كاتب الموضوع :
لولوھ بنت عبدالله،
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله (بـ حلة جديدة-2020م) الفصلين 10 &
،,
(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)
الفصــل الثالــث عشــرة
،,
مساءاً
كيب تاون - جنوب افريقيا
اغرقت اصابعها بين خصلات شعرها الكثيف المموج لتنفّس عنه قليلاً قبل ان تربطه مرة أخرى فوق رأسها
حمدت الله انها تمكنت من النوم قليلاً بعد وصولهم الى المنزل
اجل ..... منزل حديث فخم مزود بكل الوسائل الالكترونية .... هو ملك لـ غابش فقط !
فكرت حرابة في لحظة ما
كيف لـ رجل عصامي بنى نفسه بنفسه ان يغدو بهذه الحالة المشفقة البائسة ؟
كيف لـ شاب طموح أسس ثروة معقولة بجهد واجتهاد .... ان يصبح بهذه اللامبالاة/الضعف ؟
الا ان بعدها استغفرت الله بندم ... فـ دوام الحال من المحال
وكل ما يجري حولنا في النهاية هو خير وفضل من الله
رفعت عيناها وهي تسمع طرقاً على باب غرفتها
فتحت الباب لتجد غابش يقف بـ شكل خجول مهذّب .... وعيناه على الأرض
استغربت هدوءه ووقفته المتصلبة فـ سألته بحزم هادئ تخفي خلفه خجلها اذ انها المرة الأولى التي تظهر لـ غابش من غير شيء يسترها رأسها: شي فيك غابش ؟
سألها مباشرةً وبنبرة ملؤها الغيظ: انتي زعلانة مني ؟
اجابته بحيرة: لا ...... ليش ؟
رفع يده نحو الباب ليصيح بصوت عالي جعلها تقفز بمكانها: عيل ليييش ما تخليني ارقد وياااااااج !!
قالت بحدة وهي تحمّر عيناها له: شو قلتلك انا يا غابش !!
دفعها بخشونة ..... ودخل الغرفة وهو يتجاهل ذهولها المستنكر !!
ليقفز فوق السرير مردفاً بلا مبالاة:
تعالي رقدي ويايه
عادت بخطواتها حتى أصبحت امامه ... ثم قالت مهددة: غابش لا اطلعني عن طوري
تجاهلها للمرة الثانية ممدداً رجلاه وظهره على السرير
اقتربت منه اكثر غاضبة وقالت: غابش
لم يجبها ..... فكررت ندائها بصوت اشد حدة من ذي قبل:
غاااااابش
ادار وجهه نحوها وقال مغيراً مجرى الموضوع:
اليوم شو ؟
رفعت حاجباً بـ نظرة ذات معنى وقالت:
الاحد
: عسب جيه ما سرنا الشركة ولا شفنا أعضاء مجلس الادارة ؟
عقدت ساعديها حول صدرها وقالت باقتضاب: هيه لانه إجازة عندهم
لم تلاحظ ابداً نظرته البراقة وهو يتأمل جاذبيتها الملفتة من غير تكلف .... من غير حجاب او عباءة
كانت عدا "وجهها الصارم المتزمت" كـ وردة صغيرة حلوة اللون: زين قربي
قالت بغلظة: شو ؟؟
اشر لها مكرراً: قربي
رفعت اصبعاً بتهديد:
غابش أي حركة مني مناااااااااك
قطع كلامها وهو يمسك يدها ويجرها نحوه بعنف ....... ليحاصر وجهها بكلتا يديه الكبيرتان مقرباً إياها اكثر نحوه
واكثر
حتى اصبح صدرها فوق صدره .... وانفها شبه ملامس انفه
اتسعت عيناها مصدومة ...... ومتوترة ........ ومنفعلة حد النخاع
لأول مرة تكون في خلوة كهذه مع رجل
واي رجل
زوجها
حلالها
كانت تستطيع ان تصر على المكوث في غرفة ثانية ... لكن فكرت بغباء !
لم وافقت على الشاب ان كانت تريد حياة غير طبيعية !
غير ان غابش ليس بكامل صحته النفسية والعقلية ... فـ خافت من ان تقرر امراً سيعود بالضرر عليه
هتفت بنبرة متوترة عصبية وهي تحاول الابتعاد عنه: غـ غااابـش
شد من قبضة يداه على وجهها
ثم وبنعومة ..... اخذ يدعك وجنتيها بابهاميه
ويتأمل بخدر .... ثغرها
فـ ذقنها
فـ عنقها
حاولت الابتعاد مرة أخرى الا ان قبضة غابش كانت اقوى منها كذلك
نطق فجأة قرب ثغرها المتصلب اثر كبتها لانفعالاتها: انا تعبان
كانت نبرته
صادقة
شفافة
كانت نابعة من صميم فؤاده
شعرت بعاطفة "لا مسمى لها" تجرها الى الضعف واللين على نحو غريب !
قالت بعبوس .... الا ان صوتها اصبح اقل تصلباً وقسوةً:
شو يعورك ؟
هز كتفاه وكأنه يخبرها انه يجهل سبب تعبه
ثم وبرقة
وضع رأسها على صدره
ليغمض عيناه بهدوء
ويسترخي بجسده اكثر على الفراش
جسده أصبح خدر من وضعيته الحميمية لكن جسد حرابة كان متحفزاً مستنفراً
ومتصلباً حد ان غابش تعمد الضغط على ظهرها كي تسترخي
لم يرغب بالحديث اكثر ولعب دور المعتوه
لم يرغب في هذا المساء بالمزيد من الكذب والتلاعب
يكفيه ما اتته من اخبار قبل نصف ساعة
قبل نصف ساعة
وقف بحدة هاتفاً من بين اسنانه: نحن متفجين مع جماعة ابو يزيد ... والدولة شاهدة على هالامر
اتفجنا ان حرابة خلاص ماتت بالنسبة لهم ..
اجابه الرجل والذي كان ذا رتبةٍ تفوق رتبة حرابة: يبون مبلغ ثاني .. ضعف المبلغ الاول
اتسعت محاجره بقهر جم .... ليقول هادراً: الكلااااااب .... متفجين من اول على مبلغ معين وعلى ان يبلغون ابو قتادة ان حرابة خلاص تمت تصفيتهااااا
هاييل صدقني ما بيون يخلونها في حالها ..
: تعلثوا بموضوع عدم استقالتها الى الان
وان نحن ما اتمينا هذا الشرط وبالتالي احتمال ينفضحون عند ابو قتادة وتنقطع رووسهم ... يقولون ان لهم حق يطالبون بمبلغ ثاني كـ تعويض مع اتمام الشرط .... شرط استقالت حرابة من الجيش
غابش بانفعال بالغ: مب بهالسهولة الموضوع .. ابا وقت .. انا ماشي بالخطة بتروي وهدوء عشان حرابة ما تحس بشي
وظل دقائق يحاول اقناع المتصل ان يفعل ما يستطيع كي يتوصل والدولة .. مع جماعة ابو يزيد لحل وسط !
يعلم غابش ان الامر في غاية الصعوبة خاصةً وان شأن حرابة ليس بيده كلياً
لو كان بيده كلياً لتغيرت مجريات كثيرة
حرابة رائد طيار حربي
وانجازاتها تشهد لها
وللأسف
تجهل الى الان ان إنجازاتها فتحت اعين خونة الدين الإسلامي نحوها !
الامر معقد جداً حد ان غابش هو الوحيد الذي يحمل بعاتقه "الآن ومباشرةً" امر حمايتها
فالدولة لا تريد للخبر ولا ان يصل لـ حرابة نفسها ..
نشر خبر كهذا سيشعل الذعر في قلوب الشعب خاصةً الأمهات والعجائز
وان كان غابش يطمح بجعل حرابة تستقيل من ذاتها
فـ هذا لكي لا تشعر هي بحدوث امر ما
لأنها تعلم كم ان الدولة والجيش متمسكان بها
ولن يفرطوا بها الا بسبب امر كبير !
فتح عيناه بـ ارهاق شديد يخرج من الذكرى القريبة
ليراها تحاول التملص بلا هوادة من حضنه
تتملص بـ عصبية
بـ خجل
بـ توتر !
قال لها فجأة بـ صوت مرهق:
دوايه
رمقته بدهشة مرتبكة متفاجأة من كلمته ..... وقالت: دواك !!
اومئ برأسه وهو يحاول قدر المستطاع ان يخفي آلامه
ثم قال بجبين متغضن: علبة الادوية خضرا شفافة بتحصلينها في شنطتي
ذهبت حرابة لجلب علبة الادوية التي باعتقادها انها تخص حالته المعروفة ..... جاهلة انها تجلب ادوية من نوع آخر كلياً
ما ان خرجت حتى ضغط بقوة على يسار صدره بلهاث ثقيل
دقيقة مرت حتى عادت حرابة وبيدها العلبة "المخصصة لترتيب أقراص الادوية"
انزل بسرعة يده من صدره بملامح متغضنة من اثر التعب
قبل ان تقول حرابة بعفوية العسكري الذي يشعر بخطب ما حوله: طالعني
تباً
يريد صفع فمها في كل مرة تتحدث معه بهذه النبرة الصارمة الآمرة !
لولا تعبه الحقيقي الآن لكانت قد كشفت كذبته عليها
لذا قرر ان يعود لـ غابش المعتوه لكن وفقاً لظروفه الحالية !
قال بـ فظاظة حادة: هاا شو تبيين !!
رصت على شفتيها بقهر
ثم قالت وهي تقترب منه وتعطيه العلبة بحدة: تأدب وانت ترمسني
هذا دواك تفضل
قبل ان تذهب مسك يدها بسرعة هاتفاً بتمرد عصبي:
بترقدين هنيه معايه
قلبت عيناها بضجر اخفت خلفه قهرها:
ارقد ارقد
شد من قبضته على يدها هادراً بحدة: حرووووووووووووب
رفعت قبضة يدها اليسرى نحو وجهه تريد لكمه مزمجرةً من بين اسنانها: غووووووويبش
كاد يضحك "بالفعل" على شكلها الغاضب
الا انه تمالك نفسه
اخرج بحدة هاتفه مهدداً بغضب:
والله لاتصل في ابوج واخبره
شهقت مصدومة ثم سحبت هاتفه وقالت بغيظ:
زيين زييين
غربلاااااات بليييييسك
،,
العاصمة ابوظبي
قبل حينونة صلاة العشاء
تشعر بالكآبة
والمرارة
والضياع
اتصلت بـ حرابة فلم تجدها
اتصلت بـ روزه فـ اخبروها انها نائمة ومرهقة فـ عوزت ذلك الى عودتها من سفر طويل ..
اتصلت بـ أمها ريسه لتسأل عن احوالها واحوال حرابة ما اذ كانت تعرف شيئاً عنها فـ اخبرتها ان حرابة حبيسة دورة عسكرية لمدة شهرين في احدى المدن النائية من الدولة
وبالطبع
لم تخبر مديه أي شيء مما حصل لـ أمها .. كذلك حذرت اختها من التفوه بأي كلمة
لا تريد للمشكلة ان تتضخم
يكفيها ما يجري الآن بينها وبين هزاع
آه يا هزاع
منذ البداية تمسكت بالقوة امام حنانه ولم تضعف .. سنين مرت وهي تتمسك بـ حبل الاخت الكبرى في منزل هزاع .. ويا ليته فاد ... ليته !
شعرت بغصة كبيرة .... لم ارتخت قوتها ذلك المساء في المستشفى !! لم !!
بسبب ما حصل .. أعطته من غير جواب صريح املاً ان تكون له زوجة حقيقية يوماً من الأيام
وهذا الجواب اصبح محضَ نكتة سخيفة .. بعد فعلة سعاد وردة فعلها نحوها
وبعد ان رميت عليه كلمات كالسم !!
عليها الآن ان تجمع شتاتها وشتات ما حصل قدر المستطاع
بعد ساعة من التردد .. والتفكير المجهد
ركبت سيارتها وتوجهت نحو ........ منزل عائلة سعاد
في غضون نصف ساعة ... كانت جالسة امامها في مجلس الرجال الخارجي ... الفارغ في هذه الساعة من المساء
: ليش بغيتي تضريني ؟
انا عديتج اكثر من اخت
قالت سعاد بنبرة فجة وقحة: نحن عدايل مافي شي اسمه اخوة مبينا
ام المسك بوجع: عشان هزاع بغيتي تسحريني ؟
سنين مرت من يوم خذاني شفتيني ارمسه ولا أعامله اكثر عن اخو ؟
اشاحت سعاد بوجهها عنها وهي تسمع الأخيرة تردف بعذاب نفسي لا يُطاق:
امنتج الله يا سعاد تقولين الصدق
سعاد بازدراء: تتمسكنين لين تتمكنين
قالت ام المسك بصدمة ملؤها المرارة: يالله ..... كل هالكره شالتنه ف قلبج علي ؟؟
سعاد ببرود شديد: ما كرهتج الا يوم مال هزاع بقلبه لج
اقتربت ام المسك بجسدها نحو سعاد وهي تهتف بحرارة: هزاع ما يعشق الا وحده بس ... انتي
: ها كان زمان يا حبيبتي الحينه ما يتمنى الا زولج
هزت ام المسك رأسها برفض قاطع وقالت: تتوهمين يا ام عبدالله انتي اللي بس حرمته وأم عياله
قاطعتها سعاد بقسوة مُهينة: ما اتوهم ... وخلج من المثالية الزايدة تراها غبااااااء
سكتت ام المسك ثوانٍ ... الى ان قالت بصرامة: بطلب الطلاق منه
استدارت سعاد نحوها بحدة واخذت ترمقها بريبة وتوجس وكأنها لا تصدق ما تقوله مديه
ابتسمت التي تقابلها بمرارة ... ولوعة ... وقالت:
هزاع ما يباني .... وانا
انا ماباه الا اخو
فـ احسن ننفصل
لمست يد سعاد بحنان واردفت واثقة:
ولا تحاتين هو بيردج
ماله غنى عنج انتي ام عياله يا سعاد
فجأة .... كان احدهم يقتحم المجلس عليهما
كان هزاع
الذي لم يأتي لمنزل أبا سعاد الا ليصارح الأخير بكل ما جرى ويسقط الملامة والذنب من على ظهره
ويثبت له وللجميع
انه طلق سعاد ولا ينوي ابداً ارجاعها
لكنه تفاجئ من وجود سيارة مسكه في الخارج
فـ علم بحدسه ان الأخيرة أتت كي تفتعل احدى تضحياتها الساذجة الخرقاء
وما سمعه من حديث عند اقترابه من باب المجلس الموارب كان اكبر دليل على صدق اعتقاده
"
هزاع ما يباني ... وانا
انا ماباه الا اخو
فـ احسن ننفصل
"
"
ولا تحاتين هو بيردج
ماله غنى عنج انتي ام عياله يا سعاد
"
وقفت مديه وهي ترى بذعر ملامح هزاع المظلمة
التمعت عينا سعاد معتقدة انه اتى ليُرجعها لكنها ومديه قفزتا فجأة ما ان هدر هزاع صارخاً بصوت جبروتي مرعب:
عممممممممممممممي
تردد صياحه الغاضب على جدران المجلس والبقعة بأكملها حد ان مديه كادت ان تقسم انها رأت ابليس ذاته يحلق فوق رأس هزاع
اتى أبا سعاد مهرولاً بجزع .. ليصرخ هزاع على مديه ببصر/بصيرة ميتتان: تغطططططططي
رفعت مديه حجابها فوق رأسها واخذت تغطي شعرها ووجهها بسرعة وتوتر فظيع
ما ان اصبح عمه امامه حتى اشر نحو سعاد وعيناه لا تبصران الا ضباب الغضب المتأجج:
يااااااي اقووووولك
ان بنتتتتك طاااااااااالق بالثلاااااااااث
وانها تحررررم عليه حرمة الام والاخت
رمى براكينه على رأس الرجل وابنته التي انهارت ارضاً من هول الصدمة
ثم جرّ مديه بعنف ...... وخرجا من المكان
،,
كان يسوق بسرعة جنونية ...... تحت هتاف مديه المتوسل الباكي: هـ هزاااااع
: عيل تبيعيني برخييييص عشااااان سعااااااد !!!
: هـ هزاااع استهد بالله
نطق بغضب مرير .... وهو يعلم ان اغلب ما فعله كان بالمقام الأول بسببه:
تحملت سكووتج وبروودج معاي سنين
تحملت صدودج اللي ادسينه تحت مبسمج الحلووو
تحملت قلبي اللي حبج بطهر الأرض والسما وما لقى الا نظرة الخوف من عيونج
تحملت طيبتج اللي بدال ما ادااااااوي
تجرررررح
بلعت رمستج اللي مثل الجمر قبل يومين ودست على كرامتي ورجولتي وما اذيتج
مع اني كنت اقدرر ااذييييج
بس ما هنتي علي
والحييييين
الحين تبيني اتحمل اللي سمعته !!
تهينيني وتبيعيني وتقولين بطلب الطلاق منه
وانج ما تبيني الا اخوووو !!!
ولـ منوو
لـ سعاد اللي ما حطتلي أي اعتبار وكانت تبا تضرني وتضرج !!!
انهمرت دموعها بغزارة وهي تحاول التبرير بـ صوت موجع ..... معذب:
اباااك تعيش بسعاااادة بين حرمتك وعياالك .. عيالك شو ذنبهم خبرني !!
الله يخليك يا بوعبدالله افهمني .... ضعفت مرة مابا اضعف مرة ثاااانية
صرخ بـ صوت اشد واعتى من ذي قبل: متى ضعفتتتتي متتتى ؟؟؟؟
تطرين اللي صار بينا في المستشفى ؟؟
اشك انج قابلتي حبي بـ مثللللله ... كنتي تمثليين يا بنت العممممم
تمثليييييين
هزت رأسها وهي لا ترى وجهه من شدة دموعها: لاااا
والله لاااا
: جذاااابة
مسحت دموعها بقسوة ... وصرخت بمرارة .... وحسرة:
انت ما تحبني هزاع
انت تحب سعاااد
لا تهدم بيتك عشان وحده انت متوهم انك تحبهااا
توسعت عيناه بنظرة ساخرة هستيرية: ما اهدم بيتي عشان وحده متوهم اني احبها هاااه ؟
قفزت هلعة على زمجرته النارية: انتي حرررررمتي
تفهمييييين
حررررمتي
على ورق ... على تببببن
انتي حررررمتي
تمسكت بمقبض الباب مرعوبة وهي تلاحظ سرعته التي تزداد شيئاً فـ شيئاً: هزاع ارجوووك بلا خباااال
قال من بين اسنانه .... وعيناه تنطقان بالشر التام: جربت العقل وايد
يه دور الخبال الحينه
ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تسأله بصوت مبحوح متحشرج مرتعش: شو
شو بتسوي ؟؟
بدل ان يعطيها إجابة
كان يصدمها بأن أوقف سيارته بعنف امام احدى الفنادق المعروفة في العاصمة
ان كان الجنون ان يأخذها عنوة .... فلتكن عنوة بمكان لا تفوح منه رائحة سعاد ولا شياطينها !
عدل شماغه بسرعة .... رامياً طرفاه فوق رأسه بحركة عصبية ...... ثم نزل تاركاً إياها مصدومة مذعورة
ويلي
ما الذي يدور برأس ابن عمها المجنون ؟
،,
يومان وهو يبحث عنها بلا جدوى
حتى المكان الذي وضعها به خوليان اصبح فارغاً تماماً ..... وهو يقف في منتصفه الآن يبحث عن أي دليل يقوده إليها
لمس جبينه شاعراً بالصداع الشديد
حمد الله ان الصغيرة ضي تحفظ رقم جارتهم العجوز وان الأخيرة لم تعارض وضع ضي لديها حتى ينتهي هو من مهمة إيجاد أمها
ثوانٍ حتى وصله اتصال ايقظه من شروده المنفعل
رفع الهاتف وأجاب باقتضاب: ألو
: اراك في الشقة تحلق فوق أطياف محبوبتك الجميلة
قال من بين اسنانه: اين هي يا خوليان ؟
هتف خوليان بخبث: سأخبرك ... ليس لشيء ... فقط لأجل أيام الصداقة التي كانت بيننا
اردف تحت لهيب ترقب منصور وتوتره ... بنبرة مستفزة/شريرة اخرجها بطريقة يعلم انها ستذكره بالماضي وايامه المريعة: امممممممم
بعتها
هدر منصور مصدوماً: بعتهاااااا !!!
: اجل ...... ولرجل لن تتمكن ابداً من اخذها منه
ضرب احدى الطاولات برجله ..... البيع ......... البيع مرة أخرى !
هو وشقيقه لديهما ذات جينات الدناءة .... شقيقه الذي أراد اذلال عبدالرزاق بابنته بأن خطفها قبل سنوات وحاول بيعها في مزاد علني رخيص لولا انه اوقف المهزلة في الوقت المناسب باقتحامه المكان
زمجر بغضب جنوني للشيطان على الخط الآخر: اللعنة عليك خولياااااااان
اللعنة عليييييييك
خوليان بضحكة باردة: ههههههههههه تريد معرفة مكانها ؟
خرج من الشقة وهو يصرخ: ستخبرني رغماً عنك أيها الحقيييير
،,
بـ بنطالها الضيق القصير
وقميصها القطني الفضفاض
كانت تسير ذهاباً واياباً في صالة جناحها الفندقي
وتحادث ديدريك على الهاتف محدقةً بالفتاة الساكنة بعمق
منذ ان تلقفتها بأحظانها وهي معها
تعرفتا على بعضهما في جلسة بنسائية حاولت جواهر بث الامان فيها
اخبرتها كيف علمت بأمرها وبمساعدة من هي انقذتها من براثن خوليان
عادت بتركيزها نحو ديدريك وقالت: ممتنة لـ مساعدتك ديدريك الا انني افضل ان تترك مسؤولية الفتاة لي
اريد اعادتها لابنتها
ديدريك: لطالما احببتِ لعب دور البطلة أيتها السنجابة
جواهر وهي تقلب عيناها بضجر: ديدريك بالله عليك ... انا فقط لا اريد ان اضعك تحت ضغط مسؤولية جديدة
: حسناً حسناً ..... الفتاة معك
ورجالي كذلك معك
افعلي ما شئتِ ...... لكن احذري المخاطر
ولا تنسي ان عيناي دوماً تراقبانك
ابتسمت بامتنان وقالت: شكراً لك ... الى اللقاء
ديدريك: إلى اللقاء يا سنجابة
انزلت هاتفها بقهقهة خافتة
لتسمع احدهم يقول بتساؤل متلهف: متى بشوف بنتي ؟
رمقتها جواهر بحنان وهي تؤشر نحو المقاعد: قعدي سارة قعدي .. بنتج ان شاء الله بتشوفينها لا تحاتين
ثم نادت على الخادمة: ماري
Make two cups of coffee plz
جلست سارة على المقعد المنفرد ... لتجلس بعدها جواهر على احدى الكنبات الطويلة التي تقابل الأخيرة .. ثم قالت بنظرة منتعشة باسمة: انزين يا سارة ... خبريني
شو صحتج اليوم ان شاء الله قدرتي تستعيدين قوتج بعد تعب الأيام اللي طافت ؟
قالت سارة بابتسامة مقتضبة شاحبة: الحمدلله
صفقت جواهر برقة لتقول بحزم ناعم: يلا .. خلينا نشرب قهوتنا عسب تخبريني كل شي صار وياج .. هذا طبعاً لو تبيني اساعدج عسب تردين لـ بنتج وانتي مطمنة ان خوليان ابد ما بيقرب صوبج
: ولا منصوي
قالت جواهر باستغراب: عفواً ؟
سارة بانفعال مكبوت: منصوي ..... أبو بنتي
جواهر: أبو بنتج ؟! ممكن تفهميني اكثر
بعد حديث مسترسل دام اكثر من نصف ساعة
قالت سارة بنظرة خاوية: وهاي هي سالفتي معاه
رفعت حاجباً ترمقها بتركيز وغموض لتقول: بعدج تكرهينه عقب كل اللي سواه لج ؟
لاحظت نظرة الحقد والاستنكار بمقلتي سارة ... لتردف بعقلانية: من اللي قلتيه استنتج ان منصور يحبج ولو ما يحبج ما تخلى عنج
: ما حبني
قدمت الخادمة القهوة ... لتقدم جواهر بدورها كوب القهوة لـ سارة وقالت بعقلانية لا مجاملة فيها: من كلامج ... من ويهج وانتي ترمسين عنه ... استنتج انج انتي بعد ما حبيتيه
اخذت سارة الكوب .... لتهتف بعد تردد يشوبه التوتر: ما اعيف
: شو ما تعرفين ؟
سارة تسترسل بشرود: ما اعيف شعويي ناحيته
قالت جواهر بشقاوة كي تنفض التوتر قليلاً من جو النقاش: تعرفين !!! شوقتيني اشوفه
اردفت وهي ترقص حاجبيها: مزيون ؟
خفق قلب سارة مرتبكاً ..... ومندهشاً
مزيون ؟
لم تلاحظ من قبل وسامته او جمال ملامحه
تنحنحت بخفوت ... لتقول وهي تهز كتفيها بارتباك:
ا ا هو
امممممم ضعيف ... بس معضل
طويل
مب طويل طويل
بس طويل
جواهر: هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
كيف مب طويل طويل ..... بس طويل !!
سارة: ههههههههههههه يعني بالنسبة لطولي انا القزمة .... هو طويل
جواهر: لا ما شاء الله عليج طولج حلو ... انا القزمة ... طولي 159
سارة ببسمة لطيفة: انا أطول عنج بـ 3 سانتيات
جواهر: يلا ... اهم شي الاخلاق ههههههههههههههههههههههههه
قهقهت سارة برقة .......... ثم صمتت لـ ثوانٍ ...... قبل ان تقول مردفة ما كانت تقوله:
عيونه حادة
بس حزيييينة
عدلت جواهر من وضع ساقيها وقالت متسائلة بفضول: ليش ؟
سارة: ما اعيف
: انزين كملي
سارة بوجه محتقن: شو أقول بعد .... هو عادي
رمقتها جواهر بنصف عين لتقول الاخرى بضحكة محرجة: هههههههههههه فيه جمال بس ما اعيف اوصفه .... مب جمال جمال
جاذبية يعني
قالت جواهر بمكر باسم: ليش انزين تعرقين وايدج تتراقل ؟
ضحكت سارة بحرج وقالت: تبين الصدق
انتي انسانه غييبة
تدخلين القلب بسيعه وتخلين الواحد يتكلم وياج عن كل شي ...... في نفس الوقت
تخوفييييين
جواهر: ههههههههههههههههههههه سمعت هالرمسه من كذا انسان بس انا اشوف روحي جداً عادية وطبيعية الحمدلله
سارة بنظرة شبه مغلقة: اشششششك
جواهر: ههههههههههههههههههههههههههههه
فجأة توقفت عن الضحك ليسمعن ضجيج
وصراخ ..... آتٍ من خارج الجناح
دخلت الخادمة مهرولة وهي تقول بصوت مذعور مرتبك: مدااام مداااام
Someone hits the bodyguards
عندما سمعت زمجرته العاصفة ..... وقفت وهي تهتف بخوف: منصوي
،,
تقف امام باب غرفة الفندق بعد ان غُلِق
كل شيء فيها يتعثر ... ويتخبط
قلبها
روحها
حواسها
حتى نطقها وهي تقول بدموع حبيسة: لـ ليش نحن هنيه ؟؟
نزع عن رأسه شماغه وعقاله
ليقول بنظرة مظلمة حارقة ......... انما مرهقة حد اللانهاية: خلاص مديه
خلاص
لازم هالزواج يتم
تراجعت مذعورة ... ومنصعقة حد اللاوعي
لتهز رأسها برفض خائف وتقول: لااا
ا ا مـ ..... ما يصير
ما يصير هزاع ... د د دخيييلك
اقترب منها ببطئ .... ومهل
حتى اصبح امامها مباشرةً
امسك خصرها النحيل وقربها منه بقوة
هاتفاً من بين اسنانه بنبرة مهلكة معذبة: يصير ونصصصص
ما بتمين في خاطريه يا بنت العم
سنين تميتي في خاطري وشو لقيت الا العذاب والجرح والاهانات !!
انهمرت دموعها بغزارة وهي تتوسله الرفق بها: والله ما قصدددت
والله
وبعدين ... وبعدين نحن متفقييين انتم اخواااااااان
دخيلك
دخيلك خلني اطلع من هنييييييييه
هز رأسه رافضاً بقسوة وعيناه عمياء عن كل شيء عدا رغبته بها وبـ دفء حضنها ... رغبته بـ اثبات رجولته ومكانه في حياتها:
مافي شي اسمه اخوان بينا
هيه نعم اتفقنا .... وكنت اظن بقدر اخلي الاخوة هي صفة علاقتنا لكن ما قدرت
حبيتج ... وبغيتج ... وبعدني ابغيج
حبس جسدها بين ذراعيه
وهي .. وبـ رعب جنوني اخذت ترتعش وتحاول الفرار لكنها فشلت
نزع عن رأسها الحجاب
وفتح ازرة عباءتها وعيناه لا ترمقان الا حسنها وبهاءها المخفي عنه سنين طويلة
ليتأمل ما تمكن من تأمله تلك الليلة في المستشفى
ليلة لم تكتمل فرحتها في قلبه
قال بوجه احتقن من التوق/الرغبة وهو يحدق بجوع بكل شيء فيها ... ابتداءاً من شعرها .... حتى خصرها وقدميها الناعمتين: ليش ادسين هالفتنة عني
ليش .
تكاد تموت من الخوف ولا ينطق فيها الا شهقاتها الباكية المتوسلة
اغرق انفه في عنقها وهو يقول بـ وجع خالص مُنهك: لـ ليييييش !!
صرخت مرعوبة وهي لا تستوعب قسوة كلماتها عليه ... كانت فقط تريد ان توقفه عما يريد فعله ... هلعة ومرعوبة ..... ألا يعلم هزاع انها ترى وجه مروان فيه الآن !
....: لانه لأنننننه
مممب ..... مب لكككككككك
تجمد ..... وارتخت يداه على خصرها ......... قال بأجش وانفه ما زال يستشق عبق عنقها: مب لي !!!
كانت تبكي بلوعة ..... بعذاب
تريد ازاحة خيال الغرفة المعتمة من رأسها وتفشل
سنوات وهي تعالج نفسها بنفسها حتى احست ببوادر الشفاء تهفو إليها برحابة صدر
لكن الآن ... الآن هي تعود لنقطة الصفر !
لا تريد تجريحه ... لا تريد اهانته ... لكنها مرعوبة ... فـ كيف السبيل للراحة يالله ... دلني !
ابعد وجهه عنها بـ قلب انصهر من الوجع/الخيبة !
الا انهما ما زالا متلامسان متأججان محترقان .... مرتعشان
آهٍ يالله ....... كلماتها تجرح
هو يعرف كيف يجرحها .... يعرف تمام المعرفة !
لكنه لا يستطيع
هزت رأسها بآسى وهي تستوعب مدى تأثر هزاع مما تفوهت به
لتقول بحرارة وهي تمسك يده بقوة:
آ آ آسفة
والله آسفة
انا ما قصدت اجرحك بكلامي
بس انت ما ترحمني
انت بعد تجرحني باللي تسويه
آ آ آ آسسسسفة
رفع عيناه المرهقتان المشتعلتان بالتوق نحوها ...... ورآى دموعها
ووجهها الذي اصبح كـ خارطة الطرق غير المعبدة من فرط بكائها الشديد
فـ رحمها ...... وشعر بصدق كلماتها
قال بعد ان تنهد بعمق: تبيني ؟
ما ان قالها ... حتى زاد بكائها ... اشتعلت وتيرة شهقاتها وارتعاشتها
لم يجد الا ان يحتضنها بقوة كي يبث فيها الأمان/الطمأنينة ........ ثم قال بنبرة هادئة انما منفعلة محترقة نفذ الصبر منها: انتي تبيني مديه ؟
صاحت بقهر: لا تقول مديييييييه
هزاع بنظرة عاشقة: شو أقول عيل ؟
ام المسك بحشرجة وصوت متقطع: ا ا انت .... انت ما تناديني مديه
شد من احتضانه لها .... قبل ان يقول بهمس اجش دغدغ فؤادها: مسك
سكتت .... واستكان جسدها
وكأن بسماعها اسمها الفريد من لسانه
أصبحت بخير
وبحالة افضل !
ابتعد قليلاً ليمسك وجهها ويقول آمراً بـ دفئ: طالعيني
لم تنظر نحوه بل ظلت تمسح دموعها بظاهر كفها
: طالعيني حبيبي
بعد تردد خجول ... مرتبك ..... رفعت عيناها الحمراوتان نحوه
لتسمع يهمس امام شفتيها بـ قوة ... وعزم: تبيني ؟
قالت بتلعثم .... وضياع: أخاف ... والله أخاف
قال بنظرة رجولية قوية تبث فيها الامان: رجعنا لموضوع الخوف ؟ خبريني .. تخافين من شو ؟
همست بتحشرج ... بصدرها الذي يعلو ويهبط بجنون: اخاف اضعف مرة ثانية
محد بيتعذب غيري
تعذبت مرة .... ماباها تنعاد
قال بصرامة وهو يعتزم معرفة كل ماضي ام المسك بعد ان يتمكن من كسر الحاجز بينهما: اوثقي فيه مسك
: انا واثقة فيك
بس ....
اسكتها بقبلة قوية عنيفة طويلة
على ثغرها الصغير المرتعش
ليكرر جملته بقوة .... وبمشاعر متأججة تنتظر الاجتياح: اوثقي فيه حبيبي ..
دخيلج
عضت شفتها بخجل فظيع ... ودموعها ما تزال رغماً عنا تنسكب على وجنتيها الساخنتان
نظرتها التائهة ...... تخبط حركاتها ...... تنفسها الذي اصبح اكثر ثقلاً وحرارةً
كانوا "الجواب الكافي له"
ليتقدم
اكثر .... فـ اكثر
وفعل مالم يفعله ........ منذ ان أصبحت له زوجةً شرعاً امام الله والناس !!
،,
من خلف مقود سيارته الرياضية ... يتحدث مع احد رجاله ... ويسمع الصخب والصراخ الحاصل امام جناح جواهر
فـ سمع صوت العربي الذي يزمجر ويشتمه هو !
عقد حاجبيه مستغرباً
لم يشتمه !
لكن لا يهم
المهم سلامة من في الجناح
وسلامة سمعته الراقية التي "ان لم يتصرف الآن وبسرعة" فـ ستنخدش ويأتيها الضرر
امر الرجل بصرامة هادئة: اتركوه يأخذ زوجته
: لكن سيدي ... يبدو انه رجل مجنون لا يأبه لشيء
قاطعه ديدريك بثقة: لن يفعل شيء ... فقط اخرجوا زوجته له وتأكدوا من ان جواهر في امان
: امرك سيدي
،,
استلت هاتفها لتتصل بـ ديدريك
ما ان رفع الخط حتى هدرت بغضب: لن تخرج الفتاة مع ذاك المعتوه يا ديدريك
قال ديدريك بحزم: دعيها جواهر ... هي زوجته
ثبتت حجابها فوق رأسها بسرعة بعد ان لبست ما يستر جسدها ....... ثم هدرت بقهر: انه مجنوووون ... هل تعلم انه اطرح كل الحراس ارضاً
حتى حرس الفندق توتروا ما ان رفع سلاحه امامهم
زاد استغراب ديدريك
بدل ان يكون ممتناً له انه انقذ زوجته من يد خوليان
يأتي الى احدى ارقى فنادق فلوريدا ويفتعل كل هذه المشاكل !
أكملت جواهر بنظرة تتطاير منها الشرار: هذه حركات المافياااا يا ديدريك
انزل ديدريك نافذة سيارته الواقفة امام الفندق ..... ليقول وعيناه ترتفعان لا ارادياً نحو السماء: اهدأي جواهر .. واتركي الفتاة تخرج لـ زوجـ...
بهتت ملامحه وانخرس لسانه مصدوماً ...... ما ان رآى احد القناصين في سطح العمارة التي على يساره والتي تقابل الفندق مباشرةً ..... يوجه سلاحه نحو نافذة جناح جواهر الذي يقع في الطابق قبل قبل الاخير
بسرعة جنونية
تمكن من جمع مربعات الاحجية !
نزل بسرعة من سيارته وهو يهدر بوحشية: جواهر اصرخي بأعلى صوت واطلبي من سارة والجميع الارتماء على الأرض
ركض بقامته الرشيقة نحو بوابة الفندق مردفاً بانفعال: هناك قناص مستأجر يريد قتل سارة
،,
العاصمة ابوظبي
قالت ريسه بذهول ...... وقلق للتي تتحدث معها على الخط الآخر: زهايمر !!
: ايوه مدام ريسه ... الاعراض التي ئلتيلي عنها وتصير مع الوالد ممكن تكون اعراض الزهايمر الاوليي ... فيكي تجيبيه بكره العياده عشان اعمله فحوصات شاملة ؟؟
: ا ا ... ايوه اكيد
تسلمين دكتورة ما قصرتي
: ولوو مدام ... انا في الخدمي بأي وئت
أغلقت ريسه الهاتف
وعقلها لا يفكر سوى بـ ابيها
الذي لو لم يفعلها ويخرج فجأة من المنزل ويتوه في الطرقات بحجة انه فقط "يريد الاختلاء بنفسه والسير بلا خادم خلفه"
لما اتصلت بـ ابنة صديقتها الطبيبة واخبارها بشكوكها المُقلقة
ارتعش قلبها وهي تتذكر حديث الطبيبة !
ربــــــــاه
صيّـــــــاح ..... اصــــــابه الزهــــــايمر !!
هل هذا يعني انه سينسى
كل شيء !!
ماضٍ يتحدث
مرت على ليلة الفقد خمسة عشرة أيام
خمسة عشرة يوماً كانت كفيلة بتهدئة "بعض" النفوس .. تهدئة بعض رجال آل صياح
فـ طلب احد كبار العائلة عقد اجتماع في مجلس صياح ومناقشة ما حدث فـ الناس من حولهم يتهامسون ويشيعون بعض الاخبار والقصص الكاذبة .... وهذا مالا يريدونه ابداً
في مجلس صياح .... طرق عامر ابن عمة صياح عصاه على الأرض وقال بصرامة: وين يابر ؟
أجاب صياح بـ صوت جامد مظلم: خلوا يابر ... متى ما بغى ايي بيي
قال هادف احد أبناء العم عامر: عمي صياح لازم نسكّت العرب اللي ترمس عنا .. قوم بن فرحان وقوم غانم الغر شالين شلولهم علينا يقولون نحن داسين علومن ردية وان سهيل حي ونحن شردناه ... قالوا هالرمسه عسب اونه ليش نحن اقمنا الحد عليه في الليل مو في النهار وعلى عين كل الناس
وانت يا عمي تعرف العلم الصحيح وتعرف الحوى وعروقها ماله داعي نذكرك ونجلب مواجعك .... السالفة اكبر من جي
قال محمد أخيه مردفاً: هي عمي ..... نحن جذبنا على الناس قلنالهم سهيل جاتل واقمنا عليه الحد عسب نسكتهم .... مب عسب يظهرون عنا سوالف مالها معنى ونبتلش ويااااااهم ...
هدر شاهين غاضباً: شو نسوي فيهم يعني ..؟ خلاص كلن يرد حياته طبيعية وكأن شيئاً لم يكن مب لازم نندس في بيوتنا ونتخشش
جي بنبين لهم ان في شي مستوي
خلاص خلوا الأمور طبيعية وعيشوا حياتكم واللي بيي يسأل ويتخبر سكتوه وجعموه
لا تاخذون وتعطون في الرمسة
غمغم هادف محتقراً مشمئزاً: سود الله ويهه شرات ما سود ويوهنا وخلانا نندس شرات الحريم نخاف نجابل الناس
قاطعه حامد بن صياح بصوت احتد واشتد ... ما حدث لـ سهيل ما زال جرحاً لم يتلئم في روحه ولن يلتئم:
ما من مخلوق يعرف باللي صاااار الا نحن يا عيال الجبيلة وقوم عبدالكريم ... فـ ماله داااعي هالرمسة يا هاااادف
خلاااص انسوووووووا ..
وقف شاهين وهو يقول لـ ربيع الواقف مع خليفة ابن حامد آخر المجلس: ربيع ... انت وخليفة دوروا بين البيوت وشوفو شو محتايين العرب وشو قاصرنهم ... من نبا نخلي العرب يقولون ودروا واجباتهم بعد موت صبيهم
"صبيهم"
إهانة بحق من كان سيد الشباب في القبيلة واكثرهم توهجاً وعطاءاً
رمق خليفة عمه بحقد بارد ..... وهو يعلم ان الأخير يريد فرض مكانته ومقامه بعد حادثة سهيل
لكن وكعادته تجاهل وفعل ما طُلب منه
وكأنه اتخذ مقولة "لا اسمع لا أرى لا أتكلم" شعاره في الحياة
ليت عمه منصور هنا معه .. لكن اين منصور وأين الحياة في قلب منصور !
الشاب فعلياً اصبح يهوم الصحراء والجبال والوديان بلا هدف ووجهة
غارق في خلجاته وسبحانيته وعذابات روحه المتمردة الميتة ..
بعد ساعة .. خرج شاهين من المجلس يريد جلب بعض الأوراق لأبيه .... داعياً بقرارة نفسه ان يتركه هو يشرف على إتمام بيوت ارامل الوادي والمحتاجات .... وان يعطيه الفرصة كي يمسك هذه السنة تنسيق اعمال الحج والعمرة مع أبناء القبيلة في المدن الأخرى .... ثم يأخذون العريضة للحكومة ...
يجب عليه اثبات وجوده بين الرجال
ها هو قد تخلص من احمد
ومن سهيل
صحيح ان مرارة قلبه ما زالت موجودة من نبذ نورة له
لكن المرارة لا تبني مجداً
ولا سلطةً
ولا مكانةً بين الشيوخ وكبار الاعيان !
وان حاول احد سلب ما يبنيه ..... فـ سيقتله ..... سيقتله لا محال !
،,
حاضرٌ يتحدث
منزل نورة
تجلس امام التلفاز في هذه الساعة من الوقت يومياً كي تسمع كـ عادتها اخبار قناة الشارقة المسائية
شعرت بالضجر ... والارهاق
فـ نادت خادمتها كي تأخذ صحن العشاء الذي لم تمسه ابداً
ثم تذهب لتصلي وترها وتنام
لكن صوت المذيعة اوقفها فجأة
" هذا وقد قال الخبراء والفلكيين .. انه من الممكن ان يحين مطلع نجم سهيل في البلاد وباقي دول الخليج في منتصف الشهر القادم ... وعلى هذا فقد ....."
انخرس المكان من كل شيء
عدا من صوت انفاس نورة العالية الثقيلة
والتي أغلقت التلفاز قبل ان تكمل المذيعة نشرتها الإخبارية
سنة وراء سنة
يتحدثون عن مطلع سهيل
وعن البشائر التي تهل بقدومه
ولا يعلمون انهم يتحدثون عن نذير شؤم لها
يتحدثون عن بشارة ظهرت في ذات الليلة التي فقدت فيها ولدها الوحيد !
يتحدثون عن فاجعتها .... وحسرة عمرها الضائع !
عذابك يالله على من اطفأووا بريقه في قلبي
انتقامك يا منتقم على من اخمدوا لهيب الحياة من عيناي
صياح
ادعوا عليك في وتري كل ليلة
ولا ارجو من الله إلا الَّأ يأخذ امانته قبل ان اسمع بشارة تفرح قلبي المكلوم !
،,
بعد مرور أربعة ايام
دخلت مرحلة كآبة
كل شيء تصاعد وتفاقم في روحها
بدايةً من فشل رحلتها وعدم اكتمال مشروع عطرها
وسطها مما حصل هناك من مشاكل ... ولقاءها بمحمد ... وتوابعه
نهايتها بإصابتها وعودتها للوطن مع آخر شخص رغبت برؤيته ....... ربيّع !
منذ عودتها وهي تتجنب الجميع
والديها
اخوتها
وحتى جدها الذي خذلها ووقف بجانب ربيّع ضدها
رمقت اصابتها بـ جبين متغضن ... ثم تنهدت وهي تحمد الله بداخلها ان الالم بدأ يخف والجرح يلتئم
شرد ذهنها لذلك اليوم الذي عادت به للوطن
والغرابة التي شعرت بها عندما دخلت الطائرة من غير أي اعتراض من الشرطة السيريلانكية !
ألم تكن ومحمد "بنظرهم" متهمان بأنهما اختطفا تلك الصغيرة قبل فترة !
كيف اذن تمكنت من العودة من غير أي عائق !!
: روزة
نظرت لـ والدتها بشرود وهمست: لبيه
ام روزة: لبيتي حايه .... شرايج ادقين على عمتج ريسه وتعزمينها عندنا على العشا ؟
اومأت برأسها بارهاق ... ثم حملت هاتفها واتصلت بـ أمها ريسه
بعد دقائق ... أغلقت الهاتف وهي تشيح بوجهها بجمود
لتسمع أمها تسأل باستغراب: شبلاج ؟ عمتج فيها شي ؟
: لا ما فيها الا العافية ... عند ..
تنحنحت بخفوت لتكمل باقتضاب: عند خالوه نورة
تأملتها أمها ثوانٍ بتردد ... ثم قالت فجأة: تبينا نسير صوبهم اذا تحسين روحج تقدرين على المشي ؟
اتسعت عينا روزة بذهول ..... وقالت: شو طاري عليج ؟
هزت رأسها بالنفي لتقول بصوت خافت شارد حزين: ماعرف يا بنتي ... حاسه ان نحن غلطانين يوم قطعنا علاقتنا بام سهيل
قالت روزة باعتراض منفعل: هي اللي ما تبانا امايه
قالت أمها بـ مرارة: هي زعلانه على ولدها بس هب معناته نمشي ورا شورها
هاي عشرة عمر امبينا ... ونوره ما عندها حد
روزة باقتضاب: مابا اسير .. اقدر على المشي الحمدلله بس مابا امايه
امسكت يد ابنتها وهي تقول: عشاني يا ام حامد .. يلا
روزة باعتراض رقيق: اماااايه
ام روزة بإصرار: عشااان خاطري
لا تريد يالله
لا تريد
ليس كرهاً لها
لكن بمجرد رؤيتها ستتذكر شخص لا تريد تذكره
أكملت أمها تريد اثارة عاطفتها: الحرمة مريضة وعميا
اكسبي اجر وزوريها
بعد تردد ملؤه الغصات/الحسرات ... قالت مُكرَهة:
ان شاء الله
،,
بعد ساعتين
قالت وهي تقبل رأس نورة: شحالج خالوه ؟
اجابت نورة باقتضاب: عاش من سمع حسج يا روزة ... الناس يقولون عاش من شافج لجنج تعرفين الحال يا بنتيه
روزة بجمود: الله يعطيج طولة العمر ويواليج الصحة والعافية
دقت نورة يسار صدرها وهي تقول: نبا راحة هذا بس
سكت الجميع .... بربكة ..... واضطراب
قالت ريسه تريد تلطيف الجو قليلاً: شو صحتج الحينه حبيبتي ؟
روزة: بخير الحمدلله
قالت ريسه بقلق عارم: شو صار وياج هناك ما خبرتينا ... ربيع ما قال الا انج دشيتي بالغلط بين ناس يتضاربون جدام معبد هندوسي وضربوج بـ سجين
هزت رأسها روزة بتردد وارتباك ... وهي تتسائل للمرة الثانية !
من الذي اخبر ربيع بهذه الحكاية !
أيكون محمد !
لكن كيف
ومتى !
: ا ا هيه
ريسه وهي تهز رأسها بأسف/قلق: تستاهلين السلامة ... مرة ثانية لا تسافرين روحج يا بنتيه .. مب زين
: ان شاء الله
ام روزة ببسمة لطيفة: شحالج نورة ؟
بملامح جامدة اجابت ام سهيل: بنعمة من الله شرات ما تشوفين
ام روزة ببسمة واسعة: ما شاء الله ما شاء الله ما زدتي الا حلاة يا ام سه... ا ا نورة
قاطعتها نورة بصوت جبار: ليش قطعتيها .... قوليها
ام سهييييل
يلين ما اموت بيتم ولديه في روحي ما بنساه لو انه تحت التراب
انكمشت ام روزة من الحرج والارتباك ...... لتقول بخفوت: الله يرحمه
ريسه: امين
ثم رمقت روزة باستغراب متمعن .. روزة التي كانت صامتة .. بـ جلستها المضطربة وعدم ارتياحها الجلي !
دوماً تكون بهذه الهيئة ما ان يذكر اسم سهيل بشكل او بآخر ... بشكل مواري عن مسامع البشر او بلحظة متهورة لا مبالية
ليس منذ الآن
بل منذ سنين !
وقفت وهي تقول لـ روزة: روزة تعالي ويايه المطبخ ... اباج تساعديني في الفوالة
هزت روزة رأسها ورافقتها بكل رحابة صدر وكأنها كانت تنتظر ابتعادها عن نورة
ما ان اصبحتا لوحدهما .. حتى قالت ريسه متسائلة: شو فيج ؟!
نظرت روزة حولها بضيق قبل ان تتنهد بصوت منفعل وتقول: ما فيه شي
بقلب خافق .... مرتبك ..... مرتعش ..... نطقت ريسه بتسرع: تعرفين شي انا ماعرفه !!
رباه ..... هي خائفة من ان تكون روزه على علم بما حصل في الماضي ... وبـ قصة مقتل سهيل !
طرقت بأصابعها على طاولة الطعام ..... وقالت ترص على عيناها: مثل شو !!
ريسه بقلق: ماعرف حالج مب عايبني
اول شي هب ظاريه تزورين خالتج نوره
ثاني شي مبوزمه طول الوقت جنج الا مغصوبة على اليية
ويوم ...... ويوم ترحمنا على سهيل ما امنتي
هزت روزة كتفيها لتقول ببرود جامد: عادي ... ما كنت مركزه اساساً
برودة رد روزة اكد لـ ريسه ان حدسها نوعاً ما صحيح !
تعلم انها تتهور الآن بالتمادي بالحديث ... لكنها تريد معرفة الحقيقة ... ويالوجعها ان صح ما تفكر به: روزه .. شي في قلبج على سهيل ؟
من غير سابق تفكير .... برقت عينا روزه بالكره البالغ .... لتهدر من بين اسنانها فاقدة السيطرة على مشاعرها ..... وكأن الذي تكرهه ما زال عيش بينهم:
اكرهه كره العمى وأكره اي شي يذكرني به
شهقت ريسه وهي تتراجع للخلف: عوذ بالله
ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تردف مرعوبة: ر رو .... رووزه شـ شو تعرفييين !!!
اجابت بعينان تقدحان شرراً ... الماضي بـ طعمه العلقمي اكبر من التغافل ... اكبر من النسيان .. اكبر من الغفران: اللي تعرفونه كلكم وداسينه عنا
هزت ريسه رأسها بهلع وهي تقول مذعورة مصدومة:
جذب جذب
قالت بنظرة تقدح غلاً: لا مب جذب ... ولد العم اللي كان خاطبني وواهمني بالحب
ولد العم اللي علقني به وخلاني اشوفه فارس الاحلام
اللي الرجولة تقطر من طرف ثوبه
طلع خنـ.....
نطقت بـ كلمة بذيئة تدل على الشذوذ
شهقت ريسه بـ صدمة مروعة .... لتكز على اسنانها وتهتف بغضب جنوني:
ججججب
روزة بعينان جاحظتان بالاستنكار: ليش جب ! .... عشان ذلك الملعون الخنـ.... ؟
قالت ريسه وهي منصعقة من روزة: كيف كنتي داسة هالكره كله عني !!
جلست روزة على اقرب كرسي وهي ترتعش من هول غضبها
ومرارة روحها المذلولة !
قالت بحرقة قاتمة: المشكلة حبيته
حبييييييته
هاللي حارق فوادي
لو ما حبيته جان الموضوع هين .... اناااا
انااااااا يبدلني بمخااااانيـ...
اناااا رووزه بنت الشيخ حااامد بن صيااح
هزت ريسة رأسها بذعر وغضب مشتعل لا قبل له ولا بعد
لتهدر من بين اسنانها بعد ان اغلقت باب المطبخ: اوووص ولا كلمة ... ولا كلمة يا رووزة .... وللأسف انتي جذااابة .... انتي ما حبيتيه ... مووول ما حبيتيه ولا عطيتيه من قلبج ذرة حب وتقدير واحترااام ...
رفعت صبعاً مهددة: والله يا روزة وهاي حلفة يييمين ... ان عدتي هالرمسة عليّه بضررربج
تسمعييني !!!!
ارجعج ياهل مرة ثانية واضربج على ثمممج
روزة من بين اسنانها: تضربيني عشان الملعوووون !!
: ما من ملعون الا شيطااااانج
شو ياينج اليوم انتي !!! هااااااه !!!
أغلقت روزة عيناها بقوة ..... لتقف بحدة وتتجه نحو الباب
ريسه بقسوة: روزة انا ما خلصت رمستي .. خبريني منو جذب عليج وقالج هالسوالف ؟
قالت روزة وهي تقف قرب الباب: اللي راح راح ما من فايده من القول الحينه ..
دمدمت بوجع وهي تهم بالمسير: وتبين الصدق ... انا غلطت يوم ييت هنيه
هدرت ريسه مهددة: رووووووزه لو ما رديتي انسي اني امج تسمعييييييين
وقفت مكانها
ثم التفتت بتردد نحو أمها ريسه
قبل ان تقول بـ عينان تتلألآن بالوجع/القهر:
دخيلج ما ازداد
خليني اروح ... واوعدج اييج اول ما اظهر من هالحالة السخيفة اللي انا فيها
قطبت ريسه حاجبيها وهي ما تزال ترتعش من الغضب
ثم زفرت انفاساً مختنقة منفعلة .... وهي تستشعر ان روزة ربما تحمل في صدرها أمور أخرى غير سهيل والماضي
اشاحت بوجهها بانهماك عاطفي ونفسي
لم تتوقع هذه المحادثة الغريبة بينها وبين ابنتها
ولم تتوقع مواجهة كهذه والآن بالذات .... وفي منزل ام سهيل !
ادمتها كلمات روزة
ادمتها وجعلتها تحقد على صياح اضعافاً مضاعفة
قالت بعد ثوانٍ باقتضاب ..... وصوتها يحمل من الضيق الكثير والكثير:
على هواج
نهـــاية الفصـــل الثــــالث عشـــــرة
ستووووووووب :)
نلتقي ان شاء الله بعد العيد
|