لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-10-20, 06:22 AM   المشاركة رقم: 506
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2013
العضوية: 260961
المشاركات: 2,244
الجنس أنثى
معدل التقييم: لولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2193

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لولوھ بنت عبدالله، غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل24 جزء ثا

 

حبيبتي انتي 💘
اقصد الجزء الثاني من الفصل 24
الخميس باذن الله نزول الفصل 25
خلكم بالقرب ❤❤❤❤

 
 

 

عرض البوم صور لولوھ بنت عبدالله،   رد مع اقتباس
قديم 20-10-20, 04:22 PM   المشاركة رقم: 507
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2020
العضوية: 335498
المشاركات: 2
الجنس أنثى
معدل التقييم: مِسك عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
مِسك غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل24 جزء ثا

 

مساكم الله بالخيير آل ليلاس ✨
جيتكم متأخر بس يلا ان تصل متأخراً خير من ان لاتصل 🤓 الله يسامح الجامعة بس
المهم ماعلينا لولوه ابداع كالعاده يفوق الوصف

،,

الجزء الثاني من الفصل 24 كان جزء كشف الاسرار بجدارة
سهيل ولقاءه مع جده ، هزاع وسهيل ، واخرها حرابه وغابش 😭💔
حزنت على حرابه ويا مقوى صدمتها في غابش بس مع هذا انا مع غابش قلباً وقالباً
#غابش_لايموت_مقهور كفايه قلبه تعبان ☹😭 وخلاص يعني حبه لحرابه يشفع له عندي.
اما لقاء سهيل مع جده كان مؤلم للقلب مره يمكن من رحمه الله في صياح يكون عنده زهايمر لانه مابيتحمل انه 15 سنه ظالم حفيده حبيب قلبه 😰☹
انتظر امه النوري تعرف انه عايش وقتها دمووعي شلالات 😭😭😭💔

،,

مشكوره لولو عالابداع اللي تمتعينا بقراءته بس عندي استفسار صغيرون 🤭 ايام بات من يهواه وصلت 80 فصل هل رحيل سهيل بتكون مثلها ؟ لاني ملاحظة سرعه الاحداث .

 
 

 

عرض البوم صور مِسك   رد مع اقتباس
قديم 22-10-20, 07:45 PM   المشاركة رقم: 508
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 271387
المشاركات: 11,135
الجنس أنثى
معدل التقييم: bluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13814

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
bluemay غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لولوھ بنت عبدالله، مشاهدة المشاركة
   حبيبتي انتي 💘
اقصد الجزء الثاني من الفصل 24
الخميس باذن الله نزول الفصل 25
خلكم بالقرب ❤❤❤❤

بالانتظاااااار لا تطولي علينا ياااا قمر

والله يستر من توقع فيتو

قلبي قرصني

ياااا رب لا يصير شي منه

 
 

 

عرض البوم صور bluemay   رد مع اقتباس
قديم 22-10-20, 07:52 PM   المشاركة رقم: 509
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متدفقة العطاء


البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 80576
المشاركات: 3,178
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسي
نقاط التقييم: 7195

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيتامين سي متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل24 جزء ثا

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay مشاهدة المشاركة
   بالانتظاااااار لا تطولي علينا ياااا قمر

والله يستر من توقع فيتو

قلبي قرصني

ياااا رب لا يصير شي منه


هههههههه لا بلومي هذا ماهو توقع ما أظن لولوه قلبها قاسي لهذه الدرجه

وتموت غابش لا هو هاشتاق لكسب تعاطف جمهور كما رحيل سهيل

نبغى وقفتهم مع غابش لا تعلمين أحد

 
 

 

عرض البوم صور فيتامين سي   رد مع اقتباس
قديم 22-10-20, 11:00 PM   المشاركة رقم: 510
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2013
العضوية: 260961
المشاركات: 2,244
الجنس أنثى
معدل التقييم: لولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2193

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لولوھ بنت عبدالله، غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل24 جزء ثا

 




(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)



الفصــــل الخامــــس والعشــــرون



فصــل اليــوم بعنــوان
"الــــزرع زرعــــي ، والمحصـــود محصــــودي"




قرر التصرف بسرعة .... فـ اقترب يريد لمّها ...... احتضانها .... يريد اخماد نارها

لكن هيهات
من هذا الذي يستطيع اخماد نار حرابة ..
وهي التي ذاقت للتو طعم الإهانة التي رُسمت بأبشع طريقة بحقها !



استقامت بـ قامة انثوية شامخة ...... وهي تبتعد عن مدى ذراعيه
لترمقه نظرةً انحفرت في روحه ..

لم تكن نظرات ذهول
ولا نظرات عتاب
ولا نظرات ألم

بل نظرات محارب طُعن من الخلف على ظهر فرسه !



بانخراس تام ........ شدّت من حجابها على رأسها ..... وخرجت تاركةً إياه يتأمل الفراغ المخلف ورائها بــــ ألم !


تحرك يريد اللحاق بها
الا ان ألم آخر داهمه بقسوة اجبره على الجلوس في اقرب مقعد

جلس رغماً عن نفسه ...... متوجعاً
غاضباً
مهزوماً
يريد الصراخ والزئير فلا يستطيع !



رددت نبضات قلبه المرهق اسمها العذب بـ انين موجع


حـــرابة
حـــــ ـــ ـــــرابة



رنيــن
رنين مفاجئ قطع حروف اسمها على لسان وجدانه



كان صديقه
سهيـــــــل



"اذا قبلت يا غابش ... مع اني مب واثق مية بالمية
اذا قبلت حرابة فيك ..... بتكون رسمياً ماخذ مهمة حمايتها ..... وبروحك
محد منا ومن اللي يعرفون بينذكر اسمه ابداً ....... عُلِم !"




ليسند رأسه على المقعد بـ ملامح متغضنة محتقنة ......... متجاهلاً الاتصال مجبراً لا مخيّراً



،,



قبل اتصال سهيل بـ ساعتين



عاد لمنزله .... وجبال تقبع فوق ظهره
ألم
ألم لا يُطاق
ألم أحال وجهه لشيء مريع
مخيف ..........!


وقف امام باب شقته الفخمة
يحدّق بـ المقبض المعدني بـ مشاعر غريبة
بـ عظامٍ منهكة
انهكها الزمان حد انه يريد النوم وكفى ..

شعور السخرية المريرة طفح بوضوح على وجهه في تلك الاثناء

سخرية من كل شيء
كل شيء بلا استثناء

مرر بطاقته الالكترونية
وفتح الباب بهدوء


لتقع عيناه وقبلها مسامعه على الفوضى الصبيانية داخل الشقة

رغماً عنه لانت تعابيره

رغماً عنه يجد ان عائلته الصغيرة ... عائلته الذي كوّنها بعيداً عن آل صياح
تلعق جراحه باستمرار
تجعل قلبه كـ طائر العنقاء
يولد من جديد
تتولد نبضاته مرة بعد المرة
ويصبح اقوى من ذي قبل ..


رأى جواهر التي تجلس على سجادة غرفة المعيشة الواسع وتلعب لعبة الالغاز مع آدم ويعقوب وابن عاملة التنظيف

والى الآن لم تلاحظ وجوده .. حتى ولديه والصبي الثالث

تأمل قمة رأسها ... شعرها الأسود المكوّم بفوضوية في قمته .... ليتتذكّر الهدنة الصامتة الباردة غير الرسمية ..... والتي حدثت بعد رجوعهم من المركز التجاري ...

هدنة لم يقررها هو ... ولا قررتها هي ..... قولاً ان صح التعبير



رآها تلتفت قليلاً
لترتد للخلف وهي تعقد حاجبيها ما ان لاحظت وجوده

وكأنها تقول له بعيناها
" متى اتيت بحق الله ؟"



لكنها اغرقت تعابيرها ببحرٍ من الماء المثلّج .... والتفتت لـ ابن عاملة التنظيف تحاكيه بلغة الإشارة

عندما لمحت نظرة الخوف بعينا الصبي .. والتي كان سببها على ما يبدو سهيل بهيئته الجامدة المحدّقة القاسية

قالت لـ آدم بـ ود: حبيبي آدم خذ اخاك .... وإلياس ..... والعبوا في غرفة الألعاب

اومئ آدم برأسه ومدّ يده لـ إلياس يحثّه بـ ابتسامة على الذهاب معه

ما ان دخلوا للداخل

حتى اقترب منها
وقال بهدوء وهو يضع هاتفه في سلك الشاحن لـ يعيد شحن بطاريته: ما كنت اعرف انج تتقنين لغة الإشارة

اجابته بـ نبرة صقيعية وهي تعيد ترتيب ألعاب الصغار المتناثرة: اشيا وايدة ما تعرفها عني



لو رأت شحوب وجهه
وتعبه الجلي
لـ خففت من ضربتها التي كانت من تحت الحزام حينها


رغم ذلك ... جلس على الاريكة الفردية
مسنداً ذراعيه على وركيه
وقال بـ اجش:
حاب اعرف ..... اذا ممكن طبعاً


هنا رفعت عيناها المثقلتان بالعتاب/الخيبة
ليقف الكلام بحنجرتها وهي ترى شحوب وجهه
وعيناه اللتان تشوبهما بعض الاحمرار


شعرت بـ انجراف جنوني في عاطفتها
رباه
كلما تقرر ان تنجو بكرامتها ....ان تتصرف وفقاً لعقلها لا قلبها
يأتي هو ويهدم كل شيء

ارادت سؤاله
لم الحزن المنبثق من محاجرك يا حبيبي ؟
لكن تباً
تعرفه
لن يجيبها
لن يخبرها بالحقيقة
ما زال يراها غير كفؤ لحفظ اسراره في صدرها

بحركة لم يتوقعها

تربعت امامه
وهي ترفع رأسها اذ انه كان يجلس على الاريكة
وقالت بجدية: بشرط
تقولي انت بعد شو تحب وشو هواياتك



جلستها اللذيذة
البسيطة
التي أظهرت جمال قدميها الصغيرتين الناعمتين
جعلت امعاؤه تتأوه بالعاطفة الفجة


وجده نفسه يخفض جسده وينزل
ليواجهها بجلسةٍ مثل جلستها

انحرجت
وخجلت
لكن حافظت على قوة نظرتها
واردفت:
وانا اقصد سهيل ..... سهيل شو يحب
او شو كان يحب
Whatever



تخدرت آلامه لمجرد ان اصبح في حلقةٍ لا تحوي الا وجهها الحلو ونظرتها الفريدة من نوعها

فقال لها بـ خفوت: زين ... اعطيج المايك

كان جدياً كـ هي تماماً .... فـ قالت وهي تؤشر نحو الغرفة التي تحوي الأطفال بألعابهم الكثيرة:
مثل ما شفت ... احب اتواصل مع اصحاب الصم بالإشارة ..... من ثلاث سنوات قررت اتعلم لغة الاشارة وتعلمتها ......... مممممم واحب الرماية بعد

برقت عيناها رغماً عنها ..... وهي تكمل: وايد احب الرماية

قال لها وهو يكاد يأكل شفتيها بعيناه: هالمعلومة اعرفها

تغضن جبينها بـ استغراب فـ سمعته يردف بابتسامة صغيرة: امج قالتلي
مرة من المرات يبت اليهال عندها وما حصلناج .... قالت راحت جواهر تمارس هوايتها المفضلة
الا وهي الرماية

قلّبت عيناها بـ استنكار وقالت بلكنتها الهولندية: اوووووه مامي

سألها سؤال مباغت: متولهة عليها ..... صح ؟

لم تجد الا الصدق بأن قالت بقلبٍ يعتصر من الشوق الجارف فـ جواهر لم تفارق ابداً والدتها من قبل:
وايد

تنهدت بلا صوت .... واكملت بحزم وبطريقة لا تظهر لـ سهيل انها من الممكن ان تكون قد ندمت على قرار سفرها معه:
يلا قول انت ....... شو تحب ؟

اشر لخاتم الاباتيت الذي يتوسط اصبعها بـ انفه .... وقال بنظرة متراخية:
احب اقتني الاشيا النادرة

رفعت حاجبيها بـ ذهول ..... وقالت تنظر للحجر الكريم الذي يتوسط خاتمها: هالحجر كان عندك من زمان ؟
ا ا .......... اتحراك شريت الخاتم جاهز

امسك كفها .... واجابها وهو يحرك خاتمها بين اصبعيه بـ صوت ثقيل مستكين: لا ... هالخاتم فصلته لج

عضت شفتها بـ خجل عارم ...... وآثرت الصمت

اكمل وهو ما زال يلعب بأصابعها بين أصابعه: في بيتي مخصص غرفة خاصة في آخر طابق ........... حق الاشيا اللي ايمّعها
كل ما حسيت بالضيج ادش الغرفة واقعد ارتب الاغراض وانظفهن وألمعهن

رمقت تعليقة مفاتيحه ........ والتي كانت عبارة عن عملة ذهبية .... وقالت: مممممم وهالعملة ؟؟

سهيل بابتسامة كسولة: لمعتها تتكلم
هاي عملة الملك ادوارد الثامن ... عملة سيادية نادرة عمرها حول 75 سنة

اتسعت عيناها وهي تتعرف على العملة التي كانت بيعتها حديث اوروبا جمعاء قبل عدة اشهر: انت اللي اشترييييييتها !!!!

ابتسم وهو يتذكّر حرصه على الا يتم ذكر اسمه في الصحف والمجلات ووسائل الاعلام

فـ نالت اجابتها من ابتسامته الفخمة

لتقول وهي تحاول كبح ابتسامتها: عملة نادرة اشتريتها بـ مليون ونص جنيه استرليني .. تحطها تعليقة حق مفاتيحك ؟؟

رمق العملة ......... ثم هز كتفيه: احترت وين احطها تبين الصدق
بغيتها جدام عيني دوم

ابتسمت وهي تخفض عيناها ..... لتنتفض فجأة مذعورة وهي تستشعر ملمس شفتيه على عنقها


اغمضت عيناها بقوة
وهمست: د ..... ديدريك



الالم يعتصرها
ينتهكها بلا حول ولا قوة

كيف تتقبل قربه بعد حوارهما الأخير !

حوارهما الاصعب على روحها العاشقة ....

كيف تتقبل قبلاته بذل وضعف وهي التي رأت بأم عيناها حبّه لابنة عمه تلك

طعنات واحدة تلو الاخرى تتلقاها منه وهي تجاريه وتسير خلفه حالها حال اي فتاة عديمة الكرامة تعشق اذية النفس


: د ..... ديدريك بليز


نطق وهو يكاد ينهار:
سهيل ... اسمي سهيل ... انتي بس اللي اباج تناديني بهالاسم



امسك خصرها .... ورفعها قليلاً نحوه بحركة فجة

وهو يغمغم: انتي بس



هي فقط من يريد سماع اسمه على لسانها ...... هي من ترسم خارطة رجولته بخريرها

هي من تكفكف دمع الوجع مع صوتها وهي تلفظ حروف اسمه الأربع

حروفه التي تشكلت على هيئة نجم اغتُصب حقه بكل وحشية ونجاسة !

حق الكرامة
حق الفخر
حق الرجولة وحق الروح وحق الفؤاد !


لتنطقها
لتقُل سهيل
لتهمُس به وهي تتلوى غراماً وجنوناً بين ذراعيه

عل عصرة الحامض التي تنسكب يومياً على تقرحاته سنواتٍ طوال .... تصبح كـ عصرة العنب المسكر ... خفيفة عذبة حلوة الوطىء

علّ رجولته التي اضاعوها قبل سنوات
تعود
او يشعر بطيوف عودتها
لا يهم
المهم ان هذه الفاتنة شفاءه
شفاءه ولعقة العسل لجراحه



قبض عنقها من الخلف ..... ليقرب وجهها اكثر من حدوده

ويغرق في انهارها الحلوة
يغرق في ثغرها الممتلىء العذب



تأوه بغلظة وهو يكاد يسقط على ظهره من شدة احتضانه لها ودفعه لجسدها ناحيته ...


ابعدت بصعوبة وجهها عن هيجان قبلاته

وهمست مختنقة متألمة بمشاعرها الثائرة التائهة المثارة:
ا ........... اليهال


وقف وهو يغمغم بنبرة اجشة متخدرة: تعالي

همست بعينان دامعتان من هول ما يعتريها من مشاعر عاصفة وحب ابى الا ان يقع صريع الذل والهوان:
مـ مابا



وسط هيجان مشاعره ... وسط انهياره الصامت القابع في جوفه
بسبب نسيان جده له



علم انها ما تزال مجروحة
ما تزال تظن بكل غباء انه يحب ابنة عمه

مجنونة هذه السنجابة
وستصيبه بجنونها ان لم يخرسها
وحالاً


سحبها خلفه عنوةً
وهو يقول بـ شراسة ..... بـ قلب ينتفض بالعاطفة ........... والتوق
والجنون بها/لأجلها: ما طلبت رايج

همست بـ غيظٍ شديد: شايف نفسك على شو !

ليقهقه بـ افتتان/استمتاع ............. وهو يغلق الباب خلفهما




بعد ساعتين



خرج من الحمام .... وهو يلاحظ خلو الغرفة من جواهر ........ ففكر انها ولابد قد ذهبت عند الأولاد تطمئن عليهم بعد ان اضطرت لتركهم



خرج .... ليستل هاتفه بعد ان اكتمل شحنه
وقرر الاتصال بـ غابش للاطمئنان عليه وعلى اخته اذ ان من المفترض انهما الآن في البلاد


لكن لم يتلقى أي استجابةٍ على اتصاله


رغماً عنه
شعر بـ التوجس
والقلق !



،,



أبـــوظبي



جلست قرب زوجها وهي تهتف بقلق: مب المفروض طيارتهم نازلة من كم ساعة ؟
وينهم يا ليث ؟
اخويه عبدالرحمن شو قالك ؟

اجابها وهو يشعر بالتوتر اذ انه كان يتصل بـ غابش وابا غابش وكذلك حرابة
لكن لم يجبه أي احد منهم
: محد رد عليه أصلا
صبري شوي اكيد بيتصلون بنا ويطمنونا

عفراء: قلبي مقبوض يا ليث
دخيلك اعرفلي اخبار بنتي


عاد ليتصل بـ أبا غابش
الا انه قطع الاتصال بسرعة وهو يرى تلك التي دخلت المنزل عليهم بكل عنفوانها
ونارها
وجنون غضبها



كانت تلهث ... تلهث فعلياً ............ وتتصبب عرقاً !
بـ وجهٍ قاسي عابس
مصفر


كانت وكأنها عبرت مسافة ستة كيلومترات بين المستشفى ومنزل والدها مشياً على الاقدام

وهذا بالفعل ما حدث !


شهقت عفراء وصاحت بـ اسم ابنتها وهي تهرع ناحيتها: حـ حرااااااابة
يا ويل قلبي
يا ويل قلبي على بنتي
شبلااااااااج ؟؟؟؟

اقترب منها ابيها بقلق ..... أراد السؤال
أراد الحضن
والاحتواء


يالله كم شعر منذ ان تزوجت غابش
بـ انه انسلخ من ضميره
بـ انه اقل من يوصف بـ الابوة !

لطالما افتخر كونها ابنته
لطالما تركها تفعل ما تشاء
لانه يثق انها لم/لن تفعل الا ما يجعل رأسه في أعالي الجبال
انها ابداً لن تخطو خطوة الا وهي تضع قلب ابيها وشرفه امام عيناها

في المقابل هو خذلها
هو خذلها عندما رماها من أعالي تلك الجبال

عندما فعل ما يؤمن انه سيكسرها
سيعصر روحها الشمّاء المعتدة ...... وسيحيلها لـ مارد ناري لن ينطفئ !


لطالما شرّفته حرابة
لكنه هو بفعلته بها ...... لم يشرفها !



بـ صدرٍ يعلو ويهبط .............. قالت بنظرة متوحشة: كيف ...... كيف قدرتوا تسوونها ؟!!

ابتلعت عفراء ريقها ..... وقالت بتوتر وقلق عارمان: حرابة امايه شو فيج ؟؟؟

دخلت للداخل اكثر بـ خطوات مدججة سريعة ..

قبضت يد أمها ... ترمقها وترمق ابيها باشتعال: كيف خدعتيني ؟
كيف
كيف خدعتوني انتو الثنينه ؟؟؟؟
اناااا
اناااااا........


انقطعت كلماتها تحاول التقاط أنفاسها مع غضبها وانكسارها
وكل شيء

: لـ ....... ليش!!!
ليش حطيتوني بهالموقف !!!!


زمجرت بأعصاب منفلتة كلياً: ليش رضيتوووووها علي !!!

هتفت عفراء وقد علمت ما سبب انهيار ابنتها المريع ... فـ انهارت هي الاخرى: كـ كنااا ..... كنا مجبورين يا بنتيه

اقترب ليث يحاول احتوائها لكن حرابة ابتعدت بحدة وهي تهتف بقسوة: مجبورين !!!!


صرخت ..... حتى شعر والديها ان صراخها وصل لمنزل الجار السابع:
مجبووووورين ..... مجبوريييييين تهينووووووني وتوطوووون خشششششمي القااااااااع
مجبورين على شووووو ولا على شوووووو يا امااااااايه


نظرت لـ ليث الذي نكس عيناه بـ حزن مثقل بالقهر



: ابوويه
يا ليث بن حمد
شو سويييتلك ؟؟
شو سويتلك عسب توقف معاهم ضددددددي ؟؟


امسكت رأسها بقوة وهتفت بعذاب:
حطيييتك على رااااااسي

واشرت على عيناها بأصبعيها: وبين عيوووني ......... ان كان في سر ولا في علن


وقالت لامها التي تبكي بشدة ...... تبكي ابنتها التي ولأول مرة
تراها بهذا الانهيار المرعب !


: وانتي يا امايه
شو سويتلج عسب تسوين هالسوات فيّه ؟؟؟؟
قولي
شو سويييييييت ؟؟؟

حطيتج هنيييي

"وضربت قلبها بقهر"

حطيتج في القلب وعلى الراس وعلى الروووووح
والله

"واشرت لهما بيدها"

والله لو طلبتوا الرووووح تفداكممممم


انخرس لسانها ترمقهم بعينان متسعتان تبرقان بـ آثار الصدمة المقيتة ..... وبصدرٍ لاهث لا يستكين

فـ تراخت كتفيها تدريجياً
وبح صوتها المطالب بـ الأجوبة

لتسألهما بـ صوت قاسي متقطع:
ليش ؟
ليش ترخصوني وانا اشوفكم اغلى من الذهب ؟
ليش تثمنوني بالتراب وانا اللي عمري ما فكرت اساوم عليكممممممم ؟؟؟

صرخت بجنون: تيوزوني خديعة !!!!
انا ..... اناااا تيوزوني واحد على اساس انه خبل ..... وهو اعقل مني ومنكم
ليش ..... ليششششششش ؟؟؟؟؟


انتفضت عفراء محلها ..... وهي ما تزال تبكي بحرقة
وتتوسلها ان تهدأ
كي يستطيعوا محادثتها وتوضيح كل شيء لها على نحو هادئ ومتفهم


هتف ليث بصرامة ..... رغم ألمه
رغم حزنه على ابنته المنهارة

: لا تزاعقين يا حرابة
نحن والديج
حسّج ما يعلى علينا


اقتربت منه وهتفت متحدية
من بين الشرار المتطاير من مقلتاها

: شو بتسوي ؟
بتقص لساني ؟؟


صاح بغضب عارم: بقصصصه واقص رااااسج فوووقه
بتصطلبين وتهدين يا حرابة عسب نتفاهم ولا كييييييف !!!!!!


: قصه .... قص لساني
وقص راسي
ترى انا سعري بسعر الدبَش في مزرعتك
جيمتي من جيمتهم
ما افرق عنهم بشي مووووول

(الدبش = البهائم/المواشي)



صرخ بهيجان
الغضب المتصاعد فيه لأجلها
واللهِ لأجلها
لا منها

يالله لـ كم يبغض نفسه الآن وهو يراها بتلك الحالة
يالله لـ كم يريد عض قلبه بنواجذه ندماً وحسرةً

: حرااااااااااابة



صرخت بصوت اشد ...... حتى احست ان حنجرتها انجرحت وانخدشت بلون الدم: لا تصاااااااااااااااارخ
لا تصاااااارخ وانت الغلطاااااااان
لا تفكر تلعب دور الحقّاااني وانت غلطان من راسك لـ ساسك
انت وهيييييي ..... واللي على أساس مربتني
اللي ازقرها امييييييييي ..... ريسة بنت صياااااااااح
كلكممم
كلكمممم جذبتوا عليه
وخاااااالي .... خالي اللي فرحت به فرحة الدنيا وما عليهااااا
خالي اللي شفت في ويهه ويه يدي خلف بوالشريس
اللي عمري ما ريته ولا شميييت ريحته
جذب علي هو بعددددد



شهقت عفراء بـ روحٍ تنوح بالوجع
روحٍ تعتصر بالفاجعة



رفعت يدها تؤشر بغضب هستيري وصل عيان السماء .... من بين عرق جبينها المتغضن ..... وانتفاضة صدرها ............. وحجابها الذي سقط نصفه:

صدقوني ما بنساها لكم
لا انتي ولا هوووو
لا امي ريسه .......... ولا خالي عبدالرحمن



استدارت تلحقها نيرانها المتأججة ............. وهرعت للخارج ..........


صرخ والدها منادياً إياها بانفعال مريع

: حرااااااااااابة


لحقها
فلحقته عفراء وهي تضرب وجنتيها بـ آسى وخوف لا قبل لهما ولا بعد


لكن حرابة التفتت نحوهما
وهتفت:
لحد يلحقني


وحذرتهم بقسوة:
اللي سويتوه يسد وزود ........... ماباكم قربي لحظة وحدة
انت بالذات
انت ياللي رخصتني بنفسك .... وكنت ولي امري في هالزيجة الجذابة
ماباك قربي ولا ثانية
تسمع !!!!!
ولا ثااااااااااااانية



،,



ذات الحي السكني
بعد لحظات معدودة



شهقت الفتاة التي كانت حينها تقود سيارتها في الحي السكني ...... لمنظر فتاة أخرى متّشحة بالسواد تكاد تسقط ارضاً وهي تحاول اسناد ظهرها على انارة الشارع الجانبي

: بسم الله ....... منو هاي ؟

ما ان اقتربت بسيارتها اكثر حتى استوعبت ان الفتاة واقفة تقريباً بالقرب من منزل عمها ليث

غمغمت مرعوبة: لا يكون حد من الاهل ... بسم الله الرحمن الرحيم ... سترك يا رب

اوقفت سيارتها بحدة ..... وهرعت خارجة ..... بقلبٍ يخفق بشدة من الخوف

لتقف مكانها فجأة .... وهي تغلق فمها
ما ان ادركت ان التي امامها ............... حرابة !



: حراااااااااااابة



بعيناها الحمراوتان القاسيتان ..... رفعت جبينها المتغضن

لترى ابنة عمها جميلة


حاولت الوقوف لكن رجليها خذلتاها

وياليت خذلان البشر وقعه كـ وقع خذلان الجسد !



: جـ جمـول


اقتربت وهي تصيح بفزع وتحاول مساعدة ابنة عمها على النهوض: يا ويلي عليييييج يا بنت العمممم ..... شبلااااااج ؟؟ شو صااااااير ؟؟؟


غمغمت بـ انكسار ..... لأول مرة تعترف بها .... انكسار مريع حد السماء/الارض: شليني
شليني من ........... هني
من هالمكـــان
كلـــــــــــه



،,




منزل صياح بن احمد




غطت جسد ابيها وهي تشهق
وتمسح دموعها المنهمرة بلا توقف

للتو فقط
للتو
احست انها عادت ريسة ذات الستة أعوام .... ريسة التي كانت تجلس بـ دلال/حب تحت ابط والدها كلما عاد من مجلس الرجال
والتي كانت ترى والدها حينها كل الدنيا وكل الحياة وكل العمر والقلب

رباه
للتو فقط
ادركت ان فقدانه اشد عليها من فقدان زوجها علي
وفقدان سهيل
وفقدانها هي لروحها ..


رغم كل شيء
اكتشفت ان صياح يبقى صياح في قلبها


عندما سقط قبل أسابيع
غلّفت قلبها بـ قيودٍ من حديد
شيئاً جنونياً كان يقول لـ عقلها ..... ان صياح لن يموت بهذه السرعة
لن يموت حتى يأذن ربّه وربُّها .... وتسترد الحقوق لـ أصحابها


فـ هل استرد سهيل حقه بمجرد رؤيته لـ جده !
حتى وهي تعلم ان جده لم يتعّرف على حفيده !

تذكرت جملة سهيل عندما سلمها بيده الشيخ صياح

"تحملوا عليه ..... تعبان وايد ...... واحرصوا ياخذ ادويته في الوقت المحدد عسب ما تسوء حالته"



لم يتذكره
والدها لم يتذكر حفيده المطعون !

ياللــــــــــــــه

لن تنسى نظرة سهيل حينها ما حيّت وما بقيَت تتنفس هواء الدنيا



ردد بـ عذاب هو يحاول النهوض من سريره:
احمد .... وينه احمد ؟

مسحت دموعها بـ ظاهر كفها وقالت:
اللي ريته مب احمد يا بويه

الشيخ صياح بـ صوت مبحوح متحشرج: ريته يا بنتيه ... ريت اخوج

فـ انهارت وهي تحضنه بقوة: مب احمد يا بويه ...... هاذاك سهيل
ولد احمد

قطب حاجبيه بـ حيرة ..... ونطق: سهيل ؟

هزت رأسها بـ وجه اصبح منتفخاً من شدة البكاء: هي .... سهيل

نطقها مرة أخرى ... لكن بصوت مرتعب جداً
ومثقل بالحسرة حتى الرمق الأخير:
سهيل


دمعت عيناه المشيبتان واكمل:

سهيل مات يا بنتيه
مات ......................... وانا السبب

ظلمته


ردد وهو يأن بغلظة: ظلمته

سهيل كان بري شروا ذيب النبي

بـ ...... بري .......... شـ ...... شروا ذيب النبي




مع تصاعد انين بكائها ....... خفق قلبها بقوة
وهي تدعو الله ان تعود له الذاكرة ولو قليلاً

فـ مسحت دموعها بعنف
واخرجت من حقيبتها المرمية صورة قديمة تجمع ابناءها

وقالت وهي تعطيه الصورة وتأشر نحو سهيل: هذا سهيل يا ابويه
هذا هو شوفه
سهيل حي ....... حي


رمقها بعد ان رمق الصورة من بين ناظره الضعيف: حي ؟


فـ رفع عيناه نحو السقف
والجدران
والنوافذ ..

وحام بهما بتوهان في كل زاوية من زوايا غرفته
حركة تبدر منه عندما يحاول بما تبقى فيه من اعتداد نفس
الا يُظهر ضعفه ونسيانه لأحد


وادركت
انه لم يتذكر صاحب الاسم


فـ اطبقت فكيها ببعضهما تقاوم انهيار ثاني


يالله
لو كان صياح بـ وعيه
لم تكن لتكون ردة فعله بهذا الجمود
واللامبالاة
ابداً !



،,



بعد مرور أيام
أيامٌ كانت هي الأصعب على روحه منذ ان وطأت قدماه ارض الوطن
فـ الوطن الذي كان بقلبه ... متألم
وانينه وصل لأعمق نقطةٍ بقلبه حتى لو كان بعيداً عن ناظريه

اخته الحبيبة
حرابة

وغابش .. صديق الروح .. حالته سيئة جداً ... اذ انه يعاني من قلبه وتبعات العملية التي علم بها فيما بعد !

الرجل فعلياً لا ينام الليل ابداً ... ولا يهدأ النهار البتة !

يبحث عنها في كل مكان ..... من اقصى الشمال لـ اقصى الجنوب
من شرق البلاد الى غربها

هو –سهيل- ايضاً يفعل المستحيل ليجدها ... حتى رجاله لم يتمكنوا من فعل شيء يخفف ولو قليلاً من قلقهم ..

وقد طلب مسبقاً من محمد الاستعانة بأجهزة المراقبة المنتشرة حول المنزل والحي السكني

لكن ولسوء حظهم ... حدث التماس كهربائي في المكان واُغلقت الكهرباء كلها
فلم يظهر لهم في الاجهزة الا ظهر فتاةٍ ما وهي تحاول إيقاف حرابة
بمسافة لا تبعد كثيراً عن منزل ابيها ليث




اخرجه من نوبة التفكير والتخبط اللانهائيان ..... صوت أخيه


: سهيل


احتضنه سهيل بـ تعابير مسيطرة لا تظهر أي شيءٍ مما يعتمل خاطره

وقال: تستاهل السلامة

وسار معه مبتعدان عن بوابة المطار بينما يجيبه الأخير باقتضاب: الله يسلمك

قال له أخيه الأكبر وهو يلبس نظارته الشمسية: مستعد ؟

: فوق ما تتخيل



،,



ما ان سلم لرجل العصابة المبلغ الذي يدينه له .... فتح فمه يريد اخباره بأمر الشابتان اللتان لم تفارقاه منذ الصباح وكأنهما بنات الشيطان ذاته

لكن قبل ان يخبره ...... اقتحموا المكان عناصر الشرطة

وانقلب المكان رأساً على عقب في ثواني فقط

صراخات واعتراضات ..... وأوامر بعدم التحرك

نطق الرجل موجهاً حديثه لـ ربيّع المرتعب: يالخسيس

ربيّع وهو يضع يداه خلف عنقه بأمر من احد العناصر: شو ..... شو في !!!! ........ وقسم بالله ما سويت شي

صرخ الرجل به: تتحرا روحك بتفلت منها يالحقيررررر
والله ما ريت شي لين الحينه

دفعه احد الضباط واخرسه: انطم انت وياه
عسكرررري
كل شي في هالمكان يتصادر ماباكم تخلون ولا كرتوووون ......... ولا حتى جيسه وحده


ثم نظر للشابتان الاجنبيتان
أومىء لهما ..... وهما بالمقابل ...... هزتا رأسيهما بـ طاعة ...... وانصرفتا



ليدرك ربيع انها كانت حيلة من الشرطة
وهو كان الطعم !


اتى احد العناصر .... ليقول لمسؤوله: سيدي لقينا هالسي دي
وابشرك
لقيت فيه اللي يثبت تورط شاهين بن صياح بن احمد

اتسعت عينا ربيع بـ صدمة عاتية: ابووووووويه

ليهتف الضابط بسخرية: هي يا محترم
انت ما تعرف ان ابوك هو اللي يدير هالعصابة هاي كلها
وكنا نتريا بس نمسك الدلايل عليه



دخل محمد عبدالكريم في تلك الاثناء ..... لتتصاعد صدمة ربيّع الاضعاف


اخذ السي دي من زميله ..... وقال بنبرة باردة جداً متجاهلاً ربيّع:
مب الحينه بنعرضه على المسؤولين
بنتريا شوي

سأله زميله باستغراب: ليش نتريا يا محمد ؟

نظر محمد لساعته ... وقال بحزم بالغ: كمن ساعة بس

شوّح بالقرص المدمج بخفة واكمل: هالسي دي بيتم عندي

وانصرف من المكان النتن المليئ بالقاذورات


تاركاً ربيّع ينهار ارضاً

ينعى نفسه
وحاضره
ومستقبله






عندما اصبح في الخارج .... وحوله سيارات الشرطة من كل صوب

رفع هاتفه بخفة ... وضغط على آخر رقم كان ضمن قائمة المتصلين

وقال: مرحبا سهيل ............. وين تبانا نتلاقى ؟!



،,



اتسعت عيناه بـ قلبٍ خفّاق وهو ينتظر باستماتة إجابة احد معارفه والذي على اطلاع مباشر بنتائج الانتخابات
فـ اعلن له مبشراً ان اسمه ضمن قائمة الانتخابيين الفائزين ... والتي لم تُعلن رسمياً بعد ..

كاد يسقط مغشياً عليه من السرور والفرح ..... بل كاد يقفز من سريره وهو ينوي الخروج والاحتفال امام الناس جميعها
دخل الحمام وهو يضحك بـ صوت عالي ويتوعد بصوتٍ رنان بذبح الذبائح ومد سفر الولائم
وعزيمة كل اعيان البلاد

وبعد ان اغتسل وتبخّر وتعطّر بـ اغلى أنواع العطور .... بينما زوجته رملة تزغرط بصوت مرتفع مسرور
وتتصل بكل اخواتها وأهلها وصديقتها لتزف لهم الخبر الذي –بمنظروها- سيقتلهم من الغيرة والحسد


حتى خرج من باب منزله مسرعاً بسيارته .... مُراد ان يتجه مباشرةً لمجلسه الانتخابي في البلدة القديمة

فـ هناك ارضه ..... وهناك اناسه وقبيلته وكل ما يمت له بصلة

ومن هناك سـ يبني مجده الذي لن يلين ولن يسقط ابداً



قبل ان يدعس على دواسة البترول ليتجه للشارع الرئيسي
حتى أوقف السيارة وهو يتفاجئ بـ ثلاث سيارات بيضاء تقف امامه
تمنعه من اكمال طريقه !



،,



مجلس شاهين بن صياح الانتخابي في البلدة القديمة



بدأ الناس يجتمعون في المجلس بعد ساعات من اعلان فوز شاهين ...... وبدؤوا افراد آل صياح من صغيرهم لـ كبيرهم يتوافدون شيئاً فـ شيئاً
بدأت التهاني تتصاعد
والتبريكات
والضحكات الرجولية الرنانة
بعضهم يتشدق بالوعود لـ اصدقائهم
وبعضهم يتلفظ بالادعية الصادقة لـ شاهين كي يتمكن من مساعدتهم مادياً في المستقبل

وأنواع البشر في المكان
لا تُعد ولا تُحصى !


عندما تأخر
بدأ الجميع بالسؤال عنه
واخذوا يتصلون به لكن ما من مجيب !



وسط الهرج والمرج
والاصوات العالية والضوضاء


دخل محمد ابن الامام عبدالكريم
بلباسه العسكري

تقدّم احد المعارف منه يهتف بـ سعادة: محمد !!!
ما شاء الله ما شاء الله
والله وكبرت يا محمد وغديت في الشرطة
شحوااالك شعلوووومك ؟!



استقام بظهره وهو يقف في وسط المجلس الضخم

وقال بصوتٍ رنان ......... جملة واحدة فقط بعيناه الجامدتان: الكل يظهر


ارتفعت الأصوات المستنكرة والمصدومة
ليرتفع معها صوته مرة أخرى: الكل يظهر في الميلس
محد يتم الا قوم صياح وبس

وانتقلت عيناه لـ حامد الجالس اساساً في كرسيه المتحرك
ثم لـ هزاع ..... ثم لـ خليفة
ثم لـ منصور الذي كان يحدّق به بصمت
ثم لـ باقي أبناء عمومته الكبار منهم والشباب

هتف رجل من الحاضرين: انت صااااحي يا ولد .... تبا تروغنا من ميلس الشيخ شاهين بن صياح !!!!


وتصاعدت الأصوات المحتدة الممتعضة
والتي اغلبها كانت من أصحاب المصالح الشخصية


هتف منصور بفظاظة عندما اشتدت عصبية الحاضرين واعتراضاتهم: اظن سمعتوا الريال شو قال
يلا توكلوا ... الله يسهل عليكم

قرّب عامر ابن عمة صياح رأسه لـ حامد وهو يهتف باستنكار: شو السالفة حامد ؟

هز حامد كتفاه بـ وجه متغضن ملؤه الاستفهام وآثر الصمت ليفهم المشهد الحاصل امامه


وخرج الجميع فرداً فرداً بطواعية شابها الاستنكار والغضب
خاصةً عندما اتى الامر من احد أبناء آل صياح


المجلس كان ضخماً بحق
يحوي ثلاث أبواب .... بوابة رئيسية وبوابتان جانبيتان


ثوانٍ فقط
مرت خلالها نظرات حامد المستغربة
وباقي الافراد الذي اخذوا يتسائلون فيما بينهم بـ حنق وذهول واستغراب !


ليدخل فيما بعد اربع رجال بحُلات سود ..... ضخام طوال لا تشي وجوههم بالخير ابداً

اغلقوا جميع الابواب عدا الرئيسي

ليدخل ارنود ..... بـ بدلة رسمية .... رائحة عطره الفرنسي الغالي تسبقه خطاويه
شعره الأبيض مسرح للخلف ليظهر جبينه ...... وكامل وجهه الذي كان صياحياً
اكثر من أي وقتٍ مضى !



وقف قرب محمد
ليدخل سهيل بعده ..... بـ ثوبه العربي وشماغه
يمسك العم جابر ويساعده على الدخول على مهله


تصاعدت الشهقات المصدومة
ارتفع أصوات الرجالية المتخمة بـ فاجعةِ ما يرونه !
خاصةً الرجال الذين شهدوا موت سهيل قبل خمس عشرة سنة !


اجلس سهيل العم جابر
وسط نظرات الجميع الجاحظة


ليقف بعدها قرب أخيه

الجميع بلا استثناء كأن على أكتافهم خُلِقَ الصخر وعلى رؤوسهم الطير !


حامد .. ومن هول صدمته .. حاول ارخاء فتحة عنقه شاعراً بخفقاته تتضخم في صدره .... حتى وصلت لـ رأسه وقبضت دماغه بكل اجزاءها
تريد الفتك بها !

وهذا كان حال باقي رجال القبيلة ايضاً !
الذين يعرفون سهيل خاصةً ان صح التعبير !


رعب جارف عظيم كـ عظمة المسافة بين المشرق والمغرب اجتاحهم !



ابتسم آرنود ببرود تام ..... وهو يرمق وجوه الرجال بنظرات سريعة خاطفة

ليهز رأسه بحركة لا تكاد تُلاحظ ...... وقال بصوت معتدل ليس بمرتفع ولا منخفض: عجيبة الدنيا


وقف العم عامر بهلع شديد يردد بصوت عالي مرتجف: اشهد انه هو الحق وانه يحيي الموتى ..
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم

ليهتف ابنه هادف بـ ذعر مريع كـ ابيه: انننت ....... انننت

اقترب ابنه الآخر محمد يهتف بعينان جاحظتان .... وهو يحدّق بـ سهيل: سهيييييي.....

فـ وقف احد رجال سهيل امامه ..... يمنعه من الاقتراب اكثر

اشر سهيل لـ حارسه وطلب منه بعيناه ان يتراجع ويقف حيثما كان


ثم رفع انفه بـ اعتداد
وقال بصوت رجولي رنان
صداه ضرب كل زاوية في المجلس: اعرفكم على نفسي

واشر بيده لبعض الشباب الصغار في السن .... والذين لم يكونوا على معرفة شخصية به: للي ما شافني ولا يعرفني من قوم صياح

انا سهيل بن احمد بن صياح


ثم اشر نحو أخيه واكمل بذات نبرة صوته المجلجلة: وهذا اخويه ..... ناصر بن احمد بن صياح



تصاعدت الصدمات بأعين الرجال اكثر فاكثر

لكن لم يتأنى ولم ينتظر أي تعليق منهم
قاطعهم بـ حضوره
بـ هيبته
بـ شخصه الذي حرص على رص طوب الصرامة والقسوة حوله حمايةً من غدر الناس
طالما ينتفس هواء الدنيا !


ثم اشر نحو محمد قبل ان يربت على ظهره بقوة ....... واكمل:
وهذا محمد عبدالكريم الشيخ ..... وعشان اريح راس اللي ما يتذكرونه
هذا محمد ولد الامام عبدالكريم الله يرحمه


رمق من بعيد عمه حامد .... الذي كان فعلياً يقبض جانبي كرسيه .... وترتجف اطرافه بعينان متسعتان مرتعشتان


صرخ محمد ابن العم عامر بعدم تصديق: جذذذذاب انت مب سهييييل .... سهيل نحن جتلنااااااه وشهدنا مووووته بعيوووونا

هدر رجل آخر من أبناء العمومة بنبرة جنونية: سهيل مييييت مييييت

هتف العم عامر: يا جماعة انتو تقصون على منوووو !!!
هذا سهييييل بشحمه ولحمه
طالعوووووه ... شوفووووووه


تراجع بظهره وهو يكمل مصدوماً: بسسس
بسسس سهيل كان وحيد امه وابووووه
كيف يقول ان هذا اخوووه !!!


هتف أخيه الاصغر ابراهيم بعينان عاصفتان: وانت صدقت هالمهززززلة !!!!!
كلام ولدك محمد صح ..
نحن كلنا شهدنا مووووت سهيل ... هذا واحد ينتحل شخصييييته واللي وياااااه بعد جذااااب والظاهر مسويين هالمسرحية عسب ينهبون صياح
شافوه خلاص خرّف وبيموت قالوا خل ننهبه وننهب ورث ولده احمدددد

هدر هادف بـ غضب عارم: بتصل في الشرررررطة الدنيا مب ساااااايبة


سحب الحارس منه هاتفه المحمول .... واوقف الرجل في مكانه


وبهدوء تام ..... تقدّم ناصر خطوتان للأمام ..... وقال لـ سهيل بتعابير خاوية: اقدر ارمس الحينه ؟


اومىء سهيل برأسه وتراجع ليقف قرب محمد عبدالكريم ذو التعابير الجامدة
تعابير لا تظهر البتة بما يعتمل روحه الان من مرارة وغضب وذل وعار


ليفرد ارنود صدره .... ويهتف للجميع بلا استثناء
فـ الوقت قد حان ليعرف الجميع ما حصل قبل سنين مضت


: انا ناصر
ناصر ولد احمد بن صياح
امي ريكا الهولندية .... الحرمة الفقيرة اللي كانت كل هدفها في الحياة انها تأمن لولدها بيت دافي واهل وعزوة يسند الظهر فيهم



وبدأ يتكلم ويتكلم ............ وكأنه يستشعر امه ريكا امامه بكل معاناتها واوجاعها وآلامها

وكأنه يطبطب عليها
ويطمئنها
انها ورغم ما اقترفته يداه بحق سهيل
فـ هي قد تابت توبةً نصوحة ..
وتستحق ان تشعر وهي تحت التراب
ان ابنها الآن يقف كالجبل بين أبناء قبيلته ....
ويخبرهم بكل ثقة وقوة ... ابنُ من هو !



اخذ يسرد الحكاية بكل هدوء
لكن الهدوء كان ابعد من ان يكون في نواظر الحاضرين
وقلوبهم
ورعشة اياديهم !

اخبرهم بـ لجوء امه لـ عبدالكريم وشاهين ..... وكيف خطط الاثنان -مستغلين ضياع ريكا النفسي- ضد سهيل

لكن مخفياً عنهم حقيقة واحد ..... حقيقة ابيه وارتداده

وهذا فقط بـ طلبٍ من سهيل
لان آرنود في الحقيقة ..... لا يهتم لابيه ولا لسمعته !!


وهو يتحدث
اخذ سهيل يسترجع حديث ريكا الموجع قبل سنواتٍ مضت



ماضٍ يتحدث



كانت تتكلم بصوت متحشرج متقطع ..... توضّح له ما جرى بالحرف
شاعرةً بأكوام حجارة تجثو على صدرها

ما فعلته بحق سهيل كان كبيراً
مدمراً
لا يحتمله الروح


: بعدما علمت ان شاهين سيغدر بي وبولدي
لم اجد سواك امامي .... خفت من مواجهة الجد صياح .... خفت من هيبته وجبروته
اتيت اليك مهددة اياك بوالدك
كي انال ما اريد فقط
لم اطمع بأي شي ليس من حقي وحق ابني

لكنك كنت صعب المراس شديد البأس
لم ترضى بسرعة
رغم هذا كنت اعلم انك ستفعل المستحيل
كي لا ينكشف امر ابيك امام جدك
جدك بالذات

رأيت هذا يلمع بعيناك الوحشيتان
ولم يخب ظني اذ انك تمكنت من حبسي في مزرعة والدك القديمة
ولم تعلم بعدها انني تمكنت من الهروب بمساعدة الحارس الا عندما اتيت للمجلس

وانا كلي راغبة بفضح والدك عند جدك وكي انتقم منك شر انتقام

كنت سأحرق حرفياً كل اوراقي من شدة غضبي وحقدي

لكن عمتك ريسه كانت لي بالمرصاد
لا اعلم لمَ منعتني من الدخول لكنني رضخت عندما علمت ان المجلس ممتلىء بالرجال
فـ تراجعت وعدت لإبني الذي كان حينها وحيداً خائفاً وقلقاً في كل وقت


هزت راسها بانهاك: لم اكن اريد فضح ابيك
لكن كل الحيل ضاعت من يداي ..
اردت فعلها لمصلحة ولدي ومستقبله ومكانته التي اترقبها بينكم حد النخاع

لكن
لكن لسبب لا اعلمه ... بل اعلمه في الحقيقة اذ انني في تلك الايام كنت اتوجه كثيراً بالدعاء الى الله كي يلهمني طريق الحق

توجهت بعد يومان ظهراً للشيخ جابر الذي عرف بطيبته وسماحته ... واخبرته بكل شيء

عن شاهين ... عن عبدالكريم .... عن الحيلة التي استخدمناها للإيقاع بـ سهيل ورمي التهم عليه

ادركت حينها ان سلك درب العقل والمنطق حتى ياخذ ابني حقوقه كاملة هو الحل الانسب لي ..

ولانني شعرت عندما علمت انهم قاموا بحبسك في المستودع ببعض الندم والعطف وبالطبع كنت جاهلة انهم سيقتلونك ليلتها

بعدها طلب مني العم جابر العودة للمنزل ...... وبعدها بساعتين اتى إلي وألف شيطان يسبقه
كان كمن يهرب من ابليس نفسه

اعطاني صرة كبيرة من الذهب الخالص وطلب مني الهرب بك وارنود لاي مكان في العالم ... المهم ان نرحل من الوادي الى غير رجعة

ذهلت حينها وارتبكت لكن لمعان الذهب جعلني عمياء عن كل شيء ... فقلت هذه هي فرصتك يا ريكا
اذ انك على ما يبدو لن تنالي شيئاً من هذه العائلة فخذي ما يهديك لك القدر .... واخرسي



اخذت انفاساً ثقيلة صعبة .... واكملت بصوت متحشرج مبحوح:
ثم طلب مني العم جابر بعدها ان التقيه عند اشجار الغاف الضخمة ما ان يقترب الليل من الانتصاف ..
ليلتها اخذت ارنود معي
ارنود الذي كان اشد المعارضين بأفعالي وخططي
ظللنا ثلاث ساعات ننتظر في السيارة

ونحن ننتظر
خرج ارنود بسرعة من السيارة وكأنه رأى احد يعرفه .... ناديته بخوف لكن لم يستجب لي ...
عندما تأخر .... ذهبت للبحث عنه فـ رأيته مغشياً على الارض وجهه كوجه الموتى

حينها كنت منفعلة وعصبية ومتوترة فلم اتمكن من فهم ما يجري لابني

كنت افكر بـ اسباب تأخر العم جابر بجلبك إلينا
ايقظت ارنود في الوقت الذي اتى فيه العم جابر
كان يحملك على ظهره بصعوبة وانفاس مختنقة لاهثة



ضربت خدها بـ مشاعر مدمرة وهي تتذكر بياض شعر ابنها واعصابه التي تُلِفت بعد تلك الليلة:
يالله
لم اكن اعلم حينها انه رأى رجال القبيلة وهم يرمون جسداً في حفرةٍ من نار معتقداً انه انت
آآآآهٍ يا ولدي
آآآآهٍ عليكَ يا حبيبي




ليقطع نواحها وهو يسألها بعيناه القاسيتان:
كيف تمكن العم جابر من انقاذي ؟

: لا ..... لا اعرف ....... ولا اعرف ماذا حدث خلال تهريبه اياك من بين ايديهم




حاضرٌ يتحدث



عاد لواقعه بعد ان ارخى يداه اللتان كانتا مشدودتان ...... وهو يسمع آرنود يوجه حديثه لـ العم جابر:
لولا العم جابر جان اخويه راح غدر ليلتها ..
وامي يا عم جابر .... تراها تابت توبة صادقة يوم استوعبت شكثر ظلمت سهيل وكانت الشرارة اللي استخدموها عبدالكريم وجماعته ومعاهم شاهين
عسب يحرقون اخويه


نظر لـ أخيه نظرة خاطفة اخفى انكسارات عظيمة خلفها:
واكثر من مرة طلبت السماح مني ومن اخويه سهيل .... وكانت دوم قبل ما تتوفى تتصدق عنك انت بالذات لانك قدرت توقفها عن درب الشر قبل لا تكمله

لكز صدره بـ وجع ماكن واردف: وانا اللي تعهدت جدام اخويه اني اردلك كل الذهب والفلوس اللي عطيتها حق امي
واضعاف اضعافه


وقف جابر بصعوبة
لكن آرنود اقترب منه واجبره بقوة حانية ان يظل جالساً

كانت تعابير آرنود ابلغ من ان توصف
ابلغ من ان تُرسم

فتح العم جابر ذراعيه
ليقترب ارنود ويحتضنه

همس العم بـ نبرة ملؤها الحب والود: مابا شي
يسدني انك واخوك جدامي الحينه ....


ربّت على ظهر حفيد أخيه ....... واكمل: ناصر .... انت ولدنا
ولدنا كلنا


وكانت تلك المرة الأولى التي يحتضن فيها ارنود فرداً من عائلته
بعد سهيل أخيه !

حتى منصور
الذي قابله قبل ساعتين

كان لقاءه به سريعاً
وغريباً جداً
وبارداً جداً جداً
ولم يستغرب آرنود من شكل اللقاء ولا من برودة عاطفة عمه معه
اذ انه هو نفسه كان بارداً كذلك !



ليتكلم اخيراً حامد بن صياح ..... وقلبه وصل عيان السماء من شدة الخفقان
والرعب
والألم القاتم: عمي .... عمي يابر
كيف حميته منا ....
كيف !!!!

رغم ان سهيل لم يكن يريد التحدث معه هو بالذات
الا انه قاوم عواطفه المتصدية
فـ حكى له وهو يرمق العم جابر باختصار ما فعله الأخير له كي ينقذه


فـ ختم حديثه بأن قال ساخراً: مع ان مب لازم تعرفون ..... بس هاذو وصلكم العلم


فـ انتكس وجه حامد الشاحب ..... واحتقنت عيناه بالدموع


همس بـ صوت مبحوح معذّب وهو يشد من قبضته على جانب كرسيه المتحرك:
انت الوحيد اللي صدقت سهيل يا عمي ....... انت الوحيد فينا اللي قدرت تصدقه


اجابه سهيل بقسوة: مب الوحيد


نظر لـ خليفة ابن حامد الكبير .... واردف: خليفة ولدك كان مصدقني

نظر حامد الى خليفة وتسائل مصدوماً: خليفة


: هي نعم
ياني بالدس قبل يوم من الليلة السودا .... وكان يصيح عند راسي يطلب السماح وانا طايح على الأرض .... راس مالي اذني اللي اسمع بها

وقالي انه يدري في ملعوب مستوي عليّه .... وانه مب مصدّق اللي حاصل .... وحاول اكثر من مرة يبحث عن الدلايل اللي ممكن تنقذني
راح ودوّر عن هل الضحايا ومالقى اي واحد منهم


وقف حينها خليفة ..... بـ وجهٍ منخفض ...... بـ صوتٍ لأول مرة يخرج بتلك الحرارة القوية
حرارة اثارت ذهول أخيه الأصغر هزاع اذ انه ابداً لم يرى أخيه الأكبر بهذا التأثر العظيم من قبل:
كنت اعيش الموت



هز رأسه ....... وقال: من الغبنة اللي يتني عقب سالفة سهيل
عانيت من اوياع وامراض ما انزل الله بها من سلطان
من الغبنة والقهر وكتمة الخاطر

رفع سبابته وهو يكمل بـ انفعال متهدج رامقاً سهيل مباشرةً: لكن يشهد الله
مع كل ويع ...... كنت استشعر موتك جدامي
ماعرف هو عقاب الله في الدنيا على ضعفي وسكوتي ..... ولا عسب شي ثاني


اصلب سهيل ظهره ...... وقال بصوت جهوري على مسمع كل الرجال: خليفة .... يسدني انك صدقتني وقتها ... مع اني كنت معترف بلساني اني مرتكب الجرايم

صرخ هادف ابن ابن عمة الجد صياح بـ عدم تصديق: ليش تعترف انزييين بشيٍ ما سوييييته !!!
وليش خططوا جماعة عبدالكريم للمكيدة ضددددك !!!! شو كنت مسولهمممممم !!!!



بالطبع لم يأته الجواب على سؤاله الاول !
فالجواب لن يظهر ابداً لأي شخصٍ كان


ليقاطع محمد ابن الامام عبدالكريم الحوار بين أبناء العائلة ...... وقال بصوته الجامد الرنان:
ابويه عبدالكريم كان يبغضكم يا آل صياح
يبغضكم كلكم
غير انه ما نسى ابداً اللي سواه العم صياح فيه يوم حرق ويهه ايام الشباب
عسب جي لفّق التهم وعقهن على راس سهيل

وحاب اقولكم شي مهم



كان يريد ان يتفوه بجرائم ابيه
الجرائم التي اسقطها تعمداً على رأس سهيل


لكن سهيل اوقفه بأن قبض على ذراعه ..... واعطاه نظرة قوية تمنعه

يكفيه صديقه من المعاناة
يكفيه صدقاً
لن يجازف بأن تتمرغ عائلته المتواضعة بسمعة ابيهم بعد سنين من وفاته


هتف احد كبار آل صياح ... وهو يقف وقد تذكّر تفاصيل حكاية صياح وعبدالكريم: بوووووووه ..... هالساااااااالفة جدييييييمة يا محمد


رد محمد بتوتر .... فهو كان يريد الراحة ... يريد الاعتراف بافعال والده الشنيعة

تراجع وهو يجيب على الرجل الهرِم: بس كانت حية في قلب الوالد ...
وبغى يحرق قلب صياح في حد من عياله تحت غطا الدين والحق والعدالة


هتف العم عامر بـ انفعال .... وكلماتٍ كانت في غير محلها: وانت يا جابر ........ قدرت تقص علينا واطلع ولد اخوك وتحط بداله حد من قرايب البشكار الهندي !!!

رد العم جابر بقسوة شديدة: بغيت انظّف وصاختكم
حمدوا الله ان الجذبة مشت عليكم ولا جان صارت علووووووم


هتف محمد ابن عامر بتهور: شووووو يضمنا ان اللي تقولونه صددددددق !!!
شو يعرفنا هاااااااااا !!!


اقترب محمد ابن عبدالكريم وقد طفح الكل فيه من تحمل هراءاتهم

مصدوم من كمية الصبر والبرود الذي يتحلى بهما سهيل !

لكن يد سهيل اوقفته

ليقول آرنود هذه المرة بسخرية: بعد اذن اخويه انا اللي برد
منو قالكم نباكم تصدقون ولا تجذبون !
علكم ما صدقتوا
اخويه ياه منكم اللي يسده وزود

اردف بـ فكين مشدودين: يمكن انا في البداية تمنيت أكون مكانه بس عقب يوم شفت بعيني وحشيتكم وخياسكم ..... تبريت من الساعة اللي تمنيت فيها هالامنية
ماباكم عايلة .... ماباكم اهل ...... ولا اباااكم عزوة وظهر
لا أبا صيااااح ولا عيااااااله


هنا وقف منصور ................ بدواخل عاصفة تموج فيه حد اللامعقول

وخرج من المجلس بأكمله

الموقف كان اكبر من ان يتحمله
اشد من ان يمسك اعصابه اكثر ويخرس !


نظر لـ ظهر منصور ببرود ...... واكمل امام الحاضرين بثقة:
مع اني ادري ان اخويه لين الحينه ما يلوم يده صياح على اللي صار

ضرب صدر أخيه بقوة حانية ........ واكمل بصوت شديد: ورغم كل اللي حصل لهالرجل


والتفت ينظر لهزاع وخليفة والعم حامد:
الا انه عاش سنين يهاذيبكم يا هله
حاولت اعوضه لكن ابد
وما ينلام انتو هله في النهاية
انا الا واحد ظهرت في حياته في مرحلة حرجة وانجبر هو يعتبره اخوه


هتف سهيل بقسوة: بس ناصر


ليهتف آرنود بقسوةٍ اشد: مب بس يا سهيل ..... وجدامهم كلهم اقولك
ربيعي غلط يوم فبرك الصور
وانا غلطت قبله لاني ما قدرت اكلمك واحذرك من امي واللي يتسمى عمك وعبدالكريم
لاني جبان


تحشرج صوته بقهر:
جبااااااااااان مثلهممممم هاييل اللي واقفين جداااامك

تعرفون ليش هذا الرجل الأصيل هني ....؟!
لا لا تخافون .... مب عسب يأذيكم تحت اسم الانتقام
مع ان ما شاء الله مركزه عااااااااالي
عالي فوق ... وربكم اللي فوق
وللمعلومية ..... هو اللي ساعد شاهين ينجح


ضرب كتف سهيل واكمل: هالرجل هني لانه يلين يومكم هذا فواده ملتاع
يبا يرد بياض تربية صياح له في نفوسكم .. عقب ما تلوثت وتوصّخت
صياح ربّاه
صح ما ربّاني ...... بس ربّاااااه
واشهد انه ربّاه صحححح



عند كلمة
"صحححح"
بح صوته ... وتحشرج


فقال سهيل له بتأثرٍ واضح:
خلاص ناصر


صمت ..... صمت بإرهاق عاطفي ماكن ..... وهو يشعر انه افرغ كل طاقته

فـ التفت موليهم ظهره ..... وخرج من المجلس بأكمله


ما ان خرج أخيه
حتى تنهد بصمت
ثم رفع رأسه بـ أنفة
وقال بـ صوت رنان واثق:
وقفتي هني جدامكم اليوم .... مب عشان اظهر براءتي
لا ابد
ما هميتوني
على الاقل الحين .... في هالوقت بالذات
انا في يوم من الايام وعدت اخويه اني اسويله اللي يباه بس يظهر من حالة لومة النفس اللي عاشها
وعسب اعوضه عن الاهل اللي فقدهم وما ذاق اي قرب وحنيّة منهم
قال ابا منك وعد بس ..... انك تخليني اواجه الجميع ..... وانا اللي اقولهم بنفسي كل اللي صار
ووعدته
عشانه .... مب عشاني لا والله
ولا عشانكم انتو *واشر إليهم بـ ازدراء*


ثم نادى ابن عمه: هزاع

تحت وطاة صدمة حامد من تعابير ابنه التي لم تكن ابداً مصدومة او مستغربة او تشوبها الحيرة
وكأنه يعلم مسبقاً ان سهيل حي ..... تقدم من ابن عمه الكبير وقال: لبيه

اومئ له سهيل وقال: تسلم على المساعدة
شاهين تصدر المراكز الاولى بفضل ربعك وربع عمي منصور


هزاع باقتضاب تام: ما يستحق الفوز
لكن سعيت وياك في الموضوع عشانك


هتف العم عامر وهو يتلفت يمنةً ويسرةً ببقايا صدمةٍ ورعب لا يظن انهم سيختفوا من روحه: شاهين وين ؟؟؟



تجاهله سهيل كلياً بأن اقترب من العم جابر وساعده على الوقوف

ثم انصرف معه .... ورجاله .... ومحمد
تاركينَ آل صياح –عدا هزاع-
في وجوم شاحب
كاسح
مثير للسخرية !



،,



قبلهــــا بدقائــــق




عندما خرج من المجلس الكبير
لمح منصور بطرف عيناه واقفاً قرب شجرةٍ كبيرة
ويدخّن بشراهة
وعلامات العصبية واضحة على محيّاه

مشى قربه
وهو يتجاهله كلياً

ليقف وهو يسمع الأخير يقول بسخرية:
ناصر ....... ومنصور


اخذت نفساً حاداً من سيجارته واكمل بذات نبرته: وين النصر في حياتنا !
ما شفنا الا الصخّام
(الصخّام = الفحم ... وتُقال الكلمة دلالةً على الشيء حقير القيمة وصغير الشأن)



قال له آرنود بـ جفاء واضح: اسمي آرنود لو سمحت

عقد حاجبيه بـ ابتسامة مستهزئة وقال: آرنود ؟
وايد رخو الاسم

لتأتيه كلمات آرنود المزدرية: اخيَر عن اسم منصور اللي شكل راعيه ما شاف الا الخيبة في حياته


اخذ نفساً آخر من سيجارته قبل ان يقهقه بخفوت ويقول: متأكد من كلامك ؟
ولا اذكرك باللي قلته انت بنفسك داخل


وهنا كان يقصد منصور ان آرنود كان يعلم بما كانوا يفعلونه ويخططونه جماعة عبدالكريم ضد سهيل الا انه سكت ... غير ان الصور تفبركت بواسطة صديق آرنود ذاته



كلمات منصور ضربته في مقتل


ليستدير نحوه ويقول بـ مرارةٍ صادقة لم يخجل من اظهارها البتة:
تعرف يا ...... منصور
انت صادق
صادق هي والله



اخفض ناظره للأرض العشبة بعبوس قاسي
شعر بالندم
خاصةً عندما نظر بعينا ابن أخيه مباشرةً ورأى الألم الواضح بهما !


ابن أخيه
ناصر ابن أخيه الذي التقى به منذ سويعات فقط على الطريق العام المؤدي للبلدة
وبطلبٍ منه سهيل

هل يقول انه شعر بالغيرة ما ان رآه ؟!
هل يقول انه شعر بالوحدة تزداد بداخله
عندما لمح الود والتراحم بين الاخوان ؟!

وفكّر في لحظةٍ طفولية غيّورة

بأن سهيل رغم ما حدث به ... كان لديه أخيه في غربته
اما هو
فـ قد عاش سنين طويلة وحيداً
هارباً من عائلته التي حرموه من الشخص الوحيد الذي كان يعتبره اخاً له
وعضيداً
وظهراً

لكنه تدارك مشاعره الخرقاء –كما نطق بها عقله-
وادرك انه ما فكّر به
شديدُ الانانية والغباء !

لكن يعترف
ان المشاعر الانانية الغبية تلك
هي من جعلته بارداً نافراً من آرنود وقت لقاءهم
اما الآن

وبعد ان شهد بنفسه ما حدث في الداخل
كل شيء تغيّر


رمى سيجارته ودعس بها بنعاله واقترب من الآخر

وقف امامه ... مخفضاً عيناه العابستان

ليهتف بخشونة: السموحة ...... يمكن رمستي ما كانت في محلها

تنهد آرنود بصوت غير مسموع ..... وقال بهزة رأس: قلت الصدق يا عم



"يا عم"

خرجت الكلمة بلا وعي منه

ليرفع ناصر عينان شاحبتان نحوه ............ فـ بادله منصور رغماً عنه نظرة اكثر شحوباً ..... واكثر تأثراً

فـ اقترب خطوتان منه ..... واحتضنه بقوة رجولية
شديدةَ العاطفة


ليقول بصوت صادق وهو يربت على ظهر ابن أخيه: وانا عمك ..
ما بقولك حياك بين قوم صياح
لاني باغضنهم بغض الموت
لكن بقولك حياك بيني وبين هالدنيا كلها اللي حولك
حياك ومرحبابك كل وقت وحين



،,



مساءاً
وقبل انتصاف الليل بساعتين



خفق قلبها بارتباك شديد وهي تستمع لمقطع فيديو ظهر امامها صدفة في احد تطبيقات الوسائل الاجتماعية

كان المقطع يتكلم ويحذر من عقاب المرأة المقصّرة بحق زوجها والتي لا تعطيه حقوقه الزوجية كاملةً


خرجت من التطبيق .... وهي تزم فمها بانفعال

هل سيعاقبها الله حقاً على ما تفعله !!

لكنها لا تحبه
وهو يبادلها ذات الإحساس ...

فلم تجبر نفسها على اعطاءه مالا تريده !!


تتحرك وتجوب الشقة .... والتوتر فيها يتصاعد


لا لن تتقدم أي خطوة في هذه العلاقة

كما تؤمن انه لن يتقدم

وحتى اذا حصل تقدُم

لابد ان تكون منه هو

كفاها ذلها وخزياً

أرخصت نفسها بما فيه الكفاية في لحظة ضعف عندما طلبت منه الزواج منها


لكن عقاب الله يا نارة !

هل سيفيدك منصور يوم القيامة ؟



حسناً
سأذهب وافتح حوار لطيف معه

فقط حوار رسمي مع ابتسامة بسيطة وايماءة رأس بلهاء صغيرة

وسأسأله اذا كان جائعاً ويريد مني طبخ اكلةٍ ما

هكذا سأكون قد فعلت ما استطيع فعله

استقامت بظهرها وهي تتنحنح بربكة ..... ورسمت ابتسامة مسرحية صغيرة على ثغرها
واقتربت من الشرفة شبه المفتوحة كي تحادثه


ليأتيها صوته المقهقه الرائق على نحو اثار استغرابها

منذ متى منصور يعرف المزاج الحلو !



: ههههههههههه تؤبرني ؟

..

: لوتيّه

..

: شمعنى انا تحبيني ؟

..

: هههههههههههههههه اقنعتيني ... خليني ابدل وبييج .. بعدج في نفس البناية هاييج صح ؟

..

: تمام .. باي



ارتدت للخلف بملامح مذهولة موجعة مشئمزة



يالله
هل كانت تظن ان منصور قديساً
ولا يميل للنساء !!
بل هل كانت تظن انه لن يميل للنساء وهي على ذمته شرعاً وقانوناً ..!

بالطبع لا
لا تظن
فـ لمَ الذهول ........... والوجع
واحساس الطعن في القلب ؟؟



بخطوات هلامية ضائعة غير ثابتة

هرعت باتجاه غرفة ابنتها تريد اخفاء روحها المنكسرة بين احضانها الياسمينية الصغيرة

وتندب حظها الذي اوقعها بيد مجرم آخر

مجرم من نوع آخر !



،,



: بطيتي مسك وايد

قالت ام المسك وهي ترمق ساعة يدها: صدقني ما كان بـ ايدي والله
المكتبة كانت زحمة ... الطابور لين برع تخيّل ؟!

: مب مشكلة .... المهم انتي حطي بالج على روحج ولا تشلين شي ثقيل ... يبالي انا ساعتين لين أوصل بوظبي ان شاء الله

: من عيوني
توصل بالسلامة ان شاء الله

لم يتمكن من اغلاق الهاتف عن زوجته قبل ان يهمس لها ببضعة كلمات غزلية وقحة فـ غطت فمها وهي تهتف بخجل شديد:
يا ولدددددد تحشششم

: هههههههههههههههههههههههههههه كيفي ........ حرمتي وحلالي


ضحكت بوجه متورد وهي تنقل هاتفها من اذنها اليمين الى اليسار
ثم فتحت مؤخرة سيارتها بجهاز التحكم عن بعد لتضع اغراضها في الداخل
ثم اغلقته

هبّت ريح قوية حرّكت عبائتها ونثرت اوراق دراستها حتى سقطت في منتصف الشارع


تنهدت برقة ..... وقالت: هزاع بخليك تنشّحت اوراقي كل مكان بسبة الهوا ..... دقايق وبرد اتصلبك


هزاع: اوكي حبيبي تمام



اغلقت الهاتف وذهبت لتجمع اوراقها
غير منتبهةً ابداً للسيارة التي اتت نحوها ...... وتوقفت قربها


ارتدت متوترة للخلف ما ان خرجتا امرأتان افريقيتان ضخمتان من السيارة

واقتربتا منها

لتسقط ارضاً بدفعة قوية من احداهن
وتتلقى اعنف الضربات منهن على بطنها






نهايــــة الفصــــل الخامـــــس والعشــــرون

 
 

 

عرض البوم صور لولوھ بنت عبدالله،   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لولوه بنت عبدالله, قصص من وحي الأعضاء, كما رحيل سهيل
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:01 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية