كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 440 - ابحت عن قلبي - هيلين بركوس ( الفصل الثالث )
3 - لا أحسن الكذب
عندما عادا إلى المائدة , قال نيك باختصار إن دافيد شعر بتوعك فاضطر للمغادرة مبكراً , وهذا صحيح إلى حد ما, نظراً لما بدا عليه حين تركاه.
لم يهتم أحد برحيل دافيد وفيونا . وفي الواقع , رأت كوري أن الارتياح بدا على الآخرين حين غادر ذلك الشاب.بدا من التعليقات ان استياء دافيد من نيك هو لشخصه بقدر ما هو لوضعه .منتديات ليلاس
سهر الجميع حتى الثالثة صباحاً وأعلنوا انها سهرة لن ينسوها أبداً. وافقتهم كوري الرأي بعد ان أمضت قسماً كبيراً من السهرة بين ذراعي نيك في باحة الرقص.
أزاحت جانباً فكرة العودة إلى البيت في سيارة أجرة , فتلك الحادثة مع دافيد جعلتها هي ونيك يتجاوزان خلافاتهما . والآن , وفيما الكل يودع بعضهم البعض بالمصاحفة والعناق, شغلتها إمكانية ان يتوقع منها نيك أكثر من عبارة ( تصبح على خير ) . هذه الفكرة أثارتها بقدر ما أخافتها , فهي لا تستطيع التورط مع نيك , لقد حدثها بذلك كل عصب وكل عظمة في جسدها, فهو يبعد عن مستواها اميالاً.
لعله لن يرغب في رؤيتها مرة اخرى على أي حال . يبدو ان الرجال في كافة أنحاء العالم يحبون التنقل من امرأة إلى أخرى ولك تكن تنقص نيك صحبة النساء كما قال دافيد.
لكنها تستبق الأحداث الآن , فهو لم يأت قط على ذكر العلاقة . لم يطلب منها أي شيء.
نبهت نفسها إلى ضرورة ان تهدأ وتخفف من ذعرها . فهي امرأة ناضجة في الخامسة والعشرين من عمرها ويمكنها رعاية نفسها وصونها , وليست تلميذة في الخامسة عشرة.
انتظرا حتى غادر جميع الضيوف بأمان ثم قادها إلى سيارته المرسيدس وسألها " هل تحبين ان تأتي إلى شقتي لتناول القهوة ؟"
درت سلباً على الفور لكنها ما لبثت ان لطفت من لهجتها بابتسامة وهي تقول " أنا مرهقة , فقد كانت سهرة طويلة "
أومأ يرأسه ثم صعد إلى جانبها وأنزل الحاجز الزجاجي الذي يفصل بينهما وبين السائق وقال " عد بنا إلى بيت الآنسة جايمس من فضلك, يا جورج"
تكلم بهدوء ثم أعاد الحاجز وأرخى الستارة ليصبحا في عزلة تامة.
تملك كوري اضطراب لم تعرف مثله في حياتها فوجدت نفسها تقول " تساءلت عما إذ كنا سنرى صديقك أليكس هذه الليلة , لكنه لم يحضر"
- إنه في الولايات المتحدة .
- أحقاً؟ هل هي عطلة أو رحلة عمل؟
- عطلة .
- في أي ولاية ؟ أميركا بلاد واسعة للغاية , أليس كذلك؟ وخلابة ايضاً , كما أظن أن ...
لم تخبره قط بما تظنه لأنه عانقها . نعم, عانقها . وكان عناقه كما تصورته بالضبط ... حاراً , مذهل الحلاوة وينسف الدماغ. وادركت انه ذو خبرة كبيرة, وانه يعرف مواطن الضعف في المرأة ما يمكنه من أن يستغلها في إغرائها . كان التحذير في ذهنها لكنه لم يؤثر فيها ذراعاه تضمانها بشدة.
اخذ قلبها يخفق بعنف فيما هي تبادله العناق باستسلام كليّ.
|