نظرت لين الى ذراعيها العاريتين وفرحت بالسمرة الخفيفة " نعم , عندي بعض السمرة . مع انني في الواقع لم احضر للغداء " ابتسمت " أنا كنت استكشف المنزل "
" جيد , الآن كلي , اجلسي هنا " لوحت ميري بسكين طويلة نحو طاولة خشبية " ولا تقومي بترتيب سريرك , تلك هي مهمتي " جرعت ميري كوباً من الحليب تحت أنف لين , ثم اعطت استنشاقاً ملكياً.
" اوه, أنا آسفة " نظرت لين من كوب الحليب الى شفتي ميري " انها مجرد عادة"
" هل تفهمين ؟" ضحكتها اللامعة دوت عبر المطبخ " ماهي الحاجة للفهم ؟انت تحتاجين فقط ان تستمتعي . كان عندي ثلاثة أزواج , وأنا لم افهم واحداً منهم , لكن " ابتسامتها كانت فجأة شابة " أنا استمتعت . انت صغيرة جداً" اضافت " ذلك وحده يكون جذاباً لرجل اعتاد على معرفة النساء"
" أنا لا اعتقد , أنا اعني , بالطبع , أنا لا اريده أن , لكن ... " بحثت لين , فوجدت افكارها كتلة من الفوضى " أنا متأكدة ان ديلون سيكون مهتماً بي , يبدو ان لديه علاقة حميمة جداً مع الآنسة كنغ . علاوة على ذلك " هزت لين كتفيها عندما شعرت بالكآبة تزداد " هو لا يثق بي"
" انها امرأة غبية التي تدع ما فات يتدخل بما هو الآن " وضعت ميري رؤوس اصابعها معاً واتكأت في كرسيها " هل تريدين حب والدك , ايتها النحيلة العظام ؟ الزمن والصبر سيعطيانه لك . هل تريدين ديلون ؟" رفعت يداً امبريالية لدى احتجاج لين الآلي . " انت ستتعلمين ان تحاربي كما تحارب المرأة " وقفت , وأزهار ثوبها ارتعشت مع الحركة " الآن اخرجي من مطبخي , أنا لدي عمل كثير"
طائعة , نهضت لين وانتقلت الى الباب " يا ميري ..." قضمت شفتيها , والتفتت " انت كنت قريبة جداً من والدي لسنوات عديدة , ألست ..."
ترددت , ثم اكملت باندفاع " ألست تكرهينني فقط لظهوري هكذا بعد كل تلك السنين ؟"
" أكره ؟" ميري كررت الكلمة , ثم مررت لسانها على طول داخل فمها " أنا لا اكره لأن الكره هو مضيعة للوقت . وآخر شيء أنا أكرهه هو طفل " التقطت ملعقة كبيرة وطرقتها بتكاسل على راحتها .
" عندما ذهبت بعيداً عن الكابتن سيمونز , كنت طفلة, وذهبت مع والدتك . الآن , أنت لست طفلة , وأنت هنا . ماذا عليّ ان أكره ؟" هزت ميري كتفيها وعادت الى الموقد .
شعرت بدموع غير متوقعة , اغمضت لين عينيها عليها واخذت نفساً قصيراً " اشكرك يا ميري " مع تمتمة , هي انسحبت الى غرفتها .منتديات ليلاس

دارت الافكار داخل عقل لين عندما جلست وحيدة في غرفة نومها . عندما تذكرت عناق ديلون فتح الباب لانفعالات عاطفية نائمة , هكذا كلمات ميري فتحت باباً لأفكار نائمة . الزمن والصبر , كررت لين بصمت . الزمن والصبر كانا وصفة ميري لقلب الابنة الحزين . لكن أنا لدي القليل من الزمن , والقليل من الصبر . كيف يمكنني ان أربح حب والدي في ايام قليلة ؟
هزت رأسها , عاجزة عن الوصول الى جواب . وديلون , تمتم قلبها عندما ألقت نفسها على السرير وحدقت الى السقف . لماذا يتوجب عليه ان يعقد وضعاً معقداً مستحيلاً ؟ لماذا يتوجب عليه ان يعانقني, ويجعلني افكر واشعر كمرأة للحظة واحدة, ثم يدفعني بعيداً ويقف كمتهم لي في اللحظة التالية ؟
هو يستطيع ان يكون لطيفاً عندما تكونين بين ذراعيه , هكذا دافئاً . وعندئذ ... محبطة , تدحرجت, ووضعت خدها على الوسادة . ثم هو يكون هكذا بارداً, وعيناه حتى وحشيتان . لو استطيع فقط التوقف عن التفكير به , واتوقف عن تذكر كيف يكون الشعور عندما يقلبني . إنه فقط لأنني ليست عندي خبرة , وهو لديه الكثير . انها ليست أكثر من يقظة جسدية . لا يمكن ان يكون هناك شيء اكثر ... لا شيء أكثر.منتديات ليلاس
الطرقة على باب لين ايقظتها . رفعت شعرها المشعث ونهضت لتجيب . كان ديلون قد استبدل الجينز , وظهر منتعشاً ويقظاً بينما هي كانت مثقلة الجفنين . حدقت لين اليه بخمول , عاجزة عن جمع افكارها وكلماتها معاً. بعبوس, هو تأمل خديها المتوردين من النوم وعينيها الناعستين.
" هل ايقظتك؟"
" لا , أنا ..." نظرت الى الساعة , وازداد تشوشها عندما لاحظت ان ساعة قد مضت منذ تمددت على السرير لأول مرة . " نعم " صححت " اعتقد ان النعاس قد غلبني " مررت يدها خلال شعرها , وناضلت لترتيب نفسها " أنا حتى لم ادرك انني نمت "
" هي حقيقة , أليس كذلك ؟"
" ماذا ؟" رفرفت لين عينيها وحاولت تصنيف معناه.ريحانة
" الرموش " حدق بانتباه الى عينيها , وكان على لين ان تقاوم الحاجة للنظر بعيداً.
" أنا في طريقي الى المطار , أنا اعتقدت انك قد تريدين الذهاب , لقد قلت أنك تريدين رؤيته ثانية "
" نعم , أنا اريد " كانت مندهشة بهذه المودة ." حسناً" قال بجفاء , وأومأ اليها للمجيء.

" اوه , سأكون هناك , يلزمني فقط دقيقة لأكون جاهزة"
" انت تبدين جاهزة "
" أنا اريد تمشيط شعري"
" إنه جميل " امسكها ديلون من يدها وسحبها من الغرفة قبل ان تتمكن من المقاومة .
في الخارج هي وجدت لدهشتها خوذة في يديها عندما هي واجهت دراجة نارية براقة .
تنحنحت, هي نظرت الى الخوذة , ثم الى الآلة , ثم الى ديلون " هل سنذهب راكبين على هذه ؟"
" هذا صحيح , أنا لا استعمل السيارة كثيراً عند الذهاب الى المطار"
بدهشة , وجدت لين نفسها راكبة على الآلة وتتمسك بخصر ديلون عندما انطلقت الدراجة . قبضتها المميتة خفت قليلاً عندما ادركت ان السرعة كانت معتدلة , والدراجة النارية لديها كل نية بالبقاء منتصبة , هي انطلقت على طول الطريق المرصوف .
كانت هناك إثارة في ان تكون مكشوفة للريح , وفي الشعور بصلابة عضلات ديلون تحت يديها . غمرها احساس من الحرية . ادركت لين انها , في يوم واحد , ديلون اعطاها خبرات هي ما كانت لتلمسها . أنا لم أكن ادري كم كانت حياتي محدودة , هي فكرت بابتسامة , لا اهمية لما يحدث , فعندما أغادر من هنا, لا شيء سيكون هو نفسه ثانية .ريحانة
عندما وصلا الى المطار, تسلل ديلون عبر المجموعة الرئيسية , ودار الى الوراء وتوقف امام حظيرة " انزلي, ايتها الدوقة , لقد انتهى الركوب"
نزلت لين عن الدراجة وناضلت مع خوذتها .
" هنا" سحبها ديلون لها , ثم ألقاها لتنضم الى خوذته على مقعد الدراجة " هل ما زلت قطعة واحدة ؟"
" فعلاً " اجابت " اعتقد انني استمتعت بذلك"
" إن لها فوائدها " مرر على ذراعيها , ثم طوق خصرها , وقفت لين ساكنة تماماً , غير راغبة في الابتعاد فوق فمها . تيارات المتعة سرت فوق بشرتها . " لاحقاً " قال , وابتعد " أنا اريد ان أنهي ذلك بأسلوب مرضٍ تماماً . لكن في هذه اللحظة , أنا لدي عمل لأقوم به " مرر ابهاميه في دوائر بطيئة فوق وركيها " الكابتن سيأخذك في جولة , هو ينتظرك , هل يمكنك ان تجدي طريقك؟"
" نعم " مشوشة بسرعة نبضات قلبها , تراجعت لين الى الوراء , انقطاع الاتصال لم يفعل شيئاً لتخفيها " هل اذهب الى مكتبه ؟"

" نعم , نفس المكان الذي ذهبت اليه من قبل, هو سيريك ما تريدين رؤيته , راقبي خطوتك يا لين " عيناه الخضراوان بردتا في الحال , وصوته فقد خفته . " حتى اطمئن عليك , انت لا تستطيعين تحمل ارتكاب اية أخطاء "
للحظة , حدقت اليه فقط , وشعر ببشرتها تزداد برودة , ونبضها يتباطأ " أنا خائفة جداً" اعترفت بحزن" أنا ارتكبت غلطة من قبل"
استدرات , وسارت مبتعدة .منتديات ليلاس
في صبيحة اليوم التالي هبطت لين السلالم , ثوبها الصيفي النيلي الاخضر يطفو من حولها , تاركاً ذراعيها وكتفيها عاريين . شعرت بالبلة بعد حادث الامسية السابقة , فتوقفت لين عند مدخل غرفة الطعام . والدها وديلون كانا يتناولان الفطور وغارقين في النقاش " اوه , هاللو , يا لين "
اهتزت لين لدى سماع اسمها " صباح الخير" اجابت , آملة ان ثورتها الأمسية السابقة لم تكلفها التقدم الطفيف الذي احرزته مع والدها.منتديات ليلاس
" هل هناك امل لأطلب منك الدخول ؟" كانت ابتسامته خجولة , لكنه أشار اليها بالتقدم " حسبما أذكر , انفجاراتك كانت متكررة وعنيفة , لكنها قصيرة الأجل"
مرتاحة هو لم يقدم لها اعتذاراً, فأخذت لين مكانها على المائدة " ذاكرتك دقيقة , مع ذلك اطمئنك , أنا أنفجر في فترات قليلة هذه الأيام " قدمت لديلون ابتسامة اختبارية , مصممة ان تعالج المسألة بخفة " صباح الخير يا ديلون "
" صباح الخير ايتها الدوقة , قهوة ؟" قبل ان تستطيع ان ترفض , هو كان يملأ كوبها .
" أشكرك " تمتمت " من الصعب التصديق , لكنني اعتقد ان اليوم هو اجمل من الامس , أنا لا اصدق انني سأعتاد على العيش في الجنة "
" أنت قلما شاهدت أي شيء منها بعد " علق الكابتن " أنت يجب ان تصعدي الى الجبال , او الى الوسط . أنت تعلمين , ان وسط كاواي هو أحد أكثر بقاع العالم رطوبة , الغابة الممطرة هي شيء يجب مشاهدته ".منتديات ليلاس
" تبدو الجزيرة بأن لديها مجموعة متنوعة " تلاعبت لين بقهوتها " أنا لا استطيع ان اتخيل أي شيء منها أكثر جمالاً من هنا"
" أنا سآخذك بجولة قصيرة اليوم " أعلن ديلون . لين نظرت اليه بحدة .
" أنا لا اريد ان أتدخل مع روتينك , لقد اخذت الكثير من وقتك " لم تستعد لين بعد توازنها مع ديلون , عيناها كانتا حذرتين وغير مطمئنتين .

" لدي القليل لأدخره " نهض بسرعة " سأقوم لتسوية الامور وأعود حوالي الحادية عشرة . أراك لاحقاً , ياكابتن " خرج قبل ان ينتظر موافقته .
دخلت ميري مع طبق مليء ووضعته أمام لين . حدقت الى القهوة " لماذا تصبين القهوة عندما أنت لا تشربينها ؟"
رفعت الكوب وخرجت مسرعة من الغرفة . مع تنهيدة , تعاركت لين مع فطورها وتعجبت كيف ستمضي النهار . كانت تجد الصباح يمر بسرعة .ريحانة
كأنها منحت مرسوماً ملكياً, ميري وافقت على السماح الى لين بتجديد مزهاريات الزهور المبعثرة في ارجاء المنزل . امضت لين ساعات الصباح في الحديقة . هي لم تكن حديقة حسبما تذكرت لين من سنواتها الاميركية الأولى او من سنواتها الفرنسية اللاحقة. هي كانت انتشاراً وامتداداً لخضار برية وتفاوت ألون زوبعية . النباتات لم تكن منظمة بموجب خطة او خارطة.
في الداخل من جديد, وجهت لين عناية خاصة في ترتيب المزهاريات . انجرف عقلها الى النرجس الذي يكون مزهراً خارج نافذتها في المدرسة . عرفت انها كانت قريبة بخطورة للتفكير بكاواي كوطن. التفكير بالعودة الى فرنسا والحياة التي قادتها ملأها بألم خامل بارد.
في عرين والدها , وضعت لين مزهرية من ازهار فرانجباني على مكتبه ونظرت الى صورة الكابتن وديلون . كم هذا غريب, هي فكرت, انها يجب ان تحتاج لكليهما , كثيراً . مع تنهيدة , هي دفنت وجهها في الزهور.
" هل الازهار تجعلك تعيسة؟"
دارت , واوشكت ان توقع المزهرية . للحظة , هي وديلون حدقا الى بعضهما بدون كلام . شعرت لين بتوتر بينهما , مع ان سببه ومعناه كانا غير واضحين لها " هاللو , انها الحادية عشرة أليس كذلك ؟"
" لقد اقترب الظهر . أنا تأخرت " وضع ديلون يديه في جيوبه وراقبها . خلفها , انصبت الشمس عبر النافذة لتصنع هالة لشعرها . " هل تريدين بعض الغداء؟"
" لا اشكرك " قالت باتهام . رأت عينيه تبتسمان باختصار.
" هل أنت جاهزة ؟"
" نعم , أنا سأخبر ميري بأنني ذاهبة "
" هي تعلم " عابراً الغرفة , فتح ديلون الباب الزجاجي , وانتظر لين لتتقدمه الى الخارج .