخدت مسكّن قبل ما تجي... فشوية وقت ووجع بطني رح يخف! بس غطيني بحرام (الغطا) أتقل لإني سقعانة كتير...

كنعان كيف سمعها قالت سقعانة كتير بسرعة شلح جاكيتو التقيل مسلكها فيه كحل سريع وهي لساتها تاركة راسها ع صدرو وبخطوات حريصة بعدها عن صدرو لبسها إياه وهو عم يقلها: هادا فرو من جوا رح يدفيكي... وخطف قام يدرولها شي تلبسو برجليها... ومن كتر العجلة إنعمى عن جرّار جرابينها وبسرعة سحب جربان من جرابينو ورجعلها ملبسها إياه وهو مناه يخفف من وجعها بأي طريقة من قهرو ع حالها وعجزو ليخفف عنها وجعها لإنو ما عمرو شاف وحدة مسؤول عليها عم تتوجع قدامو هيك... وبسرعة تحرك جايبلها غطا اتقل من يلي عليها ورجعلها مغطيها بلحاف تقيل... ورد جنبها مقربها من صدرو ماسح ع شعرها المعرق وهو حيصان من دموعها يلي عم تغرق وجهها... مش عم تقول هي أخدت حبة مسكن يبقى لشو لهلأ عم تتوجع... فنطق بصوت قلقان بس بذات الوقت منفعل: اكلتي شي قبل ما أخدتي الدوا ولا بعدو لإني لهلأ مو شايف مفعول للمسكن....

إميرال هزت راسها ناكرة وصوتها واضح فيها العذاب من الوجع: لا ما آكلت!

بس سمع ردها انفعل بزيادة ناطق بدون تفكير: فالحة... وبسرعة قام يساوي يلي ببالو... ونبهها قبل ما يطلع من باب غرفة نومهم وهو عم يرفع درجة المكيف فوق ما هواه حامي:إذا ما خف وجع دورتك رح أخدك ع المستشفى فاهمة... وطلع تاركها تتبسم رغم تقطعها من الوجع لإنها عارفة هدول الكلمات ما بحكيهم إلا من حبو لإلها... شو تعمل إذا نصيبها مع رجال مو رومانسي وكلامو مباشر ومرات فظ... فما وعت عليه غير راجعلها مع صينية أكل وعم يقلها بعجلة: عدلي حالك من شان طعميكي...

هي وين فيها تعدل حالها... فلقتو نزل الصينية ع الكوميدينو ليساعدها تعدل من حالها وهو عم يقلها: دابحك إذا بتضلك تلبسيلي هالتنانير وبلايز نص البطن يلي ما هيجيبولك غير البرد والعيا... وبسرعة لف ساحب الصينية مكمّل بنصايحو ونقدو لإلها: وطبعًا غير قعداتك ع الأرض يلي مناي تبطليها... وسحب المعلقة مدخلها بصحن الشوربة وهو عم يسمعها عم تقلو: حاضر..

فبسرعة رفع المعلقة معلق: بدي شوف هالحاضر هادي تطبيق ولا كلام تسليك معاي... المهم ما بعرف إذا طعمها زاكي ولا لأ بس حافظ من أبوي هادي الشوربة منيحة للبرد وتقريبًا لكلشي... قال بدل ما تهتمي فيي نازل اهتم فيكي...

إميرال ردت عليه مختصرتها عليه: يخي إنتا مشاعرك ضاربة شي... طعميني وارحمني لإني جوعانة وريحتها فواحة... وبسرعة هجمت ع المعلقة إلا انلسعت من سخونتها...

فنطق مبهدلها: مجنونة... هيّك حرقتي تمك... شو فالحة...

إميرال ولا معها خبر بلعت الشوربة خافية لسوعة لسانها... ونطقت: وإنتا حنون ومجنون بنفس الوقت...

رفع حاجبو ماخد عياها بجدية: شو شايفك قويتي شكلو المسكن بلش مفعولو... فيلا كلي بإيدك دامك قويتي...

إميرال زعلت لإنو فعلًا بلشت تحس وجعها عم يخف... فلزقت راسها بصدرو رافضة تاكل غير من إيدو... فطعماها غصب عنو وهو مناه يقص خبرها ع إهمالها لصحتها... على عكسها هي يلي طايرة من الفرحة لإنو ضلو جنبها وقريب منها... بعد انشغالو عنها لأسابيع بين سفرات ومعارض... وما بتعرف كيف خلصت الأكل من هون إلا هي غافية ع صدرو مع المسكن... بس هلأ وين فيها تغفى وتتغلى وتتدلع... إذا يلي كان يحتويها مو هون... وما ضل قدامها غير حل واحد واللي هو ترد لأصلها وطبعها وتقسى ع حالها وتتحمل وجعها يلي بلش يزيد فدعت ربها ما تيجيها وشو توترت من فكرة تجيها هلأ...

هي ما بدها إياها هلأ لإنها مو جاهزة لإلها... بكفيها وجع قولونها من فكرة زواجها فوق ما هي متجوزة لرجال تاني... شكلهم عم يلعبوا معها لإنو لهلأ ما في حدا آجاها للتتجهز من بعد ما مؤيد تركها... وأكيد الساعة هلأ قريب الفجر... فيعني شكلهم نسوها لإنو لو جد كانوا رح يزوجوها كان ما تركوها لهيك وقت... بس بنفس الوقت أهلها ما بلعبوا بهيك شي ففضلت تتجاهل الموضوع لإنها مو راغبة يلتعب فيها كمان مرة...

ومن كتر عجزها الحاسة فيه جكر بكل شي... صارت تكابر ع دموعها يلي مو عارفة مالها عم تنزل صب ع خدودها... ممكن لإنو دموعها مستشعرة نوايا ابن الخيّال لتفتيتها...

ممكن لإنها حاسة بابن الخيّال يلي ترك القعدة ليدخن برا وهو مناه تيجيه هلأ من تفكيرو فيها... لإنو مكان سكنها عندو جاهز وعم يستناها من ساعات لتقعد فيه... بس صار يلي صار وخرب مخططو وخلاه يرد للمستشفى عند أخوه...

فمعقول ابن أخوه عمل شي ليخرب مخططو... مسح ع وجهو عاجز يتقبل الفكرة... ورافض بتاتًا حتى يفاتحو فيها... جن هو يذل حالو... لأ ما عندو الجرأة يخبرو ولا يخبر غيرو عن يلي صار... بس إذا ابن أخوه باقي عارف وساكت عن الموضوع إلا ما ينسالو إياها... بس ليش ما ينسالو إياها وهو الغبي يلي وقع حالو معها...

هو الغبي يلي ما دور وراها منيح... وصدق إنها بنت بالتبني وما عندها أي علاقة مع أهلها البيولوجيين... واللي رباها مات وكان بالفعل ميت من اكتر من خمس سنين تقريبًا وتاركلها ورثة كبيرة... ولا بالأخير طلعت بنت مين... يا سلام سلّم ع هالقصة...

هينجن هو يوقع ضحية معها... ما يلا غلطة الشاطر بألف... بس غلطتو لا تغتفر ولا حتى بتنقاس بألف غلطة... ما يطمر وجهو أحسنلو... بس لو الطمر بحل المشكلة كان يا ما أسهلها لكن هو رجل ودامو رجل لازم يتحمل كلشي سواه ويتقبل نتايج افعالو... وينتقم منها أشد انتقام بدون ما يرفلو جفن... بس الله أعلم لما توقع بين إيديه إذا هينتقم منها أشد انتقام ولا كلام بالهوى لا إلو مربط ولا إلو إثبات ولا عليه حتى حسيب ولا رقيب...

لكن في غيرو بتمنى الكلام يلي عم بينحكى ع مسامعو يبقى مجرد كلام بالهوى وما يلامس حياتهم وواقعهم بعشر وحدة... لإنها هي أم وعارفة ابنها ما بقبل بزوجة تانية... وما عندو حتى وقت لإلها رغم إنها من قبل ما يتزوج كانت غاسلة إيدها من زواجو من أي بنت ع هالأرض من انشغالو بحلال العيلة... لكنو فاجئها بزواجو من بنت دهب المخليها تهدى ويستكين بالها لإنو سفراتو قلت ورجعِتو ع البيت شوي صارت أبكر غالب الوقت... رغم إنهم ما بشوفوه كتير سواء قبل الزواج ولا بعد الزواج لإنها عارفة رأي ابنها البيت مو للرجال وهو مملكة الست...

فإذا تنى هيضغطوه... ولسا قبل ما يقبل بالفكرة الكارثة وين؟

بالأسماء يلي مقترحينها أريام يلي صعب تعيش مع ابنها لإنها مدلعة وفاهمة الحياة بشكل مختلف عن ابنها وربيانة ع الخوف والغناج وجوها مو جو عبد العزيز لإنها بدها رجال حنون ومو حازم ورصين وما بتهاون بكتير اشياء متلها...

ولا رنيم يلي هي وين والدين وين؟ ولا جيهان المتحررة ع الآخر سهرات وطلعات وشرب من تحت لتحت... ومعارفها كتير بين الشباب... لسا لو اختاروا من قرايب العيلة البعاد لتقبلت الاختيارات كمجرد اقتراح لكن مو كفكرة زواج لإنها حاسة من ورا هالزواج فيه ظلم كبير لابنها ومرتو والبنت يلي رح يختارها ولا يلي رح ينجبر عليها... بس ممكن زواجو من بنت تانية أهون من إنهم ع هوى ما سمعتو من بنت حماها وفاء يجبروه لياخد ابنهم منها بدون ما يشفقوا فيها... وكأنهم هما مو مسلمين ولازم يصفوا جنب بعض ويحموا بعضهم مو ياكلوا ببعض وينهشوا بالضعيف بينهم...

أبوها ورجال أهلها يلي غلطوا لليش عم ينتقموا من البنت... والله البنت مسكينة ومالها دخل بحدا... ومستحيل تتفق مع أهلها أي إذا وهي عنا ما كانت تحاكيهم.... بس تعالي يا أمينة اقنعي يلي ع قلوبهم أقفالها... فدعت بحرقة قلب أم (يا رب من عندك احميها واحمي بناتنا وبنات كل المسلمين وأبعد عنهم وعنا يا رب كل يلي بغضبك.... وقربنا من يلي برضيك... يا رب أنا مو أعلم منك فإذا كان زواج ابني عليها خير ثبتها يا رب وإن كان لأ من عندك يا رب اصرفهم عنو وعوضهم بالخير واحميهم من كل ضر) اللهم آمين... وترد بدها تقوم عن الكرسي لكن ترد تتراجع تحس قلبها ما اكتفى من دعاءها لابنها الخايفة عليه من مكر الرجال وكيد النسوان... وتنهدت من رغبتها ليرد ينام ببيتها من قلقها عليه بس عارفة الحال فما رح تتقل عليه... وأكيد هو مانو نايم عند مرتو وكمّل عند عمو ع المستشفى... فردت دعتلو من كل قلبها (فالله يحفظك يا ابني وين ما كنت)...

وشو الفرق بين تفكيرها وتفكير ابنها بكرها المو عارف ينام ورافض يستسلم للنوم خوف ما عمو يصحى وهو مو جنبو.... لإنو هو عارف يلي صار مع عمو امبارح إلو دخل باللي كان رح يخبرو إياه... فكرمال هيك رح يضلو غالب الوقت عندو... رغم إنو جدو أصر قبل شوي هو يلي رح يكون مع جبر هالليلة وقت الحماية من شان يناملو هو شوي... لكن وين يغمضلو جفن وهو عليه مليان (كتير) اشياء ببالو عم يفكر فيها بخصوص الشركة والتحديات الجديدة يلي عم يواجهها من برا العيلة... فتنهد مرجع راسو وهو مو قادر ينسى شكلها رجولتو عم تنهش فيه نهش لإنو مو قادر يرجعلها حقها فورًا لكنو وعد رجال رح يبرع برد حقها أضعاف مضاعفة ومن تم ساكت.. مو هي مرتو ونصرتها واجب وفرض عليه... فمسح ع وجهو وهو فعلًا لساتو منصدم من ردة فعلها الحادة الفجر ع شعرها المقصوص بدون ما تعرف كيف انقص ولا حتى مين قصو... وهادي الفكرة شو دابحتو ومجزأة رجولتو أشلاء.. لإنو مو قادر ينصفها... لإنو مو قادر يشفي غليلها ويبرد قلبها من يلي ضرها وآذاها هيك هلأ... لإنو مو عارف شو يساوي كرمال يهون عليها ويحسسها بالأمان... لكنو بنفس الوقت متيقن من شي أنو هيبرع بانتقامو لإلها ضمن مبادئو وأصولو لإنو عمر الانتقام ما ارتبط بقلة الأخلاق... بس ارتبط بعزة النفس وعدم رضاه بالهوان والظلم... ودام فيه فعل بدر منهم اتجاه مرتو يلي هي بنتهم في إلو عليهم وتجاههم ردة فعل بس مو ظاهرة ع العلن وخاصة بالعقربة نغم المكيودة يلي مو وارد إلا مليون بالمية قصت شعرها...

هو عارف بنات عمها ونسوان عمامها وعماتها الموجودين بموقع الجريمة امبارح... فما كان امبارح معها غير بنات عمها جاثم وعثمان العرب ونسوانهم وأكيد الرجال ما بعملوا هيك شي لكن المريضة بنت عمها بتعملها وبتعمل أبوها... فصبرها عليه إن ما خلاها بس تصير تفكر بحالها وتنسى العالم وراها ما بكون زوجها للمضيعة يلي عندو...

ورد تنهد باستياء من جدو والموال يلي عم يغنيه من الصبحيات ورافض يتخلى عنو... مهو عارف جوابو من لما اقترح عليه لليش مصر يجوزو... هو الغبي يلي راحلو مآجل مشوارو المهم كرمال يشوف شو عندو تبالأخير بس يصل المستشفى يقلو: اشكر ربك يلي وصلني خبر إنو موتة جدها كانت طبيعية مو جلط... ولا لكان فرمين عليك... خلينا نحكي بالمهم كنت عارف إنك هتجيبها... وقلت هأعطيك هالليلة هاي بس وإذا ما رجعتها فرم هتروح فيها... بس ما تفكر بنفس الوقت عملتك يلي عملتها الليلة رح ينسكت عنها... تهجم ع بيتهم ممثل حالك وكأنو احنا برا الموضوع بدون ما تحشمنا...

عبد العزيز رد وهو مو عاجبو آخر شي سمعو منو: ع أساس لما يا جدي مشيت بالصلح الكذاب حشمتنا إنتا ورجال العيلة... قلتلك أنا إذا صار شي ما رح اسكت ورح افتح تمي ع وسعو وقلكم (وأقلكم) هادي المهزلة بطلت قادرة تسكتني ع اللي عم بصير ومن الآخر يا كبير الخيّال وع بساط أحمدي شاللي بدك إياه مني بدون ما تبررلي...

الجد هز راسو رادد بصريح العبارة وهو خافي اعجابو بقوتو وتقديرو الكبير لذاتو وعدم خوفو من حدا: قوتك وصلابتك هادي ما تبينها كتير بلاش اعداءك تكتر وإنتا فاهم علي... وكمّل ببرود جامد ما فيه نقطة مزح... ومتل ما قلت ع بساط أحمدي ومن الآخر هأعطيك يلي عندي لازم تتجوز ع مرتك!

عبد العزيز بهت بوجهو وهو عم يتبسم بمرار ومناه يفهم حدا قلهم هو عندو مجهود لمرا تانية... هو وحدة يلا قادر عليها لسا بس يتفق معها ع الآخر تيبتلي بالتانية...

فتابع الجد كلامو بكل ثقة: شو شايفك ساكت... ولسانك السليط بح واختفى...

عبد العزيز سحب دخانو لإنو ما فيه إلو جهد ع الصيام اليوم رادد: جدي بحترم اراءكم إلا إنكم تدخلوا بحياتي الشخصية شي تاني وبعيد عن الاحترام والمحبة... والزواج شي مو غصب وأنا ما بحل كلشي بشغلة النكاية... وبلع ريقو مسترسل... أنا ما بظلم حالي بس عشان أحرق قلبها وقلب أهلها... بعدين خدها مني لو أهلها فارق عندهم تني ولا تلت... كان ممكن تفهمت بس هما مو فارق عندهم لإنو أبوها قال هادي لازم تنقتل مو تترجع لإلهم... واتمنى جدي ما ترد تفتح هادا الموضوع يلي وراه عمتي وفاء المعنية أخد بنت جوزها...

الجد تكتف وهو عم يطالعو ببرود غير مقبول: والله سواء كان وراه عمتك وفاء ولا غيرها مو مهم المهم مرتك ما تكون قدام الناس مبينة... أي نعم احنا ما بنهين نسواننا بس يعني احنا بغنى نطلعها قدام الناس ع حساب سمعتنا...

عبد العزيز تبسم لإنو اجى وقت ردو: جدي بالله عليك إنتا يلي اصريت ع هالموضوع... وقلت ماشي بس بهادا الموضوع مو ماشي بعدين تطمن ماني مطلعها للناس... وخدها مني ما طلعتها من قبل عشان طلعها هلأ... وسحب القداحة مولع سيجارو يلي حطو بين شفايفو وهو عم يكمّل: شاللي بدك إياه يا جدي... لا بدك تقتل وبدك تصالح وإنتا عارف عرقهم دساس وخاين... وكلنا عارفين هادا الشي... بس إنتا ورجال بناتك حبيتوا تكملوا فيه... فشاللي عندك اعطيني من الآخر وريحني... وطالع الجد بقوة مريبة ناطق يلي من زمان ماسك لسانو عنو بعد ما نفث الدخان بعيد عن وجه جدو الساكت عن رغبة منو: خبي يا جدي يلي عندك بس متل ما بقولوا ما في شي ببقى سر... وزواج ماني متزوج... وع مرتي اتركها علي انا بعرف اتخلص معها... وفكرولي هلأ كيف رح نخلص من الهم يلي احنا فيه... وهيني عم قلك جاسر وما نطق أبوها بالعمدًا قدامو لإنو صار هو أهلها وأبوها وكلشي لإلها... لازم ينقتل... وكيف لازم ينقتل هادي مش كاشفها... لإنو يلي عندي ما رح يعجبكم... فأنا هلأ لساني رح يجلطكم... ولما تملوا اللعب معاه انا بفكر أتدخل... وهيني عم قلك قعدة كبار البلد ماني حاضرها مع احترامي للكل لحق حلالنا ولا أقعد دقيقة بشي ما هيقدمني إلا بالعكس عم يخليني أغلط ع رجولتي بحق رجولتي هادا يلي عندي إياه يا كبير الخيّال... ودام ما في شي تحكيه خليني اتسهل... وإنتا تتسهل...

تبسم الجد بفتور بوجهو: تسهل وهنشوف مين بالآخير هيرسم خارطة طريقنا مو بس مع دهب إلا مع نفسنا يا حفيد شامخ... وقرب منو ضاغط ع كتفو... خلينا نعلي العيار شوي عليك ونشوف الآخرة وين هتكون... وضحك بوجهو مو ضحكة عداء إلا ضحكة قوة وجبروت... وتحرك مبتعد عنو راجع للمستشفى... بعد ما أعطاه كلام مشفر بحمل ألغاز مست بعض الأفكار يلي عندو وفتحت عيونو ع أشياء حب يتغافل عنها من قبل... ودافعو بنفس الوقت يتسائل جدو عم يلعب ع شي أكبر من قصتهم مع عيلة دهب بس شو هالشي... ما حب يفكر فيه هلأ لإنو مش وقتو... بس عمر الإشياء ما بتستنى نفكر فيها كرمال لتصير او لتبطل تصير... وفجأة إلا صحي ع صوت عاصي يلي طلع يشوف كنعان واستحى يرجع: خدلك اشربلك نعنع يهدي بالك من شان ترحمني وترحم الكل وتناملك شوي لإنو قلة نومك بتساوي فينا السوايا...

عبد العزيز عدّل حالو وهو عم يتفقد إذا جدو مركز معهم وعيونو عليهم ولا لأ ورد عليه برفض وبنفس مستوى الصوت وهو عم يرفع حواجبو: والله لو كنت نايم وشفتكم لأكلت الكل... وأشرلو بعيونو ع برا الغرفة... كنعان خط أحمر اصحك تفكر تساعدو...

عاصي هز راسو: وأنا لما شفتك بتحكي معاه هيك قلت الله يستر شو عامل وإنتا عارف... ومخبي عني يا خاين.. والله خياناتك كترانة يا أبو ضرغام...

عبد العزيز سحب الكاسة يشرب منها وهو عم يطالعو بنظرات معزة وبلع رشفتو ناطق وهو عم يحتفظ بالكاسة بإيدو وعم يقدم كتافو لقدام ساند كواع إيديه ع ركب رجليه: ع أساس لو عرفت يعني هتضلك ساكت وما تجن أكتر منو... بعدين ما تخاف عيوني عليه هو وعمتو... وأنا ما حبيت بيّن حالي بعرف بلاش عيون نداء تلحقني عارف نطاق تفكيرها وكنعان بالنسبة لإلها خط أحمر فكنت حاب شوف متى هتكشف وراقها ولحد هاللحظة هادي مو كاشفتها... من الآخر بدون ما قلك شي من شان ما تفضحنا هون هادي القصة بالذات ما تتدخل فيها ولّا رح أفرمك فرم...

عاصي نطق وهو عم يضيق عيونو: ع القصة رح أعرفها بس بصراحة إنتا يلي لازم ينخاف منك مو من نداء...

عبد العزيز اجى بدو ينفجر ضحك مجنن فيه عاصي يلي رد بحرقة: ما أبرد دمك يا خيّال... المهم هادي في عليها قرصة مني... يعني وحدة بوحدة عشان ما تفكر تساوي معي هيك وتطلعني برا اللعبة وكأنو كنعان ما بهمني... ع كلاً خير عملت... بس ولو فيه قرصة يعني فيه قرصة... و ع القصة اعتبر رجالي وراها هلأ...

عبد العزيز كتم ابتسامتو خافي وراقو عن فهمو شاللي عم بقدم عليه عاصي ليسيطر ع الوضع ويهون عليه... أما عاصي المدوور مو عارف بمين يفكر بابن حماه واللي بكون ابن عمو وجت الضربة من نصيبو ولا بحماه يلي خايف عليه ينجلط من ولادو واحفادو وبناتو...

وسبحان الله قلق عاصي ع حماه كان نفس القلق يلي عم يمر حماه فيه... من حيرتو ليفهم ليه الضربة جت بجابر ابنو المقرب لقلبو واللي شو بقلو وبطلب منو بقلو عليه حاضر يابا بتؤمر بدون ما يوجع براسو بكلمة لأ وليش... عكس جميل المغضوب واللي مو عارف كيف طلعلو هيك ولد من بين ولادو... هو وكنعان القاسي الجلف العايش برا سرداحي مرداحي لا سائل بعيلة ولا بالزواج متل الخلق... وماخدلي وحدة تسالي قال كزوجة... وكأنو ما تربى الزواج بالدين مو لعبة وإلو قدرو وهيبتو... مو تجربة ضمن الاختبار...

قال ربيهم ليسندوك... ولما كبروا بدل ما يسندوك أجوا يهدوك... آه والله إلا يهدوا حالي... ويشيبوني فوق شيبي...

لإنو الخوف هلأ مو من ضربات جاسر دهب إلا من ولادو ورجال بناتو يلي صايرين فرق بدل ما يكونوا يدية (إيد) وحدة...

فأي محاربة هتكون لجاسر دهب واحنا مع بعض مو واحد... شكلك يا شامخ الخيّال رح تتجرد من تفاهمك مع عيلتك وتبلش تلسع بلاش لربك ياخد امانتو منك وإنتا مانك محرر هالعيلة من هالقصة المدمية متل ما صار مع عثمان دهب يلي رحمة الله عليه واللي لو خلصنا القصة معاه من سنين لكان وضعنا غير بس قدر الله وما شاء فعل وخلينا هلأ نعلق مع واحد أزعر مو مع عيلة ولا فوقها نحسب حساب لأشياء ما كان لازم داعي إلها بس متل ما بقولوا يا صبر أيوب ع ولادي واحفادي ورجال بناتي وع جاسر دهب يلي لو كان قدامو رح ياكلو....

يا صبر أيوب ع اللي عم بصير مع ابني جابر...

فطالع حفيدو جبر القاعد ع الكرسي مكافح نومو لكن عينو كل شوي تسهى غصب... فتركو ع راحتو فاتح القرآن ليكمّل بقراءة ختمة القرآن بنية شفاء لابنو المخطر ليصحى من غيبوبتو وهو مو فاقد شي وما فيه غير العافية يلي جاسر دهب غير متفاهم معها لإنو ما رح يرضى غير بموتو فإذا ما مات عادي رح يموت بالمحاولة التانية لإنو هو من بين الكل لازم ينزل راسو لأسباب مهمة وخاصة فيه هو وجماعاتو... وهالرغبة هاي تضاعفت وصارت عندو مستميتة من بعد ما دفن أبوه... فتنهد وهو قاعد ع كرسي مكتب أبوه عم يطالع بصفحة الوفيات بجريدة امبارح ومسلط عيونو ع صورة أبوه يلي كان مناه يدفنو بدون ما يخبر حدا خوف الشماتة... هو رجال البلد هيك يساووا فيه... هو يلي عارف طلعاتهم ونزلاتهم... مو بقولوا عارفين بعضنا منيح فبلاش اللعب بيننا...

إيه بس كل شي يا حلوين بحسابو وبالوقت الصح...

صحيح مشاعرو بتطالبو هلأ ينتقم من الكل... بس عقلو بقلو اهدى وروق واضرب بدون ما تترك بصمات وبالوقت الصح... فنزّل الجريدة وهو عم يطالع بفراغ رهيب من عجزو ليستوعب فقدان أبوه ...

هو فعلًا مو عارف من وين هالتماسك جايبو من لحظة ما عرف خبر موت أبوه لحد هاللحظة بالرغم من إنو من جواتو بركان رح ينفجر... كلو من الكلبة بنتو... ومن زوجها ال***** واللي رد عليه الفجر (البقاء لله) بعد ما بعتلو الرسالة (مبروكة عليك بس دير بالك عينك تسهى عنها لتلاقيها مقتولة لإنو دمها مهدور عنا) ...هو شو قصدو بالبقاء لله غير إنو عم بقلل بقيمتو وبذكرو آخرتو الموت... ولا بتشمت فيه من عشان موت أبوه هادا كلو من ورا الكلب كنان يلي لازم يتخلص منو فورًا بعد عزا أبوه من شان ما ينزّل وجههم بالأرض أكتر من هيك هو والنجسة يلي عند ابن الخيّال واللي دمها مهدور عندو من يوم ما هربت معو لابن ال*****... أكيد حضرتها مبسوطة وفرحانة ولا سائلة...

هادي الهبلة تساوي فيي هيك... هادي يلي كانت تضلها بالبيت وتحضرلي الكرتون يطلع منها هالعملة... إن ما قطعتها بس أمسكها وأدفن نصها بالتراب والنص التاني ارميه للكلاب ما بكون أبوها....

وعاد الأبوة وين وهو وين... ريتو مو بس يبعد عنها مسافيًا إلا فكرياً ومعنويًا ومشاعريًا لإنو حتى بنومها عم تصحى مرعوبة منو ومن رجالو ومن رجال الخيّال من خوفها ليحرموها من بنتها الحامل فيها بس تولدها أو ليجوزوه وحدة غيرها... وهالخوف هادا خلاها تقلق وترتعب من فكرة ترجع تنام خوف من الكوابيس المخيفة يلي عم تحلم فيها... فهي تصحى من نومها هاربة من كوابيسها بأهلها ورجالهم لكن مع وعيها ورفضها للنوم تبلش فكرة زواجو عليها واخدهم بنتها منها تجننها وتقلقها وتخليها تقلق راس جوري معها لإنها كل شوي تقرص فيها وتطلب منها تقوم من جنبها وترد ترجعها جنبها لحد ما هربت منها للغرفة التانية باليوم التاني تاركتها تاكل بحالها خوف ما تاكلها باسنانها... ولما بعدت عنها جوري كمّلت ع الست سمية بس شافت الدنيا صبحت وهو حضرتو ما آجى... فنزلت تفطر مجننة الست سمية وهي عم تقلها (حطي الفطور هون)

ترد تغير رأيها (لأ برا)

وفجأة تصير تبكي وتعبر عن كرهها لجوري والكل... وترد تقوم وترجع وتمشي وتقعد وتبكي...

مشاعر مضطربة أول مرة عم تمر فيها...

زمان خوفها ما أبسطو ينتهي بمجرد ما تنام وتصحى ع يوم جديد... بس هلأ الخوف ملاحقها بعد ما تصحى من خوفها من يلي جاي.. شو ياخدو بنتها منها... ووين يزوجوه ويبطل يجي عندها... كلو من جوري يلي خلتها بشكل غير مباشر تغار عليه لما خبرتها قبل عدة اسابيع (سمعت عزوز ممكن ما رح يجي ع البيت... فقلت خبرك علشان إذا ما بتعرفي) والمشكلة من يومها بلشت تغار عليه وتحس هو منها مسؤول وهالشي تدافع مع الأيام لدرجة وصلت فيها المواصيل من ورا يلي خبرتها إياه الآنسة جوري امبارح تحس بمشاعر أكبر من الغيرة متل التملك والكره... وهالمشاعر هاي رح تجننها فحشرت حالها بزاوية المكتبة بكيانة من كل قلبها وهي مناها تعرف وينو... راح عند مرتو التانية ولا خطيبتو ولا يلي صار يحبها... هتفقع من مجرد الخيال شو حال لو صار واقع...

عاد المسكين ابن الخيّال راح ينام ببيت أهلو شوي قبل ما يلاحق يلي عليه بس من شان يثبت لأهلو إنو هو مو موقف مع بنت دهب بعد يلي صار رغم إنو مشتاق ينام جنبها ويمسح ع شعرها وبطنها الكبران شوي... فمعليه يبعد عنها كم يوم لحد ما القلوب تصفى عند عيلتو ويردلها بذكاء وبمبرر منطقي من شان ما يكّره عماتو فيه ويعطيهم المجال ليخربوا الدنيا بلسانهم...

وما بعرف كيف صحي بعدها مقالب (بمعنى يدير ويسعى بحرص شديد) بقصص الشركة والحماية وينتقل من مكان لمكان مراقب من بعيد ع حماية رجالهم لحلالهم ويروح ع الشركة يشوف شو صار مع تحويل الشغل عن بعد عند بعض الموظفين وليشتغلو باللي عليه صحيح عمو بخطر بس الحياة هتمشي وما رح تستنى فيه ولا بعمو لتكمّل ساعاتها عادي... لهيك لازم يعطي كل شي حقو ودينو حثو ع العمل والحركة ودامو هو مؤمن وفاهم شاللي عليه فرح يقدم يلي عليه عشان ياخد يلي إلو...

وما حس غير هاليومين مرقوا عليه صلاة... شغل ...مستشفى ويفطرلو كم لقمة عند المغرب لإنو رد يكمّل صيامو... وبعدها ع بيت أهلو للنوم... وهيك العيد صار ع الأبواب ما ضلو غير ليلة دام اليوم هو الأثنين وبكرا التلاتا والعيد هيكون ليلة الأربعا... فأي عيد هيكون وعمو لساتو ما صحي وحالتو على مهي...

فتنهد مكمّل ع الشمال من شان يجيب ملف محتفظ فيه هناك ويطل ع أختو يلي بعتتلو عدة رسايل (مالها مرتك كل شوي بمزاج وعم تبكي غالب وقتها... روحني بحس رح أجلطها لإني ما عم بفهم عليها)

(تعال روحني قبل ما عمتي وفاء تكرهني وتقلب علي القلبة العاطلة... وبصراحة مو عارفة أمي كيف ساكتة ع جيتي هون واحنا بهيك وضع)

(مناي أفهم ليش ما بترد)

(دابحك إذا ما وديتني ع عزومة العيلة بيوم الوقفة)

فيلا بس يصل الڤيلا باخد ملفو وبروحها للي صدعت راسو بالرسايل من شان يرحم حالو ويرحم أمو من ضغط عمتو وفاء من نقها عليها... وشو دهش بس انتبه ع حالو صار قريب من البيت لإنو كان يجري اتصالاتو بالطريق... فقرب من البيت وهو ما بعرف ليه قلبو هيك نابضو ومحسسو بشعور غريب عليه عاجز يفهمو... ومرددو ليشوف وجه يلي اعتبرها بنت قلبو ومحميتو من جديد... فعبر من الباب بس فتحلو الحراس الباب وصف السيارة قبل ما الحراس يصفوا برا قبال ڤيلة (فيلا) أهلو... بالوقت يلي هي طلعت فيه من المكتبة بعد ما رحمت جوري والست سمية بطلباتها الغريبة والمزعجة تقيلولوا (لقيلولوا) شوي لو نص ساعة من شان يشحنوا حالهم لطلباتها الجديدة بس لو إنها مش حامل كان الوضع أهون... فتحركت لغرفة المطبخ تشربلها مية لإنو الست جوري نسيت تجيبلها مية وكأنها خدامة عندها وما لازم تنسى شي... ففتحت باب التلاجة بقوة ساحبة قنينة مي القزاز وهي عم تقول: بكرهك يا جوري!! وجت رح تبهدل حالها لإنها وجعّت شفتها المجروحة بنطقها بغل وحرّت من جرح جبينها من ضغطها ع جبهتها
مع انفعالها...

إلا بصوتو يلي وترها ع فجأة: ليه إنتي بتعرفي تكرهي من متى؟

فلفت عليه تتأكد من يلي سمعتو وما لقتو غير بسرعة سحب القنينة منها قبل ما توقع ورفعها وهو عم يسند حالو ع التلاجة شارب منها لإنو اليوم مفطر وهو منتبة عليها كيف عم تتطالعو بنظرات غريبة عليه... وما لحق لسا ينزل القنينة إلا فجأة بدون مقدمات قربت منو باكية بدون أي مقدمات وناطقتلو بعجز وهي عم ترفعلو دقنها مواجهة عيونو بضعف ممزوج بعجز وقهر: مـا تـاخـد بـنـتـي مــنـي....

تنهد منها لإنو مو وقت بكاها وهالموضوع هادا.... فمد إيدو لورا راسها وهو مناه يقص لسان جوري يلي أكيد خبرتها كم تلميحة عن الموضوع: سيبك من هالكلام وروحي ارتاحي...

وفجأة زمت شفايفها ناطقة بعبس بعد ما سمعت كلامو: لازم روح عند الدكتورة عم حس جنابي عم يوجعوني كتير وخايفة ليصير شي لبنتي...

ما بعرف ليه تبسم فجأة مو ملحق عليها بالأفكار معلق: ضلك أشربي مي وفجأة حرك إيدو لعند بطنها... وديري بالك عليها مكمّل بفيلمها الراسمتو كأنو حقيقة.... لهالساندي بلاش يصير عليها شي... وإذا مو قادرة فورًا رح آخدك لإنو من الطبيعي تتوجعي مع الحمل كل ما يتمدد رحمك... بعدين شو صليتي العصر؟

ردت بانفعال لإنهم بضلهم يذكروها تصلي وهي بالعمدًا صارت تصلي بعد ما يأدن الآدان الصوتو يا دوبو واصلهم فورًا عشان يحلوا عنها ويشوفوا إنها كبيرة وبتعرف شو عليها ويتركوها بحالها: آه! وفجأة رفعت إيديها قريب كتفو وفوق صدرو سائلة: صح جيت تنام عندي...

مين هادي يلي عم تساوي هيك؟

مين هادي يلي عم تلمسو هيك بدون خوف وتوتر؟ ولا فوقهم عم تتدلع عليه...

مو عارف شو يساوي مدهوش منها... البنت كتير متطورة معاه وبدون مقدمات ولا حتى بالتدرج... وهي لما حستو صمت قربت منو حاضنتو من خوفها ليروح ويبعد عنها هو إلها هي.... ونطقت بوضوح صريح: روّحها وخليك عندي...

وهو دامو فهمها عرف بدها إياه وما بدها أختو جوري... وعاد هي مو كرهاً ما بدها جوري إلا عشانها فهمت هو ترك جوري بدالو هون... وهي كيف فهمت هيك ما بتعرف لكنها بتعرف هو إلها وهو يلي لازم يتم عندها مو جوري أختو... ولما حستو بدو يبعدها بكتلو طالبة منو: خليك ما تروح وتتركنا أنا بخاف...

فعجز معها... مو لإنها عم تتمسك فيه هيك... لإنو مو شي جديد عليها تتمسك فيه... بس يلي اختلف معاه طريقة شوفتو لإلها... وكيف صار يفكر فيها... فمسح ع شعرها ناطق: ما بدك تنامي...

نطقت بسرعة وهي عم تتثاوب: بدي نام...

كعادة أجوبتها التكوينتها (تكوين جملها بالرد) الغريبة العجيبة... فحررها ماسكها من إيدها وهو عم يقلها: تعالي ننام فوق....

فمشيت معو وهي مبسوطة ومعصبة فشدت ع إيدو وهي عم تخطط إذا جوري نايمة بسريرها إلا تطردها برا بس قبل ما تطردها رح تدفشها ع الأرض كانتقام منها... وهي غافلة عنو ومو منتبهة ع عيونو كيف عم تتفقد انفعالها وهو مو فاهم مشاعرها الداخلة ببعضها... فطلع بقية الدرج معها فاتحلها الباب وهو مناه يحاكيها ويمشي بعيد عنها بنفس الوقت... فعبر معها للغرفة بدون ما يحاكيها بحرف واحد لإنها هي غرقانة مع عداءها للكل وهو غرقان في فهمها متجاهل رغبتو لينسحب بعيد عنها ويجيب ملفو ويكمّل مع أختو جوري لبيت أهلو...

لكن في شي ضغط عليه يبقى...

في شي بعد هالضغط خلاه يسلم وينام عندها وجنبها رغم محاولاتها كل كم دقيقة لتطلب منو من بين بكاها المتكرر: ما تــاخـد بـنـتـي مـنـي!!!

فتنهد بتعب مهو ردلها تحت لليش مش عم تثق... مش قلها تنسى هادا الكلام... فمسح ع ضهرها وهو جد بدو ينام لإنو مسطل ونطق بجهد منو كرمال ما يغفى: هش خلص بكى!

وما عرف كلامو شو خلاها تنقهر بزيادة... فرفعت راسها مواجهتو وهي عم تبكيلو بشكل بقطع القلب: مــٰـا تـسـاوي مـعـاي هـيـك هـادي إلـي... إلــي أنـا...

ما بعرف مالو بس بدو ينام فرد عليها مسلكها: طيب هي إلك... وشد عليها بايسها ع راسها بجهد منو ليحرك حالو وهو عم يقلها بتقل من نعسو: خلينا ننام هلأ بعدين بنحكي...

هزت راسها نافية: إنـتـا عــم تـضـحـك عـلـي!

لا حول ولا قوة إلا بالله مالها هادي من وينلها هالقوة واضح جوري جننتها... فرفع حالو جابر حالو يصحصح وسحبها من إيدها تواجهو: قلتلك انسيكي من هالكلام و~~

قاطعتو بعجلة وهي فيها طاقة غل لإلو وللكل: مـا تـضـحـك عـلـي...

مسح ع وجهو وهو بس شافها مصرة تصدق هادا الكلام... فنطق من الآخر: عهدًا علي والله ما رح أحرمك منها ولا رح أخدها منك... خلص اهدي مش جنابك بوجعوكي وخايفة ع بنتك...

ردت عليه وهي عم تمسح دموعها جابرة حالها تصدقو لإنو حلف: هـيـّك حـلـفـت... وطالعتو بضعف...

هو شو ساوى عشان يبتلى بهادا الموضوع هو كان مفكرها متل عادتها من تم ساكت لإنو عارفها بس بالليل مع الحمل بتصير نشيطة ولا هي هادية ولسانها ما بوجع راسو... بس اليوم هي غريبة عليه... حاسسها مضيعة سلامها وعدم قلقها بحدا... فنطق وهو عم يحاول يحن عليها ويحتويها: خليني اوضحلك شغلة وحدة واستوعبيها منيح... طول ما أنا عايش ما حد رح ياخدها منك... فاهدي ونامي ولبكرا ولا الليلة بس أرجع رح نتكلم.. بس هلأ ما فيي حيل لإني بس بدي نام لإني تعبان كتير...

فنطقت بسرعة مطبقة يلي سمعتو من جوري وهي عم تمسح ع جبينو: عيان إنتا؟ موجوع شي؟ شو رأيك أسويلك مساج؟ ولا احضرلك الحمام؟ وجت رح تكمّل بقية الجمل يلي حفظتها واللي مالها دخل باللي عم بصير بينهم...

فضحك مطالعها... بسم الله عليها هادي مالها... فمسك إيدها مبعدها عنو... وهو عم يقلها وعيونو الناعسة عم تطالعها: اهتمي بصحتك وبصحة يلي ببطنك وأنا رح أهتم بحالي وفيكم...

فنطقت منفعلة: لأ أنا بس يلي رح اهتم فيك وممنوع غيري... وبسرعة بعدت عنو بدها تشلحو كندرتو... وهو جد مش مستوعب مالها... وجاهل عن كورس جوري المكثف معها... وفجأة قبل ما تشلحو التانية قامت بدها تغير يلي لابستو... لإنو لازم هي قدامو تكون بأجمل شي... فعلق مازح معها: والفردة التانية...

ما سمعتو مفتشة بعيونها وهي عم تنفل الخزانة مدورة ع شي ببالها... فأضطر هو يشلح فردتو التانية ليغط بالنوم... قبل ما ترجعلو... وما صدق ينام لتيجي عندو محاولة تصحيه... فسحبها لعندو تنام وهو عم يشم ريحة عطرها الفواحة بس وين تنام وهي متشوقة تطبق كلشي سمعتو من جوري عليه من شان ما يروح بعيد عنها...

وعاد جوري المعصبة لو عرفت شو ساوت لدفنتها بأرضها لإنها ضلت تعيد وتزيد شو تقول بكل حالة... وهي مدام أخوها بس عليها زي الببغاء تكرر وهي مش فاهمة رغم كل محاولاتها لتفهمها بس عبس والكارثة وين لما تلخبط بتصير تبكي من شان ما تتبهدل من لسانها الطويل...

ولو إنها مو حامل لنزلت جوري فيها ضرب بلكي عقلها ما يدخّل الحابل بالنابل... ولما وصلت المواصيل تفقد الأمل منها اليوم هربت تنام بغرفة الضيوف وهي عازمة الليلة تروّح لإنو هادي البنت بطلت تنطاق لو إنها بتفهم كان خلتها ع عماها وما فتّحت عيونها ع شي لإنها صارت وحش كاسر مفترس بس عليها تعض وتقرص وتدفع...

والمشكلة هلأ وين صحت والباشا أخوها ابن الخيّال ما رنلها تطلع ولا تجهز حالها... فاضطرت تنزل ع رووس أصابعها وهي متمنية من ربها ما تلقطها الوحش الكاسر يلي عندهم عشان ما تنزل فيها طلبات... وبسرعة ع المطبخ تاكلها شي... يعني مش معقول جايتها ومش صايمة وتحرم حالها من الأكل من ورا أوامر جودي وعصبيتها... قال هربت من عمتها وفاء عشان تبتلى باللي أقطع منها... فركض دخلت المطبخ... تاكلها شي تشبع بطنها فيه... وما صدقت تجهز الأكل الضار بالصحة لإنو وظيفة الست سمية طلعت كمان تنبيهها شو تاكل قال فكرتها خدامة طلعت بالآخير راعية والتنظيف ع الخدم يلي بجوا كل كم يوم لساعة وحدة بالزبط بس لينظفوا عند الساعة سبعة وبعدها بروحوا... فبسرعة جابت صحن البطاطا المقلي المدوبة عليه جبنة.... وركض ع الطاولة لتاكل بشراهة من انفعالها من الخنقة الحاسة فيها هون مع جودي والست سمية... وفجأة إلا بصوت أخوها يلي صحي ع رنة تليفونو تارك الزنانة يلي عندو تكمّل نومتها لحالها: شو عملتي فيها لمرتي هبلتيها شكلك..

جوري ردت بكل صراحة وبنبرة عدائية: قول العكس الغلط مني لما فكرت قلها...

عبد العزيز قرب منها شاددها من شعرها بخفة: كأني ما وصيتك...

جوري ردت بلوم لنفسها بس شافتو عم يبعد عنها ناحية التلاجة: بتصدق يا ابن أمي وأبوي لو كنت بفهم كان جد خليتها على مهي... بدل هالوجعة الراس يلي جبتها لحالي... هادي استوحشت وصارت وحش كاسر...

عبد العزيز ابتسم ع ردها لإنو في شي عاجبو فيها فردلها مغير الموضوع: ماشي يا أم استوحش قومي حضري حالك من شان لازم روّحك وكمّل شغلي...

جوري تركت أكلها رادة بعجلة: خطف خدني بلاش تخليني...

وركض ع برا المطبخ... وهو مستغرب انفعال اختو أبو إصبع.... وكره مرتو لإلها... وضحك بس تذكر مقولة... وحتى في كرهي لك شيٌ من الحب... وتحرك لغرفة المكتب يطالعلو شي وانصدم من الروايات المحطوطة ع الطاولة غير الكاسات والورق المرمية حواليها... فعبرها مفتش شو فيه من فضولو يعرف بنت قلبو ومحميتو شو مخبصة... تارك جوري متل الفرارة تجهز نفسها وتلبسلها أي شي انشالله لو مش جاي مع باقي لبسها ولا إنها تدخل تجيب بقية اغراضها يلي تركتهم عند الوحش الكاسر... وركض لعند عزوز تطلب منو يتحركوا... ولحظة ما لمحتو حواليها تذكرت ممكن تلاقيه بغرفة المكتب (المكتبة) وصدمة بس تذكرت وراق نصايحها ولعبها هي وجودي من شان تلهيها وتنسى قصة التزبيط واخد بنتها منها... والكارثة وين الكتاب يلي جابتلها إياه من فترة من شان تزبط عبد العزيز جابتو خطف معها لما خبرها عبد العزيز تجهز حالها وتيجي معو لإنها انتبهت عليه لما ساعدت أمها ورولا بتعبية اواعي جودي بالشنط فخبتو ع جنب خوف الفضيحة والبهدلة من أمها إذا شافتو لإنها عارفة بنتها وحركاتها دام جودي مالها علم بشي وطلعة من البيت ما بتطلع فكل أصابع الاتهام هتكون متجهة عليها... فهي هلأ خلصت منها بس وين تخلص من عبد العزيز لإنها تركت الكتاب ع الطاولة فتمنت تدفن وجهها ولا تقابلو... فجت رح تلف إلا بفتحة باب المكتب من وراها فلفت من خجلها ناطقة: اعمل حالك ما شفت شي...

عبد العزيز حب يلعب بعيارها: ليش شو شفت؟

جوري صارت بدها تبكي: ما تتهبل علي خلص روحني...

عبد العزيز قرصها ع خدها بمزح وهو عم يقلها: خلينا نصلي المغرب وتسلمي ع مرتي بعدها بنروح...

جوري وين تقلو ما فيها تصلي فنطقت بسرعة: خليني يبقى ودعها وصحيها لتصلي المغرب معاي...

وركض قبل ما يقلها شي طالعة لعند بنت دهب الوحش الكاسر... وهي مناها تضرب حالها وجودي معها... ضروري تعمل حالها البنت يلي بتفهم وصلاحة البيوت... وصارت بدها تدعي ع حالها من بياخة الموقف الحاسة فيه...

دايمًا أخوها ماسكها... والكارثة ما تعلمت من قبل إنو تدخلاتها عم تخرّب الدنيا ومتل الهبلة حضرتها بتنسى وبتتدخل بشي مو إلها فيه... فعبرت من الباب الشبه مطبوق ضاوة الضو واندهشت من شكل الأواعي المنفلة ع الأرض متسائلة هو في عندهم قطة بتلعب بالخزاين.. فتنهدت من فعايل المجنونة يلي عندهم وقربت منها وهي مو عارفة ليه اشتاقتلها من هلأ فنادت عليها محاولة تصحيها من نومها وهي مناها فعلًا تبكي لإنها ما رح ترجع تشوفها لفترة... ولكن بعد شو تذكرت هادي الحقيقة... بعد ما نكدوا ع بعضهم... وما فيه مجال للتعديل لكن في مجال للتعويض لقدام إن شاء الله...
وشو حالهم لا يقارن مع إميرال يلي من يوم ما جت لا صاحبة ولا حتى عيلة سائلة فيها... لدرجة ما حد أهتم فيها إذا أكلت أو لأ أو حتى إذا محتاجة شي...

وهادا أمر طبيعي وما بحتاج لأي تعجب طالما علاقتها مع أهلها مش هالشي... وما عندها صاحبة وحدة مقربة منها من هون... فمو فارق عندها... بس يلي فارق معها وجع بطنها يلي عم يمغصها وبدون ما حدا يقلق فيها وبحاجتها كل شوي لتروح ع الحمام بس كرمال تتأكد إذا دورتها جت أو لأ... وهي مو عارفة كم صارلها بالزبط هون هو أربع تيام وخمس ليال ولا أقل أو أكتر من كتر الوحدة والقهر يلي حسسوها إياها إنها هي هون من سنين طويلة مو من أربع أيام تقريبًا من كتر ما أكلت بحالها من خوفها ليزوجوها ولا لإنهم يلعبوا معها ولا مع كنعان بدون ما تفكر تزعل ولا تبكي ع موت جدها يلي بتكرهو كره العمى... بس مع تفكيرها وأكلها بحالها لقت فكرة وجودو أهون من عدمو... لإنو لو عاش كان رفض يزوجوها وهي لساتها متزوجة وع ذمة ابن الخيّال لكن بنفس الوقت رح يقبل بشي تاني... فيبقى النتيجة وحدة خراب وظلم وما في شي أهون من شي... وهادا يلي قهرها وخلاها تسائل نفسها بسخط... ليش ما يرحموا حالنا وحالهم ونعيش عادي متل باقي العيلة... بس كلو من عمو جاسر... كلو منو... فطالعت حواليها محاولة تشتت تفكيرها عن وجع بطنها الممغوص وهي لابسة روب الحمام ومتمكجة مكياج ناعم ع إيد كوافيره الجاية عشانها ع طلب أمها... فضحكت بسخرية مريرة جواتها... قال عزا وقرآن مشغل وفيه كوافيره عم تمكيج فيها... فدعت ع عمها جاسر بس شافت الليل عم يشتد سواد (الله ياخدك يا عمي ويريحنا منك ومن مؤيد واللي جابني... وكل حدا بحب منا وجعة الراس....وكل حدا بحب الحرام وماخد البنات مجرد سلعة بس للفراش والاغراء وكأنو مالهم عقل ورغبات وطموح وأحلام وقلب بهوى)

رح تنجن كيف رح يزوجها... كيف بقبل بهيك شي... مناها تخنقو خنق من بعد ما طلع الصبح عليها والواحد بقول يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم... إلا عمها السم جاسر يلي بلش معها يا شر اشتر بس دخل عليها مطالع فطورها يلي رافضة تاكلو... تموت ولا تمشي بذنب أكبر من يلي عملتو مع ابن الخيّال... وضحك عليها باستتفاه وهي ولا معطيتو بال... عارفة دوا هالرجال هو العناد والتجاهل والتلاعب بين هادا أي العناد وهداك أي التجاهل ع الكيف.. فلفت وجهها للناحية التانية رافضة تشوف وجهو ولو كان يإيدها كان صمت ادنيها عن سمع صوتو الغليظ بس نطق وهو عم يوّقف قريب منها ببدلتو السودا الرسمية: هه لابقتلك معاملة الحيوانات! بس أنا رح أكون رجال لطيف معك يا بنت أخوي واعمل بالأصول مو حبةً فيكي لإنو لا أبوكي ولا أخوكي في عندهم القوة ليقتلوا حدا من عيلة الخيّال ولا حتى بس (قط) بالشارع وللأسف بس لحسن الحظ عندهم بنت حلوة ليستخدموها كطعم... لكن هالبنت الحلوة فشلتهم وما عملت اللي بتقدر عليه وهي ناسية إنو في عندها عمها الذكي رح يجيب راسو بأي وقت بدو وبطرق كتير...

وفجأة لفت وجهها مواجهتو وهي عم ترد ع كلامو بنبرة قوية ما فيها أي خوف مشككة باللي عم يقولو: إذا رح يطلع شي بأيدك تع قابلني وكملت معاه بنفس أسلوبو المستفز... وللمعلومية ما في بنت بتقدر تجيب راسو لإنو هو رجال ومتل ما إنتا شايف حتى أنا فشلت لأجيب راسو والرجال الحقيقي لما بدو يقتل بروح بقاتل مباشرة مو من ورا وبستخدم البنات ولا بستأجر حدا تاني يعمل المفروض عليه...

جاسر انفجر ضحك معلقلها: هههههه والله صاير لبقرتنا لسان... وصقفلها بإيديه باستفزاز...

وشو كان صوت صدى تصقيفو مخيف من وسع الحظيرة وكمّل كلامو وهو شو بعشق يلي بعاندو معو من شان يهينهم ويكسر كبرياءهم: صايرة تعرفي تحكي و تتكلمي يا غبية... وبحركة فجائية سحبها لعندو توقف ع رجليها باللحظة يلي لفت وجهها مفكرتو رح يضربها... وبنبرة خالية من المزح نطق: شفتي كيف خفتي ولفيتي وجهك... شوفي علي يا بقرتنا بنصحك لسانك هادا تقصيه إذا يلي قبالك أسوأ منك... وابتسم مسترسل: ما تفكري إذا بتعرفي تردي شوي يبقى بتقدري تحمي حالك... لإنو انتو البنات بدوننا ما بتسووا... ولا حتى بتقدروا تتمردوا علينا واصحي تفكري يلي نجحوا قبلك لإنهم قوايا إلا لإنهم كانوا مع أشباه رجال مخنثين... وضحك بوجهها معطيها يلي عندو: المهم دامك فشلتي بالمهمة الأولى يبقى في مجال كبير تنجحي بالمهمة التانية وإذا مو بالتانية يبقى بتزبط بالتالتة احنا بالنا كتير طويل معك!

إميرال طالعتو باشتياظ راددتلو ضربتو: يعني واللي بنتك عملتو شو بكـ~

إلا بكف حامي نازل ع خدها منو كاتم حسها وكاد رح يوقعها ع الأرض لولا شدو عليها بإيدو اليمين ليسحبها من شعرها بإيدو اليسار ليرجّع راسها لورا قريب صدرو وهو عم يلفها لتعطيه ضهرها لإنو مو طايق يلمح وجهها وهو عم يهددها: راسك بكسرو إذا بتفكري تفتحي تمك بحرف تاني وتتطاولي علي... وضربها بوكس بكتفها مكمّل* عليها... لولا زواجك ولا لكان كنتي مكسرة هون وما فيه مستشفى تروحي عليها يا بنت ال***** ودفشها بعيد عنو ع الكرسي الحديد الخربان مقعّدها عليه وهو عم يسحب سلاحو من على خصرو رافعو ع راسها: المرة الجاي بفضيه عليكي وما برفلي جفن... فقصيه للسانك احسنلك...

فنطقت مستفزتو بزيادة: يلا اقتلني ~~|

إلا ضاربها بإيدو الحامل فيها سلاحو ع تمها جارح شفتها بقوة: انخرسي...

إميرال انحرت من يلي عملو معها وجكر عندت معو ناطقة من بين وجعها وهي ماسكة دموعها: ما رح انخرس...

جاسر لولا المنفعة يلي رح تيجيه من وراها ولا لكان قتلها بعد ما عذبها... فانسحب وهو عم يسب عليها: ال##### بنت ##### أخوي ما عرف يربي... ###### ...

ما همها المسبات يلي سبها ولا حتى الضرب يلي انضربتو شو الشي الجديد عليها... بس القاهرها مصر هالمريض يصدق حالو إنو قوي لإنو ما في حدا قادر يوقف بوجهو لهالظالم الغشيم يلي ما بخاف الله ولا بتقيه... فدعت عليه بسرها بحرقة لإنها ما بدها تتزوج... كيف يزوجها... وهي متزوجة من ابن الخيّال يلي سلمتو حالها بإرادة ووعي تام... فوين تخلي حدا غيرو يلمسها... هادا زنا وحرام... هتنجن... تموت ولا غيرو يلمسها...

هي كانت قبل غبية وكان عادي عندها العلاقة تصير بينها وبين الرجال يلي أهلها بعتوها تغريه واللي طلع أشرف منهم كلهم ورفض لمسها... بعد ما كذبت عليه إنها مريضة كتير... واجى يتطمن عليها وهو متل الواقع ع وجهو لإنها من الصبح ما حكت معو بعد ما خبرتو إنها مريضة وهو متل الغبي بسرعة آجى لبيتها داقق الباب يلي تاركتلو إياه شبه مطبوق ومع أول دقة فتح... مخليتو يفكر بمليون موال ليكون صاير شي للبنت.. فعبر ركض مدور عليها ولما ما لقاها بالصالون والمطبخ وع البلكونة تحرك لغرفة نومها يلي ما بحياتو عبرها فاتح بابها ليدخل بعجلة وانصدم بس شاف جو الغرفة الرومانسي وشل مكانو تارك إيد الباب بس لمح مكتوب ع السرير بالورود (touch me) وفجأة إلا بصوت طبق الباب جابرو يلف ودهش من يلي عم يشوفو... البنت يلي لسا حاسس حالو لازم يتخلى عنها لإنها مش من توبو واقفة قدامو بقميص نوم مغري وتاركة شعرها الكيرلي ع طبيعتو ورافعة منو كم خصلة بدلع وهي مبرزة جمالها بمكياج ناعم زايدها جمال ومتعطرة بعطر شمو من الصالون واللي ياما بهدلها من شان كانت ترشو من برا البيت وتسمع عليه تعليقات من الشباب والبنات... ولأ لسا مو معطيتو مجال يستوعب شو مخبصة معو سألتو بغنج بشبه غنج بنات الليل: ما عجبتك؟ وجت بدها تقرب منو إلا بكفة إيدو بترد عليها بس لامست خدها وهو عم يقلها: معاذ الله أرخص من هيك ما شفت...

وتحرك طالع من الغرفة فلحقتو بسرعة خوف ما تخسرو... لكنو أمرها بنبرة مؤذية لإلها شاتمها فيها وهو عم يحرك إيديه بانفعال: اصحك نجاستك تقربيها مني يا ***** ما تفكري بالقرف باللي عاملتيه بتغريني قرب منك... إن كنت شايفك بنص عقل طلعتي ما في عندك ورفع أصابعو مقربهم من بعض مسترسل... نتفة عقل... وجحرها وهو عم يفتح عيونو بشكل مخيف... استرجي بعد اليوم حاكيني ولا تعملي هيك عشان قلل من قيمتك اكتر من هيك ياللي حاسبتلي حالك ع المسلمات...

وطلع تاركها مذهولة... يعني صح لسانو حاد معها... وممكن يسب لما يعصب... بس يرفضها وينفر منها... كتير بحقها...

لكن بعد يلي صار بينهم ومع صراعها لتفهم ليه رفضها احتارت تزعل ولا تفرح لإنو ما استغلها...

ولا تتضايق لإنو ما بشبه أخوها وعمها وأبوها وسامي الفاسد يلي كانوا يلحقوا رغباتهم وجمال الشكل والجسم وهي ما شاء الله عنها مو محتاجة شي يبقى ليه رفضها معقول ميولو غير ولا لإنو ما حابب يكون معها بعلاقة جدية...

لكن بعد شو فهمت إنو في أصناف رجال عكس الصنف يلي تربت عليه وشافتو بالمسلسلات التركية والمكسيكية والامريكية... بس بعد شو بعد ما أنأذت...

هي ممكن تسمع هالكلام من أي حدا بالشارع وبالبيت وتكون ردة فعلها أكبرها تعصب وترد بس لما سمعتها منو ثقتها تجزأت وحست كرامتها بالحضيض... وما في داعي لتعيش... بس بعد ما صحت من الصدمة وفهمت العالم شو ووين وهي وين من بعد رفضو لإلها بهادا الموقف والمواقف التانية يلي من وراها خلاها تفهم شو يعني الحياة بفلسفتو وبأفكارو يلي بالأول تعجبت منها... وحسستها إنها عنجد ما بتفقه شي... لكن مع الوقت مع كترة التفكير بمبادئ الحياة وقيمها والتفكير العربي والأوروبي حست شو فايدة تفتّح عيونها ع العالم والثقافة والمعرفة والقراءة إذا نهايتها تنكشف وتمثيليتها رح تنتهي وتصير هالفلسفات وهالأفكار وهالوجهات النظر ما بتسوى شي قدام يلي عم تعيشو... غير إنها تحرق قلبها فوق مهو محروق... فبكت من جواتها بحرقة مكررة دعائها وهي منحرة من تمها وكتفها وبطنها الممغوص (الله ياخدك يلي ببالي ويجعل ربي ينتقم منك أشد انتقام)

وعاد لو عمها سمعها بتدعي عليه لكان قصف عمرها وخلص عليها لإنو ما بكره غير شي واحد بالحياة حدا يدعي عليه... بس وين يسمعها وهو قاعد بالعزا جنب أبوها عم يحاكي الرجال القاعدة والقرآن لساتو شغال لكن ما حدا عم ينصتلو غير عمها عثمان العرب يلي حاسس أخوه جاسر مو مصلي ع النبي وناويها شر... وأي شر هيكون الله أعلم فيه وجاسر نفسو يلي من جواتو حابر (حامل) ع إميرال يلي مفكرة حالها قوية ومصدقة حالها من ورا ابن الخيّال قليل المرجلة يلي وقع بكذبتها وتزوج منها... اصحها تفكر بعد يلي صار معها برا إنها بنت قوية ومستقلة... ما فشرت تفكر هيك طالما عندها عم متلو وأخ متل أخوها مؤيد النسخة التانية منو...

فبس حس ع الرجال بدهم يستئذنوا منهم فتكلم ناهي الكلام معهم وبعدها سلم عليهم هو وأخوه جاثم وعثمان العرب يلي بالغصب قاعد هون وهو متحمل عيون أخوه ولسانو السليط يلي ما برحمو بالسب والشتم والأهانة من أول يوم عزا لكنو هو احترامًا لموت أبوه وصورتهم قدام الناس ولا لكان تحداه... بس مش هلأ بس ليخلص العزا ويعمل يلي عليه بعدها بحلها ألف حلال... فأجى بدو يكمّل مع الرجال لبرا لكن إيد جاسر منعتو مخلي جاثم يكمّل معهم برا وهو عم يقلو: وين رايح لازم نخلص حكينا بخصوص الورثة... وصلاتك بالجامع بلاها هلأ...

عثمان العرب جحروا وهمسلو خوف ما الرجال يسمعوهم وهما عم يبعدوا عنهم: جنيت...

جاسر رد عليه وهو عم يطالعو بنظرات عداء: لا يا حبيبي المحامي هيو هون من شان نخلّص ع الحارك لإني مو فاضيلكم بعدين ومن هلأ ببشرك اصحك تفكر تعملّي حالك مصلح وبدك خواتك يرثوا... والله لتطلع عينهم ما بورثهم دينار واحد... والله حالة ناس بتتعب وناس بترث ع البال المستريح واصحك تقلي قال الرسول وقال الله أنا رجال بمشي ع هواه وإذا حرف واحد مش عاجبك فكر شم شي من حصص أبوي لإنو يا حبيبي غالبية الأملاك باسمي لإنو معاي الوكالة ع غالبية حلالنا...

عثمان انفعل هادا شو بخبص هو ما كان مستبعد عنو هالحركات بس يعني مش بهالسرعة هاي فرد بجفا: وأخوك يلي بين الحياة والموت شو وضعو بالله ولا الغايب مالو نايب...

جاسر ضحك بشر ماسح أنفو: والله هادا بالناقص منو واصحك تدافع عنو لإنو هو سبب جلط أبوي هو والنجسة ال#### يلي لازم تنقتل... ومن الآخر بقلها قدام وجهك بدون خجل ما تدافع عن كنان... لإنو هادا خص نص لازم نتخلّص منو بأقرب وقت... وإذا مش عاجبك خليني فتّح عيونك ع شي... ووقف قبالو كاشف برودو الخالي من أي ذرة رحمة وهو عم يدخل إيدو اليمين جواة جيبة بنطلونو القماش وعم يمسح بإيدو اليسار تحت دقنو بتحذير: والله يلي مش معي هو علي... وسحب إيدو اليمين من جيبتو رافعها ع كتف عثمان عرب بتخويف... بنصحك تكون عاقل وتشوف وين مصلحتك ومصلحة ولادك يا أخوي وأقصر الشر وامشي مش عكسو إلا بعيد عنو...

عثمان العرب طالعو بنظرات مو قادر يصفها بحرف واحد فقرب منو رادد: اصحك تفكرني جاثم يا جاسر... وعمر الدم ما بصير مي...

جاسر ضحك: شو هالجواب المنمق يا ابن عثمان... احنا هلأ بساحة حرب فيلي مش معاي علي.. وما فيه خيار تالت... ورد مسح تحت شفتو بالزبط ناصحو... وإذا مو حابب تكون لا ضرر ولا ضرار الباب بسع جمل... لكن بس بلحظة وحدة صرت تلعب بالحبلين حبل المشنقة حوالين رقبتك ولّا رح قول الدم بصير مي ومي بتتبخر كمان... وضحك ببياخة... ومسح ع كتفو... هيني حذرتك وقد أعذر من أنذر يا أب فهد ولمى...

عثمان هز راسو بتفهم وهو عم يرفع إيديه باستسلام... مصرح بكل جرأة: أنا يخي لا بدي وجعة راس ولا بدي حتى أرث... من شان لا أخسر خواتك ولا اخسركم...

جاسر هز راسو مطالعو بتسليكة: حلو بس يخي أنا رجال ما بحب يسمع كلام بالهوى بدي شوف كلام ع ورق... فتفضل هي المحامي خلينا ندخل ع السريع نخلصها لإنو أنا وأخوك جاثم كلمتنا وحدة فما ضل غيرك...

فتحرك عثمان العرب معو وهو عم يحاكيه بكل برود وبنبرة مصطنعة الانبطاح وهو من جواتو محضرلو مطبات وكل مطب ولا هو: بتؤمر المهم تكون راضي وما نخسر بعضنا مين إلنا غير بعض...

جاسر لولا فضولو ليشوف أخوه هادا المتحزلق محشور بالزواية كان ريّح حالو منو ومن كنان المخنث... بس لأ مش من أولها يشمّت الأعداء فيه... فخليه يمسح عليه وبالوقت المناسب بكشف عن أنياب الحقيقية مستعد للهجوم عليه والتخلص منو... فعبر معو غرفة المكتب وصدمو بس لقى قبال محاميهم رجلين (رجالين) قاعدين جنب بعض واحد مبين عليه متدين والتاني رغم كبر سنو مبين عليه جمال وجاذبية... فاستغرب مو فاهم سبب قعدتهم معهم...

وجاسر بس لمح نظراتو المستغربة تبسم مخبرو بهمس قبل ما يستفسر منو عن سبب قعدتهم معهم هون: ابلع ريقك ما تخاف هادا كاتب الكتاب واللي جنبو هيصير زوج بنت أخوك ال*****...

عثمان العرب بهت بس سمع كلامو... أخوه المجنون شو عم يخبص هادا... هو كان عم يسمع تلاطيش حكي فيه إميرال وزواج بس لإنو عقلو بأخوه كنان ما دقق بالموضوع... بس سبحان الله ما حليلو يتغافل إلا مع هالموضوع واللي محرم شرعاً... فآجى بدو ينطق لكن جاسر همسلو قبل ما يبعد عنو ويرحب بالرجال: ما تنسى قلت رح تبقى متفرج بكل يلي رح يصير معنا من شان ما تخسر حدا...

وقرب من الرجال يلي هيصير زوج إميرال... معرفو ع عثمان العرب يلي رح يبكي ع الحرام الكبير يلي عم بعملوه واللي لا يجوز شرعًا دينيًا ولا حتى بعُرف الدول التانية... فحس رجليه من ممشى أخوه الحرام رح تنشل واجى رح يوقع لولا الكرسي يلي جت إيدو عليه بالغصب مقعد حالو عليه قبل ما حدا ينتبهلو مسلك مع يلي هيكون زوج بنت أخوه المحرم عليها... واللي باينتو شكلها سهرتو عندهم صباحي بدون ما يحترم أبوهم الميت لا هو ولا جاسر...

أي لو أخوه طاقق وما بخاف الله مو مبرر للناس تكون ممشاها حرام وطاقة متل أخوه... مو لإنو في إقبال ع الحرام وشياطينهم ونفسهم بتزينلهم سوء أعمالهم ببقى مقبول وعادي وطبيعي... فاحتر مو قادر يبقى ما يلا يعطوه يوقع ويتسهل لكن وين يوقع وجاسر لسا ببداية اللعب معو... فأجل شغلة التنارل شوي مقضيها طق حنك معهم... وهو مو حاسس بأخوه يلي ممكن ينجلط هلأ ع الحرام يلي عم بصير... ولا حتى حاسس ببنت أخوه يلي شو مزعوجة من تسلط أختها الكبيرة عليها ع فجأة دامها شافت الكل منشغل بمكتب عمها: شو سمعت رح تتجوزي رجال كبير بالعمر ما يلا راحة ومال وانسيكي من الجمال... وضحكت بصوت عالي متل بنات الليل: ههههههههههه مهضومة انا بعرف... وكملت عليها بس شافتها قاعدة بروبها وهي عم تشد ع جبينها من مغص بطنها: بعدين اتركي هالحركات عنك المو لابقتلك بالمرة...

إميرال مو طايقة حالها ومو فاضية لهادي التافهة بس مشكلة هرموناتها طالعة نازلة من شان قربت دورتها فردت بصوت غليظ من بين أسنانها: العتب ع اللي بفهم ومتل ما بقولوا المادح نفسو كذاب (قصدها ع مدحها نفسها) ولو سمحتي تفضلي ع برا و قرفك ابعديه عني بعدين إذا كتير متضايقة عليه يلي بلا جمال خديه و تجوزيه وابلعي مياتو(جمع مي /ماء) اه قصدي مصرياتو....

صفاء بهتت من كلامها وغضب الدنيا اجتمع فيها راددتلها: إنتي وجودي ما حدا بفهم لوجعكم غير سامي... وضحكت مبعدة عنها منادية سامي..

وهي بس سمعت اسم سامي من هون معدتها وجعتها وصارت عم تضغط عليها بشكل صعب تحملو.. فضغطت ع أسنانها موقفة ع رجليها بالقوة... والله اذا بقت هون ليبدع سامي فيها وما حدا رح يسأل مع صوت القرآن العالي... فمشت لعند باب الغرفة المفتوح بكل ثقة لإنو هروبها من هون مستحيل وشهقت مغمضة عيونها بس لمحتو جاي لعندها ساندة حالها ع الحيطان من وجع معدتها يلي تحول لضهرها فتصنعت القوة بأعجوبة وهي مو قادرة تفتح عيونها محاولة تتجاهل سامي وتحرشاتو السابقة معها إلا بصوت أمها ع فجأة مخليها تلف تدور عليها: سـامـي!!! صـفـاء بعدين... صوتكم احترموا شوي الرجال يلي قاعدة مع عمكم... وقربت منهم لافة ع إميرال مبهدلتها: شو عم تستني لهلأ مش لابسة... ودفعتها لجوا الغرفة وهي مو عارفة بهالحركة هاي شو خلت إميرال تحس وجعها تضاعف فكتمت وجعها وهي ماسكة دمعة وحدة تنزل منها من كرهها لأمها يلي اخدتها ع أوروبا معلمتها الغنج والدلال وشغل بنات الليل من شان تجيب ابن الخيّال... وهلأ شو رح تساوي فيها غير تكمّل ع دبحها... فطالعتها باستنقاص من فوق لتحت وهي عم تلمحها لابسة فستان اسود بصل لعند الركبة وعاملة شعرها واڤي عريض مع شوية مكياج خفيف ع وجهها فتبسمت بفتور بوجهها: منيح إني سمعت صوتك...

غنج طنشت كلامها ونبرتها المقللة منها ولفت ع صفاء وسامي: يلا إنتي وإياه شوفي واقفين... تسهلوا...

سامي رفع حاجبو بندم لإنو ما رح يقدر يلمس هالحلوة هادي قبل ما تروح... فنطق: ماشي... وسحب صفاء معو مغريها بلمساتو ع جنب بدون مخافة الله تاركين أم مؤيد تعبر الغرفة مسكرة الباب وراها وهي مو قلقانة بمشاعر بنتها: تستاهلي يلي اجاكي لإنك إنتي يلي جبتي هادا الاشي لحالك يا غبية... بس سؤال في حدا بجيب الدب لكرمو غير المتيسين اللي متلك.... الله لا يقيم عنك وعن جودي.... انتو التنتين بدكم حرق لإنكم سودتوا وجهنا الله بس يسوّد وجهكم...

إميرال ردتلها من بين دموعها يلي نزلوا غصب عنها من شدة وجعها: إنتي أم مفكرة حالك... عم تتاجري فيي...

أم مؤيد مسكتها من شعرها المسرح شادة بقوة: اسمعي مني هيني بخبرك إياكي ثم إياكي تفتحي تمك بكلمة ورثة وبدنا نرث وهادا الرجال متعيه وحاولي تضلك معو لإنو اشكالك احنا بغنى عنها... هي الوحدة بتخلف بنات من شان يقعدوا بوجهها ولا من شان تتخلص منهم...

إميرال هتنجن منها ومن كرهها لإلها فدفشتها بعيد عنها ناطقة بغل: هادا الكلام بس لإلي من شاني بشبه مرت عمي جاسـ~

إلا بكف حامي ع خدها من أمها يلي عم تنطق من بين أسنانها: انخرسي ودفعتها ناحية الحمام آمرتها... روحي نظفي حالك إذا مش منظفة وألبسي هالفستان المعلق قبل ما لبسك إياه غصب ما في وقت الرجال عم يستنى...

إميرال جت رح تدعي عليها لكن في شي مسكها وخلاها تنفجر بكى... هي قبلت تسايرهم وتطلع من المقبرة (الحظيرة) يلي كانوا حابسينها فيها بس من شان تريح بطنها وتتطمن إذا جتها بس طلع الموضوع ما فيه تهاون ولا تمشية حال... فحممت حالها خوف ما الخدامات يحمموها وهي متشجنة من أوجاع جسمها من ضرب عمها وأخوها لإلها من اربع تيام... وأصرت بعدها تبقى بروب الحمام يلي ادفى عليها من الفستان الخفيف الجابينلها إياه مع طقم عقد ألماس لإلها من زوجها المستقبلي... فتجاهلت الرد عليها عابرة الحمام تلبس فستانها بدون ما تنظف وهي عم تبكي وحاسة الرؤية قدامها عم تروح وتيجي... فحاولت تسند حالها ع الحيطة وهي مو فاهمة مالها والمشكلة صوت دق الباب عليها من يلي بقولوا عنها أمها من شان تسرّع لإنو الرجال بدو ياخدها... فشو تمنت لحظتها لو أمها ميتة متل أم جودي لإنو عدمو أرحم من وجودها بالنسبة لإلها... أو لإنها نغم أو أنغام يلي بتحبهم وبتحميهم من أي ضرر... على عكسها هي النازلة فيها هدم لإنها بتعرف أهم أسرارها بالغلط متل إنها نفسها تكون مرت جاسر وماسكة كل شي.... لإنو جاثم مش رجال وكلام بوجّع الراس... وكرمال هالشي كره أمها تضاعف ناحيتها لدرجة تحول مع الوقت لعداء... وهي مهما تساوي ما هتغير نظرة أمها لإلها ولا لجودي يلي بتكرهها كره العمى وكانت تضلها تجرح فيها لإنها بتضلها تذكرها بأمها الورثت عنها صفة محبة الناس لإلها بدون ما تساوي شي وبمجرد بس ما بشوفوها وسبحان الله هي مش بس ورثت صفة محبة أمها إلا كمان كره مرتعمها وأبوها لإلها كمان...

وطبعًا جودي مو فارق عندها كل هالشي لإنها مو مدركتو وعقلها كان مشغول بعالم الزهرة والمريخ والزمردة بس حاليًا صار بعالم اضطراب المشاعر لإنها مو قادرة تقعد بدون جوري ودموعها عم ينزلوا بس ترد تتذكر روحتها من عندها هي وزوجها يلي هوّن عليها بفكرة الليلة رح يرجعلها... فتكابر ع مشاعرها تجاه جوري كل ما تتذكر جيتو عندها... ومن زهقها قررت ترد تكمّل حربها مع الكتاب يلي بعل قلبها عن تكوين الشخصية وحكي بوجع الراس عن كيف ترى نفسك وما تقييمك لنفسك وعن الجمال والجاذبية... وأيوة هون بلشت تفسر ع كيفها تاركة كلشي قرأتو ومتمسكة بقصة الجمال فقامت تفقد حالها وهي مو عارفة إذا هي حلوة ولا لأ... فبكت من عجزها تشوف حالها بعيونها... بس أكيد هي مش حلوة مع بطنها الكبرانة وشعرها المقصوص وجرح جبينها وشفتها.... فمسحت ع بطنها كارهة كبرو... متسائلة ليه هي مش متل بنات عمها يلي كانت تسمعهم عم يتباهوا بجمالهم... فطالعت اللابستو فستانها الواصل الركبة ومورد بورود ناعمة... ما عجبها شكلها فراحت تغير لبستها مو رضيانة عن بطنها البارز... رغم إنو مناسب لحملها بالشهر التالت إلا إنها شايفتو أكبر من هيك... فصارت تدور ع أي شي يخفي بطنها وتمنت لو في مشد تخفي بطنها فيه... فقعدت حوالين الأواعي... زعلانة من أواعيها... هي لازمها أواعي جداد.. هدول الأواعي مو حلويين عليها... وينو هو ما يجيبلها فقامت وهي عم تغطي بطنها بإيديها منتظرة فيه ليجيها والوقت عم يعد وهو ما اجى وهي لساتها قدام الشباك قاعدة منتظرة فيه يجي لتخبرو عن حاجتها لأواعي جديدة ومشد يشد بطنها متل يلي جوري جابتلها منهم كرمال ما يطلعلها خطوط التمدد... فما حست ع حالها وهي نايمة غير لما صحت ع صوتو وهو عم يقلها: ليه نايمة هون..

جودي بلعت ريقها متمتمة بشي مش مفهوم... فصحاها تقوم تنام ع السرير إلا هي رخت حالها عليه بمعنى يحملها... فحملها مسلك معها كرمال يروح ينام هو التاني لإنو مرهق رايح جاي بالطرقات والشغل يلي عليه... وفجأة بلشت تطلعلو اضطراباتها بس حست ع نفسها محمولة ع إيديه وعم يطلع فيها الدرج: ليش أنا مش حلوة...

ما نطق بحرف واحد لإنو حاسسها بس بدها تحكي: أنا بدي أواعي جداد وما لازم أكل كتير كبير بطني... وصارت تبكي مكملة... ليش هيك أنا....

دخل فيها الغرفة متعجب من تفكيرها... وذهل بس سمعها عم تقول: لازم تجيبلي مشد لبطني...

فبسرعة تحرك فيها لعند السرير ناطق بصوت حاد: جنيتي تلبسي مشد.... ونزلها متحرك لعند ضو الغرفة مواجهها... إنتي من وين بتيجيكي هالأفكار الغريبة العجيبة...

بوزت رادة بحرة: ما تقول عني مجنونة...

عض شفتو ماسح ع راسو من وين عم تفسر هادي الكلام... فتنهد لاففلها: أكلتي...

هزت راسها برفض رادة وهي عم تمسح دموعها: مش جاي ع بالي...

فرد سألها وهو عم يقرب منها ماسح ع وجهها: طيب موجوعة شي؟

هزت راسها وقربت منو ساندة راسها ع صدرو رادة: إنتا إلنا بس...

تبخرت الحروف منو بس سمعها عم تقول هيك.. وكمّلت عليه بس لفت عليه مطالعتو ومتابعة بجرأة معو... وما رح تتركنا... أحنا عم نخاف ننام بدونك...

فتنفس بغصب بالع ذهولو منها فرفع إيدو ماسح ع شعرها القصير بدو يكمّل لا اراديًا عليه لتحت لكن ما فيه شعر فما لقى غير ساحبها لصدرو ناطقلها بحرقة: حقك علي... حقك علي... وباسها ع إدنها وشعرها... وهي هون فاجت (احترت/سخنت/شوبت) فبعدت عنو بسرعة مو متحملة مع هرمونات حملها... وفجأة حست حالها رح تشرق بنفسها فبسرعة دق ع ضهرها وهو مختبص مالها هادي بسم الله عليها... امتى رح تبطل تنسى تتنفس... أي وبعدين مع هالقصة هتموّت حالها بإيدها... فلف يشوف إذا في حواليه مي... لكنو ما لقى فبسرعة نزل يجيبلها مي ورجعلها إلا لقاها مغرقة بالبكى فقرب منها وهو عم يقلها بنبرة قلقانة: خدي اشربي مي...

جودي رفعت راسها بس سمعت صوتو بتكذيب وبسرعة رفعت حالها لعندو شاكتلو قسوتو معها: ما بدي مي... بدي إياك إنتا... ورفعت وجهها مطالعتو بشكل غريب عليه... بشكل عم تناديه يلمسها وما يبعد عنها... فطبق الباب محاول يجاريها لكنها ترد تبكيلو خايفة: بنتي إلي أنا... أنا وبس...
وترد تقرب منو وترد تبعد عنو مو متحملة وهي عم تبكيلو لإنها مش حلوة وبطنها كبير... وهو يحاول معها يروقها... بس لا سبيل فرفضتو باكية ع صدرو شاكيتلو لؤمو معها وقسوتو باللي عملو فيها يوم ما وداها عند أهلها غصب... وتدخل مشاعرها ببعض لحد ما نامت ع صدرو بعد عناء طويل منو لتتركو مع حالو والندم عم ياكل فيه ع اللي عملو معها وع اللي خباه عنها لإنها لو عرفت عن موت جدها لكان كرهتو ع الآخر... فآجى بدو يبعد عنها لكنها رفضت يتحرك سنتيمتر بعيد عنها... لكنو ما قدر يبقى هون جنبها... لإنو حاسس حالو عم يهينها وهو متمدد جنبها فتحرك مبتعد عنها متحرك بالغرفة وهو عم ياكل بحالو متل ما عمو كنعان عم ياكل بحالو لإنو عم يستنى تصلو بنت دهب الواقفة وهي مالها حيل من ضهرها العم بوجعها... وعم تناظر نفسها نظرات استحقار لنفسها وللفستان الأسود الماسك ع جسمها واللي بكشف أكتر ما ببين مع طقم مجوهرات الناعم الجاي بشكل جميل مع شعرها يلي غيرت تسريحتو ورفعتو حذوة فرس من شان تبشع نفسها وتخرب طلتها بس ع الفاضي جمالها بكل شي ببين حتى مع عيونها البكيانة... فطالعت مكياجها يلي مسحتو لإنو خرب مع بكاها وردت حطت شي بسيط غصب عنها من زن أمها وضربها لإلها كفوف ع كتفها كل ما تعند وهي عم تبهدل فيها من شان الجرح يلي بشفتها واللي مخرب شكلها وليلتها مع زوجها الجديد... وهي بس من تعبها ودروخة جسمها ووجعها تسلكلها وهي مرة تحس حالها منيحة ومرة لأ... وفجأة ردت نافلة شعرها مفكرها غصب عنها بشي كارهتو... ممكن إذا عجبتو يرضى عنها وتقدر تبعت لكنعان يطلقها وما يتفاعل مع أي شي بطلبوه أهلها منو و~~

الا الباب انفتح عليها مانعها تسرح بتفكيرها بعيد مع ابن الخيّال وكاشفلها عن وجه مؤيد الدنيء الواقف عند الباب والتعب واضح عليه فأشرلها بس لمحها عم تتعمق بعيونو لتطلع من الباب: تفضلي جوزك عم بستناكي...

ما بتعرف شو صار فيها بس سمعت منو كلمة جوزك وجت رح تفقد قدرتها لتوقف ع رجليها.... من صدمتها من يلي عم تسمعو كلشي كان قبل لعب وهلأ صار وقت الجد... فجد رح تمسك حالها لكن إيد مؤيد سحبتها غصب لبرا الغرفة مكمّل فيها لحد الباب الوراني وهو عم يوصيها وهي مو سامعة شي من ضغط معدتها عليها...

ولحظة ما حست في هوى بارد عم يلامسها رفعت راسها وهي عم تضم نفسها بإيدها التانيه وانصدمت بس عينها جت ع خمس السيارات الفخمين والصافين حوالين السيارة جيب المايباخ الفخم.... وحست هي رايحة لحد أوسخ من عمها جاسر وشكلو حفرتلي ع عيار تقيل... فجت رح تحاول تدفع إيد مؤيد عنها لكن بعد شو بعد ما قرب من جيب المايباخ فاتحلها الباب ومدخلها فيه وهو عم يدفشها ما بتعرف كيف فجأة لفت عليه متمسكة فيه بدها تترجاه لكنو سفهها محاكي زوجها: ألف مبروك (مبارك)!

وشو ارتعبت بس سمعت صوت يلي صار جوزها بدون ما تشوف وجهو: الله يبارك فيك يا صهري!

فرد عليه مؤيد وهو مو طايقو: تصبحوا ع خير! وطبق الباب متحرك بعيد عنهم تارك أختو مع رجال لأول مرة هتشوفو بدون ما يخاف عليها أو حتى ينصرها ولا ينصرو دينو والحق...

فنطق زوجها المحرم عليها للشوفير: حرّك!

إميرال ما قدرت تلف عليه رغم قرب المسافة بينهم... ولا إراديًا قربت من الشباك وهي مناها تنفجر بكى لإنها ما بدها تكون ملك حدا... هي حرة مو عبدة ليتحكموا فيها... فدعت ربها ينصرها... وينشلها من يلي هي فيه بعيد عن أهلها واللي قلبها حبو...

لإنو الحب ما لازم يعذبها إلا لازم يرفع منها...

الحب أكيد مش رومانسية...

الحب شي أرقى من هيك... الحب هو محبة ومودة ونصرة ...

وما بتعرف ليه بعد ما صارت هون لحالها مع هالرجال بدون حماية حد لإلها
نزل من عينها يلي كانت رح تفديه بروحها لإنو ما ساوى شي كرمال يسترد مرتو متل ما ساوى ابن أخوه يلي كبر بعينها كتير لما رد جودي بنت عمها... فدامو هو يلي تزوجها ع ورق ما ساوى شي من قبل وما ساوي شي هلأ بعد ما صارت ع ذمة رجال تاني محرم عليها بهت بعيونها وقررت تبحث عن السلام والثبات... وتفكر بجدية طلاقها منو لتحاول مع هالرجال من أول وجديد وتجيب بيبي منو وطز بالعمر وطز بالكل وخليها تريّح راسها من أهلها ومن يلي قلبها حبو..

وفجأة إلا السيارة وقفت بعد ما طلعوا من بيت أهلها بشوي ونزل زوجها يلي ما طالعتو لو نظرة سريعة بالسر مع الشوفير... فدمعت مو عارفة وين نهايتها دامها وصلوا بهالسرعة هاي فجت بدها تنزل إلا لقت الباب مقفل عليها من عند الشوفير فلفت وجهها وهي حاسة بحشرة وراسها عم يلف فيها وضهرها حاسستو سخن فركت راسها ع الشباك باللحظة يلي رد الشوفير راكب قبال الدركسيون (السكان) ليحرك السيارة فيها بدون زوجها فبسرعة بس حست السيارة تحركت ماسحة دموعها وهي عم تسمع الشوفير عم يتكلم مع حد فرفعت راسها معدلة قعدتها من وجع ضهرها وفجأة ركزت باللي عم يقولو لإنو واضح عم يحاكيها هي: شو كنتي متوقعة ... تتجوزي خالي ااااه صح ما إنتي رخيصة ومستعدة تبيعي حالك لإي حدا.... حتى كنعان ما سلم منك بس وحياتك كنعان ليتفنن فيكي اصبري عليه ادعي الله يقتلك ولا إنو يورجيكي الجحيم و العذاب اللي رح تعيشي فيه....

جت بدها ترد عليه الا تليفونو رن فرد بدون ما يناظر الاسم وبسرعة شبكو ع سماعة السيارة: الو!

وقف قلبها بس وصلها صوت كنعان يلي بتميزو من بين ملايين الأصوات من مايكروفون السيارة: هلأ هي معك!

وبدون أي سيطرة بكت عاجزة تستوعب شاللي عم بصير معها وهي وين... متل ما بنت عمها عاجزة تفهم هي وين وليه الكلاب ورجال غريبة عم تلحقها وتنهش فيها فقامت من نومها وهي عم تصرخ بين إيديه يلي عم تحتويها محاول يهديها ويسمي عليها: ما تاخد بنتي مني....* وانفجرت بكى مخليتو ينفعل منها ومن يلي عم تفكر فيه من كتر ما كررت هالجملة فنطق غصب عنو: لك حلفتلك شو ضل بدك كمان... والله حلفتلك فهميني شو بدك من شان ريحك؟

فردت عليه بشي ما توقعو منها: بـ ـدي مـ~

يتتبع...

ولله الحمد تم الفصل ع خير نلقاكم بإذن الله الفصل الجاي 💓

 
 

 

عرض البوم صور رنين رنين   رد مع اقتباس
قديم 05-03-23, 10:43 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2013
العضوية: 257539
المشاركات: 35
الجنس أنثى
معدل التقييم: رنين رنين عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 24

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رنين رنين غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رنين رنين المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية سجين الانتقام

 

الفصل السادس عشر


قراءة ممتعة❤

فردت عليه بشي ما توقعو منها: بـ ـدي مـ ـوت!!!

وما لحق يسمع رغبتها بالموت إلا قشعر بدنو من يلي قالتو قدام عيونو وع سمعو من إدراكو عمق هالرغبة الموجعة يلي حسستو بالعجز ليحدد شو لازم يساوي معها ليحتويها ع اللي عم تحس فيه ولا ليأنبها على يلي عم تفكر فيه... فسكن مكانو بتصلب من استصعابو كلامها... لإنها هي شو شافت مقارنة باللي شافو كرمال تتمنى الموت وهي عندو... يضحك على نفسو لإنو قدر يتحمل مسؤولية نفسو رغم مرارة المواقف يلي مر فيها بحياتو ورغم وحشة الوقت من ورا ظنو ويقينو الكبير بالله بدون ما يرغب ولا ليفكر بالموت كحل للي عم يمر فيه متلها... فما لقى حالو غير مقرب وجهها من صدرو كاتم حسها لإنو من أول ما صارت عندو وتحت اسمو ما صقلها ولا حتى رفع منها بحجة هي بنت مين وشو ممكن تساوي... فعصر غصتو جواتو لإنو عم يحس بقوة الحالة يلي وصلتلها اليوم واللي هو وراها بنسبة كبيرة... فبلع غصتو محاكي نفسو كقاضي وقاص (القصاص) بعيدًا عن التبرير وتزيين سوء ظنو فيها متل قبل "والله حلو بعد ما يلي عملتو فيها تستثقل تطيب خاطرها بكلمة" فمسح ع شعرها وضهرها وهو كل ما يحاول ينطق يسكت ويقيّد حركاتها ورغبتها لتبعد عنو وتكرر نطقها بطلب الموت واشتهاؤو من وقعها التقيل عليه وعلى رجولتو وكرامتو... فتنهد ناطق وهو عم يحاول ما يغفل عن مواساتو ودعمو لإلها: شو ظنك برب العالمين من شان تتمني الموت... وبعد عنها مواجه عيونها من ضو الأباجورة يلي ضواه بس سمعها عم تكابوس.... ولمح بعيونها وجع قديم وعدم وعي بعمق ردو الموجه لإلها رغم إدراك فطرتها واللاوعي عندها لهالشي...

فغمضت عيونها كاشفة لأول مرة عن مشاعرها يلي دايمًا مهملتها من ورا أبوها يلي قيدها بالخوف والضرب: أنا بس بدي موت مو عارفة شو أنا... وليه أنا هون... وليه شعري صار هيك... ليه أنا بنتي تروح مني... وبعدت عنو مبعدة شعرها عن وجهها... أنا ما ساويت شي... كنت مكاني وكنت عندك غلطانة ومذنبة... أنا ما بدي إياك تكذب علي... وديتني عند أهلي وتأخرت علي وشوف شو صار فيي... أنا ما بفهم... ولا بدي أفهم...

فقاطعها غصب عنو من صدمتو للكلام يلي عم يسمعو عم يطلع منها: يبقى شو بدك؟

جودي عبست منفجرة بكى ونطقت بكسرة خاطر: ما بعرف شي كلشي بحبو راح... بس بدي كون منيحة ما أتوجع... ما خاف... وقربت منو بضياع... ما تفكر تاخد بنتي مني... هي إلي أنا... أمي راحت بس أنا ما بدي روح... وانفجرت بكى... مو عارفة شو عم تحكي ومن وين هادا الكلام عم بطلع منها وكيف قدرت تطلعو قدامو هو يلي عم يفكر متل تفكيرها... فضغط ع إيديه من رفضو وعدم رضاه ليرد بكلام تقيل عليها فعقب ع كل يلي قالتو بشي بسيط كرمال يحسسها هو معها ومو عليها رغم كل يلي عم يمر جواتو من مهانة: هيّك هون بأمان...

جودي هزت راسها برفض وهي عم ترد ع كلامو المو مصدقتو بانفعال: ما تكذب علي وأنا لحالي عم أحلم... أنا ليش شوف كل هادا... وتخبي وجهها بإيديها مكملة بدبحو متل ما دبحها من قبل... كلو منك إنتا... إنتا قلبت حياتي... ما بدي إياك روح من عندي عم خاف منك...

مسح ع وجهو مو عارف بشو ينطق... بشو يبرر عن حالو... بإيش يدافع عن نفسو... فبعد عنها مو من ضعفو معها إلا رحمة فيها كرمال تهدا وترد لطبيعتها... هو ياما وجعها ومن النادر كان ليجبر خاطرها بكلمة ولا بتصرف ورغم هالشي كان يلاقيها متصافية مع نفسها بدون ما تطلب منو أي اعتذار... ولا حتى لتعاتبو من خوفها منو ومن سداجتها وبراءتها في الحياة... فتحرك لعند الباب بدو يطلع من الغرفة كلها لكنها لحقتو متمسكة فيه من خوفها لتبقى وحدها... من خوفها ليعصب منها وياخد بنتها منها...

أي ازدواجية وقعّها فيها... أي خوف وأمان حسسها فيهم... بهت مكانو من تمسكها فيه... هو شو ساوى فيها غير إنو دفعها تختار أهون الشرين واللي هو شرو هو ولا شر عيلتو وعيلتها...

هو شو عمل فيها كرمال تصل لهالحالة ولهالمشاعر ولهالتجزأ ولهالضياع... فشد ع إيديه تاركها تضمو من ضهرو بقوة وراها ضعف وخوف كبير وعجز وكسر خاطر.... وسامحلها تسند جبينها عليه كرمال تعبّر عن يلي عم تمر فيه بلغة تعبيرها البدائية بدون ما يعقب بشي عليه لإنو بحقلها تطلع يلي بقلبها مرة وحدة ولا ع عدة مراحل دامو كتمها وما عبر مشاعرها الإنسانية متل أي رجال بخاف الله فيها...

متل أي رجال مؤمن حريص ع صون بيتو ونصرتو عند الحق بدون تهرب...

بدون تنصل...

بدون غدر وتبخيس لإنو هادا مفروض عليه مو مخير فيه لكن البعض بفضل الهرب منو للأسباب خاصة فيهم... لأسباب غير سوية عندهم من الظروف يلي مروا فيها... ساخطين ع العالم وع نفسهم...

رافضين الطبيعة يلي فيه وماشين ع قوانينهم وتمردهم وجفاهم ع القراب منهم ومكملين بعماهم وضلالهم وكأنهم هما الصح متل عمو كنعان يلي دخل هالقفص الدهبي كتجربة مؤقتة رافض الخلفة!

رافض مؤسسة الزواج رفض تام من اقتناعو ليه يخلف ويرمي ولادو للموت ولا لليتم المبكر من شان نزاعات البشر الحيوانية صحيح بهالحياة البقاء فيها للأقوى والأتقى إلا عند عيلتو لإنو الصلب فيهم بنقتل بلمح البصر خطف... وبختفي من بينهم كأنو مالو داعي لإنو القانون عندهم البقاء فيه للأحيون والأغدر والأشر... ودام حالهم هيك!!! ليه يجيب ويخلّف من شان يقلهم جبتكم للهم والشقى والتعتير... جبتكم لتحملوا قصة سنين طويلة عم تلاحقنا من جد جدي...

ليه شاللي جابرني وجابركم...

ليه شاللي بخليني ارغب فيكم رغم جمالكم يلي هيروح هدر مهما حميتكم وبلحظة وحدة كأنو سنين ما كنا عم نكبر ونعطي ونحب بعضنا...

كأنو كلشي عميق ومتجذر فينا هيروح... لهيك طلب الغربة تما يتوجع ع غياب حدا منهم وفيهم...

لهيك اختار أهون الشرين يتزوج من يلي لفتتو وحسستو مستعدة تخسر معو أكتر ما رح تربح منو...

بس متل ما بقولوا الجبنة المجانية ما بتكون غير بمصيدة الفيران...

ضحكة سخيفة وساخرة ع فكرو لإنو هو يلي كان مفكر حاطط الجبنة المجانية من تلات سنين إلا كم شهر للفارة إميرال المستعدة تساوي المستحيل كرمال تبقى معو... تبالآخر يكتشف المعادلة كانت بالعكس ولا فوقها تعادل كمان هو تزوّجها ليجرب شعور العيلة المؤقت من ملو من وحدتو أما هي قدرت تكذب عليه لكن ما قدرت تسلم راسو لإلهم وهادا يلي بخليها أقل حتى من التعادل معو...

بس ولو هادا الشي ما رح يبررلها عملتها معو... لإنو كيف بنت بصغر سنها وبعقلها المحدود قدرت تساوي فيه هيك... وهادا الدابح والمجزأ لرجولتو يلي مناها تقضي عليه وعليها للكذابة والداهية يلي سكرت الخط بوجهو بس طلب من عدنان يعطيها التليفون قبل شوي ليحاكيها ويقلها (أهلًا فكرك وين رايحة مني يا حلوة) بس سبحان الله هالحلوة هادي ليه ترد عليه...

"أكيد خايفة من يلي رح يجيها مني... لإنها عارفة أنا ما بمزح بهيك شي" فمسح ع وجهو بغل منتظر فيها تيجيه متل ما هي منتظرة تصل مو لتقابلو إلا لتضمن إنها بعيدة عن أهلها والرجال يلي صار زوجها فوق ما هي متجوزة ع الورق بدون توثيق رسمي وبدون حتى ما يسألها كاتب الكتاب ويقلها وقعي هون لتصيري مرتو... وليه يسألها دامو هيكون متل عمها جاسر وأبوها وأخوها يلي لا هامهم الآخرة ولا حتى نزول عقاب الله عليهم... فما كان عندها شرين متل بنت عمها إلا تلاتة والأنكى ما فيها تختار أهونهم من تنافسهم على انكسارها وكأنها وظيفة مشرفة وعليها تكريم مشرف والشاطر مين بسبق فيهم... فمسحت ع وجهها بإيدها يلي عم ترجف محاولة تمنع دموعها تنزل لإنها عارفتو هو قاسي بالحياة العادية شو حال لما يكون بمواقف جارحة لرجولتو بشكل خادش للحيا...

أكيد ما رح يرحم فيها بلسانو قبل أفعالو وردات فعلو معها... وهالقسوة يلي فيه من الطبيعي ومن المتوقع هتكون عندو على مستويات أعلى وأكبر معها... وهالشي عم يخليها تعتصر من جوا لإنها هي ما كانت تتسلا معاه لما حبتو من قلبها... لكن صوتو يلي ما عم يروح من بالها من بعد ما سمعتو قبل نص ساعة وهو عم يسأل صاحبو: هي معك؟

ليرد عليه القاعد قدامها ع الناحية التانية والجاهلة اسمو وهويتو وشو طبيعة علاقتو بالجلف يلي حبتو: آه هيها معاي...

وفجأة نطق بنبرة غريبة عليها كأنو فيها غصة: اعطيها التليفون ولا عليك أمر...

عدنان لف معطيها التليفون لكنها رفضت مسكرة الخط بوجهو...

شو فايدة تعذب حالها مرتين هلأ وبس تشوفو... فرمت التليفون عليه للي عم يتكلم معاه بكل أريحية... مو سائلة وين يجي فيه من خوفها من المجهول الجاي... وهي عم تاكل بحالها...

هي ما ساوت شي واحد بحقو يئذيه غير إنها كذبت عليه هي بتكون بنت مين... وخبت عنو كلشي مرت فيه من قبل ما تتعرف عليها... بعدين عيونها بتبين حقيقة مشاعرها وعدم تلاعبها فيه...

وهادي هي الكارثة إذا مو الطامة عيونها ما كانت عم تكذب... بس هو شو بدو بعيونها دامها هي كذابة... قال العيون مراية القلب.. أي مراية أي #### بحكوا عنو... مسح ع وجهو مستني فيها تصلو للي ما بتستحي... وللي سكرت الخط بوجهو... وهو مو عارف يمدحها لأخلاقها يلي بينت ع فجأة بعد ما هربت منو ولا يعيب فيها لإنها بعد يلي عملتو طلع في عندها أخلاق... مسح ع شعرو وهو حاسس حالو فاهم دناءة أخلاقها لما عرضت حالها عليه بعد ما تعرف عليها بتلات أشهر بس... ومقدر استعجالها معو من أولها من شان تسهل المهمة يلي عليها...

والسؤال المهم هلأ هي شو رح تستفيد باللي عملتو معو... والجواب يلي مو منتظر يسمعو منها ولا من أهلها أو غيرهم من حفظو وفهمو وإدراكو الجواب دامو هو رجال وصار فاهم دناءة أهلها يلي هي ما فهمتها لحد هلأ لإنها لو بتفهم كان ما فكرت تدخل بهيك دائرة كرمال وعود وامتيازات رائعة بتخلي لعابها يسيل....

هي لو إنها حاملة عقل بفكّر كان فهمت المالو اثبات مالو مبات والكلام ما فيه عليه جمرك... وهتطلع بمخسر وفوقهم جبرها لتبلش بشي جديد بدون زواج... بدون تكوين عيلة حقيقية... بدون شي مكرّم ومشرّف بحقها وهادا لحالو أكبر عقاب لإلها من الحياة... حتى لو كانت مجبورة لإنو في مقولة مشهورة لمالك بن نبي "لا تصمت عن قول الحق، فعندما تضع لجامًا على فمك، سيضعون سراجًا على ظهرك" فالموت لازم يكون عليها أرحم من عبودية أهلها لإلها وتحكمهم فيها بهالرخص...

فقبل ما يفكر يتعاطف ولا يكمّل عليها لازم يجاوب السؤال الأهم من هالسؤال هادا هلأ... هي ليه اختفت بالوقت يلي أخوه تصاوب فيه منهم...

مو طبيعي الشي صار هيك صدفة لإنو الحياة ما فيها صدف غير عند المضيعين وماخدين الحياة بوجهها السطحي... فيعني مو بعيدة بنتهم المرتبط فيها باقية عارفة لإنها عجزت تجيبو أو خافت تسلمو... مو قادر يصدّق الأولى ولا يتعاطف مع التانية من رغبتو واشتهاؤو ليوجعها بس كيف... كلشي فكر فيه قبل هاللحظة هادي عم يهرب منو... وهادا يلي قاهرو وغاصو فوق القهر والغصة الحاسس فيهم لإنو ما عرف غير يوقع معها هي...

ضحك بمرار لإنو مو قادر يستوعب كل هاللخبطة... لإنو مو قادر يتقبل كيف أهلها قبلوا يضحوا فيها... عادي يعني يتساوموا ببناتهم متل القواد** ع العلن ورغم إنهم بصلوا وبصوموا...

هدول شو حالهم هيكون لو ما بصلوا وبصوموا لبدعوا فيها وبباقي بناتهم بدون خجل أو خوف...

ضاج من صراعو يلي مستلمو من ساعات طويلة ومحملو نتيجة يلي صار من غباءو...

هو ليه يعيب البنت وهو يلي تفاعل معها... بلع مرارة الفكرة... لإنو هو كان بقدر ما يتفاعل معها ويخليها متل ال##### بدون ما تلعب معو وتمثل عليه...

فهو هيكون ارحم من أهلها فيها... بس بنفس الوقت ما في شي بدون عقاب...

ودامها هي غلطت واذنبت معو وعندو لازم تتعاقب بس مش بالضرب ممكن كان لو مسكها بأول يومين كان قتلها فيهم مو بس ضربها... بس رحمة من الله فيها يلي تأخرت لوصلتو من شان يفكر بعقلانية ويتفنن بعقابها... وفجأة وصلو صوت سيارات جاي من بعيد فلف طالع درج الكوخ البراني بدو يرحب فيهم ليصلهم...

وصحو (ما أحلاه) ما يرحب فيهم ومعهم يلي بتكون مرتو الممثلة البارعة يلي الدم متجمد في عروقها وحاسة البرد عم ياكل فيها وعاجزة تتنفس طبيعي من الاتصالات العم يجريها يلي عم يسوق فيها فبلعت ريقها من خوفها لتواجهو هلأ لإنو ضهرها بلش يسخن ويوجعها فردت بكت وهي عم تضغط براسها على شباك السيارة المسكر حاسة روحها هتطلع لإنو أكيد جتها... ما في مجال للشك والله يستر شو هيصير فيها من خوفها لتتوجع بدون مسكن وشي يدفيها... فضمت نفسها وهي عم تحاول تعدل قعدتها كل شوي من شان تخفف وجع ضهرها...

بس عبس ما في شي بخفف عليها فضغطت ع شفايفها مو قادرة من وجع ضهرها ووجع معدتها العم تضغط عليها بقوة ومحسستها بمرار رهيب من قلة الأكل... فتمسكت براسية المقعد المقابلها محاولة تكابر ع وجعها وهي مو حاسة بعرق جسمها البارد... وعم تحاول ما تخلي حالها تضعف وفجأة حست إنهم ع طريق وعر... والسيارة مرة بتطلع ومرة بتنزل فيها وهالشي شو خلا وجع ضهرها ينتقل من تحت للنص وبعدين يكمّل لفوق مخليها تحس كأنو العالم كلو متفق عليها...

ودق قلبها مباشرة (فورًا) بس حست السيارة توقفت مكانها فبسرعة لفت وجهها لامحة قبالها بيت مو واضح مبناه مع عتمة الليل فبسرعة رفضت تطالع أكتر خوف ما تشوفو فسكرت عيونها من إدراكها إنهم وصلوا وصار وقت العذاب الفعلي... وفجأة سمعت صوت فتح الباب من هون وهي انفصلت انفصال تام عن يلي عم بصير فيها من هون لكن صوتو عم يحاول يرجّعها لوعيها غصب: يسلمو أبو سلاح معروفك معنا ما بنتسى..

وشو قلبها وجف هون بس مسكها من إيدها المرتخية وسحبها لبرا السيارة وهو عم يسمع رد أبو سلاح عليه: فكر عيدها لأكون دابحك لإنو مو بيننا ويلا خليني اتسهل... فأشرلو كنعان بإيدو بمعنى تصبح ع خير ومع السلامة ولف طابق الباب بدون ما يرد عليه بأي حرف معطيه المجال ليتركهم وهو عم يطالع سيارتو يلي عم تبعد عنهم تاركة وراها سيارتين لحماية المكان خوف ما تهرب لإنو ما رح يخلي رجال عاصي الصافيين قريب منهم يحموا مرتو يلي صار مسؤول عن حمايتها هلأ من أهلها وليضمن تبقى تحت عصمتو لحد ما يفكر وين نهايتو معها... وفجأة نطق محاكيها بشي غير متوقع منو بس شافها سقعانة وبدنها مقشعر: طبيعي ترجفي وإنتي لابسة هاللبس...

فردت عليه كعادتها من بين أوجاعها والبرد الحاسة فيه متفاقم من شان دورتها يلي بالطريق أو يلي جتها: كان جبتلي فستان معاه جاكيت...

كنعان ضحك بمرار: فكرك ما كان معو جاكيت تقيل وفرو كمان من شان الحساسية تاكلك بس يعني شكلو أهلك تخلصوا منو من شان تكوني مغرية أكتر...

إميرال خلص البرد عم يزيد وجعها ومو قادرة تضلها واقفة ع رجليها كرمال هيك بدها تخلص من يلي عم بستناها لإنو مو معقول تضلها تاكل بحالها من الخوف: خلينا ننزل لنحكي جوا...

كنعان طالع حواليه متنهد: لسا إلك عين تحكي... وبعد عنها كاشفلها بيت الدرج لتنزلو: تفضلي انزلي دامك مستعجلة ع الحكي ووجعة الراس بكل عين وقحة...

إميرال لفت عليه بدها تنفعل إلا بتشنج ضهرها المفاجئ فكتمت تأوهها معطيتو المجال ليعلق عليها بنبرة لاذعة: شو شايفك تراجعتي... انزلي خلصيني مش بردانة حضرتك...

غمضت عيونها رافضة تطالعو وهي عم تجاوبو من بين كل أوجاعها المتكتمة عليها: بأي صيغة هأنزل تحت...

كنعان ضحك بِبياخة: عم تتفاوضي معاي يا بنت دهب ~~

صرخت فيه بانفجار: ما عرفت تجيبني غير بهادي الطريقة...

كنعان انفعل: بالله كيف بدك أجيبك أعرّض روحي للخطر من شان وحدة كذابة وخاينة كمان...

إميرال جنت دافشتو بعيد عنها لكنو ما رجع لورا من ضعف قوة دفعها لإلو وهي عم تردلو بانفعال: صحيح كذبت عليك بس ما خنتك... بعدين مش انا مرتك و~

كنعان هز راسو بتسخيف وهو عم يقاطعها: ع سيرة مرتي أي نسخة من نسخك كانت... إميرال جبران ولا إميرال بنت سان مارينو يلي نسجتيها ع كيفك بس أكيد هي مش بنت دهب... وعلق بمرار... بعدين ما فرق عندي اعترافك وإنتي مانك ندمانة ع كل شي عملتيه...

فردت بكل صدق من بين دموعها يلي غصب عنها نزلوا وهي عم تطالعو بضعف فيه قوة ومتانة: ليه اندم ع شي جمعني فيك... وخليني قلك إياها بصدق أي وجه بدك تشوفو علي من شان ترضي نفسك وافكارك السودة عن عيلة دهب وبناتها ما رح اعطيك إياه لإنو تصرفاتي وافعالي بتدلل أنا شو كنت معك وشو كنت بالنسبة لإلي... ولفت نازلة الدرج وهي عم تجبر حالها ع النزول الدرجات المرتفعات عن بعضها وجت بدها تلف عليه بس وصلت عتبة الباب وهي عم ترجف وتبكي إلا بحطة جاكيتو عليها مفاجئها... وبسرعة مد إيدو فاتحلها الباب وهو عم يقلها: بتعرفي القاهرني إنك ع اسمي... واللي بشرفني بنفس الوقت لإني طلعت أرجل من يلي عيلتك باعتينك من شانو...

فردت عليه بكل جرأة قبل ما تدخل البيت وبدون أي تفكير وبالوقت الغلط: ولا شاللي خلاني اتمسك فيك... وعبرت الكوخ... بالوقت يلي ضوى الضو عليهم سائلها وهو عم يطبق الباب وراهم: مو معقول أول لقاء بيننا كان كذب... وفوقها إصرارك وتمثيلك إنك غشيمة ومو فاهمة شي عن قصة تاركم (ثأركم) معنا...

إميرال لفت عليه بكيانة دموع خيبة من سؤالو يلي ذكرها بلمح البصر بهديك اللحظات بالدقة من تحمسها وشغفها لتطبيق يلي تعلمتو من أمها ولتورجيهم إنها هي قدها وقدود... وعم تتبسم وهي واقفة قبال شركة كنعان الخيال للملابس الرجالية... عم تستنى فيه يطلع والدنيا برد قارس... والهوى عم يحرك في تنورتها الزهرية القصيرة يلي بتصل لفوق الركبة بكتير اللابستها مع كالون أسود وقميص أبيض وفستة زهرية وهي تاركة شعرها الكيرلي المموج على ضهرها وعيونها الخضر يلي فيهم براءة لا تقاوم مبينين ساحرات مع رموشها الطوال الممسكرين والكحل البيج المحطوط ع منبع عيونها والروج النهدي ع زهري بارد المعطيها قوة وأنوثة فيها ثقة وعشوائية بنفس الوقت مع الكعب العالي الأبيض يلي لابستو... وهي مو سائلة بنظرات الرجال والسياح عليها من عقلها الشغوف بالمشاكل والتحديات الكبيرة عم يراجع التعليمات الحافظتهم عن غيب... كنعان الخيّال عمرو 30 هو الابن الوحيد من ولاد شامخ العايش برا والحراس معاه تقريبًا وين مكان... أغلب وقتو ببقى في دولة سان مارينو وايطاليا ومتنقل بين عدة دول اسبانيا فرنسا الهند وأقصى شرق آسيا والمغرب العربي جنوب افريقيا وامريكا اللاتينية من شان الأقمشة والاستلهام لمجموعاتو الجديدة المبتكرة... عازب ومو مرتبط من كم سنة ع هوى بعض الإخبار والبعض بتوقع عنو ممكن يكون شاذ متل بعض المصممين الرجال برا... فجأة الا رن تليفونها معطيها إشارة من رجال أهلها انو رح يطلع من الشركة هلأ... فبسرعة تحركت بثقة وهي مركزة على فراغ وعم تعيد صورتو في بالها... طويل عضلنجي بشكل متناسق مع ملامحو وبشرتو برونزية... أنفو من فوق مكسور وعيونو ناعسة حادين بلونهم البني على عسلي.. ودقنو خفيفة.. فرفعت إيدها تبعد شعرها عن وجهها مع قوة الهوى من تركيزها لتيجي عينها عليه لتغري فيه وأي اغراء هيكون بس علق شعرها بخاتمها اللابستو... فحاولت تحررو وهي مو منتبهة ع الرصيف القريب منها وجت بدها تقع من عجلتها لتساوي المهمة يلي عليها فحاولت تمنع وقوعها لكن بعد شو بعد ما وقعت على إيد حدا بالوقت المناسب قبل ما توقع وتوسخ حالها برطوبة الرصيف... فبهتت بس حست حالها ملاصقة فيه وعقلها قفّل مع خجلها وتوترها من يلي صار ناسية هي ليه هون... فنطق الرجال يلي جت عليه: Attenta! (شوفي/انتبهي)

تلبكت كتير مو مركزة باللي قالو من محاولتها لتعدل الموقف وتبعد عنو بس المشكلة ما انحلت وخاتمها عالق بشعرها ومع عجلتها لتحرر إيدها من خاتمها يلي عليه فصوص الماس واللي لبستو من شان تأكد لابن الخيّال إنها هي بنت من الطبقة المخملية بس للأسف الشديد بدل ما تثبت لابن الخيّال بالماركات اللابستها وبالخاتم الألماس الغالي علقت مع هالرجال وفوقها خبطتو بدقنو من تحت وكمّلت عليه جارحة فيه خدو بسبب القطع الصغيرة الطالعة منو بشكل حاد وخفيف بذات الوقت فشتم بالايطالية: Cazzo!

فحاولت تعدل الموقف للمرة التانية وهي عم تبعد عنو وتحرر خاتمها لو بخلع شعرها رادة: بعتذر ما كان قصدي!

فنطق وهو عم يطالعها باستغراب مشكك باللي شايفو فيها وعليها: انتي عربية؟

فجاوبتو وهي عم تتنفس براحة لإنها خلصت حالها من علقة الخاتم بعد ما خلعت من شعرها كم شعرة: اه!

فهز راسو باستياء ناطق ببرود: المرة الجاي البسي كعب واطي وانتبهي وإنتي تمشي عشان ما تورطي الناس معك وتجرحي وجوههم...

ومشي بعيد عنها مكمّل لسيارتو وهو مو معطيها دقيقة من وقتو لترد عليه والكارثة هي مفهية ومو سائلة بخدش خدو وحتى مو مركزة باللي قالو من قلبها يلي عم يدق بتوتر حلو لإلها من اعجابها فيه وهي عم تعلق بسرها... شو هالرجولة اللي فيه ... شو هالجمال... شو هالصوت... ولا هاللهجة... ولا شو هالعطر... من وين هادا مخلوق ... فجأة رن تليفونها وكانت رح تلطم... يما أبوي رح يشلني شلل نسيت حالي وينو هادا كنعان ما نزل؟ فردت وكبريائها دابحها تاركة المجال لأبوها يتطاول عليها: الو!

ما لحقت تحكي إلا بصوت أبوها العم يبتسم: هههه بنت أبوها الذكية أنا قلت ما في حدا راح ينجح في الخطة غيرك رح تجيبي آخرتو للرجال ... بعد نص ساعة رح تلاقي سيارة الفيراري قبال شقتك...

وشو طارت من الفرحة بس سمعت الفيراري وفجأة حطت إيدها ع تمها من الصدمة... اللي صدمت فيه هو نفسو كنعان اللي شافتو بالصور... لا لا في غلط هادا أحلى بكتير... هادا كلو رجولة وشموخ... وتكلمت كأنو اللي صار معها مو صدفة وهي نفسها تكرر يلي صار وتعيد اللقطة مليون مرة بينها وبين حالها: بس علشان تعرف انو ما في شي بصعب عليي!

لكن بعدها ومع تورطها بالعلاقة تمنت لو كانت مخيبة للآمال... وما بتملك شي ليخليها تكون صالحة ومطلوبة لهيك مكان ولهيك دور... بس بعد شو بعد ما فات الفوت وصارت هلأ واقعة بين إيديه وانكشفت تمثليتها يلي صدقتها وكملت فيها... فبلعت ريقها بدها ترد عليه إلا بصوتو سابقها وهو عم يأشر ع وجهها وهو عم يقرب منها مفقدو: ع شو انضربتي؟

إميرال علقت وهي عم تبعد إيدو عنها: أكيد مو شان ما جبت راسك...

كنعان هز راسو مقرب منها: الثقة وبتحكيها عادي...

إميرال ردت عليه وهي مو فارق عندها شاللي بطلع منها: ليه ما أحكيها عادي إذا ما سلمتك ولا مرة... ليه خاف وأنا عم اعاني متلك... إنتا هلأ رح تتوجع بس أنا سنين كنت وما زلت عم أتوجع من وجعك مني ومن خوفي من أهلي عليك ومن الأفكار يلي عم تاكلني و~

قاطعها بجفا: إنتي يلي قبلتي فيه... واجى بدو يعلي صوتو لكنها قاطعتو مصيحة عليه: ليه ما أقبل وانا عايشة بعالم وأهلي بعالم... شفتني مرة لعبت معك... شفتني مرة قللت منك... ممكن كنت قليلة أدب بعيونك بس أنا هيك ربيت وما حدا قلي غلط وحرام... ما حدا قلي حدودي معك حدها هون...

كنعان مسكها من إيدها ودفعها ع الكنب الشامي وهو خلص بطّل فيه حيل يسمع هالكلام: قيمي حالميتك بالكلام... وسحب الكرسي بعصبية مقابلها... خبريني من الآخر ليه قبلتي؟ وليه رحتي هربتي مع أخوكي لهون باليوم يلي تصاوب فيه أخوي غير إنو كان عندك علم صح..

ردت صرخت فيه: والله ما بعرف شي عن أخـ~

فجأة كان رح يخنقها لكنو سحب الكرسي صافقو بالحيطة وراها ونطق وهو مهتاج وعم يرمي الكرسي بعيد عنهم: انكتمي احسن ما تضلك تكذبي وتلعبي معي بالكلام ~

إميرال رفضت تسكت وتكرر يلي عملتو أول مرة مع أهلها معو ما رح تنقاد فوقفت ع رجليها وهي مطنشة أوجاعها: شو بدك تخوفني من الآخر اعطيني بدون مفاتشة بدون صريخ بدون وجعة راس شو جزائي هيكون وريحني لإنك مصر تحطني بدور الخاينة والكذابة وكلشي عكس ما كنت معك فيه...

كنعان قرب منها مواجهها: ماشاءالله الوقاحة عندك تدرّس يا بنت حاتم... وقرب جبينو من جبينها وهو عم يطالعها متجاهل جمال عيونها المدمعة من قبل متابع: ضرب ما عندي... وقدامك كم خيار قبل الطلاق يلي أنا بحدد موعدو ووين...

إميرال ضحكت ببهتان: بدك تعاقبني ع شي ما عملتو...

انفعل ضاربها كف ع وجهها: قلتلك ضرب ما فيه بس الكف استثناء... اصحك تصدقي الكذبة يلي قبلتي فيها... لو إنتي عند غيري لكنتي مقتولة... وأكيد أهلك مو فارق عندهم... فدامك مصرة تكوني حقيقية بوقت الحقيقة ما رح تشفعلك وعارفة عدائي لأهلك ومصرة تكملي معاي من لحظتها ومبينة حالك إنك بريئة ومالك صلة فيهم... وفوق ما بتطلبي جزائك بتقولي ما عاقبك معادلتك عندي ما بتمشي... وشدها من إيدها لفوق لتصير قريبة من مستوى طولو مكمّل... جزائك ولا عقابك يا بنت دهب بسيط بس رح احرمك من كل شي بتحبيه عطوراتك عاداتك روتينك كلشي بتعمليه بشغف من شان نتعادل ويكون مرارنا واحد لإنو القتل السريع ما بفشي الغليل... ودامنا بدينا زواجنا بشروط هنطلع بشروط... لإنو ما في داعي نكمّل مع بعضنا ع طول دام الثقة انهارت... ووقف ع رجليه مرر إصبعو السبابة بالعرض تحت أنفو: وصحيح تم توثيق زواجنا من أيام من شان أي ندالة من أهلك رح تعملها تكون ورقة القوة معاي... وفجأة دفعها بعيد لخطوتين متل القرفان منادي بصوت عالي: يا حليمة!!

إميرال مو مستوعبة شي من شان يكمّل عليها باللي اسمها حليمة وفجأة بس لمحت ست جهمة جاية لعندهم ومبين عليها ست بقوة رجال فهمت إنو عم ينادي عليها: أيوة!

نطق وهو عم يطالعها: خلصتي من غرفتها وحط (حطيتي) كلشي طلبتو منك... فهزتلو حليمة راسها بانصياع... فلف عليها بدون ما يطالعها: تفضلي معها... وصحيح الغرف المعلق عليها لافتة صغيرة مكتوب فيها مغلق لعدم وجود الأخلاق هادي موجهة لإلك فما تدخليها...

فردت عليه وهي عم توقف على رجليها: وفي الحب والحرب يقتل الأبرياء دائمًا.. بس ما تفكر إنتا القاضي والناهي والآمر هلأ يبقى هتربح... لإنو هيك هنصير متعادلين مع الوقت وبس نتعادل رح تفهم كلامي والتمن هيكون غالي عليك... وتحاشت عيونو مكملة مع الست حليمة لتتركو وراها يحتار فيها ومنها... بعرفها عنيدة بس متينة بهيك شكل لأ... المشكلة لسا مصدقة حالها... قال للحرامي احلف قال اجاني الفرج... فلف منسحب من الكوخ ومفقد رجال عدنان الواقفة للحماية وكمّل لسيارتو وهو عم يتصل على عدنان ومو عارف المجنون يلي جواتو كيف مسيطر لهلأ عليه... ليه ما شل أملها وتركها تروح هيك وهي مو مكسورة ع الآخر... الكارثة كيف وهو انكشف عليها وهي انكشفت عليه وعاشوا مع بعض... العشرة ما بتهون بس هي باللي عملتو شو ساوت غير همتو وغشتو... فشتم حالو لإنو كان معها متل الغبي مغيب ومصدقها لإنو لقائهم الأول صدفة مستحيل يكون جد ومخططلو... بدو يكرهها بالطول ولا بالعرض بالطيب ولا بالغصب بس كيف يا ابن الخيّال وإنتا تجوزت منها وتقربت منها مشاعرياً... الحكي كلنا شاطرين فيه بس التطبيق والتنفيذ هو ببين المجنون من الطبيعي من المتردد من الضعيف... إلا بصوت عدنان الخاطفو من سخطو ع حالو: تطمن الرسالة وصلت لجاسر دهب... حط ببطنك بطيخ صيفي...

ما بعرف ليه بس سمع كلامو ما لقى حالو غير عم يضحك ع حالو بمرار لإنو هو شو بدو يعمل غير يتحمّل ويكابر ع رغبتو ليحطمها يلي ع ذمتو بس ما فيه... للأسباب السابقة ولإنها هي ع اسمو وأهانتها من أهانتو وقبل كل شي الرسول وصاهم ع النساء... فهو لولا هالشي ولا كان ما فكر لا بحدود ولا بمبادئ متل ما عمها الدنيء ساوى فيها... فرد عليه: تمام! وسكر الخط بوجهو لإنهم فاهمين ع بعض عدنان ما بفكر يلح عليه ليطلع يلي بقلبو ولا هو حابب يحكي باللي صار معو... وما لحق ينزل تليفونو إلا برسالة واصلتو من رقم مسجل عندو باسم(scortese) عديم الأخلاق/ وقح (فكرك ما كنت عارف إنها رايحة لإلك بس شو حال أبوك ولا الناس بس يعرفوا شو عامل وْلا فوقها مخلي وسيم عبد الباقي من شان ياخدها مقابل يعطينا اسلحة بالوقت يلي في حد تاني تدخل ع الخط طالبها شو مين عم يلعب معك كمان مو بعيدة من حد بعيد عنك... مفكرني نام ع وداني... ما في شي ببلاش غير العمى والطراش وما بتوّقع رجال متل وسيم مضيع كرمال بنت يعطينا اسلحة ورصاص كمان... انبسط فيها شوي عندي أحسن منها بكتير اذا حابب تجدد وعلقلو آخر شي ضحكة طويلة.... ههههههههههههههههه) كنعان قرأ الرسالة من هون ضرب إيدو بالسيارة من هون لإنو اشمأز من كلامو عنها بالدناءة هاي... وبهالمستوى المنح* وشو كره نفسو لإنو تورط مع هيك بنت ومع هيك عيلة وفجأة نزل من السيارة راجعلها وهو مناه يحرق قلبها حرق وبأسرع وقت لإنو حاسس الوقت مطول بينهم والمسافة بعيدة عنهم رغم إنها مو أقل من دقيقة وأقرب من عشر امتار... وعبر عليها بدون ما يدق الباب وليه يدق الباب وهو جوزها بس صار في داعي يدق الباب دام الأمان والثقة بينهم شبه تلاشوا... وتحرك لعندها ساحبها بغل من شعرها تواجهو للي متمددة ع السرير بكل استسلام وهي عم تزم ع شفايفها من الوجع المضنيها: شفتي عمك شو باعت... شفتي إنتي ع وين وديتي حالك...

فجأة نطقت بتعب خلص الوجع فتكها: صح كلو صح بس خلص روح وارحمني...

كنعان دفعها بعيد عنو ع السرير وهو مهتاج اضعاف مضاعفة عن اهتياجو معها قبل شوي... هيطق هيجن مناه يكسّر... شو يساوي كيف رح يطلّع هالحرة هاي منها ومن أهلها خوف ما يورّط حدا معاه من عصبيتو وجنونو... وفجأة لف عليها بسخرية معبر باستياء ساخط منها ومن أهلها: هلأ ضعفتي وينك من قبل...

صمت ادنيها ما بدها تسمع خلص راسها بضغط... جسمها بوجّع... روحها ضعيفة... نفسها مجهدة وما بدها شي غير تأن وتأن لتحس بحالها وتعتذرلها ع الحال يلي وصلتها فيها... وفجأة بس حست صوتو اختفى بعدت إيديها عن ادنها مفقدة وجودو...

وصدمة بس ما لقتلو آثر والباب مسكر معقول هي كان عم يتهيألها ولا هو فعلًا شي صار... كانت رح تقوم تفقدو لكن وجعها ما خلاها فسحبت الغطا طامرة حالها تحتو وتاركة جوزها المغلول يتحمم بمي باردة وهو عم يستغفر ربو كيف ما يحرق نفسو والكل معو من شان يهين عمها ال####... هو ما بكره بحياتو شي غير القهر والظلم... هي انظلمت وظلمت حالها أما هو حالو أشد وأصعب من القهر والعجز الحاسس فيهم... هو الرجال المسؤول... اللي عليه يحمي ويحارب ويقود يعجز وينقهر؟؟

أي حياة هاي؟ أي متانة هاي؟ أي صلابة هاي؟ أي رجولة هاي هتنفعو إذا ما رد هالقهر بدون ما يطغى ويظلم ويفسد... طبيعي نستاء ونجرب مشاعر بتحرقنا وبتعمي قلبنا بس مو مبرر لندمر ونعذب ونظلم... وهو عارف هالشي لإنو مو صغير وما اختبر الحياة لو بشعرة واللي عندو للمرة تانية مكررها مع نفسو... بنتهم بتكون مرتو يلي انكشفت عليه وانكشف عليها لآلاف المرات بنفس الوقت... ودامها هي مرتو ما لازم ينسى العشرة بينهم لو مهما صار وفق دينو... مش هو بقرأ قرآن وبصلي وبسمع الخطب وعارف إنو لو ورقة الطلاق بإيد الرجال ما بتعطيه الصلاحية المطلقة ولا المتفاوتة ليجحف فيه (للطلاق) مع مرتو أو ليبتزها فيه... وسبحان الله الدين شو بقول وهو شو بسوي غير العكس..

هادا هو يلي ربيت عليه يا ابن الخيّال... هادا يلي قدرت عليه يا ابن شامخ الخيّال... هادا يلي إجيت عليه يا ابن سان مارينو... واضح إنو نفسك عم تدفعك للسوء... لإنك دخلت دائرة الشبهة وتخطيت الحدود وتعاملت مع ناس قانونها الوحيد بالحياة الآذية متل عمها جاسر القاعد والنار شابه فيه وهو عم يطالع أخوه جاثم يلي من بعد ما طلع أخوهم عثمان العرب من عندهم وهو عاجز ينطق بحرف من نظرات عثمان لإلو ولأخوه جاسر لإنهم بايعين آخرتهم بدنياهم... فلف وجهو بس حس ع نفسو سارح لحظة ما وصلو صوت تنزيل جاسر لفنجانو ع صحنو المحطوط ع الطاولة المقابلتو وهو عم يضحكلو بخبث لإنو عم يطبّق الخطة يلي حبكها ليوقع أخوه وابنو تحت ابطو: أخ مؤيد شفت خطتك كيف ما زبطت وهي الرجال طلع بالآخير متفق مع الواطي ال**** ورجعتلو... قلي هلأ شو رح تساوي إنتا وأبوك إذا للمرة التانية فشلتوا وفي قاعدة بتقول يلي بتكرر مرتين أكيد رح تتكرر عشرة ومليون فيعني حابب شوف إذا في عندك شي هيكسر هالقاعدة عندي...

مؤيد احتر بزيادة بس سمع آخر كلامو وعجز ع الآخر لينطق بشي لإنو لما رح يكحلها للقصة قام عماها... فما قدر ينطق ولا حتى يناظرو ولا ليناظر أبوه... فكان الصمت خير جواب لعمو يلي هز راسو وهو عم يحرك عيونو لآخوه الضعيف الشخصية جاثم والمتحاشي يطالعو من خوفو منو ومن شر يلي بلش يحس عليه زي ما لازم بعد ما خلى عثمان أخوهم يتنازل عن حصتو لإلو وع اسمو هو (لجاثم) من شان يشبك الدنيا بينو وبين عثمان وتكلم باجحاف: اسمع يا جاثم عندي كم كلمة رح اقوللك إياها بدون لف ودوران وع سمع ابنك أولًا شو بطلب بتقول حاضر...

جاثم ضغط ع أسنانو بغل ماهو ع كلشي بقلو حاضر شاللي جديد... بس الجديد عليه واللي شلو هلأ مكانو بس سمع بقية كلامو... تانياً بيوتنا في الكروم (مكان ما كانو عايشين) رح ينباعوا مرة وحدة....

جاثم هون جفل فاستوقفو سهوًا بدون تفكير: ليش بدك تبيع حلالنا كلنا بلكن خواتك ورجالهم ما بدهم يبيعوا و~

قاطعو جاسر بصريخ من بين أسنانو وهو عم يجحرو بتهديد: صارلي كم يوم بفهمك وإنتا مش فاهم وع بلاطة بقلك يجعلني اسمعك عم تقول عشان ما نبطل صحاب وحبايب... وبعدين خليني قلك هالقصة من آخرها... يلي ما بقلق بحالو بتروح عليه... ولف وجهو ع مؤيد... فهمو لأبوك عشان ما تروح عليك...

مؤيد مهتاج من جواتو ومولعة معو لإنو أدرك هالسواد بس بعد شو بعد ما عمو جاسر عبّدهم البقر... فهز راسو غصب من شان يضمن يطلعوا من هون سالمين ولا مو مكرهين... وتابع جاسر بدون أي آسف وبنبرة مقلقة منهم: بعدين يا حبيبي ليكون مفكر حق الأسلحة والحراس رح اضلني أدفعهم مني.... انا علي هالمرة خلال هادي الفترة واللي بعدها بدي أكون مصفي كبارية عيلة الخيّال وانتا فاهم قصدي... فيا حبيبي انتا وقدامك بحكيها بصريح العبارة قابل تودي ابنك يقتل واحد فيهم أو إنتا بدل واحد قناص متكتك و متخصص في هيك شي.... يلا قلي؟ انا رجال وعملتها وقتلت ضرغام (أبو عبد العزيز ) لكن بقى إنتا وابنك... فاذا حابب تعفي حالك وابنك يبقى بدنا رجال يعملوا عنكم بعدين ليكون مفكر أخوك عثمان الحما* رح يتحرك ويقبل يكمّل التار معنا بعد ما مات أبوي وتنازل عن ورثتو وحمايتي لإلو بس ينحشر من عيلة الخيال هادا بأحلامك.... أي إذا من البداية الدنيا كان ضد اللي صار وحاول يكون طرف محايد و يدور ع الصلح... وضحك وهو عم يطالعهم بتحقير... بدون ما تنطق أنا عارف جوابك لإنو مو مستني فيه لإنو مفروض عليك تطبقو مو لسا لتفكر فيه.. وبلع ريقو مسترسل... فخلينا نحكي بالمهم نيجي ها ها (تعبير للمداعبة الندلة) لموضوع كنان يلي لازم نتخلص منو هادا الأسبوع ~

فجأة رد جاثم رد وهو ناسي تهديد جاسر لإلو من غفلتو ومكرر غلطو للمرة التانية: بس أنا سمعت الدكتور قال إذا عايش رح يكون لا قدر الله يا مشلول يا ما بسمع وغير المشاكل التانية...

جاسر هز راسو ومسح دقنو بانبساط مبشرو: وهادا المطلوب عشان يكون مبررنا منطقي لقتلو وضحك بشيطنة متابع... بدنا احنا عجزة عنا... مهو ناقصنا... قال يا رجال دهب عدي رجالك عدي من الأقرع للمصدي... وأنا رجال بدي يلي يرفع مني مش يتعبني فيعني بعد العيد بالزبط بدي يكون طالع منا مفقود مش راجعلنا موجود معاق ولا بنص جسم... أنا قلت يلي عندي وما بتوقع فيك عقل لتعترض لإنك فاهم أنا كيف بفكر وبصنف الناس بمخي المضروب يلي حوالي يا معي يا ضدي أو لقدام رح يصير ضدي فأصحك تكون بالتالتة قبل التانية عشان فهمك كفاية ووقف ع رجليه ضاغط ع كتفو بمعنى ما تفكر... وبعد عنو معدل أواعيه مسترسل... ويلا خلوني روح متّع حالي... وحرك عيونو ع مؤيد مكمّل ع إذلالو الباسطو: ما بدك تدلع حالك معنا...

مؤيد رفع راسو مطالعو وهو عم يبتسملو غصب: أكيد... إنتا قول وأنا بلبي..

بس من جواتو هو مناه يقلو حكي أكبر من هيك بس ما فيه لإنو حبل مشنقة عمو المجنون التف ع رقبتو وإيديه تربطوا مخلينو يعجز قدامو لإنو كان من قبل مستقوي فيه لهالمجنون ومستمد قوتو منو بالكامل...

وشو كانت غلطتك يا ابن جاثم دهب ما بتنقاس غير بفقدانك لحياتك لإنك اعتمدت عليه بالكامل وهالاعتماد هاد إذا ما قتلك رح يكسرك لإنو ما كان لازم تخلي سبب قوتك شي واحد بعيد عن خالقك... وما تنسى قانون الأرض البقول ما توقف بصف الظالم لإنو رح يظلمك... والدنيا عادلة بعد ما صفقتلو ودعمتو ع غلطو لما داس ع الناس بعجلة ظلمو... صار وقت تلف عليك وتدعس عليك فيها لإنو المالو مبادئ مالو ضمان ومربط والله يمهل ولا يهمل..

فقام مع عمو جاسر تارك أبوه مولعة معاه من يلي قالو جاسر الطاغي وقام عند مرتو وبناتو سامم بدنهم ع الورثة وع عيلة دهب واللي بخلف وبجيب وبعيش ما يموت ويموّت الكل معو مش بكون أحسن لإلو ولبناتو... ولما ما شاف وجه من مرتو وبناتو بهدي بالو لإنهم معنيين بالورثة طلع ع غرفتو متصل ع عثمان العرب باكيلو ع اللي صار ومخبرو عن يلي قلو إياه جاسر أخوه بدون تفكير وبالنص الحرفي... وهون عثمان العرب اعتلج صدرو وسكر منو مفكر بشي لازم بكرا أول ما يصحى يعملو... بس قبل ما يعملو لازم ياخد إذن فبسرعة بدون أي تفكير زايد رفع تليفونو متصل ع صهرهم ابن الخيّال يلي عم يشتغل ع اللاب توب جنب جودي يلي نامت بأعجوبة بعد ما وثقت فيه إنو ما رح يقوم من جنبها من خوفها لتكوبس وهو مو جنبها...

إلا برجة تليفونو المشتتو عن الشغل فسحب تليفونو من جنبو مطالع الرقم... ودهش بس لقى اسم عمها عثمان العرب منور جوالو... فبسرعة حط اللاب توب ع حالة الإسبات بعد ما حفظ شغلو وطبقو منسحب من جنبها لبرا رادد ع عمها بدون ما ينطق بحرف منتظر في عمها يباشر بالكلام لإنو ما فيه يعبْرو بالأول وهما المتضررين وما لحق يطبق الباب وراه بعد ما رد إلا وصلو صوت عمها الباين فيه شي: مو عارف قلك مساء الخير ولا صباح الخير لإني متصل عليك بانصاص الليالي و~

عبد العزيز دخلّو ع صلب الموضوع: خير متصل في بيننا حكي وجدي موجود ورقمو معروف...

عمها عثمان العرب تقلت عليه كرامتو فصمت كم ثانية ورد تجرأ ناطق: بدي أتكلم معك بخصوص هالموضوع~

فقاطعو فورًا عبد العزيز بنص كلامو لإنو واجب عليه يورجيه الكلام معو مو سهل: ما فيه بيننا غير موضوع التار وأتوقع هادا انحكى فيه وشفت آخرة الحكي معكم وين ودتنا وما بتوقع كمان متصل علي من شان هالشي بانصاص الليالي ع قولتك فخير إلك شي عندي مخليك بهالجرأة تكملني ع هادا الرقم...

العم عثمان نطق بدون تردد: أنا مالي دخل بموضوع التار لا هلأ ولا قبل وأنا مو بصدد أكلمك بهالشي بدي إياك~

عبد العزيز قاطعو للمرة التالتة بنص كلامو: استنى علي رح ارجعلك بعد دقيقة...

وسكر الخط بوجهو راجعلو من الرقم التاني بعد ما فعّل خاصية الرقم الخاص وهو عم يفعل الجهاز الصغير لتشويش الخط في حالة التنصت من يلي ببالو لإنو العيون عليه مو قليلة ومنتظرة عليه الأخطاء والذلات لتحقيق مبتغاها تارك بنتهم نايمة فوق وهي مغيبة تماماً عن يلي بصير من مخاوفها الشايفتها أكبر شي بالدنيا ورغم إنها لا تقارن بمخاوف الناس من الدنيا ولا من الآخرة... فمن عمق نومها ما حست فيه لما قام من جنبها ولا حتى رجعلها بعد ما سكر من عمها المتفق معاه ليجمعو مع جدو بهالڤيلا يلي هو فيها من شان يحطو بموقف اختبار ويورجيه مكان بنتهم الموجودة فيه آديه محمي كعرض قوة وهو عندو كلشي صار قبل قتل عمو كوم والموضوع يلي طرحو عليه عمها كوم تاني لدرجة مو مخليه لا يعرف ليلو من نهار من يلي خبرو إياه... ومو عارف يقعد محلو لإنو لازم يحل الموضوع هلأ يعني هلأ... بس مو كلشي بنفكر فيه بنقدر نسويه هلأ وخاصة لما يكون فيه أطراف تانيين... فقام يتوضى ويقرألو قرآن ويصليلو كم ركعة لله تعالى ويطلب اللطف من ربنا وبعدها يروح يصلي بالجامع يلي بعيد منهم شوي صلاة الفجر قبل ما يحاكي جدو أبو ضرغام من شان يجي عندو وهو متعجب ع هالقعدة يلي ما حليلها تصير غير ع وقفة العيد...

بس هادي هي الدنيا بتحطنا بأماكن ومطارح مالها دخل بالعادات والتقاليد والمنطق... فما بعرف كيف الوقت مضى واللي كان من المفترض عندو يمضي... ليخبر عاصي وكنعان وجدو وعمو جواد يلي غالب وقتو بالمستشفى كرمال يجوا عندو وبالطبع ما خبر بدران وزيدان وجميل ليجوا لسرية الموضوع ويشوف إذا عيونهم هالقد قريبة منهم ولا لأ.... فبسرعة طلع بعد ما صلى الضحى يتحمم ويجهز حالو من مجاميعو لاستقبال الكل عندو ويخبرها للغاطة بالنوم من بعد ما صحاها غصب تقوم تصلي الفجر بعد ما رجع من الجامع وصدمتو بس صلتو ع الكرسي من الوجع يلي عم تشتكي منو وما فهم وينو فسايرها من شان ما يدخل وقت الضحى ويصير وقت القضي (القضا) عليها... فتبسم عليها بس لمحها كيف ضامة المخدة لكن الابتسامة فارقتو بس لمحها مسكرة تمها وهي مبوزة دليل إنها مستاءة من الحياة وما رضت عنها تاني يوم متل عادتها... فتنهد مآجل موضوع رضاها ليخلّص يلي عليه وبسرعة تعطر لابس ساعتو وآجى بدو يدخل الحمام ليسحب تليفونو فسمعها عم تبكي وتهمهم بطلاسم مو مفهومة لكنو فاهم إنها عم تكوبس فورًا تحرك لعندها مصحيها وهو عم يسمي عليها: بسم الله عليكي... صحصحي جودي...

صحصحي... وحركها بحرص من شان ما يخوفها بزيادة وهو عم يقلها.. سامعتيني...

جودي مو سامعة شي من عمق وسواد كابوسها فحاولت تدافع عن أهلها وتهرب من الكلاب والرجال والدم يلي عم يلحقها وبسرعة قامت من نومها منقوزة وهي منقوعة بالعرق... وجت بدها تكمّل ركضها لكن إيديه قيودها وتسمياتو عليها هدتها: بسم الله عليكي اهدي واتفلي ع شمالك واهدي ما في شي هادا بس مجرد كابوس وراح...

جودي تمسكت فيه ضامة حالها لصدرو كأنها عم تحاول تخبي حالها جواتو وهي عم ترجف ناطقة من بين ريقها الجاف بالوقت يلي ضمها لإلو بإيديه: انــ ـا خــايـــ ــفـــة مـنــ ـهـم.. لـإنـهم بـضـلـ ـهـم يـطـلـعولـي كـل مـا نـام...

عبد العزيز عقد حواجبو وحرك إيديه من حواليها لوجهها رافعلها إياه لتطالعو وهو عم يسألها: مين هدول وليه لساتك خايفة منهم إذا إنتي هون بأمان...

جودي غمضت عيونها برعبة ناطقة: ما بـدي نـحـكـي عـنـهـم.. صارت تبكي وتشهق فخاف تشرق هلأ وأهلو وعمها يصلوا... فمسح ع شعرها بحنان أب ع بنتو وحب يخليها تفضفض يلي بقلبها وهو عم يسألها بصوت حنون ورايق من شان تتريح وتستكين: ليش هالبكى هلأ؟

جودي وقفت شهق وبعدت إيديها عن وجهها مقربة راسها من صدرو فخاف توسخلو بلوزتو النظفية والمكوية بعناية من إيدين رولا من قبل بقصر أبوه وتعلقت حتى بعد ما وصلتو مع بقية القمصان بالبدل بدون ما ينهانوا تبالآخر تيجي القطة تبعتو توسخلو إياها فنطق متراجع عن كلامو بس سمع صوت سيارات داخلة من البوابة يلي عم تنفتح ع الآخر: بكرا العيد وبدك تبكي...

جودي انفجرت بكى فجأة ناطقة وهي ناسية عندها أواعي جديد من جوري ومن جهازها: أنـا مـا رحـت اشـتري أواعـي للعيد...

عبد العزيز حس بدل ما كحلها عماها وجاب أجلها... فنطق وهو عم يقلها: لازم روح هلأ فاصحك تنزلي تحت ورح ابعتلك الست سمية تقعد عندك...

جودي طالعتو من بين دموعها متذكرة: صح أنا هلأ لازم صوم بس أنا ما تسحرت والبنت و~

عبد العزيز قاطعها بتسليكة: حقك علي بس ما تقلقي ما قدرتي تصومي كل اليوم بتقدري لعند الضهر... إلا رن تليفونو من عمو كنعان فبسرعة سحب حالو بلاش يتأخر ع أهلو وبسرعة نطق قبل ما يسكر الباب: اصحك تنزلي الست سمية رح أرسلك إياها... وسكر الباب نازل الدرج بسرعة مكمّل ع غرفة الصالون الداخلي الطويل لكن بوسع ضيق نوعاً ما إلا بصوت عمو كنعان المازح معاه ع تقيل: أنا بقول كان بقيت عندها وضليتك بالعسل!

فرفع حاجبو مطنشو ومسلم عليه بالإيدين وهو بدو يهمسلو إلا بتعليق الجد: عيب إنتا وإياه.... بعدين شوف وينو عمها لهلأ ما وصل.... وشوف كمان عمك وعاصي وينهم ليش ما وصلوا ورانا اذا تحركنا ورا بعض تقريباً...

عبد العزيز بعد عن عمو وتحرك لعند جدو وهو عم يقولو: حاضر... وقرب منو بايس إيدو وراسو دام هادي أول زيارة لبيتو وهو متجوز وكمّل ناطق.. كل عام وإنتا بخير يا جدي...

الجد لف ع ابنو كنعان: تعلم يا أخ من أول ما شفتك اليوم ما قلتلي لا عام ولا خير...

كنعان رد عليه بالوقت يلي عبد العزيز بعّد عن جدو ليتصل على عمها عثمان العرب: والله أنا العيد وين واللي أنا فيه وين...

الجد جحرو: شكلك ناسي فرحة العيد واجب..

عبد العزيز ما ركز معهم لإنو كان عم يتصل ع عمها يلي رد عليه من أول رنة: عبد العزيز هيني برا عم بستنى الباب يفتح...

ففورًا عبد العزيز طلع يستقبلو برا باللحظة يلي انفتح الباب وعبرت سيارة العفش للبيت وطبعًا هادي ما فيها أي عفش لكن بس من شان التضليل وما حدا يعرف عن الموضوع... وبس صفت السيارة نزل الشوفير يفتح باب الشاحنة الورا لينزل عمها منها وهو لابس ستايل كاجوال بنطلون جينز وبلوزة كحلية مع ساعتو الملتفة الناعمة وشكلو المتناسق الجميل الجذاب فتحرك عبد العزيز لعندو وهو عم يقلو: كل شي إلو ضريبة... وسلم عليه بالإيدين كاحترام لإلو لإنو عتب بيتو.. فرد عليه عمها الدبلوماسي: طبيعي وحقكم...

فبعد عنو عبد العزيز مؤشر ع الباب: تفضل جوا ~

وما لحق ينهي جملتو الا الباب انفتح كاشف عن سيارة عاصي داخلة ولمح معو بالسيارة عمو جواد جنبو فرفعلهم إيدو محييهم ....وتحرك ورا عمها طالعين الدرجات الارتفاعها قصير وعبروا الڤيلا مكملين ع الصالون الداخلي إلا بصوت عمها الودود بس لمح عمو وجدو قاعدين: السلام عليكم...

فرد الجد و كنعان عليه بنبرة جامدة: وعليكم السلام!

فتحرك مسلم ع الجد احترامًا لإلو وهو عم يسمعو عم يقلو: الله يرحم الوالد واصحك تفكر العداوة بتمنع الانسان المؤمن يعزي أخوه المؤمن ولو كان عدوو...

فعقب عمها ع كلامو وهو عم يطالعو: كلامك يا عم زينة العقل لإنو ما في شي بدوم غير وجه الحي القيوم واللي رح يسألني عن شو عملنا بحق نفسنا مع الناس... وبعد عنو مسلم ع كنعان وهو شادد ع إيدو بمعنى في بيننا كلام وعم يطالعو بنظرات فيها لوم... وبعد عنو قاعد قبالو بشوي وع إيد (ناحية) الجد اليسار عن بعد عدة مقاعد وقريب بنفس الوقت من عبد العزيز القاعد مستمعلهم... إلا بصوت عاصي والعم جواد وهما عم يدخلوا الصالون: السلام عليكم !

فردوا الأربعة عليهم: وعليكم السلام...

وقعدوا قبال عمها وعبد العزيز بدون أي سلام... فالجد هون طالع عثمان بثقة محاكيه: أيوة يا ابن عثمان قلي الموضوع يلي جمعتنا فيه هون عشانو... وأرجو من ربنا ما تكون هالجمعة من شان تبري حالك من عيلتك ومن قصة التار لإنو احنا مو من الناس يلي بتخربها وبتقعد ع تلتها ولا من جماعة فرّق تسد... إنتو بالنهاية قدام الناس أخوة والدم ما بصير مي وما في داعي نجرح بعضنا بكلمة هيك ولا هيك وأنا قلت بصراحة بيني وبين نفسي خير بشو ابن دهب بدو يحاكينا إذا الصلح بيننا انتكث وإنتا فاهم عند ربنا شو عقابو يلي بنكث الصلح واعتدى مرة تانية... فمن الآخر وع بساط أحمدي هات يلي عندك بدون بدايات لإنو عارفين بعضنا وفاهمين ع بعضنا...

عثمان العرب هز راسو بتأييد مخبرو: صحيح كلامك يا عم ولا حد بعيب فيك وأنا مو جاي بري حالي لكن أنا رجال واضح ومباشر والله شاهد مو مع يلي صار لإنو صار غصب عنا كلنا وأنا هون مو من شان برأ اسمنا لإنو السفينة لما بتغرق ما بتخلي حدا مو غرقان معها وكلهم ضررهم واحد إلا من رحمو الله (رحمه الله/ رحمه ربي)... وأنا بقلك بالنص الحرفي حقكم علي يا عم وبقلكم يلي سواه أخوي كلو غلط وما بنسكت عنو بس لا فيني امشي معكم ولا إنتو تمشوا معاي احترامًا لفهمنا وفهمكم وفهم الناس وخوف ع سمعتي وسمعتكم وما ندخل بالفتانين وشباكيين وخرابين بيوت... وحط إيدو ع صدرو بصدق رجل... وأنا والله جيت هاليوم بس كرمال موضوعين و~

عبد العزيز كان مركز مع عمها لكن ما بعرف شاللي خلاه يتذكر إنو نسي يبعت الست سمية عندها خوف ما تنزل وفجأة سمع جدو عم يقلو ساهي عن بقية كلام عمها: قصدك شو التمن؟ والكارثة وين يبعت للست سمية هلأ والعيون عليه وع عمها القاعد جنبو وما بعرف كيف سمع صوت نزولها ع الدرج لإنها المدام زهقانة القعدة في الجناح وهي عطشانة كتير ومو مركزة بصوت الرجال الواصلها ولا حتى مستغربتو لإنها متحلطمة من شانها ما تسحرت الله يرحم أيام ما كانت ما تكمّل نص يوم ولا تفطر بأول اليوم من تعب جسمها وما تقلق فيه (للسحور) وهي عند اهلها بصيام وقفة عرفة... وانخضت مكانها بس لمحت عبد العزيز عم يأشرلها ترجع وجت بدها تصرخ لولا إيدو يلي كتمت حسها وهو عم يقطع الدرجة الفاصلة بينهم وعم يقلها: اطلعي فوق واصحك تنزلي... فبوزت بوجهو وهي نفسها تقلو كلو منك لا أنا ولا بنتي ساندي اكلنا ورح ننحرم الأكل من وراك لساعات طويلة... فرجعّت لجناحها وهي مالة وهتطق من الوحدة ومو جاي ع بالها تطبق كلام جوري وتلبس شي حلو بس جاي ع بالها مي باردة وببسي وكوكاكولا وكلشي جوري كانت تاكلو ولا تخبّرها عنو مع صحن مكدوس اللفت ويكون حامض ولونو غامق وطازة... قلبها وجعها ع الفكرة لدرجة حاسة إنها هتموت إذا ما أكلت... فلفت وجهها وجت عينها ع المراية وفجأة صفنت بحالها مفقدة شكلها الجديد عليها مع شعرها القصير... فقربت أكتر وهي مو عارفة نفسها صح الوجه نفسو لكن شوي مصفر وشاحب من الهموم والبكى واضطراب نومها... لكن شعرها القصير خلاها بعيونها تكون شي غريب عليها... وفجأة تمها عبس وعيونها شحبت بلمعة حزن مدللة ع زعلها ع نفسها من إحساسها سر جمالها راح واختفى..

الأميرات جمالهم كان بالشعر الطويل إلا فلة وانستازيا كانوا شعرهم قصير شوي... فشوي هدات وتبسمت لما بلشت تحس حالها أميرة بشكل جديد فرضت (فرضيت) نفسها ببساطة وقربت من المراية قاعدة ع كرسيها وهي حابه تخلي خدودها هيك موردين متل فلة وتبين عيونها بشوية مسكارا لكن تراجعت مالها خلق... فلفت بالغرفة وهي حاسة بوجع عرقها لكن مطنشتو من كتر ما قعدت... فتأفأفت يعني متى رح تنزل... أصلًا ليش هو ما خلاها تنزل... بعدين رواياتها تحت... لحظة في رواية هون بس وين تركتها فصارت تدور عليها من شان تقرأ فيها... فرفعت الغطا وهي عم تحاكي بنتها: مش عارفة ليش هيك بتوجع أنا...

يا الله وينها...

وفجأة انتبهت عليها واقعة بين السرير والكوميدينو ورفعتها بلهفة وهي عم تقول: لقيتها... وشو لعابها سال بس شافت غلاف الرواية الناشئة وما بتعرف ليه بكت وهي عم تتأمل في الغلاف بدون ما تقرأ العنوان (الجميلة والوحش) وحست كأنها هي فعًلا عم تعيش نفس قصة الجميلة والوحش لإنو هي مش أميرة وأبوها لئيم وخلاها تروح لهالوحش المخيف من شان مبتغاه وقلة حيلتو وجاهو وسلطانو قدام هالوحش يلي بس عليها تحاول ما تخليه يستاء منها من شان شو؟

من عشان شي هي مش عارفتو ولا رح تعرفو هلأ من براءتها المش مساعدتها توصل الجواب... لكن السؤال الكبير يلي ببالها هلأ واللي فتّح عيونها دامو هو الوحش المؤذي هي ليه ترضيه من شان بس ما ياخد بنتها منها طيب هو ليه ما يرضيها؟ ليه هو ما يفرّح قلبها إذا كلشي طلبو منها عملتلو إياه... بس هو لئيم وحيوا* متل هالوحش لما جرها من شعرها لعند أمو... فانفجرت من البكى... ليه تروح عند هالوحش يلي بأول مرة تعرفت عليه فيها حستو غول حقيقي بس ما فكرت كتير لإنو ما فرق عن أبوها يلي بس عليه ينجن كل ما يشوفها... صحيح هو هلأ مش متل أبوها بس أكيد إذا غلطت بالغلط قدامو ولا إذا اذنبت معو إلا رح يحرمها من بنتها هو والوحوش أهلو...

بس مين أهلو هالوحوش يلي عم تتكلم عنهم إذا هي عاشرتهم... ما همها مين... همها نفسها وبنتها وهو مو معروف هل جد بعد هالتفكير هو ينتمي لإلها ولا لأ؟ وهل هي لازم تتحول لوحشة من شان يصير يرضيها دام الوحوش ما حدا بفكر ما يرضيها... بس يعني بنفس الوقت هو وحش أكبر واخطر منها ورح يحرمها بنتها... فتركت الرواية ماسحة ع بطنها بإيديها التنتين ومعبرتلها لبنتها العم جواتها عن مشاعرها المضطربة: ماما أنا خايفة كتير... ومو عارفة شو سوي... أنا ما بدي كون غولة ولا وحشة أنا بحب كون بنت طيبة ما بتئذي حدا وعندها ناس بحبوها... وبطبخ أكل كتير زاكي... وفجأة مسحت دموعها... صار جاي ع بالي حلويات... لازم نقوم نخلي الست سمية تسويلنا حلويات ونساعدها فيهم... فوقفت ع رجليها غافلة عن موضوع الجميلة والوحش وفتحت الباب وهي مو سامعة حس حدا بالبيت فحست بالخوف فجأة وبسرعة نادت ع الست سمية: ســت سـمــيـة!!

إلا بصوت الست سمية وهي عم تطلع من غرفة المكتبة بعد شغل متواصل من شان تحددلها الروايات يلي لازم تقرأهم (جودي) بشكل تسلسلي لتطورها وتفتح عيونها ببساطة ع هوى ما طلب منها عبد العزيز: في شي؟ بدك شي يا حلوتنا؟

جودي شو انبسطت ع آخر كلمة سمعتها ونطقت وهي عم تحط إيدها ورا ضهرها وعم ترجع شعرها القصير بعيد عن وجهها ورقبتها وهي ببجامتها القطنية البيضة النص كم والبنطلونها طويل ناسية قصة خوفها: جاي ع بالي نسوي حلو كتير...

الست سمية ابتسمت بوجهها وهي مندهشة منها ما توقعتها تفكر بهيك شي: جميل وبكون الإشي كتير حلو دام العيد بكرا... عندك فكرة شو الحلو يلي لازم نعملوا سوى...

جودي صفقت بحماس وشغف كبير: بدي كنافة وقطايف وكيك بالشوكولاتة وكيك بالفراولة و~

قاطعتها الست سمية وهي ماسكة ضحكتها: شو هادا يا بنتي كلنا كم نفر... ولا قلك بنطعمي الرجال برا...

جودي رفعت حواجبها برفض وهي عم تنزل الدرج وعم تطالعها بعيون مخيفة: لأ أنا ما بدي أي رجال ياكل منهم غير وحشي...

الست سمية ما فهمت عليها شو قصدها بوحشي... فجت بدها تسألها لكن كشرتها منعتها فمشيت (مشت) وراها ع المطبخ ليفقدوا شو بحتاجوا لوازم كلشي وهي عم تخبرها بحرص شديد من شان تشركها معها وما تخليها عايشة بس جواة قوقعتها الداخلية: طيب خلينا نشوف شو عنا وشو ما عنا بالمطخ ~ وفجأة توقفت ناطقة: نسيت التابلت استني جيبو من غرفة المكتب...

جودي مو فارق عندها شي فسبقتها للمطبخ وهي شو لعابها سال بس لمحت التلاجة لكن هي اتفقت مع بنتها البيبي الصغير بسرها رح تسوي حلو وما تفكر بالمي والأكل وهتنبسط كتير باللي رح تعملو مع صيامها لإنها هي صارت أم ولازم تكون مسؤولة وتتحمل كلشي من شان هالمكانة وهالدور ومن بينهم الصيام ع هوى تفكيرها العشوائي عندها...

إلا بصوت الست سمية المرجّعها للواقع بعيد عن سرحانها جواة قوقعة أفكارها: أيوة يا جميلتي هلأ انتي بتقرئي اللازم وأنا بفقد شو الموجود وشو اللأ.. ماشي...

جودي هزت راسها بعفوية بتاكل القلب... واخدت منها التابلت المتعودة عليه من عمها كنان بشكل بسيط ودخلت ع سفاري تكتب اسماء الحلويات يلي رح يعملوها ع اختيارها وتقرألها المكونات المطلوبة رغم معرفة الست سمية شو المطلوب وتجاهلها هالخطوة لإنها هي متقنة عدة مهارات بعدة مجالات بس كرمال تخلي جودي تجرب شي جديد وتفتّح عيونها ع أشياء صحية وضرورية بالحياة يلي لازمها معرفة مهارة التفكير البسيط وحل كلشي ببساطة بدون تعقيد بلحقها (بتبعها) المعرفة من خلال الكتب والنت كأول خطوات... وشو انبسطت الست سمية لما شافتها لما تعجز تجيب شي تقوم تقلها: هي الكرسي... أو تقوم تدور عليها طالبة منها وصف الإشي لتساعدها تلاقيه دليل حبها لروح المساعدة والتعاون والمشاركة...

وبعد عشر دقايق من التفقد المطلوب اخدت الورقة يلي خلت جودي تسجل المش موجود مع القدر المطلوب واتصلت ع الرجال المتخصص بتوفير اغراض أهل البيت مخبرتو شو المطلوب منو يجيبو.... وردت تكمّل مع جودي بين تقطيع وتدويب وحط الكمية اللازمتهم بصحون وهي عم تفهمها اساسيات الحلويات...* وبكل تركيز جودي معها بس مش مرتاحة بالقعدة ع الكرسي الضاغط ع عرقها وموجّعها بشكل لفت الست سمية يلي قررت تخبر عنو عبد العزيز بس تفضى اليوم... والكارثة جودي مع تحضير حلو الجلي أول شي قلبها داب معلقة عليه وهي عم تطالعو متل الأطفال: شكلو مش طبيعي... وتيجي بدها تحط اصبعها فيه لتدوق منو بالوقت يلي الست سمية عم تسكب فيه فتنبهها بحذر منخفض النبرة (إنتي صايمة ما تاكلي بعدين سخن فبلاش تحرقي حالك)

فترد عليها بعفوية وهي عم تتبسملها (يي نسيت) إلا برنة تليفون الست سمية من عشان الأغراض المطلوبة وبسرعة تحركت لبرا ماخدتهم منو ورجعتلها تكمّل معها تحضير الحلويات وتكبير دامو اليوم يوم الوقفة وفتح مواضيع بشكل أعمق من قبل عن قصص الجواز ونعومة البنت وقوتها وكيف البنت بتقدر تعبر عن غضبها وانفعالها زي ما لازم بدون ما تكبت... ومتى ما بتقدر تعبر وكيف تفكر لقدام من خلال ذكر قصص وحكايات وعبر كتيرة بين التحضير واستراحهم للصلاة ومن عشان راحة جودي بعد تعبها من تقلها ورغبتها لتغفى شوي بدون ما تخاف لتكوبس من عقلها المشغول بقصة عملان الحلو وكيف هيطلع وإديه بنتها هتكون فخورة فيها أما وحشها هادا بس يرجع قلبو رح يرفرف من طعم الحلويات...

والمأزق وين هلأ... الوقت مضى ودخل العصر وقربوا ع المغرب وهي مو عارفة وينو ومفكرتو رح يجي يفطر معها بكل سداجة وهي ما عندها علم حضرتو بعد ما طلع من الڤيلا بعد ما انتهت قعدتهم مع عمها يلي ما اخدت نص ساعة من وقتهم مكمّل بسيارتو ع الشركة يشتغلو شوي ويفقد الوضع مع بعض الموظفين يلي جابهم مقابل مضاعفة راتب ساعتهم من شان اليوم عطلتهم وبعدها بدون راحة حكي تليفونات وتكبيرات طول طريقو وهو رايح للمستشفى لعند عمو جابر من شان جدو وجبر يكونوا بعزيمة العيلة لإنو لو عمهم بعيد عنهم في مين ينوب عنو واللي هو ابنو والجمعة ما بتكمل بدون الجد فلهيك أضطر هو وعاصي يلي كان سابقو ع المستشفى ليكونوا الليلة هما المسؤولين عن حماية عمو لإنهم مش مشكلة بمتل هيك ظرف يكونوا مش موجودين بالعزيمة يلي ما كانت بتشبه أي عزيمة من عزايم الجد ع كل وقفة عيد لإنو كلهم قاعدين يا بسبحوا يا بقرأوا قرآن يا بدعوا يا بكبروا والقرآن شغال وما حدا عم يحاكي حدا حتى جوري وأريام يلي قاعدات جنب بعضهم ما عم يتكملوا مع بعض لإنهم مالهم خلق للحكي والوضع يلي هما فيه بلش يزيد توتر لإنو عمهم ما رح يكون معهم هادا العيد ومو بعيدة لا قدر الله يصير بعيد عنهم لسنين إذا ما صحي أو إذا غابت شمسو عنهم... لهيك ما حدا متحمل حد وما حد إلو نفس ليسأل ولا لينطق بحرف واحد وأجى وقت الفطور والكل التم حوالين الطاولة ببطء شديد الرجال لحال والنسوان والبنات لحال بعضهم عم باكل والدمعة ع عيونو وبعضهم باكل وعلى قلوبهم أقفالها متل عمو جميل وزوج عمتو وفاء وزوج عمتو سهر وعمتو وفاء يلي مو بس مناها إلا مشتهية تطلق ابن أخوها من بنت دهب المجرمين... والقتالين قتلة... وسبحان الله حالهم ما كان أحسن من حالة عيلة دهب يلي مجتمعين ع الطاولة برا وهما حاسين بفقدان الجد ع راس الطاولة... صحيح مو أول يوم الجد بغيب عنهم لكن أول مرة بقعدوا كلهم سوى ع طاولة وحدة بدون الجد وضحك كنان... فالبعض فرقت عندو والبعض لأ متل غنج وصفاء لكن نغم المكيودة وأختها أنغام تأثروا باللي صار مع أبوهم يلي بكى عند الآدان داعي لأبوه بالرحمة ومخلي جاسر يعصب منو من شان هالدموع المالهم داعي لإنو الوجع بالقلب مش متل ما عم يعمل متل الحريمات يلي استحوا وهما قاعدين معهم يسووا هيك...

فكان ع سامي المتعاطي والمانو سائل بصيام وقفة العيد (يوم عرفة) غير يضحك بصوت عالي مفرح قلب جاسر ع كلامو لأبو مؤيد وهو مو حاسس بغل ابنو مؤيد عليه وعلى عمو جاسر يلي مناه يبيدو بأسرع وقت ممكن... بس ليس كل ما يتمناه المرء يدركه... لكن فيه عم يشتغل عليه ليدركو مع الوقت إن شاء الله... فكمّل بأكلو وهو عم يحاول ما يحسس حدا باللي عم يمر فيه بين تفكير ومراجعة ومحاسبة لنفسو ولعمو بينو وبين نفسو وهو شو محتار يزعل ولا يفرح لإنو إميرال رجعت لكنعان من شان عمو ما يذلهم فيها كمان مرة...

وشو صار مناه مع كترة التفكير من بعد موقفو مع عمو جاسر يسم أمو وأبوه ويزوج خواتو ولا يسمهم من شان عمو ما يلعب معاه فيهم لإنو هو بحب السواد وتعلم يقرص وما يخلي حقو برا ترباية أمو غنج وعمو جاسر...
وعمو ما رح يكون استثناء عن الناس تما ينتقم منهم صح الدم عمرو ما بصير مي بس مع هيك صنف بالناقص منو ابترو احسن بس متى موعد بترو لعمو رح يكون هو المهم والسؤال المفصلي واللي ما فيه عليه جواب غير اصبر وقرب من عمك واعرف كل أوجاعو لتكسرو مش الحرب خدعة والغاية تبرر الوسيلة... فرفع راسو يحاكي عمو ومازح معو ع حساب أبوه لاهين عن يلي من لحمهم ودمهم واللي مالها إي انتماء قاعدة وحيدة ع طاولة المطبخ عم تاكل وعم تكبت رغبتها للبكى من وحشة الروح وغربتها عن المكان لا أهل لا زوج لا صديقة لا مونسة حتى الخدامة حطت الأكل ع طاولة الأكل وتسهلت بعد ما قفلت باب المطبخ وراها بالمفتاح خوف ما تساوي شي مجنون بحالها من أوامر كنعان... ع غرفتها لتاكل لحالها وكأنها هي شفافة ومش موجودة معها بنفس الكوخ المتكون من طابقين متوسطين الحجم والمتصمم ع التراث الشامي...

هي ليه تقلق بالخدامة لتاكل معها بالأول وهي المفروض عليها تشكر ربها العمر كلو لإنو الخايفة منو ما صار وهيها هون بعيدة عن لمسات يلي كانت مفكرة أهلها باعوها لإلو امبارح...

مش لازم حضرتها تهنى وتفرح إنو كنعان ما صارلو شي...

بس لازم تنفجر بكى ع هيك زوج ما عرف يفكر يجيبها غير بهيك طريقة بدون لا يغار عليها رغم إنو هو الغيور عليها وساكت عن قصة حجابها يلي مو بعيدة يفرضو عليها...

هي لازم تنجن إذا الدورة بعد كل هالأوجاع ما جتها بكفيها وجع تمها وفكها فكان ناقصها وجع الدورة لعدة أيام وحضرتها مش جاية ما تيجي ترحمها ليخف وجعها...

بس لو تقدر تعرف شو اليوم وتحسب من موعد دورتها الآخيرة لإنها خايفة من شي حلمت فيه من شهور وصار هلأ شي مفروض وممكن يعقّد الدنيا وهي باللي فيها الله يعينها فيعني مش محتاجة كمان وجعة راس مع الجلف يلي عندها... فكانت تاكل وتوقف أكل من حرارة روحها وترد تاكل فاشة خلقها فيه... بكرا عيدها الأول بعد رجوعها من برا بعد أربع سنين وتلات تشهر وهي بسان مارينو ومناطق تانية راحتهم مع أمها ومعو بس كأيام معدودة بالأعياد..

وبعد قريب تلات سنين وتمن أشهر قضتهم مع كنعان بين تزبيط وتطبيق يلي تعلمتو بالشهور السابقة من أمها ولفها بكم دولة أوروبية تبضع وشرى اواعي غالية إلها ولأمها المندهشة من حجم المصاري يلي معها يعني هي بتعرف أبوها ما معو يعني مبالغ ليصرفها ع هيك شي وأكيد ما حد من عمها ولا جدها رح يعطيهم يتمصرفوا هيك مصاريف ع حسابهم رغم إنو معهم بفضل الله فالسؤال المحيرها كان دايمًا هالمصاري من مين وتحاول تسأل أمها لترد عليها (من مين من أبوكي) وهي مستحيل تصدق وتكمّل الشرى القطع والشنط الغالية والشوزات النادرة بالعالم بس من شان تعرف متى مصاري أمها هتخلص بس ما خلصت وما أغبى تفكيرها وما أضيقو وقتها...

ع شو كنتي مبسوطة لحظتها ع استغلالهم لإلك...

ع شو كنتي طايرة من الفرحة ومرفرفة ع متع الحياة يلي قرأتي عنها وحضرتي عنها بالتليفزيون بالبرامج والمسلسلات والأفلام لتشربتي أفكارها وغرقتي فيها لحد الاستهلاك بين الموضة والحداثة والانفتاح والأهم الرومانسية اللامنطقية والثراء الفاحش والجاذبية الشديدة ويا أبركها من ساعة إذا كانت الجاذبية مقرونة بالجمال وما كان همها لا دين لا عمق لا روابط عائلية لا تعليم... الثقافة عندها هي الموضة وشو بنزل وشو جديد نزل من المسلسلات والاغاني والافلام والتصريحات الإعلامية ومواضيع المجلات ونقد المشاهير....

وينو هادا العالم هلأ عنها صارلها أيام لاهية عنو لا تلفزيون لا مجلات لا خزانة مليان أواعي والأهم من كل شي بتملكو من شنطها وشوزاتها الغالية يلي بتنباع بالآلاف اليوروهات بعد ما حملتها كأيد أولى... وينهم من فكرها هلأ؟

بح مش حاضرين بذهنها ولا حتى هموها... هي هلأ عليها تفكر بشي واحد كيف ما تخسر كنعان بأقل ضرر وتانيًا كيف تطلع حرة من كل شي؟

كيف؟

ما بتعرف لكن رح تعرف مع الوقت.. فتركت الأكل راكية راسها ع حيطة الصالون متذكرة ع فجأة أول عيد لإلها معو ب2013 بمدينة جوهانسبوغ في جنوب افريقيا يلي كانت مفكرتها غرقانة بالجهل والحياة البدائية ولبس البراري وبالبشرة الغامقة من تأثرها بالمسلسلات الاجنبية لتنصدم صدمة عمرها بس وصلتها بجمال المدينة وتطورها وتنوع سكانها ولغاتها وشكلها المميز بعيونها... وهي عم تمشي بلبسها الفخم الكلاسيكي بتنورتها الفستقية اللون يلي بتصل لتحت ركبتها مع قميص ابيض مع جاكيت نفس لون التنورة محطوط ع كتافها ولابسة كعب قصير طولو ومريح في المشي مع طقية كلاسيكية فستقية اللون مع مكياج بارز جمالها مع روج نهدي...

فتنهدت ع حالها رافضة تتذكر يلي صار من مرار واقعها ووحشة روحها... مش مرة سمعت مقولة وصارت قاعدة عندها الجمال يؤنس وحشة الروح أي جمال بحكوا عنو إذا أواعيها المختارهم لإلها طوال ومستورين بزيادة بالنسبة لإلها ولونهم كاتم بني اسود كحلي سكني.. ألوان بتكره تلبسهم... هي لبسها فواتح وألوان متل النهدي والزهري والأزرق والأصفر الرايق والأبيض والرمادي الفاتح والفستقي...

والمجلات والروايات الرومانسية بتسعد العقل وبتخليه منتعش بس كيف وهو حاطلها مجلات علمية وكتب موسوعية مختصة بالدين والشرعية والفكر والأخلاق... والتكنولوجيا بتطلع الواحد من مللو بس كيف وهلأ ما عندها غير تلفزيون عادي بدون نت وبس عليه قنوات محددة قرآن وتثقيف وفوقهم ما فيه ريموت لازم تدير من الرسيفر خوف ما تنزل قنوات تانيات عليه...

وين الوراق وين الأبر وين المقص لتعدل من كلشي ما فيه... ع شو ترسم ع الحيطان... وين عطوراتها الفخمة الفواحة؟

وين منتجات المكياج الغالية كتير؟

وين منتجات العناية بالبشرة ومكملاتها الغذائية؟

وين ماكنتها الرياضة وأدواتها لما بتلعب بالبيت... كلشي فقدتو من زهقها بالبيت ومن محاولاتها لتنشغل نفسها عن التفكير والوجع... بس ما في شي تهرب منو لإلو... ما في شي حاضنها بحفاوة منسيها حالها.. فجت رح تبكي لكنها مسكت دموعها هي رح تبكي كتير بس مش من أولها... فوقفت ع رجليها محاولة تغير جو وما لقت رجليها غير مرجعينها لغرفتها ولسريرها الجديد رافضة النوم والاستسلام فحاولت تتمرن... هو آخد يلي بقدر عليه بس ما اخد صمودها وإرادتها وإصرارها لتعيش... هي رح تعيش وتنبسط وتكون حرة بدون ما تتبع لحد... وهالحبس هادا ما رح يطول وهو إذا ما بدو إياها لبلاش بس تطلع معو بأقل مخسر لإنها مو حابه تخسرو كمعرفة رغم كلشي بس حتى لو استكثر المعرفة عليها عادي هتتنصل من كلشي وتكمّل حياتها ونجاحاتها بشغلها واعتمادها ع حالها دام جمالها بأهلها لكلشي... فمو مهم هي وين هلأ... المهم بكرا وين هتكون... فوقفت تمارينها من وجع ضهرها بكيانة وهي عم تكرر لنفسها (هتكوني حرة... هتكوني حرة)

ورغم هالكلمات ووقعها عليها ما قدرت تهدا وتتحمل برضا تام يومها الأول جواة حبس ابن الخيّال يلي أبرع بحطو بهالقوانين الصارمة والموجعة للنفس ومؤذية للروح وقاعد مع أهلو عم يشرب قهوة وعم يتكلم مع رجال العيلة محاول ما يفكر فيها للكذابة لو لحظة بس مهما كابرت وحاولت رح تلحقك لإنك حبيتها...لإنك إلفتها... لإنك تعودت عليها وع سخافتها وع لمساتها ودلعها عليك... لإنك استفقدت استفقادها لإلك وإلحاحها طول ما إنتا قاعد يضل راسها ع صدرك... فقدت الشخص يلي حطك بحياتو رقم واحد... استوحشت جنونها ومغامراتها معك وشغفها لتعرف كمان لإنها طلعت ما بتعرف شي عن العالم ومغشوشة بكتير معلومات غلط تعلمتها من مصادر مش موثوقة مالها علاقة بالتجربة والتعلم الصح...

فقدت ضحكها وعفويتها...

وهون مربط الفرس...

مستحيل شي منو كذب!

مستحيل ومليون مستحيل!!

بس ولولا المظاهر خداعة وما لازم يستسلم ويكمّل بعقابو فيها بدون أي مراجعة ولا تردد معها... وهو ساهي عن القاعدة يلي بتقول كل مؤذي سيؤذى أنها الأيام... فهلأ الأيام عليها بكرا هتكون ع أهلها وعليه بس متى وكيف بتدابير رب العالمين يلي عينو ما بتسهى ولا بتنام عن ظلم خلقو بحق بعضهم... معطيهم الفرص للرجعة لكن في مين يلي بعتبر ومين فيه يلي بستخف وبتجاهل وفي مين يلي عالق بالوسط بينهم بين يلي بخاف الله لكن بدو حقو يرجعلو لو شو ما كانت الطريقة لإنو نفسو المترددة والدافعتو للسوء عم تسوّلو سوء عملو تجاهها لكن عقلو وعاطفتو السليمة عم تصارعو لما يرضخ ويجر حالو للتهلكة ويجر كل يلي حواليه معو فيها... فمتى ابن شامخ الخيّال رح يدرك هو وين وعيلتو وين؟ هو متى رح يصحى ويفوق ويقول أنا ماسك السلم بالمقلوب وخلص بكفي...

ممكن لبعد ما يفوت الفوت أو ليحالفو الحظ من رضى رب العالمين عليه وعلى بنت جاثم دهب يلي ع ذمتو ليطلعوا ببعضهم متل ما عم يطلع عبد العزبز بجودي يلي حالها مو أحسن من إميرال من ناحية فوضى المشاعر والأفكار من ورا وحشها يلي ما روّح ع موعد الفطور البشهي يلي ساعدت فيه الست سمية وفشت خلقها فيه لدرجة ملت معدتها وحشرتها حشر بالأكل يلي كل شوي حاسة فيه عم يطلع وينزل بمعدتها وهي متوترة ع أعصابها ومو متحملة الست سمية ولا الحلو يلي عملتو... لإنها خلص نكدت (تنكدت) ومالها خلق شي فانسحبت تبكي بغرفتها وهي من جواتها نفسها تشتمو بس مش عارفة كيف ولإنو لسانها مش مطاوعها... وفجأة سمعت صوت سيارة بس مش هالقرب فتحركت بسرعة وهي ضاغطة ع عرقها البوجعها مفكرتو جاي بس كسفة وكسرة خاطر لما ما شافت جيبو مصفوف برا وقعدت تبكي مش فاهمة مالها وهي عم تطالع فستانها الحلو واللونو بترولي وعليه وراق شجر ملونة بعدة ألوان ومبينها ناعمة مع الروج يلي ع تمها واللي اعتنت تحطو صح بدون ما تطلع بشوي ع شفايفها مقلدة جوري بحطو ولبعد عشر دقايق بين مسح وحط زبط مع مسكارا بسيطة واختارت تلبس معو برجليها جربان ناعم نهدي بجي مع لون روجها الزهري ع نهدي تقريبًا الملون فيه بعض ورق الشجر المطبوع ع فستانها وفوقهم لبست خاتم دهبها يلي فتحت عينها عليه اليوم الست سمية والكان محطوط مع الأغراض يلي بعتتهم أم عبد العزيز لإلها ع هون مع بقية اغراضها... فهي ببساطتها من شان يشوفها حلوة بعد كل الأشياء الحلوة يلي عملتها اليوم من شانو هو لتسعدو ويرضى عنها...

بس للأسف لا أجى ولا شاف ولا حتى أكل ولا حتى داق لو لقمة... فعبست حاسة بقسوتو ووحشتو... فتنهدت بتقل مطالعة بفراغ معتم إلا بصوت فتحة باب غرفة الست سمية الطالعة بعجلة لعند الباب وهي مو منتبهةعليها (لجودي) القاعدة ع الكنبة من الناحية التانية...

وجودي بس شافتها طلعت برا تكتفت بحرقة من الزهق وهي عم تستنى فيه ليجي يشوفها رغم مرار شعور الانتظار وبشاعتو إلا إنها مو فاقدة الأمل خلص حفظت هو ببعض اللحظات الفاصلة بحياتها بكون حاضر... فهو اليوم رح يجي وياكل من حلوياتها بس للأسف ما آجى ولا فوقها باعتلها أواعي من ذوقو لأيام العيد الأربعة ومخلي الست سمية تاخدهم من سيارة التوصيل وهي ولا عن هوى داري وكأنها رجل طاولة مالها داعي تختار ولا ليتصل عليها... فطنشت الأواعي وطلعت ع جناحها تبكي من قلبها وهي بس عليها تقول... الوحش... الغول... اللئيم... المفترس... وتضرب المخدة وتعضها وترميها حواليها وتحاكي بنتها ساندي... اللئيم أبوكي ما بدنا إياه...

وعاد الوحش الخاص فيها بالمستشفى سهران ع حراسة عمو رغم إنو في رجال أمن برا بفقدو المشكوك فيه وكاميرات المراقبة شغالة إلا إنو من حرصهم ليصير شي ولا من غدر بعض الأطباء فيهم بفضلوا واحد يقعد منهم عند العم جابر بنفس الغرفة للمراقبة وواحد برا للتبديل بالأدوار وروحة للحمام أو للحركة والشرب فقبل كان الجد وجبر يلي كانوا يناوبوا ع حراسة العم جابر بس اليوم هو وعاصي لهيك ما كان بقدر يبات عندها... وهيك مرق يومو ليحل الليل ويعد الوقت وهو من جواتو رضيان لإنو بنت قلبو ساوت انجاز عظيم واللي هو عملان حلو مع الست سمية يلي بعتتلو مع رجال من رجالهم واللي دوق منو عاصي يلي عجبو الطعم... فلا اراديًا بس يتذكر هالشي يبتسم بسرو ممكن لإنو عم يحسها عم تكبر وهي عندو بدون ما يوجعها... ممكن لإنها عم تعيش فطرتها بدل ما تضل بالغرفة وتاخد ع اللي حوالها لإنها قبل كانت تبقى بجناحهم أو عند جوري ومن النادر ليلمحها تحت ولا بالمطبخ فهادا انجاز كبير بالنسبة لإلو بفترة قصيرة جدًا...

فتنهد مطالع الساعة متأكد من قرب موعد صلاة الفجر تزامنًا مع دقة ابن عمو جواد أرسلان ع الباب وهو عم يقلهم: يلا قوموا صلوا بالجامع انا باقي هون... الشغل هدني هالتلات تيام وما فضيت اجي اقعد عند عمي فهلأ دوري...

عبد العزيز ابتسم بس لمح ابن عمو أرسلان البشوش يلي أجاه بالوقت المناسب من شان يصلي بالجامع من تعلقو بالمساجد والتعبد فيهم فسحب صحن الحلويات معطيه يدوق ليفرّح قلبو متل ما فرح قلبو بجيتو غير المتوقعة: تفضل وكل عام وإنتا بخير...

أرسلان مد إيدو يدوق من القطايف وهو عم يقلو: وإنتو بالصحة والسلامة... ولف ع عاصي... واضح عليك مستوي بدون ابنك...

عاصي هز راسو وهو نعسان ع الآخر: مو بس مستوي إلا مستوي ع الآخر بتعرف لولا إنو مستشفى بخاف عليه لينتقللو شي منو ولا لكان جنيت وجبتو....

عبد العزيز ضحك عليه: ههههه معاه حق بسم الله عليه ابنك رايق وكيكة...

إلا برد أرسلان وهو عم يغمز عاصي: عقبال ما نشوف ابنك ولا بنتك ~~

عاصي قاطعو معلق وهو عم يوقف ع رجليه: لحظة لو سمحت أنا بدي يجيب بنت من شان ع السريع نحجز للصبي بلاش نضيّع وقت...

عبد العزيز بس سمع كلامهم من هون قلبو رفرف وهو عم يتخيل بنتو ولا ابنو يلي مستوحش ليشوفهم ع إيديه فنطق وهو عم يضغط ع كتف أرسلان: الله كريم وبس تيجي بنتي ما في حدا بحجزها حبيبي هي يلي بتختار ولا شو رأيك يا أبو جواد...

أرسلان رد عليه وهو عم يسحب صحن الحلو منو: والله أرسلان ولا أبو جواد غاطس بالحلو... رهيب يا ابن العم... حطولي رقم المحل وصي منو...

عاصي نطق وهو عم يتحرك لعند الباب: أسأل أبو ضرغام من وين جابو ومبسوط عليه تقول ربح مناقصة ولا هي...

عبد العزيز تحرك لاحقو وهو عم يقلو: يا حبك لتسميع الحكي...

فرد عاصي وهو عم يتحرك ناحية الحمامات: ويا حبك لتسوي حالك غشيم... والله مع قلة النوم أنا شبط نسيت ادخل جوا الحمام واجدد الوضو وجيت ع هون...

عبد العزيز تبسم بوجهو: يلي ماخد عقلك يتهنى ويلا أدخل بسرعة وعجّل
من شان نلحق نصلي جماعة...

فبسرعة عاصي دخل الحمام وطلع يتوضى وهو حرصان ع نظافة الحمام وطلع بعدها بسرعة من شان يصلوا جماعة وبعدها ليكملوا ع بيوتهم من شان يتحمموا ويلبسوا بدلة العيد ويروحوا يصلوا صلاة العيد.. فلهيك عاصي فارقو ع بيتو أما عبد العزيز رد ع بيت أهلو يتحمم ويلبس بدلة العيد ويروح لصلاة العيد ويكمّل بطريقو مع بقية رجال العيلة ليشوف عماتو ويمر ع قرايب العيلة البعاد ليرد لعند بنت قلبو وينام جنبها...

وما حس بالوقت بعد قعدة مع هداك ولا روحة هناك وبين مواساة ولا جبر خواطر ومسايرة للناس يلي جت عندهم من معارفهم وصحابهم وصحاب عمو لتاخد بحقهم من شان يلي عملوه عيلة دهب بابنهم بعد ما رجع المغرب ع البيت ويقابل عمو كنعان يلي بس عليه يدخن ومالو خلق حد وعم يطالعو بنظرات جامدة ومو مفهومة... لكنو لإنو مش حابب يصير بينهم أي مشكلة لإنو حالهم مش ناقصو فبس تحركوا الرجال من عندهم وطلعوا يصلوا العشا بالجامع طلب الجد يرجعوا ليجيبوا نسوانهم وولادهم من بيتو من شان يروحوا لعند أخوهم....

فكلهم رجعوا لبيت الجد باستثناء العم جواد وابنو أرسلان يلي ردوا للمستشفى من العصر وما كانوا معهم بقعدة الرجال... وبعدها ردوا
تحركوا بسياراتهم رايحين مع ولادهم ونسوانهم وبناتهم لعند العم جابر ليساندوا مرتو كوثر بالابتلاء يلي نزل عليها وعليهم ولكرمال يدخلوا ع الغرفة عندو من بعد ما تطلع مرتو فردًا فردًا ليهنوه بالعيد ويكلموه كم دقيقة كدعم نفسي لإلو...

فشو كان أشد شي عليه بهاليوم غير دموع مرتعمو جابر يلي الله رابط ع قلبها لدرجة ما قدرت تساوي شي قدامهم غير تبكي وتدعي لزوجها ليرجعلها إياه بالسلامة...

فأخد زاوية يرخي أعصابو رغم إنو كان نفسو بس يطالع أمو ليروق ويستكين لكن أمو لاهية مع مرتعمو كوثر وهي وعمتو سهر وسبحان الله غابت الأم جت الأخت جوري لعندو بكيانة ع صدرو وهي عم تقلو بخوف: خايفة يروح!

عبد العزيز ضمها لصدرو بمواساة رغم تعبو الجسدي وعقب ع كلامها: خلي أملك بالله كبير وكلنا إلها فشدي ع حالك من شان عماتي ومرتعمي خاصة إذا ما وقفنا جنبها مين رح يوقف جنبها..

فمسحت دموعها مبعدة عنو وهي عم تقلو: صح كلامك بس احنا غير وطبيعي نحس غير... وغيرت الموضوع لإنها حاسستو مش حابب يسمع شي بخصوص الخوف من موت عمهم... صحيح عزوز ابعتلي رقم الست سمية بدي أعرف اتكلم مع جودي وعيّد عليها...

عبد العزيز رد عليها وهو عم يلمح عمتو أمل عم تعبر لجناح عمو: رح حط خط بس بستقبل الاتصالات هنيتي... ويلا تحركي خليني شوف عاصي...

جوري طالعتو من طرف عيونها: وإنتا وهالعاصي... ومشيت من عندو رايحة لعند أريام يلي خايفة تعبر عند خالها واللي بكون عمها بنفس الوقت وفجأة إلا بصوت جدو وهو عم يقول: يا كنعان وينك تعال بسرعة احمل أختك...

كنعان وعبد العزيز بسرعة تحركوا وعيون المستشفى عليهم لإنو اعدادهم مش قليلة وغالبهم متجمعين تلاتة تلاتة... بس رغم هالشي ملفتين بنظراتهم ووجوهم واواعيهم وحشمتهم...

وسبحان الله وين أجوائهم وأجواء جودي الرايقة يلي ملتهية بالقراءة ومناقشة الست سمية وأكل بحالها بس تتذكر إنو وحشها ما رجع عندها وتركها وحيدة مع كابوسها المرافقها بدون وقت وبلا مناسبة... فهي مو متحملة هالشي لكن ترد تنشغل بالأفكار المنفتحة عليها متل قصص المتجوزين يلي كانت عليها من زمان مو بعيد كتير عنها عيب ومو لسنها صارت هلأ شي طبيعي...

صح هي متجوزة بس مش مستوعبة حقيقة هالزواج بس كلام الست سمية بلش يخلي عندها علامات تعجب... زي عادي تتكلم معو وتناقشو... وتضحك معو... وتكون ع طبيعتها قدامو... يتنازلوا لبعض كرمال الحياة تمشي بينهم دامهم كل واحد غالبًا جاي من بيئة غير... وأهم شي الأخلاص والقناعة في الشريك والصدق وعدم الإهانة والاحترام والمحافظة ع الصلاة والأذكار لحمايتهم من أي شر وآذية من شياطين الجن والإنس....

حكي كتير جديد عليها ودماغها تشربو وصار بدو يطبق... بس الدور هلأ هي كيف رح تضحكو... فجأة ضربت جبينها وصارت تضحك... إلا بصوت الست سمية: جوجو يا حلوة يلا ع الصلاة شو عم تستنى عادةً بتصلي أول ما يأدن بس من بعد ما تركتك وإنتي ع نفس القعدة...

وبدون ما ترد عليها بحرف واحد لإنو هي مالها خلق للحكي وقامت تصلي ع رجليها لإنو وجع عرقها هلأ محتمل ومو متبعة مع الموضوع ولا حاسة حتى باللي دخل من الباب المتروك مفتوح من الست سمية قبل ما تطلع قبل شوي من خفة دخولو ولولا صوت حطة ساعتو ع كوميدينة السرير القريبة من سجادتها ولا لكانت ما حست فيه فتجاهلتو مكملة صلاة السنة والوتر بالوقت يلي دخل الحمام وهي من جواتها مو عارفة تقرصو ولا تشتمو ولا تحط راسها ع صدرو وتشم عطرو يلي بتعشقو مع وحام الحمل... فلفت عليه تطالعو وهو انتبه عليها بلحظتها فنطق بهدوء من تعب اليوم وقلة النوم: بدك شي مني؟ وغمزها يعني هاتي من الآخر...

جودي بس شافت غمزتو دابت بطقم الصلاة وسهت شو بدها تقول وجت بدها تشرق فركض لعندها داقق ع ضهرها وهو عم يقلها: دخيل الله إنتي وشرقاتك يلي مالهم وقت وضرورة...

جودي من توترها صارت تنحنح لإنو تداركت الشرقة وخجلت من حرصو عليها ولفت وجهها وهي ماسكة لتضحك قدامو متل التافهات... فجأة إلا لقتو قعد جنبها راكي ضهرو ع السرير وحوطها ساحبها لصدرو وهو عم يرجّع راسو لورا معيّد عليها: كل عام وإنتي بخير...

جودي حست مش عارفة تقعد هيك من حرتها لتحكيلو كلشي عرفتو وشو حابه تعبرلو عن وجعها... فنطقت فجأة وهي عم تركي راسها ع صدرو: أنا زعلانة منك كتير...

عبد العزيز مسح من فوق طقم صلاتها ع ضهرها: بحقلك مو بس تزعلي مني إلا تنتقمي مني...

وهي بس سمعت كلامو من هون ما بتعرف ليه انفجرت ضحك قدامو للي أول مرة بحسها عم تضحك هيك وفجأة وبلا أية مقدمات منها لقاها عم تلف عليه زي يلي صدقت وبدها تنتقم زي ما قلها بس ع طريقتها فطالعها باستهجان: شو بدك تعملي شايفك صدقتي حضرتك...

وضحك عليها بس شافها كيف بهتت من كلامو لكم ثانية وفجأة بدون تفكير هجوم التتار عملت عليه بدها تعضو ع رقبتو بس هو ما خلاها واجى راسها بدو يخبط بالكيوميدينو لولا ما سحبها وهو عم يقلها: ما شفت حدا بارع بدبح نفسو متلك...

جودي كانت رح تبعد عنو وهي عم تقلو وكأنها ماخدة عليه من سنين وما في بينهم حدود من شهور: ما هو منك...وردت ساكتة زامة شفايفها ع بعضهم بشكل محسسو بالريبة...

فطالعها رافع حاجبو اليمين: ع شو عم ترسمي وتخططي.... سكوتك هادا صاير خاف منو... لإنك صايرة تتكلمي وهادا مش من عوايدك... بعدين قميلي عن را~

فقاطعتو وهي مش فاهمة عليه وعم تحاول تفهم باجتهاد شو قال: أنا تكلمت؟

ابتسم ورفع أيدو مبعد غطفة الصلاة عن شعرها رادد وهو عم يتجاهل جرح جبينها يلي مو حابب يركز عليه من شان غلو ع أهلها ما يزيد لكن قدر يعمل يلي عليه يوفرلها زيت خروع من شان كدمتها تخف وتروق هو وجرح شفتها يلي متغاضي عنو: إلا أنا (يلي تكلم)! وكمّل معها لإنو خلص مل من حالهم... بعدين معنا عاجبك هيك وضعنا... وسكت منتظر ردها... وهي بس شافتو عم يطالعها نطقت فورًا من توترها منو بدون تفكير: أنا ما عملت شي وبلعت ريقها خايفة تكمل ع فجأة.... فنقل إيدو من شعرها لدقنها داعمها تكمّل: أه كملي!

بللت شفايفها ورجعت شدت عليهم بتردد وقبل ما ينطق بشي موترها فورًا نطقت بسرعة بدون تفكير بشكل فوضوي: إنتا يلي كتير معصب علي وأنا ما بدي شي غير نعيش عادي (قصدها متل ما خبرتها الست سمية عن اي تنين متزوجين)...

حرك دقنو مفكر بآخر كلمتين قالتهم: قصدك نعيش عادي زي أي زوجـ

بسرعة هزت راسها مانعتو يكمّل كلامو من توترها لإنها مش واثقة بالدقة إذا هي عم تسوي صح ولا لأ... وهو ابتسم بس لمح حيرتها وحب يتقل عليها العيار بمزح وهو عم يقرب لإدنها هامسلها: وإنتي عندك فكرة عن أي تنين متجوزين كيف حياتهم...

هي نسيت حالها والموضوع يلي بحكي عنو وشو كان أساسو ولزمتو هلأ وماخدة سؤالو كتفكير وسؤال عابر عن يلي بتسمعهم من الست سمية... وما لقت مع تفكيرها الضيق غير خاطر ع بالها مرت عمها ريم وغنج الزوجة اللي بتكون مزبطة حالها ودورها تستقبل الناس ناسية كلام الست سمية لإنو دماغها مو قادر يربط كلشي بشكل تسلسلي متداخل ببعضو فردت بثقة عمياء: اه!

فحرك أنفو ع إدنها بتسلاية معها لإنو عارفها مضيعة ومش عارفة: طيب احكيلي شو بتعرفي؟

مطت شفايفها.. بعد ما سمعت سؤالو اللي شككها في حالها وحسسها إنها غلطانة وفاهمة الإشي غلط ... فزمت شفايفها وعيونها كبروا من الخوف والجهل الحاسة فيهم وكتمت حسها عشان ما تحرج حالها وتختفي عن الدنيا ولا الأرض تنشق وتبلعها لتكون شفافة هون أو مش موجودة... فرد تبسم مبعد عنها وهو عم يخبرها: شفتك سكتي.... ع كلا أي تنين متجوزين بكون عندهم قابلية أول شي ليتقبلوا بعضهم وقدرتهم ليستحملوا بعضهم رغم كل شي... في بيناتهم احترام ومودة وتقدير قبل الحب.... في اهتمام متبادل... هي تزبط حالها لإلو بشكل مختلف عن الباقيين وهو بالمثل... يصبروا على بعضهم طول ما هما عايشين مع بعض ويدعموا بعضهم.. عالمهم واحد وجعهم واحد تقريبًا ومكتفيين ببعضهم وعينهم ما بتطلع برا البيت هادا اللي كان في بالك ولا في شي تاني؟

زمت شفايفها للمرة التانية وبلعت ريقها الجاف... حاسة كلامو بدخل من هون... بطلع من هون وشي بدخل من هون بقعد بتفكيرها من هون محاولة تستوعب أغلب يلي حكاه فتنهدت بتقل لإنو خلص دماغها انحشر وحاسة بخطر حقيقي عم يداهمها وهو أدرك هالشي فقرب منها ماسح ع شعرها وهو فعلاً من داخلو متأكد هالبنت يلي قدامو صفحة بيضة ولا دارية عن شي ومليون بالمية مالها دخل بصور نغم يلي ماكلة قلبو فحب يتكتم عليه بمقبرة ملفاتو جواتو وعلق مرجعها للأرض الواقع: نرجع للأساس قادرة إنتي على هالاشي معاي؟ يعني نعيش متل أي زوجين طبيعي...

جودي حركت راسها بايجاب وهي متحفظة ع خوفها ع موضوع بنتها: موافقة!

رد مكمّل ع كلامو وهو عم بتفرس ملامحها: ومتأكدة إنك رح ما تفتحي موضوع اهلك أو تطلبي أي تواصل معهم!

هزت راسها عدة مرات وهي ماسكة حالها لتبكي هون وهي عم ترد عليه بانفعال: ما بدي... ما بدي!! فسحبها لصدرو محتويها... ليش البكى هلأ مش عارفة إنو البكى والانفعال مش منيح لإلك من شانك حامل ومد إيدو لبطنها ماسح عليه وهو عم يقلها مغيّر الموضوع لإنو مالو خلق وجعة راس وحكي عن أهلها: متمني اللي ببطنك يكون ولد تحتى اسميه ع اسم ابوي وبنفس الوقت حابب يكون بنت لإني بحس البنات إلهم جوهم الحلو فيهم...

جودي مسحت دموعها رادة: مش عارفة ليه بسرعة ببكي... وتثاوبت من التقل الحاسة فيه من اللخبطة الفكرية الحاسة فيها هلأ والمعلومات الكتيرة يلي سمعتها اليوم وخلص دماغها بدو يتريح هو وجسمها وكملت كلامها وهي عم ترخي جسمها عليه ومتمسكة فيه بقوة: خلينا ننام أنا تعبانة كتير... وما عبرت موضوع رغبتو بجنس البيبي شو يكون لإنها ما سمعتو...

فضحك عليها معلق: نامي هو في حد ماسكك... ويلا تفضلي قومي علشان تنامي...

جودي حست بكلامو في نية هروب فتمسكت فيه ممثلة التقل ع مستوى اتقل رادة بنبرة شبه مفهومة وهي عم تغمض عيونها: احملني ونام جنبي أنا بخاف كتير... فما لحقت تخلص كلامها هو بسرعة حملها بدون ما يفكر بطلبها ورفعها منزلها ع السرير وبعدها وقف ع رجليه وهو عم يقلها: بدي غير أواعي وفرشي اسناني...

جودي خلص لصمت بدها تنام فهزت راسها وهي عم تأشرلو يروح... فشلحها تنورة الصلاة لامح الجربان الطويل اللابستو مع الفستان وضحك عليها وهو عم يغطيها ورد مبعد عنها ناحية الخزانة يغير أواعيه وهو مو فاهم هالبنت مرة بتحسها بتفهم ومرة ما بتفهم والفهم بعيد عنها بعد السما عن الأرض... دقيقة بدها.... دقيقة ما بدها... هلأ قال بدها إياه جنبها بس نزلها بتحركلو بإيدها بمعنى يروح واضح إنو النوم بساوي فيها السوايا فبسرعة غير أواعيه مكتفي بفانيلا وبنطلون عريض مريح للنوم وتحرك مفرشي اسنانو ومكمّل بالسواك وغسل وجهو مجدد وضوه (وضوءه) وتحرك لعند عطرو متعطر وكمل لعندها طافي الضو ومحصن نفسو ونفسها معو وبعدها تمدد جنبها هي يلي من ريحتو ما صدقت خبر وتمسكت فيه بقوة حاطة راسها ع صدرو ناطقة: انا زعلانة من البيبي ما عم تتحرك و منك ~~

شو بعدها قالت ما فهم... وأدرك بس سمع صوت نفسها إنها كمّلت نومها... فباسها ع جبينها وهو عم يقلها بصوت واهي: تصبحي ع خير وان شاء لله بداية موفقة... وسلم حالو للنوم وهو متفائل باللي جاي... لإنو آخيرًا هي تنصلت من أهلها وصار وقت يقدم معها ع أول خطوة بناءة بينهم لتعمر العلاقة بينهم بعد العرقلات يلي مرت فيها معهم فشو حالهم بفرق عن عمو يلي رجع للكوخ وعن بنت عمها النايمة بكير عكس عادتها بالأعياد من حبها للسهر والحكي قبل النوم والضحك والتعليق...

فشو وضعهم بخنق الصدر وبضيق القلب وبوجع الراس لإنو بعد ما كانوا قراب صاروا بعاد فعلًا الحياة ما بتنحزر ... فكمّل لعندها حابب يشوف ضحكتها بس مش صوت بكاها لكن خيبة كبيرة لإلو لما لقاها نايمة بعمق فسحب شي من جيبة جاكيتو تاركو ع الكوميدينو السرير وتحرك طالع من الغرفة وهو رغم سخطو ع اللي صار بأخوه دبل (ذبل) بس شافها نايمة وغرفتها كآبة إلا برجة تليفونو المكتوم فتنهد لأنو مالو خلق يحاكي حد لكنو جبر حالو يرد عليها لإنو صارلو أيام مطنش عمتو نداء: نداء ممكن نتحاكى بعدين...

العمة نداء بعدت وجهها عن اللابتوب: شو لمين بعت الشركة...

ما حب ياخد ويعطي معها بالكلام فنطق بعجلة: حاكيني بعدين...

وسكر بوجهها مكمّل لبرا البيت وهو مخنوق مو عارف وين يروح اعتاد عليها بس كرامتو رافضة الخنوع والخضوع والمصيبة هي قدامو ومتاحة كيف ما يقرب منها بس عيلتو أهم ولازم يتنازل ع شانها بس عاطفتو أبت يبعد عنها فرد للكوخ ولعندها هي خاصة ليضمها لصدرو بغل وهو عم يضغط عليها وعم يهمسلها: مناي أدبحك...

هي مو عارفة اذا يلي عم تسمعو صح ولا لأ من تعبها ووجعها فكملت بحلمها الحقيقي وهي مو دارية عن شي... متل بنت عمها يلي حست ع صوت وحشها لتقوم تصلي الفجر بعد ما رجع من الجامع... فقامت تصلي ع رجليها وهي حاسة حالها متل الواقعة ع دماغها شاكة باللي صار امبارح بينهم... لإنها بالليل كانت مركزة بالتفكير بس هلأ مركزة بلمسو لإلها ونظراتو وكلامو... فما عرفت ترد تنام بعد صلاتها جنبو من كتر التفكير والتخطيط فركض نزلت لتحت بس شافت الشمس اشرقت والنهار بلش لتخبر الست سمية وتستشيرها شو تعمل... والست سمية ما ردتها خايبة وساعدتها باللي عم تفكر فيه وهو الغافل المو داري عن شي نايم لكنو حاسس بحركتها وحوستها بالغرفة حواليه بس لإنو حابب ينام شوي طنش شوشرتها قبل ما يقوم يتحمم يصلي الضحى ويتسهل بعدها... فرن منبه تليفونو وهو مش شبعان نوم فوقفو قايم يتحمم وهو حاسس راسو بوجعو وفجأة انتبه إنها مش حواليه... فتبسم صايرة البنت نشيطة ماشالله.. ودهش بس عبر الحمام المعطر والمجهز لإلو متل قبل مع أواعيه... فرفع حواجبو بتعجب معقول البنت جد مفكرة بجدية العلاقة... فحرك راسو طابق الباب وراه مخلي الموضوع لبس يفضى من يلي لازم هلأ يفكر فيه وهو مو داري هبلتو بنت قلبو واقفة قبال الست سمية برعبة وهي عم تسألها بخوف: منيح شكلي!

الست سمية هزت راسها للمرة ألف: يا حلوة والله إنك طالعة قمر بعدين إلنا ساعة بنعمل في شعرك ومكياجك بالأخير معقول يكون مش منيح ومش حلو... أكيد الخيّال بس أول ما يشوفك رح يدوخ...

جودي زمت شفايفها وهي محتارة صح جرح جبينها مغطى بس جرح شفتها شوي مخرب... فطالعت تنورتها القصيرة الزيتية اللابسة تحتها كالون أسود وقميص اسود كم طويل من الجو البارد الحاسة فيه بآخر شهر تسعة هون... فتنهدت ممسحة ع شعرها المسحوب واللي تاركتو ع وجهها المزين بشي ناعم متل نعومتها... فالست سمية بس شافتها زودتها وهي واقفة والوقت عم يعد وخايفة يروح تعبها هدر اذا تأخرت ع زوجها يلي بطلع بعد ما يصحى: بسرعة اطلعي صحيه...

جودي ضغطت ع عيونها برعبة أكبر: ليش؟

الست سمية مسكت من إيدها دافعتها ناحية الدرج: شو ليش ناسية يلي اتفقنا عليه مش إنتي أم وعندك مسؤوليات و~

جودي قاطعتها رافضة تسمع بقية كلامها ومسكت دموعها لتنزل خايفة ما تكون قد الشي أو لتكون مش جاهزة... فضغطت ع إيديها بعجز وهون الست سمية تقربت منها محاكيتها بصراحة: جودي ما لازم تخافي بدون ما تجربي... يلي عم تعمليه شي عادي وطبيعي... فتنفسي وإذا خلص ما بدك بنأجلها..

جودي بس سمعت كلمة نأجلها نطقت وهي عم تلف: لأ!! وكمّلت وهي عم تطلع الدرج.. هلأ يعني هلأ..

الست سمية ضحكت عليها بسرها كيف بتتفاعل... وتحركت راجعة لغرفتها تاركتها تاخد راحتها مع جوزها بالبيت... وعاد جودي أي راحة رح تاخدها وهي حاسة حالها رايحة ع حرب دولية مش ع مد جسر بينهم فتمسك بإيد الباب ترد ترجع بس لأ لازم هلأ تسويها ففتحت الباب ~~~

ولله الحمد تم الفصل 💓

 
 

 

عرض البوم صور رنين رنين   رد مع اقتباس
قديم 05-03-23, 10:44 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2013
العضوية: 257539
المشاركات: 35
الجنس أنثى
معدل التقييم: رنين رنين عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 24

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رنين رنين غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رنين رنين المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية سجين الانتقام

 

الفصل السابع عشر


قراءة ممتعة❤❤

ففتحت الباب عليه بقوة ساهية عن نعومتها ورقتها وراها من جبرها لنفسها تطبق يلي عليها...

من شان تأمن ع حالها وع بنتها معو ومنو...

من شان ترد لحياتها الهادية قبل كل هاللخبطة يلي صارت في وقت قصير صعب تصديقو... بس الأصعب هلأ هو فتحها للباب وشوفتها لإلو هو يلي كانت مفكرتو نايم وجاية تصحيه بكل ثقة... اتاريه صاحي وعم يفقّد (يتفقد) هندامو ويشيّك ع حالو آخر تشييكه قبل ما يطلع من البيت لكن هي بدخلتها القوية عليه قطعت تفقيدو لشكلو جابرتو يلف عليها يشوف شو فيه مالها هيك جاية معصبة ولا متضايقة لتفتح الباب عليه بهالقوة... وبهت مكانو بس لمحها شو مسوية بحالها وهي واقفة قبالو ع عتبة الغرفة متسمرة مكانها بتصلب وكأنو الحياة ع وشك تفارقها من وجهها الواجم والمخطوف لونو من ورا تعجيل حالها لهالخطوة... ومن ورا تخيلها للي هيصير هيكون أسلسل وألطف من هيك...

بس اتاري خيالها وين والواقع وين من عدم جاهزيتها للي عم تعملو...

من تبخر حماسها لتجرب يلي سمعت عنو...

من شعورها العم تقدم عليه شي أكبر منها...

من قلة ثقتها بحالها لتكون بالصورة يلي عم تسمع عنها وعم تتخيل نفسها عليها...

من جهلها بالحياة يلي تفتحت عليها من أيام بسيطة مكرهة غير مخيرة من ورا يلي وقعها فيه حضرتو هو المنتظر فيها تعبر لإنو ما في داعي توقف مكانها دامها أخدت عليه وما عادت هي تخجل ولا تخاف منو كل هالقد مقارنة بقبل.... فنطق مستعجل فيها تعبر الغرفة وهو مو معطي بال للي لابستو لإنو وجهها الشاحب خلا كل تعب الست سمية عليها يروح أدراج الرياح: اعبري... مالك واقفة؟ ولف وجهو بسرعة متعطر وهو حاسس فيها شي بس عقلو عم يفكر بمليون شي وساهي عن ملاحقة مشاعرو فيها هي الخايفة تعدي العتبة من عقلها الماكلها من كترة التفكير والمخاوف المسيطرة عليه من مراجعتها لقوتها الضعيفة معو وشو الدافع البخليها تقدم ع القرب منو وهي مو ضامنة عدالتو معها ولا حتى ضامنة عدم خسارتها قدامو بعد تنازلها لإلو... فحاولت تنطق وتعالج الموقف بس ما قدرت وما عرفت بشو ترد لإنها ما بتعرف ولا حتى تعلمت كيف ترد بمتل هيك مواقف... فأحمر وجهها من توترها الشديد وارتباكها المبالغ فيه لإنو الكلام يلي قلها إياه ما سمعتو... فتيجي بدها تقول شي وهي عم تشوفو عم يحمل تليفونو ومفتاح سيارتو... بس ما عم بتقدر من ورا بلعها لريقها باستمرار ونسْيها كلامها فانفجرت بكى بس حستو هيطلع بدون ما تطبّق شي من يلي تعلمتو أو حتى تجمع كرامتها يلي ضيعتها بين الرجلين وراحت هدر لِولا شي من عجزها وقصورها لتطبق المفروض عليها...

وهو بس سمع صوت بكاها تكهرب وبسرعة لف وجهو عليها يتأكد من يلي سامعو وبسرعة قرب منها بس شافها فجرانة من البكى... محاكيها: شوفيه ليه عم تبكي؟

تيجي بدها ترد بس ما تقدر من ارتجاف فكها وحرارة قلبها وضيق حلقها لتبلع ريقها... فتحاول تيجي بدها تطالعو بس للأسف دموعها المتكومة جواة عيونها عم يمنعوها وعم يدفعوها تطالع صورتو بخيبة وعجز وملامة كبيرة بمخيلتها الصغيرة لإلو... لإنها مش هي يلي لازم تبادر لعندو... هو يلي آذاها وبكّاها كتير وجبرها ع لمساتو وع كلشي بدو إياه... فليه تكمّل ع حالها وع نفسها من شان بنتها ما تروح منها وترضيه وتطبيق كلشي سمعتو منو ولا من الست سمية ولا من أختو جوري من خوفها بدل أمانها... ليه ما ~~

وانقطع حبل افكارها وتشعبها بتساؤلاتها المتطورة عندها من رخوا رجليها وفتلان راسها المفاجئ عليها خلال ثواني بسيطة فجت بسرعة بدها تتمسك بإطار الباب من دوختها المفاجئة مع انفعالها مع الحمل رافضة قربها منو لكن إيديه كانوا أسرع منها وهو عم يسحبها لعندو بحرص وعم يقلها بنبرة قلقة عليها: بسم الله عليكي مالك يا قلبي... سامعتيني.... جودي؟؟

جودي سامعة صوتو من بعيد رغم قربو الملاصق لإلها... فتيجي بدها تناديه ولا تحاكيه بس تعجز من رخُى (رُخى) جسمها ولسانها وانفصالها شبه التام عن يلي عم بصير فيها ومعها ورغم كل يلي عم تحس فيه حاولت تقاوم فتلانها بتمسكها فيه هو المقعّدها بحضنو بعد ما قعد ع طرف السرير ومنزل راسها ع مخدتها... وعم يوكزها بإيدو التانية ع خدها اليمين بخفة متأكد إذا حاسة فيه ولا مصححة عليه: جودي سامعتينـ ~~

إلا بردها الخاطف لإلو ع فجأة مقاطعو: مـا قـدرت كــون زوجـة ~~ وزمت شفايفها بفكها المرتجف منفجرة بكى من زعلها ع حالها من حالها... بدون ما تفكر فيه يلي انفعل بحرقة ع اللي قالتو ومن صوت بكاها المالو داعي هلأ عندو.. فبسرعة مسح دموعها رادد وهو عم يحاول ما يكون قاسي بس نبرة صوتو إلا ما تخونو: ما تجبري حالك ع شي مش جاهزة لإلو... واصحك حتى تفكري لو عُشر بالمية تحمّلي نفسك فوق طاقتها لإني أنا قبلانك بكل حالاتك... فاهدي ووقفي بكى...

من الطبيعي ومن المتوقع تقلّها هالكلام لإنك مش حاسس بالحرقة القايمة والفوضى العايمة جواتها...

من الطبيعي تطلب منها تهدى وتوقف بكاها من شان تهدا إنتا قبل منها خوف ما تنفعل وتتركها هيك تخلصها مع نفسها من حالها لبالها متل قبل لإنو عندك شي أهم منها... بس مش من الطبيعي وقلة الحشمة تقلها ما تجبر حالها عليك بعد ما صار يلي صار.... وما عاد فيه اختيار إلا فرض وانصياع....

مش من الطبيعي تقلها إنك قبلانها بكل هالسهولة وبدون أي اعتذار ولا توضيح بعد يلي حضرتك عملتو فيها... لإنو إذا إنتا هلأ تقبلتها يا حفيد شامخ الخيّال... هي هلأ ع شو تتقبلك وهي حاسة بكل هالمخاطر يلي عم تلف حواليها وتحيط فيها بدون ما تفهم ليه وشو السبب من ورا تغييبك إياها عن العالم وحبسك إياها هون بحجة الحماية بدون ما تفهّمها لو بحرف واحد من استهانتك فيها وفي عقلها الصغير يلي كان مسير قلبها الأبيض وروحها النقية ومتقبل كلشي بصير معها من أول ما خلقت وكبرت... بس هلأ ما عاد فيه (عقلها) يتقبل شي من خوفها وعدم تعرفها ع هوية كلشي حواليها.. من فوضى مشاعرها وغرابة افكارهم الجديدة عليها... ومنشان ما تنجر ورا هالبلبلة الفكرية الحاسة فيها حاولت تتمسك فيه بقوة لإنو أملها الوحيد هلأ لينشلها من يلي عم تحس فيه... بكيانة بصوت عالي بدون ما تخاف منو رغم إنو ما في حد بصفها لينصرها في حالة لو تجبّر فيها ولّا لو حتى فكر يجرحها لا قدر الله رافض يلي عم تسويه هلأ ولا بعدين معبرة بدون تفكير عن يلي عم يدور بخاطرها ومحشور بصدرها عليه: انــا مــجــروحــة مــنــك كــتــيــر... قــلــبــ ~~

عجزت تنطق وتكمّل من حرقة صدرها وضيق تنفسها...

وهو هون فزع منها لتشرق ولا تختنق فبسرعة دق ع ضهرها بخفة فيها شوية قوة من خوفو الكبير عليها وهو عم يكلمها بنبرة تقيلة عليه من حرصو عليها ومن نيتو ليسايرها وما يكسر بخاطرها من ورا تفكيرو باجتماع اليوم مع رجال مهم من شان مشروع العقاري الكبير الشغال عليه من فترة: سلامتك من جرحي وسلامة قلبك من الوجع والغصة... وتفقد وجهها بخوف بس حسها رح تشرق بس سمعت كلامو فبسرعة بعدها عنو وهو عم يقلها: تنفسي تنفسي!

هي تتنفس بس بدها تتكلم... بدها تطلّع المشاعر المكومة جواتها وعم تغصها وتحرق فيها وتحرها كل شوي بس مش عارفة كيف ومن وين تبدا... فنطقت بدون ما تفكر: مـا تـكـون مـعـاي وحـش... مـا بـدي خــاف... ورفعت حالها بدها تضمو خوف ما يخوّفها ولا ليئذيها في الأيام الجاية.. وهي غافلة عنو ومو حاسة فيه ولا ببهتانو من كلامها المهاجم لإلو ع فجأة ومكملة عليه وهي عم تقيدو بإيديها الرقاق طالبة منو شي ما بحياتو توقع إنها تطلبو منو هلأ من بين بكاها وانفاسها المضطربة: حــبــنــي!

يحبها؟ كيف بهالسرعة هادي؟ وهو عندو العاطفة ما بتنبنى بسرعة مع الشخص يلي من برا عيلتو حتى لو استلطفو... لإنو المشاعر العميقة عندو ما بحب يسلمها لإي حدا من حبو الدفين واخلاصو المتفاني ووفاءو التام للطرف التاني... بس هي استثناء لإنها هي مرتو وعارف ضمنيًا هو هيحبها مع الوقت لإنها مرتو وأم ولادو في المستقبل القريب إذا شاء ربنا... فالدور هلأ مو هو كيف بحب ولا حتى هو كيف رح يحبها أو متى هو رح يحبها إلا هي شو الحب يلي بدها إياه منو؟ وشو عم تقصد باللي عم تطلبو منو...

يحبها حب رومانسي لحظوي في يوم لو ساعة بالنهار... ولا يحبها بالمعنى الاحترام والمودة والتدليل... ولا بس يرحمها ويعفأها (يعفيها) من كل يلي صار ولا شو بالزبط... فمسح ع ضهرها محاول يهون عليها... بس هالمحاولة ع شو رح تهون عليها... ولا ع شو رح تغفرلو عندها؟

ع برودو معها ولا على عدم اعتذارو عن كل يلي سواه فيها... ولا على عدم اكتراثو ببكاها في كتير من الأوقات من قبل... فنطق وهو مو عارف لأول مرة هي شو بدها منو: كيف بدك حبك؟

ردت عليه وهي عم تخبي وجهها برقبتو: ما تروح...

ما بعرف ليه بس سمع طلبها تذكر فورًا لما تركها الجمعة الفايتة (الماضية) عند أهلها... لإنو حسها عم تلومو ع تقصيرو معها وع عدم حمايتو لإلها ونشلها من المهانة يلي وقعها فيها عند أهلها من خلف الكلمات المشفرة يلي عم تقولّو إياها هلأ واللي وصلتلو رسالة سهوًا منها مفادها (إنتا المسؤول عن راحتي وأماني).. فشد ع إيدو بغصة بس سمعها وهي عم تكمّل بإحد مطالبها منو من عجزها لتقول يلي عندها مرة وحدة بدون ما تاخد أي نفس من حرقة صدرها وخوفها لتنخنق وهي عم تكلمو: ما تـخـلـيـنـي هـيـك أقـسـى...

ما لحق يسمع كلمة اقسى إلا جمد مكانو بالع الغصة يلي وصلتو منها لإنو حس كأنو جزأها من جوا لأشلاء من بعد ما جبرها ع كتير أشياء تعملها معو وعندو بدون ما يحترم رغباتها ومشاعرها وبكاها وهي نايمة جنبو ولا بين إيديه ولا ع صدرو... ولأجل ما يتكرر هالشي معها هي طلبت منو هالطلب لإنها حابه ومحتاجة وراغبة تحس بإرادتها وكينونتها عندو مش بخضوعها وخنوعها لإلو دامو هو مش حاسس فيها ولا حتى مفكر فيها... واسترسلت بآخر مطالبها البسيطة قاضية عليه فيها: عـوضـنـي عن كـلـشـي وبلعت ريقها مواصلة بغصب... ونـسـيـنـي يلي صار... وانفجرت بكى بعد ما قالت يلي عليها وعندها من خوفها من ردة فعلو هو السارح بمطلبها الآخير لإنو هو واجب عليه ينسيها ويعوضها بعد يلي صار مخافة الله فيها...

بس الحارق للنفس وفاتل للراس ومجزأ لرجولتو هو سمعو هالمطلب منها هلأ...لإنو هو كان همو سمعة العيلة وعيلتو هو بس... أما حياتو هو وحياتها هي معو وعند أهلو كانت مرهونة بترويضها والطفل الراغب فيه منها غير سائل بأنوثتها ورقتها باللي عملو معها وفيها بأي موقف ولا بأي تصرف صار ولا بدر منها بدون ما يفكر برحمتو معها ولا حتى بوصية الرسول لإلو فيها...

بدون ما يحترم جوانب رجولتو معها برفع قيمتها عندو بدل تهميشها وأهانتها...

هلأ احترقت!

هلأ توجعت!

هلأ فطنتها هي كإنسانة بشكل حقيقي بدون تبرير... بدون حواجز... وفهمتها كحد طبيعي لازم ينسمع ويقدر...

احتر ع هو شو عامل فيها لإنو الظلم شي كبير عند ربنا وهو بدّع بظلمو فيها هي المسكينة والمغلوب ع أمرها عندو وعند أهلها... وٍلا والأنكى ظلمو لإلها ما كان دقيقة ولا ساعة إلا أيام مستمرة....

شبت النار فيه وبلش ضميرو الحي يجلدو لإنو ربنا أمهلو وما أهملو متل ما أهملها هي ومشاعرها من خوفو لتكون فتنة متل أهلها عندو وتساوي العجب عندهم... بس سبحان الله طلعت هي بريئة من ظنونو السّولّو إياه الشيطان من سوء تفكيرو يلي دفعو يساوي العجب فيها... فبسرعة ضمها وهو عم يقلها وعم يكتب رسالة عاجلة لمحاميه المسؤول عن القصص القانونية في البيع والشراء (اعتذر منهم عن لقاءنا اليوم): حقك علي يا عمري... حقك علي... مالي حق باللي سويتو فيكي... ونزّل تليفونو بعد ما ارسلها لاففلها ومدور ع عيونها يلي بكّاها كتير من أول يوم دخل عليها فيه وهو عم يكلّمها بصوت تقيل عليه معترف باللي سواه: ما فيه دين ولا قانون ولا كلمة بتغفر يلي عملتو معك... لإنو الظلم ظلمات وعقوبتو كبيرة عند ربنا... لكن بكفي إني قلك ضيعت شي حلو من بين إيديي ومش حابب ضيعو كمان مرة بغبائي...

جودي تأثرت باللي قالو رغم جهلها بمعظم يلي نطق فيه رادة لبكاها من أول وجديد وهي عم تحاول تخبي حالها جواتو من خجلها منو... لكنو هو أصر يكمّل كلامو معها وهو عم يطالع عيونها كرمال تحس بصدقو ومدى جدية كلامو ونيتو الصادقة للتكفير عن ذنوبو معها: وصدقيني حازز فيي كتير كمان إني وصلتك لمرحلة تتكلمي وتطلبي مني ارحمك وكأنو ما كان مكفيني آذيتك وخليتك تحسي إنو في مجال كمّل عليكي بدون رادع... بدون مخافة الله فيكي وبدون قلق بعهدي قدام الناس لما تجوزتك وقبلتك مرتي.... وصعبانة علي نفسي إني دفعتك وجبرتك تفكري تنسي كلشي لتعطيني فرصة رغم يلي صار... ما بعرف قول غير إنك إنتي شي نقي وما لازم ينخدش... فقربت منو ساندة جبينها ع جبينو محسستو بحرارة دموعها وأنفاسها ولوعة صدرها وخدشو الكبير لإلها: بـس إنـتـا خـدشـتـنـي كـ ~~~ ما قدرت تكمل بس جبرت حالها ع نطقها بصوت عالي وبسرعة... كتير وكتير كتير!

وشو سوى ردها فيه غير خضو وحَمَلو ليرجع بالزمن ويتذكر شاللي عملو فيها قبل فوات الأوان...

قبل ما الفرص تنتهي ليعدل ويعوض ويستسمح...

قبل ما عمرو ولا عمرها يخلّص لا قدر الله ويصير من الصعب يتخلص ويتحلل من هالخطيئة يلي هتخلي حياتو مرة ومعتمة...

ولأجل مخافة الله فيها...

ولأجل قلبو الما برضى بظلم...

ولأجل حرصو لَما يخسر هالجوهرة يلي فيها وهي عندو...

ولأجل ما يفوت الآوان ويخسر آخرتو بدنياه تمسك فيها محاول يرضيها ويكسب ودها بالوقت يلي غيرو عم بحس فات الأوان وغرق في وحل الأيام وما عاد فيه شي برجّع ولا حتى بقدر يعدل يلي صار لإنو حبها وهي ال**** عارفة هالشي...

لإنو وثق فيها وخانت ثقتو...

لإنو تقبلها بكل عيوبها دام قلبها أبيض ومالها بالكذب وبالغدر وبالمكر مكان...

بس اتاريه انغر بالمظاهر ووقع بشباك كذبها.... وتضلل بدهاءها... لدرجة ضيعتو وخلتو مو عارف يعيب غباؤو ويقدرها ع دهاءها في غشها وخداعها معو....

ولا يعيب غشها وخداعها لإلو ويقدّر نفسو البريئة والطاهرة والنقية من هالتصرفات... ويجني ع عقلو يلي ما ساعدو رغم كل الخبرات والمواقف يلي مر فيها من سنين طويلة ليمسكها مسك اليد وع مرئ العين...

والعجيب في القصة كلها لما شك فيها واخد الاحتياطات منها... مواقفو معها والمعلومات يلي وصلتو عنها برأوها من سوء ظنونو وخلوه يثق فيها بدل ما يحسبلها ألف حساب وياخد كل الحرص منها... فهو شو رح يساوي بعد هالوقعة يلي وِقع فيها ع راسو....

هو جد شو يساوي من شان يرد كرامة اسم عيلتو قدامها وقدام عيون أهلها المؤذيين واللي رافضين يتركوهم في حالهم...

هو شو يعمل من شان يمسح نظرة العار والخزي واللوم والتقليل من عيون أهلو بس يعرفوا عن عملتو السودة بزواجو من بنت دهب الوظيفتها الوحيدة بالحياة من أكتر تلات سنين برا بس تجيب راسو...

مدبوح... مجروح... محرور من الحالة يلي حطتو فيها... ومن نومتو عندها لحد الفجر وهو مشتاق للمسها ولضحكها ولكلشي فيها رغم إنو عارف البنت يلي حبها برا شامخة ما بتشبه البنت النايمة بين إيديه جوا شامخة من تعبها وخوار روحها وتكومها ع بعضها من هشاشة نفسها مع يلي عم بصير معها منو...

وفوق معرفتو هالشي بقي جنبها رافض يتقبل فتورها وشحوبها وهي عندو... ورد قام من جنبها وهو مكبل عاجز قدامها ليئذيها... ومكمل بسيارتو ورجال الحماية وراه ليصلي الفجر جنب اخوتو المسلمين في الجامع وهو مطعون بعمق رجولتو لإنو كشف حالو قدامها تحت ميثاق بالظاهر كان مشروع لكن خلف الأبواب وجواة عقولهم كان باطل لاتفاقهم بمتى ما حسوا لازم ينفصلوا رح ينفصلوا بدون ما يكون بينهم أي خلفة لإنو هو المغفل رافض رفض تام إنها تحمل وتجيب ولد منو من عدم رغبتو ليورط ولد معو بهالحياة...

ولإنو هي السطحية ما عندها الرغبة لتجيب بيبي يخرّب جمالها ولا شكلها مع الزمن...

ورغم رغبتهم المبتادلة ليعيشوا سوى بدون خلفة بينهم لحد الطلاق.... هي نزلت من عينو لحظتها بعد هالاعتراف لإنها لو بتفهم بدينها ولا بفطرتها السليمة كان ما قالت هيك شي ولا حتى فكرت بهيك شي... والمشكلة والتناقض هي مو بس نزلت من عينو إلا تمنى بعدها ما يكمّل معها... بس ما فيه من طريقة حبو الغريبة لإلها لحمايتها من بعد ما ورطت حالها بلبسها المتحرر وتصرفاتها الشبهة مع ناس كبار بسان مارينو وايطاليا وهي ما فيه وراها لا عيلة... لا سند... لا حامي... لا ناصر... رغم الورثة يلي عندها واللي بتقدر تبدع فيها وتحمي حالها فيها إذا عرفت كيف لو كانت هي جاهلة إنو الآمن بيد الله لكن على الانسان بالاخد بالسعي...بس للأسف هي سادجة رغم القوة يلي بتملكها وما عرفت تصون حالها من صنف الرجال ذئاب بثوب حمل لهيك ما كان فيه غير يحيطها بعيونو تمن شهور كرمال يحميها ويجبرها تمشي ع قوانينو بدون أي ميثاق شرعي ولا رسمي بينهم تحت مسمى خطبة مؤقتة... لهيك كمّل معها متل فارس نبيل بكل نبل لإنو عارفها مالها حد غيرو بهالدنيا هناك... متزوج منها مجبر طوعًا ومطمئن من فكرة ما فيه ولد بينهم... لكن مع تقربها منو وتمسكها فيه بشكل غريب عليه ارتاب منها لإنو بلّش يحسها بآخر شهور لإلها وهي عندو... عيونها ...حركاتها... تلمحاتها... مواضيعها... وكلامها عن الاطفال والبيبهات كأنها عم تلمحلو برغبتها لتحول لعبتهم لجد ولا رح لقدام تفكر تنفصل عنو... وشو طلع هالخوف منها ولا شي جنب طعنها لرجولتو بالصميم وكسر شوكتو غيبًيا بعيون كل يلي بعرفوه بنظرو... لإنها قدرت هيك تستغبيه...

والكارثة هلأ وين بعد ما حب يتهاون معها بعد جنونو وحقدو عليها... بجيه اتصال من زوج اختو سطام أبو مجد طالب منو يقابلو في بيت أم عدنان "أبو سلاح" يلي بتكون خالتو لإنو بيتها أقرب لمكان شغلو وأفضل لخصوصيتو معاه في الموضوع المهم يلي لازم يكلمو فيه وجهاً لوجه بدون ما يقلو ولا يلمحلو بحرف واحد شو هالموضوع المهم لإنو سكر منو من التليفون المهم يلي وصلو...

وهو راح هناك وهو شبه متأكد الموضوع عن علاقتو ببنت جاثم... بس سبحان الله للمرة التانية بتخيّب من وراها وريت (يا ريت) طلع تفكيرو بمحلو... لإنو الموضوع طلع أكبر من فكرة علاقة ولا زواجو منها... إلا كان إلو علاقة بمشروعية عقد زواجهم.... لإنو هو تزوجها بوالي مالو علاقة بصلة فيها بالوقت يلي أبوها عايش... فيعني هادا الزواج يعتبر باطل بمذهبو وكل المذاهب وفوقو كارثة لاسمهم لإنو تعلم ع ابنهم بهيك حركة من ورا غباؤو ووثوقو فيها...

قعدة ما اخدت خمس دقايق فيها عتاب ولوم من أبو مجد لإلو مخلينو يشمأز من نفسو ومن رجولتو ومن كل شي سواه معها... لإنو هو الغبي يلي صدق كذبها وكرمال تقوى الله ومخافة الله فيها وحفاظا عليها وعليه من الفتن طلب من خطيب الجامع بمنطقتهم يكون وليها بحضور كم شاهد بعرفهم من الجامع... من شان عقد نكاحهم يتيسر ويكون بما يرضي الله بس هي ال##### و##### وأهلها الانجا* باللي عملو خلوه يمشي بممشى ما برضي ربو وبخليه يخسر أخرتو من ورا مكرهم وخداع وغش وتمثيل بنتهم المتقن وتقمصها الدور لدرجة مو قادرة تنفصل عنو وقعتو ووقعت نفسها معو بالنار وهي مو فارق عندها...

وليه يفرق عندها وهي حضرتها متربية ع الانحلال والتنصل من كلشي إلو دخل بالدين... وشو هالشي جننو وخلاه يلبس كفات عدنان الكيك بوكسنغ ونزل في كيس بوكسنغ بوكسات وركلات بغرفة عدنان الخاصة بجمعات صحابو وهو حاسس حالو رح يجن... ويفقد أعصابو لإنو ما بقيلو شي... معقول دامو خسران يكمّل عليها ويغضب ربو ولا يجيب أبوها غصب عنو ليجدد العقد كرمال يصير مشروع بدون ما يطلقها رغم إنو بقدر يطلقها طلاق بائن ولو كان عقدو باطل وإذا بدو يرجعها لازم بعقد زواج جديد...

جابت آخرتو هالبنت لا قادر يبعد عنها ولا قادر يتقبلها عندو ولا راضي يحررها منو من بعد يلي ساوتو فيه ومعو لإنو الموضوع صار شغلة رد اعتبار... فضرب الكيس البوكسنغ بغل ودفعو لبعيد إلا برد عدنان المنقهر عليه محاول يرطب الجو بينهم: أنا بقول دير بالك عليه سمحتلك تنفس عن غضبك فيه مش من شان تشلو... وحوّل نبرتو لجدية مكمّل... بعدين أنا بقول ارحم حالك صحيح انا مش فقيه بالدين بس يعني فكر فيها أهلها كانوا موافقين فهو مش باطل زي ما بتقولوا كفكرة بس كشروط لا... أنا بقول اعمل متل ابن أخوك وجيب أبوها من خناقو وجدد العقد يا أم إنتا فاهم~~

وما نطق آخر جملة من شان ما يجنن كنعان يلي ضحك بمرار وهو عم يلف عليه شالح كفات الكيك بوكسيغ راميهم ع الكنبة الجلدية السودا... ورفع إيديه ماسح عرق وجهو العروقو باينة من غلو وحبرو عليها للممثلة البارعة يلي عندو واللي كان نفسو يروح يكمّل عليها ولا ينْزل في ساحلها... فبسرعة سحب بلوزتو وتليفونو ومفتاح سيارتو بدو يروح يجننها ويفش غلو فيها للمغضوبة يلي عندو واللي مناه يقبرها ويريّح حالو منها ومن مشاكلها ومن وجعة هالراس... وقبل ما يكمّل لعند الدرج ساعي لقتلها ولا دبحها عدنان بسرعة ركض موقف بوجهو محاكيه: وين يا أبو شامخ رايح؟

كنعان رد عليه: عدنان واللي يسلمك بعد من قدامي خليني روح شوف شغلي...

عدنان طالعو ع وسع عيونو منبهو: يخي إذا تركتك والله لتحمل خطية البنت برقبتك... وإنتا رجال ملتزم وبتخاف ربك فبدك تخسر ربك ع هيك شي... يخي خلص تقبل يلي صار وما تفكر فيه رغم الثغرات يلي فيه... بس يعني كمان أنا عتبان ع عمتك يلي عيونها وين مكان وما قدرت تشم ريحتها ورجالها ورجال أصحابها ما بمشوا نملة لا بسان مارينو ولا بإيطاليا هيك عبث ~~

كنعان قاطعو مالو خلق يسمع سيرة عمتو: عدنان سيبك من عمتي وخليني باللي فيه فبعد عني...

عدنان دفشو راددلو: ماني مبعّد بدك نتضارب أهلين بس طلعة من هون ماني مطلعك بدك تفضح حالك وتصير قتال... وتشوه سمعة أبوك مجنون وعارفك... ومن الآخر بقلك إياها بدون خجل ابن أخوك تحرك بسرعة لإنو عارف الشرع صح برجعلو مرتو غصب عن أهلها بس أهلها ما برجعولو إياها غير جثة مسجلة بدفتر الوفيات... فهو حلها ع السريع فحلها إنتا ع الحارك متلو جيب أبوها وجدد العقد وارحم حالك واسم عيلتك.... يا إما بترميها وخلي أهلها يكمّلوا عليها... أما هيك تعلّق البنت وتعذبها ما بحقلك يلي بتعرف ربك... لإنك إنتا سايرتها وقبلتها وما بتوقع حدا كان قريب منك هالقرب طبيعي يصير عدو لإلك بعد المشاعر والمواقف يلي صارت بينكم إلا عند حدا مريض فما تكون هي~~

وما لحق ينهي كلامو إلا كنعان كان لاكمو ع وجهو من حبرو وغلو ومشاعرو المتأججة ع بنت دهب القاعدة على الطاولة وهي متأكدة إنو نام عندها من ريحة الغطا وريحتو هو العالقة بأواعيها... ومن الخاتم يلي تركلها إياه ع الكوميدينو السرير والمحيرها فيه لإنو خبرها مرة قبل ما يرتبطوا من بعضهم: احنا بكل عيد لازم نهدي نسواننا خواتم غالية... ومش بالضرورة يعني يكون دهب... فيعني الشاطر ع العيد يلي بجيب الاغلى والأندر... والارقى والانبل يلي بوازن بين خاتم حلو بتميز عن الباقي الاغلى منو وبكمّل بفرق السعر بينو وبين الخاتم الاغلى منو صدقة... هو صح شي غريب بس شي حلو وأبوي حافظ عليه وكبرنا عليه... واحنا قبلنا نكمّل عليه...

فعلقت لحظتها فورًا بتعجب: والله بصراحة شي غريب بس مشجع لتخلوا الناس يعطوكم بناتكم... يعني انتو ما بتهينوا البنت ولا بتقيدوها... وعندكم ثقة كبيرة فيها لدرجة بتدعموها تكمّل تعليمها ويكونلها شي لإلها ورغم هالشي ما بخليكم تشاركوها مصرياتها وبتدلعوها بمصرياتكم... وكمّلت بمزح محاولة تجس نبضو: أنا بقول عرفني ع حدا من رجالكم وقول الله يوفق لنصفق... وضحكت بصوت عالي بس شافت نظراتو وعقبت قبل ما ينطق... يخي بعرف بهمكم مرتكم تكون بنت ملتزمة...

ورغم عدم التزامها صدمها لما عرض عليها الزواج...

وهلأ رد صدمها لما تركلها الخاتم...لإنها مش عارفة هادا شو عم يساوي معها وفيها إذا هو بدو يعاقبها وبعدها يطلقها ليه عم يكرمها ويقدرها...

ليه عم يجذرها فيه بدل ما يقلعها منو بعيد عنو...

ليه قبل وقفة العيد بقلها بكل برود سجلت زواجنا... وهلأ بكل هدوء بتركلها خاتم... ومكمّل معها بحركة غير متوقعة بوقتها لكنها مش غريبة عن ابن الخيّال لما تركلها عدة خيطان ملونة مع رسمات بتحتاج لتطريز مع علب ألوان متنوعة من معرفتو لعشقها تلون وتطرز ورود وفراشات على الأواعي السادة يلي بتشتريها...

وما بتعرف ليه بس شافت الخاتم وعلبة الألوان ومكملات التطزيز الزمن رجع فيها لما كانت طفلة صغيرة بعمر السبع سنين تنضرب من أمها من شان كانت تحب تخيّط وتقص من قماش البرادي ولا شراشف الطاولات ولا أواعيها ولا أواعي أمها وخواتها يلي كانوا يعجبها لونهم ولا ملمسهم من شان تصمم فساتين للعب جودي يلي كانت بتعشقهم عشق ومناها يكونلها وحدة منهم عندها بدون ما أمها تكبها ولا تقطعلها إياها لإنها بدها إياها تكبر وتمشي مع بنات جيلها وتضلها حلوة ومرتبة بدل ما تكون خيّاطة قاعدة ع الارض متل الفقارى وهي مش مهتمة بشكلها... فرغم ضربات أمها وعقاباتها لإلها كان صوت جودي ولعبها الدمى وإصرارها لتدخل غرفتها من شباك غرفتها ولا من شباك المطبخ يفرّح قلبها وينسيها كلشي...

لكن للأسف ما في حال بدوم من ورا تدخلات سامي ومحاولاتو ليتحرش فيهم ويخرّب جمعتهم يلي صارت تقل من وراه... لإنها هي صارت تفضل انعزالها بغرفتها ولا تلعب مع جودي ودماها خوف ما سامي يلمسها غصب بدون ما تعرف ولا توعي يلي عم بصير صح ولا خطأ... وبدون حتى ما تفكر تجاه جودي بنت عمها يلي دفعتها وجبرتها تطالعها من بعيد وهي عم تمسكلها لعبها الجدد والدمعة واقفة بعيونها من بعيد منتظرة فيها ترجع تلعب معها وتخيطلها فساتين حلوين للعبها... بس للأسف الشديد كان انتظارها بلا نتيجة ترضى لإنو بنت عمها جاثم كبرت ع عالم البنات والمسلسلات وقصص الحب والروايات ومجلات الموضة والفاشن شو في حين جودي بقت مكانها رغم كبرها بس مع اختلاف بسيط واللي هو انتقالها من عالم اللعب لعالم الرسوم المتحركة بدون ما يجد شي عليها...

ومضى العمر ع آخر جمعة كانت بينهم ليرد القدر يجمعهم مرة تانية تحت كنف عيلة زوج وحدة واللي هي الخيّال...

فابتسمت ع هالذكريات جابرة حالها تلون من حبها لتكون طفلة قلبها أبيض همها تقص وتخيّط الفساتين للعب جودي... بدون ما تقلق باللي تزوجت منو وصارت رسميًا مرتو... بس ما فيها لإنها خايفة لتكون ~~~

ما قدرت تكمّلها لإنها مو قادرة تصعّد الوضع معو أكتر من هيك... فتنهدت عاجزة ومحتارة وين ترسى معو ولا بدونو... تعاند ولا تتساهل... تقرب ولا تبعد... تحتويه وتقبل باللي رح يجيها منو ولا تحمي نفسها منو... فمسحت دموعها محاولة تتشرب قد ما بتقدر من لحظات السعادة والمتعة يلي بتحبها لإنها ما بتعرف الزمن شو مخبيلها... بكفيها اوجاع جسمها وروحها فمش حابه تزيد عليهم.. وتنهدت سارحة ببعيد... بالطفلة يلي كانت تلعب معها وتخيطلها فساتين لعبها... وين الدنيا راحت فيها... وكيف ربنا عوضها بعد جور أبوها فيها... فهل معقول هي بتستحق العوض عن يلي عانتو زيها ولا هي شي تاني ما بتقارن فيها ولا باللي عانتو لإنها لحقت مطالب أهلها...

أفكار... مشاعر... أوجاع... مخاوف... وساوس... ظنون... وما فيه شي حقيقي يثبتها مكانها ويحسسها بالأمان والاطمئنان ع مستقبلها وحاضرها مقارنة ببنت عمها يلي معروف شو سيناريوهات نهايتها لإنها تزوجت قدام العالم وبشكل رسمي ومتعارف عليه ومشرّف للعيلة مقارنة فيها هي وبطريقة زواجها من عمو يلي مو دارية عن بطلانها ولا عن مشروعيتو من ناحية القانون ولا الشرع...

ورغم ظنونها وأفكارها عن بنت عمها جاسر واللي بتكون مرت ابن أخو زوجها كنعان ما كانت عارفة إنو الحال من بعضو بس يلي بينهم إنو بنت عمها محراك الشر عم تحاول بوعي ممزوج بجهل منها... وبأفكار شبه ناضجة عندها... وبقلب رقيق ع غفلة منها تسلم لكل يلي عم تمر فيه بدون ما تصعّد الوضع بخبث ولا بمكر... وهادا بالزبط يلي مخلي ابن الخيّال يصر ع التمسك فيها من قلبها يلي بصفح وبعفو بكلمة... من روحها النقية وفكرها يلي متل القطنة خفيف ما فيه ملوثات ولا أفكار مخيفة رغم كل يلي مرت فيه... فلهيك بعد ما خلاها تعدل شكلها وتنظف آثار المسكارا عن وجهها بالوقت يلي كان عم يغير بلوزتو يلي تشحبرت من مسكارتها... مسكها من إيدها نازل معها للحديقة تحت يفطر معها بدون ما تحس فيه للحاسس فيها وقارئ أفكارها من سرحانها وانفصالها ببعيد عنو... بعالم اللا مرئي من صدمتها من كلامو معها... لهيك ما صدّق يقعدوا ع طاولة الفطور يلي شبه برد من تأخرهم من ورا يلي صار بينهم في غرفة نومهم قبل شوي لإنو عارفها بتنسى وبتنشغل بسرعة مع الأكل أو أي شي رح تسويه بعد يلي صار بينهم من احتياجو ليكون مع نفسو لشوية وقت بدون ما يسمع منها حرف واحد كرمال يراجع يلي صار بيناتهم قبل ما يطلع برا البيت وينشغل بمواضيع الشغل بشركة العيلة وقصة عمو وأهلها...

بس للأسف حضرتها ضلت صافنة باللي صار رافضة تاكل شي من الفطور يلي قدامها باستنثاء حبة التفاحة الحمرا يلي اخدتها لتاكل منها بيطء شديد بدون ما تنطق بحرف واحد من شرودها يلي كانت تلجألو كحل لهروبها من مطالعتو ومن نظراتو لإلها لإنو قلبها مش صافي عنو ومش متصالح معو مية بالمية... رغم إنها ما كانت مفكرة بالعفو ولا بالمصالحة أو حتى بالمواجهة لإنها مش واعية عليهم كفاية لكنو بالمقابل بلش هو يعي شوي ع كلامو معها والخاص منو لما رد ع نكرها لكلامو(بـس إنـتـا خـدشـتـنـي كـ ~~~ وما قدرت تكمّل بس جبرت حالها ع نطقها بصوت عالي وبسرعة... كتير وكتير كتير!): صحيح خدشتك قبل بس لا يعني رح ضلني اخدشك ع طول... جربي دلالي لإلك زي الأميرة بالأول وشوفي الفرق...

ما بتعرف بعد هالكلام ليه تبسمت ابتسامة صفرا متل الأطفال بس يضحكوا وهما حاسين الشي مضحك مش لإنهم فاهمين شي منو... ومسحت دموعها معلقة لحظتها وهي مركزة بكلامو ع كلمتين منو خدش وأميرة: ليه عم تذكرني إنك وحش...

ما فهم عليها فبعدت عنو ساحبة الرواية من تحت مخدتها وهو مو فاهم عليها بحرف واحد فبس لفت الرواية عليه لامح عنوانها شك إنو فاهم وقربت منو راكية راسها ع صدرو وهي عم تحمل إيدو حاطتتها ع بطنها وممررة إصبعها ع الرواية يلي سحبها منها بإيدو التانية: إنتا هادا الوحش وأنا الأميرة (تقصدت تقولها بس جميلة عشان هو قلها إياها) قبل بس هلأ لازم نصير عيلة حلوة كتير متل العيلة السعيدة ويكون اسمنا~~~

سكتت مفكرة... إلا نطق مكمّل عنها مجاوب بدون تفكير مطول متلها من سرعة بديهتو بالرد: مسكن الخيّال...

لفت عليه مو فاهمة عليه... فهز راسو ناهي الموضوع معها من شان هي تقوم تغسّل وجهها وتنظفو من فوضة المسكارا وهو يقوم يغير بلوزتو كرمال ينزلوا يفطروا بدون ما تفهم قصدو بعنوان القصة يلي كانت عم تفكر فيه إلا بصوت آدان الضهر يلي سهي عنو مع حالتها يلي كركبتو فاستغفر ربو وهو عم يغير بلوزتو لإنها راحت عليه صلاة الجماعة لإنو الجامع مش قريب منو وحتى لو عجَل حالو بالسيارة هيكون واصل والصلاة منتهية لكنو زفر ع فجأة وهو عم يبتسم بتعجب منها شو تهيألها تشبهو بالوحش... هي من ناحية أميرة بأخلاقها وقلبها الطيب بس يعني هو يكون وحش مش كبيرة بحقو... وبعدين من كل الكلمات ما لقت غير تصفو بكلمة وحش... ومن وين خطرت ع بالها معقول الرواية خلتها تحس هيك... الله يسامحك يا ابن الخيّال على هالعملة...

فتنهد بصوت موعيه ع حالو هو وين إلا لقاها عم تطالعو ع فجأة فجت رح تشرق.. فبسرعة رفع حالو ومد إيدو ع ضهرها داقق وهو مو فاهم شو بتهيألها كل ما تنحرج إلا هي شارقة فنطق بصوت مستاء من هالشي: جودي شوي ركزي مع نفسك لتضيعينا معك...

تنحنحت بمعنى وضعي تمام... ولفت وجهها عنو منزعجة من كلامو فرد لكرسيه وهو عم يقلها: راحت علي صلاة الضهر بالجامع يلا بنصليه هلأ مع بعض...

جودي لفت عليه ناسية قصة انزعاجها وتثاوبت رادة بدون تركيز وكأنها قبل دقيقة ما شرقت ووقفت قلبو: طيب... وبدي نام خلص سطلت... نعسانة... ومسحت ع وجهها بإيديها التنتين وهي مش منتبها ع عيونو المركزة ع الخاتم يلي لابستو... فتبسم عليها وضيّق عيونو مو عارف شو يقلها... فحك جبينو لإنو هادا العيد ما جابلها خاتم لإنو فهم من إيدها يلي دايماً ما عليها شي ومن جناحها عند أهلها لما فقدوا بعزيمتهم لإلهم بشهر رمضان إنها هي بزاوية وحب لبس الخواتم عندها بزاوية تانية... لكنها بالمقابل بتحب اشياء تانية فوصالها شي بتحبو من برا لإنو ما لقى شي ناعم متلها بليق فيها من هون... فبس يصل الليلة بإذن الله هيكون عندها... وفجأة تذكر أمو خبرتو بدها تعيّد ع جودي وتتطمن عليها... فسحب حالو وتليفونو معو متصل ع أمو... لكن أمو ما ردت عليه... فاستغل ابتعادو عنها مشيّك ع الاتصالات يلي وصلتو من قبل مفقد شو فيه وهو ما عندو علم بنت جاسر ما عندها مزح بالنوم... ونامت ع السريع ع طاولة الفطور...

وهو بس رجعلها بعد عشر دقايق صدم لما لقاها نايمة ومبعدة الصحون من قدامها ومنزلة راسها مكانهم... فقرب منها شاكك كأنها عم تشخر من عدم راحتها بالنومة... فهزها مصحيها من شان تقوم بس ولا قامت وأصرت تكمّل نومها محلها وهي عم ترد عليه بهمهمة فرفعها بين إيديه وهو عم يقلها: ما أقوى عينك تعودتي ع حملاني... شفتي إني مش وحش....

مصر إنها ظلمتو بكلمة وحش فردت عليه بشي مهمهم فطلع فيها ع غرفتهم منزلها ع السرير وهو مش حاسس في حِس لست سمية بالبيت كالعادة... إلا برجة تليفونو بجيبتو... فشلحها يلي برجلها وغطاها مأجل ردو ع التليفون وبعد عنها مصلي صلاة الضهر قبل ما ينشغل بالتليفونات.. وسلم طالع من البيت بعد ما وصّى الست سمية عليها وهي عم تقيم فطورهم من برا تخليها تاكل وتاخد فتياميناتها وتصحيها لتصلي الضهر قبل ما يدخل موعد العصر وطلع بسيارتو راجع لعاصي يلي رد عليه فورًا من أول رنة وهو عم يعاتبو: شو يخي مستحي ترد عشانك ملتهي مع المدام...

عبد العزيز ضحك عليه وهو عم يفتح الباب البراني بالريموت يلي معاه وعم يقلو: الله يخليك خلي المدام بحال سبيلها وتعال خبرني شو بدك تعمل اليوم؟ عشان إذا ما عندك شي مهم بدي إياك في كم مشوار...

عاصي رد عليه وهو عم يعبّر غرفة مكتبو بشركة الحماية: حاليًا صعب في جماعة بدي التقي فيهم بس شوف علي أول ما خلّص منهم برنلك وبشوف وين رح نلتقي بس ما تنسى أبو مجد (سطام) أكد الليلة ع جمعتنا معو عند عدنان عشان نغطي عليها بحجة سهرتنا مع الأهل وخبرني خبرك لإنك ما بترد عليه... ورد بمزح بحب يحرق فيه أعصاب ابن الخيّال كعادتو... المهم يعني الليلة عندو مش تبرر من شان جودي وأبو جودي...

عبد العزيز رفع حاجبو مش عاجبو ذكر اسمها وهو عم يعلقلو: يخي ذليتنا ذكرني غيّر رجالك عشان مش كل ما تأخرت بالرد عليك تتصل عليهم ولا ع الست سمية تتأكد ويني هي أمك جابتك برج مراقبة لتتسلط علي...

عاصي ضحك باستفزاز لإلو مكمّل: وأحلى تسليطة مني كمان... وتابع بس لمح جماعتو عم يصفوا سياراتهم من شباك مكتبو... المهم أبو ضرغام خليني اتسهل جماعتي وصلو...

وسكر الخط بوجهو متحرك ليستقبل جماعتو وتاركو يفكر باللي سمعو وشافو اليوم من البريئة يلي عندو... كيف كانت عم تعاتبو وتطلب الحب منو... ما توقعها تفكر بهيك ولا الطامة بكل ثقة بتقلو وحش... هي صح أميرة بس هو وحش معقول كان هيك يحسسها... شو هالخزي الحطيت فيه نفسك يا عبد العزيز... الله يغفرلك هالعملة يلي عملتها بالبنت باقي فيلم رعب لإلها وإنتا ما معك خبر... بس السؤال المفصلي شاللي خلاها تخضع بهالسهولة معقول هي مش بس بريئة إلا باقية تتعرض لشي أكبر من يلي شافتو عندو... فجأة ضرب بريك ماخد ع جنب... للمرة المليون بقول شكلو أشرف ما عرف يجيبلو كلشي... فلازم يلاقي جواب هلأ وبأسرع وقت ممكن ليعرف كلشي عنها ...هي أكيد رح تنشّف ريقو ليعرف منها شي عنها لإنو ما عمرها خبرتو شي عنها... بس لا من هون لتقلو الصافي وكل الحقيقة بكون عمرو لا قدر الله مخلّص لهيك سحب تليفونو مطبّق الموال يلي ببالو تارك أميرتو تحارب كوابيسها المرعبة لحالها وهي عم تحاول تركض وتصرخ مدورة ع مفر لإلها من كوابيسها لحد ما صحت منهم مرعوبة وعم تتطلع حواليها وعم تدور عليه من شان تقلو ضمني بس كيف يضمها وهو مالو آثر بكل البيت فتنهدت من هون إلا ع صوت الست سمية المفاجئ لإلها والخاضضها بسرعة من هون: صحت حلوتنا... جودي بسرعة رفعت إيديها ع قلبها من الرعبة التانية وهي عم تسمع بقية كلام الست سمية وعقلها مش معها وعم تبلع مرار ريقها عاجزة تنطق بحرف ولا حتى تسمي ع حالها: ما تنسي تصلي الضهر هلأ وتعالي من شان تاكلي... وفجأة انتبهت عليها معرقة ومش تمام... فقربت منها بتفحص ناطقة: بنتي مالك في شي؟

جودي تنهدت تنهيدة عميقة بدون ما تنفعل ع كلمة بنتي يلي اعتادت عليها من ورا ثقتها في ست سمية ونطقت وهي عم تمد إيديها طالبة الست سمية تضمها وعيونها عم تدور بفراغ: خايفة كتير....

الست سمية لبت رغبتها ضاميتها لصدرها وماسحة ع ضهرها وشعرها وهي عم تسمي عليها: بسم الله عليكي من الخوف أكيد من الكوابيس صح...

جودي هزت راسها وهي حاسة راسها مفتول من هالكابوس يلي عم يتكرر معها بدون أحم ولا دستور... فبعدت عنها وهي عم تقلها: راسي بوجعني وحاسة حالي مدروخة....

الست سمية مسكتها من إيدها بحرص ناطقة: من قلة الأكل يا قلبي هلأ بنقعد مع بعض وبناكل وبعدها حيلك بصير أحسن بإذن الله ووراها بتشدي همتك لتقومي تصلي الضهر... بعدين مش حابه اليوم نسوي أكل جديد؟

جودي هزت راسها بنفي وهي عم تمشي معها بتقل وبطء شديد...

فردت سألتها الست سمية: طيب حابه تقرئي ولا تعملي شي تاني؟

جودي ردت هزت راسها بنفي وهي عم تبلع ريقها المر ومكملة معها لتحت وهي عم تسمع كلمات الحب والخوف عليها من الست سمية (حبيبتي شوي شوي... ما تضغطي ع حالك... إذا حابه طلعلك الأكل لفوق من عيوني) فهزت راسها ناهية الكلام معها وعبرت المطبخ متحركة ناحية كرسي طاولة تحضير الأكل لتقعد عليه بمساعدة الست سمية يلي ردت بعدت عنها كرمال تساولها شي صحي تاكلو بعد ما ضمنتها قاعدة منيح ع الكرسي: طيب بنتي مش حابة أعملك أكل معين؟

هزت راسها بلأ ونطقت باعياء ملحوظ من فكها التقيل وصفران وجهها: بس بدي أكل واشرب عصير حلو...

الست سمية هزت راسها وهي عم تفقد شو الموجود من شان تساويلها شي جديد وعم تفكر تخليها اليوم تعمللها شي بعيد عن التعب والفتور ويخليها هيك فراشة منعنشة زي عادتها لما تكون مبسوطة فانشغلت بتحضير الأكل لإلها وهي مش عاجبها حال البنت... يا هي مرضانة أو ع وشك تمرض لا قدر الله... أو زعلانة... معقولة ما نجحت مع عبد العزيز كأول تجربة بس لا عبد العزيز وجهو كان ما فيه عليه علامة بتدلل مالو شي... ست سمية ع أساس عبد العزيز ببين عليه شي... كملي شغلك وما عليكي فيهم خليهم يجربوا يفهموا بعضهم بدون تدخلات منك... فتنهدت مكملة تحضير (تجهيز) بالشوربة والسلطة الفرنجية مع كم نوع مكدوس... وهي عم تفكر كيف تسعد قلب حلوتها جودي... بس ما لقت شي يلفتها رغم كل محاولاتها الآخيرة وهي عم تنقل الأكل وصحن مقوياتها الصغير ع الطاولة لعندها وفجأة وهي عم تقعد جنبها خطر ع بالها شي ونطقت فيه فورًا: بتحبي نطلع برا بعد ما تصلي ونلف ونتعرف ع شو فيه ورا بالحديقة....

جودي رفعت حواجبها برفض وقربت من الأكل تاكل وهي عم تسمع تذكير الست سمية لإلها: ما تنسي تسمي...

فسمت مبلشة بأكلها بدون ما تفتح تمها بكلمة ولفت ماخدة مقوياتها وتحركت مبعدة عنها راجعة لغرفتها لتصلي وتسند ضهرها وهي قاعدة ع سجادة صلاتها للخزانة الطويلة وهي مو معروف مالها... حاسة بفراغ كبير وشرود ملحوظ عندها لنفسها... فتنهدت منفرة من يلي عم بصير معها... محاولة ما تحس بشي أو تفكر في شي فنزلت تحت ع المكتبة مدورة ع شي تكتب عليه ولا ترسم عليه... المهم شي تطلعو بإيديها من الحرارة الحاسة فيها... فلقت قلم مدهب ودفتر مش مكتوب عليه شي فسحبتو كاتبة عليه بدون ما تفكر مسموح لإلها ولا مش مسموح من رغبتها لتستفرغ كل المحشور جواتها بلغة عربية بين الفصحى والعامي: لا أدري ما الذي أمر به.

وقفت محاولة تفكر هي مالها وشاللي عم تكتبو وعم يطلع منها...

أشعر أنني حزينة... مستاءة... غير راضية...

فتأفأفت مكمّلة... أود فقط البكاء والنياح...

فجأة حولت لعامي كاتبة...

بكره نفسي...

وخربشت ع الورقة دوائر متداخلة محاولة تروق بس ما راقت فرمت القلم محاولة تنشغل عن السواد الحاسة فيه بس ع الفاضي فما كان فيه حل تكمل فيه بقية يومها غير بين صلاة وقعدة ونزلة من فوق وطلعة من تحت... مسك الكتاب... رمي الكتاب... وفجأة فقدت جوري وأريام... فنزلت تبكي للست سمية شاكتلها: اشـتـقـت لـجـوجـو...

الست سمية ضحكت عليها رادة: بدك خليكي تحاكيها هلأ؟

جودي هزت راسها بلهفة ناطقة وكأنها رح تبكي من عيونها الفرحانة ع السؤال: آه؟

الست سمية تبسمت بوجهها وهي عم توقف ع رجليها حاملة الكتاب يلي كانت عم تقرأ فيه باللغة الألمانية معها رادة: كم دقيقة وراجعتلك...

جودي هزت راسها بدون تفكير ليه هي قامت هلأ لإنها مش فطنة ع الحبس يلي هي فيه وحاجة الست سمية لترن ع راعيها وزوجها عبد العزيز كرمال تستئذن منو إذا بتقدر تخليها تكلم أختو ع تليفونها من شان ما تكون عم تتجاوز حدودها... وهو بلا تعقيدات بسرعة أرسلها رقم جوري وسكر منها مكمل بشغلو... فبسرعة الست سمية بعتت رسالة تعريفية لجوري عن نفسها وعن رقمها من شان ما تستغرب رقمها بس تتصل وتسفهها بس للأسف وصلها رد منها فورًا (صعب أرد هلأ عنا ضيوف... بس طمنيني عن جودي كيفها؟ فقدتها كتير صوريلي إياها شوف شو لابسة؟)

الست سمية تنهدت ع حال جودي المسكينة وكتبتلها بسرعة (حاولي كلميها لو دقيقة لإنها كتير تعبانة)

جوري شافت الرسالة من هون انسحبت تاركة عماتها وأمها والباقي مع الضيوف وركض ع فوق ع غرفة جدها يلي ما حد بسترجي يدخلها غيرها هي وأمها وعلا بعدها... وبسرعة دقت ع رقمها إلا بصوت الست سمية وهي عم تطلع لعند حلوتها جودي: جودي حلوتي جوري ع الخط...

جودي بسرعة قامت بدها تاخد منها التليفون... فعلقت الست سمية بنبرة حريصة: ع مهلك إنتي حامل... وحوّلت كلامها لجوري... جننتيها للبنت المهم كل عام ~ بس ما قدرت تكمّل لإنو جودي بدها تخطف التليفون منها من لهفتها فاضطرت الست سمية تعطيها التليفون لتكلم حبيبة قلبها اخت زوجها وبنت حماها المقتول من أبوها محراك الشر: جوجو فقدتك... وبكت... ليه ما رجعتي عندي... خلي عزوز يجيبك...

جوري بس سمعت كلمة عزوز منها انفجرت ضحك رغم الهم يلي حاسة فيه من امبارح من بعد ما شافت عمها: هههههه عزوز صايرة تحكي زي... المهم يا روح عزوز كل عام وإنتي بخير... بعدين فكرتلك بمخطط من شان تضلك حلوة لو حملتي وكبر بطنك دخلت ع النت وبحثت قال الرياضة منيحة من شان الحمل والصحة والجمال... فيعني رح اقترح ع عزوزك يجيبلك ماكنة رياضة ولا مجموعة ماكنات من شان اجي ألعب معك وإذا ما جابلك رح جيبلك ع حسابي لإنو جدي اعطاني مصاري من لما رحتي ع المستشفى من شان اتحمدلك بسلامتك... إلا برنة تليفونها من أريام... فعجلت بكلامها بمزح فيه شوية عجلة لتسكر معها: حبي كل عام وإنتي بخير يا أم ابننا بنحكي بعدين... وبسرعة سكرت منها نازلة تحت قبل ما تنعاب من أمها ولا من عماتها يلي مش طايقات حالهم من خوفهم ليفقدوا أخوهم رغم إنها هاي هي سنة الحياة... وهادا الخوف ناجم مش لإنهم معترضات ع موتو إلا ع طريقة الموت... لهيك ردت لمكانها وهي منتبهة ع نظرات عمتها وفاء لإلها من يوم ما رجعت من عند جودي لحد هاللحظة وهي حاسة فيها مناها تحطمها وتكسرها بس كيف مش عارفة فتجاهلتها مطالعة بنات صحاب الأهل واللي جيلهم قريب من جيلها هي وأريام ورنيم... منشغلة معهم بعيد عن جودي الحزينة يلي انفجرت بكى من شانها ما اعطتها مجال لتتكلم معها وتسمع شو عندها... فبسرعة اعطت التليفون للست سمية رافضة تكلمها ولا تقعد معها وبهدوء حارقها كمّلت لغرفتها بكيانة بغصة لإنها حاسة بفراغ رهيب مش سايبها بحالها ولا مخليها تعيش بسلام... وفجأة لمحت سجادة الصلاة وسرحت فيها حاسة هي هون لازم تكون وبدون تفكير قامت لعندها لابسة أواعيها الصلاة كرمال تصلي لله تعالى وتدعيه من قلبها... وبلشت صلاتها بدون ما تتمعن بكل كلمة عم تقولها لكنها بآخر صلاتها لما جت بدها تدعي وهي ساجدة ما عرفت بشو تدعي ولا بشو تنطق... لكنها عرفت شي واحد هي محتاجة لتبكي وتفرغ كل يلي بقلبها ع سجادة الصلاة... فبكت من كل قلبها لحد ما اكتفت من بكاها ورفعت حالها قارئة التحية والصلاة الإبراهيمية وسلمت منها وهي حاسة براحة كبيرة فقعدت مكانها ماسحة دموعها ومسبحة باللي بتعرفو لحد ما آدن العشا فقامت تصلي العشا والوتر بدون ما الست سمية تذكرها... وما لحقت تسلم إلا بصوت الست سمية وهي عم تفتح الباب بعد ما دقتو عليها: عمري ما تنسي تصلي العشا..

جودي ردت عليها وهي عم تبتسم بوجهها وكأنها الغيمة السودا انحلت عنها: الحمدلله صليت... وقامت ع حالها شالحة أواعيها الصلاة تاركتهم مكانهم فوق سجادة الصلاة بدون طوي من نيتها لتكرر هالعادة يلي ريحتها وهدّت قلبها... وتحركت لعند الست سمية المنتظرة فيها تقول يلي عندها فصارت تلعب جودي بأصابعها وهي عم تقلها بدون تطالعها من تخيلها حبات اللوز قدامها: ست سمية جاي ع بالي لوز اخضر وهيك بشهي حبتو وسط مش قاسية كتير...

الست سمية تبسمت لوز بدها هلأ... من وين يا حسرة... ما حليلها تتوحم هلأ وبهيك موسم غير ع لوز... ولا كمّلت عليها متوحمة بكل ثقة ع شي تاني وكأنو الوحام بإيدها لتوقفو: وجاي ع بالي كمان كرز أخضر مع ملح وغمضت عيونها من تخيلها طعمهم بتمها وعليهم مليان ملح...

الست سمية ما عرفت بشو ترد عليها غير بضحكة: ههههههههه والله مو عارفة شو قول غير العين بصيرة والإيد قصيرة لإنو يا حلوتي مش موسمو هلأ... بتحبي اعوضك بليمون مع ملح...

جودي هزت راسها بحماس: آه وبدي مكدوس كمان ويكون شي حامض وشي مالح...

الست سمية أشرت ع عيونها بحب وفرح كبير لإنها رجعت فراشة خفيفة محلقة قدام عيونها مخبرتها: من عيني هاي قبل هاي... الحقيني ع تحت...

لحقتها جودي ع تحت تاكلها من الموالح والحوامض وهي شو مبسوطة ومن انبساطها اخدت الصحن الليمون مع الملح واللي حرصت الست سمية ما تكترلها من شرايح الليمون المملحة من خوفها من ارتفاع نسية الملوحة عندها وخاصة إنو خطر ع الحامل... وهربت ع غرفتها مأكسة ع المكدوس وأي شي تاني كانت الست سمية مخططة تحطلها منو وفورًا سحبت الرواية الجميلة والوحش وتسطحت ع ضهرها مكملة بقراءتها وهي عم تاكل من شرايح الليمون بانفعال لإنو مش عاجبها روحة الجميلة لعند الوحش فكان مناها تمسك بأبوها وتنتفو وتقلو (حرام يلي عم تعملو فيها) فتترك الرواية رادة تشرب مي من القنينة المجانبة لسريرها واللي مش عارفة من متى هي هون ومين حطها بس أكيد انحطت اليوم لإنو من قبل ما كان فيه مية... فردت تكمل القراءة لكن تنفعل وتتركها وترد بس تنفس عن غضبها تكمل قراءة فيها وهي مش عارفة كم الوقت من كتر ما قراءتها بطيئة وحرف بحرف بتقرأ وبتعيد النص لما ما بتفهمو... فملت من كتر انفعالها رامية الرواية بعيد عنها وسحبت حبة ليمون من يلي بقي بصحن من بطئها بالأكل وقامت توقف قبال المراية وهي عم تتذكر كلام جوري بخصوص الرياضة... معقول هي مش كتير حلوة... طالعت اللابستو مش عارفة كيف جاي عليها... ومحتارة هي شو تلبس عشان تكون حلوة باللي بتلبسو لإنو عيونها ما بعرفوا وما بنتبهوا ع هيك شي لإنو الجمال عندها مقرون بالأواعي يلي بتشوفهم بالكرتون بس ع الواقع الشي مختلف... فتحركت لعند الخزانة بدها تغير يلي لابستو بس معدتها حاسستها فارت ورح تستفرغ وركض ع الحمام وهي مش عارفة شاللي رجّع الاستفراغ عندها اليوم فاستفرغت كلشي بالحمام وهي حاسة بنار شابة جواتها من الحموضة الاستفراغ ومن حرارة جسمها المولع نار ومش قادر يتحمل شي... فبس شلحت أواعيها ودخلت تاخدلها شور بارد شو قشعر بدنها بس حست المي باردة فحوّلت الدوش ع المية الفاترة واللي قادرة تتحملها لمدة كم دقيقة ووقفت المية طالعة من البانيو وهي خايفة توقع ع بلاط الحمام الناعم بالوقت يلي عم تسحب فيه روب الحمام وبحرص شديد لبستو وردت سحبت فوطة الشعر طالعة من الحمام وهي عم تتنفس براحة لإنها ما تزحلقت رجلها ولا وقعت ع الأرض وتحركت لعند المراية موقفة قبالها منشفة شعرها وممشطتو بعجلة وهي منسحرة بإنو بطل ياخد معها وقت متل قبل بدون ما تزعل ع طولو لإنو عقلها ساهي عن كلشي.... وفجأة ملت من تمشيط شعرها وتحركت لعند الخزانة لابسة غيارها ومختارة قميص نوم نهدي بجي حفر ع الكتاف وقصير نوعًا ما وبجي مع بنطلون تايد قصير بصل لعند الركبة بس وين هي تلبسو مع الحم الحاسة فيه... فرمتو مكتفية في القميص النوم يلي بجي زي بلوزة مع بنطلونها التايد وبجي قميص نوم بنفس الوقت بدونو... وتحركت فاتحة الشبابيك من الحر الحاسة فيه رغم إنو الجو بلش يبرّد وخاصة بالليل... بس هي مع الحمل وتحسن صحتها انقلبت من القطب المتجمد للبيئة الاستوائية مش الصحراوية... وكملت تقرأ بالرواية وهي لاهية عنو لابن الخيّال القاعد مع أبو سلاح وكنعان وعاصي وأرسلان وأبو مجد (سطام) يلي ما كان يظهر بقعداتهم من طبيعة شكلو الحساسة بالدولة... لكنو كان أول بأول يعرف كلشي من حماه وابن ضرغام (عبد العزيز) وأبو جنرال (عاصي).. ووقف مع عبد العزيز بيوم اقتحامهم لمزرعة دهب كرمال يغطي ع الحدث ويحجب النت عن المنطقة ويمنع تدخل الشرطة... ويفشل مساعي الدعم الخارجي لعيلة دهب من شان يضمنوا الموضوع ما يكبر... فكان لصالح حظهم مرت ابنهم برا مش جوا بالبيت ولا لكان الموضوع مخيف ومهول بس مشرّف لإلهم وبنفس الوقت مهين لعيلة دهب عند عقلية بعض الناس أو العكس عند البعض التاني البقول مهين للخيّال ومعيب باسم عيلة دهب...

بس متل ما بقولوا لسان الناس متبدل ومعاصر للمشاكل والافراح وهالشي بشغلهم عن اجترارهم للماضي وهالمقولة هادي لا تنطبق عند المكيدون يلي بحبوا يجتروا في فضايح ناس ومشاكلهم وعيوبهم من قهرهم وحرقة صدرهم وهالصنف هادا حلوا يا التسفيه وتركهم لرب العالمين لإنو النصيحة ما بتجيب معهم غالبًا أي نفع يا إما تتقصد احراجهم وتصعر خدهم... وبالطبع رب العالمين هو البحدد أي خيار هيكون من نصيبهم...

وخوف ما الموضوع يصل لهيك مرحلة معقدة عرض أبو مجد (سطام) يقابلهم الليلة كرمال يعرض عليهم يلي عندو: شوفوا علي الموضوع ما عاد ينسكت عليه ولازم يتسكر لأخر مرة... ونعرف نضمن حالنا قبل ما الشرطة تتدخل لإنو شروط دهب باللعب عم تتغير... رغم إنو من البداية تم الاتفاق مع كبار القادة ما حدا ولا شرطة رح يتدخلوا بيننا لطالما ماشين الضر علينا وعليهم دام بيوتنا المستهدفة بعيدة عن الناس بس هلأ مش ضامنين يكون الضر بيننا وبس لإنو حلالنا كبر والزمن تغير ووعقلية عدونا الضارب مش مفهومة رغم وضوحها مية بالمية... أنا اليوم تدخلت باللي بقدر عليه بس مش كل مرة بتسلم الجرة يا أبو ضرغام بعدين أنا عرفت مين يلي طخ الغالي جابر وحاليًا عم نلاحقوا وعم نراقب خطوط عيلة دهب بناتهم وولادهم وأهمهم جاسر البلا وسامي النجس وما فيه شي بدلل ع شي بس فيه شي بكلامهم مع الناس ملغوم فبدنا فترة لنحل مغزى كلامهم ومضمونو من شان نشوف إذا في شي ولا لأ... وبلع ريقو مكمّل... أنا صحيح مش معكم غالب الوقت واستسمحوني عشان شغلي بس الله شاهد إني عم ابذل كل صلاحياتي بما يرضي الله كرمال نحل هالحمل التقيل يلي علينا... وبصراحة تامة الجد طلب مني اتحرى عن عثمان العرب وليه طلب الصلح وكتير أسئلة كلمكم فيها وقلي عنها.... وبخط عريض الرجال ما فيه عليه شائبة وحدة بس مع تجربتي وخبرتي مع الناس الرجال هادا وراه إنات ابتداءً ليه طلب منا احنا نتكلف بحمايتو معقول هو من لحظة ما عرف اخوه قرر يخلص عليه ما استعان بمساعدة إي حدا ومعقول طلب مساعدتنا لإنو ما بدو يعقد الدنيا وضامن أهون الشرور هيكون احنا... أنا مش تاركو ولا رح أتركو وعيني عليه هو وكل حدا بعيلتو... والقرار كالتالي التركيز هيكون ع جاسر وسامي... اما جاثم أخوه وابنو تابعين لإلهم فخلونا نحاول نعملهم غسيل دماغ ندخلهم بعلاقات مع ناس ويشترطوا عليهم شروط يعني من الاخر نشغلهم بالمصاري.... لإنو احنا مش غاياتنا القتل لطالما جابر الغالي ما فقدناه لا قدر الله.... فبضل عنا جاسر وسامي... سامي حلو نمسكوا بشي مشبوه ونضل نحبسوا ونطلعوا مش صعبة... بس الصعب هو مسك راسهم جاسر لإنو ولا عليه شعرة وإن انحبس ما رح نضمن ما يحرك شي من برا لإنو شخص حريص ومعروف ما فيه عنا اعدام... بس متل ما بقولوا غلطة الشاطر بألف وإلا ما يغلط وعيوني هتكون عليه وقاعدلو بالمرصاد بإذن الواحد الأحد.... وبلع ريقو ساحب كاسة المي يشرب منها معطيهم مجال يعلقوا ع كلامو قبل ما يكمّل...

إلا نطق عاصي وهو عم يحك جبينو: ما تنسى يا سطام جاسر عندو علاقات ومطلوب عند البعض لإنو ببرع بالوجعات الراس وأكيد محمي حاليًا... بس إلا ما يروح مكان ويقابل حد بالسر فعينا لازم تكون ورا كل تحركاتو متل ما إنتا قلت... بس السؤال المهم هلأ ليه جابر من بيننا كلنا صحيح شاء ربنا واللهم لا اعتراض ع حكمك بس يعني إلا ما يكون فيه محرّض...

فرد أبو مجد بتأكيد لكلامو: صحيح رجعنا لكاميرات المراقبة بعدة مناطق ما كان في حدا بلاحقكم... بس الغريب بالموضوع لحظة ما قرر ينفذ دناءتو فورًا اتصل ع المستأجرو رغم عدم تواصلهم بين بعض من كم شهر... هادا ع هوى السجلات يلي فتحناها سواء باختراق شركة الاتصالات ولا التليفون نفسو... وكمان راقبنا تحركاتو قد ما بنقدر بالكاميرات يلي بتقدر ترصد تحركاتو.... وما لقينا في شي مشكوك فيه لإنو وراقو مكشوفة رجال بحب لعب اللاتو (يانصيب) والقمار وبنات الليل وهالقصص هاي وهون تدخلنا بسجنو بهيك تهم ورطة لإنو الداعمين لهيك أماكن من كبار الناس هون... وهادا مش موضوعنا بس الفكرة هلأ وين إنو هو مش بعيدة يلتقي هناك معهم وهادا كلو توقعات فلازم نتقرب منهم أكتر لنفهم بالزبط كيف نخطط وكيف نهدم لآخر مرة... فقصتنا معهم مش مطولة بس هتكون غير متوقعة... أما بخصوص المحرض هون ما فيه إجابة عليها لحد هلأ لإنو متل ما خبرتك رسايلهم مع بعض الناس يلي عم نراقبها ونحلل فيها مش كتير مفهومة رغم وضوحها كجملة وبعدين مش بعيدة بكونوا عم يستخدموا خطوط تانية وهادي بدها وقت لنعرفها كرمال نسيطر ع مدخلهم ومخارجهم بإذن الله...

عبد العزيز عقد حواجبو وهو عم يسمع كلامهم وعم يحاول ما يبين كرهو المبالغ فيه اتجاه جاسر دهب وسيرتو المهبرجة (كلمة بتتدل على الشخص عم ينحرق حرق من جواتو ع تقيل لدرجة حاسس حالو ما في أقسى منو بهاللحظات هاي وممكن يساوي شي مش ع البال ولا ع الخاطر) منها من بعد معرفتو عن سواياه الحيوانية مع بنتو الوحيدة يلي هي من لحمو ودمو فنطق مجمّع الموضوع ع بعضو وتارك كرهو لإلو ع جنب لحد ما يكون لحالو كرمال يعرف شو يساوي وكيف يحكم ع اللي سمعو (مش من سطام من حد تاني) قبل ما يقعد هالقعدة هاي: طيب خلاصة الكلام يعني يا أبو مجد بدك توصلنا نحترص من عثمان العرب لإنو شخص مخبي أشياء وبنفس الوقت نطوّل بالنا باللعب مع جاسر ونلهي الباقي يا بالمصاري أو بالسجن... وكمان نحترص من جاسر وعلاقاتو...

إلا بتعليق أرسلان قبل ما يتكلم أبو مجد: بس لحظة في شي عندي مش مفهوم إذا عمي انغدر منهم كتعليمة وتهديد ولا من شان شي... دامك إنتا قلت وعبد العزيز قال من قبل ما كان في حدا ورانا يعني براقب تحركاتنا... لكن فجأة اندرى إنو عمي هناك كيف؟ تنين إذا إنتا قلت عن يلي استأجروه ما في بينهم اتصال من وقت كيف الشي صار بهالسرعة إلا إذا مخططلو من قبل... بآمن يلي صار بمشئية ربنا متل ما قال الأخ عاصي وتفضل بس يعني حركتهم مع عمي جابر ممكن خارج موضوع قعدتنا لإنو ما حدا فهم ليه فجأة اعتذر وراح لبيتو... بعدين ما كان غيري أنا وعبد العزيز بهداك الوقت برا فالسؤال هلأ هما بدهم بس ولاد شامخ الخيّال خص نص ولا اللعب ع هبل وهادا المستبعد... فيعني في علامة استفهام دامهم مش مراقبينا كيف دروا عمي هناك وبعتوا واحد يطخو..

عبد العزيز كان رح يمسح ع وجهو لإنو ما بدو حد يصل لهادا التحليل لإنو شكوكو في محلها إلا برد عاصي: والله ببالي! تزامنا مع جواب أبو مجد: مش مستبعد يلي قلتو يا ابن جواد وهادا مع الوقت بنكشفوا لإنو إذا هما معنيين بجابر الغالي هينا محوْطين المستشفى وانشالله ربنا يفشل كل محاولاتهم إلا برنة تليفونو... المهم يا غوالي بدي اتسهل لشغلي... فلف وجهو لأبو سلاح القاعد بس مستمع: أبو سلاح خدلي طريق...

أبو سلاح رد عليه: ما تقلق ما في حد هون والحجة تسهلت عند العيلة من وقت...

فقام سطام موقف ع رجليه وهو عم يقلو: بسيطة إذا هيك... وتحرك مسلم ع عاصي وهو عم يقولو: عيديتي وصلت لابنك الحلو...

عاصي تبسم بوجهو: والله سيارة غير شكل فترة وبصير يسوق عليها بخيالو...

سطام ضحك ع ردو مكمّل تسليم ع عبد العزيز: بخيالو ولا برجليه المهم يهريها هري بدي شوفها خردة ع قولتهم... وشد ع إيد عبد العزيز مازح معو... شد الهمة يا أبو ضرغام لنعرف المدام بشو حامل من شان نحجز لبنتنا ولا ابننا من هلأ...

إلا برد أرسلان المحبط: أي اليوم عرفنا عن حملها بسرعة نازل تأمل إنها بنت أنا بقول عنك وعنو...

عبد العزيز تبسم ع كلامهم ولف ع عاصي يلي كان رح يذكرهم إذا هي بنت لابنو: والله راحت عليك يا عاصي في كتير خطاب لبنتي...

عاصي قحقح منبهم: والله هي للأول...

سطام كمّل مسلم ع أرسلان وكنعان يلي قاعد لا من تمو ولا من كمو من شكوك ابن أخوه أرسلان بخصوص غدر عيلة دهب بجابر أخوه يلي رجعتو لكلام سطام زوج أختو أمل اليوم الصبح معاه (البنت ع هوى الرسايل يلي شفناها بينها وبين أخوها كانت تماطل بس الغريب كيف أخدوها لإنو جاسر كان كاتبلو قبل ما تصير القصة بساعة (وصلت)... دليل إنو تم تغيير الخطة من إلك لأخوك غير هيك احنا رجعنا لكاميرات مراقبة المطار باليوم يلي وصلت فيه بنتهم وابنهم شامخة وكان مبين عليها ممسوكة من إيدها ولابسة نضارة شمسية.... فيعني احتمال كبير البنت ما حبت تكمّل اللعب معهم بلعبتهم بس بنفس الوقت هي بطلت بدها تلعب بالوقت يلي الخطة تغيرت وصار الهدف ع جابر بس كيف بيوم وليلة ما حد بعرف.... فأنا بنصحك واقع ع راسك واقع ع راسك جيب أبوها وكيل على الزواج من شان ترضي ربك وما تسود وجهنا قدام الناس وولادك... وما تنسى تستخير والخيرة فيما اختاره الله) إلا بضغطة سطام مرجعتو للواقع بدعم وتهوين عليه الحمل يلي عليه واللي ربنا يعينو عليه لإنو قهر الرجال شي صعب وبهدم الأمم... ونطق شاغل الكل فيه بدل ما ينتبهوا على تبدل حال كنعان: والله البنت يلي بتختار لا أول ولا الأخر... ولف ع أرسلان مكلمو: وإنتا يا ابن جواد شد الهمة وخلي عددنا يزيد بولد منك بدل ما إنتا بلا تشبيه مترهبن... والله البلد تبارك الرحمن مليانة بنات بتسر البال والخاطر خلي أم عبد العزيز تشوفلك ولا عماتك خوف ما ينزلوا بساحلي إذا عرفوا عن كلامي وأولهم مرتي...

إلا برد أرسلان منفعل بمزح: لا يخي عماتي كوكتيل رح يختارولي خلوها للأيام وبعدين ناسي دراستي يلي عم كمّل فيها... وقبل ما تفتح العين علي هي العم كنعان أولى مني يتزوج...

كنعان هون انجلط من كلامو يعني لما سرح ثواني عن وجعو ضروري يذكرو... فبلع ريقو عاجز يرد تحت مراقبة عدنان يلي مبين عليه لكمة كنعان ع وجهو قريب عينو اليسار... فنطق سطام مغيّر الموضوع: عقلك وعقل أبوك واحد يلا السلام عليكم...

كلهم ردوا عليه: وعليكم السلام...

وطلع مكمّل مع عدنان وهو عم يقلو بصوت واطي: شكلها الحلاوة يلي ع وجهك عيدية كنعان لإلك...

عدنان مسك ضحكتو مخبرو وهو عم يطلع من الباب: العيدية الجاي بعيد الشر عن قلبي بالمسلخ هكون...

فبسرعة سطام ردلو وهو عم يسحب تليفونو يلي رجع يرن: عينك عليه خليها... ويلا... ضغط ع كتفومسترسل... خليني اتسهل... وبعّد عنو وهو عم يسمع عدنان عم يقلو: مسهلة يا أبو القوات (لقبو من هو وصغير) رلف بس شافو تحرك بجيب الشرطة... رادد لجوا وسامع كلام أرسلان لصاحبو كنعان المعيدو أحلى عيدية ع هالعيد: عمي كنعان مالك قاعد بدون ما تتكلم بحرف خير مرضان شي...

كنعان هز راسو مجاوبو: لا ماني مرضان بس وتنحنح من ضيق زورو مكمّل وهو عم يخفي حقيقتو: بعدين شو بدي قول غير يلي قولتوه...

هون عقب عاصي يلي لساتو عم يدور ورا كنعان: أشك ما عندك شي مخبيه برأيك... المهم خلونا قبل ما نتحرك نقعد شوي مع معارف الأخ عدنان وكم واحد من أهلو من شان نغطي ع قعدتنا مع سطام بتخطيط مسبق لإنو بتعرفوا سطام أشهر من النار ع العلم وإذا طلعنا من هون بدون ما نسلم ونقعد شوي هيوصل الخبر لزيدان وبدران وجميل إنو احنا مطلعينهم برا القعدة وعم نرسم ع شي من ورا ضهرهم...

كنعان تنهد لإنو مالو حمل لقعداتهم ولا قعدة رجال عدنان هو وابن أخوه يلي النار شابه جواتو لكنو بقدرة قادر قدر يخفيها ولا هو مولعة معو ومضغوط ضغط مش طبيعي... لإنو كيف باقي أبوها المجنون عادي يضربها ويهينها... هادي الفكرة مش قادر يتقبلها لحتى يقدر يتخيلها... هما ربيوا البنت بتتعز وبتنكسر إيدك إذا بتنمد عليها... وبتكون قلة مرجلة منك مع أهل بيتك يلي عليك صونهم وحمايتهم لما تستقوي عليهم وتئذيهم وترعبهم وتضربهم بحجة ما يتمردوا عليك ولا كرمال ينصاعوا لأوامرك وطلباتك... فهو ما استرجى يفكر يمد إيدو عليها عشان أبوها الفاضل يساوي هالعملة المخزية... وهالفكرة هاي خلتو يكره نفسو بشكل فظيع ويحس اتجاهها بتعاطف كبير معها لأنو هو كيف بخّس فيها... وهي رقيقة عظمها رقيق وحبتها قليلة وما بتاكل كتير وعقلها صغير... مغصوص من مدة إيد أبوها عليها جد شو صار لو من الأول لو عرف عنها كان ما دخل معها هيك وما جبرها ع العلاقة من أولها معو بدون ما يصلوا ركعتي الزواج وداعين لنفسهم ولذريتهم معهم بالخير... فتنهد لافف وجهو بس صحي ع صوت أبو سلاح يلي علي ع فجأة: عبد العزيز كنعان مالكم شو فيه مش سامعين أرسلان وهو عم يقلكم يلا...

عبد العزيز بهت بس لمح عاصي وأرسلان واقفين جنب عدنان وهما عم يطالعوه هو وكنعان يلي باقي صافن ببعيد متلو... فرد عليه وهو عم يقوم: خليها بالقلب يا أبو سلاح... ويلا خلونا نقعد شوي بعدها نتسهل...

أبو سلاح جحرو وهو عم يقلو: نعم نعم وين شوي بتقعد لقبل الفجر بشوي بعدها بتتسهل والله احنا مسوين ع هش ونش (مشاوي)... بعدين تطمنوا الباقيين معنا بالسهرة ناس خفيفين دم ومالهم دخل بالقيل والقال وجايين يريحوا راسهم ولسانهم مش برا...

عبد العزيز اجى بدو يرد عليه لكن مرور عمو كنعان من جنبو بدون ما يكلمو لا هو ولا عدنان نستو شو بدو يقول بدون ما ينتبه من سرحانو في حالتو إلا بصوت أبو سلاح المرجعو للواقع فورًا: بقصها لإيدي إذا ما إنتا داري عن القصة وساكت...

عبد العزيز رد عليه: عن فضولك وشكوكك...

أبو سلاح جحرو جحرة كيد معلق: لك ابن ضرغام من إنتا وصغير معروف عنك الصندوق الأسود ومخبأ الأسرار... وبيني وبينك في شي ببالي متل يلي ببالك... وحابب نعلم تعليمة بس بنشهرها بعدين ولا قلك بلا تشهير بكون احسن خوف ما جدك ينجلط...

عبد العزيز تنهد وهو عم يطلع من ديوانية الشباب يلي بستقبل فيهم عدنان صحابو وقت الكيف مش للعامة المعارف: والله جدي مش ع هيك رح ينجلط... فخليها بالقلب يا أبو سلاح المهم وينهم يلي قلت عنهم...

عدنان طبق الباب وراه بالمفتاح... وهو عم يأشرلو يتحرك ناحية السيارات: في أرضنا يلي بالخلا فاركب سيارتك خلينا نلحقهم...

عبد العزيز تنهد وهو عم يتحرك ناحية سيارتو يلي صاففها ورا سيارة عدنان وهو مو عارف بمين ومين بدو يقلق وقلبو محروق ع المسكينة يلي عندو... فمسح ع وجهو وهو عم يلمح سيارة عاصي وكنعان وأرسلان الرياضية سابقينو هو وعدنان... فجاة إلا أبو سلاح أشرلهم يكملوا لقدام... فتحرك لعندهم وبس لمح في نار شبه مع إنارة كشاف بيضا جاي من قبالو عرف إنو هون قعدتهم... فصف وراهم سيارتو وهو عم يرسم الابتسامة ع وجهو لإنو مو منطق يدخل عليهم بوجه ما بتفسر... هو جاي يوسع صدرو ولا يخلي الناس تنفر منو وتكره قعدتو أكيد العكس... فمشي بهدوء وهو عم يسمع صوت أرسلان عم يكلم حد... إلا بعاصي المقرب منو ومن كنعان السابقهم بخطوة وماشي ببطء شديد رغم إنو أول واحد صف فيهم لكن آخر واحد نزل من سيارتو غصب عنو من ورا حركشة عاصي معو: اخ عبد العزيز حفيد أبو محمد هون...

عبد العزيز ضيق حواجبو بمعنى هو مالو... إلا برد كنعان: إي أبو محمد وكيف عرفت إنو هون...

عاصي ضحك باستغباء: من سيارتو الوحيدة بكل هالبلد شو كيف... بعدين أي أبو محمد يلي عم نتكلم عنو أبو محمد الأشقر... فإنتا أكيد مش فاهم شي هو فاهم علي...

إلا برد عبد العزيز قبل ما يعبر: وريتني ما فهمت ولا لحقتك ولحقت دواوينك...

كنعان هون غصب ضحك... فعبر قبلهم وهو عم يتحرك ناحية الشباب مسلم عليهم... وهون عاصي بسرعة دق عبد العزيز وهو عم يقولو: بسيطة لوقتها...

عبد العزيز طالعو ببرود ونطق هو وعاصي سوى بس دخلوا القعدة: السلام عليكم... وكملوا تسليم عليهم وهما عم يسمعوا ردوهم عليهم (عليكم السلام) وكان التسليم جدًا عادي باستثناء لما عبد العزيز شاف حفيد الأشقر فسلم عليه غصب لإنو نظرات عيونو من أول ما دخلوا ما نزلت عنو... فبعد عنهم بعد ما سلم ع أخر واحد وقعد بدون ما يفكر وبدون ما ينتبه إنو صار قبال ابن الأشقر والكارثة ما فيه مقعد تاني يقعد عليه لإنو ما فيه غير كم مقعد والباقي كنب وبساط بس ع الأرض وهو مش حابب قعدة الكنب الأرضي هلأ... فرضي بنصيبو وبقي مكانو وهو قاعد بس مستمع للكلام البسيط يلي عم يدور بين الشباب هالشي ما بعجب أرسلان يلي بحب ينبسط وقت الانبساط لإنو من النادر ليقعد هيك قعدة خاصة مع أهلو وصحابو فنطق بصوت واصل للكل وهو عم يقعد جنب صديقو الصدوق ابن الأشقر واللي بتكون أخت جدة عدنان المتوفية: أنا بقول خلونا نعلي سهرتنا شوي وخلونا نلعب شي بعد الأكل أو نغني يعني ننوع...

هون رد عليه عاصي: الغنا اختصاص أبو سلاح...

أرسلان تحمس يسمع صوتو: اطربني يا أخ اشوف!

أبو سلاح طالعو بثقة وهو عم ينحنح: كنعان ضب ابن أخوك شامم وراه ريحة استنقاص...

أرسلان انفجر ضحك وهو بقية الشباب... فرد كنعان عن ابن أخوه: والله يا الحبيب ابن أخوي ما بطلع منو هيك فصفي النية...

أبو سلاح لف لأرسلان مطالعو وهو عم يتبسم معلق: عشت وشفت ابن شامخ الخيّال محامي دفاع... قول يا دكتور ممكن يكون محرض ويدير بنزين بيننا مليون بالمية او يقول فخار يكسر بعضو من برودو... بس يقلي صفي النية ما توقعتها منو...

إلا رد عبد العزيز مرطب الجو بس شاف عمو عم يقطّع بأصابعو لإنو مش متحمل حد: أبو سلاح صلي ع النبي بدناش نقلبها محاربة ثيران هلأ... بعدين ابننا اسم الله عليه بحكي يلي عندو بطريقة فكاهة مو قصدو شي بس يعني غنيلو واصدمو بصوتك...

عدنان ضحك بثقة بمعنى صدمة ولا هي... فتنحنح وبعدها بلع ريقو منشف ريق أرسلان بالقصد كرمال يسمع صوتو... وفجأة بلش يغني : إنت غيرهم يا حبيبي إنت غيرهم

اللي خانوا في الهوى وباعوا ضميرهم

همّ راحوا بغدرهم، همّ ضاعوا في وهمهم

عبد العزيز هون سرح ببعيد مذكرو ببنت قلبو البريئة منو ومن ظنونو ومن أهلها ونجاسة أبوها...

وإنت حبك يا حبيبي داوى جرحي منهم

همّ راحوا بغدرهم همّ ضاعوا في وهمهم

وإنت حبك يا حبيبي داوى جرحي منهم

إنت حبك حاجة ثانيه يا أحن وأحلى دنيا

يا اللي نسيتني في ثانيه كل قسوة قلبهم

هي فعلًا ببراءتها ممكن تخليه ما يجلد أهلها ع تقيل لإنها بنتهم وسمعتها من سمعتهم شاء ولا أبى عليه يقبلها إذا مش بالطيب بالارغام لهيك لازم يكون صريح من شان بالمستقبل ما يقولوا لابنهم شو هالعيلة الجاي منها قتالين وتبعون مشاكل وكلشي عندكم مباح والأرواح عندكم رخيصة وما لازم الواحد لا يناسبكم ولا يتناسب منكم... فلهيك لازم يروض أبوها ويختار أهون الشرور واللي هو عدم قتلو ولكن بنفس الوقت يحاول يبيض صورتو وصورتهم قدام الناس من شان قبل ما يموت أبوها المغضوب ولا يندفن هو لإنها هي حال الدنيا... وما في شي هيبيض وجه عيلتو قدام الناس وينسيهم سواد وجههم غير النجاحات بعالم الاستثمارات والأموال والمشاريع الخيرية لإنو ما في شي بستر العيوب غير الاعمال الصالحة... فلهيك هو مركز هلأ وبقوة ع أي شي بقدر يبيض فيه صفحة عيلتو للجيل الجاي من شان ما يسمعوا كلام متل مهو سمع وسكت مرات مو من الضعف إلا من مرار الشي واحترام الناس القاعدة... ومرات تانية بكون العكس والدنيا بتكون بصفو وبتعطيه فرصة من دهب ليرد لما يكون لازم عليه الرد وبالقدر المطلوب وهادي الفرصة بتجيه بالنوادر لإنو بآمن بكلام الشافعي

يخاطبني السفيه بكل قبح

فأكره أن أكون له مجيبا

يزيد سفاهة فأزد حلما

كعود زاده الاحتراق طيبا

وبالفعل ما في شي بصلب وبصقل غير المواقف الحارقة للنفس... مو بقولوا الجواهر النفيسة لولا حرقها ع العالي ما كانت بهالتقدير هادا... فلهيك بلع وهيبلع غصتو احترامًا لاسم عيلتو واتباع سنة دينو بهجرهم هجرًا جميلا.... بس في ناس لازم الرد عليهم بالقدر المطلوب بدون مراددة إلا بمبادرة جديدة من شان تعجزو ليرد عليك ويضيع بخطواتك الجاهل فيها والغريبة عليه...
فكبت تنهيدتو قبل ما تطلع ع العلن بأخر لحظة ولف وجهو عليهم مفقدهم فلمحهم كلهم مبسوطين باستنثاء عمو كنعان القاعد ومن جواتو فيه انكسار غير مظهور غير للي عم يتعمق فيه... فدعا لعمو بالرحمة لإنو وضعو مش صعب لكنو مخزي ومعيب ومهين لكرامتو ورجولتو يلي ضاعت بالأرض لإنو باقي عايش بمسرحية ما حدا مارس دورو بأخلاص وتفاني غيرو هو لإنو مانو داري عن الحبكة المعمولة... فمسح عمو كنعان ع وجهو رافض يطالعو ولا يطالع البقية القاعدين من الخنقة الحاسس فيها واللي زادت جواتو وحواليه بس سمع الاغنية يلي نقللها عدنان ع فجأة: روحولوا واسألوه قولوله وفكروه

وأديكو سمعتو مني يا ريت لو تسمعوه

شوفوا الحقيقة فين ومين اللي ابتدى

آخرة صبر السنين اسمع من ده وده

مين يرضى بكده اسمع من ده وده..

روحولوا واسألوه قولوله و فكروه

عينه لسه في عينيّه وكلامي أوِّله

بيجيب اللوم عليه والحق يـبدِّله

بيخلي الناس تلومني غلطان وبيتهمني

واحترت فيه ولا اعرف آخره من أوله

ما قدر يكمّل معهم فبسرعة سحب دخانو بدو يدخن بعيد عنهم ...بدو يحس نارو هونت ولا خفت إلا بصوت عبد العزيز بس شاف الشباب مندمجة معهم وعيون أرسلان وعاصي عليهم من تحت لتحت: كيف البلد معك بعد ما رجعت...

رد عليه بدون لف ودوران: زي ما هي معك...

عبد العزيز مد إيدو ساحب دلاية القهوة صابب في الفنجان الصغير المحطوط قبالو ع الطاولة الخشبية المتوسطة الطول والعرض ورجعلو وهو عم يمدلو فنجان لإلو مهنيه وهو عم يسمع صوت حركة الشجر مع الهوى الخفيف: مبارك سمعت بدك تبيع شركتك شو عم تفكر تستقر هون؟

كنعان رد عليه وهو عم يسحب منو الفنجان: تسلم بس متى حضرتك كنت مفكر تقلي...

عبد العزيز تنهد رادد: متى؟ من شان ولعها بين العيلتين وتروح إنتا فيها واحنا معك...

كنعان هز راسو بقسى: كلامك مزبوط لإنو كان قتلتها ع اللي جاي تعملو ونزلت كمّل ع أهلها...

عبد العزيز كمّل عنو: ومدخل مافيات برا ع هون وتبيد دهب كلهم بالمعنى الحرفي بأسبوع وتروح سمعتنا بشربة مي... ورد مكمّل... شوف يا عم أنا مالي دخل بكتير أشياء بتعملها وما تدخلت بالعمد لإنو بكل ايطاليا ولا بسان مارينوهي كانت رح تنقتل من معارفك لإنك إنتا شفت كم موقف كيف هما وقفوا معك من حبهم لإلك ومن متانة علاقتهم مع عمتك نداء... وأكيد* دهب عارفين هالشي فبعتوا بنتهم وعندك الباقي بس قلك شي وركى ع كتفو... بحييك ما دخلت طريق الحرام وعلمت عليهم وورجيتهم اخلاقنا وين ولأكون صادق اذا مرتاح معها ما تفكر تطلقها وحل الموضوع بينكم وأنا داعمك وإذا ع جدي حفيد منكم برضيه لأنو ما بتوقع جدي بهالعمر رح يحرم حالو من أي ولد منو بس من شان تمرد ع كلامو... وجد بتمنى تفكر تستقر معنا لإنو جدي محتاجك وانا محتاجك... عاصي محتاجك... كلنا محتاجينك... لإنو اذا تعبنا بدنا حد يكمّل عنا ويوقف بدالنا وما فيه غيرك هلأ... فحاول فكر بكلامي وخد وقتك وسوي يلي بريحك ضميريًا ودينيًا... وشد ع كتفو... وجعنا واحد يا عم... وفرحنا واحد... أن طلعنا بنطلع مع بعض وان نزلنا بننزل مع بعض...

فضغط كنعان ع إيدو المحطوطة ع كتفو وهو عم يقلو: أصيل يا عم...

عبد العزيز رد عليه وهو عم يغمزو: ولاد وأحفاد شامخ الخيّال شو بدهم يطلعوا بفضل الله وفضلو غير هيك... وتبسم بوجه عمو الرد سرح قدامو بملكوت ربو لإنو مو هاينلو يكمّل عليها فوق ما أهلها جايرين فيها وهو يلي ربي ع نصرة البنت والرفع منها وحمايتها وهي هلأ بورطة يا إما هيكمل عليها ويغضبو ربو ولا رح يرفع منها ويرضي ربو... تنهد من عجزو معها لإنو كلشي اختلف عندو وحس رغم عصبيتو وقهرو منها إلا إنو غصب عنو مو بإرادتو حدتو خفت عليها ومعها لإنو حس وأدرك مدى دنا** أهلها وحقار** فيجي يكون عليها بدل ما يعلمها ويقص أظافرها ويقلمها... بس كيف وهي بالنهاية بنتهم ومنهم للي بكرههم كره العمى...

والحارق للنفس هو حبها وراغب تبقى عندو لكن وين تبقى عندو وقصة عيلتو مع عيلتها ما انحلت من السنين...

ورغم هالكلام وهالمثاليات وهالظنون... بتبقى السيادة للقدر المقدر صحيح في اشخاص واشياء عشنا من قبلهم وهنعيش من بعدهم بس مو كل الأشخاص والاشياء هيك بكونوا لإنو في جزء منهم بنحسهم جزء منا وبتنتمي لإلنا وخلق عشاننا لدرجة بنحس صعب نكمّل ع طبيعتنا يلي كبرنا عليها بدونهم... فهو عارف نفسو وهالشي مخليه مو عارف يفرح لإنو بعرف نفسو ولا يستاء لإنو عارفها وفاهمها...

صحيح عدم معرفة النفس بخلي الانسان يتخبط بحياتو وبقراراتو وبعلاقاتو وهادي مشكلة كبيرة لا تقارن البتة مع الانسان العارف شو بدو بالزبط وتأبى الظروف تنخضعلك وتيجي كيف بدك.. فالحل إنك امشي إنتا زي ما بدها...

بس كيف وبهالسهولة هادي... فتنهد للمرة التالتة داعي ربو بس يعطيه هداة البال والصبر ليواجه كلشي بحكمة وشهامة مش بهوان وغل وحقد وكره... ورد تركيزو للشلة وهو محاول يجاريهم بين تجهيز المشاوي يلي تقاتل عليه أرسلان وعدنان لحد ما اتفقوا مع بعض وما خلوا حد يساعدهم والباقي كملوا بين ضحك ولعب بتليق بسنهم متل حزازير صعبة من اختصاص عبد العزيز وأرسلان وعاصي... تكملة بيوت شعر أو اغاني من آخر حرف... مشاركة تجارب... ولعب المقاصعة لحد ما جهزت المشاوي واكلوا يلي إلهم فيه نصيب وهما عم يمدحوا استواء الأكل والبهارات يلي عاملها أبو سلاح الفنان بهيك قصص واللي وعدهم المرة الجاي يجيبهم ع شي أفخم من هيك... وبعدها خففوا من فوضة المكان قبل ما يجوا الخدم يكملوا تنظيف المكان ووراها نظفوا إيديهم متحركين لسياراتهم وسط هدوء ابن الأشقر يلي ما كان يتفاعل معهم بكلشي لكنو كان عم يضحك ويطالع عبد العزيز بنظرات مش واضحة لابن الخيّال يلي حاول ينبسط قد ما بقدر لإنو ما بعرف متى رح يكون بهيك قعدة من الشغل يلي عليه والأهم من هالسبب بدو يشغل فكرو لشوية وقت عن الحقيقة يلي وصلتو... فتنهد محرك سيارتو وهو عم يفقد الكل إذا تحركوا وبعدها حرك سيارتو وراهم قبل سيارات الحماية يلي كانت محيطة بالمكان واللي بعتلهم أرسلان حصصهم من الأكل يلي عملوه من قبل حتى ما هما ياكلوا... وهيك الكل بطريقو للبيت بس وين ابن الخيّال يرد لبيتو بدون ما عاصي أبو جنرال ما يسمع صوتو فرد ع اتصالو معجلو: أيوة انجز!

عاصي رد عليه وهو عم يتحركش فيه بالشارع: خلينا نتسابق الشوارع فاضية واحنا سبع سيارات بعد ما معارف عدنان كملوا من الطريق التاني... فيعني الشارع فيه بحوحة والناس نيام بيبوتهم...

عبد العزيز ضحك ضحكة صغيرة: عليك أفكار بآخر الليل ولا هي يخي عندك ابن اتقي الله فيه...

عاصي زمرلو وهو عم يقللو: خدلكم مين بحكي أكتر حدا مجنون فينا... عجّل لاخبطلك سيارتك وتتورط فيها وما تكمل عند مرتك جـ~

قاطعو عبد العزيز بعجلة: يخي مين مسلطك علي...

إلا بتزمير أرسلان لإلهم وهو عم يفتح شباكو: سباق!

إلا بسيارة كنعان الجاية فجأة من بعيد مسرعة... عاصي بسرعة تحرك وهو عم يطيش ع شبر مية معلق: خليك يا عجوز مكانك... وسكر منو مزمر لعدنان يلي عم يزمرلو بمعنى فهمنا بدك تعبر... وبسرعة كملوا سباقهم مع عدنان وابن الأشقر وعاصي وكنعان يلي مش داخل معهم سباق إلا معجل بطريقو لعند المغضوبة يلي عندو وهو مو سائل بالسيارات الحماية يلي وراهم وورا سيارة عبد العزيز يلي ما انضمت للسباق لإنو عارف لو سفح هات وقف من الحمل الحاملو ع أبوها الظالم... كرمال هيك كانت سرعتو مقبولة لإنو حابب يهدّي حالو قبل ما يشوفها ويقابلها بقلب أبيض وبال رايق... هي شو جابرها تكابد معو ومع مشاكل أهلو... فمسح ع شعرو بس سمع صوت تزمير أرسلان مبشرهم إنو فاز هو وصديقو الصدوق ابن الأشقر... إلا بكنعان العابر من بينهم وبينو وبين خبطهم شعرة بس ما سأل لإنو مش شايف قدامو غير الكوخ الحابسها فيه... فبسرعة اتصل ع عمو يطلب منو يهدي مش ناقصهم يفقدوا حدا منهم... لكنو عند وما رد عليه... فتركو ع راحتو وسلم من بعيد ع الشلة وقطع الطريق للناحية الشمال لعندها لحد ما وصلها عابر من البوابة وتارك سيارتين الحماية وراه فصف السيارة ساحب عيديتها معاه ونزل من السيارة وهو ما عندو علم عن الصاحية يلي فطنت جوزها ما رجعلها وقاعدة مستنية فيه من خوفها لترد تنام... لهيك بس وصلها صوت محرك سيارتو أسرع ما عندها نزلت لتحت بدها تستقبلو بس للأسف الباب مسكر من المفتاح مش من السقاطة المتروكة على ما هي فجت بدها تصحي الست سمية من شان تفتح الباب بالمفتاح إلا بصوت قفل الباب من برا عم ينفتح وما لحق زوجها ابن الخيّال يفتح الباب إلا هي دافشة حالها عليه لتضمو وهي عم تقلو: طولت علي كتير... خفت نام بدونك...

الله يسعدلو يلي بتخاف تنام بدونو... شو هالاستقبال الملكي... شو هالطلة الخاطفة... تبسم وهو مذهول فعبر معها لجوا طابق الباب وراه وهو مقربها منو ومحاكيها: جبتلك عيديتك... كل عام وإنتي بخير...

جودي بعدت عنو راجعة لورا وهي عم تطالعو من بين الإضاءة الخافتة التاركتها الست سمية كرمال بس تقوم ع الحمام بالليل ولا لتروح للمطبخ... مفقدة فيه: شو جبتلي؟

عبد العزيز هشهشلها: هش الست سمية نايمة وطي صوتك... وانتبهي وإنتي بتمشي بلاش توقعي....

جودي وين تنتبه وين تفكر بدها هلأ تاخد الهدية (العيدية) فمدت إيديها مانعتو يكمّل طلوعو الدرج طالبة منو: ورجيني شو جبتلي...

عبد العزيز رفض يعطيها خوف ما تنفعل وهو مو مدقق شو لابسة لإنو عقلو لإول مرة مش معو بهالحياة: إذا ما بتمشي ما فيه عيدية وبعطيها لحد تاني...

جودي سمعت حد تاني جنت وتذكرت قصة زواجو من وحدة غيرها فنطقت جكر: ما بدي إياها... وجت بدها تطلع الدرج بس وين هو إلها هي وبس... فلفت عليه هو العارفها مزاجية مع الحمل... ونطقت بتحذير مخيف ناسية خوفها من الكوابيس ومنو ومن كلشي بتخاف منو: هادي إلي أنا... لإنو بس أنا مرتك...

عبد العزيز سايرها مقرب منها وهو عم يحوطها: بس إنتي فامشي من شان تشوفي عيديتك...

جودي لفت طالعة وهي لساتها معصبة منو فعبرت جناحها المنور ولفت وهي عم تتخصر مستنيتو يعبر من الغرفة وبهت بس لمحها شو لابسها لإنو مش من عوايدها تلبس حفر وقصير كمان... فمدلها العيدية تيجي تاخدها منو بس طالعتو بتفقد ناطقة: ليش تأخرت علي؟

أهلاً بالشرطي المسموحلو يسأللو... واضح البنت واقعة ع راسها من شان بكل جرأة تقلو ليش تأخرت علي بهيك نبرة كأنو موظف عندها... فرد وهو عم يقرب منها ومنغري بشكلها المغري مع الفستان القصير الماسك ع جسمها فطبق الباب وراه منزل كيس العيدية الفخم قريب منو وتحرك لعندها وهو عم يسألها: ليش عم تسألي بدك شي مني...

حست مالو شي فجت رح تهرب منو بس وين يا مسكينة... فسحبها لعندو قاعد ع الكرسي مفقدها وهو عم يقلها: دابحك إذا بتنزلي قدام الست سمية هيك... وقرب منها بايسها ع خدها وهو عم يهمسلها بمزح تقيل: شو شايفك سكتي وين لسانك القويان عندي وعلي راح؟!

جودي انحرجت وصارت حاسة حالها مخنوقة فنطق منبهها من قبل ما تشرق: اصحك تنسي تتنفسي ما بدنا نخسرك غالية علينا إنتي واللي ببطنك... وحرك إيدو لعند بطنها المبين بشكل خاطف للقلب من الفستان اللابستو ماسح عليه... وهي هون حمرت وحرارتها ارتفعت لدرجة لو كانت مي لتبخرت... وشو تمنت تتوارى عن عيونو وعن المشاعر الحارة يلي عم تحس فيها منو... فجت بدها تقوم بعيد عنو لكن وين ولمسو لإلها عم يغريها لتلف عليه وتطالبو بشي أكبر من هالشي من رغبتها ليكون إلها وبس... فجت رح تتفاعل معو لكنو توقف طالب منها: أنا بقول خلينا بالأول نتوضى ونصلي ركعتين من شان الله يباركلنا حياتنا مع بعض...

هادا شو بحكي (وضو) (صلاة ركعتين) (مباركة حياة)... ليه شو في ولليش يصلوا هلأ... وشو دخل المباركة بالصلاة...

لكن وين تسألو وهي مش مسترجية تطالعو ولا حتى قادرة تستوعب هي شو بتفكر ولا شو بدها تحكي لإنها نسيت نفسها هلأ هي وين وشو بصير... فبعدت عنو بدون ما تطالعو ماخدتلها غيار كامل بشكل عشوائي بدون ما تفكر ولا تفهم هي ليه اخدت معها غيار تاني شكلو الحيا سوى فيها السوايا... وعبرت للحمام وهي شاكة إنو قلها تتحمم ولا تتوضى وضيعت شو طلب كمان منها وشو قال... فسكرت الباب وراها ناهية النقاش مع نفسها ومتوضية ع السريع لإنو هو قال بدو يتوضى فيعني أكيد ما بدو يتحمم والكارثة هي مجاوبة نفسها بس عقلها مش قادر يربط ويحلل وصار مصفر... على عكسو هو يلي مناه يعطيها كلشي بملكو كتعويض على يلي مريت فيه عند أبوها... والكارثة هو توقف معها بلمسو لإنو انتبه ع الطبع يلي ع رجليها وحس صار حد تاني فحب ينفصل ويسيطر ع مشاعرو المتأجأجة قبل ما يلمسها لإنو صحيح راغب فيها بس ما بحب يئذيها بهيك شي وخاصة بعد ما قلها رح يدللها فصحي عليها طالعة من الحمام وهي رافضة تصدق يلي صار منها وجرأتها في محاولة ضمو لدرجة خجلانة تطالعو فيها من ضغط معدتها عليها... فقام لعندها بعد ما شلح جاكيتو الربيعي قارصها ع خدها وهو عم يعلقلها: يسعدلي الخجلان وكمّل ع الخزانة طالعو غيار كامل وتحرك للحمام مجهز حالو لطهارة الصلاة ورجعلها إلا لقاها قاعدة ع سجادة الصلاة يلي تركتها من بعد صلاة العشا وقاعدة زي كأنها بتدعي ربها من الخوف فنطق سائلها وهو حاسس زي يلي رح تروح ع الحرب مو ع علاقة عاطفية بينهم: جاهزة نصلي...

ما ردت عليه بس اكتفت تهز راسها وهي مو قادرة تطالعو... فنطق وكأنو ما في شي بخجل: ارجعي لوراي من شان صلي فيكي...

رجعت لورا ونسيت مصليتها فتحرك ساحبها وهو ماسك ضحكتو من شان ما تخاف وحطلها إياها وسحب سجادتو فاردها قدامو ومكبر من شان يقيم الصلاة فصلى الركعة الأولى مكمّل ع التانية وبعد ما قال الله أكبر طالعين من الركوع رفع إيديه مصلي على الرسول وداعي: اللهم بارك لي في أهلي وبارك لهم فيَّ... اللهم اجمع بيننا ما جمعت بخير وفرق بيننا إذا فرقت بخير وختم بالصلاة على الرسول وبأية وآخر دعواهم أن الحمدلله رب العالمين.. وكبّر تكبيرة لإنو ما حب يطول من شانها وكمل فيها لنهاية الصلاة والتسليم وقعد شوي مكلم ربو وبعدها لف عليها للفارة يلي وراه وهو عم يبتسملها لإنو شو مرتاح لما صلى معها هالركعتين يلي مش مفروضة بالدين لكنو كبر ع هيك عادات ونطق مكمل عليها: ما بدك تقومي؟

جودي المسكينة حاسة حالها مضيعة وكأنها بنت ما عمرها جربت العلاقة معو من قبل... فحست حالها مشوشة ومو عارفة شو تساوي ومو مركزة معو إنو عم يحاكيها وقام يطوي سجادتو من رعبتها من يلي رح يصير وبس شافتو مادد إيدو ليساعدها توقف تمسكت فيه مو لتقوم إلا لإنها دروخت ع فجأة من الخوف والتوتر الحاسة فيهم... فبسرعة هو نزل لمستواها حاسسها مش تمام من رخو إيدها ع إيدو: جودي مالك؟

جودي حاسة حالها مش تمام ومو قادرة تضلها مفتحة عيونها فبلعت ريقها بتعب ناطقة: بـطـنـي عـم يـضـغـط عـلـي...

تبسم عليها غصب وهو عم يشلحها أواعي الصلاة وهو عم يقلها: هدي وما تخافي...

جودي حاولت ما تخليه يقرب منها بس ما قدرت مع هوان جسمها فما حست عليه غير رافعها عن الأرض بين إيديه متحرك فيها لعند السرير مسطحها عليه وساحب الصحن يلي كانت تاكل فيه وهي عم تقرأ الرواية حاطو ع الكوميدينو المجانبتو وقعد جنبها ع طرف السرير سائلها: جودي قلبي بدك شي؟ حاسة بشي؟

فتحت عيونها وردت غمضتهم بتقل مش فاهمة هي مالها أو شاللي عم بصير فيها ومعها فتنهدت بصعوبة من وجع راسها وارتخاء جسمها مع خدران تمها ووجع جرح جبينها مو قادرة تلف ولا قادرة ترفع حالها رغم رغبتها لتمسك بإيدو ولا ليكون حواليها من خوفها لتكون لحالها وهو حس مالها شي ومقدر يلي عم بصير معها لإنو يلي شافتو مش قليل فقرب منها متمدد جنبها بدون ما يطفي الضو محاكيها: بدك تنامي؟

هي ما بدها تنام ولا بدها تحس بهالدروخة هاي... فتحاول بدها تلف لكنها عاجزة لتلف لو انش واحد وشو صار نفسها تبكي بس حتى البكى استكتر عليها فنامت غصب عنها وهي بين إيديه للي بلش يحس بشي غريب ناحيتها... شي صعب التعبير عنو ووصفو لكنو راقو وصار مناه يحاكيها ويحاورها لكن من وين وهي غفت بين إيديه... ورغم غفوتها ع إيديه ما قدر يمنع حالو ليهمسلها في إدنها القريبة منو:ما تقلقي يا وردتي ان شاء الله الله يقدرني لعوضك عن كلشي مريتي فيه وانسيكي كل يلي فات فما تخافي وتقلقي... وباسها ع خدها وضمها باحتواء كبير وهو عم يبتسم بغل لإنو كمل عليها أول ما تجوزها وهو مش مدرك إنو ربو رزقو بمرا بريئة ومش ملوثة من جواتها... لكن حرصو وخوفو منها ومن أهلها ما شاف هالنعمة وعرف قدرها بعد كل يلي سواه فيها غير من أيام بسيطة... لهيك هو لازم يكون معاها فهيم وحليم وما يفكر يخسرها لإنو بزمن الفتن قلة من البنات يلي ما تأثروا بالمغريات وهو محظوظ كتير لإنو تزوج بنت متلها من عيونها المغضوضة وتاريخها المالو دخل بالسوابق... هو صحيح شافلها صور ع تليفونها ولهلأ مو قادر يتخطاها لكنو عارف ومدرك هي كانت مغيبة ومش فاهمة شاللي بصير فيها ومعها فلهيك هو ساكت ومتغافل ولا لو كانت عيونها مفتحة ع برا لأبصر شو ساوى فيها من غيرتو عليها...

فتنفس براحة شاكر ربو فيها على هالنعمة هادي بس رغم هالراحة الحاسس فيها ما قدر عقلو المسؤول عن الحرص عن أمان عيلتو ورعايتها ما يفكر فيها دامو مأجل نومو لبعد ما يرجع من صلاة الفجر من الجامع...وما لقى غير سارح بحال عمو كنعان الخايف من سكوتو لإنو مو ضامن شو هيساوي ببنت جاثم ومع جدو بس يدري عن زواجو من بنتهم وابنو جابر المقرب لإلو مغدور منهم... فتنهد ع حالة ووضع عمو يلي ما صدق يصل بنت جاثم يلي كان مخطط من أول يوم العيد ينسى كلشي صار منها لإلو مقابل تحمل منو وتجيبلو طفل صغير... من ورا ريحة جنرال وملمسو الخطفولو قلبو والاغروه ليجيب ولد متلو... فتيجي الدنيا بدون مقدمات تقلب حياتو رأسًا ع العقب وتصدمو باتصال واحد وبقعدة وحدة من سطام بس كرمال قصة تكشفلو قصة بطلان عقد زواجهم...

شو المعنى لما فكر لأول مرة بجدية يجيب ولد الحياة تنسد بوجهو... معقول لإنو استكتر هادي النعمة وتكبر عليها وعاملها بتسطيح اجى الزمن ليرد عليه ببدل الصاع صاعين... كلو من أهلها والغربة يلي نسوه سنة الحياة وخلوا عندو نفور وجفا وفتور اتجاه عيلتو والزواج والخلفة... وما وعي ع هالشي غير بصفعة من الحياة بصفقة من مرتو مع أهلها المخربين والفاسدين بالأرض عليه... هو لو إنو جاهل وما بفهم بدينو لقضى عليها بس كلام سطام يلي محتفظ فيه وبين وبين نفسو هون عليه الأمر...

فضحك بمرار ع نفسو لإنو هو يلي هرب من سواد وجههم من قتل أخوه يدور الزمن ويلف عليه ويصير هو بدور ع المسوّد لوجه لعيلتو بغباؤو... فتنهد موقف السيارة لحظة ما وصل الكوخ وصف قبالو وهو مو قادر يدخل بس لا لازم يدخل ويقلها عن سواد وجهها والحفرة يلي وقعتو فيها... صحيح هو مدرك إنها عانت ووقعت معو بجهلها وغباءها وقلة فهمها... فما رح يكمّل عليها...

أصلًا بشو هو بقدر يكمّل عليها بغير يحرمها الطلعة غير هيك ما بقدر حاول من قبل وكل محاولاتو باءت بالفشل فبلاش يحط نفسو بموقف بايخ ودور الضعيف ويعترف باللي بقدر عليه... الطلاق عزم وهو عم يسوق لعندها ما رح يطلقها رغم قصة بطلان زواجهم لإنو هو من الصعب عليه يدخل علاقة جديدة كرمال يرتبط ببنت من يلي من توبهم... وأصلًا لولاها هي داهية الوحيدة يلي قدرت تخليه يقرب منها رغم الفتن يلي كان رح يوقع معها من وراها فيها ولا عمرو ما قرب من البنات ولا فكر يتزوج منهم ويأسس عيلة...

فهو هيحاول ينسى رغم صعوبة الشي... هو هيتغافل من شان ما يخسر دامو هيكمّل معها بقسوة ولا برحمة... بمحبة ولا بكره.... بسخط ولا برضى... باحترام أو بقلة تقدير... بسلام ولا بحرب... بوئام ولا نفور... فليه يشقى ويكدر... ليه يختار البعد والغربة والوحدة.... هي إلو ومش لغيرو... ومستحيل يخليها لغيرو لإنو ما بقدر يتخيّلها غريبة عليه وجنب وملك غيرو...

هو ما بقدر يجفى ولّا يقسى بالمعنى الحرفي... القسوة يلي شافتها منو لإنو سلملها ولإنو جاهل وبعيد عن معشر البنات... لهيك هي ما جربت عمقو بالمشاعر ورقتو الفعلية يلي ما ببينها غير لناس قلة وبمواقف معينة ومن النادر لتبان... ورغم هالشي فكرة طفل يجيه منها فتّحت عليه ينبوع المشاعر ورحمة لإنو هو كم رح يمضي من عمرو؟ وكم مضى من عمرو؟ وهو مآجل ولا رافض ولا مبرر فكرة عدم رغبتو بالأطفال... ما في داعي يآجل ولا يرفض أكتر من هيك وصدق عبد العزيز لما قال أبوه ما رح يفكر يخسر واحد منهم من شان عيلة دهب ترضى لهيك رح يقلب الموقف عكسي عليهم... وكرمال يضمن نجاحو بحفظو عليها لازم بأسرع وقت تحمل منو بس بعد ما يجيب أبوها من خناقو ويخليه شاهد والكارثة كلو غصب بغصب أصلًا أبوها شو بدو بواحد أحسن منو لبنتو يلي ما رح ياخدها غير واحد حفرتلي متل عمها جاسر ولا تابع متل أبوها وأخوها...

فنهى النقاش مع نفسو فاتح باب الكوخ بالمفتاح وبسرعة سكرو وراه بالمفتاح مكمل لعندها فاتح الباب بدون ما يدقو متل يلي رايح ع الحرب وبهت مكانو بس سمع صوت أنينها وشافها كيف عم تتلوى من الوجع فبسرعة قرّب منها متفصحها: بنت شو فيه؟ مالك عم تتلوي هيك؟

وفجأة تذكر قصة دورتها... فنطق مكمّل قبل ما تجاوبو وهي عم تعض ع شفتها رغم جرح تمها ووجع فكها: اجتك..

وبسرعة قام مدور بجيبة جاكيتو اللابسو واللي دايمًا فيه كم حبة مسكن من وراها هي يلي عودتو ع ضعف جسمها من الدورة ولا من عياها بس تزعل وتصيبها سخونة ولّا نزلة برد من ضعف مناعتها ولف حواليه مطالع إذا فيه مي بس ما لقي ربع كاسة مي... فنطق بعجلة وهو عم يوقف ع رجليه: شوي لاجيبلك مي... وهرول للمطبخ يلي ما بفصلو عنو غير سبعة متر وصدم بس لقاه مسكر وفجأة تذكر إنو وصى الخدامة حليمة تقفل الباب وراه... فتحرك لغرفة الخدامة داقق الباب كرمال تعجل بفتح الباب من خوفو عليها وصدمتو من قصة دورتها لإنو مو عارف شو هالصدفة يلي خلتها تيجيها لما فكر بدو يحاكيها بفكرة الحمل بدون ما يوجع راسها بقصة مشروعية زواجهم فتنهد من مطبات الحياة معو ومعها هي الموجعة كتيرة ومو عارفة كيف هتقلو عن الخايفة منو والراغبة فيه بنفس الوقت... ففيها هي تتحمل الوجع يلي تتوجعو بس ما فيها تقلو مالها وليه ما فيها تاخد حبة الدوا من تتوقها لفكرة تكون حامل ببيبي صغير ومن خوفها ليخيب ظنها منها لما يقلها ما بدو إياه... فضغطت ع حالها باللحظة يلي رجعلها بكاسة مية وهو عم يقرب منها وعم يقلها: خدي بسرعة وما تنسي تسمي!

فردت غصب عنها بحدة من خوفها لتخسر الجنين يلي احتمال كبير عم يكبر جواتها يوم عن يوم: مـا بـدي!

شاللي ما بدها إياه الله يرحم إيام قبل لما كانت تموت وتصرخ إذا ما فيه مسكن... ولا ليكون كانت حضرتها تمثل عليه أو رافضة عناد فيه... وبلش دماغو يروح فيه شمال ويمين ويشك بكلشي عم تعملو معو وعندو من صدمتو منها... فنزّل الكاسة بحدة ع كوميدنتها محاكيها وهو عم يمد إيدو لدقنها ماسكها منو: مالك معندة تاخديه؟

إميرال مش عارفة شو تقلو غير إنها ميتة من وجع ضهرها وصدرها ورجليها... واستفزها بس قلها: إذا ما اخدتيها بالمنيح بخليكي تاخديها غصب...

بعدين معو ما يروح ويتركها أو يحتويها ويرحمها بس ما يقعد يساوي معها هيك ولا يحاكيها هيك... فسكرت جفونها وهي عم تتلوى من الوجع فتأوهت شادة ع الغطا وهي حاسة بهبات في جسمها وهي مو شايفتو يلي واقف مكانو وهو حاسس بشي غريب جواتو ناحيتها بس استشعرها بشكل مختلف وأعمق من قبل آديه هي ضعيفة وهشة.... آديه هي قوية وصلبة ومعتادة بنفسها رغم كسرها وذلها من أهلها...

هو شو باقي يتهيألو لما حط في بالو ينتقم منها وهي كانت بيدق بإيديهم...

سبحان الله لما الواحد بحط في بالو ينتقم كيف بتغير وبصير انسان تاني... وما بعرف كيف ضعف عليها بس شاف علامات الضرب المطبعة عليها وهي عم تتلوى من وجعها... صحيح قبل يوم الوقفة تشمت فيها وباللي صار معها بس هلأ انقهر وحس بضغينة كبيرة اتجاه أهلها الوحوش الظلام معها.... فقرب منها محاول يحتويها لكنها رفضت قربو لإنو عم يضغط ع جسمها المتصلب وطلبت منو من بين وهنها: مـا تـلـمـ ـسـنـي....

خير شو ما يلمسها... حساب بتحبو... فعنادة فيها رفض طلبها وسحبها لصدرو فبكت بصوت عالي متوجعة وهي عم تلومو: قـلـتـلك مـا تـقـرب!!!

ليه؟ شو فيه... فنطق منفعل وعاجز يفهمها لإنو بعرفها كانت بتحب تضلها راكية راسها ع صدرو ولا ع كتفو بس معقول كان هادا الشي كمان كذب مستحيل: مالك رافضة ألمسك... ولا شكلو القسوة ~~~

قاطعتو منفعلة وهي عم تحاول تبعد عنو: اسـكـت أنـا خـايـفـة أخـسـرو... وسندت جبينها ع صدرو متمسكة بقيمصو من خوفها من يلي رح يساويه معها إذا طلع حملها صح... لإنو قبل عدة شهور لما سفرّها ع مالطا معو يقضوا تلات أيام فيها كتعويض عن انشغالو عنها تلات أسابيع لفت عليه وهي عم تبعد عيونها عن جمال البحر مفقدتو وحاسة بتوتر وخوف لإنو أهلها عم يضغطوا عليها من شان تجيبوا لشامخة ويقتلوه هناك.... وهي المقهورة والمكسورة عليه مش قادرة تقلو تعال نسافر ع شامخة لو كم يوم إنتا تشوف أهلك وانا الف بالبلد وأصلا كيف فيها تقلو وهي بتخاف عليه من العيا شو تروح تسلمهم إياه... فبلعت ريقها كرهانة تمثيلها عليه فشردت بمخيلتها وباللي رح يصير بعيد عنو هو يلي نزّل كاسة النسكافية يلي عم يشرب منها وهو حاسس فيها عم تتفحصو فلف عليها سائلها وهو مستفز من برودها معو: شو يا أم راس يابس بقي (طلعي) يلي عندك بدل ما تضلك تتفقديني... إلا إذا كنتي مشتاقة لإلي ومو مصدقة إني قدامك تقلانة تحكي لإنو من أول ما وصلنا وجينا هون وإنتي يا ساكتة يا عم تبتسمي أو عم تردي بكلمة غصب فإذا مش مبسوطة بنرجع عادي...

إميرال بلعت ريقها مو عارفة شو تقلو فبعدت عيونها عنو خجلانة من العار والكذب الحاسة فيهم وهي مو عارفة شو تقلو أو كيف تبرر تصرفاتها معاه اليوم وبدون تفكير ردت: كنعان أفرض مثلاً إني حملت ايش را~

تصلب مواجهها بقساوة وهو عم يقاطعها بنبرة مخيفة وكأنو سامعها عم تكفر مو عم تفترض: انا بخاف من الافتراض ليكون واقع! من الآخر إنتي حامل؟

ضحكت من كل قلبها ع ردة فعلو وهي عم ترد عليه بصدمة من انفعالو غير المتوقع يكون بمتل هيك رد: هههههههه حبيبي روق وروقنا انا بسأل بشكل عام يعني جد إنتا ما بدك ولاد وأنا فاهمة هادا الشي بس لنفترض صار بالغلط ممكن تخليـ~

رد مقاطعها بغل وهو عم يمسكها من إيدها باعتراض لإنها عم تفترض شي ما بقبلو كفكرة ولإنو حسها عم تقلو إنتا الرافض الخلفة هلأ بعد ما كانوا تنيناتهم: إميرال شو عم تخبصي مستحيل خليكي تنزليه في حالة لو حملتي مني ما رح أتنازل عنو لو ايش ما بصير لو ربنا مو راضيلو يعيش رح يموت لحالو لكن أنا مستحيل اخليكي تنزليه... أنا بالذات بهيك مواضيع ما بمزح ... ما تفكريني ببيع ديني ع هيك شي... وبلع ريقو ع فجأة مفقدها بعيونها بمعنى لتكوني حامل...

فدافعت عن نفسها من فهمها لنظراتو الشاكة بحملها وبحقيقة افتراضها: حبيبي والله ماني حامل ... احلفلك بربنا يعني لتصدق ...

كنعان رفض يصدقها فتوقفت منفعلة وهي عم تمسكو من دراعو لتقيمو معها: إذا مش مصدق تعال نروح ع أي مستشفى ولا لنشتري فحص حمل من الصيدليات لتصدق بعدين مالك ماخدين كل احتياطنا يلي عم نعملها بدك أحمل بالأخير..

كنعان مو عارف يهدا من سمة بدنو... كل هالسرحان من الصبح عشان هيك موضوع.. وتنفس براحة بس تذكر إنها خلصت من دورتها قبل ما يرجع بس لو في بنات بتجيهم وهما حوامل... فما رح يرتاح بالو غير لما تفحص وبالفعل اخدها ع المستشفى خاص من شان يتأكد من حملها بانصاص الليالي وشو هدي بالو بس تأكد إنها مش حامل لكن بالمقابل هي ما بتعرف ليه نفرت منو بعدها ممكن لإنها حستو استكثر عليها الحمل منو لإنها ما بتستحق تحمل منو وتجيبلو ولد منها...

هي صحيح مش متلو ولا متل البنت المتوقع منو ومن أهلو إنو رح يرتبط فيها ويخلف منها... بس بالمقابل ما تنسي يا إميرال جاثم عثمان دهب إنتي يلي قبلتي بهيك زواج... وبمتل هيك شرط... فليه هلأ استأتي... حساب ما بدك جمالك يخرب... ولا وجهة نظرك تغيرت بس بعد شو... فبكت ع صدرو وهي عم تعصر بمشاعرها وبس ردو للبيت المستأجرينو طالبة منو يرجعها ع سان مارينو... وما يحاكيها لكم يوم لحد ما تهدا...

بس وين هلأ يتركها لحالها ولا يخليها حامل وأخوه تصاوب من أهلها كلو من عمها يلي حسبي الله عليه... فكملت بكلامها بالغصب معو للي مو فاهم عليها شو قصدها بـ( اسـكـت أنـا خـايـفـة أخـسـرو): مـا تـخـلـيـنـي أخـسـرو إذا صـار جـد...

نصب ضهرو كأنو فاهم ع مش فاهم فمسكها من إيديها طالبها: شو عم تخبصي احكي شي مفهوم...

نطقت صادمتو تزامنًا مع صوت آدان الأول لآدان الفجر: احـتـمـال كـبـيـر كـون حـامـل...

نطق بدون تفكير بشي شالها فيه: كيف؟ مني؟ من متى؟

إميرال انفجرت بكى: كـان عـنـدي لـخـبـطـة هـرمـونـات ولـمـا لـمـسـتـنـي آخـر مـرة ~~ سكتت مش عارفة شو تحكي فخبت وجهها لإنها خايفة تطلع بالآخير مش حامل وتنزل عليها بكرا ولا الليلة... مش عارفة شو تصدق ولا بشو تفكر... تفكر فيه هو ولا بنفسها ولا بعيلتو ولا بشو هتكون نهاية علاقتهم يلي هو قرر يحافظ عليها بس مش بهالسرعة هاي... وتفكيرها هي وين مقارنة فيه للي مو قادر يستوعب كيف القدر خلاه يعيش هاللحظات هاي بهالسرعة الخاطفة... خاف يصدق... خاف يتأمل وما يكون تأملو بمكانو... فنطق وهو عاجز يعبر متل الانسان الطبيعي من صدمتو: رايح جيبلك فحوصات حمل... وخليكي متريحة مكانك لحد ماني راجع فاهمة...

ما بدها تفهم لإنها خايفة من سكوتو وهدوءو وعدم انفعالو عليها... فبكت وهي عم تحس فيه عم يمسكها معدل قعدتها ومسطحها ع السرير بدون ما يقلق فيها وبرغبتها وبخوفها منو ومن يلي جاي وع اللي رح يكبر جواتها إذا كانت عنجد حامل... وغطاها بايسها ع راسها وهو مو عارف شو يقلها وفجأة نطق هامسلها: ادعي ربك تكوني حامل...

ما قبلت تصدق يلي قالو وانفجرت بكى وهي حاسستو عم يبعد عنها لإنها مو قادرة تشوفو من عيونها الغرقانين بالدموع... وتأكد شكها لما اختفى صوتو وسمعت صوت محركات السيارات من برا وهي مرتعبة من يلي رح يسويه فيها... حاسستو عم يكذب عليها... مستحيل يكون بدو يلي ببطنها صحيح قلها من قبل ما رح يخليها تنزلو بس ممكن يغير كلامو... ممكن يئذيها... ممكن يحرمها منو ويطلقها لإنو قلها نهايتهم هي الطلاق... ليه هيك عم يخليها تحس... ليه هيك هي واقعة بين نيران بتلسع... ليه ما بتقدر تعيش فطرتها وطبيعتها متل باقي بنات جيلها... ليه ما بتقدر تحمل وتربي وتكون أم متل هالأمهات يلي حواليها.. ليه ما بتقدر تتخلص من هالقيود ومن هالتحكم... ليه ما بتقدر ترغب وتحقق رغباتها العميقة بعيدًا عن اللبس والطلعة والعناية بالشكل... ليه هي لما تفكر وتحس بعمق بتنوجع هيك...

ليش؟؟؟ ومليون ليش قهرتها مو من ضعفها إلا من إدراكها هي شو بدها... من فهمها وشعورها كلشي بقدرو... من حرقة قلبها لإنو عادي بنت عمها حملت واخدت منهم وما مرت باللي مرت هي فيه...

ما هي غيرة ولا هي حسد ولا هي عين بس تساؤل دابحها أبوها ليه استرخصها هيك هو وعمها جاسر وجدها في حين جودي بالغالي أعطوهم إياها وع العلن... بس هي كلو بالتستر وبالغصب... هي صح ما حد اهتم لرأيها بس هيها لو شو ما صار وضعها هيبقى بالسليم لإنها هي (إميرال) فاهمة عقلية رجال الخيّال مع تجربتها مع عمو كنعان...

بس هي شو... مختلفة عنها وجاي بالخفية وممثلة ع ابنهم... ليه الحياة وصلتها لهون... فطالعت حولها وهي مو عارفة وين تروح بحالها... وين تخبي نفسها... شو تساوي مع نفسها... تقتل نفسها... تحب نفسها... تمحيها... تعززها... تعاقبها وتقسى عليها... كلو منو ليه يفكر يكمل معها... ليه يسمح لنفسو يوقع مع وحدة متلها... ليه يقبل فيها كزوجة... ليه يسمح لنفسو بحمايتها من الزفت هداك... ليه ومليون ليه كآبتها... على عكسو هو يلي عبر الجامع يصلي مع بقية الرجال وهو من جواتو عم يدعي ربو تكون حامل... وإذا جد طلعت حامل إلا يوزع مصاري مو كنذر إلا كبشارة الفرحة....

فسلم من صلاتو وهو مو عارف كيف بدو يعبر عن فرحتو... فرد نزل راسو ساجد لربو شكر وبعدها تحرك لاففلها ع الصيدليات المفتوحة جايبلها كل أنواع فحوصات الحمل الموجودة بالبلد بدل ما ياخدها ع المستشفى متل ما سوى معها بمالطا من شان يتأكد من حدوث حملها ولا لا... كرمال هيك هو طوّل عليها لحد ما رجعلها بعد ساعتين من اللف بالسيارة وشرى مقومات وكلشي بلزم الحامل بأول حملها من فكرة حملها يلي خلتو يهسهس من الفرحة...

وهي الهزيلة بس سمعت صوت محرك السيارة واصلها ما بتعرف كيف رغم تقلصاتها ووجع جسمها قامت للحمام... وهي حاسة وجعها مش طبيعي مع انتفاخ بطنها والامساك الصايبها من عدة أيام... فبس سمعت صوت فتح باب الكوخ بكت بخوف راكية ضهرها ع الباب ما بدها تعرف شي... ما بدها غير الزمن يوقف بس كيف وهي ما معها لا عصاية سحرية ولا عندها القدرة لتوقف الزمن أو حتى لتقلبو لصالحها أو تمسح يلي صار من حياتها كرمال ما تحس بخطر أو بضعف وهوان قدامو ومعو... وشو تمنت لحظتها لو في حد معها يهون عليها يلي عم بتمر فيه... واللي عم تحس فيه لإنها مش جاهزة للي رح يصير... ولا مستعدة لتواجه لإنها عارفة هالحدث رح يغير حياتها بس أكيد مش للأحسن...

وشتان بينها وبين بنت عمها جاسر السادجة يلي مو قادرة تصنف يلي عم بصير معها وين رح يروح فيها لإنها جاهلة بالتصنيف الواعي والمنطقي للي عم تمر فيه... لهيك بس صحاها بعد ما رجع الجامع كرمال تصلي الفجر حاضر حاولت تقوم بمساعدة منو من خوفو لترجعلها الدوخة يلي تكررت معها مرتين أقل من أربعة وعشرين ساعة.... وهي المسكينة سايرتو وهي مجاهدة نفسها لتتحاشى عيونو الموترتها واللي مناها تبعدها عنها بس كيف وهي خجلانة ومتوترة منو ومن قربو ومن كلامها معو... لإنها هي تعودت عليه غير هيك...

لإنها هي شافتو غير عن هيك.... قبل كانت تخاف منو بس هلأ صارت تخجل منو... والخجل هادا عم يعصبها بدل ما يضعفها...

عم يضغطها بدل ما يخليها تنصاعلو...

عم يخليها تفكر كتير بدل ما تسلم... فبعدت عنو بس ضمنها بوعيها وكملت للحمام لحالها بدون أي مساعدة منو وهي ممكن بأي لحظة تبكي لإنها خايفة منو وراغبة فيه بنفس الوقت فتقصدت تطول بالحمام كرمال بس تطلع يكون نايم بس يا خيبتها بس طلعت من الحمام ولقتو لوحشها صاحي فكملت متل الخنفسة ببطء لعند سجادتها مبلشة صلاتها ومطولة فيها رغم وجع عرقها يلي ردلها ع فجأة وسلمت من صلاتها رافضة تكمّل لعندو رغم نعسها ورغم رغبتها لتكون بين إيديه... بس مش قادرة تسلم حالها بوعي كامل منها لإنها حاسة لمساتو لإلها هلأ غير وهتفرق كتير عن قبل... فمو عارفة شو تساوي... فبس سمعتو عم يقلها: ما بدك تنامي؟

بهتت واصفرت... شو تنام؟ شو بخبّص هادا معها... هو ليه بسألها هيك سؤال معقول قصدو الشي غير النوم واللي هي خايفة منو وعم تفكر فيه... عجزت ترد... لكنها ما رح تبقى مكانها... فشلحت أواعيها الصلاة طاويتهم ومحاولة تأخر كلشي... محاولة تفكر شو تساوي وكيف فيها تهرب منو... فضحك عليها لإنو شايفها نعسانة وعم تقاتل حالها بانفعال وجهها... فقام وقف ساحبها لعندو بخفة ناهي الموضوع معها: ما تخافي ما رح يصير شي...

الكارثة مش شو رح يصير... إلا لمساتو لإلها... ريحتو... الحرارة الحاسة فيها... صوتو... فكرة وجودو... ما بتعرف ليه هيك صارت تواقة لقربو بدون أي فاصل بينهم... فما بتعرف ليه بس صارت هيك قريبة منو كل شي غاب من عقلها وما بدها شي غير تكون بين إيديه... وهو لقطها ع السريع فاهم عليها لإنو هو راغب فيها... فمسح ع وجهها وهو متغاضي عن جرح شفتها وجبينها هامسلها: عادي يلي عم بصير فما تخجلي ومرات الاشي بزيد عند بعض الحوامل فما تقلقي...

هي تبكي ولا تصرخ ولا تضرب حالها لإنها عم تتمسك فيه مطالبتو ما يبعد عنها... وهو ما رفض طلبها لإنو متبادل بينهم فدعى دعاء العلاقة مقرب منها ومنفصل عن العالم وراهم... لكنها هي مو قادرة تتقبل... مو قادرة تسلم وتلحق رغبتها معو... فحاول قد ما بقدر يهون عليها ويعطيها ثقتها لإنها بكتلو وشكتلو (هي مش حلوة وشكلها خرب وبدها ماكنة رياضة)

وهو مو فاهم من وين طلعتلو بهالأفكار... مرة بتقلو مش حلوة... مرة بتقلو وحش... مرة بتقلو ماكنة رياضة... بكرا أبصر شو... شكلو عدو هالبنت القعدة لحالها فلأ لازم يخلي الست سمية تعبي وقتها انشطة متنوعة لإنو ما فيه يطلعها برا البيت... فإنشالله لو بتعلمها لغة ولا بتفتحلها ورشة بالبيت المهم ما تنضرب فكريًا ولا تطلعلو بأفكار غريبة... فحاول يرضيها ويفهمها... بس كان جهد كبير عليه لحد ما استسلمت للمساتو يلي كانت متوقة لإلهم... وبس حس خلص طاقتو نفدت بعد عنها وهو حاسسها رح تبكي عاجز معها... فحب يتركها ويقوم يغتسل... لإنو مو منطقي يكون دايمًا مقيدها بوجودو...

صحيح هي ما لازم تبقى لحالها خوف ما تفكر كتير لإنها مش فاهمة هي بشو بتفكر ولا وين رح تروح بحالها... بس بنفس الوقت لازم تاخد مساحتها... فتركها وهو عم يتنهد من طريقو الطويل معها لإنو حاسسها عنيدة ومش فاهمة حالها وهالشي بلش يخوفو لإنو ممكن لقدام تلحق بعض الأفكار الغريبة من تفكيرها العشوائي ... فدعى ربو بسرو يسهلو طريقو معها ويبعد عنها الفتن والأفكار البتنهي زواجهم ووئامهم وطلع من الحمام بعد انتهى من اغتسالو وهو لابس روب الحمام ودهش بس ما لقالها آثر بالغرفة وين راحت هادي المجنونة... فأجى بدو ينزل بالروب لكنو تذكر وجود الست سمية بالبيت فلف لعند الخزانة بدو يغير أواعيه وبهت مكانو بس لمحها عم تبكي بالزواية وهي ضامة حالها بالبيجامة اللابستها من جديد...

وهو العاقل يلي ما بعرف وين صار... ولعت معاه بس شافها هيك... هادي بدها تسبب لحالها الاكتئاب... لا إله إلا الله... امبارح بتقلو بدها تموت... وهلأ حاشرة حالها بهالأرنة بكيانة ومسلمة حالها لعالم الهلاك... فبسرعة نطق بدون تفكير وهو عم يمسكها من إيدها موقفها تواجهو وهو مش هامو إذا خافت منو ولا لأ: جودي مالك من متى هيك بتساوي بحالك... مش قلتلك رح عوضك ليه هيك عم تساوي بحالك وفيي..

جودي مناها تقلو إنها مش فاهمة عليه... ولا قادرة تستوعب شي من يلي عم بصير معها فتجاوزتو ضاممتو وبكيانة ع صدرو طالبة منو الأمان... فتنهد مو عارف شو يساوي فيها... هادا من ضعف عقيدتها هيك عم بتحس... فضمها وهو عارف وظيفتو من يوم وطالع يحاكيها بالعقيدة... فمسح ع ضهرها وهو عم يقلها: بسيطة يا عمري كلشي بنحل.. بدك تبكي أبكي...

فبعدت عنو ممسحة دموعها رادة: ما أنا عم ببكي...

فتبسم غصب عنو مكمّل ع كلامها: يسعدلي إياها يلي عم بتبكي أنا... أنا بقول روحي اغتسلي وتعالي نقعد بالمكتب في بيننا حكي كتير...

جودي طالعتو وهي محتارة...

فنطق سائلها: مالك عم تطالعيني هيك؟

جودي لفت مفقدة حواليها بعدم أمان: صح رح تبقى هون لحد ماني مخلصة حمامي...

هز راسو مجاوبها: بتموني... فيلا روحي اغتسلي من شان نصلي صلاة الضحى ونكمل لتحت...

جودي تنهدت براحة وهي عم تتفحص عيونو وكأنها عم تطلب منو بغير قصد منها يحيطها بعيونو... وبس ضمنت بقاؤو بالغرفة تحركت متجاوزتو مكمّلة للحمام... بعد ما خلتو (تركتو) يلبس أواعيه ويبصم هالبنت ما بتعرف حالها لكنها بالمقابل ما بتقبل بشي ما بدها إياه لدرجة بتعند عشانو... وفجأة رق قلبو لما تذكر قصة ضرب أبوها لإلها وانفعل مع انفعالو السريع معها قبل شوي... وحس قلبو قهرو عليها لإنو لا أم لا عيلة لا أخوة لا خوات وفوقهم ما فيه بنات عم متل الخلق... وبجي أبوها الغشوم الظلوم بكمل عليها بضربو لإلها.... شو عمرها من شان يضربها... إذا ذنبها عندو إنها هي بريئة وعقلها صغير وقلبها طيب ببقى غلطان لإنو هو لو بفهم الله حق كان سعى يرضيها لإنها هي مدخل لمداخل الجنة...

ولّا الكارثة كمان مش بس ما في عندها أب حنون رحيم متل الخلق إلا كمان لا زوج متل الخلق من أول ما تزوجها.... فسخر من نفسو لإنو هو ما كان أحسن من أبوها وأهلها وكرمال هالشي هو ما لازم يكون بس أحسن إلا أفضل لإنو ما بتخيل أختو تمر ساعة باللي جودي مرت فيه واللي عم تمر فيه....

هو إيدو بتمنالها الكسر قبل ما يمد إيدو للسيطرة عليها ولا لكبتها...

انغاظ لإنو هو شو بدو يعمل ليمسح آثار ضرب أبوها لإلها من جسمها ومخيلتها... هو شو بدو يعمل ليرحمها من وقع ذكرياتها... هو شو بدو يقول لربو ولإلها وللناس يلي شهدوا ع كتب كتابهم إنو قهرها وذلها وعاملها بقسوة... هو شو بدو يقول لأمو يلي تعبت عليه وربتو منيح من شان تشوفو بهيك نسخة ع كبر... هو شو بدو يقول لأختو جوري يلي عبرت عمر الزواج هيك هو الزواج والزوج من شان تخاف بدون تفكير... هو شو ساوى بحق نفسها وحق نفسو وحق الكل... تنهد تنهيدة طويلة ماشي بالغرفة مستغفر ربو ع ضلالتو... ع تخييب ظن أبوه فيه يلي سعى يربيه ع الدين صح ليكون قائد أو شخصية معتبرة بتاريخ المسلمين... فبأي وجه هيتذكر أبوه لما يقابلو بمخيلتو ولا بذكرياتو ويقولو "هادا يلي ربيتك عليه" "هادا يلي آمنتك عليه" "هادا يلي زرعتو فيك" "هادا يلي قدر يطلع منك معها لهالمسكينة اليتيمة... هادي هي أخلاقك... هادي مكارمك واحترامك لنفسك... هادي هي جزاة تربايتي لإلك... يا خيبتي فيك... يا شقاي وحرصي عليك يابا"وشو غصتو كلمة يابا وخلتو يشب شب من جواتو من حم الفكرة عليه نتيجة غفلتو باللي صار معها من قبل ما يرتبط فيها... وشو كان نفسو يصير شي يمسح يلي صار فيه...

شو صار نفسو لو كان بِعرف كلشي عنها كرمال ما يكون معها بهالوحشية وبهالقسوة يلي عاملها فيهم من أول ليلة كانوا فيها لحالهم وبقية الليالي يلي مرت عليهم بعدها...

شو صار لو راحت لحد غيـ~~

ما قدر يكمل من غيرتو لتكون لغيرو لحد من ولاد عمو لو ما أصر عليها لتكون من نصيبو هو يلي قدر يحميها من أبوها وشرورو معها... وهالاعتراف هادا ما بمحي ولا بغفر يلي عملو معها وفيها... وهون المفصل ونقطة الانطلاق الحقيقية معها لبنت قلبو بغض النظر هي على أي عيلة محسوبة... وبغض النظر عن أبوها القاتل لأبوه... لإنها هي بريئة من ذنوب أبوها يلي جبرتو يفكر ويفترض افتراضات خاطئة مع المعلومات المعروفة عن بنات عمها مقارنة بالشح وندرة المعلومات عنها هي لبنت قلبو...

فتنهد بتقل عاجز فيه يزيل الغم المستولي ع قلبو... ولا حتى يخلّصو من ضميرو يلي عم يطالبو بتكبد يساوي شي هلأ ليحل كلشي بضغطة زر ولا بعصا سحرية ليتعدل كل يلي صار...

بس كيف وشو الطريقة؟ ما بعرف... وعدم المعرفة في حين الرغبة موجودة فيه وعم تلح عليه يتحرك بسرعة ليعدل يلي صار خلتو يقسى ويصير يفكر بطريقة ذكورية جامحة وهادا الشي ما بدو إياه ولا برغب فيه هلأ ولا حتى بعدين من وعيو بعواقبو غير المحمودة لإلها وعليه... وهالشي خلاه ينقهر ويتنرفز من عدم تقبلو للوهن المستولي عليه والحاسس فيه بشكل متضخم... فتلفت حواليه مضغوط غير متحمل نفسو بهالتفكير العقيم وبهالمشاعرغير المستقرة فبسرعة توقف على رجليه متحرك بالغرفة بسخط ناشل نفسو فيه من عتمة أفكارو كابح دماغو غصب عن التفكير قبل ما يتأزم الوضع أكتر بوجدانو إلا بصوت تليفونو يلي رن ع فجأة دافعو يتحرك لعندو ويسحبو من جيبة بنطلونو الجينز يلي كان لابسو لما راح يصلي الفجر في الجامع كرمال يشوف مين متصل وهو ناسي العالم وراه من انشغالو بذنوبو معها للطاهرة والنقية يلي عندو... وجفل مكانو بس لمح الرقم المتصل عليه لإنو كيف سهي عن هالموضوع اليوم رغم إنو هو كان مخطط يرجعلو قبل ما ينام كرمال يسمع الخبر يلي بسر خاطرو... فبسرعة رد عليه ناطق بعجلة: بشر!

تبسّم صاحب الرقم بس سمع كلامو وهو عم يرد عليه بكل ثقة: والله أنا قلت شكلو الخيّال انشغل ولا نسي يرجعلي قلت اتصل أنا أبشرو البنـت أك~~~

ولله الحمد تم الفصل...

شو رأيكم بالفصل وهل توقعتوه هيكون هيك... بصراحة الفصل من أسبوع تقريبًا جاهز بس كان بستنى المدققة المبدعة يلي الله يحميها ويحفظها من كل مضرة الأخت شارلوك هولمز لإنو النص ما بكمل بدونها بفضل الله...

ونيجي هلأ نتكلم عن الفصل مين البنت يلي اكلت الطعم.. وهل معقول إميرال تكون حامل؟ وهل فعلًا حملها هيعطيها ورقة قوة هلأ ولا لأ ولا بين هيك وبين هيك... جودي شو هيصير معها ومع عزوز يلي قرر يشتغل عليها.... وكيف لقيتوا قعدة رجال العيلة سوى... واهم شي هل فكرتو من قبل بقصة مشروعية زواج كنعان من إميرال ولا لأ.... والأخ سطام من وين عرف عن زواجهم هل من مراقبة الخطوط والتحري عنهم ولا من خال عدنان يلي احتمال يكون خالو (خال عدنان بكون يلي تزوج إميرال بعقد مزيف وأصلًا لنفترض كان مشروع يعتبر العقد باطل لإنها ع ذمة غيرو بغض النظر عن المشروعية الزواج) ولا في شي مو خاطر ع البال... ولسا المفاجآت بفضل الله ما خلصت وما كشفنا كلشي.... المهم حضروا حالكم للمفاجآة الكبرى بالفصل الثامن عشر بإذن الله لإنو مو متوقع بتاتًا... ما تنسوا التصويت والتعليق كرمال شوف أفكاركم وآرائكم... بحبكم كتير ودمتم بخير...

وصحيح بنبّه كنعان يلاقي حل ع الحارك عم يجلطني لإنو 🙄

 
 

 

عرض البوم صور رنين رنين   رد مع اقتباس
قديم 05-03-23, 10:45 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2013
العضوية: 257539
المشاركات: 35
الجنس أنثى
معدل التقييم: رنين رنين عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 24

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رنين رنين غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رنين رنين المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية سجين الانتقام

 

الفصل الثامن عشر


قراءة ممتعة🌺

وشو غصتو كلمة يابا وخلتو يشب شب من جواتو من حم الفكرة عليه نتيجة غفلتو باللي صار معها من قبل ما يرتبط فيها... وشو كان نفسو يصير شي يمسح يلي صار فيه...

شو صار نفسو لو كان بِعرف كلشي عنها كرمال ما يكون معها بهالوحشية وبهالقسوة يلي عاملها فيهم من أول ليلة كانوا فيها لحالهم وبقية الليالي يلي مرت عليهم بعدها...

شو صار لو راحت لحد غيـ~~

ما قدر يكمل من غيرتو لتكون لغيرو لحد من ولاد عمو لو ما أصر عليها لتكون من نصيبو هو يلي قدر يحميها من أبوها وشرورو معها... وهالاعتراف هادا ما بمحي ولا بغفر يلي عملو معها وفيها... وهون المفصل ونقطة الانطلاق الحقيقية معها لبنت قلبو بغض النظر هي على أي عيلة محسوبة... وبغض النظر عن أبوها القاتل لأبوه... لإنها هي بريئة من ذنوب أبوها يلي جبرتو يفكر ويفترض افتراضات خاطئة مع المعلومات المعروفة عن بنات عمها مقارنة بالشح وندرة المعلومات عنها هي لبنت قلبو...

فتنهد بتقل عاجز فيه يزيل الغم المستولي ع قلبو... ولا حتى يخلّصو من ضميرو يلي عم يطالبو بتكبد يساوي شي هلأ ليحل كلشي بضغطة زر ولا بعصا سحرية ليتعدل كل يلي صار...

بس كيف وشو الطريقة؟ ما بعرف... وعدم المعرفة في حين الرغبة موجودة فيه وعم تلح عليه يتحرك بسرعة ليعدل يلي صار خلتو يقسى ويصير يفكر بطريقة ذكورية جامحة وهادا الشي ما بدو إياه ولا برغب فيه هلأ ولا حتى بعدين من وعيو بعواقبو غير المحمودة لإلها وعليه... وهالشي خلاه ينقهر ويتنرفز من عدم تقبلو للوهن المستولي عليه والحاسس فيه بشكل متضخم...* فتلفت حواليه مضغوط غير متحمل نفسو بهالتفكير العقيم وبهالمشاعرغير المستقرة فبسرعة توقف على رجليه متحرك بالغرفة بسخط ناشل نفسو فيه من عتمة أفكارو كابح دماغو غصب عن التفكير قبل ما يتأزم الوضع أكتر بوجدانو إلا بصوت تليفونو يلي رن ع فجأة دافعو يتحرك لعندو ويسحبو من جيبة بنطلونو الجينز يلي كان لابسو لما راح يصلي الفجر في الجامع كرمال يشوف مين متصل وهو ناسي العالم وراه من انشغالو بذنوبو معها للطاهرة والنقية يلي عندو... وجفل مكانو بس لمح الرقم المتصل عليه لإنو كيف سهي عن هالموضوع اليوم رغم إنو هو كان مخطط يرجعلو قبل ما ينام كرمال يسمع الخبر يلي بسر خاطرو... فبسرعة رد عليه ناطق بعجلة: بشر!

تبسّم صاحب الرقم بس سمع كلامو وهو عم يرد عليه بكل ثقة: والله أنا قلت شكلو الخيّال انشغل ولا نسي يرجعلي قلت اتصل أنا أبشرو البنـت أكلت الطعم ع تقيل...

عبد العزيز قعد ع طرف السرير وهو عم يتنهد من عقلو يلي صاير يخونو مع الهموم والضغوطات يلي عليه معلق: والله مو عارف شو بدي قولك يا لوذعي (اسم ولقب معناه ذكي الذهن حاضر البديهة) غير إنو الدنيا مشاغل وتلاهي... وكبت تنهيدتو قبل ما تطلع من حلقو مكمّل بصوت بالقوة قادر يتحكم في وضوحو.. المهم هلأ شطبّت ع كل يلي قلتو...

لوذعي بشرو بنبرة ثقة: وزيادة كمان وَلو بدها سؤال...* وكمّل بمزح مسمعو كلام... لو من حد غيرك كان اعتبرتها إهانة بس منك مقبولة فيا عزيزي هلأ ضل بدك شي منها ولا من غيرها قبل ما سكر...

عبد العزيز رد عليه بنبرة فيها برودة صدر وهو عم يبتسم ع كلامو يلي بخليه يبين أكبر من سنو رغم إنو ولد بعمر المراهقة: حاليّا لأ يا لوذعينا ويلا سكر والبشارة ماني نسيها...

الولد المراهق طلّع تعبير مش عاجبو: صء مو بيننا يا خيّال خيرك سابق ومعمر بفضل الله... فإذا استجد شي احنا جاهزين... فتنهد عبد العزيز وهو عم يسمع جوابو ناطق: تمام يا لوذعي بنتفاهم بعدين وخليني سكر... وسكر منو وهو مو عارف ينبسط من شان الخبر يلي وصلو بخصوص بنت قلبو يلي بلش يرجّعلها حقها من بنت عمها المكيودة خرابة البيوت يلي مناه من شعرها يشدها لولا رجولتو وايمانو يلي بمنعوه من هالشي يلي راغب فيه وبقوة... لكنهم بنفس الوقت ما بمنعوه يربيها ترباية غير شكل من خلال يخترق تليفونها وكل أجهزتها يلي بتملكها (بتمتلكها) ويهكرلها كل حساباتها على المواقع التواصل الاجتماعي سواء يلي باسمها ولا باسم وهمي قدروا يعرفوه بعد تعقبها من أكتر من أسبوع كرمال يحذفولها كلشي عاملتو* وحافظتو على المواقع الاجتماعي ولا على أجهزتها المشبوكة بالنت ويخلوا خلفية تليفونها ولابتوبها مكتوب فيها بنص عريض بلون أحمر(اتقِ الله يا اختاه)... أكيد هيك بدون شك رح تنهبل وتفقد عقلها على كلشي صارلها لإنو علاقاتها ووس*ختها والملفات المتحفظة فيهم لخرب بيوت الناس راحوا من بين إيديها بكل بساطة من جهلها بقصص التشديد على أمان أجهرتها وحساباتها... كرمال تعتبر منيح وتفكر مليون مرة قبل ما تقدم على أي شي بمس غيرها بكل غرور وأحقية لتطعن بالناس وتخريب بيوتهم... وازدرد ريقو متبسّم ببرود وهو عم يتخيل حضرتها نايمة بكل ثقة وانبساط وغفلة عن يلي صارلها بنقطة قوتها المعتمدة عليها بالسيطرة ع البنات ولا الشباب... وبس تصحى من لحالها لبالها ولا من اتصال من حدا من معارفها يلي بعرفها شخصيأ وفقد حساباتها رن عليها يشوف شو فيه منها وتقلب الدنيا قلب بس تشوف شو صار بكل تعبها...

بس خرجها لإنو متل ما بقولوا يلي فيك ما يخطيك... لإنو ما فيه دخان بدون نار يا محترمة دهب... مفكرة حالها هالق*رة شاطرة بتصوير الناس كرمال تهددهم وتخرب بيوتهم... مفكرة حالها هالسفيهة إذا مرة ولا مرتين ولا عشرة زبطت معها يبقى دايمّا رح تزبط معها العمر كلو... بتبقى تحلم ودامو هو ما فيه يئذيها ولا فيه يلجأ للقانون ولا لعيلتها... فيه شي خفي ما بثبت إنو هو القاص منها بدهاء...

وكان هالحل ولا هو شكليّا لكن ضمنيّا ما اكتفى لإنو بدو الشعر بالشعر هالانتقام هادا من شان حركتها الندلة بحفظ صور مرتو مع هداك يلي مخليه يشب شب من الغيرة... أما بخصوص حركتها الوس*ة بشعرها ما رح يتزحزح عن فكرة بدو شعرها يشوفو مقصوص... وهادا مش بعيد وقت تنفيذو بس على الهداوة حتة حتة لإنو هو ما بدو يجلطها بعد يلي عملو فيها من نيتو ليأدبها مش ليجيب أخرتها على إيدو هو ناقصو بعد موت الجد وخطورة حالة كنان يكمّل عليها هي... هالشي مش غايتو فالله يبعد عنو خطايا الناس لإنو مش قدها... فبلع ريقو ضاغط على تليفونو بقوة كتصبيرة للي جاي وفجأة بس حس الشي يلي بين إيديه مش عم يساير (يجاري) أصابعو بالضغط... صحي على حالو هو وين وشو عم يساوي بحالو من تفكيرو بخرابة البيوت... وحرك راسو مدور عليها لبنت قلبو يلي ما طلعت لهلأ من الحمام بس فقد حسها حواليه... وشو تعجب لما ما شافها في الغرفة... هي راحت تغتسل ولا تتحمم ولا شو بالزبط... فتحرك لعند الحمام تزامنًا مع رنة تليفونو الحاملو بين أصابع إيدو اليمين فبسرعة رفعو يشوف مين متصل إلا كان جدو... فعجل حالو وهو عم يقرب من باب الحمام داقق عليها بقوة غير مقصودة كرمال يلحق يرد ع جدو يشوف شو فيه ليكون صار شي كايد مع عمو جابر في المستشفى ولا مع حدا تاني منهم... ونطق بصوت جداني مخيف مش مقصود منو: جودي بسرعة اطلعي والحقيني ع تحت....

إلا بصوت وقوع شي من جوا الحمام واصلو فخاف لتكون وقعت جوا فدق الباب بالقوة والتليفون لساتو عم يرن بين أصابع ايدو يلي عم يدق الباب فيها: جودي صار معك شي؟

جودي هي ما صار شي معها إلا لحظة ما دق عليها الباب بهالقوة الراعبها فيها وهو عم يكلمها بصوتو الخشن فردت عليه بصوت عالي بمعنى وقفت قلبي وهي عم ترفع كريم الجسم يلي وقع من بين إيدها الماسكة فيه من ورا دقتو المفاجئة لإلها: لأ..

فتنهد براحة مذكرها للمرة التانية: بتلحقيني ع تحت بس تخلصي... سامعة...

ما ردت عليه لإنها مستفزة منو كيف خوفها مخرب سرحانها ووتفقدها ببطنها الحاسستو منفوخ وعم يضغط عليها شوي... ناسية تكمّل دهنو ولولا صوتو والكريم يلي وقع منها من خوفها المفاجئ من ورا دقتو ع الباب يلي حسستها بمداهمة الشرطة بالمعنى الحرفي ولا لكان نست حالها بالحمام... وعلقت لنفسها بصوت شبه مفهوم لإلو من حرتها منو: خلصروح... (خلص روح)

وهو بس سمع صوتها فكرها يعني سمعت شو قلها فبسرعة وطلع مستعجل من غرفة نومهم لغرفة المكتب يشوف شو مالو جدو متصل عليه بعد ما طبق الباب وراه ليكلمو متل العادة بعيد ع سمع مرتو يلي طلعت من الحمام بروب الحمام كرمال تلبسلها شي بعد ما تركها لحالها في الغرفة... وهادا بالزبط المطلوب منو يتركها لحالها بكفيها خجلها وتوترها منو قبل شوي كان ناقصها يكمّل عليها هلأ بمقابلتو بوجهها كمان ساعة بعد الرعبة يلي سوالها إياها وهي عم تدهن بطنها....

ما يروح يشوف حياتو ويتركها تتنفس متل باقي الخلق كرمال ما تتوتر من قربو وجودو جنبها ولا حواليها خوف ما تضلها تحسب حساب لكلشي رح تسويه قدام عيونو... فتوقفت قبال خزانتها محتارة شو تلبس... وفجأة تذكرت الأواعي يلي بعتلها إياهم يلي بقولوا عنو زوجها ع وقفة عيد... فدورت عليهم ساحبتلها منهم فستان مصمم للحوامل بدون نفس ولبستو بملل مع غيارها وتحركت ممشطة شعرها يلي جف وهي واقفة عم تتأمل حالها بالحمام وتعطرت لابستلها طوق أسود بجي مع فستانها الخريفي الراقي الخمري البجي تلات أرباع من الإيدين وبصل طولو لتحت الركبة... وتنهدت معلقة بعدم رضا بس شافت بطنها المبين فيه بشكل طفيف (ضروري يبين فيه) ...

يا الله شو بتكره نفخة البطن... شو صار لو الحمل ما بحتاج البيبي يكبر فيه... أو مثلاً بطنها ما يكبر في الحمل... فتأفأفت طالعة من الغرفة بعد ما لبست جراب (جربان...شراب) برجليها وضربت كيس عيديتها المتروك عند الباب بدون ما تشوف شو فيه برجلها من الملل والبياخة الحاسة فيهم ونزلت بدها تاكل... مهي الدنيا خربانة معها خربانة... ولا فوقها حضرتها ناسية يلي قلها إياه الحقيني تحت من ورا رغبتها ليطلع من البيت... ومن انشغالها بقصة نفخة بطنها... وناسية فوقهم إنو الدنيا أعياد واحتمال يفضل يبقى بالبيت يتريحلو شوي من تعويدها إنو ما بجي للبيت غير للنوم فيه... فعبرت المطبخ تفش خلقها فيه دام الست سمية مش موجودة فيه وعيونها (عيون الست السمية) مش عم تطالعها باعتراض فصارت تحرك الكراسي بغل بتقصد وهي ما عندها علم بابن الخيّال يلي طلع من غرفة المكتب يشوف شو سبب هالازعاج يلي عم تسويه حضرتها ع بكرة الصبح بالمطبخ وبهت بس شافها عم تتنفتر مع حالها وهي عم تحاكي الهوى بمشاعر كره: يا الله بـس ~~

فعلق مازح معها وهو عم يتكتف بإيديه مخوفها للمرة التانية ع غفلة منها بلا قصد منو: شوعم تسوي ع هالصبح بهالكراسي في تار بينك وبينهم شي؟

ردت عليه بانفعال وهي عم تتخصر بإيدها اليمين وعم ترفع إيدها اليسار على قلبها بتأمين على نفسها: بسم الله هو إنتا هون بجد خوفتني!!!

لا حول ولا قوة إلا بالله... هو وين بدو يكون يعني غير هون مهو قلها لللبيبة والنبيهة يلي عندو تلحقو تحت دليل إنو رح يبقى... فرد عليها مازح معها وهو عم يتفقدها شو لابسة: ع شو تخافي ورفع إيدو حاكك راسو عاجز يفهم هالهبلة يلي قدامو معلق... عندك خال ولا عم أهبل مورثك الهبل...

ما بتعرف ليه ضحكت متخيلة عندها خال ولا عم أهبل لإنها تذكرت عمها جاثم وكلام أبوها عنو غير يا الأهبل... يا الغبي... يا الفهيم... يا فلطحة وغيرها من الألقاب التنمرية لامزو وغامزو فيها... ولفت وجهها بعيد عنو حاكة رقبتها خجلانة تبين ضحكتها أكتر من هيك... ما يروح خلص... وفجأة نطق معجلها: يا هبلة الحقيني بتاكلي بعدين لإنو ما رح طوّل معك...

قلبها دق شو تلحقو... بسم الله هادا شو مالو.. ماخدلو حبة ولا شو... ما يستحي ع حالو... ما يرحمها ويتركها بحال سبيلها... إلا بصوتو المقاطع تفكيرها: بنت تعالي!

فلفت طالعة من المطبخ ماشية غصب وراه ناحية غرفة المكتب وهي عم تتحلطم ضروري تروح... ضروري يعني تسمع كلامو... ليه ما تفكر تتمرد عليه وتركض ع فوق فرفعت راسها تشوف وينو وهل رح ينتبه عليها إذا نفذت يلي ببالها... وريتها ما رفعت عيونها ولا حتى فكرت بهالاقتراح الغبي بس لمحت نظرتو الجدية لإلها بس لف يتأكد إذا لحقتو ولا لأ لإنو حاسسها بدها تتمرد على أمرو...* فنزّلت راسها بسرعة مكملة وراه متل قطة مطيعة وهي عم تجحرو لإنو حشرها وفاهم ما بدها تجاريه بس هو معند يضلو معها وحواليها.... وعبرت من باب غرفة المكتب ـ التاركو ابن الخيّال مفتوح من لما طلع يشوف شو عم تسوي بالمطبخ ـ وهي مش منتبهة ولا مفكرة شاللي بستناها بغرفة المكتب من ورا تفكيرها ضروري يعني تلحقو وتسايرو وفجأة بس سمعت صوت طبق الباب وراها بلشت تحس في شي مش مزبوط فجت رح تلف بدها تشوف عيونو لتتأكد من يلي حاسة فيه إلا بتعليقو معها عليها وهو عم يضربها بمزح ع راسها بخفة مخليها تتصلب مكانها: قويانة يا بنت... ونزّل إيدو ع ضهرها دافعها ومشجعها بذات الوقت لتتحرك كرمال تقعد ع المقعد المقابل لمقعد مكتبو لما شافها متل المصنمة... وهو عم يقول للبنت البعقل طفلة صغيرة جنب عقلو الكبير الموسوعة: ايوة شو عم بتستني لتقعدي يا حلوة ونشوف شو في عندك....

بقلها يا حلوة.. واقعدي... وكمان نشوف شو في عندك.... وشو عم تستني... يا حلوة فهمناها... بس شو عم بتستني لتقعدي؟! خير حدا قلو هي بدها تقعد معو أصلاً هي بدها فراقو خوف ما يكشفها ولا ليضلو يوترها ولا ليورطها باشياء ما بدها إياها تصير... وهادا مش مهم قد المهم هلأ... هو شو قصدو بـ (نشوف شو في عندك) معقول الست سمية رح تيجي تقعد معهم.... فبلعت ريقها قاعدة قدامو متل طالبة مؤدبة قدام استاذها وصارت تمسح ع فستانها أو تمسك بإيديها متل الطلاب العندهم حركة زايدة مستنية بست سمية تدخل عليهم.... وهي مش حاسة فيه يلي قعد قبالها ع كرسي المكتب بتقصد منو لإنها مش متعودة عليه يحاور فيها وهو قاعد جنبها... وطالعها مستني فيها تنطق يلي عندها... ولما حسها مش متلحلحة نطق مستعجلها ومختصر عليها الطريق لإنو مش فاهم يلي عم يدور ببالها وشو عم تستنى كرمال تتكلم: مش حابه تحكي؟

خير هي تحكي.... أصلّا متى سمعتها هادي منو ولا من إي رجال بحياتها... وقبل ما تسمعها هي عارفة لو حكت مين رح يهتم... فلفت وجهها رافضة تتفاعل حاسة بغصة من كلامو... فرد غيّر صيغة كلامو الموجه لإلها معها: شو كيف حاسة حالك هون..

بلعت غصتها مو عارفة شو تقول غير حابه قراءتها للروايات ولمتها مع جوري والست سمية هون بدون ما تقابل الباقي الغير المريحين لإلها... وهي مش حابه كرهها لإنو يتزوج عليها لإنها هي مش عارفة هي بدها إياه ولا لأ ومين أصلاً قلقان بهي شو حابه ولا راغبة... وفوقها مفكرين ياخدوا بنتها العم تغرم فيها يوم بعد يوم وهي عم تكبر جواتها..

معقول بعد يلي صار عم يفكر يسألها... ما حالها قدامو ومعو بغني عن السؤال... بس معقول هو بدو يسمعها؟* لا مستحيل... فلفت وجهها شاكة بهادا الشي وجت رح تشرق بس شافتو عم يطالعها بنظرات ثاقبة وبسرعة تداركت الموقف بعفوية منها بالعة ريقها خوف ما يقرب منها بس لمحتو بدو يجي لعندها رادة مجازيًا تما يخاف عليها ولا حتى يفكر يجي لعندها: أنا بخير... ولفت وجهها وهي عم تأشر ع برا الغرفة ناحية الشباك كرمال تشغلو عنها وتمنعو يقرب منها: الجو هادا كتير حلو... وكملت بدون ما تنتبه... كنت حب المدرسة بهيك جو واضلني* قاعدة على الكرسي الجنب الشباك سرحانة بورود المدرسة ورسمات الأميرات لبنات الروضة وارجع ع البيت روح احضرهم... وفجأة انتبهت ع حالها كأنها عم تطلع سر من أسرارها الممنوع حد يعرف عنهم... وبسرعة حاولت ترجع لقوقعتها وعزلتها عن التعبير وكشف ذاتها من تفكيرها إنو أكيد هلأ رح يعرف عنها إنها تافهة وعقلها صغير وما لازم تكون أم... وشو صار جاي ع بالها تبكي لإنو أكيد ربط كلامها بكلام أهلو إنها ما بتنفع تكون أم ولا زوجة... وجت رح تبكي لولا سؤالو الهادي الموجه لإلها شاغلها عن رغبتها بالبكى: أي أميرة كنتي تحبي؟

ما قدرت تصدق إنو عم يسألها فتيجي تطالعو تخاف تشوف عيونو فرفعت ايدها ع تمها مو عارفة ليه لسانها عم يخونها حابب يتكلم رغم إنو احتمال يورطها معو... ممكن من قوتو عليها وهو هيك قاعد قبالها متل المحققين ولا شخص إلو سلطة عليها للحصول على المعلومات يلي عندها بدون أي اعتراض... فبسرعة نطقت بس حست لحظات الصمت بالغرفة عم توترها من خوفها يصير شي غير مرغوب فيه بينهم: بحب كل الأميرات بس أكترهم بِل وسندريلا... وخوف ما يجي يسألها كمان سؤال كملت كلامها وهي مش مفكرة ممكن يكون مش حابب يسمع شو عندها مثلًا... بحب بِل لإنها طيبة متلي وبتشبهني بالشكل... بحب سندريلا لإنها معزولة متلي مالها حد بعالمها اللطيف الكبير~~

ما بعرف ليه بس سمع كلامها صار بدو يبكي... ممكن لإنو ما توقع هادا الكلام يجي منها... فما قدر يواجهها ولف كرسيه معطيها ضهرو... وتاركها تحكي براحتها وتعبر عن يلي عم بجول بخاطرها رغم إنو كان مخطط يعطيها من وقتو ربع ساعة من شان يناملو ساعة قبل ما يروح يقابل جدو... بس حس هو كان أناني بحكمو لإنو ولا مرة سمعها متل الخلق... فلأ هو هلأ مجبور يسمعها إذا مش بالرغبة بالغصب عنو كرمال يصلّح العلاقة معها ويعوضها عن يلي عملو فيها من قبل... فمسح ع وجهو مش عارف شو رح تقول كمان... وبلع ريقو مستني فيها تكمّل... لكنها ما نطقت بحرف غير عم تتنفس بغصب.. فأجى بدو يلف وقبل ما يلف نطقت رافضة تسمع منو كمان سؤال يوترها بزيادة لإنها مش عارفة تنسحب من الغرفة الخانقتها والمخليتها ما تكون ع طبيعتها الآلفتها مع حالها ومعو: كنت حب كمان ذات الجلد الحمار لإنها كانت تخبي حالها فيه وتحمي حالها من الأشرار... وكنت عصب من هانسل وغريتل واكرههم وما حب احضرهم لإنهم بعد ما أهلهم تخلوا عنهم وانتقموا من الشريرة الساحرة رجعولهم كرمال يشاركوهم كلشي اخدوه من بعد موت الشريرة... وانفجرت بكى مكملة... بـس هـمـا مـا بـسـتــاهـلـوا لـإنـو كـان لـازم يـكـمـلـوا بـدونـهـم لـإنـهـم تـخـلـوا عـنـهـم... ومسحت دموعها بس حست الكرسي رح يتحرك خايفة يكلمها رغم إنو كان عم يبكي وتحرك الكرسي فجأة مع انفعالو وهو عم يحاول يكتم صوتو لما حاول بدو يقلها ليه... وبلعت ريقها رادة... أنا بحب احضر الكرتون مش من شان قصتهم إلا من شان شوف لبسهم واتخيل حالي فيه... بس قصصهم بكرهها لإنهم بخلوني حس إني غبية وما بقدر سوي شي وكنت ضلني قول إذا هربت هيصير فيي متلهم... الهرب شي مش منيح ولا حتى إني ابقى مكاني شي منيح... بس ع أقلهم لما كون مكاني أضمن ما رح يصيرلي شي... وانفجرت بكى من كل قلبها بس تذكرت ماضيها المش بعيد عنها* بلمسات سامي وضرب أبوها وبنات عمها ومرت عمها لإلها وتنمرهم عليها... وشو صار نفسها تختفي من قدامو... وتفصل حالها عن جواتها لإنو فتّح عليها هادا الباب وخلاها تتواجه مع هالأفكار المقفلة عليها من رفضها لتداويها ولا لتعاينها من تعودها الأيام بتحل وبتهوّن كلشي... أما مواجهتها لهالأفكار شي مدمر ومهلك ومستنزف للطاقات وغير مرغوب فيه عندها هي... وشو صار نفسها تهرب هلأ لغرفتها لكن وين تهرب وهو موجود وشبه موجود مع صمتو ووجهو المديور للناحية التانية... ورغم شعورها بعدم الأمان منو بسرعة قامت بدها تهرب منو هو يلي ما فيه يتركها تهرب منو من خوفو لتبقى موجوعة لحالها... ومن خشيتو هالخوف يورّث لولادهم... لإنو إذا هالشي ما توقف هيستمر ع حسابها وحسابو وحساب ولادو.... وبسرعة قام يلحقها قبل ما تهرب من الغرفة وخطف سحبها لصدرو ضاممها من ضهرها غصب عنها وعن محاولاتها لتتنصل من بين إيديه المقيدتها من رفضها لاحتواءو... عمر عاشتو لحالها هلأ هو بدو يخفف عنها... مستحيل تخليه لكنو هو ما خلاها وجبرها لتلف عليه وتضمو من قلبها وهي عم تقلو للي ما عرف شو يقولها كرمال يخفف عنها ويبرد صدرها بكلام داعم لإلها ليهون عليها شعورها بالضعف والخزي من يلي مرت فيه: أنا بكره حالي.. أنا بكره حالي...

لأول مرة بحس الكلام مش قادر يطلع منو لو بحرف... من الصدمة الحاسس فيها... كان مفكرها غبية... لكنها طلعت مدعية الغباء وهي واعية... وهو استهان فيها... هو استهان بمشاعرها دامها بنت غبية عادي يجرح فيها ولا يعاقبها ولا يستتفه مثلّا تفكيرها.. رغم إنو سواء كانت غبية ولا مش غبية مالو حق يستتفه فيها فنطق بعد صراع مع عجزو في التعبير: إنتي أقوى منا كلنا...

ردو ما بعرف شو عمل فيها غير خضها وخلاها تحس مش قادرة توقف ع رجليها... فهو بسرعة مسكها قبل ما تنهار على طولها وقعّدها محل ما كانت قاعدة قبل شوي ورفع رجليها بحرص ع الكنبة بإيديه المتصلبين كرمال تتمدد وتحس بالراحة وهو عم يقلها بلسان تقيل متل تقل جسمو من صدمتو من يلي قالتو ومن اندهاشو من حكمو الظالم معها هي للنقية من سوء ظنونو: ما تضغطي ع حالك الضغط مش منيح عليكي مع الحمل...

فنطقت غصب عن رخى جسمها طالبة منو يرحمها من يلي قالو قبل شوي لما وصفها إنها أقوى منهم كلهم: ما تقلي هيك... ما تقلي هيك... وردت بكت... فمسح ع شعرها ناطق: طيب من عيوني.... بس المهم هلأ تهدي أعصابك... وتنهد بالع ريقو وهو مو قادر يسوي شي من الهدمان الحاسس فيه ولف حواليه مو عارف شو يسويلها كرمال يهون عليها وفجأة نطق محاكيها: جوعانة شي؟

هزت راسها عافأة (عايفة /عافية) الأكل بعد يلي صار معها... فنطق مسلكها من محاولتو اللحوحة ليوقف جنبها بعد ما كان يجي عليها وما يكون بصفها: طيب بتحبي قلك قصة غير عن كل القصص السمعتيها بحياتك...

ما بتعرف ليه ابتسمت وكيف قدرت تتبسم من بين دموعها ورخاوتها الحاسة فيها رادة عليه: طـ ـيـب...

فتنهد بالع ريقو قاعد جنبها ع طرف الكنبة وهو مش مصدق وعاجز يفهم كيف بتقدر مشاعرها بسرعة تتغير من الحزن للتفهم والتبسم وكأنو ما صار قبل ثواني بسيطة شي بستنزفها بلمح البصر وصحي ع حالو كيف عم يطالعها بس لمحها منتظرة فيه يبلش يقصلها القصة يلي بدو يقلها إياه وبلع ريقو مخبرها: كان يا مكان مالو مكان... فيه قصة صارت من وحي الخيال... بطلها رجال كبير وابنو الوحيد... وهالرجال هادا معروف عنو بالحكمة والعقلانية والكلام القليل... وفي يوم من الأيام وهو راجع من رعي الاغنام وصلو خبر يا فلان لحق ابنك وقع من ع الحصان وبقولوا أهل الضيعة رجلو انكسرت... والرجال الكبير ما صيّح ولا بكى مشي بهرولة ـ بعد ما دخل اغنامو الحظيرة ـ لمحل ما ابنو متروك عند حكيم الضيعة متطمن عليه باسئلة بسيطة ومكلمو عادي بصوت هادي وتفاعل رايق والناس مو معقول يعني هالرجال يكون هيك بارد ابنو وقع عن الحصان ورجلو المسكورة مجبورة وهو واقف هيك بكل برود وعم يكلم الحكيم بجمود... فعلق رجال كبير بالعمر ع كلامو~~

فجأة وهي مغضمة عيونها قاطعتو وهو بعز اندماجو بالقصة معترضة ع التكملة بدون ما تعرف شو اسم الرجال: شو اسم الرجال...

تبسم ع تفاعلها معاه مجاوب: مالو اسم بس كرمالك هنسميه ع صفتو آذى...

ما بتعرف ليه هالاسم فرّح قلبها وضحكت مكمللها باقي الحكاية: وهالآذى قلو: إيه شوهالبرود يلي عندك والله احنا خايفين عليه أكتر منك... فردلو بهدوء قاهرو فيه قدام الكل: ليه ازعل ع شي ماني عارف خيرو من شرو... بس كلشي بصير من تدابير رب العالمين لخير... وعدت الأيام وأهل الضيعة الجهّل بالدين والحياة مش فاهمين يلي قالوا وصار رد الرجال سيرة وحدوتة ع ألسنتهم ومرت الأيام بسرعة والرجال الحكيم اخد ابنو من بيت الحكمة... وعلق موضحلها قبل ما تسألو عن معنى بيت الحكمة من توقعو في بعض التفاصيل بتهمها أكتر من التكملة: يلي فيكي تقولي عنو زي مستشفى بس ع ابسط وأقل تطور فتبسمت برضا على يلي عم تسمعو وجت بدها تقلو يكمل بس حستو وقف.. فبعد عيونو عنها مكمّل قبل ما تطلب منو التكملة وهو عم يكبت شعورو بالحزن عليها لإنها مش عارفة أهلو وأهلها بشو عم يمروا ولا حتى بإيش مروا: المهم الرجال اخد ابنو من بيت الحكمة ع البيت بمساعدة صاحب ابنو وأهل الضيعة ما قصروا اجوا يطلوا على ابنو إلا بصوت قرع قوي من رجال الملك على الطبلات فبسرعة طلعوا يشوفوا شو فيه إلا كانوا جايين من شان ياخدوا الرجال يلي في هالضيعة والضيع التانية وسبحان الله الكل راح إلا الكبار يلي بالعمر وابنو يلي رجلو مكسورة... فنطق للرجال الاسمو آذى يلي شاف ولادو كلهم الخمسة راحوا يشاركوا في الحرب ضد الدولة التانية: تتذكر كلامي يا رجال لما قلتلك ليش ازعل ع شي مش فاهم خيرو من شرو...

هون أذى انجن وانفعل وطالعو بحسد راجع لبيتو...

فابتسمت جودي منسحرة بتفاصيل الحكاية وصوتو الرايق وهو عم يخبرها القصة لكن متل ما بقولوا دوام الحال محال... لإنها غفت ع صوتو بدون ما تسمع الحكمة من القصة كرمال ما تزعل على يلي فاتها لإنو الله رح يعوضها الخير كلو وهي عندو...* فتنهد رافع إيدو على شعرها ماسح عليه وهو مو عارف كيف فيه يعوضها عن يلي مرت فيه عند أهلها وعندو... لإنو مش قادر يتخيل حجم الوجع المدفون جواتها... فباسها على جبينها الناعم بخفة خوف ما تصحى عليه لإنو بكفيها يلي فيها... وصفن من بين عتمة الغرفة في أول النهار بملامحها المدللة على عماه بظنونو بحق برائتها وعدم تلوثها بفتن الحياة زي ما صار مع بنات عمها... وشو هالشي زعلو من* محل لإنو ظلمها... وشو فرحو من محل تاني لإنو أصر عليها وهو مش عارف أي المشاكل هتصير بينهم في حالة لو كانت زوجة شريانة المشاكل شرى وبلا على الواحد... بس من محبة الله لإلو رزقو ببنت برية (خلوقة وما بتضر حد) ما بتيجي غير على حالها بدون ما تتعقد ولا تمرض نفسياً ولا حتى تحقد على الدنيا والناس لإنها جربت أشياء بتوجع كتير وغير منصفة بالنسبة لإلها... فحمد ربو على هالنعمة يلي لا تقدر بثمن... وقام يجيبلها غطا وهو عم يبتسم بفتور عليها وماسك حالو ليقرصها على خدها الناعم الملاكي... ورجعلها بهدوء مغطيها فيه... وسحب المصلية يصلي الضحى قبل ما يروح ليقابل جدو في المستشفى ويتطمن على عمو بعيونو يلي مشتاقة تشوفو راجعلهم بصحتو المتعودين عليها قبل ما ينغدر من عيلة دهب... وناجى ربو بسرو محاكيه باللي عجز يحكيه لأي حدا من البشر لإنو بآمن عجزو ما لازم يبان إلا لرب العالمين وسلم بعدها مقرب منها كرمال يحوطها من عيون أهلها وأهلو والناس وانسحب من غرفة مكتبو وهو عم يبتسم براحة كبيرة ما بتتقارن جنب مشاعرو المكدرة يلي كانت مطوقتو وحاشرتو بالزاوية مع نفسو اللوامة قبل ساعة... إلا انتبه ع صوت الحركة الجايتلو من المطبخ فعرف الست سمية عم تسوي فطور لإلها وللست النايمة بغرفة المكتب جوا... فتاحأح (تنحنح) عشان إذا الست سمية مش ساترة حالها ومش مغطية شعرها تدير بالها ونطق بصوت رجولي واضح فيه الهدوء: ست سمية جودي نايمة بغرفة المكتب فخليها نايمة وأول ما تصحى ولا عليكي أمر خليها تاكل منيح وتصلي وتاخد فيتاميناتها...

الست سمية الكانت لابسة حجابها (مغطية شعرها) بسرعة تركت السلطة يلي كانت تسوي فيها ومسحت إيديها فوراً في بشكير(فوط - منشفة) الصغير وهي عم تقلو: تمام وقطعت طريقها لباب المطبخ تسألو إذا فطر أو إذا بدو شي يسأل عنو: تمام... افطرت يا ابني ولا لسا؟

عبد العزيز نطق بعجلة: ما في عندي وقت للفطور المهم هلأ بدي اطلب منك تعملي برنامج لجودي مضغوط ومكثف بالتدرج يلي بناسب مستواها ما بدي إياها تفكر باشياء مالها داعي... وانتبهي ع شو بتقرأ ويا ريت كمان تعلميها هوايات زي الخياطة أو الرسم وهيك شي بأسرع وقت لإنك بتعرفي محشورة بين أربع حيطان وما عم تسوي شي غير تاكل وتشرب وقعدة معك او قراءة بهالروايات وهادا ما رح يطور منها بشكل متسلسل مطلوب... فأنا بدي إياكي تطوري منها وتشوفي كيف مستواها بالانجليزي وضيفي ألماني معو لإنو شي جديد عليها ورح يخليها تفكر فيه بشكل مختلف عن الإنجليزي... والروايات يلي نازلة عم تقرأ فيهم واللي خلصتهم حاولي تشوفي شو محتواهم وخبريني عنو...

الست سمية ابتسمت لإنو هادا يلي بتحبو تعلمها ومناها تسويه معها بس متل ما بقولوا التعليم مش بالغصب ودامو زوجها المسؤول عنها طلب أكيد ما رح ترفض وهتلاقي حل لترغبها فيه: تمام ان شاء الله اليوم بعمل الخطط والاقتراحات برسلك إياهم لتشوفهم عشان من بكرا نبلش...

عبد العزيز نطق بس شاف حماسها: عيونك بتقول من هلأ ناوية تبلشي معها...

فضحكوا تنيناتهم وبعد عنها وهو عم يسمعها عم تقلو: في شي أعظم من التعليم والتعلم وبستحق كل لحظة من وقتنا..

فرد عليها وهو عم يفتح الباب: صدقتي يا ست سمية.. ويلا السلام عليكم...

جاوبتو وهو عم يتحرك لبرا البيت ناحية السيارة: وعليكم السلام يا ابني بحفظ الرحمن.. وفجأة تذكرت وهي عم تدخل المطبخ وعم تفكر بشو رح تسوي بجودي يلي رح تصقل عقلها صقل وتخليه يلمع متل الليرة الدهب... لو حطتلو فطور ياخدو معاه لياكلو وهو عم يسوق... فجت بدها تلحقو كرمال تقلو يستنى لتحطلو فطور... لكنو كان محرك سيارتو وطالع من البوابة... فتنهدت ع غبائها ومتعلمة للمرة الجاي تكون حاسبة حساب لإلو... وليش هي يلي تحسب حساب... خلي مرتو هي يلي تهتم بهيك تفصيل من شان تكون سيدة قد حالها وتفكر بمهامها اتجاه زوجها في حالة لو ما كان عندها خدامة... ورجعت مكمّلة تجهيز بفطور الغني بالفتيامينات المتنوعة بالوقت يلي كان عبد العزيز مكمّل طريقو للمستشفى كرمال يتكلم مع جدو شو رح يساووا بحلالهم... وشو الإجراءات يلي خططهم (خططلها) من شان يرجعوا لفتح شركة العيلة وفروعها مع باقي محلاتهم... وهو ساهي فكريًا عن ردة فعل خرابة البيوت ع اللي سواه فيها بس صحت من نومها على الساعة تسعة وربع وهي مش عارفة ليش صاحية هلأ ابكر من دايمّا بدون ما تنكد وتحس بالنعس القاتل كرمال ما ترد لنومها... لإنو الحلو ابن الأشقر رد يكلمها... فرفعت حالها وهي عم تبتسم لامحة اختها انغام النايمة جنبها ع بطنها ومو سائلة بالعالم... وتوسعت ابتسامتها وعيونها لمعوا بحب ورضى ساحبة التليفون تطالع رقم ابن الأشقر المسجل بالقفص الدهبي للتأكد كم ساعة تكلموا مع بعض... وفجأة لمحت خلفية تليفونها متغيرة ومكتوب فيها اتقِ الله يا اختاه باللون الأحمر... قلبها وقف مستحيل هي تحط هيك خلفية... ولحظة وين اشعارات ورسايل الفيس والسناب والانستا وغيرهم من مواقع التواصل الاجتماعي يلي اجلت الرد عليهم... وبسرعة دخلت حساباتها لتشوف شو سبب هدوئهم المريب... وصدمة قاتلة بس اجالها تم الخروج منهم بمجرد ما دخلت الحسابات بأول لحظة... فردت كتبت الأيميل والرقم السري تحاول تفهم شو صار بحساباتها مش مفكرة إنو تم تهكيرهم وحذفهم نهائياً... وشو انصدمت بس طلعلها طلب ايميل تاني وتحاول عدة مرات وما تلاقي حالها غير داخلة ع ايميلات وهمية بس تحاول تدخل ايميلها وايميلاتها التانيات...

جنت هون وخطف قامت ع غرفة اختها صفاء النايمة داخلتها بدون ما تدق الباب لتتأكد من يلي صار... ودورت بعيونها ع لابتوبها يلي اخدتو منها صفاء بالليل كرمال تسهر عليه وركض بس لمحتو ع كوميدينو سرير أختها وخطف سحبتو مشغلتو إلا كان محطوط على حالة اسبات وما فيه غير شاحن تلاتة بالمية من كتر ما الست صفاء سهرانة عليه على المسلسلات التاركة صفحتهم على جوجل مفتوحة... فركض قامت تدور ع الشاحن حوالين اختها النايمة وبس لقتو واقع بين السرير والكوميدينو وهي عم تسب وتغلط على صفاء والساعة يلي اعطتها فيه اللابتوب.. وركض على ابريز الكهربا شاحنة اللابتوب وداخلة على حساباتها لكن كلهم مقفلين شحبت... فسكرت صفحة جوجل بدها تعيد تشغيلو مفكرة فيه خلل باللابتوب لإنو ضلو شغال من الليل وهي عم تضغط على أطرافها وصدمة تانية بس انتبهت ع خلفية اللابتوب (اتق الله يا اختاه) فبكت مصحية صفاء وهي عم تضربها ع كتفها من الرعبة وتهزها منو: صـفـاء قـومـي... مـن شان الـله... فـي شـي مـخيـف....

صفاء تأفأفت من ازعاج اختها ورفعت راسها صارخة عليها: خير يا زفت* لسا قبل شوي نمت شو بدك...

نغم ردت وهي عم تبكي: لـك حسـابـاتـي كـلهـم راحـوا صـارلـي عشـر دقـايـق عم حـاول رجعـهم... بعديـن شوفـي لابـتوبـي نفـس خلفيـة تليفونـي ورفعت تليفونها يلي جابتو معها كرمال إذا وصلها رمز الأمان من الفيس وغيرو... وذهلت صفاء شو هالخلفية الموجودة.. ولفت وجهها ع نغم جاحرتها: جاي ع الصبح تعملي في مقلب من هالمقالب الهبلة الطالعة ع السناب من كل عقلك ورفعت ضهرها مطالعتها بعيون مخيفة... وين حاطة التليفون ~

نغم انجنت وهي عم توقف على رجليها مقاطعتها بحرة: أي تـليفـون أي مقـلب... وصارت تضرب رجليها بالأرض ناطقة... من شـان اللـه يا صفـاء واللـه حساباتـي كلهـم راحـوا.. ونزلت ع ركبها بغل ع الأرض باكية بحرقة... إلا بفتحة الباب عليهم بقوة من أمهم غنج وهي تطالع شو فيه: شوفي على هالصبح إنتي وإياها صوتك وصلني وأنا قاعدة تحت شباك غرفتكم بالحديقة...

نغم بسرعة مسحت دموعها ما بدها أمها تقلل منها لإنها ما بتحب حركاتها الصايرة تعملهم بآخر فترة... وخلت صفاء ترد بحيرة وريبة بدل عنها لإنها مش فاهمة شو عم بصير: ما بعرف أنا متلك...

غنج ما بتعرف رغم إنو نغم بتشبهها بحركات الكيد ودهاء بس صايرة آخر فترة بتخبص وطالعة بممشى الغلط فمشيت لعندها محل مهي قاعدة على الأرض وهي معطيتها ضهرها دافعة كتفها بركبتها: بنت شو مخبصة على هالصبحيات...

نغم ما قدرت ترد لإنو قيمتها رح تنقل وهي مش ناقصها... غنج ردت ضربت كتفها بركبتها بشكل أحمى من قبل: بقلك ردي شو عاملة!

نغم مش عارفة وين تودي حالها ما بدها حدا يتشمت فيها... هي الداهية يلي بتعرف تعلم على الناس وعايشة حياتها على كيفها وبخططها يجي حد ما بتعرف مين هو يعلم عليها بدون ما يترك رسالة وراه غير اتقي الله يا أختاه... فكتمت عبرتها وخبت وجهها مش قادرة تقابل حد من الخزي الحاسة فيه... وهون غنج خافت يكون حد مصورها معاه وهي بوضع مشبوه من قبل وهلأ بس بطلت تطلع من البيت بلش يستفزها من شان تيجيلو لإنو صار بدو شي أكبر من يلي اعطتو إياه... أي نعم سمحتلهم لحد القبلة مع الرجال بس من شان يميزوهم اذا تزوجوا منهم رح يعرفوا كيف يرضوهم* بالعلاقة بس أكتر من هيك ممنوع بس شكلها بنتها استحلت الحرام كتير وصارت تحب ممشى الغلط بشكل مستميتة عليه... فرفعت إيدها ساحبتها من من شعرها بغل وهي عم تصرخ دام ما في حد من رجال البيت موجودين: شــو مــســويـــة اعــتــرفــي قــبــل مــا انــزل فــيــكــي والــلـه بـالكـعـب يــلــي لــابـســتـو بــرجــلـي ومــا أرحــم فــيــكــي...

نغم ردت بحرة وهي تحرك إيديها بضعف وهزيمة: واللـه مـا سويـت شـي... واللـه مـا سـويت...

غنج شدت على شعرها أكتر وهي عم تنزل لمستوى راسها بعدم تصديق معلقة: قلتيلي ولا شي عاملة وهيك عم تبكي وتضغطي على وجهك متل المنزلة راس أهلها... وضحكت بسخرية هو ضل راس لأبوكي مرفوع من وراكم انتو واخوكي الساقط يلي الله ياخدو ويريحني منو لهالنمرود.... وضغطت أكتر على شعرها وهي عم تلف مواجهتها بوجهها... خلصي بقيها للعملة يلي عاملتها من شان استر عليكي... فكرك انسالك عملتك ببنت عمك لما قصيتي شعرها... وضربتها كف على وجهها بغل... هيك سودتي وجهنا ولك جوزها اخدها ما فكرتي شو رح يقول عنا همجيين... فيه الخير يلي ما فتح تمو مع عمك جاسر ولا فضحنا قدام الخلايق... وشدت على شعرها منجنه من هبل بناتها وطالعتها بشكل مخوّف صفاء يلي مالها دخل باللي صار: جاوبي بسرعة قبل ما خليكي تنطقي بطريقتي....

نغم من بين بكاها نطقت وهي مش عارفة شو تقول لإمها: هو~~ وترجف شفتها لإنها خايفة تقولها... ولإنها عارفة إذا ما قالت رح تقلب البيت على راسها ومش بعيدة تزوجها واحد كبير ولا متزوج ولا حتى مطلق* كرمال تتخلص منها من بعد عملتها أول امبارح مع الشب يلي اجى سكران بآخر الليل بدو يحكي مع بنت دهب الحلوة المطنشة تليفوناتو وخلت أمها تطلب من الحراس يدخلوه كرمال تحل المشكلة مع الشب الوس* بعد ما ما حذرتهم ما يفتحوا تمهم بحرف لجاسر ولا لابنها مؤيد ومقابل هالشي رح تكرمهم آخر كرم بالمصاري هلأ... وبالطبع ما رح يفتحوا تمهم بحرف كرمال يرضوا هالجميلة يلي واقفة قدامهم وبنفس الوقت ما رح ياخدوا منها درهم واحد لإنها ممكن هيك توقعهم لقدام وتصير تقلهم قبلتو مرة رح تقبلوا كل مرة كرمال تتتستروا علينا وهما مش ناقصهم مشاكل مع جاسر ولا مؤيد... فتركوها على راحتها ع الشب الوس* لتحل المشكلة معو وهي عم تدعي ربها لا سلفها ولا ابنها يجوا هلأ خوف ما يمسكوها وينزلوا ببنتها وتروح عطية ولواحد ما بسوى شي بعيونهم كرمال تتربى... لهيك كانت عم تحاول تدور على كذبة تمشيها مع أمها كرمال ترحم حالها من جنونها... بس للأسف الشديد ما فيه كذبة رح تمشي على أمها الداهية الفاهمة كل دخلاتهم وطلعاتهم... فتكلمت قبل ما أمها تكمل عليها: واللـه مـا بعـرف غيـر نمـت وصحيـت ولقيـت كـل حساباتـي مسكريـن ومحطـوط خلفيـة اتقـي اللـه...

هون غنج جنت وبأسرع ما عندها ضربتها كف ونزلت فيها ضرب برجليها وإيديها: الــلـه يـف***ــك فـضـحـتـيـنـي خـزيـتـيـنـا... بـتـعـرفـي شـو بـتـحـكـي إنـتـي مـسـتـوعـبـة شـو عـم بـتـحـكـي... لـو إنـي أم جـاهلـة بـمـشّـي... ومسكتها من شعرها محركة راسها بغل وهي عم تسمع شهيقها: احـكـي مـع مـيـن مـخـبـصـة؟* بس عبس نغم بنتها ساكتة فرفعت إيدها شادة على دقنها بقوة وهي عم ترفعو لفوق... شـو عـامـلـة احـكي!!!

نغم رفعت إيديها بحماية وهي عم تقلها برجى: يمـا واللـه مـا بعـرف صدقينـي مـا عملـت شـي...

غنج اشتاظت من ردها المحسسها الناس جانية على بنتها ظلم وزور وبهتان... فركلتها ببوز الكعب ببطنها وهي عم تقلها من بين اسنانها مش هاممها صوت تأوهها: يـبـقـى انــا يـلـي بـعـرف صـبـرك عـلـي والـلـه إن مـا خـلـيـتـك تـصـيـري تـمـشـي زي مـا بـدي مـا بـكـون غـنـج أمـك... ولفت على صفاء القاعدة مكانها بدون ما تعلق بحرف من خوفها لإمها تنزل فيها بعد نغم... ومشيت لعندها وفجأة نزلت ساحبة تليفون بنتها نغم يلي وقع منها على الأرض من ضربها لإلها... وقربت منها (لصفاء) ساحبة اللاب توب وهي عم تقلها: وين تليفونك إنتي..

صفاء طالعت أمها بدفاع عن حالها وهي عم تأشر على نغم: مالي دخل هي لي خبصت مشـ~~

غنج بدون تفكير رفعت إيدها صافقتها كف بحرها حر وهي عم تذكرها بغل: هادا عشان تتعلمي ما توقفي اختك عن هبلها لما كون مش معكم... ومدت إيدها يلي ضربتها فيها كف... وين التليفون طوليه باحترامك قبل ما اضربك أكتر من يلي ضربتها إياه ل*****...

صفاء كان نفسها ما تعطيها التليفون بس عارفة والله أمها بتخرب الدنيا خرب فوق رووسهم إذا عاندوها... فسايرتها ساحبة التليفون من تحت مخدتها معطيتها إياه وهي من جواتها عم تدعي على نغم وعمايلها البايخة زيها... ولتروق أمها بتحاول تستلطفها كرمال ترجعو منها...

فاخدتو غنج منها بدفاشة ولفت ناحية نغم مهددتها بصوت محرور: نت ما فيه... تليفون ما فيه... وطلعة ما فيه داعي قلك ما فيه لإنو خلقة مش عارفين نتحرك من يلي عمك ال**** ورطنا فيه تيجي إنتي تكملي علينا والله بدبحك قبل ما تنزلي اسمي بالأرض... وعيشي كمان جامعة ما فيه قاعدة عم تنزليلي كم مادة بكل فصل وغير يلي عم تسحبيهم من شان تضلك هاملة ودايرة على حل شعرك بدون ما تجيبيلي زوج يتزوجك... أبوكي بلش يسأل بناتو ليش ما حد بجي يطلبهم.. ضحكت بشماتة.. مهو مخلف تقيات الشباب نازلين سباق عليهم... بس دباركم عندي أولهم إنتي يا نغم وإنتي عارفة أنا قول وفعل... بس ليروق وضعنا إلا رح ارقص فيكي رقص ما رقصتو بحياتي وفهمك كفاية...

وطلعت من الغرفة طابقة الباب وراها بقوة مخلية صفاء تكمل على نغم مسبات: كلو منك يا ****** ***** شفتي شو سويتي فينا من هبلك يا **** قلتلك سيبك من ***** بس ~~~

نغم ردت عليها بحرة وهي مستمرة بالبكى من الصدمة المارة فيها ومش عارفة حتى بشو ترد من شعورها بعدم الأمان والتهديد من أمها وغير أمها الشخص المجهول الورطانة معو: ان*رسي ما انتي كنتي معاي ~~

إلا بصوت أمهم المقاطعهم من غرفة نغم لإنها كانت عم تصحي أنغام تاخد منها التليفون... فسكتوا خوف ما أمهم تيجي تكمّل عليهم لإنو مش بعيدة عنها تقتلهم من كتر مهي مش شايفة الفضا بسبب يلي صار مع الأخت نغم من ورا ابن الخيّال يلي كان عم يصف سيارتو في مصف السيارات وعم ينزل من سيارتو وهو عم يحاكي عاصي يلي ما فيه يصحى بدون ما يصبّح عليه ويشوف تخطيطو للشغل: ايه يا الحبيب استغربت صاحي من هلأ...

عاصي فرك راسو الضاغطو وهو عم يسوق بالسيارة: مش عارف انام بدون ما شوف جنرال ابني فقمت الصبح مريت ع بيت جدك شوفو للكيكة... وهيني طالع ع المستشفى كب بلاي ع حماي... إلا شفتك عم تصف سيارتك... وزمرلو وهو عم يدخل سيارتو جنب سيارتو... فقلت اتصل على ابن ضرغام ازعجو...

فضحك ابن ضرغام بصدمة: هههههه ونطق مكمّل بمزح... لسا ما اشتقت شوفك... وسكر الخط بس لمح عاصي عم ينزل من سيارتو رادد عليه: هادا يلي اجاك على هالصبح...

عبد العزيز ضيق عيونو مطالعو بتعجب: شو هادا يا رجال وراي وراي نسي أبوي يسجلك بالهوية معي...

عاصي قرب منو وهو عم يمد إيدو ليسلم عليه: مش غلط والله بعدين شو اعملك إذا الله بلاك بكرهي فيك...

عبد العزيز سلم عليه وهو عم يرد عليه: والله مو عارف شو قلك غير الله يعيني على كرهك وتعى قابلني إذا بفكر ها زوج ابنك الحلو بس تيجيني بنت بإذن الله هو ناقصني أنا وجعة راس... واجى بدو يترك إيدو وهو عارف عاصي رح يردلو رد من يلي بحبو قلبو لكن عاصي حشر إيدو بين اصابع إيدو وهو عم يطالعو بشك راددلو ع كلامو بشي غير متوقع: خلي ولادنا على جنب وتعى قلي يخي إنتا ومهد ليش هيك كنتوا الليلة عم تطالعوا بعض متل الداخلين تحدي...

عبد العزيز ضيّق عيونو مش بالع هالمهد ورد بكل وضوح: ما إلي معاه شي... بس هو ما بعرف محسسني بعدم الراحة لما بطالعني متل العارفني منيح وبيننا شي...

عاصي هز راسو منيح وضحك وهو عم يحرر إيد عبد العزيز يلي فهم إنو هو عارف شي فنطق فورًا بفضول: هات يلي عندك...

عاصي رد بدهاء: بس تعطيني يلي عندك (قصدو عن كنعان)...

عبد العزيز طالعو من طرف عيونو وهو عم يكمّل ناحية بوابة المستشفى وعم يقلو: العب يا أبو جنرال براحتك...

وعبر بوابة المستشفى متحرك لعند الاسانسير وهو عم يسمع صوت ضحك عاصي النكاية فيه وقام تخطاه بكل برود وضغط على نزول الاسانسير بدون ما يرد عليه بحرف... قام عبد العزيز جكر فيه دخل قبلو بس فتح الاسانسير... فعبر عاصي وراه وهو عم يحك راسو بشقاوة وعم يتفحص بعبد العزيز يلي عم يضغط ع رقم الطابق الموجود فيه عمو مخبرو ليه ما حب يقلو يلي بعرفو: هو بصراحة شي مفضل ما تعرفو بلاش تحرقو حرق المرة الجاية وما تنسى هو أصغر منك يعني لسا عروقو مش زيك... يعني لحمو طري متل ما بقولوا...

عبد العزيز ولا نفس... مش قادر يتحمل شي لإنو مش عارف ليه حاسس الشي يلي بعرفو عاصي إلو دخل بعيلة دهب ولا بنتهم يلي عندو... ففضل الاستغفار على ما يبتلي بدم عاصي المستفز على هالصبح لكنو ما قدر ما يرد لإنو عارفو رح يكمّل فيه استفزاز ع شي اتقل: منيح إذا لحمو طري من شان إنتا يا بابا الحنون وأبو قلب رهيف تاكل الضرب عنو...

وانفتح الانساسير طالع منو وهو عم يسمع ضحك عاصي وعم يردلو: هههههههههه ضرب الحبيب زبيب...

عبد العزيز كان رح يلف عليه يلكمو لكنو فتح الباب ع جدو العم (يلي عم) يتكلم مع جبر القاعد ع الكنبة المجانبة لإلو بكل هدوء... وجت فتحتو متل الداخل على حرب مخلية جدو يوقف كلامو مع جبر ليلف وجهو فجأة يشوف مين هيك دخل عليهم وبس لمح حفيدو مش ع بعضو نطق فورًا بحرص: خير مالك ليه هيك داخل؟

إلا بصوت عاصي الماسك حالو من ورا عبد العزيز: صباح الخير ~

الجد قاطعو وهو عم يبتسم رغم خوفو ع ابنو يلي الله اعلم متى رح يصحى من غيبتو: فهمنا مالو ابن ضرغام طوال ما عرق السوس معو...

وكلهم ضحكوا هون... وقعد عبد العزيز بالوقت يلي عاصي قعد جنبو فلف عبد العزيز جاحرو... وعاصي مثل إنو مش شايف كيف عم يطالعو وهو عم يكلم عمو: والله يا عمي عرفت إنك هون قلت ما فيني ما شوفك يا ضو عيني ووردتي...

الجد نطق وهو عم يطالعو: هات يلي عندك يا أبو ضو عيني ووردتك جيتك هادي وهالكلام اللطيف وراه قرص...

هون جبر ضحك في حين عبد العزيز علق منتهز الفرصة: شفت ما بجي منك مش الورد والريحة الزاكية إلا الشوك ونشفان الحلق...

الجد هون صار محامي دفاع عن زوج بنتو وأبو حفيدو: له ابن ضرغام هادي الشهادة مش مقبولة فيه للأمانة... بعدين تعالوا هون شوفيه إنتا وإياه والقاطع عمك جايين علي من الصبح...

عبد العزيز ضيق عيونو بشك باللي سمعو: ليه عمي كنعان كان هون؟

الجد تبسم وهو عم يطالعهم بشك رافض يجاوبهم الجواب الصح: ههه ليش وين بدو يكون...

عاصي طالع عبد العزيز والجد مش فاهم كلامهم... فنطق بكل صراحة: مش فاهم شو بتحكوا...

الجد اختصرها عليه: مالو مخك سميك يا ولد زوّجتك بنتي عشانك فلتة مش عشان يصير مخك سميك بعدين... وطالعهم بتفحص لافف على جبر القاعد بدون ما يعلق ولا بحرف كعادتو: بالله عليك عيونهم لحالها بتحكي النوم مش طابب عيونهم وهلأ بس يجي كنعان بنشوف شو~~

إلا بصوت فتح الباب هون جبر ما قدر يمسك حالو من الضحك بس شاف عيون عمو كنعان يلي عم تلمع بشكل غريب كيف عم تطالعهم بصدمة بس شاف عبد العزيز وعاصي فعلق الجد: شفت يا جبر صدق كلامي تلاتتهم كانوا مع بعض... ما ضل غير يجي أرسلان ولولا معرفتي ما بقعد معهم ولا لقلت راحت رجال الخيّال... (الجد لسا ما بعرف عن روحة أرسلان معهم ولا حتى بعرف عن كلام سطام معهم لكنو بعرف الليلة راحوا شافوه بس مين كان ومين حضر وشو صار ما بعرف بالزبط لإنو كلامهم بخصوص يلي قالوا سطام لازم يكون بقعدة خاصة مغلقة لحالهم فيها مش على التليفونات ولا قدام أي حدا من رجال العيلة)

فضحك جبر رادد بمزح مع الجد يلي صار يضربو على فخدتو بمزح لطيف لإنو هو وجبر جايين عليهم وهادي فرصة من دهب للجد معهم: هههههه انا معك يا جدي شكلهم متل المسوين شي...

كنعان طالعهم وهو ما عندو مراق ليخرب فرحتو من الفجريات من بعد ما رجع ع الكوخ كرمال بنت دهب يلي هربت منو للحمام ومقفلة الباب عليها لسبب مش قادر يفهمو لحظتها فدق الباب عليها كرمال تفتحو وتاخد منو الفحوصات والمقويات يلي جابلها إياهم كرمال تصير صحتها أحسن سواء حملت أو ما حملت... لكنها هي الخايفة منو والموجوعة من جسمها رفضت تطاوعو وكابرت على وجعها وقعدت بصعوبة على الأرض ورا الباب بحركة أمان لنفسها إنو ما رح يدخل عندها لكنو هو استمر يدق الباب وهو عم يهددها: إميرال افتحي الباب لأكسرو عليكي...

فبكت بصوت رافضة تسلم حالها للخطر الغير قادرة تتحمل عقباه... وهي عاجزة ترد عليه بشي يحل كل هالفوضى يلي بينهم... ما بدها يصير شي... توقف هون وخلص... بس وين يا حسرة... الحياة هي عبارة عن محطات من التغيرات والتطورات يلي ما فيه الانسان يتحكم فيها لكنو ممكن يتفاهم معها بتقبلها ومحاولتو ليحسّن منها إن قدر... لكنو أبداً ما فيه يتحكم فيها لإنها مش ملكو دامها مش من صنعو... ومعرفتها بهالشي حيّرها وجزئها لاشلاء بين الوجع والبرد والخوف والتفكير والتوتر والقلق والذهول خلال دقايق بسيطة...* وهالضعف هادا دفعها بعجز لتقوم على حيلها وتوقف على ركبها لتفتح الباب للوسط وتكشفلو عن وجهها كرمال تواجهو وما تضلها بالمشاعر العايمة فيها ونطقت قبل ما يكلمها بحرف واحد من بين فكها المرخي طالبة منو عهد لإلها وهي متقصدة ما تطالعو عشان ما تحس بضعفها للحاجة ليكون جنبها ويداويها بس تشوف عيونو يلي عم تطالعها من فوق لإنو أطول منها بكتير دامها واقفة على ركبها بدل رجليها: أحلف ما رح تضرني إذا طلعت حامل...

كنعان مش فاهم هادي شو عم يدور ببالها عشان تفكر إنو ممكن يضرها... هو لو بدو يضرها كان ضرها من أول ما تعرف عليها ولا حتى من أول ما رجعها من عند أهلها بعد يلي عملتو فيه فنطق مسايرها بأعجوبة من بين اسنانو: إنتي عارفة أنا ~~

قاطعتو بنبرة عدم تصديق لإنها ما بدها غير عهد منو باسم الله لتضمن حياتها مع ابنها الجاي على الطريق لإنها عارفة ابن شامخ الخيّال لما بحلف باسم الله ما بتنازل عنو لو شو ما صار لإنو بخاف ربو وبخشاه لدرجة إن عجز يوفي بالعهد بحاول يعوض بما يرضي الله... فهي لهيك بدها عهدو كرمال تضمن نفسها معو ومع أهلو قد ما بتقدر في المستقبل البعيد: ما بدي غير عهدك بالله ما تحرمني منو وتبعدني عنو إذا كنت حامل...

كنعان انجن هو بشو بفكر وهي بشو بتفكر... ومن الطبيعي تفكر هيك وهي عندها عيلة متل ال****... فرد بنبرة غليظة وهو مو عارف ليه سعادتو لتكون حامل تلاشت فورًا مع هالكلام: وعهد مني والله شاهد ما راح احرمك منو... ومدلها فحوصات الحمل كرمال تاخدهم منو... إلا بفتحتها الباب كاشفة عن نفسها وهي عم تسند حالها على أطار الباب كرمال توقف على رجليها... فأجى هو بدو يساعدها لكنها رفضت وجت رح تقع لكنها قبل ما يساعدها كانت ساندة نفسها وهي عم تسمعو عم يتمتم باحتقان مع نفسو... ومدت إيدها تطالعو وهي منزلة وجهها المحمر من البكى والوجع غير راغبة تطالع عيونو من الفوضى الحاسة فيها... ومن الخزي المسيطر عليها.... وهو جن وما عجبو تجاهلها إياه ولا تقبّل اخدها التعهد منو وكأنها ما بتعرفو... فقرب منها مغطيها بظلو ومعلق الكيس على إيدها وهو عم يقلها: ما بحب شوفك هيك هشة... ما بحب شوفك هيك عم تكسري حالك... أنا دخلتك حياتي بسبب صمودك وقوتك وعنادك وإنتي ما وراكي حدا ولما صار وراكي حدا رحتي بدك تكسري حالك... على الأقل حاولي قدري فرصي معك بانتهاز متل قبل... وبرري ووضحي لإنو ما تتوقعي مني خليكي عندي وإنتي متكتمة ع اللي صار معنا بسان مارينو... فقوي حالك من شان تضمني نفسك مع يلي جاي...

ولف مبعد عنها تاركها تفكر باللي قالو وهي عم تطالعو وهو عم يبعد عنها معطيها ضهرو...

هي مش غبية بس مش حابه تكون ذكية لدرجة تنغر في ذكاها وتطلع فاهمة كلامو غلط... فجت بدها تستوقفو وتطالبو يأكدلها يلي عم تفكر فيه... بس ما قدرت تواجهو لطالما مش عارفة شو نتيجة الفحوصات يلي جابلها إياهم... فطبقت الباب وراها مستشعرة بحقيقة كلامو لما كانت لحالها برا ما كان في اقوى منها بس هلأ وين قوتها عنها... أصلًا إذا هلأ كانت قوية قدامو مش رح تكون غير جاحدة ووقحة بعيونو...

حيّرها هالانسان... بالأول وثّق زواجهم بعدين خفف قيودو عليها وهلأ بقلها هالكلام بعدين معاه... ما يقلها من الأخير شو بدو... فسندت حالها على الباب مش متحملة حالها مع اللخبطة يلي دخلها فيها هو يلي كان عم يضغط على حالو لإنو ما بحب يشوفها هيك مكسورة بالفعل... هو شافها ضعيفة بحالة وحدة بس لما تمرض... بس بمحلات تانية من سابع المستحيلات يشوفها ضعيفة فيها.. لدرجة ممكن تقاتل يلي قبالها بدون ما تهتم هو مين... قوتو شو... منصبو شو... بس هلأ معو صارت تحسب حساب لإلو وتحسسو بالخيبة منو هو لإنو ما رح يقف معها هون... إذا هو متل الغبي تنازل عن قوانينو بالحياة بس كرمالها... يبقى شو حال هلأ... وهادا يلي قهرو لإنو ما زال ع نفس الطبع معها... هو رح يحميها من شرو قد ما بقدر... بس هي بالمقابل لازم ما تسلملو حالها هيك... هو ما بحب الضعف... هو ما بحب الهشاشة... بكرا لطلعت حامل وجابت هالولد ودخلها بيت العيلة وهي بهيك ضعف رح تدخْلو بازدواجية ما بترحم فيه مع حبو لخواتو ولإلها... ولكرهو للظلم والخنوع... لهيك ترد لنفسها وتتسيّد نفسها كعادتها كرمال تهون عليه المعارك يلي رح يدخلها كرمالها... فتنهد موقف عقلو عن التفكير لقدام باستباقية لأحداث وبافتراضيات ممكن ما تصير ويحرق حالو على الفاضي فيها طول ما هو مش عارف شو نتيجة فحوصات الحمل... فتوقف على رجليه متحرك لغرفتها بدو يستعجلها تخبرو بنتيجة الفحوصات الحمل يلي جابلها إياهم من شان يحط النقط على الحروف وما يعطي عالم الافتراضات دقايق زيادة من وقتو وفجأة توقف بعد ما دخل غرفتها رافض يضغطها لإنو بكفيها يلي فيها... فمسح على راسو متحرك بغرفتها رايح جاي مستني فيها تطلع... بس عبس بنت دهب طولت فأجى بدو يعجلها لكنو رد وقف نفسو وهو مناه يعرف شو عم تساوي لهلأ... سنة بدها لتعرف إنها حامل... هو من الطبيعي يفكر ويحس هيك من تلهفو ليعرف إذا هي حامل عنجد ولا لأ... بدون ما يعطي بال لردة فعلها هي مع نفسها إذا طلعت حامل ولا لأ...

ففرك إيديه مستني فيها هي يلي انفجرت بكى من السعادة لمجرد ما عملت أربع فحوصات وكلهم أعطوها بشارة الحمل وهالشي خلاها تعجز توقف على رجليها وتحس برجفة لإنها طلعت حامل وفي طفل عم يكبر جواتها متل بنت عمها يلي كانت تحس حالها أقل منها.... فبكت من كل قلبها من بين رجفانها وهي عم تقعد على غطا التواليت لإنها حامل وهتصير أم... فشكرت ربها بسرها على هالمفاجئة الحلوة يلي رح تغيرلها كل حياتها... فمسحت دموعها بس تذكرت يلي عم يستناها برا قريب النص ساعة... فبسرعة عدلت فوضى الفحوصات وتحركت ناحية الباب فاتحتو وهي مش حاملة بإيدها إي جهاز فحص للحمل وعيونها عم تطالع ببعيد بالمستقبل القريب... وفي دموع غصب عم تنزل على وجهها من فرحتها والقوة الرهيبة الحاسة فيها لإنها بدها تكون أم غصب عن الكل لطالما هو حق من حقوقها... ورغم إنو حق من حقوقها شو الضمان إنها بتقدر تحافظ عليه...* بداية حصول الشي ولا وقوعو لا يعني بقاؤو...* لهيك ما رح تخجل لتظهر قوتها بعد العملة يلي عملتها فيه من شان مساعي أهلها... لإنها جد هي بس حبتو كلشي تغير عندها لدرجة رفضت تكون طوعهم... وهالشي ممكن بغفرلها إياه عندو ودامها هي طلعت حامل منو واخدت عهدو لازم تحاول بكل ما تملك من قوة لتحارب من شان يلي عم يكبر جواتها... فرفعت راسها حاسة فيه هو يلي عم يقطع المسافة لعندها بدو يتأكد من يلي حاسو... لكنها صدتو ناطقة بنبرة دفاع وهي عم تمسح دموعها: أنا حامل... وكملت مشددة ع حروفها وهي عم ترفع عيونها لتطالعو بعيونو يلي بتعشقهم بدون ما تتعمق فيهم ببرود كرمال تثبت حالها قدام معو: ما تقرب مني ... هيّك عرفت النتيجة خلص روح واتركني وجودك هون عم يتعبني... ما بدي شي غير تتركني حس بالهدوء والراحة وما فكر شو رح تسوي فينا... خليني عيش بكذبة بس تكون كذبة حلوة لو لفترة بسيطة...

كنعان لف حواليه مش عارف شو يعلق إعلانها حملها خلا عواطفو تتفجر جواتو لدرجة تخيل الشي كأنو واقع مش رح يصير إلا صار وصار ماضي كمان كأنو قبل ثواني بسيطة كان عم يحمل ابنو على إيديه وهو حاسس الفرحة مش واسعتو من سعادتو بابنو الأول يلي اجاه بعمر التلاتين... وشو قلبو رق عليها بزيادة مش كحبيبة إلا كأم ابنو الجاي بالطريق وقرب منها رافض يخرب فرحو بمعرفة حملها بتفكيرو بتجديد العقد وشو نهاية أخوه وعيلتو مع عيلة دهب... ومسكها من وجهها بايسها على جبينها وهو عاجز ينطق بحرف من فرحتو المش واسعتو وفجاة نطق بشي غير متوقع لإلها: الحمدلله يلي ربنا خلاني عيش لهيك لحظة... وباسها على جبينها للمرة التانية وهو عم يعاملها برقة لأول مرة بتحس فيها وبنبرة صوت جديدة عليها: لازم تديري بالك على صحتك وصحتو... ورد بايسها على وجهها بشكل متوزع مش حاسس في ذهولها من شعورو بأجنحة السعادة عم ترفرف فيه بعالم نشوة المشاعر لدرجة فاصلتو ليحس بكلشي حواليه ومانعتو يفكر هل قربو منها حلال ولا حرام...

وشو ردة فعلو خوفتها لتصدقو ويطلع بالأخير عم يطبق كلامها بخليني عايش بكذبة حلوة... فحاولت تبعدو رافضة التمثيلية الخايفة تصدقها وتكسر حالها فيها: عم تخوفني بعد عني...

ضحك مسايرها متل المتعاطي السعادة بأقصى جرعاتها من الدهشة من سرعة تجلي هدفو ليخليها ربو تحمل منو... فرجع لورا مأشر: ما تتحركي كتير رح خلي حليمة تحطك بعيونها وعلى كفوف الراحة...

هزت راسها ما بدها شي غير يروح من شان تستوعب هي شو بدها.. وما حل عنها إلا بعد ما تأكد حليمة حواليها... وبعدها طلع على المحلات يسد ديون الناس ويوزع مصاري على الأولاد الصغار يلي عم يلمحهم بالشوارع طالعين يلعبوا بفرودهم الخرز وبالفوتبول من شان فرحتهم بأجواء العيد... وبعدها اتصل على أبوه يشوف وينو من شان يقابلو وهو حاسس حالو مو محروم النوم إلا شبعان النوم... وما بدو شي هلأ غير يشوف أبوه لإنو رح يصير متلو ويحس بمتل ما كان يحس معاه وهو طفل صغير... لهيك بس وصل أبوه صدم بس شاف عاصي وعبد العزيز قاعدين مع أبوه يلي كان نفسو يكون بس محصور عليه ليطالعو بعيونو بدل ما يخبرو بلسانو عن حمل مرتو بالوقت الحالي من شان حالة جابر.. فتنهد مسكر الباب وراه وهو عم يعلق بكل صدق لإنهم خربوا عليه تخيلو ليكون مع أبوه لحالهم: لسا ما لحقت استفقدكم..

عاصي رد عليه بمعايرة: صحلك إنتا وابن اخوك...

كنعان تبسم بوجه أبوه وهو عم يقعد جنب عاصي رافض يعطيه أي محاولة ليخرب عليه فرحتو لو حتى بالمزح... ونطق: أيوة بشو كنتوا تحكوا..

عبد العزيز لف راسو مطالعهم كلهم وهو عم يسمع جدو عم يردلو (لعمو كنعان): لسا ما حكينا... ولف على عبد العزيز موجهلو الكلام... أيوة يا ابن ضرغام هات يلي عندك...

ابن ضرغام بلع ريقو وهو عم يرفع إيدو حاكك تحت أرنبة أنفو بتحفظ ونطق بالمختصر المفيد: أنا بقترح يا جدي بخصوص وضعنا الحالي نفتح المحلات والشركة وفروعها بالتدرج بعد ما نحط قناصين على اسطحة املاكنا بشكل مدروس وبميزانية محددة... وغير هيك بعد العيد بالزبط رح تجيني التقارير والاحصائيات التقريبية لكم رح نكسب ونخسر بمتل هيك ظرف وشو افضل شي نكمّل فيه وكم رح نخلي من الموظفين شاغرين عن العمل و وحتى يلي بشتغلوا عن بعد لحد قديه رح يفيدونا بشغلهم وبتعرف عدد الموظفين يلي حالياً عم يشتغلوا بالشركة لا يتقارن باللي قاعد بالبيت... بعدين موضوعنا مع عيلة دهب مفتوح لازم نعمل متل احتواء وتقييد لخطواتها المتوقعة وغير المتوقعة بس بنفس الوقت ما بدنا نشطح بالتوقعات وبِصِدق ما بتوقع عيلة دهب رح تهجم على املاكنا بعز النهار وخاصة إذا عمالنا وموظفيننا فيها يعني جاسر مجنون بس مش لدرجة يتصرف بعشوائية... بالنهاية ارباحنا مالها دخل بالتار يلي بيننا لكن إذا عيلة دهب حولت الصراع من الدم لارباحنا هون الموضوع غير وبفضل ننقل استثماراتنا لبرا أو نفتحها بأسماء ما بترتبط بأسماء الخيّال... وممكن شراكة بس يلي رح يدخل معنا شراكة شو شروطو واحنا شو شروطنا بعد ما خلينا اسمنا معروف بفضل الله بين الناس... لهيك الشي شوي ضبابي وبحس يعني لازم بأسرع وقت نرجع لفتح كل املاكنا لإنو حراس ومعنا لله الحمد...* وكمان ما تنسوا المشكلة معنا مش مع الناس فيعني ما في داعي نأخر الشي أكتر من هيك...

الجد هز راسو وهو عم يتعمق بكل كلمة قالها: مزبوط كلامك وانا معك باللي قلتو لإنو شغلتنا معهم إلها دخل بالدم مش باملاكنا وما بتوقع عيلة دهب يلي كلها على بعضها قردين وحارس هتودي حالها للتهلكة...

وفجأة إلا اندق الباب فكلهم اتطلعوا بالجد مين الجاي هلأ مستحيل يكون أرسلان لإنو أرسلان بدخل بدون ما يدق.. الجد هون تبسم بوجههم ناهي توقعهم: صحابي اجوا يشوفوني ويتطمنوا على ابني جابر فيلا من هون بلا مطرود...

هون جبر بس شافهم كيف عم يطالعوا الجد بصدمة كيف بطردهم انفجر ضحك وهو عم يقوم يفتح الباب مستقبل صحاب الجد... والجد بسرعة استغل حركة جبر مقرب من عبد العزيز خطف مخبرو هالخبر الصاعق وهو عم يطالعو مع عاصي وكنعان المركزين معو بالكلام: عمك جميل صار بدو يبات هون لاقيلك دبرة...

عبد العزيز بسرعة بعد عنو بس سمع صوت صحاب جدو: طيب خلونا احنا نتسهل... ولفوا تلاتتهم مسلمين على صحاب الجد شامخ وهما متل المخبوطين على وجههم لإنهم ما كانوا بدهم يطلعوا من هون بس الغرفة هيك هتصير ضياق فلهيك احترموا حالهم وانسحبوا من الغرفة رغم اصرارهم ليبقوا معهم ويكسبوا شوفة هالوجوه الطيبة لكنهم رفضوا باحترام وطلعوا مطالعين بعض وهما عم يبتسموا بتعجب.. فعلق عاصي وهو عم يمسح على راسو: عمي بايعها معنا الشغلة خالصة المهم هلأ على وين رح تروحوا...

عبد العزيز رد عليه وهو مذهول من جدو لهلأ: عندي كم شغلة اعملها وأكيد بدون دعوة جاي معاي.. ولف على عمو كنعان: وإنتا بدك تيجي معنا...

كنعان طالعهم بتفكير: على وين العزم انشالله...

عبد العزيز مد إيدو ضاغط عليه يمشي معهم: مش رايحين ننبسط احنا رايحين ندفع للناس من شان المشروع مدينة زاد يلي عم نشتغل عليه ودام الشغلة فيها شغل رح تيجي بلا تفكير مستر أدمان شغل...

كنعان تبسم بوجهو لإنو هادا المطلوب هلأ يشتغل كرمال يفرغ طاقاتو الجبارة فيه من السعاة الحاسس فيها من خبر حمل بنت دهب ومشي جنبهم ضاغط على زر الاسانسير كرمال يفتح وما لحق يضغط إلا هو فاتح فطلع فيه قبل منهم وبس دخلوه وراه تسكر الباب عليهم... رفع وجهو سائلهم: بالسيارة رح تفهموني شو قصتكم مع جميل...

عاصي تكتف مطالع عبد العزيز يلي عم يحك حاجبو لإنو مش حابب ياخد ويعطي بهادا الموضوع...* ونطق وهو عم يسند حالو على مراية الاسانسير: ما فيه قصة بمعنى قصة بس بتعرف عمي جميل مالو مربط... شغلو أولًا ومش دايمًا حاضر بيننا فيعني إذا وصلو اتصال كرمال شغلو ركض يشوف شو فيه وملا بتلاقيه غير سفر (مسافر) على الأردن أوروبا وجدي يعني حاشرو حشر هادي الفترة بس متل ما إنتا شايف بس تفرغ من شغلو صار بدو يبات وينك من قبل...

كنعان مسح على أنفو شاكك بشي بس تذكر شوفتو مع عمتو نداء في سفرتهم لإلمانيا والموضوع حيرو لإنو يعني اجى يشوف العمة بالسر بدون ما يقلو ولا حتى يفكر يشوفو فمفكرو يعني إذا راح يشوف معرض شخصية معروفة من سان مارينو مقرب من عمتو يبقى هو بعيد عنو وما رح يشوفو لكنو صار شي واضطر يرجع للفندق وصدمة بس شافو واقف مع ناس مخيفة معروفة بعالم الجريمة والمخدرات... فسحب حالو مراقب من بعيد وشاف أشياء صدمتو فيه لدرجة ما قدرت تخليه يضلو مكانو لإنو لو بقي مكانو لنزل فيه ضرب والاحترام على الآخر راح بينهم لكنو فضل يمثل الجهل معطيه فرصة من حالو لبالو ينردع وجت قصة أخوه وبنت دهب نسوه كلشي... فمسح على رقبتو متل المهموم وهو مش منتبه على عيون عبد العزيز وعاصي عليه... وتنهد على فجأة معقب على كلام عبد العزيز قبل ما يفتح الاسانسير: ليه هو وجابر في شي بينهم...

عبد العزيز ضيّق عيونو وكان رح يستوقفو لكن فتح باب الاسانسير وشوفتو لكم زاير سكّتوو... فمرقوا من بينهم وعيونهم عليهم من طولهم ولبس الكاجوال الرهيب عليهم وكملوا من تم ساكت لباب المستشفى وفجأة تكلم عبد العزيز مذكرهم: بسيارتي رح نروح... وحراسكم بتدبروا بسيارتكم...

عاصي رد عليه وهو عم يمشي لناحية سيارة عبد العزيز المصفوفة بجنب سيارتو: ما بدها تفكير...

فضغط عبد العزيز ع ريموت سيارتو وركبوا فيها متحركين بعد سيارات الحماية لبرا المستشفى ولف عبد العزيز وجهو لكنعان القاعد جنبو: عمي شاللي خلاك تفكر تسأل هيك شي؟

عاصي قرب منهم وهو حاطط حزامو الأمان من الفضول ليسمع يلي عند كنعان... بس كنعان ما رد على سؤال عبد العزيز إلا ردلو السؤال بالسؤال: ليه ما بدكم إياه يبات عندو إلا إذا خايفين منو عليه...

عاصي هون ضحك بمرار: ههه ابن شامخ بدك تنشف ريقنا يلي عندك طلعو وخلصنا...

كنعان تكتف بتحفظ معلق: ما في عندي شي بس يعني في شي ناقص باللي عم تقولوه لو إني ما عايشتكم ولا ما بفكر زيكم كان بتقدروا تضحكوا علي بهالكلام... ولف مطالعهم بعيونو بمواجهه مكمّل... مفكرين إنتا وإياه عشاني غالب الوقت برا مشغول ما في داعي أعرف شي عن يلي بصير هون...

عبد العزيز ردلو بالمثل: على أساس حالك باللي متكتم عليه أحسن... أكيد تكتمت على يلي عندك لإنو إلو علاقة بعمتك... وما بدك تحكي عشانها لإنك عارف رأينا فيها...

عاصي انسم بدنو شو بكره هالعمة وسيرتها فبعد عنهم متكتف بمرار معلق: إلا ع ذكر سيرتها وينها ما نورت تتطمن على ابن أخوها ولا بس بتقلق على الكيف...

كنعان ما جاوبو فورًا من الضغط الحاسس فيه لإنو قاعد بعصر ذاكرتو بمواقف حصلت على نظرو ولا على سمعو وما فهمها كفاية غير هلأ فما بدو ينطق قبل ما يدرس كل شي ورد بشي مشفر بلغتهم القاعدين عم يحاكوه فيها:ما بتوقع يلي بعرفو غير عن يلي بتعرفوه...

تبسم عبد العزيز مجاملة وهو حاسس بمرار من ذكر سيرة عمو معلق: بفضل ما نكمّل بالموضوع لإنو نقاش عقيم فبقول خلونا ناخدلنا شي ناكلوا ونشربوا لإنو على لحم بطني من بعد المشاوي يلي عملهم عدنان...

فنطق عاصي باعتراض: أنا ما تطلبلي شي لإني بدي نام... ورفع رجليه متمدد بالجيب... قارص كنعان بكلامو من كتر مهو مستفز من ذكر سيرة عمة كنعان واللي بتكون عمة مرتو: أخ كنعان هادي المرة باقي ولا ملحق عندها (قصدو ع برا عند عمتو نداء)...

كنعان ركى حالو على الشباك مش حابب يجاوبو فسلكو عبد العزيز يلي عم يسحب نظارتو الشمسية من على جنبو لابسها: أبو جنرال شكلك محضر حالك تنزل بين هالرووس وتقول يا قطاع الرووس...

أبو جنرال رد مشتاط: سيب أبو جنرال بحالو لإنها واصلة معاه لفوق فخليني نام كف بلاي عن ابن شامخ واخت شامخ...

فضحك عبد العزيز وعاصي وهم عم يوقف على جانب كرمال يطلبوا أكل وشي يشربوه وهما بالطريق لإنو نهارهم طويل... وما صدقوا ياخدوا طلبهم ليتابعوا طريقهم ويلتقوا بمحاميينهم ومحاسبينهم والبياعين في عدة نقاط ليشتروا الأراضي المعنيين فيها... وبعدها تحركوا لمركز عاصي عارضين الأوراق يلي بتحتوي بأهم معلومات الشخصية للملاكين الأراضي المعنيين يشتروها من شان يعرفوا كم يضاعفوا سعر الأرض كرمال يضمنوا يشتروها بأسرع وقت وإذا في حالة ما بدهم مصاري* شو بقدروا يعرضوا عليهم أملاك بدالهم... وبعدها رجعوا ع بيت الجد يقعدوا شوي مع العيلة وشو كانت الرجعة ممقتة لإلهم من صوت الأولاد الصغار وصوت القرآن الشغال وأوامر وفاء للخدم بخصوص التنظيف والترتيب بشكل مبالغ فيه كرمال تفش خلقها فيهم من الضغط الحاسة فيه: تعالوا نظفوا هون...

-يا علا!

ـيا رولا...

-يا سونيا قيمي... حطي..

ـخلوا عيونكم على الأولاد...

وعاصي بس شاف الوضع ضجة أخد ابنو معاه ليشبع منو لكنو رفض بدو يبقى مع ولاد خالتو أمل وجنب ماما جوري يلي حس معها بمشاعر الأمومة المحروم منها من أمو البيولوجية... فاضطر يروح بدونو في حين كنعان تأمل مجد وجنرال ورقية بنظرات مسروقة تما حدا ينتبه عليه وهو عم يطالعهم كرمال يقدر يتخيل شو شخصية ابنو هتكون ولمين رح يطلع بالشبه والحركات... وفورًا بس ضاج من صوت خواتو والتلفزيون انسحب هو لينام بغرفتو يلي بالطابق التاني أما عبد العزيز تحرك لبيت أبوه* تارك أمو وأختو مع الخدم كرمال يجهزوا العشا لإنو رجالهم رح يجوا يتعشوا مع الجد فهو اختصرها على حالو لإنو خلص ما فيه حيل يضلوا صاحي فصلا المغرب والعشا جمعًا بعد ما آدن المغرب... ونام بالصالون رغم محاولات أمو بس لقتو نايم بالصالون ليقوم ليتريح لو مش بجناحو بغرفة الضيوف القريبة منو على الأقل... لكنو رفض مكمّل نومتو فغطتو قارئة عليه من الحسد والعين... وبعدها طلعت تقرألها قرأن تاركة جوري ببيت الجد تمارس أمومتها على الكيكة جنرال تحت ضغط عماتها... ولما اكتفت من الوضع وحست جدها والرجال قاموا يصلوا العشا جماعة سحبت جنرال معها يلي غفى على إيديها من التعب كرمال ينام جنبها بجناحها وانصدمت بس شافت عبد العزيز نايم بالصالون... وخافت يكون صاير شي بينو وبين جودي... فبسرعة طلعت على جناحها منزلة جنرال بنص سريرها مغطيتو منيح وسحبت تليفونها من جيبة جاكيتها اللابستو لإنها بلشت الدنيا تبرد بزيادة عندهم دامهم قربوا على موسم الخريف... وبسرعة بعتت للست سمية ( بقدر احكي مع جودي)* بس للأسف الست سمية ما ردت عليها لإنها كانت ناسية تليفونها جواة غرفتها وقاعدة برا في الحديقة عم بتعد بخططها التعليمية والمهاراتية ع التابلت بشكل علمي مدروس لمرت الخيّال يلي مش دارية شو عم يستناها بكرا من ورا مزاجها السيء بشكل لا يحتمل من صدمتها لطلوعها من قوقعتها الصارلها سنين مقفلة عليها ومانعة حتى نفسها تدخلها... ومن قرب ابن الخيّال منها وحنانو معها وهي بقمة الوعي للي عم يصير فيها... كرمال هيك كانت مش طايقة تشوف حد ولا تحاكي حد وفضلت* تقضي يومها تجاهل للست سمية وعبادة وأكل وقراءة بدون توقف تما تفكر باللي صار الصبح...

بس النهار مرق وحل الليل والسواد اشتد برا والست سمية ردت للبيت لتنام بأسرع ما يكون من تعبها وهي قاعدة بتعد بخططها الأولية... وفجأة توقفت مكانها بس شافتها قاعدة بالصالون لحالها وهي عم تطالعها بنظرات مش مفهومة إلها من الضو الخافت الضويتو جنبها واللي حتى ما بنور غير عليها فنطقت سائلتها كرمال إذا بدها شي منها تساويه: بنتي بدك شي قبل ما ادخل غرفتي؟

جودي هزت راسها برفض لإنها حابه تكون لحالها فدخلت الست سمية غرفتها وهي عم تقلها: تمام وتصبحي على خير يا حلوتي...

جودي طنشت كلامها مرجعة نظرها للشباك تطالع برا بفتور وبدون تفكير...*
فطبقت الست سمية الباب وراها تاركة بنت قلبو لحالها بالصالون تطالع بفراغ من الصدمة الحاسة فيها وفجأة حست بفراغ لوجود ابن الخيّال... وانتبهت ع شي واحد غير شوقها ليكون حواليها إنو مُتَوقع بأي لحظة يجي فركض ع فوق بدها تغصب حالها على النوم بس كرمال ما يكمّل معها جلسة افتح قلبك يلي صارت معها الصبح... ناقصها تتعرى قدامو ويعرف عن أبوها وسواياه معها...* يلي يا ويلها إذا تكلمت عنها وأبوها دري ع هالشي...* فنامت وهي عم تفكر بأبوها وخوفها منو لدرجة صحت من نومها مفزوعة من صوت أبوها وهو عم يصرخ عليها وجاي ركض لعندها بدو يريبها بالضرب... وصارت تتلفت حواليها وهي عم تسمي على حالها بسرها وعم تنادي على عبد العزيز: عبد العزيز... عبد العزيز...

ومدت إيدها مش شايفة شي من طفى ضواو كل جناحها وعدم تشغيل ضو اباجورتها ومن تنزيل البرادي لمنع انارة الحديقة الخارجية لتنور شوي غرفتهم النوم... وبس ما سمعت صوتو أو حست بدفاه جنبها ادركت ابن الخيّال ما روّح ع البيت فركض قامت تضوي الضو وهي خايفة بدونو هو يلي خلاها ترد تكبوس بأبوها وتفكر فيه وهي صاحية بعد ما كانت تكوبس فيه وهي نايمة... وتحركت لعند الشباك بعد ما سحبت الرواية يلي جابتها من غرفة عبد العزيز يلي جابلها إياها هدية مع بقية الروايات بعد ما روحها من المستشفى من عدة أسابيع... وقعدت على الكرسي منتظرة فيه يجيها بعد ما فتحت البرادي... لكن الثواني والدقايق عدوا وصاروا ساعات وهي قاعدة متململة بين عين ع الشباك وعين عم تكمل بالرواية يلي ماسكتها بإيدها واللي محسستها إنها بتعرفها فسكرت الرواية قارئة العنوان كمان مرة (سارا كرو) وردت كملت شاكة عم تشوف اسم اميلي والآنسة منشن... معقول هادي الرواية بتشبه قصة سالي يلي كانت تحضرها على السبيستون... فقرأت فيها ناسية ابن الخيّال من كرهها للبنات الغيرانات من سارا اللبقة واللي زيها مالها أم في الرواية... وفجأة بكت من كل قلبها على حال سارا بس وصلها موت أبوها وافلاسو وشو تمنت لو عبد العزيز موجود كرمال تحط راسها على صدرو وتبكي من كل قلبها* من غصتها من أبو سارا لإنو ليش أبوها تركها في مدرسة الداخلية بعيدة عنو كتير إذا هو كان بحبها...

ما هي بعمر صغير على مدرسة داخلية.. وبموتو وافلاسو كمّل عليها... ليه ما فكر فيها بشكل ابعد... ليه ما جابلها ماما تانية... فرمت الرواية محرورة ورفعت إيديها ماسحة على بطنها محاكية بنتها ساندي بعد ما مسحت دموعها بكلام عشوائي: ماما أنا زعلانة كتير... أبوكي ما روّح... أنا صح ما بدي إياه زي امبارح بس بدي إياه زي قبل...

وردت مقربة من الشباك منتظرة في حفيد شامخ يرجعلها... بس للأسف الشديد كان ابن الخيّال غاطط بالنوم على تقيل لكن في شي صحاه وخلاه يفقد قربها منو فصحى يدور عليها وبس حس إيدو نزلت بالهوى بعدها خبطت بالأرض بدل ما يمسكها ويحس فيها.. بسرعة رفع حالو منتبه هو وين نايم... فبسرعة سحب تليفونو يشوف الساعة كم إلا كان ضايل الفجر ربع ساعة... فركض على جناحو ليتوضى ويغير أواعيه كرمال يروح يصلي مع جدو يلي سنين تعود يروح معاه على الجامع... وما لحق يطلع من البيت إلا لقى جدو قاعد مع عمو كنعان وعمو جواد يلي كان مروح من ورديتو من المستشفى فتحرك لعندهم مصبّح عليهم: شو هاللمة الحلوة الله يحفظها يا رب ويديمها...
وسحب كرسي قاعد عليه وهو عم يسمع رد عمو جواد عليه بعد ما سمع رد جدو وعمو كنعان على كلامو (امين): يسعدلنا قلبك يا غالي... شو شايفك نايم هون بدل ما تكون عند عمك...

عبد العزيز تبسم بوجه عمو وهو عم يحك راسو لإنو جد باللي عملو أرسلان معاه العصر انقذو ورحمو فيه لما فكر يتصل عليه ليعرض عليه يبات بدالو وبخلي زميلو يداوم عنو الليلة من استنتاجو إنو مواصل من امبارح وما غمضتلو عين متل هو يلي نام منيح بعد سهرة امبارح بس سمع جدو بكلمو (لعبد العزيز) كرمال يطمن شو صار معهم بالشغل: أبو جواد (أرسلان) طلب مني عصريات امبارح يبات عندو وأنا ما رديتو خايب بتعرف معزة ابنك عندي...

العم جواد رد عليه وهو عم يضغط على كتفو لإنو قاعد قريب منو: الله يعزك...

عبد العزيز تبسم بوجهو وهو عم يلف عيونو لجدو: شو مش ناويين تصلوا بالجامع..

الجد رد عليه بهدوء: لأ رح نصلي جماعة مع رجال الحراسة والله حرام يتأخروا على صلاة الفجر ولا تروح عليهم هي وغيرها من الصلوات بس عشان يحموننا واحنا عم نصلي بالجوامع ونقعد قعدتنا مع الصحاب... فبنكسب أجر فيهم وفينا...

عبد العزيز هز راسو بتأييد: صدقت فيها يا جدي كلامك بمحلو... وعدل قعدتو مطالع عمو كنعان القاعد بكل اطمئنان عجيب بينهم وبدون ما ينطق بأي حرف من أول ما قعد قبالو... فتنهد متجلي بالجو الحلو قبال قصورهم واللي ما بشبه جو فيلة أهلو بالشمال... ورخى ضهرو على كرسيه مبسوط بلحظة الصمت بينهم... وصفن باللي صار معاه الصبح وهو غير مصدق إنو صار... كيف قدرت بنت قلبو تبوحلو باللي ما توقع يكون محبوس جواتها من سنين... هو وين باقي عن الرسوم المتحركة يلي كانت عم تحكي عنهم... بس يفضى بأقرب وقت بدو يروح يحضرهم كرمال يفهم هي عن شو كانت تحكي... وتبسم ع فجأة بس تذكر عجزو ليرد عليها متل أي زوج بس يشوف حزن مرتو: ما تخجلي من وجعك بحب تشاركيني فيه... ما تخاف ما رح احرجك ~~

فتبسم ناهي تفكيرو بهالردود يلي إذا سمعتهم منو رح يغمى عليها فبدل ما يكحلها يعميها... فاجى رح ينفجر من الضحك لكنو كبتها بس صحي على حالو ولقى جدو وعمامو عم يطالعوه منتظرين يفهموا شو سر هالابتسامة وهالضحك على هالصبح فنطق باعد الشكوك عنو بخصوص تفكيرو بمرتو: والله ما توقعتها منك يا جدي تطردنا بالمستشفى...

الجد هون ضحك غصب: ههههههه والله يا حبيبي إذا انتوا وصحابي تلاقيتوا القعدة بتطول بس عم نحكي عن الشغل يلي ما بخلص وأنا ما بدي إياهم يفكروا عنا بشكل مش سليم فخلينا بعاد عن الشبهة أحسن ونبين جامدين ومش بصدد نتكلم معهم عن الشغل وعنا حدا مخطر... صح الناس خير وبركة بس مش كل الناس واحد والصاحب مش دايمًا مضمون وما بتعرف الظروف مين بتغير وعشان ما نعيش بحسابات بنخلي يلي بقلقني للي ما بقلقني مش أشرف الخلق عليه السلام قال (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك) ...

العم جواد علق بتأييد: صح كلامك يابا يلي قلتو زينة العقل... وبصراحة احنا مش حابين تكون العين مركزة علينا خلينا مبهمين أحسن مش في مثل مصري بقول محدش هيشيل همك... بس عايزين يعرفوه....

إلا برد كنعان الكاسر صمتو وهو عم يبتسم: شو هالمثل... واضح إنتا وأبوي متجلية معكم على الآخر الليلة...

الجد لف عليه مطالعو من طرف عيونو مازح معو: صابنا عين يلي من أول ما قعد معنا ما قال غير كم كلمة...

كنعان طالع عبد العزيز بمعنى فزعتك وهو عم يطلب منو: ابن ضرغام لمهم(ضبهم) عني...

عبد العزيز رد عليه وهو عم يطالعو بنظرات مش مفهومة لإلو: والله انا ما بدخل بين أبو وابنو... وأخ وأخوه... أيوة الله يسعدك حلها لحالك...

كنعان أجى بدو يرد إلا أدن الفجر فضحكوا على كنعان يلي هز راسو لابن ضرغام بمعنى بسيطة يا أبو لسان مردودة... فقاموا بعد ما انتهى الادان يصلوا السنة وطالبين من رجال الحراسة يجوا يصلوا معاهم جماعة علشان بس يخلصوا ياخدوا محل الرجال يلي برا كرمال هما كمان يصلوا جماعة حاضر وما يتأخروا على صلاتو... وهيك بعد ما صلوا السنة والفرض سلموا ليروحوا يفطروا ويشربولهم شي بعد ما قرؤوا القرأن وأذكار الصباح وصلوا الضحى... وشو حركة ولاد أمل عبت قصر الجد ضجة عشان يفطروا وهما قاعدين بحضن جدهم رافضين يروحوا لخالتهم سهر ولا لنسوان خوالهم كوثر وأمينة... إلا بجوري وهي داخلة عليهم وهي ماسكة بإيد جنرال من النعس بدها تحطو عند رولا ولا علا كرمال ترد تكمل نومتها... يعني شو هالحظ يلي عليها لا أمها ولا حتى الخدامات بالبيت وشو هالشي عصبها وخلاها تروح لبيت الجد وهي نفسها تنام لإنها طولت بالليل وهي سهرانة مع جنرال من شان يرجع ينام بس صحي من نومو خايف... وبس نام خافت تنام ويروح عليها الفجر... فاضطرت تسهر بالقوة عشان تصليه وبس نامت ساعة وشوي الأخ صحي لإنو بدو يقوم يلعب وياكل ولا فوق هالقهرة بتلاقي الست سمية لهلأ مش رادة عليها لبس تصحى رح تحاكيها صوت... وكلامها وغضبها على الست سمية من قلة النوم تبعثر بس شافت لمة العيلة على طاولة السفرة المتوسطة غرف القصر (غير عن غرفة القصر) وتبسمت ممررة عينها على عمامها وولاد عمتها أمل وأمها وعمتها سهر ومرتعمها كوثر وأخوها في حين القعدة خالية من عمتها وفاء ونداء لإنو فضلوا يكملوا نوم بعد صلاتهم للفجر وملحقين على الفطور في حين رنيم وجيهان فضلوا يروْحوا على بيتهم...

فركض تحركت لعندهم مفقدة فطورهم وهي حاسة كأنها بحلم لإنو العيلة رجعت متل أيام زمان... وصبحت عليهم بصوت مش مصدق يلي عم تشوفو: الله يحفظ هاللمة الحلوة يا رب... صباحكم عامر بجو السكر...

هون الكل ضحك: ههههههههه... وفجأة الضحكة تلاشت لإنو كان عمها جابر يرد عليها ويقلها (السكر ما بدو غير الشاي فيلا على المطبخ سويلنا بريق شاي من تحت هالايدين الحلوين) فانسم بدنها على غباءها... وجت رح تروح إلا بصوت مرتعمها كوثر وهي عم تبلع غصتها ع اللي صار مع زوجها أبو ابنها الوحيد كرمال ما تحرج بنت سلفها يلي بتحبها من كل قلبها ع شي مش قصدها فيه: والله ما بتروحي بدون ما تسويلنا بريق شاي من تحت إيديكي الحلوين...

فبلعت جوري غصتها رادة: حاضر يا مرتعم... ولفت حالها رايحة للمطبخ وهي مش منتبهة على جنرال يلي بدل ما يقرب من جدو طالب حبو لحقها لإنو حاسسها مش تمام... وبكت وهي عم تسويلهم الشاي من كل قلبها لإنها مش قصدها تسم بدنهم وتخرب جوهم الحلو بعد ما نجحوا ينشغلوا لحظة عن حالة عمها المخيفة بس هي الغبية الخربت عليهم الجو يلي تعبوا وجاهدوا عشانو... وما صدقت غير تسوي الشاي وتحملوا لعندهم بعد ما صبتلهم بالكاسات وركض على فوق مدورة على أريام تقلها شو سوت... بس للأسف كانت الآنسة أريام نايمة فتمددت جنبها طالبة منها وهي عم تبكيلها: أريام ضميني!

وهون أريام صحت من نومها مفزوعة مفكرة خالها جابر صارلو شي لا قدر الله: مالك جورتي شوفيه.. خا~

فقاطعتها جوري بحرة من يلي عملتو تحت: غبية أنا... ورفعت إيديها بغصة... والله إني غبية... ولفت عليها طالبة حضنها... ما تسأليني ضميني وبس... بدي نام...

أريام ما عرفت شو تسوي لإنها مش متعودة عليها هيك تبكي قدامها فما حبت تضغط عليها دام الشي مالو دخل بخالها... وضمتها بدون ما تنطق بحرف... لإنها عارفة جوري إذا بدها تحكي رح تحكي بدون ما حدا يطلب منها... لهيك احترمت رغبتها رادة للنوم جنبها... في حين جودي المسكينة مين رح يبات جنبها بعد الكوابيس الصايرة عندها من بعد ما ردت تنام من بعد ما صلت الفجر دام جوزها المصون ما روّحلها تاني يوم لا عند الضهر ولا عند العصر ولا عند المغرب ولا حتى عند العشا ولا فوقهم كمان ما اتصل عليها... ومخلي الست سمية تدرسها لغة غربية عجيبة بحكولها اللغة الألمانية... فهي الليلة ما رح تنام إلا رح تستناه استني عشان تقلو: ليش سويت معاي هيك أنا ما بدي أدرس!!

بس السيد ما روّح لإنو كان مضطر الليلة يبات مع عمو جميل كرمال ما تصير بليلة ويقاتل أبوه عشان ما قبل يبات عندو لإنو بالنهاية هو أخوه وبحقلو غصب عن الكل ينام ولا يبات عندو... فرح يسلكوه فترة بعدها رح يلاقولهم دبارة تشغلو عن يلي بدور حواليه لسبب مش مفهوم..

وكمّلت مع حفيد شامخ بس اضطر يبات عدة ليالي متواصلة عند عمو بدون ما يروح على بيتو لإنو مش الكل متفرغ للسهر عند العم جابر وخاصة بعد ما جبر اضطر يرجع لدوام الجامعة وابحاثو ودراساتو وشغلو التاني يلي صارلو سنين عم يبني فيه فبلاش يخسرو بفترة بسيطة ما بتتقارن بسنين تعبو...

وما وقفت الدنيا عند هالحد مع ابن ضرغام للأسف الشديد إلا جت عليه لإنو اضطر يشارك عمو جميل بكل ليلة رح يباتها عند أخوه في المستشفى لأنو الجد ما بتحمل يضلوا سهران وتعب عليه ينام بالنهار ويواصل بالليل... في حين عاصي مستحيل يتحمل جميل عدة ساعات متواصلة بدون ما ياكلو بلسانو ولا بعيونو... أما كنعان مش حابب يبقى معاه خوف ما يفتح تمو ويلمحلو إنو ريحتو بلشت تفيح ما يذوق على نفسو وبلاش يخلي الاحترام يروح بينهم وتصير بينهم مفاتشة مالها طعمة ما بتفيد قد ما بتخرب... فنفور عاصي وكنعان وتعب الجد ما بجي شي جنب المش دارين عن جميل متل أرسلان وجواد وجبر* فلهالاسباب هاي كان ابن أمينة افضلهم ليبات جنب جميل عند عمو... وهيك قضّى (مضّى) لياليه عند عمو بالمستشفى مراقبة مرات لجميل ولا شغل على اللابتوب وهالشي بالمقابل ما خلاه غالب الليالي يروح عند بنت قلبو البريئة المتينة (القوية) لإنو كرمال عيلتو لازم يضحي بروحتو لعندها والنوم جنبها للي قاعدة عم تستناه ع نار كرمال تقلو ما بدها تتعلم ولحتى تضمن ما يفكر يتزوج عليها ويضلو يقلها قصص من قصصو الحلوة المفتحة عينها ع العقيدة والعبادات الصحيحة كيف تأدى وعن حكم متنوعة بالحياة كل ما يردلها ع البيت بدون ما تنحرج منو من بعد قعدتها معاه بالمكتب* من ورا انشغالها عنها (لهالقعدة) بالتعليم اللغات واستيائها منها وانتظارها ليروحلها ع البيت كرمال تعترض وتطلب منو يقلها قصص حلوة متل الحكيم وابنو والمجنون والفهيم وغيرها من القصص يلي خلتها تنصتلو بكل اهتمام وتتعرف على العالم بشكل مختلف... وهالشي خلاها تضلها تفكر باللي عم تسمعو وتفكر فيه بينها وبين حالها إو بينها وبين الست سمية كرمال تفهم* كم كلمة قاللها إياها أو كم كلمة نسيت العبرة من وراهم فتستوقفها فجأة بدون مقدمات مطالبتها تفهمها وتجاوب على اسئلتها يلي ما فكرت بينها وبين حالها مرة وحدة إنو ممكن الست سمية ما بتعرف أو جاهلة بفكرة ولا بمعلومة ما :ست سمية فهميني شو يعني وجدان؟

-الضيعة شو بتفرق عن القرية ولا نفس بعض؟

-شو الفرق بين البيت والدار؟

-شو يعني إصرار وعزيمة مع بعض؟

وتكمّل عليها بطرح غيرها من هالاسئلة الشبيهة منها والبعيدة عنها يلي عم تخلي مدروكها وثروتها اللغوية تزيد وتتوسع وتتنوع... وهالتطور هادا لا يتقارن بصدمتها الفعلية لإلها لما الست سمية فتحت عيونها ع عالم جديد من الحياة واللي هو عالم الألوان والأقمشة والرسم واللوحات.. كرمال تعلمها فن الكولاج وفن الديكوباج بعد ما طلبت من عبد العزيز يجبلها العدة المطلوبة لتعلمها هادي الموهبة... وبعد ما اخدت الأذن كمان من أم عبد العزيز كرمال تاخد بعض اللوحات والتحف القديمة التالفة مع الوقت جواة المخزن أو المشعورة من مكان أو عدة أماكن كرمال جودي تتفنن بتخبية العيب الفيها وتطلع بتحفة فنية جديدة... وشو انبهرت الست سمية بابداعها بالرسم وتلوين الرسومات بالألوان والأقمشة وقضاها (قضائها-استمرارها-مواصلتها) وقت طويل عليها ونفورها من تعلم اللغة الألمانية يلي بلشت تعلمها إياها جنب الإنجليزي بطلب من ابن الخيّال كرمال يملوا وقتها وما تغرّب وتوصل الفضاء بتفكيرها بعالم اليقظة يلي ما بتفيد قد ما بتدمر...

وهي المسكينة يلي بتكره التعلم شو كانت تتحلطم من فكرة قرب وقت حصة اللغة الألمانية ولا الإنجليزية وتدورع مكان تخبي حالها فيه أولها نجحت بهالشي لكن عبد العزيز قام كل مفاتيح الغرف... وهيك ما صار فيها تتخبى وانجبرت متل الطالبة الشاطرة تلتزم بوقت حصصها وشو غلبت الست سمية وهي عم تقلها: مش فاهمة...

-عادي...

-مش حابه...

-مش ضروري احكي بس بحب اسمع...

-نسيت...

وشو تصير تبكي بس تنسى كلشي تحفظو... الكارثة بتكون مراجعة الكلمات مع عبد العزيز ومعلمها أشياء جديدة بالألماني متل الأمثلة المشهورة عندهم وشو قصتها كثقافة عامة متل مثال (Das letzte Hemd hat keine Taschen) واللي معناه القميص الأخير مالو جيبة وشو علاقاتو عند الألمان بالموت والحياة الاخرة... وهي هون تحتار ع شو تركز على جمال شرحو ومعلوماتو الرهيبة ولا على جمال لفظو والقصص يلي عندو... ولا على ريحتو ولا على عيونو ولا على مراجعة دروسها ولا على اسئلتها والكلام الكتير يلي نفسها تقولو بس مش عارفة كيف...

ولا بعد تعبها وتفكيرها بكتير أشياء ومراجعتها لكلشي بتلصم بوقت الحصة لدرجة مين قال إنها هي جودي ولا حتى قال إنها بتتعلم ألماني ولا انجليزي... ريتها تكون شفافة ولا معها جلد الحمار لتخبي حالها فيه وتنقذ حالها من الموقف... بس كلشي مع الوقت بدا يخف مع حنية الست سمية معها وتفهمها لصعوباتها بالتعلم وقصر ذاكرتها فقط في التعلم بالطريقة التقليدية... وحاولت معها من خلال طرق جديدة متل القصص القصيرة ومقاطع الأفلام وشو هالطريقة جابت معها نتيجة... وصارت تفضل تضلها قاعدة ع التابلات بمراقبة الست سمية وهي تراجع معها... بس للأسف الشديد ترد تنسي* بعض الأشياء وتصير تبكي لعبد العزيز بس يرجع ع البيت مخبرتو عن نسيانها: أنا غبية...

-ما بفهم..

- بضلني أنسى...

- ما بدي ادرس..

- خلص ما بدي...

فيضمها مهون عليها وهو عم يمسح ع بطنها يلي بلش يكبر مطمن عليها وع البيبي ومحاول يعيد معها المراجعة وهو عم يقلها كرمال تطوّل بالها بالتعلم: ما تستعجلي اللغات بدها وقت... وإنتي عم تتقدمي... بعدين إنتي ما لازم تزعلي من شان الحلو يلي ببطنك...

وهي تنفعل ناطقة بشي بهمها بعيد عن بطنها والدراسة: متى رح روح عند الدكتورة بدي أعرف بشو حامل...

فيتهرب من الجواب: استني ليخف ضغط الشغل علي... المهم صليتي كل الصلوات واكلتي منيح واخدتي مقوياتك...

تتنهد بهدوء رادة: أه... وتلف عليه ع فجأة حابة تتأمل فيه من طرف عيونها من خجلها ليمسكها... فتركي راسها ع صدرو طالبة منو يقلها قصة كرمال يركز هو بقص القصة وما يتبع فيها ويحس عليها وهي عم تشم ريحتو ولا حتى وهي عم ترفع عيونها لفوق متأملة فيه كيف عم يبلع ريقو وهو عم يحرك دقنو الطولان بشكل خفيف... والكارثة قبل كانت تركز بشو بحكي بس هلأ صارت تسرح بشكلو وريحتو المشتهية تاكلها... والطامة الأكبر حضرتو هو ما بهنيها تضلها سارحة فيه لإنو بمسكها مسك اليد وهي تضطر تشرق... وهو هون بختبص مو عارف كيف بدو يبطل هالطبع يلي فيها... ممكن مرات يقسى عليها ويبهدلها بكلمتين تقال عليها متل:مهملة بحق حالك... أو.. انتبهي إنتي حامل...

هو بإيدها كرمال تمنع حالها عن الشرقة فتلف معطيتو ضهرها... بس المشكلة وين برغبتها فيه لتكون قريبة منو وباشتهائها لتاكل ريحتو العالقة بجسمو أو لتضلها تتأمل فيه لهالزورو يلي عندها... فهو بلش يفهمها وبنفس الوقت حاسس حالو جاهل فيها... فما حب يستعجل بحكمو عليها... وأصلًا ما فيه وقت ليفكر فيها من بعد ما مر شهر وعمو ما فاق من غيبتو والكارثة اكتر من مرة قلبو توقف وهو عندو وبسرعة الدكاترة بفضل الله بلحقوه بآخر* لحظات وهالشي صار فيلم رعب ع قلب عيلة الخيّال يلي صارت رجالها تبات جواة سياراتهم بموقف المستشفى لإنهم ما فيهم يكونوا كلهم عند العم جابر بالمستشفى استعدادًا لإي شي لإنو الدكاترة مش متفائلين خير في حالتو...

فهو لهالسبب شو خايف يموت عمو لإنو بحبو كتير وبعتبرو صديق وأخ مقرب لإلو وغير هيك للأسف الشديد ما في حد هيعوض مكانو لا بالعيلة ولا بالشركة والأهم من كل هالاشي هتقوم الدنيا ع تقيل بينهم وبين دهب وما رح يهدوا إلا ناهين القصة بموت رجال عيلتو أو عيلتها... لكن برد يهدى بس يتذكر يسأل ربو الخيرة في اللي بصير وإذا كان موتو خير لإلو ربنا يهون عليهم ويثبتهم ويخلي كلشي يصير لصالحهم ويردلهم حقهم تالت متلت... وهالمعتقد هادا شو بهدي حالو وبخليه يترك الخوف على فراق عمو ويتوكل ع ربو ويصليلو ويدعيلو بالخير والرحمة ويستغفرلو ويقرألو قرآن ويطلّع صدقة على روحو ويترك الاشي لرب العالمين والوقت... ولهيك صار يروحلها ع البيت ضهرو متصلب... وشو صدم منها بس اقترحت عليه مباغتة: خليني اعملك مساج...

رفع راسو وهو متمدد ع بطنو بشك وصدمة بنفس الوقت لإنها عم تقترح عليه شي مش قدو: ليش إنتي بتعرفي؟!

وشو ردت عليه رد شلو من الصدمة: بتعلّم حط على اليوتيوب اتعلم...

هون ضحك عليها مسايرها ومشغلها اليوتيوب ومسلمها ضهرو وحالو كمان لإنو مش فاضي للحكي ومش قادر أصلًا يساوي شي من التعب والارهاق من نومتو وين مكان على كرسي ولا على كنبة المستشفى لما يبات عند عمو...* ولا نومو بسيارتو ولا بسيارة عاصي بس يسوق فيه ولا بالشركة ولا حتى بصالون أهلو بس يروح يزور أمو... ومن بعد هالتصرف النبيل منها والرائع لإلو سماها (معالجتو الطبيعية) ... صحيح هو بس يكون معاه شوية وقت بروح على قسم العلاج الطبيعي بالمستشفى مخلي المعالج هناك يعمللو ولما بكون فاضي يمر على مركز العلاج الطبيعي... لكن غالب الوقت صار يعتمد عليها كرمال يكسب شوية وقت معها وما يضيعو بالطريق رايح للمركز العلاج الطبيعي ولا يقعد في المستشفى لوقت كمان كرمال جلسة المساج... ورغم إنو يلي كانوا يعملولو المساج مهرة لكن إيدين بنت قلبو غير لإنو في شي بإيديها النحاف الرقاق بعالجوا قلبو وبخلوا جسمو يرخى ويهدا وما يحس بوجع ضهرو ورجليه لدرجة بغفى تحت إيديها بدون ما يحس وبنام وهو مرتاح البال... على عكسها هي يلي بلشت تحس تعب عليها مع الحمل وهي مش ناقصها يصير شي عليها من خوفها ع البيبي... لهيك بطل يعجبها هالشي لإنو إيديها صاروا يشدوا عليها هي من مساجها لعضلات جسمو القاسين المتصلبين... ولا فوق تعبها منو ونومها جنبو وهي موجوعة من إيديها وضهرها حضرتو بنام بدون ما يقلق فيها ولا حتى يفكر يضمها لصدرو يلي صار ينام عليه شو هالأنانية هاي.... بنام بدون ما يحاكيها حتى ولا يدرّسها ولا يقلها قصص عن الحياة والدين متل قبل... فتتحلفلو بينها وبين نفسها بوعيد سري بالتقل عليه...

ومتل ما بقولوا كلام الليل مدهون بمربى ولا زبدة مش فارق لطالما بس تشوفو صاحي ولا راجع ع البيت قلبها برفرف وبتصير تدور ع كلشي بحبو وبهديه وبريحو انشالله لو كان مساج لرجليه ولا تعملو كاسة قهوة ولا شاي ولا نسكافية ما في زيها من بعد ما علمتها الست سمية كيف تعملهم كرمال بس تكون هي نايمة تقوم هي بواجب زوجها بس يضلو شغال على اللابتوب بالليل... وترد بعد ما تحط كاسة المشروب قريب منو تقعد جنبو بالزبط تقرأ وهي عم تتحركش فيه وتمثل حالها مش قصدها... لإنها بدها إياه إلها هي وبس لدرجة ما ينشغل عنها ويبقى معها بكل تركيزو... يعني مو معقول يروح كل وقتها المستنيتو استني ليجي عندها يروح هباء منثورا... والمشكلة شرقتها خفت والأخ تطمن... بكاها وخف... ودوختها شوي صارت محددة وقتها خاصة لما تصحى من النوم أو لما تقوم فجأة أو لما تجوع ع تقيل... فيعني شو في شي بطلعلها بالسحبة ليرجعلها أهتمامو فيها بدون ما تقلو لإنها هي مش شاطرة بالتعبير وبتجيب العيد... وبتصير تتفتى تفتي وتدخل طز بمرحبا...

ومن الطبيعي تفكر هيك لإنها ما بتعرف بشو عم يمر برا هو وعيلتو من ورا تخبيتو للي بصير معهم لإنو مو حابب يتعبها وهي جسمها يلي مع حملها الله أعلم إذا بقدر يتحمل هيك خبر ولا لأ... فبلاش من هالخطوة وخليها هون بهالعالم البسيط تقرأ وتكتب وتدرسلها لغة وتتفنلها بالكولاج والديكوباح أحسن ما تضر حملها ولا توجع راسها بشي مالها دخل فيه من ورا أبوها الغشوم يلي مناه يحكيها (يحاكيها) بخصوصو ويعرف منها هي بالنص الحرف كيف كان يعاملها رغم إنو شبه عارف وباصم مليون بالمية على عنفو معها خاصة بعد ما شاف الفيديو يلي بعتلو إياه عاصي يوم ما رجال أبوها طلعوها من بيت العيلة مسلمينها لأبوها ال**** يلي عم يستنى فيها برا وهما عم يجروها وعم يعاملوها بوحشية وأكيد هادا الشي صار إلا لإنو أبوها ال**** موصيهم يجيبوها بأي طريقة ممكنة... لهيك كابت غلو ومحرم سؤالو لإلها لإنو حاسسها مش جاهزة تتقبل هيك سؤال منو... فخليه مرتاح شوي من ذكر سيرتو بهالبيت البحس فيه براحة وهدوء... رغم إنو اسم أبوها وعيلتها معشعشين جواة راسو وكل خلية بجسمو لإنو مش فاهم أبوها ليه ساكت بعد يلي سواه في عمو أولاً... وتانيًا السؤال الذي يطرح نفسو مش قال بدو يتخلص من أخوه كنان... صحيح الحمدلله لهلأ ما تخلص منو... بس ولو ما لازم ياخد كلشي بتسليم... في شي ورا عدم قتلو... بس شو هو وليش الله أعلم... فمسح ع وجهو وهو متمدد جنبها على السرير وعم يشتغل ع اللابتوب وحاسس حالو مضغوط من هالتفكير المفرط... إلا بالمتطوعة والمعالجة يلي عندو مقربة منو وهي عم تقلو: أنا هلأ بخلي راسك يطيب...

تبسم مو عارف هي باقية تراقب فيه ولا باقية عم تقرأ بالرواية يلي معها... فترك شغلو ساحبها لحضنو محاكيها: الله يسلملي هالأصابع الحلوين الحنونين... وشد عليهم بتقدير بدو يبوسهم... فجت بسرعة بدها تسحبهم من خجلها منو... لكنو هو رفض ضاغط عليهم من حبو ليشوفها عم تحمّر من الخجل: خجلتي....

هي مش خجلت إلا كادت تتبخر من الخجل والحرارة الحاسة فيها من ورا هالتعليق يلي قالو... وقرب منها بايسها ع خدها وهو عم يقلها: صاير مهمل أنا معك...

مين قال الله بشهد مانك مهمل... فتيجي بدها تنفي كلامو رغم إنو فعلًا هو مشغول عنها ومهملها بالنسبة لإلها لكن هالاكم كلمة بتنسيها كلشي وبتعوضها... فنطقت منقذة حالها من لمسو لإلها لإنها عارفتو إذا لمسها هيروح يغتسل ويرجع ينام بدون ما يحاكيها وهي هادا آخر شي بدها إياه فنطقت وهي عم تبعد عنو: وين قصة اليوم؟

خلص فهم مش جاي ع بالها رغم إنها هي العكس لكن اولويتها هلأ تحاكيه ويضلو مواصل معها بدل الشغل ولا النوم معها لإنها هي الآولى... فهو ساير رغبتها وهو عم يطفي اللاب توب: بدون كان يا مكان~

قاطعتو فورًا: لأ فيه هي بتحلّي عندي كل القصة...

لف عليها مطالعها: بتتشرطي كمان...

فردت عليه برد صادمو: مش أنا يلي بسمع القصة كرمال اتعلم منها يبقى لازم تراعي رغبة المتلقي عشان يفهم...

انبسط ابن ضرغام البنت متطورة فبلع ريقو تارك اللاب توب ع جنبو على السرير وهو عم يركز معها بكل ما فيه: نعم شو قلتي عيدي كلامك...

جودي بس شافتو كيف عم يلف عليها بعيونو يلي عم تلمع متل الجواهر نسيت كلشي وتندمت ع اليوم يلي نطقت فيه ولا ردت ع كلامو مفكرة حالها فلطح بعرف يتكلم بهالأكم كلمة يلي تعلمهم... فرد كرر كلامو بشكل مختصر: عيدي شو قلتي...

نقت فيها مش قالت صارلها زمان ما بكت... هيها بكت هلأ ومتل الصغار كمان... فقرب منها وهو عم يضحك عليها: مش بقلك هبلة أنا مبسوط فيكي إنك صايرة تتكلمي بكلمات جديدة وتعبري عن شو بدك بسهولة...

فردت بسرعة منفعلة من بين دموعها: قول والله... وجت بدها تقوم ركض لتخبر الست سمية لكن دوختها من حركتها السريعة خربت عليها الجو... وهو مسكها قبل ما يصير فيها شي وساعدها تسند ضهرها ع المخدات وهو عم يحكيها: شو قلتلك أنا مش لازم تتحمسي لإنك بتجيبي آخرتك لا قدر الله...

ففتحت عيونها مطالعتو وهي جد حاسة راسها مفتول: كلو منك...

وقرب منها عاضضها من دانها بخفة: مني ولا من حماسك...

جودي متحلطمة لإنها ما قدرت تخبر الست سمية شو قلها... أًصلًا هي ضروري تتكلم معو بهالأكم كلمة... فنطقت مسايرتو: طيب مني المهم خبرني القصة يلي كنت رح تقلي إياها...

تنهد منها لإنها ما بتحلحل عن يلي بدها إياه من عنادتها وتيبس راسها... ونطق ملبي رغبتها وهو عم يطالعها بتشرط: طيب بس قصة وحدة وقصيرة لإنو علي شغل...

جكر رفعت إصبعينها محتجة فأجى بدو يعضهم فهي بسرعة سحبتهم ضاحكة عليه لإنها هي متجوزة من واحد طبيعي ولا كلب بحب يعض... فعلقلها وهو مبسوط ع ابتسامتها: تدوم وبسرعة سحب اللاب توب مشغلو وهو عم يقلها لإنو بدو يكمّل الشغل وينام مرتاح البال: كان يا مكان في أبو~

ردت قاطعتو وهي مقهورة لإنو رجع يشتغل على اللاب توب: ضروري تحكي عن الأب...

أيوة هون الفرصة الدهبية جتلو بطريقة غير متوقعة من شان يسأل عن الحاشرو جواتو من أسابيع: ليه متضايقة من القصة لإنها بلشت عن الأب...

ما عجبها كلامو لإلها معها ولفت وجهها مسوية حالها مش سامعة شو قال لإنها مش حابه تجاوب سؤالو... بس وين هادي المرة حركتها يسلكلها ولا يمشيلها إياها لإنو عازم ما يراعي شعورها الليلة كرمال يحس بشي من مشاعرها مع أهلها وخاصةَ منهم أبوها...* وياخد انشالله لو كلمة منها المهم يحس فيها عم تطلع من صندوقها الأسود يلي بجواتها: مش أنا رح كون أبو للي عم يكبر جواتك... وقرب منها ماسح ع بطنها...

صح هو هيكون أب بس مش متل أبوها... بس يعني مش ضروري يذكّرها بحنية الأب وهي محرومة منها... مش ضروري يذكّرها باللي بتكوبس فيه رغم إنها بعيدة عنو ومحمية عند ابن الخيّال منو...

وإن كانت هي محمية عندو منو معناتو يحط ع الجرح ملح ويذكرها باللي جرى وهي مش حابه... فلهيك نطقت ناهية الموضوع معاه وهي عم تلف ضهرها وحاطة راسها على المخدة: ما بدي احكي... وغطت حالها مسترسلة بلسان تقيل معو... بدي نام...

طالعها من طرف عيونو فاهم إنها رجعت لقوقعتها يلي ما صدق من الله بعد انشغالها عن هديك القعدة يلي صارت بينهم في غرفة المكتب ما تبعدو عنها وترجعو لمسافة صفر... لكنو بسؤالو هادا رجعتو خطوتين لورا... فكبت تنهيدتو من تحفظها على حياتها الشخصية والعائلية جواتها... ومطول بالو معها لإنو عارف ما في شي بدوم والوقت والثقة رح يحلوا هالتحفظ يلي عندها... لهيك تركها على راحتها خوف ما يروح تعبو على علاقتهم على الفاضي معها ويرد من نقطة البداية... وبلع ريقو رادد لشغلو على اللاب توب بدون ما يقلها حرف واحد من شان ما يضغطها بدون قصد لإنها أكيد هي حساسة بزيادة... فيحتفظ بكلامو لنفسو ليضمن ليلتهم تمر بهدوء بالرغم من إنو فكرو بقي عندها هي للي كان مناها تهرب من هالفكرة لإلو بس خرّب عليها هالهروب من ورا سؤالو... ضروري يضلو يوقفلها ع الكلمة... ضروري ما يفوّت شي... فبوزت معصبة منو وكارهة قربو وكارهة أبوها البعيد عن عينها لكنو مشعشع بعقلها وكوابيسها... كيف فيها تتخلص منو... كيف فيها تنسى كلشي عملو فيها... كيف فيها تشوفو ولا حتى تسمع اسمو ولا تسمع اللقب يلي بقترن باللي بصير للذكر يس يجيه ولد ولا بنت بدون ما ترتعب...

هي صحيح احتمال تنشغل بأي شي كرمال ما تضلها تفكر فيه بس هادا ممكن يكون مسكن لوقت محدد مش على طول الحياة لإنها هي رح تضل تتوجع منو لطالما ما سمعت منو اعتذار ولا حتى فكرت تكسر حاجز الخوف معو بينهم... فالخطوة هادي متى هتصير (حتصير)؟ وكيف هتصير؟ وهل معقول هالشي يصير هادا السؤال المهم والناهي لكل الأسئلة المتعلقة في حالتها هي كبنت دهب مع أبوها... في حين فيه سؤال أهم منو واللي هو كيف فيها لسا مش تضمن تبطل تخاف منو ولا تكوبس فيه... إلا تكون بعيدة عن آذيتو هي والعيلة الداخلة عليها والمحسوبة عليهم من ست شهور تقريبًا... لإنو المغضوب أبوها صارلو أسابيع عم يخطط ع شي تقيل للعيلة المقترنة منهم ورح تجيبلهم ولد ولا بنت بعد كم شهر...

وهالشي بدلل للأسف الشديد إنها ما رح تخلص من مشاكلو ومكرو مع أهل بنتها ساندي... والكارثة والطامة هو صح عم يخطط بس مش أي تخطيط ولا أي طعنة... هو بحب يباغت ويشل مش هما مفكرين حالهم بقدروا يكسروه ببنتو ال**** ما فشروا....

مش هما معتقدين بترجيع ابنهم لإميرال بتبقى مرجلة ما *****... إلا يعلم عليهم وما يعرفوا ليلهم من نهارهم وفوقو كمان ما يعرفوا إنو يلي عم بصير معهم من ورا دهائو وعقلو المدبر للي رح يصير بدون ما يخبر حدا باستنثاء سامي الفاسد يلي لازم يدرى بكل صغيرة وكبيرة لإنو هو إيدو اليمين والداعم للخراب...

وسبحان الله هو وين وأخوه جاثم الكاره الليل والنوم من خوفو من أخوه ليغدر فيهم ويقتل كنان وين... ومن كرهو لبناتو ووجودهم عندو يعني كبرو وما حد دق بابو يطلب وحدة منهم والحق يقال مين رح يطلبهم وهما شكلهم وتصرفاتهم ما بدعموا حتى الواحد مش يفكر إلا حتى يتشجع يفكر فيهم... والكارثة خايف أخوه جاسر يكرر عملتو بتزويج بنت من بناتو يلي صاير ما يفهمهم كرمال يحقق مبتغاه...وشو خوفو ع بناتو ما بتقارن بخوفو من مؤيد الصاير يمشي مع عمو وغالبّا ما برجع ع البيت وإن رجع ما بكلمهم ولا حتى بعبرهم...

هو بكفيه أخوه يجي ابنو... شو صار لو عندو ابن متل ابن أخوه فهد البسمع الكلام وما بغضب أخوه ومرت أخوه.... شو صار بس لو عندو بنات بشبهو بنت أخوه... الحمدلله يلي إميرال راحت لعندهم لإنو هو مش قادر يحمي خواتها ليحميها هيه... صح عيب فيه ونقاصة منو... بس شو بدو يعمل هيك هو شخصيتو ضعيفة من أول ما وعى ع هالدنيا وإذا حتى حاول يتمرد ولا يتغير للأحسن أخوه جاسر ومرتو قاعدينلو بالمرصاد مهبطين فيه ومقللين منو ومن رجولتو... كرمال هيك هو ما فيه عندو غير شي واحد بقدر يعملو* واللي هو دعاء يلي رح يكثفوا لإميرال كرمال تضلها عندهم وتعيش حياة هنيئة تغيظ فيها أمها وجاسر الكارهينلها الخير لينتقم منهم بسعادتها... وبالشي يلي رح يعملو من ورا اخوه بكل خفية كرمال يدعم زواج بنتهم ليصير بما يرضي الله... غصب عن جاسر... هو ميت ميت وممكن بأي وقت ربنا ياخد أمانتو... لإنو خلص كبر وما ضل للعمر قد ما مضى... فعلى القليلة يموت ع شي حارر فيه أخوه جاسر... مش هو حرمهم أبوهم ورجّعهم لهالتار المالو داعي... فينحر منو ولا يفكر يقتلو ولا يخليه عايش مش فارقة معاه... المهم* عندو إنو ينتقم منو وبتم ساكت...*

وهالخطوة يلي رح يعملها كأب معها رح تصدمها هي يلي كانت عايشة تجربة الحمل الشاقة بين استفراغ ودوخة كتير ووحام ما برحم فيها مخليها تاكل كتير لدرجة لو شو ما أكلت ما بتشبع والكارثة نفسها تاكل الحديد والقماش والتراب... والمي نافرة منها وشو بتحب الحليب يلي شو كانت تكرهو... ووحامها كوم وتشنج ضهرها وفخادها كوم تاني لدرجة بتحس ما فيها توقف... ولو وقفت الخدامة حليمة معها غالب الوقت ولولاها بفضل الله ولا كان انهارت وحملها حتى ما ثبت للحظة... لإنو من وراها تعلمت تدعي ربها ليحفظلها ابنها ويتمملها حملها على خير...* ولإنها شجعتها لتلتزم بالصلاة من ورا تشغيلها القنوات الدينية على الراديو ولا على التلفزيون المش متطور كتير وتسرح ببعيد متذكرة سماعها هالكلام من قبل من تم كنعان بدون ما تعطيه بال ولا أهمية لكن بفضل الله والخدامة حليمة والقنوات يلي عم تحضرها والمعلومات يلي عم تسمعها صار هالكلام جاري التنفيذ وقلبها مطمئن رغم المخاوف يلي عم تحيط فيها من يقينها يلي تعلمتو مع أحدى المحطات الاذاعية لما كانوا يتكلموا عن قصة أم النبي موسى عليه السلام بس حطت ابنها في اليم وكيف ربنا رجعلها إياه رغم قوة فرعون وطغيانو وفسادو في هالأرض... وهالكلام هادا خلاها تضمن وتعي مصيرها مع رب العالمين معلق مش بالخلق...

وكم استاءت من حالها في نفس الوقت لإنها أدركت شو كانت غبية لما كانت تلجأ للبس ولا الأكل ولا المسلسلات ولا الأفلام ولا مجلات الموضة ولا حتى منتديات الدردشة مع البنات والشباب تحت شعار (فلها) بدل ما تلجأ لربها ليهون عليها...

هي من الطبيعي تروح لهيك باب لطالما لا مربي ولا موجه في البيت سائل...

هي من الطبيعي تفكر هيك لطالما معارفها وصحبتها غالبهم من برا البلد لإنها متعرفة عليهم عن التشات بس كرمال تتكلم معهم عن الأغاني والتعري والتمرد البنت وروحتها ع البحر بالبكيني وتجربتهم بالقبلة الأولى ولا اللمسة الأولى مع أول حبيب... ولطالما هي موجودة بدائرة ذكر الله غايب فيها شو هتكون حياتها غير مرضية للشيطان قبل العبد لإنو هادا هو هدفو بهالدنيا... وهي من جهلها بالعقيدة وتربايتها ببيئة بتشوف الدين تشدد والانفتاح والليبرالية والرخاء والمتعة هي الحياة... من الطبيعي تروح لهيك باب لإنو ربنا شاء ما تنهدى... بس بتضل المقولة المشهورة دوام الحال شي محال وعرفت هي وين كانت ووين صارت... ولإجل تضمن عدم خسارتها وتطلع بأقل المخاسر مع ابنها الجاي على الطريق حاولت تلتزم بعباداتها رغم وحام حملها المتعب قدر الأمكان إلا إنها حاسة من جواتها كل يلي عم تعملو غير كافي لالله يرضي عنها بعد كل يلي عاشتو رغم كلام حليمة لإلها (الله غفور رحيم يا ست طول ما إنتي عم تحاولي تستغفريه وما تلجأي لحد غيرو عن قصد... وطول ما إنتي عم تحاولي تتمسكي فيه وتلجأيلو من خوفك لتنغري بالفتن والمغريات يلي حواليكي)....

ورغم هالرد وغيرو من الردود التانية يلي سمعتهم من الخدامة حليمة إلا إنها مش قادرة تحس إنها فعلّا طاهرة من ذنوبها وكأنو خطاياها ما بتحتمل التغفير والمسامحة عليها بسرعة من حرتها للي عملتو بحق ابن الخيّال.... هي صحيح حبتو بس قهرتو بتمثيلها عليه سنين مش ساعة ولا أسبوع ولا شهر غير سائلة بسمعتو وسمعت أهلو من طيشها وعدم إدراكها حقيقة الأمور والحياة كيف بتمشي... وجهلها في الحياة لا يبرر غلطها الكبير مع ابن الخيّال وهادا يلي دابحها لإنها لو بتفهم كانت تصرفت بشكل غير... بس شاء الله وقدر وصار يلي صار لكن ذنوبها واغلاطها معو ومع ربها كيف رح* تنغفر وعدم المغفرة وتاخرها يعني تعرقل حياتها وهالتفكير المسدود من وسوسة الشيطان خلاها تنحبط وتحس بسواد الدنيا بعيونها غافلة عن يلي بعملو أبوها مع زوجها ابن شامخ الخيّال الواقف* في بيت جد سطام القديم على اعصابو مستني فيه لأبوها كرمال يخلصوت الهم والذنب المعلق برقبتو من ورا كذبة بنتو وتمثيلها عليه... وهو مش قادر يتحمل حالو ومن الطبيعي ما يتحمل حالو وين المنطق والرجولة لما تقابل عدوك على إنو وكيل البنت يلي رح ترتبط فيها... هو ما ضل من بنات العالم غير بنتهم لترتبط فيها... شاء الله يدبّس فيها ويوقع بطريق الحرام معها من ورا تكتمها على الحقيقة... فضغط على إيديه المدخلهم جوا جيبة بنطلونو وهو محرور ومو قادر ما ينحر... فهموه كيف فيه ما ينحر وأبوها يلي ما بخجل بتصل عليه امبارح بكل ثقة من رقم غريب بدون خوف وبعين وقحة وهو بعز اندماجو بالشغل مع عبد العزيز وعاصي بس كرمال يقلو: كنعان الخيّال معاي؟ وهو بس سمع نبرة الجدية بصوت أبوها المش سامعو من قبل رفع عيونو وهو عم يضيقهم محاول يتذكر إذا سامع هالصوت من قبل أو لإ مجاوبو بدون ما يعطي بال لعيون عبد العزيز وعاصي المركزين عليه: نعم بس مين حضرتك رقمك بلا صغرة مش مسجل عندي..

إلا برد أبوها المحترم والواثق من نفسو وهو عم يكلمو بابتسامة مغلولة من أخوه جاسر: أنا أبو إميرال... وسكت منتظر ردو هو يلي الدنيا دارت فيه وهو عم يسمع ردو من الخضة الحس فيها... هادا كيف بتصل عليه... كان نفسو يشتمو بس مسك أعصابو وفضل يكلمو بعيد عن سمع عبد العزيز وعاصي كرمال يحاكيه حكي يقل قيمتو فيه وبسرعة دخل إحدى غرف مركز عاصي وهو عم يطبق الباب ورا مجاوبو: عندك عين تتصل.. خير شو بدك؟

أبو إميرال فكرة انتقامو من أخوه هادي معطيتو جرعات من القوة لدرجة مش متخيل عاقبة كلامو إذا رفض طلبو: والله ما بدي غير الشي الحلال لبنتي...

كنعان هون ضحك مش بالقصد بقلة احترام: بنتك وبالحلال... كلمتين ما بتلبقلك خاصة إنتا... هلأ صار عندك بنت بدك إياها تمشي بالحلال وينك من قبل عنها باللي بعتوها تعملو عندي صباح الخير صح النومة يا دهب...

جاثم ما انهز بكلامو شعرة من غايتو المتشربة منو لينتقم من أخوه بتزويج بنتو زواج حلال وهو كيفو يوثقو ولا لأ: اعذرني أنا اتصلت عليك من شان قلك عقدك معها باطل لإنو وليها ما كان وقت كتب كتابك عليها وإنتا أكيد رجال بتهمك سيرة أبوك قدام الناس...

كنعان جن هادا شو نازل بخبص... مسح ع وجهو وشعرو مش قادر يتحمل كلمة تانية منو ناطق: جاثم متخيل شو عم تحكي... كنك عم تهدد فيي شي... لو بدي جدد عقد الزواج بجيبك من شعراتك... ما تقعد ترمي كلام مش قدو... قال بدك الخير والسترة لبنتك واضح بدي صدقك بسرعة بعدين من متى إنتا يلي بتتكلم وين جاسر ال***** عنك...

جاثم فهم إنو جاب العيد وصار مش عارف بشو يرد فجاوبو وهو عم يحاول ما يبين خوفو منو ومن أخوه جاسر: أنا ما حكيت هيك غير لإنو بدي اضمن الحلال لبنتي...

كنعان ضحك بمرار مكمّل: قلتلي بدك الحلال... طيب حضر حالك بكرا شوفك إنتا وشهودك... وبتيجولي على المكان يلي رح ابعتلك إياه فاهم... واصحك تتصل علي تاني مرة يا ابن دهب لا تفكر يعني زواجي من بنتك بعطيك عين قوة تكلمني... وسكر الخط بوجهو وهو مناه يسمعو ديباجة عن الأبوة واحترام البنت وعدم الترخيص والمتاجرة فيها... بس معقول يلي متلو رح يستوعب شو بسمع لدرجة ياخد بالنصيحة لا من سابع المستحيلات إلا إذا شاء ربنا ينهدي على إيديه....* وضحك باستحقار من يلي سمعو من أبوها معلق مع نفسو... قال بدو الخير لبنتو... بقصها لإيدو إذا ما كان شي نكاية بجاسر ما بدها تنين يفكروا فيها... وشو خصو نكاية في جاسر ولا غيرو المهم يتزوج بنتو بما يرضي الله ويتسجل اسمو بالهوية بشكل مشروع... لهالشي رح يقابلو كرمال ياخد غرضو منو في بيت جد سطام وعلى شهادة عدنان وسطام يلي أجوا معو ليكونوا شهود على كتب كتابو من بنت عيلة عدوة أهلو... ورفع إيدو ماسح على رقبتو بحرقة من فكرة تحقيرو لبنتو لإنو ما فكر يسأل ولا يستفسر إذا مسجل وموثق زواجو من بنتو رسميًا... وشو كان مناه يتف على عيلتها مجازيًا بس احترامًا لإلو كبتها لهالرغبة معلق بين اللحظة والتانية بسرو: يقطعها من عيلة...

-ما بفهموا بقيمة البنت...

-الله بلاها وبلاني معها فيهم...

وفجأة إلا وصلو صوت سيارات قريبة منهم فعرف إنهم وصلوا ففتح عيونو مستني فيهم يعبروا من البوابة وبس شاف قدامو سيارة عثمان الجاي مع أخوه جاثم وحدا تالت ما بعرفو حجرهم من بعيد.. رفع إيدو معطي إشارة لرئيس الحراس يدخلهم ويخلي حراسهم برا...

والله حلوة يدخّل حراسهم كان ناقص كمان يستقبلهم استقبال فخري بليق بأخلاقهم الناقصة... وفجأة وعي على عدنان الواقف جنبو وهو عم يعلق: مين هادا التالت الجاي معهم مبين عليه رجل عصابات... ولكزو بإيدو طالب منو: تلحلح يا أخي الأمور عم تنحل لليش مشنك...

كنعان بهاللحظة هاي كان فيه مجال ينقض على عدنان لولا ما مسك حالو لإنو بدو هالقعدة تخلص وما يخون أخوه معهم بدقيقة بزيادة من وقتو ولا لكان علم عليه تعليم أكتر من هداك اليوم... إلا بصوت سطام وهو عم يتحرك بسرعة مشغلو فكريًا عن المستفز يلي جنبو: كنعان أبو وجدي (كاتب الكتاب) وصل...

كنعان تريّح هون وتنفس من قلبو لإنو ما في داعي يضلو معهم وقت طويل... وضلو مكانو موقف مكانو وهو عم يلمح أهلها عم ينزلوا من السيارة ومتحركين لعند الباب ومتقابلين بسطام يلي بس قلهم: السلام عليكم ماشي من جنبهم ليستقبل قريب أبو وجدي كاتب الكتاب... وما صدق كنعان يلمح أبو وجدي دخل بسيارتو علشان على السريع يتم كتب الكتب ويطير من هون بس قبل ما يؤدوا الدور يلي عليهم ويطير هو من هون لازم يخبروا القعدة المعمولة عشانها واللي بتكون بنت دهب المتمددة على سريرها بخنقة من ذنوبها وهي مش عارفة شو عم بصير عشانها لحد هاللحظة هاي وفجأة حست بطنها مغصها وقالونها دبح نازل فيها إلا بصوت دق حليمة الباب عليها وهي عم تقلها شي موترها بزيادة: يا ست في حد بدو يحكي معك...

حد؟ معقول؟ مين هالحد يلي بعرفها وبعرف رقم حليمة كرمال يتصل على تليفونها ليحاكيها هي... وعادي يعني حليمة تقبل بدون ما تحسب حساب لكنعان... لاه فيه شي مش مزبوط... فخافت من حليمة من ثقتها إنو كنعان مستحيل يخليها تحاكي أي حد فنطقت بصوت محذرها لتكون بتلعب بعداد عمرها معها عند ابن الخيّال: حليمة فاهمة شو عم تسوي معاي....

الخدامة حليمة ردت بجدية من نبرة كنعان المخيفة معها قبل ما يسكر معها من دقيقة وحدة بس على التليفون: والله ما بعرف بس البيك اتصل وقلي خبريها في حد بدو يحكي معها...

إميرال بسرعة عدلت حالها وهو عم تمد إيدها بمعنى تجيبو لعندها... وبسرعة اخدتو منها إلا التليفون رن فبسرعة ردت بكل ثقة قوية بدها تشوف شوفيه وهي عم تقول: ألو مين معاي... وفجأة بطنها شد عليها وهي عم تسمع صوت رجال ما بحياتها سمعتو وهو عم يقلها بنبرة لطيفة وحنونة كتير معها: بنتي إميرال أنا المأذون على كتب كتابك طلبت اسمع موافقتك على الزواج من كنعان شامخ الخيّال بحضور وكيلك والشهود بمقدم ومؤخر متين ألف يورو (لإنو رح يودعهم بحسابها البنكي يلي بسان مارينو) ...

إميرال بكت مش عارفة شو تقول.. فرد المأذون نطق: إميرال بنتي سامعتيـ~

نطقت إميرال بسرعة وهي مش مصدقة ولا حتى واعية شو عم ترد: أه بقبل...

فرد عليها المأذون: إذن على البركة الله...

وسكر الخط منها مخلي إميرال تنذهل كيف ربنا نطّقها بدون ما تقلو احلف وين كنعان هات اسمع صوتو لأتأكد... لإنها مش مصدقة إنو كنعان الخيّال جاب أبوها يلي ضحى فيها من قبل كرمال يجدد زواجها يلي عارفة إنو مش مشروع من قبل ما يصير بشكل بسيط بفضل كنعان يلي فهمها زواجهم فكيف هيتم بدون ما يكونلها ولي ولا وكيل قريب لإلها... وبلش قالونها من الخوف يضغط ويضغط أكتر من عجزها لتصدق فحاولت ترجع لكنعان بس كنعان عبس عم بسكر الخط بوجهها لإنو مركز مع كاتب الكتاب ومالو خلقها... وما صدق يوقع بعد ما أبوها وقع عنها ماخد ورقة كتب الكتاب ومخلي سطام يوصّل كاتب الكتاب لبرا وهو مش طايق حالو لإنو قاعد مع أبوها يلي كان مناه يطحنو هو وأخوه جاسر... لكن كرمال الأمور ما تكبر احترم حالو ومسك حالو ليضربو لكنو ما مسك لسانو ليسمّع فيه كلام بسم البدن قبل ما يمشي من قدامو مرور الكرام ع مسامع عدنان وعثمان والشب الجاي معهم: تهاني الحارة لبنتك يلي تخلصت منك لإنك ما عرفت تكونلها أبوها...

ومشي من قدامو بكل برود... عكس النار يلي جواتو لعند سيارتو كرمال يبعد عن الهوى الملوث وهو مش طايق حالو ولا طايق يسمع صوت حد... وجاي على بالو يختلي مع حالو وربو بعد سواد الوجه يلي عملو للمرة التانية من ورا أبوه يلي يوم عن يوم عم يصحى بوجهو مبتسملو وهو من جواتو حاسس بالخزي والعار على تخبايتو عليه زواجو من بنت دهب الحامل منو هلأ... فشو حال أبوه هيكون بس يعرف قابل أبوها بعز وضع أخوه الحرج بس كرمال يجدد عقدو...*

وشو هالشعور خلاه يكره يشوف إميرال ولا حتى يسمع صوتها فطفى تليفونو مريّح راسو من كتر اتصالها عليه من تليفون حليمة... وما صدق بس أهلها تسهلو يسكروا وراهم البابين ليتسهل كل واحد منهم للمكان يلي لازم يروحلو... في حين إميرال ما فيها تتسهل لمكان ولا حتى تتحرك حركة وحدة من وجع بطنها يلي خلاها تبكي بحرة وهي عم تمسح ع بطنها من عجزها لتتحمل... لكنها جبرت حالها لتتكتم على وجعها رافضة حنان واحتواء حليمة لإلها من الخزي والعار الحاسة فيهم مع ابن الخيّال وبكت مفضفضة لحليمة بحرة: أنــا والـلـه مـا بـسـتـاهـلـو... أنـا والـلـه مـا بـسـتـاهـلـو...

فمسحت حليمة على شعرها وهي مش فاهمة مالها وعن قصدها... فسايرتها وهي عم تقلها: بدي قوم اعملك مشروب الاشواجندا كرمال اعصابك تروق وجسمك يسترخي...

إميرال ما بدها تشرب شي... ما بدها شي غير تموت... هي ما بتستاهلو هو يلي عم يتنازل عشانها... كلو منها... كلو منها ومن غباءها وجهلها... وصارت تدعي على حالها وعلى أهلها بالموت من العار الحاسة فيه...

وسبحان الله حالها مع الحمل وأهلها وين... وحال أمل اخت زوجها ومرت الشاهد على كتب كتابها وين مع حملها المتعب واللي مخليها تنفر من بيتها وزوجها وولادها ومالها خلق الكلام والصوت وراسها ضغط وبيت أبوها ضغط فمش طايقة حالها وكتير بتروح على المستشفى وبتتقاتل مع خواتها كرمال يروحوا على بيوتهم وما يجوا بس عبس...* والمضحك في وحامها وين... ما حد مسعد قلبها وبخفف عنها هالحمل يلي مو عارفة تحبو ولا لأ غير أبو إصبع يلي عم تضحكها بكلامها وتهون عليها خوفها لمفارقة أخوها جابر يلي كان يدللها... وهون أريام غارت ع جوري لإنو ما فيه كتير وقت يقضوه مع بعض لإنها هي منشغلة عنها بتقديم الامتحانات النصفية بنظام كتاب مفتوح من البيت نظرًا للظرف العم يمروا فيه... وبس تتفضى لإلها بتلاقيها مشغولة مع عمتها وهادا الشي بلش يعصبها من ورا كلام خالتها وفاء الكرهانة علاقة جوري بأختها أمل لدرجة فيها نفسها تنزل في أمل أختها لإنها مش ملاقية إلا هادي تقعد معها... كان ناقصها تجيب نسخة منها بالحامل فيه ما هما مش مخلصين معها ومنها كرمال تروح تجيب نسختها لا قدر الله... بس لو إنو أخوها مش عبد العزيز لوالله كيدتلها كيد ما حد بسلمها منو إلا بعد ما تضعف شخصيتها وتخلي كبريائها بالأرض...

ومتل ما بقولوا ناس بهنا وناس بعزا... الأخت وفاء منشغلة بكرهها بجوري وتهويل الوضع بخصوص موت جابر وصب البنزين على نار أخوتها وأبوها كرمال ما يخلوا عيلة دهب إذا صار شي للغالي اخوها...

في حين الأخت نداء هاربة من فكرة موت أخوها من الواقع للدردشة مع مين هب ودب ع النت تحت مسمى وهمي... لا سائلة بابنها إذا أكل ولا شرب حليبو ولا محتاج غيار ولا حتى بدو يأخد حمام ولا محتاج ينام... وعادي عندها يبكي بالساعات لإنو في ماما جوري وعلا والخدامات عم يهتموا فيه ولا لكان الله عالم بحالتو... في حين وأمينة وسهر كل يوم الصبح بمروا مع كوثر على زوجها كرمال تتطمن عليه وتساعد مساعد الممرض في رعايتو وتنظيف جسمو... وتكمّل بعدها لتقرأ قران عليه وتخبرو شو صار معها بعد ما تركهم وتذكروا بسنينهم قبل... وبردوا وراها لبيوتهم وهما مهمومين على جابر وكوثر واللي جاي لينزلوا الغدا ويهتموا في بيت الجد وبعدها كل وحدة بتروح لعالمها ليردوا عند العشا يتجمعوا على رجعة الجد وبعدها فكتهم من الكل ليروحوا لغرفهم ويناموا بدون ما يحسوا بازعاج العالم حوالينهم...

وللأسف الشديد كان هادا هو حال عيلة الخّيال من بعد مكر عيلة دهب بابنهم...*

كان هادا تفاعلهم وشعورهم وحقيقتهم وتمثيلهم ودعمهم مع بعض...

كان هادا هو الواقع يلي انفرض عليهم وخلاهم يقووا أو يضعفوا من جواتهم مش لإنو صار إلا لإنهم هما هيك بس ما جت الفرصة ليتغربلوا بجد وينصقلوا غير بهالموقف هادا بمشيئة الله مو كرمال يكرهوا ولا يتنصلوا من المسؤولية بعضهم ولا حتى يحرضوا بعضهم متل ما العمة نداء والعمة وفاء عم يعملوا... إلا كرمال يتمسكوا ببعضهم ويكونوا يدية (ايد) وحدة باستعانتهم بالله متل ما الباقي عم يعمل وتكون العصا لمن عصى وحاول يخرب نسل العيلة ورابطتها... ورغم كل يلي عم بصير جواة عيلة الخيّال بقت بنت دهب واللي بتكون بنت قلب ابنهم لحد هاللحظة هاي مغيبة عنهم وعايشة بعالم الدراسة والفن والمهارات البيتية البسيطة وما في شي معكر عليها بفضل الله غير شي وهو كوابيسها بجاسر دهب يلي مش راضية تتركها بحالها... لدرجة صارت تكره تنام لحالها بغرفتها لما ما بكون حفيد شامخ الخيّال جاي عندها... وهالشي شو صار يخليها تكره نومتو برا البيت عند أمو متل ما هو مخبرها... وتتحلف بس يجي تقرصو وتبهدلو لكنها تنسى شو تقلو لتقلو مع الحمل وانشغالها باللي عم تتعلمو وباللي عم تسمعو... فما صدقت الليلة حضرتو يبات تبالاخر يسم بدنها بقصة بتبدا عن الأب لتنام وهي كارهة حالها وشايلة بقلبها عتب كبير جواتها لأبوها الما عمرو حسسها إنو هو أبوها أو على الأقل إنو شخص هي بتنتمي لإلو أو حتى ممكن يكون ملجأ لإلها بس تحس بالخوف والتهديد وعدم الأمان من أي حدا قريب منها ولا بعيد عنها لإنو هو أبوها يلي جت من صلبو... بس اتاريه بدل ما يكون معها اجى عليها وحسسها بكل خلية بجسمها إنو هو أخطر عليها من أي قريب بتعرفو ولا من أي بعيد ما بتعرفو... لهيك هي بتخشى عصبيتو وبتهاب ضربو وبترتعب من ذكر اسمو ولا وجودو حواليها.. وتيجي هلأ مع كل هالرهبة الحاسة فيها اتجاهو منو حتى بعدم وجودو لتتكلم عن الأبوة وتقلو عن أبوها من شان يحنطها ولا يوأدها وهي عايشة وحتى ممكن يطبق عليها أي فكرة من الأفكار المجنونة يلي كان يهددها فيها... فلأ تنام وتنسى وتبعد عن هالعالم العم بذكرها بأخطر وأكتر شخص بتخاف منو بس تنذكر كلمة أب... بس حتى بالنوم غالبّا ما بتقدر وما بتنام إلا النهار بس هلأ هي ضامنة ابن الخيّال ضلو جنبها عم يشتغل... فهي بأمان من خوفها من أبوها ومن ملاحقاتو لإلها بأحلامها... وشو خاب ظنها بس حست من كابوسها مرعوبة وعم ترج من الخوف وعرقانة عرق مش طبيعي وأواعيها ملزقين فيها تلزق من تعرقها وهو مش جنبها...* فبسرعة قامت تدور عليه لتطلب حضنو وفجأة حست بالدوخة من حركتها المفاجئة لكم ثانية يلي حستهم عمر مع خوفها ورغبتها لتكون بين إيديه فضعطت على بطنها الكبران دامها بأول شهرها الخامس وهي عم تتمسك بترويسة السرير وعم تنادي عليه بصوت تقيل خايف: عبد العزيز...

عبد العزيز...

بس وين يسمعها وهو قاعد بغرفة مكتبو ومسكر الباب عليه ومشغل المكيف على الدافي بصوتو المزعج... فأدركت مع عدم استجابتو على مناداتها لإلو منو إنو مش جنبها...فسايرت فقدان السيطرة ع جسمها بمهل ماشية ناحية الباب مدورة عليه* لتنال الأمن منو... وكمّلت طالعة من الجناح... نازلة الدرج وهي ساندة حالها ع الحيط خوف ما توقع وهي مستمرة عم تنادي عليه بلسانها التقيل مع انخفاض ضغطها مع الخوف... وما صدقت تصل آخر الدرج بس من شان تحس بالأمان وهي مش شايفة كلشي قدامها من شعورها بالخضة... وما صدقت تمد إيدها وتلاقي إيد باب غرفة المكتب لتفتح الباب كرمال تروح لحضنو...* وهو ما صدق يسمع صوت الباب عم ينفتح ليقلها بدون ما يطالعها وهو قاعد ع كرسي مكتبو الضخم عم يشتعل ع اللابتوب القدامو بدون ما يضوي ضو الغرفة: تعي...

هي بس سمعت كلمة تعي دابت وحست جسمها انتعش فسكرت الباب وراها كرمال الخصوصية وكملت لعندو من بين خض راسها وهي مبتسمة من كل قلبها لإنو بس قلها (تعي)...

كلمة من تلات حروف أعطتها أمان وسلام بوقت قصير صعب تصديقو.... توقفت قريب من كرسيه بدون ما تنطق بحرف لإنها مش قادرة تنطق من كتر مهي كابتة ابتسامتها الخايفة تتحول لضحكة عالية تفضحها قدامو وتروح كرامتها معو... لكنو هو فاجئها بس لف عليها ساحبها لعندو مخليها بدها تطلّع الصوت المكتوم لصوت صريخ لكنها بلعت رهبتها وهي عم تقلو بصوتها التقيل: رعبتني...

تبسم عليها معلق وهو عم يقرب من خدها بدو يبوسها عليه: انا ما رعبتك إنتي بترعبي حالك لبالك... وباسها ع خدها البارد ماسح ع وجهها وهو عم يقلها بشك: ليش صحيتي بسرعة ما لحقت اتركك نايمة.. ورفع إيدو ماسح ع شعرها المرطب القصير شاكك إنها رجعت تكوبس: شكلك رجعتي تكوبسي؟

فهزت راسها مو قادرة تنطق بحرف من أمانها المو حابه تفارقو وسندت راسها ع صدرو فارضة حالها ع حضنو الممنوع حدا يشاركها فيه غيرها هي وبنتها الحامل فيها وسحبت إيدو ع بطنها محل ما عم تكبر بنتها ساندي جواتها مو مركزة باللي عم يقللها إياه من تركيزها ع مسحو ع شعرها: باينتو هادا الحلم مو ناوي يتركك... شكلك ما قرأتي قرءان قبل ما تنامي جنبي؟

تنهدت مو عاجبها تكلمو عن كابوسها ما خلص هي هديت لليش حضرتو برد يذكرها فنطقت وهي عم تحسو عم يمسح ع بطنها بخفة: حاسة حالي موجوعة هون بعدين أنا ضروري أتوجع طول فترة الحمل من البيبي العم يكبر زي ما قلتلي الست سمية...

فجرك لسانو بدو يرد ع كلامها لكنها هي رافضة يهون عليها ولا يحاورها فيه ولا بأي موضوع تاني... بكفيها إنو ذكّرها بأبوها فهي مو حابه تتذكر هلأ أي شي يسم بدنها فتكلمت قبلو سابقتو: تعبانة وجسمي مكسر ومو عارفة انام لحالي..

ففهم مغزاها الواضح وضوح الشمس طالبتو ينام عندها فنطق جابر خاطرها: سلامتك من الوجع كلو بأجرو عند رب العالمين... بعدين ولا يهمك غالي والطلب رخيص ...مد إيدو طافي اللاب توب وهو عم يقلها: يلا قومي... ومد إيدو طافي المكيف بالريموت التاركو جنب اللابتوب...

وهي بس سمعت آخر كلمتين قالهم... همهمت متل القطة رافضة توقف ع حيلها... فعلق وهو عم ينزّل شاشة لابتوبو الأبل: واضح عليكي التعب ...فهزت راسها مكتفية بالرد البسيط وهي عم تتثاوب بنعومة وهي بحضنو ببجامتها الحمل المتكونة من بنطلون وسيع شتوي وبلوزة شتوية كوم مكتوب عليها l love you mam* جنب مجسم طفل عم يضحك... فعقب ع هدوءها: شاللي تعبك يا قلبي فجأة...

قلبها حست فيه فراشات عم ترفرف فيه من كلمة قلبي... وما ركزت شو قلها... وبس سمعت صوت نفسو مع عتمة وصمت الغرفة توترت وحست بعدم أمان فنطقت بسرعة مداركة الموقف بأي شي بطلع منها بعفوية كرمال ما تحس بالصمت بينهم ويغوص جواتها بدون ما تدرك هالسبب: صح رح تحكيلي قصة اليوم...

رفع حاجبو حابب ينكش راسو عليها: بالله حدا قلك أنا راوي وحافظ كل قصص العالم وبألف من عندي...

هي بس سمعت ردو بوزت ورفعت عيونها معترضة تزامنا مع تشغيل صهارة المكتب النورها هادي (خافت) كرمال يشوف تعابير وجهها الصاير مغرم فيهم... فضحك عليها من كل قلبو معلق بس شافها كيف عم تطالعو: هههههههههه اخ يما بس لما تسمعي شي مو عاجبك ... تعابير وجهك بتخليني أدوب...* وصار يدغدغها بانفو وهي تضحك بكل صدق بصوت لأول مرة بسمعو وبشوفو طالع منها: عبد العزيز خلص ههههههههههه خلص ههههههه...

فنطق بسرعة من صوتها البلش يعلى: فضحيتنا وطي صوتك بلاش الست سمية تصحى قومي ع غرفتنا... طلع الواحد حرام يمزح معك...

جودي جحرتو جحرة مش عاجبها وبعدت عنو بدها تقوم لكنو هو فاجئها بس رفعها حاملها بين إيديه وهو عم يطفي صهارة المكتب: ما في حدا أشطر وأسرع منك بالزعل...

لفت راسها تقلانة عليه... شو بقلها فضحيتنا وحرام الواحد يمزح معك..* ليش خير يا طير هي شو عاملة... فركت راسها ع صدرو رافضة ترد عليه وسامعة صوت دقات قلبو وتنفسو وهو عم يطلع فيها من الغرفة ومسكر الباب وراه وعم يكمّل فيها بطلوع الدرج وهو عم يهمسلها بحركشة: لساتك زعلانة أنا بقول ازعلي ع شي مستاهل...

ردت بشي مغيرة فيه الموضوع: نزلني بدي امشي...

ابتسم وين ينزلها للحلوة فعقب على كلامها: مش جاي ع بالي... ودخل فيها من الباب التاركتو مفتوح مجاوبها وهو عم يسكر الباب برجلو: ما في داعي نزلك كلها خطوتين وبتكوني بالسرير وما لحق ينهي جملتو إلا كان منزلها ع السرير ومكمّل دغدغة فيها من أكتر مكان بتحاص فيه... فحاولت تمنعو بس ما قدرت وانفجرت من الضحك: : هههههه خلص ... اخ بطني .... هههههه بـكـفـي مـو قـادرة اضـحـك بـطـنـي بـوجـعـنـي .... هههههههه...* ووقف دغدغتها بس حسها خلص مش قادرة تتحمل إلا بنطقها كلمة: وحش!

رفع حواجبو منصدم من ردها مأشر ع نفسو: خير أنا وحش بعد هالتدليع وهالتدليل...

هزت راسها داخلة جو المزح يلي من النادر لتدخلو رادة من بين ضحكتها الماسكتها غصب: هههههه اه واكبر وحش كمان!

رفع حاجبو ماسح ع وجهو وهو ممثل الجدية مخبرها: بالله كمان! استني ورجيكي مين الوحش هلأ...

جودي بس شافت عيونو خافت منو وجت بدها تهرب منو بس وين يا مسكينة حدا قلك تقليلو وحش هيك بدون ما تحسبي حساب لمشاعرو... فمسكها مقرب منها بدو يعضها فبسرعة صرخت وهي عم تضحك: هههههههه خلص هههههه ما تعض انا الوحشة وإنتا الامير تريح هههههههههههههه خلص حبيبي بعد...

جفل عند سماعو كلمة حبيبي منها... وحس بصدمة ما بعدها صدمة لدرجة نزلتو من عالم الضحك لسابع أرض... فبعد عنها حاسس حالو مدروخ لإنو مو مستعد يسمعها هلأ سواء عن جد ولا عن مزح لإنو كل طاقتو تبخرت... الحب وين وهو وين... ما تخيل يحب.. أو يتكلم بالحب... هو صحيح حافظ الشعر بس أكيد مو شعر الغزل والحب لإنو مش نوعو ولا توبو (ثوبو)... فتيجي هي تقلو هالكلمة هادي يلي ما بسمعها غير من عماتو وأختو جوري بالنادر... صفّر وحس حالو مو قادر يفكر حتى يحرك لسانو ولا ليفتح عيونو المو قادر يفتحها ع طول من الصدمة الزلزلت كيانو تزلزل منها هي يلي قربت منو وهي شاكة مالو شي ناطقة: عبد العزيز! رد علي حبيبي! مالك؟

عبد العزيز سـ~~~

ولله الحمد خلص الفصل بصدق الفصل يلي كنت شغالة عليه من أيام طويلة... وأرجو إنو عجبكم هو عبارة عن جزء ناقل ما قبل الصدمة... وكان بالفعل فصل غير عن كل الفصول يلي قرأتوها قبل... ولسا فيه تكملة لإلو يعني هادا جزئية من الجزء ككل فبس وقفنا هون طبيعي تحسو بدكم التكملة بس أنا حبيت وقف هون من طول الفصل والاحداث الكتيرة يلي فيه إن شاء الله الفصل الجاي ما يكون بعيد عنو بالنشر...

ما تنسوا التصويت والتعليق....

وشو رأيكم بانتقام عبد العزيز من نغم؟

وفكركم جاسر كيف رح ينتقم من عيلة الخيّال؟

وردة الجد شو رح تكون بس يعرف عن زواج كنعان وحمل مرتو يلي بتكون بنت دهب؟

وشو حال جودي هيكون بس أبوها يطبق يلي ببالو؟

ومين هادا يلي اجى مع أبو إميرال وعمها عثمان؟

وكيف كانت ردة غنج مع بناتها؟

وفكركم شو رح يصير بالفصل الجاي؟

شاركوني أفكاركم وتعليقاتكم وان شاء الله يكونوا لقاءنا قريب...

وشكر كبير لشارلوك هولمز على التدقيق وكل عام وانتي بخير وعقباك ما نشوفك وين ما عم تطمحي يا غاليتنا 💞💞💞

 
 

 

عرض البوم صور رنين رنين   رد مع اقتباس
قديم 05-03-23, 10:46 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2013
العضوية: 257539
المشاركات: 35
الجنس أنثى
معدل التقييم: رنين رنين عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 24

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رنين رنين غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رنين رنين المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية سجين الانتقام

 

الفصل التاسع عشر


قراءة ممتعة🌹

عبد العزيز! رد علي حبيبي! مالك؟

عبد العزيز سامعها عم تنادي عليه بخوف وقلق لشي هو مش عارفو من تعب جسمو وتقلو المفاجئ المخليه ما يحس بإيدو وهو عم يرفعها كرمال يضمها لصدرو تَترحمو من منادتها وينام بدون مقاطعة منها ولا من غيرها.. رغم إنو لا هي ولا غيرها رح يقدروا يحرموه من النوم الغرق فيه بلا مقدمات وهو عم يسحبها لصدرو مو حاسس في حالو ولا في العالم اللي هما فيه ولا حتى فيها هي يلي حامت حواليه مفكرتو عم يمثّل عليها رغم إنو ولا مرة مثل عليها... فرفعت إيديها الرقاق ع وجهو بحنين رايقها تمثيلو معها لكن هالروقان تلاشى بس حستو مش عم يعبر لمسات إيديها ع وجهو... فردت تنادي عليه بشك ممزوج بخوف: عبدالعزيز!!! عبد العزيز رد علي....

للأسف الشديد ما فيه منو أي رد ع مناداتها لإلو... فبعّدت عنو بدها تقوم لعند الست سمية كرمال تيجي تشوفو معها مالو لكنها تراجعت قبل ما تنفذ يلي ببالها من خوفها عليه ليصيرلو شي فبكت جنبو عاجزة شو تسوي معو من جهلها بهالقصص هاي... فقربت منو ماسحة ع وجهو وضاربتو بخفة أكتر من مرة طالبة منو يحس فيها ويطمنها عنو: عبد العزيز... حبيبي رد علي!! إنتا سامعني!؟

لا رد.. لا تمتمة منو أو حتى ضحكة تهون خوفها عليه لكن الله تلطّف فيها لما شاء ابن الخيّال زوجها يرفع حاجب من حواجبو وينزل التاني متل يلي عم يتوجع من جواتو بدون ما يئن أو يطلّع صوت فتنهدت ماسحة ع وجهها مش عارفة شو تسوي معاه... الحمدلله إنو عايش عم يتنفس بس شكلو موجوع كتير ومخبي عليها... وهالفكرة هادي حسستها بالخوف من يلي عم بصير معو ومن آثارو عليها... فبسرعة طوقتو بإيديها ضاممتو لصدرها بفطرتها الحنونة وهي مش عارفة شو تقلو كرمال تخفف عنو وجعو أو حتى كرمال تقويه...

معقول تحكيلو حكاية من يلي بحكيلها إياهم ولا تمسح عليه بحنية... ولا تصرخ بصوت عالي ع الست سمية... بس لو إنو صاحي شوي كان فتحلها تليفونو كرمال تبحث عنو (عن اعراض تعبو) أو تتصل ع الست سمية... ليه هي ما عندها تليفون ولا ايباد متل الست سمية لاه من بكرا طالبة منو يجيبلها تليفون كرمال تحاكيه وتطمن عليه... فتنهدت بعجز من الافكار المخلبطة الحاسة فيها من تأجج مشاعرها من فكرة ما في عندها تليفون تتصل ولا حتى تبحث منو كرمال تفهم شو مالو لتهون عليه... وقربت منو بايستو بوسة رقيقة ع جبينو ومنادية عليه: عـ~ لكنها كتمت بقية الحروف بصدرها محتارة تثق بصوتها الداخلي يلي بقلها رح يصحى ولا بعقلها يلي بقلها ما رح يصحى عليكي وما تغلبي حالك لإنو تعبان وبس محتاج ينام وممكن لإنو ما باكل منيح متلك لإنو عم بصير معو متل ما كان يصير معك... فزفرت من تفكيرها يلي حسسها بالغباء والتقصير بحقو لإنها هي ما بتهتم فيه متل ما هو عم يهتم فيها... وهالفكرة هادي حسستها بالرغبة لتخجل وتتوارى عن عيونو وقربو بس ما فيها من قلبها المنطوف عليه فردت ضمتو بايستو ع راسو بحرص كبير وهي عم تهمسلو: أنا مهملة كلو مني أنا الوحشة...

وردت شدت عليه أكتر رافضة تلاحق رغبتها بالمواراة وهي مش حاسة ولا فاهمة ابن الخيّال يلي مش قادر من ضغط راسو الرح ينفجر من ورا كلمتها يلي مالها داعي وجابتو جياب وخربت الإيقاع يلي ماشي فيه معها...

هو ما عندو مشكلة إنها تبلش تحبو ولّا تكون حبتو فعلًا... إلا عندو مشكلة بخارطة المفاهيم المتعلقة بالحب عندها... من ورا الصور يلي حفظتهم نغم الغدارة بتليفونها... وانحفروا حفر بذاكرتو يلي ما بتخونو بهيك قصص وبحفظهم بدقة متناهية... وهالنعمة عليه تحولت عليه لنقمة خلتو يحس بخلل...

ما بعرف ليه بس سمع منها هالكلمة المن خمس حروف انهار فورًا جسمانيًا وتعب نفسيًا لدرجة مش حاسس بحالو... لكن وين يضلو مش حاسس بحالو وحضرتها عم تتحرك جنبو لتضمو وتبوسو وتكلمو بدون ما ترحمو وتقلق برغبتو لينام تما يفكر بشي... ويرد تمام أول ما يصحى... مش هي هيك بتساوي مع نفسها لما تتعب... بس باينتو حضرتها استكترت عليه النوم ودارت بلمسات إيديها الرقاق وشفتها الناعمة البريئة على وجهو... مكلمتو بصوتها المخنوق الخايف رافضة تسيبو بحال سبيلو... فاضطر يقوم فجأة رافع حالو بالغصب ليسحبها لصدرو وهو عم يترجاها: بس نامي وارحميني...

وشد عليها كرمال ما تتحرك... بس كيف يشد على تمها من شان ما يضلو يتكلم وهي عم تقلو: فكرت صارلك شي... خفت عليـ~

ما خلاها تكمّل كلامها لإنو لزّق وجهها بصدرو لترحمو وينام بدون ما يفكر بشي... ويحذف يلي صار... بس محاولتها لتتحرر من إيديه وشعورها بالخنقة من شدو على راسها ليقربها من صدرو خلتو يحررها من شدو على راسها وبعّدها عنو مفقدها بحرص بس سمع صوت كحتها خايف لتكون انخنقت... ورفع حالو متنفس راحة بس تتطمن عليها إنو كلشي عندها تحت السيطرة معلق: أهلك خلوني اتجوزك لابتلى فيكي...

جودي طالعتو مش فاهمة شو مالو هادا تحوّل... ما كان معها بضحك وما أحلاه وفجأة تحوّل مش طايقها وبسألها عن أهلها مالو شي...

بسم الله عليه مالو... ماخد شي... ضاربتو عين قالبتو قلّب ولا شو بالزبط... فطالعتو من طرف عيونها بدون ما تنطق بحرف وبس شافت نظرة عيونو يلي ما بعمرها لمحتها بأي نظرة من نظراتو لإلها من قبل.... ما عرفت كيف رح تبلع ريقها وهي عم تتنفس فشرقت مخليتو بسرعة يقوم معدل قعدتها ليدق على ضهرها خوف ما تنخنق وهو عم يعاتبها: مش عارف شو بدنا نسوي بهالعادة السيئة يلي عندك... فهميني في حدا بنسى يتنفس... وين فكرك بروح بس فهميني...

جودي ما بتعرف ليه مش عم تزعل من كلامو إلا بالعكس حضرتها طايرة من الفرحة كيف عم يحاكيها ولا كيف عم يهتم فيها... وفوقها حاسة بحب كبير للشرقة يلي خلتو يعبّرها... فركت راسها على صدرو عم تتبسم معلقة برضا: ما تعصب وخلينا ننام لإنو أنا ~~تثاوبت مكملة... بدي نام...

ضحك بمرار البنت مبسوطة بعد يلي عملتو معو فهمسلها بنبرة ما فيها نتفة مزح: بنت شو بتهيألك إنتي... وأشر على دماغها... هادا شو عم يدور جواتو... حاسك عم تدوري حوالين شي...

جودي صارت تطالع من طرف عيونها شمال يمين محاولة تفهم كلامو المحسسها كأنها مجرمة خطيرة ولا حدا مطلوب للأمن... فمش عارفة شو تقول من سرحانها بالجواب إلا بصوتو المرجّعها للواقع: هممم ما عندك رد!! لسانك راح!!

انفجرت ضحك... مش فاهمة شو مالو.... ولما حست عم ينزل راسو من وراها من فوق وهو قاعد وراها عم يحاصرها.... بسرعة هربت منو وهي منفجرة من الضحك... فتيجي بدها تقلو مالك ليش هيك بتسوي معاي وبتحاكيني... ما تقدر من انفجارها بالضحك... وهو بس شافها هيك عم تضحك... ضحك معها غصب عنو من جمال ضحكها وصوت ضحكتها... فحك راسو وهو عم يطردها: قومي من عندي نامي برا وارحميني من مخك الضارب بآخر الليل...

جودي هون رفعت حالها وهي عم تحط إيدها على بطنها يلي بلش يوجّعها مع الضحك محاولة توقف ضحكها وهي شاكة إنو بحكي جد... فطالعها بعيون يعني تسهلي شو عم تستني... ضحكها اختفى مش مصدقة وقربت منو بعيونها الجاهزة للبكى بأي لحظة: جد بدك إياني نام برا... وطالعتو منتظرة منو رد...

ما رد عليها بحرف بس اكتفى يطالعها فخافت منو باكية وهي بدها تقوم من عندو فسحبها لعندو مخبرها: ناقصنا زعلك... نامي بدون ولا أي كلمة فاهمة...

فنطقت باستياء منو وهي عم تعطيه ضهرها بدون ما تحس بصوت عالي: مفصوم...

هون ابن الخيّال انفجر من الضحك بدالها: هههههههه من وين بالله جايبتيلي هادي الكلمة...

جودي جفلت معقول علقت عليه بصوت مسموع مش بسرها... يا فضحيتها قدام الست سمية يلي فهمتها شو معنى هالكلمة كرمال تحطها بأحدى حواراتها القصيرة بالقصص المصورة البسيطة يلي عم تعملها كرمال تعبرعن الرسمة يلي فيها وجه حزن ووجه فرح بأحدى رسماتها وهي من الدهشة تكررها بينها وبين نفسها كل ما تقعد مع حالها ضاحكة بانفعال من سعادتها لمعرفة كلمة جديدة... بس باينتو السعادة يلي حست فيها هداك اليوم هتسم بدنها هلأ وهتخرب بيتها فيها معو لا قدر الله... فبوزت ساحبة الغطا لتغطي وجهها وهي مفكرة حالها اختفت متل ما بصير مع الأميرة ذات جلد الحمار بس تلبس العباية المصنوعة من جلد الحمار معلقة مع حالها بكلمات تعبيرية تارة ناقدة وتارة مهونة على نفسها: هبلة... ضروري تحكي... كلو من الست سمية...

ما بدي اتعلم...

انام أحسن...

وما وعت على كلامها مع حالها غير إنها نايمة جنبو هو يلي ما قدر ينام زيها بكل راحة وبساطة من ورا الأفكار يلي ارتبطت بذهنو وسرح فيها بمجرد ما اعطتو ضهرها لتنام بدون ما يعطي بال لكلمة مفصوم لإنو في شي شاغل بالو ومصدّع راسو وحارق روحو...

هي أكيد قالتها مزح بس هو ما في عندو مزح بهالكلام وهادا يلي زاد الطين بلة وخلا دماغو ما يقدر يتعامل معها ككلمة عادية بقدر يمر عليها مرور الكرام بدون توقف... وين يحب فيها ويعاملها كمحب مش كزوج وعمو مخطر والمشاكل يلي بينها وبين عيلتها ما خلصت... فما قدر يبقى جنبها... ولا قدر حتى يبقى مكانو بدون ما يتحرك من تفجر الدم بجسمو من حرارة النار الشابه فيه فسحب حالو بعيد عنها محررها من إيديه وعبر الحمام ليتحمم بمي باردة بلكي يطفي نارو المتأججة جواتو...

هي من حقها تحب... هي من حقها تغلط كرمال تتعلم وتستغفر ربها.... ومالو حق عليها باللي سوتو قبل زواجها لطالما ما بمس حياتهم هلأ... واحتمال كبير حبها السابق ما يأثر على مسار حياتهم طول مهو مش عارف وجاهل عنو... بس للأسف الشديد من ورا خرابة البيت بنت عمها جاثم خلتو يشتاط مش عارف هي شو موديها لهيك باب وكم مرة عبرتو...

والسؤال الأهم أبوها وينو عنها ما بغار على بنتو وسمعتو وعرضو... عادي بنتو تقابل الناس وخاصة الشباب بلبس مش مستور وفوقها قاعدة جنبو بعلمو ولا من ورا ضهرو... هادي هي ترباية المسلمين... هادا هو حفظهم لطاعة الله ووصايا الرسول ...

لا لسا واللي يلي قعدت معو ولا مع غيرو كيف فيه يحذف صورتها من بالهم شي مالو حمل عليه ولا إلو قدرة عليه... فكرة إنها محفوظة بذهن حدا بتدبحو... فكرة إنها غافلة عن يلي عم تعملو عم تكويه... وينها بنت عمها ليدفنها... هادي يلي لازم تنوأد... نازلة بجر (بتجر) بنت عمها للتهلكة وبئس المصير من ممشاها البطال بالحكي مع الشباب والتمصرف على حسابهم... ما شاء الله على مفهومها للحياة والرجال وحسن الأخلاق المحرومة منو...

ما قدر يتحمل التفكير بهالموضوع أكتر من هيك فمسح ع وجهو تحت المي الباردة يلي ما خففت نقطة من نارو فسحب حالو بعد ما وقف الدوش منشف جسمو ولابس روب الحمام مستعجل ليطلع من هون... وهو عم يكرر لنفسو (عفا الله عما سلف) للبرية يلي عندو... واللي كانت واقعة بين براثن الشياطين يلي عايشة بينهم تحت مسمى عيلة...

فتنهد موقف قبال الخزانة بدون ما يطالعها هي النايمة والمغطية جسمها بالكامل.... معجّل حالو ليطلع من عندها خوف ما يكبّر معها بالكلام لإنو مش متحمل حالو... وسحب حالو طالع من الڤيلة بدون لا يتعطر ولا حتى ياخد ساعتو معاه لإنو تارك ساعات وعطور لإلو في السيارة لوقت الزنقات... وحرك سيارتو طالع من البيت مع سيارات الحماية وهو عم يسمع صوت أدان الفجر... فاضطر يحرك سيارتو لعند أقرب جامع لإلو بالطريق كرمال يصلي جماعة مع المصلين بعد ما توضى بمتوضأ الجامع....

وشو كانت صلاة الفجر شاغلتو عن النار المتأججة جواتو بجمال صوت المقيم الصلاة فيهم... واللي بمجرد ما اختفى بعد ما انتهوا من الصلاة راجع للواقع مستغفر ربو من الشر الحاسو عم يكبر جواتو من الغيرة العم تصلي فيه صلي فبسرعة قام وهو عم يقرأ اذكار بعد الصلاة مع أذكار الصباح متحرك لمكان زمان ما راحو ولزمو الوضع ليمر عليه ويفش غضبو فيه قبل ما يروح ع الشركة... لإنو ما في شي هلأ هيهون عليه جنونو المش قادر يسيطر عليه غير لعبة الكارتينج يلي بتخليه ينسى حالو هي والقفز من المرتفعات والمغامرات الخطرة البتخليه ينسى كلشي ويرد لعقلو وتسامحو مع الناس في حالة فقد السيطرة ع منطقو لإنو بغلطة وحدة وهو بقمة السرعة والجنون ممكن ينفنى وفكرة الفني (الفناء) ومفارقة الحياة بثواني معدودة بتخليه يسترخص كلشي وما يعطي الشي أكبر من حجمو ع حساب حياتو ونجاحو... فعبر من بوابة الحلبة مسلم على الحارس من بعيد ومؤشرلو بإيدو يشغل كلشي لإنو مالو خلق يحاكيه لا صوتيًا ولا تليفونيًا هيك عقلو جاي اليوم...

وما فيه غير دقايق إلا تشغلت الضواو المركزة ع حلبة السيارات بالوقت يلي كان هو متحرك لعند أكتر سيارة بعشق يلعب فيها واللي لونها اسود ومكتوب عليه رقم عشرة... فركبها لابس الخوذة ومآمن ع حالو بحزام الأمان وحركها نازل لحالو متل المجنون في الحلبة وهو عم يتذكر طفولتو الممتعة مع صاحبو جوزيف المهووس بكرتون سابق ولاحق وبعشق مش اللعب بالسيارات إلا بسياقة السيارات الكارت وكان يزن عليه زن ليترك الدراسة ويجي يحضر معاه مسلسل سابق ولاحق ولا يجي يلعب معاه بالسيارة يلي أبوه جابلو إياها... وهو ابدّا ما بدو يترك الكتب بدو يجيبها الأول ويرفع راس أبوه... بس لما مات أبوه وحس الدنيا انسدت بوجهو وجوزيف اختفى وما فيه حد ينشلو من يلي فيه... جرّب شي ياما سمع عنو وما فكر بعمرو يجربو واللي هو لعبة الكارتينغ... وشو ادمن بعدها عليها وعلى كلشي مجنون بخليه يفجّر فيها اعصابو المجنونة... وهالإدمان ما صار عندو إلا بعد ما خصص حلبة لهيك لعبة بدون علم حدا من أهلو لإنو عارف جدو بطرقو رح يسكرها... فاستمر يلف ويلف وهو مصر ما يطلع من هون إلا وهو كابح كل مشاعرو المجنونة لإنها هي ما إلها...

هي جاهلة ومش فاهمة شي... أصلًا لو كانت بتفهم معقول تلحق الهبلة بنت عمها... بعدين ممكن بنت عمها جبرتها تساوي هيك من شان حيّل من حيلها مع الشباب ولا البنات لتوقع بينهم مش كل شي بنشاف بالصور بتصدق... فخلص اهدى شي صار وخلّص...

هو خلّص بس وينو جدها المرحوم عنها معقول ما حدا سائل...

سد الموضوع ما قدر يعطي فيه أكتر من هيك... كل هادا عشان قالتلو حبيبي... كل هادا ساوت فيه... فما لقى حالو غير عم يضحك عليها كيف متطورة معاه بالحكي قال حبيبي ومفصوم بتقلو... الله يستر من يلي جاي... فاستمر باللفات وهو عم يحس بكل لفة إنو مشاعر الشر عم تكن وتهدا وتوقف عن اللعب لحالو مدخل الحراس يلعبوا معاه ليغيروا جو وهو عم يضحك وفجأة تلاشت الضحكة بس انتبه ع اشعة الشمس عم تطلع فبسرعة وقف اللعب قايم يصلي الضحى وبعدها رد لسيارتو مسلم ع الحارس ومحرك سيارتو ع الشركة وهو مش مفكر بمدامتو يلي صحتها الست سمية تصلي الفجر وردت نامت بعد ما صلت وهي مش معطية بال للي كان نايم جنبها من النعس والتقل الحاسة فيهم مع الحمل... لدرجة ناسية عن يلي صار معهم الليلة... وساهية عن رغبتها لتهتم فيه وبصحتو... وعن طلبها ليجيبلها تليفونها الجديد كرمال تبحث منو وتحاكيه لما تشتاق لتسمع صوتو ولا حتى لما بدها إياه يرد لعندها لإنو تأخر عليها والبيت صار مخيف عليها...

بس وين فيها تقلو وتتطمن عليه وهي يلي فيها مكفيها مع هرمونات الحمل وتغييرات الجسم وهو مقدر وضعها ومو محتاج تقلق فيه هلأ إلا بس تقلق بصحتها وصحة البيبي يلي ببطنها وتبقى بعيد عن اخبار عيلتها وعيلتو المتعبة لإلها ويعطيها العافية هيك لدرجة بتكون ماخدة كل التقييمات والتقديرات العالية لإلها عندو... فتنهد مكمّل بالشغل الملان فوق راسو بالشركة وهو عم يضغط ع حالو كرمال ما يشت تفكيرو للموضوع البخليه يشب وبس رن منبهو قريب الوحدة بسرعة نهى الملف يلي بين إيديه وطلب السكرتير محاكية: عمر فيه هدول الملفات بتطلب منهم يعيدوا الشغل عليهم... وسحبهم معطيهم إياه مكمّل... واجتماعي مع مدراء الاقسام بدي إياك تخليه بكرا الصبح وتخبر المدراء قبل ما أصل بساعة وتبدل اجتماعي بهادا الوقت لبعد الظهر لإنو شغلتي مطولة مع مدراء الاقسام... ووقف ع رجليه ساحب مفاتيحو وتليفونو مخبرو: ما تنسى ترسلي مخطط الاسبوع لإنو ببالي شي بدي غيرو...

عمر هز راسو وهو عم يتبسم بسرو لإنو فاهم ابن الخيّال ماسك شي على بعض المدراء ورح يعصرهم فيه هما والبقية كرمال يغربلهم تغربل... ونطق بكل احترام: حاضر يا استاذ وان شاء الله مخططك الاسبوعي بكون واصلك قبل ما تصل سيارتك...

عبد العزيز هز راسو ماشي جنبو وهو عم يتذكر إذا فيه شي ببالو فاجى بدو يقلو شي لكنو أجلو لوقتو وطلعوا من الغرفة مسكرها بمفتاحو ومودع عمر
ليكمّل شغلو على مشروع جديد بمقابلة المحامين والمهندسين بخصوص الأراضي في المنطقة المقابلة للأراضي يلي صارلهم فترة عم يشتروا فيها لينفذوا مشروع زاد... كرمال الخطط الجديدة يلي تم عرضها من كنعان واللي دخل معهم شريك بنسبة كبيرة... فوقف السيارة بعد ما اعطى إشارة للحراس يوقفوا لإنو ما بحب حدا يسوق فيه... ونزل من السيارة يتأمل في المنطقة ويشوف شو بقدر يضيف للمخطط يلي اقترحو عمو كنعان بخصوص القرية المائية يلي رح يعملوها... فنزل من سيارتو وهو بس حامل معاه تليفونو وتارك الباقي بالسيارة لحد ما يجوا المحامين... وسحب تليفونو مآجل تفقيدو لبرنامج الاسبوعي الوصلو من سكرتيرو من قريب ساعة... ورن متصل على عمو كنعان الما كان حاسس بتليفونو يلي عم يرن لإنو كان حاطط وضعية عدم ازعاج ومالو خلق حدا من رغبتو ليحكي مع بنت دهب ويفهم منها كلشي من الألف للياء...

هو صح جدد العقد وقرر ما يطلقها وما يحرمها من ابنها بس هادا لا يعني الانبطاح وعدم الخوض في اللي صار بينهم قبل... لإنو حق من حقوقو يفهم كلشي من علامات الاستفهام يلي عم تدور حواليه وما عم تتركو بحالو من ورا الأفكار والصور والمواقف يلي عم تتردد بذاكرتو كرمال تذكرو هو كان شاكك فيها بس للأسف الشديد الحياة جت بصفها وبرأتها من ظنو فيها...

منطق يا الله هادا الصار معو... هو كم مرة شاف في رجال حواليها بفترات متباعدة وما لقى جواب وحتى لما خلا حواليها رجال يحموها من الزفت لوكا يلي وقعّت حالها معو بلبسها وشكلها وجرأتها ولسانها الطويل والمكان يلي رايحة عليه... معتقد ممكن هو بعت وراها رجالو ليخوفوها بس طلع توقعو مش بمكانو بعد ما قابلو رجل لرجل ليحل الموضوع معاه وفهم منو هو مالو دخل باللي جاي ينهيه معو مخبرو:

‏Chiaramente c'è stato un fraintendimento.Te lo giuro, non c'è niente tra me e quella ragazza. Canaan Non ho le ragazze giuste per essere costretto a innamorarmi di me. Perché la famiglia e l'amore sono sacri per noi. Questa accusa è un insulto alla mia virilità.

Perché tu lo sappia, se voglio spaventarla o
‏minacciarla, non solo mandare i miei uomini dietro di lei a guardarla, ma mandarli a ucciderla o a sparare ai suoi effetti personali e a questo mondo, e tu lo sai, non sei nuovo qui e strano su di noi.

‏Trova il tuo nemico da qualche altra parte che qui. Se vuoi aiuto, sono pronto per qualsiasi servizio per il bene di tua zia e la nostra conoscenza di te.

(الظاهر في سوء فهم واقسملك إنو ما في شي بيني وبين هالبنت... بعدين كنعان أنا ما بلاحق البنات ليحبوني... العيلة والحب اشيئان مقدسان عنا... واتهامك لإلي مهين لرجولتي)

(وليكون بمعلومك أنا لو بدي خوّفها أو هددها ما برسل رجالي بس مش ليلحقوها ليتطلعوا فيها إلا برسلهم إما ليقتلوها أو يطخوا ع ممتلكاتها وهادا هو عالمنا وإنتا مش جديد علينا وغريب عنا)

(فروح دور على عدوك بمكان تاني غير هون... وإذا احتجت أي مساعدة احنا جاهزين للخدمة من شان عمتك ومعرفتنا فيك)

فالسؤال كان لحظتها بعد يلي سمعو... دام مش لوكا يلي عم يلاحقها مين يبقى... وكيف رجالو يلي جابهم عن طريق صديق عمتو خبوا عنو كلشي... وأصلًا ليه يخبوا عليه إذا موضوع فيه عيلة الدهب... بس ليكون متل ما قال عدنان عن عمتو...

لنفترض متل ما قال بس ليش؟ وشو السبب؟ عمتو شو بدها تموتو ولا تلوي دراعو... ولنفترض هي بدها موتو لليش (ليش) تموتو وهي بتموت عليه وما بدها إياه يرجع عند أبوه وبتطلطل عليه كل كم يوم بدون سبب وبتهتم بشغلو لدرجة طلعتو بعدة دول بمعارفها بسرعة وخلتو يحقق أرباح فائقة ويصمم لبعض معارفها لدرجة إذا بدها تزور حد بتقلو صمملي لبسة بدي اخدها هدية... وفوق هيك شجعتو يصمم للأطفال وسهلتلو كتير إجراءات... هو ما بنكر فضلها بالسفر لبرا وصنع اسمو بكل سهولة رغم التحديات يلي واجهها من أبوه العارض دربو لإنو كان عارف حلم ابنو يكون ضابط ويدخل الكلية الشرطية وفجأة بعد موت أخوه تحول وصار بدو يتركهم ويهج لبرا قبل ما يخلّص على عيلة دهب يلي أهلو رفضو يردوا عليهم متنازلين عن حق أخوه ضرغام...

فسافر لبرا مخلي أبوه يفكر شهر بالكتير وبرجع بس جت الأقدار عكس توقعاتو وبقى سنين مش سنة تحت مسمى وظيفي مالك شركة ملابس رجالية وداخل خط الهوت كوتور وريدي تو وير... وعروض هون وعروض هناك لقاءات هون ولقاءات هناك وكأنو اجنبي مش عربي بلون بشرتو المتغيرة مع كترة السفر والجو المختلف عنهم.... ومكمّل عليهم باكتفاؤو بعمتو المعتزلة عروض الأزياء بعد ما خلت اسمها ما بنتسى وصارت ايقونة الموضة في ميلانو وباريس ونيوريوك وموسكو ...

مين بصدق شامخ الملتزم تكون أختو يلي من أم تانية عارضة مطلوبة وبتقدم عروض شبه عارية وممثلة بكم فيلم جنب أكبر الفنانين ومحققة ثروة طائلة ما بتاكلها النيران بمشيئة الله بما لا يرضي الله...

هو تقبل كلشي بس فكرة تخرّب ابنو المتهور تما يرد على بلدو ما رح ينسالها إياها...

وكنعان ما كان غبي عن يلي كان بصير بينو وبين أبوه من ورا دعم عمتو لإلو وهو عارف عمتو ما رح تخسر أخوها والأهل بتكتمها عن بنت دهب ودعمها لتقرب من ابنهم.... وهالشي رح يجننوا لإنو المنطق بقول شي والواقع بقول شي تاني...

طيب إذا شكو برغبتها ليموت مفند لإنها مستحيل بعد يلي عملتلو إياه تساوي فيه هيك... يبقى شو حال شكو بلوي دراعو... ع شو بدها تلوي دراعو لنفترض تمام بس ليش؟ معقول عشان تقهر أبوه يلي بكون أخوها بس ع شو؟ هينجن ليعرف...

بس قبل ما ينجن ويحرك علاقاتو... هو حلّو ومربط الفرس عندها هي فقبل ما يحاكي أبوه ليخبرو عن خوابيصو.... وقبل ما يحرك علاقاتو ليجيب كلشي لازم يحاكيها هي... فزاد سرعتو معجّل بطريقو لعند الكوخ الحابسها فيه وهو مش شايف شي قدامو غير الرجال يلي كانوا يحوموا حواليها بفترات متباعدة... وما صدق يلمح الكوخ من بعيد ليزيد سرعتو كرمال يصلها بسرعة وما صدق يصل قبال الدرج لبسرعة لفها بصوت مزعج مخلي إميرال الموجوعة والحاسة في شي هيصير تأكد كلامها... فبلعت ريقها مسمية ومنادية على حليمة كرمال تشوف شو فيه برا ومين هيك صف سيارتو برا: يا حليمة!!!

إلا بصوت فتح الباب الخارجي بالمفتاح... عرفت ما فيه غيرو لمجنونها يلي اجى يطلّع كل يلي متكوم جواتها إذا مش بالطيب بالقوة... وهو مو عارف عن وجع بطنها من التوتر والعار الحاسة فيهم من بعد ما كلّمها كاتب الكتاب ورفض ابن شامخ الخيّال يكلّمها ولا حتى يعبر اتصالها لو برسالة قصيرة فحواها كلمة وحدة على الأقل بدل ما يسكر الخط في وجهها... فهي مش هبلة تفوّت هادي الجية عليها فجبرت حالها... جاية ع تعبها بدها تحاكيه وتعتذر منو... فدفعت حالها لتقوم غصب عن وجعها كرمال تسبقو وتمنع أي محاولة من تلاشيه لإلها... لكن هو المجنون يلي طبق باب الكوخ وراه داخل لعندها بشكل مباغت بطولو المهيب وشكلو المشتاط الخلوها تحس جيتو ما رح تعدي ع خير... فبلعت ريقها عاجزة توقف لحظة ما تقابلت عيونها بعيونو المفقدتها بدهشة... لإنو مين مصدّق بعد كل هالأيام يلي ما شافها فيها من بعد معرفتو بحملها يشوفها هيك بشكل ما بتقارن بأول مرة شافها فيها بحياتو وهو عم يطلع من بوابة الشركة كرمال يتسهل ويقابل كم رجال معرفة يقضي معهم وقت لكنها هي لفتتو من بعيد وهي عم تمشي بعفوية فلف وجهو مخافة الله لكن صورتها ما قدر يلف عيونو عنها وهو عم يطلع من بوابة الشركة الشفافة فاستغفر ربو عنها صادم فيها وهو مناه يخبصها لإنها طبت فيه من سرحانها يلي أبصر وين غارق ولإنها جرحت تمو وطلعت عربية... ما بقدر يتقبلها ع أي مسلمة عربية ولا أجنبية يشوفها بهيك شكل من غيرتو ع المسلمات... فعصب منها وهو مناه من شعرها يقلها استري حالك مكيفة ع حالك مقلدة الغرب المتمرد ع دينو كرمال يرضي شهواتو تحت شعار الحرية... رغم إنو الحريات طريقها مش من هون بس التنويريين أبرعوا بتزييف الحقيقة وخلوها هي الضالة المنشودة... وهي حضرتها مكفية ع حالها وعلى هالتفكير السا**... بس هلأ وين حضرتها تفكر تبين شبر من جسمها ولا شعرة من شعرها وهي مسجلة ع جسمو ومرتو رسميًا وع العلن بعد شوي هتصير...

تحلم تطلع عندو هيك لإنو ما فيها تطلع إلا بلبس مستور وشعر مغطى وممكن يخليها تغطي وجهها كمان لإنو جمالها الفتان لإلو...

ما أحلاها وهي عندو تبينو لجمالها لأي حدا بحجة إنها عايشة لإلها مش لإلو ناسية آخرتها وربها ومفكرة بس بالمظاهر ومأطرة غيرة الرجال وحاصرتها بس بقرب الرجال لجسمها ولا من نظرات عيونهم المعجبة فيها باشتهاء... ورافضة ومعادية الغيرة الحقيقية المسماة عند المتحررين (التخلف... التملك... التشدد) رغم إنو الموضوع ابعد من هيك وحقيقتو مغايرة للسايد هلأ... فبلع ريقو وهو عاجبو شكلها يلي حسسو إنو متل البنات العاديات يلي باكلوا وبشربوا بدون ما يفكروا بالسعرات الحرارية وبخافوا الوزن يطلع ولا ينزل وبضحوا بجمال الشكل مقابل الراحة الجسدية والنفسية لو ليوم واحد لإنو الحياة مش بس جمال الشكل... وهالشي راقو لإنو حسها بنت طبيعية عادية... فطالعها بعيونها مواجهها وهو عم يشوفها عم ترجع لتقعد على طرف السرير: ما فكرتي باللي مديونيتلي فيه يا بنت دهب...

إميرال ضحكت بمرار لإنو هي رح تضل بنت دهب لو شو ما سوت ورقعّت سواد أهلها معهم رادة: قصدك اتشكرك عشان يلي صار امبارح ولا عشان ~~

قاطعها من الآخر: سيبي عنك الهبل... وفجأة لف معطيها ضهرو طالع من الغرفة فجت رح تلحقو لكنها منعت حالها بس سمعت صوت تحريك كرسي مبشرها إنو ما رح يحل عنها إلا لياخد يلي بدو إياه فردت مكانها بالعة ريقها وحاسة بجدية الشي وبسرعة لفت وجهها للحيطة بس لمحتو راجعلها بالكرسي وشو حست بالخنقة والحشرة بس طبق الباب وراه وقعد ع الكرسي مقابلها مكتف إيديه بكل ثقة بعكسها هي يلي مش قادرة تتحمل وجع معدتها وبرودو معها... وكمّل عليها طاحن فيها بس فاتحها بالموضوع الهاربة منو من العار والخزي الشاعرة فيهم لحد النخاع: من وين حابه تبدي من النهاية؟ ولا من البداية؟ ولا من علاقتك بعمتي؟

علاقتها بعمتو؟ خير؟ هي شو فيه بينها وبين عمتو... انفعلت رافعة حواجبها ناسية مشاعرها المخزية معو من سؤالو الغريب والمش مفهوم مغزاه... فلفت وجهها مقابلتو وهي عم ترفع حواجبها باستنكار مش مفهوم لا لإلو ولا لإلها: عمتك؟

كنعان ضحك بمرار لإنو حاسس حالو مش جاهز يسمع منها شي بخص عمتو رغم حاجتو ليعرف كلشي بدون ما يستعين بناس فقاطعها مختصر عليه وجعة الراس: نترك قصة عمتي على جنب هلأ... وتعالي نحكي من البداية إنتي ليه جيتي ع سان مارينو وكيف قدرتي تلاقيني بكتير مطارح لدرجة في مطارح كنت روحها بشكل مفاجئ ولاقيكي هناك... وليه قبلتي تساعدي أهلك بهيك شي؟ شو المربح يلي رح تاخديه مقابل إنك تجيبي راســ ~~وبلع غصتو متابع بحرة... ـي لإهلك... وهل هالمكافئة هاي جد بتشفي قلبك وبترضي طموحاتك الغبية... وطبق شفايفو مستني فيها هي ترد عليه رغم الاسئلة الكتيرة يلي مناه يحكيها مرة وحدة لكن لاه مش من أولها يكشف وراقو ويخليها تعرف كيف تتنصل من بعض الإجابات فكلشي بالتدرج بجي...

وهو نفسو طويل وما رح يفوّت فوتة وهياخد منها كلشي بما إنها هي الوسيط بينو وبين أهلها وبتعرف غالب الأشياء يلي بتهمو أما الباقي يلي ما بتعرفو رح يفكر فيه لبعد ما ياخد كل يلي بدو إياه منها للي صفنت بعجائب الدنيا بكيف جمعتها بعلي يلي كان يشتغل عندو وبساعد أهلها وبرسلها أي مكان بعرف إنو رايح عليه...

وبكيف جمعتها (عجائب الدنيا) معو هو بلقاءات غير مخططة لما تكون عاجزة من لفت انتباهو ولا من تبريد قلب عمها من تقربها منو... ورغم مرارة لقاءها برجال أهلها وعمها وأخوها إلا إنو كل يلي مرت فيه معو وجنبو كان إلو وقع جميل على قلبها وراضية فيه... باستثناء شي مش راضية عنو لإنو ما في شي بضاهي المرار المرت فيه كرمالو من قبل ما تقابلو وهو بفتح سيرة البداية مذكرها بحشرتها بغرفة جدها بين أمها وعمها جاسر وعيون الجد عثمان القاعد قبالها... وهي مش فاهمة شو سبب هالتجمع المغلق هادا معها محاولة تلاقي جواب من أول ما طلبوها تيجي... متوقعة يا أما عرفوا عن دردشاتها السرية وهبلها على النت ولا من شان مسوية شي غلط وهي مش حاسة بلبسها ولا بتصرفها قدام الناس برا البيت...

بس الواقع كان غير وصادم بشكل كبير لإلها لإنهم بدهم إياها تكمّل باللي كانت تحسبو أهلها رافضينو... بدهم إياها تروح تغري رجال... كرمال تعيش برا وتجرب العيشة يلي كانت بالنسبة لجدها عيشة الحرام بس كرمال تجيب راس كنعان الخيّال يلي ما بحياتها سمعت عنو ولا حتى قلقت بعيلتو يلي بتعرف من نعومة أظفارها عن التار يلي بينهم... فشحب وجهها ببراءة بنت مستهجنة يلي عم تسمعو وشاكة إنو يلي عم تسمعو حلم ولا ضرب من جنون أمها المخبرتها بدون خجل (اخترناكي لإنك اجمل بناتنا~~~~ بتعرفي تتكلمي~~~ ملفتة ~~~~~~ الرجال هيموت عليكي~~~~ رح تعيشي حياة ال**** يلي نفسك فيها~~~~ شو؟:
فنطقت بصعوبة من عجزها لتصدق العم تسمعو: يما شـ ـو عم تحكي مـ ـش فاهمة؟

جاسر هون ضحك باستهزاء وهو عم يضربها ع راسها بنكران موصيها: بنت ما تسوقيها علينا إنك غشيمة ومش فاهمة علينا لإنو أمك فهمتك من الآخر إنو رح نسفرك برا تجيبي راس هالرجال هادا وشو رح ندلعك باللبس والحياة القارفتينا فيها...

إميرال مش مصدقة... شو عم يقوللها...

هي يلي بتفكر فيه شي واللي عم تسمعو شي.... هي بدها تعيش التحرر لحالها وع كيفها ووقت ما بدها مش بالفرض عليها... فحاولت بدها ترفض لكن عيون عمها ونظرات أمها لإلها وتحاشي جدها لإلها خلتها تدرك هما هلأ جايين معها بالترغيب بس إذا رفضت ما في شي رح يمنعهم ليستخدموا معها الترهيب ولا الضرب... فبلعت ريقها متمنية لو أبوها كان معها هون ممكن خفف عليها رعبة الجو يلي كانت حاسة فيه مخنوق وفيه طاقة شر... وما بتعرف مع قرب عمها منها وهو عم يقلها: خلصي! ناطقة عكس ما كانت رح تنطق وهي عم ترفع إيديها مخبية وجهها هايبة ضربو ولا قربو منها: زي ما بدكم...

وأي زي ما بدكم خلتها تنفصل عن حالها... وتقبل بدور قبلت فيه جبرًا لحدًا ما... لدرجة كل ما تحاول بدها تفكر تنسحب بس تشوف تعليمات أمها لتمثل الاغراء مع الرجال يلي لازم تجيبو وكيف فيها تسحرو وتجذبو لعندها من أول شهر... تصير بدها تبكي لإنها أمها عم تجبرها تتصرف متل العشيقات يلي كانت تقرأ عنهم بالانجليزي ولا كانت تحضرهم بالافلام والمسلسلات الامريكية والمكسيكية... فتبكي حاسة بخطر حقيقي عم تقدم عليه... لكن تاني يوم بس تطلع تلف بدول الاتحاد الاوروبي تتبضع وتشتري شو كانت تحلم فيه وتدخل مطارح كانت تقرأ وتسمع عنهم من التلفزيون والبنات والشباب يلي كانت تحكي معهم من برا... تغفل هي ليه هون مرات عن قصد ومرات بدون قصد لحد ما صار الوقت لتنطلق وتبلش الجد بعد ما مشّت أمها ظاهريًا على شو بدها مفكرة ابن الخيّال رح يعرف يطبل حالو معهم وهي تطلع من الشعرة من العجين يعني إذا نصيبو يموت على إيد أهلها مع السلامة لإنو هيك مقدرلو وإذا ما مات على إيد أهلها كمان مقدرلو ما يموت... فتلعبلها شوي وتاخد الموضوع مش لجيب راسو لأهلها لا لقدرتها تخليه مجنون فيها... بس الحياة لعبت فيها مش بس لعبت معها وخلت السحر يقلب على الساحر وتفكر بالقدر بشكل إنساني أكتر وموتو لا يعني موت ومقدر وبس إلا يعني موت ووجع لإلها هي وأهلو وكل حدا بحبو... فبلعت ريقها خجلانة وجت بدها تقلو... بس ما قدرت... فردت بلعت ريقها عاجزة تبدا معو بالندالة وقلة الاخلاق يلي جت تعملها معو...

فسحب إيدو الشمال عن إيدو اليمين المتكتف فيها ليمسح ع راسو مستني فيها تلبش قبل ما يبلش معها بأسلوب غير... محذرها قبل ما يصير شي ما بتتحمل عواقبو الوخيمة بتستّرها ع اللي عندها: ما تفكري بعد يلي مريت فيه يا بنت دهب اعطيكي كل الوقت لتتمنني علي كرمال تخبريني شي من حقي اعرفو... ودفع الكرسي لورا بقوة ليوقف على رجليه مواصل: خلصي انطقي سوادة وجهك... مهي الدنيا قالبة فوقفت على يلي عملتيه...

إميرال بلعت ريقها مش قادرة تتحمل وقع كلماتو يلي حسستها متل سواط على روحها... لإنها ما كانت جاهزة تسمع منو هالكلام... رغم إنها عارفة هتسمع متل هيك كلام وأسوأ كمان بس المعرفة مع عدم الجهازية بتصهر الروح وبتخليه يذوب... فجت رح تنطق لكن حركتو بالغرفة وترتها لإنو كيف فيها تقلو كيف كانت تتفق مع أهلها عليه من لما كانت مقربة وخطيبة لإلو لحد ما صارت زوجة لإلو... عن إي قهر رح تقهرو.. عن أي وجع رح تكلمو... هي بس لو فيها عقل كان عملت يلي عملتو... فنطقت وهي منفجرة بكى: آســـفـــ
~~

قاطعها وهو عم يقرب منها منجن من سكوتها: انا ما بدي آسفك هلأ لإنو ما بفيد ولا بقدملي شي... فبس بدي افهم كلشي ومسكها من دقنها متابع... بدك تنشفي ريقي لأسمع يلي بدي إياه منك...

إميرال هزت راسها برفض لتخبرو كلشي ورفعت إيديها ماسحة دموعها بعد ما بعّد انش عنها بشكلو وطاقتو المخيفة لإلها رادة غصب عنها لترحمو من القهر القهرتو فيه هي وأهلها: انا مستعدة اتحمل كلشي لإني أنا يلي سعيت ~~

كنعان ترك دقنها وشد عليها من إيدها ورافعها شوي لفوق رافض يلي عم يسمعو: هلأ صرتي بدك تتحملي كلشي.. ما شاء الله عنك خزاة العين... وعلا حدة صوتو... انا ما بدي اسمع هالكلام يلي ما رح يقدمني خطوة للي بدي إياه لإنو الذنب مش كلو عليكي إنتي... وخبريني كيف كنتي تتواصلي مع أهلك وهل الرجال يلي شفتهم كم مرة وراكي هما رجال أهلك...

نزّلت راسها مش قادرة تجاوبو فضغط أكتر عليها معجلّها لتطلع يلي عندها: إميرال لا تخليني انجن واتوحش معك لاخد يلي بدي إياه... انطقي!!!

خلصي!!!

إميرال لفت مطالعتو بحرقة رادة باكية فيها: ليه بدك تعرف شي رح يخليك تكرهني...

ضحك بازدراء من نفسو للحالة يلي وصل حالو فيها معقب: خايفة ع مشاعري ولا خايفة ع يلي رح يجي...

إميرال دفعتو بعيد عنها بغيظ منفعلة: مش ضروري تعرف عن حقارتي مع أهلي بس صدقني والله مش كل مقابلة لإلنا كانت مخططة والله في مطارح رحتها فجأة أو اندعيت عليها وحتى جلسات التصوير يلي كنت قدمها ما كنت روحلها إلا كانت تيجيلي فما بعرف كيف ربنا دخلني هالعالم بهالسرعة هاي...

كنعان هز راسو شمال يمين فاهم عمتو إلها إيد بالموضوع بدون ما هبلتو تعرف... فتنهد مش مكتفي باللي قالتو فبعد عنها متحرك بانفعال قبل ما يقتلها ع تحفظها باللي عندها معو معلق: طيب والمهم أهلك كيف كنتي تتواصلي معهم طول ما كنتي قريبة مني ولا مسافرة معاي....

إميرال ردت بغل: ما كنت خبرهم كانوا عيونهم وراي من بعد ما رفضت قلهم كلشي صح... لدرجة كم مرة انضربت وإنتا مسافر... فوصلت لحد كنت سكر تليفوني ولاقي بس أطلع معك ولا مع غيرك أو لما كون لحالي رجالهم حواليي يعملولي حركات تخليني أكره إني عايشة... وشو لحظتها أتمنى لو اتورط مع حدا من المافيا ولا رجال العصابات المنتشرين حواليي كرمال ريّح حالي من الحمل يلي علي وأنا ما كنت متخيلة ممكن يصير فيي متل باقي البنات يلي كنت شوفهم وما اشفق عليهم بالمسلسلات والروايات والأفلام.... وبكت مكملة بنبرة طالبة ثقتو فيها... وربي هالشي ما توقعتو يقربني منك ويخليك إنتا يلي تطلع قدامي وانا بعز تعبي وبعز اكتئابي... كنت عم حاول كرّهك فيي بس ما لقيت غير عم تقرب مني.... ووقفت على رجليها مقربة منو مواصلة: ما تفكر إنتا بس يلي عانيت أنا كمان عانيت لإني مش خاينة ولا بنت ساق** وحتى لما جهزت حالي لإلك كنت بدي إياك تكرهني بس ما قدرت اتحمل قرفك مني لإني ما كنت حابه اخسرك... انا معك صورة لكن من جواتي نار وبكى وصريخ وصراع.... تارة كمّل تارة اتراجع تارة أكره تارة غار... بس صدقني ما خنتك ولا مرة... وحتى حاولت ماطل مع اهلي وقلهم عنيد الرجال... راسو يابس... مش معروف نوع البنت يلي بدو إياها... شكلو شاذ...

كنعان لف معطيها ضهرو مش قادر يتحمل يلي عم يسمعو حاسس بخنقة من تفسيرو وتحليلو للأمور بخصوصها لإنو طلع الواقع وين وهي وين فسألها بصعوبة: طيب وليه اللعبة انقلبت على أخوي بدل عني... ولف يواجهها وهو عم يقرّب منها بقطع المسافة القصيرة يلي بينهم: لإنك ما قبلتي تسلميني ولا من شان شي تاني إنتي بتعرفيه...

إميرال بلعت ريقها عاجزة تنطق لإنها هي فعلًا ما بتعرف إذا أخوه صار معاه هيك من ورا مماطلتها لتسلم راسو لأهلها ولا عشان شي تاني غير المخطط... فردت بلعت ريقها بس شافت نظراتو الثاقبة لإلها والمعاتبة لغبائها بدراسة الأمور وإدراك خطورتها لإنو من ورا سكوتها وتخباية القصص يلي عندها أخوه تضرر... فقربت منو وهي عم ترفع إيدها لتمسح ع وجهو هو الحاد معها مدافعة عن حالها: صدقني لو خبرتك ما رح ترحمني وممكن تعقّد الموضوع وتجرّس حالك مع اهلي وأهلك وتفضح حالك وتجيب الكلام العاطل لإلكم...

كنعان رفع إيدها عن وجهو رافض قربها مخبرها: إنتي غلطة ما فيه مفر منها... إن رجعتك ما رح اهنى وأن خليتك ما رح احترم حالي... وإن علقتك رح تضلها خطيتك برقبتي... ومسكها من كتافها بحرة... إنتي وحدة غبية لما فكرتي.. إنتي غبية لما فكرتي تقربي مني... ودفعها بعيد عنو مش قادر يلمحها من كتر مهو مشمئز منها وحاسسها ما بتستاهل يوقع عشانها كل هالوقعة... وبلع ريقو معلمها باللي عم يدور ببالو: لتخلفي رح يبين شو رح يصير فيكي عندي...

إميرال هون ارتعبت فبسرعة تمسكت في إيدو باكية من حرتها ع اللي عم يفكر فيه: إنتا حلفت باسم الله... بلاش يلي عم تفكر فيه يا كنعان... ونزلت ع رجليها بانصياع مكروه طالبة منو... ما تفكر تدبحني أكتر من أهلي... ما تفكر تكمّل علي بعد ما كل الطرق تسكرت بوجهي... وضغطت على إيدو من هشاشتها لتبقى واقفة على رجليها من ورا مسايرتها لإلو باللي بدو يسمعو: قلتلك بلاش تعرف لإنو الاحترام والتقدير يلي كان باقي لإلي عندك هيروح... وهيصير دون ولا شي بسوى عندك...

كنعان ما همو يلي قالتو وبعّد إيديها عنو رافض اعتمادها عليه هي يلي كسرتو وجت هلأ بدها تعتمد عليه.. فوق حقو لقو... فتحرك بعيد عنها رافض يكلمها بحرف فبسرعة تمسكت برجلو قبل ما يروح لكنو دفعها بعيد عنو غيرمبالي برجاها وبكاها: كــنــعــان الـــلـه يــخــلــيـك مــا تــســاوي فــي هــيــك... مــا تــحــرمــنــي مـــن ابــنــي... بس كنعان ما عبرها ومشي بعيد عنها وهو عم يسمع منادتها ورجاها لإلو: كـــنـــعــان مــا تـــســاوي مـــعــاي هــيــك... مــا تــنــكــث بــعــهــدك...

لكن هالكلمات ما كان في إلها أثر عليه هو يلي قسّى قلبو وسكر عليه... أخوه احتمال يموت بأي لحظة من وراها هي المجنونة.... من وراها هي ال**** يلي نازل عم يكرمها اخر كرم بدل ما يقدملها المطلوب منو... قال بدو يجيب منها ولد... شو كره هالولد... شو كره يلي رح يخليه يعلّق فيها ويعلم على رجولتو معها... كرهها بشكل لا يصف.... بشكل كان نفسو يدبحها ويدبح حالو ويريّح عيلتو من عارو يلي جابو ع حالو وعليهم من غباؤو وشهامتو معها للي ما بتستاهل.... مش لو يموت يلي ببطنها أحسن ما تضلها هي عندو... بس لو... وهاللو ما عندو القدرة ليطبقها من الروح الحاملة فيها... فركب سيارتو متحرك مع سيارتين الحماية للمستشفى كرمال يرجّع أبوه ونسوان أخوانو وأختو سهر من عند أخوه جابر وهو مناه يسوي شي جنوني ليتخلص من العار الحاسس فيه من وراها هي الفقدت عقلها بكيانة على الأرض مش عارفة كيف هتواسي حالها ع خسارتها لرضى كنعان وللطفل يلي هيروح من بين إيديها بمجرد ما يخلق من شان مسايرة حالها برغبتها لتجيب راسو...

وشو هالافكار وهالمشاعر خلتها تكره حالها والضعف الحاسة فيه وتتمنى لو يصير شي يخلّصها من الورطة يلي هي فيها بس من وين؟ وكيف؟

إذا بتبقى بتظن خير بكنعان يلي احتقرها كرمال يخليها عند ابنها بتبقى غبية فصرخت منادية على حليمة تيجي ترحمها من الوجع الحاسة فيه ولتيجي تفهمها ربها كيف رح يرجعلها كنعان والعهد يلي اخدتو منو في تالت يوم العيد... هي ما بكفيها الوجع يلي عم تتوجعو مع الحمل كرمال ربنا يغفرلها ذنوبها شو هالابتلاء التقيل عليها... شو هالابتلاء يلي هيموتها قبل ما يقويها... مستحيل تتحمل جفا كنعان وقسوتو عليها... هي يلي مقويها صبرو عليها وتساهلاتو معها... بس لما نفد صبرو وفقدت تساهلاتو معها... الحياة شحبت بعيونها وعيونو هو يلي ما بعرف كيف وصل المستشفى رانن على أبوه كرمال يخبرو بس رد عليه: هيني وصلت انزلو...

وسكر الخط رافض يسمع منو شي... من كرهو ليسمع أي صوت ولا ليحاكي أي حد قريب منو ولا بعيد عنو من حم فكرة أخوه نايم بدالو من ورا الغبية يلي عندو... من ورا السفيهة يلي تزوج منها... وهالشي شو خلا مناه يضرب ويسب وينجن ويصيّح... بس ما فيه لإنو واعي وبحسب حساب لكرامة أهلو يلي هدرها من وراهم وقدام أكتر ناس شامتين فيهم... فبلع ريقو كاتم حرتو وغيظو بس لمح أبوه طالع من بوابة المستشفى ووراه أختو سهر ونسوان اخوتو فبسرعة نزل من السيارة ياخد الشنطة التقيلة الحاطين فيها كل شي بحتاجوه وهما في المستشفى ونطق قبل ما يقرب منهم: الله يعطيكم العافية... فردوا عليه بشكل متقطع بتعب وهو عم يسحب الشنطة من إيد أبوه: الله يعافيك... ومشي وراهم وهو حاسس بكره لحالو للي صار بعيلتو من وراه ومش مركز مع أبوه يلي عم يقول: انشالله الطرق ما تكون أزمات عشان الحق أصل البيت اتحمم وروح صلي المغرب في الجامع مع الأهل والأصحاب...

فعلقت أمينة وهي عم تفتح باب السيارة ع سمع كنعان يلي كان عم يفتح باب سيارتو كرمال يضغط على كبسة فتح البكاج (الصندوق الخلفي) كرمال يحط الشنطة ورا: انشالله يا عمي فترة وبتزول... ولف متحرك للصندوق مش مركز بالدقة بكلامها... وما نعود نرجع لهالمستشفى ويرجعلنا جابر مشافى ومعافى من أي مضرة ولا وجع يا رب...

وسكر الصندوق راجع لكرسيه قبال الدركسيون طابق الباب وراه سامع صوت مرت أخوه جابر الكاتمة فيه حاجتها لتبكي وهي عم ترفع إيديها: آمين يا سميع الدعاء.. وقرّبت من الشباك حاطة الحزام وهي ماسكة دموعها صحيح ماسكة حالها ورضيانة بالمكتوب بس رغم هالشي مرات وخاصة لما تروح ع البيت وما تشوف جابر قاعد قبالها ولا نايم جنبها أو عم يصحيها كرمال تقوم تصلي الفجر لحد مهوعاملها فنجان قهوة كرم منو ليشربوه برا مع الجد... ولا لما تقوم من قيلولتها مفكرتو عم يقرأ ولا عم يشتغل ولا عم يبحث... تضعف وتكره هالضعف من فقدانها نمط حياة تعودت عليه من سنين وتعطل فجأة من ورا العملوه فيه وفيهم حارمين السلام والهنا عيلة دهب يلي حسبي الله عليهم وفيهم حرموها من زوجها رفيق دربها لا ليلة ولا ساعة إلا أكتر من شهر والله أعلم اذا ما رح يفارقها للأبد بدون ما تشوف عيونو الغاليين ع قلبها... فركت راسها ع الشباك غير متفاعلة بكلامهم وعقلها بالدعاء لزوجها جابر يلي الجد ما بعرف مالو قلبو نابضو عليه ومو مريحو من بعد ما صحتو أمينة قريب الفجريات كرمال يطلع ينام بغرفتو ليريّح جسمو ع سريرو لكنو هو صحي من نومو متمسك بإيدها طالبها بثبات عجيب: روحي يا بنتي وقفي مع مرت المرحوم جابر...

فردت أمينة بس سمعت كلامو وهي حاسة قلبها ع وشك يوقف من سمعها (سماعها) هادا الكلام من حماها: بسم الله عمي ابننا ما مات... شكلك عم تحلم انفل ع يسارك وتعوذ من الشيطان وقوم ريّح جسمك قبل ما تروح ع الجامع....

الجد تنهد مش عارف شاللي تهيألو يقلها هيك فبعد عنها وهو حاسس في عودو المشدود الما فيه حياة... لإنو هادا جابر الغالي ع قلبو كيف خانو لسانو بالتفويل عليه بالموت... وحاكى حالو بهذيان بين التقبل ومحاولة النكران (صحيح الموت حق وممكن حتى جابر ابنك يموت قبلك ولا بعدك يا شامخ الخيّال لإنو الأعمار بيد الله لا بإيدك ولا بإيدو ولا بإيد عيلة دهب المكارين... فالله يختارلو الأفضل ويربط ع قلبنا ويعوضنا العوض الجميل يلي ينسينا هالوجعة القلب) فتنهد صاحي ع حالو وين ومطالع كنعان يلي عم يعلي صوت القرآن مهون ع قلب مرت اخوه واختو سهر يلي مش قادرة توقف دموعها وبالغصب لروحت من عندو (لأخوها جابر) لدرجة كانت معندة تبات عندو مع أخوها جميل لكن وين الجد يقبل... وأصلًا جميل الليلة مسافر لإنو طلعتلو سفرة شغل مفاجئة فلهيك سطام رح يكون مكانو وهيبات جبر معو لإنو صارلو كم يوم ما بات عند أبوه من ورا عياه وتعبو بشغلو بالجامعة كرمال يعوض طلابو يلي فات ويضمن يخلص المادة قبل ما يصير شي في ابوه لا قدر الله بدون ما يقصر ولا يهمل أي معلومة فيها مهمة لإنو هادا علم مش مزحة عندو وما عم ياخد راتبو ع شي فاضي لإنو محاسب عليه قدام رب العالمين.... لهيك كان يضحي برغبتو ليبقى عند أبوه كرمال تأدية رسالتو العظيمة ولله الحمد بعد يومين من شوقو ليبات عند أبوه صار دورو يبات... بس أكيد مش ليبات مع عمتو... خير عمتو تنام عند أبوه... خليها بالبيت تتريح وتخلي التعب عليه وعلى رجال العيلة من متى نسوان الخيّال بنعكوا (ينهلكوا\يتغلبوا) بهيك قصص.... ما ضل عليهم غير ينيمّوا نسوانهم برا حلوة هاي... والعمة سهر مش غشيمة عن هالكلام لكنها تجرأت تعناد وسمعت نفس الكلام... وع الفاضي معها من رغبتها لتضلها عندو لإنها حاسة أخوها هيفارقهم بأي لحظة من أحلامها إنها عم تعزّل البيت أو إنهم عم يفقدوا شي من بيتهم وعم يطبخوا لناس بعدد وفير وعلامات الزعل بادية ع وجههم... والكارثة حتى وفاء حلمت حلم معناتو فاجعة هتصيب عيلة الخيّال... وهما ناس بأمنوا بالأحلام كبشرات (كبشائر) وعلامات فلهيك الشي المش منيح ما بحكوه بس خلص وفاء نطقت في الحلم وفسرتو فيعني هالشي هيصير إلا إذا رب العالمين شاء غير هيك والله كريم... فما صدقت العمة سهر كنعان يصل فيهم بيت أبوها لإنها رافضة تروّح ع بيتها... ركض نزلت من السيارة مكملة ع غرفة الضيوف لتصلي فيها وتدعي لأخوها لإنها خايفة حد يرن عليهم ويقلهم البقاء لله جابر أعطاكم عمرو ويا لطيف بعدها شو هيصير فيهم...

وشو حالها ما بشبه حال كوثر الحاسة الحياة فيها تقيلة ومو قادرة تمشي من تنفخ رجليها ووجعهم مع الزعل فاستئنذت لبيتها: أنا استسمحكم بدي أكمل اتريح ببيتي...

فرد الجد عليها بنبرة حنونة: روحي يابا اذنك معك بس خليكي بالسيارة خلي كنعان يوصلك للبيت تعب عليكي تمشي...

فرفعت كوثر إيدها برفض: لا تسلم يا عم خليني امشي شوي حرك جسمي من الصبح وأنا بس قاعدة...

الجد رد عليها بمسايرة: متل ما بتحبي... ولف بس لمح كوثر تحركت لبيتها مطالع أمينة يلي سكرت باب السيارة وراها معلق: الله يربط ع قلبنا... حملنا وحملها والله صعب...

ردت أمينة وهي عم تتنهد: الله يهدي بالنا ويختارلنا الأفضل... ومدت إيدها فاتحة الباب تشوف شو الوضع وتتطمن ع أمل... وهي مش منتبهة ع الجد يلي لف بدو يشوف كنعان إذا بدو يروح مكان لكن صوت جوري العالي يلي وصلو بس فتحت أمينة الباب: جنرال! وقفو وخلاه يستعجل ليشوف حفيدو وضحك غصب عنو بس لمح حفيدتو أبو إصبع عم تركض ورا كيكتهم جنرال وعم تقلو: جنرال يما استنى تعال البسك الحفاية... وانفجر ضحك بس شاف حفيدو راكض لعندو وبسرعة نزل فاتحلو إيدو وهو عم يقلو: شو يابا ليش هيك عم تتعب عمتو الحلوة...

جوري ردت وهي عم تدافع عن الولد يلي بتحسو صار ابنها من ورا اهمال أمو فيه: جدي الولد ما بتعبني وبعدين تعبو راحة.. المهم أنا جعت ورفضت أكل بدونكم...

الجد تنهد مالو خلق للأكل لكنو ما حب يكسر بخاطرها: شوفي إذا بخلّص حمامي وفيه وقت ليأدن الأدان تدللي لأكل معك ومع أمك...

جوري قربت منو حاضنتو بحب إلا بصوت عمتها وفاء الجاية بدون بنتها وجيهان بلبسها الأسود مخربة جوهم الرايق شوي: شو يابا يعطيكم ربي العافية كيف كان يومكم؟

الجد لف عليها مطالعها وبهت مكانو باستياء بس شاف شو لابسة فنهرها بنبرة غليظة فيها عتب كبير وحزن وعدم رضا عن يلي عم تساويه معهم: وفاء يابا شو لابسة شو عم تفولي ع أخوكي لا إله إلا الله اذكري ربك تفاءلوا بالخير تجدوه...

وفاء ردت ببرود مستفز للكل: والله يابا ما فوّلت بس مالي خلق للألوان... المهم يابا عجّل خلونا نلتم سوى وناكل والله مشتاقة لشوفة وجوهكم...

الجد لف ع جوري معطيها جنرال وهو عم يرد عليها: طول ما إنتي مش مغيرة اللبس الغريب اللابستيه ماني قاعد معك ع طاولة والله غيمتني يابا الله يصلحك ويهديكي منيح ما شافتك مرت أخوكي... وبعد عنهم بدون ما يطالعهم ناطق وهو عم يضرب إيديه ببعضهم.. لا حول ولا قوة إلا بالله...

شو هالبنات العنيدات الجايبهم... وحدة بدها تنام عند أخوها... ووحدة لابسة أسود بأسود مو راعية مشاعر يلي حواليها... ووحدة عايشة حياتها كأنها عزابية لا سائلة بابن ولا بزوج... ووحدة لاهية بوحامها... علينا العوض كل ما عم يكبروا عم يجنوا... ودخل غرفتو طابق الباب وراه وهو مو عارف بشو مقصر ليجوا بناتو هيك... شو فيها لو كانوا متل أمينة البتسر البال والخاطر وما بتوجع الراس... ع كلًا الحمدلله حالهم احسن من غيرهم... فعبر يتحمم ليرخي جسمو ويهدي بالو من لبس وفاء يلي كركب أمانو وسم بدنو ع حال بناتو يلي استلموا بعض بمجرد ما غاب عن عيونهم لإنهم مغتاظات من بعض مع الوضع يلي هما فيه... فعلقت أمل السمعت كلامو وطلعت من غرفتها لتسمّع وفاء كم كلمة لإنها قاهرتها من فترة من ورا حكيها ولبسها الحاسستو فتنة وصب بنزين ع النار: وفاء ارحمينا من حركاتك المالها داعي... وحسي فينا وفي مرت أخوكي ما إنتي شايفتها مش قادرة تتحمل حالها يلي فيها بكفيها...

وفاء سفهتها وهي عم تمشي من جنبها مجاوبة: ما ضل علينا غير هي... فهمنا إنها حامل يا الله...

هون نداء مالها خلقهم فطلعت تكمّل لعبتها ع البلياردو ودردشتها مع الشلة على عكس سهر يلي جت تسكتهم مش عارفة تدعي زي الخلق من وراهم فاضطرت تسلم من صلاتها راكضة لعندهم لتوقف الاشي قبل ما يكبر: بنات فضحتونا...

إلا بصوت جنرال مقلدها: فتتونا...

هون جوري ماسكة حالها لتضحك ع مقاتلة عمتها وفاء وأمل مع بعضهم وانفجرت ضحك بايستو: يسعدلي قلبك يا فتتونا صايرلك لسان.. قول ماما جوري...

جنرال قرب منها بايسها وضامهها بقوة وهو عم يوقف بحضنها لافتين انتباه الكل عليهم إلا بسؤال عمتها سهر بس فقدت حس بنتها مغيرة الموضوع قبل ما وفاء تستلم جوري عشان ضحكها مع جنرال وكأنو الحزن لازم يكون اربعة وعشرين ساعة ملزمين فيه بعيدًا عن التبسم والضحك: وين بنتي أريام ماني سامعتلها حس؟

ردت جوري وهي عم تحسس ع وجه جنرال بدها تغدر فيه ع فجأة كرمال تدغدغو: طلعت تدرس...

فتنهدت سهر لافة ع خواتها المش طبيعيات طالبة منهم برجى: قوموا نساعد مرت أخوكم أمينة والخدامات من شان نلحق ننزل الأكل وناكل مع أبوي قبل ما يروح ع الجامع...

فقامت وفاء رامية كلام لأمل: طبعًا إنتي ضلك قاعدة من شان صحتك بس لو تريحنا من حسك شوي..

إلا بصوت سهر قبل ما ترد أمل: بنات شو فيه والله خايفة أبوي ينزل ويسمّعنا كم كلمة ع كبرنا استروا وجهنا قدام رجالنا... ولفت ع أمل مكملة... وانتي يا أم الوحام ع غرفتك إذا مش مشتهية تاكلي...

أمل تبسمت بوجهها رادة: لا ماني مشتهية بس مستنية بكنعان يجي بدي أقعد معاه..

سهر رفعت حاجبها: كنعان... ليه هو وينو ماني سامعة حسو..

أمل أشرت من الشباك: سيارتو مصفوفة قدامي بس ما بعرف إذا هو فيها ولا لأ لإنها مضللة...

سهر بسرعة تحركت لبرا تشوف إذا موجود بسيارتو ولا لأ وبس وصلت السيارة مادة إيدها ساحبة الباب إلا لقتو مرجّع الكرسي لورا ونايم ع الكرسي وشو قلبها أنبها عليه أكيد مو عارف ينام بالبيت من ضجتهم فخجلت منو مسكرة الباب عليه ومشيت للمطبخ من خجلها تقلهم أخوكم من وجعة راسنا نايم بالسيارة...

عاد أخوهم المهموم ما بعرف كيف بعد ما نزلوا من السيارة تقل ينزل وراهم من السيارة وسلم حالو للنوم من عجزو لينزل لينام في بيت أهلو لكن بفتح سهر الباب عليه صحي فحاول يرد ينام بعد ما وقف مكيف السيارة وترك شباكو مفتوح شوي... بس النومة ما تمت من ورا تليفونو يلي رد يرن بصوت بعد ما شال عدم الازعاج عنو... فتسائل مع نفسو... هو ليه نسي يطفي تليفونو من قبل ما ينام.. فرفعو بدو يقفلو لكن تراجع بس شاف اسم الرجال المسؤول عن حماية الكوخ يلي فيه إميرال ورد بسرعة: خير صار شي؟

الرجال رد عليه وهو عم يعطي الخدامة حليمة القلقة ضهرو: الخدامة عم تقول البنت لازم تروح ع المستشفى لإنها موجوعة كتير ومش قادرة تتحمل وجعها...

كنعان بسرعة رفع ضهرو معدل كرسيه وهو عم يقولو: سكة الطريق وبكون عندكم... وسكر منو مشغل السيارة ومحركها لعندهم وهو مو فاهم من وين طلعتلو هلأ شغلة روحتها للمستشفى... ضروري يعني ياخدها على المستشفى... هو بدو يجرّس حالو قبل ما يخبر أبوه... ما ليش ما يطلب من سطام يبعت أمو وإذا كانت موجوعة ومش شغل تمثيل كرمال ترقق قلبو عليها رح ياخدها ع المستشفى... فكرها اللعب معاه سهل... من يوم طالع هتشوف منو الريق الناشف ما إلها عليه غير حقوقها ما عدا قربو منها هادا يلي كان ناقصو أخوه بين الحياة والموت من وراها هي وأهلها... فيروح حضرتو بلا خجل ورجولة ليلمسها ولا لينام جنبها ولا ليخاف عليها...

هو أخوت شي ولا مضيّع عقلو عند عيلة دهب فرفع تليفونو بدو يتصل ع سطام كرمال يجيب أمو الدكتورة لتكشف عليها وتوقف حركاتها الغبية معو وفجأة انتبه ع اتصالات الفائتة الجايه من ابن أخوه ضرغام فسكر باعتلو رسالة (بحاكيك بس افضى) وبسرعة اتصل ع سطام وهو مش عارف رسالتو ما انتبه عليها ابن ضرغام الترك محامينو والسمسار يلي عم يشتغلوا معو متحرك لعند الرجال يلي لمحو حواليه من أول ما اجى كرمال يسألو عن شي ببالو فتوقف قبالو ناطق: على العوافي يا عم..

الرجال رفع راسو مضيّق عيونو الكبار بالعمر وهو قاعد على الصخرة الكبيرة وساند حالو ع عصاه يلي بستخدمها بهش الغنم بلبسو التراثي القديم... رادد عليه بجواب غير متوقع: من وين المحترم ابن المحترم..

عبد العزيز جاوبو وهو حاسس كأنو هالرجال بعرفو او هو شايفو من قبل بس وين مش عارف أو ممكن يكون مجرد تشّبه متل ما بصير مراتً معو: من شامخة..

الرجال تبسم: شامخة من ربها بس بناسها الله يعلم...

عبد العزيز تبسم مقرب منو وهو عم يقلو: بتسمحلي أقعد جنبك....

الرجال الكبير رد عليه: اكعد (اقعد)يا ابني وكلي (قلي) شاللي جابك هون دام مفشي بيوت أنا صح رجال نظري ع كدي (قدي) مع الكبر بس سمعي ولله الحمد من بعيد بجيبلي العلوم... وأنا مش فضولي بس خليني كلك (قلك) نصيحة أب لابنو... متشتريش... هون متعيشش... هون وتستثمرش هون...

عبد العزيز رفع حاجبو مستغرب الكلام يلي عم يسمعو واجى بدو يعلق ع كلامو إلا بالرجال مسترسل بعد ما بلع ريقو: اعتبرها يا بني من إرام والبحر الميت... لإنها الأراضي اتاخدت ظلم وبهتان وخاوة عن صاحبها...

إلا علق عبد العزيز هون: قصدك عن المنكوب...

الرجال تبسم والدموع ع فجأة تملت بعيونو وهو عم يطالع ببعيد غير منتظر سؤال ولا جواب أو تعليق من الرجال يلي عم يكلمو لأول مرة: شوف يا ابني مش كلشي بنكال (بنقال) بتصدك (بتصدق) وهالديار مش مكدسه (مقدسة) للحكيكه (للحقيقة) تنكشف بعد سنين بس رح كلك (قلك) ونوّر بصيرتك... عيلة منكوب ال بتتكلم عنها ما اسمهاش منكوب إلا غوالبه ناس ملاك أراضي... شايف هالجبال يلي كدامك (قدامك) ملكهم كان بس كله بيوم وليله بقدرة رب العالمين راح مثل ما الوطن العربي راح... بالزبط تأمروا عليهم كم رجال من أصحاب النفوذ والسلطه البكونوا صحابهم وكالوا (وقالوا) وضع البلد بعد الاستكلال (الاستقلال) العوض ع الله والجيش نازل بهالناس كتل (قتل) ودبح والصحف والاذاعات ع وكتها (وقتها) ما رح يبثوا لحظتها إلا شو احنا بنكول (بنقول)... بس لما يكونوا صحاب الصحف والإذاعات ملاك لناس مرجوعهم أو هما أصلهم من الغوالبه مش محبذ دامهم ناس ما بخافوا حد ومثكفين (مثقفين) وعندهم علماء دين ومفكرين متبنبين فكرة الوحدة العربية وغير لسه المنضمين للأحزاب السياسية مثل الحزب الاشتراكي البعثي وغيرهم... والله سنه وهي الله الشاهد يا ابني خدها من حده شاف من بعيد الصار تفرك (تفرق) شملهم تكتلوا (تقتلوا) ولادهم اخدوا بناتهم بالحلال ولا بالحرام بدون ما يدفعوا فلس واحد وورثوا أملاكهم هجروهم عذبوهم بس لإنهم حاولوا يا ابني يغيروا البلد ولا ليكشفوا نوايا الملاك الغربيه (البشتروا من برا) وتوطيد التبعية الاستعمارية وعشان هالاشي البعض تنازل عن أراضيه برضاه وبين خاوه عليه وفوك (فوق) كل هذه (هذا) سموهم بعيلة منكوب... ولا عيلة حمار ولا عيلة جحش... ولا عيلة مفلس... تفننوا بتسميتهم الحكومه... وما بحتاج كلك (قلك) مين لإنه من شكلك وكلامك كاري (قارئ) في التاريخ...فيا ابني سيبك من هالوجعة هالراس لإنه اندعى ع يلي نهب أرضهم دعاوي بتخوف...

عبد العزيز بلع ريقو غصب ناطق وهو عم يشوف المحامين عم يعطوه اشارة لإنهم بدهم يتسهلوا دام شغلهم خلص مع السمسار وهو مش عايزهم: زي شو يعني يا عم... وغمزهم بمعنى يتسهلو ودار وجهو للحج يلي لف وجهو عليه بدون ما يطالعو: الله يحرمهم خلفة البنات والولاد... شملهم يتشتت مثل ما شتتوا شمل عيلتهم... ويوزعهم مش ببلد إلا بملك الله وفي رجال سمعته بإذني... ورفع إيدو ع إدنو اليسار مأكد كلامو: والله الشاهد كال (قال) يجعلهم متل ما حرموني من ولادي وما خلولي إلا ولد واحد من العشرة ما يجيهم إلا ولد واحد... وضحك هالرجال مأشر ع حالو... وهالابن الظللو هيو كدامك... وشاف وسمع دعاوي الأهل وين صارت وشو سوت... فالمال الحرام ببكى (ببقى) حرام والملك الحرام ببكى (ببقى) حرام... ولإنه قلبك أبيض وابن أصل كلتلك (قلتلك) هالكلام لوجه الله... وخليني كوم (قوم) يا ابني اتسهل الجو بلش يبرد وباينتها هاذي آخر طلعه إلنا مع هالتيوس... وبأمان الله...

عبد العزيز ما قدر يرد عليه لو بحرف ولا حتى بهزة راس من وقع كلامو التقيل عليه والانكى السؤال يلي كان رح يسألو عنو نسيه من عقلو يلي ضيّعو ومن الطبيعي يضيْعو لإنو الناس يلي كان عم يتكلم عنهم قدامو وع سمعو... كانوا رجال العيلة جزء منهم والكارثة والطامة الكبرى جد جد أبوه وجد أبوه كانوا من فرقة الخيّال يلي ابرعت في السيطرة على الوضع بأشنع الطرق بوثقها التاريخ والكتب... وكان مناه يعرف كل هالأراضي المسجلة تحت اسم الجبابر يلي هما منها وتحت اسم عيلة الاجاويد وعيلة داري وعيلة جار الله يلي هما فخد من فخودهم وارثين كل هالأملاك وبعدة مطارح وهما ما كانوا فلاحين ولا حد انخلقوا هناك ولا حتى إلهم علاقة بهالمناطق هاي... ورغم إنهم ما كانوا معروفين كفلاحين إلا إنهم كانوا علامة بالفكر والنباهة والدهاء وإلهم مراتب بالجيش بس مالهم علاقة بالسياسة لكن كان إلهم معارف بشخصيات سياسية وذات سلطة ومش بعيدة كمان ما يكونلهم تأثير في حكم الدولة وهالكلام هادا ما رح يفيدوا إلا بخصوص أمرين... الأمر الأول واللي ياما فكر فيها من حيرتو فيه يعني عندهم كل هالأملاك وهالمال ع خلفة مش مرضية بالعدد لدرجة قرية صغيرة ما بسووا بعددهم يلي هما عليه... يعني عمو جابر ما خلّف غير ولد ورغم كل محاولاتهم ودفعهم للمصاري ما شاء ربنا إلا ولد واحد يجيهم وذات الشي عمو جواد يلي ما خلف غير أرسلان وزوجتو توفت وهو رفض الزواج من بعدها وترك غالب الوقت أرسلان يربى عند جدو وأمو أمينة ومرتعمو كوثر... وقراب أبوه ما خلّفوا حتى غير ولد أو حتى ماتوا بدون ما يخلّفوا سواء تزوجوا ولا ما تزوجوا... وولاد عم أبوه متل عاصي وبدران وزيدان وسطام أهاليهم ما خلفوا غيرهم... وما يبعد كتير أبوه نفسو ما خلّف غيرو وخمس مرات أمو حملها ما يكمل في بدايتو وجت أختو جوري بالزور فالحمدلله يلي جت بنت تنور حياتهم وتكونلهم باب من أبواب الجنة....

ورغم الصورة العامة الراسمها لنسل عيلة الخيّال في حد استنثاء عن هالقاعدة واللي هو جدو الوحيد يلي ربنا اعطاه بدل الولد خمسة وفوقهم أربع بنات... معقول هو ما يخلّف إلا ولد متل عمامو ولا بنت متل عمتو وفاء وعمتو سهى يلي فنت عمرها محاولة تخلّف وما جتها غير بنتها أريام الولدتها بالشهر السابع وكانوا حتى خايفين تموت لإنو صحتها بعد الولادة كانت لا تبشر إنها هتعيش شهر في هالدنيا لكن ربنا رحيم وخلاها تعيش قدام عيونهم لهاللحظة هاي ولا هيجيه ولد وبنت متل عمتو أمل الحامل بالتالت يلي الله أعلم إذا هيستمر وتكون تخطت أبوه بعدد الخلفة...

هالسؤال هادا الزمن الوحيد يلي رح يجاوبو عليه بقدرة رب العالمين... أما بخصوص الأمر التاني هل ربنا حط هالرجال هادا في حياتو كرمال يبشرو باحتمالية المشاكل يلي هيمر فيها بهالمشروع الشغال عليه... واللي هو أصلا مارق فيها ومصنفها بين قوسين بالتحديات... ولا من شان يفهم هما ليه ما بخلفوا كتير وعندهم أملاك كتيرة غير منطقية... فتنهد أول ما شاف جامع قبالو ناسي قصة صلاة العصر فزمر للسيارات الحراسة كرمال يوقفو وينزل يصلي العصر ويختلي مع ربو بركن من أركانو كرمال يسألو اليسر والتسهيل والذرية الصالحة والأمن والأمان يلي ما بجي إلا من عندو مهما جاب رجال يحموه ومهما جمّع وعلية نفوذو ما في شي بعليه وبحميه غير الوهاب الرحيم يلي وهبو هالزوجة البرية يلي ما بتشبه أهلها....

بالفعل مين بصدق بنت الحفرتلي تكون برية...

مين بصدق بنت محراك الشر مغفلة ومش واعية ع وس* الدنيا... وعقلها بريء وطاهر من الفتن يلي عم تشوفها وتسمعها... وبفضل الله وبفضلو وبفضل الست سمية وبفضل جهدها ع حالها صار هلأ عقلها مليان كلمات وأفعال بعدة لغات وأفكار جديدة وقصص كتير حلوة من وراه هو السخي معها كتير... صار أخيرًا فيها تاخد يوم حر من الدراسة... ورغم إنو يومها الحر إلا إنها ما قدرت وما تدرس لإنها سحبت تقرأ بقصة هايدي باللغة الالمانية وهي مش عارفة كل معناها لكنها كانت حابة تقرأ بالألماني بدون ما تتطلع ع الترجمة المقابلة للنص بالصفحة التانية لإنها معنية تقوي حالها بالقراءة فكل ما تحس مش قادرة تكمّل من سرعتها بالقراءة توقف تبلع ريقها وترفع راسها تشوف الست سمية ليش ما تنطق بحرف... وتحتار بس تشوفها عم تحضر بالأكل إذا تسألها ولا لأ لإنها مش حابه تعرف إنها قرأت شي غلط من كتر ما عدلتلها قبل شوي... فترد تكمّل من حبها لتسمع صوتها وهي عم تقرأ من اعجابها من تطورها بالقراءة والدراسة وبس تحس خلص راسها صدع تترك القصة وتروح تشتغل شوي ع التفنن بلوحاتها يلي رافضة تكشفها لعبد العزيز لإنو أكيد رح يشوفهم هبل وخاصة إذا شاف الصور والقطع يلي ملزقتها عليهم والكلام المضحك يلي عم تكتبو لعبد العزيز وهي عم ترسمو زي وجه زورو مش واضح كتير التفاصيل لإنو بشكل هلامي بترسم...

والمشكلة كل ما تحاول بدها ترد تكمّل باللوحة يلي شغالة على تعديل الخرب يلي فيها تعجز تلاقي شي يحلي الخراب يلي في اللوحة من رغبتها لتطلع كل يلي بقلبها بكلمات جواة صندوق الحوار على الرسمة يلي بترسمها بشكل عشوائي... فتركت اللوحة ساحبة ورقة وقلم كاتبة بعدة غيمات <بتتطردني أنا>

<كلو من ريحتك وصوتك>

<انا مش فاهمة>

<وين جوري عني>

<بدي تليفوني جيبو>

<بدي روح واجي اليوم مليت هون>

<بدي تلفزيون وردت شطبت مكلمة حالها بصوت: بفكرني هبلة!

أنا ع كلامي معو بلبس جلد الحمار وما رح يضحك علي...

فضحكت على هالنجاح العظيم... وفجأة بس حست صوت ضحكها العالي عم يرجعلها مع هدوء البيت وتقفل الباب عليها ضغطت ع شفتها مانعة حالها من الضحك مكملة من شان ما تحس بالخوف من هدوء البيت المخيف مع بداية البرد وتعتم النهار بكير كاتبة بشكل عشوائي...

<بدي اكركرو (اغدغدو) بس يرجع>

<عيونو~~

ووقفت عندها شو مال عيونو وفجأة خجلت مخربشة ع كل ورقة.... وما بتعرف ليه مع هالخربشة انسم بدنها وبطل إلها خلق... فطلعت من الغرفة وهي جد بلشت تطق وينو هو عنها الدنيا عم تليل بكير صايرة وهو برا... ولا ما بفكر يحاكيها بالتليفون يتطمن عليها مش الليلة هي شرقت ما فكر مثلًا إنها ممكن ترجعلها الشرقة ولا الشهقة كمان مرة... فكمّلت ع المطبخ بدها تعجّل الست سمية لتنزل المقلوبة يلي صارلها أكتر من ربع ساعة ع النار كرمال تاكل يعني والله ما صارت كل هادا تستنى الغدا ومن الطبيعي تتأخر مهي جننتها من أول ما بلشت القراءة وهي بتعدللها لإنها مش مركزة من ورا عقلها السرحان باللي قام وما صحاها وحتى ما قلها كلمة أو اهتم هي بدها شي... والحمدلله يلي تركيزها رجع كرمال تقرأ صح وترحمها لتكمل الشغل... فقعدت مستنية بالأكل وهي عم تفكر بابن الخيّال وبتتوعد...

بسيطة ليرجع بس ليرجع إلا اطلع عيونو.... وأقلو بدي تليفون وبدي تلفزيون وبدي ماكنة رياضة وبدي اطلع واروح واجي ويصير عندي عالم كبير متل بوليانا يلي قرأت عنها في الانجليزي من اسبوعين واللي حضرتها ياما هي وصغيرة...

هو بس يجي لتجننو وتستلمو عتاب وطلبات... يعني ما يحس فيها هي صايرة تشتاقلو وهو ولا على بالو هي واللي ببطنها.... فتأفأفت معجلة الست سمية تنزل الأكل وكأنو الطبيخ ع كيفها ووقت ما بدها بستوي: ست سمية يلا أنا بدي آكُل...

وكررت منادتها عدة مرات فاشة خلقها فيها: يلا يا ست سمية... يا ست سمية يلا...

الست سمية ما قدرت تمسك حالها ولفت عليها وهي عم تحمل الصحون ضاحكة: ههههه بنت قومي من قدامي حرام اعطيكي يوم حر إنتي طاقاتك لازم تضلها شغالة...

جودي ما همها معلقة بالإلماني: Du könntest Recht haben...

(ممكن يكون كلامك في منو)

الست سمية طالعتها وهي عم تتعجب منها لإنو امكانيتها بسيطة بس بتحاول بكل لحظة بتكون معها تتعلم أو تراجع معها يلي بتتعلمو... فردت عليها ممثلة الشك باللي سمعتو: was hast du gesagt...

(شو قلتي)

جودي ردت عليها بدون تركيز: بدي آكُل... وضغطت ع رجلها اليسار يلي راجعة تضغط عليها مكملتها بسؤال غريب: ست سمية لو أنا وإنتي بدلنا حياتنا شو رح تسوي؟

الست سمية من صدمتها من يلي سمعتو منها وقّعت صحن السلطة ع الارض وتكسر لعدة جزئيات... هادي شو تهيألها تسأل هيك سؤال فعلًا عبد العزيز صدق لما فكر يشغلها... فنطقت وهي زعلانة ع صحن السلطة يلي تعبت عليه وهي بتسويه رادة: انتي شو خطر ع بالك تسألي هيك سؤال...

جودي ردت عليها ببرود وهي عم تقوم لناحية باب المطبخ المطل ع الحديقة: ولا شي... وسدت الباب وراها حاسة حالها معصبة منو لإنو امبارح طردها هي من الصبح محاولة ما تعطي بال للموضوع وتشغل حالها بأي شي بس هيها سوت كل شي لدرجة الاكتفاء وما عاد فيها تقدر تهرب من هالفكرة...

فكرة إنو يطردها من الغرفة بتعصبها وبتخليها تكره حالها لإنو بذكّرها بالأيام المريرة لإنها ياما هي انطردت كتير من بيت عمها ولا من غرف البيت يلي ربت وكبرت فيه من أبوها الكاره شوفتها ومن مرتعمها يلي ما بتطيق تلمحها وبتفضل الناس بس يجوا يزوروا الجد بس يشوفوا بناتها... ومن بنات عمها يلي كانوا يستتفهوا تفكيرها والعالم الغبي العايشة فيه... وهالتصرف هادا شو كان يستفزها ويخليها تستنى يجي الصبح بس لتروح ع المدرسة وتكون بين صحباتها يلي بحبوا يلعبوا معها فيها (للمدرسة) بس للأسف من ورا اسم أبوها المقرون بالشر ووجعات الراس ما تدوم الصحبة بمجرد ما أهلهم يعرفوا إنها بنتو ولا فوق هيك يمنعوهم يكلموها وفي البعض منهم أهلهم نقلوهم لصف تاني وطلبوا من المعلمات يمنعوهم بالساحة وقت الفرصة يكلموا ولا يلعبوا مع بعض... بس الحمدلله رغم كل هالنفور وهالتجاهل ربنا فتحها بوجهها وجمعها بصديقتين وحدة قدها والتانية أكبر منها بسنتين... وجار أبوها فيها ونقلها من المدرسة الخاصة لمدرسة حكومية غير مختلطة من خوفو لتكبر ببيئة بتربي البنت ع المكانة والتفوق لإنو بالنسبة لإلو البنت للدعس والكبت خوف العار مو سائل برغبة بنتو بالنقل ولا لأ لإنو أفهم منها بمصلحتها...

ورغم كرهها للي سواه أبوها معها بنقلها لمدرسة تانية كان في شي سري تساويه تحت عيون عمها كنان واللي هو التواصل مع هالصاحبتين يلي وحدة اعطتها رقمها والتانية اعطتها ايميلها فيما بعد لإنها رح تسافر تدرس برا بأوروبا... وشو هالتواصل القليل كان يحسسها هي عم تملك العالم وسعيدة فيها وخايفة عليه من تخربيو من أبوها فحرصت كل الحرص تكلمهم بس يكون بعيد اميال عنها لكن يا فرحة ما تمت وحدة منهم اختفت فجأة وبقت تتواصل مع التانية من ايميل عمها كنان لحد ما سهت عنها من ورا جبر أهلها لإلها على الزواج من المشغول عنها دايمًا...

سبحان الله كيف حياتها شغلتها وبدلت حالها ونستها تواصلها مع صاحبتها ايجاز يلي بقتلها من بين كل الصحبات...

فتنهدت ع نمط حياتها يلي تغير من غرفة نومها ببيت جدها لجناحها ببيت أبو عبد العزيز وهي هي هلأ انتقلت للغرفة يلي بهالڤيلة بس بدون منفسها الوحيد القديم المعروف بتقفل الباب وحضر كرتون ع التلفزيون أو مراسلة صاحبتها ايجاز ولعبها بالألعاب يلي أبوها بكره يلمحهم بالبيت لإنها كبرت وصارت بعمر الزواج عندو...

فيا الله حياتها وهي عند أهلها شو كانت الاشياء البسيطة ترضيها فيها متل لعبها أول مع إميرال بعدين اللعب والرسوم المتحركة والمراسلة مع صاحبتها ايجاز... بس هلأ هي ع ذمتو بشو ترضى وهي ما في عندها غير هالكتب وغير هيك ما فيه وفوقهم هي محشورة متل يلي بالحبس بس مع فارق واحد هي وقت ما بدها بتطلع ع الحديقة غير هيك ما فيه... هي ليه ما عاشت متلو ولا جربت زيو وحكت مع كتير ناس... وهو ليه أصلًا فكر يطردها وهي مالها غرفة غير البدو يطردها منها...

هي وين تروح في حالها إذا بطل بدو إياها... كلمة منو خلتها تشوف العالم بعين أوسع من قبل... فتحاول تشغل حالها لإنو النوم صار محرم عليها من ورا كوابيسها بأبوها وهلأ القعدة هيك عم تخليها تشتاط من عجزها لتشغل حالها ع طول عنو وعن فكرة إذا تخلى عنها هيرجعها لأبوها المجنون يلي ما رحمها لما تركها عندهم... وهون شو حساسيتها تفاقمت وبطلت قادرة تضلها واقفة من حم الفكرة عليها مشاعريًا ونفسيًا... فنادت ع الست سمية تيجي تساعدها لتدخل جوا: سـت سـمـيـة وسكتت عاضة ع شفايفها من الوجع والتقل الحاسة فيهم~~~

إلا بالست سمية بسرعة كانت فاتحة الباب قبل ما تسمع كلمة منها من صوتها يلي حسسها فيها شي... وبسرعة حوطتها وهي عم تقلها: مالك يا بنتي شكلك من الجوع مش قادرة توقفي...

جودي بكت وهي عم تتسند عليها بحرقة من التفكير يلي رجعها لفيلمها الرعب مع أبوها: جوو عـانـة كتير كتيرررر... بس بدي آكُل..

الست سمية ردت بحنية وهي عم تدخلها من الباب: يا عمري الأكل جِهز استني ليبرد أو كليه مع لبن كرمال يكون بارد لإنو السلطة متل ما إنتي شفتي ما فينا ناكلها لإنو صحنها انكسر وفهمك كفاية... وبلعت ريقها وهي عم تمسح ع ضهرها: خليني ساعدك تقعدي في الصالون عشان تكوني مرتاحة ورد اجبلك أكلك من شان تاكلي...

فردت برفض: لأ بدي روح ع غرفتي وآكُل فيها...

الست سمية هزت راسها بمسايرة ناطقة: متل ما بتحبي يا بنتي...

وكمّلت معها ناحية الدرج مطلعتها لغرفتها ومساعدتها تتسطح وردت نازلة تجيبلها الأكل وهي مش حاسة فيها للي هتصارع عشان غرفتها... هادي إلها هي... جاي يحرمها إياها لأ ما فيه... الست سمية قالت الغرفة للاتنين وإن أحد الطرفين الزوج ولا الزوجة طلب يكون لحالو طبيعي بس إنو ينام كل واحد لحال كل ما يتضايق ولا يزعل العلاقة رح تجفا وتخرب وتصير باردة وتندثر مع الوقت... هو معقول تضايق منها... او هي زعلتو... فبكت بغصة هي مستحيل تزعلو.... هي ما بتسوي شي غلط بزعلو... مساج بتعملو... شي يشربو وهو بشتغل بتسويلو... صح أواعيه ما بتجهزهم لا هما ولا حمامو زي قبل... معقول زعل منها من شان هالشي... مستحيل... هي ما بتزعلو هو... فمسحت دموعها بسرعة بس سمعت صوت طلوع الست سمية ع الدرج وعدلت حالها رافضة تطالعها خوف ما تشوف حمار وجهها وهي عم تسمع كلامها اللطيف معها: هي أكلك وصل... وهلأ بتاكلي منيح عشانك إنتي والحلوة يلي ببطنك... ونزلت الصينية على رجليها وهي عم تذكرها... ما تنسي تسمي يا حلوتي...

جودي ابتسمت ع هادي الكلمة رادة وهي عم تسحب المعلقة: انشالله وتسلم ايديكي...

الست سمية من صوتها الهابط المخنوق فهمت فيها شي فما حبت تتقل عليها ناطقة: تمام خليني اتركك تاكلي وبعد نص ساعة بجي اخد الصينية... واذا بدك شي رح خلي الباب مفتوح...

جودي هزت راسها بتسليك لإلها رافضة ترد من رغبتها لتضلها ساكتة وسمت بس طلعت الست سمية مبلشة بأكلها وهي مش قادرة تفكر بشي لدرجة كمّلت أكلها ببطء شديد رغم إنو كان نفسها تخلصو بسرعة بس خايفة تشرق باكلها لإنها بتصفن ببعيد وبس حست حالها اكتفت من الأكل مسحت إيديها في المحرمة الجافة الصغيرة يلي حطتها في صحن صغير فيه مية كرمال تنبل وتنظف إيديها منيح... وردت سحبت محرمة تانية مجففة إيديها وحملت الصينية تاركتها ع الكوميدينو جنبها وسلمت حالها للنوم مع نعسها مع تعتم غرفتها قبيل صلاة المغرب ومع التعب الحاسة فيه...

وين تعبها وفتورها يتقارن بتعب بنت عمها ومرت عمو كنعان يلي خلاها تتعب...وكأنو رجال الخيّال حالفين ما يهنوا بنات دهب اليوم عندهم... وحدة هتنام من التعب والتانية هتنام من الوجع الجسدي والنفسي لإنها هي كانت عم تموت من الوجع وبالأخير جابلها ست كبيرة تعاينها صحيح ست محترمة ولبقة معها وتكلمت معها باشياء روتينية بتنسأل لكل حامل بس تروح ع المستشفى ولا أي مركز طبي... وهادي مش مشكلتها لكن مشكلتها إنو جابها بدون ما يسأل فيها ومشكك بصدق نيتها...

هي بتاتًا ما كانت تمزح بوجعها من شان يتساهل معها.. هو بدو حملها متل ما كان يقول هداك اليوم ولا تغيرت وجهة نظرو واستكتر عليها حملها... هتموت من الغيظ... كنعان فرّط فيها وقهرها بهالحركة ودفنها وهي عايشة لما ما فكر يجي يطل عليها مع الدكتورة يلي جابلها إياها كرمال تقلها بنبرة باردة متل الجاي غصب عنو: ما فيكي شي يا حلوة كلو من الانتقاخ مع القولون الحساس يلي عندك فضلك ع النعنع وحاولي ما تعصبي وتضلك رايقة عشان ما يضطرب قولونك ويصير الوجع عندك لا يحتمل... وفجأة نبرة صوتها تغيرت بشكل غير مفهوم... وإنتي ست متزوجة وأكيد بتعرفي شو يعني الراحة للحامل...

كانت رح تبكي وهي عم تسمع كلامها... يلي كانت تحسو زي طعنات بنبرة صوتها يلي حاولت تخفيها وبانت عند آخر كم كلمة حكتها متل الكارهتلها الخير... فجاوبتها فورًا بصوت شاحب بمعنى فاهمة عليكي تعاليكي علي (ترفعك معي وشوفة حالك علي): صحيح... وغلبتك معنا...

فردت عليها الدكتورة وهي عم تسحب شنطتها الطبية: ما ساويت غير واجبي وبالشفاء العاجل بإذن الله...

وسحبت حالها بكل سرعة وكأنو في بينهم عدواة... وهي مانها دارية شو مالها ومفكرة معقول عيلتها مش مخلية حدا من شرها... فنفت هالشكوك رغم شعورها بعداء الدكتورة لإلها وكان شعورها وحدسها بمكانو لإنو كوثر بتكون أختها من أب تاني وما في بينهم هالعلاقات القوية بحكم السن والأبهات المختلفة وزواجها هي بعمر صغير وانشغالها بالخلفة والدراسة وبعدين شغلها بالمستشفى والعيادة الخاصة... ورغم هالفروقات في بينهم احترام ومكالمات قصيرة كواجبهم مع بعض لإنهم خوات مسؤولات قدام ربهم عن صلة رحم وغير هيك هي بتكون مرت أخو كنتها نداء... فهي حاولت تكون معها منيحة من شان كنعان بس ما قدرت بالآخر لإنو كنعان ما لقى غيرها ليتزوج ويجيب ولاد منها... شو هالسيط يلي جابو لعيلتو وشو هالاختيار الخاطيء يلي اختارو... فطلعت من الكوخ وهي كارهة حالها لإنها عالجت مرت كنعان يلي مخبيها عن أهلو...

هو كان من الطبيعي تفكر هيك ومن الطبيعي تعاملها هيك لإنو مش الكل بقدر يتحكم بطريقة انفعالو قدام الشخص الكارهو او الباغضو أو المش مستلطف قربو... بس السؤال المهم هل إميرال مجبورة تتحمل ردة انفعالها... لأ فلسفيًا لكن فعليًا آه لإنها دخلّت حالها بورطة ما ضمنت عاقبتها لهيك هتتحمل مسؤولية كلشي وتيجي ع حالها متل هلأ وتكبت وجعها وترضى تكون هي الداعمة لحالها لإنو كنعان تخلى... لإنو كنعان قسي... لإنو كنعان فرّط فيها... لإنو كنعان نكث العهد... لإنو كنعان سابها.... فنامت وهي عم تبكي من وجع روحها قبل جسمها كرمال يلي ما قلق فيها وكمّل عند أخوه جابر بعد ما ضمن أم سطام ردت لبيتها سالمة وعارف هالهم يلي ببطنها لساتو عايش وما فيها غير العافية... فحاكى نفسو بقهر "قال علي هالحركات يا بنت دهب قبل ياما مثلتي علي بس هلأ وين تفكري تمثلي عندي كمان مرة لداري تمثيلك بالكوي"..

بس بعد شو صار بدو يكويها بعد ما هي برعت بكويه باللي صار بأخوه يلي ماسك إيدو وهو عم يعتذرلو من جواتو مليون مرة وفجأة بس سمع صوت فتحة باب الجناح بسرعة عدل قعدتو لامح ابن أخوه ضرغام جاي لعندو... فتنهد كاتم غيظو ومراقب عبد العزيز العم يعقم إيديه بعد ما فتح الباب الشفاف التاني سائلو: وين عاصي والباقي؟

كنعان رد عليه: خليتو يروح يشوف ابنو أما أرسلان بلشت مناوبتو وجبر رح ياكلو شي...

عبد العزيز تنهد وهو نفسو يكلم عمو ويقلو عن يلي سمعو بس عشان قعدة كنعان معو حس متل الدخيل عليهم... فاستئذن مأجل قعدتو لوقت تاني معو: طيب كنت جاي شوف إذا محتاجين شي... دام أموركم تمام يبقى خليني اتسهل وفجأة قرب من عمو ماسك بإيدو وهو عم يقلو ع سمع عمو كنعان: عمي جابر شد ع حالك وردلنا سالم كان بودي ضل عندك بس الدنيا مشاغل يا عمي وإنتا عارفني انا أبو الشغل ع قولتك... فبحفظ الرحمن... ولف وجهو ع عمو كنعان غامزو: بدك شي يا عم قبل ما اتسهل؟

كنعان هز راسو: لا سلامتك...

فتحرك عبد العزيز غصب من عند عمو من رغبتو ليختلي فيه وبعد من عندو وهو حاسس بالرغبة ليبكي مش عارف ليش... وكأنو حاسس بشي هيصير... بس شو هالشي مش عارف... فرد لسيارتو محركها لعند مرتو وهو مغموم ومشتاق ينام جنبها... وما صدق يصل البيت كرمال يصف السيارة وينزل منها ليلحق يصلي المغرب يلي ادن وهو بالطريق وما بلحق يصليه بأي جامع من طريقو الطويل... فمر ع غرفة المكتب مصلي المغرب وهو مش سامع صوت الست سمية ولا صوت مرتو البرية فسلم من الصلاة مكمّل لغرفتهم وهو متوقع يلاقيها فيها ففتح الباب يلي سكرتو الست سمية عليها بعد ما اخدت صينية الأكل لترجعها ع المطبخ.... وكمّل لعندها وهو مو شايف شي من الغرفة المسكرة براديها ومو واصلهم ضو ولا نور من ضواو القعدة البرانية ولا من ضواو السور... وبس حس خبط بالسرير بخفة شلح يلي برجلو متمدد ع السرير جنبها مدور ع دفاها... وبس حس فيها قرب منها ضاممها وماسح ع بطنها يلي مناه ما يكون أخر بطن لإلها معو... فسمى عليه ودعى ربو يرزقو الذرية الصالحة العامرة في الأرض لتعوض عن سواد اجدادو مع الناس لإنو الحسنات بذهبن السيئات... وشد عليها حاسسها زي الخايفة من حرارة جسمها المفاجئة وشدها ع حالها وتحريك راسها كأنها رافضة يلي عم تشوفو وعم تسمعو... فشدت ع حالها أكتر مرتعبة من الصريخ والركض وصوت البكى يلي عم تسمعو في كابوسها خايفة تيجيها رصاصة طايشة من رجال أبوها... فحاولت تنفد بريشها بعيد عنهم إلا لمحت قدامها وجوه غريبة حواليها عم تنزف دم فخبت وجهها بين كفوف إيديها برعب بكيانة بخوف وبس سمعت صوت مشيهم لعندها صرخت: لــأ مـا تــقــربـو... هـو رـح يجـي يـاخـدنـي... هـو مـا تـخـلـى عـنـي...

وصحت من نومها مفكرة حالها بالحلم من السواد يلي عم تشوفو قدامها ومن يلي عم يقيدها بإيديه... صارخة: لــأ... وجت بدها تدفعو إلا بصوتو وهو عم يشد عليها بايسها ع راسها ومسمي عليها: بِسْم الله عليكي!

وبس سمعت صوتو شدت عليه بخوف وهي عم تلهث وعرقها بصب صب ع وجهها وغير جسمها الغرقان عرق فكرر تسميتو عليها مكلمها: بِسْم الله عليكي ... اش اش ما تخافي هيني جنبك... ورد باسها ع خدها محاول يهديها: إنتي بأمان هون ما تخافي اهدي ومسح ع وجهها بحنان هامسلها: بدك مية؟

هزت راسها ... فزاحها شوية بعيد عنو منور الأباجورة وساحب قنينة المية يلي الست سمية حارصة تضلها حواليها وين مكان من شان ما تنسى تشرب المي ولتنقذها بس تشرق لما تكون لحالها...وصبلها بالكاسة المش ملموسة من أول ما انحطت جنب القنينة وردلها فيها وهو عم يقلها بحرص: سمي بالأول وافتحي تمك.. فسمت رافعة إيديها يلي عم يرجفوا بغصب... فقرب الكاسة من تمها وهو عم يقلها: اشربي يا عمري ما صار شي مجرد حلم...

جودي شربت المي بعجلة وكأنو حدا وراها وهي عم تطلّع أصوات غريبة وبس اكتفت من الشرب بعدت تمها متنهدة فحرك إيدو مرجع الكاسة مكانها وهو عم يسألها: هديتي؟ هزت راسها وهي عم ترفع إيديها المرتجفة بدها ترد تمسك فيه معلقة: دددددم م م ووووويـــٰ ـــن مـــٰٰـ كـــــاااا ااان! بلع ريقو مقرب منها وهو عم يبوسها ع خدها ليهدي بالها... حرك حالو ساند جبينو ع جبينها مخبرها: هادا مجرد حلم وإنتي بإمكانك تمنعي حالك تحلميه....

هزت راسها نافية وصارت تبكي بصوت عالي فتأفأف... ما عاد فيه يضلو يتقبلها بكل حالاتها بكل وقت.... لإنو يلي فيه مكفيه وما بدو شي هلأ غير ينام مش يقالب فيها لإنو من امبارح مواصل... بس المشكلة فيها لعقلها الصغير يلي مرات بجلطو من جهلها بالعلاقات وبكتير أشياء بالحياة... وهو ما فيه يعلمها كلشي بالحياة بفترة قصيرة على الأقل هي تحاول تستوعب مع يلي بقولها إياه.... الرِجٓال ما فيه هو اللي يضلو يعطي دايماً... لازم الاتنين يعطوا... صحيح هي بتعملو مساج بتريحو فيه بس هادا ولا شي جنب يلي بسعالها (بسعى الها) فيه ولا حتى بتقارن باللي ناوي يسعالها (يسعى الها) فيه...

وهو صحيح قلها رح عوضك... بس العوض شي وسكوتو ع اتكالها عليه وضغطو شي تاني... فتحرك بعيد عنها بس إيديها الماسكين فيه عرقلوه فرفع إيديها باعدهم عنو لكنها رفضت وناظرتو بضعف طالبة منو: ما تروح وتتركني!

هز راسو مطنشها من ضغط راسو الماكلو فإذا بقى عندها هتشوف جانب منو ما رح يعجبها فيتركها ويكظم غضبو معها احسن ما يضرها... وبسرعة رد بعد إيديها عنو للمرة التانية تاركها لحالها بالغرفة تكافح عالمها... ومكمل لتحت وهو عم يحاكي حالو هادي لازم تتعلم تداوي نفسها بنفسها في بعض الاحيان!

امتى رح تعي وتوعى ع اشياء لازم لحالها تستوعبها وتتعلمها بدون ما حدا يعلمها إياها ويقلها عنها.... وعبر الصالون المفتوح والمقابل لغرفة المكتب بدون ما يسمع حس للست سمية... وصار يتحرك فيها شمال ويمين مو قادر... مو قادر يطنشها ولا قادر حتى يراعيها هلأ.... هي متطلبة كتير .... فبلل شفايفو... مو معقول طول العمر تبقى هيك ... مرر إيدو ع شعرو.... حاير شو يعمل معها ... فتنفس بحيرة معلق... البنت هي هيك وما في شي طالع بإيدها.... صحيح هي بتتغير بسرعة....* وهالفكرة هاي خففت من استياؤو شوي... فغمض عيونو متذكر براءتها ونعومتها وهي عم تتقرب منو من شان تنام جنبو ولا ع صدرو ولا من شان تسمع منو قصة... فابتسم بمرار هون... متذكر كيف كانت عم بتتمسك فيه وكأنو هو حارسها.... فتعوذ من ابليس راجعلها بالوقت يلي هي تحركت فيه بضعف مكومة حالها ع بعضها بدون ما تغطي حالها من الحرارة الحاسة فيها هلأ ومن التعب النازل عليها شكلها رح تفلوز من ورا لبسها الخفيف من بعد ما تحممت تحت هوى المكيف البارد... وصارت تشهق من بين بكاها لإنو هو تركها بعد ما صار أقرب حد لقلبها وهمها الوحيد وشغلها الشاغل وساعية تصير احسن كرمالو... قام هو حضرتو خيّب ظنها وتركها لحالها... بس هو إلها ولازم يتحملها وتتنازل هي كرمال ترضيه من شان علاقتهم ما تخرب مع الوقت مش هيك الست سمية علمتها فجت رح تقوم بدها تلحقو كرمال تضمن ما يتخلى عنها ويرجعها لأبوها وكرمال ما يحرمها من بنتها وتصنمت مكانها مبتسمة بس لمحتو عابر الغرفة فقعدت ع ركبها وهي عم تمسح دموعها مستنية فيه يجي لعندها وهي عم تبتسم بتقل لإنو رجعلها وما تخلى عنها ع طول... وبس قرب منها جت رح تعطيه ضهرها من خجلها منو بس هو أحدق منها وسحبها لحضنو قاعد ع السرير وهو عم يقلها من بين مسحو بإيدو ع شعرها بحنية: حقك عليي اهدي يا قلبي خلص بكفي بكى!

حركت راسها ع صدرو رادة باكية مش عارفة ليش... وهو هون حن عليها غصب مش عارف كيف قلبو طاوعو يقسى عليها ممكن من الكلام يلي سمعو... بس ولو ما لازم يطلّع حرتو عليها هي مرتو... ما يسيطر ع حالو... فبعّدها عنو محوطها من وجهها ماسح دموعها بأطراف أصابعو... وهو حاسس عيونها عم تدوبو فما لقى حالو غير بايسها وهي هون ما بتعرف ليه خافت من مشاعرو الضخمة عليها وحاولت تبعد حالها بعيد عنو لإنو مزاجها مش جاهز لعلاقة معو متل غالب أسابيعها يلي مضت... وهو حس عليها فحررها من شد إيديه عليها وحرك راسو وهو عم يقلها: متل ما بتحبي...

واجى بدو يبعد عنها لكنها رفضت بتمسكها فيه ناطقة: آسفة أنا...

تبسم ع ردها عاجز يرد عليها بحرف... وتركتو لاعبة بأصابعها سألتو: صح بطلت حلوة مع بطني الكبير...

فتح عيونو مندهش ... من وين بتجيب الكلام... المدام لازم تسمعو شي مالو داعي فبلع ريقو ناطق بنبرة نكران ما بين العادي والحاد: من وين بتجيبي هالكلام... صحيح بطنك كبران بس زايدك حلا... وقرب منها مدخل إيدو من تحت الفستان ماسح عليه وهو عم يكمّل كلامو: انسيكي من هالتفكير والحمل لابقلك...

فبلعت ريقها رافعة دقنها مطالعتو وهي حاسة حالها بدها إياه إلها وبس وما حد يشاركها فيه... فما لقت حالها غير مقربة منو طالبة قربو لكنو هو بعدها عنو بس تذكر قصة الصلاة من ثقتو نومتها العميقة كانت من قبل آدان المغرب: بسرعة قومي صلي المغرب ما ضل شي ع أدان العشا... فقامت مبعدة عنو وهي حاسة حالها متل المخضوضة من تنبيهو المفاجئ لإلها كرمال الصلاة يلي سهت عنها...

وينها عنها الست سمية ليه ما صحتها تصليها وأصلًا كيف فيها تصحيها وزوجها طلع عندها فتركت المهمة لإلو وكملت شغلها بالتحضير لدروس جديدة للاسبوعين الجايين بس وين بنت قلبو تفكر هيك فكملت للحمام كرمال تتوضى وهي حاسة عقلها مش معها وطلعت من الحمام لتصلي وصدمة لما ما لقتو في الغرفة فعجلت حالها لتصلي وهي متعجبة منو كيف بطلع من عندها بدون ما تحس... فصلت الفرض وكملت ع السنة وما لحقت تسلم من سنة المغرب إلا بصوت آدان العشا من بعيد جايها فقررت تقوم تصلي مش مستنية فيه للي بحب يصلي فيها جماعة لإنها فكرتو راح يصلي في الجامع... ودامها صلت وهو بدو وقت ليرجعلها حبت تلبس شي حلو تفاجئو فيه من ورا المقطع المترجم يلي كانت ست سمية عم تعلمها فيه وكان المقطع بتكلم عن الأصدقاء الرجال والزوج وشو الفرق بينهم وبنفس الوقت تحاورها عن نظرة الدين في حرمة مصاحبة الرجال للمرأة... فدامها هي فهمت وأدركت زوجها غير عن الباقي... والزوجة غير كمان عن باقي النساء القراب منو والبعاد عنو بحياتو...

يبقى هما ليش مش هيك... وليش هي ما بتبين قدامو غير فلأ لازم تورجيه هي عم تكبر وعم تصير ست بيت ع قد ما بتقدر... ففتحت باب الخزانة مدورة ع شي تلبسو قدامو وشو كانت خطوة فتح باب الخزانة لا تتقارن بقصة شو تلبس قدامو لإنها ما بتفهم بهيك قصص... والكارثة نسيت مواقف جوري معها بمتل هيك لحظات لإنها ما كانت واعية باللي بصير معها بشكل كامل... لهيك حست يلي عم تعملو شي غريب ومخيف عليها وحمّر وجهها واحترت مش عارفة ليش هيك هي هبلة وما بتقدر تعمل شي... لكن لإصرارها ع اللي ببالها شجعها تسحب إي شي هي ما فكرت ولا مرة تلبسو قدامو ولا قدام غيرو فكان قميص نوم حريري لونو خمري وبجي حفر ع الكتاف وبنزل لتحت الركبة بشوي... فاخدتو معها وتمشت لعند التواليت تسوي شي حلو بحالها وما طلع معها إلا متل دايمًا بلاشر وروج رايق ومسكارا أما شعرها خلتو على طبيعتو لكنها اكتفت بحلق وسنسال من يلي ارسلتلها إياهم جوري بالسر من ورا أهلها من أسبوعين... واكتفت بخاتم زواجها منو كزينة... وسحبت العطر متعطرة بقوة منو وفجأة تذكرت قصة إنها ما تحممت فبسرعة دخلت الحمام لتغسل جسمها بعد ما شلحت السنسال... وطلعت من تحت دوش البانيو وهي حاسة حالها عم تتعب ع فجأة فبطأت حركتها وتوقفت قريب المغسلة ساحبة روب الحمام ومنشفة جسمها لتلبس غيارها وقميص النوم يلي سحبتو من الخزانة... وبس لبستو ما اهتمت كيف جاي عليها لإنو عقلها بشعرها المش عاجبها شكلو... فبللتو حاطة عليه كريم... مطبقة كلام جوري بقصة حاولي نوعي بتسريحة شعرك ويا ويلك مني إذا بتضللك تاركتلي شعرك متل بوكاهانتس... فهي حاولت تغير تسريحة شعرها باللي تعرفو برفع نص شعرها وطلعت تلبس السنسال وترد تتعطر بكترة وفجأة تذكرت قصة الترطيب... كلو عندها داخل ببعض... فتدهنت من أي كريم محطوط قبالها مش سائلة هو بأي ريحة وشو عجبها ريحتو الكانت حلوة قريبة من طعم البوظة الباردة الحامضة... وفجأة سمعت صوت محرك السيارة يعني باقي توقعها صح إنو راح يصلي في الجامع... فركض تخبت ورا الباب مستنية فيه يجي... بس يا حسرة ما تمت مضت دقيقة... دقيقتين... تلاتة...أربعة... عشرة مش جاي وشو حست ضهرها وقف وفجأة سمعت صوت السيارة كمان مرة بس كأنها هالمرة هاي رح تتحرك من هون... فبكت متحسفة ع تزبيط حالها لإلو وقررت بدها ترد تنام فتحركت لعند التواليت وهي عم تشلح الحلق يلي بإدنها وهي عم تقول: غبية.... غبية إنتي... هبلة...

ورمت الحلق ع التواليت... وهي مناها تنزل فيه لإنو ما شاف جهدها من شان تفاجؤو... منطق هي تتعب ع حالها تبالآخر السي سيد يطلع من البيت بدون حتى ما يقلها كلمة... بسيطة لبس يرجع إلا تورجيه... وسبحان الله عند سيرة الرجعة ما لقتو غير فاتح الباب عليها وهي بس سمعت صوت فتحة الباب عيونها طلعوا من مكانهم مش مصدقة إنو هو باقي هون ورافضة تطالع انعكاس صورتو ع المراية كرمال تتأكد إذا هو ولا بتهيألها... وليه تشوف وهي عارفة الست سمية ما بتقرب من غرفتها طالما زوجها المحترم في البيت فيعني مليون بالمية هو.... وصارت تفكر وين بتقدر تتخبى من خجلها منو من الهبل العاملتو بحالها...

بس للأسف ما فيه مجال لتهرب منو لإنو خلص شافها هو للي طبق الباب وراه وعيونو عليها محاول يخفي الغم من الخبر يلي سمعو قبل شوي وقلب كيانو... فتنهد محتار فيها... هادي ع شو عم تدور باللي عاملتو بحالها... فحب يلعب معها شوي بس ع عيار تقيل: بنت شو عاملة بحالك؟

ردت متل الغبية وهي عم تعدل بحالها رادة بشي مش متوقع منها من لخبطة مشاعرها بين السعادة والخجل والخوف والصدمة من جيتو لعندها بعد ما فكرتو طلع من البيت: عاملة إشي بشع بحالي...

حك رقبتو ضاحك عليها لإنو فعلًا كلشي فيها حلو باستنثاء اللابستو لإنو مش مبين عليها مرا كبيرة وناضجة لهيك لبس... وهو صريح بهيك شي فعقب بدون تفكير من حبو للصراحة: هو مش بشع بس يعني مش لإلك البسي متل دايمًا أحلى عليكي...

ابتسمت هون ع ردو لافة عليه وهو بس شافها لافة عليه ما تحمل يشوفها قدامو بشكلها الضايع مع قميص النوم اللابستو... فتحرك لعند الخزانة وهو ماسك ضحكتو لتنفجر وهو عم يقلها كرمال ما يكسر بخاطرها مع الحمل: هلأ رح اختارلك شي حلو عليكي... وبنظرة خاطفة سحبلها فستان أبيض قطني رايق وبجي حفر ع الكتاف وطولو لفوق الركبة ولف عليها مخبرها: الاشي الناعم والراقي أحلى شي عليكي وهادا بس تشلحيه كبيه...

جودي رفعت دقنها تطالعو وهي عم تراجع بصوت هامس شو كان عم يحكيلها فضحك عليها قارصها بخدها: هه يلا روحي غيري... ولا لتكوني بدك تغيري قدامي...

جودي جحرتو جحرة ولا هي فانفجر ضحك بس شافها راحت تغير بالحمام... وهو ما معاه خبر إنها دعست على قميص النوم الخمري تدعس بعد ما شلحتو من حرتها الحاسة فيها من خجلها منو... وشهقت فجأة بس شافت المسكارا شو مسوية بخدها وهي متل الغبية مش فاطنة إنو البكى رح يشحبرلها المسكارا ع خدها فمسحتها بحرص وهون حست حالها ردت تعبت فلبست فستانها المورد بورود صغيرة بعجز محاولة تعجل حالها كرمال تطلع برا وتمدد ع سريرها جنبو هو يلي بحسسها بالأمان بس للأسف رغبتها لتعجل حالها بلبس اتعبتها فوق تعبها... وما صدقت تصدق تكافح تقل جسمها لتنزل الفستان على جسمها كرمال تضمن أمانها وسلامها عندو وجنبو... وبسرعة دفعت حالها غصب عنها لعند الباب الفاتحتو وهي عم تسند طولها ع الحيطة الإيدها عم تيجي عليها بشكل عشوائي منادية عليه بصوتها المدلل ع تعبها وهي شاكة باللي عم بصير معها حقيقة ولا خيال: عبد العزيز حاسة حالي مش قـاد~~

وما لحقت تنطق أول تلات حروف من كلمة قادرة إلا هو كان مقرب منها ناشلها لإنها مش قادرة توقف ع حالها... ونزلها ع السرير تتريح وهو عم يقلها: هيني هيني معك شو اللي خلاكي تتعبي...

ما ردت عليه غير مدت إيدها مدورة ع إيدو ناطقة: راسي بلف حاسستو تقيل... وبكت طالبة منو... خليك عندي...

فقرب منها متمدد جنبها وهو عم يشد ع إيدها: هيني جنبك ما تخافي تنفسي واسترخي وإن شاء الله دوختك بتروح...

فعلقت وهي عم ترمي راسها ع صدرو مخبرتو بدون تفكير: أنا لازم روح وأجي ويصيرلي صحبات... أنا مش لازم روح ملاهي... بدي روح صالون بدي أطلع حلوة...

تبسم ع طلباتها يلي كل مرة عم تفاجئو فيها وتطلعلو فيها بالسحبة: إن شاء الله بعدين إذا ع الصالون أنا بجيبلك الكوافيرات لعندك... ما تقلقي إنتي بس تريحي وكلشي مع الوقت بصير...

فردت كملت وهي عم تمسح بإيدها التانية ع بطنها مكملة بكلامها: أنا بدي كون ماما لبنت... ولاد انا ما بحب...

ما حب يرد ع كلامها لإنو فاهم عقلها مع الجنس الذكور مش متزن من المارة فيه فما حب يزيد عليها بكفيها يلي فيها وعارف بعد ولادتها مشاعرها هتكون غير بإذن الله فتركها تعبر عن أفكارها برغبتها بالتلفزيون وغفى قبل ما يسمع طلبها ليجيبلها تليفونها ويخليها تروح كل مكان... وبس لفت وجهها عليه مستغربة سكوتو دهشت من نومو بدون ما يسمع كلامها فجت رح تصحيه بس تراجعت عشان يضلو عندها فقربت راسها من راسو مبسوطة فيه وبريحتو يلي مناها تاكلها... وفجأة اشتهت حلو كان عمها كنان يجيبلها إياه فيه طعم الكراميل مع شي بتفتفت بالتم بس تكزم منو... فشو اسمو مش متذكرة لكنها عارفة بدها نفس الطعم الحلو يلي ناسية شو اسمو... فبسرعة قامت من جنبو تلحق حالها إذا فيه زيو بالتلاجة يلي ولا مرة فكرت تدوّر شو فيها بالزبط... ويا فرحة ما تمت بس شافت التلاجة خالية من هالحلو أو من أي طعم شبيه منو... فتنهدت بحرة مدورة ع أي شي حلو تاكلو بس تشف غلها فيه بس ما فيه وفجأة تذكرت علبة الشوكولاتة الدهن يلي من النادر لتفكر تاكل منها لكن بتخلي الست سمية تحط منها ع الحلو يلي مرات بتتسلى فيه بعملانو معها وبسرعة فتحت خزانة مواد الحلو إلا لقتها قدامها فسحبتها بعجلة ماكلة منها لحد ما حست بطلت حابه الطعم وردت لعندو لتناملها شوي ع صدرو الآمن بعد ما طفت الاباجورة تبعتو... بس يا فرحة ما اكتملت ردت رجلها اليسار توجّعها من أول وجديد فما سوت غير إنها طنشت الموضوع لإنها ربطت الحمل بالأوجاع وهي مستعدة تتحمل أي شي كرمال بنتها ساندي... فتجاهلت وجعها محاولة تنام قريب منو لدرجة انفاسها بتضرب برقبتو من محاولتها لتتمسك فيه مع وجعها... بس مش قادرة تتحمل وجعها أكتر من هيك فبكت مصحيتو بصوت بكاها الغريب عليه... فصحي من نومو شاكك باللي سامعو وبس دقق فيه لثواني قام متل المخبوط ع راسو مفكرها حلمانة فبسرعة مد إيدو ضاوي الاباجورة ولف عليها ماسح ع وجهها ناطق: شو فيه؟ بشو حلمانة؟

ضغطت ع شفايفها مش متحملة الوجع العم يضغط ع فخادها وضهرها بشكل مش قادرة تتحملو... فتتمسك فيه بدل ما تقلو مالها... لإنها هيك تبرمجت بس تتوجع تكتم وجعها وتكتفي بالبكى... بس وين تكتفي عندو فيه... فبسرعة قرب منها مفقدها وهو عم يسطحها ع السرير فبكت بصوت اعلى متأوهة... هون اختبص خاف لتكون واقعة وهو نايم وجتلو... فنطق مستفز من توجعها المش فاهم سببو: لك شو مالك؟ من وين موجوعة؟

ما ردت عليه غير راغبة تتخبى جواتو من الوجع بس وين وهو بدو يفهم مالها... فضمها ملبي رغبتها وفجأة انتبه كيف مادة رجلها اليسار بعيد عن جسمها فمد إيدو يمسكها وهو عم يقلها: شو مـ~

إلا صيّحت لإنها مش قادرة تتحمل ضغطة بسيطة... فشك بشي لإنو أمو كانت تعاني منو بعد ما وقعت بأخوه الكانت حامل فيه وتوفى وهو بالشهر السابع ببطنها... واستمر الشي يروح ويرجع ع حسب حركتها ونفسيتها... فبلا تفكير طلب منها: بعدي عني ونامي شوي ع بطنك...

جودي ابدًا وين تنام وتسوي هادا الهبل يلي عم يطلبو منها وهي ميتة من الوجع... فشدت عليه كاتمة حرتها بالوجع... بس وين يتركها ع راحتها بدو يفهم مالها... فبسرعة جاب مخدة كرمال تسند حالها عليها... وبسرعة سطحها ع غالب بطنها بحرص فجت بدها تقوم لكنو حط إيدو ع كتفها وضهرها خوف ما تقوم وهو عم يقلها: استني بدي اعملك فحص... وقبل ما تنطق مسك رجلها اليسار بدو يرفعها صيّحت منحرة: آيـــي!!

عبد العزيز بسرعة بعد عنها منبهها: استني لاجيبلك زيت...

جودي مش قادرة تستوعب شو قلها من الحرة الضاربة ع دماغها ومفتتة فيها وصاهرتها صهر... فضغطت ع حالها وهي عارفة هو راح بس رح يرجع... هو ما رح يتخلى عنها عندها ثقة هو راجعلها فغمضت عيونها كاتمة أكتر حرتها وفجأة حست بشي مغطيها بظلو فعرفت رجعلها ما بتعرف كيف سلمت حالها لإلو وتخدرت من الوجع فورًا بمجرد فكرة إنو هو حواليها وقريب منها وقلقان عليها... وطالعتو من بين الدموع المكتومة بعيونها شايفتو عم يقرأ ع الصحن يلي جايبو مذكرها بأول أيام رمضان بعد ما جابلها زيت مرقي كرمال وجع رجلها الصابها من وقعتها بالحمام من شان تتجهز لشوفة عماتو...

وشو قلبها دق بشكل مخليها تبكي رضى مش مصدقة في حدا عم يهتم فيها... ولا اراديًا مدت إيدها مطالبة بمسك أصابعو يلي حاملة صحن الزيت العم يقرأ عليه... فشد عليها بمعنى هيني جنبك... وفجأة نفث فيها بدو يترك إيدها كرمال يدهنلها ع رجلها وضهرها لكنها رفضت تتخلى عن مسكها بأصابعو وسلمتو جسمها ليدهنو وغفت وهي عم تمتم بشي من بين دموعها المنسابة باستسلام... فتنهد بس خلص تدهين رجلها وشوي من ضهرها وهو عم يقلها: اجر ومغفرة... الله يهون عليكي يا قلبي... ورفع راسو محاكيها: ان شاء الله وجعك هـيـ~~

وسكت بس لمحها نايمة بعمق فتبسم عليها مغطيها وماسح دموعها وإيدها ما زالت ماسكة بإيدو... فضحك عليها متعجب من تمسكها فيه فطالعها من ضو الاباجورة المضوي مفقدها وهو حاسس حالو ارتاح لإنها وقفت بكى ووجعها بطلت تحس فيه... بس السؤال هو عرق النسا صابها مع الحمل ولا من قبل وعند ذكر قبل انسم بدنو لإنو الضرب على الفخاد والرجلين وع نهاية الضهر بسببو أو حتى خبطة ولا وقعة ع الأرض أو ع شي قاسي... فتنهد مغتم ع حالها وهو عم يخطط يقوم يتوضى ويصلي قيام الليل دامو صحي من نومو وصعب يرد فورًا ينام وهادي هي مشكلتو إن صحي ما فيه يرد ينام... فسحب أصابعو من بين أصابع إيدها اليمين وقام داهن الزيت المقري فيه والباقي ع إيدو ع ضهرو من محل ما عم يوجعو ومسح إيدو بعدها بمحرمة جافة وكمل للحمام مخطط إذا الوجع ما خف لبس تصحى فورًا ع الدكتور رح ياخدها... هو زوج ولا عدو بتجبر فيها وما بسأل بوجعها وراحتها وسلامتها... فتنهد وهو عاجز ليظهر مشاعرو من الاتصال يلي اجاه من جدو بعد ما تركها تصلي المغرب خوف ما يروح عليها كرمال يخبرو هالخبر يلي بسم البدن بعد ما طلع من المستشفى مع ابنو كنعان وجواد واحفادو: عمك قبل شوي نقلوه للعناية الحرجة ومنعونا نبقى هناك...

وشو هالخبر هادا خلاه يحس بطاقتو تبخرت لدرجة مش قادر يسمع بقية كلام جدو وهو عم يوصيه: شد ع عودك لسا احنا بأول الطريق يا ابني... المهم تكلم مع جبر ومرتعمك احنا بنقدر يا ابني نصمد بس هما كيف... الله يصبرهم ع بلاهم يا ابني... فاجى بدو يرد عليه لكنو مش قادر ينطق بكلمة لإنو حاسس الكلام انحبس جواتو لإنو عمو جابر عندو شي كبير... فكيف بدو يواسي جبر بعد يلي سمعو... إذا هو بدو مين يواسيه قبل جبر... لكنو رد ع جدو بصوت تقيل غصب عنو: حاضر...

وسكر منو ليواسي جبر ومرتعمو جابر بكلام طالع منو بلا تفكير: طهور ان شاء الله... الله يربط ع قلبكم... هادي هي الدنيا كلنا إلها بس المهم ما نفقد الأمل بالله البختارلنا الافضل... وهدوء مش عارف شو يقول أو حتى هما بشو يردوا عليه فنهى المكالمة بس سمع صوت عماتو.. تمام خليني اترككم ع راحتكم... بأمان الله...

مكالمة عادية لكنها كانت لإلو اشق مكالمة بالحياة... وما عرف كيف سكر منهم عاجز يبقى مكانو فتحرك لعند سيارتو محركها بدو يروح عند أمو لكن رد تراجع لإنو شو رح يسوي هناك غير يقعد ع اعصابو... فرجعلها وهو عاجز ومثقل بالهموم لكن هي شو ذنبها ليغمها معو وبس شافها شو عاملة حاول يعززها مكمّل معها لينسى البلا العم يثقل عليهم... بس هلأ هو بشو يكمّل من شان يشغل فكرو... لعبة الكارتينغ بحالة معينة لما يكون مشتاط ع تقيل لكن لما يحس بالعجز هو عارف مالو غير ربو... فما لقى حالو بدل ما يتوضى إلا ماسح ضهرو من الزيت يلي عليه وعبر يتحمم تحت الدش كرمال يجدد طاقتو قبل ما يصلي ويلقي بكل مخاوفو واوجاعو لإلو.... ويتخلص من وجع قلبو يلي عم ينشلع من مكانو... ومن الطبيعي ينشلع لإنو مش عارف عن مخطط أبوها محراك الشر القاعد ع راس الجبل هو وسامي الصايع والنسخة المصغرة عنو مطالعين مستشفى الخيّال المنتظرينو بأي لحظة ينفجر فيه كم طابق ع هوى الكمين المحضرينلهم إياه يصير بشكل طبيعي من ورا تماس كهربائي تزامن مع تسريب الغازات من اسطواناتها...

وهالمخطط هادا ما تم تخطيطو إلا من شان يحرق قلب عيلة الخيّال ع فراق ابنهم جابر وع حرق سمعة المستشفى يلي ابنهم جواد كان إلو في إيد بتأسيسو لحد ما كبر بمساعدة من الدول المانحة الغربية ولا من الحكومة أو المؤسسات الخيرية ولا باستثمار بعض العيل فيه يلي إلهم تاريخ بالطب والأبحاث الطبية كرمال يكبر ويصير بهالمستوى العالي من الخدمات الطبية المقدمة... لإنو مين يصدق مستشفى بهيك مصداقية وأمانة وكفاءة ينهار جزء منو وبلا أي مقدمات هيك بيوم وليلة...

كل هادا بس كرمال يفقد سمعتو كمستشفى محترم بين الناس... ولا لسا في احتمال ببرد القلب لكنو ببكي دم عند عيلة الخيّال إذا في حدا منهم ضل بالمستشفى لإنو معروف عنهم حب التعاطف مع بعضهم.. ويروح فطيسة بلا أي تأسف عليه مع ابنهم وسمعة المستشفى... في أحلى من هيك انتقام... يكون هو ورا كل يلي رح يصير بدون ما يبين قدامهم ع الساحة أو يهدد.. كل هادا بفضل دهاؤو ومكرو وخبثو المخلينو يحس هو مالك العالم فيه... لكنو سهي ما في شي بصير ورح يصير من وراه إلا بمشيئة من الله كرمال يستدرجو بينما للي تضرر منو واللي رح يتضرر هيكون عليه الضرر ابتلاء وأجر ومغفرة على عكسو هو يلي غضب الله عليه هيكون لإنو عم يعتدي ع الناس ويفشي الخراب بدل العمار ويسلب الأرواح يلي حرمها ربنا بغير حقها... وهالكلام عند الله كبير لكن عند أبوها محراك الشر مجرد كلام مالو داعي... فتنفس نفس طويل من مللو لانتظارو مكانو ليشوف الخراب يلي هيحل بالمستشفى كرمال يضمن سحق جابر وسمعة المستشفى الغالية ع قلب عيلة الخيّال يلي النوم عجز يقرب من عيون رجالها من خوفهم ع ابنهم الحاسين بيقين موتو... لهيك يلي ما كان فيه يبقى مكانو طلع ع راس الجبل يتنفس هوى طبيعي بعيد عن ضجة البيت والعالم متل كنعان الشاهد ع تعب أخوه المفاجئ من بعد ما تركو عبد العزيز بنص ساعة مخليه يزلزل المستشفى ليحلقو أخوه وهو رافض يطلع برا ومصر يضلو ماسك بإيد جابر وهما عم يحاولوا ينعشوا قلبو... لكنهم جبروه غصب عنو يطلع بمساعدة جبر يلي مش قادر يستوعب هو يقلق بأبوه ولا بعمو الاعصابو منهارة... وتعقد الوضع بس قرروا ينقلوه بعيد عن الجناح للعناية الحرجة ومانعين أي مرافق يدخل معو ولا حتى أي حدا يدخل يشوفو لإنو حالتو ما بتتحمل... بس وين كنعان يستوعب هادا الكلام إلا بدو يدخل معاه فاضطروا يستعينوا بالجد شامخ ليجي يلاقي حل لابنو المعند واللي فضل يضل بموقف سيارات المستشفى مع عاصي ولا يروّح معهم ع البيت فالجد تركو كمسايرة لإلو لإنو عارف ابنو شرو مش مضمون والوضع مش متحمل ووصى عاصي يبقى معو ويخلي عيونو عليه... وعاصي ما خيّب عمو لإنو هو هيك هيك رح يبقى لإنو عارف كنعان مجنون... فبقى معو لحد ما انخنق من قعدتو بموقف السيارات طالب (كنعان) منو: خلينا نروح نقعد ع راس الجبل متل ايام زمان....

عاصي رد عليه بتأييد: والله فكرتك جت بوقتها... عجل لهناك... فتحركوا تنيناتهم لراس الجبل لإنو واحد عاجز يبقى مكانو وما يسوي شي واللي هو عاصي في حين التاني واللي هو كنعان مش بس كان عاجز إلا كان خايف يفقد السيطرة ع حالو كليًا ويروح يكمّل عليها للمغضوبة يلي عندو لإنو من وراها هي إذا ما خاب ظنو أخوه مر بكل هادا... فلهيك حاول يمسك اعصابو ولسانو يلي مناه يسب ويغلط فيه من حرتو فكتم غيظو مستني هالليلة تمر ع خير فشتان بينهم وبين أرسلان يلي بدّل ورديتو مع زميل لإلو من ضعفو وتشتتو ليبقى بشغلو من قلقو على أبوه وجدو يلي روحوا معو وهما عاجزين ينطقوا ومن شدة حرصو عليهم ومن خوفو ليصيرلهم لا قدر الله شي كان معهم متل ظلهم وين ما قعدوا ولحد ما ناموا بالصالون... وهو عم يدعي ربو ويذكرو بسرو وعيونو كل شوي تفقدهم وتفقد الساعة مستني الوقت يمر كرمال يطلع يوم جديد ويعتادوا على هالخبر الموتر ولما حس مل من قعدتو مكانو سحب الريموت مشغلو بعد ما حرك الشاشة للناحية التانية من شان ما يزعجهم بضوو وكتم الصوت مبدل بين القنوات لحد ما غفى بدون ما يحس بالوقت يلي جبر فيه عجز ينام لإنو حاسس في شي كبير رح يصير فقام يصلي ويطلب اللطف من ربنا فيهم وبأبوه وباللحظة يلي نزل سجود فيها لربو وداعيه من كل قلبو وهو ببيت أبوه إلا بصوت مخيف في المنطقة المحيطة بالمستشفى وصريخ ناس: لحقوا بسرعة!!!

_المبنى من الناحية التانية عم ينهار يا عفو الله...

_بسرعة صوّر ونزل ع الفيس....

-خبروا الشرطة والاطفائية...

-كيف جهاز الاستشعار ما اشتغل~~~

كلام كتير واخبار ساخنة ع مواقع التواصل الاجتماعي وتليفونات رجال الخيّال عم ترج وترن فكان أول حد سحب التليفون التاركو بجيبتو هو الجد يلي قام متل المستعد لأي شي ورادد بدون ما يشوف مين يلي اتصل من خوفو ليسمع خبر موت جابر فنطق: ألـ~

إلا بصوت صديق مقرب لإلو مقاطعو: وينك يا رجال شاللي وصلني... الدنيا مطبولة ع مواقع التواصل الاجتماعي وحتى ع التلفزيون...

الجد بهت مش عارف شو صار لكنو فورًا حس شي إلو دخل بعيلة دهب فمسح ع وجهو وهو حاسس بينو وبين الجلطة شعرة فنطق بصوت مهيب مصحي فيه ابنو جواد وحفيدو أرسلان: أبو أحمد مالك يا رجال احكي حكي مفهوم...

أبو أحمد قاطعو: احكي حكي مفهوم شو مالك يا رجال يلي صار بالمستشفـى والله ابني المحطة صحتو من نص نومو كرمال يغطي خبر المستشفى... بقولوا فيه اضرار كبيرة...

الجد هون راسو انفتل عاجز ينطق من هول الفكرة يلي انرسمت بخيالو... فمد إيدو طالب بصوت تقيل: مي... مي!!

أرسلان وأبوه بسرعة قاموا يصبولو مي... لكنو فجأة وقف مسكر الخط بوجه صاحبو أبو احمد ناطق حكي مش مفهوم لابنو وحفيدو: ابني بسرعة ع المستشفى...

أرسلان بسرعة وقف بوجه جدو محاول يفهم شو فيه وهو مطنش رنة تليفونو هو وأبوه كرمال الجد: جدي شو فيه وين رح تروح؟

الجد نطق وهو عم يبعدو عن طريقو: المستشفى صار فيه شي...

أرسلان بسرعة هون انتفض مكانو وسحب تليفونو يلي عم يرن من جيبتو يشوف شو فيه إلا لمح اسم زميل لإلو بالشغل مش مداوم اليوم فرد عليه سائلو: مهيب فهمني شو فيه!

مهيب رد عليه بصوت فرحان: لك خفت يكون صايرلك شي عشان بدلت معاي بالوردية...

أرسلان ما قدر يكمّل كلامو مع زميلو من التقل النزل عليه بس شاف أبوه رح ينجن وهو عم ينزل التليفون راكض ورا جدو فاضطر أرسلان يسكر منو ليلحقهم ويسوق فيهم ويشوف شو صار بالمستشفى... وهو عاجز ياخد كلمة منهم ليفهم شو فيهم متل الخلق لإنو أبوه مش مركز معو من الاتصالات يلي يتصلها ع زمايلو وموظفين المستشفى الإداريين كرمال يتطمن عليهم ويفهم منهم... ولإنو جدو مشغول بتشغيل علاقاتو في السيطرة على الخبر وعدم بث اشاعات غير صحيحة خوف ما تصير بلبلة في المنطقة... ولإنو هو خايف يرد ع تليفونو ويساوي فيهم حادث من تركيز بالسواقة بالليل ومن محاولاتو ليلاحق كلام جدو وأبوه كرمال يفهم شوفيه بالزبط...

وفجأة إلا الجد بنطق بنبرة وترت أرسلان: ابن ضرغام وينو... بسرعة اتصل عليه...

فنطق أرسلان بخوف: جدي عبد العزيز مالو؟

الجد ليس هنا من عقلو يلي مع حفيدو يلي دايمًا بكون متصدر بهيك مواقف لكنو هلأ حسو مختفي فاتصل عليه بس للأسف الشديد ما لقى منو رد... فاتصل ع عاصي يشوف حفيدو إذا بالانحاء ولا لأ وصدم بس عرف منو: لأ يا عم والله حتى علي ما برد... وهون الجد جن شو حفيدو ما يرد إلا ينزل بساحلو إذا ما رد عليه بس يتصل عليه هلأ ولا بعدين...

وعاد حفيدو ما بعرف كيف تحمم وصلى قيام الليل إلا النوم تسلط عليه فتحرك لعندها بتقل كرمال ينام جنبها والكارثة تليفونو يلي بضلو يرن حضرتو نازل كتم فيه...

سبحان الله بأهم احداث للعيلة بكون يا نايم يا منشغل بشي مهم أما باللي بخص الشغل متبع أول بأول شو هالحالة هادي يلي بتخليه يكون بموقف مش لطيف قدام رجال عيلتو يلي مش حاسس فيهم وهو مرتاح البال لإنو تخلص من حنة التليفون إلا ع صوت زمور السيارات يلي مش داري إنها من رجال الحراسة كرمال ينزلهم مع رنة تليفونو من أول وجديد ومع رنة منبهو بخصوص صلاة الفجر... فبسرعة قام وهو متعجب يلي نايمة جنبو كيف مكملة نومتها بهالحنة هاي وسحب تليفونو رادد ع جدو الكسر التليفون عليه من الرن وهو باصم عمو يا سلم أو صحي من غيبوبتو: آه جدي! وعجل حالو ليقوم يغير أواعيه النوم لأي بنطلون وبلوزة بتيجي إيدو عليهم وهو عم يسمع رد جدو يلي نزل فيه بهادل: ماشاءالله نايم بالعسل والدنيا مطبولة وبدك سنة لترد أنا افهم هادا التليفون ليش معك... ما سمعت شو صار... وبلع ريقو من غصتو من حفيدو الغايب عن يلي صار وهو عم يقلو من الآخر بدون ما يشرحلو شي: بسرعة تعال ع المستشفى وشوف يلي رح ارسلك إياه ع الواتس...

وسكر الخط بوجهو... مش مفهّم شي لحفيدو الخيّال الصاحي ع عمى وجهو... فبسرعة نزل التليفون مغير أواعيه وبعجلة حمل التليفون ومفتاح سيارتو وطلع ركض إلا الست سمية قبالو ع الدرج بدها تعجلو ليقوم يلحق يلي بصير بالعيلة بطلب من عاصي.. فتجاوزها بعجلة مش مفكر فيها ولا بجيتها الواضحة ليش وركض لسيارتو محركها بالمفتاح وبسرعة طلع من البوابة الخاصة بطلوع السيارات بعد ما فتحها بالريموت يلي معو... وبأسرع ما عندو مع سيارات الحماية للمستشفى وهو عم يفتح يلي ارسلو إياه جدو ودهش من شكل المستشفى كيف الاطفاء عم تطفي النار الشابة فيه والشرطة عم تطوق المنطقة وبعض الطوابق الاخيرة في مبنى من ابنية المستشفى منهارة ومكملة ع الباقي والنار مكملة ع الشجر الصنوبر والسرو المحيطة بالمحمية المجانبة للمستشفى ومنظر شو كان مهول مع الناس العم تركض وتطلب المساعدة وصريخ من عدة أماكن... فبسرعة طلع من الفيديو رانن على عاصي يلي رد عليه وهو عم يصف سيارتو بعيد عن المستشفى جنب سيارة كنعان كرمال يقدموا المساعدة ويفقدوا ع ابنهم المخطر إذا تضطر لا قدر الله باللي صار: شاكك باللي ببالي...

عبد العزيز جاوبو باللي بدور ببالو وهو عم يسمع آدان الفجر الأول: مش شاكك إلا متأكد... بس كيف رح نجيب الشي ببالي كم شي كنت متبعلو من لما كنت بالمستشفى... لهيك عم خطط ع كم شي... بس الدور عمي هلأ... مش قادر استوعب الحال يلي وصلنا لإلو وإنتا عارف إذا مات لا قدر الله رغم احتمال حدوثو الرد لازم بسرعة ينرد لجاسر...

عاصي تنهد بس لمح سيارة أرسلان وسيارات رجال خوات مرتو وأخوه جميل رد بسرعة: بس يهدا الوضع ونطّمن ع جابر بنشوف شو رح يصير ويلا خليني سكر منك لإنهم الرجال وصلوا... وسكر الخط بوجه الخيّال يلي متأكد يلي صار في إلو يد من عيلة دهب... هو مش غبي بقصة أجهزة استشعار الخطر يلي فوراً بترن لما تحس فيه شي خطير هيصير ولنفترض فيه ضغط كهربا مش لحالها لازم تطفي... طيب وين تفعيل خدمة اطفاء الحرايق يلي إذا وصلها ريحة دخان بتتفعل لتفادي حدوث اي شي خطير...

بس هي الشي الخطير صار وخدمة اطفاء الحرايق ما تفعلت... هو بآمن كلشي ببدا باشياء بسيطة مقدور السيطرة عليها لكن بالتهاون او بالتغافل عنها بتكبر هالاشياء البسيطة وبصير صعب السيطرة عليها فورًا بدون أي أضرار... فتنهد من هالحالة يلي وصلوها...

مستحيل هالاشي يصير هيك... لإنو بعرف إدارة المستشفى صارمة بالتعامل بقصص أمان المستشفى قبل أمنو الخارجي...

فيلي صار في المستشفى الخيّال الليلة شي ع عيار عالي بمس أمنو وأمانو... وهالشي الصار ما بنسكت عنو...

وهون التفكير راح فيه شمال يمين شاكك بشركة التصليحات يلي بلشت في التشييك ع الأبنية بعد ما صار في خلل في منظومة الكهربا عندهم من اسبوعين... وإذا ما كانت الشركة نفسها ممكن عامل عندهم اشتروا ذمتو... كيف بنجاب مش صعب وممكن مش سهل بنفس الوقت لإنو أكيد بكونوا متفقين معو من قبل متل ما سوا مع القناص يلي استأجروه... فأحسن حل يخترقوا التليفونات والحسابات ويراقبوا تحركات ملاك الشركة وعمالها لو ع حسابهم من تم سكيتي لإنو لو كشفوا شكهم بعيلة دهب أكيد هيقولوا بعض الناس يلي رح تستهجن كلامهم: صرتوا مهووسين بعيلة دهب لدرجة ترموها بكل شي بعدين إن بعض الظن إثم وهات خلص معهم..

بس لا كلشي بالسكيتي بصير... فهون هو رح يدخّل محامين خاصين ويشغّل رجال مش معروفين عم يشتغلوا بشركة عاصي كرمال يصل للي ببالو... وهادا التفكير شي وتفكيرو بفكرة موت عمو شي تاني... لإنو هادا بعز ع قلبو ومش حابب يفكر بموتو فيظن خير رغم إنو ما فيه شي يبشر بالخير بالوقت الحالي إلا إنو بذات الوقت متيقن ما في شي بحصل إلا لخير...

وما صدق يصف سيارتو بعيد لإنو ما فيه يصف قدام من تطويق الشرطة للمنطقة ونزل من سيارتو إلا بصوت شرطي رافض يدخلو وهون هو انجن... شو يرفض ما يرفض إلا بصاج أخو سطام الجاي ينوب عن أخوه المشغول بشغلو مع عيلة الخيّال لمحو بدو يقاتل الشرطي فبسرعة تدخل مدخلو هو يلي بهت وتقشعر بدنو من المنظر الشايفو قدامو لإنو لا يقارن باللي شافو ع التليفون... وشو حس لحظتها جسمو تصلب وعجز يمشي فيه خطوة تانية لإنو متأكد عمو بين الأنقاض الواقعة فوق بعضها أو بين يلي جاي ع الأرض...

ما تخيل المبنى يلي شافو بالفيديو يكون مصور المبنى من الناحية التانية لدرجة ما انتبه إنو نفس المبنى يلي فيه طابق الاجنحة الخاصة وطابق العناية المركزية فبسرعة تحرك ناحية رجال عيلتو مدور ع عمو وهو مش مركز باللي بصير حواليه بين سيارات الاسعافات الجاية تنقل بقية المرضى في الاقسام غير المتضررة لمستشفيات تانية وبين يلي بوزع الاقنعة خوف التسمم وبين بسعف المتضرر وبنشل الجثث حالة لا يرثى لها بعد...

كم ذنب وكم روح يا ابن عثمان دهب رح تحملهم برقبتك....مفكر الدنيا سايبة تساوي شو بدك... إن الله يمهل ولا يهمل كلام مؤلم لكل حد بخاف وبخشى عقاب ربو وغضبو... وبالطبع جاسر ما رح يتألم ولا يتأثر بهالكلام لإنو قلبو قافل ولاهي بالحقد والغل والانتقام والتجبر والعنجهة الحاسس فيها بعد ما نفذ يلي ببالو ورادد مع سامي للبيت ليتابع الاخبار من على التلفزيون كرمال ينبسط أكتر ويسرح بمخططاتو الجاية يلي قاطعو عنها تعليق سامي المزهزة معو من يلي شامو وشاربو بدون ما يحس بأي ذرة ندامة من يلي ساعد فيه محراك الشر: انبسط يا عم هيّك~~

جاسر لف عليه جاحرو باستياء لإنو قطع سرحانو بمخططاتو بكلام مالو داعي: اوعك تحكي شي بالبيت مش تكون متل يلي ما شافوهم وهما بسرقوا شافوهم وهما بقسموا...

إلا بصوت ركض جاثم الجاي لعندهم وهو عم ينادي ع أخوه: جـاسـر!

جــاســر!

ومستمر ينادي من الرعبة الحاسس فيها من ورا الاتصال يلي وصلو من أخوه عثمان كرمال يحضروا حالهم لمواجهة الخيّال لحالهم إذا رح يدعم أخوه جاسر ع اللي رح يصير في حالة طلع جابر ميت بالانفجار يلي صار بالمستشفى لكنو هو بدل ما يقلو ما يفكر كيف ينقذ حالو من يلي جاي سكر منو مدور ع جاسر كرمال يقلو بصوت مذعور من يلي سمعو من أخوه عثمان العرب: جاسر لحق وصلني خبر مستشفى الخيّال صار فيه انفجار احتمال جابر راح فيها...

جاسر كتم صوت التلفزيون مطالعو وهو عم يستخف فيه: بالله قول بالله ع أساس يعني مش عارف بعدين ليش لحق مش احنا لما قررنا نقتل كنا خايفين ليعيش مش ليموت... وكمّل باستهزاء عليه... روح روح كمّل نومتك واترك وجعة الراس لإلي... وفجأة لف عليه سائلو... وينو ابنك مؤيد مختفي وصاير هاليومين ما المحو معنا...

جاثم جمد هادا بقلو ابن الخيّال احتمال يكون ميت بجي يسألو عن المغضوب ابنو يلي كان مسفح لعندهم وفحط بسيارتو مبشرهم بجيتو وبصوتو وهو عم يركض لعندهم: عـمـي!!! يــابــا لـحـقـووووا....

جاسر هون ضحك معلق باستتفاه: ههههههه لحق ابنو هلأ...

إلا بصوت مؤيد العابر الممر الصغير بهرولة داخل لعندهم ع الصالون وهو عم يقول بوجهو اللونو مخطوف: عمي شو هالخبر المنشور هادا... والله مانها قصة...

جاسر تنهد ببرود: واحنا مالنا مش لازم نقول اللهم يزيدهم كمان وكمان...

مؤيد هون انفعل: بس عمي في ناس مش منهم الله يتلطف فيهم...

جاسر جن بس سمع كلامو وعلق بصوت مشمأز: من متى بتعرف الرحمة يا ابن جاثم فكر هلأ ترحم ع أبوك من يلي رح يجيكم...

مؤيد هون انزعج إلا بصوت غنج يلي ما بتطيق جاسر من لما كبرت ووعيت ع اسم جاسر دهب محراك الشر وهي واقفة قدام بناتها الخايفات من يلي رح يصير يعني ما كفاهم يلي صار معهم من ورا اختهم نغم يجي موت ابن الخيّال يكمّل عليهم والله مش حياة: والله ناس بتقتل وناس بتتحمل...

جاسر ضحك وهو عم يوقف ع رجليه هاينها: ما شاء الله محترمة وبتفهمي بالأصول عشان تيجي تتكلمي بدل وقبل ابنك وزوجك ... تخبي من قدامي... ولف ع ابنها مؤيد يلي مناه يقص لسان أمو... وهو عم يسمع كلام عمو جاسر المش وقتو هلأ من شان طوالة لسان أمو المالها داعي: والله ما حدا هيحمل هالمشكلة غيرنا احنا التلاتة و~

إلا بمقاطعة سامي: وأنـ~

اخرسو جاسر فورًا: انخرس وكمّل كلامو مقرب من جاثم بانفعال وهو عم يشد ع قبة بلوزة بجامتو النوم: فيعني إنتا رح تحملها معاي وحتى لو فكرت تتبرا ما حد رح يقبل بتبرأتك هلأ لإنو وينك من قبل ما كنت برا الموضوع ولما صار الجد وشفت الموت قبالك قررت تنسحب وهون يا طويل العمر ليش خليكم لقم سهلة وصائغة في تمامهم سلامة خيرك وروحك جرعة زايدة... مادة سامة ولا خنق حتى الموت وبتروحوا فطيسة... فكرمال هيك ما توجعوا راسي وخلوني ألعب براحتي وبساحتي أما إنتا شو بقول بتنفذو بالحرف الواحد...

هون مؤيد كان رح يشتم لإنهم أصلاً من أول ما كبروا وهما بس بنفذوا شو بطلب... ولا هادا شكلو ولا شي من يلي جاي... وبهاللحظة هادي بالذات شو كره جدو يلي مات وأبوه المالو شخصية وعمو كنان يلي بالمستشفى وما حد داري عنو شي وحتى عمو عثمان العرب يلي تخلى عنهم...

وشو كرهو هو وأمو لأهلو هيكون مقارنة جنب كره نسوان الخيّال لإلهم خاصة بعد ما صحوا ع وجه الفجر ع خبر مرعب من نداء يلي ما حدا فاهم من وين وصلها الخبر رغم خطوطهم وخطوط الخدامات ونت البيت المقطوع عندهم وعند بيت أبو عبد العزيز وبيت أبو جابر مفكرين في عمود واقع أو في مشكلة بالخطوط من الشركة نفسها مش مفكرين إنو من رجالهم يلي خافوا من البلبلة يلي هتصير إذا سمعوا أي شي مالو آخر ويصير قيل وقال ووين هادا يصير عند رجال الخيّال يلي ما بحبوا نسوانهم يطلعوا بهيك وجه... فتطمنوا ع حريمهم يلي ما رح يصلهم أي خبر من برا بهالحركة هاي لكن سبحان الله أم جنرال الوحيدة يلي وصلها الخبر بطريقة ما... ما حد فيهم فكر فيها لإنو الخبر يلي جابتو بخصوص المستشفى مش منطقي فعلقت بس تذكرت القنوات الاخبارية ع التلفزيون يلي من سنين ما بشغلوه ببيوتهم ناطقة بحرة من ثقتها من خبرها وبث القنوات عنو: تعالوا شوفوا!

وشغلت التلفزيون مفكرتو هيفتح ع قناة الاخبار يلي الجد ما بدير عنها واضطرت تدور عليها وهي عم تسمع تأفأف وفاء: فايقة ورايقة لتصدق هيك خــ~

إلا بصوت المذيع مقاطع حسها من تحت القناع الحاطو خوف التسمم من الغاز المنتشر من ورا الانانيب الغاز والمواد القابلة للاشتعال يلي انفجرت مع يلي صار وأجأجت الوضع: مستشفى الخيّال كما ترى الآن زميلي سائد

فنطقت سهر وهي عم تبكي بس شافت أبوها حاطط مانع الغاز ع أنفو: هي أبوي لحقوا...

كلهم تجمعوا قبال الشاشة بدهم يشوفوا شو بدو يصير من بنات الجد لحتى حفيداتو وحفيدو جنرال يلي صحي بدو ياكل... إلا باغماء كوثر بس سمعت المذيع عم يعدد الاقسام المتضررة في الانفجار يلي حصل: من بينهم قسم الاعصاب وقسم العناية الحرجة... فبسرعة لفوا عليها وهما عم ينادوا ع علا تجبلهم مي... وهون جوري صفنت فيهم عاجزة تعمل شي في حين أريام شكت بشي بخص عمها فما قدرت تصرخ ولا تبكي ففقدت السيطرة مأشرة ع التلفزيون وهي عم تنطق من بين فكها التقيل: ماما معقول عمو مات... ماما... وصرخت ع فجأة طالبة منهم: خــدونـي عــنـد عـمـي... وتكرر بطلبها...

خــدونـي عــنـد عـمـي!

خــدونـي عــنـد عـمـي!

سهر هون بالقوة لتركت كوثر مع الخدامات وأمينة كرمال تهديها وتهون عليها... وين تفقد بنتها بعد أخوها هي مستعدة تفنى عمرها كرمالها بس مش مستعدة تشوفها تفنى قبلها... فبكت ع حالهم عاجزة تهدي حالها ولا اختها وفاء يلي بسرعة تحركت وهي عم تقلهم: يلي بدها تروح معاي تجهز حالها....

الكارثة وين بدها تطلع ورجال الحراسة معهم أمر ما يدخلوا ولا يطلعوا حد من نسوانهم ولا من معارفهم.... وغير هيك مين بدو يسترجي منهم يتمرد ع كلام رجالهم غير وفاء فتحركت أمينة محلفتها أيْمان: يا وفاء احلفك بالله تهدي والله رجالنا مش حمل عنادك هلأ...

وفاء طالعتها بعند ممزوج بكبر يعني مين هي تستهين فيها وتطلب منها تهدا... فتجاوزتها مكملة لبرا ويا شماتة الأعداء بس انردت خايبة من رجال الحراسة المقفلين الباب وتاركينها تحاكي حالها وشو لحظتها دعت ع عيلة دهب واللي بقرب عيلة دهب... وقعدت تبكي بعجز من الوضع يلي حطوا فيه رجالهم اللاهين عن صلاة الفجر من انشغالهم بنشل الجثث المحروقة ومتفحمة من النار... وبين يلي محروقة ومش متفحمة كفاية.... ورغم المناظر يلي عم يشوفوها مسكوا دموعهم يلي مرات غصب عنهم تخونهم وهما ينشلوا الأطفال الخدج... وهالشعور كان ولا شي جنب شعور ابن الخيّال يلي كان عم يساعد الرجال ليرفعوا شب من بين الحجار الكبيرة وما لحقوا يرفعوه إلا تقشعر بدنو بس لمح وجه عمو ولا إراديّا حس عندو طاقات بتهد الجبال فصار يدفع بالجثث بدو يضم عمو لو شو ما كانت حالتو وهو مش مصدق شكلو... وبكى بحرقة.... بكى بقهر... وشد عليه وهو متمني يحطو جواة قلبو ويحفظو بصحتو وجمالو وهيبتو ومحبتو... ليه الناس العزيزين عليه هيك بروحوا بطريقة ما بتخليه يغفل عنهم ويكونوا متل غيرهم... وشو تمنى وقتها ينزل في ساحة دهب وما يخلي فيهم روح وحدة عايشة بس وين يا حسرة الحياة والحقيقة ومخافة الله بتمنع جنونو وتجاوزو للخطوط الحمرا فرفع راسو بس لمح جدو كيف انهار بس لمح ابنو بين إيديه وبعّد عبد العزيز عنو بدو يضمو...

بدو يشبع منو قبل ما يغسلوه ويدفنوه إن شاء الله لو قطع ولا شبه جسم ولا جسم كامل إلا يدفنو ع السنة... وياخدلو بحقو...

وشو كان حال الجد مش مختلف عن حال أرسلان وابنو جواد يلي حاسس بصدمة دمار المستشفى وموت أخوه وشكلو ولا عن حال كنعان يلي مش قادر يتحمل ومناه يطلّع روح دهب حتى مع بنتهم الحامل بابنو... ومنادي ع جابر من بين دموعو: جابر يا أخوي رد علي... لك رد!!!

بس وين يرد وهو حالو حال يلي تضرروا من يلي صار مفارقين هالحياة... فقرب عاصي منو محاول يهون عليه وهو مناه هلأ يبعت رجالو ما يخلوا شي سليم لعيلة دهب قبل ما ياخدوا تارهم منو بس كيف والأمور ما بتنحل هيك... إذا حالهم هيك وهما ما اجوا من صلبو متل ابنو جبر يلي انفجر بكى وحرقة ع أبوه...

وشو حالهم ما بشبه بأي حال من الأحوال بحال جميل وبدران وزيدان يلي مش قادرين يقربوا من الصدمة...

لحظات وساعات وليالي وأيام عسيرة مليانة دموع... قهر... غصة... حرمان... غياب... شوق... رحيل... كلام... مواساة.. دموع... آهات... قلق... صدمة... جنون... تخبط... ضحك باهت... كبت غيظ...

مشاعر بمر فيها كل انسان بيفقد كل عزيز ع قلبو... بس شو الحال هالانسان هيكون لما يفقد حد غالي ع قلبو وعليه الأخد بحقو وبحق كل ضحايا انفجار المستشفى وفوق كل هادا عليه يتّبع تحقيقات الحدث الشنيع يلي صار بالمستشفى... وكأنو حملو ووجعو ما بكفيه... وسبحان الله لما كانوا يقولوا كترة الضربات والضغوطات المتلاحقة مرات بتقوي بدل ما تقتل... وهادا بالزبط يلي صار مع رجال الخيّال يلي اشتد عودهم وكظموا غيظهم ومسكوا لسانهم لينطقوا بكلمة وحدة إلها دخل برد حقهم من عيلة دهب قدام الناس بالعزا... وفوق تحفظهم وكتم غيظهم كانوا طوعًا وكرهاً يتناوبوا وما يناموا كرمال يزوروا كل حدا فقد عزيز وغالي عليه في هالحدث الباطل يلي الناس بدها تعرف شو وراه غير إنو توقع صارت نتيجة عطل بالكهربا والمباحث عم تاخد إجراءاتها في هادا الموضوع كرمال كل شخص ياخد حقو واللي عليه المسؤولية يحملها... لإنو الهزيمة لازم شخص واحد يحملها... فمين هيكون الضحية الوحيدة للتهمة هادي رب العالمين وحدو عالم فيها قبل ما تصلها الاجراءات الحكومية يلي بتختلف عن إجراءات عيلة الخيّال المتحفظين فيها ورافضين يردوا لو بحرف واحد ع كبار البلد لإنهم بدهم يعطوا القصة وقتها كرمال يطلعوا بجواب شافي وبعدها يشنوا هجومهم الكاسح ع عيلة دهب يلي حالتهم ما جد عليها شي جديد لكن وصلهم بلاغ من كبار البلد... كبير الخيّال قال بآخر ليلة من الاسبوع التالت رح تعرفوا شو ردوا... فضحك جاسر مستهين فيهم وفي كبيرهم وبكل حدا بدافع عنهم واخد الموضوع بعباطة من تخطيطاتو المدمرة لإلهم وكأنو يلي سواه ما كان مدمر كفاية بالنسبة لإلو معهم بحقو... ومن الطبيعي يفكر هيك من تروي عيلة الخيّال معو... من هدوءهم وتكتمهم معو...

لا سائل بحال بنتو يلي ساترها ابنهم يلي ما صدق هالتلات أيام الضاغطة لتنتهي كرمال بس ينام منيح ويلاقيلو وقت ليزور بنت قلبو يلي ما لمحها ولا حتى سمع صوتها لو مرة من ورا انشغالو بمواساة الناس ووقوفو بالعزا جنب جبر وجدو وعمامو بدون ما يبخل عليهم بشي لدرجة نسي النوم وإن نام ممكن ينام مع عاصي وكنعان رفيقين دربو لتعزية الناس لما يبدلوا في السواقة....

فدام هلأ انتهى العزا فيه ينام ع سريرو متل الخلق... فكمّل لبيت أبوه بعد ما روحت الناس تارك جمعة العيلة المالو خلقها من تقل الحكي ع لسانو ومن انتفاخ رجليه من كتر الوقفة والسياقة واهمالو للأكل يلي ما دخل تمو من الصبح من نفسو المسدودة والمقضيها ع المي والقهوة... فعبر بيت أهلو لامح أمو يلي ما حكاها طول هالتلات أيام غير (بدكم شي) (كل شي تمام عندكم) ويسكر بدون ما يقلها دعيلنا يا حجة ولا ديري بالك ع حالك... ما في وقت يفكر يقلها هيك حكي أصلًا من كترة الشغل والمهام يلي عليه.... فقرب منها ودهش مكانو بس شاف أختو جوري نايمة ع رجلها... فرق قلبو ع اختو يلي ما كلمها من رفضها لتحاكيه ولا لتحاكي غيرو من لما وصلهم خبر موت عمها ومقفلة الباب ع حالها رافضة تحاكي حد فهو تركها ع راحتها لإنو مش حملها هلأ مع الضغط يلي عليه... فقرب منهم وهو عم يأشر لأمو ما تفتح تمها وبايسها ع راسها قبل ما يقلها: الله يقوينا يا يما... وقرب من جوري محاكيها وهو عم يمسح ع راسها: شو يابا بدك تضلك نايمة هون ولا بدك احملك لفوق..

جوري ردت عليه وهي عم تمسك دموعها: ما بدي شي وبكت بحرقة... عبد العزيز ما قدر يشوف دموعها فسحبها من حضن أمو لحضنو وهو عم يقعد ع الأرض مهون عليها: هادي هي حالة الدنيا... كلنا إلها ما حد بدوم إلا وجه الحي القيوم...

جوري ردت بحرقة: هو مات مالو دخل بشي وأنا مالي دخل انحرم واتوجع هيك ع موتو... وبعدت عن صدرو مطالعتو: ولا حتى إلي اكره حدا أنا حبيتو منهم...

عبد العزيز فهم قصدها ع مرتو يلي هي منهم فتنهد مخبرها: سيبي المشاعر لرب العالمين والوقت... ما في حد بغير يلي بالقلوب إلا رب العالمين... فاتركي مقتو لوقتو وترحمي ع عمك وما تسخطي ع اللي عم بصير دامك بتآمني بالقدر خيرو وشرو... ولازم تقوي حالك من شان جدي ومرتعمي كوثر يلي الله يصبرها... بعدين ما بدنا نتعب أمل الحلوة سمعت بعتيها هدول الأيام...

جوري لا إراديّا تبسمت بمرار رادة غصب: ما بدي تجيب نسخة مني... بدي كون أنا الأصل وما في مني تقليد...

عبد العزيز شدها من شعرها بمزح: منك ومن تفكيرك بعيد المدى... بس ما تقلقي لو في تقليد بضل النخب للأصل بعدين هيك بتتكلمي عن بنت ولا ابن عمتك يبقى شو حال ابني..

جوري بعدت عنو معترضة ع كلامو وهي عم تمسح دموعها: لو سمحت عدل كلامك قول هي مش هو وما تخرب الجهاز يلي اشتغلت فيه مع امي وعماتي بحجة إنو لعمتو أمل لإنو فهمك كفاية ليش...

عبد العزيز هون انفجر ضحك مشتاق لشوفة بطن جودي قبل جودي نفسها... فرد عليها وهو عم يرفع راسو ع أمو الساكتة إلا لمحها عم تطالعهم وعم تبتسم بسرها فنطق محاكيها: وانتي يما مش ناوية تكملي جهاز ابني...

أمينة ردت داعمة جوري يلي كانت بدها تقاطعو ع كلمة ولد: احنا بدنا بنت بلاش تزّعل مرتك والبنت يلي قبالك... وأشرتلها بعيونها تطلع فوق ع غرفتها لإنها بدها تتكلم مع عبد العزيز بخصوص مرتو... فهي فهمت لحالها وخوف ما تنحرج بعدت عنهم معلقة: انا بدي روح وانتا فاهم ليش...

عبد العزيز ضحك هون غصب من حبو لصراحة أبو إصبع: ماشي يا أبو بتفهم...

جوري ردت بحرقة: وريتني ما بفهم... بدي كون تيسة...وطلعت الدرج غصب تاركة عبد العزيز يضحك عليها وبس ضمن إنها اختفت من قدامو لف ع أمو: أه يا أم عبد العزيز ادخلي ع الزبدة من الآخر...

أم عبد العزيز تنهدت قبل ما تقلو: آه يا ابني والله ما بنام من تفكيري بحال مرتك عنا شو هيكون وما استرجيت افتح تمي بحرف خوف ما الدنيا تولع مع وجعنا ع الغالي جابر...

عبد العزيز علق بكل صراحة: حالها نفس حالها... فما توجعي راسك يما فينا وديري بالك ع صحتك وما تفكري بشي قبل أوانو وتقلقي حالك... واستسمحيني بدي اطلع انام بدك شي مني يا غالية...

أم عبد العزيز ردت عليه وهي عم تتكتف: لا يما ما بدي شي غير سلامتك تسهل يما الله يدلك ع فعل الخير وين ما كان...

عبد العزيز تبسم في وجهها فاهم قصدها وقرب منها ماسح ع حجابها اللابستو وبايسها ع راسها وهو عم يقلها: الله يحفظلنا إياكي يما... وتصبحي على خير...

ردت عليه وهو عم يبعد عنها ناحية الدرج: وإنتا من أهل الخير...

فتنهد ع حالهم بوجع مكمّل ع جناحو وهو شو متمني يلاقي بنت قلبو فيه وشو هالتمني تحول لشوق كبير لإلها لريحتها ولصوتها ولبلادتها ولعنادتها ولبنتها يلي عم تكبر جواتها... فعبر من الباب غصب طابق الباب وراه ومتحرك بدون ما يضوي أي ضو لعند السرير وهو عم يحاول ينفي رغبتو ليروح عندها كرمال ما يفتّح عيون عماتو عليها... فرمى حالو عليه ولا إراديًا مد إيدو مدور عليها ليضمها ولا ليسحبها لصدرو... فتكتف شالح يلي برجلو ومسلم حالو للنوم وهو مناه يضمها ويحط إيدو ع بطنها الكبران... فحاول يكبت رغبتو ليكون عندها وهو عم يتقلب شمال يمين ع السرير من عجزو لينام رغم تعبو... وما لقى حالو غير غافي مع شدو ع اعصابو وتقلبو بالسرير إلا ع اتصال عاصي يلي رن عليه ع فجأة فرد مجاوبو بحرة: خير لسا ما لحقت!

عاصي رد عليه وهو عم يطالع ابنو المقعدو بحضنو: بس انطم وتعال اودعك أنا وابني الكيكة ع قولة أختك...

عبد العزيز تنهد منو ومن ازعاجو مجاوبو: ماشي... فسكر منو لابس
الكندرة الجلد يلي شلحها وطلع من جناحو لعيون ابنو ليشوفو قبل ما يروّح... إلا لمح ضو الصالون مطفي ففهم أمو يا طلعت تنام أو كملت لبيت جدو فكمّل لعند الباب طالع من القصر وشو فرح بس لمح جنرال وحس حنيتو تضاعفت لمرتو ولبنتو ولا لابنو يلي عم يكبر جواتها لمجرد ما شاف ضحكتو الحلوة فقرب من سيارة عاصي مطالعو: شو ما بتعرف تروح بدون ما تشوف رقعة وجهي.. لازم تختم بشوفتي يعني...

عاصي رد عليه وهو مبين عليه الهم من كترة التفكير والجهد يلي بذلو معاه: عن لسانك بس... بعدين يا الحبيب كنت رفيق دربي ليلتين وتلات تيام ما بدك شوفك الليلة التالتة كمان الله أكبر... الحق علي لإني خليت ابني الحلو يودعك...

عبد العزيز طالع ابنو جنرال القاعد بحضنو محاكيه: يسعدلي قلبك...

عاصي معقول يشوفو مبسوط وما يسم بدنو عشان يبتسم هو: شو شايفك متخلي عن حضن المدام!

عبد العزيز رفع دقنو جاحرو: أبو جنرال خلي الليلة تمضي علينا صحاب واحباب... بعدين وينها عمتي عنك؟

عاصي انسم بدنو عند ذكر سيرتها بس حاول يكبت حقيقة مشاعرو قدامو مجاوبو: قلت بروح جيبها بس بعد ما سلم وكب بلايي عليك... المهم ما تنسى بكرا لازم نلتقي عشان نشوف بعض السجلات...

عبد العزيز تنهد ع تقيل رادد عليه وهو حاسس في حد جاي لعندهم فلف وجهو مفقد إلا شاف أرسلان وعمو كنعان فرد وجهو لعاصي: ماشي... ورد لف مطالع أرسلان مكلمو: شو يا ابن العم...

أرسلان طالعهم وهو حاسس حالو كبران بعمرو من حزنو ع موت عمو وزمايلو بالشغل ومن استياؤو ع اللي صار بمكان شغلو ومصدر رزقو الوحيد يلي توقف حتى اشعارًا آخر لحد ما يسيطروا ع الوضع ويعيدوا بناء يلي انهار بعد ما ينتهوا من اكتشاف سبب الحريق والانفجار ويضمنوا المنطقة ما عادت فيها غازات سامة منشورة بالجو وينهوا القصة بتحميلها إما لإدارة المستشفى أو لحد تاني مجهول الهوية لحد اللحظة هاي دامهم ضامنين عدم تسكير المستشفى: وين متحرك إنتا وإياه الليلة في سهرة...

عاصي يا فرحة قلبو هادا الحكي الصح... هادا المكان يلي لازم يروح عليه بعد التعب يلي تعبو... لإنو مش قادر يتحمل فكرة يروح ع بيتو الكئيب والبارد مع مرتو يلي ما بتحب تسمع صوتو ولا حتى تلمحو بالبيت... فنطق بصوت مرتاح: قول وين وأنا حاضر...

عبد العزيز ضحك عليه بس شاف عيونو وفتح الباب عليه معلق: هات ابنك وروح جدد شبابك...

كنعان طالعو وهو عم يقرصو: بطلنا نعجبك يا قلب جودي....

عاصي هون هز اكتاف: وشهد شاهد من أهلو... شفت مش بس أنا يلي مستغرب نومك هون... بعدين هادا من يوم ما تزوج ساقها جد علينا وكأنو ما حد تزوج غيرو...

عبد العزيز طالعهم بعيونو الضيقة ونطق محاكي أرسلان خص نص من بينهم: وإنتا أرسلان حابب تعلق وتكمّل علي... ذامين ذامين....

أرسلان بلع ريقو رادد بجدية: بيني وبينك عندك مرا وباقي عنا شو بدك تعطي عماتك عين ياكلوها.. أهلها هنخلص عليهم هنخلص عليهم بإذن الله... بس يعني بلاش تقوي عينهم عليها ولف وجهو لعاصي وعمو كنعان موجهلهم الكلام... وخاصة مرتك يا عاصي وأختك وفاء يا عم...

كنعان تكتف هازز دقنو: والله سكت دهرًا ونطق دهبًا مش كفرًا وين باقي عنا... اسكت يا أرسلان لا تخليني افتح تمي واخسر هيبتي...

عبد العزيز هون عيونو لمعوا من اعجابو الكبير بتفكير أرسلان يعني هو بهمو رضا عماتو بس جودي مرتو بالنهاية وأم ابنو يلي جاي بالطريق فهو لازم يعدل وينصف... تلات تيام ما شافها ولا سمع صوتها وفوق هيك كان إذا محتاج شي من البيت يبعت حد يجيبلو إياه بعد ما يوصي الست سمية عليه لعيون عماتو وأهلو... بس بالنهاية يلي حرم حالو من شوفتها طوعًا وكرهًا هي مسؤولة منو من عدة جوانب شاءوا ولا أبوا عماتو يفهموا...فتنهد برضى من الكلام يلي سمعو من أرسلان وعمو كنعان رادد بكل صدق: والله أرسلان كلامك اجى ع الوجع...

أرسلان مد إيديه ضاحك لجنرال وهو عم يقلو: تعال لعند عمو الحلو... ولف ع عاصي وهو عم يدوب من طراوة ابنو وجمالو مخبرو: عاصي ابنك عامل دعاية وإعلان للخلفة... بس احملو بصير قول وين ابني عني...

عاصي رفع كتافو بثقة: المنيح يلي فلحت بشي منيح بهالحياة وجبت شي مشجع للزواج والانجاب...

عبد العزيز حب يقصفو متل ما بعمل فيه دايمًا: عاصي قال ابنك مش إنتا... إنتا يلي بشوفك بقول ضلني عزابي أحسن لإنو مبين عليك حر طليق صايع ضايع ديار ولافف المنطقة شبر شبر وعامللي شلل....

عاصي لف جاحرو إلا برد كنعان الصريح: بدك تلومو أنا من إيدي هاي إذا مبسوط مع عمتك..

آرسلان انضغط منهم: انتا وإياه وإياه قلنا سهرة مش افتح قلبك ووجع راسي بكفيني يلي فيي وربي... فجحروه تلاتتهم فكمّل ضاحك عليهم ناطق الكلام الكاتمو بصدرو.... والله إذا مش متريح مع عمتي بجيبلك بنت بتسر البال والخاطر بتهنيك بحياتك وخلي قلب عمتي ينحرق وتصير تقول مكان ما بتكون فيه روحة زوجي ها لسا مش وين هو بكون موجود... ما بكون فيه...

هون كلهم انفجروا ضحك ع كلام أرسلان... وضرب كنعان ع ضهرو: عندو كيد قاهر بالنسوان...

عاصي طالعو بمزح معلق: ابن جواد وينها هادي البنت يلي عم تحكي عنها... دلني عليها الله يسلمك خليني أقهر قلب عمتك...

أرسلان رد بثقة: ليش تروح لوجعة الراس من أولها هو الشرع ما حرم بس يعني لسا... بس مش هون... بتجيني حضرتك بموعد لأنو بدي هلأ أنا اقعد معكم وأعرض عليكم قصة لازم تحلوها معاي...

عبد العزيز هون اشتد عودو لإنو هون هو بحب يكون حل المشاكل ومسح ع دقنو ناطق: وين القعدة رح تكون...

أرسلان رد: في الديوان الرجال عم يستنى فينا لحالو هناك...

عاصي هون لف لعبد العزيز مخبرو: شفت مش بس طلعت انا هيك في هادا الأخ كمان...

كنعان طالعهم تلاتتهم مأشر عليهم: انتو معروفين من إنتو وصغار في هالشي المشاكل دوارة بتدوروا عليها بس هادا الأزعر شكلو ع كبر انحرف ودخل دخلتكم...

أرسلان حنى راسو بفخر: شهادة افتخر فيها... المهم يلا بلاش نتأخر ع الرجال... وطالع عاصي متابع بكلامو... كيف بدكم نرجع للديوان مشي... أنا بقول خلونا نطلع بسيارة عاصي...

فأشر عاصي براسو يعني يلا... فبسرعة طلعوا معاه ومع الأزعر الهادي جنرال ابنو وحرك عاصي السيارة فيهم لحد الديوان مكان ما الرجال عم يستناهم وصفها قبال الديوان نازلين من السيارة ومكملين لعند الرجال كرمال يعرفوا شو مشكلتو وهما مش منتبهين ع عيون بدران المراقبتهم بتربص وهما راجعين للديوان من فضولو ليعرف شو في عندهم بالديوان مع الرجال يلي ما عمرو شافو... فسرها بينو وبين نفسو رافض يلفت انتباه جميل وزيدان باللي شافو وحاسس فيه... فاستنى شوي مأخر ترويحتو لحد ما تخلص قعدتهم بس القعدة طالت... فقرر يسحب حالو مع مرتو الغل ساكنها ومع بناتو الباردات يلي مالهم دخل بالعزا.. فنطق مستئذن من الجد: أنا يا عم استسمحني بدي اتسهل ع بيتي...

فنطق الجد شامخ وهو عم يطالع ببعيد بنهاية رجال الخيّال: تسهل يا ابني...

فنطق زيدان كرمال يروّح معو لإنو مالو داعي يبقى هون بدونو: واحنا كمان يا عم لازم نرجع لبيتنا خلينا نستئذن منك...

الجد هز راسو مطالعهم: إذنكم معكم دربكم خضرا ان شاء لله في أمان الله...

فسلموا عليه هما ونسوانهم وبناتهم طالعين من البيت تاركينو مع جميل يلي انسحب وراهم مسكر باب البيت وراه تارك أبوه يتنهد لإنو بقي لحالو بالصالون بعد ما تسهلوا رجال بناتو... فمسح ع إيديه وهو عم يفكر يحط حد لبناتو وتصرفاتهم البايخة شو هالعزا يلي تاركينو ع بنتو سهر ومرت ابنو امينة وبنات الدبش يلي بكونوا خوات كوثر يلي وضعها منهار... صبرهم عليه إلا يداويهم إذا رجالهم تاركينهم ع حال شعرهم هو ما بقبل بهيك شي... أكلوا وجهو ع كبر... قال الواحد بكبر وبعقل إلا بناتو خرفوا... فاستغفر ربو بدو يقوم يشوف بنتو أمل أكيد ما حد فكر يتفقدها قبل ما يروح... لكنو حس ما فيه يقوم من التعب يلي تعبو بهالتلات تيام... فمدد حالو ع الكنبة الطويلة جنبو وسلم حالو للنوم بدون تفكير ولا هز... وشو هالشكل أثر في جواد ابنو يلي كان عم يصلي تهجد ويدعي لأخوه بالرحمة وطلع يفقد البيت كعادتو إذا في ضو حد ناسيه ولا أكل مكشوف فعبر الصالون بدو يطفي ضوو إلا دهش بس لمح أبوه نايم هيك فبسرعة راح يدورلو ع غطا ومخدة ينام عليهم كرمال يرتاح بنومتو عُمُر تعب عليهم عشان بالآخر ع كبرو ما حد يسأل فيه... الله يسامحكم يا خواتي... مش منتبهين عليه... وتحرك لغرفتو القديمة لينام فيها من خوفو ع أبوه ومن قهرتو ليبقى لحالو بشقتو ياكل حالو ع تعب سنينو يلي راح هباء منثورا...

قال درس الطب من شان ينقذ أهلو لصار فيهم شي لا قدر الله وتأخر الاسعاف عليهم ولا كان طريق المستشفى بعيد عنهم... من حرصو تما يصير فيهم متل ما صار مع عم عاصي وفيق يلي مات بعز شبابو لإنو ما حدا عرف كيف يوقف النزيف ولا* حتى يسعفو اسعاف بسيط من الرصاصة يلي اجتو من رجال دهب من لما كان بعمر خمس سنين...

صحيح هو كان صغير لحظتها البعض ممكن يقول بنسى لكنو هو ابدًا ما نسي هالموقف يلي خلاه يصير بدي يكون دكتور حاضر لكلشي... فدرس الطب وكبر حلمو لينقذ كل الناس... وسعى بتنفيذ حلمو بتأسيس مستشفى بسيط بمساعدة من أبوه وجدو والمعارف وجمع دعم من هون وهناك وغير التسهيلات والدعم يلي من الحكومة... تبالآخر يصير فيه هيك وفوقو أخوه يموت فيه... شو هالفاجعة... شو هالحرقة القلب... فبكى غصب من قهرو ع أخوه يلي ما مات من رصاص دهب إلا مات بالمستشفى يلي أسسو هو... وشو كره المستشفى يلي تعب عليه لإنو بمشيئة الله حرمو (المستشفى) زمايلو وأخوه المقرب لقلبو... فتنهد مستغفر ربو ع سخطو وسألو المغفرة والثبات ع هالبلا التقيل عليه... وع قلب مرت أخوه كوثر يلي صار بيتها رعبها لإنو وين مكان زوجها شاركها في لحظات فيه... فما قدرت تبات فيه الليلة لحالها من بعد ما روحت سهر وخواتها وبنات عمها من عندها فسحبت تليفونها متصلة ع أم العزيز وطالبة منها بس ردت عليها فورًا: أمينة طلبتك تيجي تبيتي عندي...

فردت عليها أمينة بتآخي: تكرمي دقايق وبكون عندك... وسكرت الخط منها طالعة من غرفتها وهي مكافحة تعبها كرمال أم جبر يلي كانت لها نعم الصاحب والسلفة.... ومشيت لعندها وهي عم تدعي ربها يقويها لتصل بيتها إلا بصوت زمور سيارة عبد العزيز يلي ترك الشلة لحالهم بس لمح أمو من شباك الديوان عم تمشي لبيت مرتعمو كوثر وركض ركب سيارتو الكان تاركها من قبل ما يروّح لبيت أهلو متحرك لعند أمو يلي توقفت مكانها متبسمة بوجهو لإنو الله بعتلها إياه نشلة وبسرعة وقف السيارة جنبها محاكيها بمزح: ع وين يا حجة بانصاص الليالي رايحة؟

أم عبد العزيز ردت عليه بتقل مازحة معو: والله بدي روح ع آخر محل بالحارة إذا بتتفضل علينا بدي اشتري حليب للولاد الصغار يلي عندي من شان يناموا بكير...

انفجر عبد العزيز ع رد أمو القاصف لإلو: ههههههههه حاضر يما إنتي شو ما تقولي ع راسي من فوق... ووقف السيارة قبال بيت مرتعمو مخبرها: سلميلي عليها يما...

أمو ردت عليه وهي عم تنزل من السيارة: تمام المرة الجاي خلي سيارتك أعلى من هيك...

عبد العزيز تنهد لإنو سهي ينزل ليساعد أمو السدت الباب وراها.... لتنزل من الجيب العالي.... ونطق مخبرها وهو عم يفتح شباكو كرمال تسمعو: من عيوني شو ما بدك أنا حاضر...

أمو ردت عليه وهي عم تمشي لعند الباب: ما بدي شي غير تكون مرتاح... ودقت الباب ع أم جبر يلي فتحتلها وهي عم تستقبلها بأحلى ابتسامة رغم الحزن الباين بعيونها ووجهها... فردتلها الابتسامة وهي عم تكمل معها للصالون ليتكلموا شوي لحد ما يناموا لكن النوم جافاهم والحكي جر الحكي متذكرين أيام زمان ومواقفهم الحلوة وكيف الزمن جمعهم أرامل... إلا بنزول جبر لعندهم معلق: كنكم نستوني من حظي من القهوة...

فبسرعة أمينة قامت بدها تجبلو كاسة لكنو نطق مانعها: أنا هلأ بجيبلي ~

إلا بصوت البرق الممزوج مع المطر قاطع كلامو...

فنطقت كوثر وهي عم تقوم: جبر يما بسرعة روح سكر الشبابيك حرام نصحي الخدامة بعد كل التعب يلي تعبتو من شان تفقد الشبابيك مفتوحة ولا مسكرة...

جبر رد عليها وهو يهرول ناحية الغرف: حاضر يما... واختفى من قدام عيونهم بالوقت القامت فيه كوثر تشغل صوبة الحطب المصممة جواة الحيط باللحظة يلي ام عبد العزيز راحت فيها تجيب فنجان لجبر إلا شافت الشلة يلي كانت بالديوان عم يطلعوا مودعين رجال غريب عليهم... فبسرعة تحركت بس سمعت صوت جبر: يما تطمني الشبابيك كلها مسكرة... بعدي أنا بشغلها... لسا البرد يما ما بلش ومن هلأ صوبة...

إلا وصلها صوت كوثر الضربت ابنها ع كتفو بنهر ممازح: جاي تعلمني ع الحياة... شغل بدون صوت...

فبسرعة حركت حالها رادة لمكانها كرمال تصب القهوة بفنجان جبر متونسين بذكريات أيام زمان بجوهم الدافي يلي ما بتقارن بجو الشلة يلي تفرقت تحت زخات المطر بعد ما الرجال الكانوا قاعدين معو تسهل فبسرعة خوف ما يبتلوا بالمي عاصي ركّب معاه كنعان وأرسلان يلي علق ع الجو وهو عم يطبق باب السيارة وراه: سبحان الله رغم إنو عم تشتي زخ ولله الحمد إلا إنو الجو فيه دفى...

فرد عاصي ع كلامو بمزح وهو عم يلمح عبد العزيز الواقف جنب سيارتو بدون ما يركب فيها من حبو ليتبلبل شوية بمية الشتى من ايمانو بقيمتها الروحية: يسلملي شاعريتك هلأ... ووقف السيارة قبال باب بيت الجد كرمال ينزلو بسرعة بدون ما يتغرقوا بمية الشتى إلا بتعليق كنعان الكان قاعد جنبو: مش قد شاعريتك بتوصليك لإلنا لعند الباب...

ونزل السيارة مخلي أرسلان ينفجر من الضحك وهو عم يرفع إصبعو السبابة والدباغة ومنزل باقي اصابعو ع شكل سلاح بمعنى طخك بردو... وبسرعة كمّلوا لجوا البيت تاركين عاصي يضحك عليهم لإنو حالهم عجيب واحد بحاول يسعد نفسو بأي طريقة والتاني بحب يفسد سعادة يلي قبالو بأي طريقة بدون ما يحس... ورفع إيدو مودع عبد العزيز يلي ركب سيارتو مودعو بهزة راسو وسفح بعدها مع ابنو يلي غفي ع إيدو وهو قاعد بالديوان للبيت وهو مو سائل بمرتو نايمة ولا قاعدة... ماكلة ولا شاربة... المهم ابنو معاه ويعطيه العافية... فشو حالو ما بشبه ولا شعرة بحالة عبد العزيز يلي حرك سيارتو مسرع لعند مرتو بنت دهب يلي هتنجن من زوجها يلي مش سائل فيها.... تلات أيام ما ورجاها خلقتو ولا حتى سمّعها صوتو رغم إنهم في نفس البلد وبشمو من نفس الهوى والدنيا بعصر السرعة يعني بقدر بأي وقت يكون عندها...

بس حضرتو ليش يغلب حالو... بس شاطر يكلم الست سمية... شو قهرها بهالتصرف... بالله هي شو دورها هون رجل كرسي... طاولة مالها داعي... مكيف ع حالو باعتلها تبعت مساج طبيعي (المعالجة الطبيعية) من شان وجعها...

شكتلو هي بدها معالجة طبيعية... بدل ما يبعت هالمعالجة يجي هو والله أشطر منها وبخلي وجعها بالزيت يلي بقرأ عليه يطيب... جد إنو ما بفهم... قاهرها بقلة فهمو... وخوف ما تنجن منو ومن قهرها ما خلت شي ما سوتو دراسة درست لانفجرت وشغل اشتغلت بالكولاج والديكوباج ولف بالبيت ولفت... وأكل أكلت لملّت معدتها وتوجعت مع حموضتها وهو ما عندو علم... وشو فكرة إنو يكون مهملها خلتها يا تحتر من الخنقة يا تحتر من العصبية يا تحتر من وجع جنابها ولا من وجع رجليها.... ولا تحتر من شوفة الست سمية الشاطر بس يتواصل معها رغم إنها هي لا مرتو ولا حتى المسؤولة عنو فيبقى ليش بحاكيها هي بدل عنها...

رح تنفجر وتفقع وتنجن لإنو عم يحسسها إنها مش مرتو... قال رفضت تطلب تحاكيه من شان تشوف إذا رح يحاكيها بس هي اليوم التالت خلص ودخلو ع اليوم الرابع وحضرتو مش سائل... فقامت تشغل حالها خوف ما تكسر الدنيا فوق راس الست سمية النايمة بالعسل...

فسحبت رواية بدها تقرأها بس لا الروايات بتخليها تحن بزيادة فرمتها بعيد عنها وقامت تدور ع شي تعملو بالبيت وفجأة تذكرت في اشياء لفتتها في مخزن أم عبد العزيز الصغير واللي مليان تفاصيل انتيكة وما فيه مجال إلا للمشي فيه لكم خطوة من كتر مهو معبى اشياء ثمينة وحلوة فطالعت حواليها خوف ما الست سمية تخرّب الموال يلي ببالها وبخطوات سريعة كملت جنب غرفة المكتب ونزلت درجتين فاتحة الباب وهي عم تبتسم حاسة حالها متل ماري بالمسلسل الكرتوني الحديقة السرية... فضوّت الضو مفقدة فيه وهي مبسوطة ع ريحة العتيقة الخانقتها لحدًا ما مع صوت المطر... وطالعت حواليها مدورة ع الصندوق الملكي كرمال تشوف شو فيه لكن في صندوق تاني لفتها فبسرعة رفعت حالها ع رووس أصابعها ساحبة الصندوق بدون ما تفكر بحقلها ولا ما بحقلها من الفضول والمتعة يلي أكلت قلبها... وبهتت بس لمحتو مسكر بقفل المفتاح... فقربتو منها لتشم ريحتو وشو ريحتو الخانقة خنقتها ودروختها فجت بدها تسند حالها قبل ما توقع ع شي من التحف والاغراض المخزنة إلا الصندوق وقع منها وانكسر من الحفة وكاشفلها عن وراق جواتو... لكن ما همها شو فيه جواتو من التقل والدوخة والخنقة الحاسة فيهم فتمسكت في قطع الأثاث يلي وراها مساندة حالها لحد ما تخف الدوخة المفاجئة لإلها من ورا الريحة الكريهة فنادت ع الست سمية: ست سمية... ست سمية... ست سمية..

بس الست سمية من وين رح تسمعها إذا كانت نايمة ولا حتى قاعدة في غرفتها... فما لقت حالها غير قاعدة وهي حاسة حالها رح تنخنق من هالريحة... فبلعت ريقها مهوية ع حالها ومحاولة تركز وتشد ع حالها لتنشل روحها من هالمكان الخانق وما لحقت توقف إلا وهي شبه واقعة قريب الصندوق... فبكت بدها حد ينشلها من يلي هي فيه... بس ما فيه حد ينشلها وما لقت حالها غير مغمى عليها... وسبحان الله في نفس اللحظة الست سمية كانت حاسة في شي مش مطمن بالها عم بصير بالبيت فقامت تفقد الشبابيك إذا في منهم شي مفتوح وتطمن ع طالبتها المجدة معها وبهتت بس لمحت ضو المخزن عاكس من بعيد ومنور الحيطة من صفار الضو المضوي فبسرعة تحركت لعند المخزن كرمال تطفي ضوو وبهتت بس لمحت طالبتها الفارة عم تنادي عليها وهي مدروخة وعاجزة تنشل حالها من المكان الضيق العالقة فيه...

فبسرعة قربت منها ضاربتها ع خدها بخفة كرمال تصحصح وهي عم تسألها: بنتي جودي مالك؟ جودي بنتي حاسة فيي... وبسرعة لفت تدور ع تليفونها... هو وقتو تليفونها ما يكون معها بروب النوم... فبسرعة طلعت ركض من عندها متحركة لغرفتها جايبة تليفونها مع زجاجة عطر وكمّلت ع المطبخ جايبة قنينة مي باردة وهي عم تتصل ع عبد العزيز يلي رد عليها فورًا لإنو عارف الست سمية ما رح تتصل عليه قريب الوحدة الصبح إلا لشي كايد أو مهم: أيوة ست سمية خير في شي متصلة علي بهيك وقت...

الست سمية نزلت الدرج مقربة من جوري وهو عم ترشقها مي باردة: بنتي جودي لقيتها مغمى عليها في المخزن وعم تهمهم ومش سامعتني فاتصلت شوفك قريب منا ولا لأ دامك خبرتني ما سكر الباب لإنك جاي... وحولت كلامها لجودي... بنتي سامعتيني حاسة فيي...

جودي حاسة فيها بس مش قادرة ترد عليها من لسانها التقيل وجسمها الاتقل... فاضطرت الست سمية ترشقها مية وهي عم تحط التليفون ع المايكروفون لتسمع ردو: خمس دقايق ورح كون عندكم...

وجودي بس سمعت صوتو من هون بكت من كل قلبها من هون... وهو بس سمع صوت بكاها قلبو وجعو عليها وتمنى لو بامكانو يطير لعندها... فزاد سرعة سيارتو بس وصل الشارع المدخل لڤيلتو وسفح ضامن ما في حدا هيكون قدامو ولا جاي تقاطع لعندو وفورًا فتحولو الحراس الباب وصف سيارتو مشحط بصوت عالي ونزل منها طابق الباب بعجلة وقفل السيارة بالمفتاح يلي معاه وركض للبيت داقق الباب للست سمية تفتحلو إياه لإنها نست تفتح الباب من جوا رغم إنو وصاها من قبل... فبسرعة ركضت الست سمية تفتحلو الباب قبل ما يتبلبل بمية الشتا فنطق وهو عم يطالع حواليه مدور عليها: وينها هي لهلأ بالمخزن....

ردت عليه وهي عم تعجلو: آه...

وهو بس سمع ردها فورًا ركض لعندها وهو مش عارف شو بتهيألها تروح ع المخزن... وبس شاف حالها كيف استاء من وضعها وبأسرع ما عندو رفعها بين إيديه ناشلها من المخزن الخانق وطالع فيها للصالون سائل الست سمية يلي كانت عم تطفي ضواو المخزن وراهم كرمال تلحقهم لتتطمن عليها: ست سمية هي شو باقية تسوي بهيك وقت بالمخزن؟

الست سمية شو تقلو يعني... هي مسؤولة عنها كل لحظة... فجاوبتو بكل بساطة: والله ما عندي فكرة يا ابني!

عبد العزيز حرك راسو بتعجب منها وهو عم ينزلها ع الكنب طالب من الست سمية: ست سمية ما عليكي أمر افتحي الشباك هادي مبين عليها زي المخنوقة...

الست سمية بسرعة نفذت طلبو بالوقت يلي هو قعد جنبها لاطمها ع خدها بشكل مستمر وهو عم يحاكي جودي: جودي سامعتيني ردي علي إذا سامعتيني...

جودي سامعتو بس بدها وقت لترد تمام... فحاولت ترفع إيدها لتمسك فيه بس محاولتها باءت بالفشل لإنو هو مش حاسس فيها ولا منتبه عليها... فبكت منادية عليه وهي عم تحرك راسها شمال يمين من التقل الحاسة فيه فرد عليها: هيني جنبك يا عمري حاسة فيي... بدك اخدك ع المستشفى هلأ...

جودي سمعت سيرة المستشفى بكت وصارت بدها تقوم رادة: لأ مستشفى... لإنها بدها تبقى معو... وبس حست براسها ع صدرو المبلل بقطرات بسيطة من مية الشتا ع جاكيتو طلبت منو بتقل: انشلني ع فوق... وغمضت عيونها ضايجة من مكانها هون هي بس بدها تكون بين إيديه وتاركة راسها ع صدرو...

فأخد كلامها ع محمل الجد مخبر الست سمية: ست سمية يعطيكي العافية معها أنا رح كمل معها فما تقلقي عليها... وبسرعة حملها لفوق وهو عم يسمع ردها: تمام يا ابني... وتحركت مسكرة الباب وراه والشبابيك بالوقت يلي هو كمّل فيها لغرفتهم وهو عم يقلها: بدك تاكلي...

لأ وين تاكل هلأ.. هي بس بدها تنام جنبو وتحاكيه من هون للصبح فردت عليه بشي بس قربت من غرفتهم النوم بدون خجل بصوتها التقيل واللي ما بسمعو غير القريب منها كتير: إنتا إلي أنا وبس...

بهت شو دخل كلامها هلأ بالأكل... باينتها هي مدروخة ع تقيل... فعبر فيها الغرفة منزلها ع السرير ومنور الاباجورة من هون استلمتو بطلباتها من هون: تلفزيون... تليفون... روح مشاوير...

أهلًا هادا يلي كان ضايل هلأ... فلف عليها محاكيها بعد ما شلح جاكيتو الجلد الأسود المبلل شوي من المطر: أنا بقول ارحميني وخليني نام...

ابتسمت ع ذكر النوم متمسكة فيه مذكرتو بجملة ع أساس هو قاعد بعقلها وفاهم بشو بتفكر: بس عندي...

ضحك لا حول ولا قوة إلا بالله مالها... شو بس عندها... وفجأة عاد شو قال وفهم بلشت تفقد قربو... فضمها لصدرو مجاوبها: بفكر...

وشو انجنت هون ورفعت رجلها مقيدتو فيها وهون انفجر ضحك عليها لإنها عم تعاملو متل الصغار رغم عياها ودروختها... فقرر يمزح معها شوي ويعطيها ضهرو لكنها رفضت بتثبيت راسها ع صدرو... فقرب منها هامسلها: مالك ميتة ع قربي... شوي ورح تدخلي فيي متل روحي شو السيرة...

جودي ردت عليه بدون تفكير مع التقل والغيرة الحاسة فيهم: زوجي!!

اهتز جسمو من كتمو حس ضحكتو يلي ما قدر يكبتها أكتر من هيك فانفجر من الضحك عليها بصوت مخليها تشب من ضحكو الجاي ع حساب حرقة صدرها... فلفت معطيتو ضهرها وصار هو يتحركش فيها ليرضيها... بالوقت يلي غيرها بالطقاق لا أهلها سائلين فيها ولا حتى زوجها الحامل منو سائل فيها ولا باللي ببطنها يكتر الله خيرو إنو بعتلها دكتورة تكشف عليها قبل تلات ايام... واستحى بعدها يقلق فيها ولا حتى يتصل ع الأقل ع حليمة ليسأل عنها متل ما كان قبل يسوي... وهالشي خلاها تشتاط وتنفر يا من الأكل... يا تنهلع ع الأكل... فهلأ هي اكلت لانفجرت وحاسة لولا كاسة النعنع عليها لكان ماتت من انتفاخ بطنها... فردت لغرفتها كرمال تتدفى مع البرد الحاسة فيه وشو قعدتها بغرفتها مع صوت المطر خلتها تشتاق لكنعان ولحظاتهم برا بفصل الخريف والشتا وهما عم يتمشوا ولا عم ياكلوا باحد المحلات برا بالهوى البارد يلي بتموت فيه كرمال يحزن عليها بالعمدًا ويعطيها جاكيتو يلي بتموت بريحة العطر الراشو عليه... ولا كرمال تقرب منو بحجة إنها برادنة وقربو هيدفيها وهو ينجن منها من حركاتها لإنها مش مرتو لسا... وشتان بينو وبينها هي يلي مش فارقة عندها الحدود والحلال والحرام يلي ما تربت عليهم زي ما لازم... ويا فرحة قلبها بس صارت مرتو وصار فيها مش بس تكون معاه برا البيت إلا جوا البيت وبنفس الغرفة مكشوفة عليه ومعايشتو ساعاتو وأيامو وهي مسحورة ومدهوشة من كرم الحياة معها لإنها خلتو يصير زوجها وبتقدر تنام وتصحى جنبو... ورغم انسحارها بلحظاتها معو كانت عارفة هالسحر اخرتو يختفي وترد يا لكابوس دموي في حالة لو قدر الله ومات أو لكابوس عيلتها المريب...

بس سبحان الله هيها هي لا بكابوسها الدموي ولا بكابوس عيلتها... إلا بكابوس مخيف أكتر منهم تنيناتهم لإنها هيها جنب الخايفة عليه لكنها بدل ما تخاف عليه صارت تخاف من افعالو عليه وعليها من بعد يلي قلها إياه ودفعها مجبرة تعيش بهاجس وقلق من تفكيرها هي وين هتروح بحالها مش مكانيًا إلا عاطفيًا ومستقبليًا...

هي بدات فيه وما فيها تنتهي بعيد عنو...

فوين تفكيرها هي وتفكيرو هو يلي ما قدر ينام وهي ع ذمتو فكرة إنو أخوه مات من وراه ووراها هتدبحو... هو لولا العيب كان من أول لحظة شاف أخوه فيها اجالها بس لا لازم يوقف مع أبوه وأخوتو وابن أخوه ودام العزا خلّص والكل رجع لحياتو عداه هو يلي كره الحياة من ورا المغضوبة يلي عندو...

هي بدها تجلطو وهو حي...

هو غبي ومليون غبي لما تهاون وتعاطف معها... هو **** لما قربها منو بدل ما ياخد حقو منها... حط راسو وراس أهلو بالتراب... يا الله مع كل لحظة عم تمر عليه من بعد مواجهتو معها عم تخليه يصير مهووس بفكرة قتلها هي واللي ببطنها... بس دامو ما جن ع الآخر ومخافة الله مسيطرة عليه ولا كان ما فكر لحظة بتطبيق هالفكرة المخيفة...

ولا يعني عدم تطبيقو للفكرة يبقى رح يرحمها منو من غلو وحقدو عليها... قتلت القتيل ومشيت بجنازتو ومفكرة يخليها مرتاحة وين؟ عندو هو... تبقى تحلم ع شي ع قدها لإنو حالف إلا يطحنها بس يشوفها ...

قال كان بدو يكرمها وهي عندو ما فشرت مليون مرة... لإنها ما بتستحق إلا الدبح... قاعدة عم تضحك عليه متفقة مع أهلها... وفوق هيك بتقلو قبل تلات تيام بدون خجل آسفة وبدها تحمل ذنب أهلها... دامها بدها تحمل وزر أهلها تتلقى... فزاد سرعتو بدو يصلها بأسرع ما يمكن وهو مناه ياكلها هلأ... وما صدق مصاديق الله يصل الكوخ ليصف سيارتو وينزل الدرج متل الوحش المفترس وبسرعة فتح الكوخ بالمفتاح مش سائل فيها هي نايمة ولا صاحية... وعبر الكوخ مكمل لغرفتها فاتح الباب عليها بشكلو المخيف وطاقتو الحارقة... وهي المسكينة بس شافتو كيف داخل عليها مهددها بصوت يلي ما بحياتها سمعتو بعد ما طبق الباب وسكرو بالمفتاح المعلقو مع بقية المفاتيح وراه: مش بدك تعرفي قصة تارنا زمان هلأ رح قلك كيف...

وقرب منها وهي هون جت رح تقوم لكنو من شعرها سحبها وهي عم تترجاه: كنعان الله يخليك!!

كنعان وين تأثر فيه بهالكلام هو حالف إلا يقلب حياتها جحيم... يعني هيقلبها جحيم... فرد عليها بغل وهو عم يقرب وجهو من وجهها: قال سلمت ع أبوكي من شان خلي زواجي منك بما يرضي الله وكنت مستاء لإنو نسي الشيخ يسألك عن شروطك قبل عقد النكاح...

إميرال غمضت عيونها مش قادرة تجاوبو من شكلو المخوفها واللي محسسها إذا تكلمت عقابها هيزيد من جنونو خارج السيطرة واللي ممكن يقتلها فيه دام ما فيه حدا يحميها منو...

فنطق وهو عم يطالعها بكره: مش دبحتي حالك علي... ع شو؟؟؟

فرماها ع السرير جابر حالو وجابرها عليه: مش بدك إياني... هيني... ويمسح ع وجهها... وهي مش قادرة تتحملو ولا قادرة تتحمل وجعها من الحمل يلي ما بتقارن بوجع روحها من يلي عم بسويه فيها... فنطقت برجى طالبتو من بين دموعها: ما تساوي فيي هيك يا كنعان...

كنعان لا حياة لمن تنادي... هو رح يورجيها الجحيم... الله لا يخليه إذا رح تضلها عايشة عندو وشوكتها مرفوعة وهي حامل منو... إلا يذلها وهادا الحامل فيه إلا يخليها تنهد كرمال تخسرو... تخسى تجيب منو ولد هي وأهلها وبعدها إلا يحبسها لحد ما تعفأ روحها وتقول الله حق لإنو من ورا رخاصتها هو وصل لهون... من ورا **** أخوه صار فيه هيك...* من وراها هي دفن أخوه بجثتو شبه المفحمة يلي ما استرجى حدا من بناتهم يشوفوه... وبكوا بصوت بقطع قلبهم عشانها هي... فكرهها عليه غير سائل فيها ولا بمشاعرها باللي عم يساويه فيها لإنها هي قبلت تكون بيدق بأيد أهلها... لأنها هي كانت فتنة ورغبت تكون متل يلي عم تحضرهم... لإنها هي ما عرفت تختار صح... ولإنها هي ما لجأت لربها وطلبت رحمتو قبل ما تصل المواصيل لحد هون...

الصحوة المتأخرة مرات بتكون متل الموت المبكر لا طعم إلها ولا حياة... وللأسف كل هادا صار من ورا عمها محراك الشر يلي عايش حياتو وهو مش فارق عندو لا وضع بنتو ولا وضع بنت أخوه لإنو حلمو أكبر من ما الناس عم تفكر وأهم من التافهتين يلي عندهم واللي شاء ربنا يرفع شوكة وحدة فيهم بالوقت يلي انكسرت فيها التانية... فسبحان معز الناس ومذلهم... فسبحان يلي بهب الناس طرق لتصير وتكون... فسبحان يلي بنصر المظلوم ولو بعد حين... لإنو ما في شي بصير إلا بإذن رب العالمين فلا تكبر ولا تتكبر يا جاسر دهب لإنو نهايتك بين إيدين رب العالمين عسيرة... فاحلم قد ما بدك وساوي شو ما بتقدر لكن ما تنسى تعد عدادك لتواجه رب الناس في الدنيا والآخرة إن قدرت وما بتقدر إلا إذا شاء رب العالمين...

وبعيدًا عن جاسر دهب يلي شرو ما كفى عيلة الخيّال كرمال يجيهم شر الست الجميلة الراكبة في سيارة مرسيدس موديل السنة وهي عم تتصل من رقم محلي ع ابن أخوها المطنش اتصالاتها سواءً الكانت من رقمها المعروف ولا من ارقامها غير المعروفة...

مفكر حالو بقدر يكابر معها ببقى بحلم... صحيح هي بتعزو بس لا يعني المعزة عندها يعنّد معها لإنو هو مش قدها... ولا قد كيدها وشرها... فخليها كرمال محبتها لإلو تحاول معو كآخر مرة قبل ما يشوف منها وجهها التاني يلي ما بتخاف تكشفو ع العلن قدامو وقدام أهلها والعالم كلو... وهي قول وفعل... يسأل الناس يلي جربوا يلووا دراعها وهيعرف هي شر ع الأرض بعد ما كانت جنة خاطفة بجمالها ونعيمها لإلهم والحب يلي كانت تكنلهم إياه بقلبها بتشلعو وبتعبي محلو الكره والشر... فإذا هو حابب يشوف شرها يتلقى أول ضربة مش فيه إلا بابن اخوه ضرغام لإنو هو مستعد يضحي بحالو كرمال أهلو ومستعد يتحمل أي شي كرمالهم بس أكيد ما رح يتحمل وجع القراب ع قلبو من وراه هو...

مش لكل شي تمن وتمن ابن شامخ الخيّال هيكون آذيتها للحواليه و دامها هي متيقنة من هالشي يبقى هتبرع بهالآذية كرمال يرجع تحت إيدها بغض النظر عن كسرها لإلو دامها ضامنة الزمن بجبر وبنسي يلي صار.... فابتسمت بمرار منزلة التليفون وهي عم تطالع ببعيد كم صارلها مش داخلة شامخة سنين طويلة... من ورا ابن أخوها يلي فضحها... بس وين هلأ يفضحها هو ولا غيرو... أصلًا مين بفكر يستحطي حيطها غير المغفل... وأكيد أخوها شامخ مش حابب يعيد غلطتو معها... لإنو أدرك هي شو عندها نفوذ وعلاقات وأموال ما بتقارنوا بورثتو الكبيرة يلي ورثها جنب الثروة يلي سواها... فتنهدت مرجعة ضهرها لورا... هي هلأ جاية تتسلى وتعرض وراق قوتها لتحصل ع اللي بدها إياه متل ما بقولوا عصفورين بحجر بس هي ما بدها عصفورين هي جاي تصيد عصافير كتير... فضحكت آمرة الشوفير يلي عم يسوق فيها وعارف مسبقًا أهم العناوين يلي هتروح عليها من الملف يلي وصلو من سكرتيرها المعتمدة عليه بشامخة لتنفيذ خططها واللي مش واضحة قدامو إلا ملامح: حرك ع بيتي يلي ع الجبل...

الشوفير بدون ما ينطق بحرف لإنو عارف الأوامر بتنص ممنوع يحاكيها لو بحرف إلا إذا طلبت... فحرك مغير الطريق من الشقة يلي بتملكها بإحدى عقارتها لطريق بيتها يلي ع الجبل تاركها تسرح ببعيد بانتصارها الساحق وبثقتها بقوتها بطحن أي راس بحب يخوض معها حرب ولا حتى بفكر يتجاهلها... فميلت رقبتها ع راسية الكرسي الفخم القاعدة عليه مبتسمة بتخطيط آذيتها لابن ضرغام... الماخدلي بنت دهب الغبية... وخايفلي عليها... خليه يخاف لإنو أخيرًا لقينا ورقة قوة نستخدمها ضدو وقت الحاجة الباينتو مش بعيد... لنكسر ابن شامخ...

وكأنو ابن الخيّال كان هادا يلي ناقصو ويلو موت عمو وويلو قصة مرتو مع عيلتو وويلو قصة المستشفى وويلو قصة حلالهم وخيرهم وويلو ردو على عيلتها يلي قرب...

هو شو بدو يتلقى ليتلقى شر القريب ولا شر البعيد كرمال يأمن على عيلتو وبنت قلبو الحابسها بهالفيلا الصغيرة والمنفية عن العالم والناس كرمال تنجو من آذية الناس يلي ما بحياتها آذتهم لو بشعرة...

كرمال يحميها من شر أبوها وكل حدا بتمنالها المضرة...

لكن معقول يضل حابسها هون كرمال يضمن أمانها وسلامتها من آذى الناس...* ولا يلي عم يعملو معها هو أكبر آذية لإلها بحرمانها الروحة والجية وتواصلها مع الناس...

ولهون بنتهي الفصل ولله الحمد 💓💓 فصل مليان بالأحداث المتنوعة لكن السؤال المهم متى رح يكشفوا جاسر دهب ورا يلي صار؟

وشو رح يصير بجودي مع عيلة الخيّال وهل إميرال وضعها هيزداد سوء أكتر ولا رح يصير شي ينشلها من يلي هي فيه؟

وشو رأيكم بكلام الرجال مع عبد العزيز بخصوص اجدادو... وهل فكركم هيصير فيه نفسهم ولا غير... وهل خطر ببالكم كنعان ممكن يفكر إنو هو ورا سبب موت أخوه...

وهل الجد رح يقدر لبناتو ولا لأ؟

وشو رأيكم بدخول نداء وفكركم كيف هيكون دورها وهل رح تئذي كنعان... وفكركم هي دعمت إميرال بطرقها لتقربها من كنعان ولا كيف؟

ومتى إميرال وجودي رح يعرفوا عن موت جابر؟

وضحكت ع أرسلان وغيرة جودي ومحاولتها لترضيه 😂😂😂 بنتنا عم تتطور.. استمري استمري 💖🌸

شو جاسر عندي أهون من غنج وبناتها الباقيات بنفلج منهم فلج 😡 ويا أمي سامي شو ما بطيقو وبحس ريحتو كريهة 😂😂 كنعان كتلة مشاعر هايجة فرجاءً روق وروقنا... في عزوز بدو يرضي الكل عكس كنعان المش هامو غير سمعتو... وإميرال صحيح يما منتظرتك بقوتك يعني أنا عارفة تعبانة مع الحمل ومشاعرك منهارة من مرورك بكل هادي اللخبطة فهيني متربصتلك ع ركبة ونص شوفك بقوتك.... فيعني بتحملك بعيني الله... وصحيح ست سمية إلك تحية كبيرة مني... وجوري حبيبتي بدنا إياكي قوية بنحبك معنا فرفوشة... في حين عماتها كلهم بدهم إعادة تأهيل جلطوني 🥶 في حين رجال الخيّال كل حد بقدم يلي عليه بغض النظر عن مشاعرهم وأفهم من نسوانهم الكاسرات.... فالله يجيرنا من عمتو الباينتها مش بس محراكة شر إلا كتلة شر 🙄 لإنو مش ناقصنا بصراحة.... وبقول لجابر يعطيك العافية كل ذكرياتك معنا عطرة 💫 ولجواد بتفرج 💖

وأجمل شي يكون عندك بالحياة حد يشد ع إيدك ع الخير 🌸

 
 

 

عرض البوم صور رنين رنين   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم قصص من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:15 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية