كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: شفاه مميزقة - ازو كاوود - عبير الجديدة - عدد ممتاز
" ماء اريد بعض الماء " .
قرب اسفنجة مغمورة بالمياه و راح يمررها على شفاهها الجميلة .
التهمت المياه بوحشية و جوع لا يوصف و هي لا تصدق انها ترتوي .
لاحظ الفارس و عرف من خلال شعرها الذهبي و عيونها الزرقاء و كلامها بالإنكليزية انها اجنبية و ليست عربية و هي بعيدة عن هذه البلاد و تساءل عدة مرات من اين يمكن ان تكون قد اتت ؟ .
اقترب منها و حاول ان يرفع رأسها ليضع تحته وسادة مصنوعة من الريش صغيرة تكاد تكون بحجم الرأس .
" من أنت ؟ " .
سألته توشكا بالانكليزية . لم يجاوبها لأنه لم يفهم ما تقوله ففضل ان يبقى صامتاً .
" يا الهي الا تتكلم ؟ " .
كذلك الأمر بالنسبة لهذا السؤال .
" من الطبيعي انك لا تتكلم الانكليزية و انت تعيش وسط هذه الصحراء ، يبدو انك عربي اصيل بهذه البشرة السمراء ما اسمك ؟ " .
لم يفهم عليها ايضاً بل استمر بالنظر اليها باعجاب .
" كف عن النظر الي هكذا و قل لي ما اسمك و اين نحن ؟ " .
لم يجبها و لا حتى بكلمة صغيرة ، غضبت توشكا لهذا الصمت و حاولت ان تسأله عن طريق الاشارة و لكن جراحها كانت بليغة ففضلت الصمت .
تابع الفارس الأسمر عمله و هو يبحث بين خرائط و اوراق كانت موضوعة امامه ، لم تلفظ توشكا اي كلمة فقد اكتفت بنوم هادئ و مريح من تأثير المخدر الذي وضعه لها على جراحها .
في الصباح الباكر استيقظت و هي تسمع صهيل الحصان و الفارس الأسمر يبتعد عنها .
" هيه انت الى اين ؟ تركتني هنا و ذهبت ارجوك عد لا استطيع السير " .
و لكن الفارس لم يسمعها و استمر في المسير .
" يا الهي" ثم نظرت حولها و وجدت نفسها تحت الخيمة و عرفت أنه سيعود و لن يبتعد .
" ربما ذهب ليحضر بعض الطعام يا الهي انا جائعة جداً ... اوه ما هذا الألم ؟ " .
ثم اضافت في سرها و هي تنظر حولها و إلى الأشياء الخاصة الموجودة تحت الخيمة التي تدل على ثراء هذا الفارس .
"من اين جاء بكل هذه الجلود, انها ثمينة جداً ، يبدو انه امير ، و لكنه لا ينطق بكلمة واحدة و لا حتى اسمه " .
استمرت في نومها الهادئ و هي ممدة تكاد لا تستطيع الحراك و لكن اشعة الشمس بدأت تشتد مما دفع العرق الى جبينها .
" يا الهي اكاد اختنق الى اين ذهب هذا الفارس؟ " .
نهاية الفصل
|