كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 478 - مقهى الفردوس - دار ميوزيك
" كان بودي أن أتمكن من مساعدتك! ".
تنهدت آبي ولجأت إلى صدره فلمس قمة رأسها بشفتيه.
" سامحني عما بدر مني مساء أمس يا جاك ".
" سوف أرجئ هذا الموضوع ".
" ألم ينته بعد؟ ".
رمقها بابتسامة معبرة.
" ليس بالكامل. لكني سوف أظل على قيد الحياة. وأنتِ. ماذا ستفعلين الآن؟ ".
" لا شيء وها هو أسوأ ما في الأمر. لا يسعني سوى الانتظار والتوجه إلى المطعم ومواصلة العمل وكأن شيئاً لم يحدث ".
ثم استطردت تقول وهي تضرب المنضدة بقدمها :
" يخيل إلي أنني سوف أفقد صوابي ".
" كفي عن التفكير في هذا الموضوع. إنه يوم الاثنين وسوف نتوجه إلى السوق. أمامك عشر دقائق للاستعداد ".
دق ناقوس الهاتف لحظة مغادرتها الحمام بعد الاغتسال. قالت وهي تسرع إلى السماعة :
" سوف أجيبه. ربما يكون المحامي ".
أصغت وقد بدت عليها الدهشة ثم قدمت السماعة إلى جاك :
" المكالمة لك. إنها امرأة ".
قطب جاك حاجبيه وهو يستمع إلى محدثته وقد شحب تماماً، أجاب أخيراً بصوت أبح:
" حسناً. والآن أنهي المكالمة حتى يمكنني الاتصال بالمطار ".
سكن في مكانه لحظة زائغ العينين ثم قال بصوت خافت:
" الأمر يتعلق بـ بابي , دخل المستشفى من جديد بسبب النزيف الداخلي الذي لم يمكن تحديد موضعه في المرة السابقة. أعطيني الدليل. أسرعي! ينبغي علي أن أرحل على الفور. تفهمين, بابي هو كل من لي من قبيل الأسرة ".
ثم اختنق صوته فقالت آبي :
" دعني أطلب الرقم لك ".
" لا, إذهبي مسرعة وأعدي الحقيبة ".
واستند بثقله إلى الجدار وقد تصبب وجهه عرقاً واتسعت الدوائر القاتمة حول عينيه.
" آلو, أريد أن أحجز على أول طائرة متجهة إلى دنفر, الثانية عشرة والنصف. هذه مبكرة جداً. ما موعد الطائرة التالية ساعديني يا سيدتي إنه ظرف طارئ ".
" لكن لماذا لا يمكنك قبول هذا الحجز؟ ".
" أعطيني الرقم... أشكرك ".
وقعت عيناه على آبي وهو يعيد السماعة إلى موضعها وتركز بصره عليها كما لو كانت هي وحدها التي يمكنها معاونته في التغلب على أحزانه.
قال بنبرة آمرة وهو يلتفت نحو الهاتف مرة ثانية:
" اذهبي وأعدي الحقائب! ".
|