كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل السابع )
والآن لا تحس برغبة أبداً في قراءة تلك المقالات لكن يجب عليها ان تفعل , حبها له يجب ان لا يمنعها من اداء مهمتها التي أتت من أجلها . فحبها له لن يغير من الأمر شيئاً , يجب عليها تحقيق هدفها ... يجب.
لكن كيف ؟ إنها تشعر بالاشمئزاز مما ستفعله , وضميرها يعذبها مما سيحدث , والآن لديها مهمة أخرى هي ان تقمع حبها له , كبرياؤها يمنعها بينما قلبها يهمس لها بشيء مختلف , ومشاعرها تشجعها على ان تكون مع اوليفر لا للانتقام بل لسبب بسيط لكونه الذي تحب, لقد كانت تعيش بمرارة , مقيدة بالماضي فلم تكن تعي شيئاً عن مشاعرها , وكل دقيقة قضتها مع اوليفر كانت تجعل الأمور تسوء أكثر, لقد عرفت هذا كله الآن .
فحنانه واهتمامه , وأسئلته كل هذه الأشياء ردت لها الثقة بنفسها .فأصبحت أكثر رقة وحساسية , مع انها حاولت ان تخفي هذه الحقيقة عن نفسها بتغطية حساسيتها وحبها بالغضب.منتديات ليلاس
وضع لوريل الذي هي فيه ومشيها المتواصل جعلها تسترسل بأفكارها وتركز على نقطة ألا وهي حبها له , متى بدأ؟
هل يا ترى لهذا الحب أساس وجذور في قلها منذ وثقت به وخدعها ؟ وهل ماتت بذور الحب طيلة هذه المدة حتى يعود للظهور بحياتها يبعث الحياة فيها من جديد ؟ هل حقاً دفنت مشاعرها الحقيقة بتجميدها لكي لا تتعذب من جديد؟
وعندما التقيا انطلقت هذه العواطف على السطح وتكسر الجليد الذي منعها من الظهور طيلة هذه المدة .
لكن يجب ان لا تسمح لهذا الحب ان يستمر في قلبها .يا إلهي لو علم بماذا تشعر ! فسيكون يومه المشهود.
وفجأة تذكرت دفتر ملاحظاتها إذا قرأه فسيعرف , وعادت ترتعش. عليها أن تسرع بالابتعاد عنه .
يجب ان تفعل هذا . فلن تثق بنفسها بعد الآن , واحست بغصة في حلقها , سيستغل هذا ضدها بينما هي مشغولة بحبه , حتى انها لم تستعمل السلاح التافه الذي وجدته ضده , من أجل كبريائها عليها ان تنفذ خطتها لنهايتها .
عنفت نفسها بقسوة , عليها ان تنسى الماضي وتبدأ من جديد. ولكن كيف يمكنها ان تفعل هذا ؟
وتوقفت من جديد ودهشت لهذا الشعور المكبوت داخلها بالانتقام , إنه شعور همجي , فمن قال لها إنها إذا انتقمت وعذبت اوليفر ستتحرر من الماضي ومن كوابيسها ؟
لم تفكر في حياتها انها مخلوقة خرافية لكن هذا التفكير البدائي كما يفعل أفراد القبائل الذين يستعملون هذا الاسلوب ولا يعلمون انهم بمعاقبة من ظلمهم إنما يعاقبون انفسهم . وبمعاقبتها لاوليفر ستفتح جرحها القديم بيدها وستكون متضررة أكثر منه لأنها تحبه .
يا إلهي , عليها ان تهرب إذاً , إذ لم تفعل فستكون غبية تخدع نفسها , وستضعف لأنها بحاجة له .ببطء وبطريقة آلية تحركت وأفكارها لا تزال مشوشة , لم يكن هناك ما يدل على وجود أناس في المنطقة , وتذكرت ان الطريق من آرليز إلى البيت مهجور وتذكرت انها عبر الطريق لم تر أي أثر للحياة .
كم بقي لها حتى تصل للبيت ؟ هل عاد تشاس ؟ وكيف فسر لهم سبب غيابها ؟ لماذا لم يأت أحد للبحث عنها ؟ وأحست بالضعف الشديد, واخذت الأفكار المتواصلة تضج في رأسها حتى سقطت على حافة الطريق من الاعياء , ووضعت كفيها على رأسها واخذت تضغط عليه بقوة , وكان رأسها ينبض بألم شديد ومع كل هذا لم يتوقف تدفق الأفكار إليه .
نهاية الفصل
|