كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 498 - من اجل قلب وحيد - ميشيل دوغلاس ( الفصل الثاني )
كتبت في أعلى الصفحة " ما الذي اريد ان افعله بحياتي ؟" وشعرت بأن ذهنها تحول إلى صفحة بيضاء .
مرت في خاطرها الشكوك والمخاوف المألوفة . ابتلعت بريقها وحاولت ألا تصاب بالذعر . ستقسم المسألة إلى اقسام اصغر وأكثر قابلية للحل . المهارات, ستعدد مهاراتها .
1 - شهادة مساعدة ممرضة , يمكنها ان تعطي حماماً في السرير للمرضى, 3 - يمكنها ان تحدد مقادير الأدوية , 4 - يمكنها ان تلاطف المريض الذي يرفض تناول الطعام وتتملقه , 5 - لا , لا , لا ,لا.
ورمت القلم على الطاولة فهي لم تعد ترغب في ان تقوم بهذه الأعمال. لابد من وجود امور تفعلها . لابد من انها تتمتع بموهبة واحدة على الأقل من شأنها ان تدفعها نحو مهنة جديدة. ها هما اخويها . ففرانك بارع في التعامل مع الأرقام ما جعل منه محاسباً ناجحاً في حين ان مارك يتمتع بقدرات رائعة في ما يتعلق بالمساحة وهو مهندس معماري ناجح. لديها ...؟ لا شيء .
هبط كتفاها بعد ان عجزت عن إيجاد موهبة واحدة تبرع فيها , باستثناء الاهتمام بالأشخاص الذين يعانون من المرض او الذين ينازعون . وسدّ الخوف حنجرتها . لا يمكنها ان تفعل هذا بعد اليوم . لقد احبت والدها كثيراً وهي تفتقده للغاية كما انها لا تندم على يوم واحد امضته في الاعتناء به . لكن ...
لايمكنها ان تحتمل مريضاً آخر غريب الأطوار ولا يمكنها ان تراقب شخصاً آخر يذوي ويموت.
هبت واقفة وراحت تذرع أرض الغرفة. احست باللون الرمادي الذي غطى جدران الكوخ يضغط على اعصابها بعد ان غابت الألوان عن المكان باستثناء الورق الذي يلف مشترياتها . نقلت نظرها من عبوة إلى اخرى وتوقفت عند علبة مزيج الكيك التي اضافتها إلى مشترياتها لسبب ما . ماذا؟ هل ظنت انها ستقيم حفلات شاي؟ وعلت ضحكتها تدريجياً ما جعل مولي تنبح بصوت خافت .ريحانة
ليتها تستطيع ان تقيم حفل شاي. وتصاعدت من اعماقها تنهيدة قبل ان تعضّ شفتها وتلقي نظرة اخرى على علبة الكيك. يمكنها ان تحضرها من اجل كينت كعربون شكر الذي قدمه لها الليلة الماضية .
وعادت تعض شفتها من جديد . ارادت ان تكتشف ما يدفعه للتصرف على هذا النحو, ما الذي يجعله قويا إلى هذا الحد. ارادت ان تصبح مثله . ووضعت لاءحتها جانباً ومدت يدها لتحضر وعاءاً كبيراً .منتديات ليلاس
فرك كينت يديه ببعضهما فيما هو ينتظر الشاي ليتخمر . يمكنه الآن وبعد ان انهى عمله ان يسترخي ويستمتع بنور فترة بعد الظهر الذهبي الذابل, وهو الوقت المفضل لديه.
لقد أمن الطعام والماء للماشية , فهو يربي قطيعاً صغيراً بما يكفي ليتمكن من الاهتمام به بنفسه. كان الاهتمام بالماشية والأكواخ يكفي لإبقائه مشغولاً طيلة اليوم .
اما الليالي... لا شيء ابداً!
وتناهى اليه صوت قرع على باب المنزل الخلفي فاستدار . جوزي؟ لابد انها هي فنادراً ما يقصده الزوار , وهذا مايرغب فيه. لم يكن رجلاً اجتماعياً وظن انه اوضح لها هذا في الصباح.
|