كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات ألحان
رد: 107 - باب النعيم ( من روايات الحان المكتوبة )
عبرت بالها كلمة إغراء ولكنها رفضتها في الحال , وإذا كان الله لم يرد ألا يتشابه الرجال مع النساء فإنه وهبهما اختلافات مثيرة ومهمة حقاً.ريحانة
انقبض قلب سارة امام فكرة رد الفعل الذي سيصدر عن أسرتها لو استسلمت للرغبات المكبوتة وانساقت في مغامرة مع مات . إنهم سيصابون بجرح غائر ! لقد ظلت دائماً تخدعهم بالتطلع إلى أمور بعيدة المنال , ورغبتها في مات تفوق كل الرغبات , إنها ستعزل عن أسرتها وعن عشيرتها ومجتمعها , وفي احسن الظروف ستكون علاقاتها مع والدها مشدودة ومتوترة وهي قد تستطيع الحياة بدونه ولكن الأمر يختلف تماماً مع أمها واختها روث وإخوتها دنيال ولوقا وبيتر ويعقوب , خاصة مع يعقوب الذي ستشتاق إليه كثيراً لأنها تعتبره ابناً لها أكثر من كونه شقيقاً.منتديات ليلاس
بينما كان مات جالساً في سريره وقد اسند ظهره على الوسائد مد ساقيه تحت الأغطية المكرمشة . قالت سارة في نفسها : إن هذا هو جهد ضائع , لماذا سيهتم رجل مثله بفأرة صغيرة في الريف مثلها ؟ والأدهى من ذلك وأمر انها أميشية , سألها بصوت عصبي وهي تضع كوب ماء على المائدة :
- هل أنت واثقة بأنك تعرفين كيف تفعلين ؟
وضعت سارة منشفة حول رقبته واكتفت بالقول :
- لقد حلقت ذقن جدي الأعمى سنوات طويلة .
ترك مات حبال افكاره على الغارب , قال :
- لقد اعتقدت ان رجال الآميش لهم لحى .
جلست سارة على حافة السرير وهي تحبس انفاسها .
- في مجتمعنا الرجال يربون شواربهم .
اجتاحتها رجفة في اصابعها وهي تلمس شفته اثناء الحلاقة اما بالنسبة لمات فإن كل جسده كان يرتعد .
لاحظ مات توالي المشاعر والأحاسيس التي كانت تظهر على وجه سارة . لا شك في ان الانجذاب الذي يحسه نحوها يفزعها , كم يود لو طمانها . إنها جميلة ورقيقة وهي كالنسيم العليل اينما وجدت , وهو نفسه لا يعرف اين يقف لقد غازل كل انواع النساء ولكنه اتخذ قاعدة ألا يمزح مع تلك التي تعرف قواعد اللعبة وسارة تروير لا تعرف حتى إن كان هناك ما يسمى لعبة الحب , ومع ذلك اين هو الضرر؟
أبطأت سارة عند الجزء الذي يعلو شفته العليا ثم لوت رأسه . امسك بأصبعها وجذبه لأسفل ليستقر على شفتيه , واحس بالسعادة وهو يرى ذهول سارة واحمرار خديها . ومع ذلك صدمته نظرة الفزع على وجهها وكان الصاعقة اصابته .منتديات ليلاس
قال لها ونظرة مشاغبة في عينيه :
- عندما كنت صغيراً كنت اخدع في كريم الحلاقة واحسبه كريم شانتيه .
التزمت سارة الصمت واستمرت في الحلاقة وهي تخشى ان تجرحه بيدها المرتجفة او ان تجرحه متعمدة عقاباً له على ما يوحيه من رغبة .
لم تكن غلطة مات إذا كانت الحياة لا ترضيها , لا احد مسؤول عن واقع الحال هذا الذي تعيشه . إن الحاجة إلى المعرفة والخبرات والتحفيزات كلها أمور لم تسع وراءها ومات لم يعمل إلا كمظهر لهذه الرغبات الدفينة .منتديات ليلاس
كان والدها يحكم على اخلاق الامريكيين بالشذوذ والغواية اما هي فلم يكن لديها أدنى رغبة في ان تحدثه عن مات , إنه يعرف القليل عن عمله في ثور نوود وهذا أفضل , لحسن الحظ فإن المال الذي تحضره إلى المزرعة يخفف من سوء ظنه .
- سارة ؟
|