كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 509 – رقصة الغجرية - فانيسا غرانت - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل التاسع )
دخلت الحمام تزيل عن جسدها بالماء والصابون المعطر آثار ملح البحر , ريكاردو سوان ... إنها أكبر غلطة اقترفتها .. إنها أسوأ من تفكيرها ذات مرة في ان تكون فتاة اميريكية عندما كانت في السابعة عشرة يوم وقعت في حب والاس. لقد أرادها ريكاردو زوجة له لتتخلى عند ذاك عن كل شيء لأجله , وعندما ينتهي حبه لها, لن يبقى لها شيء سوى الفراغ والرغبة المؤلمة إلى الأبد .
إنها تنتسب إلى الرقص , وستبقى كذلك إلى الأبد. كان يجب ان تتذكر ذلك. كان يجب ان تبقي احلام الحب على المسرح, حيث نشأت. وهناك وقعت في غلطتها الكبرى. هناك يمكن ان تصل إليه , كما لو كانت على المسرح دون ان يؤثر ذلك على حياتها .
إنها ستنسى الليلة الماضية تلك . ستنسى حبه ورقته التي غابت معها عن الوجود , والتي حملتها على البكاء . إنها تعلم جيداً الآن ان ريكاردو وحده القادر على ان يحقق لها ماهو اجمل من كل احلامها التي راودتها عن الحب. وكذلك من كل ما كانت تقرأه من الكتب التي تتحدث عن الغرام.
لكنها لم تحبه . ليس ذلك الحب الأبدي الذي كان بين أبيها وأمها , كان شعورها نحوه فقط .. ولكن , آه لو يمكنها ان تنسى جمال وروعة ما جعلها تشعر به وكيف كان صوته يلامس أحاسيسها وكأنها أثمن شيء عنده في الوجود.منتديات ليلاس
واستدارت نحو مجفف الشعر تجفف شعرها , الذي جعلته في أعلى درجة حرارة , ولكنه فشل في ان يجفف شعرها تماماً , واخيراً ألقت به جانباً بعنف . لماذا تهتم بالعناية بشعرها بينما حياتها سائرة نحو الدمار . كيف لم تفكر في ما هي مقدمة عليه , بشكل أفضل؟ إن من الجنون ان تفكر باتخاذ عشيق , أو لن تقوم بذلك فعلاً وأسرتها تحيط بها , كان يمكن ان يقعا , لو كان احد قد رآهما عند ذلك, في شرك الزواج حتماً , ولابد ان ريكاردو معتوه إذ يظن نفسه راغباً حقاً في ذلك الزواج.
وبلغ بها التوتر إلى حد تشنجت معه اصابعها لتنغرز في باطن كفيها وهي تفكر في ان الحقيقة هي ان رغبته لم تكن في امتلاكها , كلا , ولا امتلاك الغجرية التي فتنته برقصها وغنائها . كان الأمر أكثر بساطة من كل ذلك . لقد كانت الأقاويل عن غرامه بتلك المرأة الشقراء صحيحة . ولكنها متزوجة وتحب زوجها. وايضاً حامل من زوجها ذاك , مما كان يجعل ريكاردو في منتهى التعاسة والألم والغيرة كلما رآهما معاً. وفي تلك الليلة رقصا كاتي وزوجها , وجاء ريكاردو إلى ماريا ليرقص معها . منساباً بها إلى الشرفة ليقبلها حتى كادت تصرخ ذعراً . ذلك انها كانت امرأة لاتينية ذات شعر أسود طويل مما لا يدع له مجالاً ليتذكر تلك الحبيبة الشقراء القصيرة الشعر. إمرأة لا تعرف شيئاً عن الحفريات والآثار التي تفتنههما , هما الاثنان , هو وكاتي , امرأة كانت تختلف تماماً عن المرأة التي يحب.
كان يمكنها ان تفعل أي شيء لتوقف كل هذا , ان تدعي انها تعاني من ألم في كاحلها , اثناء حفلة العشاء تلك في ماريدا. وكان يمكن لها ان تبقى في فراشها أمس, بدلاً من ان تندفع خارجاً في ضوء القمر ثم .. ثم تدعوه إليها . حتى بعد ذلك عندما أتى إليها كان بإمكانها ان تقول لا ولقد اعطاها الفرصة لذلك , ولكنها هي التي رفضت.
|