كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 440 - ابحت عن قلبي - هيلين بركوس ( الفصل الأول )
وراحت يده تداعب بشرة ظهرها . بذهن غائب تقريبا.فتنفست بثبات: "هذا يعني الحد الأدنى"
أمال رأسه جانباً وكأنه يفكر في كلامها هذا, ورقصت عيناه على وجهها المتوهج: "آسف، لأنني لا استطيع أن أوافق على هذا.فأنت رفيقتي هذا المساء, وأنا لست بالرجل الذي يسعده الحد الأدنى"
وما ان توقفت الموسيقى, حتى لاحظت كوري ان دافيد ورفيقته الشقراء يحدقان في وجيهيهما بنهم .
وكان هذا كافياً لتعطيل السحر الذي يغمرهما بين ذراعي نيك , فقفزت مبتعدة عنه , قائلة: "أريد أن أجلس قليلاً ,من فضلك."
- بكل تأكيد .
وأمسك بيدها يشق معها الطريق بين الراقصين حتى وصلا إلى مائدتهما.
هل كان دافيد يستمع إلى نقاشهما ؟ وأخذت تفكر في ما قالاه بالضبط وفي الانطباع الذي تكون لدي مسترق السمع . لكن هذا كان صعباً بسبب الأحاديث والضجة التي تحيط بهما . نهضت من كرسيها بحجة الذهاب إلى غرفة استراحة السيدات ثم سارت مدركة ان نظرات نيك تتبعها رغم أنها لم تنظر إلى ناحيته.
عندما اصبحت في بحو الاستقبال الهادئ نسبياً, وجدت استراحة السيدات المزينة بالمرايا والرخام , فجلست على احد المقاعد لكي تصلح حمرة شفتيها . وعندما أخذ ذهنها يستعرض كل ما قيل على باحة الرقص , منعت نفسها من التأوه بصوت مرتفع . قد تبدو كمجرد مرافقة مستأجرة في نظر أي شخص لا يعرف الحقيقة .
*من هنا بداية إكمال رواية من قبلي*
سوت شعرها بينما هي تفكر بسرعة . ما فكرت فيه من قبل لا يزال صحيحاً, فهي لن ترى أياً من هؤلاء الناس مرة اخرى , لهذا لا يهم رأيهم فيها . لكنها لا تريد ان يأخذ رجل مثل دافيد بلا كويل فكرة سيئة عنها . صحيح أنها لا تعرفه لكنه يخيفها .
انتصبت في جلستها وضاقت عيناها وهي تتفحص نفسها في المرآة . لن تخاف دافيد بلا كويل ولا أي رجل آخر من تلك الناحية. لقد نفذت ما التزمت به الليلة , ستحرص على العودة إلى بيتها وحدها في سيارة أجرة . لم تكن واثقة من انه ليس من الغباء بحيث يحاول التحرش بها رغم أنها اوضحت له شعورها . لكنها لن تمنحه فرصة لذلك. إنه رجل رهيب ... ولم تشأ ان تعترف بأن تجاوبها معه عاطفياً جعله رهيباً! فهي لا تريد ان تعقد حياتها حالياً.
وما ان خرجت من غرفة الاستراحة وتقدمت خطوتين حتى أمسك دافيد بمعصمها . اجفلت وهي تراه يلحق لها لكنها جذبت يدها من يده وقالت بحدة " لا تفعل هذا , ارجوك"
فقال باسماً وإن كانت لاحظت من قبل ان ابتسامته لا تصل إلى عينيه " آسف, آسف. أريد فقط التحدث إليك"
- أما كان بإمكانك ان تنتظر حتى أصل إلى المائدة ؟
فقال بصوت منخفض " أريد التحدث إليك على انفراد يا كوري"
لم تعجبها لهجته المتآمرة نسبياً , وبدا ذلك في صوتها وهي تقول " أنا لا أعرفك, فلم نتحدث على انفراد؟
- اسمعي , سأوضح لك كل شيء .
كان من القرب منها بحيث شعرت بالغثيان من رائحة محلول بعد الحلاقة الذي يضعه , والتي كانت حادة للغاية.
- لم استطع أن أمنع نفسي من سماع ما كنتما تقولانه أنت ونيك في باحة الرقص وفهمت أنك لست رفيقته الحقيقية .
حدقت في ملامحه المراوغة الماكرة , هل هذا استدراج لها للاعتراف , حتى إذا كان ما يظنه صحيحاً فما الذي يريده ؟
وعندما لم تؤكد أو تنكر هذا , تابع يقول " أظنك تعلمين انه استلم الشركة لتوه , وبكل ما فيها . كثير من الناس ساءهم ذلك في البداية لكنهم ما لبثوا ان هدأوا وأظنهم تلقوا مكافآت"
|